Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 26

‫التفريغ النصي حملاضرة صعود بال قيود‬

‫كلمة الناشر‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين‪ ،‬نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫أجميعين ‪ .‬أما بعد‪:‬‬
‫ذات يوم أخبرني أحد زمالئي عن هذا المحاضرة ألسمعه‪ ،‬وثم بحثت وجدته في موقع اليوتيوب وسمعته‬
‫واستفد من المحاضرة كثير وهذا بفضل هللا‪ ،‬وثم بحثت التفريغ النصي للمحاضرة ووجدته في موقع شبوة نت‬
‫لكن جزء من المحاضرة كان غير موجودة وفكرت أن أقوم بنسخ التفريغ من موقع وأكتب ما هو ناقص وأنشر‬
‫في مكتبات اإلكترونية حتى يستفيد الجميع‪ .‬اسأل هللا أن يتقبل منا ومنكم صالح األعمال‪.‬‬

‫وهذا ما قمت باإلضافة أثناء التنسيق‪:‬‬


‫‪ -3‬وضعت لون (●) لـ لفظ الجاللة‪.‬‬
‫‪ -3‬وضعت اللون (●) لـ آليات القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -4‬وضعت اللون (●) لـ األحاديث الرسول ‪.‬‬

‫يونس رحيم هللا أحمد‬

‫الصفحة ‪1‬‬
‫الفرس‬

‫المقدمة ‪2 ....................... ................................ ................................‬‬


‫قيود النجاح ‪3 ................... ................................ ................................‬‬
‫القيد الثاني ‪7 .................... ................................ ................................‬‬
‫القيد الثالث ‪33 ................. ................................ ................................‬‬
‫القيد الرابع ‪31 ................. ................................ ................................‬‬
‫القيد الخامس ‪37 ............... ................................ ................................‬‬
‫القيد السادس ‪22 ............... ................................ ................................‬‬
‫القيد السابع ‪22 ................. ................................ ................................‬‬
‫القيد الثامن ‪23 ................. ................................ ................................‬‬
‫القيد التاسع ‪24 ................. ................................ ................................‬‬
‫القيد العاشر ‪24 ................ ................................ ................................‬‬
‫المراجع ‪22 .................... ................................ ................................‬‬

‫الصفحة ‪2‬‬
‫المقدمة‬
‫موضوعنا اليوم موضوع هو الفيصل بين الناجحين والفاشلين وهو السر الذي صنع الفرق بين البشر بعد‬
‫توفيق هللا ‪‬‬
‫صعود بال قيود‬
‫موضوعنا هو سلم االرتقاء وبلسم العناء وهو أقصر طريق لتحقيق الذات موضوعنا عن النجاح‬
‫صعود بال قيود‬
‫لماذا تقدم الناس وبقيت أنا حيث أنا وكما هو أنا؟ إن الذين يستمتعون بالحياة ويشعرون بقيمة الومر أولئك‬
‫الذين لديهم أهداف يسعون وراءهم‬
‫صعود بال قيود‬
‫حدد هدفك واستعن بربك واستمتع بحياتك ولوال القمة ما صعدنا الجبل ولوال الجنة لتركنا العمل ولوال رحمة‬
‫هللا لفقدنا األمل‬
‫قيود النجاح‬
‫هدد هدفك وغير معتقداتك السلبية واقهر ظروفك واستثمر وقتك واترك المثبطين واعمل لتحقيق حلمك وبادر‬
‫وال تسوف واتفاءل بربك وال تطلب الكمال‬
‫قيود النجاح‬
‫من المؤكد أنك تنشد األمل وتسعى إلى الصعود فكسر كل القيود‬

‫صعودٌ بال قيود‬


‫لألستاذ ياسر الحزيمي‪.‬‬

‫الصفحة ‪3‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫والصالالة والسالالم على أشرف األنبياء والمرسلين‪ ،‬نبينا محم عد عليه وعلى آله الطيبين الكرام‪ ،‬أفضل‬
‫الص الالالالة وأتم التس الالالليم‪ ،‬خير من ص الالاللى وص الالالام‪ ،‬وأوتر بالليل والناس نيام‪ ،‬أقام دولة اإلس الالالالم‪ ،‬وحطم دولة‬
‫األصنام‪ ،‬علي ِه وعلى آله الطيبين الكرام‪ ،‬أفضل الصالة واتم السالم‪.‬‬
‫الحمد هللِ على االيمان‪ ،‬والحمد هللِ على نعمة األوطان‪ ،‬والحمد هللِ على الصحة في األبدان‪ ،‬والحمد هلل‬
‫ان جمع أحبتا ً وافوان‪ ،‬الحمد لك‪ ،‬ال نِد لك‪ ،‬من عالم ذر الخفي إلى الفلك‪ ،‬ما س الالار او طار فيه أو س الاللك‪ ،‬ما‬
‫جن او ملك‪ ،‬من عاش في الدنيا مديداً أو هلك‪ ،‬من كان في الدنيا وض الالالاليعا ً أو ملك‪ ،‬الكل قد‬ ‫إنس أو ع‬‫كان من ع‬
‫شهدوا‪ ،‬بأن الحمد لك‪ ،‬ال نِد لك‪ ،‬والشكر لك‪.‬‬
‫مرحبا ً بكم بهذا األمسية المباركة والتي اسأل هللا لنا ولكم فيها الخير والفالح والتوفيق والنجاح‪.‬‬
‫موضالالوعنا اليوم موضالالوع هو الفيصالالل بين الناجحين والفاشالاللين وهو السالالر الذي صالالنع الفرق بين‬
‫البشر بعد توفيق هللا ‪.‬‬
‫ب هارب بحث عنه كل مجته عد عامل واقتفى أثره كل طموح آمل‪،‬‬ ‫موضوعنا عن محبوب غاه ومطلو ع‬
‫حتى ظفر به العظماء‪ ،‬وعجز عنه القانعون الجبناء‪.‬‬
‫ق لتحقيق الذات‪.‬‬
‫موضوعنا هو سلم االرتقاء وبلسم العناء وهو أقصر طري ع‬
‫موضوعنا عن النجاح‬
‫يائس ينتظر النهاية‪ ،‬لن أتحدث عن أسالالراره ومبادئه‬
‫اليخ ع‬
‫حائر‪ ،‬ليس له غاية‪ ،‬أو شال ع‬
‫ع‬ ‫ب‬
‫أقدمه لكل شالالا ع‬
‫والعن مفاتحه أو منافعه‪ ،‬حديثي اليوم هو عن قيوده وأغالله‪.‬‬
‫قيود النجاح‬
‫تلك القيود التي كبلت الفاشالالالل‪ ،‬فحبسالالالته في زنزانة الخذالن‪ ،‬وتخلص منها الناجح فبلغ بمثابرته ب َّر‬
‫األمان‪ ،‬تأملت فيها كثيرا وجمعت آراء العلماء حولها قديما ً وحديثا‪ ،‬أضالالالفت لها جهد المقل وقليل المجتهد‬
‫عسالى هللا أن ينفع بها حاضالالرها ومحاضالالرها‪ ،‬فلسالالت اليوم ألوم وال أدور في دائرة المآسالي والهموم‪ ،‬ولكني‬
‫أحاول وإياكم أن نش الالرح ونلخص‪ ،‬وندرس ونشالالخص‪ ،‬لنقدم الحلول ونص الالل بإذن هللا إلى المأمول‪ ،‬نتناول‬
‫خاللها قيود النجاح العشرة‪ ،‬والتي من شأن القيد الواحد منها أن يكبل المرء فيش َّل حركته تماما‪ ،‬ويمنعه عن‬
‫المسالالير‪ ،‬ويقعد به حتى ينقطع أثره‪ ،‬ويغيب ذكره‪ ،‬ويصالالبح نسالاليا ً منسالاليا‪ ،‬لعلنا نطيل عليها واياكم اقالله‪ ،‬ثم‬
‫نسهب الحديث عنها اطاله‪ ،‬وهذي القيود هي‪:‬‬

‫قيود النجاح العشرة‪:‬‬


‫اوال‪ :‬غياب الهدف‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬المعتقدات السلبية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الظروف‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬الوقت‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬المثبطون‪.‬‬
‫الصفحة ‪4‬‬
‫سادساً‪ :‬أماني ِ بال تفاني ِ‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬التشاؤم وفقد األمل‪.‬‬
‫ثامناً‪ :‬المقارنات‪.‬‬
‫تاسعاً‪ :‬طلب الكمال‪.‬‬
‫عاشراً‪ :‬التسويف والمماطلة‪.‬‬
‫ولعلنا نستهل الحديث بأو ِل هذ ِه القيود‬
‫القيد األول‪ :‬غياب الهدف‪.‬‬
‫هل تمر عليك ليال وأيام وأسابيع وشهور‪ ،‬وأنت كما أنت؟‬
‫هل نظرت إلى نفسك قبل سنة‪ ،‬ونظرت لها اآلن ما الذي تغير؟؟‬
‫هل تغيرت أو تحسنت؟ أم أنني تأخرت وتدهورت؟‬
‫لماذا أخي األصغر قد تجاوزني؟ وصديقي األقرب قد فاقنيِ؟‬
‫لماذا تقدم الناس وبقيت أنا؟ حيث أنا وكما هو أنا احمد اللي قبل سنوات ما تغير شيء الطريق نفسه امشي‬
‫معه‪ ،‬والعمل نفسه أقوم به‪ ،‬والروتين نفسه أتجرعه كل يوم‪ ،‬األصحاب نفسهم التقي بهم المواضيع نفسها‬
‫كيومها إنه غياب الهدف!!‬
‫ِ‬ ‫اسمعها منهم‪ ،‬حتى أصبحت حياتي نسخة مكررة ً يومها ِ‬
‫كأمسها وغدها‬
‫ذلك القيد الذي كبَّل الكثير من الناس حيث أقعدهم وكبلهم وجعلهم يسالاليرون بال اتجاه محدد ويدورون‬
‫في حلقة مفرغة وقد أرجع العلماء غياب الهدف إلى ‪ 1‬أسباب‪:‬‬
‫اولا‪ :‬ان جزءاً من الناس غير مقتنع أساسا بأهمية تحديد الهدف لذلك هو ال يحدد هدفه نهائيا‪.‬‬
‫ثانيا ا‪ :‬عدم معرفته للطرق الصحيحة لتحديد الهدف وبالتالي هو يعرف أنه مهم لكن ال يعرف كيف يحدد‬
‫الهدف‪.‬‬
‫والقسم الثالث‪ :‬لديه قلة تقدير لذاته ولذلك هو ال يحدد هدفه‪.‬‬
‫أما القسم الرابع‪ :‬فهو قسم يخاف من الفشل فال يحدد أهدافه‪.‬‬
‫القسم الخامس‪ :‬هو اعتقاد يعتقده الناس أن التخطيط وتحديد األهداف يفقد الحياة عفويتها فيعيش بطريقة‬
‫آلي عة تيسرها الخطط وتحد مرونتها الجداول واألجندة‪.‬‬
‫وفي دراس عة أجريت في جامعة فيل األمريكية عام ‪3513‬م على عد عد من الخريجين حيث سئلوا سؤاالً‬
‫واحدا بعد تخرجهم‪:‬‬
‫س‪ -‬من منكم لديه أهداف واضحة ومحدده؟ فأجاب ‪ %3‬فقط أن لديهم أهدافا ً واضحةً ومحدده أما‬
‫الـ‪ %57‬الباقون فلم يحددوا أهدافهم‪.‬‬
‫وبعد ‪ 22‬سنه تم تفحص حياتهم فوجدوا أن الـ ‪ % 3‬الذي حددوا أهدافهم هم أكثر سعادةً ونجاحا ً ويملكون‬
‫نعم إنها األهداف !!‬ ‫ثروة تعادل أضعاف ما يملك الـ‪ 57‬الباقون مجتمعون!!‬
‫إن الناس في هذه الحياة في تحديدهم لألهداف على ‪ 3‬أصناف‪:‬‬
‫‪ -3‬رجل حدد هدفه وعزم أمره واتكل على ربه فوصل‪.‬‬
‫‪ -2‬ورجل حدد هدفه وتكاسل في طلبه ولم يصبر فوقع‪.‬‬
‫‪ -3‬ورجل لم يحدد هدفه ففقد وجهته وتاه في طريقه حتى هلك‪.‬‬
‫فأيهم أنت؟!!‬
‫الصفحة ‪5‬‬
‫[الملك‪]22 :‬‬‫صراطع ُّمست ِق عيم‪‬‬
‫يقول هللا ‪ :‬أفمن يم ِشي م ِكبًّا على وج ِه ِه أهدى أ َّمن يم ِشي س ِويًّا على ِ‬
‫يقول ابن كثير‪ :‬أي يمشي منحنيا ً ال مستويا ً على وجهه‪ ،‬ال يدري أين يسلك‪ ،‬وال كيف يذهب‪ ،‬بل تائه‬
‫حائر ضال‪ ،‬أهذا أهدى أم من يمشي منصب القامة على طريق واضح ب ِين‪.‬‬
‫لقد أثبتت الدراسات أن من ال هدف له تكثر لديه األمراض النفسية والتعاسة والقلق والتوتر العصبي‪.‬‬
‫راض عن يومه‪ ،‬وغير سالالالعي عد في عمله‪ ،‬الكثير يشالالالعر‬ ‫ع‬ ‫تأمل حال الكثيرين من حولك‪ ،‬الكثير غير‬
‫رغالالالالالالالالم كالالالالالالالالل‬ ‫بالسأم‪ ،‬والملل‪ ،‬أنا طفشان‪ ،‬أنا مليت‪ ،‬أنا زهقان‪ ،‬الحياة ما لها قيمة سبحان هللا !!‬
‫الملهيات التي تحيط بنا‪ ،‬والمسالالالليات التي نمتلكها‪ ،‬والنعم التي من بين أيدينا ومن خلفنا وهلل الحمد من قبل‬
‫ومن بعد‪ ،‬هذه األلفاظ الدارجة‪ ،‬والعبارات المألوفة التي نسالمعها بين حين وحين ماهي إال تعبير غير مباشر‬
‫عن غياب الهدف‪ ،‬قبل أشهر اتصل بي اثنان يشكوان الملل المتعب‪ ،‬والسكون المزعج‪ ،‬اتصال ال ليستشيرا‪،‬‬
‫فالالي بالالل الالالد‬ ‫في بل عد يسمع األذان فيه ‪ 1‬مرات !!‬ ‫بل ليودعا فقد قررا أن ينتحرا سبحان هللا !!‬
‫‪ ‬ومن أعرض عن ذِك ِري فالالالإِ َّن لالالاله‬ ‫طهره التوحيد وعظمه الوحي وكرمته قداسة الحرمين !!‬
‫م ِعيشةً ضن ًكا‪[ ‬طه‪]324 :‬‬

‫فاإلنسالالان بال هدفع سالالماوي او طموح أرضالالي يفقد غايته من الوجود‪ ،‬وتصالالبح حياته عبثا ً واعتباطا ً‬
‫وعشالالالوائية فهي حياة فارغة مملة‪ ،‬ال يهتم متى يص الالالحوا وال أين يذهب‪ ،‬وال كيف يتص الالالرف‪ ،‬بال لوحات‬
‫ترشالالده‪ ،‬وال قوانين تسالاليره‪ ،‬وال معايير تدفعه‪ ،‬إن الحياة تيار جارف‪ ،‬فإذا كنت ال تعرف أين سالالتذهب‪ ،‬فقد‬
‫سلمت أمرك لذلك التيار تتقاذفك الهموم‪ ،‬وتتالعب بك أمواج الملل‪ ،‬فمن لديه هدف واضح ينشده‪ ،‬فلن يشعر‬
‫بالملل‪ ،‬إن الهدف هو كلمة السالر في حياة المساللم االيجابي إن الذي يستمعون بالحياة ويشعرون بقيمة الوقت‬
‫هم أولئك الذين لديهم أهداف يسالعون ورائها أما الذين يشكون بطء الساعة وتثاقل الوقت فهم أولئك التائهون‬
‫الذين يعيشون بال غاية‪.‬‬
‫يقول ماكسالويل مالتز عالم النفس األمريكي المشالالهور‪" :‬اإلنسالان يشالالبه الدراجة إذا لم يسالر إلى األمام‬
‫باتجاه مقصود وإال فانه سيترنح ويسقط"‬
‫أثبتت دراسالالة كويتية أن أعداد كثيرة من الناس تموت‪ ،‬أو تصالالاب بأمراض نفسالالية‪ ،‬او عضالالوية‪ ،‬بعد‬
‫سن التقاعد‪ ،‬ال لسبب تقدم العمر بل بسبب فقدان الهدف !!‬
‫فاإلنسان يستمتع عند صعوده الجبل حتى يصل الى ق َّمتِه فإذا بلغها فهو امام خيارين‪:‬‬
‫إلى أين؟ ال‬ ‫إما أن يبحث عن قمة أخرى ويستمتع في صعودها او ان ينزل ويهبط وينحدر‪.‬‬
‫أدري !‬
‫يا من حصلت على وظيفة مرموقة هل اكتفيت بهذا االنجاز؟‬
‫يامن استكمل بناء بيته أو تزوج فتاة أحالمه أو زوج أبنائه أو أكمل دراسته هل ستبحث عن قمة اخرى؟‬
‫وهدف آخر؟‬
‫أو ترضالالى بما انت عليه وعندها كن مسالالتعداً لدفع الثمن‪ ،‬ان من ال يتقدم يتقادم يقول هللا ‪ِ  :‬لمن‬
‫ال ثبات وال بقاء‪ ،‬إما ان تخطوا الى االمام او تتراجع الى‬ ‫شاء ِمنكم أن يتقدَّم أو يتأ َّ‬
‫خر‪[ ‬المدثر‪]37 :‬‬
‫الخلف‪ ،‬ومشتت العزمات ينفق عمره حيران‪ ،‬ال ظفر وال اخفاق يقول عمر بن عبد العزيز ‪" :‬ان لي نفسا‬
‫تواقة‪ ،‬تاقت إلى فاطمة فتزوجتها‪ ،‬والى اإلمارة فنلتها‪ ،‬وإلى الخالفة فتوليتها‪ ،‬واآلن تاقت نفسالي إلى الجنة"‬

‫الصفحة ‪6‬‬
‫ينتقل من قم عة إلى أخرى‪ ،‬ومن هدف إلى هدف أسمى‪ ،‬هذه هي الحياة التي تستحق أن تعاش‪ ،‬حدد هدفك‪،‬‬
‫واستمتع بحياتك‪ ،‬وعالج آفة الملل بالجد والطموح والعمل‪ ،‬حدد هدفك وتوكل على ربك‪ ،‬واعمل بجهد وجد‪،‬‬
‫فان الكسالالالل والفراغ يفسالالالد‪ ،‬فالطائرة في الجو قد تتعرض لخطر عند هبوطها أو إقالعها أو عند تحليقها‪،‬‬
‫ولكنها إذا توقفت في مدرجها فإنها ال محالة ستتعرض لخطر التآكل والصدأ والبطالة اشد فتكا ً‪ -‬وربي ‪ -‬من‬
‫الصالالدأ‪ ،‬حدد هدفك‪ ،‬وارسالالم طموحك‪ ،‬فالمرء عندما يحدد هدفا‪ ،‬يملئ عقله ويسالالكن قلبه‪ ،‬ويشالالغل وقته‪ ،‬فانه‬
‫يصالبح إنسانا ً مختلفا ً من نسج نفسه‪ ،‬يعيش بين الناس‪ ،‬ولكن له أرضا ً خاصةً به يرى فيها ما ال يرون‪ ،‬يرى‬
‫فيها طموحه وأحالمه وفرص الاله وآماله في وقت اعمى الكسالالالل أعين الناس من حوله‪ ،‬حدد هدفك واسالالالتعن‬
‫بربك‪ ،‬واسالالالتمتع بحياتك‪ ،‬فلوال القمة‪ ،‬ما صالالالعدنا الجبل‪ ،‬ولوال الجنة لتركنا العمل‪ ،‬ولوال رحمة هللا لفقدنا‬
‫االمل‪.‬‬
‫نفسك ماذا اريد ان اكون بعد ‪32‬‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ت كذلك سال ِ‬
‫أخي الحبيب‪ ،‬أختي الحبيبة‪ :‬هل سالت نفسك وأن ِ‬
‫سنوات من اآلن ‪ -‬امد هللا في اعمارنا على طاعته ‪ -‬هل تساءلت؟ هل تأملت؟ بعد عمر مديد بعد أن توسد‬
‫الثرى ماذا تريد ان يقال عنك كان رحمه هللا !!‪ ..‬ماذا؟ ماذا؟ رجال؟ كان مؤثرا؟ مبدعا؟ كانت تقية؟ كانت‬
‫رائعة؟ ماذا تريد أن يقال؟ تبغاهم يقولون ونعم؟ ! ترى والنعم صعبه ! صحيح ‪ 3‬حروف لكنها صعبه ! بل‬
‫لو كتبت نعيا لنفسك‪ ،‬ماذا ستكتب عن نفسك؟ ماذا ستكتب؟ كان رحمه هللا ماذا؟ كنت ماذا؟‬
‫سؤال تبدأ اجابته من اآلن‪ ،‬فما انت عليه االن هو نتيجة لما كنت عليه في الماضي‪ ،‬وستكون عليه في‬
‫المستقبل يتحدد وبشكل كبير على ما انت عليه االن‪ ،‬حدد أهدافك‪ ،‬وعش حياتك‪ ،‬واستمتع بها‪ ،‬حدد أهدافا ً‬
‫لك في عالقتك مع هللا ‪ ‬أهدافا ً لك في أسرتك‪ ،‬وأهدافا ً في عملك‪ ،‬وأهدافا ً في عالقاتك االجتماعية‪ ،‬وأهدافا‬
‫في ثقافتك وجسدك‪ ،‬وصحتك‪ ،‬وأصدقائك‪ ،‬حدد أهدافك واسع لتحقيقها‪ ،‬وعندها ستجد ان الدنيا لها طعم‬
‫آخر‪ ،‬وان الحياة من اجل هدف سام حياة تستحق أن تعاش !!‬
‫فعش حياتك واستمتع بإنجازاتك وكن كما يجب أن يكون عليه كل عظيم يعرف قدر نفسه حدد هدفك من‬
‫اآلن قبل فوات األوان !!‬

‫القيد الثاني‪ :‬المعتقدات السلبية‪.‬‬


‫من منكم يستطيع ان يحفظ القرآن؟ في سنه !‬
‫من منكم يريد ان يصبح دكتوراً؟ مهندساً؟‬
‫من منكم يريد ان يمتلك مليون لاير؟‬
‫من منكم يريد ان يكون مديرا ً ناجحا ً او تاجراً ثريا ً او داعيتا ً مصلحا ً ومؤثرا من منكم؟‬
‫في احدى التجارب وض الالع دب كبير في ش الالبك يحيط به‪ ،‬فكلما س الالار الدب خمس الالة امتار الى اليمين‬
‫اصالالطدم بالشالالبك‪ ،‬وقد كان الشالالبك موصالالوالً بالكهرباء‪ ،‬وظل على هذه الحال اياما واسالالابيع‪ ،‬وبعد مدة ازيل‬
‫الشالالبك ولكن الدب مازال يسالالير ‪ 1‬امتار الى اليمين ويتوقف‪ ،‬ويسالالير ‪ 1‬امتار الى اليسالالار ويتوقف‪ ،‬اين كان‬
‫الشبك يا ترى؟ كان في عقله‪.‬‬
‫وفي احدى التجارب على حوض من األسالماك‪ ،‬حيث قسالم الحوض الى نصالفين‪ ،‬نصف وضعت فيه‬
‫بعض االسالالماك الصالالغيرة‪ ،‬والنصالالف االخر وضالالعت فيه سالالمكة قرش مفترسالالة‪ ،‬ووضالالع حاجز في منتصالالف‬
‫الحوض‪ ،‬حاجز زجاجي شالالالفاف وبعد فترة قطع عن سالالالمكة القرش الطعام فأثار الجوع حفيظتها‪ ،‬حاولت‬
‫الصفحة ‪7‬‬
‫الوصالالول لألسالالماك الصالالغيرة حاولت مرة ومرة اخرى لكن بدون جدوى‪ ،‬كانت تصالالطدم بالحاجز‪ ،‬تكررت‬
‫المسالألة مرة تلو اخرى حتى يئسالت وتعبت واسالتساللمت للجوعِ والتعب‪ ،‬وعندها قام العلماء الذين قاموا على‬
‫هذه التجربة‪ ،‬قام العلماء بنزع الحاجز وبدأ السالالمك الصالالغير يقترب منها‪ ،‬ولكنها السالالمكة المسالالكينة تسالالبح ثم‬
‫تسبح وتتوقف عند مكان الحاجز حيث كانت تحاول هناك وتفشل سبحان هللا !! اين كان الحاجز؟ قطعا ً في‬
‫عقلها !‬
‫طاقم لتنظيف وصيانة الطائرات‪ ،‬وبعد توقف الطائرة ونزول الركاب‬ ‫ع‬ ‫ويحكي ان رجالً كان يعمل مع‬
‫باشالالر عمله مع أصالالدقائه‪ ،‬وعند انتهائهم نزلوا ليسالالتريحوا‪ ،‬ولكن احدهم دخل الى ثالجة الطائرة وفي لمح‬
‫البصالر انغلق الباب عليه فاخذ يصالر ويصر وينادي ويستغيث ويستنجد وال فائدة فال مجيب فأصحابه قد‬
‫ذهبوا لمنازلهم والطائرة لن تعمل قبل ‪ 3‬ايام فاخذ يص الالالر وينادي ولكن برودة الجو داخل هذه الثالجة‪،‬‬
‫انهكت قواه فاخذ يجري ويتحرك بداخلها حتى ال يتجمد الدم في عروقه الى ان تعب واعياه التعب وس الالقط‬
‫على األرض‪ ،‬فاخذ ورقة وقلما واخذ يكتب رسالالالالة ألصالالالدقائه لماذا تركتموني؟ اين الصالالالداقة واين االيام‬
‫الخوالي؟ ! واين واين؟ وبعد فترة افتقده اهله فبحثوا عنه مع طاقم الطائرة ورجال االمن‪ ،‬فوجدوه داخل‬
‫ب ألص الالحابه‪ ،‬يخبرهم انه مات من البرد في هذا المكان‬ ‫الثالجة جس الالداً ال حراك به‪ ،‬وقد كتب رس الالالة عتا ع‬
‫المتجمد‪ ،‬ولكن الغريب في االمر احبتي ان الثالجة كانت ال تعمل !! كانت مفصالالولة ! اين كانت البرودة ؟‬
‫قطعا في ذهنه !‬
‫كم هي المعوقات التي تسكن في عقولنا‪ ،‬وتتغذى عليها نفوسنا‪ ،‬وتتحكم في حياتنا ما اكثر ما نسمع‬
‫كلمة مستحيل‪ ،‬وصعب‪ ،‬وال يمكن‪ ،‬ما اعرف‪ ،‬ما اقدر !‬
‫هذه الكلمات التي ال تصف الواقع‪ ،‬بل تصف واقع قائلها‪ ،‬وطريقة تفكيره‪ ،‬فال مستحيل اال ما كان‬
‫سنة كونية تجري في كل زمن وعلى كل بشر‪ ،‬ان مساحة الممكن تتسع كلما تعلمنا اكثر‪ ،‬وجربنا اكثر‪،‬‬
‫وحاولنا اكثر‪ ،‬اما التردد والتشاؤم فيصبغ كل ما حوله بصبغة المستحيل المتعذر ان االستحالة شيء نسبي‬
‫يقاس على الفرد نفسه فما هو مستحيل علي ممكن لغيري ويبقى السؤال‪ :‬لماذا هو إذن ممكن لغيري؟؟ !‬
‫هل ناقشت نفسك لماذا استطاع فالن أن يفعل ذلك ولم استطع انا؟‬
‫والقاعدة تقول ان ما هو ممكن لغيري ممكن لي‪ ،‬اذا فعلت ما فعل وبذلت ما بذل‪ ،‬ان الرجل الذي ال يعرف‬
‫السباحة مستحيل ان يقطع النهر‪ ،‬ولكن لو تدرب وتعلم كغيره ألصبح المستحيل بالنسبة له ممكنا‪ ،‬ان‬
‫المعتقدات هي تعميمات تشكلت من خالل تجارب ماضية‪ ،‬وهذه المعتقدات تتدخل في رسم صورةع ألنفسنا‬
‫ونوعية ردود افعالنا تجاه المستقبل‪ ،‬معتقداتنا التي في عقولنا تشكلت بسبب تجارب مررنا بها‪ ،‬هذا‬
‫المعتقدات اصبحت ترسم صورة داخليه ألنفسنا ان كانت معتقداتنا ايجابية ستكون هذه الصورة مشرقة‬
‫وايجابية وان كانت سلبية ‪ -‬قطعا ‪ -‬ستكون هذه الصورة سلبية‪ ،‬وايضا هذه المعتقدات اصبحت ال تتدخل في‬
‫رسم الصورة فقط وانما ايضا تختار نوعية ردود افعالنا مستقبال تجاه امر من االمور فمن اعتقد انه ضعيف‬
‫الذاكرة بسبب مواقف وتجارب في الماضي مرت به فسترتسم في ذهنه صورة الضعف‪ ،‬وستكون ردة فعله‬
‫اذا طلب منه ان يحفظ شيئا مطابقة لمعتقده وبالتالي سيتعذَّر باالستحالة وعدم القدرة ودعني اعود واياكم الى‬
‫السؤال الذي طرح قبل قليل من منكم يريد حفظ القران؟ من منكم يريد ان يملك مليون؟‬
‫بربك ما الجواب الذي سمعته من الداخل؟‬ ‫ِ‬ ‫واسالك‬
‫ِ‬ ‫اسالك بربك‬
‫هل كان صوتا يحفزك؟ ام كان صوتا ناقدا مثبطا؟‬
‫هل قال لك ذلك الناقد الخفي الذي تحمله بين جنبيك ذلك الناقد السلبي الذي تستمع لكالمه على انها اوامر‬
‫الصفحة ‪8‬‬
‫هل قال لك اي هين ! انا وين وهذا وين ؟ !‬
‫هل قال لك مستحيل ؟ ال استطيع‪ ،‬ما اقدر‪ ،‬يا سهل الكالم خل عنك‪ ،‬هل قال لك ذلك؟‬
‫او قال لك اي كلمة من الكلمات المشهورة التي ال اعرف كيف تكتب او تنطق لكنني ‪ -‬وهللا ‪ -‬اعرف جيدا ً‬
‫عمق اكثرها وقوة تأثيرها‪ ،‬ان اعتقادك السلبي عن نفسك قد يقيد قدراتك ويحبس امكاناتك‪ ،‬ويقيدك في‬
‫مكانك ويش َّل حركتك وقد يدفعك لألمام اذا كان ايجابيا محفزا ان حديثك السلبي عن نفسك يسلبك احالمك‬
‫ويقيد عملك‪.‬‬
‫تقول احدى الدراس الالالات االمريكية التي اجريت عام ‪3523‬م عن التحدث عن الذات ان ‪ %22‬من‬
‫حديثنا ألنفسالنا هو حديث سلبي‪ ،‬ويعمل ضد مصلحتنا مما يسبب اكثر من ‪ %71‬من االمراض التي تصيبنا‬
‫بما فيها امراض الضغط والسكري والنوبات القلبية‪.‬‬
‫وفي دراسة اخرى تبين اننا نتحدث ألنفسنا في الساعة الواحدة ماال يقل عن ‪ 2222‬كلمة ‪ %22‬منها‬
‫حديث سالاللبي عن الذات‪ ،‬او حديث سالاللبي عن االخرين ! ‪ 2222‬كلمة في سالالاعة واحدة !! نتحاور فيها مع‬
‫انفسنا فياليت ِشع ِري مالذي يجري داخل عقولنا وبين اضلعنا؟ ولماذا كل هذا؟ لماذا؟ لماذا؟‬
‫يا اخي انا وانت كغيرنا من البشر نفشل وننجح نصيب ونخطئ نسير ونتعثر نعلو ونسقط هذه سنة‬
‫الحياة ولكن عندما نركز على اخطائنا وفشلنا فإننا لن نرى سوى االخفاق يمأل اركان الحياة جرب ! جرب‬
‫كف يدك ‪ -‬اذا تكرمت ‪ -‬امام عينك ماذا سترى؟‬‫ان تضع َّ‬
‫قطعا ً لن ترى سوى يدك وقد سدت االفق ولكن لو ابعدتها عن وجهك قدر ما تستطيع سترى كل شيء في‬
‫حجمه الطبيعي سترى يدك بحجمها الطبيعي وترى المكان من حولك كما هو بال تهوي عل او تهوين هذه هي‬
‫اخطاؤنا وهذه هي طريقة رؤيتنا لهذه االخطاء فاذا ركزنا دائما عليها وفكرنا بها دوما فإنها ستحجب عنا‬
‫كل نجاح في حياتنا وتقيدنا عن العمل وتحكم علينا بالفشل جرب واسال اي انسان‪:‬‬
‫كم مرة نجحت؟ ماهي مميزاتك؟ ما انجازاتك؟‬
‫فانه سالاليفكر قليال ثم يعطيك االجابة ولو سالالالته عن عيوبه ونقاط ضالالعفه فان االجابة جاهزة سالالريعة‬
‫خاطفة ومدعمة باألدلة والبراهين لماذا كل هذا؟ وفي صالح من يصب هذا؟‬
‫ان حديثك الداخلي لنفسالالك يشالالكل حياتك‪ ،‬ان حديثك الداخلي لنفسالالك يشالالكل حياتك‪ ،‬يقول ابن القيم في‬
‫كالم عجيب بديع كعادته‪" :‬مبدأ كل علم" ‪ -‬تأمل هذا الكالم ‪" -‬مبدأ كل علم او عمل الخواطر واالفكار‪ ،‬فإنها‬
‫توجب التص الالالورات‪ ،‬والتص الالالورات تدعوا لإلرادات‪ ،‬واالرادات تقتض الالالي وقوع الفعل" فالفكرة ترس الالالم لي‬
‫تصالوراً‪ ،‬تصالوراً ما وهذا التصالور يبعث ويحرك اإلرادة عندي وهذه االرادة تدفعني للعمل فأسالألك باهلل من‬
‫كانت افكاره وخواطره سالاللبيةً وضالالعيفة فماذا سالالتكون افعاله ونتائجه‪ ،‬ومن اعتقد في نفسالاله انه ناقص قاصالالر‬
‫ساللبي فاشالل فماذا ‪ِ -‬بر ِبك ‪ -‬سالتكون شخصيته وعندها فلن توجد اي قوة بشرية على وجه االرض يمكن لها‬
‫مسالاعدته وتشجيعه ال يمكن ايها االفاضل ان نضع في عقولنا اوهاما ومخاوف ثم نطالب اجسادنا بالشجاعة‬
‫واالقدام ان سلوكنا وتصرفاتنا ترجمة لخواطرنا وافكارنا ومعتقداتنا عن انفسنا‪.‬‬
‫يا اخي لو وضالالعت في الكاس عسالالال فانك سالالتشالالرب عسالالل لو وضالالعت حنضالالال فلن تتذوق سالالوى‬
‫الحنضالل ولو وضالعت في المسالجل قرآن يطلع لك قرآن تضالع قصالائد تطلع لك قصالائد وكذلك عقلي وعقلك‬
‫تفكر بالضالالعف فابشالالر بالضالالعف تفكر بالدون فلك الدون والهون حارب الناقد الداخلي الذي يثبطك ويحاول‬

‫الصفحة ‪9‬‬
‫اعاقتك وتخذيلك واسالالتعن باهللِ عليه يقول ابن الجوزي‪" :‬ان رأيت تثبيطا ً من الباطن فاسالالتغث بعون اللطيف‬
‫لعلك تتعلق بقطار المجتهدين"‬
‫وهللا يا احبتي طلبت مرة ان نتخيل انفس الالالالنا ونحن نحقق اهدفنا ونبلغ غاياتنا قلت كل واحد يتخيل‬
‫عبادته وبيته وراتبه وحياته وعمله وسيارته وكيف ستكون حياته في المستقبل فقاال احدهم انا تخيلت بس ما‬
‫ادري قلت كم تخيلت مثال راتبك؟‬
‫قال تخيلت راتبي ‪!!3722‬‬
‫قلت له‪ :‬يا رجل خياال!!‬
‫قال‪.1222 :‬‬
‫قلت‪ :‬تخيل خيال فقط محد مسوي لك شيء !!‬
‫قال ‪ 7222‬وخالص وهللا ما استطيع‪.‬‬
‫قلت له‪ :‬ال معليش تخيل ‪.32222‬‬
‫قال‪ :‬اووف!! ‪32222‬؟ لو معي ‪ 32222‬اصال ما جلست في السعودية!!‬
‫قلت له‪ :‬ليش وين بتروح؟‬
‫قال‪ :‬ابروح لجده!! ياهلل!!‬
‫ان بعض الناس وهللا لديه مشالالكلة حتى في خياله يقول طابور‪ :‬سالالال الممكن المسالالتحيل اين تسالالكن؟‬
‫الممكن يسال المستحيل اين تسكن؟ فقال‪ :‬في احالم العاجز !‬
‫ان الناجحين ال يوجد في قاموس حياتهم كلمة مستحيل او ال استطيع او يمكن او صعب ان المعتقدات‬
‫التي نعتقدها عن انفسالالنا ونعتقدها فيما حولنا يجب ان نراجعها احبتي يجب ان نراجع تلك المعتقدات ويجب‬
‫ان نغير السالاللبية منها واعلم ان اي اعتقاد سالاللبي عندما تفكر فيه يضالالعف تناقشالاله يهرب تحاربه يرحل ولن‬
‫يعود اال اذا سمحت له !!‬
‫اعيدها‪ :‬اي اعتقاد ساللبي عندما تفكر فيه يضالعف عندما تناقشه يهرب عندما تحاربه يرحل ولن يعود‬
‫اال اذا سمحت له !!‬
‫خذ مثال هذا االعتقاد‪ :‬وهللا يا اخي القران صعب صعب احفظه وانا اصال ذاكرتي ضعيفة هذا اعتقاد‬
‫يمكن لنا مناقشة هذا االعتقاد وضحده ورده وزعزعته مثال اسال نفسك قل لذلك الناقد الداخلي لذلك االعتقاد‬
‫السلبي‪:‬‬
‫لكن كم واحد حافظ؟‬
‫كم واحد استطاع ان يحفظ؟‬
‫ابدا ناقش هذا االعتقاد انا اعرف فالن واعرف قدراته انا احسن منه ومع ذلك استطاع ان يحفظ وانا ما‬
‫استطعت ! بل فيه مليون حافظ في بلد ال يتكلم العربية كباكستان مثال اذن اين المشكلة؟ هل المشكلة ألني‬
‫انا ما اصلح او ألنه بذل جهد فوصل وانا ما بذلت الجهد ! لذلك انا احتاج ابذل جهد حتى اصل مثله‪.‬‬
‫اعتقاد آخر‪ :‬انا ما استطيع اترك التدخين ! مستحيل اتركه وال ساعة!‬
‫هذا اعتقاد كنت أناقش احدهم قلت له ابد أبدا ال تستطيع؟‬
‫قال‪ :‬أبدا وهللا ما استطيع وال ساعة واحده‪.‬‬
‫الصفحة ‪11‬‬
‫قلت له‪ :‬طيب في رمضان؟‬
‫قال‪ :‬آآ رمضان ! ال غير ! رمضان غير !!‬
‫قلت له‪ :‬رمضان غير؟ ! اذن ليس االمر مستحيل فقال صح بس هو صعب اني اترك التدخين‬
‫قلت له‪ :‬آآه هنا فرق كبييير هنا فرق كبير جداً انا اتفق معك على صعوبته ولكن هناك فرق بين كلمة‬
‫مستحيل اتركه وصعب اتركه لذا ال تقل ال استطيع بل قل ال أريد أن أتعب في تركه!‬
‫ال تقل ال استطيع ولكن قل ال أريد أن ادفع ثمن التغيير والنجاح‪.‬‬
‫يقول احدهم وهللا ما أقدر أقوم الفجر أنا نومي ثقييييل وسويت كل شيء نمت بدري وحطيت ساعة‬
‫وحطيت منبه وحاولت بس وهللا ما قدرت‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬إذن فأنت كذلك تتأخر عن عملك قال لي بالعكس أنا منتظم في حضوري‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬اذن المسالة مسالة اراده وليست مسالة قدرة واستحالة‪.‬‬
‫احدهم يقول‪ :‬انا عصبي جداً وهللا ما اتحمل هذا اعتقاد اعتقاد سلبي عن النفس وبالتالي يقول يعني‬
‫انني من شدة عصبيتي انني اضرب ابني ألتفه االسباب ثم اتندم وقد حاولت ان اكبح جماح غضبي فما‬
‫استطعت‪.‬‬
‫قفلت له‪ :‬لو عمل ابن رئيسك في العمل او ابن جارك ما يعمله ابنك من التخريب او االزعاج فهل‬
‫ستضربه؟ هل ستعاقبه؟ ام ستتمالك نفسك؟‬
‫فقال‪ :‬ال وهللا ولد الجيران غير والمسالة تختلف‪.‬‬
‫قلت له‪ :‬ال وهللا غير بالنسبة لما تقتعده انت عن نفسك المسالة مختلفة ألنك نظرت لها من زاوية االمكان‬
‫وليس من زاوية االستحالة‪.‬‬
‫اخي الفاضالالل اختي الفاضالاللة دعني اخبرك من انت دعني اتجول في عقلك ان سالالمحت لي حتى ارى‬
‫واياك قدراتك والعظمة التي اعطاها هللا ‪ ‬لك والتي اودعها داخل هذا العقل ألقدم لك ادلة ضالالد اي ادعاء‬
‫بالنقص يمكن ان يوجهه لك ذلك الناقد الخفي الذي نحمله في عقولنا يحتوي عقلي وعقلك على ‪ 3222‬مليار‬
‫خلية ويتشالعب منها ‪ 32‬االف رابط يربطها ببعضها لينتج لنا ‪ 32‬اس ‪ 3322‬يعني ‪ 32‬قدامها ‪ 3322‬صفر‬
‫من طرق االرتباطات فتبارك هللا احسن الخالقين‪.‬‬
‫ويحمل عقلك ‪ 312‬مليار عصالالبون في الدماغ لو جمعت كل كمبيوترات العالم بما فيها كمبيوتر ناسالالا‬
‫لما تجاوز ‪ 31‬مليار خلية ولو طلب منك ان تعد خاليا دماغك بمعدل ثانية لكل خلية الحتجت الى ‪ 32‬الف‬
‫سنة إلحصائها !! فتبارك هللا احسن الخالقين‪.‬‬
‫ويقول علماء االعصاب اننا ال نستخدم سوى ‪ %32‬من قدرات عقولنا فماذا يعني هذا الكالم؟‬
‫هذا يعني ان االنسالان لو تلقى ‪ 32‬معلومات كل ثانية لمدة ‪ 72‬سالنة فانه لن يسالتخدم سوى ‪ %31‬من‬
‫قدرات عقله ومسالالاحة دماغه ولو اسالالتغل ‪ %42‬من قدراته السالالتطاع اتقان ‪ 7‬لغات وقرابة ‪ 322‬الف مجلد‬
‫يعيها ويحفظها ولحصل على ‪ 32‬شهادة دكتوراه في اي مجال يريده فتبارك هللا احسن الخالقين !‪.‬‬
‫اتحدى اي كمبيوتر في العالم ان يكون مثلك ويكون تنفيذه للعمليات العقلية كما هو انت كما هو عقلي‬
‫وعقلك لو احضالالرنا بجانبك جهاز حاسالالوب طلبت منك ان تتذكر صالالورة ان تحضالالرها من ذاكرتك وطلبت‬
‫كذلك من الحاسالالوب ان يخرج الصالالورة نفسالالها من ذاكرته ويضالالعها على سالالطح المكتب وانت ضالالعها على‬
‫سطح عقلك فانا اتحدى اي كمبيوتر ان يسبق عقلك خذ مثال صورة الكعبة صورة كرة سفينة شجرة قطعا ال‬
‫الصفحة ‪11‬‬
‫شالالالك ان عقلي وعقلك يحمالن الكثير ويحتويان الكثير ومع ذلك هم اس الالالرع من الكمبيوتر في احض الالالارهم‬
‫واستدعائهم لهذه الصور‬
‫اخي الفاضل اختي الفاضلة كل ما ذكرته كان عن دراسات قصرت عن التعمق في الدماغ ألن‬
‫دراسة العقل بالعقل اشبه بمحاولة رؤية العين بالعين وقد وهللا تركت بعض الدراسات خشية ان اتهم‬
‫بالمبالغة فيه والتجاوز اقول هذه المعلومات ال شحذ الهمم واقطع الطريق على من يدعي العجز ويقول ما‬
‫اقدر احفظ خالص مخي قفل وراسي انتفخ وقدراتي ضعيفة ال وهللا!‬
‫ال وهللا تستطيع ولكن فقط حاول!‬
‫فقط حاول ان تجرب كما جرب غيرك ومن له يدين وراس يقولون يسوي سواة الناس‬
‫وداؤك مالالالالالالنالالالالالالك مالالالالالالا تشالالالالالالالالالالالالالعالالالالالالره‬ ‫دواؤك ف الالالالاليالالالالالك وم الالالالالا ت الالالالالبص الالالالالالالالالالالالره‬
‫وفالالالاليالالالاله انالالالالطالالالالوى الالالالالعالالالالالالالالالم االكالالالالبالالالالر‬ ‫وت الالحس الالالالالالالالالالب ان الالالك ج الالرم ص الالالالالالالالالغ الالي الالر‬

‫ان حديث االنسان مع نفسه وعن نفسه ال يخرج عن ‪ 3‬انواع‪:‬‬


‫‪ -3‬حديث سلبي مدمر يتغذى على كلمتي مستحيل وال استطيع‪.‬‬
‫‪ -2‬وحديث انهزامي‪ ،‬يقول القائل‪ :‬استطيع ولكن ممكن ولكن ! سهلة ولكن!‬
‫ألن كلمة لكن تجب وتلغي ما قبلها فلو قلت مثال لك انت ممتاز ولكن!‬
‫فانه سيتبادر الى ذهنك انني ابدأ بذمك والغي تميزك هذه االستثناءات تقف حائالً بين نجاحك وبين تأديتك‬
‫لهذا العمل‪.‬‬
‫‪ -3‬حديث ايجابي محفز متفائل محسن للظن فهذه انواع احاديثنا مع انفسنا فعلى ايها تعتمد انت هل‬
‫انت ممن يقول ال استطيع؟ ام ممن يقول استطيع ولكن؟ ! ام ممن يقول استطيع بحول هللا وقوته؟‬
‫راجع معتقداتك عن نفسالك وناقشالها وتحاور معها اذا خاطبتك نفسك وقالت ال اعرف فقل لها يا نفس‬
‫تعلمي وان قالت ال اقدر فقل لها يا نفس حاولي وان قالت مسالالتحيل فقل لها يا نفس جربي فقط جربي وان‬
‫قالت جربت ولكن ! فقل اس الالتمري وواص الاللي وان قالت لم ينفع فقل غيري واس الالتبدلي وان قالت اخاف ان‬
‫اخطئ فقل ومن ذا الذي ال يخطئ وال معص الالوم بعد الرس الالل يا نفس اخطئي ثم اخطئي ثم اخطئي وتعلمي‬
‫واسالالمتعي يا نفس من حقك ان تنجحي وال نجاح بال فشالالل وال تعلم بال خطأ فإن قالت صالالدقت ولكن قل لها‬
‫كفى عفوا اصمتي االمر لك والقرار بيدك فاختاري ما تريدين اما الفوز او الخسارة اما التقدم او التراجع اما‬
‫ان تكون او لترضي بالدون‪.‬‬
‫احبتي لو اسالتطعنا ان نخاطب انفسالنا بهذه الطريقة السالالتطعنا اعادة التوازن لها واسالالتطعنا ان نقضالالي‬
‫على ذلك الصوت الداخلي الذي يطالبنا بالعجز ويدعونا للكسل‪.‬‬
‫ايها االفاضل‪:‬‬
‫من قال استطيع ان احفظ القرآن واستطيع ان اتعلم لغة اخرى واستطيع ان اكون فاعال في مجتمعي فقل له‬
‫صدقت ومن قال ال استطيع ان افعل ذلك ال استطيع ان احفظ هذا ال استطيع ان انجح ال استطيع ان انجز‬
‫فقل له صدقت!! المسالة تعود لك فماذا تعتقد عن نفسك؟‬

‫الصفحة ‪12‬‬
‫ورحم هللا امرأ عرف قدر نفسالاله وان قدرها عال ان قدرها رفيع وان هللا شالالرفها وان هللا كرمها وان‬
‫هللا كلفها وان هللا امرها بان ال ترضى بالهون وقد قال الرسول ‪" :‬اذا سألتم هللا فاسالوه الفردوس االعلى"‬
‫جعلني هللا واياكم في الفردوس االعلى ودعني اقول لكل من اعتاد ان يقول ال اسالالتطيع وال اقدر ومسالالتحيل‬
‫اسالك اذا كنت ال تستطيع في هذا الشيء فما الذي فعلته فيما تستطيع؟‬
‫ال اسالالتطيع حفظ القرآن كله فماذا عن حفظ جزء عم مثال؟ ولكل من قال مسالالتحيل ان افعل ذلك اقول‬
‫له ماذا فعلت فيما هو ممكن لك ان تفعله؟‬
‫سالؤال اترك اجابته لدفتر الزمن وسالجالت العمر وكل ادرى بنفساله ونهاية هذا القيد دعني اسالك‪ :‬لو‬
‫طلبت منك ان تمش الالي على خشالالبة عرض الالها متر وطولها عشالالرة امتار وهي موض الالوعة على االرض فهل‬
‫ستسير فوقها ام ال؟‬
‫وماذا لو رفعناها بين مبنيين بارتفاع ‪ 32‬طابق مثال فهل ستسير عليها؟‬
‫تساؤل اتركه يحلق في عقلك ولعل اجابتك هي االجابة نفسها التي اسمعها دائما وهي ال يمكن ان اسير فهذا‬
‫تهور ومجازفة سبحان هللا !‬
‫الخشبة نفسها العرض متر الطول ‪ 32‬امتار مالذي تغير؟‬
‫نعم وهللا الذي تغير هو نظرتنا للموقفين ففي الموقف االول كنا نضمن العبور اما في الموقف الثاني كنا‬
‫نخشى السقوط فتهيبنا من الموقف وكذلك هي الحياة اما العبور او السقوط ! المسالة تعود لقناعاتك انت!!‬
‫القيد الثالث‪ :‬الظروف‪:‬‬
‫يا أخي عندي ظروف هذا اللي هللا كتب لي راحت علينا انا زوجي كذا انا اسرتي كذا انا بيئتي كذا انا‬
‫استاذي كذا انا دراستي كذا يا احمد ليش ما كملت دراستك؟‬
‫قال هذا اللي هللا كتب لي يا فاطمة ِلم لم تحفظي القرآن؟‬
‫قالت‪ :‬ظروف اهلي ما تسمح لي اروح للحلقة كل يوم!‬
‫كل الناس لديها ظروف وكل الناس لديهم مشالالكالت وكل الناس ما تمشالالي معهم االمور زي ما يبغون‬
‫يا أخي الشالمس ال تشالرق كل صالباح والجو ال يصفو كل يوم والطيور ال تغرد كل حين لماذا تريد ان تكون‬
‫انت مختلفا؟ لماذا تريد ان تنجح دون تعب؟ او تنال بال ثمن؟ ! لماذا تتعذر بالظروف والعقبات؟ والدنيا‬
‫مطبوعة على االقدار !‬
‫يا أخي قدر هللا علي وما كملت دراستي ! ولو سمحت بتسلفني ‪122‬؟ ! واال ال تقعد تتفلسف علي !‬
‫نعم قدر هللا عليك نعم قدر هللا وما شالالاء فعل ولكن لماذا ال تدفع قدر هللا بقدر هللا كما يقول عمر ‪‬‬
‫لماذا؟ لماذا نعلل اخفاقاتنا بالقدر ونحمله ما ال يحت ِمل؟ ! وعاجز الرأي مضالالياع لفرصالالته ‪..‬حتى اذا فات امر‬
‫عاتب القدرا‪.‬‬
‫يقول ابن الجوزي‪" :‬التعلل باألقدار جهل‪ ،‬يقول قائل‪ :‬إن وفقت فعلت" نس الالمعهم وهللا يقولون ان هللا‬
‫يسر بقوم الليل ان هللا يسر ابجتهد ان هللا يسر ابسوي‪.‬‬
‫يقول ابن الجوزي‪" :‬لعمري ان التوفيق اصل الفعل ولكن التوفيق امر خفي ‪ -‬ما نقدر عليه ! ‪-‬‬
‫والخطاب بالفعل امر جلي فال ينبغي ان نتشاغل عن الجلي بذكر الخفي"‪.‬‬

‫الصفحة ‪13‬‬
‫يا اخي لس الالت اعز على هللا من االنبياء فقد قذف ابراهيم في النار فكان ابو االنبياء وسالالجن يوس الالف‬
‫فاصبح عزيز مصر وطرد محمد عليه الصالة والسالم من مكة فانشأ اعظم امبراطورية عرفها التاريخ هذه‬
‫حال االنبياء فلماذا تريد ان تكون مختلفا؟ !‬
‫ال تقول لي خالص ما في حل وهللا ‪ ‬يقول ِإ َّن مع العسالال ِر يسالال ًرا ال تقول لي صالالعبة والرسالالول ‪‬‬
‫يقول‪" :‬ما غلب عسر يسرين"‪.‬‬
‫ال تقل راحت راحت علي ! فالنجاح ليس له عمر محدد والنجاح ال صديق له سوى الصبور والنجاح‬
‫يكره الكسالالالالل والتبرير ويسالالالالتخف بالعقبات ال تقول لي عندي ظروف قاهرة وهللا ما تدري عني !! عندي‬
‫ظرووف ومشاكل هللا اعلم بها عندي وعندي وعندي وعندي !‬
‫الظروف احبتي وهللا ال تشالالكل حياتنا بل ردة فعلنا تجاه هذه الظروف هو من يحدث الفرق في حياتنا‬
‫اصالالالاب العمى رجال فاصالالالبح عالة على اهله واصالالالاب العمى ابن باز فكان عالم عصالالالره ! الحدث واحد‬
‫والظروف اتفقت وتشالالابهت ولكن ردود الفعل اختلفت فاختلفت النتائج مالذي جعل ذلك االعمى يقوده الناس‬
‫ومالذي جعل ابن باز رحمه هللا يقود الناس؟ !‬
‫احدهم يدخل الس الالالجن فتنتهي حياته واخر يدخل السالالالجن فتبدأ حياته ويتوب الى هللا ويرجع ويحفظ‬
‫القرآن وتتبدل حالته يصاب احدهم بشلل في جسده فتتوقف حياته ورجل كالشيخ احمد ياسين رحمه هللا يش ُّل‬
‫جسالمه وتتعطل حركته ولكنه اسالتطاع ان يحرك العالم اجمع ويقود الجموع ويقدم رسالته بهزةع من رأسه أو‬
‫حرك عة من عينه أو كلم عة من لسالالانه إن ظروفنا واألحداث من حولنا ال تصالالنع حياتنا ولكن ردة فعلنا تجاهها‬
‫وتعاملنا معها هو الذي يص الالالنع الفرق بإذن هللا إن ادعاء العجز والتعذر بالظروف قناع يلجا إليه الفرد ال‬
‫ليخدع الناس بل ليخدع نفسالالاله ال تعتذر بالظروف فان من لديه رغبة جبارة لن تقف أمامه أي ش الالاليء من‬
‫العقبات اليابان صنعت عظمتها من ماذا؟ صنعتها من حطام القنبلة النووية !‬
‫اينشتاين الذي دو العالم بنظرياته طرد من المدرسة وبلغ ‪ 3‬سنوات وهو لم يتكلم !‬
‫وأديسون ال يعرف أن يتكلم حتى بلغ سن الـ ‪ !! 33‬وكانت كتابته ضعيفة ورديئة إلى أن مات وطرد‬
‫من المدرس الالالة تعلم في بيته تحت س الالالقف الفقر وفوق بس الالالاط الجوع اس الالالتطاع هذا العالم التي مرت به هذه‬
‫الظروف الكثيرة أن يخترع ويسال َّجل باسالمه ‪ 3253‬اختراع ولعل أبرزها المصباح الذي اجلس تحت ضوئه‬
‫انا وانت اآلن‪.‬‬
‫يقول لي المهندس خالد الشعشعي كبير مهندسي سابك والذي تمكن من اختراع رجل آلي قال لي مرةً‬
‫عندما التقيت به في ينبع انه حتى الصالالف الخامس وهو يكتب ويدرس تحت ضالالوء القمر او الشالالموع وهذا‬
‫نموذج معاصالالالالالر في إحدى الدورات التي كنت أقدمها لطالب الثانوية بعد ان قال لي احدهم واللي عنده‬
‫ض الالالالروف وما يقدر؟ فأجبته على تس الالالالاؤله ولكن اجابة اخرى جاءت وكانت ابلغ من اجابتي كانت اجابة‬
‫جمعان ! جمعان هذا يا احبتي رجل اثقله وزنه حتى تعذرت قدماه عن حمله جمعان احبتي رجل اعمى ال‬
‫يبصالالر امامه جمعان يا احبتي رجل اصالاليب بضالالمور في دماغه ف ِش ال َّل نصالالف جسالالده هذا هو جمعان !! وقف‬
‫امامنا وقال بصالوت متقطع ولسان ثقيل‪ :‬انا جمعان ادرس في الفصل األخير من الخدمة االجتماعية بجامعة‬
‫الملك س الالعود وبتقدير متفوق ورسالالالتي لكم‪ :‬ال تتوقفوا فال شالاليء يجعلك ال تنجح سالالوى تكاسالاللك وض الالعف‬
‫عزيمتك‪.‬‬

‫الصفحة ‪14‬‬
‫سالت الحاضرين‪ :‬هل هناك احد في هذه القاعة ظروفه اشد من ظروف جمعان؟‬
‫قالوا‪ :‬ال قلت اذن هنا الفرق هنا الفرق ما قدرات جمعان؟ ما هي إمكاناته؟ وماذا يملك جمعان؟‬
‫جمعان يملك رغبة جبارة انتزعته الى حلمه رغم كل الصعوبات التي اعترضت طريقه وتقزمت‬
‫امام عظمة ارادته ضمور في العقل وشلل في الجسد وعمى في البصر وثقل في اللسان وبطء في الحركة!!!‬
‫ومع ذلك استطاع ان يصل الى اهدافه اال يستحي من يدعي العجز اال يخجل من يتعلل بالظروف ! !؟‬
‫ال يتقي هللا في نعم هللا عليه؟ !!‬
‫الظروف قد تحاول اعاقتك ولكنها ابدا لن توقفك ما دمت صاحب عزيمة الظروف اتية ال محالة فإما‬
‫ان تقهرها واما ان تتقهقر امامها‪.‬‬
‫حدثني مشرف على مجمع النورين ذلك المجمع المبارك ان احدى االخوات منعتها ظروفها من‬
‫الحضور للحلقة ولكن ظروفها لم تمنعها من تحقيق هدفها فقد حفظت القران كامال عن طريق مراجعته‬
‫بالهاتف مع احدى المشرفات حتى اصبحت هذه الطريقة برنامجا وخدمة يقدمها المركز لمن ال يستطيع‬
‫الحضور حفظته كامالً عن طريق الهاتف‬
‫نعم اخي الفاضل اذا لم تجد طريقا فشق طريقا ذا لم يكن هناك هواء فجدد اذا تعثرت فقف وتابع المسير‬
‫واستعن باهلل العلي القدير ان العوائق ليست اال داخل عقولنا والمعوقات تكبر وتصغر بقدر نظرتنا لها اسمع‬
‫البن تيمية كيف يرى ظروفه‪.‬‬
‫اسالالمع له عندما قال‪" :‬ما يفعل بي اعدائي؟ ! ان سالالجني خلوه ونفيي سالالياحة وقتلي شالالهادة" ومنا من‬
‫يعظم ظروفه فيرى التل جبال والحفرة قبرا والتعثر نهاية الدنيا لن ننجح بال عرق ولن نفلح بال ارق تلك‬
‫سنة كونية كتبها هللا على عباده فقد شج وجهه عليه الصالة والسالم وكسرت رباعيته وسآل الدم على وجهه‬
‫الشريف وأدميت قدماه ليعلم الكون اجمع أن بقدر األهداف تكون التضحيات !!‬
‫وعلى قدر العزائم تكون العوائق لكل نتيجة سببا وفي كل نجاح نصبا ولكل شيء ثمن ويجب أن ندفع‬
‫الثمن !!‪.‬‬

‫القيد الرابع‪ :‬الوقت‪.‬‬


‫ما عندي وقت ! الوقت ما فيه بركه ! ياليت عندي وقت !‬
‫عبارات كثيرا ما نسمعها ! ونتعلل بها والى اصحاب العبرات اقول‪:‬‬
‫ان حياتك انما هي سالالنوات‪ ،‬والسالنة شالالهور والشالالهر اسالابيع واالسالالبوع مجموعة ايام واليوم ما هو اال‬
‫سالالاعات والسالالاعة دقائق معدودة فاعرف اين تصالالرف دقائقك لتعرف اين تقضالالي حياتك ‪ 2‬سالالاعات نوم و ‪7‬‬
‫سالالاعات في الوظيفة وسالالاعة للوجبات ومثلها للمواصالالالت واخرى للمقابالت وبين العشالالاوين؟ نسالالال القهوة‬
‫وين؟ ! وبعد العشا انت عارف لوازم البيت والعشا‪.‬‬
‫يا أخي ودي اني فاضالالي مثلك واسالالوي سالالواتك هذي اجابة احمد لما سالالالته وقلت له يا احمد ما األثر‬
‫الذي ستتركه في الدنيا بعد رحيلك فكانت اجابته ما سمعت‪.‬‬
‫الصفحة ‪15‬‬
‫يقول ابن القيم في امثال هؤالء‪" :‬من قطع وقته في الغفلة واللهو وكان خير ما يقطع به وقته النوم‬
‫فموت هذا خير له من حياته"‬
‫ويقول كذلك‪" :‬ضالالياع الوقت اشالالد من الموت الن ضالالياع الوقت يقطعك عن نفع الدنيا واجر اآلخرة‬
‫والموت يقطعك عن الدنيا"‬
‫ما اكثر من اهدر وقته وانفقه بال اسالالتثمار ما اكثر من قال بعد ما كبر او مرض‪ :‬يا ليتني في ش البابي‬
‫فعلت وكنت واسال المحيطين بك ستجد ان الكل نادم‪.‬‬
‫الشيخ يقول‪ :‬ياليتني قدمت لحياتي !‬
‫واخر يقول ‪ :‬ياليتني اكملت دراستي !‬
‫واخر يقول‪ :‬ياليتني اجتهدت اكثر ألدخل التخصص الذي اريد !‬
‫ب لوال أ َّخرتنِي ِإلى أج عل ق ِري ع‬
‫ب‪[ ‬المنافقون‪]32 :‬‬ ‫كل هذا تعبير عن الندم لضالالياع الوقت ‪‬فيقول ر ِ‬
‫ون‪[ ‬المؤمنون‪ ]55 :‬اكثر ما يتمنى المفرط ان يعيد الوقت لكي يتداركه ويستثمره فاغتنم خمسا‬ ‫ب ار ِجع ِ‬
‫‪‬قال ر ِ‬
‫قبل خمس ما دام األمر بيدك‪.‬‬
‫الدراسالالات تقول ان ثلث عمر اإلنسالالان يذهب للنوم والثلث االخر للعمل وال يبقى سالالوى ثلث يسالالتطيع‬
‫التحكم فيه وهذا الثلث هو الذي يصالالالنع الفرق بين الناجحين ومن دونهم ليسالالالت العبرة بإنفاق الوقت ولكن‬
‫العبرة باسالالتثماره وليسالالت المشالالكلة في ضالالياع الوقت ولكن اضالالاعتنا لها بمحض ارادتنا هي المشالالكلة مكث‬
‫الطبري ‪ 42‬سالالنة يكتب كل يوم ‪ 42‬ورقة بما يعادل أكثر من نصالالف مليون ورقة فمات ولم يمت فكره يقرأ‬
‫الش الاليخ علي الطنطاوي ‪ 322‬ورقة يوميا منذ أن كان ص الالبيا ولك ان تتخيل العدد ان الوقت الذي يملكه بل‬
‫غتس هو نفس الاله الوقت الذي املكه انا وانت ‪ 24‬س الالاعة يوما ولكنه االس الالتفادة منه ص الالنعت الفرق ! فثروته‬
‫تجاوزت ميزانية ‪ 21‬دولة مجتمعة ولو جمعت ثروته وصالالرفتها بالدوالر ووصالاللت كل دوالر باآلخر على‬
‫هيئة سلسلة متصلة لبلغت القمر !!‬
‫بيل غيتس يكسب في الثانية الواحدة ‪ 212‬دوالر أي ما يعادل ‪ 2‬مليار في السنة طيب !‬
‫بعض الناس يقول‪ :‬هذوله الناس لهم ظروفهم واتوا في وقت من االوقات االن المش الالالالالاغل كثيرة‬
‫والمغريات اصالالبحت تشالالدنا وتبعثر اوقاتنا دعني اذكر لك بعض المعاصالالرين ان الوقت الذي يملكه الشالاليخ ‪-‬‬
‫مثال ‪ -‬عايض القرني حفظه هللا هو الوقت نفس الاله الذي املك انا وانت لكنه اس الالتطاع ان يخرج كتابه الرائد‬
‫الرائع ال تحزن ونشالر كتبه واشرطته ونفع أمته الوقت الذي جعل الشيخ محمد الحمد حفظه هللا يؤلف قرابة‬
‫‪ 52‬كتاب هو الوقت نفسه الذي املكه انا وانت اين يمكن الفرق؟‬
‫اتصلت بي احدى االخوات فقالت ودي احفظ القران الكريم بس ما اقدر ما عندي وقت!‬
‫قلت لها‪ :‬ابداً؟‬
‫قال‪ :‬وهللا ابدا وال ساعة؟‬
‫قالت‪ :‬وهللا وال ساعة اال اذا كان على حساب بيتي وعيالي‪.‬‬
‫قلت لها‪ :‬طيب لو دخل احد االعزاء المستشفى نفترض امك حماها هللا وابعد عنها كل شر هل ستجدين وقت‬
‫لزيارتها يوميا؟‬
‫قالت‪ :‬نعم‪.‬‬
‫الصفحة ‪16‬‬
‫قلت‪ :‬وبدون ان تتخلي عن مسؤولياتك؟‬
‫قالت‪ :‬آآ نعم اقدر‪.‬‬
‫قلت‪ :‬اذن اعلمي ان ما نحبه نجد الوقت لفعله نعم وهللا ان ما نحبه سنجد الوقت لفعله بل ونوجده ونبحث‬
‫عن الوقت لكي نفعله فال تعتذري بضيق الوقت وتعدد المهام وكثرة االشغال‪.‬‬
‫ان الوقت لن يعود ‪ ....‬ولن يقدم خدماته لنا ولكن انا وانت من يجب ان نسالالتغل اوقاتنا فلو وضالالعت‬
‫لنفسالك مثال ثلث سالالاعة يوميا سالالاعة يوميا تقول نصالالف سالالاعة ‪ 32‬دقيقة حفظ القران و ‪ 32‬دقائق للحديث و‬
‫‪ 32‬دقائق حفظ ‪ -‬مثال كلمات لغة انجليزية و ‪ 32‬دقائق كلمات فرنسية الستطعت بعد ‪ 4‬سنوات ونصف أن‬
‫تحفظ القران كامال وأن تتقن لغتين وان تحفظ أحاديث كثيرة عن النبي ‪ ‬وقد حفظ الكثير من سالالالالالائقي‬
‫التاكس الالي القران وأتقن البعض منهم عدة لغات بفض الالل اس الالتثمار وقتهم فيما ينفع وجرب أن تتعلم وأنت في‬
‫طريقك للعمل وانظر مقدار ما ستستفيد‪.‬‬
‫أحبتي لو أعطيت كل واحد منكم قطعة حديد وطلب منكم االسالالتفادة منها فمنكم من سالاليصالالنع بها وتدا‬
‫يباع بخمس رياالت وآخر سالاليصالالنع بها علبة كبيرة من المسالالامير تباع بخمسالالين لاير وآخر سالاليصالالنع منها‬
‫عقارب ساعة لتباع بألفي لاير وآخر صنع بها ترسا ً لطائرة نفاثة وبيعت بعشرات اآلالف من الرياالت !!‬
‫إذن المادة واحدة‪ ..‬ولكن المنتِج مختلف فاختلف المنتج ولكن العمل اختلف‪...‬فاختلفت النتيجة‪ .‬كذلك‬
‫الوقت نملكه جميعا‪...‬فماذا ستصنع به؟‪..‬‬

‫القيد الخامس‪ :‬المثبطون‪.‬‬


‫قال أحد األنصار لعبد هللا ابن عباس‪ :‬وا عجبا ً لك يا ابن عباس أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس‬
‫أصحاب رسول هللا ‪‬؟‬
‫يقول ابن عباس‪ :‬فلم استمع لقوله ولم أصدقه حتى إنني كنت أتوسد باب أحدهم أطلب العلم فعاش الرجل‬
‫األنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس من حولي يسألونني فقال ذلك الرجل‪ :‬هذا الفتى كان أعقل مني ‪..‬‬
‫نعم وهللا ما أكثر المثبطين من حولنا وما أكثر المخذولين وما أكثر الناصالالحين بال نصالالح والمرشالالدين‬
‫بال رشد قد يكون أحب الناس لك‪ ..‬وقد يكون من أعدائك فبعضهم ينصحك ويدس السم في العسل "يا رجاال‬
‫ال تضيع وقتك"‪" ..‬ال تكبر اللقمة تغص"‪ ..‬وغيرها مما يبرع فيه أمثالهم يقولون ‪ -‬وهذه قصة رمزية ‪ -‬أنه‬
‫كان هناك مئة ض الالفدع اتفقوا أن يص الالعدوا مبنى يرونه من بعيد فعال اتفقوا وانطلقوا ناحية هذا المبنى وبدأ‬
‫السباق وبعد أن وصلوا إلى قاعدة المبنى وإذ به مبنى كبير فتراجع بعضهم ثم بدأوا يزعزعون إرادة الباقين‬
‫‪ ..‬وفعال‪ ..‬قرر خمسة وتسعين ضفدع البقاء وعدم االشتراك في السباق !‬
‫"قالوا أحسن لنا نجلس في االستراحة ‪..‬مالنا ولهذا التعب؟‬
‫نجلس ونلعب ونشرب عصير طحالب ونقفز ونمرح المهم ‪..‬أننا لن نشترك بدأ السباق بخمسة ضفادع اشتد‬
‫السباق وحمي الوطيس واشتعل الحماس فنظر الضفدع الخامس للضفادع التي تمرح في األسفل وعصير‬
‫الطحالب اللي رايح‪ ..‬وعصير الطحالب اللي جاي فقال للضفدع الرابع يا أخي وبعدين؟‬
‫وإذا فزنا شالالبيصالالير؟ أنا شالالكلي ابجلس مع الشالالباب تحت أحسالالن لي ومازال الضالالفدع الخامس يغري‬
‫الضالفدع الرابع حتى قرر ان ينزل ويسالتمتع‪ ...‬اشالتد الحماس والسباق بين الثالثة تقدم األول ‪..‬ولحقه الثاني‬
‫الصفحة ‪17‬‬
‫ثم األمل‪ ..‬والثاني حتى تقدما كثيرا عن الثالث نظر الثالث لهما‪ ..‬وقارن بين مكانه ومكانيهما وقال في‬
‫نفسالاله‪ :‬خالااص راحت علي !! أنا لن اتهمكن من الفوز بعد ذلك قرر االنسالالحاب‪ ..‬اشالالتد السالالباق بين األول‬
‫والثاني تفاعلت الضفادع و اخذوا يشجعون ويهتفون ويصوتون وينادون‪ ..‬فطرب لهم الضفدع الثاني وتأثر‬
‫بهم ورفع يده ليحييهم مسالكين فسالقط سالقط المسالكين وبقي األول وحيدا يحاول‪ ..‬ويحاول‪ ..‬ويحاول حتى بلغ‬
‫القمة وصالالعد المبنى وبعد أن اسالالتقر جالسالالا التقط أنفاسالاله ورفع يديه إلى اذنيه واخرج القطن منهما فقد أغلق‬
‫اذنيه حتى ال يسالمع ما يقوله اآلخرون فيتأثر بهم‪ ..‬نعم وهللا إن االنسالان يتأثر بمن حوله والطباع سراقة كما‬
‫يقول ابن القيم فمن جالس قوما وأكثر مرافقتهم البد أن يسالالالرق منهم صالالالفة يكثر فعلها كلمة يكثر تردادها‬
‫والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل يقول هللا ‪ ‬مخاطبا نبيه‪ :‬واصالبِر نفسك مع الَّذِين يدعون‬
‫شي ِ ي ِريدون وجهه‪[ ‬الكهف‪]22 :‬‬
‫ربَّهم بِالغداةِ والع ِ‬
‫إن االحتكاك بالمتميزين والناجحين والص الالالالالحين خير معين على االرتقاء بالنفس إلى مراتب عليا‬
‫فاإلنسان بطبعه يتمثل سلوك من حوله ويتأثر به والنجاح عدوى سريعة االنتقال‪....‬‬
‫وكذلك الفشل فأعد النظر في عالقاتك فمن أراد أن يصبح تاجر عقار فالبد أن يجالس تجار العقار ولن‬
‫يجلس مع تجار األسماك أو القماش‪..‬‬
‫إن صحبتك قد تكون اكبر معين لك في دينك وحياتك‪ ..‬وربما قد تكون اكبر مثبط لك بدون قصد فكلمة‬
‫واحدة من قبيل‪ " :‬هللا يالدنيا" أنت كفو عاد؟ غيرك اشطر ! ريح بالك‪ ..‬تراني مجرب وهللا إني ناصح لك كلمة‬
‫واحدة من هذا القبيل قد تسرق أحالمك لألبد‪ ..‬وتحطمها بصخور الخذالن‬
‫أحبتي في هللا‪..‬‬
‫الناس في تلقيهم للرسائل من حولهم على ثالثة أصناف‪:‬‬
‫فعقل حجري‪ ..‬ال يقبل حقا وال باطال ما يسمع شيء وعقل إسفنجي يتشرب ما حوله وعقل زجاجي محكم‬
‫اإلغالق تمر به الشبهات وال تستقر فيه فيراها بصفائه ويدفعها بصالبته‪.‬‬
‫فتأمل حديث من حولك وال تقبل رأيهم في أمر ما ال تقبل رأيهم على انه حقيقة مسلَّمة فلو قالوا لك‪:‬‬
‫القرآن صعب‪ ..‬الدراسة صعبة‪ ..‬االنجليزي مستحيل الواحد يفهمه في سنة‪ ..‬فقل صعبة ! صعبة عليك‪..‬‬
‫صعبة عليكم ولكن على من يجتهد ويعينه هللا ‪ ..‬فهي سهلة فصعوبة حفظ القرآن رأي خاص به نابع من‬
‫عجزه وخارج من تصوره هو ال يجب األخذ به كحقيقة مسلَّمة ال تقبل النقاش بل الحقيقة عن حفظ القرآن ما‬
‫قاله هللا ‪ :‬ولقد يسَّرنا القرآن ِللذِك ِر فهل ِمن ُّمدَّ ِك عر‪[ ‬القمر‪]37 :‬‬

‫احذر المثبطين‪ ..‬احذر المثبطين‪ ..‬احذر المثبطين واحذر الكسالى واحذر الغافلين‬
‫الالح بفسالالالالالالالالالالا ِد آخر يفسالالالالالالالالالالد‬
‫كم صالالالالالالالالال ع‬ ‫ال تصالالالالالالالحالالب الكسالالالالالالالالن في حالالاجالالاتال ِه‬
‫والجمر يوضالالالالالالالع في الرم الالالاد فيخم الالالد‬ ‫عالالالدوى البليالالالد إلى البليالالالد سالالالالالالالريعالالالة‬

‫إن الذين ال يعملون يؤذي أنفسهم أن يعمل الناس نعم وهللا‪ ..‬تأمل هذه العبارة!! إن الذين ال يعملون‬
‫يؤذي أنفسهم أن يعمل الناس‪..‬‬
‫إذا بدأت تعمل ال تستغرب التثبيط والتخذيل ال تستغربه إذا سمعته ولكن أيضا ال تستقبله وال تتأثر به‬
‫واختم هذا العنصر بقصة ذلك الطالب الذي جاء مبكراً لقاعة الدراسة في إحدى الكليات وقبل دخول الطالب‬
‫الصفحة ‪18‬‬
‫لمادة الرياض الالالاليات أخذته غفوة ‪ -‬جاي بدري وأخذته غفوة ‪ -‬ولكن هذه الغفوة امتدت به قليالً حتى دخل‬
‫الطالب والمحاضالالر وبدأت المحاضالالرة وانتهت وصالالاحبنا مازال في غفوة لكنها غفوة بسالاليطة ‪ -‬المحاضالالرة‬
‫أربع ساعات والغفوة بسيطة !! ‪ -‬وعندما استيقظ ارتبك وانحرج لملم الطالب المسكين أوراقه وكتب الواجب‬
‫اللي في السبورة وغادر القاعة محرجا ً ومرتبكا ً عاد إلى البيت وبدأ يقلب الواجب يحاول فيه مرة‪ ..‬مرتين‪..‬‬
‫ما قدر ما اسالالتطاع حاول‪ ..‬حاول مسالالائل صالالعبة البد أن احل ولو مسالالألة واحدة رجع إلى المراجع‪ ..‬انكب‬
‫على الكتب‪ ..‬جلس في المكتبة طويال يحاول حل ولو سالالؤال واحد‪ ..‬وفعال وبعد ‪ 3‬أسالالابيع اسالالتطاع أن يحل‬
‫مسألة واحدة ففرح بذلك وأراد أن يقدم هذه اإلجابة إلى أسالالتاذه لكنه كان خائفا ألنه لم يكمل الواجب ألنه لم‬
‫يسالتطع أن يحل إال سؤاالً واحدا فاستجمع قواه وذهب إلى األستاذ طرق الباب فأذن له األستاذ بالدخول فقدم‬
‫له الواجب‪ ..‬وعلى حياء أخذها األسالالتاذ وقال‪ :‬ما هذا؟ فقال له‪ :‬الواجب نظر إليه المعلم‪ ..‬نظر إلى الواجب‬
‫قرأه‪ :..‬ثم ص الالر في وجهه وأخذ االرواق وذهب بها مس الالرعا إلى رئيس قس الالم الرياض الاليات خاف الطالب‬
‫المسكين ثم أخذ يصر ويؤكد أنه لم يغش من أحد بل انه كان جهدا وتعبا خاصا ذاتيا‪.‬‬
‫فقال له األستاذ‪ :‬بابني‪ ..‬لم يكن هناك واجب!!‪..‬‬
‫مالذي جعلك تحل هذه المسألة ؟‪.!!.‬‬
‫لم يكن هناك واجب‪ ..‬لكنني كتبت للطالب آخر المحاضرة أن هذه الثالث مسائل عجز العلم عن حلها‬
‫حتى أنا ما استطعت حلها فكيف استطعت أنت؟ !!‪ ..‬كيف؟‪...‬‬
‫والتفسالالير الذي يمكن تقديمه هو أنه لم يس الالتمع كما اسالالتمع بقية الطالب للرس الالالة الس الاللبية التي بعثها‬
‫األس الالالالالتاذ لهم فأش الالالالالعرتهم بالعجز واآلن ورقة هذا الطالب في كبرى جامعات بريطانيا على مدخل كلية‬
‫الرياضاليات كم رسالالة ساللبية تلقيتها في حياتك؟ وصدقتها وأثرت فيك؟ كان أدرى بنفسه يقول الدكتور شيب‬
‫سالالتتر‪ :‬أننا نتلقى في السالالنوات الثمان العشالالرة األولى من عمرنا أكثر من ‪ 342222‬رسالالالة سالاللبية في مقابل‬
‫‪ 422‬رسالالالالة ايجابية‪ ...‬فما أكثر المثبطين من حولنا وما أكثرهم بيننا فأغلق أذنيك عنهم وأدر ظهرك لهم‬
‫واستعن بربك عليهم‪..‬‬

‫القيد السادس "أماني بال تفاني"‬


‫أمان بال تفاني ودعني أعطيك هذا‬ ‫ع‬ ‫إذا كنا ذكرنا أن أحد القيود غياب الهدف فإن هذا القيد اس الالالالمه‬
‫الموقف تخيل أن قطا ً هجم على ثالث حمامات واحدة فكرت بالهرب واثنتان قررتا الهرب فكم أكل القط من‬
‫حمامة؟؟ واحدة؟؟ اثنتان؟؟ بل أكلها جميعا فال فرق بين من يقرر ان يفعل شالالالاليئا ومن يفكر أن يفعل ذلك‬
‫الش الاليء ال فرق بينهما ان العبرة بالعمل والتقدم والفعل الكل يجيد ص الالياغة االمنيات وص الالناعة األحالم لكن‬
‫القليل من يحول األحالم إلى واقع ملموس نعم وهللا !‬
‫إن التعب يزول والنتيجة تبقى ومن آثر الراحة كما يقول ابن القيم فاتته الراحة والنعيم ال يدرك بالنعيم‬
‫إن لكل شيء ثمن ولكل سبب نتيجة وخلف كل نجاح عمل وتعب‪ ،‬وفي الحديث "الكيس من دان نفسه وعمل‬
‫لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على هللا األماني" نعم وهللا‪ ،‬إن العاجز كثير األحالم قليل‬
‫العمل محدود األثر‪ ،‬نعم فلن يدرك ال ِسيادة من لزم الوسادة إن العاقل ليعجب من رجل أراد شيئا ولم يسعى‬
‫له وتعجب ممن يريد النجاح بال جهد‪ ،‬سبحان هللا!‬

‫الصفحة ‪19‬‬
‫هل يرتجى مطر بغير سحاب أم هل يرتجى حصاد بال زرع دخل عمر على قوم جلوس في المسجد‬
‫فقال "من انتم؟" فقالوا‪" :‬المتوكلون على هللا" فقال عمر‪" :‬أيجلس أحدكم في المسجد يقول اللهم ارزقني اللهم‬
‫أعطني قوموا فان السماء ال تمطر ذهبا ً وال فضة"‬
‫راض عن وضعك المادي؟‬ ‫ع‬ ‫هل أنت‬
‫راض عن وضعك الديني مع هللا ‪ ‬في عباداتك؟‬
‫ع‬ ‫هل أنت‬
‫راض عن عالقاتك االجتماعية؟‬‫ع‬ ‫هل أنت‬
‫راض عن وضعك األسري؟‬ ‫ع‬ ‫هل أنت‬
‫اذا ماذا تنتظر؟ تقدم‪ ،‬اعمل ! ابذل الس الالبب ! فقد جعل هللا لكل ش الاليء س الالببا تقدم ولو خطوة ص الالغيرة‪،‬‬
‫تحرك ولو حركة بسيطة فالسيل اجتماع القطر !‬
‫أطلقت الجمعية االمريكية للفضاء ناسا أول صارو كان طوله ال يزيد عن ‪ 31‬سم وقاعدته ال تتجاوز‬
‫‪ 7‬ونصف سم كانت منصة االطالق من خشب (خشب صنوبر) وقد طليت بالصابون لتسهل عملية االندفاع‬
‫واالنزالق وقد أوقدوا الصارو في تلك التجربة بعود ثقاب فطار ‪ 372‬سم ثم وقع هذه التجربة كانت قبل‬
‫‪ 22‬سنة من اآلن ! فأين وصلوا اآلن؟‬
‫ومالن طالل الالالب الالعالالال سالالالالالالالهالالر الاللالي الالالالالالي‬ ‫ب الق الالالدر ال الك الالالد ت الكالالتس الالالالالالالالالالب ال الم الع الالالانالالي‬
‫أض الالالالالالالالالالاع الالعمر في طل الالالب المح الالالال‬ ‫ومالالن ط الل الالالب ال الع اللالالى مالالن غ اليالالر ك الالالد‬
‫ي الغالالوص ال الب الحالالر مالالن ط الل الالالب ال ال لالالئ‬ ‫تالالالالروم الالالالالمالالالالجالالالالد ثالالالالم تالالالالنالالالالام لالالالاليالالالالالً‬

‫نعم يسالالتحق النجاح من تعب وأصالالر واجتهد يسالالتحق النجاح من دفع ثمنه ما أكثر من ضالاليع نفسالاله‬
‫وأغمض عينيه عن الفرص من حوله‪.‬‬
‫جاء رجل إلى النهر فوجد صيادا يصيد السمك‪ ،‬كلما صاد سمكة كبيرة اعادها للنهر ورماها وإذا‬
‫اصطاد سمكة صغيرة أخذها ووضعها في سلته استغرب الرجل وذهب يسأل الصياد‪ ،‬سأله لماذا ترمي‬
‫الكبيرة وتأخذ الصغيرة؟‬
‫فقال له الصياد‪ " :‬ابدا ً فإن القدر الذي أطبخ فيه صغير وال يحتمل السمك الكبير لذلك ارمي بالسمك الكبير‬
‫وأخذ ما يتسعه القدر"‬
‫إن هذا الصالالياد ليس لديه الرغبة في دفع ثمن هذا التغيير لذلك فهو يلقي بالفرص من أمامه وال يقبل‬
‫أن يسالالالتفيد منها والكثير من الناس مثله ال يريد أن يدفع الثمن‪ ،‬ال يريد أن يغير عاداته‪ ،‬ألنه كما يقول من‬
‫غير عادته قلَّت سعادته‪ ،‬تجده يرفض الترقية اذا كانت خارج مدينته وال يقبل بعثه ألنه ال يريد ان يتعب في‬
‫تعلم اللغات كثير من الناس ال يريد دفع الثمن ال يريد الخروج عن دائرة امانه وتجده يقول هللا ال يغير علينا‬
‫كال وهللا !‬
‫هللا يغير علينا إذا لألفضل كم من انسان رفض التغيير وقاوم التطوير ألنه ال يريد دفع الثمن‬
‫فيضحي بالفرص الكبرى من أجل البحث عن راحته فالهند لهم طريقة ظريفة في صيد القردة فهم يضعون‬
‫الجوز لها في ثقب شجرة فيدخل القرد يده ليخرج الجوزة فتعلق يده بسبب تمسكه بالجوزة ولو ترك الجوز‬

‫الصفحة ‪21‬‬
‫الستطاع الهرب ولكنه فضل أن يمسك بها ولو على حساب حياته كم من الناس من يتمسك بأشياء جميله‬
‫فتفقده اشياء أجمل وفرص اكثر‪.‬‬
‫أذكر مرة ان أحد الشيو الكبار سألته‪ :‬ما أتعس قرار اتخذته في حياتك ومالذي ندمت عليه؟‬
‫فقال‪" :‬كنت موظفا ً في أرامكو في وظيفة مناسبة ودخلها أكثر من رائع ولكني تركت الوظيفة وعدت إلى‬
‫مدينتي وإلى أهلي"‬
‫سألته ‪ :‬مالسبب؟ مالذي جعلك تفعل ذلك؟؟ ماهي ظروفك؟؟‬
‫فقالها لي بلغته أرويها لكم كما قالها وبطريقته‪ ،‬يقول‪ " :‬حنيت البندق سبعة وعشرين ورى غمارة ددسن‬
‫ملبق تحت عبرية مزرعتنا"‬
‫وإليكم الترجمة‪ :‬يقصد أنه اشتاق لبندقيته ولرحالت الصيد التي كان يقوم بها‪ ،‬اشتاق لموسم صيد الطيور‬
‫مما جعله يترك أرامكو ليستمتع بتلك البندقية التي مازالت إلى اآلن عنده منذ أكثر من خمس وعشرين سنة‬
‫ولكن ذهبت لذتها وبقيت حسرتها‪ ،‬واآلن يعيش حالة مادية صعبة افقدته الكثير من صحته‪.‬‬
‫يقول فاكنر‪" :‬نمت فحلمت أن الحياة جمال واستيقظت فوجدت الحياة التزام" وإن أحسنتم أحسنتم‬
‫ألنفسكم وإن اسأتم فلها‪.‬‬
‫إن المسألة مسألة عمل‪ ،‬فالقرآن الذي أنزل على اصحاب رسول هللا ‪ ‬فسادوا به العالم هو القرآن‬
‫نفسه الذي أنزل علينا فتذيلنا بدونه العالم إن المسألة مسألة تطبيق والفرق فرق في التقيد والتنفيذ‪ ،‬فماذا‬
‫قررت؟؟‬

‫القيد السابع "التشاؤم وفقد األمل"‬


‫ما فيه أمل‪ ،‬حظي سيئ‪ ،‬انا ما عمري أفلحت!‬
‫يقول الشاعر‪ :‬فثوبي مثل شعري مثل حظي‪ ..‬سواد في سوا عد في سوا عد‪.‬‬
‫يقول آخر‪ :‬كل ما طقيت في أرض الوتد‪ ..‬من رداة الحظ ظافتني حصاة‪.‬‬
‫يقول النبي ‪( :‬تفاءلوا بالخير تجدوه) إن الدنيا فيها الجيد والرديء‪ ،‬فيها الشر والخير‪ ،‬فإذا تفاءلت‬
‫بالخير وجدته واذا تشاءمت فلن تحصد سوى ما زرعت‪.‬‬
‫يقول أحد علماء النفس‪" :‬إن ما تراه أمامك يعتمد بالدرجة األولى على ما تبحث عنه" فابحث عن‬
‫الخير وتفاءل بالخير وأحسن الظن بربك ولنراجع أنفسنا!‬
‫هل نحن نحسن الظن باهلل؟؟ هل نرضى بقضاءه؟؟‬
‫هل نؤمن بقدره وهل نتوكل عليه حق التوكل إن إجابة هذه التساؤالت من أهم مقومات انبعاث األمل‪ ،‬فمن‬
‫أيقن يقينا أن هللا معه فمن سيخشى‪ ،‬ومن أيقن يقينا أن هللا أرحم به واعلم منه بما ينفعه وما يصلح له فإنه لن‬
‫يفكر أبدا بالفشل ولن يتشاءم بالسوء ولن يحزن أبدا على العواقب ولن يهاب المستقبل‪ ،‬فلنراجع أنفسنا‬
‫ولنحسن الظن بربنا‪.‬‬
‫يقول أحد السلف‪" :‬أن التشاؤم سوء ظن باهلل والتفاؤل حسن ظن باهلل"‬
‫يقول أحد المتشائمين‪ :‬وهللا ما في أمل‪ ،‬أنا حظي دمار‪ ،‬أنا أصال منحوس‪ ،‬والمنحوس لو يبيع طواقي‬
‫خلق هللا ناس بال رؤوس فال حول وال قوة إال باهلل‬
‫الصفحة ‪21‬‬
‫دخل النبي ‪ ‬على رجل أعرابي محموم في حماه فقال عليه الصالة والسالم من باب التفاؤل (طهور)‬
‫فقال األعرابي‪" :‬طهور بل حمى تفور على شيخ كبير تثيره القبور" فقال عليه الصالة والسالم" (نعم إذاً)‬

‫ف الالالالالالالالالالالالالالالالالوق ش الالالالالالالالالالالالالالالالالوكع نث الالالالالالالالالالالالالالالالالروه‬ ‫ق‬‫إن حظ الالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالي كالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالدقي ع‬


‫ي الالالالالالالالالالالالالالالالالوم ري الالالالالالالالالالالالالالالالالح اجمع الالالالالالالالالالالالالالالالالوه‬ ‫ثالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالم قالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالوا لحفالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالاةع‬
‫قالالالالالالالالالالالالالالالالالال بعالالالالالالالالالالالالالالالالالض اتركالالالالالالالالالالالالالالالالالوه‬ ‫صالالالالالالالالالالالالالالالعب األمالالالالالالالالالالالالالالالر علالالالالالالالالالالالالالالاليهم‬
‫كيالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالف أن تسالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالعدوه‬ ‫ان م الالالالالالالالالالالالالالالالن أش الالالالالالالالالالالالالالالالقاه رب الالالالالالالالالالالالالالالالي‬
‫فمات من ليلته‪.‬‬
‫فر موسى ومن معه من فرعون وجنوده فاعترضهم البحر ولحقهم العدو من الخلف‪ ،‬فقال أصحاب‬
‫موسى‪" :‬إنا لمدركون !" قال موسى‪" :‬كال ! إن معي ربي سيهدين" إيمان يزلزل صخور الشك وحسن ظن‬
‫يمسح غبار اليأس‪.‬‬
‫إن الفاشل يتشاءم من كل شيء والناجح يستفيد من كل شيء‬
‫الناجح ال تنضب أفكاره والفاشل أبداً ال تنتهي أعذاره‬
‫الناجح يرى أن الحل صعب ولكنه ممكن والفاشل يرى أنه ممكن ولكن صعب‬
‫الناجح يرى في العمل أمال والفاشل يرى في العمل ألما‬
‫وهذه الرؤيا منهما هي سبب االختالف بينهما فاعمل واجتهد وأحسن الظن بربك!‬

‫القيد الثامن "المقارنات"‬


‫إن المقارنات تقضي على تقدم اإلنسان‪ ،‬فإذا ما بدأت بمقارنة نفسك بفالن وفالن فإنك ستشعر بالدون‬
‫والتقيئ‪ ،‬فاإلنسالالان عادة يقارن نقاط ضالالعفه بنقاط قوةِ غيره لو كان أصالاللعا ً مثالً سالاليقارن نفسالاله بمن حسالالن‬
‫شالعره‪ ،‬ولو كانت هي بشالرتها غير صافية ستقارن نفسها بمن صفت بشرتها وعندها تبدأ المعاناة عندما نبدأ‬
‫بمراقبة الناس ومقارنة أنفسالالنا بما عند الناس عندها فعال سالالتنحذف من أمام أعيننا كل النعم التي أعطاها هللا‬
‫‪ ‬لنا فمن بحث عن المفقود فقد الموجود وكذلك لو أن طالبا ً دخل الحلقة مثال مع صديقه وبعد شهر وجد أن‬
‫زميله تفوق عليه كثيراً‪ ،‬فقارن نفسالاله به فإن عزيمته سالالوف تقل وربما ترك الحلقة إمام مسالالجد يقارن نفسالاله‬
‫بأحد األئمة ثم يجد نفسالاله يخشالالى اإلمامة ويهاب أن يتقدم ويتهم صالالوته أو حفظه آخر يدخل دورة في اللغة‬
‫االنجليزية فيجد ان بعض الحضور أفضل منه فيتحطم ويبدأ باالنسحاب شيئا فشيئا إن المقارنات ظلم يرتكبه‬
‫اإلنسالالالالان في حق نفسالالالاله‪ ،‬فال مقارنه بين مختلفين كيف تقارن نفسالالالالك بآخر؟ كيف تقارن بداياتك بنهايات‬
‫اآلخرين؟ إن النتيجة التي وصل إليها غيرك جاءت بعد جهد وتعب وبذل وقت ومال فهل بذلت ما بذلوا حتى‬
‫تقارن نفسك بما وصلوا؟‬
‫قارن نفسك بنفسك بما أنت عليه وبما تستطيع أن تكون عليه ! قارن نفسك أين كنت وأين أصبحت !‬

‫الصفحة ‪22‬‬
‫تخيل أنك واقف في صالالف من الناس في طابور فأنت أمام خيارين إما أن تنظر إلى األمام وتقول‪" :‬‬
‫ياهلل كم باقي‪ ،‬بعيد" أو تنظر إلى الخلف وتحمد هللا ‪ ‬أنك في مكانك على األقل‪.‬‬
‫ال تقارن أبنائك بأبناء أخيك أو زوجتك بأختِها أو سالاليارتك بسالاليارة جارك‪ ،‬كل هذا ال يقدم لك س الوى‬
‫السالخط فتزدري نعم هللا عليك كما قال ‪( :‬فرق بين من ينظر إلى نفساله أنه ناقص وقاصالر وبين من ينظر‬
‫إلى نفساله على أنه ينقصاله أمر ما) فإن سبقتك أنا في السباق فأنا أفضل منك في الجري فقط وليس هذا دليل‬
‫على نقصالك أو ضالعفك كل إنسالان لديه تميز وقصالور فاسالتفد من تميزك وعالج قصورك وال تكن كالضفدع‬
‫الثالث الذي ترك السالالباق ألنه قارن مكانه بمكان األول والثاني وليكن ش الالعارك في الحياة "سالالأبذل ما بذلوا‬
‫ألصل بإذن هللا إلى ما وصلوا !"‬

‫القيد التاسع‪" :‬طلب الكمال"‬


‫ما أكثر من يقف قبل أن يبدأ وينطفئ قبل أن يشتعل ألنه رسم في ذهنه صورة مثالية ورفع معاييره‬
‫طلبا ً للكمال ما أكثر من جعل أهدافه أمثال الجبال بال رؤية واقعية وبال رغبة في تجزئها‪ ،‬إما أن أحفظ‬
‫القرآن كامل وبإتقان وإال فال!‬
‫وإما أن أتزوج بالفتاة التي هذه مواصفاتها وإال فال!‬
‫وإما أن أحصل على درجة كاملة في االمتحان وإال سأعتذر عن تقديمه!‬
‫هذه حال الذين يسعون إلى الكمال إن الوصول إلى حد الكمال في إتقان األعمال ضرب من المستحيل‬
‫ويبقى اإلنسالان طموحا ً لرفع مسالتوى أدائه ومعايير جودته بالحد الذي يدفعه ال يمنعه إن الذي يريد أن يعمل‬
‫بعد أن يكتمل كل شاليء ويصالفو كل شاليء ويجهز كل شاليء أخشالى أن ينتظر طويال على رصيف الحرمان‬
‫ب األخطاء قيد كبل الكثير من الطاقات وعطل الكثير‬ ‫إن التحسالالس من البدايات البسالاليطة والخوف من ارتكا ِ‬
‫من القدرات‪ ،‬فإذا ما أردت أن تعمل بال أخطاء فإنك بال شالالك سالالتفقد بشالالريتك لتتحول إلى آلة تعمل بنسالالبة‬
‫أخطاء شبه معدومة إن التميز في األداء يجب أن يكون مطلبا نسعى له ال عائقا ً يقف أمام البدايات أو ش َّماعة‬
‫نعلق عليها األمنيات أو سالالببا ً نسالالقط عليه قلة المبادرات فسالالياسالالة نكون أو ال نكون وثقافة يا أبيض يا أسالالود‬
‫وئدت الكثير من األفكار وعطلت الكثير من المشالالاريع لسالالت ضالالد التميز ولسالالت ضالالد اإلتقان ولكنني ضالالد‬
‫الكمال الذي يعمق األعمال ويبعد اآلمال وليكن شالالعارنا أن نبذل أقصالالى ما نسالالتطيع لتحقيق ما نريد ثم بعد‬
‫ذلك أسالعى لتحسالين نتائجي وتطويرها ورفع جودتها فاسالتعن باهلل وابدأ عملك واخلص نيتك وتوكل على هللا‬
‫وخير األعمال أدومها وإن قل‪.‬‬

‫القيد العاشر‪" :‬التسويف والمماطلة"‬


‫يمدي على خير‪ ،‬اللي ما يخلص اليوم يخلص بكرة ! هؤالء تجدهم على قارعة الطريق‪ ،‬إن قلت لهم‬
‫إن الماء يتسالرب من سالقف بيتك قم فأصاللحه ! قال إن المطر ينزل ولن أسالتطيع أن أصلحه اآلن فإن قلت له‬
‫أصلحه إن توقف المطر فسيقول عندما يتوقف المطر لن ينزل الماء وبالتالي لست بحاجة إلصالحه ! سبحان‬
‫هللا !‬

‫الصفحة ‪23‬‬
‫حكمه‪ :‬تزوجت البطالة بالتواني ‪ ...‬فأولدها غالما مع غالمه فأما االبن سالالالموه بفقر ‪ ...‬وأما البنت‬
‫سموها ندامة‬
‫كم هي األعمال التي تراكمت بالتس الالالالويف؟ وكم هي اآلمال التي تحطمت على ش الالالالاطئ المماطلة؟‬
‫ولنسالالأل أنفسالالنا مالذي منعني بالضالالبط عن عمل ما أريد؟ قد ال أجد إجابة سالالوى الكسالالل والتأخير والمماطلة‬
‫والتقصير‪.‬‬
‫يقولون أن العلماء أجروا تجربة على ضفدعين ليعرفا مدى إحساس الضفادع بالحرارة فوضعوا‬
‫الضفدعين في وعاء فيه ماء وأشعلوا النار تحته وبدأو برفع درجة الحرارة‪ ،‬شيئا ً فشئا‪ ،‬قليالً قليال‪ ،‬وهم‬
‫ينتظرون أن تقفز الضفادع وبعد أن وصلت درجة الماء إلى درجة الغليان وإذ بهم يجدون أن الضفدعين قد‬
‫ماتا ماتا سلقا ً تماما ً! لماذا لم يقفزا؟ لماذا لم يتحركا؟‬
‫يقول العلماء أن الضفادع حيوانات كسولة فهي حاولت التكيف والتحمل حتى ال تقفز مما جعلها تموت بال‬
‫ِحراك!‬
‫ما أكثر من يقول هللا ال يغير علينا ! األمور ماشية! سأحاول سأفعل سأتغير سأفكر سأتحرك سأقفز‬
‫لعلها تتيسر لما كل هذا التسويف؟‬
‫هل تنتظر معجزةً تحدث لتغير نفسك!‬
‫أم أنك تنتظر مصيبةً تدفعك للتغيير!‬
‫أم أنك تنتظر جلطةً حتى تهتم بصحتك؟ (أبعدنا هللا وإياكم)‬
‫أم تنتظر وفاة صديقك الحميم حتى يحيى قلبك وتلزم أمر ربك!‬
‫أيها المدخن هل تنتظر سرطانا (أبعدك هللا عنه) حتى تقلع عن التدخين؟‬
‫باهلل ماذا تنتظر؟‬
‫هل تنتظر موت أحد والديك حتى تبر اآلخر؟‬
‫قد تحدث لك بعض المصالالائب التي ربما توقظك وتنبهك ولكن من يدري قد تكون أنت المصالاليبة التي‬
‫يعتبر بها غيرك !‬
‫يقول رسالالول هللا ‪( :‬بادروا باألعمال سالالبعا هل تنتظرون إال فقراً منسالاليا أو غنا ً مطغيا أو مرضالالا‬
‫مفسدا أو هرما ً مفندا أو موتا ً مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر)‬
‫أخي الفاضالالل ما حرم مبادر اال في النادر ! وما سالاللك التسالالويف طريقا ً اال جاء وراءه الفقر والمرض‬
‫قل لي ماذا تنتظر؟ ومالذي بحق يمنعك؟‬
‫الخريف وبرد الشالتاء ويلهيك حسن زمان الربيع فأخذك للعلم قل‬
‫ِ‬ ‫اليف ويبس‬
‫اذا كان يؤذيك حر المص ِ‬
‫لي متى؟‬
‫يقول عمر ‪( :‬كل يوم يقال فيه مات فالن وفالن والبد أن يأتي يوم يقال فيه مات عمر) بهذه العقلية‬
‫سنعيش كما يجب أن يعيش المسلم الناجح ال تتردد ! واال ألصبحت سجين اآلن وتقدم لو خطوة حتى ال تهزم‬
‫وأنت على رصيف االنتظار !‬
‫أحبتي في هللا هذه قيود النجاح ومتى أفلت منها ونالك توفيق هللا فإنك ستصل ألهدافك بإذن هللا‪.‬‬

‫الصفحة ‪24‬‬
‫أحبتي أليس النجاح يستحق التعب؟‬
‫ألست تريد أن تكون سعيدا؟‬
‫ألست تريد أن تكون ناجحا في حياتك؟ نافعا في مجتمعك؟ خادما ً لدينك؟‬
‫ألست واثقا ً بربك؟ متوكالً عليه؟ محسنًا الظن به؟‬
‫متفائالً بمستقبلك؟ اذا فماذا تنتظر؟؟‬
‫كل هذه القيود لن تقف أمام الرغبة الجبارة واالصالرار والصالبر فقط ال تتوقف واصبر واعمل وتقدم‬
‫فالناجح ال يتراجع والمتراجع ال ينجح واعلم ان النصالر مع الصالبر والفرج مع الكرب وان مع العسالر يسرا‬
‫فال تيأس !‬
‫فكل هذه القيود مفتاحها الصبر واالصرار والتوكل على هللا ‪ ‬طرد ذلك الفتى من حلقة الحديث ألن‬
‫كما يزعم معلمه ال يسالالتطيع الحفظ‪ ،‬قدرته ضالالعيفة‪ ،‬انظر إلى المثبطين ! فهام على وجهه حزينا‪ ،‬فوجد بئرا‬
‫ووجد عندها دلوا ورأى الحبل يتدلى بجانبها وقد أثر هذا الحبل على الحجر فقال‪" :‬سالالالبحان هللا كيف لهذا‬
‫الضالعيف أن يخترق الصالخرة الصاللباء القوية" فهم الغالم السالالر بعد أن تأمل وقال‪ :‬انه االصالرار والتكرار !‬
‫فذهب الغالم وأخذ يحفظ الحديث الواحد ويكرره اكثر من ‪ 122‬مره حتى أصالالالبح بعد فترة فقيه الحرمين‬
‫ومحدث عصره انه الحافظ ابن حجر !‬
‫اخي الفاضل ‪ ،‬اختي الفاضلة‪:‬‬
‫ان حياتنا قرارات وما انت عليه االن هو نتيجة لقرار اتخذته سابقا‪ ،‬فماذا قررت بعد سماعك لهذا الحديث؟‬
‫وبعد أن تعرفت على تلك القيود؟‬
‫أخي الفاضل ‪ ،‬أختي الفاضلة‪:‬‬
‫حدد هدفك وغير معتقداتك السلبية واقهر ظروفك واستثمر وقتك واترك المثبطين واعمل لتحقيق حلمك‬
‫وبادر وال تسوف وتفاءل بربك وال تطلب الكمال واحذر من المقارنات ثم استعن بربك تكن ناجحا متحررا‬
‫من قيود النجاح فنحن ال نختار طريقة موتنا ولكننا قادرون بعون هللا على اختيار طريق ِة حياتنا‪.‬‬
‫اخي الحبيب‪:‬‬
‫حياتك لوحة فنية ألوانها القول وأشكالها العمل وإطارها العمر ورسامها أنت فاذا انقضت حياتك فقد اكتملت‬
‫لوحتك وعلى قدر روعتها تكون قيمتها فإما أن تكون جميلة تستوقف المارين أو رديئة ترمى بين أكوام‬
‫المهمالت حتى إذا قامت القيامة عرض كل إنسان لوحته وانتظر عاقبته فابدع في لوحتك فمازالت الفرشاة‬
‫بيدك‪.‬‬
‫أس الالأل هللا لنا ولكم في الدنيا النجاح وفي اآلخرة الفالح أردت أن أحطم وإياكم قيود النجاح ونكس الالر‬
‫أغالل الخذالن فإن أجدت فهذا وهللا ما أردت وإن تكن األخرى فحسبي أن ذلك وسعي وجل قدرتي‪.‬‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال إله إال أنت استغفرك وأتوب إليك‬
‫والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬

‫الصفحة ‪25‬‬

You might also like