Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫‪ 1‬من ‪13‬‬

‫شرف العبودية هلل تعاىل‬ ‫عنوان اخلطبة‬


‫‪/1‬الغاية العظمى من خلق بين آدم ‪/2‬حال املؤمن‬ ‫عناصر اخلطبة‬
‫التقي مع العبادة طوال حياته ‪/3‬شرف وعز العبودية هلل‬
‫تعاىل ‪/4‬التحذير من التعلق بالدنيا ‪/5‬حسن الظن باهلل‬
‫تعاىل من العبودية هلل ‪/6‬حال املسلم التقي عند نزول‬
‫البالء‬
‫فيصل غزاوي‬ ‫الشيخ‬
‫عدد الصفحات ‪13‬‬
‫الخطبة األولى‪:‬‬

‫حنمده‪ ،‬ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن‬ ‫احلمد هلل ُ‬ ‫إن َ‬ ‫َّ‬
‫هادي له‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وم ْن يُضلِ ْل فال‬ ‫مضل له‪َ ،‬‬‫هده اهللُ فال َّ‬ ‫سيئات أعمالنا‪ ،‬من ي ِ‬
‫َْ َ‬
‫عبده ورسولُه‪،‬‬ ‫حممدا ُ‬ ‫أن ً‬ ‫أشهد َّ‬
‫يك له‪ ،‬و ُ‬ ‫أشهد َّأَّل إلهَ َّإَّل اهللُ َ‬
‫وحده َّل شر َ‬ ‫و ُ‬
‫ين َآمنُوا اتَّ ُقوا اللَّهَ َح َّق تُ َقاتِِه‬ ‫َّ ِ‬
‫صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪( ،‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫َوََّل ََتُوتُ َّن إََِّّل َوأَنْتُ ْم ُم ْسلِ ُمو َن)[ ِآل ِع ْمَرا َن‪.]102 :‬‬
‫‪ 2‬من ‪13‬‬

‫ف‬ ‫الناس‪ :‬قد بَ َّ َ‬


‫ّي َربُّنَا ‪َ -‬عَّز َو َج َّل‪ -‬الغَايَةَ العظمى واهلََد َ‬ ‫َّأما بع ُد‪ ،‬فيا أيها ُ‬
‫س‬ ‫ت ِْ ِ‬
‫اْل َّن َو ْاْلنْ َ‬ ‫(وَما َخلَ ْق ُ‬
‫جل شأنُه‪َ :‬‬‫األمسى الذي من أجله ُخلِ ْقنا‪ ،‬فقال َّ‬
‫الذا ِري ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ات‪.]56 :‬‬ ‫إََّّل ليَ ْعبُ ُدون)[ َّ َ‬

‫اْلجالل له ‪-‬تعاىل‪ ،-‬مع كم ِال‬


‫ِ‬ ‫كمال ِ‬
‫احملبة و‬ ‫تتضمن َ‬
‫وعبادةُ اهلل ‪-‬تعاىل‪َّ -‬‬
‫العبد ربَّه ومل خيضع له فليس بعابد‪ ،‬ومىت‬
‫أحب ُ‬
‫ضوع‪ ،‬فمىت َّ‬ ‫الذ ِّل واخلُ ِ‬
‫ُّ‬
‫خضع له بال حمبة فليس بعابد كذلك‪ ،‬فال َّ‬
‫بد من أن يكون العبد حمبًّا‬ ‫َ‬
‫وصف العابد‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يصد َق عليه‬
‫خاضعا هلل حىت ُ‬
‫ً‬

‫تاما ألمر اهلل ‪-‬تعاىل‪-‬؛ ليُحقق العبوديةَ‬ ‫انقيادا ًّ‬


‫ينقاد ً‬ ‫وجيب على املؤمن أن َ‬
‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضى اللَّهُ َوَر ُسولُهُ‬‫(وَما َكا َن ل ُم ْؤم ٍن َوََّل ُم ْؤمنَة إِ َذا قَ َ‬ ‫الكاملةَ قال ‪-‬سبحانه‪َ :-‬‬
‫ض َالًَّل‬
‫ض َّل َ‬‫ص اللَّهَ َوَر ُسولَهُ فَ َق ْد َ‬‫اخلِيَ َرةُ ِم ْن أ َْم ِرِه ْم َوَم ْن يَ ْع ِ‬
‫أ َْمًرا أَ ْن يَ ُكو َن َهلُ ُم ْ‬
‫َحز ِ‬
‫اب‪ ،]36 :‬عن زيد بن أسلم قال‪" :‬وكان ابن عمر ُُيدِّث َّ‬
‫أن‬ ‫ُمبِينًا)[ ْاأل ْ َ‬
‫يتقعقع فقال‪َ :‬م ْن هذا؟‬ ‫ُ‬ ‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬رآه وعليه إزار‬ ‫َّ‬
‫ارك‪ ،‬قال‪ :‬فرفعته‪"...‬‬ ‫عبد اهللِ فارفع إز َ‬ ‫كنت َ‬ ‫عبد اهلل‪ ،‬فقال‪ :‬إِ ْن َ‬
‫فقلت‪ :‬أنا ُ ِ‬
‫ُ‬
‫‪ 3‬من ‪13‬‬

‫عمر‬ ‫حث النَّيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ِ َ -‬‬


‫بن َ‬ ‫عبد اهلل َ‬ ‫احلديث‪ ،‬فقد َّ ُّ‬ ‫َ‬
‫امس ِه أ ْن َيَْتَثِل ألو ِام ِر ِ‬
‫اهلل ‪َ -‬عَّز َو َج َّل‪ -‬ونَواهيه؛‬ ‫بودية امل ْشمو ِلة يف ِْ‬
‫مبُْقتَضى الع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أجاب ‪-‬رضي اهلل عنه‪-‬‬ ‫ّي‪ ،‬فامتثَ َل و َ‬ ‫فوق ال َك ْعبَ ِ‬
‫جع ُل اْلزا ِر َ‬
‫ومنها‪ْ :‬‬
‫وأرضاه‪.‬‬

‫كما جيب أن تكون حياةُ املؤمن كلُّها هلل ‪-‬تعاىل‪ ،-‬كما قال ‪-‬سبحانه‪:-‬‬
‫ّي)[ ْاألَنْ َع ِام‪]162 :‬؛‬ ‫ِ‬ ‫اي َوَمََ ِاِت لِلَّ ِه َر ِّ‬
‫ب الْ َعالَم َ‬
‫ِ‬ ‫(قُل إِ َّن َ ِ‬
‫ص َالِت َونُ ُسكي َوَْحميَ َ‬ ‫ْ‬
‫مجيعا‪ ،‬وَّل تكو ُن‬
‫وتستوعب حياتَه ً‬ ‫ُ‬ ‫فالعبادةُ تشمل شؤو َن اْلنسان كلَّها‪،‬‬
‫فعبد اهللِ َم ْن يُرضيه ما يُرضي‬
‫وحتليال وحترَيًا‪ُ ،‬‬ ‫أمرا وهنيًا ً‬ ‫إَّل بالتزام شرِع اهلل؛ ً‬
‫أحب اهللُ ورسولُه‪ ،‬ويُبغِض ما‬ ‫ب ما َّ‬ ‫سخط اهلل‪ُِ ،‬‬
‫وُي ُّ‬ ‫َ‬
‫سخطه ما ي ِ‬
‫ُ‬
‫اهلل‪ ،‬وي ِ‬
‫َ ُ‬
‫ضه اهللُ ورسولُه‪ ،‬ويوايل َم ْن واىل اهللَ ورسولَه‪ ،‬ويُعادي َم ْن عادى اهللَ‬ ‫أبغَ َ‬
‫ورسولَه‪.‬‬

‫هما بلغت‬‫وَّل تسقط العبادةُ عن أحد من العبيد‪ ،‬يف دار التكليف‪َ ،‬م َ‬
‫احلِ ْج ِر‪]99 :‬؛‬ ‫ِ‬
‫ّي)[ ْ‬ ‫ك َح َّىت يَأْتِيَ َ‬
‫ك الْيَق ُ‬ ‫(و ْاعبُ ْد َربَّ َ‬
‫منزلتُه‪ ،‬و َّأما قوله ‪-‬تعاىل‪َ :-‬‬
‫(ح َّىت‬
‫ين‪ ،‬وهو املعىن الذي يف قوله ‪-‬تعاىل‪َ :-‬‬ ‫بإمجاع املفسر َ‬
‫ِ‬ ‫فاملراد به املوت‬
‫‪ 4‬من ‪13‬‬

‫اخلَْل ِق وأكملُهم عبوديةً‪َّ ،‬‬


‫ظل‬ ‫أشرف ْ‬ ‫ّي)[الْ ُم َّدثِِّر‪ ،]47 :‬وهذا‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫أَتَانَا الْيَق ُ‬
‫صلُّون‬
‫يعبد ربَّه حىت وافته املنيةُ‪ ،‬وخَرج على الصحابة يف مرض موته وهم يُ َ‬
‫فصلَّى هبم ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪.-‬‬

‫كل َم ْن أتى هبا على‬ ‫وشرف‪ ،‬يستحقُّه ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫إن العبوديةَ هلل ِعٌّز‬ ‫أيها اإلخوةُ‪َّ :‬‬
‫أشرف وَّل أمتَّ للمؤمن من الوصف‬ ‫َ‬ ‫وجه التمام والكمال‪ ،‬وليس شيءٌ‬
‫ف‬ ‫بالعبودية؛ فقد وصف اهلل هبا نبيَّه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬يف أَ ْشر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َسَرى بِ َعْب ِدهِ لَْي ًال ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫أَحوالِِه؛ وِهي لَي لَةُ ِْ ِ‬
‫(سْب َحا َن الَّذي أ ْ‬ ‫اْل ْسَراء‪ ،‬فَ َق َال‪ُ :‬‬ ‫َْ َ َ ْ‬
‫اْل ْسَر ِاء‪،]1 :‬‬ ‫صى الَّ ِذي بَارْكنَا َح ْولَهُ)[ ِْ‬
‫َ‬
‫ِِ‬
‫احلََرام إِ َىل الْ َم ْسجد ْاألَقْ َ‬
‫الْمس ِج ِد ْ ِ‬
‫َْ‬
‫يدا له‬ ‫عباد اهللِ َّل يَأْنَ ُفو َن وَّل يفرفَّعون أَ ْن يَ ُكونُوا َعبِ ً‬ ‫واألصفياء األخيار ِمن ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صى َمرات ِ‬
‫ب الشََّرف؛ كما قال تعاىل‪( :‬لَ ْن‬ ‫‪-‬تعاىل‪ ،-‬بل عبوديتُهم لرِّهبم أَقْ َ‬
‫يح أَ ْن يَ ُكو َن َعْب ًدا لِلَّ ِه َوََّل الْ َم َالئِ َكةُ الْ ُم َقَّربُو َن َوَم ْن‬ ‫ِ‬
‫ف الْ َمس ُ‬
‫ِ‬
‫يَ ْستَ ْنك َ‬
‫ِّس ِاء‪،]172 :‬‬ ‫ِِ ِ‬
‫ِْب فَ َسيَ ْح ُش ُرُه ْم إلَْيه َمج ًيعا)[الن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ف َع ْن عبَ َادته َويَ ْستَك ْ‬ ‫يَ ْستَ ْن ِك ْ‬
‫ين يَ ْستَكِِْبُو َن َع ْن‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ين َع ْن عبَ َادته فَ َقال‪( :‬إ َّن الذ َ‬ ‫َوقَ ْد ذَ َّم اهللُ الْ ُم ْستَكِْب َ‬
‫كل م ِن استكِب عن ِعبادةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِعبادِِت سي ْدخلُو َن جهن ِ‬
‫َ َْ َ َ‬ ‫ين)[ َغاف ٍر‪ ،]60 :‬و ُّ َ‬ ‫َّم َداخ ِر َ‬ ‫َ َ ََ ُ َ َ َ‬
‫اد لِعِبَ ٍاد‬
‫ف َذ َّل ِعبَ ٌ‬‫ظ‪َ ،‬كْي َ‬ ‫ض َع َويَ ِذ َّل لِغَ ِْْيهِ‪َ ،‬وَه َذا أ َْمٌر ُم َال َح ٌ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َفال بُ َّد أَ ْن َخيْ َ‬
‫‪ 5‬من ‪13‬‬

‫الر ِّق‬
‫يجةُ أَ ْن َوقَعُوا يف ِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫مثلِهم‪ ،‬وأَنْزلُوهم مْن ِزلَةَ ر ِّ ِ ِ‬
‫ب الْعبَاد‪َ ،‬وَكانَت النَّت َ‬ ‫َ َ ُْ َ َ‬
‫وعابدا لغْيه؛ (أَفَ َم ْن‬ ‫ً‬ ‫عابدا هلل‬‫العبودية هلم‪ ،‬وشتا َن بّي حياة اْلنسان ً‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫اط‬‫َيَْ ِشي م ِكبًّا علَى وج ِه ِه أَه َدى أَم من َيَْ ِشي س ِويًّا علَى ِصر ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ‬
‫يعبد هواه‪ ،‬كما قال تعاىل‪:‬‬ ‫الناس َم ْن ُ‬ ‫فم َن ِ‬ ‫ك‪ِ ،]22 :‬‬ ‫مستَ ِقي ٍم)[الْم ْل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫َضلَّهُ اللَّهُ َعلَى ِع ْل ٍم َو َختَ َم َعلَى مسَْعِ ِه َوقَ ْلبِ ِه‬ ‫ت َم ِن َّاَّتَ َذ إِ َهلَهُ َه َواهُ َوأ َ‬ ‫(أَفَ َرأَيْ َ‬
‫ص ِرهِ ِغ َش َاوًة فَ َم ْن يَ ْه ِد ِيه ِم ْن بَ ْع ِد اللَّ ِه أَفَ َال تَ َذ َّك ُرو َن)[ ْ‬
‫اْلَاثِيَ ِة‪:‬‬ ‫َو َج َع َل َعلَى بَ َ‬
‫ِ‬
‫قبيحا‬
‫فعلَه‪ ،‬وما رآه ً‬ ‫العبد الذي يأَتر بأم ِر َه َواهُ فما رآه حسنًا َ‬ ‫‪]23‬؛ فهذا ُ‬
‫بد‬
‫نفسه يَْتبَع ما تَدعُو إليه‪ ،‬فكأنَّه يَعبُ ُده كما يع ُ‬ ‫ترَكه‪ ،‬فهو مطيع هلوى ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫الرجل إهلَه‪.‬‬
‫ُ‬

‫أعظم يف قلبه من‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫وم َن ِ‬ ‫ِ‬


‫الناس َم ْن تعلق قلبُه بالدنيا ومتاعها الفاين‪ ،‬فالدنيا ُ‬
‫لمه‪ ،‬فَِإ ْن أ ُْع ِط َي منها َر ِض َي‪ ،‬وإِ ْن‬‫ومبلغ ِع ِ‬
‫أكِب مهِّه‪َ ،‬‬
‫الدِّين‪ ،‬أصبحت الدنيا َ‬
‫ط‪ ،‬يُوايل ويُعادي من أجلها‪ ،‬قال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫ط منها َس ِخ َ‬‫مل يُ ْع َ‬
‫عبد‬
‫س ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫عبد اخلميصة‪ ،‬تَع َ‬ ‫س ُ‬ ‫عبد الدرهم‪ ،‬تَع َ‬ ‫س ُ‬ ‫بد الدينار‪ ،‬تَع َ‬
‫سعُ‬ ‫"تَع َ‬
‫ش"‪ ،‬وهذه أمثلة ذكرها النيب‬ ‫س‪ ،‬وإذا ِش َ‬
‫يك فال انْتَ َق َ‬ ‫س وانت َك َ‬
‫ِ ِ‬
‫اخلميلة‪ ،‬تَع َ‬
‫ٍ‬
‫بشيء غ ِْي اهللِ ِم ْن‬ ‫كل َم ْن تعلَّق قلبُه‬ ‫‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬وهكذا ُّ‬
‫‪ 6‬من ‪13‬‬

‫ِ‬
‫احلقيقة‪-‬‬ ‫الر ُّق والعبوديةُ ‪-‬يف‬
‫رقيق له؛ إذ ِّ‬ ‫أهو ِاء ِ‬
‫عبد ما يهواه‪ٌ ،‬‬
‫نفسه‪ ،‬فهو ُ‬
‫رق ِ‬
‫القلب وعبوديتُه‪.‬‬ ‫هو ُّ‬

‫الرق هلل ‪-‬عز وجل‪،-‬‬ ‫ِ‬


‫بالعبودية و ِّ‬ ‫ِ‬
‫العبودية تستل ِزم أَ ْن يشعَُر اْلنسا ُن‬ ‫وحقيقةُ‬
‫بن عام ٍر ‪-‬‬ ‫بعي ُ‬ ‫التحرر من عبادة املخلوق‪ ،‬كما قال ِر ُّ‬ ‫ُ‬ ‫الشعور معناه‬
‫ُ‬ ‫وهذا‬
‫ِج‬ ‫ِ‬
‫ابتعثَنا‪ ،‬واهللُ جاء بنا‪ ،‬لنُخر َ‬ ‫حّي قَد َم عليه‪" :‬اهللُ َ‬ ‫رضي اهلل عنه‪ُ -‬لر ْستُ َم َ‬
‫العباد‪ ،‬إىل عبادة اهلل"؛ إِذَ ْن فليست هناك حرية مطلَقة‬ ‫من شاء ِمن عبادةِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬
‫عابدا‬
‫فإما أن يكون ً‬ ‫بول على العبادة؛ َّ‬ ‫إنسان عاب ٌد بفطرته‪ ،‬جم ٌ‬ ‫كل ٍ‬ ‫أبدا‪ ،‬بل ُّ‬ ‫ً‬
‫آخر غ ِْي اهللِ‪ ،‬وهذا ما‬ ‫ٍ‬
‫عابدا لشيء َ‬ ‫وإما أن يكون ً‬ ‫يك له‪َّ ،‬‬ ‫وحده َّل شر َ‬ ‫هلل َ‬
‫جل يف عاله‪( :‬أَ َملْ أ َْع َه ْد إِلَْي ُك ْم يَا بَِين َ‬
‫آد َم أَ ْن‬ ‫عباده‪ ،‬قال اهلل َّ‬ ‫حذر اهللُ منه َ‬ ‫َّ‬
‫ط‬‫ّي * َوأ َِن ْاعبُ ُد ِوين َه َذا ِصَرا ٌ‬ ‫ََّل تَ ْعبُ ُدوا الشَّْيطَا َن إِنَّهُ لَ ُك ْم َع ُد ٌّو ُمبِ ٌ‬
‫أح ٌد ِمن‬ ‫ِ‬
‫يم)[يس‪ ،]61-60 :‬قال ابن القيم ‪-‬رمحه اهلل‪" :-‬فَما َعبَ َد َ‬ ‫ُم ْستَق ٌ‬
‫ت ِعبادتُه لِلشَّي ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫طان"‪.‬‬ ‫آد َم َغْي َر اللَّه كائنًا َم ْن َكا َن َّإَّل وقَ َع ْ َ ُ ْ‬ ‫بَِين َ‬

‫إن العبوديةَ اخلالصةَ هلل هي عّي احلر ِية والكر ِ‬


‫امة؛ فهي ‪-‬‬ ‫الناس‪َّ :‬‬ ‫أيها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الذ ِل و‬
‫اخلضوع‬
‫ِ‬ ‫القلب ِم ْن ِر ِّق املخلوقّي‪ُ ،‬‬
‫وحتِّرُره من ُّ‬
‫َ‬ ‫وحدها‪ -‬اليت تُعتِ ُق‬
‫َ‬
‫‪ 7‬من ‪13‬‬

‫ِ‬
‫ومالكه‬ ‫وحده‪ ،‬مل يستعب ْد َّإَّل هللِ ِ‬
‫خالقه‬ ‫ِ‬ ‫ِّ ِ‬
‫ُ ََ‬ ‫فم ْن عبَد اهللَ َ‬ ‫لكل ما سوى اهلل‪َ ،‬‬
‫واملهانةُ‬ ‫ِ‬
‫املتصرف فيه‪ ،‬والعزةُ والكرامةُ والرفعةُ كلُّها يف عبادة اهلل‪ ،‬والذلةُ‬ ‫و‬
‫واخلسارةُ كلُّها يف عبادةِ غ ِْي اهللِ‪.‬‬

‫ات املتَحت ِ‬
‫وإن ِمن امل ِه َّم ِ‬
‫َّ‬
‫يلتزم املرءُ عبوديةَ ربِّه‪ ،‬من الذل واخلضوع‬‫ِّمات أَ ْن َ‬ ‫ََُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اجتناب هنيه‪ ،‬ودوِام اَّلفتقا ِر إليه‪ ،‬واللَّ َجأ‬
‫خالقه‪ ،‬و ِ‬ ‫امتثال أم ِر ِ‬
‫واْلنابة‪ ،‬و ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إليه‪ ،‬واَّلستعانة به‪ ،‬والتوكل عليه‪ ،‬وعياذ العبد به‪ ،‬ولياذه به‪ ،‬وأَ ْن َّل َ‬
‫يتعلق‬
‫قلبُه بغْيه حمبةً وخوفًا ورجاءً‪ ،‬ولْنَ ْعلَ ْم أن َم ْن غ َفل عن هذه املهمة يف حياته‬
‫وخسارا َم ْن تعلَّق قلبُه‬
‫ً‬ ‫ضالَّل‬ ‫أعظم ِ‬
‫الناس ً‬ ‫أن َ‬ ‫فقد غ َفل عن كل شيء‪ ،‬و َّ‬
‫بغ ِْي اهللِ ‪-‬تعاىل‪.-‬‬

‫ابن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫شيخ اْلسالم ُ‬ ‫عباد اهلل‪ -‬هي عبودية القلب‪ ،‬قال ُ‬ ‫والعبوديةُ احلقةُ ‪َ -‬‬
‫القلب ُحبًّا هلل‪ :‬ازداد له عبوديةً‪ ،‬وكلَّما‬ ‫ُ‬ ‫تيميةَ ‪-‬رمحه اهلل‪" :-‬ف ُكلَّما ازداد‬
‫القلب َّل يَصلُ ُح وَّل‬ ‫وفضلَه َّ ِ‬
‫عما س َواهُ‪ ،‬و ُ‬ ‫ازداد له ُحبًّا‪َّ ،‬‬‫ازداد له عبوديةً‪َ :‬‬
‫يب وَّل يَ ْس ُك ُن وَّل يَطْ َمئِ ُّن‪ ،‬إَّل‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫يُفل ُح وَّل يَْن َع ُم وَّل يُ َسُّر وَّل يلتذ وَّل يَط ُ‬
‫ِ‬
‫املخلوقات‬ ‫كل ما يلت ّذ به ِم َن‬‫حصل له ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحبِّه واْلنابة إليه‪ ،‬ولو َ‬ ‫بعبادة ربِّه ُ‬
‫‪ 8‬من ‪13‬‬

‫معبوده‬ ‫حيث هو‬ ‫فقر ذاِتٌّ إىل ربه؛ من ُ‬ ‫ِ‬


‫ُ‬ ‫يطمئن ومل يَ ْس ُك ْن؛ إ ْذ فيه ٌ‬‫َّ‬ ‫مل‬
‫ص ُل له من الفرح والسرور‪ ،‬واللذة والنعمة‪،‬‬ ‫وحمبوبُه ومطلوبُه‪ ،‬وبذلك َُي ُ‬
‫والسكون والطمأنينة‪ ،‬وهذا َّل ُيصل له إَّل بإعانة اهلل له؛ فإنَّه َّل يَ ْق ِد ُر‬
‫اك نَ ْعبُ ُد‬ ‫ِ‬
‫حقيقة (إِيَّ َ‬ ‫مفتقر إىل‬ ‫على َحت ِ‬
‫دائما ٌ‬ ‫صيل ذلك له إَّل اهللُ‪ ،‬فهو ً‬
‫ّي)[الْ َف ِاحتَ ِة‪.]5 :‬‬‫وإِيَّ َ ِ‬
‫اك نَ ْستَع ُ‬ ‫َ‬

‫ِ‬
‫العبودية له‪ ،‬وأَ ْن جيعلَنا من‬ ‫ِ‬
‫بكمال‬ ‫مجيعا‬
‫نسأله ‪-‬تعاىل‪ -‬أن َيَُ َّن علينا ً‬
‫املقربّي‪ ،‬أقول قويل هذا و ِ‬
‫أستغفر اهللَ يل ولكم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫عباده املخلَصّي‪ ،‬وأوليائه َّ‬
‫وْلميع املسلمّي‪.‬‬
‫‪ 9‬من ‪13‬‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬

‫ب الغىن‬ ‫وم ِن اهتدى بغْي هديه َ‬ ‫اعتز بغْيه َّ‬


‫احلمد هلل َم ِن َّ‬
‫وم ْن طَلَ َ‬
‫ض َّل‪َ ،‬‬ ‫ذل‪َ ،‬‬
‫حممدا‬
‫أن ً‬ ‫أشهد َّ‬
‫يك له‪ ،‬و ُ‬ ‫وحده َّل شر َ‬ ‫ِم ْن غ ِْيه َّ‬
‫قل‪ ،‬وأشهد َّأَّل إلهَ َّإَّل اهللُ َ‬
‫عبده ورسولُه‪ ،‬صلى اهلل عليه‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن واَّله‪.‬‬ ‫ُ‬

‫الظن باهلل‪ ،‬ويَثِ َق‬ ‫العبودية هللِ أَ ْن ُُي ِسن ُ‬


‫العبد َّ‬ ‫ِ‬ ‫عباد ه‬
‫الل‪ِ :‬‬
‫وم َن‬ ‫َّأما بع ُد‪ ،‬فيا َ‬
‫العبد يف فضل اهلل‬ ‫بأقدا ِره‪ ،‬وأن يأْمل يف رمحتِه وألطافِه‪ ،‬وُكلَّما قَ ِوي طمع ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َََ‬
‫ورمحته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قَ ِويَ ْ‬
‫ت عبوديتُه له‪ ،‬وحريتُه َمَّا‬
‫ِس َواهُ‪.‬‬

‫إن ِمن األحو ِال اليت تتجلَّى فيها لدى ِ‬


‫العبد حقيقةُ عبوديتِه لربه‪،‬‬ ‫َ ه‬
‫عباد الل‪َ َّ :‬‬
‫صدق إَيانِه ما يبتليه اهللُ به من املصائب واَّلبتالءات‪ ،‬قال ابن‬‫ودَّلئل ِ‬
‫ُ‬
‫العبد ليُهلِ َكه‪َّ ،‬‬
‫وإَّنا‬ ‫يبتل َ‬‫"فإن اهلل ‪-‬سبحانه وتعاىل‪ -‬مل ِ‬
‫القيم ‪-‬رمحه اهلل‪َّ :-‬‬
‫فإن هلل ‪-‬تعاىل‪ -‬على العبد عبوديةً يف‬ ‫صِبه وعبوديتَه‪َّ ،‬‬
‫ليمتحن َ‬
‫َ‬ ‫ابتاله‬
‫الضراء‪ ،‬كما له عليه عبودية يف السراء‪َّ ،‬‬
‫وإن له عليه عبودية فيما يكره‪ ،‬كما‬
‫‪ 10‬من ‪13‬‬

‫اخللق إَّنا يُعطُون العبوديةَ فيما ُُِيبُّو َن‪،‬‬


‫ب‪ ،‬وأكثر ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫له عليه عبودية فيما ُُي ّ‬
‫والشأ ُن يف إعطاء العبودية يف املكاره"‪.‬‬

‫ِ‬
‫الشدائد واحمل ِن‪ ،‬وأن حنذر‬ ‫عند‬ ‫ِ‬ ‫ع بالص ِِب‬ ‫عباد اهللِ‪ -‬أن َّ‬
‫اْلميل َ‬ ‫نتدر َ‬ ‫فعلينا ‪َ -‬‬
‫اض على أقدار اهلل‪ ،‬وَّل نكن َمَّن إذا أصابتهم‬ ‫ع واَّلعفر َ‬ ‫ط واْلز َ‬ ‫التسخ َ‬
‫ُّ‬
‫األمل‪ ،‬وقعدوا عن العمل‪ ،‬وأصبحوا َّل َه َّم هلم َّإَّل ما‬
‫مصيبةٌ يئسوا وف َقدوا َ‬
‫تفكروا ونظروا إىل الدنيا بع ِ‬
‫ّي‬ ‫َّ‬
‫وغْي حا َهلم‪ ،‬مع أهنم لو ُ‬ ‫شغَل با َهلم‪َّ ،‬‬
‫ومتعةٌ زائلةٌ مل يفرحوا فيها مبوجود‪ ،‬ومل ُيزنوا‬ ‫ِ‬
‫البصْية‪ ،‬وأهنا بُلغةٌ فانيةٌ‪ُ ،‬‬
‫ملفقود‪ ،‬ولْنَ ْعتَِ ِْب حب ِال أُويل النُّهى والبصائر يف الدين‪ ،‬الذين حقَّقوا العبوديةَ‬
‫وباد ُروا آجا َهلم بأعماهلم‪ ،‬وابتاعوا ما يبقى هلم مبا يزول‬ ‫العاملّي‪َ ،‬‬‫َ‬ ‫لرب‬
‫ِّ‬
‫ري ‪-‬رمحه اهلل‪" :-‬أدركت أقو ًاما ما كانوا ليفرحوا‬ ‫البص ّ‬
‫عنهم‪ ،‬قال احلسن َ‬
‫بشيء من الدنيا أتوه‪ ،‬وَّل يأسون على شيء منها فاهتم"‪.‬‬

‫أيها المسلمون‪ِّ :‬‬


‫املوحد العابد لربه يف شرف وكرامة‪ ،‬قد علق قلبه باهلل‪،‬‬
‫واستقام له‪ ،‬ولو فاته من دنياه ما يطيب ملبتغي احلياة‪ ،‬إَّل أنَّه يف عزة ورفعة‬
‫يف دينه ودنياه‪.‬‬
‫‪ 11‬من ‪13‬‬

‫أبقت الدنيا على املرء ِدينَه *** فما فاتَه منها فليس بضائ ِر‬
‫إذا ِ‬

‫هذا وصلُّوا وسلِّموا عباد اهلل‪ ،‬على من أمركم ربُّكم بالصالة والسالم عليه‬
‫صلُّوا َعلَْي ِه‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َآمنُوا َ‬
‫َّيب يَا أَيُّ َها الذ َ‬ ‫فقال‪( :‬إِ َّن اللَّهَ َوَم َالئ َكتَهُ يُ َ‬
‫صلُّو َن َعلَى النِ ِّ‬
‫صل وسلِّم على حممد وعلى‬ ‫َحز ِ‬ ‫ِ‬
‫اللهم ِّ‬‫اب‪َّ ،]56 :‬‬ ‫يما)[ ْاأل ْ َ‬‫َو َسلِّ ُموا تَ ْسل ً‬
‫أزواجه وذريته‪ ،‬كما صليت على آل إبراهيم‪ ،‬وبارك على حممد وعلى‬
‫َّك محي ٌد جمي ٌد‪.‬‬
‫أزواجه وذريته‪ ،‬كما باركت على آل إبراهيم‪ ،‬إن َ‬

‫الله َّم انصر‬


‫ين‪ُ ،‬‬‫الكفر والكافر َ‬
‫َ‬ ‫املسلمّي‪ ،‬و ِأذ َّل‬
‫َ‬ ‫اْلسالم و‬
‫َ‬ ‫أعز‬
‫اللهم َّ‬
‫َّ‬
‫املستضعفّي واجملاهدين يف سبيلك‪ ،‬واملرابطّي على الثغور‪ ،‬ومحاة احلدود‪،‬‬
‫َ‬
‫رب‬
‫وسائر بالد املسلمّي يا َّ‬
‫َ‬ ‫واجعل بلدنا هذا ِآمنًا مطمئنًّا رخاء وسعة‪،‬‬
‫العاملّي‪.‬‬
‫َ‬

‫اللهم من أرادنا وأراد اْلسالم واملسلمّي بسوء فأشغله يف نفسه‪ ،‬واجعل‬‫َّ‬


‫دائرة السوء تدور عليه‪ ،‬واجعل كيده يف حنره‪ ،‬وتدبْيه تدمْيا عليه‪ ،‬يا مسيع‬
‫الدعاء‪.‬‬
‫‪ 12‬من ‪13‬‬

‫الله َّم احفظ بالد احلرمّي وبالد املسلمّي من شر األشرار‪ ،‬وكيد الفجار‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ويل‬ ‫الله َّم ِآمنًا يف األوطان والدور‪ ،‬وأصلِ ِح األئمةَ ووَّلةَ األمور‪َّ ،‬‬
‫اللهم وفِّق َّ‬ ‫ُ‬
‫اللهم وفقه‬
‫أمرنا ملا حتب وترضى من األقوال واألعمال‪ ،‬يا حي يا قيوم‪َّ ،‬‬
‫املستضعفّي من املؤمنّي يف فلسطّي‬
‫َ‬ ‫اللهم أنج‬
‫وويل عهده هلداك وتقواك‪َّ ،‬‬
‫اللهم اشف مرضاهم‪ ،‬وعاف مبتالهم‪ ،‬وارحم موتاهم‪،‬‬ ‫ويف كل مكان‪َّ ،‬‬
‫اللهم أطعمهم من جوع‪ ،‬وآمنهم من خوف‪،‬‬ ‫وتقبل يف الشهداء قتالهم‪َّ ،‬‬
‫الله َّم تول أمرهم‪ ،‬وفرج مههم‪ ،‬واكشف كرهبم‪ ،‬وارحم ضعفهم‪ ،‬واجِب‬ ‫ُ‬
‫الله َّم انصرهم‬
‫الله َّم أنزل السكينة عليهم‪ ،‬واربط على قلوهبم‪ُ ،‬‬
‫كسرهم‪ُ ،‬‬
‫فأنت نصْيهم‪ ،‬واجعل دائرة السوء على من بغى عليهم وعاداهم‪ ،‬وأنزل‬
‫بأسك ورجزك وعذابك على من تسلط عليهم وآذاهم‪ ،‬يا مسيع الدعاء‪.‬‬

‫اللهم اقسم لنا من خشيتك ما حتول به بيننا وبّي معاصيك‪ ،‬ومن طاعتك‬ ‫َّ‬
‫الله َّم‬
‫ما تبلغنا به جنتك‪ ،‬ومن اليقّي ما هتون به علينا مصائب الدنيا‪ُ ،‬‬
‫متعنا بأمساعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا‪ ،‬واجعله الوارث منا‪ ،‬واجعل ثأرنا‬
‫‪ 13‬من ‪13‬‬

‫على من ظلمنا‪ ،‬وانصرنا على من عادانا‪ ،‬وَّل جتعل مصيبتنا يف ديننا‪ ،‬وَّل‬
‫جتعل الدنيا أكِب مهنا‪ ،‬وَّل مبلغ علمنا‪ ،‬وَّل تسلط علينا من َّل يرمحنا‪.‬‬

‫لّي‪ ،‬وآله‬
‫املرس َ‬
‫واحلمد هلل رب العاملّي‪ ،‬والصالة والسالم على خامت األنبياء و َ‬
‫وصحبه أمجعّي‪.‬‬

You might also like