Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫عامر بهجت‬ ‫مدخل إلى علم الفقه ‪7/5‬‬

‫مدخل إلى علم الفقه ‪ – 7/5‬عامر بهجت‬


‫رابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـط ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬
‫❖التمذهب‬
‫حكم التمذهب بأحد املذاهب الفقهية األربعة‪ :‬هناك مواضع اتفاق بني العلماء‪ ،‬ومواضع‬
‫خالف بني العلماء‪.‬‬
‫‪ ‬مواضع االتفاق بني العلماء‪:‬‬

‫‪.1‬ذم التعصب مبواالة اإلنسان من هم على مذهبه‪ ،‬ومعاداة أتباع املذاهب األخرى‪:‬‬
‫ال خالف بني العلماء أن التعصب ملذهب من املذاهب الفقهية أمر مذموم‪ ،‬والتعصب‬ ‫•‬
‫املقصود‪ :‬هو أن يتخذ اإلنسان املذهب معيارا للوالء والرباء‪.‬‬
‫من املواضع املتفق عليها مسألة االنتساب اللفظي إىل أحد املذاهب‪ ،‬أن يقول اإلنسان أنه‬ ‫•‬
‫حنبلي مثال‪ ،‬فهذا جائز‪.‬‬
‫هناك من هم ال ينتسبون اىل أحد املذاهب ويقول مذهيب الكتاب والسنة‪ ،‬ويظن أن‬ ‫•‬
‫هناك مسار امسه الكتاب والسنة‪ ،‬كأن املذاهب الفقهية ليست من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫املذاهب الفقهية كلها بال استثناء فقه للدليل‪ ،‬فال جيوز قول‪ :‬ما األفضل دراسة فقه‬ ‫•‬
‫الدليل أم فقه املذاهب؟ فهذا سؤال فرضه خطأ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عامر بهجت‬ ‫مدخل إلى علم الفقه ‪7/5‬‬

‫‪ .2‬قبول وجود املذاهب الفقهية األربعة‪ ،‬وعدم الدعوة إىل إلغائها وترك كتبها‪:‬‬
‫• ال أحد من االئمة يدعو إىل إلغاء هذه املذاهب أو حرق كتبها‪ ،‬وما وجد من هذا فهو ال‬
‫ميثل اجتاه علماء الشريعة‪.‬‬
‫• العلماء يدركون أن هذه املذاهب نتيجة طبيعة قدر اهلل هلا كونا‪ ،‬وال يرون وجودها‬
‫أمر مرفوض شرعا‪.‬‬
‫• التعصب املذهيب وُجد يف بعض أتباع املذاهب الفقهية على سبيل الندرة ال على سبيل‬
‫الشيوع‪.‬‬

‫‪ .3‬املتمذهب إذا بلغ رتبة االجتهاد وخالف مذهب إمامه لرجحان غريه فقد أحسن‪ ،‬وال‬
‫يُنكر عليه‪ ،‬لكن هذا مقيد بالتأهّل‪:‬‬
‫الرتجيح هو االجتهاد وال جيوز أن يصدر إال عن جمتهد توفرت فيه شروط االجتهاد‪.‬‬ ‫•‬
‫املتمذهب إذا تأهّل ثم اجتهد واختار قوال من األقوال فقد أحسن‪ ،‬وأما غري املتأهل‬ ‫•‬
‫فليس له حق أصال أن خيتار‪.‬‬
‫املتأمل يف سري العلماء على مر تاريخ اإلسالم جيد ندرة العلماء الذين هلم اختيارات‬ ‫•‬
‫فقهيه‪ ،‬فيمكن أن متر ‪ 100‬سنة ليس فيها غري واحد أو اثنني يف املذهب هلم اختيارات‬
‫استقاللية‪.‬‬
‫اجملتهد إذا أمجع العلماء قبله على قول ال جيوز له شرعا أن خيرج عن إمجاعهم‪ ،‬وإذا‬ ‫•‬
‫اختلف العلماء قبله على قولني فال جيوز له أن حيدث قول ثالث‪.‬‬
‫االجتهاد‪ :‬هو الرتجيح بني قول عامل وعامل‪ ،‬وال يصح أن يصدر إال عن جمتهد حتققت‬ ‫•‬
‫فيه شروط االجتهاد‪.‬‬
‫ميل النفس ليس اجتهادا وال هو مرجحا شرعيا‪.‬‬ ‫•‬
‫يقول ابن هبرية‪" :‬إن املناظرة بني أرباب املذاهب خترج خمرج اإلعادة والدرس‪ ،‬فإذا عال‬ ‫•‬
‫أحد املتناظرين على اآلخر باحلجة ال ترجح قوله‪ ،‬وإمنا يقصد بها تربية الطالب‬
‫وتعليمه"‪.‬‬
‫االئمه األولون كان نظرهم يف املسائل ال يكاد ميكن أن يطبقه طلبة العلم اليوم‪،‬‬ ‫•‬
‫فنقول الرتجيح إذا حصلت األهلية وخالف االنسان ورجح فهذا مأجور وهذا حمسن‪،‬‬
‫أما اإلنسان الذي يرجح دون أن حتصل له األهلية فنقول إذا مالت نفسك اىل قول‬
‫الشافعي فال بأس أن تقلد قول الشافعي‪ ،‬لكن إن مالت نفسك إىل قول الشافعي فتأتي‬
‫لتقول اإلمام أمحد خالف النص يف هذه املسألة واإلمام الشافعي هو أسعد الناس‬
‫بالسنة هلذه املسألة فلم تصل إىل مرحلة تنسب نفسك حكما على أئمة اإلسالم‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫عامر بهجت‬ ‫مدخل إلى علم الفقه ‪7/5‬‬

‫‪ .4‬قبول التمذهب مبعنى التخرج على مدرسة فقهية أصولية مع العناية بالدليل‬
‫وطلب الراجح‪:‬‬
‫• ال تكاد جتد من الفقهاء والعلماء أحدا إال منتسبا إىل مذهب من املذاهب األربعة‪.‬‬
‫• شيخ اإلسالم ابن تيمية حنبلي‪ ،‬واإلمام النووي شافعي‪ ،‬والعز بن عبد السالم شافعي‪،‬‬
‫والقرايف مالكي‪ ،‬والكاساني حنفي‪.‬‬

‫‪ .5‬جواز أخذ املتمذهب بقول إمامه ناسبا له إىل إمامه مع قناعته برجحانه بعد نظره‬
‫يف أدلة األقوال‪:‬‬
‫• ال يأثم بعدم اإلفصاح عن رأيه الشخصي وما متيل نفسه إليه‪.‬‬
‫• إذا جوزت للناس تقليدك فال بد من أن جتوز هلم تقليد األئمة األربعة‪.‬‬
‫• للمفيت أن خيري املستفيت بني مذهبه ومذهب غريه‪ ،‬وهلذا حالتني‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يعتقد صحة قول اجملتهد الذي ذكره وهنا ال إشكال يف جواز ذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يعتقد أن القول الراجح غري ما ذكره هذا اجملتهد‪ ،‬ولكنه يعتقد أن املسألة‬
‫اجتهادية ليس فيها قاطع يف الشريعة وإمنا هو نظر واجتهاد فيجوز له أن يذكر‬
‫مذهب غريه‪.‬‬

‫‪ ‬مواضع اخلالف بني العلماء‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫عامر بهجت‬ ‫مدخل إلى علم الفقه ‪7/5‬‬

‫❖املوقف من التمذهب‬
‫للعلماء يف ذلك ثالث اجتاهات‪:‬‬
‫‪ ‬االجتاه األول‪ :‬اجتاه إجياب التمذهب‪:‬‬
‫▪ اجته بعض العلماء إىل إجياب التمذهب بهذا املعنى وأنه جيب على املقلد وجوبا أن‬
‫يلزم مذهبا من املذاهب األربعة وال جيوز له أن يلفق‪.‬‬
‫قال الشيخ حممد األمني الشنقيطي‪" :‬متأخرو األصوليني من مجيع املذاهب مطبقون‬
‫كلهم على وجوبه"‪ .‬ويستدلون بأن هذا أضبط لإلنسان وأمنع من اتباع الرخص‪.‬‬
‫‪ ‬االجتاه الثاني‪ :‬اجتاه إباحة التمذهب (أكثر العلماء)‪:‬‬
‫▪ أكثر العلماء يقولون املقلد بني خيارين إما أن يلتزم مذهبا من املذاهب األربعة بشرط‬
‫ان ال يكون يف ذلك تعصب للمذهب‪ .‬أو أن يسأل من العلماء من يثق يف دينه وأمانته‬
‫دون التزام بشخص واحد بشرط عدم تتبع الرخص‪.‬‬
‫‪ o‬قال القاضي عياض عن املذاهب‪" :‬وقع إمجاع املسلمني على أتباعهم ودرس مذاهبهم"‪.‬‬
‫‪ o‬قال ابن هبرية واصفا املذاهب‪" :‬اليت اجتمعت األمة على أن كال منها جيوز العمل به"‪.‬‬
‫‪ o‬قال ابن فرحون‪" :‬وقع إمجاع الناس على تقليدهم واتفاق العلماء على اتباعهم‬
‫واالقتداء مبذاهبهم ودرس كتبهم والتفقه على مآخذهم"‪.‬‬
‫▪ هؤالء الثالثة نقلوا اإلمجاع على جواز التمذهب بواحد من هذه املذاهب األربعة‪.‬‬
‫‪ ‬االجتاه الثالث‪ :‬اجتاه منع التمذهب‪:‬‬
‫▪ واملقصود مبنع التمذهب أنه يقول‪ :‬ال يلزم اإلنسان مذهبا واحدا‪ ،‬وإمنا إذا مل يكن‬
‫مؤهال فإنه يقلد‪ ،‬ولكن ليس على سبيل مالزمه مذهب بعينه‪.‬‬
‫قال ابن حزم االندلسي مشددا‪" :‬فليعلم من أخذ جبميع قول أبي حنيفة‪ ،‬أو جبميع قول‬
‫مالك‪ ،‬أو جبميع قول الشافعي‪ ،‬أو جبميع قول أمحد ممن يتمكن من النظر‪ ...‬أنه قد‬
‫خالف إمجاع األمة"‪.‬‬
‫▪ إذا دققنا النظر وجدنا أن اإلمام ابن حزم قد ذكر شرطا يف كالمه ألنه قال ممن‬
‫يتمكن من النظر والتمكن من النظر معناه أهلية االجتهاد‪.‬‬
‫▪ يذكر العلماء أن اجملتهد على درجات‪ ،‬اجملتهد الذي حيفظ ألف ألف حديث غري‬
‫اجملتهد الذي حيفظ ‪ 900,000‬حديث غري اجملتهد الذي حيفظ ‪ 800,000‬حديث غري اجملتهد‬
‫الذي حيفظ ‪ 400,000‬غري اجملتهد الذي حيفظ ‪.300,000‬‬
‫سُئل اإلمام أمحد‪ :‬هل يفيت الرجل وهو حيفظ مائة ألف حديث قال ال‪ ،‬فقيل مائتا ألف‬
‫حديث؟ قال ال‪ ،‬فقيل ثالمثائة ألف حديث؟ قال ال‪ ،‬فقيل أربعمائة ألف حديث‪ ،‬فقال‬
‫أرجو‪.‬‬

‫‪4‬‬

You might also like