Professional Documents
Culture Documents
مسيرت التدريب في التعليم والتعلم
مسيرت التدريب في التعليم والتعلم
مسيرت التدريب في التعليم والتعلم
نشأت اجيال من ابنائنا غير قادرين على مواكبة التغيرات المتسارعه ،بسبب عدم تلقى ابنائنا فن التعاش
مع تلك الظروف ،فكانت تلك االجيال عالة على مجتمعنا ،غير قادرين على التفكير واالبداع .
ايقنت بأنه البد من معالجة المشكلة من جذورها وهى ثقافة المعلم ،نحن ال نملك العصى السحرية لنغير
الواقع ،ولكن البد ان بدأ لننقذ ما يمكن انقاذه من اجيالنا الصاعدة ،ولكي نبدأ سنبدأ بالمعلم وهو المرشد
الموجه البنائنا ،من خالل برامجي ركزت على ان يكون المعلم في الدورات هو محور العملية التعليمية ،
يعيش فيها ظروف طالبنا ،ويمر بنفس المسار ،اكلف بها معلمينا بالبحث والمقارنة والتقويم والتأمل .
قدمت الجانب النظرى الذى استقيته من حضارتنا العربية على مر السنين الماضية ،فلدينا بوطننا العربي
الكبير تربويين تشهد لهم جامعات العالم بعلومهم وادبهم في مجال التربية وعلم النفس ،ولهم مؤلفات
نظرية عملية مازالت تدرس في اعرق جامعات العالم ،فنحن اولى بهم وبفنونهم التى رسمتها اقالمهم ،
وربطت ذلك الجانب مع الواقع الذى نعيش ،ففيها سيتعرف المعلم على اساليب تطبيق تلك النظريات على
الواقع الحالى ،وكيف ممكن لنا ان نطوعه بما يتناسب مع ظروفنا ،فتعليم المعلم القدرة على تطويع
المعرفة حسب ظروفه ،سيكون قادرا على ان يعلم طالبه كيف يكون مبدع ومبتكر باستخدام اساسات
ثابته.
لقد دربت مجموعة من معلمات في احد المدارس الدولية لشهادة كامبريج للتعليم والتعلم مدة اربعة شهور،
كانت تجربة ناجحة بامتياز ،بناء على نتائج جامعة كامبريج فقد كان نجاهم مبهرا ،وعندما كان سؤالي
كيف استطعت ان يحصل معلموك على تلك النتائج؟ فكان جوابي لقد استطعت ان اصرف نظر المعلمين
عن ما يعاني منه معلمينا من قلت الراتب وزيادة نصاب الحصص ،ومتاعب الحياة االجتماعية ،واستطعت
ان اجعل من واجباتنا في الدورة اولوية لديهم ،استطعت ان اجد اجمل ما انفسهم كمعلمين واضعها بين
ايديهم ليستمتعوا بجمالها من خالل الواقع العملي ورؤية انجازاتهم في اعين الطالب ،استطعت ان اعبر
بهم الى البر الثاني وهو المعنى الحقيقي الن تكون معلم ،مرشدا ،ميسر ،ملهم .
من خالل الحصص العملية وزيارات صفيه ونقاشات مستمرة ،واقتراحات النشطه داخل الصفوف ،
وتجارب متنوعة وتطبيق انعكاسات وتأمالت على الواقع ومن خالل القراءات والكتابات لمعلمينا اضاف
لهم الكثير ،فانا اؤمن بان دور المدرب ال يقتصر على القاء الخطب في قاعات المناظرات فقط ،او خلف
المكاتب في الغرف المغلقة ،ولكن البد ان يكون الجزء االكبر مع المعلم داخل الغرفة الصفية وفي
الميدان ،وهذا ما تفتقر اليه دوراتنا على امتداد وطننا العربي.
ومما ميز ما كتبته من دورات ربط الواقع الذي نعيش بتجارب لدول في العملية التعليمية ،من خالل تقارير
حقيقية من صندوق البنك الدولي ومنظمات عالمية ،وجعل معلمينا يقارنوا بين ظروف تلك البالد والبحث
عن تلك التجارب ،استخالص التجربة واالستفادة منها جعلهم على قناعة بأن المعلم من سيصنع التغيير.