Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 44

-1-

-2-
‫تصميم‪:‬‬
‫غالف‪ :‬عال محمد‪.‬‬

‫داخلي‪ :‬روان النمكي‪.‬‬

‫تنسيق ورابط إلكتروني‪ :‬روان النمكي‪.‬‬

‫فريق عمل بيت الروايات والحكاوي المصرية‬

‫‪https://www.facebook.com/groups/Rewayat.Msrya/‬‬

‫‪-3-‬‬
‫دق قلبه بعنف وهو يستمع إلسمه يعلو من بين‬

‫شفتي تلك الفتاة المسؤولة عن إدخال المرضى‬

‫للطبيبة ‪ ،‬ها قد حان الوقت الذي سيرمي به همومه‬

‫وأحزانه والكبت الذي طال لسنوات وسنوات بداخله‬

‫!‬

‫ال يعلم أكان الصواب ما فعله بقدومه لعيادة تلك‬

‫الطبيبة التي وصفها كل من رأها بأنها حورية قد‬

‫سقطت من أنهار الجنة ‪ ،‬أم كانت لحظة جنون‬

‫وتسرع بسبب عراكه مع تلك السيدة التي ترفض‬

‫شفتيه ان تعترف بأنها ( زوجته ) ‪! ..‬‬

‫‪-4-‬‬
‫تنهد بتعب وهو ينهض عن مقعده يجر قدميه رغما‬

‫عنه يسير بخطوات شبه ميته ‪ ،‬وقلب تفحم من شدة‬

‫السواد الذي أصبح يسوده ‪ ،‬وصل أمام ذلك الباب‬

‫األبيض الذي يفصله عن نفسه !!‬

‫هو يعلم جيدا بمجرد دخوله للداخل سينكشف أمام‬

‫نفسه قبل إنكشافه على تلك الغريبة التي تنتظره ‪..‬‬

‫طرق الباب طرقات متتالية وكأنه يصارع الزمن‬

‫لتنتهي تلك المقابلة التي ستغير حياته كليا ‪...‬‬

‫‪-5-‬‬
‫للحظات أقسم بأنه يستمع ألنغام موسيقية رقيقة‬

‫دغدغت كيانه بأكمله ‪ ،‬تشنجت أوصاله ‪ ،‬والطبول‬

‫بدأت تقرع داخل قلبه بجنون !!‬

‫أهذا كله بسبب سماعه لصوتها الرقيق يطالبه‬

‫بالدخول ؟!‬

‫أم خوفه من الضعف الذي سيشعر به من حديثه مع‬

‫امرأة غريبة هو السبب ؟!‬

‫‪-6-‬‬
‫فتح مقبض الباب بيدين ترتعشان خوفا من القادم !‬

‫دار بعينيه العسلية هنا وهناك يبحث عن ضالته‬

‫لتتوقف عيناه على كتلة الجمال التي تجلس خلف تلك‬

‫الطاولة تطالعه بإبتسامة لم يرى بحياته أجمل منها‬

‫‪..‬‬

‫نهضت بدورها تختال بمشيتها بتواضع ‪ ،‬تتهادى‬

‫كغصن البان الرقيق ‪ ،‬وقفت على مقربة منه تطالعه‬

‫‪-7-‬‬
‫بحنيه رأها تفيض من داخل عينيها الخضراء‬

‫بوضوح ‪ ،‬دقق النظر أكثر يروي ظمأه من تلك‬

‫الحورية التي مشاهدة العين لها فقط تشعره براحة‬

‫نفسية كبيرة ‪...‬‬

‫قصيرة بعض الشيء تصل لمنتصفه‬

‫بيضاء كقطعة ثلج تكاد عروقها تظهر من خلف‬

‫بشرتها !!‬

‫‪-8-‬‬
‫عينيها كأنها حشائش تتراقص في يوم مشمس‬

‫بسعادة !!‬

‫جسد ممشوق جعله يستغفر ربه سريعا بتحديقه بها‬

‫بتلك الوقاحة !!‬

‫للوهلة األولى تمنى أن تكون تلك السيدة التي تركها‬

‫بالبيت تقاتل نفسها من شدة الكأبة التي ولدت عليها‬

‫‪-9-‬‬
‫مكان هذه الحورية الجميلة !!‬

‫تمنى أن تكون زوجته بنفس صفاتها !!‬

‫رفع أنظاره لها للمرة الثانية ليجدها تبتسم له ببراءة‬

‫‪ ،‬ال يعلم كيف إنشقت إبتسامة صغيرة على شفتيه‬

‫تبادلها الضحكات الصامتة !‬

‫هو ال يعلم متى كانت المرة األخيرة التي ضحك بها‬

‫من قلبه ؟!‬

‫‪- 10 -‬‬
‫ربما كانت األن في هذه اللحظات ‪!! .......‬‬

‫تقدمت بدورها منه تهتف بصوتها الرقيق ‪:‬‬

‫‪ -‬أنا حنان ‪ ،‬طبيبتك لو أحببت ‪ ،‬عمري ‪ 22‬عام ‪،‬‬

‫حسنا ال تستغرب األمر ‪ ،‬أنا صغيرة أجل ولكن‬

‫خبراتي فاقت عمري‬

‫سكتت قليال لتتابع بثرثرة معهودة منها مع المرضى‬

‫‪:‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫‪ -‬ال تستغرب أنا أعرفك على نفسي حتى أكسر‬

‫الحاجز الذي بيننا‬

‫وجد نفسه يبتسم للمرة الثانية اليوم‬

‫حسنا هذه معجزة كبيرة بالنسبة لوضعه !‬

‫مدت يدها البيضاء تشير له بالجلوس على ذلك‬

‫المقعد القريب ‪ ،‬إنصاع لها كالمنوم يطالع حسنها‬

‫كالمغيب !‬

‫‪- 12 -‬‬
‫جلست أمامه تطالعه بذكاء طبيبة ‪ ،‬هتفت له بخبث‬

‫واضح ‪:‬‬

‫‪ -‬أتعرف بأنني أجمل منك ؟‬

‫اللعنة لقد نجحت بجعله يبتسم للمرة الثالثة خالل‬

‫دقائق قصيرة من رؤيتها ‪!!....‬‬

‫هتف بصوت رجولي صارم ‪:‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫‪ -‬أنتي فتاة ومن الطبيعي أن تكوني جميلة‬

‫نهضت تقف أمامه ليظهر قصرها بوضوح بالنسبة‬

‫له ‪ ،‬هتفت وهي تتجه لذلك السرير الذي يتوسط‬

‫الغرفة بمرحها المعهود ‪:‬‬

‫‪ -‬حسنا أيها الوسيم الضاحك ‪ ،‬تعال إلي هنا لتريح‬

‫أعصابك‬

‫( الوقحة ) ماذا تطلب منه األن ؟!‬

‫‪- 14 -‬‬
‫نظراته البلهاء جعلتها تضحك ضحكات بإيقاعات‬

‫موسيقية دغدغت أوصاله بشدة ‪ ،‬نزلت دموعها من‬

‫شدة الضحك الذي جعلها تدخل في حالة هستيرية ‪..‬‬

‫!‬

‫لم ينطق ولم يعقب بل بقي يدقق في صف أسنانها‬

‫البيضاء التي ظهرت بوضوح من خلف شفتيها‬

‫الوردية ‪..‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫في حين كفكفت دموعها الضاحكة بصعوبة تهتف‬

‫بأسف ‪:‬‬

‫‪ -‬أسفة يا صديقي ولكن نظراتك المتشككة جعلتني‬

‫أفقد سيطرتي على نفسي ‪ ،‬هذا السرير من الطبيعي‬

‫أن يكون متوافر في عيادتي النفسية ‪ ،‬هذا لك لتكن‬

‫ملك نفسك بضع دقائق ‪ ،‬تفضل‬

‫‪- 16 -‬‬
‫أخذ يلعن نفسه على جهله ذلك و الشك الذي تسلل‬

‫ألفكاره الذي جعله يظن بأنها رخيصة ‪!! ....‬‬

‫ثوان قليلة ووجد نفسه يتمدد على ذلك السرير‬

‫يا اللهي ما هذه الراحة التي يشعر بها اآلن؟‬

‫أغمض عينيه يتلذذ بهذه اللحظات النادرة التي جعلته‬

‫يشعر بطمأنينة غريبة تجتاحه بقوة ‪ ،‬وبتلقائية وجد‬

‫نفسه يتحدث بطالقه وكأن الراحة التي أجتاحته األن‬

‫هي من أعطته العنان لذلك ‪ ،‬هتف ببعض األلم الذي‬

‫تفننت الحياة في إذاقته بقسوة قائال ‪:‬‬


‫‪- 17 -‬‬
‫" أدعى أحمد ‪ ،‬في الخامسة والثالثون من عمري ‪،‬‬

‫متزوج من امرأة يحرم عليها اإلنتماء لجنس النساء‬

‫الرقيق ‪ ،‬لدي ولد هو سبب السعادة التي أشعر بها‬

‫نادرا ‪ ،‬أعمل مهندس "‬

‫سكت قليال بعد أن فتح عينيه ليرى ردة فعلها من‬

‫كلماته تلك ‪ ،‬وجدها تطالعه بإبتسامتها الساحرة ‪،‬‬

‫هتفت له ببراءة مجددا ‪:‬‬

‫‪ -‬أنا لدي أخ يدعى أحمد أيضا‬

‫‪- 18 -‬‬
‫يا اللهي ماذا يحدث له األن‬

‫لقد فعلها وإبتسم للمرة الرابعة !!‬

‫تلك الضحكة التي كان يرى بأنها غريبة عليه‬

‫هذه الجميلة لقد نجحت في إخراجها ببرائتها التي‬

‫بدأت تستحوذ على عقله ‪..‬‬

‫سمعها تهتف من جديد ببعض الجدية ‪:‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫‪ -‬حسنا تستطيع أن ترتاح قليال وال تضغط على‬

‫أعصابك‬

‫في حين لم يكترث لكلماتها تلك بل أغمض عينيه‬

‫مجددا يتابع ‪:‬‬

‫‪ -‬لو أخبرتك بأن زوجتي سبب تعاستي هل‬

‫تصدقيني؟ هي قد جعلت وضعي يسوء كثيرا ‪ ،‬لم‬

‫تحتويني ولم تحتضنني عندما أكون بحاجة لذلك ‪ ،‬بل‬

‫تبقى تتذمر وترفض نظام الحياة المتواضع الذي‬

‫‪- 20 -‬‬
‫نعيشه ‪ ،‬أفكاري السوداوية أصبحت وسواسي‬

‫القهري ‪ ،‬هل أنا مريض نفسي ؟‬

‫أبتسمت كالعادة لتهتف برقة ‪:‬‬

‫‪ -‬وضعك ليس سيء كما تعتقد ‪ ،‬أنت بحاجة للحنان‬

‫الذي افتقدته من شريكة حياتك ‪ ،‬صدقني يا عزيزي‬

‫المرأة الجيدة هي من تجعل زوجها ملك وهي من‬

‫تجعل منه بائس‬

‫‪- 21 -‬‬
‫فتح عينيه ينصت لها بتركيز ‪ ،‬لتتابع هي بدورها ‪:‬‬

‫‪ -‬قد فهمت وضعك ‪ ،‬أنت تعاني من كبت قاتل يحتل‬

‫جسدك وال يوجد هناك من يستمع لك أليس‬

‫كذلك ؟‬

‫يا اللهي كيف علمت ؟‬

‫اومأ برأسه بتفهم ‪...‬‬

‫وجدها تنهض من مكانها تقف أمامه تهتف بمرح ‪:‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫‪ -‬حسنا جلسة اليوم قد إنتهت ‪ ،‬فلتأتي بالغد‬

‫نهض شاكرا على كلماتها تلك ‪ ،‬فهو حقا قد أهلك‬

‫نفسه بالكالم الذي بات سيخرج في أقرب وقته ‪،‬‬

‫ودعها مغادرا متجها لمنزله يمقت تلك اللحظة التي‬

‫سيرى بها زوجته ‪..‬‬

‫الساعات مرت بطيئة عليه ينتظر اللحظة التي سيرى‬

‫بها طبيبته مجددا ‪..‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫واخيرا ها هو مجددا على ذلك السرير الذي بدأ يشعر‬

‫بأنه جزء منه ‪ ،‬الراحة التي ولدت في قلبه ال يمكن‬

‫وصفها مطلقا ‪ ،‬أغمض عينيه كما العادة ولكن هذه‬

‫المرة وجد صورتها تنعكس في خياالته السوداء‬

‫لتنير الضوء أمامه كأنها قنديل متوهج في ليلة‬

‫ظلماء ‪..‬‬

‫سمعها تهتف من خلف عينيه المغلقة ‪:‬‬

‫‪ -‬حدثني عن زوجتك !‬

‫‪- 24 -‬‬
‫فتح عينيه يطالعها بخيبة بدأت على وجهه ‪ ،‬لقد‬

‫هدمت لحظة رؤيته لها في خياالته تستبدلها‬

‫بإحالل زوجته البغيضة مكانها !‬

‫هتف بحزن ‪:‬‬

‫‪ -‬أنا فعلتي ذلك ؟‬

‫أجابته بدون فهم ‪:‬‬

‫‪ -‬ماذا ؟‬

‫‪- 25 -‬‬
‫هتف مجددا ‪:‬‬

‫‪ -‬لقد كنت أرى مالك قبل قليل ‪ ،‬وانتي قطعتي علي‬

‫ذلك بذكرك لزوجتي‬

‫طالعته بدون فهم قائله ‪:‬‬

‫‪ -‬ومن ذاك المالك يا ترى ؟‬

‫هتف لنفسه ‪:‬‬

‫‪ -‬انتي ! انتي أيتها الجميلة الفاتنة البريئة‬

‫‪- 26 -‬‬
‫أغمض عينيه مجيبا لها ‪:‬‬

‫" ال أحد "‬

‫ماذا سيخبرها ؟‬

‫بأنها استحوذت على تفكيره بنسبة كبيرة من الوهلة‬

‫األولى ؟!‬

‫أم يخبرها بأنه قد حلم بها ليلة البارحة ؟!‬

‫‪- 27 -‬‬
‫ام وام والكلمات ترفض البوح بما يجول بالقلب ‪..‬‬

‫حتما لو أخبرها ستنعته بالجنون ال ريب !! ‪...‬‬

‫كررت سؤالها ثانية ببراءة ‪:‬‬

‫‪ -‬حدثني عنها‬

‫‪- 28 -‬‬
‫تنهد بتعب كأنها يحمل على أكتافه هموم العالم أجمع‬

‫‪ ،‬بدأت الكلمات تنطق وكأنها مرغمه ‪ ،‬هتف قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬أتعرفين الشيطان حينما يدخل بعقل اإلنسان يطلبه‬

‫بالعصيان‬

‫أتعرفين اللعنة التي إذا أصابت شيئا قتلته ؟‬

‫ام هل تعرفين السواد والظالم والوحدة ؟‬

‫هذه عبارة عن صفات زوجتي‬

‫‪- 29 -‬‬
‫فغرت فاهه بدهشة ولكن سرعان ما تمالكت نفسها‬

‫فهي طبيبة ويتوجب عليها الثبات ‪ ،‬هتفت برقه ‪:‬‬

‫‪ -‬ال تحزن ‪ ،‬أنا بجانبك‬

‫كلمات بسيطة جعلت قلبه يقفز فرحا وسعادة‬

‫( أنا بجانبك ) !!‬

‫‪- 30 -‬‬
‫اللعنة ‪ ،‬لم يسمعها من زوجته بتاتا ‪ ،‬وكم كانت‬

‫كالبلسم الشافي من بين شفتي الكرز التي تقف أمامه‬

‫‪!..‬‬

‫بدأ يتحدث بطالقة وكأن كلماتها تلك كانت العنان‬

‫لذلك ‪ ،‬دموع خفيه أحستها الحسناء تتساقط من بين‬

‫عينيه ‪ ،‬اه كم كان يعاني في لحظاته تلك !!‬

‫‪- 31 -‬‬
‫ولكن بمجرد انتهائه من كبته الذي طال لسنوات حتى‬

‫أحس بأنه ولد من جديد !!‬

‫في حين هتفت له بثبات ‪:‬‬

‫‪ -‬حسنا يا أحمد ‪ ،‬أتعرف بأن هناك ما يدعى بالكبت‬

‫القهري في علم النفس ؟ أي أن اإلنسان يكبت كل‬

‫مشاكله وأحاسيسه وحتى أفراحه في فجوة موجودة‬

‫بعقله ويغلق عليها ‪ ،‬وال يرغب بتاتا بالبوح بها ألي‬

‫أحد كان طالما شعر بأن األشخاص الذين يحاوطونه‬

‫ال يهتمون ألمره‬


‫‪- 32 -‬‬
‫ركز كل أحاسيسه و حواسه مع جميلته كما أسماها ‪،‬‬

‫في حين تابعت هي وهي تنهض من جانبه تقف‬

‫بمنتصف الغرفة ‪:‬‬

‫‪ -‬وهذا ما يحدث معك أنت يا عزيزي ‪ ،‬زوجتك أيضا‬

‫يقع عليها جزء كبير من مشكلتك هذه ‪ ،‬فلو كانت‬

‫خير زوجه لك لما كنت أنت اآلن هنا في إرادتي‬

‫النفسية المتواضعة‬

‫‪- 33 -‬‬
‫نهض عن سريره يقف أمامه بمنتصف الغرفة يهتف‬

‫‪:‬‬

‫‪ -‬وما الحل ؟‬

‫هتفت ببراءة مازحة ‪:‬‬

‫‪ -‬تزوج عليها‬

‫انشقت إبتسامة واسعة في ثغره ليهتف ‪:‬‬

‫" أتمنى ذلك ‪ ،‬ولكن من سترضى بمريض نفسي ؟‬

‫‪- 34 -‬‬
‫هتفت بضحكة زلزلت كيانه ‪:‬‬

‫‪ -‬أنا !‬

‫طالعها بأندهاش قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬أنتي جميلة جدا وأنتي تمازحينني يا فاتنة النساء‬

‫بدأت األيام تمضي وتمضي لتبدأ معها خفقات قلبيه‬

‫تظهر بين ضلوع ذلك العاشق الذي شعر مؤخرا بأن‬

‫‪- 35 -‬‬
‫طبيبته الجميلة قد سرقت قلبه وأنتهى األمر ‪ ،‬أقسم‬

‫بعد عالقة سنة كاملة بينه وبينها في مجال عالجه‬

‫بأن دقات القلب الذي يشعر بها بجنون داخله كلما‬

‫رأها لم يشعر بها في حياته بأكملها ‪ ،‬لقد غيرت‬

‫حياته بمجرد ما دخلتها ‪ ،‬أصبح شخص إيجابي محبا‬

‫للحياة ‪ ،‬بعد أن كان عكس ذلك !‬

‫تنهد بهدوء وهو يجلس ينتظرها بإحدى مقاهي‬

‫المدينة ‪ ،‬رفع عينيه يطالع الباب ليجدها تدخل تبحث‬

‫عنه هنا وهناك حتى تالقت أعينهما معا لتتجه ناحيته‬


‫‪- 36 -‬‬
‫على إستحياء ‪ ،‬جلست أمامه ليغرق بحشائش عينيها‬

‫الخضراء قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬اشتقت لك‬

‫بدأت تلعب بأطراف أصابعها بكوب الماء أمامها‬

‫صامته ‪ ،‬في حين تابع هو قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬لقد تمت إجراءات انفصالي عن زوجتي‬

‫طالعته بصدمة قائلة ‪:‬‬

‫‪- 37 -‬‬
‫‪ -‬هل أنا السبب ؟ !‬

‫أرجع ظهره يتكأ على كرسيه قائال بهدوء ‪:‬‬

‫‪ -‬ال ‪ ،‬هذا كان يجب أن يتم منذ زمن ‪ ،‬نحن لم نخلق‬

‫لبعضنا البعض ‪ ،‬انا وهي نختلف ‪ ،‬لذا ذهب كل منا‬

‫في طريقه‬

‫هتفت بهدوء ‪:‬‬

‫‪ -‬وطفلك ؟‬

‫‪- 38 -‬‬
‫أجابها ‪:‬‬

‫‪ -‬سيبقى معها ألنه صغير ويحتاجها وأنا سأراه بين‬

‫الحين واألخر ال تخافي‬

‫وبهدوء طالعته لترى نظراته التي بدأت تزلزل قلبها‬

‫مؤخرا ‪ ،‬في حين هتف بدون وعي منه قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬أحبك‬

‫‪- 39 -‬‬
‫شعرت بقلبها يخرج من مكانه من الصدمة لتهتف ‪:‬‬

‫‪ -‬ماذا قلت ؟‬

‫أبتسم بعشق لم ترى له مثيل ليهتف مجددا ‪:‬‬

‫‪ -‬أحبك ‪ ،‬من اللحظة األولى التي رأيتك فيها قد‬

‫سرقتي قلبي‬

‫أخفضت رأسها خجال لتهتف ‪:‬‬

‫‪ -‬وأنا أيضا‬

‫‪- 40 -‬‬
‫اقترب منها بصدمه قائال ‪:‬‬

‫‪ -‬أنتي ماذا ؟‬

‫لتنهض من مكانها تقف أمامه قائله ‪:‬‬

‫‪ -‬ليس األن ‪ ،‬سأخبرك في ليلة زفافنا‬

‫‪- 41 -‬‬
‫لتختفي بعدها من المقهى بأكمله سريعا من شدة‬

‫خجلها تاركة خلفها عاشق بدأت الحياة تبتسم له‬

‫بسعادة غامرة ‪....‬‬

‫‪---------------------------‬‬

‫ال يصدق بأنها نائمة األن بداخل أحضانه كما كان‬

‫يتمنى دائما ‪ ،‬كيف إنقضت ليلة زفافهما وكأنها حلم‬

‫لتستقر أخيرا بجانبه وشعرها األشقر متناثر على‬

‫صدره بعشوائية ‪ ،‬أنفاسها تضرب وجه بقوة وهي‬

‫‪- 42 -‬‬
‫نائمه بهدوء وطمأنينة بجانب من عرفت معاني الحب‬

‫والعشق على يديه ‪ ،‬رفع يديه يمسد على ظهرها‬

‫بهدوء مغمض العينين ليجدها بدأت تتحرك ‪ ،‬فتح‬

‫عينيه يهتف لها بحب ‪:‬‬

‫‪ -‬أحبك يا من قلبت حياتي من الظالم إلى النور‬

‫إقتربت منه تطبع قبله رقيقه على جبينه تهتف ‪:‬‬

‫‪ -‬أحمد!!‬

‫‪- 43 -‬‬
‫وبحب أجاب ‪:‬‬

‫‪ -‬قلب أحمد ‪ ،‬ماذا هناك ؟‬

‫ضمته لصدرها تهتف بعشق جارف ‪:‬‬

‫‪ -‬أحبك‬

‫النهاية ***********‬

‫‪- 44 -‬‬

You might also like