Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 148

‫ماستر العلوم اإلدارية والمالية‬

‫حبث لنيل دبلوم املاسرت يف القانون العام حتت عنوان‪:‬‬

‫الإدارة الرمقية ودورها يف حتديث‬


‫التدبري الرتايب ابملغرب‬
‫حتت أرشاف الس تاذ‪:‬‬ ‫من اجناز الطالبة‪:‬‬
‫عبد النيب صربي‬ ‫أممية تبيات‬

‫ادلكتور عبد النيب صربي ‪ :‬أس تاذ بلكية العلوم القانونية والاقتصادية والاجامتعية السويس‪ .............‬رئيساومرشفا‪.‬‬
‫ادلكتور عبد احلافظ ادمينو‪ :‬أس تاذ بلكية العلوم القانونية والاقتصادية والاجامتعية السويس‪ ....................‬عضوا‪.‬‬
‫ادلكتور رش يد بنعياش‪ :‬أس تاذ بلكية العلوم القانونية والاقتصادية والاجامتعية السويس‪ ..........................‬عضوا‪.‬‬

‫الس نة اجلامعية ‪2022/2021‬‬


‫اهداء‬
‫اإىل الشجرة اليت أطعمتين من مثارها وأظلتين بأوراقها وأعطتين معىن للحياة‬
‫بصمودها ودعواهتا الصاحلة‪ ،‬أيم العظمية‪.‬‬

‫اإىل جديت احلنونة؛ وأيم الثانية كوثر وأبناهئا‪.‬‬

‫اإىل لك أفراد العائةل الكرمية‪.‬‬

‫اإىل لك من سامه يف اجناز هذا البحث من قريب أو بعيد‪.‬‬


‫مقدمة عامة‪:‬‬
‫أدت التحوالت السريعة للمجتمع الدولي إثر مجموعة من العوامل االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية والسياسية‪ ،‬كعوامل العولمة وتطور التكنولوجيا إلى انتشار واسع لشبكة اإلنترنيت‪،‬‬
‫وكذا ظهور تمظهرات حديثة على نظم اإلدارة العمومية‪ ،‬بحيث انتقلت من صبغتها التقليدية‬
‫إلى أشكال حديثة عنوانها البارز العصرنة ومجاراة الحداثة وشبكات األعمال‪ ،‬بحيث أضحى‬
‫التحول نحو اإلدارة الرقمية مدخال لمزيد من التسريع في جودة الخدمات العمومية‪ ،‬وربح‬
‫الوقت والجهد والتفاعل اإليجابي والسريع مع رغبات المرتفقين‪ ،‬فهذه التحوالت لم تعد‬
‫حبيسة النظام الدولي ومسألة توازن القوى فقط‪ ،‬بل تعدى األمر ذلك إلى البنية العلمية‬
‫والتكنولوجية والقدرة على البحث والتطوير‪ ،‬إذ أصبح من المعروف أن كل التحوالت الهائلة‬
‫أيا كان نوعها‪ ،‬تقوم أساسا على المعرفة والتراكم العلمي‪ ،‬باعتبارھما األساس المتين للتقدم‬
‫والرقي اإلجتماعي واإلداري‪ ،‬اللذان يشكالن حجر الزاوية لعملية التقدم والتطور ألي‬
‫مجتمع‪ ،‬وفي إطار ذلك انطلقت ثورة تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬التي عملت على‬
‫إحداث تغيرات مهمة في أسلوب الحياة اإلدارية‪ ،‬وظهور أشكال جديدة لإلتصال والتعامل‪،‬‬
‫فالعامل األساسي في إحداث ھذه الثورة يعود إلى التزاوج الشهير الذي تم بين أنظمة‬
‫المعلومات وأنظمة االتصاالت‪ ،‬الذي تولد عنه ما أصبح يعرف باإلنترنيت‪ ،‬وبالتالي إحداث‬
‫نقلة نوعية وتحول رئيسي في الحياة البشرية بصفة عامة‪.‬‬

‫وبما أن المغرب من البلدان التي أصابتها رياح التحوالت االقتصادية االجتماعية والتقنية‬
‫والمعلوماتية‪ ،‬فقد أصبحت اإلدارة العمومية المغربية تسعى جاھدة إلى االنخراط الكلي‬
‫والفعال في إدخال تكنولوجيا المعلومات االتصال لمسايرة التطورات التكنولوجية‬
‫المتسارعة واالستفادة منها في تحديث وعصرنة االدارة العمومية‪ ،‬وفق رؤية أكثر شمولية‪،‬‬
‫وبهذا اعتمد المغرب في اآلونة األخيرة أسلوب اإلدارة الرقمية‪ ،‬كآلية لتحديث المرافق‬
‫العمومية‪ ،‬وتحسين الخدمات‪ ،‬والرفع من مستوى جودتها‪ ،‬وكان ذلك نتيجة ارتفاع الطلب‬
‫على خدمات المرافق العمومية‪ ،‬وتضاعف المعامالت اإلدارية‪ ،‬وارتفاع وثيرتها‪ ،‬إذ‬
‫تظافرت الجهود نحو رقمنة مختلف قطاعات الدولة‪ ،‬ولعل أھم القطاعات التي عملت على‬

‫‪1‬‬
‫رقمنة خدماتها وأبانت عن نتائجها نذكر‪ :‬المديرية العامة لألمن الوطني؛ قطاع العدل؛‬
‫التعليم؛ االقتصاد والمالية‪...‬‬

‫فالجماعات الترابية بدورھا سعت نحو تبني أسلوب اإلدارة الرقمية‪ ،‬بعد نجاح تجربة رقمنة‬
‫خدمات الدولة‪ ،‬وذلك من أجل تحسين جودة خدماتها‪ ،‬وتطوير أسلوب عملها‪ ،‬على مستوى‬
‫خدماتها المالية‪ ،‬واإلدارية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬محملة بمجموعة من المبادئ أھمها‬
‫الشفافية والجودة في التدبير والتسيير اإلداريين سواء في عالقة الجماعة باألفراد أو في‬
‫عالقتها بالمقاوالت‪ ،‬وذلك لتحقيق درجة عالية من المساواة والشفافية‪ ،‬والجودة في الخدمات‬
‫المقدمة‪.‬‬

‫لإلحاطة أكثر بالموضوع‪ ،‬وجب التعريف بالمصطلحات األساسية المكونة لهذا الموضوع‬
‫والمتمثلة أساسا فيما يلي‪:‬‬

‫تعرف على أنها وسيلة تدبيرية جديدة تستهدف تجويد الخدمات اإلدارية‬ ‫الإدارة الرمقية؛ اإذ‬
‫باستعمال تكنولوجيا اإلتصال واإلعالم‪ ،‬تجعل المرفق العمومي ينخرط في دينامية الفعل‬
‫والتفاعل المباشر مع مرتفقيه‪ ،‬دون اعتبار للزمان والمكان‪ ،‬ودون احتكاك مباشر بين‬
‫المرتفق والموارد البشرية العاملة في المرفق‪ ،‬فاإلدارة الرقمية ھي وسيلة تستهدف إرساء‬
‫إدارة تستجيب للحاجيات الصريحة والضمنية النتظارات المرتفقين‪ ،‬وذلك باستعمال‬
‫األنظمة الرقمية الحديثة‪ ،‬كما تهدف اإلدارة الرقمية إلى تبسيط المساطر واإلجراءات‬
‫اإلدارية‪ ،‬وتدعيم سياسة القرب عبر تحسين جودة الخدمات وتحقيق النجاعة والفعالية‪،‬‬
‫وترسيخ الشفافية اإلدارية‪ ،‬وتخليق المرفق العام‪.‬‬

‫ھو عبارة عن عقلنة وترشيد استخدام الموارد المادية والبشرية المتوفرة‬ ‫التدبري الرتايب؛‬
‫والمتاحة‪ ،‬ألجل تحقيق األھداف السياسية التي يتخدھا صناع القرار‪ ،‬بهدف قيادة الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬ويمكن التمييز في ھذا اإلطار بين أنواع من التدبير الترابي‪ ،‬حيث نجد‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫تدبري ابلهداف‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يتم في إطاره تحديد األھداف حسب أولويتها‪ ،‬من الناحية الزمنية ومن حيث‬
‫األھداف المرصودة‪ ،‬وبناء على ذلك تتم دراسة اإلمكانيات المادية والبشرية الواجب‬
‫رصدھا‪.‬‬
‫تدبري ابلنتاجئ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إذ تعتمد فيه مقاربات مبنية‪ ،‬على نتائج ملموسة ومحققة‪ ،‬بأقل األخطاء أو انعدامها‪،‬‬
‫مع مرعاة عامل تدبير الوقت في االنجاز‪ ،‬فالتدبير بالنتائج يتحقق إذا كانت النتائج‬
‫المطلوبة من الهيأة أو المنظمة قابلة للقياس‪.‬‬
‫تدبري تشاريك‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ھو أسلوب للتدبير يسمح باستغالل القدرة االبداعية لمختلف الفاعلين في مراحل‬
‫اتخاذ القرار‪ ،‬بهدف التوصل للنتائج المنتظرة في مختلف مجاالت العمل‪.‬‬

‫كما عرفت اإلدارة الرقمية تطورا مهما‪ ،‬إذ يرجع ذلك لتسعينسات القرن الماضي‪ ،‬إذ استشعر‬
‫المغرب بأھمية االستعانة بتكنواوجيا االعالم واالتصال في بناء المشروع التنموي‪ ،‬لهذا كان‬
‫العقد (‪ 1993‬ـ ‪ )1997‬الموقع بين الدولة والمكتب الموطني للمواصالت ‪ ONPT‬الفضل‬
‫الكبير في دخول المغرب في عملية توسيع وتحديث االتصاالت‪ ،‬إضافة إلى مجموع األفكار‬
‫والمالحظات والتأمالت التي أجريت من سنة ‪ 1995‬في إطار مبادرة تنافسية المغرب‪ ،‬والتي‬
‫بلغت ذروتها عام ‪ ،1997‬وأدت إلى تحديد استراتيجيات لتنمية القدرة التنافسية‪ ،‬والتي شكلت‬
‫تكنولوجيا المعلوميات أھم محاورھا‪.‬‬

‫كما شكلت الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية المنظمة من طرف كتابة الدولة المكلفة‬
‫بالبريد وتقنيات االتصال واالعالم والمعرفة بتاريخ ‪ 23‬أبريل ‪ 2001‬تحت عنوان‬
‫"االستراتيجية الوطنية إلدماج المغرب في مجتمع اإلعالم والمعرفة" خارطة الطريق إلصالح‬
‫اإلدارة العمومية وعصرنتها‪ ،‬الشيء الذي يتطلب توفير االمكانات واألدوات التكنولوجية‬
‫العصرية بما فيها اإلنترنيت لألجهزة اإلدارية‪ ،‬وفي سنة ‪ ،2002‬كماعرف المغرب المناظرة‬

‫‪3‬‬
‫الوطنية األولى حول االصالح االداري‪ ،‬التي جعلت استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة‬
‫واالتصال باإلدارة من القواعد االولى للتحديث االداري بالمغرب‪ ،‬وبهذا تم اإلعالن عن‬
‫االستراتيجية الوطنية للمغرب الرقمي (‪ 2005‬ـ ‪ ،)2010‬والتي كانت تهدف إلى سد الهوة‬
‫الرقمية‪ ،‬وتعميم الولوج إلى خدمات اإلنترنيت‪ ،‬وتكوين الكفاءات المهنية‪ ،‬وتوموقع المغرب‬
‫في الساحة الدولية في مجال صناعة التكنولوجيا المرتبطة بالمعلوميات واالتصال‪ ،‬ليتم تحيينها‬
‫فيما بعد باستراتيجية المغرب الرقمي (‪ 2009‬ـ ‪ ،)2013‬والتي راھنت على المحافضة على‬
‫المكتسب ات المحققة‪ ،‬والسعي وراء تمكين المغرب من اإلندماج في االقتصاد العالمي للمعرفة‬
‫من خالل اإلدماج المكتف والتعميم الواسع لتكنولوجيا المعلومات على مستوى جميع الفاعلين‬
‫في المجتمع‪ ،‬ليرسم بعد ذلك استراتيجية جديدة تمتد إلى غاية ‪.2020‬‬

‫وتتبلور أھمية موضوع اإلدارة الرقمية ودورھا في تحديث التدبير الترابي‪ ،‬من الجانب العملي‪،‬‬
‫من خالل حداثة انخراط الجماعات الترابية في مسلسل رقمنة خدماتها اإلدارية والمالية‪ ،‬وذلك‬
‫ألھمية تخليق الحياة اإلدارية للجماعات الترابية‪ ،‬واعتماد الرقمنة كآلية جديدة فرضت نفسها‬
‫على اإلدارة العمومية ككل‪ ،‬إذ أصبحت وسيلة لتفادي سمات البطء والتعقيد في اإلجراءات‬
‫والمساطر وضعف جودة الخدمات المقدمة‪.‬‬

‫كما تكم ن أھمية اإلدارة الرقمية بالجماعات الترابية في كونها ساھمت في تطوير كافة‬
‫النشاطات واإلجراءات والمعامالت اإلدارية وتبسيطها‪ ،‬ونقلها من األطر اليدوية إلى األطر‬
‫التقنية اإللكترونية المتقدمة‪ ،‬والتي تمثل جانبا مهما من تخليق الحياه اإلدارية للجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬والقطع مع البيروقراطية‪ ،‬بالتوظيف األمثل ألحدث وسائل االتصال والمعلومات‪.‬‬

‫أما من الناحية العلمية‪ ،‬فموضوع دور اإلدارة الرقمية في تحديث التدبير الترابي‪ ،‬يشغل بال‬
‫مختلف الباحثين في مجال الجماعات الترابية‪ ،‬وخاصة الجانب المالي واإلداري من الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬لما شهده من تغيير نتيجة تبني أنظمة معلوماتية تدبيرية رقمية‪ ،‬مما يستدعي دراسة‬
‫التنظيم الترابي من زاوية خدماته الرقمية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫دوافع اختيار املوضوع‪:‬‬
‫إن اختيارنا لموضوع اإلدارة الرقمية ودورھا في تحديث التدبير اإلداري الترابي‪ ،‬لم يكن‬
‫بمحض الصدفة‪ ،‬وال نتاج اختيار عشوائي‪ ،‬بل جاء نتيجة اھتمامنا بمستجدات الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬وبح كم تخصصنا ماستر العلوم اإلدارية والمالية‪ ،‬والذي أولى اھتماما كبيرا لمجال‬
‫اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬عبر تخصيص وحدة في أسدسه الثالث لدراسة اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬الشيء‬
‫الذي تولد عنه فضول البحث في حقلين مختلفين‪ ،‬وھما مزج حقل اإلدارة الرقمية بحقل‬
‫الجماعات الترابية‪ ،‬من خالل التعرف على تجليات وتطبيقات اإلدارة الرقمية على الجماعات‬
‫الترابية‪.‬‬

‫كما أن ھذا الموضوع من المواضيع الحديثة‪ ،‬التي لم تأخد نصيبا من البحث العلمي‪ ،‬خاصة‬
‫أنه الزال يفتقر لهذا النوع من الدراسات‪ ،‬باإلضافة إلى أن بعض األھداف قد ال تكون واضحة‬
‫وقد تبدو معقدة لدى بعض االشخاص‪ ،‬حيث انه البد أن يكون لهم خلفية علمية ما أو خبرة في‬
‫المجال ليتمكن من معرفتها‪.‬‬

‫كما ترجع الرغبة في دراسة ھذا الموضوع‪ ،‬للدور الذي تلعبه الجماعات الترابية لتحقيق‬
‫التنمية‪ ،‬وتقريب المرتفق منها‪ ،‬عبر اآلليات التشاركية التي تم التنصيص عليها‪ ،‬وكذلك تحسين‬
‫مستوى تدبيرھا سواء على المستوى اإلداري أو المالي‪ ،‬والذي ال يمكن أن يتحقق إال من خالل‬
‫رقمنة خدماتها وتوسيع نطاق استعمال وسائل االتصال‪ ،‬على اعتبار أن اإلدارة الرقمية آلية‬
‫لتحقيق أھداف التواصل‪ ،‬وذلك من خالل الدور الذي تلعبه في الرفع من جودة الخدمات المقدمة‬
‫للمواطنين‪ ،‬والمساھمة في تحقيق الشفافية والقرب والنجاعة على مستوى التدبير الترابي‪.‬‬

‫صعوابت البحث‪:‬‬
‫كثيرا ما يواجه الباحث في مجال القانون العديد من الصعوبات أثناء إنجازه لبحثه‪ ،‬والتي قد‬
‫تكون سببا في تأخر انجاز أو اتمام العمل البحثي الذي ھو بصدد إنجازه‪ ،‬وخصوصا إذا تعلق‬
‫األمر بموضوع ال زال يشهد اصالحات‪ ،‬ويخضع لتغيرات متتالية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ف إذا كان موضوع اإلدارة الرقمية ودورھا في تحديت التدبير الترابي‪ ،‬من المواضيع التي‬
‫تحضى باھتمام الباحثين‪ ،‬فإنه ال يخلو من صعوبات عديدة متمثلة في ‪:‬‬

‫‪ ‬قلة الكتابات في الموضوع‪ ،‬خاصة فيما يتعلق باألنظمة الرقمية للجماعات الترابية؛‬
‫‪ ‬صعوبة ضبط المفاھيم والتعاريف المتعلقة بالموضوع‪ ،‬نظرا لحداثته‪ ،‬والخلط الحاصل‬
‫بين مختلف المفاھيم ذات الصلة باإلدارة الرقمية؛‬
‫‪ ‬تأخر صدور بعض القوانين المنظمة للمعامالت اإللكترونية على مستوى الجماعات‬
‫الترابية؛‬
‫‪ ‬صعوبة الحصول على المعلومات سواء من الموظف أو المنتخب الجماعي‪ ،‬في إطار‬
‫المقابالت التي قمنا بها؛‬
‫‪ ‬وجود كم ھائل من الدراسات التي تتحدث عن اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬بشكل واسع‬
‫وفضفاض‪ ،‬وليست ھناك كتابات عن اإلدارة الرقمية بالجماعات الترابية؛‬
‫‪ ‬كثرت الكتابات في مجال اإلدارة اإللكترونية يطرح لذى الباحث إشكالية تعدد المفاھيم‬
‫والبحث عن مصادر أكثر ثقة‪.‬‬

‫اإشاكلية البحث‪:‬‬
‫للوقوف على معالم اإلدارة الرقمية بالجماعات الترابية يمكن بلورة إشكالية محورية في غاية‬
‫األھمية مفادھا‪:‬‬

‫إلى أي حد استطاعت الإدارة الرقمية أن تساهم في تحديث التدبير‬


‫الترابي؟‬

‫وتتفرع عن ھذه اإلشكالية المحورية مجموعة من األسئلة الفرعية التي تتمحور أساسا في‪:‬‬

‫ما هو الإطار العام ل إلدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية؟‬ ‫‪‬‬

‫ما مفهوم الإدارة الرمقية للجامعات الرتابية؟ وما هو تطورها؟‬ ‫‪‬‬

‫‪6‬‬
‫ما هو الإطار القانوين واملؤسسايت ل إلدارة الرمقية للجامعات الرتابية؟‬ ‫‪‬‬

‫كيف سامهت الإدارة الرمقية يف حل مشألك تعقيد املساطر الإدارية والفساد الإداري ابجملامعات‬ ‫‪‬‬
‫الرتابية؟‬

‫ما يه دوافع الانتقال من الإدارة التقليدية اإىل الإدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية؟‬ ‫‪‬‬

‫ما يه النظمة الرمقية الإدارية ابمجلاعات الرتابية وتطبيقاهتا؟‬ ‫‪‬‬

‫مايه النظمة الرمقية املالية ابمجلاعات الرتابية؟‬ ‫‪‬‬

‫ما يه حتدايت تطبيق الإدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية؟‬ ‫‪‬‬

‫ما يه س بل حتقيق جناعة الإدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية؟‬ ‫‪‬‬

‫املناجه املعمتدة‪:‬‬
‫إن طبيعة البحث في ھذا الموضوع تستدعي االستعانة بمجموعة من األدوات المنهجية في‬
‫تحليله‪ ،‬قصد اإلحاطة بمختلف جوانب اإلشكالية المحورية التي تم طرحها‪ ،‬لذلك اعتمدنا‬
‫مجموعة من مناھج البحث العلمي المتمثلة باألساس فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬المنهج الوظيفي‪ :‬ذلك من خالل رصد دور الجماعات الترابية في اعمال اإلدارية‬
‫الرقمية‪ ،‬والتخلي عن اإلدارة التقليدية‪ ،‬ومدى قدرتها على تحقيق أھداف وخدمات‬
‫بجودة عالية‪ ،‬والتخلص من اإلكراھات التي كانت تطرحها اإلدارة التقليدية؛‬
‫‪ ‬آلية تحليل المضمون‪ :‬من خالل تحليل مجموعة من المعطيات المستمدة من‬
‫مصادرھا الرسمية‪ ،‬كالنصوص القانونية؛ المراسيم؛ القوانين التنظيمية؛ الدوريات؛‬
‫وغيرھا؛‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬تقنية المقابلة‪ :‬ذلك االستعانة بزيارات ميدانية لبعض الجماعات الترابية؛ من خالل‬
‫إجراء مقابالت مع بعض المسؤولين بمختلف المصالح الجماعية؛ للتعرف على كيفية‬
‫تطبيق االدارة الرقمية بالجماعات الترابية‪ ،‬ومعرفة استجابة وتقبل المرتفقين لها‪.‬‬

‫ولإلجابة على إشكالية الموضوع المحورية واألسئلة المتفرعة عنها ووفقا للمناھج المعلن‬
‫عنها‪ ،‬فقد تم تقسيم الموضوع وفق التصميم التالي‪:‬‬

‫الفصل الول‪ :‬الإطار العام ل إلدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية ودورها يف حتديث‬
‫العمل الرتايب‬

‫الفصل الثاين‪ :‬دور الإدارة الرمقية يف حتديث التدبري الإداري واملايل الرتايب‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫اإلطار العام لإلدارة الرقمية‬


‫بالجماعات الترابية ودورها في‬
‫تحديث العمل الترابي‬

‫‪9‬‬
‫ساھمت تكنولوجيا الــمعلوميات واإلتصال في بــلورة أساليب وقيم ومفاھيم جديدة مــرتبطة‬
‫بالــمجال السياسي واالقتصادي واالجتماعي واإلداري‪ ،‬فاإلدارة لم تعد في معزل عن تلك‬
‫التغيرات الجذرية التي أحدثتها وسائل االتصال الحديثة وبما أن تكنولوجيا المعلوميات‬
‫واالتصال وبشكل خاص األنترنيت تعتبر من أنجع الــوسائل التكنولوجية الحديثة التي‬
‫بــإمكانها تبسيط االجــراءات والــمساطر االدارية فإنه ثـــم استخدامها بهدف إنشاء إدارة‬
‫ذات جودة عالية بما يحقق التنمية ويجلب المرتفق والذي يشتكي من بطئ العمل اإلداري‪،‬‬
‫وتماطل المسطرة وتعقيدھا وندرة المعلومات المتصلة بالــوثائق واإلجراءات وكثــرة‬
‫الشكليات القانونية من أشكال البيروقراطية‪ ،‬الشيء الذي جعل الدولة ومند اتباعها لسياسة‬
‫الخوصصة تعقد آماال كبيرة على الدور الذي يمكن أن يلعبه من أجل النهوض بقضايا التنمية‬
‫وال شك أن تبسيط إجراءات المساطر اإلدارية وتوفيــر المعلومات المتعلقة بهـا من شأنه‬
‫أن يؤدي إلـى تســريع وثيرة انطالق ورش اصالح اإلدارة العمومية‪.‬‬

‫فاإلدارة الرقمية تعد حلقة جديدة في بناء تصور حديث لمفاھيم الخدمة العمومية من خالل‬
‫التطور السريع لتقنية المعلوميات فتطبيق اإلدارة اإللكترونية قد كان بصورة مصغرة‪،‬‬
‫وبأساليب بسيطة ولم تصل إلى الصورة الرسمية إال مؤخرا‪ ،‬الشيء الذي يدفعنا للوقوف‬
‫على المعالم الكبرى لإلدارة الرقمية من خالل اإلحاطة بإطارھا العام بالجماعات الترابية‬
‫(المبحث األول) في المقام األول‪ ،‬ودوافع االنتقال من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة الرقمية‬
‫بالجماعات الترابية (المبحث الثاني) في المقام الثاني‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫املبحث الول‪ :‬الإطار العام ل إلدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية‬
‫تشكل تكنولوجيا المعلومات رافعة أساسية ودعامة مهمة لتحديث القطاع العمومي عامة‪،‬‬
‫والجماعات الترابية خاصة‪ ،‬فأمام التحوالت السريعة التي يعرفها محيط الجماعات الترابية‪،‬‬
‫أصبحت ھذه األخيرة مدعمة بكل مكوناتها إلى االنسجام مع ھذا التطور‪ ،‬والتكيف معه‪ ،‬في‬
‫إطار تبسيط مساطرھا‪ ،‬ورقمنة خدماتها‪.‬‬

‫فالجماعات الترابية عملت على تبني اإلدارة الرقمية‪ ،‬في العديد من خدماتها‪ ،‬والهدف من‬
‫ذلك ھو مسايرة التطور الحاصل‪ ،‬والحصول على خدمات ذات جودة عالية‪ ،‬بأقل تكلفة‬
‫ممكنة‪ ،‬فقبل الحديث عن الخدمات الرقمية للجماعات الترابية‪ ،‬وجب التعرف في المقام‬
‫األول على مفهوم اإلدارة الرقمية للجماعات الترابية وتطورھا (المطلب األول)‪ ،‬ثم دراسة‬
‫اإلطار القانوني والمؤسساتي لإلدارة الرقمية للجماعات الترابية (المطلب الثاني)‪ ،‬في المقام‬
‫الثاني‪.‬‬

‫املطلب الول‪ :‬مفهوم الإدارة الرمقية للجامعات الرتابية وتطورها‬


‫تعتبر تكنولوجيا المعلومات واالتصال إحدى وسائل تحديث وعصرنة اإلدارة الترابية‪ ،‬لذلك‬
‫يراھن عليها العديد من المهتمين في إعادة ترتيب الهيكل اإلداري وترسيخ الديمقراطية‬
‫اإلدارية‪ ،‬خصوصا في ظل التحديات التي أصبحت مطروحة بحدة على اإلدارة‪ ،‬باعتبارھا‬
‫قاطرة تقود مسلسل التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية‪ ،‬فإدخال المعلوميات إلى‬
‫اإلدارة يساھم في تحسين جودة الخدمات اإلدارية‪ ،‬ومنه سنقتصر في ھذا المطلب على‬
‫درا سة مفهوم اإلدارة الرقمية بالجماعات الترابية (الفرع األول)‪ ،‬وتطور اإلدارة الرقمية‬
‫بالجماعات الترابية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع الول‪ :‬مفهوم الإدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية‬


‫إن تحديد مفهوم اإلدارة الرقمية ال يقتصر على تعريفها‪ ،‬بل سنتجاوز ذلك لمحاولة فهم كل‬
‫العناصر التي تتعلق بها‪ ،‬فلتعميق البحث في مفهوم اإلدارة الرقمية‪ ،‬سنعمل على تعريفها‬
‫وبيان أھميتها (الفقرة األولى)‪ ،‬كما سيتم جرد خصائصها وبعض أھدافها (الفقرة الثانية)‪،‬‬
‫ثم الحديث عن دوافع اعتماد اإلدارة الرقمية (الفقرة الثالثة)‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬تعريف الإدارة الرمقية وأمهيهتا‬
‫كثيرة ھي التعاريف التي قدمت لإلدارة الرقمية‪ ،‬والتي من خاللها تظهر أھمية اإلدارة‬
‫الرقمية‪ ،‬ليس فقط على المستوى الترابي‪ ،‬بل على مستوى الدولة ككل‪ ،‬لذلك سنعمل على‬
‫استعراض تعريف لإلدارة الرقمية (أوال)‪ ،‬ثم بيان أھميتها (ثانيا)‪.‬‬

‫أول‪ :‬تعريف الإدارة الرمقية‬


‫يقصد باإلدارة الرقمية استخدام المعلومات الرقمية في انجاز المعامالت اإلدارية‪ ،‬وتقديم‬
‫الخدمات الرقمية‪ ،‬والتواصل مع الموظفين بمزيد من الديمقراطية‪ ،‬إذ يطلق عليها اسم‬
‫حكومة عصر المعلومات‪ ،‬أو إدارة بال أوراق‪ ،‬أو اإلدارة اإللكترونية‪.1‬‬

‫و تعتبر اإلدارة الرقمية قاطرة أساسية لتحديث اإلدارة الترابية‪ ،‬كما تعتبر أولوية حكومية‪،‬‬
‫حيث تقوم ھذه األخيرة بتبني وتطوير مناھج التدبير اإللكتروني‪ ،‬بغية تسهيل استفادة‬
‫المرتفقين من الخدمات الجماعية‪ ،‬وتخفيف تكاليف الجماعة الترابية‪.2‬‬

‫وھناك تعريف آخر لإلدارة الرقمية والذي يصفها بأنها‪" :‬إدارة موارد معلوماتية تعتمد على‬
‫األنترنيت وشبكات اإلتصال‪ ،‬وتميل أكثر من أي وقت مضى إلى تجريد األشياء وإخفاء ما‬
‫يرتبط بها إلى الحد الذي أصبح رأس المال المعرفي ھو العامل األكثر فعالية في تحقيق‬
‫أھدافها‪ ،‬واألكثر كفاءة في استخدام مواردھا"‪.3‬‬

‫وينطوي مفهوم اإلدارة الرقمية حسب البنك الدولي‪ ،‬على استخدام تكنولوجيا المعلوميات‬
‫واالتصاالت بغير الطريقة التي يتفاعل من خاللها المواطنين‪ ،‬والمؤسسات التجارية مع‬
‫الحكومة للسماح بمشاركة المواطنين في عملية صنع القرار‪.4‬‬

‫‪ 1‬عبد الناصر حيدر علي العمري‪ ،‬دور اإلدارة اإلدارة اإللكترونية في تخليق الحياة العامة ومكافحة الفساد اإلداري‪ ،‬مكتبة‬
‫دار السالم‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2021‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 2‬عبد الغني أعبيزة‪ ،‬استراتيجية تحديث اإلدارة العمومية بالمغرب‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬العدد المزدوج‬
‫‪ ،88/87‬السنة ‪ ،2009‬ص ‪.57‬‬
‫‪ 3‬محمد بومديان‪ ،‬األشكاليات القانونية العتماد اإلدارة اإللكترونية بالمغرب‪ ،‬مطبعة األمينة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪،2020‬‬
‫ص ‪.14‬‬
‫‪ 4‬مريم كريم‪ ،‬إشكالية الجودة في اإلدارة اإللكترونية "دراسة مقارنة"‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014/2013‬ص ‪.17‬‬
‫‪12‬‬
‫أما منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ‪ OCDE‬فقد عرفتها بأنها‪" :‬عملية استعمال‬
‫تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال كوسيلة لتحقيق اإلدارة بأحسن جودة ممكنة"‪ ،‬كما عرفتها‬
‫الوكالة الفرنسية لتنمية اإلدارة اإللكترونية بكونها‪" :‬وسيلة لتحسين الخدمات العامة المقدمة‬
‫للجمهور من جهة وتحسين وظيفة اإلدارة الداخلية من جهة أخرى‪ ،‬عن طريق استخدام‬
‫تكنولوجيا اإلتصال واإلعالم"‪.5‬‬

‫وبالتالي فاإلدارة الرقمية ھي تقديم الخدمات للمواطنين بشكل إلكتروني‪ ،‬وذلك عبر استخدام‬
‫تكنولوجيا االتصال واإلعالم لتحقيق خدمات ذات جودة عالية وبأقل تكلفة ممكنة‪ ،‬مما يساھم‬
‫في توفير مال اإلدارة وجهد الموظف‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬أمهية الإدارة الرمقية‬


‫لإلدارة الرقمية أھمية بالغة بالنسبة للجماعات الترابية‪ ،‬إذ تسعى إلى خلق مجتمع معرفي‪،‬‬
‫فإنها باستخدام تقنيات االتصال والمعلومات يمكن أن تحقق مجموعة من المكاسب على‬
‫صعيد التنمية اإلقتصادية‪ ،‬إذ ان تحديث اإلدارة وتطويرھا وعقلنتها يتالئم والظروف‬
‫الراھنية ويعد مؤشرا على تحقيق التنمية اإلدارية المرغوب فيها‪.6‬‬

‫كما تتجلى أھمية اإلدارة الرقمية في قدرتها على مواكبة التطور النوعي والكمي الهائل في‬
‫مجال تطبيق تقنيات ونظم المعلومات‪ ،‬فهي تتمثل في اإلستجابة القوية لتحديات األلفية الثالثة‬
‫التي تختزل في الفضاء الرقمي واقتصاديات المعلومة والمعرفة وثورة األنترنيت‪.7‬‬

‫إضافة إلى ذلك فإنها تساعد على التحول من ھيئة تقليدية إلى ھيئة حديثة إلكترونيا‪ ،‬إذ يتطلب‬
‫تطبيق إدارة الرقمية توافر رؤية إلكترونية تساعد على تصور المكانة المستقبلية للخدمات‬
‫الرقمية المقدمة من طرف اإلدارات المركزية لمصالحهم الخارجية التابعة لهم من أجل‬
‫تجويد التنفيذ‪.‬‬

‫‪ 5‬المصطفى أمعزول‪ ،‬مدخل لدراسة اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬مطبعة مسنانة‪ ،‬طنجة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2020‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 6‬المصطفى أمعزول‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 7‬مريم كريم‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.18‬‬
‫‪13‬‬
‫ومنه يمكن القول أن الغاية األساسية من وجود اإلدارة الرقمية بالجماعات الترابية‪ ،‬ھي‬
‫التحول من التدبير الترابي التقليدي إلى تدبير رقمي حديث‪ ،‬مواكب لمتطلبات مجتمع‬
‫المعرفة‪ ،‬قائم على الجودة في الخدمات‪ ،‬وتحقيق أفضل النتائج بأقل التكاليف‪.‬‬

‫ومن ھنا يمكن تعداد أھم النقاط التي تؤكد حاجة القطاع العام لتطبيق أسلوب اإلدارة الرقمية‬
‫بالجماعات الترابية‪ ،‬وذلك من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪ o‬تدني مستوى خدمات اإلدارة التقليدية وتعقيدھا‪ ،‬لدرجة تستدعي الحاجة إلى تبسيط‬
‫إجراءاتها‪ ،‬وجعلها أكثر سالسة ومرونة‪ ،‬وتسهيل تقديمها للمواطنين‪.‬‬
‫‪ o‬حاجة اإلدارة إلى مزيد من الثقة المتبادلة بينها وبين المرتفقين‪ ،‬ورغبتها في تهيئة‬
‫أجواء الشفافية في دوائر العمل‪ ،‬مما يدعوا تلك اإلدارات إلى التوجه إلى اإلدارة الرقمية‬
‫بوصفها نمطا جديدا‪ ،‬فيه من الحياد والموضوعية واالنضباط ما يعين على تغيير وجهة‬
‫النظر السائدة لدى المواطن‪ ،‬وتعديل الصورة النمطية السلبية لإلدارة العمومية في عقله‪.‬‬
‫‪ o‬حاجة االقتصاد الوطني إلى الدعم ومد يد العون والمساعدة لن يتأتى له إال باالعتماد‬
‫على مميزات اإلدارة الرقمية‪.‬‬
‫‪ o‬تحتاج اإلدارات العمومية لخوض تجربة اإلدارة الرقمية لزيادة قدرة المشروعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة على المشاركة في حركة التجارة العالمية‪ ،‬لكون إدارات الدولة الرقمية‬
‫نافذة تطل منها ھذه المشروعات الصغيرة التي يصبح بإمكانها االلتقاء بعمالئها في الخارج‪.‬‬
‫‪ o‬تختصر اإلدارة الرقمية وقت تنفيذ المعامالت اإلدارية المختلفة‪ ،‬وتسهل االتصال بين‬
‫إدارات األجهزة الحكومية ومنظماتها‪ ،‬وتوفر الدقة والوضوح في العمليات اإلدارية‪ ،‬وتعمل‬
‫على ترشيد استعمال األوراق في المعامالت‪ ،‬مما سيوفر تعبئة المخازن الالزمة لتخزين‬
‫ھذه األطنان من األوراق وتجميع البيانات والمعلومات من مصادرھا األصلية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫دعم الثقافة التنظيمية لدى العاملين كافة‪ ،‬وزيادة الترابط بين اإلدارة العليا والوسطى‬

‫‪14‬‬
‫والعاملين‪ ،‬وتوفير البيانات للمراجعين والمستفيدين عامة بصورة فورية‪ ،‬والحد من معيقات‬
‫اتخاذ القرار‪.8‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص الإدارة الرمقية وأهدافها‬


‫تتميز اإلدارة الرقمية بمجموعة من المميزات األساسية التي تسعى من خاللها تحقيق‬
‫متطلبات العصر الحديث‪ ،‬كما تسعى وراء تحقيق العديد من األھداف‪ ،‬وبالتالي سنعمل في‬
‫ھذه الفقرة على تحديد خصائص اإلدارة الرقمية (أوال)‪ ،‬ثم تحديد أھدافها (ثانيا)‪.‬‬

‫أول‪ :‬خصائص الإدارة الرمقية‬


‫إن األمل يحدو الكثير من الفاعلين وأصحاب األعمال والمستثمرين وكثيرا من منسوبي‬
‫اإلدارات إلى أن تختفي أكوام الملفات الورقية التي تكتسي اللون األصفر مع الزمن‪ ،‬مما‬
‫يشعر الفاعلين في تلك اإلدارات ومنسوبيها لخضوعهم لنظام قديم قدم أوراقه‪ ،‬اذ يمكن‬
‫استعراض خصائص اإلدارة الرقمية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ o‬المرونة‪ :‬اإلدارة الرقمية إدارة مرنة‪ ،‬يمكنها بفعل التقنية وبفعل إمكاناتها االستجابة‬
‫السريعة لألحداث والتجاوب معاھا‪ ،‬متعدية بذلك حدود الزمان والمكان وصعوبة اإلتصال‪،‬‬
‫مما يعين اإلدارة على تقديم كثير من الخدمات التي لم تكن متاحة أبدا بفعل تلك العوائق في‬
‫ظل اإلدارات التقليدية‪9‬؛‬
‫‪ o‬السرعة والوضوح‪ :‬إذ أن كثيرا من المعيقات والعقبات اإلدارية التي ترسخت وبقيت‬
‫لسنوات على حو اجز البيروقراطية‪ ،‬يمكن أن تتالشى لتصبح ماضيا بفعل التحول إلى‬
‫أسلوب اإلدارة الرقمية‪ ،‬ففي ظل اإلدارة الرقمية‪ ،‬لن تجد تلك األوراق التي يحتاج انجازھا‬
‫إلى وقت طويل‪ ،‬ليس انجازھا فحسب‪ ،‬بل أيضا نسخها أكثر من نسخة إذا استلزم األمر‪،‬‬

‫‪ 8‬أسامة شنفار‪ ،‬دور اإلدارة الرقمية في توطين وتوطيد الحكامة المالية بالجماعات الترابية‪ ،‬رسالة لنيل ديبلوم الماستر في‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية القاضي عياض‪ ،‬مراكش السنة الجامعية ‪ ،2021/2020‬ص‬
‫‪.34‬‬
‫‪ 9‬أحمد الشرقاوي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية الواقع والتحديات اإلدارية والقانونية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق‪،‬‬
‫جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السوسي‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2009/2010‬ص‬
‫‪.72‬‬
‫‪15‬‬
‫وحفظها وارسالها إلى الجهة التي تسببت في أمرھا ثم انتظار عودتها إلى مكانها األصلي‪،‬‬
‫وتكرار ذلك لمرات عديدة في حال وقوع خطأ ما‪10‬؛‬
‫‪ o‬إدارة بال أوراق‪ :‬إذ تعتمد اإلدارة اإللكترونية على الحاسوب وبالتالي تستبعد األساليب‬
‫التقليدية المتمثلة في األوراق‪ ،‬إال بشكل ثانوي‪ ،‬ھذا وتعتبر أنظمة اإلدارة اإللكترونية‬
‫كواجهة استخدام للموظفين التي تمكنهم من الوصول إلى أنظمة المؤسسة الفرعية وفق‬
‫الصالحيات الخاصة بكل موظف وإدارته‪.11‬‬
‫‪ o‬تبسيط المساطر اإلدارية‪ :‬إن تطبيق وسيلة اإلدارة اإللكترونية أيضا يتميز بتجنبه‬
‫للتعقيدات اإلدارية والمشاكل اإلجرائية وينزع ظاھرة اإلزدحام في اإلدارات والطوابير مما‬
‫ينتج عنه راحة للمواطن وخدمات مريحة ومقبولة‪12‬؛‬
‫‪ o‬زيادة اإلتقان وتخفيض التكاليف‪ :‬إن اإلدارية الرقمية كآلية عصرية في عمليات‬
‫التطوير اإلداري‪ ،‬والتغيير التنظيمي تمثل منعرجا حاسما في شكل المهام واألنشطة اإلدارية‬
‫التقليدية‪ ،‬وتنطوي على مزايا أھمها المعالجة الفورية للطلبيات والدقة والوضوح التام في‬
‫إنجاز المعامالت‪ ،‬كما أنه و رغم احتياج اإلدارة اإللكترونية في البداية إلى مشاريع مالية‬
‫بهدف دفع عملية التحول‪ ،‬إال أن انتهاج نموذج النظم اإللكترونية بعد ذلك سيوفر ميزانيات‬
‫مالية ضخمة‪ ،‬حيث لن تعود الحاجة بعد إلى اليد العاملة ذات العدد الكبير‪13‬؛‬
‫‪ o‬إدارة بال مكان ‪ :‬حيث إنها تعتمد على وسائل اإلتصال الحديثة كاإلنترنيت‪ ،‬فالمسؤول‬
‫اإل داري يستطيع أن يتخذ القرار وھو في أي مكان في العالم‪ ،‬وال يرتبط اتخاذه القرار‬
‫بالضرورة من خالل وجوده في المقر المادي للمرفق‪ ،‬مما يضفي مرونة عالية بحيث يمكن‬
‫للمدير مثال تتبع نشاط إداراته‪ ،‬والتدخل لحل المشاكل الطارئة عن بعد‪ ،‬واتخاذ القرارات‬
‫المناسبة ولو في بيته؛‬
‫‪ o‬إدارة بال زمان‪ :‬حيث إن اإلدارة الرقمية ال تلتزم بالضرورة بأوقات العمل الرسمية‪،‬‬
‫بحيث يمكن للموظف العمومي أن يتخذ القرار‪ ،‬حتى في خارج أوقات العمل لمواجهة بعض‬

‫‪ 10‬مريم كريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫‪ 11‬أسامة شنفار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪12‬عبد الناصر حيدر علي العمري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ 13‬محمد بومديان‪ ،‬األشكاليات القانونية العتماد اإلدارة اإللكترونية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪16‬‬
‫المستجدات الطارئة‪ ،‬فبفضل اإلدارة اإل لكترونية أصبح العالم بإمكانه أن يعمل في الزمن‬
‫الحقيقي ‪ 24‬ساعة باليوم‪ ،‬وفي ذلك مراعاة لمصلحة المواطنين‪.‬‬
‫‪ o‬إدارة بال تنظيمات جامدة‪ :‬فبفضل اإلدارة اإللكترونية صار بإمكاننا الحديث عن‬
‫تنظيمات ذكية تتسم بالمرونة وقابلة ألن تواكب جميع التغيرات الطارئة‪ ،‬وذلك خالفا لإلدارة‬
‫التقليدية التي تتسم بالجمود والبطء‪.14‬‬

‫اثنيا‪ :‬أهداف الإدارة الرمقية‬


‫تعمل اإلدارة الرقمية في أغلب مبادراتها‪ ،‬على السعي نحو تحقيق انتقال جذري‪ ،‬والتحول‬
‫من اإلعتماد على األساليب اإلدارية التقليدية التي من شأنها أن تؤدي إلى البطء الرتابة‪ ،‬إلى‬
‫العمل اإللكتروني الذي يسعى وراء العديد من األھداف والتي يمكن ذكر بعضها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تسهيل طريقة الحصول على الخدمات والمعامالت اإلدارية؛‬


‫‪ ‬الدقة والسرعة في انجاز الخدمات والمعامالت‪ ،‬وتوفير البيانات والمعلومات‬
‫للمستفيدين بشكل فوري؛‬
‫‪ ‬تبسيط اإلجراءات وسرعة اإلنجاز ورفع مستوى أداء الخدمات؛‬
‫‪ ‬السرعة في اتخاذ القرارات المناسبة المبنية على معلومات دقيقة ومباشرة؛‬
‫‪ ‬إلغاء الحاجة إلى تكديس األوراق‪ ،‬مما يتبع ذلك من أعمال بتطبيق مصطلح إدارة بال‬
‫أوراق؛‬
‫‪ ‬سهولة انسياب العمليات اإلدارية وتحقيق مركزية المعلومات‪ ،‬والتمكن من إدارة كافة‬
‫الموارد وتوسيع قاعدة البيانات الداعمة لإلدارة العليا؛‬
‫‪ ‬إدارة الملفات واستعراض المحتويات بدال من حفظها ومراجعة محتوى الوثيقة‪،‬‬
‫واستبدال األرشيف الورقي باألرشيف اإللكتروني‪ ،‬مع ما يحمله من ليونة في التعامل مع‬
‫الوثائق‪ ،‬والمقدرة على تصحيح األخطاء الحاصلة‪15‬؛‬

‫‪ 14‬فائزة غيور‪ ،‬اإلصالح اإلداري بالمغرب دور اإلدارة اإللكترونية في تحديث اإلدارة العمومية ـوزارة العدل نموذجاـ‬
‫رسالة لنيل ديبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2017/2016‬ص ‪.46‬‬
‫‪ 15‬نصيرة الحيوني‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية ورهان التحديث اإلداري بالمغرب‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،7‬السنة ‪،2018‬‬
‫ص ‪.27‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ ‬تحقيق الربط بين مختلف مرافق الدولة بما فيها الجماعات الترابية‪ ،‬والقدرة على تقديم‬
‫الخدمات عبر البوابات اإللكترونية؛‬
‫‪ ‬تحقيق مبدأ تنظيم وإدارة الوقت في آن واحد‪ ،‬مما يعود بالنفع على الفعاليات اإلدارية؛‬
‫‪ ‬توفير فرصة لتغيير المحيط الذي تعمل فيه اإلجهزة اإلدارية‪ ،‬وزيادة مبادرات اإلبداع‬
‫واالبتكار وفتح قنوات جديدة غير معتادة لتقديم الخدمات‪16‬؛‬
‫‪ ‬تبسيط وتسريع الخدمات‪ ،‬من خالل خفض التنقل‪ ،‬التوصيل في أي زمان ومكان‪ ،‬ثم‬
‫سهولة الوصول للمعلومات والتوصل بها؛‬
‫‪ ‬تحسين التنافسية االقتصادية وتقليل كلفة المساطر واإلجراءات اإلدارية وكل ما يتعلق‬
‫بها‪17‬؛‬
‫‪ ‬استعمال البريد اإللكتروني بدال من الصادر والوارد‪ ،‬واعتماد االنجازات بدال من‬
‫محاضر االجتماعات؛‬
‫‪18‬‬
‫‪ ‬القضاء على البيروقراطية بمفهومها الجامد وتسهيل تقسيم العمل والتخصص فيه؛‬
‫‪ ‬تقليص الفجوة الرقمية من خالل تطوير محتوى مالئم وتعميم البنية التحتية لالتصاالت‬
‫وضمان ولوج سهل للخدمات‪.19‬‬

‫ومنه يمكن القول أن الرقمنة تعمل على استبدال نظام العمل التقليدي الذي يحملها تكاليف‬
‫عالية‪ ،‬بنظام إلكتروني يواكب التطورات العالمية‪ ،‬ويسعى إلى تحقيق األھداف بأقل‬
‫التكاليف‪ ،‬ويرتكز على كفاءة الموظفين‪ ،‬مما يؤدي إلى االستغناء عن الموظفين غير‬
‫األكفاء‪ ،‬والغير قادرين على التكيف مع التطورات الحاصلة‪ ،‬كما يعمل أيضا على الحد من‬
‫معيقات اتخاذ القرارات‪ ،‬وذلك عن طريق توفير البيانات وربطها بطرق صنع القرار‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬دوافع اعامتد الإدارة الرمقية‬


‫تتمثل دوافع اعتماد اإلدارة الرقمية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 16‬عبد الناصر حيدر علي العمري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬


‫‪ 17‬أسامة شنفار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ 18‬مريم كريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ 19‬نصيرة الحيوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ o‬مواجهة مشكل تضخم الهياكل؛ إن اعتماد الجماعات الترابية للرقمنة دليل على انفتاحها‬
‫عن العالم الخارجي‪ ،‬من أجل تقويم بنياتها اإلدارية وتجاوز أنماط التدبير التقليدية‪ ،‬ذلك أن‬
‫المعلوميات تفرض اعادة التفكير في مسار المعلومات والقرارات‪ ،‬وفي توزيع‬
‫االختصاصات والمسؤوليات‪ ،‬وكذا في العالقات التسلسلية داخل اإلدارة‪ ،‬إذ إن ھذه التقنيات‬
‫ال تتكيف مع البنيات الهرمية السائدة داخل اإلدارة العمومية والجماعات الترابية‪ ،20‬وبالتالي‬
‫فتطبيق التكنولوجيا الحديثة في اإلدارة‪ ،‬من شأنه أن يؤدي إلى إدخال تغيرات على المستوى‬
‫التنظيمي‪ ،‬فالفعالية والسرعة والمرونة التي تطبع اإلدارة اإللكترونية عموما واإلدارة‬
‫الرقمية على وجه الخصوص‪ ،‬سهلت امكانية تجاوز المركزية والتركيز‪ ،‬حيث مكنت‬
‫الوحدات اإلدارية من حرية أكبر في التعامل‪ ،‬مع اإلبقاء على روابط التفاعل مع المركز‪،21‬‬
‫وبالتالي فامتالك المعلوميات وتقنيات التواصل واالتصال الحديثة بإمكانها أن تمهد لعملية‬
‫تحويل المسؤوليات لصالح الوحدات الخارجية‪ ،‬التي سوف تمتلك عمليات اتخاذ القرار في‬
‫شكل لوحة قيادية تؤمن التتبع الدقيق لمسار الدواليب اإلدارية‪22‬؛‬
‫‪ o‬تخليق الحياة اإلدارية؛ إن الحياة اإلدارية قد أغرقت في مجموعة من الممارسات التي‬
‫أفسدت الفعل اإلداري وجعلته مصدر توتر معاناة لمن يطلب خدماته‪ ،‬ھاته المعاناة التي‬
‫تتعمق تحديدا مع المرافق العمومية ذات الطابع االجتماعي‪ ،‬ھذا المعطى يمكن تفسيره‬
‫بالضغط الديمغرافي الممارس على ھذا النوع من المرافق‪ ،23‬وقد ساھمت اإلدارة الرقمية‬
‫بشكل كبير في تخليق الحياة اإلدارة‪ ،‬وخاصة الجماعات الترابية‪ ،‬إذ التي ساھمت بشكل‬
‫كبير في مسلسل الرقمنة‪ ،‬من خالل عملها على تجويد العامل البشري والسهر على ضمان‬
‫جودة ومرونة اإلدارة الرقمية؛‬

‫‪ 20‬سي محمد البقالي‪ ،‬إدخال المعلوميات إلى إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة‪ ،‬رسالة لنيل ديبلوم الدراسات العليا‬
‫المعمقة في المالية العامة‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،2001/2000‬ص ‪.26‬‬
‫‪ 21‬آسية الحراق‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية بالمغرب "الصفقات العمومية نموذجا"‪ ،‬مطبعة دار السالم‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 22‬سي محمد البقالي‪ ،‬إدخال المعلوميات إلى إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ 23‬عبد الرحيم الشرقاوي‪ ،‬المرفق اإلداري الرقمي‪ :‬مدخل للشفافية والتحديث‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،132‬السنة ‪ ،2017‬ص ‪.82‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ o‬االستجابة الحتياجات المرتفق؛ إن الهدف من اإلدارة الرقمية ھو ارساء عالقة وطيدة‬
‫بين الجماعات الترابية والمتعامل معها‪ ،‬خاصة وأن عمل ھذه الجماعات يغلب عليه الطابع‬
‫االجتماعي بشكل كبير‪ ،‬لذلك فتحقيق االستجابة الحتياجات المرتفقين تتطلب تحقق ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تحسين العالقة بين المرتفق والجماعة؛ إذ أن االعتماد على اإلدارة الرقمية من شأنه‬
‫أن يعزز من مبدأ المساواة بين المرتفقين في االستفادة من الخدمات العمومية‪ ،‬إذ يجد أساسه‬
‫ھذا المبدأ في الفصل السادس من دستور المغرب لسنة ‪ ،2011‬الذي يؤكد على أن كل‬
‫شخص تتوفر فيه الشروط التي يحددھا القانون يحق له االستفادة من الخدمات العامة‪،24‬‬
‫فلمواجهة السلوكيات الالخالقية التي تتعرض لها فئة كبيرة من المرتفقين‪ ،‬تم اعتبار اإلدارة‬
‫الرقمية تقنية من شأنها تعزيز مبدأ المساواة بين المرتفقين بدءا من عملية االستقبال‬
‫والتواصل‪ ،‬إذ إن ھذا االستقبال ال يميز بين المرتفقين‪ ،‬وبالتالي من شأنه أن يحد من‬
‫تصرفات بعض الوظفين الذين يستخدمون سلطتهم لتحقيق مصالحهم الشخصية‪ ،25‬وفي ھذا‬
‫السياق أبانت التجربة الفرنسية عن نتائج مهمة تعبر عن نضج التوجه اإلنساني في عالقته‬
‫باإلدارة ومرتفقيها‪ ،‬حيث نجد أن المركز المشترك بين الوزارات لالرشادات اإلدارية‬
‫‪ CIRA‬الموجه أساسا للجمهور الواسع عبر الهاتف واالنترنيت واالجابة عن مختلف طلباته‬
‫الخاصة باالرشادات اإلدارية‪ ،‬في مجاالت متعددة من الحياة العامة‪ ،‬حول المشاكل التي‬
‫يتعرض لها المواطن في عالقته باإلدارة‪26‬؛‬
‫‪ ‬الجودة؛ إذ يقصد بالجودة في المرافق اإلدارية والجماعات الترابية‪ ،‬توافر مجموعة من‬
‫الخصائص الداخلية والضرورية التي تؤدي في النهاية إلى رضى المرتفقين‪ ،‬وذلك يقتضي‬
‫تحسين مستوى تواصل المرفق العام مع محيطه الخارجي‪ ،‬وتطوير كفاءة الموظفين‬
‫الساھرين على سير المرفق العام‪27‬؛‬

‫‪24‬الفصل السادس من الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.91‬الصادر في ‪ 27‬من‬
‫شعبان ‪ 29( 1432‬يوليو ‪ ،)2011‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪ ،1432‬ص ‪.3600‬‬
‫‪ 25‬آسية الحراق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ 26‬آسية الحراق‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.47‬‬
‫‪ 27‬محمد بومديان‪ ،‬األشكاليات القانونية العتماد اإلدارة اإللكترونية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪.32 ،‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ ‬زيادة المشاركة؛ يعد النشر االستباقي آلية ھامة لضمان مشاركة المواطنين في عمليات‬
‫صنع السياسات العمومية‪ ،‬فعن طريق مدھم بالمعلومات التي يحتاجونها للمشاركة في ھذه‬
‫العمليات‪ ،‬يمكن أن تكون القرارات والسياسات أكثرنجاعة وفعالية‪.28‬‬
‫‪ o‬تبني طرق وأساليب جديدة وعقلنة ترشيد الموارد المالية والمادية والبشرية؛‬
‫‪ o‬دمقرطة الحياة اإلدارية وتوسيع مشاركة المواطنين‪ ،‬والقضاء على الظواھر اإلدارية‬
‫المعيقة لتطور النظام اإلداري‪ ،‬السيما ما يتعلق منها بجانب األخالقيات‪29‬؛‬
‫‪ o‬تحقيق الشفافية والفعالية؛ إن ما تشهده اإلدارة العمومية من عصرنة وتحديث إداري‬
‫عن طريق استعمال تكنولوجيا اإلتصال والمعلوميات‪ ،‬سيكون له انعكاسات وتأثيرات‬
‫إيجابية على عمل الجماعات الترابية‪ ،‬بحيث ستتحول كافة األعمال والخدمات اإلدارية‬
‫التقليدية التي تتسم بطول اإلجراءات‪ ،‬وكثرة األوراق والمستندات‪ ،‬إلى أعمال وخدمات‬
‫إلكترونية تنفذ بسرعة عالية‪ ،‬ودقة متناھية‪ ،‬وھكذا فإن اإلدارة اإللكترونية ترمي إلى تمكين‬
‫المواطن من إدارة فعالة وسريعة ذات مستوى عال‪ ،‬يستطيع من خاللها قضاء أغراضه‬
‫اإلدارية بطريقة شفافة وفعالة‪.30‬‬

‫فاعتماد اإلدارة الرقمية في العمل اإلداري يساھم بشكل كبير في اقرار المساواة بين المرتفقين‪،‬‬
‫والتقليص من البيروقراطية‪ ،‬والتخفيض من الروتين في أداء المرافق لخدماتها‪ ،‬ناھيك عن‬
‫تحقيق شفافية أكبر‪.31‬‬

‫باإلضافة إلى دوافع أخرى ھمت مجاالت متعددة‪ ،‬ھدفها األساسي الرفع من جودة التدبير‬
‫المالي والترابي سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الترابي‪ ،‬وذلك من قبيل حل‬
‫المشاكل واالختالالت والمشاكل المالية‪ ،‬وتأھيل المالية العمومية‪ ،‬وذلك من خالل ترشيد‬
‫استعمال الوسائل التي توفرھا تكنولوجيا المعلومات من خالل اقرار نظام االستفادة من‬

‫‪ 28‬غزالن بوعدلى‪ ،‬دور اإلدارة اإللكترونية في تسيير الحصول على المعلومات‪ ،‬مجلة المنارة للعلوم القانونية واإلدارية‪،‬‬
‫عدد خاص‪ ،‬السنة ‪ ،2020‬ص ‪.78‬‬
‫‪ 29‬المصطفى أمعزول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 30‬عبد الحكيم زروق‪ ،‬المعلوميات ورهان تحقيق التحديث اإلداري والتنافسية االقتصادية بالمغرب‪،‬الشركة المغربية لتوزيع‬
‫الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2014‬ص ‪.41‬‬
‫‪ 31‬خالد بوشمال‪ ،‬رهان تحديث اإلدارة العمومية بالمغرب من خالل نظام اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫في القانون العام‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬طنجة‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2015/2014‬‬
‫‪21‬‬
‫الخدمات التي تتيحها في مجال التخطيط والبرمجة والتوجيه والتكوين والتدبير واتخاذ‬
‫القرار‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬تطور الإدارة الرمقية للجامعات الرتابية‬


‫إن اصالح اإلدارة العمومية ال ينحصر في تبسيط المساطر اإلدارية‪ ،‬بل يمتد لوضعها على‬
‫الخط‪ ،‬مما يقضي على إكراھات االنتظار‪ ،‬على اعتبار ان اإلدارة المواطنة تسعى لكي‬
‫تكون قراراتها أكثر شفافية‪ ،‬وممن أجل ذلك انخرط المغرب في سياسة تطوير تكنولوجيا‬
‫المعلوميات ووسائل االتصال الحديثة‪ ،‬وبهذا فقد عرف تطور اإلدارة الرقمية العديد من‬
‫المحطات‪ ،‬بد اية التعرف على مراحل تطبيق اإلدارة الرقمية للجماعات الترابية (الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬ثم الحديث عن متطلبات تطبيق اإلدارة الرقمية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬مراحل تطبيق الإدارة الرمقية للجامعات الرتابية‬


‫إن تطبيق اإلدارة الرقمية بشكل سليم مع استغالل أمثل للوقت والمال والجهد بطريقة أفضل‬
‫ھو تقسيم خطة تطبيق اإلدارة الرقمية إلى عدة مراحل‪ ،‬على أمل أن يتم ذلك بعد إصالح‬
‫إداري جدري‪ ،‬لذلك فخطة تقسيم مراحل تطبيق اإلدارة الرقمية يمكن أن يؤدي إلى اندماج‬
‫المجتمع بشكل كلي في خطة اإلدارة الرقمية‪ ،‬لذلك يمكن تقسيم مراحل تنفيذ اإلدارة الرقمية‬
‫إلى أربع مراحل أساسية متمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫أول‪ :‬مرحةل التحول‬


‫تأتي ھذه الخطوة كمرحلة أولى بإعالن المعلومات والخدمات على أساس الشبكة‪ ،‬وفي ھذه‬
‫المرحلة تقوم الحكومة بعدة خطوات مهمة كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬تهيئة منفذ إلكتروني للجهات واألجهزة الحكومية‪ ،‬والتي عادة ما يكون موجودا باستخدام‬
‫تقنية الويب التي يتوقع أن يحتاجها المستخدم حول الخدمات والمعلومات التي يرغب فيها؛‬

‫‪22‬‬
‫‪ ‬اإلعالم المجتمعي عن بدء توفير تلك الخدمات من خالل وسائل اإلعالم والندوات‬
‫المتخصصة‪.32‬‬

‫وبذلك فهذه المرحلة تعمل على ربط المواطن باإلدارة الرقمية‪ ،‬وبالتالي اعطاؤھم الفرصة‬
‫لكي يكونوا تصورا حول الخدمات التي يتوقعون أن يقدمها الموقع‪ ،‬ومن فوائد ھذه المرحلة‪،‬‬
‫أنها تمكن من مراجعة م ا يتم انجازه واستكمال ما يمكن أن يضاف استعدادا للمرحلة الثانية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬مرحةل التفاعل‬


‫ھذه المرحلة ھي مكملة للمرحلة التي سبقتها‪ ،‬وھي عملية التفاعل بين األجهزة الحكومية‬
‫والمستفيدين عبر شبكات اإلتصال المتوفرة‪ ،‬وبالتالي حصول تفاعل حقيقي بينهما‪ ،‬وھذه‬
‫المرحلة تتم بعد عناصر مهمة ھي‪:‬‬

‫‪ ‬تهيئة الخدمات الصوتية للخدمات الحكومية المسجلة على شبكة االنترنيت من خالل‬
‫خط ھاتفي مخصص؛‬
‫‪ ‬تبسيط وتنميط النماذج اإللكترونية المستخدمة لتقديم الخدمات لجميع المستفيدين‪.33‬‬

‫اثلثا‪ :‬مرحةل التعامل‬


‫تأتي ھذه المرحلة استكماال لما سبق‪ ،‬حيث العمل الحقيقي لإلدارة الرقمية الذي يعتمد على‬
‫السرعة والدقة في انجاز المعامالت واإلجراءات‪ ،‬وتوفير الكثير من الوقت والجهد والمال‪،‬‬
‫عبر المواقع المخصصة على شبكة االنترنيت والشبكات الداخلية‪ ،‬حيث يمكن تنفيذ واتمام‬
‫المعامالت من خالل شبكة االنترنيت بشكل كلي أو جزئي‪ ،‬باالتفاق مع جهات تأدية الخدمة‬
‫الستصدار القرارات المنظمة لذلك‪ ،‬أو من خالل شبكة الهاتف بشكل كلي أو جزئي‪ ،‬خاصة‬
‫الخدمات التي تستخدم البيانات الرقمية كالعمليات المعرفية‪ ،‬آخذين بعين االعتبار االستفادة‬
‫من التجربة في ھذه المرحلة ليتسنى تطويرھا وتقليل األخطاء فيها‪.34‬‬

‫‪ 32‬فهد بن ناصر العبود‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين التخطيط والتنفيذ‪ ،‬مكتبة عبد الملك فهد الوطنية‪ ،‬دون ذكر المدينة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 33‬عبد الناصر حيدر العمري‪ ،‬المرجع نفسه‪.44 ،‬‬
‫‪ 34‬عبد الناصر حيدر العمري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪23‬‬
‫رابعا‪ :‬مرحةل التاكمل والإدماج‬
‫تتكامل الخدمات الحكومية اإللكترونية وتنظم الوزارات موقع يطلق عليه ‪ portail‬أو‬
‫البوابة ليجمع كل وزارات الدولة‪ ،‬ويتم فيها فعليا أداء الحكومة باإلتصال من خالل الفضاء‬
‫اإللكتروني‪ ،‬سواء بالنسبة ألداء الموظفين ألعمالهم داخل األقسام اإلدارية‪ ،‬أو بالنسبة‬
‫التصال المواطن بين اإلدارات المختلة‪ ،35‬وقد تسعى ھذه المرحلة إلى‪:‬‬

‫‪ ‬إتاحة المعلومات فورا عبر الشبكة؛‬


‫‪ ‬تفاعل الناس مغ اإلدارة اإللكترونية واستجابتهم لها؛‬
‫‪ ‬القدرة على إكمال المعلومات فورا عبر الشبكة‪ ،‬وتوحيد جميع تلك األھداف في شكل‬
‫بيئة مالئمة‪ ،‬وھذا يعني أنه بإمكان العميل أو المواطن أن يحصل على جميع المعلومات‬
‫التي يحتاجها‪ ،‬وأن يستوفي جميع متطلباته‪ ،‬وأن يطلب ويتلقى جميع الخدمات التي يكون‬
‫مخوال بتلقيها من مصدر واحد أيا كان نوع الخدمات‪.36‬‬

‫فاإلدارة الرقمية ھي قيام اإلدارة باالعتماد على الرقمنة في انجازھا لوظائفها‪ ،‬وعملية‬
‫التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة الرقمية‪ ،‬ھذه العملية ليست حكرا على األجهزة‬
‫التقنية فقط بل أنها بالدرجة األولى قضية إدارية‪ ،‬تعتمد على فكر إداري متطور وقيادات‬
‫إدارية واعية ومتطورة‪ ،‬تهدف إلى تطوير الجماعات الترابية‪ ،‬من أجل تحقيق مسؤولياتها‬
‫وااللتزام بأعلى مستويات الجودة واالثقان في العمل‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬متطلبات تطبيق الإدارة الرمقية للجامعات الرتابية‬


‫إن تطبيق اإلدارة اإللكترونية يتطلب توفر متطلبات بشرية (أوال)‪ ،‬ثم المتطلبات اإلدارية‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫‪ 35‬خالد قيلولي‪ ،‬تحديث اإلدارة ودورها في تخليق الحياة العامة بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2019/2020‬ص ‪.42‬‬
‫‪ 36‬عبد الناصر حيدر العمري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪24‬‬
‫أول‪ :‬املتطلبات البرشية‬
‫يعتبر العنصر البشري من أھم الموارد التي يمكن استثمارھا في في تحقيق النجاح‪ ،‬وله‬
‫أھمية بالغة في تطبيق اإلدارة الرقمية‪ ،‬على اعتبار أن ھذا األخير ھو الذي اكتشفها ثم‬
‫طورھا وسخرھا لتحق يق أھدافه‪ ،‬ومن ھنا ينبغي تدريب وبناء قدرات موظفي الجماعات‬
‫الترابية‪.‬‬

‫وكما ھو معلوم أنه ال يتوقف االرتقاء بتدبير الجماعات الترابية على تطوير البنية او‬
‫المنظومة القانونية والموارد المالية‪ ،‬وانما يتطلب األمر توفير مجموعة من اآلليات التي‬
‫يتطلبها تدبير الشأن الترابي‪ ،37‬وتأھيل العنصر البشري لتطبيق اإلدارة الرقمية للجماعات‬
‫الترابية ال يقتصر فقط بتكوين الموظف الجماعي والرفع من مستوى كفاءته وقدرته على‬
‫التعامل الرقمي‪ ،‬وإنما تمتد إلى المنتخب باعتباره شريك في عملية تدبير الشأن الترابي‬
‫بطريقة حديثة‪ ،‬لذلك تم اخاذ مجموعة من التدابير في ھذا المجال‪ ،‬إذ يتعلق األمر بضرورة‬
‫اشتراط مستوى تعليمي لفائدة رؤساء الجماعات الترابية‪ ،‬وتوفير الخبرة والكفاءة التعليمية‬
‫لتعزيز الحوار والتواصل أثناء اتخاذ القرارات‪ ،‬والقدرة على استعمال وسائل االتصال من‬
‫أجل تفعيل آلية الحوار عن بعد‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬املتطلبات الإدارية‬


‫وتتمثل المتطلبات اإلدارية في وضع خطط واستراتيجيات؛ ويتطلب ذلك تشكيل إدارة أو‬
‫ھيئة لمتابعة وتتبع تنفيذ اإلدارة الرقمية على مستوى الجماعات الترابية‪ ،‬واالستعانة‬
‫بالجهات االستشارية والبحثية لدراسة ووضع المواصفات العامة لنجاح اإلدارة الرقمية‪،‬‬
‫وذلك بتحديد مجموعة من العوامل والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ ‬القيادة والدعم؛ إذ تعتبر من أھم العوامل المؤثرة في أي مشروع‪ ،‬إذ أن القيادة ھي‬
‫المفتاح الرئيسي لنجاح ھذا األخير‪ ،‬وإلتزام القيادة يعتبر أمر ضروريا لدعم االستراتيجيات؛‬

‫‪ 37‬ياسر عاجل‪ ،‬تحديات تحديث اإلدارة الجهوية في تدبير السياسات العمومية الترابية بالمغرب‪ ،‬منشورات المجلة المغربية‬
‫لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬العدد الخاص ‪ ،15‬سنة ‪ ،2019‬ص ‪.126‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ ‬الهيكل التنظيمي‪ ،‬وذلك بالنظر إلى النموذج الهرمي للجماعة‪ ،‬إذ يتطلب أن يكون مالئما‬
‫لنماذج االعمال التي تضم في طياتها كل ما يتعلق بالمعلوميات‪.38‬‬

‫ھذا باإلضافة إلى متطلبات أخرى‪ ،‬تتمثل في المتطلبات الفنية والتقنية‪ ،‬والتي تعتبر البنية‬
‫التحتية لإلدارة الرقمية‪ ،‬إذ تشمل تطوير وتحسين شبكة االتصاالت إذ تكون في أتم االستعداد‬
‫الستخدام الكم الهائل من االتصاالت في آن واحد‪ ،‬كما أن ھناك متطلبات اقتصادية ومالية‬
‫تتعلق بأساليب وطرق التمويل‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الإطار القانوين واملؤسسايت ل إلدارة الرمقية للجامعات الرتابية‬


‫إن اإلدارة الرقمية للجماعات الترابية‪ ،‬يؤطرھا إطار قانوني‪ ،‬يعمل على توفير الحماية‬
‫الالزمة لضمان استمرارھا‪ ،‬والعمل على تقوية روابط الثقة بين المرتفقين واإلداراة الرقمية‪،‬‬
‫لذلك كان البد من إحاطة ھذه األخيرة بحماية تجعل من ھذه األخيرة محض ثقة للعموم‬
‫(الفرع األول)‪ ،‬ثم تدعيم مؤسساتي‪ ،‬عبر دراسة مؤسسات تعمل على تقوية وتدعيم فتح‬
‫ورش اإلدارة الرقمية للجماعات الترابية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع الول‪ :‬امحلاية القانونية ل إلدارة الرمقية للجامعات الرتابية‬


‫تحض ى اإلدارة الرقمية للجماعات الترابية بحماية قانونية خاصة‪ ،‬وذلك للطبيعة الخاصة‬
‫التي تميزھا‪ ،‬والتطور الرقمي الذي عرفته ھذه األخيرة‪ ،‬لذا كان ال بد من إقرار حماية لهذه‬
‫اإلخيرة‪ ،‬وفي ھذا اإلطار يمكن الحديث عن الحماية الدستورية (الفقرة األولى)‪ ،‬التي تعتبر‬
‫اللبنة األساس لتدعيم اإلدارة الرقمية‪ ،‬والحماية المدنية (الفقرة الثانية)‪ ،‬والتي تعمل على‬
‫التنويه بالتعامل اإللكتروني‪ ،‬والثقة في اإلدارة الرقمية‪ ،‬ثم الحماية الجنائية (الفقرة الثالثة)‪،‬‬
‫والتي يتحقق من ورائها الردع والتصدي ألشكال الجرائم التي يمكن أن تتشكل في ھذا‬
‫الصدى‪.‬‬

‫‪ 38‬عبد الناصر حيدر علي العمري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫‪26‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬امحلاية ادلس تورية‬
‫يعتبر الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬المرجعية األساسية لحماية اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬إذ ينص‬
‫في فصله ‪ 27‬على أنه للمواطنين والمواطنات حق الحصول على المعلومات الموجودة في‬
‫حوزة اإلدارة العمومية‪ ،‬والمؤسسات المنتخبة‪ ،‬والهيئات المكلفة بمهام المرفق‪ ،39‬فبهذا‬
‫المقتضى الدستوري‪ ،‬يكون من حق كل مواطن ومواطنة الحصول على المعلومات التي في‬
‫حوزة اإلدارة‪ ،‬إذ تكون اإلدارة ملزمة بتمكين المواطنات والمواطنين من الحصول على‬
‫المعلومات التي بحوزتها بأي طريقة كانت‪ ،‬وفي ھذا اإلطار تعتبر وسائل اإلتصال‬
‫والتواصل التي تستفيد منها اإلدارة الوسيلة األنسب لنشر المعلومات وتمكين المواطنين‬
‫والم واطنات من اإلطالع عليها‪ ،‬وذلك عبر نشرھا في البوابات اإللكترونية الرسمية‬
‫لإلدارات والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية‪ ،‬إذ تعمل كل واحدة منهم بفتح بوابة‬
‫لنشر المعلومات وتلقي الشكايات‪ ،‬مما يدفعنا للقول بأن ھذه األخيرة تلعب صلة الوصل بين‬
‫اإلدارات والمواطن‪ ،‬فضال عن وسائل اإلتصال والتواصل األخرى التي تلجأ إليها اإلدارة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن ھذا الحق يبقى مقيدا فيما يتعلق بالمعلومات المتعلقة بالدفاع الوطني‪،‬‬
‫وحماية أمن الدولة الداخلي والخارجي‪ ،‬والحياة الخاصة لألفراد وكذا المس بالحريات‬
‫والحقوق األساسية المنصوص عليها في الدستور‪ ،‬وحماية مصادر المعلومات والمجاالت‬
‫التي يحددھا القانون بدقة‪.‬‬

‫وفي نفس السياق صدر القانون ‪ 31.13‬المتعلق بالحق في الحصول على المعلومة‪ ،40‬حيث‬
‫جاء في المادة ‪ 10‬منه "أن الهيئات المعنية في حدود اختصاصها أن تقوم في حدود اإلمكان‪،‬‬
‫بنشر الحد األقصى من المعلومات التي بحوزتها والتي ال تندرج ضمن االستثناءات في ھذا‬
‫القانون‪ ،‬بواسطة جميع وسائل النشر المتاحة خاصة اإللكترونية منها‪ ،‬بما فيها البوابات‬

‫‪ 39‬الفصل ‪ 27‬من الدستور المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 40‬القانون ‪ 31.13‬المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.18.15‬الصادر في‬
‫‪ 5‬جمادى الثانية ‪ 22( 1439‬فبراير ‪ )2018‬جريدة رسمية عدد ‪ 6655‬بتاريخ ‪ 23‬جمادى األخرة ‪ 12( 1439‬مارس‬
‫‪ )2018‬ص ‪.1438‬‬
‫‪27‬‬
‫الوطنية للهيئات العمومية"‪ ،‬وھذا ما سعت الدولة إلى تحقيقه‪ ،‬والذي من شأنه أن يكرس‬
‫مبدأ الشفافية ويضع قطيعة مع زمن السرية والكتمان وحجب المعلومات على المواطنين‪.41‬‬

‫كما نجد الفصل السادس من نفس الدستور أكد في فقرته الثانية على أن تعمل السلطات‬
‫العمومية على توفير الظروف التي تمكن من تعميم الطابع الفعلي لحرية المواطنات‬
‫والمواطنين‪ ،‬والمساواة بينهم‪ ،‬ومن مشاركتهم في الحياة السياسية واالقتصادية والثقافية‬
‫واالجتماعية‪ ،42‬ومنه فما يمكن استخالصه من ھذا الفصل ھو إقرار مبدأ المساواة بين‬
‫المواطنين وتمكينهم من اإلطالع بالشأن العام‪ ،‬إذ تعتبر ھذه الخطوة مهمة في المسار‬
‫الديمقراطي‪ ،‬وبالتالي فإن ھذه المساواة تجد تحقيقها الفعلي في التعامل اإللكتروني لإلدارات‬
‫والجماعات الترابية مع مرتفيقيها‪ ،‬إذ تهدف إلى محاباة المحسوبية والزبونية‪ ،‬وتقلل من‬
‫الفساد اإلداري‪ ،‬وتعمل على تجاوز البيروقراطية‪ ،‬وأشكال التعامل التقليدية التي من شأنها‬
‫أن تؤدي إلى التمييز والتفرقة بين المرتفقين‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬امحلاية املدنية‬


‫عمل القانون المدني المغربي على حماية اإلدارة الرقمية‪ ،‬وذلك من خالل صدور القانون‬
‫‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،43‬والذي جاء بمجموعة من‬
‫المستجدات لحماية المعطيات في حالة التعامل اإللكتروني مع اإلدارة‪ ،‬إذ أقر االعتراف‬
‫الصريح بالكتابة اإللكترونية كشكلية النعقاد التصرفات القانونية الشكلية‪ ،‬ونظم العقود‬
‫المبرمة بكشل إلكتروني‪ ،‬إذ يمكن للجماعات الترابية أن تقوم بإبرام عقود من ھذا القبيل‪،‬‬
‫إضافة إلى إضفائه الحجية والمصداقية على الكتابة اإللكترونية أو الوثيقة اإللكترونية‬

‫‪ 41‬سمير صمري‪ ،‬حماية الحق في المعلومة وفق القانون الدولي والمغربي دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬سال‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2018/2017‬‬
‫ص ‪.249‬‬
‫‪ 42‬الفصل السادس من الدستور المغربي لسنة ‪ ،2011‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 43‬القانون رقم ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪1.07.129‬‬
‫الصادر في ‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30( 1428‬نوفمبؤ ‪)2007‬؛ جريدة رسمية عدد ‪ 5584‬لسنة ‪ 2007‬ص‪.3879‬‬
‫‪28‬‬
‫كوسيلة لإلثبات سواء كانت عرفية أو رسمية‪ ،‬وما إلى ذلك من الموضوعات المرتبطة‬
‫كتنظيم التوقيع اإللكتروني وتأمينه والمصادقة عليه والتقشير‪.44‬‬

‫كما تم تنظيم المعامالت اإللكترونية بصدور القانون ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشأن‬
‫المعامالت اإللكترونية‪ ،‬الذي يهدف إلى تحديد النظام المطبق على خدمات الثقة بشأن‬
‫المعامالت اإللكترونية‪ ،‬وعلى وسائل التشفير وتحليل الشفرات وكذا العمليات المنجزة من‬
‫قبل مقدمي خدمات الثقة والقواعد الواجب التقيد بها‪ ،‬من قبل ھؤالء ومن قبل أصحاب‬
‫الشهادات اإللكترونية‪ ،45‬كما تم التنصيص في ھذا اإلطار على أن يعهد للسلطة الوطنية‬
‫لخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية بمهام تحديد المعايير والدالئل المرجعية المطبقة‬
‫على خدمات الثقة‪ ،‬واتخاذ التدابير الالزمة لتدبيرھا‪ ،‬باعتماد مقدمي خدمات الثقة المؤھلة‬
‫ومراقبة أنشطتهم‪ ،‬المراقبة البعدية لمقدمي خدمات الثقة غير المعتمدين‪ ،‬وأيضا اقتراح‬
‫مشاريع النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بخدمات الثقة بشأن المعامالت‬
‫اإللكترونية‪.46‬‬

‫كما صدر القانون ‪ 09.08‬المتعلق بحماية األشخاص الطبيعية أمام المعالجة المعلوماتية‬
‫للمعطيات الشخصية‪ ،47‬إذ يطبق ھذا األخير على المعالجة اآللية الكلية أو الجزئية للمعطيات‬
‫ذات الطابع الشخصي وكذا على المعالجة غير اآللية للمعطيات ذات الطابع الشخصي‬
‫الواردة أو المرتقب ورودھا في ملفات يدوية‪.‬‬

‫وبهذا يمكن القول أن المشرع المغربي عمل جاھدا على مواكبة التطور الهائل والمتسارع‬
‫الذي عرفته وسائل اإلتصال الحديثة نتيجة الثورة الرقمية التي عرفتها البالد‪ ،‬لذلك أقر‬

‫‪ 44‬أحمد أدريوش‪ ،‬أصول ومبادئ المقتضيات المدنية المتعلقة بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية مقارنة بين قانون‬
‫اإللتزامات والعقود والقانون المدني الفرنسي‪ ،‬منشورات سلسلة المعرفة القانونية‪ ،‬مطبعة األمينة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪ ،2019‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 45‬المادة األولى من القانون ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.20.100‬صادر في ‪ 16‬جمادى األولى ‪ 31( 1442‬ديسمبر ‪ )2020‬جريدة رسمية عدد ‪ 6951‬بتاريخ ‪ 27‬جمادى األولى‬
‫‪ 11( 1442‬يناير ‪ )2021‬ص ‪.271‬‬
‫‪ 46‬المادة ‪ 52‬من القانون ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 47‬القانون ‪ 09.08‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف‬
‫رقم ‪ 1.09.15‬الصادر في ‪ 22‬من صفر ‪ 18( 1430‬فبراير ‪ )2009‬جريدة رسمية عدد ‪ 5711‬بتاريخ ‪ 27‬صفر ‪1430‬‬
‫(‪ 23‬فبراير ‪ )2009‬ص ‪.552‬‬
‫‪29‬‬
‫حماية خاصة بهذا المجال وذلك بإصدار مجموعة من القوانين التي تنظم ھذا المجال‪ ،‬إذ‬
‫أعطى القانون ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية طابعا خاصا‪ ،‬وأحدث‬
‫تغييرا كبيرا على النظرية العامة لإللتزامات والعقود‪ ،‬وخاصة نظرية العقد‪ ،‬وذلك بدعم‬
‫العقود اإللكترونية‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬امحلاية اجلنائية‬


‫يلعب القانون الجنائي دورا مهما في إرساء حماية قانونية مهمة لبرامج الحاسوب‪ ،‬إذ ھو‬
‫الذي يكفل لها سدا منيعا ضد االنتهاكات‪ ،‬وإن لم يكن األمر كما ھو عليه حاليا‪ ،‬فلم ير‬
‫المشرع الجنائي في بادئ األمر أي حاجة في إفراد االعتداءات التي تطال البرامج‬
‫ومعطياتها بقواعد وتدابير خاصة‪ ،‬وتم االكتفاء بالنصوص التقليدية‪ ،‬وقد حاول الفقه‬
‫والقضاء‪ ،‬تطويع ھذه القواعد الكالسيكية لنصوص القانون الجنائي لتطبيقها في مجال حماية‬
‫البرامج‪ ،‬لكن الواقع كشف عن ضرورة تدخل تشريعي سريع‪ ،‬بإيجاد أنظمة قانونية جديدة‬
‫تستوعب ھذه الظواھر الحديثة‪.48‬‬

‫وبهذا نجد أن التشريع المغربي تأثر بشكل كبير في اآلونة األخيرة بالتحول الرقمي‪ ،‬لذا كان‬
‫من الضروري توفير حماية جنائية فعالة لبرامج وأنظمة الحاسوب وكذا أساليب المعالجة‬
‫اآللية للمعطيات لسد الفراغ القانوني في ھذا النوع الجديد من اإلجرام‪ ،‬إذ تم تحديد األفعال‬
‫المجرمة في الشكل اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬الدخول عن طريق االحتيال إلى نظام للمعالجة اآللية للمعطيات‪ ،‬إذ يتمثل ھذا الجرم في‬
‫مختلف عمليات النفاذ أو االقتحام سواء عبر ربط مقرصن أو ولوج لبرنامج دون أھلية أو‬
‫معاينة لجدادات دون ترخيص‪ ،49‬إذ نصت المادة ‪ 607-3‬على أنه‪" :‬يعاقب بالحبس من‬
‫شهر إلى ثالثة أشهر‪ ،‬وبالغرامة من ‪ 2 000‬إلى ‪ 10 000‬درھم أو بإحدى ھاتين العقوبتين‬
‫فقط‪ ،‬كل من دخل إلى مجموع أو بعض نظام المعالجة اآللية للمعطيات عن طريق‬

‫‪ 48‬بشرى النية‪ ،‬الحماية القضائية لبرامج الحاسوب‪ ،‬منشورات جمعية نشر المعلومة القانونية والقضائية سلسلة األبحاث‬
‫والدراسات‪ ،‬العدد ‪ ،10‬مطبعة إليت‪ ،‬الرباط‪ ،‬مارس ‪ ،2009‬ص‪.110 :‬‬
‫‪ 49‬سي محمد البقالي‪ ،‬قراءة في القانون ‪ 07.03‬من مجموعة القانون الجنائي المغربي المتعلق بجرائم المس بنظم المعالجة‬
‫اآللية للمعطيات‪ ،‬مجلة المالية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬شتنبر ‪ ،2006‬ص ‪.30‬‬
‫‪30‬‬
‫االحتيال"‪ .50‬وھو نفس المنحى الذي سار عليه المشرع الجنائي الفرنسي في المادة ‪1/323‬‬
‫إذ جعل الدخول غير المرخص به جرما‪.‬‬
‫‪ ‬البقاء في نظام المعالجة اآللية للمعطيات ثم الدخول إليه عن طريق الخطأ‪ ،‬والمقصود‬
‫ھنا ھو مجموع حاالت االرتباط أو اإلطالع وما شابهها من الحاالت غير العادية عندما‬
‫يدرك القائم بها بأن بقاءه فيها يعتبر أمرا غير عادي‪ ،51‬إذ يعاقب بالحبس من شهر إلى ثالثة‬
‫أشعر والغرامة من ‪ 2000‬إلى ‪ 10000‬درھم أو بإحدى ھاتين العقوبتين من بقي في نظام‬
‫المعالجة اآللية للمعطيات أو في جزء منه‪ ،‬من كان قد دخوله عن طريق الخطأ وھو غير‬
‫مخول له حق دخوله‪ ،‬كما تضاعف العقوبة المذكورة إذا نتج عن ذلك حذف أو تغيير‬
‫المعطيات المدرجة في نظام المعالجة اآللية للمعطيات أو اضطراب في سيره‪.52‬‬
‫‪ ‬عرقلة سير نظام المعالجة اآللية للمعطيات وإحداث خلل فيه‪ ،‬إذ ال يمكن تجريم فعل‬
‫العرقلة إال إذا عمد ال فاعل إلى اقترافه عن بينة واختيار‪ ،‬دون احترام لحق الغير‪ ،‬وإذا كان‬
‫الركن المادي لمرتكب ھذا الفعل يتمثل في واقعة العرقلة‪ ،‬فإنه ليس من الضروري لركنه‬
‫المعنوي إيجاد الدليل إلثبات نية اإلساءة‪ ،‬وفيما يتعلق بإحداث خلل‪ ،‬فهو مالزم لفعل العرقلة‪،‬‬
‫ذلك لتشابههما في ركنيهما المادي والمعنوي وإن كانا يختلفان في نظيره المادي‪.53‬‬
‫‪ ‬المس بالمعطيات أو بطريقة معالجتها أو إرسالها؛ وذلك إما عن طريق إدخال معطيات‬
‫في نظام المعالجة اآللية للمعطيات‪ ،‬أو إتالف أو حذف للمعطيات المدرجة في النظام‬
‫المذكور‪ ،‬أو عن طريق تغيير المعطيات المدرجة أو تغيير طريقة إرسالها‪ ،‬إذ ان ھذه الجنحة‬
‫ال تقوم إال بتوفر القصد باإلضرار وخارج العمل المرخص به من أجل تغيير النظام‪.54‬‬

‫‪50‬المادة ‪ 607‬من القانون رقم ‪ 07.03‬المتعلق بالجرائم المتعلقة بنظم المعالجة اآللية للمعطيات الصادر بتنفيده ظهير رقم‬
‫‪ 197.03.1‬بتاريخ ‪ 16‬رمضان ‪ 11 ( 1424‬نوفمبر ‪) 2003‬؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 5171‬بتاريخ ‪ 27‬شوال ‪22( 1424‬‬
‫ديسمبر ‪ ،) 2003‬ص ‪.4284‬‬
‫‪ 51‬سي محمد البقالي‪ ،‬ضبط وحماية اإلتصاالت اإللكترونية بالمغرب‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪،‬‬
‫جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية عين الشق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2011/2010‬‬
‫ص ‪.301‬‬
‫‪ 52‬المادة ‪ 607‬من القانون ‪ 07.03‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 53‬سي محمد البقالي‪ ،‬قراءة في القانون ‪ 07.03‬من مجموعة القانون الجنائي المغربي المتعلق بجرائم المس بنظم المعالجة‬
‫اآللية للمعطيات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ 54‬سي محمد البقالي‪ ،‬محاضرات ألقيت لفائدة طلبة ماستر العلوم اإلدارية والمالية‪ ،‬مادة اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬الفوج السادس‪،‬‬
‫جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية السويسي‪ ،‬بتاريخ ‪.2022/03/09‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ ‬تزوير أو تزييف وثائق المعلوميات مهما كان شكلها وذلك بهذف إلحاق ضرر بالغير‬
‫أو استعمالها مزورة أو مزيفة عن بينة واختيار‪ ،‬وفي ھذا اإلطار أقر المشرع المغربي‬
‫عقوبة الحبس من سنة إلى خمس سنوات وبالغرامة من ‪ 10000‬إلى ‪ 1000000‬درھم كل‬
‫من زور أو زيف وثائق المعلوميات أيا كان شكلها إذا كان من شأن التزييف أو التزوير‬
‫إلحاق الضرر بالغير ‪ ،‬كما تطبق ذات العقوبة على كل من استعمل ھذه األخيرة وھو يعلم‬
‫ألنها مزورة‪.55‬‬
‫‪ ‬صنع أو تمثل أو حيازة أو إعداد أو توفير تجهيزات أو برامج معلوماتية أو معطيات‪،‬‬
‫وتسخيرھا الرتكاب الجرائم السالفة أو التخلي عنها للغير أو وضعها رھن اشارته‪ ،‬إذ ينص‬
‫القانون الجنائي في فصله ‪10‬ـ‪ 607‬على عقوبة الحبس من سنتين إلى خمس سنوات‬
‫والغرتمة من ‪ 50000‬إلى ‪ 20000000‬درھم لكل من قام باألفعال السابقة‪.56‬‬

‫وتجدر اإلشارة في ھذا اإلطار إلى أن المشرع الجنائي قد عمل على توسيع دائرة العقوبات‬
‫المتعلقة بالمس بنظم المعالجة اآللية للمعطيات لتشمل كل من ساھم أو شارك أو ساعد على‬
‫قيام ھذه الجريمة‪ ،‬وذلك استنادا إلى الفصول ‪ 128‬و ‪ 129‬و‪ 130‬من القانون الجنائي إذ يتم‬
‫معاقبة كل مساھم أو مشارك بنفس عقوبة الفاعل األصلي في الجريمة‪.57‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬الإطار املؤسسايت ل إلدارة الرمقية للجامعات الرتابية‬


‫تجد اإلدارة الرقمية للجماعات الترابية أساسها المؤسساتي في الدعم الكبير الذي يوجه لها‬
‫من قبل المؤسسة الملكية‪ ،‬من خالل الخطب والرسائل الملكية‪ ،‬ثم المهام المنوطة بالمديرية‬
‫العامة للجماعات الترابية‪ ،‬ومنه سيتم التطرق في ھذا الفرع إلى دور المؤسسة الملكية في‬
‫تدعيم اإلدارة الرقمية (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم المديرية العامة للجماعات الترابية ودورھا في‬
‫فتح ورش الرقمنة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ 55‬الفصل ‪7‬ـ‪ 607‬من القانون ‪ ،07.03‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 56‬سي محمد البقالي‪ ،‬ضبط وحماية اإلتصاالت اإللكترونية بالمغرب‪ ،‬ص ‪.302‬‬
‫‪ 57‬الفصول ‪ 130 ،129 ،128‬من القانون الجنائي الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.59.413‬الصادر في ‪ 28‬جمادى‬
‫الثانية ‪ 1382‬الموافق ل (‪ 26‬نونبر ‪ )1962‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2640‬مكرر بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪ 5( 1383‬نونبر ‪،)1963‬‬
‫ص ‪.1253‬‬
‫‪32‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬دور املؤسسة امللكية يف تدعمي الإدارة الرمقية‪:‬‬
‫تلعب المؤسسة الملكية دور أساسي في تدعيم تفعيل ورش اإلدارة الرقمية‪ ،‬وذالك من خالل‬
‫الخطابات التي يوجهها الملك في العديد من المناسبات‪ ،‬حيث جاء في خطاب افتتاح‬
‫التشريعية األولى من الوالية التشريعية العاشرة‪" :‬إن الهدف الذي يجب أن تسعى إليه كل‬
‫المؤسسات‪ ،‬ھو خدمة المواطن‪ ،‬وبدون قيامها بهذه المهمة‪ ،‬فإنها تبقى عديمة الجدوى‪ ،‬بل‬
‫ال مبرر لوجودھا أصال‪ .‬وقد ارتأيت أ ن أتوجه إليكم اليوم‪ ،‬ومن خاللكم لكل الهيئات المعنية‪،‬‬
‫وإلى عموم المواطنين‪ ،‬في موضوع بالغ األھمية‪ ،‬ھو جوھر عمل المؤسسات‪ .‬وأقصد ھنا‬
‫عالقة المواطن باإلدارة‪ ،‬سواء تعلق األمر بالمصالح المركزية‪ ،‬واإلدارة الترابية‪ ،‬أو‬
‫بالمجالس المنتخبة‪ ،‬والمصالح الجهوية للقطاعات الوزارية‪ ...‬فالغاية منها واحدة‪ ،‬ھي‬
‫تمكين المواطن من قضاء مصالحه‪ ،‬في أحسن الظروف واآلجال‪ ،‬وتبسيط المساطر‪،‬‬
‫وتقريب المرافق والخدمات األساسية منه"‪ .58‬ومنه فإن الخطوة األولى في اإلصالح‬
‫اإلداري تكمن في اعتماد إدارة رقمية تعمل على تقريب الخدمات األساسية من المواطن‪،‬‬
‫وتبسيط المساطر وضمان جودة ومصدقية الخدمات‪.‬‬

‫كما أكد الملك في الرسالة الملكية الموجهة إلى أشغال المناظرة الوطنية المنظمة من طرف‬
‫كتابة الدولة المكلفة بالبريد وتقنيات اإلتصال واإلعالم أنه‪" :‬سيظل إصالح اإلدارة العمومية‬
‫وعصرنتها من بين الرھانات الرئيسية التي يطرحها تقدم بالدنا‪ ،‬إذ يتعين أن نوفر ألجهزتنا‬
‫ما يلزم من أدوات تكنولوجية عصرية بما فيها األنترنيت لتمكينها من اإلنخراط في الشبكة‬
‫العالمية وتوفير خدمات أكثر جودة لمتطلبات األفراد"‪ .‬إذ توقعت الرسالة الملكية أن عالم‬
‫األلفية الثالثة سيتسم بالذكاء الرقمي‪ ،‬كمصدر للثورة االقتصادية والرفاھية االجتماعية‪،‬‬

‫‪ 58‬مقتطف من خطاب ‪ 14‬أكتوبر ‪ 2016‬بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية األولى من الوالية التشريعية‬
‫العشرة‪ ،‬مقتطفات من الخطب الملكية السامية للملك محمد السادس‪ ،‬الموجهة لتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‬
‫والتأسيس لعالقة جديدة بين اإلدارة و المرتفقين‪ ،‬منشور بالموقع الرسمي لوزارة اإلقتصاد والمالية‬
‫‪ https://www.mmsp.gov.ma/‬تاريخ اإلطالع عليه ‪ ،2022/03/27‬على الساعة ‪.14:41‬‬
‫‪33‬‬
‫وأھمية تطوير شبكة معلوماتية تربط اإلدارة بكل الفعاليات من أجل تبادل المعلومات‬
‫والمعطيات‪.59‬‬

‫وانطالقا مما سبق‪ ،‬يتضح أن السعي نحو استخدام الكفاءة التكنولوجية في الجماعات الترابية‬
‫شيء ال غنى عنه للرفع من الجودة اإلدارية‪ ،‬نظرا لما توفره من إمكانية تخزين المعطيات‬
‫وتصنيفها حسب معايير عدة‪ ،‬وجمع اإلحصائيات والقيام باالستقراءات والبرمجة بشكل‬
‫سريع‪ ،‬كل ھذا سيساھم في القدرة على اتخاذ القرار الصحيح وتوزيعه على الهياكل التنفيذية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬املديرية العامة للجامعات الرتابية ودورها يف فتح ورش الرمقنة‬
‫تقوم المديرية العامة للجماعات الترابية بالمواكبة القانونية والتقنية والمالية للجماعات‬
‫الترابية والهيئات التابعة لها ومؤسسات التعاون بين الجماعات ومجموعات الجماعات‬
‫الترابية وتقديم الدعم لها‪ ،‬كما تناط بها بالمديرية العامة للجماعات الترابية مهمة تحضير‬
‫قرارات وزير الداخلية التي يتخذھا في إطار اختصاصاته المنصوص عليها في النصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية وتتبع تنفيذھا‪ ،‬كما تقوم بها مهمة المساھمة‬
‫في التنمية الترابية‪ ،‬بتنسيق مع القطاعات والهيئات المعنية‪.60‬‬

‫كما تقوم بمجموعة من المهام والتي نجد على رأسها تنمية الكفاءات والتحول الرقمي‪ ،‬وذلك‬
‫في إطار‪:‬‬

‫‪ ‬تقديم الدعم لتحديث الهياكل اإلدارية التابعة للجماعات الترابية ومواكبة المصالح المكلفة‬
‫بتدبير مواردھا البشرية والسهر على عصرنتها وتطوير كفاياتها؛‬
‫‪ ‬التنسيق اإلداري والبيداغوجي للمراكز ما بين الجهوية لتكوين موظفي الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬وكذا مراكز التكوين اإلداري ومعاھد التكوين التقني التابعة لوزارة الداخلية؛‬
‫‪ ‬مواكبة التحول الرقمي للخدمات المقدمة من طرف الجماعات الترابية؛‬

‫‪ 59‬موالي محمد البوعزاوي‪ ،‬تحديث اإلدارة الترابية بالمغرب نحو ترسيخ الديمقراطية وكسب رهان التنمية‪ ،‬منشورات‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ ،‬سلسلة البحث األكاديمي‪ ،‬العدد ‪ ،9‬مطبعة األمينة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2015‬ص ‪.175‬‬
‫‪ 60‬البوابة الوطنية للجماعات الترابية الجماعات الترابية‪https://www.collectivites-territoriales.gov.ma/ ،‬‬
‫تاريخ اإلطالع ‪ 2022/03/27‬على الساعة ‪.17:57‬‬
‫‪34‬‬
‫‪ ‬تدبير البوابة الوطنية للجماعات الترابية‪61‬كما تتكون المديرية العامة للجماعات الترابية‬
‫من مجموعة من المديريات‪ ،‬وأھمها مديرية تنمية الكفاءات والتحول الرقمي والتي تضم‬
‫قسم التحول الرقمي‪ ،‬وقسم تعزيز الحكامة‪ ،‬قسم الموارد البشرية للجماعات الترابية‪ ،‬وقسم‬
‫البرمجة والتكوين‪ ،‬ثم قسم ھندسة التكوين واالستشارة‪ ،‬وھي على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪62‬‬
‫خطاطة تبين الهيكل التنظيمي لمديرية تنمية الكفاءات والتحول الرقمي‬

‫كما يمكن التنويه ب الدور الذي تقوم به المديرية العامة للجماعات الترابية‪ ،‬واھميته الكامنة‬
‫في المواكبة والدعم المالي والتقني للجماعات من اجل أداء مهامها على اكمل وجه‪ ،‬وھذا‬

‫‪ 61‬البوابة الوطنية للجماعات الترابية الجماعات الترابية‪https://www.collectivites-territoriales.gov.ma/ ،‬‬


‫تاريخ اإلطالع ‪ 2022/03/27‬على الساعة ‪.18:30‬‬
‫‪ 62‬البوابة الوطنية للجماعات الترابية‪ https://www.collectivites-territoriales.gov.ma/ar/tnzym ،‬تاريخ‬
‫اإلطالع عليه ‪ 2022/03/27‬على الساعة ‪.18:41‬‬
‫‪35‬‬
‫يكمن في الدور الذي تقوم به‪ ،‬في مجال التأطير من اجل الوصول الى األھداف االستراتيجية‬
‫التي تطمح للوصول اليها والتي تندرج في إطار االستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي التي‬
‫تعمل عليها وكالة التنمية الرقمية‪.‬‬

‫إضافة إلى مجموعة من األھداف التي ترصدھا المديرية العامة وھي‪ :‬تحسين التسيير‬
‫الداخلي للجماعات عن طريق الرقمنة‪ ،‬وتحسين مناخ األعمال بالنسبة للمقاوالت‪ ،‬وتجويد‬
‫الخدمات وتحسينها لجميع المواطنين وكذلك التهيئة الرقمية لجميع المجاالت الترابية‪ ،‬وتنمية‬
‫االقتصاد الوطني‪ ،‬كما تجدر اإلشارة للدور الكبير لوباء كورنا في التسريع من وتيرة‬
‫الرقمنة‪ ،‬ھذا ما ساعد في تصور واضح من أجل وضع استراتيجية ناجعة‪ ،‬وتتكون ھذه‬
‫االستراتيجية من أربعة محاور تتعلق بنموذج الحكامة‪ ،‬بالموارد البشرية‪ ،‬بالبنية التحتية من‬
‫الناحية الرقمية وبالتطبيقات من أجل رقمة التسيير الداخلي‪.63‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬احداث واكةل التمنية الرمقية‬


‫ثم إحداث وكالة التنيمة الرقمية بموجب القانون ‪ ،61.16‬والذي يبرز مهام الوكالة والغرض‬
‫من انشائها‪ ،‬وكذا أجهزة التسيير والتنظيم المالي للوكالة الرقمية‪ ،64‬وتعتبر ھذه الوكالة‬
‫مؤسسة عمومية‪ ،‬تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي‪ ،‬وتخضع لرقابة الدولة‪،‬‬
‫أما في ما يخص المهام الموكولة إليها فقد حددتها المادة الثالثة من القانون ‪ ،61.16‬والمتمثلة‬
‫في تنفيذ استراتيجية الدولة في مجال التنمية الرقمية‪ ،‬وكذا تشجيع نشر الوسائل الرقمية‬
‫وتطوير استخدامها بين المواطنين‪ ،‬كما لها دور استشاري‪ ،‬وتمثيلي‪ ،‬إذ تمثل قوة اقتراحية‬
‫لدى الحكومة‪.65‬‬

‫‪ 63‬محمد أمين السويسي‪ ،‬مداخلة تم إلقاؤها بالندوة حول " التحول الرقمي للجماعات الترابية والتنمية المحلية"‪ ،‬وذلك يوم‬
‫الثالثاء ‪ 15‬فبراير ‪.2022‬‬
‫‪ 64‬القانون ‪ 61.16‬المحدثة بموجبه وكالة التنمية الرقمية‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.17.27‬بتاريخ ‪ 8‬ذي الحجة‬
‫‪ 30( 1438‬أغسطس ‪ )2017‬جريدة رسمية عدد ‪ 6604‬بتاريخ ‪ 23‬ذي الحجة ‪ 14( 1438‬سبتمبر ‪ )2017‬ص ‪.5058‬‬
‫‪ 65‬محمد بومديان‪ ،‬األشكاليات القانونية العتماد اإلدارة اإللكترونية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪36‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬دوافع الانتقال من الإدارة التقليدية اإىل الإدارة الرمقية ابمجلاعات‬
‫الرتابية‬
‫تعاني اإلدارة العمومية بالمغرب من العديد من اإلكراھات‪ ،‬األمر الذي دفعها إلى تبني نوعا‬
‫جديدا من التدبير‪ ،‬وأنماطا جديدة للعمل‪ ،‬إذ تسعى اإلدارة العمومية عموما والجماعات‬
‫الترابية على وجه الخصوص‪ ،‬إلى تقديم خدمات ذات جودة عالية‪ ،‬إذ تعتبر ھذه األخيرة‬
‫مكونا رئيسيا في تحسين العالقة القائمة بين الجماعة ومرتفقيها‪ ،‬وأحد العوامل التي تحدد‬
‫مدى انفتاح الجماعة على محيطها الخارجي‪.‬‬

‫وعلى الرغم من مجهودات المبدولة من قبل الجماعات الترابية في تجويد خدماتها‪ ،‬إال أنها‬
‫تواجهها مجموعة من العراقيل التي دفعت بها نحو نمط أخر لتقديم خدماتها‪ ،‬ولعل أبرز ھذه‬
‫العراقيل يتجلى في تعقد المساطر اإلدارية وطولها‪ ،‬والتي شكلت ذريعة النتشار الفساد‬
‫اإلداري (المطلب األول)‪ ،‬لذلك كان ال بد من التصدي لهذه الظاھرة والقضاء عليها من‬
‫خالل تعزيز قواعد الحكامة الجيدة والسعي وراء تحقيق تدبير ترابي جديد يرتكز على‬
‫النتائج (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب الول‪ :‬تعقد املساطر الإدارية وانتشار الفساد الإداري‬


‫إن أھم ما يميز خدمات اإلدارة التقليدية ھي كترة اإلجراءات المتبعة‪ ،‬وطول المساطر‬
‫اإلدارية وتعقيدھا‪ ،‬وكثرة الوثائق المطلوبة‪ ،‬الشيء الذي اقترن به العديد من الظواھر‬
‫االأخالقية‪ ،‬من رشوة واستغالل للنفود‪ ،‬وترسخ معه لدى فكر المرتفقين فكرة البيروقراطية‬
‫الفاسدة‪ ،‬والجماعات الترابية ھي بدورھا لم تسلم من ھذه الممارسات‪ ،‬وبالتالي حري بنا‬
‫تقسيم ھذا المطلب إلى تعقد المساطر اإلدارية بالجماعات الترابية (الفرع األول)‪ ،‬ثم رقمنة‬
‫خدمات الجماعات الترابية لمحاربة الفساد اإلداري (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع الول‪ :‬تعقد املساطر الإدارية ابمجلاعات الرتابية‬


‫كثيرا ما تنعت المساطر اإلدارة بالتعقد وطول إجراءاتها‪ ،‬والجماعات الترابية ھي األخرى‬
‫لقيت خدماتها المقدمة عائقا كبيرا متمثل في تعقد مساطرھا‪ ،‬لذلك حري بنا في ھذا الفرع‬

‫‪37‬‬
‫أن نتطرق لمظاھر تعقد المساطر اإلدارية بالجماعات الترابية (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم الحديث‬
‫عن خطو ة تبسيط المساطر اإلدارية بالجماعات الترابية (الفقرة الثانية)‪ ،‬باعتبارھا خطوة‬
‫مهمة في مسار إصالح الجماعات الترابية لخدماتها اإلدارية‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬مظاهر تعقد املساطر الإدارية‬


‫تعد المساطر اإلدارية مرآة تعكس عالقة المواطن باإلدارة‪ ،‬إذ تعتبر ھذه األخيرة إما وسيلة‬
‫لتحسين العالقة بين المواطن واإلدارة‪ ،‬أو ذريعة النتشار الفساد اإلداري‪ ،‬وذلك بتعقدھا‬
‫وبطئها في انجاز الخدمات الموكولة إليها‪ ،‬لذلك يكون لزاما على المرتفق أن يبدل جهدا‬
‫كبير مقابل الحصول على خدمة بسيطة‪ ،‬إذ يكون من جهة مضطرا على مواجهة أشكال‬
‫الضغوطات والتي تمارس عليه بفعل تعقد خدمات البيروقراطية‪ ،66‬ومن جهة أخرى تقبل‬
‫تدني الخدمة التي قد تشوبها أخطاء أو تشوبها شوائب‪.‬‬

‫عموما‪ ،‬فقد سعت وزارة إصالح اإلدارة والوظيفة العمومية إلى تحديد مجموعة من العوائق‬
‫التي يمكن أن تشوب اإلدارات والمتمثلة أساسا في‪:‬‬

‫‪ ‬إضفاء طابع السرية الشديدة‪ :‬والذي يعتبر نتيجة حتمية لغايات التواصل داخل اإلدارة‪،‬‬
‫وانغالقها من جانب واحد‪ ،‬ھذا السلوك الذي أفرزته عوامل تاريخية‪ ،‬ترجع إلى النظام‬
‫المخزني السائد قبل الحماية‪ ،‬الذي تتم ترجمته في قالب عصري بعد االستقالل دون تغيير‬
‫في نتيجته‪ ،‬التي تعني حتما بقاء مسافة بين المرتفق واإلدارة‪ ،‬ھذه المسافة تحددھا اإلدارة‬
‫حسب طبيعة وحساسية كل إدارة‪ ،67‬وذلك بطغيان ثقافة التكتم داخل اإلدارات العمومية‪،‬‬
‫مما ينتج عنه مجموعة من االختالالت التي تسجل في العالقة التي تربط اإلدارة والمتعاملين‬
‫معها‪ ،‬وكذا التعثر الملحوظ في برنامج اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ھذا اإلكراه ال ينطبق على‬
‫المغرب فقط‪ ،‬ففي فرنسا‪ ،‬اصطدمت عملية تفعيل قانون الولوج إلى الوثائق اإلدارية لسنة‬

‫‪ 66‬عبد الحافظ أدمينو‪ ،‬نظام البيروقراطية اإلدارية بالمغرب‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2002/2001‬ص ‪.3‬‬
‫‪ 67‬خالد قيلولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ 1978‬بعدة صعوبات‪ ،‬ولكن ذلك ال يحول دون أن يشكل ھذا القانون خطوة جبارة حاسمة‬
‫نحو تحديث اإلدارة‪ ،‬وتحسين عالقتها مع المتعاملين معها‪68‬؛‬
‫‪ ‬اعتماد الوسائل اإلدارية التقليدية‪ :‬إن اعتماد الجماعات الترابية في تدبيرھا على‬
‫الوسائل التقليدية من شأنه أن يفضي إلى العديد من المشاكل‪ ،‬والتي ينتج عنها نتائج سلبية‪،‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬نجد أن معظم المشاكل التي تعاني منها اإلدارة ھي ناتجة عن طبيعة‬
‫النظام السياسي‪ ،‬والذي يعتبر عنصر أساسي في تدني وضعف الخدمات‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫نجد أن العنصر البشري له دور كبير في ھذا اإلطار‪ ،‬والمتمثل في غياب الكفاءة لدى‬
‫الموظفين‪ ،‬إذ أن العديد من الموظفين ھم غير متخصيصين‪ ،‬وال يخضعون حتى بعد توظيفهم‬
‫لدورات تكوينية‪ ،‬وغالبا ما يكون اختيارھم يتم على مقياس حزبي أو طائفي‪ ،‬كل ھذا من‬
‫شأنه أن يؤدي إلى اعتماد التنفيذ االعتباطي للمعامالت وعدم التقيد بالقوانين؛‬
‫كما تعتبر البيروقراطية الشديدة أحد أوجه اإلدارة التقليدية‪ ،‬على اعتبار أن ھذه األخيرة‬
‫إلتزام شديد ومتحجر بنص القانون‪ ،‬لدرجة تؤدي إلى عرقلة المعامالت‪ ،‬والقضاء على‬
‫الهدف األساسي من وضع القوانين‪ ،‬والمتمثل أساسا في تنظيم العالقات بين األفراد داخل‬
‫المجتمع‪ ،‬وتسهيل المعامالت بين الناس‪ ،‬إال أن البيروقراطية الشديدة أبانت عن عن فراغ‬
‫كبير في التطبيق الفعلي للقانون‪ ،‬إضافة إلى ذلك فغياب المسائلة كان له دور كبير في عرقلة‬
‫سير اإلدارات وانتشار الفساد‪ ،‬وسوء التدبير المالي واإلداري‪ ،‬والعشوائية في اتخاذ‬
‫القرارات وتنفيذ المشاريع‪ ،‬ومخالفة القانون‪ ،‬وعدم فعالية األجهزة الرقابية التقليدية‪ ،‬إال أنه‬
‫في إطار اإلصالحات اإلدارية‪ ،‬لقي مبدأ المسائلة اھتماما كبيرا‪ ،‬وتم ربطه بالمحاسبة‪ ،‬على‬
‫اعتبار أنه حيث توجد السلطة توجد المحاسبة‪ ،‬إذ يسعى إلى مسائلة الجميع‪ ،‬إذ ال يستطيع‬
‫أحد التملص من نتائج سوء تدبيره‪ ،‬بمعنى أنه ال المسؤولون بالجماعات الترابية وال‬
‫المنتخبون أنفسهم يسمحون ألنفسهم أن يكونوا فوق القانون‪.69‬‬

‫‪ 68‬كبور السعداني‪ ،‬الحق في الحصول على المعلومات ودوره في تحقيق الحكامة اإلدارية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سال‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2019/2018‬‬
‫ص ‪.272‬‬
‫‪ 69‬عبد العزيز أشر قي‪ ،‬الحكامة الترابية وتدبير المرافق العمومية المحلية على ضوء مشروع الجهوية المتقدمة‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2014‬ص ‪.103‬‬
‫‪39‬‬
‫وفي نفس اليساق‪ ،‬فإن مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة يجعل المدبرون ملزمون بتحمل‬
‫مسؤوليتهم وتقديم الحساب عن صواب ونجاعة اختياراتهم‪ ،‬لهذه الغايه فهم ملزمون بإعداد‬
‫تقارير كل مرحلة على حدة‪.70‬‬
‫‪ ‬المركزية المفرطة للقرارات والموارد‪ :‬إن األزمة التي عاشتها المصالح الالممركة‪،‬‬
‫تمثلت أساسا في افتقادھا لعنصر امتالك زمام المبادرة في نطاق مجاالت تدخلها‪ ،‬فغالبا ما‬
‫يتم الرجوع إلى العاصمة إلتخاذ القرارات‪ ،‬وإلى جانب مركزية القرار ھذه‪ ،‬فإن رقابة‬
‫اإلدارة المركزية على المصالح الغير ممركزة‪ ،‬طالت حتى آليات تدبيرھا لمواردھا المادية‬
‫والبشرية‪ ،‬فغالبا ما كانت اإلدارة المركزية تتردد في تفويض التصرف في االعتمادات‬
‫المالية لفائدة المصالح الالممركزة‪ ،‬إذ أن االلتزام النهائي بالنفقات يبقى رھينا في أغلب‬
‫األحيان بالموافقة القبلية لإلدارة المركزية‪71‬؛‬
‫‪ ‬محدودية توظيف الوسائط التكنولوجية‪ :‬إذ تشكل التكنولوجيا رافعة أساسية للنهوض‬
‫باألداء اإلداري‪ ،‬خاصة وأن اإلدارة لم تعد في معزل عن التغيرات التي أحدثتها وسائل‬
‫االتصال الحديثة‪ ،‬لكن اإلدارة المغربية وإن عرفت استعماال للمعلوميات في التدبير العادي‬
‫لمصالحها‪ ،‬فإنها لم ترق إلى مصاف الدول التي تعتمد التقنيات الحديثة للتواصل‪ ،‬كوسيلة‬
‫لتقديم خدمات ذات قيمة مضافة إلى المرتفقين؛‬
‫‪ ‬إشكالية التواصل في عالقة المواطن باإلدارة‪ :‬ذلك أن عالقة اإلدارة مع المتعاملين‬
‫معها تطبعها توترات وتشنجات‪ ،‬تغذيها ھوامش واسعة من عدم الثقة واالرتياب‪ ،‬وتكاثف‬
‫مجموعة من مظاھر الخلل والقصور في العالقة بين الطرفين‪ ،‬وأول ھذه المظاھر الخلل‬
‫في عملية االستقبال داخل فصاءات اإلدارات العمومية‪ ،‬والذي غالبا ما يتواله أعوان غير‬
‫مؤھلون بما يكفي للتعامل الجيد وتدبير العالقة مع جميع فئات المرتفقين‪ ،‬مما ينعكس على‬
‫جودة االستقبال‪.72‬‬

‫‪ 70‬حمزة عيالل‪ ،‬التدبير المالي الحديث على ضوء القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪ ،‬المجلة المغربية لألنظمة القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬العدد الخاص رقم ‪ ،12‬مطبعة األمينة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2019‬ص ‪.135‬‬
‫‪ 71‬محمد ختام‪ ،‬تحديث اإلدارة العمومية المغربية والتحول الرقمي‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬دون‬
‫ذكر الجامعة والكلية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2021/2020‬ص ‪.37‬‬
‫‪ 72‬كبور السعداني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.274‬‬
‫‪40‬‬
‫ومن خالل ما سبق‪ ،‬يمكن القول التعقيد اإلداري باإلدارات المغربية والجماعات الترابية‪،‬‬
‫يتمظهر من خالل وجود مساطر إدارية متقادمة وغير مسايرة للتطور المجتمعي‪ ،‬وغياب‬
‫األطر المرجعية القانونية ألغلب المساطر‪ ،‬إضافة إلى تعدد االستمارات داخل اإلدارة‬
‫الواحدة والقطاع الواحد‪ ،‬ھذا ما يؤثر بشكل كبير على العالقة التي تربط اإلدارة بالمرتفق‪،‬‬
‫حيت تصبح حقال لتفشي المحسوبية والرشوة من جهة‪ ،‬وتنامي الشعور بعد الثقة في اإلدارة‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تبس يط املساطر الإدارية للجامعات الرتابية‬


‫يعتبر القانون ‪، 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬خطوة مهمة في‬
‫مسلسل إصالح اإلدارة‪ ،‬ونصا تشريعيا من شأن تنزيل مقتضياته‪ ،‬على أرض الواقع‪،‬‬
‫وإحداث قطيعة مع مجموعة من الممارسات السلبية التي ظلت تطبع عالقة المرتفقين‬
‫باإلدارة‪.‬‬

‫ويتوخى ھذا األخير توطيد أواصر الثقة بين اإلدارة والمرتفقين‪ ،‬والتأسيس لعالقة بينية‬
‫مستندة على مرجعية محددة تؤطر عمل المرافق العمومية بناء على مساطر دقيقة وشفافة‪،‬‬
‫تلبي انتظارات المرتفقين وتتالءم مع الممارسات الفضلى والمعايير الدولية المعتمدة في ھذا‬
‫الصدد‪ ،‬من خالل إدخال تحسينات ھامة على المساطر واإلجراءات اإلدارية لصالح جميع‬
‫فئات المرتفقين وتحفيز اإلدارة لخلق جو مالئم للتنمية ولتحسين جاذبية االستثمارات‪.73‬‬

‫وفي سياق تبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬على مستوى الجماعات الترابية تم حذف‬
‫مجموعة من الشواھد اإلدارية‪ ،‬والتي ھي من اختصاص ضابط الحالة المدنية‪ ،‬والتي لم يعد‬
‫لها وجود‪ ،‬وذلك تنفيذا لمقتضيات القانون ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر واالجراءات‬
‫اإلدارية والمتثلة في‪ :‬شهادة الزواج؛ شهادة العزوبة‪ ،‬شهادة الحياة الفردية؛ شهادة الحياة‬
‫الجماعية؛ شهادة التحمل العائلي؛ شهادة تأكيد الزواج؛ شهادة القرابة العائلية؛ شهادة الزواج‬
‫الوحيد؛ شهادة تعدد الزوجات؛ شهادة المطابقة الثبات الهوية الموحدة؛ شهادة تعدد‬

‫‪ 73‬القانون رقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪1.20.06‬‬
‫الصادر في ‪ 11‬من رجب ‪ 6 ( 1441‬مارس ‪ )2020‬جريدة رسمية عدد ‪ 6866‬بتاريخ ‪ 24‬رجب ‪ 19( 1441‬مارس‬
‫‪ ،)2020‬ص ‪.1626‬‬
‫‪41‬‬
‫الزوجات؛ شهادة عدم الطالق؛ شهادة استمرار الحياة الزوجية؛ شهادة الترمل؛ شهادة‬
‫العرف؛ شهادة اختيار اإلسم العائلي؛ شهادة اختيار األسماء الشخصية ألبوي األطفال‬
‫المتخلى عنهم أو األطفال مجهولي اإلسم؛ شهادة اختيار اإلسم الشخصي ألب الطفل مجهول‬
‫األب؛ شهادة اثبات الخطأ المادي أو الجوھري؛ شهادة اإلراثة؛ شهادة الزوجة الوحيدة؛‬
‫شهادة مطابقة ھوية المتوفى‪.74‬‬

‫كما جاء القانون ‪ 55.19‬بمجموعة من المستجدات التي تؤطر العالقة بين اإلدارة والمرتفق‬
‫لقضاء أغرا ضهم في أحسن ظروف واآلجال وفق مساطر مبسطة ومعقولة‪ ،‬وبهذا نجد أن‬
‫ھذا القانون حمل في طياته مجموعة من المستجدات والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ o‬تحديد المبادئ العامة المنظمة للعالقة التي تجمع اإلدارة بالمرتفق؛‬


‫‪ o‬جرد وتصنيف وتوثيق جميع القرارات اإلدارية وتدوينها في مصنفات؛‬
‫‪ o‬اعتماد التبادل الرقمي للوثائق والمعلومات بين اإلدارات؛‬
‫‪ o‬تحديد آجال لإلدارات للرد على جميع طلبات المرتفقين المتعلقة بالقرارات اإلدارية؛‬
‫‪ o‬اعتبار سكوت اإلدارة بمثابة موافقة مع ضمان حق تقديم الطعون اإلدارية؛‬
‫‪ o‬إحداث اللجنة الوطنية لتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية تحت رئاسة رئيس‬
‫الحكومة؛‬
‫‪ o‬إحداث البوابة الوطنية للمساطر واإلجراءات اإلدارية التي تنشر فيها وجوبا مصنفات‬

‫القرارات اإلدارية؛‬

‫‪ o‬رقمنة المساطر واإلجراءات المتعلقة بالقرارات اإلدارية داخل أجل خمس سنوات من‬
‫تاريخ دخول القانون حيز التنفيذ‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬رمقنة خدمات امجلاعات الرتابية حملاربة الفساد الإداري‬


‫تعتبر رقمنة الخدمات الجماعات الترابية خطوة أساسية في محاربة أشكال الفساد اإلداري‪،‬‬
‫وذلك من خالل التصدي ألنواع الفساد الذي تشهده الجماعات الترابية من خالل فساد‬

‫‪ 74‬الئحة الشواهد اإلدارية التي تم حذفها في إطار القانون ‪ 55.19‬منشور بالموقع الرسمي لجماعة دمنات إقليم أزيالل‬
‫‪ http://commune-demnate.ma/‬تاريخ اإلطالع عليه ‪ 1‬أبريل ‪ ،2022‬على الساعة ‪.15:53‬‬
‫‪42‬‬
‫موظفيها (الفقرة األولى)‪ ،‬والعمل على إدخال الرقمنة كوسيلة لمحاربة أنواع الفساد اإلداري‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬فساد املوظف امجلاعي‬


‫يمكن مقاربة الفساد اإلداري من خالل زاويتين متداخلتين‪ ،‬وھما الزاوية السلوكية والزاوية‬
‫المؤسساتية‪ ،‬فمن منظور المقاربة السلوكية يمكن القول أن الفساد سلوك إجرامي‪ ،‬ألشخاص‬
‫يستغلون الوظيفة العامة من أجل تحقيق مكاسب خاصة‪ ،‬إذ ينمو الفساد وفي ظل الظالم بدل‬
‫النور‪ ،‬وا إلبهام بدل الوضوح‪ ،‬أما المقاربة المؤسساتية‪ ،‬فهي تنظر للفساد كمؤسسة قائمة‬
‫الذات وإن أتاھا فرد بشكل مستقل أو متواطئ‪.75‬‬

‫ومنه يمكن تعريف الفساد اإلداري استغالل الموظف سلطته الوظيفية واالنحراف عن‬
‫القواعد والقوانين والقيم التي تحكمها لتحقيق غايات غير التي تهدف إليها أو لتحقيق مصلحة‬
‫خاصة‪ ،76‬فقد عرفته منظمة الشفافية العالمية للفساد‪ ،‬بأنه‪" :‬السلوك الذي يمارسه المسؤولون‬
‫في القطاع العام أو القطاع الحكومي سواء كانوا سياسيين أو موظفين مدنيين بهدف إثراء‬
‫أنفسهم أو أقربائهم بصورة غير قانونية ومن خالل إساءة استخدام السلطة الممنوحة لهم"‪،77‬‬
‫كما عرفه صندوق النقد الدولي بأنه‪" :‬عالقة األيدي الطويلة التي تهدف استحصال الفوائد‬
‫من ھذا السلوك من طرف شخص واحد أو مجموعة ذات عالقة بين األفراد"‪ ،‬أما القانون‬
‫‪ 46.19‬المتعلق بالهيئة الوطنية للنزاھة والوقاية من الرشوة‪ ،‬فقد عرفه بأنه‪" :‬إحدى جرائم‬
‫الرشوة أو استغالل النفوذ أو االختالس أو الغدر وكل جريمة من جرائم الفساد األخرى‬
‫الواردة في التشريعات الخاصة‪"78.‬‬

‫‪ 75‬محمد براو‪ ،‬األجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة ودورها في التنمية وبناء الدولة ـمن منظور عالمي مقارن وعلمي‪،‬‬
‫الجزء األول‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة ‪ ،2020‬ص ‪.398‬‬
‫‪ 76‬عبد الناصر حيدر علي العمري‪ ،‬مرجع سابق‪.63 ،‬‬
‫‪ 77‬محمد بوجيدة‪ ،‬دور الهيئات الوطنية في نشر ثقافة الحكامة الجيدة لتدبير الشأن العمومي ومكافحة الفساد‪ ،‬منشورات المجلة‬
‫المغربية لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬العدد الخاص ‪ 21‬بعنوان‪ :‬حكامة التدبير العمومي‪ ،‬مطبعة األمينة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،2020‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 78‬القانون ‪ 46.19‬المتعلق بالهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.21.36‬صادر‬
‫في ‪ 8‬رمضان ‪ 21( 1442‬أبريل ‪ )2021‬جريدة رسمية عدد ‪ 6986‬بتاريخ فاتح شوال ‪ 13( 1442‬ماي ‪ ،)2021‬ص‬
‫‪.3388‬‬
‫‪43‬‬
‫أما الموظف العمومي فقد عرفه المشرع المغربي على أنه‪" :‬يعد موظفا عموميا كل شخص‬
‫يعين في وظيفة غير قارة ويرسم في إحدى رتب السلم اإلداري الخاص بأسالك اإلدارة‬
‫التابعة للدولة‪"79.‬‬

‫غير أن القانون الجنائي وسع من مفهوم الموظف العمومي‪ ،‬حيث اعتبره كل من يمارس‬
‫سلطة عامة‪ ،‬أو يكلف بوظيفة مرفق عام‪ ،‬أو يتولى نيابة عمومية‪.‬‬

‫وفساد الموظف الجماعي يتمظهر من خالل قيامه بمجموعة من الممارسات‪ ،‬والتي صنفها‬
‫القانون الجنائي من الجرائم اإلدارية الخطيرة‪ ،‬والتي ينكن ذكرھا كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬جريمة اإلختالس‪ :‬وتتحقق ھذه الجريمة على مال الدولة وتتخذ مجموعة من الصور‬
‫منها التبديد‪ ،‬واالختالس‪ ،‬اإلخفاء‪ ،‬االحتجاز‪ ،80‬وتتطلب جرائم اإلختالس صفة خاصة فيمن‬
‫يرتكبها‪ ،‬وتتمثل ھذه الصفة أساسا في الموظف العمومي والقاضي‪ ،‬إذ يتمثل ركنها المادي‬
‫في تصرف الموظف العمومي في األموال واألشياء المنقولة أو الموضوعة تحت يده‪،‬‬
‫تصرفا ماديا أو قانونيا‪ ،‬بحيث يظهر المال بمظهر المالك‪ ،‬أو اخفاء المال بإنكار وجوده‪ ،‬أو‬
‫احتجازه بدون وجه حق‪ ،‬إذ يتحقق بذلك اإلبقاء على الشيء وعدم التصرف فيه في المدة‬
‫التي يحددھا القانون‪ .81‬أما محل االختالس فقد أورده المشرع الجنائي على سبيل الحصر‬
‫"‪ ...‬أمواال عامة أو خاصة أو سندات تقوم مقامها أو حججا أو عقود أو منقوالت"‪.‬‬
‫وباالتالي إذا لم يكن المال موجودا في حيازة الموظف بسبب وظيفته‪ ،‬فال يعتبر مرتكبا‬
‫لجريمة االختالس‪.‬‬
‫‪ ‬جريمة الغذر‪ :‬خصص القانون الجنائي المغربي الفصلين ‪ 243‬و ‪ ،244‬إذ ينص "يعد‬
‫مرتكبا للغدر‪ ....،‬كل قاض أو موظف عمومي طلب أو تلقى أو فرض أو أمر بتحصيل ما‬
‫يعلم أنه غير مستحق‪ ،‬أو أنه يتجاوز المستحق‪ 82"...‬ويتمثل الركن المادي لجريمة الغذر‬

‫‪ 79‬الفصل الثاني من ظهير ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬بمثابة قانون بشأن النظام األساسي العام للوظيفة العمومية‪.‬‬
‫‪ 80‬الفصل ‪ 241‬من مجموعة القانون الجنائي الصدر بتنفيذه الظهير الشريف ‪ 1.59.413‬صادر في ‪ 28‬جمادى الثانية ‪1382‬‬
‫(‪ 26‬نونبر ‪ )1962‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2640‬مكرر بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪5( 1383‬يونيو ‪ ،)1963‬ص ‪.1253‬‬
‫‪ 81‬المختار اعمرة‪ ،‬المساءلة الجنائية للموظف العمومي عند إخالله بإلتزاماته القانونية‪ ،‬المجلة المغرية لألنظمة القانونية‬
‫والسياسية‪ :‬حكامة التدبير العمومي‪ ،‬العدد الخاص رقم ‪ ،21‬السنة ‪ ،2020‬ص ‪.101‬‬
‫‪ 82‬المادة ‪ 243‬من مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫في الطلب أو التلقي سواء كان صريحا أو ضمنيا‪ ،‬أو فرض أوامر بالتحصيل‪ ،‬إذ يهدف ھذا‬
‫النص إلى محاربة الفساد الذي قد يرتكبه والموظفون العموميون‪ ،‬وخصوصا كبارھم‪،‬‬
‫إضافة إلى ذلك يكون موضوع التحصيل عبئا ماليا غير مستحق‪ ،‬وتشمل ھذه األعباء‬
‫الضرائب والرسوم والغرامات وغيرھا‪ .‬أما ركنها المعنوي فيتمثل في العلم اليقيني أنها غير‬
‫مستحقة "‪ ...‬ما يعلم أنه غير مستحق‪ ،"...‬فجريمة الغدر تدخل في صنف الجرائم العمدية‬
‫وذلك الكتفاء قيامها بتوفر القصد الجنائي العام دون حاجة إلى القصد الجنائي الخاص‪.83‬‬
‫‪ ‬جريمة الرشوة‪ :‬إذ تعد الرشوة من أبلغ أنواع الفساد وأخطر أمراض العصر التي‬
‫تصيب الوظيفة العمومية فهي سلوك يمس بهبة الدولة ومصداقيتها‪ ،‬ويضيع مصلحة الدولة‬
‫برمتها‪ ،‬إذ ينص الفصل ‪ 248‬من القانون الجنائي أنه‪" :‬يعد مرتكبا لجريمة الرشوة من طلب‬
‫أو قبل عرضا أو وعدا أو طلب أو تسلم ھبة أو ھدية أو أية فائدة أخرى‪ 84"..‬والصفة الخاصة‬
‫بهذه الجريمة ھي أن يكون الجاني موظف عمومي بمفهومه الجنائي الوارد في الفصل ‪224‬‬
‫من نفس القانون‪ ،‬أما الركن المادي لجريمة الرشوة فبما أن الجريمة تعد من جرائم الخطر‪،‬‬
‫فإن المشرع الجنائي أورد األفعال أو األنشطة التي تتحقق بها الركن المادي في الجريمة‬
‫على سبيل الحصر (الطلب‪ ،‬القبول‪ ،‬التسليم)‪.‬‬
‫أما ركنها المعنوي لهذه األخيرة فال بد من توافر القصد الجنائي العام لدى الموظف العام‪،‬‬
‫على اعتبار الرشوة من الجرائم العمدية‪ ،‬والتي ال يتصور قيامها نتيجة خطأ كاالھمال أو‬
‫التقصير أو الرعونة‪.85‬‬

‫ومنه يمكن القول أن الجماعات الترابية لم تسلم من الفساد المذكور‪ ،‬إذ يمكن التمييز في ھذا‬
‫الصدى بين فساد الموظف الجماعي في مقام أول‪ ،‬والذي يكون راجع إلى سلوكات تتنافى‬
‫وأخالقيات الوظيفة العمومية‪ ،‬من رشوة‪ ،‬وتمييز بين المرتفقين‪ ،‬وتعقيد للمساطر‪ ،‬وتماطل‬
‫وتهاون في العمل‪ ،‬وھذا مرده إلى غياب الضمير األخالقي لدى الموظف‪ ،‬والتعود على‬
‫تفضيل مصالحه الشخصية بالدرجة األولى‪ ،‬ومن جهة أخرى يمكن تفسيره بضعف المقابل‬

‫‪ 83‬المختار أعمرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬


‫‪ 84‬الفصل ‪ 248‬من مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 85‬محمد العروصي‪ ،‬المختصر في القانون الجنائي المغربي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬القانون الجنائي الخاص‪ ،‬سجلماسة‪ ،‬مكناس‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪ ،2019‬ص ‪.107‬‬
‫‪45‬‬
‫المادي الذي يتقاضاه الموظف الجماعي الذي يدفعه إلى البحث عن مصادر أخرى غير‬
‫مشروعة للدخل تكون على حساب المصلحة العامة‪ ،‬إضافة إلى قلة الوعي األخالقي والديني‬
‫لدى الموظف الجماعي‪ ،‬وتقبل وتسامح البعض مع ھذه الممارسات الفاسدة على حساب القيم‬
‫النبيلة‪ ،‬يشجع ھذا األخير على التمادي في تصرفه‪ ،‬فضال عن ضعف الرقابة على االجهزة‬
‫العمومية‪ ،86‬رغم أنواعها‪ ،‬وفساد المنتحب في مقام ثان‪ ،‬والمعروف بالفساد السياسي‪ ،‬والذي‬
‫يكون مرده العتبارا ت سياسية‪ ،‬ھدفه األساسي الحفاظ على مكانته السياسية‪ ،‬حتى لو كان‬
‫ذلك على حساب المصلحة العامة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرمقنة كآلية ملاكحفة الفساد الإداري‬


‫تعتبر الخطة االستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد‪ ،‬خطوة مهمة اتخدتها الدولة للتصدي‬
‫ألنواع الفساد الذي ينتشر بمختلف القطاعات‪ ،‬إذ تم إعداد ھذه االستراتيجية وفق مقاربة‬
‫تشاورية بين وتشاركية بين مختلف القطاعات‪ ،‬وتجد ھذه اإلخيرة مرجعيتها األساسية في‬
‫التوجهات الملكية التي جعلت من محاربة الفساد موضوعها الرئيسي في عدة مناسبات‪ ،‬وفي‬
‫ھذا السياق أكد الملك محمد السادس على‪ ..." :‬قد أضحت مسألة مكافحة الفساد في مقدمة‬
‫االنشغاالت الملحة للمواطنين‪ ،‬ذلك أن آفة الرشوة لم تعد اليوم مجرد مشكلة داخلية لهذا البلد‬
‫أو تلك المنطقة‪ ،‬بل أصبحت معضلة ذات أبعاد دولية متداخلة مع عدة جرائم أخرى عابرة‬
‫للحدود‪ ،‬ساھمت العوملة والتقدم التكنولوجي في تعقد أمناطها وأشكالها"‪.87‬‬

‫ولتنفيذ ھذه االستراتيجة‪ ،‬تضمت عشر برامج أساسية‪ ،‬تصب في منحى واحد‪ ،‬ھدفها‬
‫األساسي التصدي ألشكال الفساد‪ ،‬كل برنامج تعمل على تنسيقه وزارة أو ھيئة معينة‪ ،‬ولعل‬
‫أھم ھذه البرامج تمثل في تحسين خدمة المواطن‪ ،‬وھو من تنسيق وزارة الداخلية‪ ،‬والذي‬
‫يضم ‪ 39‬مشروع‪ ،‬يسعى إلى تحقيق ثالث أھداف رئيسية متمثلة في‪ :‬تحسين اإلستقبال في‬

‫‪ 86‬محمد بوجيدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬


‫‪ 87‬مقتطف من الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في الدورة الرابعة لمؤتمر الدول األطراف في اتفاقية األمم المتحدة‬
‫لمكافحة الفساد (مراكش ‪ 24‬أكتوبر ‪.)2011‬‬
‫‪46‬‬
‫المرافق العمومية؛ تبسيط ونشر المساطر واالجراءات اإلدارية؛ تحسين تتبع ومعالجة‬
‫الشكايات‪.88‬‬

‫كما تضمت ھذه االستراتيجية برنامج أساسي لمكافحة الفساد‪ ،‬متمثل في رقمنة الخدمات‬
‫اإلدارية‪ ،‬والذي كان من تنسيق وزارة االستثمار والتجارة واالقتصاد الرقمي‪ ،‬تضمن ھذا‬
‫األخير ‪ 35‬مشروع‪ ،‬لتحقيق األھداف التالية‪ :‬التبادل اإللكتروني بين اإلدارات عن طريق‬
‫المنصة الحكومية للتبادل؛ وضع خدمات على الخط‪.‬‬

‫وجدير بالذكر‪ ،‬أن االستراتيجية الوطنية لمكافحة األساسي‪ ،‬تنطوي على برامج أخرى‬
‫أساسية تصب في نفس المنحى‪ ،‬وذلك عبر برنامج الشفافية والوصول إلى المعلومات‪ ،‬الذي‬
‫يجعل من نشر المعلومات ھدفه الرئيسي‪ ،‬وذلك بشتى الوسائل المتاحة‪ ،‬إضافة إلى برنامج‬
‫التواصل والتحسيس‪ ،‬الذي يعمل على نشر التوعية بين مختلف الشرائح المجتمعية لمكافحة‬
‫الفساد‪.89‬‬

‫عموما‪ ،‬يكن اعتبار الرقمنة آلية فعالة لكبح الفساد‪ ،‬وذلك عبر اقترانها بأجهزة الرقابة‪ ،‬إذ‬
‫يمكن تحديد مجموعة من الخطوات التي يتم اتخاذھا من قبل أجهزة الرقابة‪ ،‬وذلك لتحسين‬
‫القدرة على كفح الفساد وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬توضيح صالحية أجهزة الرقابة وبيان مهمتها فيما يتعلق بدورھا كمحفز لمكافحة‬
‫الفساد‪ ،‬وذلك عبر تزويد ھذه األجهزة بالنظم المعلوماتية التي تمكن من الرقابة على‬
‫الجماعات الترابية؛‬
‫‪ ‬التعزيز االستباقي للسيايات التي تشجع السلوك األخالقي في مواصلة تقديم الخدمات؛‬
‫‪ ‬العمل بنشاط على تعزيز التحسينات في نوعية الخدمات العامة؛‬
‫‪ ‬تعزيز استراتيجيات اإلبالغ واالتصال الخاصة بهذه األجهزة؛‬
‫‪ ‬رفع وعي الجمهور باألخالقيات والفساد؛‬

‫‪ 88‬االستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد‪ ،‬الصيغة المحينة‪ ،‬دجنبر ‪ ،2018‬منشور بالموقع الرسمي لوزارة إصالح اإلدارة‬
‫والوظيفة العمومية ‪ https://www.mmsp.gov.ma/‬تاريخ اإلطالع عليه ‪ 3‬أبريل ‪ 2022‬على الساعة ‪.11:13‬‬
‫‪ 89‬االستراتيجية الوطنية لكافخة الفساد‪ ،‬الصيغة المحينة‪ ،‬دجنبر ‪ ،2018‬منشور بالموقع الرسمي لوزارة إصالح اإلدارة‬
‫والوظيفة العمومية ‪ https://www.mmsp.gov.ma/‬تاريخ اإلطالع عليه ‪ 3‬أبريل ‪ 2022‬على الساعة ‪.11:30‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ ‬العمل مع أھل التربية والتعليم لتعزيز التواصل في المدارس والمنازل بشأن موضوع‬
‫الفساد‪.90‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬تعزيز قواعد احلاكمة اجليدة والتوجه حنو تدبري ترايب جديد‬
‫إن الجماعات الترابية تأثرت بشكل كبير بما حمل دستور ‪ 2011‬من قواعد تدبيرية‪ ،‬حيث‬
‫خص لها ھذا األخير بابا كامال‪ ،‬كما عملت القوانين التنظيمية للجماعات الترابية فيما بعد‬
‫على ترسيخ قواعد الحكامة الجيدة‪ ،‬والدفع بها نحو بناء تدبير ترابي جديد‪ ،‬يقوم على مبادئ‬
‫الحكامة الجيدة‪ ،‬ويهدف نحو التظلع إلى تدبير أفضل‪ ،‬لذلك سنخصص ھذا المطلب للتعرف‬
‫على معايير الحكامة الجيدة ودرھا في تحقيق الرقمنة (الفرع االول)‪ ،‬ثم تنزيل التدبير‬
‫الترابي الجديد (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع الول‪ :‬معايري احلاكمة اجليدة للجامعات الرتابية ودورها يف حتقيق الرمقنة‬
‫حمل دستور ‪ 2011‬مجموعة من القواعد والمبادئ التي تحكم المرفق العمومي‪ ،‬وھي التي‬
‫سميت بقواعد الحكامة الجيدة‪ ،‬ھذه األخيرة تم تكريسها بمقتضى القوانين التنظيمية الثالث‪،‬‬
‫ليتم تنزيلها على أرض الجماعات الترابية‪ ،‬ولعل ما يهمنا في ھذه القواعد‪ ،‬معيار الشفافية‬
‫والنزاھة (الفقرة األولى)‪ ،‬معيار ربط التواصل مع الساكنة والمشاركة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬معيار الشفافية والزناهة‬


‫يشكل كل من الشفافية والنزاھة أحد تجليات الحكامة الجيدة المنصوص عليها في الباب‬
‫الثاني عشر من دستور ‪ ،2011‬وبالتالي سيتم دراسة معيار الشفافية (أوال)‪ ،‬ثم معيار النزاھة‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫‪ 90‬محمد براو‪ ،‬األجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة ودورها في تحقيق التنمية وبناء الدولة ـمن منظور عالمي مقارن‬
‫وعلمي ـ الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.410‬‬
‫‪48‬‬
‫أول‪ :‬معيار الشفافية‬
‫تعتبر الشفافية معيار الوضوح والعالنية‪ ،‬ذلك أن ينشد الشفافية ويلزم بها المرافق العامة‪،‬‬
‫قد مكن المرتفقين من حق اإلطالع على كل ما يهمهم من معلومات وما ينفعهم‪ ،‬وكذلك‬
‫الحصول على تعليل من المرفق لكل قرار أصدره يبرز به حيثيات ودوافع اتخاذ القرار‪.91‬‬

‫ومنه يمكن القول أن تعبير الشفافية اتسع ليشمل احترام قواعد المنافسة الصريحة والحرة‬
‫مالمساواة بين جميع المواطنين أمام القانون؛ واحترام قواعد التدبير الجيد وخضوع النفقات‬
‫العمومية للتدبير واالفتحاص‪ ،‬ھذه حقوق يتعين ربطها بمتطلبات الشفافية اإلدارية‪ ،‬والمتمثلة‬
‫أس اسا في حرية االطالع على المستندات اإلدارية‪ ،‬وضرورة تعليل القرارات اإلدارية‬
‫الصادرة عن السلطات العمومية‪ ،‬واشراك مختلف الفاعلين في اتخاذ القرار‪ ،‬ونشر‬
‫المعلومة‪ ،‬وانكانية رفع التظلم لدى مؤسسة الوسيط أو لدى القضاء‪ ،‬ھاته اإلجراءات ھي‬
‫بمتابة محاولة تصالح اإلدارة بصفة عامة مع المواطن‪.92‬‬

‫عموما يمكن اعتبار الشفافية تجسيد للصراحة ومالئمة األھداف المحددة‪ ،‬لذلك فالحكامة‬
‫الجيدة تجعل من الشفافية معيارھا الرئيسي‪ ،‬الذي تقاس به حكامة المرافق العمومية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن معيار الشفافية يرتبط ارتباطا وثيقا بمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬الذي‬
‫يقوم على الوضوح‪ ،‬ويجعل من السلطة أداة مدخل إلقرار المحاسبة‪ ،‬متبنيا منهج حيث توجد‬
‫السلطة توجد المسؤولية‪ ،‬وحيث توجد المسؤولية توجد المحاسبة‪ ،‬وھذا ما أكدته التجارب‬
‫العالمية في مجال تطبيقات الشفافية والمساءلة‪ ،‬إلى أن ھناك عالقة تأثير وتأثر ذات طابع‬
‫جدلي‪ ،‬مع الرقابة بوجه عام‪ ،‬حيث يتعزز ھذا الدور بخلق بيئة مواتية من الحكامة الرشيدة‪،‬‬
‫ألن دوره جزء ال يتجزء من ھذه البيئة‪ ،‬وفي المقابل يطرح تزايد ھذا الدور مسؤولية أجهزة‬
‫الرقابة والمحاسبة من حيث استنباث الشفافية والمسائلة داخل األجهزة الخاضعة للرقابة‪.93‬‬

‫‪ 91‬محمد بومديان‪ ،‬األشكاليات القانونية العتماد اإلدارة اإللكترونية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ 92‬عبد العزيز أشرقي‪ ،‬الحكامة الترابية وتدبير المرافق العمومية المحلية على ضوء مشروع الجهوية المتقدمة‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 93‬محمد براو‪ ،‬األجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة ودورها في التنمية وبناء الدولة ـ من منظور عالمي مقارن‬
‫وعلمي ـ الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪49‬‬
‫اثنيا‪ :‬معيار الزناهة‬
‫تعرف النزاھة ب االستقامة والقيم األخالقية التي يتحلى بها الفرد‪ ،‬مثل الصدق واألمانة‬
‫والشفافية وھي أيضا كرم في األخالق التي البد منها‪ ،‬وأن يتصف بها اإلنسان أيا كان سنه‪،‬‬
‫وھي مكافحة الفساد‪.‬‬

‫والحديث عن حكامة تدبير الجماعات الترابية‪ ،‬ال يستقيم وجود توازن وتالزم بين شرط‬
‫النزاھة وشرط الجودة‪ ،‬وذلك من خالل حشد وتعبئة جميع الفاعلين‪ ،‬وجميع الفعاليات‪ ،‬بما‬
‫فيها المواطنون من أدل تحريك دوالب النظام المغربي للنزاھة جنبا إلى جنب مع إذكاء‬
‫الوعي والمعرفة بأساسيات ومعايير الجودة الشاملة بالمرافق العمومية المغربية‪ ،‬وخاصة‬
‫الجماعات الترابية‪.94‬‬

‫عموما‪ ،‬يمكن الحديث عن أربعة تحديات تعيق سياسة ترسيخ النزاھة في الجماعات الترابية‪،‬‬
‫إذ يرتبط التحدي األول بجدية اإلرادة السياسية لمحاربة الفساد واالغتناء غير المشروع‬
‫على كتف المنصب العمومي وعلى حساب المصلحة العامة‪ ،‬والتحدي الثاني‪ ،‬يرجع إلى‬
‫االختالالت والنواقص على مستوى اإلطار القانوني وضعف األداء المؤسساتي في ھذا‬
‫الشأن‪ ،‬والسيما محدودية فعالية النظام الوظني للنزاھة بوجه عام‪ ،‬وعلى مستوى المنظومة‬
‫المحاسبية بوجه خاص‪ .‬والتحدي الثالث يتمثل في القصور المسجل على مستوى الموارد‬
‫وال قدرات‪ ،‬والبطء في تفعيل مؤسسات الحكامة‪ ،‬والخلط بين تحسين الحكامة ومحاربة‬
‫الفساد‪ ،‬ثم التحدي الرابع واألخير والذي يتمثل في الصعوبات الملحوظة على مستوى إدماج‬
‫المجتمع المدني في الجهود الرسمية وكذا شيوع ثقافة التطبيع مع الفساد‪.95‬‬

‫وبالتالي فإن الحديث عن توفر النزاھة في المرافق العمومية عموما‪ ،‬والجماعات الترابية‬
‫على وجه الخصوص‪ ،‬أمر صعب‪ ،‬ألنه أصبح من المستبعد أن تجتمع كل صفات االستقامة‬
‫والتوان والجودة في الموظف في وقتنا الراھن‪ ،‬مما يدفعنا إلى التشبث بالرقمة كآلية لتحقيق‬

‫‪ 94‬محمد براو‪ ،‬من أجل حكامة رشيدة لتدبير عمومي جديد‪ :‬تشخيص للمعضالت واجتراح لمداخيل الحلول‪ ،‬منشورات‬
‫المجلة المغربية لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬حكامة التدبير العمومي‪ ،‬العدد الخاص ‪ ،21‬السنة ‪ ،2020‬ص ‪.8‬‬
‫‪ 95‬م حمد براو‪ ،‬من أجل حكامة رشيدة لتدبير عمومي جديد‪ :‬تشخيص للمعضالت واجتراح لمداخل الحلول‪ ،‬المرجع نفسه‪،‬‬
‫ص ‪.9‬‬
‫‪50‬‬
‫النزاھة‪ ،‬على اعتبار أن األنظمة المعتمدة ھي محايدة بطبيعتها‪ ،‬ال تميز بين المرتفقين‪،‬‬
‫تعمل على تقديم الخدمات بطريقة جيدة وفي وقت وجيز‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬معيار ربط التواصل مع الساكنة واملشاركة‬


‫يشكل معيار ربط التواصل مع الساكنة ومعيار المشاركة وجهان لعملة واحدة‪ ،‬حيث إن‬
‫التواصل الناجح يقوي من مشاركة الساكة واطالعهم على تدبير الشأن الترابي‪ ،‬إضافة إلى‬
‫كون جودة االتصال لها تأثير مباشر على خدمات الجماعات الترابية المقدمة للساكنة‪،‬‬
‫وبالتالي سيتم دراسة معيار التواصل مع الساكنة (أوال)‪ ،‬ثم معيار المشاركة (ثانيا)‪.‬‬

‫أول‪ :‬معيار ربط التواصل مع الساكنة‬


‫تنهج الجماعات الترابية سياسة التواصل وھي ناتجة عن الممارسة‪ ،‬وتستجيب لمتطلبات‬
‫التدبير الترابي‪ ،‬إذ أن التواصل حول السياسات الترابية والجهوية المتعلقة ببرامج وأنشطة‬
‫الجماعة الترابية المعنية يسيير انجازھا لمهامها من خالل خلق جو من الثقة بين الساكنة‬
‫والرفع من د رجة االھتمام بالشأن الترابي مما يدعم ويقوي الدور التمثيلي للمنتخبين‬
‫ومكانتهم االجتماعية‪.‬‬

‫كما يعمل التواصل على ابراز أعمال التنمية التي تقوم بها الجماعة الترابية‪ ،‬ودعم الثقافة‬
‫الديمقراطية من خالل تكوين رأي عام ترابي أو جهوي‪ ،‬وتسويق صورة للجماعة لدى‬
‫الفاعلين االقتصاديين‪.96‬‬

‫ويشمل ھذا التواصل مسألة االستقبال‪ ،‬إذ يتم المييز ھنا بين اسقبال في مقر الجماعة‪ ،‬والذي‬
‫يتطلب توفر الجماعة على وحدة إدارية أو مكتب خاص باالستقبال‪ ،‬إذ تشكل ھذه النقطة‬
‫مسألة أساسية في مجال التواصل بين المرتفقين‪.‬‬

‫ثم ھناك استقبال أو خدمات عن بعد‪ ،‬والتي تعطي إمكانية االستفادة من خدمات الجماعة‬
‫الترابية دون التنقل إلى عين المكان‪ ،‬ويتم ذلك عبر الموقع اإللكتروني لهذه الجماعة‪.‬‬

‫‪ 96‬عبد هللا حارسي‪ ،‬الحكامة الترابية على ضوء المستجدات القانونية‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪،116‬‬
‫السنة ‪ ،2022‬ص ‪.170‬‬
‫‪51‬‬
‫ليس ھناك نظام موحد تطبقه الجماعات الترابية في تقديم الخدمات المعروضة إلكترونيا‬
‫وطبيعتها‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬المعطيات الخاصة بالجهاز اإلداري للجماعات الترابية‪ ،‬والتي تضم المديرية العامة‪،‬‬
‫واألقسام والمصالح اإلدارية والمهام التي تنجزھا‪ ،‬والمرافق التابعة للجماعات الترابية‪،‬‬
‫والمساطر المتبعة لتقديم خدماتها‪ ،‬وأسماء المسؤولين عنها‪ ،‬وسبل اإلتصال بهم‪.‬‬
‫‪ ‬الخانات الخاصة بالمعامالت اإللكترونية‪ ،‬وتهم أساسا إمكانية تقديم طلبيات عبر‬
‫اإلنترنيت‪ ،‬مثل الشباك اإللكتروني لطلب الوثائق اإلدارية‪ ،‬ويسمح بتحميل الوثائق‬
‫والمستندات واالستمارات وملئها وإرسالها‪ ،‬أو طلب وثائق كنسخ رسوم الوالدة وغيرھا‪.‬‬
‫كما يمكن أن تضم خانة الخدمات المقدمة عن بعد منصات رقمية تسمح بتقديم طلب الرخص‬
‫للتعمير أو الرخص التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬دالئل المساطر اإلدارية للجماعات الترابية التي تنجزھا الجماعة الترابية‪ ،‬إذ تشكل‬
‫وسيلة لحصول المرتفقين على المعلومات الضرورية المتعلقة بهذه المساطر‪ ،‬وكيفيات تنفيذ‬
‫المهام المنوطة بمختلف المصالح‪.97‬‬

‫اثنيا‪ :‬معيار املشاركة‬


‫أصبحت الحكامة الجيدة عنصرا أساسيا في تدبير الجماعات الترابية‪ ،‬لذلك كان لزاما عليها‬
‫التوجه نحو نظام يمكن من فتح المجال لمبادرات تقوم على مقاربة تشاركية ومن انخراط‬
‫الفعاليات السياسية واالقتصادية واالجتماعية واشراك الفاعلين في مختلف مراحل انجاز‬
‫البراج الترابية‪.98‬‬

‫وي عتبر التدبير التشاركي بعدا أساسيا من أبعاد الحكامة الترابية‪ ،‬وھذا ما يؤكده الخطاب‬
‫الملكي بمناسبة إطالق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حيث تم التأكيد فيه على "‪ ...‬أھمية‬
‫مساھمة السكان‪ ،‬ونجاعة المقاربات التعاقدية والتشاركية‪ ،‬ودينامية النسيج الجمعوي‬

‫‪ 97‬عبد هللا حارسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.169‬‬


‫‪ 98‬منية بنلمليح‪ ،‬االستراتيجيات الجديدة لتدبير الشأن المحلي بالمغرب‪ :‬من المقاربة القطاعية إلى المقاربة التشاركية‪ ،‬المجلة‬
‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 117‬و ‪ ،118‬أكتور ‪ ،2014‬ص ‪.129‬‬
‫‪52‬‬
‫المحلي‪ ،‬لضمان االنخراط الفاعل‪ ،‬في مشاريع التنمية عن قرب واستمرارھا‪ ،‬باعتبارھا‬
‫مكسبا لهم‪"99.‬‬

‫وفي نفس السياق‪ ،‬نص الفصل ‪ 12‬من دستور ‪ 2011‬على أنه "تساھم الجمعيات المهتمة‬
‫بقضايا الشأن العام‪ ،‬والمنظمات غير الحكومية‪ ،‬في إطار الديمقراطية التشاركية‪ ،‬في إعداد‬
‫قرارات ومشاريع لدى المؤسسات المنتخبة والسلطات العمومية‪ ،‬وكذا في تفعيلها‬
‫وتقييمها‪.100"...‬‬

‫وتكريسا لهذه التوجهات والمقتضيات الدستورية حملت القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‬
‫مقتضيات قانونية تتناول اآلليات والوسائل العملية لتنزيل مقتضيات التدبير التشاركي‪ ،‬وذلك‬
‫آليات مختلفة‪ ،‬متمثلة في العرائض‪ ،‬وآليات الحوار والتشاور‪.101‬‬

‫ھذا ما يدفعنا للقول أن المقاربة التشاركية آلية تواصلية تمكن األفراد واألطراف المعنية من‬
‫تحديد احتياجاتهم واھدافهم وإلتزاماتهم‪ ،‬وتؤدي إلى أخذ قرارات مركزة تأحذ بعين االعتبار‬
‫تطلعات األطراف المعنية‪ ،‬كما يمكن اعتبار ھذه المقاربة التشاركية بمثابة أسلوب للتدبير‬
‫يسمح باستغالل القدرات اإلبداعية التشاركية لمختلف الهيئات ةالفاعلين‪.102‬‬

‫وبالتالي يمكن القول أن ھذه المشاركة ال يمكن تحقيقها بشكل فعال إال بالتوجه نحو اعتماد‬
‫الوسائل الرقمية‪ ،‬في التواصل واالتصال‪ ،‬وتقريب المواطنين من الجماعات الترابية‪،‬‬
‫واشراكهم في تدبير الشأن الترابي‪ ،‬وذلك بالتوجه نحو اعتماد آليات رقمية‪ ،‬من خالل اعتماد‬
‫العرائض األلكترونية‪ ،‬فالعرائض التي تهدف إلى مطالبة المجلس بإدراج نقطة في جدول‬

‫‪ 99‬بهية قريش‪ ،‬آليات المقاربة التشاركية في تدبير الجهات األسس ورهانات الممارسة العملية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية‬
‫لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬الجهوية المتقدمة والالتمركز اإلداري‪ :‬قراءة متقاطعة‪ ،‬العدد الخاص ‪ ،15‬السنة ‪ ،2019‬ص‬
‫‪.52‬‬
‫‪ 100‬الفصل ‪ 12‬من دستور ‪ ،2011‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 101‬بهية قريش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ 102‬نورة القدوري‪ ،‬الذكاء الترابي ورهان جلب االستثمار الجهوي‪ ،‬رسالة لنيل ديبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة عبد‬
‫المالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬تطوان‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2020/2019‬ص ‪.23‬‬
‫‪53‬‬
‫أعماله تدخل في نطاق اختصاصه‪ ،103‬يمكن تقديمها بشكل إلكتروني مما يفتح المجال‬
‫الشراك مختلف الفاعلين عن بعد‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬تزنيل التدبري الرتايب اجلديد للجامعات الرتابية‬


‫يشكل التدبير العمومي الجديد خطوة مهمة اتخدتها الدولة للرقي يمستوى تدبيرھا لمرافقها‪،‬‬
‫وقم تم تبني ھذا النمط من التدبير من قبل الجماعات الترابية‪ ،‬واتخذته أسلوبا لها‪ ،‬وجعلته‬
‫معيارا لقياس نجاعة أدائها‪ ،‬وذلك من خالل تبنيها للتدبير الحر (الفقرة األولى)‪ ،‬والتخطيط‬
‫االستراتيجي (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬التدبري احلر‬


‫يعتبر مبدأ التدبير الحر مبدأ دستوري‪ ،‬يتموقع ضمن دائرة تهم المقومات الدستورية‬
‫والسياسية للدولة‪ ،‬فهو يرتبط بالجماعات الترابية بصفتها تجمعات انسانية‪ ،‬والتي يجب أن‬
‫تتمتع بحرية تدبير شؤونها عبر ھيئات منتخبة‪ ،104‬إذ يجد ھذا المبدأ أساسه في الفصل ‪136‬‬
‫من الدستور علبى أنه "يرتكز التنظيم الجهوي الترابي على مبادئ التدبير الحر وعلى‬
‫‪105‬‬
‫التعاون والتضامن‪."..‬‬

‫وقد شكلت مرحلة ‪ 2015‬مرحلة مهمة في بناء إدارة ترابية ناجحة‪ ،‬تعزز مختلف الهياكل‬
‫التنظيمية من خالل صدور القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪ ،‬إذ تنص المادة الثالثة من‬
‫القانون التنظيمي المتعلق بالعماالت واألقاليم على أن‪" :‬يرتكز تدبير العمالة أو اإلقليم‬
‫لشؤونها على مبدأ التدبير الحر‪ ،‬الذي يخول بمقتضاه لكل عمالة أو إقليم في حدود‬
‫اختصاصاتها المنصوص عليها في القسم الثاني من ھذا القانون التنظيمي‪ ،‬سلطة التداول‬

‫‪ 103‬عبد العزيز أشرقي‪ ،‬الجماعات الترابية اآلفاق المستقبلية وتحديات التنمية المستدامة الجهات العماالت واألقاليم‬
‫والجماعات المحلية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،2016‬ص ‪.100‬‬
‫‪ 104‬خليد المرابط‪ ،‬مبدأ التدبير الحر للجماعات الترابية بين المقاربة القانونية والضمانات الدستورية‪ ،‬منشورات المجلة‬
‫المغر بية لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬الجهوية المتقدمة والالتمركز اإلداري‪ :‬قراءات متقاطعة‪ ،‬العدد الخاص ‪ ،15‬السنة‬
‫‪ ،2019‬ص ‪.31‬‬
‫‪ 105‬الفصل ‪ 136‬من دستور ‪ ،2011‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫بكيفية ديمقراطية‪ ،‬وسلطة تنفيذ مداوالتها ومقرراتها طبقا ألحكام ھذا القانون التنظيمي‪،‬‬
‫والنصوص التشريعية والتنظيمية المتخذة لتطبيقه‪"106.‬‬

‫وبالتالي يظهر أن الجانب اإلجرائي للتدبير الحر ال يخرج عن مسويين‪ ،‬األول يرتبط بحرية‬
‫ھذه األخيرة في اختيار ھياكلها‪ ،‬واتخاذ قراراتها‪ ،‬والثاني يرتبط بالمستوى التدبيري أو‬
‫الوظيفي‪ ،‬المقابل لسلطة تنفيذ المداوالت والمقررات من قبل المجالس اإلقليمية‪.107‬‬

‫وفي نفس السياق‪ ،‬تنص المادة الرابعة من القانون التنظيمي للجهات على أنه يرتكز تدبير‬
‫الجهة لشؤونها على مبدأ التدبير الحر‪ ،‬الذي يخول بمقتضاه لكل جهة في حدود‬
‫اختصاصاتها‪ ...‬سلطة التداول بكيفية ديمقراطية‪ ،‬وسلطة تنفيذ مداوالتها ومقرراتها طبقا‬
‫ألحكام ھذا القانون التنظيمي‪ ،‬والنصوص التشريعية والتنظيمية المتخذة لتطبيقه‪ "108.‬وفي‬
‫ھذا اإلطار أحال القانون التنظيمي المتعلق بالجهات على جملة من المبادئ العامة للتدبير‬
‫الحر‪ ،‬وھي مبادئ المساواة واالستمرارية والديمقراطية‪ ،‬والشفافية‪ ،‬والمحاسبة‪،‬‬
‫والمسؤولية‪ ،‬وسيادة القانون‪ ،‬والتشارك‪ ،‬والفعالية‪ ،‬والنزاھة‪.109‬‬

‫أما على مستوى الجماعات القاعدية‪ ،‬فقد خصص القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات‬
‫القسم الثامن لقواعد الحكامة المتعلقة بمبدأ التدبير الحر‪.110‬‬

‫عموما‪ ،‬يمكن القول أن مبدأ التدبير الحر قد لقي اھتماما كبيرا‪ ،‬من قبل القوانين التنظيمية‬
‫للجماعات الترابية‪ ،‬وذلك عبر التنصيص عليه‪ ،‬وتحديد مستوياته‪ ،‬وأبعاده‪ ،‬والعمل على‬
‫تمتيع الجماعات الترابية بقدر من الحرية في تدبير شؤونها‪ ،‬واتخاذ قراراتها‪.‬‬

‫‪ 106‬المادة ‪ 3‬من القانون التنظيمي ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.84‬في‬
‫‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪ ،)2015‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 23‬يوليو ‪ ،2015‬ص ‪.6625‬‬
‫‪ 107‬سعيد جفري‪ ،‬التنظيم الترابي بالمغرب‪ ،‬مطبعة األمينة‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة ‪ ،2018‬ص ‪.155‬‬
‫‪ 108‬المادة الرابعة من القانون التنظيمي ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات الصدر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.83‬صادر في‬
‫‪ 20‬رمضان ‪6( 1436‬يوليو ‪ )2015‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 23‬يوليو ‪ ،2015‬ص ‪.6585‬‬
‫‪ 109‬سعيد جفري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ 110‬المواد من ‪ 269‬إلى ‪ 275‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.85‬صادر‬
‫في ‪ 20‬رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪ )2015‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 23‬يوليو ‪ ،2015‬ص ‪.6660‬‬
‫‪55‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التخطيط الاسرتاتيجي‬
‫يعتبر التخطيط االستراتيجي الترابي منهجية فعالة للتدبير في خدمة التنمية المجالية‪ ،‬تهدف‬
‫الى تحديد استراتيجية لتنمية المجاالت‪ ،‬ووضع الشروط العملية واإلجرائية لتفعيلها‪ ،‬كما‬
‫أنها تشكل آلية تحدد التوجهات الكبرى وأھداف التنمية المستدامة للمجاالت‪ ،‬وھي أيضا‬
‫ترجمة إلرادة جماعية لتنمية مجال معين ترتكز على تشخيص ترابي تشاوري وعلى تحديد‬
‫االحتياجات وفق رؤية استشرافية‪ ،‬بمعنى أخر إن التخطيط االستراتيجي الترابي ھو مقاربة‬
‫تهم جميع المستويات الترابية وتمكن من ضمان إلتقائية وتجانس وتكامل السياسات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫من ھذا المنطلق‪ ،‬تولي وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير واإلسكان وسياسة المدينة‬
‫أھمية كبرى للتخطيط االستراتيجي‪ ،‬حيث تعمل على مواكبة الجهات من أجل تمكينهم من‬
‫رؤية استشرافية للتنمية على المدى البعيد سواء تعلق األمر بمرحلة تصور وتشكيل اإلطار‬
‫االستراتيجي وبرمجة المشاريع أو بتفعيل ودعم األجرأة‪.111‬‬

‫كما تعد البرامج التنموية للجماعات الترابية آلية للتخطيط االستراتيجي‪ ،‬التي يتم من خاللها‪،‬‬
‫وضع خطة عمل تمتد طيلة الوالية التشريعية للمجلس المنتخب‪ ،‬غرضها األساسي إعطاء‬
‫رؤية ذات بعد تنموي‪ ،‬استراتيجي‪ ،‬وتعمل الجماعات الترابية على تنفيذھا خالل المدة‬
‫المحددة‪.‬‬

‫فقد تم إقحام البعد االستراتيجي في مجاالت االشتغال التنموي للجهة‪ ،‬إذ من بين القضايا‬
‫األولية التي يقتضيها البعد االستراتيجي تحسين مناخ عالقات التدبير‪ ،‬بين األطراف الفاعلة‬
‫في الشأن الترابي‪ ،‬وھو ما يتطلب نهج أسلوب التواصل‪ ،‬باعتبار ھذا األخيرالقناة التي يمكن‬
‫من خاللها بناء التصورات‪ ،‬التي قد تعتبر في مراحل معينة من تقدم ھذا التواصل أھدافا‬
‫وغايات‪ ،‬ومن تم يبقى من الضروري أن تكون العملية التواصلية عملية سليمة بجميع‬

‫‪ 111‬مرافقة التخطيط االستراتيجي اإلقليمي‪ ،‬منشور بالموقع الرسمي لوزارة اعداد التراب الوطني والتعبير واالسكان وسياسة‬
‫المدينة‪ https://www.muat.gov.ma/ ،‬تاريخ اإلطالع عليه ‪ 2022/06/04‬على الساعة ‪.22:55‬‬
‫‪56‬‬
‫أطرافها وأركانها‪ ،‬بحيث أن ھذه العملية ال يمكن لها أن تؤدي دورھا األساسي إال إذا كان‬
‫ھناك تبادل للمعلومات بشكل شفاف ومرن‪.112‬‬

‫وبالتالي يمكن القول أن التدبير االستراتيجي عبارة عن منهجية للعمل‪ ،‬وفق تصور أو رؤية‬
‫معينة لتحقيق أ ھداف واضحة منبثقة عن أولويات وحاجيات معبر عنها‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫انجاز برامج عمل في فترة معينة‪ ،‬في شكل حلول لمشاكل تم ابرازھا من خالل تشخيص‬
‫الوضعية الراھنة‪ ،‬وتأسيسا على ذلك فالتدبير االستراتيجي يعمل على تقديم آليات التكيف‬
‫والنظرة الواقعية لتصريف الشأن العام‪ ،‬بمناھج مختلفة مع ربط التواصل مع المحيط‬
‫العام‪.113‬‬

‫‪ 112‬معاد الراضي‪ ،‬البعد التنموي للجهة على ضوء المستجدات القانونية‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،142‬السنة ‪ ،2022‬ص ‪.212‬‬
‫‪ 113‬ياسر عاجل‪ ،‬تحديث تحديات اإلدارة الجهوية في تدبير السياسات العمومية الترابية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لألنظمة‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬الجهوية المتقدمة والالتمركز اإلداري‪ :‬قراءة متقاطعة‪ ،‬العدد الخاص ‪ ،15‬السنة ‪ ،2019‬ص ‪.133‬‬
‫‪57‬‬
‫خامتة الفصل الول‬
‫من خالل ما سبق‪ ،‬يمكن القول أن المغرب قطع أشواطا كبيرة في سبيل تبسيط‬
‫المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬للحصول على خدمات ذات جودة عالية وبأقل التكاليف‪،‬‬
‫غير أن ذلك ال يخفي وجود مجموعة من التحديات التي تطرحها المنظومة القانونية الرقمية‬
‫بالمغرب‪.‬‬

‫فاإلدارة الرقمية تسعى جاھدة إلى تحقيق خدمات رقمية على مستوى الجماعات الترابية‪،‬‬
‫من أجل التأكيد على تجويد في الخدمات وتعزيز التواصل واالتصال بين الجماعات الترابية‬
‫ومختلف الفاعلين‪ ،‬فالحديث عن أھداف اإلدارة الرقمية ومزاياھا ال يجب أن يكون بهذا‬
‫التفاؤل كما ال يجب أن تؤخذ بحسن النية‪ ،‬باعتبار أن للتعامل مع اإلدارات أخرى تتجاوز‬
‫في بعض األحيان الفعالية وتحسين األداء والشفافية نحو اإلحساس باألمان في استخدام‬
‫تكنولو جيا المعلومات في الخدمات العامة‪ ،‬على اعتبار أن اإلدارة الرقمية مجرد وسيلة‬
‫وليست غاية‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫دور اإلدارة الرقمية في تحديث‬
‫التدبير اإلداري والمالي الترابي‬

‫تتمتع الجماعات الترابية بإدارة رقمية قادرة على تحقيق حاجياتها‪ ،‬بطريقة تجعل منها تتسم‬
‫بالشفافية في تدبيرھا المالي واإلداري‪ ،‬إذ يكون أداؤھا المالي أفضل‪ ،‬وتكون مستويات‬
‫الفساد نادرة فيها‪ ،‬ويكون أداؤھا اإلداري محكم‪ ،‬وتنعدم فيها صور البيروقراطية اإلدارية‪،‬‬
‫‪59‬‬
‫إذ تسهم رقمنة خدمات الجماعات الترابية في تحقيق الرقي والتقدم‪ ،‬وذلك من عبر تقديم‬
‫الخدمات العامة بكفاءة عالية‪.‬‬

‫فلتحقيق الرقي والتقدم على مستوى الجماعات الترابية‪ ،‬تم إشراكها في مسلسل اإلصالح‬
‫اإلداري الذي عرفه المغرب في السنوات األخيرة‪ ،‬من خالل رقمنة مختلف الخدمات التي‬
‫تقدمها‪ ،‬وذلك عبر تبنيها ألنظمة إدارية رقمية‪ ،‬تساھم في تجويد التدبير الترابي‪ ،‬سواء على‬
‫المستوى التدبيري‪ ،‬أو على المستوى السياسي‪ ،‬أو على المستوى المالي‪ ،‬كما تساعد على‬
‫تقريب المواطن وتمكينه من خدمات الجماعات‪ ،‬وإشراكه في تدبير الشأن الترابي‪ ،‬ھذا من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬إدخال أنظمة رقمية على مستوى التدبير المالي الترابي‪ ،‬يسهل‬
‫عملية ضبط وتتبع نفقات ومداخيل الجماعة‪ ،‬مما يسهم في تحقيق حكامة مالية‪ ،‬ويساعد على‬
‫ترشيد التدبير المالي‪.‬‬

‫باإلضافة إ لى ذلك‪ ،‬فتبني الرقمنة على مستوى الجماعات الترابية‪ ،‬ساھم بشكل كبير في‬
‫عملية الرقابة على الجماعات الترابية‪ ،‬بشتى أنواعها‪ ،‬سواء تعلق األمر بالرقابة القبلية‪،‬‬
‫وذلك من خالل نشر مخططاتها وبرامجها‪ ،‬أو الرقابة المواكبة‪ ،‬من خالل تتبع أعمال‬
‫الجماعات الترابية‪ ،‬أو الرقابة البعدية‪ ،‬التي تهم تحقيق النتائج المتوخاة‪ ،‬كما تمكن المواطن‬
‫من اإلطالع ومصاحبة األعمال القائمة‪ ،‬والرقابة عليها‪.‬‬

‫وللتفصيل أكثر في ھذا الموضوع سنتناول في ھذا الفصل الحديث في المقام األول عن‬
‫األنظمة الرقمية اإلدارية للجماعات الترابية ودورھا في تحديث التدبير اإلداري الترابي‬
‫(المبحث األول)‪ ،‬ثم في المقام الثاني‪ ،‬سيتم التفصيل في األنظمة الرقمية المالية بالجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬ومساھمتها في تحقيق الحكامة المالية (الفصل الثاني)‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫املبحث الول‪ :‬النظمة الرمقية الإدارية ابمجلاعات الرتابية وتطبيقاهتا‬
‫يعتبر النظام المعلوماتي علة مستوى الجماعات الترابية‪ ،‬من اآلليات الهامة لدعم التخطيط‬
‫الترابي‪ ،‬وتجويد العمل اإلداري‪ ،‬ويهدف كذلك إلى تفعيل التنمية البشرية واالجتماعية‬
‫بالجماعات الترابية كيف ما كان نوعها‪.‬‬

‫ويتكون النظام المعلوماتي للجماعات الترابية من وحدات معلوماتية وأنظمة رقمية‪ ،‬مبنية‬
‫حول قاعدة معطيات‪ ،‬ومجموعة من الدالئل (دليل تجميع المعلومات‪ ،‬دليل استعمال النظام‪،‬‬
‫دليل اإلدارة التقنية للنظام)‪ ،‬تمكن الجماعات من إعداد مخططات جماعية للتنمية واحتساب‬
‫مجموعة من المؤشرات االجتماعية واالقتصادية‪ .‬كما يتيح النظام المعلوماتي الجماعي‬
‫التوفر على قاعدة بيانات وأدوات مساعدة لتنظيم ورصد وتقييم عملية التخطيط‪.‬‬

‫وللتوسع في الموضوع أكثر سيتم الحديث أوال عن األنظمة الرقمية اإلدارية بالجماعات‬
‫الترابية (المطلب األول)‪ ،‬ثم استفادت المجالس المنتخبة من الرقمنة وظهور المدن الذكية‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب الول‪ :‬النظمة الرمقية الإدارية ابمجلاعات الرتابية‬


‫عملت الجماعات الترابية على رقمنة خدماتها اإلدارية‪ ،‬من أجل تحسين العمل الترابي‪،‬‬
‫والسعي وراء تحقيق أھداف التدبير العمومي الجديد‪ ،‬الذي يرتكز على تحقيق أفضل النتائج‬
‫بأقل التكاليف الممكنة‪ ،‬لذا يعتبر تبني األنظمة المعلوماتية للجماعات الترابية الوسيلة األنسب‬
‫لتلبية حاجيات الجماعة والمرتفق‪ ،‬إذ تهدف ھذه األخيرة من إلى تقديم خدمات ذات جودة‬
‫عالية‪ ،‬وتخفيف الضغط على الجماعات الترابية في آن واحد‪ ،‬لذا سيتم تخصيص ھذا المطلب‬
‫لدراسة األنظمة الرقمية للجماعات الترابية في المقام األول (الفرع األول)‪ ،‬وفي المقام الثاني‬
‫دراسة مكونات بوابات الجماعات الترابية وصفقاتها العمومية (الفرع الثاني)‪ ،‬ثم في المقام‬
‫األخير‪ ،‬الحديث عن أنظمة التتبع والتقييم (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الفرع الول‪ :‬النظمة املعلوماتية الإدارية للجامعات الرتابية‬
‫من أجل تسهل عملية التدبير اإلداري على مستوى الجماعات الترابية‪ ،‬اعتمدت ھذه‬
‫الجماعات في اآلونة األخيرة مجموعة من أنظمة معلوماتية‪ ،‬وتعمل ھذه على تسريع‬
‫الحصول على الوثائق‪ ،‬والحيلولة دون تفشي البيروقراطية وأشكال الفساد اإلداري‪ ،‬وتعتبر‬
‫رقمنة خدمات مرفق الحالة المدنية إحدى أھم صور التحول الرقمي بالجماعات الترابية‬
‫(الفقرة األولى)‪ ،‬إضافة إلى اعتماد منظومة رقمية للحصول على جميع أنواع الرخص‬
‫سواء التجا رية أو الرخص الخاصة بالتعمير (الفقرة الثانية)‪ ،‬إضافة إلى تبني نظام أندماج‬
‫الخاص بموظفي الجماعات الترابية (الفقرة الثالثة)‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬رمقنة خدمات مرفق احلاةل املدنية ‪watiqua. Com‬‬


‫يحتل مرفق الحالة المدنية مكانة متميزة داخل اإلدارة المغربية‪ ،‬وذلك لإلعتبارات الثالث‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ ‬فالحالة المدنية تعتبر من مهام السيادة التي يمارسها ضباط الحالة المدنية باسم ولحساب‬
‫الدولة؛‬
‫‪ ‬كما تتميز الحالة المدنية بكونها المؤسسة الوحيدة التي تالزم المواطن ابتداء من والدته‬
‫إلى غاية وفاته؛‬
‫‪ ‬دور الحالة المدنية في التنمية باعتبارھا من بين أھم الوسائل التي من شأنها المساھمة‬
‫في وضع مخططات التنمية‪ ،‬من خالل المعطيات واإلحصائيات التي تتوفر عليها مكاتب‬
‫الحالة المدنية‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بالوالدات والوفيات‪.114‬‬

‫ويعتبر مرفق الحالة المدنية من المرافق التي تقدم خدمات القرب األساسية المقدمة‬
‫للمواطنين‪ ،‬لذلك عملت وزارة الداخلية على االنخراط في عملية واسعة النطاق‪ ،‬ومستمرة‬
‫للنهوض بنظام الحالة المدنية ھدفها األساسي تعميم الحالة المدنية على كافة المواطنين؛‬
‫و تحديث القطاع باعتماد التقنيات الحديثة للتواصل والترقيم اإللكتروني لسجالت الحالة‬

‫‪ 114‬منشور بالموقع الرسمي للحالة المدنية ‪ https://www.alhalalmadania.ma/GuideEtatCivil/Pages‬تاريخ‬


‫اإلطالع عليه الثالثاء ‪ 10‬ماي ‪ ،2022‬على الساعة ‪.14:20‬‬
‫‪62‬‬
‫المدنية‪ ،‬وتهم عملية التحديث ‪ 2176‬مكتبا للحالة المدنية يعمل بها أكثر من ‪ 12000‬موظف‬
‫جماعي؛ ثم مراجعة النصوص القانونية والتنظيمية مواكبة لعملية تحديث طريقة تقديم‬
‫الخدمات للمواطنين‪.‬‬

‫وحرصا من وزارة الداخلية على توفير فرص النجاح لهذا البرنامج الوطني‪ ،‬تم إحداث لجنة‬
‫مركزية لقيادة برنامج تحديث قطاع الحالة المدنية‪ ،‬برئاسة الوالي باعتباره المدير العام‬
‫للجماعات الترابية وتضم مجموعة من األعضاء بوزارة الداخلية وممثلي خمس وزارات‬
‫اخرى وذلك بقرار وزير الداخلية رقم ‪ 16‬بتاريخ ‪ 23‬ذي القعدة ‪(1431‬فاتح نونبر‬
‫‪.115)2010‬‬

‫وقد وضعت وزارة الداخلية برنامج عمل يمتد بين ‪ 2013‬و‪ ،2015‬يندرج ضمن مخطط‬
‫المغرب الرقمي ويروم تقريب الخدمات من المواطنين وتعميمها‪ .‬وھكذا‪ ،‬تم تحديد عدة‬
‫مجاالت للتدخل أھمها‪:‬‬

‫‪ ‬ترقيم ومسك رسوم الحالة المدنية‪ ،‬والذي سيمكن من الحصول على قاعدة بيانات وطنية‬
‫ھدفها استفادة المواطن من خدمات فعالة على المدى القريب والحصول على سجل وطني‬
‫إلكتروني للسكان على المستوى البعيد؛‬
‫‪ ‬تجديد وبناء مكاتب الحالة المدنية بغية تحسين ظروف استقبال المواطنين وظروف‬
‫عمل الموظفين؛‬
‫‪ ‬توفير بنيات تحتية تسمح بتجهيز إلكتروني معقلن مع وضع خطة وطنية للتسيير‬
‫والتدبير وذلك من أجل تقديم خدمات إلكترونية؛‬
‫‪ ‬التكوين والمواكبة والتواصل؛‬
‫‪ ‬تأمين وسالمة النظام المعلوماتي والوثائق عبر تأمين سرية المعطيات وحمايتها وتتبع‬
‫أثر جميع العمليات التي تنجز بالنظام المعلوماتي؛‬

‫‪ 115‬مخطط تحديث الحالة المدنية منشور بالبوابة الوطنية للجماعات التربية‪ ،‬منشور بالموقع‬
‫‪ https://www.collectivites-territoriales.gov.ma/ar/mkhtt-thdyth-alhalt-almdnyt‬تاريخ اإلطالع‬
‫عليه الثالثاء ‪ 10‬ماي ‪ 2022‬على الساعة ‪.14:43‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ ‬اإلطار التشريعي‪ ،‬ويتعلق األمر بوضع إطار تشريعي للحالة المدنية يسمح بتحقيق‬
‫إدارة إلكترونية ترابية؛‬
‫‪ ‬تدبير وقيادة البرنامج‪.116‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن برنامج تحديث الحالة المدنية يتمحور حول ستة محاور‪:‬‬

‫‪ ‬رقمنة رسوم الحالة المدنية‪ :‬بهدف الحصول على قاعدة معطيات إلكترونية للحالة‬
‫المدنية وذلك بتخزين أزيد من ‪ 45‬مليون رسم منذ سنة ‪1915‬؛‬
‫‪ ‬توفير خدمات جديدة للمواطن‪ :‬وذلك باعتماد نظام معلومياتي لتدبير مرفق الحالة‬
‫المدنية لتقديم خدمات من جيل جديد؛‬
‫‪ ‬التجهيزات اإللكترونية‪ :‬عن طريق إحداث قاعدة معطيات وطنية التي ستمكن من ايواء‬
‫قاعدة معطيات الحالة المدنية‪ ،‬والربط اإللكتروني لمختلف مكاتب الحالة المدنية وتأمين‬
‫سرية قاعدة المعطيات والخوادم وحمايتها من خالل شبكة اتصال خاصة‪ .‬كذلك تزويد‬
‫شركاء قطاع الحالة المدنية بخدمات عن بعد وآنية بعد التعاقد معها بشروط تنبني على‬
‫معايير الجودة واألمان؛‬
‫‪ ‬تجديد مكاتب الحالة المدنية‪ :‬توفير مكاتب للحالة المدنية‪ ،‬موحدة وعصرية‪ ،‬لتحسين‬
‫ظروف استقبال المواطنين و ظروف عمل الموظفين وتأمين المعطيات ذات الطابع‬
‫الشخصي؛‬
‫‪ ‬التكوين والمواكبة‪ :‬تكوين ومواكبة كل الفاعلين في قطاع الحالة المدنية؛‬
‫‪ ‬التعديل القانوني‪ :‬وضع إطار قانوني لمالئمة قانون الحالة المدنية مع االدارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬استعدادا إلحداث سجل إلكتروني للحالة المدنية في أفق خلق سجل وطني‬
‫للسكان‪ ،‬وتتعدد الخدمات االلكترونية المقدمة من طرف الحالة المدنية "عقد ازدياد ‪-‬نسخة‬

‫‪ 116‬مخطط تحديث الحالة المدنية منشور بالبوابة الرسمية للجماعات الترابية ‪https://www.collectivites-‬‬
‫‪ territoriales.gov.ma/ar/mkhtt-thdyth-alhalt-almdnyt‬تاريخ االطالع عليه الثالثاء ‪ 5‬ماي ‪ 2022‬على‬
‫الساعة ‪.14:54‬‬
‫‪64‬‬
‫كاملة ‪ "...‬التي تهدف باألساس الى تحقيق األھداف األساسية لإلدارة الرقمية المتمثلة أساسا‬
‫في تقريب الخدمة للمواطن‪.117‬‬

‫كما يضم الشباك اإللكتروني ‪ watiqua.ma‬على باقة من الخدمات اإللكترونية والمتمثلة‬


‫في طلب الحصول على نسخة من رسم الوالدة؛ التصريح األولي بالوالدة؛ التضمين األولي‬
‫لبيان الزواج؛ التضمين األولي لبيان الطالق؛ التصريح األولي لبيان الطالق؛ التصريح‬
‫األولي بالوفاة؛ طلب الحصول على الدفتر العائلي؛ التأكد من صحة الرسم‪.118‬‬

‫وبالتالي أصبح بإمكان المواطنين طلب نسخ رسوم الوالدة بكل بساطة لتصلهم عبر البريد‬
‫المضمون من خالل الشباك اإللكتروني لطلب الوثائق اإلدارية‪ ،‬وكذلك جميع الوثائق التي‬
‫تنطوي تحت لواء الحالة المدنية‪ ،‬باستثناء شهادة الحياة‪ ،‬التي بقي اختصاص تسلميها لعون‬
‫السلطة بناء على البحث الذي يقوم به‪.‬‬

‫ھذه الخدمة بدأت تدريجيا بمدينة الرباط وبركان فكانت خدمة جيدة‪ ،‬حيث تقوم بطلب تلك‬
‫الوثائق وتتوصل بها في ظرف ‪ 3‬أيام إلى ‪ 7‬أيام‪ ،‬حسب البعد بين مدينة اإلقامة ومدينة‬
‫الوالدة‪ ،‬وفي مرحلتها الثانية تم توفير ھذه الخدمة بالنسبة لألقاليم التالية‪ :‬الرباط‪ ،‬الرشيدية‪،‬‬
‫أزيالل‪ ،‬صفرو‪ ،‬تطوان‪ ،‬تازة‪ ،‬انزكان‪ ،‬أيت ملول‪ ،‬أوسرد‪ ،‬اشتوكة أيت باھا‪ ،‬الحوز‪،‬‬
‫النواصر‪ ،‬بركان‪ ،‬بوجدور‪ .‬في انتظار التعميم على باقي التراب الوطني‪.119‬‬

‫ومن خالل اإلطالع على المنصة اإللكترونية لطلب موجز عقد الوالدة أو نسخة كاملة منه‪،‬‬
‫فإن اإلحصائيات تبين وجود ‪ 2414‬مكتب حالة مدنية‪ ،‬و‪ 576938‬طلب للحصول على عقد‬
‫اإلزدياد‪ ،‬و‪ 382431‬طلب للنسخ الكاملة‪ ،‬وقد تمت االستجابة ل ‪ 110125‬من الطلبات‬
‫المقدمة‪ ،120‬ھذه األرقام تبين مدى استجابة المرتفق إلمكانية االستفادة من ھذه المنصة‪ ،‬إال‬

‫‪ 117‬أسامة شنفار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬


‫‪ 118‬بوابة الحالة المدنية ‪ https://www.alhalalmadania.ma/ServicesElectroniques/Pages‬تاريخ اإلطالع‬
‫عليه الثالثاء ‪ 10‬ماي ‪ 2022‬على الساعة ‪.15:21‬‬
‫‪ 119‬أسامة شنفار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ 120‬احصائيات منشورة بموقع ‪ https://watiqa.ma/‬تاريخ اإلطالع عليه األربعاء ‪ 11‬ماي ‪ ،2022‬على الساعة ‪.12:30‬‬
‫‪65‬‬
‫أنه يمكن القول أن ھذه العملية التزال في مرحلتها الجنينية‪ ،‬نظرا للكم الهائل من الطبيات‬
‫المقدمة إليها‪ ،‬مقارنة مع الذي تمت االستجابة له‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نظام رخص ‪Rokhas. Com‬‬


‫أطلقت منصة ‪ CASAURBA‬سنة ‪ ،2013‬وھي عبارة عن منصة إلكترونية للتدبير‬
‫الالمادي لرخص التعمير تمكن المرتفق من حجز موعد إليداع ملفه عبر اإلنترنت ورصد‬
‫التقدم المحرز في المشاريع الخاصة به‪.‬‬

‫وقد بدأ العمل بالنسخة الجديدة ‪CASAURBA 2.0‬منذ دجنبر‪ ،2017‬وتروم ھذه المنصة‬
‫توفير تدبير إلكتروني سلس للمساطر اإلدارية مع االستغناء كليا عن االيداع المادي للوثائق‬
‫وذلك من خالل دمج جهاز للتوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫توفر منصة ‪ CASAURBA 2.0‬للمرتفقين واإلدارات العديد من المميزات ذات القيمة‬


‫المضافة العالية من قبيل‪:‬‬

‫االستغناء الكلي عن االيداع المادي للوثائق)‪ (Zéro papier‬؛‬ ‫‪‬‬

‫أدوات قياس و شرح التصاميم؛‬ ‫‪‬‬

‫التوقيع اإللكتروني لجميع الوثائق ( المحاضر‪ ،‬التصاميم و القرارات ‪...‬إلخ)؛‬ ‫‪‬‬

‫إمكانية تتبع اإلجراءات و تدبير إصدارات الملفات؛‬ ‫‪‬‬

‫اإلصدار التلقائي للجداول الزمنية وجداول أعمال اللجان؛‬ ‫‪‬‬

‫توفير بوابة جغرافية للمشاريع المرخص لها‪ ،‬يتم تحديثها بشكل آني‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن اإليداع المادي لطلبات رخص التعمير لم يعد إلزاميا‪ ،‬وبالتالي فيمكن‬
‫ل لمرتفق حجز موعد له مع اللجنة‪ ،‬المكلفة بدراسة ملفات طلبات الترخيص‪ ،‬عبر اإلنترنت‬
‫بدال من التنقل وإيداع ملفه الورقي‪ ،‬كما يمكنه تتبع ملفه على المنصة أوعن طريق الرسائل‬
‫اإللكترونية‪ ،‬أو الرسائل القصيرة‪ ،‬التي يرسلها له النظام‪ ،‬وتحميل التصاميم المرفقة بالشرح‬

‫‪66‬‬
‫واإلطالع على مالحظات اللجنة‪ ،‬والتفاعل معها قبل أن يرفق التصاميم المعمارية‬
‫المحدثة‪ ،‬في حالة ما إذا طلب منه ذلك‪ ،‬من أجل إعادة دراسة ملفه من جديد‪.‬‬

‫أما بالنسبة للشباك الرقمي الوحيد لرخص التعمير‪ ،‬فيتم انتقاء أعضاء اللجنة ( الدائمين و‬
‫غير الدائمين) الذين سيتولون دراسة الملفات بشكل تلقائي‪ ،‬وتتم معالجة الملفات مباشرة‬
‫على منصة ‪ CASAURBA‬من خالل اإلطالع على الوثائق الرقمية ومراجعة التصاميم‬
‫المعمارية باستخدام مجموعة من أدوات الشرح التي يوفرھا النظام‪ ،‬وفي نهاية ھذه العملية‪،‬‬
‫يتم توقيع جميع الوثائق (محاضر اللجنة ‪ ،‬القرارات ‪ ،‬التصاميم المعتمدة ‪ ... ،‬إلخ) إلكترونيا‬
‫من قبل الجهات المعنية‪.121‬‬

‫ولمواكبة جميع المراحل التي تمر منها مشاريع البناء ومن أجل تجويد الخدمات المقدمة‬
‫للمرتفقين والمؤسسات المعنية‪ ،‬توفر المنصة خدمات إضافية تهم اإلجراءات‬
‫المتعلقة برخص التعمير من قبيل‪ :‬تسليم رخص السكن وشهادات المطابقة مع االستغناء كليا‬
‫عن االيداع المادي للوثائق‪.‬‬

‫وفي إطار برنامج تعميم استعمال تكنولوجيا المعلومات الجديدة الرامي إلى تحسين نوعية‬
‫الخدمات المقدمة للمواطنين‪ ،‬أطلقت وزارة الداخلية منذ يوليوز ‪ 2019‬منصة إلكترونية‬
‫جديدة تحمل إسم "رخص"‪ ،‬وھي منصة تفاعلية وموحدة على المستوى الوطني‪ ،‬مخصصة‬
‫للتدبير الالمادي لطلبات الترخيص التي تسلمها الجماعات والسلطات الترابية‪.‬‬

‫وقد استند في تطوير ھذه المنضة‪ ،‬التي تعد ثمرة للشراكة بين القطاعين العام و الخاص‪ ،‬إلى‬
‫خبرة ‪CASAURBA‬وتتضمن فئتين من اإلجراءات ھما‪:‬‬

‫رخص التعمير‪ :‬رخص البناء‪ ،‬رخص السكن ‪ ،‬شهادات المطابقة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 121‬رقمنة إجراءات الحصول على رخص التعمير منشور بالموقع ‪ https://www.cnea.ma/ar‬تاريخ اإلطالع عليه‬
‫الثالثاء ‪ 10‬ماي ‪ 2022‬على الساعة ‪.15:54‬‬
‫‪67‬‬
‫الرخص اإلقتصادية‪ :‬رخص المقاولين الذاتيين‪ ،‬المؤسسات المصنفة‪ ،‬تجهيزات‬ ‫‪‬‬

‫االتصاالت ‪ ،‬لوحات اإلعالنات‪ ،‬األنشطة التجارية والحرفية والصناعية الغير منظمة‪،‬‬


‫الرخص الخاصة بالمؤسسات المرتبة ‪.122‬‬

‫كما تم إطالق بوابة ‪ Open Data‬والتي يتم إثراء محتواھا باإلعتماد على منصة رخص‬
‫وتعرض ھذه المنصة بيانات إحصائية مفتوحة‪ ،‬وتنشر مؤشرات دقيقة ‪ ،‬يتم تحديثها بشكل‬
‫يومي‪ ،‬وتبرز منصة ‪ Open Data‬كأداة للمساعدة على اتخاذ القرارات وتحسين جودة‬
‫الخدمات المقدمة‪.123‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬نظام اندماج اخلاص ابملوظفني‬


‫تم وضع مرجع التدبير المندمج لموظفي الدولة ‪ GIPE‬في أوائل التسعينات(‪ )1990‬استجابة‬
‫للحاجة إلى إدماج العالقة "اآلمر بالصرف ‪ -‬شركاء اآلمر بالصرف بوزارة المالية (مديرية‬
‫الميزانية‪ ،‬الخزينة الوزارية‪،‬أداء األجور) لتسهيل التشغيل األوتوماتيكي للرواتب بين اآلمر‬
‫بالصرف والشركاء‪.124‬‬

‫إذ أن نظام التدبير المندمج لموظفي الدولة والجماعات الترابية يهدف إلى تنميط قواعد‬
‫التسيير وتوحيد المفاھيم وضمان انسجام المعطيات المشتركة التي يتم اعدادھا على مستوى‬
‫جميع المتدخلين المعنيين (اآلمرين بالصرف‪ ،‬مديرية الميزانية‪ ،‬المراقبة العامة لاللتزام‬
‫بنفقات الدولة‪ ،‬الخزينة العامة للمملكة في شخص مكتب أداء األجور الرئيسي‪ ،‬والصندوق‬
‫المغربي للتقاعد)‪.‬‬

‫وقد تم اعتماد ھذا النظام معلوماتي لتدبير شؤون موظفي الدولة والجماعات الترابية ألسباب‬
‫عديدة نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬االرتفاع المتزايد لعدد الموظفين؛‬

‫‪ 122‬األنشطة االقتصادية بمنصة رخص‪ ،‬منشور بالموقع ‪ https://rokhas.ma/karazal/‬تاريخ االطالع عليه الثالثاء‬
‫‪ 10‬ماي ‪ 2022‬على الساعة ‪.16:20‬‬
‫‪ https://www.data.gov.ma/fr123‬تاريح اإلطالع عليه الثالثاء ‪ 10‬ماي ‪ 2022‬على الساعة ‪.16:24‬‬
‫‪ 124‬مرجع التدبير المندمج لموظفي الدولة ‪ http://www.referentiel-grh.ma/‬تاريخ اإلطالع عليه الثالثاء ‪ 10‬ماي‬
‫‪ 2022‬على الساعة ‪.20:55‬‬
‫‪68‬‬
‫‪ ‬التأخر الدائم في تسوية ملفات الموظفين؛‬
‫‪ ‬بروز مبادرات منفردة لعديد من اإلدارات قصد العمل باألنظمة المعلوماتية في مجال‬
‫تدبير الموارد البشرية؛‬
‫‪ ‬تنامي الوعي بأھمية األدوات المعلوماتية في التدبير اإلداري والمالي‪.125‬‬

‫ھذا النظام يرتكز على مبادرة اآلمرين بالصرف في إدخال جميع المعلومات اإلدارية‬
‫والعائلية للموظفين التابعين لهم‪ ،‬في النظام المعلوماتي لتصبح آنذاك متاحة أمام كل الفاعلين‬
‫المعنيين بشؤون موظفي الدولة‪ ،‬حيث يكفل لهم حق اإلطالع عليها مباشرة دون إمكانية‬
‫تغييرھا‪ ،‬ومن تم فمثل ھذا النظام المعلوماتي يقرب المسافات بين مختلف المتدخلين‪ ،‬ويوفر‬
‫المعلومات المتعلقة بالموظفين في وقت وجيز‪ ،‬غير أن ھذه المعلومات تتطلب تعاون جميع‬
‫المتدخلين في المجال الذي يختص فيه‪.‬‬

‫ويهدف ھذا النظام إلى تحقيق األھداف التالية‪:‬‬

‫‪ ‬توحيد المساطر واإلجراءات اإلدارية عبر االرتكاز على مفاھيم ذات مدلول وأسس‬
‫قانونية‪ ،‬بهدف الحد من التأويالت الخاطئة عند دراسة ملفات موظفي الدولة؛‬
‫‪ ‬ضبط القواعد القانونية المتعلقة بالوظيفة العمومية‪ ،‬من خالل تبني قواعد موحدة بالنسبة‬
‫لكل نظام أساسي خاص بفئة من الموظفين وذلك كيفما كان القطاع اإلداري المعني بتظبيقها؛‬
‫‪ ‬تبسيط المسالك اإلدارية وتقليص مدة دراسة الملفات‪ ،‬دون أن يترتب عن ذلك المس‬
‫باختصاصات أي من المتدخلين؛‬
‫‪ ‬تحقيق التطابق والتكامل فيما يخص المعطيات الخاصة بالوظيفة اإلدارية والعائلية‬
‫للموظف بهدف الوصول إلى بيان لمعلومات موحدة‪ ،‬عند كل من اآلمر بالصرف ومكتب‬
‫أداء اإلجور الرئيسي‪.126‬‬

‫‪ 125‬نجيب جيري‪ ،‬نظام الرقابة المالية بالمغرب‪ :‬قراءة في آليات التفعيل ونظر في مداخيل اإلصالح‪ ،‬منشورات المجلة‬
‫المغربية لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬حكامة التدبير العمومي‪ ،‬العدد الخاص رقم ‪ ،21‬السنة ‪ ،2020‬ص ‪.71‬‬
‫‪ 126‬نجيب جيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪69‬‬
‫وبالتالي ھذا النظام استطاع تحقيق األھداف المنتظرة منه‪ ،‬سواء على مستوى الدولة أو‬
‫الجماعات الترابية‪ ،‬وذلك من خالل القدرة على التحكم في وضعية المناصب المالية‪،‬‬
‫ومعالجتها معلوماتيا‪ ،‬وتوحيد قواعد تدبير شوؤن الموظفين في الجماعات الترابية‪ ،‬وتجاوز‬
‫سوء التسيير اإلرتجالي الناتج عن سوء تأويل وتطبيق النصوص القانونية وتعدد واختالف‬
‫المساطر والمسالك اإلدارية من مصلحة ألخرى‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬مكوانت بواابت امجلاعات الرتابية وصفقاهتا العمومية الإلكرتونية‬


‫أصبحت الجماعات الترابية تعمل على تقديم خدماتها بشكل إلكتروني للمرتفقين‪ ،‬وذلك‬
‫لتمكينهم من اإلطالع على مختلف اإلنشطة واألعمال والمستجدات المتعلقة بها‪ ،‬وتعتبر‬
‫بوابات الجماعات الترابية من أبرز صورة لتنزيل اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وتقريب المرتفق من‬
‫الجماعة‪ ،‬لذلك سنتطرق في ھذا الفرع إلى دراسة مكونات بوابات الجماعات الترابية (الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬والتعرف على الصفقات العمومية اإللكترونية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬مكوانت بواابت امجلاعات الرتابية‬


‫طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 27‬من الدستور والقوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫والقانون رقم ‪ 31-03‬المتعلق بالحق في الحصول على المعلومة‪ ،‬من حق المواطنات‬
‫والمواطنين الحصول على المعلومات المتوفرة لدى الجماعات الترابية‪.‬‬

‫لهذا الغرض ولتكريس ھذا الحق‪ ،‬تم تكريس بوابات الجماعات الترابية كنافذة للمواطنات‬
‫والمواطنين تمكنهم من االضطالع على مجموعة من المعلومات المتعلقة بالجماعات‬
‫الترابية التي ستنخرط في ھذه الدينامية‪ ،‬إذ يمكن للمواطن من خاللها اإلطالع على الوثائق‬
‫التي تخص كل من ميزانية المواطن‪ ،‬القوائم المحاسبية والمالية‪ ،‬برامج التنمية أو برامج‬
‫العمل‪.‬‬

‫ومن أجل تحقيق االستفادة من ھذه البوابات تم تخصيص بوابة لكل جهة‪ ،‬وذلك حسب‬
‫مكونات وأنشطة كل جهة‪ ،‬فمثال البوابة الخاصة بجهة الدار البيضاء سطات تضم قائمة‬
‫تحتوى على مجموعة من المكونات والمتمثلة في خدمات النقل بواسطة الطاكسي‪ ،‬حيث تم‬
‫تحديد اإلطار التنظيمي لها‪ ،‬بواسطة القرار العاملي رقم ‪ 671‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬يونيو‬
‫‪70‬‬
‫‪ 2018‬من أجل االستثمار في مجال ربط االتصال بين سائق سيارة األجرة والزبون بواسطة‬
‫الوسائل اإللكترونية الحديثة‪ ،‬كذلك نشر جميع األحداث والمستجدات المتعلقة بالجهة في‬
‫البوابة الرسمية للجهة‪ ،‬وتمكين المواطن من خريطة تفاعلية من خالل تقديم بحث موضوعي‬
‫يشمل جميع المطاعم والفنادق المتواجدة بالجهة‪ ،‬وأيضا نشر المشاريع الهيكلية الكبرى‬
‫للجهة‪ ،‬ونذك ر على سبيل المثال المسرح الكبير للبيضاء‪ ،‬قناة حماية البيضاء من فيضانات‬
‫واد بوسكورة‪ ،‬المركب الرياضي محمد الخامس‪ ،‬حديقة الحيوانات لعين السبع‪ ،...‬كذلك‬
‫نشر مخططات التهيئة والعمران الخاصة بالجهة‪ ،‬واالستفادة من خدمات عبر االنترنيت‪،‬‬
‫ويتعلق األمر ھنا بنظام المساعدة الطبية ‪ RAMID‬من أجل ملئ االستمارة عن بعد وتتبع‬
‫معالجة الطلب‪ ،‬إضافة إلى خدمات النسخ الكاملة لعقد اإلزدياد إذ يتم تقديم ھذه الخدمة عبر‬
‫الخط واستالمهم عبر البريد المضمون‪ ،‬إضافة إلى ذلك تعمل البوابة الرسمية لجهة الدار‬
‫البيضاء سطات من تقريب المواطن من الحياة اليومية (أديان‪ ،‬عبادات‪ ،‬شبكات النقل‪ ،‬أماكن‬
‫اإلقامة‪ ،‬صيدليات الحراسة‪ ،‬الصحة والمستعجالت‪ ،‬أرقام ھواتف‪ ،‬الطقس‪ ،‬الصالة‪.)...‬‬
‫كذلك مشاركة الحياة السياسية والحياة االجتماعية في البوابة‪ ،‬وامكانية التعرف على الجهة‬
‫‪127‬‬
‫من خالل معارض الصور والفيديو المتواجدة في البوابة‪.‬‬

‫أما على مستوى العماالت واألقاليم‪ ،‬فقد تم اعتماد بوابة إلكترونية لكل عمالة أو إقليم‪،‬‬
‫تتضمن كل األنشطة التي تقوم بها ھذه األخيرة والخدمات التي تقدمها‪ ،‬إذ نجد البوابة‬
‫اإلل كترونية الخاصة بعمالة طنجة على سبيل المثال تضم كل المعلومات المتعلقة بالعمالة‪،‬‬
‫إذ ينشر فيها كل ما يتعلق باإلدارة الجماعية‪ ،‬والمقاطعات‪ ،‬والخازن الجماعي‪ ،‬واإلجراءات‬
‫والمساطر المتبعة‪ ،‬وكل ما يتعلق بالصفقات العمومية الخاصة بالجماعة‪ ،‬وأيضا المناصب‬
‫الشاغرة‪ ،‬وأوقات العمل‪ ،‬ثم خريطة الولوج‪ ،‬إضافة إلى ذلك فإن ھذه البوابة تقرب المواطن‬
‫من الحياة السياسية‪ ،‬والحياة االجتماعية من خالل طنجة المواطنة‪ ،‬وذلك بنشر أعمال‬

‫‪ 127‬البوابة الرسمية لجهة الدار البيضاء سطات ‪ https://casablanca.ma/Ar/Contact.aspx‬تاريخ اإلطالع عليه‬


‫األربعاء ‪ 11‬ماي ‪ 2022‬على الساعة ‪.13:38‬‬
‫‪71‬‬
‫المجالس وأنشطة جمعيات المجتمع المدني‪ ،‬أيضا تقدم البوابة الخاصة بعمالة طنجة‪،‬‬
‫معلومات عن المدينة من أجل تشجيع االستثمار فيها وزيارتها‪ ،‬وكذلك ربط اإلتصال بها‪.128‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬بوابة الصفقات العمومية‬


‫تعتبر الصفقات العمومية أداة لتحقيق التنمية‪ ،‬تضطلع بإعادة توزيع الموارد الوطنية‬
‫والترابية‪ ،‬كما تشكل الصفقات العمومية أداة لتنمية المقاولة المغربية‪ .129‬وتشكل رقمنة‬
‫المساطر المادية للصفقات العمومية مدخال مهما لمجابهة األزمات التي يشهدھا المال العام‪،‬‬
‫وقد شكل مرسوم الصفقات العمومية لسنة ‪ 2013‬تجربة رائدة في مسار اإلصالح الذي‬
‫استوجبته االختالالت والنواقص التي تمظهرت من خالل مقتضيات المرسوم السابق‪.130‬‬

‫وقد خصص مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬الباب السابع للتأكيد على نزع الصفة المادية عن‬
‫المساطر‪ ،‬وفتح إمكانية نشر اإلعالنات الخاصة بالصفقات العمومية‪ ،‬وھو ذات التوجه الذي‬
‫أسسه مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ ،2007‬وذلك الستبدال عبارة الصفة المادية بالصبغة المادية‪.131‬‬

‫ويقصد ببرنامج نزع الصفة المادية عن الطلبيات العمومية إمكانية إبرام الصفقات العمومية‬
‫بالطريق اإللكتروني إما باستعمال الوسائل اإللكترونية أو استخدام أرضية شبكة األنترنيت‪،‬‬
‫ونزع الصيغة المادية للصفقات العمومية ليس له أي تأثير على المعلومات التي تعد مستقلة‬
‫عن شكل أو طريقة نقل المعلومة كما أنه يشكل مشروعا شامال لتحسين كفاءة إدارة‬
‫المشتريات وتسهيل حصول المتعاملين االقتصاديين على الطلبات العمومية التي تتيحها‬
‫الصفقات العمومية‪ .‬ويقوم ھذا البرنامج بشكل أساسي على أولويتين‪ ،‬تنمية اإلدارة‬
‫اإللكترونية ومحاربة الرشوة‪ ،‬ويسعى أيضا لعقلنة تدبير المال العام وتجويد المرفق العام‪،‬‬
‫و تشجيع المنافسة بين المقاولين للولوج للطلبية العمومية‪ ،‬بحيث تسمح البوابة اإللكترونية‬
‫للمقاوالت بالحصول مجانا على المعلومات الضرورية‪ ،‬وفي الوقت الحقيقي‪ ،‬عن كل‬

‫‪ 128‬بوابة طنجة ‪ http://www.tanger.ma/‬تاريخ اإلطالع عليه األربعاء ‪ 11‬ماي ‪ 2022‬على الساعة ‪.13:38‬‬
‫‪ 129‬مهدي خرجوج‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية وتحديث القطاع العمومي بالمغرب‪ :‬وزارة االقتصاد والمالية نموذجا‪ ،‬أبحاث المؤتمر‬
‫الدولي المحكم‪ :‬اإلدارى اإللكترونية بين الواقع والحتمية‪ ،‬عمان‪ ،2017 ،‬ص ‪.497‬‬
‫‪ 130‬مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬المتعلق بالصفقات العمومية الصادر في ‪ 8‬جمادى األولى ‪ 20( 1434‬مارس ‪ )2013‬منشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6140‬بتايخ ‪ 23‬جمادى األولى ‪ 4( 1434‬أبريل ‪ ،)2013‬ص ‪.3023‬‬
‫‪ 131‬آسية الحراق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪72‬‬
‫الفرص التجارية المتا حة‪ ،‬التي تستجيب لمراكز اھتمامها‪ ،‬باإلضافة إلى كافة االستدراكات‬
‫التي قد تعرفها الفرص التجارية‪ ،‬وھو األمر الذي سيعفي المقاوالت وخاصة الصغرى‬
‫والمتوسطة من عناء وتكاليف الحصول على المعلومات المناسبة‪ ،‬وبالتالي يكون أمامها‬
‫الوقت الكافي لتحضير عروضها‪.132‬‬

‫ويمكن تلخيص نزع الصفة المادية عن الصفقات العمومية في العديد من المراحل التي تمر‬
‫منها الصفقة‪ ،‬إذ يمكن تقسيم ھذه المراحل في مرحلتين أساسيتين‪ ،‬تتعلق األولى باإلجراءات‬
‫القبلية للصفقة (أوال)‪ ،‬والثانية باإلجراءات المتبعة بعد بدأ الصفقة العمومية (ثانيا)‪.‬‬

‫أول‪ :‬مرحةل قبل الصفقة العمومية‬


‫تتجلى إجراءات نزع الصفة المادية في مرحلة قبل الصفقة العمومية‪ ،‬في خطوتين‬
‫أساسيتسن‪ ،‬يمكن ذكرھما اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬نشر اإلعالن عن الصفقات العمومية‬

‫إن تحقيق المنافسة والمساواة في الصفقات العمومية يتطلب فتح الباب أمام أكبر عدد ممكن‬
‫من األفراد‪ ،‬لذلك كان من أھم شروط الصفقة أن يتم اإلعالن عنها‪ ،‬بطريقة تسمح بوصول‬
‫اإلعالن ألكبر عدد ممكن من المعنيين باألمر‪ ،‬تمهيدا الختيار المتعاقد األفضل من بينهم‪.‬‬

‫وتعد اإلنترنيت الوسيلة الفعالة لإلعالن عن الصفقات العمومية‪ ،‬إذ توجه من خالله دعوة‬
‫للتقدم بالترشيح لكل من توفرت فيهم الشروط‪ ،‬وذلك عن طريق نشر اإلعالنات بشكل‬
‫إلكتروني‪ ،‬إذ يتميز اإلعالن اإللكتروني بالمرونة وقلة التكاليف قياسا بالطرق التقليدية‬
‫وسرعة االنتشار‪ ،‬واتساع الرقعة الجغرافية لالعالن‪ ،‬وامكانية التوجه الدقيق للشرائح‬
‫المستهدفة‪ ،‬واستخدام الوسائط المتعددة كاألصوات والمتحركة ومقاطع الفيديو مما يجعل‬
‫اإلعالن أكثر تأثيرا من الطرق التقليدية‪.133‬‬

‫‪ 132‬مصطفى الصغيري‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية دعامة لحكامة الصفقات العمومية‪ :‬برنامج نزع الصفة المادية عن الصفقات‬
‫العمومية نموذجا‪ ،‬مجلة مسارات في األبحاث والدراسات القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،3‬أكتوبر ‪ ،2019‬ص ‪.182‬‬
‫‪ 133‬آسية الحراق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪73‬‬
‫وقد أكد ا لمشرع المغربي على وجوب نشر اإلعالنات بطريقة إلكترونية‪ ،‬فبالرجوع للمادة‬
‫‪ 149‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬نجدھا تنص على أن "يتم فتح األظرفة وكذا تقييم‬
‫العروض المودعة بطريقة إلكترونية من طرف المتنافسين وفق مقتضيات المواد ‪ 36‬إلى‬
‫‪ 45‬من نفس المرسوم"‪.134‬‬

‫إذ ينشر في بوابة الصفقات العمومية إعالنات اإلشهار المتعلقة بطلبا العروض المفتوحة؛‬
‫طلبات العروض باالنتقاء المسبق؛ المباريات‪ ،‬المساطر التفاوضية؛ االستشارات المعمارية؛‬
‫إعالنات المناقصات اإللكترونية المعكوسة‪ .‬ھذه الوثائق تبقى رھينة لقرار من الوزير‬
‫المكلف بالمالية بعد اسشارة لجنة الصفقات العمومية‪.‬‬

‫كما حددت المادة ‪ 151‬من نفس المرسوم مضامين اإلعالن اإللكتروني والتي نصت على‬
‫"يجب أن يعرف ھذا اإلعالن خصوصا بموضوع المناقصة والشروط المطلوبة من‬
‫المتنافسين وكيفيات المشاركة في المناقصة والعدد األدنى للمتنافسين الذين يجب تسجيلهم‬
‫للمشاركة في المناقصة"‪.135‬‬

‫‪ ‬ارسال الترشيحات والعروض إلكترونيا‬

‫بالرجوع للمادة ‪ 148‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬نجدھا تنص على أنه "يمكن إيداع‬
‫وسحب أظرفة وعروض المتنافسين بطريقة إلكتترونية في بوابة الصفقات العمومية‪"136.‬‬
‫إذ يمكن من خالل ھذه المادة للمتنافسين استعمال اإلدارة الرقمية إلرسال ترشيحاتهم‬
‫وعروضهم إلى الجماعة المعنية‪ ،‬حيث تكون لهذه الترشيحات نفس القوة القانونية واألثر‬
‫القانوني الذي يترتب عن تقديم الترشيحات بالطريقة العادية‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 189‬من نفس‬
‫المرسوم على أن يتم فتح األظرفة وتقييم العروض المودعة بطريقة إلكترونية من قبل‬
‫المتنافسين وفق مقتضيات المواد ‪ 36‬إلى ‪ ،45‬وتجدر اإلشارة إلى أن ھذه المواد تتحدث‬
‫عن العروض المقدمة بشكل عادي‪.137‬‬

‫‪ 134‬المادة ‪ 149‬من مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 135‬المادة ‪ 151‬من مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 136‬المادة ‪ 148‬من مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 137‬المادة ‪ 189‬من مرسوم ‪ 2.12.349‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫وقد عمل المرسوم الجديد أيضا على استرجاع تقنية المناقصة كطريقة إلبرام الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬إال أن ھذا اإلرجاع يتميز بخصوصية تقنية باعتبار الدور الكبير الذي أصبحت‬
‫تلعبه التكنولوجيا الحديثة في ھذا المجال‪ ،‬حيث استحدث المشرع مسطرة المناقصات‬
‫اإللكترونية‪ ،‬من خالل تنصيصه في المادة ‪ 151‬على أن‪" :‬المناقصة اإللكترونية المعكوسة‬
‫كمسطرة الختيار العروض تنجز بطر يقة إلكترونية بحيث تمكن المتنافسين من مراجعة‬
‫األثمان التي يقترحونها بالتخفيض طيلة سريان المناقصة وذلك في حدود التوقيت المحدد‬
‫للمناقصة‪ .‬ويقبل صاحب المشروع‪ ،‬عند نهاية المناقصة‪ ،‬عرض المتنافس األقل ثمن الذي‬
‫يتم تعيينه نائال للصفقة المزمع إبرامها‪ ."138‬وفي إطار تنزيل مقتضيات الباب السابع من‬
‫مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ ،2013‬فقد تم تجريد مساطر إبرام الصفقات العمومية من الصفة المادية‬
‫للصفقات التي يعادل أو يفوق مبلغها التقديري ‪ 5‬ماليين درھم في فاتح يناير ‪ ،2015‬في‬
‫حين خضعت الصفقات التي يعادل أو يفوق مبلغها التقديري ‪ 2‬مليون درھم لهذا اإلجراء‬
‫في فاتح يناير ‪.1392016‬‬

‫كما تم تطبيق ھذا اإلجراء على الصفقات العمومية كيفما كان مبلغها التقديري في فاتح يناير‬
‫‪.2017‬‬

‫وجدير بالذكر أن تفعيل ھذه المقتضيات رھين بصدور قرار للوزير المكلف بالمالية يحدد‬
‫شروط وكيفيات إيداع وسحب أظرفة وعروض المتنافسين‪ .‬كما يبقى ھذا اإلرسال مرھون‬
‫بشرط عدم اسبعاده من طرف صاحب المشروع بموجب اعالن الصفقة العمومية‪ ،‬مما يعني‬
‫أن األمر اليغدو أن يكون مجرد طريقة مضافة للطرق العادية إليداع الترشيحات‬
‫والعروض‪.140‬‬

‫اثنيا‪ :‬مرحةل بعد بدء الصفقة‬


‫وتشمل ھذه المرحلة ما يلي‪:‬‬

‫‪ 138‬المادة ‪ 151‬من مرسوم ‪ 2.12.349‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 139‬مصطفى الصغيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪ 140‬آسية الحراق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪75‬‬
‫‪ ‬تبادل المعلومات إلكترونيا‬

‫أشارت المادة ‪ 77‬من نفس المرسوم على تبادل المعلومات بطريقة إلكترونية بين صاحب‬
‫المشروع والمتنافسين‪ ،‬حيث نصت على إمكانية وضع نظام االستشارة والرسالة الدورية‬
‫لالستشارة ودفاتر التحمالت والوثائق والمعلومات اإل ضافية رھن إشارة المتنافسين بطريقة‬
‫إلكترونية طبق الشروط المحددة بمقرر للوزير األول ينشر في الجريدة الرسمية‪.141‬‬

‫فمرسوم الصفقات العمومية الحالي قد عمل بشكل أكبرعلى إدماج التقنيات الحديثة لإلعالم‬
‫والتواصل في مجال الطلبيات العمومية مما سيعزز ال محالة من شفافية القطاع الذي يستهلك‬
‫القسم األكبر من المال العام‪ .‬إذ جاء بمقتضيات جديدة تنص على إيداع وسحب أظرفة‬
‫وعروض المتنافسين بطريقة إلكترونية‪ ،‬وكذا فتح األظرفة وتقييم العروض‪ ،‬مع إمكانية‬
‫استعمال مسطرة اختيار العروض بواسطة المناقصات اإللكترونية بالنسبة لصفقات‬
‫التوريدات العادية‪ ،‬ونزع الصفة المادية عن الطلبيات العمومية‪ ،‬وخصوصا من خالل وضع‬
‫قاعدة معطيات الموردين في أفق نزع الصفة المادية عن الملفات اإلدارية للمتنافسين‪ ،‬بهدف‬
‫تمكينهم من التفرغ لتحضير عروضهم‪.142‬‬

‫وقد تنبه المشرع ألھمية تبادل المعلومات بشكل إلكتروني‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 147‬من ذات‬
‫المرسوم على إمكانية وضع مجموعة من الوثائق والمعلومات رھن إشارة المتنافسين‪ ،‬ومن‬
‫بين ھذه المعلومات إعالنات التصحيح؛ ملف الدعوة إلى المنافسة؛ تقارير انتهاء تنفيذ‬
‫الصفقات‪ ...‬وغيرھا من المعلومات‪.143‬‬

‫‪ ‬البوابة اإللكترونية كوسيلة للتواصل‬

‫تعتبر بوابة الصفقات العمومية من أھم تجليات اإلدارة اإللكترونية في مجال الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬حيث تشكل القناة التي من خاللها يتم تبادل المعلومات بين اإلدارة والمتعاملين‬
‫معها‪ ،‬فبوابة الصفقات العمومية عبارة عن موقع الكتروني لنشر النصوص التشريعية‬

‫‪ 141‬المادة ‪ 77‬من مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 142‬مصطفى الصغيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪ 143‬المادة ‪ 147‬من مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫والتنظيمية المتعلقة بالصفقات العمومية‪ ،‬باإلضافة إلى كونها مساحة متضمنة لمختلف‬
‫اإلعالنات سواء كانت إعالنات طلبات العروض‪ ،‬أو إعال نات المباريات لصفقات األشغال‪،‬‬
‫أو الخدمات‪ ،‬أو التوريدات أو اإلعالنات‪ ،‬المرتبطة بالهندسة المعمارية‪.144‬‬

‫وتشكل ھذه البوابة أھم المرتكزات األساسية والتوجهات التي راھن عليها اإلصالح في‬
‫ترسيخ تكنولوجيا اإلعالم والتواصل كتوجه لعصرنة تدبير الصفقات العمومية من أجل الحد‬
‫من التدخل البشري‪ ،‬من خالل نوع الصفة المادية عن المساطر‪ ،‬واالعتماد بشكل كبير على‬
‫البوابة اإللكترونية في نشر المعلومات والوثائق‪.145‬‬

‫وبهذا قد بدأ رسم خارطة الطريق لهذا التوجه من خالل مرسوم ‪ 2.06.388‬صادر في ‪16‬‬
‫من محرم ‪ 5( 1428‬فبراير ‪ ،)2007‬بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة‪ ،‬وكذا‬
‫بعض القواعد المتعلقة بتدبيرھا ومراقبتها‪ ،‬وبتحديث آليات التواصل بين اإلدارة والمتنافسين‬
‫عبر خلق بوابة إلكترونية للصفقات العمومية ‪ ،www.marchespublic.gov.ma‬وكذا‬
‫تبادل المعطيات بطريقة إلكترونية بين صاحب المشروع والمتنافسين‪ ،146‬وبالرغم مما تقدم‬
‫به ھذا المرسوم من إجراءات في تحديث المساطر ودعم الشفافية والنزاھة في نشر معلومات‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬إال أن الواقع العملي كشف مجموعة من النواقص التي تعتريه‪ ،‬وبهذا‬
‫جاء مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬ليؤكد تفعيل ھذا المسار‪.‬‬

‫ففي إطار تطوير وتجويد المساطر اإلدارية‪ ،‬جاء مرسوم ‪ 2013‬بطريقة المقاصة الرقمية‪،‬‬
‫وأعطى الترخيص من أجل اختيار العروض المخصصة لصفقات التوريدات العادية‪ ،‬إذ‬
‫تعتبر طريقة المناقصة اإللكترونية المعكوسة مسطرة الختيار العروض‪ ،‬تنجز بطريقة‬
‫إلكترونية تمكن المتنافسين من مراجعة األثمان‪ ،‬التي يقترحونها‪ ،‬في حدود التوقيت المحدد‬

‫‪ 144‬مصطفى الصغيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬


‫‪ 145‬حفيظ مخلول‪ ،‬حدود إصالح نظام الصفقات العمومية وفق مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ ،2013‬رسالة لنيل ديبلوم الماستر‪ ،‬جامعة‬
‫موالي إسماعيل‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مكناس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2015/2014‬ص ‪.41‬‬
‫‪ 146‬أسامة شنفار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪77‬‬
‫للمناقصة‪ ،‬إذ يقبل صاحب المشروع عند نهاية المناقصة عرض المتنافس األقل ثمنا الذي‬
‫يتم تعيينه نائبا للصفقة المزمع إبرامها‪.147‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه حسب المادة ‪ 151‬من مرسوم ‪ 2013‬ال يجوز لصاحب المشروع‬
‫أن يلجأ إلى المناقصة اإللكترونية المعكوسة إال بالنسبة لصفقات التوريدات الجارية المتعلقة‬
‫بشراء منتجات موجودة في السوق ال تتطلب خصائص مميزة‪ ،‬إذ يتعين أن يتقيد اللجوء إلى‬
‫المناقصات اإللكترونية المعكوسة بقواعد اإلشهار المسبق وعلى صاحب المشروع أن ينشر‬
‫إعالن المناقصة اإللكترونية في بوابة الصفقات العمومية طيلة ‪ 10‬أيام على األقل‪.148‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنظمة التتبع والتقيمي للخدمات الرمقية الإدارية‬


‫تتعدد أنظمة التتبع والتقييم المتعارف عليها بالجماعات الترابية‪ ،‬وتعتبر البوابات اإللكترونية‬
‫الخاصة بتقديم طلبات الحصول على المعلومات‪ ،‬وتقديم الشكايات‪ ،‬الوسيلة الفعالة التي‬
‫تمكن المرتفق من إبداء رأيه تجاه الخدمة المقدمة من قبل الجماعات الترابية‪ ،‬وتقديم شكايته‬
‫وذلك دون استنزاف جهده‪ ،‬لذا سيتم دراسة شكايات عبر الخط (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم شفافية‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬الشاكايت عرب اخلط‬


‫لقـد عمـل دسـتور ‪ 2011‬عـى إرسـاء أسـس متينـة لعالقة المواطنـات والمواطنيـن بـاإلدارة‬
‫العموميـة وموظفيها بشــكل عــام‪ ،‬فيــما يتعلــق بالخدمــات التــي تقدمهــا لهــم المرافــق‬
‫العموميــة التــي تديرھــا ھــذه اإلدارات‪ .‬حيـث نـص الدسـتور في فصلـه ‪ 156‬عـى‬
‫تكريـس مبـدأ عـام يقـضي بتلقـي المرافـق العموميـة مالحظـات مرتفقيهـا‪ ،‬واقراتحاتهـم‬
‫وتظلماتهـم‪ ،‬وتأميـن تتبعهـا‪.‬‬

‫‪147‬‬‫‪Mohamed abdelmouhsine hanine, la procédure de la passation des marches public Maroc,‬‬


‫‪étude analytique et réflexions la lumiére du code français des marches public, mémoire de‬‬
‫‪recherche pour l’obtention du diplôme du master en administration public, école nationale‬‬
‫‪d’administration, session 2007/2008, p 76.‬‬
‫‪ 148‬المادة ‪ 151‬من مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫وقد نص الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح البرلمان لدورة أكتوبر ‪ 2016‬على أنه‪ ..." :‬ومن‬
‫غير المقبول أن ال تجيب اإلدارة على شكايات وتساؤالت الناس‪ ،‬وكأن المواطن ال يساوي‬
‫شيئا‪ ،‬وأنه مجرد جزء بسيط من المنتظر العام لفضاء اإلدارة‪ ،‬فبدون المواطن لن تكون‬
‫ھناك إدارة‪ ،‬ومن حقه أن يتلقى جوابا عن رسائله‪ ،‬وحلوال لمشاكله المعروضة عليها‪ ،‬وھي‬
‫ملزمة أن تفسر األشياء للناس وأن تبرر قراراتها التي يجب أن تتخذھا بناءا على‬
‫القانون‪.149"..‬‬

‫كما أكد كذلك أنه‪ ..." :‬والواجــب يقتضــي أن يتلقــى المواطنــون أجوبــة مقنعــة‪ ،‬وفــي‬
‫آجــال معقولــة‪ ،‬عــن تسـاؤالتهم وشـكاياتهم‪ ،‬مـع ضـرورة شـرح األسـباب وتبريـر‬
‫القـرارات‪ ،‬ولـو بالرفـض‪ ،‬الـذي ال ينبغــي أن يكــون دون ســند قانونــي‪ ،‬وإنمــا ألنــه‬
‫مخالــف للقانــون‪ ،‬أو ألنه يجــب علــى المواطــن اســتكمال المســاطر الجــاري بهــا‬
‫العمــل‪.150"...‬‬

‫ومــن ھــذا المنطلــق‪ ،‬صــدر المرســوم رقــم ‪ 2.17.265‬بتاريــخ ‪ 23‬يونيــو ‪ 2017‬إذ‬


‫عمــل ھــذا المرســوم عــلى تحديــد مســطرة تلقــي مالحظــات المرتفقــن واقراتحاتهــم‬
‫بشــأن الخدمــات العموميــة‪ ،‬ومســطرة تلقــي الشــكايات وتتبعهــا ومعالجتهــا‪،‬‬
‫والتنصيــص عـلـى إحــداث وحــدات تلقــي الشــكايات وتتبعهــا ومعالجتهــا‪.151‬‬

‫وتتميـز المنظومـة المنصـوص عليهـا في ھـذا المرسـوم بكونهـا تعمـل عـى توحيـد‬
‫المسـاطر والقواعـد الواجـب االلتــزام بهــا في ھــذا المجــال مــع تعميمهــا عــى اإلدارات‬
‫العموميــة‪ ،‬ســواء مــن حيــث تقديــم الشــكايات وتسـجيلها‪ ،‬أو مـن حيـث معالجتهـا اآلجال‬
‫الواجـب احترامهـا للـرد عـلى المرتفقـن‪ ،‬وكـذا صياغـة التقاريـر القطاعيــة والتقريــر‬

‫‪ 149‬مقتطف من نص الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح االبرلمان بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪.2016‬‬
‫‪ 150‬مقتطف من نص الخطاب الملكي السامي بمناسبة حلول الذكرى ‪ 18‬لعيد العرش المجيد لسنة ‪.2017‬‬
‫‪ 151‬المرسوم رقم ‪ 2.17.265‬صادر ‪28‬من رمضان ‪ 23( 1438‬يونيو ‪ )2017‬بتحديد كيفيات تلقي مالحظات المرتفقين‬
‫واقتراحاتهم وشكاياتهم وتتبعها ومعالجتها الجريدة الرسمية عدد ‪ 6528‬بتاريخ ‪ 4‬شوال ‪ 29( 1438‬يونيو ‪ ،)2017‬ص‬
‫‪.3859‬‬
‫‪79‬‬
‫الرتكيبــي الســنوي‪ .‬وتهــدف ھــذه المســاطر أساســا إلى االســتجابة النتظــارات‬
‫المرتفقــن وتحسـن جـودة الخدمـات المقدمـة لهـم‪.152‬‬

‫وقد صـدر قـرار للوزيـر المنتدب لـدى رئيـس الحكومـة المكلف بإصالح اإلدارة وبالوظيفـة‬
‫العموميـة بشـأن تحديـد منـوذج تقديـم الشـكاية ومنـوذج اإلشعار بالتوصـل بهـا‪ ،153‬وفي‬
‫إطــار تفعيــل نفــس المرســوم‪ ،‬صــدر منشــور الوزيــر المنتــدب لــدى رئيــس‬
‫الحكومــة المكلــف بإصــاح اإلدارة وبالوظيفـة العموميـة تحـت رقـم ‪ 2019/2‬بشـأن‬
‫تحديـد منـوذج التقريـر السـنوي القطاعـي الخـاص بمالحظات واقتراحــات وشــكايات‬
‫المرتفقــن‪.‬‬

‫فمـن أھم المميـزات التي جاء بها المرسـوم توحيـد مسـطرة تلقـي ومعالجـة الشـكايات‬
‫ومركزتهـا في السـجل إلكتـرويني للشـكايات مـع التنصيـص عـى إحـداث وحـدة لتلقـي‬
‫ومعالجـة الشـكايات في جميـع اإلدارات المعنيـة‪ .‬فبالرجوع للمادة ‪ 15‬مـن نفس المرسوم‪،‬‬
‫فإن اإلدارة تتلقى شـكايات المرتفقـن إلكترونيا عـبر بوابـة تحمـل اسـم البوابـة الوطنيـة‬
‫للشـكايات ‪ www.chikaya.ma‬مقابـل إشـعار آني بتلقـي الشـكاية يسـلم فـورا‪.‬‬

‫وتقدم ھذه البوابة للمرتفقين خدمات متمثلة في‪:‬‬

‫‪ ‬تقديــم الطلــب‪ :‬مــن خالل تحديــد اإلدارة المعنية وإدخــال المعلومــات الشــخصية‬
‫وكــذا المعطيــات الالزمة لدراسـة الطلـب حسـب نوعـه (شـكاية أو مالحظة أو‬
‫اقتـراح)؛‬
‫‪ ‬تتبـع الشـكايات والتواصـل مـع اإلدارة‪ :‬عـن طريـق إدخـال البريـد اإللكتروني‬
‫ورقـم الهاتـف ورقـم الشـكاية مـا يمكن مـن اإلطالع عـلى مـدى التقـدم في‬
‫معالجتهـا‪.‬‬

‫‪ 152‬دليل موجه لوحدات تلقي مالحظات المرتفقين واقتراحاتهم وشكاياتهم وتتبعها ومعالجتها وزارة االقتصاد والمالية‬
‫وإصالح اإلدارة‪ ،‬طبعة ‪ ،2020‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 153‬قرار الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصالح اإلدارة وبالوظيفة العمومية رقم ‪ 2488.17‬صادر في ‪8‬‬
‫محرم ‪ 29( 1439‬سبتمبر ‪ )2017‬بتحديد نموذج تقديم الشكاية ونموذج اإلشعار بالتوصل بها‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪6634‬‬
‫بتاريخ ‪ 9‬ربيع اآلخر ‪28( 1439‬سبتمبر ‪ ،)2017‬ص ‪.7618‬‬
‫‪80‬‬
‫كـا يتيـح ھـذا الفضـاء إمكانيـة التواصــل مــع اإلدارة عــن طريــق إرســال‬
‫محتــوى جديــد يهــم الشــكاية أو تعزيزھــا بإرفــاق وثائــق أخـرى؛‬
‫‪ ‬التعبير عـن مسـتوى الـرضى بعـد التوصـل بالـرد عـى الشـكاية‪ :‬يمكن للمرتفـق‬
‫تقييـم محتـوى الرد الـذي توصـل بـه مـن اإلدارة عـلى شـكايته والتعبـير عـن مـدى‬
‫رضـاه عـن ھـذا الـرد؛‬
‫‪ ‬إعـادة فتـح الشـكاية‪ :‬يمكن للمرتفـق إعـادة فتـح الشـكاية في حالـة عـدم اقتناعـه‬
‫بـرد اإلدارة‪ ،‬وذلـك مـن أجـل إعـادة معالجتهـا؛‬
‫‪ ‬إحصائيات‪ :‬تمكن المرتفق من الولوج إلى مجموعة من المؤشرات األرقام المتعلقة‬
‫بالشكايات؛‬
‫‪ ‬أســئلة وأجوبــة‪ :‬وھــي إجابــات عــى األسئلة األكثر تداوال لــدى المرتفقين‬
‫بخصــوص الشــكايات المالحظات واالقتراحات‪.154‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه يمكن للمرتفق أن يلج إلى نفس الخدمات السابقة الذكر عبر التطبيق‬
‫المحمول ‪ ،CHIKAYA‬أو من خالل مراكز اإلتصال إذ يقــوم مركــز اإلتصال الخــاص‬
‫بالبوابــة بتوجيــه ومســاعدة المرتفقين عــلى تقديــم مالحظاتهم اقتراحاتهم شكاياتهم‬
‫وتتبعهـا‪ ،‬وذلـك مـن خـالل االتصال‪ ،‬داخـل المغـرب‪ ،‬بالرقـم المختصـر ‪ 3737‬مـن‬
‫الهاتـف المحمـول أو الرقــم اإلقتصادي ‪ 08 0200 3737‬مــن الهاتــف الثابــت‪ ،‬ومــن‬
‫خــارج المغــرب عــى الرقــم ‪.+212 5 37 67 99 6‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه توجد ‪ 1733‬إدارة منخرطة في ھذه البوابة‪ ،‬وأزيد من ‪1090000‬‬
‫شكاية مقدمة‪ ،‬والتي تمت معالجة أزيد من ‪ 923000‬شكاية‪.155‬‬

‫‪ 154‬دليل موجه لوحدات تلقي مالحظات المرتفقين واقتراحاتهم وشكاياتهم وتتبعها ومعالجتها وزارة االقتصاد والمالية‬
‫وإصالح اإلدارة‪ ،‬طبعة ‪ ،2020‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 155‬البوابة شكاية ‪ https://www.chikaya.ma/‬تاريخ اإلطالع عليه ‪ 13‬ماي ‪ ،2022‬على الساعة ‪.18:01‬‬
‫‪81‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شفافية ‪chafafia.ma‬‬
‫تعتبر بوابة ‪ chafafia.ma‬البوابة التي تمكن من الحصول على المعلومات‪ ،‬إذ تتيح ھذه‬
‫البوابة للمواطنين والمواطنات وكذا األشخاص المقيمين بالمغرب بصفة قانونية تقديم وتتبع‬
‫طلبات الحصول على المعلومات‪ ،‬ھذه البوابة تتيح امكانية تقديم الطلب‪ ،‬وذلك بتحديد ھوية‬
‫طالب المعلومات والمعلومات المطلوب ة والشكل المرغوب فيه‪ ،‬إذ تضم مرحلة إيداع طلب‬
‫الحصول على المعلومات اختيار المؤسسة أو الهيئة المعنية (اإلدارات العمومية‪ ،‬المؤسسات‬
‫والمقاوالت العمومية‪ ،‬الجماعات الترابية‪ ،‬وھيئات أخرى)‪ ،‬ثم تحديد نوع الطلب‪ ،‬حيث يتم‬
‫التمييز بين الطلب العادي والطلب االستعجالي الذي يتم اللجوء إليه في الحاالت التي يكون‬
‫فيها الحصول على المعلومات ضروريا لحماية حياة وسالمة حرية األشخاص‪ ،‬وتقديم‬
‫بيانات شخصية لصاحب الطلب (اإلسم الشخصي‪ ،‬اإلسم العائلي‪ ،‬العنوان الشخصي‪ ،‬البريد‬
‫اإللكتروني‪ ،‬الهاتف)‪ ،‬ثم تحديد ھوية صاحب الطلب‪ :‬مواطن مغربي (رقم البطاقة الوطنية‬
‫للتعريف)‪ ،‬أو مقيم أجنبي (رقم وثيقة اثبات اإلقامة بصفة قانونية)‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد‬
‫المعلومات المطلوبة والفترة الزمنية المعنية بالمعلومات المطلوبة (مستند‪ ،‬تقرير‪ ،‬دراسة‪،‬‬
‫دورية‪ ،‬قرار‪ ،‬منشور‪ ،‬مذكرة‪ ،‬قاعد بيانات‪ ،‬وثائق أخرى ذات طابع عام)‪ .‬ثم يتم بعد ذلك‬
‫تحديد الطريقة المرغوب فيها للحصول على المعلومات (اإلطالع المباشر بعين المكان‪،‬‬
‫التسلم بعين المكان‪ ،‬عبر البريد اإللكتروني‪ ،‬عبر البريد العادي‪ ،‬عبر الفاكس)‪.‬‬

‫ثم تأتي مرحلة اإلشهاد بصحة البياتنات الشخصية المصرح بها قبل إرسال الطلب‪ ،‬كآخر‬
‫خطوة من خطوات تقديم الطلب‪ ،‬بعد ذلك تأتي مرحلة أخرى من مراحل اجراءات الحصول‬
‫على المعلومات‪ ،‬والمتمثلة في تتبع وضعية الطلب المقدم (طلب في طور المعالجة‪ ،‬طلب‬
‫معالج‪ ،‬في طور معالجة الشكاية‪ ،‬شكاية معالجة)‪ ،‬وذلك بإدخال البريد اإللكتروني ورقم‬
‫الطلب‪ ،‬ثم تأتي المرحلة األخيرة‪ ،‬وھي مرحلة الحصول على المعلومات المطلوبة‪ ،‬وفق‬
‫الشكل والطريقة المتاحتين وداخل اآلجال المحددة‪.‬‬

‫وفي حالة عدم االستجابة لطلب الحصول على المعلومات‪ ،‬يحق لطالب المعلومات تقديم‬
‫شكاية إلى رئيس المؤسسة أو الهيئة المعنية في غضون ‪ 20‬يوم عمل من تاريخ انقضاء‬

‫‪82‬‬
‫األجل القانوني المخصص للرد على طلبه‪ ،‬من تاريخ التوصل بالرد‪ ،‬أو تقديم شكاية للجنة‬
‫الحق في الحصول على المعلومات داخل أجل ال يتعدى ‪ 30‬يوم الموالية النصرام األجل‬
‫القانوني المخصص للرد على الشكاية الموجهة إلى رئيس المؤسسة أو الهيئة المعنية‪ ،‬أو‬
‫من تاريخ التوصل بالرد‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن عدد المؤسسات والهيئات المعنية يبلغ ‪ ،1698‬وعدد الطلبات المقدمة‬
‫‪ 7564‬طلب‪ ،‬تمت معالجة ‪ 3651‬طلب‪ ،‬وبقي ما يقارب ‪ 3913‬طلب في طور المعالجة‪،‬‬
‫ذلك بمتوسط مدة االجابة ‪ 67‬يوميا‪.156‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬اس تفادت اجملالس املنتخبة من الرمقنة وظهور املدن اذلكية‬
‫إن التحول الرقمي الذي عرفه المغرب في اآلونة األخيرة انعكس بشكل كبير على مختلف‬
‫قطاعات ومصالح الدولة‪ ،‬سواء على المستوى المركزي أو على المستوى الالمركزي‬
‫الترابي‪ ،‬إذ عملت الجماعات الترابية على السعي وراء رقمنة مختلف خدماتها‪ ،‬وذلك‬
‫لمواكبة التطور الحاصل‪ ،‬وتوفير خدمات ذات جودة عالية‪ ،‬وتعتبر استفادة المجالس‬
‫المنتخبة من الرقمنة (الفرع األول)‪ ،‬أحدى أھم تطبيقات الرقمنة على المستوى الترابي‪ ،‬كما‬
‫كان لهذه األخيرة دور كبير في ظهور المدن الذكية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع الول‪ :‬رمقنة خدمات اجملالس واعامتد دميقراطية تشاركية رمقية‬


‫استفادت مجالس الجماعات الترابية بكشل كبير من الخدمات الرقمية‪ ،‬وذلك باالعتماد على‬
‫منصات رقمية سيتم التعرف عليها من خالل (الفقرة األولى)‪ ،‬والتوجه نحو اعتماد‬
‫ديمقراطية تشاركية رقمية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ 156‬قراءة للموقع الرسمي ‪ http://www.chafafiya.ma/‬تاريخ اإلطالع عليه الخميس ‪ 12‬ماي ‪ 2022‬على الساعة‬
‫‪.14:22‬‬
‫‪83‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬رمقنة خدمات اجملالس املنتخبة‬
‫عملت الجماعات الترابية في اآلونة األخيرة على رقمنة خدمات مجالسها من خالل اعتماد‬
‫نظام مجالس‪ ،157‬الذي توضع فيه محاضر الدورات‪ ،‬إذ يصبح العضو بإمكانه اإلطالع على‬
‫محاضر الدورات‪ ،‬وذلك من خالل بريده الشخصي‪ ،‬والرقم السري الخاص به‪ ،‬وبالتالي‬
‫تفادي اإلشكاالت التي قد تطرح من قبل عدم توصل األعضاء بمحاضر الدورات في الوقت‬
‫المناسب‪ .‬وفتح المجال أمام كافة األعضاء لالطالع على ھذه المحاضر في أسرع وقت‪.158‬‬

‫الموقع‬ ‫زيارة‬ ‫يتطلب‬ ‫مجالس‬ ‫الرقمية‬ ‫المنصة‬ ‫إلى‬ ‫الولوج‬ ‫أن‬ ‫إذ‬
‫‪ https://www.majaliss.ma/‬الذي يمكن من اختيار الجهة المعنية كخطوة أولى‪ ،‬من‬
‫خالل الخريطة المرسومة‪ ،‬ثم بعد ذلك يمكن العضو من اختيار الهيئة المعنية (الوالية‪،‬‬
‫العمالة‪ ،‬الكتابة العامة للشؤون الجهوية‪ ،‬الجهة‪ ،‬المجالس اإلقليمية للجهة‪ ،‬الجماعات‬
‫الخاصة بالجهة‪ ،‬المقاطعات إن وجدت)‪ .‬ثم بعد ذلك يتم إدخال كلمة المرور للولوج إلى‬
‫النظام‪.‬‬

‫كما يمكن اإلشارة إلى ان مجالس الجماعات الترابية استفادت من اإلدارة الرقمية بشكل كبير‬
‫أثناء تفشي وباء كرونا ‪ covid-19‬وذلك من خالل العمل على انعقاد دوراتها عن بعد‪ ،‬عبر‬
‫اعتماد منصة ‪ ،zoom‬احتراما للتدابير الوقائية من أجل الحيلولة دون تفشي الوباء‪.159‬‬

‫لكن رغم الجهود المبدولة من أجل إدخال األنظمة الرقمية لمجالس الجماعات الترابية‪ ،‬فإن‬
‫األمر يبقى مستعصيا‪ ،‬وذلك راجع باألساس إلى ضعف المستوى التعليمي والتكويني‬
‫ألعضاء مجالس الجماعات الترابية‪ ،‬حيث ال زال يطرح اشكال تدني المستوى الدراسي‬
‫للمنتخبين‪ ،‬وبالتالي كيف يمكن إلزام أعضاء المجالس بالعمل باألنظمة الرقمية المتطورة‬

‫‪ 157‬المنصة الرقمية مجالس الخاص بنظام تسيير المجالس ‪ https://www.majaliss.ma/‬تاريخ اإلطالع عليه السبت‬
‫‪ 14‬ماي ‪ 2022‬على الساعة ‪.14:35‬‬
‫‪ 158‬مقابلة تم إجراؤها مع السيد الحبيب منشد‪ ،‬مدير المصالح االجتماعية لجماعة أوالد عياد‪ ،‬بتاريخ ‪ 14‬أبريل ‪ ،2022‬على‬
‫الساعة العاشرة صباحا‪ ،‬بمقر الجماعة‪.‬‬
‫‪ 159‬مقابلة تم إجراؤها مع السيد صالح حنين‪ ،‬رئيس جماعة أوالد عياد‪ ،‬بتاريخ ‪ 16‬أبريل ‪ ،2022‬على الساعة ‪ 11‬صباحا‪،‬‬
‫بمقر الجماعة‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫من أجل مواكبة ا لتطور‪ ،‬وخاصة بالجماعات النائية‪ ،‬فضال عن المشاكل المرتبطة بتزويد‬
‫المناطق النائية باألنترنيت‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التوجه حنو اعامتد دميقراطية تشاركية رمقية‬


‫تعمل الديمقراطية التشاركية على تجاوز مشكلة التمثيل الذي تطرحه الديمقراطية التمثيلية‪،‬‬
‫وتجاوز اإلختالالت التي تطرحها ھذه األخيرة‪ ،‬إذ تعمل على ضمان المشاركة الشعبية‪،‬‬
‫لذلك أدى ظهور واستخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت إلى بروز رؤى متفائلة بشأن‬
‫وجود ديمقراطية تشاركية وشمولية‪ ،‬إذ يمكن اعتبار البيئة الرقمية أنها صوت من ال صوت‬
‫له‪ ،‬بم عنى إعطاء فرص متكافئة لجميع الفئات للمشاركة في عملية صنع القرار أو على‬
‫األقل اإلطالع عليه‪.‬‬

‫فقد اصبحت العديد من الجهات الفاعلة في عملية صنع القرار كاألحزاب وجمعيات المجتمع‬
‫المدني‪ ،‬تعتمد على المنصات الرقمية كآلية تعوض آليات الوساطة االجتماعية والسياسية‪،‬‬
‫وكقن وات مباشرة بينها وبين المواطنين‪ ،‬إذ عرفت ھذه المنصات انتشارا واسعا‪ ،‬لتعبر عن‬
‫نخبة جديدة من الفاعلين والمؤثرين في صناعة القرار‪ ،‬سواء بطريقة مباشرة أو عبر‬
‫النقاشات والتعليقات‪.160‬‬

‫وبالتالي يمكن القول أن لإلعالم دور محوري في تفعيل المقاربة التشاركية‪ ،‬حيث إن وجود‬
‫وسائط جديدة تتيح أشكاال جديدة من المشاركة السياسية لم تكن موجودة من قبل‪ ،‬ھذه الوسائط‬
‫توفر فرصا غير محدودة للتفاعل السياسي‪ ،‬الذي يستطيع المواطن توجيه رسائل البريد‬
‫اإللكتروني ذات المحتوى السياسي ومحاولة التأثير على قرارات التي تخص تدبير الشأن‬
‫العام الترابي‪ ،‬من خالل التعليقات المنشورة على مواقع الويب‪ ،‬ومنه يمكن التمييز بين العديد‬
‫من التطبيقات اإللكترونية ذات األبعاد التفاعلية والتشاركية منها‪:‬‬

‫‪ 160‬رضوان قطبي‪ ،‬التعبئة اإللكترونية ومستقبل الديمقراطية الرقمية‪ ،‬دار السالم‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2021‬ص ‪.130‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ ‬منتديات المناقشة‪ :‬عبارة عن برمجيات يتم تنصيبها على مواقع اإلنترنيت‪ ،‬لتسمح‬
‫بتلقي مساھمات وأفكار وآراء من قبل أي شخص يسجل نفسه في المنتدى‪ ،‬وعرضها على‬
‫المشاركين في ذات الوقت‪ ،‬ثم اتاحة الفرصة للمشاركين بالتفاعل معها؛‬
‫‪ ‬االستطالعات االلكترونية‪ :‬والتي يمكن من خاللها قياس الرأي العام تجاه قضية معينة‬
‫من خالل شبكات االنترنيت؛‬
‫‪ ‬المعلومات اإللكترونية‪ :‬من خالل إعطاء الحق للمواطن للحصول على جميع‬
‫المعلومات المتاحة حول موضوع معين‪ ،‬حتى يتمكن من إبداء رأيه حوله؛‬
‫‪ ‬التشاور اإللكتروني‪ :‬تمكين المواطنين من المشاركة في المداوالت المتعلقة بصنع‬
‫القرار في السياسة العامة؛‬
‫‪ ‬اتخاذ القرار اإللكتروني‪ :‬أو بعبارة أخرى صنع القرار عبر االنترنيت‪ ،‬ومعنى ذلك‬
‫تمكين المواطنين بشكل كامل في االنشاء المشترك للسياسات والخدمات العامة‪.‬‬

‫كما يعتبر التصويت اإللكتروني آلية جديدة وفعالة تسهل عملية اختيار الممثلين‪ ،‬إذ يمكن‬
‫التمييز بين نوعين من التصويت اإللكتروني‪ ،‬إذ نجد في المقام األول التصويت عبر‬
‫اإلنترنيت في مكان اإلقتراع‪ ،‬والتصويت عن بعد الذي يمكن للناخب من خالله من جهاز‬
‫كمبيوتر أو محمول أو ھاتف في المقام الثاني‪ ،‬وللحديث عن تصويت رقمي فعال يجب أن‬
‫تتوفر فيه مجموعة من الخصائص والمميزات والتي يمكن ذكر بعضها كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬الخصوصية‪ :‬إذ يجب التأكد من أنه ال يمكن ربط االقتراع بالناخب‪ ،‬وأن الناخب ال‬
‫يمكنه اثبات كيف صوت؛‬
‫‪ ‬المرونة‪ :‬يستطيع ھذا النوع من التصويت ضمان القدرة على التحرر من قيود الزمان‬
‫والمكان؛‬
‫‪ ‬الدقة‪ :‬يجب أن تتضمن آلية التصويت اإللكتروني أن جميع بطاقات االقتراع الصالحة‪،‬‬
‫وأن يتم احتسابها بدقة‪ ،‬وأن الناخب المصادق عليه سيصوت مرة واحدة‪.161‬‬

‫‪ 161‬رضوان قطبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬


‫‪86‬‬
‫ومنه يمكن القول أن استخدام التصويت اإللكتروني يعكس مجموعة من األمور اإليجابة‪،‬‬
‫كتمكين الناخبين من اإلدالء بأصواتهم من مكان غير مركز اقتراع الدائرة التي ينتمون‬
‫إليها‪ ،‬وتسهيل عملية إدالء الناخبين بأصواتهم والمشاركة في االنتخابات لمن له الحق في‬
‫ذلك‪ ،‬وجعل التصويت يتماشى والتطورات الجديدة التي تعرفها المجتمعات‪ ،‬والمتمثلة أساسا‬
‫في االنفتاح على استعمال التكنولوجيا الجديدة كوسيلة لإلتصال واالنخراط الدائم في تحقيق‬
‫الديمقراطية‪ ،‬إضافة إلى تسريع عملية االعالن عن النتائج وزيادة درجة الوثوق بها‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬أدوار ومقومات املدن اذلكية والتحدايت اليت تواهجها‬


‫تعتمد المدن الذكية بشكل رئيسي على البنية التحتية لتقنية المعلومات االتصاالت‪ ،‬ولعل اكثر‬
‫ما يميزھا تركيزھا على األفراد في المقام األول‪ ،‬ذلك أنها تستطيع االستجابة للظروف‬
‫االقتصادية والثقافية االجتماعية المتغيرة التي تسخر في خدمة األفراد بخالف المدن‬
‫التقليدية‪ ،‬إذ يمكن ان تكون المدن الذكية مدنا جديدة صممت وأنشأت بطريقة ذكية منذ‬
‫البداية‪ ،‬او مدينة تقليدية يتم تحويلها تدريجيا الى مدينة ذكية‪ ،‬ومنه سنتعرف على أدوار‬
‫ومقومات المدن الذكية (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم التحديات التي تواجهها (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬أدوار ومقومات املدن اذلكية‬


‫ظهرت في اآلونة األخيرة عدة مدن تعتمد على شبكات االتصال والمعلوميات اكتسبت عدة‬
‫تسميات منها المدينة الرقمية‪ ،‬أو المدينة اإللكترونية أو المدينة الذكية‪ ،‬وقد تعددت التعاريف‬
‫التي قدمت للمدن الذكية حيث عرفها االتحاد األوروبي‪" :‬بأنها المدينة التي تجمع بين المدينة‬
‫والصناعة والمواطنين معا لتحسين الحياة في المناطق الحضرية من خالل حلول مبتكرة‪،‬‬
‫ومتكاملة وأكثر استدامة‪ ،‬ويشمل ذلك خططا عمرانية تنافس األساليب القديمة‪ ،‬فالمدينة‬
‫الذكية ھي التي تكون بفضل مجهوداتها الذاتية مركزا للمعارف والمهارات المهنية‪ ،‬أي‬
‫تجمع ھام لليد العاملة من ذوي الكفاءات العالية"‪.162‬‬

‫‪ 162‬عبد العزيز أشرقي‪ ،‬المدن الذكية مدن المستقبل‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2019‬ص ‪.57‬‬
‫‪87‬‬
‫كما عرفها االتحاد الدولي لالتصاالت أنها مدن تقوم على استعمال تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت وغيرھا من الوسائل لتحسين نوعية الحياة وكفاءة العمليات والخدمات‬
‫الحضرية‪ ،‬والقدرة على المنافسة مع ضمان تلبية احتياجات األجيال الحاضرة والمقبلة فيما‬
‫يتعلق بالجوانب االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪.‬‬

‫وبالتالي فالمدينة الذكية "الرقمية" ھي مدينة تتمتع بالقدرة على االتصال‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫االنترنيت ليس مجرد تكنولوجية‪ ،‬بل ھو أداة أساسية لالنضمام االجتماعي واالنتاجية‪ .‬على‬
‫اعتبار كل مشروع جديد في المدينة سيما في مجال تقنية المعلومات واالتصاالت سيسهم‬
‫في الرفع من مستوى ذكائها‪ ،‬ويمضي بها قدما في طريق الرقي والتقدم‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫امكانية مراقبة مستوى الثلوث في الشوارع؛ اكتشاف تسرب المياه بسهولة؛ معرفة الطرق‬
‫التي تعرف ازحاما في حركة السير؛ سهولة الحصول على الوثائق التي تهم العالجات‬
‫الطبية عن بعد؛ استخدام تقنيات المعلومات على نطاق واسع وبالتالي تحسين نوعية‬
‫ومستوى حياة المواطنين‪.163‬‬

‫وبالتالي يمكن اجمال أدوار المدن الذكية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬العمل على توفير بنية تحتية أساسية من طرق وشوارع وممرات وساحات عمومية‬
‫وقناطر وتشوير ولوحات توضح لقاطني وزوار المدينة األماكن والمناطق واإلدارات‬
‫والمؤسسات والمستشفيات‪ ،‬والمتاحف والمراكز الثقافية‪...‬؛‬
‫‪ ‬تركيز البنايات األساسية لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لتكون رھن إشارة مختلف‬
‫شرائح المجتمع ولالستفادة منها باعتبارھا منصة مفتوحة‪ ،‬ومكانا للتواصل والتعارف‪ ،‬حيث‬
‫يسمح ھذا االنفتاح على تحسين مستوى التعاون بين السكان وتنمية الثقة فيما بينهم وصانعي‬
‫السياسة والقطاع الخاص؛‬
‫‪ ‬تسريع وثيرة االستثمار‪ ،‬لذلك على المدينة العمل بكل الوسائل لتنسيق سياسات مختلف‬
‫الجهات المتواجدة وتوحيد جهودھا‪ ،‬لتشجيع وتحفيز أصحاب األموال واألعمال للقيام‬

‫‪ 163‬عبد العزيز أشرقي‪ ،‬المدن الذكية مدن المستقبل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪88‬‬
‫باستثمارات في قطاعات مختلفة والتي من شأنها تنمية اقتصاد المدينة وتشغيل اليد العاملة‬
‫ونمو االقتصاد الترابي‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بمقومات المدن الذكية فهي ترتكز على المحاور اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬التوسع الحضاري‪ :‬يرتبط ھذا المحور بالقضاء على انعزال المدينة عن محيطها‪،‬‬
‫فالمدن الذكية متفاعلة مترابطة األوصال داخل نطاق حضري عريض قادر على مد جسور‬
‫التواصل والتعاون في المدينة‪ ،‬مما يجعلنا أمام مدينة متضامنة؛‬
‫‪ ‬االحتواء الرقمي‪ :‬تعمل المدن الذكية على توفير التكنولوجيا األساسية للمواطن‪ ،‬للعيش‬
‫فيها‪ ،‬وتزويد مؤسسات المدينة بما تحتاجه من تقنيات وبنية تحتية إلنتاج خدمات حكومية‬
‫وتجارية‪ ،‬كما تضمن االتصال الشامل‪ ،‬بين كل اطراف المدينة؛‬
‫‪ ‬المعرفة واالبتكار‪ :‬ال يمكن الحديث عن مدينة ذكية من دون التطرق إلى ربط المواطنين‬
‫بشبكة االتصال‪ ،‬ثم التحفيز على زيادة األعمال في القطاعات االبتكارية‪ ،‬األمر الذي من‬
‫شأنه خلق فرص للعمل‪ ،‬وتطوير الحياة العامة‪ ،‬بإدارة حديثة تبسط اإلجراءات القانونية‬
‫والتنظيمية‪ ،‬وتلجأ إلى المعرفة والبحث اإلبداع في ازدھارالمدينة‪.164‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التحدايت اليت تواجه بناء املدن اذلكية‬


‫أصبح تدبير الشأن العام الترابي بالمدينة من أھم األولويات التي تشغل بال المسؤولين‪ ،‬إذ‬
‫يعاني المغرب في سبيل تأھيل المدن‪ ،‬من مجموعة من التحديات من أھمها‪:‬‬

‫‪ o‬التهديدات السيبرانية‪ :‬ففي عصرتكنولوجيا اإلعالم اإلتصاالت‪ ،‬وخاصة منها شبكة‬


‫اإلنترنيت وتطور ما بات يسمى بالحكومة اإللكترونية‪ ،‬ال أحد بإمكانه اليوم أن ينكر المكانة‬
‫التي بدأ يحتلها األمن السيبراني في جميع البلدان والمغرب واحد منها‪165‬؛‬
‫‪ o‬عدم التنسيق بين المتدخلين‪ :‬من الواجب الوعي التام من طرف الجميع عند وضع‬
‫مخطط بناء مدينة توقع وجود تحديات كثيرة‪ ،‬بما في ذلك حكامة تدبير وضع مخطط تقني‬

‫‪ 164‬محمد بومديان‪ ،‬اإلطار القانوني وتجسيد مفهوم المدن الذكية بالمغرب‪ ،‬مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬عدد‬
‫خاص‪ ،‬السنة ‪ ،2020‬ص ‪.40‬‬
‫‪ 165‬محمد بومديان‪ ،‬اإلطار القانوني وتجسيد مفهوم المدن الذكية بالمغرب‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪89‬‬
‫بمواصفات توفر بنية تحتية جيدة وتكامل أدوار مختلف القطاعات اإلدارية والتقنية المكلفة‬
‫بالمشروع والتنسيق فيما بينها‪ ،‬حيث يالحظ في بعض األحيان أن تكون قطاعات أخرى‬
‫تعمل في مشروع تطوير وبناء مدينة ذكية واحدة‪ ،‬ال تعلم بتدخالت قطاعات أخرى تعمل‬
‫في نفس المشروع‪166‬؛‬
‫‪ o‬صعوبة استخدام تقنيات المعلومات على نطاق واسع‪ :‬لتوضيح ھذه الصعوبية تجدر‬
‫اإلشارة إلى الدور الذي تلعبه تلك التقنيات في إنجاز كثير من العمليات وتسريع وثيرة نشاط‬
‫عدة مرافق ترابية لتقديم خدمات ذات جودة عالية‪ ،‬وبسرعة فائقة لقاطني المدينة وفق معايير‬
‫الحكومة اإللكترونية؛‬
‫‪ o‬صعوبة إيجاد التمويل لمشاريع تحويل أو بناء مدن ذكية‪ :‬ذلك أن وصول أي مدينة‬
‫إلى درجة الذكاء ليس باألمر السهل‪ ،‬إذ يتطلب ذلك تضافر عدة عناصر ومعايير مختلفة‬
‫يتعين توفرھا لرقي بالمدينة إلى مستوى الذكاء‪ ،‬وأھم صعوبة في طريق الوصول إلى الذكاء‬
‫ھو الكلفة الباھضة‪ ،‬الذي يتطلبها الرقي إلى مرتبة الذكاء‪ ،‬ذلك أن ضعف التمويل الالزم أو‬
‫على األقل عدم كفايته لمواجهة االحتياجات المتزايدة للساكنة في مجاالت تكنولوجية‬
‫المعلومات واالتصاالت وفي مجاالت التشغيل؛‬
‫‪ o‬غياب رؤية استراتيجية شاملة بعيدة المدى‪ :‬لتحديد االحتياجات الحاضرة والمقبلة من‬
‫أجل الوصول إلى مجتمع المعلومات والمعارف‪ ،‬والوسائل الموصلة لذلك‪ ،‬ولن يتأتى‬
‫الوصول إلى الهدف المنشود إال من خالل وضع برامج تنموية مبتكرة‪ ،‬تسثمر في العنصر‬
‫البشري‪ ،‬وفي استخدام تكنولوجيا النعلومات الرقمية؛‬
‫‪ o‬اتباع أساليب اقصائية تجاه التنمية الحضرية بالمدن‪ ،‬والتي ينتج عنها تكوين أحياء‬
‫ھامشية ومناطق عشوائية ومستوطنات غير نظامية تؤوي فئات ھشة ال تستطيع الوصول‬
‫إلى تلبية حاجاتها من السلع والخدمات العمومية؛‬
‫‪ o‬استخدام األراضي والبناء بطريقة غير مسؤولة‪ ،‬مما زاد من مخاطر الكوارث الطبيعية‬
‫والتي يكون اإلنسان السبب فيها بالدرجة األولى‪ ،‬حيث ينتج عن ذلك تدمير الممتلكات العامة‬
‫والخاصة وبالتالي فقدان الحياة لطعمها المستساغ‪.‬‬

‫‪ 166‬عبد العزيز أشرقي‪ ،‬المدن الذكية مدن المستقبل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪90‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬الإدارة الرمقية عىل مس توى التدبري املايل للجامعات الرتابية‬
‫إن إدخال اإلدارة الرقمية للجماعات الترابية كان له تأثير كبير على خدماتها المقدمة‪،‬‬
‫وخاصة الجانب المالي للجماعات الترابية‪ ،‬إذ تأثر بشكل كبير باإلدارة الرقمية وذلك لهدف‬
‫تجويد التدبير المالي‪ ،‬وتسهيل الرقابة على العمليات المالية بالجماعات الترابية‪.‬‬

‫لذلك تم تبني مجموعة من األنطمة الرقمية بالجماعات الترابية من أجل تسهيل عملياتها‬
‫المالية سواء في ما يتعلق بنفقاتها أو مداخيلها أو عالقتها بنوظفيها‪ ،‬أو في ما يتعلق بمحاسبتها‬
‫العمومية‪ ،‬وذلك بعد نجاح تجربة ھذا األنظمة الرقمية على مستوى الدولة وبيان فعاليتها‬
‫ونتائجها‪ ،‬وبهذا سنخصص ھذا المبحث لدراسة األنظمة المعلوماتية المالية والجبايات‬
‫الترابية (المطلب األول)‪ ،‬ثم تحديات تطبيق اإلدارة الرقمية بالجماعات الترابية وسبل‬
‫تجاوزھا (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب الول‪ :‬النظمة املعلوماتية املالية واجلباايت الرتابية‬


‫عرف التدبير المالي الترابي تطورا مهما‪ ،‬سواء على مستوى مداخيل الجماعة أو على‬
‫مستوى نفقاتها‪ ،‬إذ عملت الجماعات الترابية على تبني نمط األنظمة المعلومايتية‪ ،‬وذلك بعد‬
‫نجاحها على مستوى الدولة‪ ،‬إذ أصبحت رقمنة الجماعات الترابية لخدماتها المالية ضرورة‬
‫حتمية‪ ،‬تسعى لتحقيق حكامة مالية ترابية‪ ،‬وبهذا سنتناول في المقام األول األنظمة‬
‫المعلوماتية لتدبير مالية الجماعات الترابية (الفرع األول)‪ ،‬ثم الجبايات اإللكترونية‬
‫الجماعات الترابية في المقام الثاني (الفرع الثاني)‪ ،‬وأخيرا تنزيل المخطط المحاسبي‬
‫للجماعات الترابية (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع الول‪ :‬النظمة املعلوماتية لتدبري مالية امجلاعات الرتابية‬


‫إن اعتماد الجماعات الترابية لألنظمة المعلوماتية في تدبيرھا لماليتها‪ ،‬أصبح ضرورة‬
‫حتمية‪ ،‬إذ يعتبر كل من التدبير المندمج للمداخيل ‪ GID‬والتدبير المندمج للنفقات ‪GIR‬‬
‫أساسا للتدبير المرتكز على النتائج‪ ،‬الذي تجعل منه نمطا لتحقيق يحقق الفعالية والنجاعة‬
‫على مستوى المشاريع والبرامج التي تنجز على تراب كل جماعة‪ ،‬ومنه سنتعرف في ھذا‬

‫‪91‬‬
‫الفرع على نظام التدبير المندمج للمداخيل ‪( GID‬الفقرة األولى)‪ ،‬والتدبير المندمج للنفقات‬
‫‪( GIR‬الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬نظام التدبري املندمج للمداخيل ‪GIR‬‬


‫أصبح من الضروري على الجماعات الترابية تداول األنشطة الرقمية أثناء مزاولتها لعملها‪،‬‬
‫وخاصة ما يتعلق بالجانب الرقابي والمالي والمحاسبتي‪ ،‬إذ تسعى ھذه األليات إلى تجويد‬
‫العمل وتحقيق األھداف الرقابية‪ ،‬ومواجهة التحديات والصعوبات التي يعرفها التدبير المالي‬
‫في الجماعات الترابية‪.167‬‬

‫ففيما يخص منظومه التدبير المندمج للمداخيل ‪ ،GIR‬وعمال بمبدأ "التعلم بالممارسة"‪ ،‬وھو‬
‫أحد المبادئ الموازية في نمط التدبير المبني على النتائج‪ ،‬إذ تنص الدورية األخيرة المتعلقة‬
‫بإعداد وتنفيذ الميزانيات برسم ‪ 2021‬على ضرورة تعميم منظومه ‪ GIR‬على مختلف‬
‫الجماعات الترابية‪ ،‬وتلزم اآلميرين بالصرف بإدماج المرافق العمومية الترابية‪ ،‬وخصوصا‬
‫أسواق الجملة والمجازر بنظام التدبير المندمج للمداخيل‪ ،‬وذلك عبر توفير المتطلبات التقنية‬
‫والمادية الالزمة‪.168‬‬

‫وقد جاء ھذا النظام في ظل الدورية المشتركة بين وزارة الداخلية ووزارة االقتصاد والمالية‬
‫وإصالح اإلدارة‪ ،‬وذلك لتسريع وثيرة تطبيق نظام التدبير المندنج للمداخيل‪ ،‬الرامي إلى‬
‫تحسين وترشيد استعمال الوسائل الحديثة وتعميمها‪ ،‬إذ يمكن ھذا األخير عند استيفاء‬
‫المداخيل من استخراج وصول وتصاريح الدفع بطريقة إلكترونية‪ ،‬مما سيمكن المرتفقين‬
‫من أداء واجباتهم المالية بالشكل اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬األداء النقدي؛‬
‫‪ ‬تسليم شيكات بنكية؛‬
‫‪ ‬األداء بواسطة البطاقة البنكية؛‬

‫‪ 167‬أسامة شنفار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬


‫‪ 168‬أحمد منيرة‪ ،‬أنماط التدبير الحديث للجماعات الترابية في ظل القانون التنظيمي رقم ‪ ،113.14‬منشور بالموقع‬
‫‪ https://www.maroclaw.com/‬تاريخ اإلطالع عليه ‪ 16‬ماي ‪ ،2022‬على الساعة ‪.22:43‬‬
‫‪92‬‬
‫‪ ‬أي وسيلة أخرى من وسائل األداء األخرى في مقابل حصولهم على سند يثبت ھذا‬
‫األداء‪.169‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن منظومة التدبير المندمج للمداخيل‪ ،‬عبارة عن آلية لتجاوز التدبير‬
‫التقليدي لعمليات التحصيل‪ ،‬وتقوية الحكامة وتنزيل الشفافية على مستوى المداخيل‪ ،‬إقليميا‬
‫وجهويا ومركزيا‪ ،‬في تشارك معلوماتي بين مختلف الفاعلين والمتدخلين (اآلمر بالصرف‪،‬‬
‫اآلمرون المساعدون‪ ،‬المحاسبون العموميون‪.170)..‬‬

‫ويتميز نظام التدبير المندمج المنذمج للمداخيل بمايلي‪:‬‬

‫‪ ‬أنه نظام مرن لمصاحبة جميع اصالحات تدبير المداخيل؛‬


‫‪ ‬منظومة آمنة للتدبير المندمج حيث ال يمكن الولوج إلى نظام المعالجة اآللية للمعطيات؛‬
‫‪ ‬لوحة قيادية لألمر بالصرف‪ ،‬لآلمرون بالصرف تمكنهم من الولوج إلى المعلومات‬
‫بطريقة سريعة وموثوق بها؛‬
‫‪ ‬منظومة قابلة للتفاعل مع أنظمة أخرى للخزينة العامة للمملكة ‪ GID‬و وظيف أجور‪،‬‬
‫ونظام االستشارات المالية‪ ،‬والمخطط المحاسبي‪ ،‬والبوابة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نظام التدبري املندمج للنفقات ‪GID‬‬


‫تشكل األنظمة المعلوماتية التي طورتها الخزينة العامة للمملكة التدبير المندمج للنفقات‬
‫‪ ،GID‬ونظام وظيف أجور ‪ ،Wadef-@ujour‬ونظام اندماج‪ ،‬األساس التقني لتنزيل‬
‫اإلصالح المنبثق من القانون التنظيمي الجديد‪ ،‬حيث مكنت ھذه األنظمة من تنزيل جميع‬
‫مستجدات القانون التنظيمي بأقل كلفة وفي مدة زمنية قياسية‪ ،‬كما سهلت للمدبرين تحقيق‬

‫‪ 169‬الدورية المشتركة بين وزير الداخلية ووزير اإلقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة‪" ،‬حول استعمال منظومة التدبير المندمج‬
‫للمداخيل فيى انجاز عمليات الجماعات الترابية ومجموعاتها‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪170 EBAUCHE DE MANUEL DE FORMATION « Nouvelles recrues de la Trésorie Générale du‬‬

‫‪Royaume Promotion 2014 ».‬‬


‫‪93‬‬
‫أھداف اإلصالح كالقرب والرقابة والمساءلة وتبسيط المساطر وإضفاء الطابع الالمادي‬
‫عليها‪.171‬‬

‫إذ تمكن ھذه النظم المعلوماتية مختلف الفاعلين المنخرطين في التدبير الميزانياتي من‬
‫العناصر الضرورية ألتخاد القرارات‪ .‬ويعتبر وجود نظم معلوماتية مناسبة وعملياتية شرط‬
‫التدبير‪ ،‬ونظام الموظفين لنفقات بالنسبة‪" AUJOUR-WADEF‬أجور‪-‬وظيف" ونظام‬
‫الميزانياتية الكراسات ألعداد ‪ budget‬ال محيد عنه في إنجاح اإلصالح الميزانياتي‪ .‬ويتم‬
‫التدبير الميزانياتي الحالي للنفقات عبر نظام برمجة الميزانية المندمج للنفقات ‪ GID‬فيما‬
‫يخص تنفيذ الميزانية باستثناء نفقات الموظفين و كذلك نظام المحاسبة‪ .‬وتمكن ھذه األنظمة‬
‫من التدبير الجيد للميزانية‪ ،‬ويتميز نظام التدبير المندمج للنفقات ‪ GID‬بالقدرة على تسجيل‬
‫النفقة في مرحلة الخدمة المنجزة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يقوم اآلمرون بالصرف بتقييد الخدمة المنجزة‬
‫خالل مرحلة األمر بالصرف‪ .‬كما يجب‪ ،‬أيضا‪ ،‬السهر على إمكانية تحسين ھذا النظام بغية‬
‫تشجيع األمرين بالصرف على تقييد عمليات الخدمة المنجزة‪ ،‬بشكل دقيق‪.172‬‬

‫وبالتالي فنظام التدبير المندمج ‪ GID‬نظام معلوماتي مندمج خاص بالتدبير الميزانياتي‬
‫والمحاسباتي للنفقات‪ ،‬ونظام مشترك بين جميع الجهات الفاعلة في اإلنفاق‪ ،‬يمكن من تبسيط‬
‫المساطر لتنفيذ نفقات الموظفين من خالل إنشاء قنوات لتبادل المعلومات بين نظام التدبير‬
‫المندمج للنفقات‪ GID‬ونظام األجور وتشاركها مع المسيرين المعنيين‪ .‬كما يسمح ھذا النظام‬
‫بدمج الحسابات الميزاناتية لمختلف األطراف المشتركة في عملية تنفيذ نفقات الموظفين‪.173‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن األنظمة المعلوماتية السالفة الذكر تشتغل وفق ما يلي‪:174‬‬

‫‪ 171‬القانون التنظيمي لقانون المالية‪ :‬من أجل تدبير أفضل لنفقات موظفي الدولة‪ ،‬مجلة المالية‪ ،‬العدد ‪ ،35‬غشت ‪،2019‬‬
‫ص‪.24‬‬
‫‪ 172‬األنظمة المعلوماتية منشور بالموقع الرسمي لوزارة االقتصاد والمالية ‪file:///C:/Users/HP/Downloads/lof‬‬
‫تاريخ االطالع عليه ‪ 15‬ماي ‪ 2022‬على الساعة ‪.21:36‬‬
‫‪ 173‬القانون التنظيمي لقانون المالية‪ :‬من أجل تدبير أفضل لنفقات موظفي الدولة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ 174‬القانون التنظيمي لقانون المالية‪ :‬من أجل تدبير أفضل لنفقات موظفي الدولة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪94‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬اخلدمات الإلكرتونية للجباايت الرتابية‬
‫عملت المديرية العامة للضرائب سنة ‪ 2017‬على تطوير خدمات ‪ SIMPL‬أي الخدمات‬
‫الضريبية على األنترنيت من أجل تمكين المستعملين من الوفاء بالتزاماتهم الضريبية بطريقة‬
‫إلكترونية‪ ،‬إذ جعلت االنخراط في العمليات اإللكترونية إجباريا لكافة الخاضعين للضريبة‬
‫بغض النظر عن رقم معامالتهم‪ ،175‬وھو ذات المنوال الذي سارت عليه الجماعات الترابية‬
‫فيما يتعلق بأداء رسومها‪ ،‬وبالتالي سنخصص ھذا الفرع للحديث عن األداء اإللكتروني‬
‫لرسوم الجماعات الترابية (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم اإلقرار االكتروني (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬خدمة الإقرار الإلكرتوين‬


‫يعرف اإلقرار اإللكتروني للضريبة على أنه خدمة إلكترونية اعتمدتها اإلدارة الجبائية‬
‫لرقمنة خدمة التصريح بالوقائع المنشأة لإللتزامات المتعلقة بالضريبة عن طريق اإلنترنيت‪،‬‬
‫وجعلها على الخط وفق نظم معلوماتية موضوعة رھمن إشارة الملزمين‪ ،176‬وبالتالي‬
‫فالحديث عن اإلقرار اإللكتروني للضريبة عبارة عن خدمة يتم اعتمادھا عبر األنترنيت من‬
‫أجل تنفيذ اإللتزام الضريبي المتمثل في وضع اإلقرار الضريبي رھن إشارة اإلدارة‪.‬‬

‫‪ 175‬االنخراط في الخدمات اإللكترونية‪ ،‬منشور بالموقع ‪ https://www.tax.gov.ma/‬تاريخ اإلطالع عليه األربعاء ‪19‬‬
‫ماي ‪ ،2022‬على الساعة ‪.11:31‬‬
‫‪ 176‬هشام زوبير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪95‬‬
‫وقد حدد المرسوم ‪ 2.22.176‬المتعلق بإيداع القرارات المتعلقة بالرسوم المستحقة لفائدة‬
‫الجماعات الترابية وأدائها بطريقة إلكترونية‪ ،‬كيفيات األداء واإلقرار بطريقة إلكترونية‬
‫بالنسبة للرسوم لفائدة الجماعات الترابية‪ ،‬وذلك لتطبيق المادتين ‪ 168‬و ‪ 168‬مكررة مرتين‬
‫من القانون ‪ 47.06177‬إذ يتعلق األمر بالرسوم التالية‪:‬‬

‫‪ ‬الرسم المهني؛‬
‫‪ ‬رسم السكن؛‬
‫‪ ‬رسم الخدمات الجماعية؛‬
‫‪ ‬الرسم على األراضي الحضرية غير المبنية؛‬
‫‪ ‬الرسم علىمحال بيع المشروبات؛‬
‫‪ ‬الرسم على اإلقامة بالمؤسسات السياحية وأشكال اإليواء السياحي األخرى؛‬
‫‪ ‬الرسم على المياه المعدنية ومياه المائدة؛‬
‫‪ ‬الرسم على استخراج المقالع؛‬
‫‪ ‬الرسم على استغالل المناجم؛‬
‫‪ ‬الرسم على تالخدمات المخدمة بالموانئ‪.178‬‬

‫وفي ھذا الصدى‪ ،‬توفر المديرية العامة للضرائب منصة إلكترونية‪ ،‬تمكن من اإلقرار القيام‬
‫باإلقرار اإللكتروني‪ ،‬بالنسبة للخاضعين للرسم المهني‪ ،‬إذ يتم الولوج لهذه المنصة‬
‫اإلكترونية‪ ،‬عبر البوابة اإللكترونية للمديرية العامة للضرائب ‪ www.tax.gov.ma‬ھذه‬

‫‪ 177‬القانون ‪ 07.20‬المتعلق بجبايات الجماعات الترابية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.20.91‬صادر في ‪ 16‬جمادى‬
‫األولى ‪ 31( 1442‬ديسمبر ‪ ،)2020‬المتمم والمغير للقانون ‪ ،47.06‬جريدة رسمية عدد ‪ 6948‬بتاريخ ‪ 16‬جمادى األولى‬
‫‪ 31( 1442‬ديسمبر ‪ ،)2020‬ص ‪.8632‬‬
‫‪ 178‬مرسوم ‪ 2.22.176‬صادر في ‪ 26‬شعبان ‪ 29( 1443‬مارس ‪ )2022‬يتعلق بإيداع اإلقرارات المتعلقة بالرسوم المستحقة‬
‫لفائدة الجماعات الترابية وأدائها بطريقة إلكترونية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 7083‬بتاريخ ‪ 16‬رمضان ‪ 18( 1443‬أبريل‬
‫‪ ،)2022‬ص ‪.2551‬‬
‫‪96‬‬
‫المنصة تمكن من القيام باإلقرار اإللكتروني للخاضين لرسم السكن ورسم الخدمات الجماعية‬
‫والذين يتم اصدار الجداول المتعلقة بهم من لدن الخزينة العامة للمملكة‪.179‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه عند كل إيداع إقرار بطريقة إلكترونية‪ ،‬يمكن للخاضعين لهذه الرسوم‬
‫الحصول على شهادات تثبت اإلدياع‪ ،‬وتتضمن التاريخ والساعة التي تم فيها اإلقرار بطريقة‬
‫إلكترنية‪ ،180‬كما يتم استعمال خدمة اإلقرار بطريقة إلكترونية من طرف األشخاص الذاتيين‬
‫الخاضعين للرسوم‪ ،‬وكذا من لدن األشخاص الذين يمثلونهم أو ينوبون عنهم لهذا الغرض‪،‬‬
‫غير أن الخاضع للرسم المعني‪ ،‬يظل مسؤوال عن محتوى اإلقرارات المنجزة بطريقة‬
‫إلكترونية‪ ،‬وكذا عن كل خطإ في محتوى ھذه اإلقرارات وبإيداعها أو في ما يتعلق بأداء‬
‫ھذه الرسوم سواء من طرفه أو من طرف من يمثله أو ينوب عنه لهذا الغرض‪.181‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خدمة الداء الإلكرتوين‬


‫يعتبر األداء اإللكتروني من أھم المستجدات التي عرفتها المساطر الجبائية الخاصة‬
‫بالجبايات الترابية‪،‬والتي جاءت نتيجة للتطور الذي تعرفه اإلدارة العمومية‪ ،‬واإلدارة‬
‫الجبائية للجماعات الترابية بصفة خاصة‪ ،‬والتي كانت تتسم بالجمود وطول المسطرة‬
‫والتعقيد في إجراءاتها‪ ،‬وبالتالي فأداء قيمة الضريبة والرسوم‪ ،‬يعتبر إلزام قانوني يجب على‬
‫الخاضعين للضريبة القيام به‪ ،‬وذلك تأكيدا لقاعدة "الدين الضريبي محمول وليس مطلوب"‪،‬‬
‫وبالتالي فالدفع أو األداء ھو إلتزام يقع على عاتق الملزم تجاه خزينة الدولة‪.‬‬

‫ومع تبني المغرب لسياسة المغرب الرقمي‪ ،‬باعتبارھا سياسة عمومية شمولية‪ ،‬فإن اإلدارة‬
‫الجبائية انخرطت في ھذه السياسة التحديثية‪ ،‬والتي يعتبر األداء الرقمي للضرائب والرسوم‬
‫أحد أبرز صورھا‪ ،‬وبالتالي فاألداء اإللكتروني للضريبة عبارة عن دفع ما بذمة الملزم من‬
‫ديون تجاه الخزينة العامة‪ ،‬باستخدام االنترنيت في تنفيذ التزاماته الضريبة‪ ،‬دون اللجوء إلى‬

‫‪ 179‬المادة األولى من القرار المشترك لوزير الداخلية ووزيرة االقتصاد والمالية رقم ‪ 733.22‬صادر في ‪ 29‬من شعبان‬
‫‪( 1443‬فاتح أبريل ‪ )2022‬يتعلق بإيداع اإلقرارات المتعلقة بالرسوم المستحقة لفائدة الجماعات الترابية وأدائها بطريقة‬
‫إلكترونية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 7083‬بتاريخ ‪ 16‬رمضان ‪ 18( 1443‬أبريل ‪ ،)2022‬ص ‪.2552‬‬
‫‪ 180‬المادة ‪ 4‬من القرار المشترك لوزير الداخلية ووزيرة االقتصاد والمالية رقم ‪ ،733.22‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 181‬المادة ‪ 5‬من القرار المشترك لوزير الداخلية ووزيرة االقتصاد والمالية رقم ‪ ،733.22‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫تنفيذه بطريقة مباشرة من قبل اإلدارة الضريبية‪ ،‬وذلك وفقا لإلجراءات والمساطر المحددة‬
‫قانونا‪.182‬‬

‫وبهدف تعميق مسلسل الالمركزية‪ ،‬يأتي ورش تعميم التخطيط الجماعي الذي انخرطت فيه‬
‫جل الجماعات الترابية‪ ،‬بناء على النهج االستراتيجي التشاركي ومراعاة للنوع االجتماعي‪،‬‬
‫ولمواكبة ھذا الورش‪ ،‬وضعت وزارة الداخلية‪ ،‬المديرية العامة للجماعات الترابية‪ ،‬من أھم‬
‫أھدافها تعزيز قدرات ھذه الجماعات وذلك بتمكينها وتأھيلها بمجموعة من اآلليات‪ ،‬تساعدھا‬
‫على القيام بعملية التخطيط وفق نهج استراتيجي تشاركي‪ ،‬من بينها‪ ،‬خدمات الدفع المباشر‬
‫بواسطة البطاقة البنكية‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬أداء الرسوم المحلية عبر األنترنيت ھذه الخدمة تمكن المواطن من االطالع على‬
‫وضعيتهم الضريبية فيما يخص سكن ورسم الخدمات الجماعية‪ ،‬وأداء واجبات ھذه الرسوم‬
‫باستعمال البطاقة البنكية عبر الموقع‪www.tgr.gov.ma‬؛‬
‫‪ ‬أداء رسوم السكن؛‬
‫‪ ‬أداء رسوم الخدمات الجماعية‪.183‬‬

‫وفي ھذا السياق‪ ،‬تؤكد المادة األولى من القرار المشترك لوزير الداخلية ووزيرة المالية رقم‬
‫‪ 733.22‬على وجوب األداء اإللكتروني للخاضعين للرسم المهني‪ ،‬ورسم السكن‪ ،‬ورسم‬
‫الخدمات الجماعية‪ ،‬وذلك عبر البوابة اإللكترونية للخزينة العامة للمملكة‬
‫‪ ،www.tgr.gov.ma‬كما تمكن ھذه المنصة من تمكن المنصة التي توفرھا مصالح‬
‫الخزينة العامة للمملكة من القيام اإلقرار األداء بطريقة إلكترونية بالنسبة للخاضعين للرسوم‬
‫التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬الرسم على األراضي الحضرية غير المبنية؛‬


‫‪ ‬الرسم على محال بيع المشروبات ؛‬
‫‪ ‬الرسم على اإلقامة بالمؤسسات السياحية وأشكال اإليواء السياحي األخرى ؛‬

‫‪ 182‬هشام زوبير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪ 183‬أسامة شنفار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪98‬‬
‫‪ ‬الرسم على المياه المعدنية ومياه المائدة ؛‬
‫‪ ‬الرسم على استخراج مواد المقالع ؛‬
‫‪ ‬الرسم على المركبات الخاضعة للمراقبة التقنية ؛‬
‫‪ ‬الرسم على استغالل المناجم ؛‬
‫‪ ‬الرسم على الخدمات المقدمة بالموانئ‪.184‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه يمكن للخاضعين للرسوم السالفة الذكر أن يقوموا بأدائها لدى‬
‫مؤسسات اإلئتمان أو مقدمي خدمات األداء المعتمدين لذلك أو عبر كل وسيلة أداء أخرى‬
‫طبقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،185‬كما أنه في حالة تعذر الولوج‬
‫إلى الخدمة اإللكترونية ألي سبب من األسباب‪ ،‬يجب على الخاضعين للرسوم السالفة الذكر‬
‫المعنيين باألمر‪ ،‬الوفاء بالتزاماتهم طبقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها‬
‫العمل‪.186‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تزنيل اخملطط احملاس يب للجامعات الرتابية‬


‫لعب تطور المحاسبة العمومة للجماعات الترابة دور مهم في تنمية الجماعات والرفع من‬
‫مردودتها‪ ،‬وفي ھذا الصدد فإن مسك المحاسبة واإلدالء بالحسابات تعد إحدى ھذه اآلليات‬
‫التي ستمكن من تقوية وتعزيز شفافية المالية الترابية‪ ،‬وكذا االستجابة إلى المقتضيات الجديدة‬
‫في مجال تدبير وحماية المال العام التي تضمنها الدستور الجديد‪ ،‬الذي أكد في فصله األول‬
‫على تبني مبادئ الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬وبذلك فالمخطط المحاسبي‬
‫للجماعات الترابية‪ ،‬يعد استمرارا لما اتجهت له الدولة من خالل إقرار نظام محاسبي شفاف‬
‫يعكس صورة واضحة وصادقة على ماليتها‪ ،‬ويعكس صورة حقيقية لثروتها‪ ،‬وبهذا سيتم‬
‫دراسة أھداف ومبادئ المخطط المحاسبي للجماعات الترابية (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم قواعد‬
‫المخطط المحاسبي للجماعات الترابية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ 184‬المادة ‪ 4‬من القرار المشترك لوزير الداخلية ووزيرة االقتصاد والمالية رقم ‪ ،733.22‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 185‬المادة ‪ 6‬من القرار المشترك لوزير الداخلية ووزيرة االقتصاد والمالية رقم ‪ ،733.22‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 186‬المادة ‪ 7‬من القرار المشترك لوزير الداخلية ووزيرة االقتصاد والمالية رقم ‪ ،733.22‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬أس باب وأهداف اخملطط احملاس يب للجامعات الرتابية‬
‫يمكن القول أن تبني الجماعات الترابية للمخطط المحاسبي‪ ،‬كانت له دوافع وأسباب (أوال)‪،‬‬
‫ھذه األسباب كشفت عن قصور المخطط الكالسيكي‪ ،‬مما جعل الجماعات الترابية تطمح‬
‫لتحقيق غايات وأھداف ترقى بها إلى تحقيق الحكامة المالية (ثانيا)‪.‬‬

‫أول‪ :‬أس باب اعامتد اخملطط احملاس يب للجامعات الرتابية‬


‫إن نظام المحاسبة السابق كان قائما على أساس مجموعة من الحسابات التي كانت ال تقد‬
‫بيانات مالية تسمح بتحقيق اإلفصاح الكامل والشفاف عن النتائج وذلك لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ ‬يتغاضى النظام المحاسبي السابق كليا عن تسجيل االستثمارات والتجهيزات العمومية‬


‫لعدم وجود أقسام حسابات في مجموعة حسابات الخزينة العامة‪ ،‬من أجل متابعة‬
‫االستثمارات و تطبيق االھتالكات عليها‪ ،‬وبالتالي ال يوفر النظام المحاسبي تقديرا محاسبيا‬
‫عن قيمة ممتلكات الدولة المنقولة؛‬
‫‪ ‬عدم تسجيل مخالفات النفقات الملتزم بها خالل السنة المالية زغير المدفوعة في نهاية‬
‫السنة‪ ،‬مما يؤدي إلى استهالك االعتمادات المالية القادمة من أجل تغطية نفقات ملزم بها في‬
‫السنة السابقة؛‬
‫‪ ‬عدم توفير قيود محاسبية لمتابعة استهالك االعتمادات المالية‪ ،‬والتي يتم متابعتها في‬
‫سجالت خارج المحاسبة عن طريق القيد الوحيد‪ ،‬رغم أنها بصفة آلية وفق تبويب الميزانية‪،‬‬
‫مما ينتج عنه عبء إضافي على المحاسب العمومي في غياب حسابات مخصصة لقيد ھذه‬
‫العمليات؛‬
‫‪ ‬عدم تسجيل الحقوق المستحقة الدفع للدولة في مرحلة إثبات المداخيل أو التصفية أو‬
‫حتى عند إصدار األمر بالتحصيل؛‬
‫‪ ‬عدم توفير بيانات مالية في سجالت المحاسبة عن باقي المداخيل المتبتة وغير المحصلة‬
‫أو الملغاة أو التخفيضات؛‬

‫‪100‬‬
‫‪ ‬يتغاضى نظام المحاسبة القديم عن تسجيل الممتلكات المعنية أو استثمارات الجماعات‬
‫الترابية‪.187‬‬

‫وبالتالي يمكن القول أن قصور نظام المحاسبة السابق أبان عن مجموعة من االختالالت‬
‫التي تحول دون تنظيم اإلدارة المالية للجماعات الترابية‪ ،‬إذ ال يستطيع النظام المحاسبي‬
‫الكالسيكي أن يوفر بيامات مالية عن الحقوق المالية المثبتة‪ ،‬وذلك لغياب تخصيص حسابات‬
‫لقيد باقي النفقات الملتزم بها وغير المدفوعة‪ ،‬لذلك تم سن نظام محاسبة جديد‪ ،‬من أجل بلوغ‬
‫حكامة في تسيير ميزانية الجماعات الترابية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬أهداف اخملطط احملاس يب للجامعات الرتابية‬


‫تتمثل أھداف المخطط المحاسبي للجماعات الترابية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬توفير معلومات موثوقة ودقيقة عن مجمل نشاطات الجماعات الترابية؛‬


‫‪ ‬توفير أدوات فعالة للرقابة على تسيير الموارد العمومية لضمان حكامة ومشروعية‬
‫العمليات المالية للدولة؛‬
‫‪ ‬تقديم قوائم مالية في آجال معقولة تعرض معلومات سهلة القراءة وتلبية حاجيات متخدي‬
‫القرارر؛‬
‫‪ ‬معرفة ممتلكات الجماعات الترابية بكل مكوناتها؛‬
‫‪ ‬إمكانية تحديد تكلفة الخدمات العمومية على مستوى الجماعات الترابية بمختلف‬
‫مكوناتها؛‬
‫‪ ‬تحديد النتائج السنوية وتقييم أداء نشاط الجماعات الترابية؛‬
‫‪ ‬تحقيق الشفافية وصدق القوائم المالية‪ ،‬والرفع من جودة اإلبالغ المالي الذي سيمكن من‬
‫تلبية حاجيات فئات مستخدمي بيانات المحاسبة العمومية؛‬
‫‪ ‬تبني تقنيات وتكنولوجيا حديثة في اإلدارات والمؤسسات العمومية من أجل تسهيل‬
‫عملية التوافق مع المعايير المحاسبية‪ ،‬حيث يتوجب توفير تكنولوجيا كافية‪ ،‬ألن استخدام‬

‫‪ 187‬عثمان مودن‪ ،‬المهدي العلوي‪ ،‬تحديث نظام المحاسبة العمومية بالمملكة المغربية من التأطير القانوني إلى التنزيل‬
‫العملي‪ ،‬مطبعة القرويين‪ ،‬القنيطرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2021‬ص ‪.409‬‬
‫‪101‬‬
‫النظم المحاسبية اإللكترونية يزيد من سرعة اإلنجتز فيما يتعلق بالعمل المحاسبي ويتيح‬
‫سرعة فرصة الحصول على معلومات محاسبية أكثر دقة مما قد يكون له أثر على التقارير‬
‫المالية‪188‬؛‬
‫‪ ‬تمكين الجماعات الترابية من تقديم معلومات ذات نوعية كاملة‪ ،‬ومبسطة لتحقيق أكبر‬
‫قسط من الشفافية المالية‪ ،‬خاصة مع الدور الجديد الذي أصبحت تلعبه الجماعات الترابية‬
‫في التنمية الترابية وتعاقدھا مع شركاء جدد في القطاع الخاص‪ ،‬أصبح يفرض عليها‬
‫ضرورة توفرھا على حسابات شفافة ومترجمة لوضعيتها الحقيقية‪189‬؛‬
‫‪ ‬توفير أدوات فعالة للرقابة على تسيير الموارد العمومية لضمان الشفافية ومشروعية‬
‫العمليات المالية؛‬
‫‪ ‬تحقيق االنتقال من المنطق البسيط للتحصيل والصرف إلى المحاسبة على أساس النتائج‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬قواعد ومبادئ اخملطط احملاس يب للجامعات الرتابية‬


‫يقوم المخطط المحاسبي للجماعات الترابية على مجموعة من القواعد والمبادئ المتمثلة‬
‫كاآلتي‪:‬‬

‫أول‪ :‬قواعد اخملطط احملاس يب للجامعات الرتابية‬


‫تخضع المحاسبة العامة طبقا للمخطط المحاسبي للجماعات الترابية إلى مجموعة من القواعد‬
‫والمساطر‪ ،‬التي تنظم العمليات المحاسبية‪ ،‬والتي من بينها‪ :‬قواعد التنظيم والمساطر‪ ،‬تبويب‬
‫وكيفيات عامة لتسيير الحسابات‪ ،‬بيانات مالية ووضعيات التدبير‪ ،‬ثم قواعد التقييم‪.‬‬

‫وفي ھذا اإلطار نصت المادة ‪ 112‬من المرسوم المتعلق بسن نظام المحاسبة العمومية‬
‫للجماعات ومؤسسات التعاون بين الجماعات‪ ،‬على أن المخطط المحاسبي يضم تبويبا‬
‫للحسابات‪ ،‬موزعة على أصناف متجانسة تسمى أقسام ويبلغ عددھا تسعة موزعة على‬
‫الشكل التالي‪ :‬حسابات التمويل الدائم؛ حسابات األصول الثابتة؛ حسابات األصول المتداولة؛‬

‫‪ 188‬عثمان مودن‪ ،‬المهدي علوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.412‬‬


‫‪ 189‬حمزة زنتاري‪ ،‬نجاعة التدبير المالي للجماعات الترابية ومتطلبات الحكامة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية اإلقتصادية واالجتماعية بسطات‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،2020/2019‬ص‪.65‬‬
‫‪102‬‬
‫حسابات الخصوم المتداولة؛ الحسابات المالية؛ حسابات التكاليف؛ حسابات التكاليف؛‬
‫حسابات الحصائل؛ حسابات النتائج؛ محاسبة تحليلية للميزانية‪.190‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 113‬من نفس المرسوم على أنه تمسك المحاسبة العامة طرف اآلمرون‬
‫بالصرف و المحاسبين العمومين كل فيما يخصة‪ ،‬والذين يقومون بإثبات كل العمليات‬
‫المنجزة لحساب ھذه الجهات أو ھذه المجموعات برسم الميزانية والميزانيات الملحقة‬
‫والحسابات الخصوصية ودفاتر الحسابات األولى والدفاتر الكبرى والدفاتر الثانوية‪ ،‬ويدرج‬
‫تحصيل منتوجات الميزانية حسب طبيعة المداخيل‪ ،‬في محاسبة توضح بالتفصيل‪ ،‬برسم‬
‫السنة الجارية والسنة السابقة والسنوات المنصرمة‪ ،‬تحمالت األوامر بالمداخيل‪ ،‬اإللغاءات‬
‫والتخفيضات‪ ،‬التحصيل المنجز‪ ،‬ويدرج أداء نفقات الميزانية و الميزانيات الملحقة في‬
‫محاسبة تبين على حدة‪ ،‬حسب كل باب من أبوب الميزانية‪ ،‬اإلعتمادات واإلصدارات التي‬
‫تمكن من مقاربة بينها‪ ،191‬ويقوم المحاسبون العموميون بحصر حساباتهم وسجالتهم‬
‫المحاسبية في ‪ 31‬دجنبر من كل سنة‪ ،‬ويقوم كل محاسب في ھذا التاريخ‪ ،‬بإعداد بيان عن‬
‫وضعية الصندوق والمحفظة المالية والميزان العام للحسابات‪.192‬‬

‫كما يقوم الخازن المكلف باألداء‪ ،‬في حساباته‪ ،‬بمركزة مجموع العمليات المنجزة من طرف‬
‫المحاسبين العموميين اآلخرين لحساب الجهة أو المجموعة‪ ،‬ويتولى تحديد نتيجة تنفيد‬
‫الميزانية وفق الشروط المحددة‪ ،‬ويقوم على أبعد تقدير في ‪ 31‬مارس من السنة الموالية‬
‫بإعداد البيانات المالية ووضعيات التدبير التالية‪:‬‬

‫‪ ‬الحصيلة أو وضعية الممتلكات؛‬


‫‪ ‬حسابات الحصائل والتحمالت؛‬
‫‪ ‬جدول العمليات المتعلقة بالميزانية؛‬

‫‪ 190‬المادة ‪ 112‬من مرسوم ‪ 2.17.451‬صادر في ‪ 4‬ربيع األول ‪ 23( 1439‬نوفمبر ‪ )2017‬المتعلق بسن نظام المحاسبة‬
‫العمومية للجماعات ومؤسسات التعاون بين الجماعات‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 6626‬بتاريخ (‪ 30‬نوفمبر ‪ )2017‬ص ‪.6787‬‬
‫‪ 191‬المادة ‪ 113‬من مرسوم ‪ 2.17.451‬المتعلق بسن نظام المحاسبة العمومية للجماعات ومؤسسات التعاون بين الجماعات‪،‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 192‬المادة ‪ 114‬من مرسوم ‪ 2.17.451‬المتعلق بسن نظام المحاسبة العمومية للجماعات ومؤسسات التعاون بين الجماعات‪،‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫‪ ‬جدول العمليات المالية؛‬
‫‪ ‬وضعية مختلف ديون الجهة أو مجموعاتة؛‬
‫‪ ‬وضعية تنفيذ ميزانية الجهة أو مجموعة‪.‬‬

‫ويجب أن تعطى ھذه البيانات المالية ووضعيات التدبير صورة حقيقية عن تنفيذ الميزانية‬
‫وعن وضعية ممتلكات الجهة أو مجموعة‪ ،‬ويمكن عند الحاجة‪ ،‬اإلدالء ببيانات إخبارية‬
‫تكملية لتعزيزھا‪.193‬‬

‫اثنيا‪ :‬مبادئ اخملطط احملاس يب للجامعات الرتابية‬


‫تتمثل مبادئ المخطط الحاسبي للجماعات الترابية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ o‬مبدأ المحاسبة على أساس التكلفة التاريخية‪ :‬يقوم ھذا المبدأ على أساس أن التكلفة‬
‫ھي األساس المناسب والموضوعي إلثبات كافة العناصر التي تظهر بالقوائم المالية‪ ،‬ويستند‬
‫ذلك إلى القيمة السوقية للصفقة المالية وقت تنفيذھا‪ ،‬وتقدم الدليل الموضوعي على وقوعها‬
‫وعلى قيمتها بدون تخمين أو تفاوت في الرأي‪ ،‬وعلى الرغم من تقلبات القيمة السوقية إأل‬
‫أن التكلفة التاريخية تظل كما ھي؛‬
‫‪ o‬مبدأ المقابلة‪ :‬مقابلة المصروفات باإليرادات‪ ،‬يقضي ھذا المبدأ بأنه في نهاية كل فترة‬
‫محاسبية يجب مقابلة إيرادات الفترة بالتكاليف الالزمة لتحقيق اإليرادات؛‬
‫‪ o‬مبدأ اإلفصاح التام الكامل‪ :‬يقضي ھذا المبدأ بضرورة أن تفصح القوائم المالية عن كافة‬
‫المعلومات المتعلقة بالنشاط االقتصادي للجماعة المالئمة التخاذ القرارات‪ ،‬كما يؤكد على‬
‫إمكانية مقارنة المعلومات المحاسبية المتعلقة بالجماعة مع فترات أخرى أو مثيلتها من‬
‫الوحدات الترابية األخرى؛‬
‫‪ o‬مبدأ الحيطة الحذر‪ :‬ويقضي ھذا المبدأ أن عناصر األصول ال يتم تقييدھا إال إذا كانت‬
‫مؤكدة ومستوفاة من طرف الجماعة‪ ،‬أما التحمالت فيتم األخذ بها بمجرد تحققها‪ ،‬بمعنى‬

‫‪ 193‬المادة ‪ 115‬من مرسوم ‪ 2.17.451‬المتعلق بسن نظام المحاسبة العمومية للجماعات ومؤسسات التعاون بين الجماعات‪،‬‬
‫مرجع سابق‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫آخر تجاھل األرباح التي لم تتحقق وأخد كل الخسائر المتوقعة في الحسبان وعدم تسجيل‬
‫المكاسب المحتملة حتى تتحقق بالفعل؛‬
‫‪ o‬مبدأ المادية‪ :‬وبعني ذلك أن التقرير المالي يحتوي على معلومات مهمة وجوھرية‪،‬‬
‫لدرجة أنها تؤثر على التقديرات والقرارات‪ ،‬وبالتالي أن مفهوم المادية يجب أن يختلف‬
‫حسب الغرض من البيانات المحاسبية وبحسب الفئة المستفيدة من تلك البيانات؛‬
‫‪ o‬مبدأ الثبات في اتباع النسق‪ :‬طبقا لهذا المبدأ يجب أن تسجل العمليات المالية بطريقة‬
‫موحدة من دورة إلى أخرى‪ ،‬وبالتالي تطبيق نفس اإلجراءات المحاسبية على األحداث‬
‫المماثلة في المشروع الواحد‪ ،‬حتى تصبح البينات أكثر قابلية للمقارنة وأكثر فائدة‬
‫للمستخدمين؛‬
‫‪ o‬مبدأ الشرعية والصدقية‪ :‬طبقا لهذا المبدأ يجب أن تسجل العمليات المحاسبيية وفقا‬
‫للقواعد والمساطر المقررة في المدونة السارية المفعول (المدونة العامة للتنميط المحاسبي)‪،‬‬
‫أما الصدقية فتعني أن األرقام المسجلة والمتعلقة بالتكاليف يجب أن تكون على درجة عالية‬
‫من الصدقية وحقيقية‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬حتدايت تطبيق الإدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية وس بل جتاوزها‬


‫ان وجود استراتيجية التحول نحو نمط "اإلدارة الرقمية" ال يعني أن الطريق ممهدة لتطبيق‬
‫وتنفيذ ھذه االستراتيجية بسهولة وسالسة وبشكل سليم‪ ،‬وذلك ألن العديد من التحديات‬
‫والمشاكل تواجه تطبيق الخطة الرقمنة‪ ،‬ولذلك يجب على المسؤولين وضع وتنفيذ مشروع‬
‫"اإلدارة الرقمية" التمتع بفكر شامل ومحيط بكافة العناصر والمتغيرات التي يمكن أن تطرأ‬
‫وتعيق خطة عمل‪ ،‬وتنفيذ استراتيجية اإلدارة الرقمية وذلك إما لتفاديها أو إيجاد الحلول‬
‫المناسبة لها‪.‬‬

‫وفي المقابل نجد أن تنزيل االدارة الرقمية على أرض الواقع‪ ،‬يكشف عدة تحديات‪ ،‬يمكن‬
‫الحديث عنها في المقام األول من خالل تحديات تطبيق اإلدارة الرقمية بالجماعات الترابية‬
‫(الفرع األول)‪ ،‬ثم الحديث في مقام ثان عن سبل تحقيق نجاعة اإلدارة الرقمية بالجماعات‬
‫الترابية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫الفرع الول‪ :‬حتدايت تطبيق الإدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية‬
‫تعتبر تكنولوجيا المعلومات واالتصال رافعة وركيزة أساسية لتحديث القطاع العمومي بشكل‬
‫عام والفضاء الترابي بشكل خاص‪ ،‬فأمام محيط يعرف العديد من التحوالت المتواصلة‬
‫التحوالت المختلفة‪ ،‬حيث تجد اإلدارة نفسها‪ ،‬وبكل مكوناتها‪ ،‬مدعوة إلى التالؤم مع ھذا‬
‫السياق‪ ،‬وإلى تبسيط المساطر إلنجاح مشروع التغيير الذي تحدثه الوسائل التكنولوجية في‬
‫أفق إقرار إدارة رقمية قادرة على مواكبة التطور والتجديد‪ ،‬وبالتالي يمكن تقسيم ھذه‬
‫االكراھات إلى إكراھات تنظيمية وتقنية (الفقرة األولى)‪ ،‬وإكراھات مادية وبشرية (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬التحدايت التنظميية والتقنية‬


‫إن أھم التحديات التي التي تواجه استخدام اإلدارة الرقمية ھي انعدام التخطيط المسبق‪،‬‬
‫والتنسيق والرقابة على األنشطة المتعلقة باستخدام تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬إذ يمكن التركيز‬
‫في ھذه الفقرة على نوعين من اإلكراھات والمتمثلة في إكراھات تنظيمية (أوال)‪ ،‬ثم‬
‫إكراھات تقنية (ثانيا)‪.‬‬

‫أول‪ :‬التحدايت التنظميية‬


‫تتمثل التحديات التنظيمية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬كون الواقع العملي يشير إلى وجود فجوة رقمية ھائلة‪ ،‬بين الفوائد المرتقبة التي‬
‫يفترض أن تقدمها نظم المعلومات لألجهزة اإلدارية‪ ،‬وبين الفوائد التي يتم الحصول‬
‫عليها بالفعل‪ ،‬ويرجع ذلك باألساس إلى أن نظم المعلومات يتم إدخالها إلى الوحدات‬
‫اإلدارية بدون إجراء أي تغييرات في الهياكل التنظيمية أو اإلجراءات التشغيلية‪ ،‬إذ‬
‫أن استخدام نظم المعلومات يكون موجها باألساس ليتم اإلجراءات اليدوية‬
‫الموجودة‪194‬؛‬

‫‪ 194‬أحمد الشرقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.290‬‬


‫‪106‬‬
‫‪ ‬غياب التخطيط‪ :‬إذ يعد التخطيط من العمليات اإلدارية المهمة‪ ،‬إذ يساعد على اتخاذ‬
‫القرارات االستراتيجية في اإلدارة‪ ،‬وبالتالي إعطاء صورة واضحة للمستقبل‬
‫واإلعداد الجيد له‪ ،‬مما يساعد على احداث التغيرات اإليجاببية‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫تحديد األھداف المراد تحقيقها بكل دقة‪195‬؛‬
‫‪ ‬ضآلة أو ندرة الموارد البشرية‪ ،‬دات التكوين الجيد؛‬
‫‪ ‬نقص الدورات التدريبية وغياب التمويل الكافي للتدريب وإعادة التأھيل؛‬
‫‪ ‬عدم توفير الوقت الكافي وتخصيصه بحث يتم التدريب في نهاية وقت العمل؛‬
‫‪ ‬ال يتم التدريب بموجب خطة وإنما بشكل عشوائي‪.‬‬

‫ويبقى مشكل عدم استعداد المجتمع لتقبل فكرة اإلدارة الرقمية واالتصال السريع بالبنية التحتية‬
‫المعلوماتية الوطنية عبر االنترنت من المشاكل الرئيسية التي تعاني منها الجماعات الترابية‪،‬‬
‫نظرا للظروف االجتماعية واالقتصادية خاصة إذا كانت ھذه العملية مكلفة ماديا‪.196‬‬

‫فبالرجوع ل كل حالة اجتماعية او اقتصادية او سياسية‪ ،‬على حدة‪ ،‬فإن التشابه الظاھري ليس‬
‫دليال على أن النظم التي ندرسها تنتمي لنموذج واحد؛ وذلك لسبب بسيط؛ وھو أن عزل نظام‬
‫معين عن السياق العام للحياة االجتماعية الذي يؤدي وظائفه بداخلها؛ سوف يؤدي بنا إلى‬
‫مغالطة في فهم حقيقته‪ ،‬وذلك للبناء العام في المجتمع واالعتماد المتبادل بين مجموع النظم‬
‫والظواھر االجتماعية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬التحدايت التقنية‬


‫إن التطبيق الفعلي لإلدارة اإللكترونية يستلزم توافر مجموعة من المعدات واآلليات التقنية‬
‫الضورية‪ ،‬لكن الواقع يبرز مشاكل تحول دون تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬والتي يمكن‬
‫تحديده باألساس قيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬ضعف البنية التحتية‪ :‬إذ ال يمكن تطبيق اإلدارة اإللكترونية دون بنية تحتية‪ ،‬تؤمن‬
‫التواصل وتبادل المعلومات بشكل إلكتروني‪ ،‬وتتمثل ھذه البنية في شبكة االتصاالت‬

‫‪ 195‬مريم كريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬


‫‪ 196‬أسامة شنفار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪107‬‬
‫من خطوط ھاتفية‪ ،‬وألياف بصرية‪ ،‬وشبكات االتصاالت الالسلكية‪ ،‬والوسائل‬
‫التكنولوجية الحديثة لنقل المعلومات عبير اإلنترنيت‪ ،‬والتي يعول عليها في توفير‬
‫خدمات اإلدارة اإللكترونية بجودة عالية وبصورة مستمرة‪197‬؛‬
‫‪ ‬ضعف البنبة األساسية لنظم المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وضعف كفاءتها التشغيلية‪،‬‬
‫وذلك في إطار عدم وجود وعي حاسوبي ومعلوماتي بالجماعات الترابية‪ ،‬وخاصة‬
‫الجماعات التي تنتمي للعالم القروي؛‬
‫‪ ‬قلة المواقع اإللكترونية للجماعات الترابية‪ ،‬وعدم تفعيلها في حال وجودھا‪ ،‬إذ تبقى‬
‫تلك المواقع في حال إحداثها‪ ،‬ذات صبغة شكلية‪ ،‬وناذرا ما يتم تفقدھا‪ ،‬ويرجع‬
‫السبب في ذلك إلى انشاء تلك المواقع وتطويرھا يعهد به إلى فرق تضم معلوماتيين‬
‫وتقنيين ليس لهم الخبرة تشؤون التواصل واالتصال؛‬
‫‪ ‬الفشل في إيجاد حل لتدبير اشكالية المحتوى الرقمي للمواقع الخاصة بالجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬خاصة المتعلقة بتحيين نشر المعلومات؛‬
‫‪ ‬قلة المعدات وعدم جودتها‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل تقادم األجهزة بسرعة كبيرة‪ ،‬إذ‬
‫أن التطور التكنولوجي المتزايد يؤدي إلى ظهور آليات حديثة جد متطورة‪ ،‬مقارنة‬
‫بسابقاتها‪ ،‬وھو الشيئ الذي سيدفع بالجماعات إلى تغيير أجهزتها‪198‬؛‬
‫‪ ‬ضعف اإلھتمام بصيانة المعدات اإلعالمية‪ ،‬إذ أن ھذه الصيانة ال تتم بشكل دوري‪،‬‬
‫وإنما عند وقوع عطب معين؛‬
‫‪ ‬صعوبة اختيار األجهزة المناسبة‪ ،‬وعدم وجود أسس واضحة للمفاضلة بينها‪،‬‬
‫باإلضافة إلى سرعة تطور اآلالت؛‬
‫‪ ‬عدم اتباع الطرق العلمية لتجديد االحتياجات الالزمة لمختلف والوحدات والتجهيزات‪،‬‬
‫اإللكترونية‪.199‬‬

‫‪ 197‬آسية الحراق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬


‫‪ 198‬آسية الحراق‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ 199‬أحمد الشرقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪108‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التحدايت املادية والبرشية‬
‫إن مواصلة الحديث ھن مسلسل التحديات التي تواجه التنزيل الفعلي لإلدارة الرقمية بالجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬و يعتبر العنصر البشري من أھم الركائز التي تقوم عليها اإلدارة العمومية‪ ،‬إذ يعمل‬
‫على قيادة المجتمع والرقي والتقدم به في شتى المجاالت‪ ،‬إال أن الواقع العملي يبرز النقص‬
‫الكبير في عدد األفراد المؤھلين للتأقم مع البيئة الرقمية‪ ،‬وخاصة على مستوى الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬وذلك راجع إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الفجوة الرقمية‪ :‬والمتمثلة في اقطاع الصلة بين عدد كبير من األفراد بالتطورات‬
‫التكنولوجية الحديثة وعدم التعامل معها واستخدامها‪ ،‬وھذا اإلكراه ال يقتصر على‬
‫مستوى الجماعات الترابية فقط‪ ،‬إذ يتعلق األمر بسائر المجتمع العربي‪ ،‬الذي يعرف‬
‫تفشي أمية رقمية واسعة‪ ،‬وذلك بخالف الدول المتقدمة‪200‬؛‬
‫‪ ‬قلة الموظفين المعلوماتيين‪ :‬إذ أن توفر األطر المختصة في المجال المعلوماتي يعتبر‬
‫بمثابة مقدمة أساسية لتحقيق االستخدام األمثل لهذه التكنولوجيا‪ ،‬والمقصود في ھذا‬
‫اإلطار بالموظفين المعلوماتيين كل التقنيين ومديري مراكز المعلوميات ومحللي‬
‫النظم والمبرمجين ومهندسي الصيانة واالتصال‪ ،201‬ويرجع ھذا التقص إلى األسباب‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تدني مستوى األجور المخصصة لهذه الفئة‪ ،‬فسالليم األجور المتعلقة‬
‫بفئة التقنيين تتوزع بين السلم ‪ 8‬بالنسبة للتقنيين و‪ 9‬بالنسبة للتقنيين‬
‫المتخصصين؛‬
‫‪ ‬قلة الحوافز المادية‪ ،‬مثل الترقيات والعالوات الدورية‪ ،‬المكافآت‬
‫التشجيعية والتعويضات الخاصة‪ ،‬كالتعويض عن التدرج اإلداري‪،‬‬
‫والتعويض عن التأطير وعن األعباء؛‬

‫‪ 200‬مريم كريم‪ ،‬مرجع سابق‪.144 ،‬‬


‫‪ 201‬مقابلة تم إجراؤها مع السيد إبراهيم بنحميدة‪ ،‬مدير المصالح بعمالة تمارة‪ ،‬بتاريخ ‪ 17‬يونيو ‪ ،2022‬على الساعة ‪12‬‬
‫زواال‪ ،‬بمجلس عمالة تمارة‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫‪ ‬انعدام الحوافز المعنوية التي تستهدف الحاديات العاطفية والنفسية‬
‫للعاملين والتي تعني بالمحيط الطبيعي للموظف‪ ،‬وأسرته وتضمن لهم‬
‫الرعاية الطبية الالزمة واألھم من ذلك توفير الرعاية الفكرية‪.202‬‬
‫‪ ‬ضعف التكوين المعلوماتي‪ :‬إن وجود موظفين أكفاء من مختلف المستويات اإلدارية‬
‫يعتبر من ظاھم عناصر نجاح الجهد والنشاطات التي تبذل استمرار لتطوير العملية‬
‫اإلدارية‪ ،‬والجهاز اإلداري بهدف رفع مستوى القدرة اإلدارية‪ ،203‬فتكوين الموظف‬
‫الجماعي ال يجب أن يقتصر فقط على المعارف التقنية‪ ،‬بل يجب أن يعمل على جعل‬
‫الموظفين‪ ،‬وخاصة القدامى يتقبلون التقنيات الحديثة‪ ،‬ويتخلون عن مخاوفهم بشأنها‪،‬‬
‫وذلك أن نسبة ھامة من الموظفين يعتقدون أن اإلدارة الرقمية ستعمل على إلغائهم؛‬
‫‪ ‬ضعف البنية التحتية للشبكات‪ ،‬خاصة في المناطق القروية‪ ،‬وغياب وجود خدمات ذات‬
‫جودة عالية؛‬
‫‪ ‬ضعف القدرة على مقاومة التغيير والتجهيز‪ ،‬وتجاھل مواكبة التطورات الحاصلة في‬
‫مجال تكنولوجيا المعلوميات‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن إدخال اإلدارة الرقمية للجماعات الترابية‪ ،‬ال يهم موظفي الجماعات‬
‫الترابية فحسب‪ ،‬بل يمتد ليشمل المنتخب الجماعي‪ ،‬والذي أصبح اليوم ملزما باستعمال تطبيقات‬
‫حديثة‪ ،‬من شأنها أن تعمل على تنظيم عمل الجمالس الجماعية‪ ،‬وتسهل عملية اإلطالع على‬
‫على عمل المجالس‪ ،‬وبالتالي فإن األمر يتطلب ضرورة توفر أشخاص قادرين على مواكبة‬
‫المستجدات الرقمية‪ ،‬وقادرين على مسايرة التطور الرقمي الذي الذي تشهده الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬وھذا األمر مستبعد تماما‪ ،‬ألن الجهود المبدولة اليوم ال زالت تحارب األمية األبجدية‪،‬‬
‫والتي تعني عدم معرفة القراءة والكتابة بالنسبة للمنتخبين‪ ،‬إذ اعتبر القانون أنه من حق كل‬
‫مواطن مغربي يجيد القراءة والكتابة أن يتقدم للترشيح في االنتخابات‪ ،‬وبالتالي كيف يمكن‬
‫الحديث عن محاربة األمية الرقمية في ظل تفشي األمية األبجدية؟‬

‫‪ 202‬آسية الحراق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬


‫‪ 203‬فوزية العطار‪ ،‬التكوين المستمر وتأثيره على أداء الموظف العمومي نموذج وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫ديبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية عبد الملك‬
‫السعدي‪ ،‬طنجة‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،2011/2012‬ص ‪.42‬‬
‫‪110‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬س بل حتقيق جناعة الإدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية‬
‫إن تحقيق نجاعة وفعالية اإلدارة الرقمية بالجماعات الترابية يتطلب تظافر الجهود من أجل‬
‫مواجهة اإلكراھات المطروحة‪ ،‬سواء على مستوى عالقة الجماعة بموظفيها‪ ،‬أو من خالل‬
‫عالقة الجماعة بمرتفعيها‪ ،‬إذ يبقى التوجه نحو دعم البنيات التحتية لالتصاالت (الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬خطوة أساسية للنهوض والرقي بالجماعات الترابية‪ ،‬والمساھة في الدعم الرقمي‬
‫من خالل العمل على التدريب الرقمي (الفقرة الثانية)‪ ،‬سواء تعلق األمر بالموظف الجماعي‬
‫أو بالمنتخب الجماعي‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬دمع البنيات التحتية ل إلدارة الرمقية‬


‫ويتجلى ذلك من خالل تغطية مجموع التراب الوطني بالصبيب العالي لألنترنيت‪ ،‬والعمل‬
‫على وصول تلك التغطية للمناطق القروية المنعزلة‪ ،‬التي ظلت على الدوام تعاني من‬
‫التهميش ونقص اإلمكانيات‪ .‬وحل مشكل الولوج إلى الخدمات األساسية لألنترنيت وخاصة‬
‫ولوج أصناف الساكنة األكثر حرمانا‪ ،‬من خالل مضاعفة نقط الولوج إلى األنترنيت‪ ،‬عبر‬
‫اتخاذ إجراءات مالية وضريبة محفزة‪ ،‬من أجل تقليص كلفة التجهيز بالمعدات التكنولوجية‪،‬‬
‫سواء بالنسبة للمواطن العادي أو المقاوالت‪.‬‬

‫إحداث أماكن ولوج متنقلة لألنترنيت‪ ،‬وفضاءات عمومية رقمية بالجماعات الحضرية‪،‬‬
‫وبالجماعات القروية لتدارك النقص الذي تعانيه ھذه الساكنة على مستوى التجهيزات‬
‫االلكترونية‪ ،‬وتدھور البنية التحتية االلكترونية‪ ،‬باإلضافة إلى تقوية الشبكة‪.‬‬

‫وسواء كانت نقط الولوج إلى االنترنيت عامة أو خاصة‪ ،‬فإنها تضطلع بدور موردي‬
‫الخدمات البعدية‪ ،‬وتشكل أداة للتحسيس والتدريب على استعمال تقنيات اإلعالم واالتصال‬
‫الحديثة‪.204‬‬

‫ثم العمل على الرفع من مستوى الوعي الرقمي لدى مختلف الفاعلين في الجماعات الترابية‪،‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬وذلك من خالل مواكبة التطورات السريعة للبيئة الرقمية‪ ،‬وفي ھذا اإلطار‬

‫‪ 204‬أسامة شنفار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬


‫‪111‬‬
‫تم إطالق العديد من البرامج من أجل محاربة األمية الرقمية‪ ،‬كبرنامج (‪ )GENIE‬الذي‬
‫يعمل على تجهيز جميع المؤسسات التعليمية العمومية " مدارس ابتدائية‪ ،‬إعدادية وثانوية"‪،‬‬
‫بقاعات متعددة الوسائط مرتبطة بشبكة االنترنيت‪ ،‬حيث خصص لهذا البرنامج استثمار‬
‫يقدر بمليار درھم‪ ،‬ويشمل ‪ 8600‬مؤسسة تعليمية‪ ،‬أي ما مجموعه ‪ 5,5‬مليون مدرس‬
‫وتلميذ‪ ،‬سيتم تكوينهم في مجال استعمال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬والولوج إلى الشبكة‬
‫العنكبوتية‪ ،‬وتقوم االستراتيجية المعتمدة في ھذا البرنامج على ثالث محاور متكاملة‪:‬‬

‫‪ ‬البنية التحتية‪ :‬خلق قاعات مجهزة مرتبطة بشبكة اإلنترنيت في كل مؤسسة عمومية‬
‫وجماعة ترابية؛‬
‫‪ ‬التكوين‪ :‬إعداد وتكوين المدرسين الذين يعتبرون أھم حلقة في سلسلة التدابير المتخذة‬
‫إلنجاح البرنامج‪ ،‬وھكذا تم تنظيم عدة دورات تكوينية‪ ،‬لتكوين المدرسين وتحسين‬
‫معارفهم في المجال المعلوماتي؛‬
‫‪ ‬تطوير المضامين التربوية بشكل يتناسب والنظام التعليمي‪ ،‬وكذا استعمال والمالئمة‬
‫والمعتمدة من طرف وزارة التربية والتعليم‪ ،‬عبر منحها عالمة مضمون رقمي معترف له‬
‫بالمنفعة البيداغوجية‪.205‬‬

‫كذلك األمر بالنسبة لشبكة ‪ MARWAN‬والتي تعد أول شبكة معلوماتية وطنية تقدم خدمات‬
‫للتربية والتكوين فيما يتعلق بالتعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬وتعمل ھذه الشبكة على وضع بنية‬
‫تحتية للمعلومات واالتصال في مؤسسات التكوين‪ ،‬وتثمين األعمال البحثية عبر أرشفتها‬
‫إلكترونيا ومعالجتها ونشرھا‪ ،‬واالرتباط بالشبكة الدولية للبحوث والولوج إلى االنترنيت‬
‫ومختلف خدماته‪ ،‬وإلى التكنولوجيا المتعددة الوسائط‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التدريب الإلكرتوين‬


‫يعتبر التدريب اإللكتروني العملية التي يتم من خاللها تهيئة بيئة تفاعلية غنية بالتطبيقات‬
‫المعتمدة على تقنية الحاسوب اآللي وشبكات وسائطه المتعددة‪ ،‬والتي تمكن المتدرب من بلوغ‬
‫أھداف العملية التدريبية من خالل تفاعله مع مصادرھا‪ ،‬وذلك في أقصر وقت ممكن‪ ،‬وبأقل‬

‫‪ 205‬أسامة شنفار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬


‫‪112‬‬
‫جهد مبذول‪ ،‬وبأعلى مستويات الجودة من دون تقيد بحدود المكان والزمان‪ ،‬بمعنى أن ھذا‬
‫األخير يسعى إلى توظيف تقنيات وتطبيقات الحاسوب والشبكة المعلوماتية وغيرھا في دعم‬
‫العملية التدريبية التي تتم في بيئات التدريب التقليدي‪ ،‬والتي تستند إلى وجود المتدربين في‬
‫ذات الزمان والمكان‪.206‬‬

‫وجدير بالذكر‪ ،‬أن للتدريب اإللكتروني تأثير كبير في بناء وتطوير الموارد البشرية للجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬إذ يضع الموظف والمنتخب الجماعي على حد السواء‪ ،‬أمام مسؤوليات جديدة‪ ،‬ومهام‬
‫كثيرة‪ ،‬وأعباء متنوعة‪ ،‬كما له أھمية بالغة تظهر من خالل رفع كفاءة وانتاجية الموظفين‬
‫ومدھم بأفضل الطرق والممارسات واألساليب في ميدان وظيفتهم‪ ،‬كما يكتسب المتدرب‬
‫خبرات جديدة تؤھله لالرتقاء وتحمل المسؤولية في العمل‪ ،‬وزيادة الكفاءات والمهارات التي‬
‫تؤدي إلى التقليل من نسبة الخطأ في العمل‪ ،‬إضافة إلى ذلك فالتدريب اإللكتروني يعمل على‬
‫المساھمة في توضيح السياسات العامة واألھداف المراد تحقيقها‪ .‬وبالتالي يمكن التمييز بين‬
‫نوعين من التدريب‪:‬‬

‫‪ ‬التدريب اإللكتروني المتزامن ‪ :Synchronous E-Training‬والذي يعتبر من أكثر‬


‫األساليب التدريبية تطورا‪ ،‬حيث يتواجد المدرب والمتدربين على الشبكة في آن واحد‬
‫للمشاركة في العملية التدريبية‪ ،‬مما يفسح المجال للتفاعل المباشر واالندماج أثناء‬
‫عملية التدريب بشعادة المدرب واالستماع له ومناقشته‪207‬؛‬
‫‪ ‬التدريب اإللكتروني غير المتزامن ‪ :Asynchronous E-Training‬ھذا النوع يتم‬
‫التدريب بين المدرب والمتدرب في غير الوقت الفعلي للتدريب على الشبكة‪ ،‬إذ يختار‬
‫المتدرب الوقت المناسب وفق برنامج تدريب مخطط له‪ ،‬ينفي فيه األوقات واألماكن‬
‫التي تتناسب مع ظروفه‪ ،‬عن طريق توظيف بعض أساليب التدريب اإللكتروني‬
‫وأدواته‪.‬‬

‫‪ 206‬محماد البداوي‪ ،‬التدريب اإللكتروني كمدخل لتنمية الموارد البشرية في اإلدارة العمومية‪ ،‬المجلة المغربية لألنظمة‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬حكامة التدبير العمومي‪ ،‬العدد الخاص ‪ ،21‬السنة ‪ ،2020‬ص‪.157‬‬
‫‪ 207‬محماد البداوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪113‬‬
‫وتختلف الوسائل المعتمدة في التدريب اإللكتروني‪ ،‬إذ أن شبكة اإلنترنيت توفر العديد من‬
‫األدوات والبرمجيات التي تمكن المتدربين من االستفادة من خدماتها ومن أھم ھذه الوسائل نذكر‪:‬‬

‫‪ ‬الشبكة الدولية للمعلومات ‪ :World Wide Web‬وذلك من خالل نشر المعلومات‬


‫اإللكترونية‪ ،‬والتنقل واإلبحار اإلفتراضي بين المواقع االكترونية؛‬
‫‪ ‬البريد اإللكتروني ‪ :E-Mail‬تبادل المراسالت‪ ،‬والتي قد تكون على شكل ملفات‪ ،‬أو‬
‫وثائق رقمية‪ ،‬تبادل اإلرشادات الفورية بين األفراد المعنية؛‬
‫‪ ‬المؤتمرات المرئية والمسموعة ‪ :Video-conferencing‬ھو نقل لحوار مسجل أو‬
‫مصور للمدرب مع المتدربين عبر االنترنيت‪ ،‬وذلك بشكل يتم فيه تدارس القضايا‬
‫والمواضيع وجها لوجه؛‬
‫‪ ‬نقل الملفات ‪ :File Exchange‬ھذه الخدمة تعتبر من الخدمات الفعالة واألساسية في‬
‫التدريب اإللكتروني‪ ،‬حيث يستطيع المدرب والمتدرب نقل بياناتهم بسهولة‪ ،‬إذ يمكن‬
‫االستفادة منها من خالل‪ :‬نقل ملفات االنجاز والتقارير االلكترونية من المتدرب إلى‬
‫المدرب أو إلى إدارة التدريب‪ ،‬واالستغناء عن الملفات الورقية باإللكترونية كبديل عنها‪.‬‬

‫عموما فالتدريب اإللكتروني بمختلف وسائله واستخداماته‪ ،‬يعتبر من أھم التقنيات التي تعمل‬
‫على تحقيق نتائج فعالة على مستوى تكوين الموارد البشرية بالجماعات الترابية‪ ،‬سواء تعلق‬
‫األمر بالموظفين بالجماعات الترابية أو بأعضاء مجالس الجماعات الترابية‪ ،‬إذ من المفروض‬
‫أن يتم مواكبة الموظفين وأعضاء المجالس بتدريب في المجال اإلداري الرقمي والمجال المالي‬
‫الرقمي‪ ،‬وذلك لتطوير مهاراتهم في المجال الرقمي‪ ،‬من أجل الحصول على جماعات ترقى إلى‬
‫المستوى المطلوب‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫خامتة الفصل الثاين‬
‫ومن خالل البحث في دور اإلدارة الرقمية في تحديث التدبير اإلداري والمالي الترابي‪ ،‬وبعد‬
‫استغالل جميع المعطيات التي تم تجميعها‪ ،‬يتبين أن إدراك اإلدارة الرقمية على مستوى‬
‫الجماعات الترابية من قبل المرتفقين يبقى ضعيفا بصفة عامة‪ ،‬حيث ينظر الى العالقة بين‬
‫المواطن مع اإلدارة عالقة غير صالحة‪ ،‬وينظر للخدمة المؤدات على أنها امتياز عوض أن‬
‫تكون حقا‪ ،‬وھو ما يترجم باإلعفاء من تقديم الحساب ولكن أيضا بالتأويل الحر للنصوص‬
‫والمساطر التي تنظم المرفق‪.‬‬

‫وعموما فإ دخال اإلدارة الرقمية على الجماعات الترابية‪ ،‬كان له وقع كبير‪ ،‬على طبيعة‬
‫الخدمات المقدمة‪ ،‬سواء تعلق األمر بخدمات الجماعة ذات الصبغة اإلدارية‪ ،‬أو خدمات‬
‫الجماعة ذات الصبغة المالية‪ ،‬والهدف من ذلك ھو الحصول على جودة في الخدمات المقدمة‪،‬‬
‫وتحقيق الفعالية والدقة‪ ،‬من أجل الحد من مشاكل البيروقراطية اإلدارية‪ ،‬وأشكال الفساد‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬يمكن القول أن الرقمنة ساھمت إلى حد كبير في الحد من مشاكل الفساد اإلداري‪،‬‬
‫من خالل تتبع مختلف أنشطة وعمليات الجماعات الترابية‪ ،‬وتسهيل الرقابة عليها‪ ،‬إال أن ھذه‬
‫األخيرة ال زالت تعاني من العديد من اإلكراھات‪ ،‬خصوصا من الجانب البشري‪ ،‬الذي الزال‬
‫يعاني من مشاكل التكوين والتدريب الرقمي‪ ،‬خاصة في الوقت الحالي الذي تتبنة فيه‬
‫الجماعات الترابية أحدث اإلنظمة الرقمية‪ ،‬التي تمكنها من تجويد خدماتها‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫خامتة عامة‬
‫يعد ادماج تكنولوجيا المعلومات على مستوى االدارة العمومية بصفة عامة وبالجماعات‬
‫الترابية على وجه الخصوص‪ ،‬عامال رئيسيا لتطوير مجتمع المعرفة‪ ،‬اذ يساھم بفعالية‬
‫وشفافية كبيرة في تحقيق التنمية وتجويد الخدمات المقدمة للمواطنات والمواطنين‪ ،‬فأضحى‬
‫معيار قياس التنمية بالجماعات الترابية يقاس بمدى إمكانية استخدام ھذه الجماعات لإلدارة‬
‫الرقمية‪ ،‬ذلك على اعتبار أن ھذه األخيرة قطعت أشواط مهمة‪ ،‬سعيا وراء القضاء على أشكال‬
‫البيروقراطية اإلدارية التي كانت تعرفها الجماعات الترابية‪ ،‬والتحرر من تعقيد المساطر‬
‫اإلدارية وطولها‪ ،‬واالنتقال من التدبير التقليدي الذي كان يرتكز على الوسائل‪ ،‬إلى تدبير‬
‫جديد موجه نحو النتائج واألھداف‪ ،‬وذلك لبلوغ جماعات ترابية منفتحة وشفافة‪ ،‬قريبة من‬
‫المواطنات والمواطنين‪ ،‬تجعلهم صلب اھتمامها‪ ،‬ھدفها األساسي تقديم خدمات ذات جودة‬
‫عالية بأقل التكاليف سواء المادية أو البدنية‪ ،‬والسعي وراء تحقيق فعلي لمبادئ الحكامة الجيدة‬
‫سواء على مستوى التدبير المالي أو اإلداري أو السياسي بالجماعات الترابية‪.‬‬

‫فاإلدارة الرقمية تعتبر الوسيلة األكثر فعالية لبلوغ غاية أساسة تكمن في تنزيل قواعد الحكامة‬
‫الجيدة بالجماعات الترابية‪ ،‬والتي ال يمكن أن تعرف النور الحقيقي إال باالستخدام األمثل‬
‫لألنظمة الرقمية‪ ،‬واالستفادة من وسائل التواصل والمعلوميات‪ ،‬التي تمكن المواطن من‬
‫االطالع على أعمال الفاعلين في الجماعات الترابية‪ ،‬وخاصة ما يتعلق بتدبير الشأن العام‬
‫الترابي‪ ،‬وتجعل منه فاعل رئيسي‪ ،‬عبر اعتماد اآلليات التشاركية الرقمية‪ ،‬التي تمكن من‬
‫تتبع وتقييم أعمال الفاعلين في الجماعات الترابية‪ ،‬فضال عن الخدمات الرقمية التي أصبحت‬
‫تقدمها الجماعات الترابية‪ ،‬في مجاالت مختلفة‪ ،‬وذلك لتقريب اإلدارة من المواطن بطرق‬
‫متعددة‪ ،‬معتمدة في ذلك التطور التكنولوجي الذي يعرفه المغرب‪.‬‬

‫فاعتماد األنظمة الرقمية بالجماعات الترابية ساھمت بشكل كبير في ضبط عمليات اإلنفاق‬
‫الترابي وتتبع مسار الن فقات الترابية‪ ،‬مما ساھم في ترشيد وعقلنة اإلنفاق الترابي‪ ،‬وكان له‬
‫وقع كبير على تسهيل عمليات الرقابة على المال العام‪ ،‬فضال عن ذلك فاستخدام األنظمة‬

‫‪116‬‬
‫الرقمية المالية يجعل الجماعات الترابية تتكيف والتطور الرقمي الحاصل‪ ،‬ويمكنها من‬
‫استخدام التقنيات الذكية فيما يتعلق بعملياتها المالية‪.‬‬

‫أما على المستوى الثاني من الجانب المالي للجماعات والمتعلق بموارد الجماعات الترابية‪،‬‬
‫فقد سعت الجماعات إلى رقمنة خداتها من خالل توفير خدمات األداء اإللكتروني للجبايات‬
‫الترابية‪ ،‬والذي يشكل خطوة مهمة في مجال تطوير الجبايات الترابية‪ ،‬وذلك باعتماد االقرار‬
‫واألداء اإللكتروني على المستوى الترابي‪ ،‬الذي يخفف من الضغط على الجماعة ويوفر‬
‫الوقت للملزم الضريبي‪ ،‬ويقلل من ظاھرة تأخر األداء الجبائي‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فتوظيف اإلدارة الرقمية بالجماعات الترابية كان له تأثير كبير على مستوى‬
‫التدبير اإلداري‪ ،‬وذلك من خالل تبسيط المساطر اإلدارية‪ ،‬إذ ساھمت في الحد من تعقيد‬
‫المساطر وطولها‪ ،‬من خالل تقديم بعض الخدمات اإلدارية عبر الخط‪ ،‬أو عبر مواقع خاصة‪،‬‬
‫الشيء الذي يحقق المساواة الفعلية بين المواطنين والمواطنات‪ ،‬ويحقق الشفافية والجودة في‬
‫الخدمات المقدمة‪ ،‬ويقلص نسبة وقوع الموظف الجماعي في الخطأ‪ ،‬ويحد من انتشار الرشوة‪،‬‬
‫إذ سار التوجه نحو تفعيل خدمة تقديم الشواھد اإلدارية بطريقة إلكترونية‪ ،‬ليتم الحصول عليها‬
‫في وقت وجيز‪ ،‬بدل تسليمها في مقر الجماعة‪ ،‬باستثناء الشواھد التي تستوجب تدخل عنون‬
‫السلطة في تقديمها‪ .‬فضال عن اعتماد أنظمة رقمية تعمل على تتبع مسار الموظف الجماعي‬
‫كنظام اندماج الخاص بموظفي الجماعات الترابية وغيره من األنظمة الرقمية التي يسهل‬
‫عملية التدبير اإلداري الترابي‪ ،‬مما يدفعنا للقول أن الجماعات الترابية استفادت بشكل كبير‬
‫من ادخال اإلدارة الرقمية‪ ،‬والعمل بها‪ ،‬من أجل تسهيل عمليات التدبير المالي واإلداري‬
‫الخاص بها‪ ،‬إذ يمكن اعتبار اإلدارة الرقمية الوسيلة الفعالة لتقديم خدمات القرب للمواطن‬
‫بطريقة جيدة‪ ،‬وإال ما جاجة الدولة للجماعات الترابية في ظل وجود إدارة رقمية تقرب‬
‫المواطن من المركز‪.‬‬

‫عموما‪ ،‬يمكن القول أنه رغم الجهود المبدولة إلدماج اإلدارة الرقمية بالجماعات الترابية من‬
‫أجل الحصول على تدبير ترابي يتسم بالجودة والتحديث‪ ،‬إال أن ھذه المسألة ال زالت تعرف‬
‫بعض التحديات‪ ،‬والمتمثلة أساسا في الفجوة الرقمية التي تجد أساسها في الجهل الرقمي أو‬

‫‪117‬‬
‫األمية الرقمية‪ ،‬وخاصة لذى المنتخبين بالجماعات الترابية‪ ،‬باعتبارھم شريك أساسي في‬
‫عملية الدبير على المستوى الترابي‪ ،‬إضافة إلى ضعف التكوين الرقمي لذى معظم الموظفين‬
‫بالجماعات الترابية‪ ،‬فضال عن ضعف الثقة لدى المواطنين في المجال الرقمي‪.‬‬

‫وفي الختام يمكن تقديم بعض المقترحات التي من شأنها أن تساعد على بناء إدارة رقمية‪،‬‬
‫ھدفها التوجه نحو تدبير ترابي حديث‪ ،‬والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تكثيف الدورات التكوينية لدى الموظفين بالجماعات الترابية‪ ،‬لتمكينهم من التعايش‬


‫مع التطورات الرقمية الحاصلة؛‬
‫‪ ‬توعية المواطنين وتشجيعهم للولوج لألنظمة الرقمية واالستفاذة من الخدمات على‬
‫الخط التي توفرھا الجماعات الترابية؛‬
‫‪ ‬تعزيز الثقة باإلدارة الرقمية وحمايتها من القرصنة‪ ،‬عبر صدور قوانين تحمي ھذه‬
‫األخيرة من أشكال األخطار التي قد تهددھا؛‬
‫‪ ‬اشتراط مستوى تكويني معين في المجال الرقمي للمنتخبين بالجماعات الترابية‬
‫من أجل ضمان حسن استفادتهم من اإلدارة الرقمية؛‬
‫‪ ‬السعي نحو تعميم الخدمات الرقمية على مختلف الجماعات الترابية دون تمييز‪،‬‬
‫وخاصة الجماعات المتواجدة بالمناطق النائية؛‬
‫‪ ‬مراجعة أساليب العمل بالنسبة للجماعات الترابية وطرق تدبيرھا من أجل ضمان‬
‫نجاعة األداء؛‬
‫‪ ‬تطوير منظومة تلقي ومعالجة وتتبع مالحظات المرتفقين واقتراحاتهم من أجل‬
‫تفعيل قنوات التفاعل بين المرتفق والجماعة والتمكن من معالجة الشكايات؛‬
‫‪ ‬إشراك مختلف الفاعلين في تدبير الشأن العام الترابي‪ ،‬من خالل مختلف الوسائل‬
‫واألنظمة الرقمية التي من شأنها أن تسهل عملية إدماج الفاعلين في عملية اتخاذ‬
‫القرار الترابي؛‬

‫‪118‬‬
‫‪ ‬رصد جاھزية الخدمات اإلدارية للتحول الرقمي من خالل حصرھا وتقييم مستواھا‬
‫وتحفيز الجماعات الترابية على تعزيز أدائها الرقمي‪ ،‬من أجل تقديم خدمة أفضل‬
‫تستجيب لحاجيات وانتظارات المرتفقين؛‬
‫‪ ‬العمل على إدخال الرقمنة في عملية احصاء وجرد ممتلكات الجماعات الترابية‪،‬‬
‫من أجل تحديد قيمتها الفعلية واالستفادة منها؛‬
‫‪ ‬توفير أنظمة رقمية متشاركة بين الجماعات الترابية من أجل اطالع كل جماعة‬
‫ترابية على بنية ومقومات جماعة ترابية أخرى‪ ،‬من أجل تسهيل العمليات‬
‫المتشاركة لدى الجماعات الترابية؛‬
‫‪ ‬توفير بنية تحتية رقمية متقدمة بالجماعات الترابية وموارد بشرية مؤھلة ضمن‬
‫إطار منسجم للحكامة يمكن من دعم الخدمات الرقمية المشتركة بين مختلف‬
‫الجماعات الترابية‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫لحئة املراجع‬
‫الكتب ‪:‬‬

‫عبد هللا حاريس‪ ،‬احلاكمة الرتابية عىل ضوء املس تجدات القانونية‪ ،‬اجملةل املغربية ل إلدارة‬ ‫‪‬‬
‫احمللية والتمنية‪ ،‬العدد ‪ ،116‬الس نة ‪.2022‬‬

‫معاد الرايض‪ ،‬البعد التمنوي للجهة عىل ضوء املس تجدات القانونية‪ ،‬اجملةل املغربية ل إلدارة‬ ‫‪‬‬
‫احمللية والتمنية‪ ،‬العدد ‪ ،142‬الس نة ‪.2022‬‬

‫عامثن مودن‪ ،‬املهدي العلوي‪ ،‬حتديث نظام احملاس بة العمومية ابململكة املغربية من التأطري‬ ‫‪‬‬
‫القانوين اإىل التزنيل العميل‪ ،‬مطبعة القرويني‪ ،‬القنيطرة‪ ،‬الطبعة الوىل‪ ،‬أكتوبر ‪.2021‬‬

‫رضوان قطيب‪ ،‬التعبئة الإلكرتونية ومس تقبل ادلميقراطية الرمقية‪ ،‬دار السلم‪ ،‬الرابط‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة الوىل ‪.2021‬‬

‫عبد النارص حيدر عيل العمري‪ ،‬دور الإدارة الإدارة الإلكرتونية يف ختليق احلياة العامة‬ ‫‪‬‬
‫وماكحفة الفساد الإداري‪ ،‬مكتبة دار السلم‪ ،‬الرابط‪ ،‬الطبعة الوىل ‪.2021‬‬

‫محمد براو‪ ،‬الهجزة العليا للرقابة املالية واحملاس بة ودورها يف التمنية وبناء ادلوةل ـمن منظور‬ ‫‪‬‬
‫عاملي مقارن وعلمي‪ ،‬اجلزء الول‪ ،‬دار السلم للطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬الطبعة الوىل‪،‬‬
‫الرابط‪ ،‬الس نة ‪.2020‬‬

‫‪120‬‬
‫محمد بومداين‪ ،‬الشاكليات القانونية لعامتد الإدارة الإلكرتونية ابملغرب‪ ،‬مطبعة المينة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الرابط‪ ،‬الطبعة الوىل ‪.2020‬‬

‫املصطفى أمعزول‪ ،‬مدخل دلراسة الإدارة الإلكرتونية‪ ،‬مطبعة مس نانة‪ ،‬طنجة‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫الوىل ‪.2020‬‬

‫أمحد أدريوش‪ ،‬أصول ومبادئ املقتضيات املدنية املتعلقة ابلتبادل الإلكرتوين للمعطيات‬ ‫‪‬‬
‫القانونية مقارنة بني قانون الإلزتامات والعقود والقانون املدين الفرنيس‪ ،‬منشورات سلسةل املعرفة‬
‫القانونية‪ ،‬مطبعة المينة‪ ،‬الرابط‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2019‬‬

‫محمد العرويص‪ ،‬اخملترص يف القانون اجلنايئ املغريب‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬القانون اجلنايئ اخلاص‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫جسلامسة‪ ،‬مكناس‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2019‬‬

‫عبد العزيز أرشيق‪ ،‬املدن اذلكية مدن املس تقبل‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬ادلار البيضاء‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة الوىل ‪.2019‬‬

‫سعيد جفري‪ ،‬التنظمي الرتايب ابملغرب‪ ،‬مطبعة المينة‪ ،‬الرابط‪ ،‬الس نة ‪.2018‬‬ ‫‪‬‬

‫عبد العزيز أرشيق‪ ،‬امجلاعات الرتابية الآفاق املس تقبلية وحتدايت التمنية املس تدامة‬ ‫‪‬‬
‫اجلهات العاملت والقالمي وامجلاعات احمللية‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬طبعة‬
‫‪.2016‬‬

‫‪121‬‬
‫مولي محمد البوعزاوي‪ ،‬حتديث الإدارة الرتابية ابملغرب حنو ترس يخ ادلميقراطية وكسب‬ ‫‪‬‬
‫رهان التمنية‪ ،‬منشورات جمةل العلوم القانونية‪ ،‬سلسةل البحث الاكدميي‪ ،‬العدد ‪ ،9‬مطبعة‬
‫المينة‪ ،‬الرابط‪ ،‬الطبعة الوىل ‪.2015‬‬

‫أآس ية احلراق‪ ،‬الإدارة الإلكرتونية ابملغرب "الصفقات العمومية منوذجا"‪ ،‬مطبعة دار‬ ‫‪‬‬
‫السلم‪ ،‬الرابط‪ ،‬الطبعة الوىل‪.2015 ،‬‬

‫عبد احلكمي زروق‪ ،‬املعلوميات ورهان حتقيق التحديث الإداري والتنافس ية الاقتصادية‬ ‫‪‬‬
‫ابملغرب‪،‬الرشكة املغربية لتوزيع الكتاب‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬الطبعة الوىل ‪.2014‬‬

‫عبد العزيز أرشيق‪ ،‬احلاكمة الرتابية وتدبري املرافق العمومية احمللية عىل ضوء مرشوع‬ ‫‪‬‬
‫اجلهوية املتقدمة‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬الطبعة الوىل ‪.2014‬‬

‫برشى النية‪ ،‬امحلاية القضائية لربامج احلاسوب‪ ،‬منشورات مجعية نرش املعلومة القانونية‬ ‫‪‬‬
‫والقضائية سلسةل الحباث وادلراسات‪ ،‬العدد ‪ ،10‬مطبعة اإليت‪ ،‬الرابط‪ ،‬مارس ‪.2009‬‬

‫الطروحات‪:‬‬

‫محمد ختام‪ ،‬حتديث الإدارة العمومية املغربية والتحول الرمقي‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬ ‫‪‬‬
‫ادلكتوراه يف القانون العام‪ ،‬دون ذكر اجلامعة واللكية‪ ،‬الس نة اجلامعية ‪.2021/2020‬‬

‫‪122‬‬
‫كبور السعداين‪ ،‬احلق يف احلصول عىل املعلومات ودوره يف حتقيق احلاكمة الإدارية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أطروحة لنيل شهادة ادلكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة محمد اخلامس‪ ،‬لكية العلوم القانونية‬
‫والاقتصادية والاجامتعية سل‪ ،‬الس نة اجلامعية ‪.2019/2018‬‬

‫مسري مصري‪ ،‬حامية احلق يف املعلومة وفق القانون ادلويل واملغريب دراسة مقارنة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أطروحة لنيل شهادة ادلكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة محمد اخلامس‪ ،‬لكية العلوم القانونية‬
‫والاقتصادية والاجامتعية‪ ،‬سل‪ ،‬الس نة اجلامعية ‪.2018/2017‬‬

‫س ناء محرالراس‪ ،‬التدبري املايل الرتايب بني اإكراهات الواقع ومتطلبات احلاكمة‪ ،‬أطروىح‬ ‫‪‬‬
‫لنيل شهادة ادلكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة محمد اخلامس‪ ،‬لكية العلوم القانونية والاقتصادية‬
‫والاجامتعية‪ ،‬سل‪ ،‬الس نة اجلامعية ‪.2017/2016‬‬

‫خادل بوشامل‪ ،‬رهان حتديث الإدارة العمومية ابملغرب من خلل نظام الإدارة الإلكرتونية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أطروحة لنيل شهادة ادلكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة عبد املاكل السعدي‪ ،‬لكية العلوم‬
‫القانونية والاقتصادية والاجامتعية‪ ،‬طنجة‪ ،‬الس نة اجلامعية ‪.2015/2014‬‬

‫جواد الرابع‪ ،‬اجلهوية ورهاانت التمنية احمللية ابملغرب دراسة حاةل‪ :‬هجة مراكش ـ‬ ‫‪‬‬
‫اتنس يفت احلوزـ ‪2009‬ـ ‪ ،2014‬أطروحة لنيل شهادة ادلكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة القايض‬
‫عياض‪ ،‬لكية العلوم القانونية والاقتصادية والاجامتعية‪ ،‬مراكش‪ ،‬الس نة اجلامعية ‪.2015/2014‬‬

‫‪123‬‬
‫يس محمد البقايل‪ ،‬ضبط وحامية الإتصالت الإلكرتونية ابملغرب‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬ ‫‪‬‬
‫ادلكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة احلسن الثاين‪ ،‬لكية العلوم القانونية الاقتصادية والاجامتعية‬
‫عني الشق‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬الس نة اجلامعية ‪.2011/2010‬‬

‫أمحد الرشقاوي‪ ،‬الإدارة الإلكرتونية الواقع والتحدايت الإدارية والقانونية‪ ،‬أطروحة لنيل‬ ‫‪‬‬
‫شهادة ادلكتوراه يف احلقوق‪ ،‬جامعة محمد اخلامس‪ ،‬لكية العلوم القانونية والاقتصادية والاجامتعية‬
‫السويس‪ ،‬الرابط‪ ،‬الس نة اجلامعية ‪.2009/2010‬‬

‫عبد احلافظ أدمينو‪ ،‬نظام البريوقراطية الإدارية ابملغرب‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة ادلكتوراه‬ ‫‪‬‬
‫يف القانون العام‪ ،‬جامعة محمد اخلامس‪ ،‬لكية العلوم القانونية والاقتصادية والاجامتعية‪ ،‬الرابط‪،‬‬
‫الس نة اجلامعية ‪.2002/2001‬‬

‫الرسائل‪:‬‬

‫يس محمد البقايل‪ ،‬اإدخال املعلوميات اإىل اإدارة امجلارك والرضائب غري املبارشة‪ ،‬رساةل‬ ‫‪‬‬
‫لنيل ديبلوم ادلراسات العليا املعمقة يف املالية العامة‪ ،‬جامعة احلسن الثاين‪ ،‬لكية العلوم القانونية‬
‫والاقتصادية والاجامتعية‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬الس نة اجلامعية ‪.2001/2000‬‬

‫أسامة ش نفار‪ ،‬دور الإدارة الرمقية يف توطني وتوطيد احلاكمة املالية ابمجلاعات الرتابية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫رساةل لنيل ديبلوم املاسرت يف القانون العام‪ ،‬لكية العلوم القانونية والاقتصادية والاجامتعية‬
‫القايض عياض‪ ،‬مراكش الس نة اجلامعية ‪.2021/2020‬‬

‫‪124‬‬
‫خادل قيلويل‪ ،‬حتديث الإدارة ودورها يف ختليق احلياة العامة ابملغرب‪ ،‬رساةل لنيل دبلوم‬ ‫‪‬‬
‫املاسرت يف القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الول‪ ،‬لكة العلوم القانونية والاقتصادية والاجامتعية‪،‬‬
‫وجدة‪ ،‬الس نة اجلامعية ‪.2019/2020‬‬

‫نورة القدوري‪ ،‬اذلاكء الرتايب ورهان جلب الاستامثر اجلهوي‪ ،‬رساةل لنيل ديبلوم املاسرت‬ ‫‪‬‬
‫يف القانون العام‪ ،‬جامعة عبد املاكل السعدي‪ ،‬لكية العلوم القانونية والاقتصادية والاجامتعية‪،‬‬
‫تطوان‪ ،‬الس نة اجلامعية ‪.2020/2019‬‬

‫محزة زنتاري‪ ،‬جناعة التدبري املايل للجامعات الرتابية ومتطلبات احلاكمة‪ ،‬رساةل لنيل دبلوم‬ ‫‪‬‬
‫املاسرت يف القانون العام‪ ،‬لكية العلوم القانونية الإقتصادية والاجامتعية بسطات‪ ،‬جامعة احلسن‬
‫الول‪ ،‬الس نة اجلام ٌعة ‪.2020/2019‬‬

‫فائزة غيور‪ ،‬الإصلح الإداري ابملغرب دور الإدارة الإلكرتونية يف حتديث الإدارة‬ ‫‪‬‬
‫العمومية ـوزارة العدل منوذجاـ رساةل لنيل ديبلوم املاسرت يف القانون العام‪ ،‬جامعة احلسن الثاين‪،‬‬
‫لكية العلوم القانونية والاقتصادية والاجامتعية‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬الس نة اجلامعية ‪.2017/2016‬‬

‫حفيظ خملول‪ ،‬حدود اإصلح نظام الصفقات العمومية وفق مرسوم ‪ 20‬مارس ‪،2013‬‬ ‫‪‬‬
‫رساةل لنيل ديبلوم املاسرت‪ ،‬جامعة مولي اإسامعيل‪ ،‬لكية العلوم القانونية والاقتصادية‬
‫والاجامتعية‪ ،‬مكناس‪ ،‬الس نة اجلامعية ‪.2015/2014‬‬

‫‪125‬‬
‫مرمي كرمي‪ ،‬اإشاكلية اجلودة يف الإدارة الإلكرتونية "دراسة مقارنة"‪ ،‬رساةل لنيل شهادة‬ ‫‪‬‬
‫املاسرت يف القانون العام‪ ،‬جامعة محمد اخلامس‪ ،‬لكية العلوم القانونية والاقتصادية والاجامتعية‬
‫أكدال‪ ،‬الرابط‪ ،‬الس نة اجلامعية ‪.2014/2013‬‬

‫فوزية العطار‪ ،‬التكوين املس متر وتأثريه عىل أداء املوظف العمويم منوذج وزارة الاقتصاد‬ ‫‪‬‬
‫واملالية‪ ،‬رساةل لنيل ديبلوم املاسرت يف القانون العام‪ ،‬جامعة عبد املاكل السعدي‪ ،‬لكية العلوم‬
‫القانونية والاقتصادية والاجامتعية عبد املكل السعدي‪ ،‬طنجة‪ ،‬املومس اجلامعي ‪.2011/2012‬‬

‫املقالت العلمية‪:‬‬

‫‪ ‬محمد بوجيدة‪ ،‬دور الهيئات الوطنية يف نرش ثقافة احلاكمة اجليدة لتدبري الشأن العمويم وماكحفة‬
‫الفساد‪ ،‬منشورات اجملةل املغربية للنظمة القانونية والس ياس ية‪ ،‬العدد اخلاص ‪ 21‬بعنوان‪ :‬حاكمة‬
‫التدبري العمويم‪ ،‬مطبعة المينة‪ ،‬الرابط‪ ،‬الطبعة الوىل ‪.2020‬‬

‫‪ ‬اخملتار امعرة‪ ،‬املساءةل اجلنائية للموظف العمويم عند اإخلهل ابإلزتاماته القانونية‪ ،‬اجملةل املغرية‬
‫للنظمة القانونية والس ياس ية‪ :‬حاكمة التدبري العمويم‪ ،‬العدد اخلاص رمق ‪ ،21‬الس نة ‪.2020‬‬

‫‪ ‬محمد براو‪ ،‬من أجل حاكمة رش يدة لتدبري معويم جديد‪ :‬تشخيص للمعضلت واجرتاح ملداخيل‬
‫احللول‪ ،‬منشورات اجملةل املغربية للنظمة القانونية والس ياس ية‪ ،‬حاكمة التدبري العمويم‪ ،‬العدد‬
‫اخلاص ‪ ،21‬الس نة ‪.2020‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ ‬غزلن بوعدىل‪ ،‬دور الإدارة الإلكرتونية يف تس يري احلصول عىل املعلومات‪ ،‬جمةل املنارة للعلوم‬
‫القانونية والإدارية‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬الس نة ‪.2020‬‬

‫‪ ‬جنيب جريي‪ ،‬نظام الرقابة املالية ابملغرب‪ :‬قراءة يف أآليات التفعيل ونظر يف مداخيل الإصلح‪،‬‬
‫منشورات اجملةل املغربية للنظمة القانونية والس ياس ية‪ ،‬حاكمة التدبري العمويم‪ ،‬العدد اخلاص رمق‬
‫‪ ،21‬الس نة ‪.2020‬‬

‫‪ ‬محماد البداوي‪ ،‬التدريب الإلكرتوين مكدخل لتمنية املوارد البرشية يف الإدارة العمومية‪ ،‬اجملةل‬
‫املغربية للنظمة القانونية والس ياس ية‪ ،‬حاكمة التدبري العمويم‪ ،‬العدد اخلاص ‪ ،21‬الس نة ‪.2020‬‬

‫‪ ‬محمد بومداين‪ ،‬الإطار القانوين وجتس يد مفهوم املدن اذلكية ابملغرب‪ ،‬جمةل املنارة لدلراسات‬
‫القانونية والإدارية‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬الس نة ‪.2020‬‬

‫‪ ‬هبية قريش‪ ،‬أآليات املقاربة التشاركية يف تدبري اجلهات السس ورهاانت املامرسة العملية‪،‬‬
‫منشورات اجملةل املغربية للنظمة القانونية والس ياس ية‪ ،‬اجلهوية املتقدمة واللمتركز الإداري‪ :‬قراءة‬
‫متقاطعة‪ ،‬العدد اخلاص ‪ ،15‬الس نة ‪.2019‬‬

‫‪ ‬ايرس عاجل‪ ،‬حتدايت حتديث الإدارة اجلهوية يف تدبري الس ياسات العمومية الرتابية ابملغرب‪،‬‬
‫منشورات اجملةل املغربية للنظمة القانونية والس ياس ية‪ ،‬العدد اخلاص ‪ ،15‬س نة ‪.2019‬‬

‫‪ ‬محزة عيلل‪ ،‬التدبري املايل احلديث عىل ضوء القوانني التنظميية للجامعات الرتابية‪ ،‬اجملةل املغربية‬
‫للنظمة القانونية والس ياس ية‪ ،‬العدد اخلاص رمق ‪ ،12‬مطبعة المينة‪ ،‬الرابط‪ ،‬الطبعة الوىل ‪.2019‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ ‬خليد املرابط‪ ،‬مبدأ التدبري احلر للجامعات الرتابية بني املقاربة القانونية والضامانت ادلس تورية‪،‬‬
‫منشورات اجملةل املغربية للنظمة القانونية والس ياس ية‪ ،‬اجلهوية املتقدمة واللمتركز الإداري‪ :‬قراءات‬
‫متقاطعة‪ ،‬العدد اخلاص ‪ ،15‬الس نة ‪.2019‬‬

‫‪ ‬ايرس عاجل‪ ،‬حتديث حتدايت الإدارة اجلهوية يف تدبري الس ياسات العمومية الرتابية‪ ،‬منشورات‬
‫اجملةل املغربية للنظمة القانونية والس ياس ية‪ ،‬اجلهوية املتقدمة واللمتركز الإداري‪ :‬قراءة متقاطعة‪،‬‬
‫العدد اخلاص ‪ ،15‬الس نة ‪.2019‬‬

‫‪ ‬مصطفى الصغريي‪ ،‬الإدارة الإلكرتونية دعامة حلاكمة الصفقات العمومية‪ :‬برانمج نزع الصفة املادية‬
‫عن الصفقات العمومية منوذجا‪ ،‬جمةل مسارات يف الحباث وادلراسات القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،3‬أكتوبر‬
‫‪.2019‬‬

‫‪ ‬القانون التنظميي لقانون املالية‪ :‬من أجل تدبري أفضل لنفقات موظفي ادلوةل‪ ،‬جمةل املالية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،35‬غشت ‪ ،2019‬ص‪.24‬‬

‫‪ ‬نصرية احليوين‪ ،‬الإدارة الإلكرتونية ورهان التحديث الإداري ابملغرب‪ ،‬جمةل العلوم القانونية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،7‬الس نة ‪.2018‬‬

‫‪ ‬عبد الرحمي الرشقاوي‪ ،‬املرفق الإداري الرمقي‪ :‬مدخل للشفافية والتحديث‪ ،‬اجملةل املغربية ل إلدارة‬
‫احمللية والتمنية‪ ،‬عدد ‪ ،132‬الس نة ‪.2017‬‬

‫‪ ‬همدي خرجوج‪ ،‬الإدارة الإلكرتونية وحتديث القطاع العمويم ابملغرب‪ :‬وزارة الاقتصاد واملالية‬
‫منوذجا‪ ،‬أحباث املؤمتر ادلويل احملمك‪ :‬الإدارى الإلكرتونية بني الواقع واحلمتية‪ ،‬عامن‪.2017 ،‬‬

‫‪128‬‬
‫‪ ‬منية بنلمليح‪ ،‬الاسرتاتيجيات اجلديدة لتدبري الشأن احمليل ابملغرب‪ :‬من املقاربة القطاعية اإىل‬
‫املقاربة التشاركية‪ ،‬اجملةل املغربية ل إلدارة احمللية والتمنية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 117‬و ‪ ،118‬أكتور ‪.2014‬‬

‫‪ ‬عبد الغين أعبزية‪ ،‬اسرتاتيجية حتديث الإدارة العمومية ابملغرب‪ ،‬اجملةل املغربية ل إلدارة احمللية‬
‫والتمنية‪ ،‬العدد املزدوج ‪ ،88/87‬الس نة ‪.2009‬‬

‫‪ ‬يس محمد البقايل‪ ،‬قراءة يف القانون ‪ 07.03‬من مجموعة القانون اجلنايئ املغريب املتعلق جبرامئ املس‬
‫بنظم املعاجلة الآلية للمعطيات‪ ،‬جمةل املالية‪ ،‬العدد اخلامس‪ ،‬ش تنرب ‪.2006‬‬

‫احملارضات‪:‬‬

‫يس محمد البقايل‪ ،‬حمارضات ألقيت لفائدة طلبة ماسرت العلوم الإدارية واملالية‪ ،‬مادة‬ ‫‪‬‬
‫الإدارة الإلكرتونية‪ ،‬الفوج السادس‪ ،‬جامعة محمد اخلامس‪ ،‬لكية العلوم القانونية والإقتصادية‬
‫والإجامتعية السوييس‪ ،‬بتارخي ‪.2022/03/09‬‬

‫الندوات‪:‬‬

‫محمد أمني السوييس‪ ،‬مداخةل مت اإلقاؤها ابلندوة حول " التحول الرمقي للجامعات الرتابية‬ ‫‪‬‬
‫والتمنية احمللية"‪ ،‬وذكل يوم الثلاثء ‪ 15‬فرباير ‪.2022‬‬

‫‪129‬‬
‫النصوص القانونية‪:‬‬

‫الظهائر‪:‬‬

‫‪ ‬ظهري ‪ 24‬فرباير ‪ 1958‬مبثابة قانون بشأن النظام السايس العام للوظيفة العمومية‪.‬‬

‫ادلساتري‪:‬‬

‫‪ ‬ادلس تور املغريب لس نة ‪ 2011‬الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رمق ‪ 1.11.91‬الصادر يف ‪ 27‬من‬
‫شعبان ‪ 29( 1432‬يوليو ‪ ،)2011‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 5964‬مكرر بتارخي ‪ 28‬شعبان ‪.1432‬‬

‫القوانني التنظميية‪:‬‬

‫‪ ‬القانون التنظميي ‪ 111.14‬املتعلق ابجلهات الصدر بتنفيذه الظهري الرشيف رمق ‪ 1.15.83‬صادر‬
‫يف ‪ 20‬رمضان ‪6( 1436‬يوليو ‪ )2015‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 6380‬بتارخي ‪ 23‬يوليو ‪.2015‬‬

‫‪ ‬القانون التنظميي ‪ 112.14‬املتعلق ابلعاملت والقالمي الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رمق‬
‫‪ 1.15.84‬يف ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪ ،)2015‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 6380‬بتارخي ‪ 23‬يوليو‬
‫‪.2015‬‬

‫‪ ‬القانون التنظميي ‪ 113.14‬املتعلق ابمجلاعات الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رمق ‪ 1.15.85‬صادر‬
‫يف ‪ 20‬رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪ )2015‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 6380‬بتارخي ‪ 23‬يوليو ‪.2015‬‬

‫القوانني‪:‬‬
‫‪130‬‬
‫‪ ‬القانون ‪ 46.19‬املتعلق ابلهيئة الوطنية للزناهة والوقاية من الرشوة الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف‬
‫رمق ‪ 1.21.36‬صادر يف ‪ 8‬رمضان ‪ 21( 1442‬أبريل ‪ )2021‬جريدة رمسية عدد ‪ 6986‬بتارخي فاحت‬
‫شوال ‪ 13( 1442‬ماي ‪.)2021‬‬

‫‪ ‬القانون ‪ 43.20‬املتعلق خبدمات الثقة بشأن املعاملت الإلكرتونية الصادر بتنفيذه الظهري‬
‫الرشيف رمق ‪ 1.20.100‬صادر يف ‪ 16‬جامدى الوىل ‪ 31( 1442‬ديسمرب ‪ )2020‬جريدة رمسية‬
‫عدد ‪ 6951‬بتارخي ‪ 27‬جامدى الوىل ‪ 11( 1442‬يناير ‪.)2021‬‬

‫‪ ‬القانون ‪ 07.20‬املتعلق جبباايت امجلاعات الرتابية الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رمق ‪1.20.91‬‬
‫صادر يف ‪ 16‬جامدى الوىل ‪ 31( 1442‬ديسمرب ‪ ،)2020‬املمتم واملغري للقانون ‪ ،47.06‬جريدة‬
‫رمسية عدد ‪ 6948‬بتارخي ‪ 16‬جامدى الوىل ‪ 31( 1442‬ديسمرب ‪.)2020‬‬

‫‪ ‬القانون رمق ‪ 55.19‬املتعلق بتبس يط املساطر والإجراءات الإدارية‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهري‬
‫الرشيف رمق ‪ 1.20.06‬الصادر يف ‪ 11‬من رجب ‪ 6 ( 1441‬مارس ‪ )2020‬جريدة رمسية عدد‬
‫‪ 6866‬بتارخي ‪ 24‬رجب ‪ 19( 1441‬مارس ‪.)2020‬‬

‫‪ ‬القانون ‪ 31.13‬املتعلق ابحلق يف احلصول عىل املعلومات الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رمق‬
‫‪ 1.18.15‬الصادر يف ‪ 5‬جامدى الثانية ‪ 22( 1439‬فرباير ‪ )2018‬جريدة رمسية عدد ‪ 6655‬بتارخي‬
‫‪ 23‬جامدى الخرة ‪ 12( 1439‬مارس ‪.)2018‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ ‬القانون ‪ 61.16‬احملدثة مبوجبه واكةل التمنية الرمقية‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رمق ‪1.17.27‬‬
‫بتارخي ‪ 8‬ذي احلجة ‪ 30( 1438‬أغسطس ‪ )2017‬جريدة رمسية عدد ‪ 6604‬بتارخي ‪ 23‬ذي احلجة‬
‫‪ 14( 1438‬سبمترب ‪.)2017‬‬

‫‪ ‬القانون رمق ‪ 53.05‬املتعلق ابلتبادل الإلكرتوين للمعطيات القانونية الصادر بتنفيذه الظهري‬
‫الرشيف رمق ‪ 1.07.129‬الصادر يف ‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30( 1428‬نومفبؤ ‪)2007‬؛ جريدة رمسية‬
‫عدد ‪ 5584‬لس نة ‪.2007‬‬

‫‪ ‬القانون ‪ 09.08‬املتعلق حبامية الشخاص اذلاتيني جتاه املعطيات ذات الطابع الشخيص‪ ،‬الصادر‬
‫بتنفيذه الظهري الرشيف رمق ‪ 1.09.15‬الصادر يف ‪ 22‬من صفر ‪ 18( 1430‬فرباير ‪ )2009‬جريدة‬
‫رمسية عدد ‪ 5711‬بتارخي ‪ 27‬صفر ‪ 23( 1430‬فرباير ‪.)2009‬‬

‫‪ ‬القانون رمق ‪ 07.03‬املتعلق ابجلرامئ املتعلقة بنظم املعاجلة الآلية للمعطيات الصادر بتنفيده ظهري‬
‫رمق ‪ 197.03.1‬بتارخي ‪ 16‬رمضان ‪ 11 ( 1424‬نومفرب ‪) 2003‬؛ اجلريدة الرمسية عدد ‪ 5171‬بتارخي‬
‫‪ 27‬شوال ‪ 22( 1424‬ديسمرب ‪.)2003‬‬

‫‪ ‬القانون اجلنايئ الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رمق ‪ 1.59.413‬الصادر يف ‪ 28‬جامدى الثانية‬
‫‪ 1382‬املوافق ل (‪ 26‬نونرب ‪ )1962‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 2640‬مكرر بتارخي ‪ 12‬حمرم ‪5( 1383‬‬
‫نونرب ‪.)1963‬‬

‫‪132‬‬
‫املراس مي‪:‬‬

‫‪ ‬مرسوم ‪ 2.22.176‬صادر يف ‪ 26‬شعبان ‪ 29( 1443‬مارس ‪ )2022‬يتعلق ابإيداع الإقرارات‬


‫املتعلقة ابلرسوم املس تحقة لفائدة امجلاعات الرتابية وأداهئا بطريقة اإلكرتونية‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪7083‬‬
‫بتارخي ‪ 16‬رمضان ‪ 18( 1443‬أبريل ‪.)2022‬‬

‫‪ ‬مرسوم ‪ 2.17.451‬صادر يف ‪ 4‬ربيع الول ‪ 23( 1439‬نومفرب ‪ )2017‬املتعلق بسن نظام احملاس بة‬
‫العمومية للجامعات ومؤسسات التعاون بني امجلاعات‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 6626‬بتارخي (‪ 30‬نومفرب‬
‫‪.)2017‬‬

‫‪ ‬املرسوم رمق ‪ 2.17.265‬صادر ‪28‬من رمضان ‪ 23( 1438‬يونيو ‪ )2017‬بتحديد كيفيات تلقي‬
‫ملحظات املرتفقني واقرتاحاهتم وشاكايهتم وتتبعها ومعاجلهتا اجلريدة الرمسية عدد ‪ 6528‬بتارخي ‪4‬‬
‫شوال ‪ 29( 1438‬يونيو ‪.)2017‬‬

‫‪ ‬مرسوم رمق ‪ 2.12.349‬املتعلق ابلصفقات العمومية الصادر يف ‪ 8‬جامدى الوىل ‪20( 1434‬‬
‫مارس ‪ )2013‬منشور ابجلريدة الرمسية عدد ‪ 6140‬بتاخي ‪ 23‬جامدى الوىل ‪ 4( 1434‬أبريل‬
‫‪.)2013‬‬

‫القرارات‪:‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ ‬القرار املشرتك لوزير ادلاخلية ووزيرة الاقتصاد واملالية رمق ‪ 733.22‬صادر يف ‪ 29‬من شعبان‬
‫‪( 1443‬فاحت أبريل ‪ )2022‬يتعلق ابإيداع الإقرارات املتعلقة ابلرسوم املس تحقة لفائدة امجلاعات الرتابية‬
‫وأداهئا بطريقة اإلكرتونية‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 7083‬بتارخي ‪ 16‬رمضان ‪ 18( 1443‬أبريل ‪.)2022‬‬

‫‪ ‬قرار الوزير املنتدب دلى رئيس احلكومة امللكف ابإصلح الإدارة وابلوظيفة العمومية رمق‬
‫‪ 2488.17‬صادر يف ‪ 8‬حمرم ‪ 29( 1439‬سبمترب ‪ )2017‬بتحديد منوذج تقدمي الشاكية ومنوذج‬
‫الإشعار ابلتوصل هبا‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 6634‬بتارخي ‪ 9‬ربيع الآخر ‪28( 1439‬سبمترب ‪.)2017‬‬

‫اخلطب امللكية‪:‬‬

‫‪ ‬خطاب ‪ 14‬أكتوبر ‪ 2016‬مبناس بة افتتاح ادلورة الوىل من الس نة الترشيعية الوىل من الولية‬
‫الترشيعية العارشة‪.‬‬

‫‪ ‬اخلطاب املليك السايم مبناس بة افتتاح االربملان بتارخي ‪ 14‬أكتوبر ‪.2016‬‬

‫‪ ‬مقتطف من نص اخلطاب املليك السايم مبناس بة حلول اذلكرى ‪ 18‬لعيد العرش اجمليد لس نة‬
‫‪.2017‬‬

‫الرسائل امللكية‪:‬‬

‫‪ ‬الرساةل امللكية املوهجة اإىل املشاركني يف ادلورة الرابعة ملؤمتر ادلول الطراف يف اتفاقية المم‬
‫املتحدة ملاكحفة الفساد (مراكش ‪ 24‬أكتوبر ‪.)2011‬‬

‫ادللئل‪:‬‬
‫‪134‬‬
‫‪ ‬دليل موجه لوحدات تلقي ملحظات املرتفقني واقرتاحاهتم وشاكايهتم وتتبعها ومعاجلهتا وزارة‬
‫الاقتصاد واملالية وإاصلح الإدارة‪ ،‬طبعة ‪.2020‬‬

‫ادلورايت‪:‬‬

‫‪ ‬ادلورية املشرتكة بني وزير ادلاخلية ووزير الإقتصاد واملالية وإاصلح الإدارة‪" ،‬حول اس تعامل‬
‫منظومة التدبري املندمج للمداخيل يف اجناز معليات امجلاعات الرتابية ومجموعاهتا‪.‬‬

‫املقابلت‪:‬‬

‫‪ ‬مقابةل مت اإجراؤها مع الس يد احلبيب منشد‪ ،‬مدير املصاحل الاجامتعية مجلاعة أولد عياد‪ ،‬بتارخي‬
‫‪ 14‬أبريل ‪ ،2022‬عىل الساعة العارشة صباحا‪ ،‬مبقر امجلاعة‪.‬‬

‫‪ ‬مقابةل مت اإجراؤها مع الس يد صاحل حنني‪ ،‬رئيس جامعة أولد عياد‪ ،‬بتارخي ‪ 16‬أبريل ‪،2022‬‬
‫عىل الساعة ‪ 11‬صباحا‪ ،‬مبقر امجلاعة‪.‬‬

‫‪ ‬مقابةل مت اإجراؤها مع الس يد اإبراهمي بنحميدة‪ ،‬مدير املصاحل جمللس عامةل متارة‪ ،‬بتارخي ‪ 17‬يونيو‬
‫‪ ،2022‬عىل الساعة ‪ 12‬زوالا‪ ،‬مبجلس عامةل متارة‪.‬‬

‫املواقع ا إللكرتونية‪:‬‬

‫‪ ‬املوقع الرمسي لوزارة الاقتصاد واملالية ‪file:///C:/Users/HP/Downloads/lof‬‬

‫‪ ‬الاخنراط يف اخلدمات الإلكرتونية‪.https://www.tax.gov.ma/ ،‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ ‬أمحد منرية‪ ،‬أمناط التدبري احلديث للجامعات الرتابية يف ظل القانون التنظميي رمق ‪،113.14‬‬
‫منشور ابملوقع ‪ https://www.maroclaw.com/‬اترخي الإطلع عليه ‪ 16‬ماي ‪.2022‬‬

‫‪ ‬املنصة الرمقية جمالس اخلاص بنظام تس يري اجملالس ‪ https://www.majaliss.ma/‬اترخي‬


‫الإطلع عليه السبت ‪ 14‬ماي ‪.2022‬‬

‫‪.http://www.chafafiya.ma/ ‬‬

‫‪ ‬البوابة شاكية ‪.https://www.chikaya.ma/‬‬

‫‪ ‬بوابة طنجة ‪.http://www.tanger.ma/‬‬

‫‪ ‬البوابة الرمسية جلهة ادلار البيضاء سطات ‪.https://casablanca.ma/Ar/Contact.aspx‬‬

‫‪ ‬مرجع التدبري املندمج ملوظفي ادلوةل ‪.http://www.referentiel-grh.ma/‬‬

‫‪.https://www.data.gov.ma/fr ‬‬

‫‪ ‬النشطة الاقتصادية مبنصة رخص‪ ،‬منشور ابملوقع ‪.https://rokhas.ma/karazal/‬‬

‫‪ ‬رمقنة اإجراءات احلصول عىل رخص التعمري منشور ابملوقع ‪.https://www.cnea.ma/ar‬‬

‫‪.https://watiqa.ma/ ‬‬

‫املدنية‬ ‫احلاةل‬ ‫‪ ‬بوابة‬


‫‪.https://www.alhalalmadania.ma/ServicesElectroniques/Pages‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ ‬خمطط حتديث احلاةل املدنية منشور ابلبوابة الرمسية للجامعات الرتابية‬
‫‪https://www.collectivites-territoriales.gov.ma/ar/mkhtt-thdyth-alhalt-‬‬
‫‪.almdnyt‬‬

‫املدنية‬ ‫للحاةل‬ ‫الرمسي‬ ‫‪ ‬املوقع‬


‫‪.https://www.alhalalmadania.ma/GuideEtatCivil/Pages‬‬

‫‪ ‬مرافقة التخطيط الاسرتاتيجي ا إلقلميي‪ ،‬منشور ابملوقع الرمسي لوزارة اعداد الرتاب الوطين‬
‫والتعبري والاساكن وس ياسة املدينة‪.https://www.muat.gov.ma/ ،‬‬

‫‪ ‬الاسرتاتيجية الوطنية لاكخفة الفساد‪ ،‬الصيغة احملينة‪ ،‬دجنرب ‪ ،2018‬منشور ابملوقع الرمسي‬
‫لوزارة اإصلح الإدارة والوظيفة العمومية ‪.https://www.mmsp.gov.ma/‬‬

‫‪ ‬لحئة الشواهد الإدارية اليت مت حذفها يف اإطار القانون ‪ 55.19‬منشور ابملوقع الرمسي مجلاعة‬
‫دمنات اإقلمي أزيلل ‪.http://commune-demnate.ma/‬‬

‫‪https://www.collectivites-‬‬ ‫الرتابية‪،‬‬ ‫للجامعات‬ ‫الوطنية‬ ‫‪ ‬البوابة‬


‫‪.territoriales.gov.ma/ar/tnzym‬‬

‫‪. https://www.mmsp.gov.ma/ ‬‬


‫مراجع ابللغة الفرنس ية‪:‬‬
‫‪ EBAUCHE DE MANUEL DE FORMATION « Nouvelles recrues de‬‬
‫‪la Trésorie Générale du Royaume Promotion 2014 ».‬‬
‫‪137‬‬
 Mohamed abdelmouhsine hanine, la procédure de la passation des
marches public Maroc, étude analytique et réflexions la lumiére du code
français des marches public, mémoire de recherche pour l’obtention du
diplôme du master en administration public, école nationale
d’administration, session 2007/2008.

138
‫الفهرس‬
‫مقدمة عامة‪1......................................................................:‬‬
‫الفصل األول‪:‬اإلطار العام لإلدارة الرقمية بالجماعات الترابية ودورها في‬
‫تحديث العمل الترابي ‪9......................................................‬‬
‫املبحث الول‪ :‬الإطار العام ل إلدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية ‪11...........................‬‬
‫املطلب الول‪ :‬مفهوم الإدارة الرمقية للجامعات الرتابية وتطورها ‪11.......................‬‬
‫الفرع الول‪ :‬مفهوم الإدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية ‪11...............................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬تعريف الإدارة الرمقية وأمهيهتا ‪12 .....................................................‬‬
‫أول‪ :‬تعريف الإدارة الرمقية ‪12..............................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬أمهية الإدارة الرمقية ‪13................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص الإدارة الرمقية وأهدافها ‪15 .................................................‬‬
‫أول‪ :‬خصائص الإدارة الرمقية ‪15............................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬أهداف الإدارة الرمقية ‪17..............................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬دوافع اعامتد الإدارة الرمقية‪18 ..........................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تطور الإدارة الرمقية للجامعات الرتابية ‪22...............................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬مراحل تطبيق الإدارة الرمقية للجامعات الرتابية ‪22 ................................‬‬
‫أول‪ :‬مرحةل التحول ‪22....................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬مرحةل التفاعل ‪23....................................................‬‬

‫‪139‬‬
‫اثلثا‪ :‬مرحةل التعامل ‪23....................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬مرحةل التاكمل والإدماج ‪24...........................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬متطلبات تطبيق الإدارة الرمقية للجامعات الرتابية ‪24 ..............................‬‬
‫أول‪ :‬املتطلبات البرشية ‪25................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬املتطلبات الإدارية‪25.................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الإطار القانوين واملؤسسايت ل إلدارة الرمقية للجامعات الرتابية ‪26.............‬‬
‫الفرع الول‪ :‬امحلاية القانونية ل إلدارة الرمقية للجامعات الرتابية‪26........................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬امحلاية ادلس تورية ‪27 ...................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬امحلاية املدنية ‪28 .........................................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬امحلاية اجلنائية‪30 ........................................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬الإطار املؤسسايت ل إلدارة الرمقية للجامعات الرتابية ‪32.....................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬دور املؤسسة امللكية يف تدعمي الإدارة الرمقية‬
‫‪33...........................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬املديرية العامة للجامعات الرتابية ودورها يف فتح ورش الرمقنة ‪34 ...............‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬احداث واكةل التمنية الرمقية ‪36 .........................................................‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬دوافع الانتقال من الإدارة التقليدية اإىل الإدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية ‪37....‬‬
‫املطلب الول‪ :‬تعقد املساطر الإدارية وانتشار الفساد الإداري ‪37.....................‬‬
‫الفرع الول‪ :‬تعقد املساطر الإدارية ابمجلاعات الرتابية ‪37.............................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬مظاهر تعقد املساطر الإدارية ‪38 ....................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تبس يط املساطر الإدارية للجامعات الرتابية ‪41 .....................................‬‬
‫‪140‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬رمقنة خدمات امجلاعات الرتابية حملاربة الفساد الإداري ‪42..................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬فساد املوظف امجلاعي ‪43 .............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الرمقنة كآلية ملاكحفة الفساد الإداري ‪46 ..............................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تعزيز قواعد احلاكمة اجليدة والتوجه حنو تدبري ترايب جديد ‪48..............‬‬
‫الفرع الول‪ :‬معايري احلاكمة اجليدة للجامعات الرتابية ودورها يف حتقيق الرمقنة ‪48.........‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬معيار الشفافية والزناهة‪48 ...........................................................‬‬
‫أول‪ :‬معيار الشفافية ‪49...................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬معيار الزناهة ‪50.....................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬معيار ربط التواصل مع الساكنة واملشاركة ‪51 .....................................‬‬
‫أول‪ :‬معيار ربط التواصل مع الساكنة ‪51.....................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬معيار املشاركة ‪52...................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تزنيل التدبري الرتايب اجلديد للجامعات الرتابية ‪54.........................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬التدبري احلر ‪54 ..........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التخطيط الاسرتاتيجي ‪56 ............................................................‬‬
‫خامتة الفصل الول ‪58..............................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬دور اإلدارة الرقمية في تحديث التدبير اإلداري والمالي‬
‫الترابي ‪59.....................................................................‬‬
‫املبحث الول‪ :‬النظمة الرمقية الإدارية ابمجلاعات الرتابية وتطبيقاهتا ‪61......................‬‬
‫املطلب الول‪ :‬النظمة الرمقية الإدارية ابمجلاعات الرتابية ‪61............................‬‬

‫‪141‬‬
‫الفرع الول‪ :‬النظمة املعلوماتية الإدارية للجامعات الرتابية ‪62..........................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬رمقنة خدمات مرفق احلاةل املدنية‪62 ........................ watiqua. Com‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نظام رخص ‪66 ................................................... Rokhas. Com‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬نظام اندماج اخلاص ابملوظفني ‪68 ....................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬مكوانت بواابت امجلاعات الرتابية وصفقاهتا العمومية الإلكرتونية ‪70..........‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬مكوانت بواابت امجلاعات الرتابية ‪70 ................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬بوابة الصفقات العمومية ‪72 ............................................................‬‬
‫أول‪ :‬مرحةل قبل الصفقة العمومية ‪73.........................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬مرحةل بعد بدء الصفقة ‪75.............................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أنظمة التتبع والتقيمي للخدمات الرمقية الإدارية ‪78........................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬الشاكايت عرب اخلط ‪78 ...............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شفافية ‪82 ............................................................ chafafia.ma‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اس تفادت اجملالس املنتخبة من الرمقنة وظهور املدن اذلكية ‪83..............‬‬
‫الفرع الول‪ :‬رمقنة خدمات اجملالس واعامتد دميقراطية تشاركية رمقية ‪83..................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬رمقنة خدمات اجملالس املنتخبة ‪84 ...................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التوجه حنو اعامتد دميقراطية تشاركية رمقية ‪85 .......................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬أدوار ومقومات املدن اذلكية والتحدايت اليت تواهجها ‪87...................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬أدوار ومقومات املدن اذلكية ‪87 ......................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التحدايت اليت تواجه بناء املدن اذلكية ‪89 ...........................................‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬الإدارة الرمقية عىل مس توى التدبري املايل للجامعات الرتابية ‪91................‬‬
‫‪142‬‬
‫املطلب الول‪ :‬النظمة املعلوماتية املالية واجلباايت الرتابية ‪91...........................‬‬
‫الفرع الول‪ :‬النظمة املعلوماتية لتدبري مالية امجلاعات الرتابية ‪91.......................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬نظام التدبري املندمج للمداخيل ‪92 .......................................... GIR‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نظام التدبري املندمج للنفقات ‪93 ............................................. GID‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬اخلدمات الإلكرتونية للجباايت الرتابية ‪95..............................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬خدمة الإقرار الإلكرتوين ‪95 ..........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خدمة الداء الإلكرتوين ‪97 ............................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تزنيل اخملطط احملاس يب للجامعات الرتابية ‪99............................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬أس باب وأهداف اخملطط احملاس يب للجامعات الرتابية ‪100 .......................‬‬
‫أول‪ :‬أس باب اعامتد اخملطط احملاس يب للجامعات الرتابية ‪100......................‬‬
‫اثنيا‪ :‬أهداف اخملطط احملاس يب للجامعات الرتابية ‪101...........................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬قواعد ومبادئ اخملطط احملاس يب للجامعات الرتابية ‪102 ...........................‬‬
‫أول‪ :‬قواعد اخملطط احملاس يب للجامعات الرتابية ‪102 ...............................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬مبادئ اخملطط احملاس يب للجامعات الرتابية ‪104............................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حتدايت تطبيق الإدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية وس بل جتاوزها ‪105........‬‬
‫الفرع الول‪ :‬حتدايت تطبيق الإدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية ‪106.....................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬التحدايت التنظميية والتقنية ‪106 .....................................................‬‬
‫أول‪ :‬التحدايت التنظميية‪106..............................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬التحدايت التقنية‪107................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التحدايت املادية والبرشية ‪109 .......................................................‬‬
‫‪143‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬س بل حتقيق جناعة الإدارة الرمقية ابمجلاعات الرتابية ‪111...................‬‬
‫الفقرة الوىل‪ :‬دمع البنيات التحتية ل إلدارة الرمقية‪111 .............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التدريب الإلكرتوين ‪112 ...............................................................‬‬
‫خامتة الفصل الثاين ‪115............................................................‬‬
‫خامتة عامة ‪116...................................................................‬‬
‫لحئة املراجع‪120..................................................................‬‬

‫‪144‬‬

You might also like