Isls 201 - (قابل للبحث)

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 143

‫ا‬

‫‪,‬لتفاف—‬
‫‪١‬ز‬‫‪1‬‬ ‫زذ‪٦٦‬خ‬
‫‪,‬إلسالمية‬

‫إعداد‬ ‫العلسوى الداري‬

‫ننة متخصصة من أعضاء هيئة التدليس‬ ‫مكزآلتشرآلعلت‬


‫ئيؤ االداب (‪،‬اسوم اإلساالة‬
‫جامعة للملك^بذالةني‬
‫سمسه*ي‪40//5 ١‬‬

‫‪٠‬ا‪8018٠30|16‬ء ‪«٠‬ل‪582102‬‬
‫ت‪5--‬‬

‫@ جامعة الملك عبدالعزيز ‪١٤٤١‬ه‬


‫جميع حقوق الطبع محفوظة‬
‫الطبعة األولى‪١٤٤١ :‬ه‬
‫‪1‬‬ ‫‪.‬‬ ‫—‪-"-———-——-‬ني‬

‫فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر‬

‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬


‫الكتاب والسنة الثقافة اإلسالمية‪ - :‬المستوى الثاني‪.‬‬
‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ - .‬جدة‪ ١٤٤١ ،‬ه‬

‫‪٢٠٠‬ص؛‪ ٢٤٦٣١٧‬سم‬

‫ردمك‪٩٧٨-٦٠٣-٨٢٧٢-٣٧-٤ :‬‬

‫‪ -١‬الثقافة اإلسالمية أ‪ .‬العنوان‬


‫‪١٤٤١/٨٦٥‬ه‬ ‫ديوي ‪٣٧٧,١‬‬

‫رقم اإليداع‪١٤٤١/٨٦٥ :‬‬

‫ردمك‪٩٧٨-٦٠٣-٨٢٧٢-٣٧-٤ :‬‬

‫مطابع جامعة الملك عبدالعزيز‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫الحمد لله الذي أنزل القرآن الكريم بالحق والميز ان ليكون دستورا وهدى للعالمين‪،‬‬
‫وأرسل نبيه محمد ا فلة وأوحى إليه الحكمة وجعله للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫فإن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هما المصدران األساسيان لثقافة المسلم‬
‫وأخالقياته‪ ،‬وهما مصدرا السعادة الدنيوية واألخروية لمن عمل بهما‪ ،‬ومن تمسك بهما فلن‬
‫يضل بعدهما أبدًا‪.‬‬

‫وإن هذا المقرريهدف إلى التعريف بالقرآن الكريم‪ ،‬وبيان حفظه وخصائصه‬
‫وإعجازه وواجبنا نحوه‪ ،‬والتعريف بالسنة النبوية المطهرة‪ ،‬وبيان فضل النبي يلة‪ ،‬ودالئل‬
‫نبوته‪ ،‬وواجبنا نحوه‪.‬‬

‫التقسيمات الرأ‪11‬‬
‫تم تقسيم ا لكتاب إ لى قسمين على ا لنحو ا لتالي‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬القرآن الكريم‪ ،‬ويشمل الوحدات التالية‪:‬‬

‫ا لوحدة ا ألولى‪ :‬مدخل إ لى ا لقرآن ا لكريم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف القرآن الكريم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسماء القرآن الكريم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أوصاف القرآن الكريم‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مثل القرآن الكريم‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬نزول القرآن الكريم‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬حفظ القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫الكتاب والسنة‬
‫المقدمة‬

‫الوحدة الثانية‪ :‬إعجاز القرآن الكريم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلعجاز‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية اإلعجاز‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أوجه اإلعجازفي القرآن الكريم‪.‬‬

‫الوحدة الثالثة‪ :‬واجبنا نحولقرآنالكريم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإليمان والتسليم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التالوة والتجويد‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االستماع واإلنصات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الحفظ والتثبيت‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التدبر والتفكر‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬اإلقراء والتعليم‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬العمل والتخلق به‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬الدعوة إليه وبه‪.‬‬

‫الوحدة الرابعة‪ :‬تدبر القران الكريم‪.‬‬


‫حقيقة تدبر القران الكريم‪.‬‬

‫أهمية تدبر القرآن الكريم‪.‬‬

‫قواعد في تدبر القرآن الكريم‪.‬‬

‫أمثلة تدبر القرآن الكريم‪.‬‬

‫نموذجتطبيقيفي تدبر القرآن الكريم‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬السنة النبوية‪.‬‬

‫ا لوحدة ا ألولى‪ :‬مدخل إ لى ا لسنة ا لنبوية‪.‬‬

‫اوال‪ :‬ففالل النبي ‪٠٠‬‬

‫■ ‪٠٠٦‬سذي اكدا‪ /‬ف‪١‬ل|‬ ‫‪ "٧‬ر‬

‫‪16٢‬ا‪1‬ا‪3‬ء‪5‬ل‪3٢٣‬ء ا!س‪ ١‬لمموحى‬


‫ثانيا‪ :‬دالئل نبوة النبي يلف‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تعريف السنة النبوية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬حجية السنة النبوية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬عالقة السنة بالقرآن الكريم‪.‬‬

‫ا لوحدة ا لثانية ‪ :‬حفظ ا لسنة ا لنبوية وتد وينها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حفظ السنة النبوية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تدوين السنة النبوية‪.‬‬

‫ا لوحدة ا لثا لثة‪ :‬وا جبنا نحو ا لسنة ا لنبوية‪.‬‬


‫أوال‪ -‬اإليمان بحجية السنة النبوية‬

‫ثانيًا‪ -‬الرضا والتسليم للسنة النبوية‬

‫ثالثا‪ -‬تقديم السنة النبوية على غيرها من أقوال البشر‬

‫رابعا‪ -‬التحاكم إلى السنة النبوية والرد إليها عند التنازع‬

‫خامسا‪ -‬العناية بحفظ السنة النبوية‬

‫سادسا نشر السنة النبوية‬

‫سابعا‪ -‬التمسك بالسنة النبوية‬

‫الوحدة الرابعة‪ :‬نماذج من السنة النبوية‪.‬‬

‫النموذج األول‪ :‬حديث الوالية‬

‫النموذج الثاني‪ :‬حديث (قل آمنت بالله ثم استقم)‬

‫النموذج الثالث‪ :‬حديث (يا عبادي)‬

‫‪3‬ءة‬ ‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪6‬‬


‫ويشمل‪:‬‬
‫الوحدة األولى‪ :‬مدخل إلى القرآن الكريم‪.‬‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬إعجاز القران الكريم‪.‬‬
‫الوحدة الثالثة‪ :‬واجبنا نحو القرآن الكريم‪.‬‬
‫الوحدة الرابعة‪ :‬تدبر القران الكريم‪.‬‬

‫‪16٣‬ا ‪3015 3‬ح ا!أ‪1‬مم‪ ١‬ه‪5 3 06‬‬


‫ى‪20‬الال‪ 02‬ل‪٧‬ر!في|أ ه‪2‬لال‪20٤‬لل‪9‬ل‬

‫‪0‬‬ ‫ب‪٣‬‬ ‫‪ً0‬ا‪0‬‬ ‫‪٢ ٧‬يا ‪٢‬يا‬


‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ ٣‬إ ي‪ ٢‬ا ا‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1 5‬‬
‫الوحدة األولى‪ :‬مدخل إلح القران الكليم‬
‫تهدفا هذه الوحدة إلح ‪٠‬‬

‫‪:‬‬ ‫‪-١‬أنيعرفالطالبالقرآن الكريم لغة واصطالخا‪.‬‬

‫‪-٢‬أنيعددأسماءالقرآن الكريم وأوصافه‪ ،‬ويميز ينها‪.‬‬

‫س‪-‬أن يحدد خصائص القرآن الكريم‪.‬‬


‫‪-٤‬أن يعرف مثل القرآن الكريم في القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪-٥‬أنيمرف الوحي لغة واصطالحا‪،‬ويميزصودا لوحي‬

‫‪-٦‬أن يعرف طريقة نزول القرآن الكريم وحكمة ذلك‬

‫‪-٧‬أن يذكرعوامل حفظ القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫‪١‬‬
‫سا‬ ‫المحاضرة‬

‫القرآن لغة‪ :‬القرآن مصدر للفعل‪« :‬قرأ» بمعنى‪ :‬تال‪ ،‬وجعل هذا المصدر اسمًا‬
‫للكالم المنزل على نبينا محمد ا ‪ ،‬يشهد لهذا قوله تعالى‪0 :‬إن علينا جمغة‪٠‬د وقرءائهوج‬
‫فإذا قرأنله قاس ح فزءانهو^ [|لغباءة‪٨-|٧:‬ا‪ .1‬أي‪ :‬قراءته‪.‬‬

‫والقرآن اصطالحًا‪ :‬هو «كالم الله‪ ،‬المنزلعلى نبيه محمد يلذ‪ ،‬المعجز بلفظه‪،‬‬
‫المتعبد بتالوته‪ ،‬المنقول إلينا بالتواتر‪ ،‬المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى‬
‫آخر سورة الناس»‪.‬‬

‫شرح ا لتعريف‪:‬‬

‫كالم الله‪ :‬الكالم جنس شامل لكل كالم‪ ،‬وإضافته إلى الله أخرجت كالم من سواه‬
‫من اإلنس والجنوالمالئكة‪.‬‬

‫المنزل‪ :‬خرج بذلك كالم الله الذي لم ينزله على أحد واستأثر به لنفسه‪.‬‬

‫على نبيه محمد يخ‪ :‬خرج بذلك ما نزل على غيره من األنبيا‪ ،‬كالتوراة واإلنجيل‬
‫والزبور‪.‬‬

‫المعجز بلفظه‪ :‬أي الذيالقدرة ألحدعلى إلتيان بمثله‪.‬‬

‫النتعبد بتالوته‪ :‬أي المأموربقراءتهفي الصالة وغيرها على وجه التعبد لله تعالى‪،‬‬
‫ويحصل به الثواب‪ ،‬وخرج باإلعجاز والتعبد‪ :‬الحديث القدسي؛ إذ هووحي لكنه غير معجز‬
‫وال متعبد بتالوته‪.‬‬

‫المنقول إلينابالتواترآ أيالذينقلهإلينا الجمع الغفيرمنصحابةرسوالللهيف‪،‬‬


‫وهكذا نقلتهعن الصحابة جموع غفيرة ممن جاء بعدهمفي كلطبقة وجيل‪ ،‬وهذا يخرج‬
‫القراءات الشاذة وما نسخت تالوته من القرآن‪.‬‬

‫المكتوب في المصاحف‬
‫نسخت تالوته من اآليات‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫اس‪١‬‬ ‫عا‬
‫كه‬

‫ح كًا‪٠‬‬
‫ا‬ ‫هئبو‬ ‫كتزودن‬
‫ذر;‪-.‬ع‬
‫^سسلسا^ةممايالعدعمشرهسعه»‬

‫ومنأسماءالقرآنالكريم‪:‬‬

‫ا‪ .‬القران‪:‬‬

‫دليله ‪:‬قال لله تعالى‪( :‬إئ خذا ألفزءان يفيى للق ق أفوم زينخزآكؤبيوق‬
‫ألنين يغتلون آلصنيحي أن لهم أجرا كييرا )«اإلساه^‪.‬‬

‫مدلوله‪:‬‬

‫• أن القرآن يقرأ ويتلى‪.‬‬

‫• أن فيه إشارة لحفظه في الصدور‪.‬‬

‫دليله‪ :‬قال الله تعالى‪ :‬المنج ذلك آلكتب ال ريب فيء هدى ينمتقينالبقوة‪:‬ا‪-‬ما‪.‬‬

‫مدلوله‪:‬‬
‫أن ( الكتاب) مصدر كتب‪ ،‬ومعناه الجمع والضم‪ ،‬والقرآن جامع للحروف واأللفاظ»‬
‫واآليات والسور‪ ،‬وأنواع العلوم واألخبار‪.‬‬
‫أن فيه إشارة إلى كتابته وجمعه في السطور‪.‬‬

‫أي‪.(:‬؛‬
‫زد‬
‫كب‪:‬‬
‫ا‬
‫(‪ )١‬يذظر؛|إلستعلوم«خآن‪.‬لدوش‪٣،./٢,‬ل‪٢‬؛‪.٣‬‬

‫ال‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫‪0‬ا‬ ‫المحاضرة‬

‫‪ .٣‬الغرقان‪:‬‬
‫ديله‪ :‬فأل الله شالى‪« :‬تباركالنىئرأللفزفانعلىعنيوهيكون^ذقليبننيرا)‬
‫[الفرقان‪ :‬ا)‪.‬‬

‫مدلوله‪:‬‬

‫• أن القرآن الكريم فرق بين الحق والباطل‪ ،‬واإليمان والكفر‪ ،‬والحالاللحرام‬


‫‪4‬‬

‫وا لخير والشر‪ ،‬وغير ذ لك من ا ألضد ا د‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪ .٤‬الذكر‪:‬‬
‫ل‬
‫دليله‪ :‬قال الله تعالى‪ :‬فإنا تخن قرنتا آلدنمكذزانا لهو لخبعلون)[‪1‬لحجز‪.]٩:‬‬

‫مدلوله‪:‬‬

‫• أن القرآن الكريم اشتمل على المواعظ والعبر‪.‬‬

‫• أن القرآن الكريم اشتمل على أخبار األنبياء واألمم الماضية‪.‬‬

‫ذكر الله تعالى القرآن بأوصاف عديدة‪ ،‬مما يدل على عظيم شرفه ومكاته(‪)٢‬‬

‫ومن أوصاف القرآن الكريم‪:‬‬

‫‪:‬مآل‬
‫ه‪- -‬‬ ‫دل‬
‫ا‪ .‬أنه كريم‪:‬‬

‫»»‪.1‬‬ ‫قال الله تعالى‪0 :‬إنه‪ ,‬لقرءان كريم)الواقعة‬

‫فالقرآن الكريم معظم عند الله تعالى‪ ،‬فقد كرمه الله تعالى‪ ،‬ورفع قدره على جميع‬
‫الكتب السابقة‪ ،‬وهو يكرم حافظه ويعظم قارئه‪.‬‬

‫(‪ )٢‬ينظر‪ :‬اإلتقانفيعلوم القرآن‪ ،‬للسيوطي‪.٣٤٢-٣٤٠/٢ ،‬‬

‫و‬ ‫‪.‬ة ا‪٠‬م‬ ‫‪2.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫غ‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫المدال^ي‬

‫م‪ .‬أنه نور‪:‬‬


‫قاالللهتعالى‪(:‬وأنرآلإليكموئزائييثاًا"لساش"‪٠‬‬

‫آنالكربمبكثغ الحقائق‪ .‬ويجوهـا ببيانه الواضحوبرهاذهاكاطعو‪.‬ض‬

‫القاطع‪.‬‬

‫س‪ .‬أنه برهان‪:‬‬


‫قالاللهتئلى‪( :‬يتأيةهاآك^اشقذجآءكم بزقن تن رتكم) لساج"اا‪.‬‬

‫فالقرًان الكريم هوالدليل القاطع للعذر والحجة المزيلة لكل باطل وشبهة‪.‬‬

‫؛‪.‬أنه الحق‪:‬‬ ‫ا‪٠‬‬

‫قال الله تعالى‪( :‬وكذب يهه قؤمك وهوآلخق قل لسث عليكم يوكيل؛اللعام»(‪٤٢‬‬

‫فالقرآن الكريم هو الحق الذي أنزله الله تعالى‪ ،‬وفيه إشارة إلى الباطل‪ ،‬الذيتحتويه‬

‫الكتب المحرفة أو الموضوعة من البشر‪.‬‬

‫ي ‪ .0‬أنه اللبأ العظيم‪:‬‬

‫قال الله تعالى‪( :‬قل هونبؤأ غظيم>[تل‪٠]٦٧:‬‬

‫فالقرآن الكريم ينبئ عن كل شيء عظيم‪ ،‬فهوينبئ عن الله تعالى وعظمته‪ ،‬ووجوب‬
‫التوحيد لله‪ ،‬وينبئ عن بداية خلق هذا الكون‪ ،‬حتى يستقر أهل الجنةفي النعيم‪ ،‬وأهل النار‬
‫في الجحيم‪.‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫المحاضرة‬

‫[ ‪٩٠,‬‬ ‫أ ‪٠٦‬أة|لبالغ‪:‬‬ ‫لح‬

‫قال الله تعالى‪( :‬خذا بلغ بلائس ولينذروأ ده>ا|بل‪1‬سم‪.]0٢:‬‬


‫فالترآنالكريم أتلع الناسما أمروا به ونهوا عنه‪،‬فيأحكام العبادات والمعامالت‪،‬‬
‫وفيكلما يحتاج إليه البشر‪ ،‬والقرآن الكريم فيه بالغ وكفاية عن غيره من الكتب المحرفة‪.‬‬

‫‪ .٧‬أنه خأتم الكتب السماوية‪:‬‬ ‫لح‬


‫‪1‬‬ ‫فقد جعل الله تعالى القرآن الكريم آخر الكتب السماوية؛ ألنه أنزل على محمد‬
‫وهوخاتم النبيين‪ ،‬وال نبي بعده‪.‬‬

‫قال الله تعالى‪( :‬ما كان محتد أبآأحد قن رجالكم ولكن رسوآللله وخاتم‬

‫آلبيعن وكان آلله بكل شفء عليمااللحابة^ءا‬


‫(كائعق> بغوات—زائيل سكوسهم األتجي‪-‬اء‪ ،‬كلما هلك نبيغلقهنبي‪ ،‬فإده‬ ‫وق_أل ااذبي‬

‫ألدبى بندي)‪)(.‬‬

‫‪. -‬أنهمصدق لكتب الله تعالى السابقة‪ ،‬ومميمن عليها‪:‬‬


‫قال الله تعالى‪( :‬زًاذرتآإيلق آلكتب بآلحقي مصدقا يا بين يديهمنآلكتب‬

‫‪.1‬‬ ‫ومهيمنا علية)المالدة‪:‬هء‬

‫وقد جاء تصديق القرآن للكتب السابقة من وجوه متعددة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫الوجه األول‪ :‬أندالئلثبوت القرآنوصحته تدلعلى أنه وحي من لله تعالى‪ ،‬ونتقرر‬
‫إمكانية وقوع الوحي فعال‪ ،‬وبهذا يكون القرآن مصدقا ألصل الوحيفي الرساالت السابقة‪.‬‬

‫ن‪1‬‬ ‫قال الله تعالى‪0< :‬إآل أؤمنا إكلى كمآأوحيت^إل نوح وآكييعن من بغدؤه‬

‫(‪ )٣‬أخرجه البخاري(‪ ، )٢٤٥٥‬ومسلم (‪.)١٨٤٢‬‬

‫م ؛ ب ردخ ر‪:‬غر جءلفئن‬


‫ي‬ ‫‪٠‬‬
‫‪ ٠٠‬ثم ‪"٠‬‬
‫إهـ ‪.‬‬
‫م‪1.‬س‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫الكتاب والسنة‬
‫المحاضرة‬ ‫الوحدة اللوىل‪ :‬مدخل إىل القرآن الكليم‬ ‫‪|٨‬‬

‫بأنجيت^إل إبرهيم وإنتييل وإسحق وتغفوب واألنبالى وعيس وأيوب ونونس‬

‫الوجه الثاني‪ :‬أن القرآن العظيم جاء حسب وصفه الموجود في تلك الكتب‪ ،‬فهو‬
‫‪ -‬إذ ‪ -‬القرآن العظيمعليه‪)٤(.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬

‫قال الله تعالى‪( :‬وال جآءهم كتب تن عني ألله مصدق يما معهم وكانوأ من‬
‫قنل يشئفيخون عل النين طفزوأ فلائ جآهم ما عرفوأ كفروأ به )‪ ٠‬سرة‪٨٩ :‬؛‬

‫الوجه الثالث‪ :‬أن القرآن العظيم وافق الكتب السابقة في مقاصد الدين وأصوله؛‬
‫فهويصدقها فيما أنزل فيها من أصل اإليمان بالله تعالى وعبادته وحده ال شريك له‪،‬‬
‫وأصول اإليمان الستة‪ ،‬وأصول العباداتوالشرائع؛ كوجوب الصالة والصيام والزكاة‪.‬‬
‫قال الله تعالى‪( :‬يتأيها ألنين ءامثوأ كيب عليكم ألصبا؛ كما كتب على ألذين‬
‫‪1‬‬ ‫من قبيكم لعلكم تتقون) االبقوةم»ا‬

‫وقال سبحانه وتعالى‪( :‬وإذ أحذنا ميقق بنى إسرءيل ال تغبدون إال آللة وبالولدين‬
‫إخسانا وذى ألقري وأليتتن وألتسكين وقولوأ يلائي خنثا وأقيموًا آلصلوة وءاثوأ‬
‫آلركوة ثم توليثم إال قليال قنكم وأنثم مغرضون)( البفوة‪٣ :‬ا‬

‫‪ .9‬انه محفوظ بحفظ الله‪:‬‬


‫اختص الله القرآن الكريم بالحفظ دون غيره من الكتب السابقة وتكفل بذلك‪ ،‬فقال‬
‫تعالىعنحفظ لقرآن الكريم‪ :‬ثإنا نخن نزكا آلذكروإنا لذو آلزغحلودل>[‪1‬لحبر‪ ، ]٩:‬وأما‬
‫الكتب السابقة فأوكلحفظها لى األحباروالرهبان؛ قال تعالى‪< :‬زاآلتلفيونواألجازبتا‬
‫آشثخفظوأ ين كي آلله و‪5‬وئأ عليه شهدآ^المالدهعا‪ ،‬فلم يحفظوها بل حرفوا وبدلوا‬
‫وضيعوا‪،‬قال الله تعالى‪( :‬وإذ أخذ آللة^يكق ألذين أوثواآلكتبكبين^هرللائ‬
‫ببر‬
‫وال ئكثوئنهد فتبذوة ورآء ظهورهم وآشتروأ بهء تمثا قليال فبئس ما يذبرون>آلل‬
‫ءعالن‪٨٧:‬اا‪ ،‬وقال تعالى‪( :‬يقتبون اللم بئ بئي مؤاضئ>[‪1‬سلحه‪:‬‬
‫‪.)£1‬‬

‫(‪ )٤‬ينظر‪ :‬تفسير ابن كثير‪.٥/٢ ،‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫‪٩‬ا‬ ‫‪١‬‬
‫المحاضرة‬

‫‪.‬اه شفاء الالس‪:‬‬ ‫حل ‪-‬‬

‫قال الله تعالى‪( :‬وثنرل من آلفزءان ما هوشفآء ورخمة ينؤينين)«سساله‪»٣‬ا‪ ،‬ولم‬


‫يقنى الله إنه دواء بل وصفه بالشفاء؛ ألن الشفاء ثمرة الدواء‪ ،‬ولم يعين نوع الشفاء بل جعله‬
‫طئ‪ ، 1‬ليشمل شفاء األسقام المعنوية من علل النفوس وأمراض القلوب‪ ،‬قال الله تعالى‪( :‬أال‬
‫بذكر‪٣‬ش تظتبن آلفلوب)االعده»ا‪ ،‬وهوكذلك عالج لألمراض الحسية‪ ،‬فعن عائشة ذلقإ‬
‫حةشاللله‪(٠‬كاذإذااشتكىغثظىشهبالذؤذات‪٤‬قذذحضهبتبه)‪(٠‬ه)‬

‫‪.‬‬ ‫سه ‪ . 1‬أبه شفيع العك يوم القيامة‪:‬‬

‫يأتي القرآن يوم القيامة شفيعا ألهله‪ ،‬وأصحابه‪ ،‬وهم الذين يتلونه حق تالوته‪،‬‬
‫ويقيمون حروفه وحدوده‪ ،‬ويشتغلون به تالوة وتدبرا وعلما وعمال ‪٠‬‬
‫بقول‪(:٠‬افروا اكزآذنإئه ياتي يولم ايانة سبعا الخاده افوا الزفرافين‬
‫اتقزة‪ ،‬وسورة ًال عنز ان) فإنهمًا تأتيانيوم القيامة كأنهما غمامتان‪ ،‬أوكأنهما غيايتان‪،‬‬
‫غ‪٠‬ئكذق‪٦‬تانءفرقخاق‪،‬تخائأنقناشابهتا‪| ،‬قزوئا شوذت البقرة‪ ،‬فإن‬
‫أخن ها بركة‪ ،‬وتزكها حسرة‪ ،‬وال تستطيعهًا البطلة)‪) (.‬‬

‫جا‬
‫وقاليو‪( :‬الضياموالنقز^نيشفعانبنعبديفم القيامة‪ ،‬يقول الصيام‪ :‬أيربمنغته‬
‫الطعام والشهوان ت بالنهار‪ ،‬فشفغنيفيه‪ .‬فيقول القزأن‪ :‬منغته النفم باليلفش^فنيفيه‪.‬‬
‫قال‪:‬فيشفعان)‪)٧(.‬‬

‫ا‬
‫‪1‬‬ ‫(‪ )٥‬صحيح البخاري ( ‪.)٤٤٣٩‬‬
‫(‪ )٦‬صحيحمسلم ( ‪.)٨٠٤‬‬
‫(‪)٧‬مسند أحمد (‪.)٦٦٢٦‬‬

‫‪*.-‬نعق‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٠‬‬


‫‪-٦ ١٤,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫■‬ ‫ج‬ ‫‪,11‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫سي‬ ‫‪ ،‬؛ةألم‪٠‬‬

‫‪-‬‬
‫ر‬
‫حاللقرأنالءربمفىكوذه‪١‬صاللحياةاألرواحئمثلسوالتورجكوس‪١‬صو‬

‫لحياةاألبدان‪ ،‬وبيانه كما يلي‪:‬‬

‫جاءفيعددمن سياقات القرآن الكريم اقتران ذكر ا لقران والمطر‪.‬‬

‫ومنهذها آليات‪:‬‬
‫قول الله تعابى‪( :‬ألم ترأن آللة أنرل ين ألثائ مآء فسلكهر ينييع في أألرض ثء‬
‫يخرج ببه ^زءا مختيائ ألونذ ثم تهيج مذن—ه مضقرا ثم تجفلة و شئأدن ؤد‪٠‬لق‬
‫لنكرى ألنل أللتبه أقتنشرع ألله صذرة لإلشكي فهو عل ثور رن زبب هغل‬
‫يلقيية قلوبهم ينفيكر^لله أؤلتبك فى ضكل مبينث آلله نرل أخسن آلخديث ى‬
‫فت^يةا مثانئفشيرينه لجلوذالنين يخلؤن رئهم ثم تلين جلوذهم وفلوثه‪:‬إلى فن‬
‫آلله دلك هدى آلله يندى يهء من يشآء ومن يضلل آلله فما لهر من زاد) [الزمر‪-٢1:‬م‪]٢‬‬

‫وقوله تعاب (وخوآلذق أزتألليينخ بشرا ني دف زرت؛ث وانزلنا من ألث تآء‬


‫مآء طهورا ينخيى يهء بلتة قيثا ونسقيهر مائ حلقائً أنعتا وأتاش كييرالي ولقذ‬
‫_ ؛‬ ‫‪ -‬م‬ ‫م‬ ‫‪٠‬‬ ‫صرفنا بجم ييدلروج دابى اخبر ألقدى إال ط‪,‬‬
‫نذيراث فال ثطعالكفرين وجهذهم بهء جهادا ينسد‬

‫وقولهتعالى‪(:‬وقآأنركاعليك ألككب إالإ^بين أهم ألنى آختلفوايهوف^ى‬


‫هلهدسالمههة‬

‫‪:٢‬وقولهتبإلي(‪7‬نءايييةأئكئيىأألز^خفيقةئإذ^نرناعليةاالنًاة‬
‫ه‬

‫‪1‬‬

‫ة‪.‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫ا‬ ‫‪٢‬‬
‫المحاضرة‬

‫زد دي ما يقال لك إال ما قذ قيل يلرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب‬
‫أليوثي ولزجعلته فزءاناأغجييالثالوأزود فةلث ءايثذة ة أغبن وعرفي فن نهو‬
‫للذين ءامثوًاهدى وسعًا؛ والنين ل يؤمنون في ءاذانهم وفروهوغذه ■ ت غئ أؤلتيك‬
‫دائذوئ ين مكان بعيد)اهحلت‪٤٤٣٦‬ا‬

‫ومن أوجه الشبه بين القرآن الكريم والمطر ما يأتي‪:‬‬

‫االنوولمن علدلهتعالى‬ ‫ل‬

‫قال الله تعالى عن المطر‪( :‬ألم تر أن ألئة أنرل من آلسمآء مآء)اهاملو‪ .٢٧‬االمون ا‪٣‬ا‪،‬‬
‫وقال تعالى‪( :‬ونزال من آلسمآء ئ‪١‬ء‪[٦‬ق‪٩:‬ا‪٠‬‬
‫وقال الله تعالىعن القرآن الكريم‪( :‬تبارك آلذى نرل آلفزقان على عندوء)الهوفان‪:‬ا ا‪،‬‬
‫وقال‪ :‬وكتب أذرته‪[،‬ابزالقبم‪ ٠٢:‬ص‪٢٩:‬ا‪ ،‬وقال تعالى‪( :‬تنزيل الكتب ال ريب فيه من‬
‫رب آلعليين؛االسجدةبا‪.‬‬

‫قف‬
‫‪ -٢‬االتعاف بالبركة‬

‫البركة هي كثرة النفع بالشيء‪.‬‬

‫قال الله تعالى عن المطر‪( :‬ونزلتامن ألثتا مآءمتزج‪٩‬اق‪٠]٩:‬‬


‫وقال الله تعالى عن القرآن الكريم‪ :‬وغذا كتب أنرلته مباولةة‪٠‬ااألئم‪ ٠٩٢:‬اللنعامم^اأ‪،‬‬
‫وقال تعالى‪( :‬كتب أنرلتاه إليك مبرك تيدبروأ ءاكيهء)[ص‪.]٢٩:‬‬

‫ر‬ ‫‪-‬اللتصاف بالطهولية‬

‫غ‬
‫قال الله تعالى عن المطر‪( :‬وهزألذق أزسل آلريح بشرا بين كدئ رخمتؤ وأنركتا‬

‫‪6٢‬ا‪٦٢‬أ‪8٠3‬آلأ‪٠٠٦ 03‬آح‪ ١٨‬ه‪6‬ا‪1٢‬ا‪3‬ه‪5‬‬


‫الكتاب والسنة‬
‫المحاندرة‬ ‫الوحدة األوىل‪ :‬مدخل إىل القرآن الكرمي‬ ‫‪٢٢‬‬

‫من آلسمآء مآء ةلهورا)ا‪1‬لغزمان‪٨:‬ع]‬


‫وقال الله تعالى عن القرآن الكريم‪( :‬رسول قن آلله يتلوأ صحفا مطهرة)االبيلة‪]:‬ا‪.‬‬

‫ا ع‪! -‬التعاف اليأء‬ ‫حل‬

‫المطر يحيي به الله األرض الميتة‪ .‬قال الله تعالى عن المطر‪( :‬وأخييتا ده ربلت ه ميث‬
‫اق‪:‬ااا‪ ،‬وقال تعالى‪( :‬وآلله أنرل من آلسمآء مآء فأخيا به أألزض بغد مؤتهأ«اللحل‪،)^».‬‬
‫وقال تعالى‪( :‬ولبن سأأ^هم من نرل ين ألثتا مت فأخيابه أألرش مئ بغدمؤنفا‬
‫ليقولن ًا لغة ‪ 11 ٩‬سكبو ت‪:‬‬
‫"‪] 11‬‬

‫وكذلك القرآن يحيي القلوب الميتة‪ ،‬قال الله تعالى عن القرآن الكريم‪8( :‬ألميأن‬
‫للنين ءامنوأ أن مخشع قلوبهم لنكر أس وما نرل ون آلخقي وال يكونوًا كألذين أوثوأ‬
‫آلكتب من قبل فطال عليهم أألمد فقسث قلوبهم وكيير قنهم قيفونث آغلموأ‬
‫أن آللة يي أألرض بغد مؤيهأقذ بينا لكم أاليت لقلكم دعقلونله[الححلح‪٧-1٦:‬ا]‪ .‬وقال‬
‫تعالى‪( :‬أؤ من كان ميتا فأخيينه وجعلنا لهر نورًا جئبى بهء في آلكاس كمن مثلهد في‬
‫آلظلمي ليس يخارج ينهأ كتيك زين يلكفرين قا كاوئأ جغملون)[ا(مذعام‪. ] 1 ٢٢ :‬‬

‫‪ -0‬الدتصاف بكونه أصل الحياة‬

‫المطر والقران الكريم هما اصل الحياة‪ ،‬والحياة بغيرهما‪.‬‬

‫وقد جعل الله المطر أصل كل حياة على وجه األرض‪ ،‬قال الله تعالى‪( :‬أفرءيتم آلقآء‬
‫آلد ى قشربونث ءأنثم أنركثوة ين ألمزن أم تخن آلمنزلونج لؤ نشآء جعلته أجاجا‬
‫فلؤال تشكرون)«ل‪9‬اقعة‪ ،».-« :‬وقال تعالى‪( :‬وجعلتا ون آلتآء كل شفء متي أفال‬
‫يؤمنون)(ال^نبياء‪.:‬ا‪.‬‬

‫وكذلك القرآن الكريم هو أصل حياة األرواح‪ ،‬وال حياة للروح بغيره‪ ،‬ولذلك سمى‬
‫المعرضين عنه أمواتا‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬ؤفإئلنى ال قسيع ألتؤنى وال تسيغ آلصم ألدعاك إذا‬
‫‪٧‬‬
‫ولوأ مذيرينث ومآأنت يقد ألغني عن صللتهمإن تسيع إال من يؤمن ياييتا فهم‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫س‪٢‬‬ ‫المحاضرة‬

‫يذدوئهالر‪9‬م‪"-0٢:‬ا‪ .]0‬وقال الله تعالى (وكذلك أوحيناإليك روحا مس أمرنا ما كنت‬


‫تذرى ماألكتب والأإلين ولين جعلته نورائفيى يهءمن قفا ين عبادئأ‬
‫‪.10‬‬‫االشورى‪:‬ا‬
‫ح ل • اإلتلدف والل هال ل ه حق بعض اأاس‬

‫فالمطر قد يكون عذابا؛ كما كان لبعض أهل الكفر حين رأوا السحاب مقبال فقالوا‪:‬‬
‫(هذا عارش منارئأ)‪ ،‬فقال الله تعالى‪( :‬بن هو ما آستغجلثم يهء ريح نيقا عذاب‬
‫أليم) «ألحفا هنء»ا‪.‬‬

‫وكذلك القرآن يزيد الذ ينفي قلوبهم مرض رجسا إلى رجسهم‪ ،‬ويسوقهم إلى جهنم‬
‫والعياذ بالله‪ ،‬قال الله تعالى‪( :‬وإذا مًا أنزلث سورة فينهم من يثون أيكم زادثه‬
‫كذوة إيمثأ قأما آلنين ءاقمثوأ فرادثهم إيمثا وهم يستنيرون^) وأما ألذين في قلوبهم‬
‫فزادتهم را إل رم وماثوأ وخم عفرون) [األحقاف‪٢٤:‬ا‪٢ -‬ا‬
‫‪. 1 0‬‬ ‫ثر‬
‫وقال الله تعالى‪( :‬ونز جعلته قزءاائ أغجييا لقالوأ لوال فصلت ءايتةة؛أعجبى‬
‫وعربي قل هويلذين ءامثوأهدى وثفآء وألذين ال يوون في ءاذايهم وقروهوعليهم‬
‫عى أؤكبك يتادون مس مكن بعيد ‪ً٠‬اي‪[ ٩‬فعلت‪:‬عع]‪.‬‬

‫حليي ني الذغج ‪9‬الغر وه أشخ‪1‬ل ‪1‬لثعر‪1‬ت ‪9‬أذواءها‬

‫فالمطر ال يكون نافعا في كل أرض‪ ،‬قال الله تعالى عن المطر‪( :‬وخز ألدى يزيل آلريح‬
‫بشرا بين يدى رخمتةء حقىت إذآأقلت سحابا ثعاال سقته لبلد ميت فأنرلكتا به آلمآء‬
‫فأخرجتا به ء من كتي آلقمري كذلك لمئرغ ألتزق لعلكم تذكرونجج وألبتن آلطيب‬
‫يخرج تباته و بإذن وم والنى جبذ ال يخرج إال دهخدأة>ا‪1‬للكز‪1‬ف‪.]0٨-0٧:‬‬

‫وكذلك القرآن ال يكون نافعا في حق كل أحد‪ ،‬قال رسول الله ا عن الوحي الذي‬
‫بعث به ‪-‬ومنه القرآن الكريم‪( :-‬إن مثل ما بعثني اللهعزوجل به من الهدى والعلم؛ كمثل‬
‫غيث أصاب أرضا؛ فكانت منها طائفة طيبة‪ ،‬قبلت الماء فأنبتت الكأل والعشب الكثير‪ ،‬وكان‬
‫شي‬
‫منها أجادب أمسكت الماء‪ ،‬فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا‪ ،‬وأصاب طائفة‬
‫ا‬
‫ا‬ ‫منها أخرى‪ ،‬إنما هيقيعان ال تمسك ماء وال تنبت كأل‪ ،‬فذلك مثلمنفقهفي دين الله‪،‬‬
‫ونفعه بما بعثني ا لله‪ ،‬فعلم وعلم‪ ،‬ومثل من لم يرفع بذ لك رأسا‪ ،‬ولم يقبل هد ى ا لله ا لذ ي‬

‫‪،‬الم ًا‬ ‫‪ ٥٠ -‬ز‬ ‫‪/‬‬ ‫‪<٦‬‬ ‫ف‬

‫ه ‪٠‬‬ ‫فئدغضغسص‪1‬فسصغحظف‬

‫‪1116٣‬ا‪11803‬ا‪3‬ه ااأأ‪80311116)1 ٧٧‬‬


‫ح‬ ‫ص*‪٠٠‬‬ ‫ع‪٢‬‬

‫‪1‬رساتبه)‪)٨(.‬‬
‫م‪<:‬ؤفىآذتض‬ ‫‪٠‬سيغرجثعراتعتغاوتأمتنوعةعع‪١‬بابوسجفال‬
‫تئئإلاًسقيع‬

‫والقرآنيردعلى أناس ثم يصدرونعنهمتفاوتينفي إليمان والعلم والعملمعأن‬


‫الكتابواحد‪،‬وقدجا‪٠‬ت اإلشارة إلى هذين األلترين؛ قوله نعالى؛(أللم قز أن اللهأنزق‬
‫ين ألشتآء مآء ئألخزحائ يهه تترت مختيفا ألوئها ومين ألجبال لجتبمبسض‪ ١‬وخخ‬
‫مختلف ألونها وغرابيب سوةج ومن القاس وألدزآب وآألنعم مختيف ألون^ر كرلآل‬
‫إئتا تجثى ألله ين عبادو آلعلتتؤأإن أللة عزيز غفور^إن ألذين يثلون كتني لل‬
‫وائرأ آلئمئزة ؤأنئئرأيائ برفتهم يرًا وعاليية تزجرن يجرةلن تبورن يوقيه‪:‬‬
‫أجورهم ويزيدخم قن فضل^ةإنهو غفورشكورث والذت أ^حينآإليك من أليصى‬
‫خز آخق مصدقا يتا بين يدية إن أللة بجكايءث لخييربصيرج ثم أوثا أليصى‬
‫ألنين أضطقينا ين عبادائً فينهم طالم تئعيهء وينهم مقتصد وينهم سايق يأفييي‬
‫يإذن الله ذلك هوالفضل أليز‪٦‬ج[غاتلر‪٢-٢٧:‬الا]‪.‬‬

‫وتال؛لله تعالى‪( :‬أنرلينآلشتآءقآ^قسالث أفدية إقدرقاائًخثعل لشيل‬


‫ربدارابياريائيوقدونعليهفيآكارًابيغآءحليةأومتجربد^ثلهوكدلكيضي‬
‫ة‪٠‬دثث‪٠‬ذا‪٠‬سح‬

‫كا‪,‬ولمطراليصإللى بعض األراضي بسبب حيلولة السدودذك تتفع ظك األر‪١‬ضىيه‬


‫‪٠٠‬‬ ‫كما هومشاهد معلوم‪.‬‬

‫‪٠‬ةجت‬
‫وجعلنا‬

‫‪٩‬ةك‪٦‬ا‬
‫جم؟‪٦‬ا‪1-‬‬
‫ن‬

‫ف‬

‫”سم‪٠‬ض‪,‬اا)‪.‬م(ا‪,٠‬ا)‪.‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫‪0‬‬
‫المحاضرة‬

‫قال الله تعالى‪( :‬آل له لوز الت—كذب واألرض مثل نوروء كيشكوة فيها مضباح‬
‫آليضباخ فى زجاجةألؤجاجة كأئها كوكت ذرق يوقد منشجرة فبركة زيثوئة ال‬
‫شرقية وال غزبية يكاذ ريتها يضقء ولز لم تنسسه ائز نور على نوز يفدى آلله‬
‫‪] 0‬‬ ‫إنوروه من يقآء ويضرب آلله األشق للائين زآلله بخلى شفء عليم) (اللو‬

‫قوله تعالى‪( :‬مثل وره)‬

‫القراء أبي بن كعب حفي‪ :‬أي مثل نورهفيقلب المؤمن‪ .‬والنورفي‬ ‫ا ~‬ ‫قال‪.٠‬‬
‫قبالمؤم_نفىهذ"ه اآلية هو |لذورفىقوله نغالى‪ :‬رأعتن شزخ‪٢‬لله ضت‪٠‬زةولإلنلم دهؤ على‬
‫وئرنن ؤبئء قزنق تلبتة قوئنليمين ذلر‪٣‬ش أؤبق في ضكزع نيت>(‪11‬ؤ<عر‪:‬م‪.]٢‬‬

‫والنور معروف‪ ،‬وهوما يضيء ويهتدى به في الظلمات‪.‬‬


‫وهذا التشبيه العجيب الذي تضمنته اآلية فيه من األسراروالمعاني ما تقربه عيون أهل‬

‫اإليمان و تبتهج به قلوبهم‪ ،‬وتفصيله كما يلي‪:‬‬

‫المشكاة‪ :‬هي التجويففي الجدار الذي يوضع فيه المصباح‪ ،‬والمشكاة تلم النوروتوجهه‬
‫وجهة واحدة حتى ال يتشتت النور ويتفرق‪ ،‬والمشكاةفي اآلية مثل صدر المؤمن الذي‬
‫تحهال‪,‬اللهتعال‪،‬كلائً‪٠‬واليتشتتبالذظرإلىغيراللهرياسمعة‪٠‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫ح‬ ‫‪ ٢٦‬؛ةهحم‪-‬مس‬
‫ننخ عب الؤمن‪ .‬وبه به بالزجاجة لرغهأ|وصغائهاوصاحبتى‪٠‬‬ ‫‪1‬‬

‫^كنلكقلبالمؤمنفإنهقدجمعاألوصافالثالثةفهويرحمويحسنبرقته‪،‬وتتجلىفيه‬
‫ئرال‪٠‬طائقوالطومبصغائه‪.‬ويششفىساللهتسيغلظضسالضش‬

‫بصال بته‪.‬‬
‫قال سى السلف‪ :‬القلوب آنية اللهفي أرضه‪ ،‬وأحبها إليه أرقها وأصلبها وأصفاها‪.‬‬

‫وقد شبه القرآن صفاء الزجاجة وإضاءتها بالكوكب الدري‪.‬‬

‫ونور المصباح‪ :‬مثل نور اإليمانفي‬


‫قلب المؤمن‪.‬‬

‫والمصباح‪ :‬هو الفتيل المشتعل بنار‪،‬‬


‫والفتيل مثل همة القلب وعزيمته وإرادته‪،‬‬
‫والفتيل يستمد من شيئين‪ :‬زيت وشعلة‪،‬‬
‫وكال هما نور‪ ،‬فالزيت يضيء ولو لم تمسسه‬
‫نار‪ ،‬والشعلة تزيد اإلضاءة فهذا هو النور على‬
‫النور‪.‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫‪٣‬‬
‫ؤة‬ ‫العحاآلك‬

‫والزيت‪ :‬هوزيت الزيتون الذيقد عصر منشجرة زيتونة مباركة‪ ،‬والزيت‬


‫الصافي مثل الفطرة الصافية الصحيحة‪ ،‬المستعدة للتعاليم اإللهية‪ ،‬والعمل‬

‫المشروع‪.‬‬
‫وشجرة الزيتونة ال شرقية وال غربية‪ :‬أي نابتة في أعدل األماكن تصيبها الشمس‬
‫أول النهار وآخره‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫هذه‬ ‫وزيت‬
‫‪ .‬وهم‬ ‫وءم ‪٤‬خحج‬ ‫الشجرة‪ :‬من أصفى‬

‫الزيت وأبعده من‬


‫الكدر‪،‬حتى إنه ليكاد‬
‫من صفائه يضيء‬
‫بال نار‪ ،‬وهومثل‬
‫الفطرة الصحيحة‬
‫البعيدة عن االنحراف‬
‫شماال ويمينا‪ ،‬وفطرة‬
‫المؤمن أوسط األمور‬
‫وأعدلها وأفضلها‪ ،‬لم تنحرف انحراف النصرانية وال انحراف اليهودية‪ ،‬بلهي وسط بين‬
‫الطرفين المذمومين في كل شيء‪.‬‬

‫وا لنور الثاني‪ :‬هو نور الوحي‪ ،‬فإذ اوصإللىفتيل المصباح شعلة نور الوحي‪ ،‬اشتعل‬
‫ذلك النورفي قلبه‪ ،‬فأضاء إضا ة عظيمة‪.‬‬

‫والنورعلىالنور‪ :‬هونور الفطرة الصحيحة‪ ،‬ونور الوحي‪ ،‬فينضاف أحد النورين‬


‫إلى اآلخرفيزداد العبد نورا على نور‪ ،‬ولهذا يكاد ينطق بالحق والحكمة قبل أن يسمع‬
‫فيه باألثر‪ ،‬ثم يبلغه األثر بمثل ما وقعفيقلبه ونطق به‪ ،‬فيتفق عنده شاهد العقل والشرع‬
‫والفطرة والوحي‪ ،‬فيريه عقله وفطرته وذوقه أن الذي جاء به الرسول ا هو الحق ال‬
‫يتعارضعنده العقل والنقل ألبتة‪ ،‬بليتصادقان ويتوافقان فهذا عالمة النورعلى النور‪،‬‬
‫عكسمن تالطمتفي قلبه أمواج الشبهات الباطلة‪ ،‬والخياالت الفاسدة‪ ،‬فهيفيصدره‬
‫(كظل^ت فى تجر لجتج يغشنه نذع قن فوقهء نؤج قن فؤقه سحاب ظلمث بغضها فؤق‬
‫بغخ إذًاأخرج يدهر لم يكذ يرنها ومن لم يجعل ألله لهو نورا فتا الو ين دور) «لوننءا‬

‫» ى‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫|ل‪٠‬سة االسنةمد^ل إلى العزآت االالم‬
‫|ح‬ ‫‪٢٨‬‬

‫وإضاءةذور‪,‬إليمانفيقب المؤمن تقوىبقدر‪٤‬‬

‫‪-١‬صناءلزجاجة‪ :‬أيصفاء القلب من سوء القصد وسوء الفهمعنلله‪،‬‬

‫فالزجاجة هي القلب‪.‬‬
‫|ئت‬ ‫‪_٢‬صغاالزيتضالكدورات‪٠.‬أيصغاءالغطرةوالعقلمنالضالالتواال‬

‫التي تصرفه عن قبول الحق­‬

‫‪. .‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫هي‬ ‫ن‬ ‫ي ة‬ ‫أه‬ ‫ل‬


‫أ‪١‬قمية الفوز في الحياة‬ ‫ل‬
‫النورالمحسوس ‪-‬وهونورالسماوات واألرض إذافقدمن مكان أوموضع لم يعش‬
‫فيه آدميوال غيره‪ ،‬ألن الحيوانإنما يتكونحيثلنور‪ ،‬ومواضع الظلمة التيال يشرق‬
‫عليها نورال يعيش فيها حيوان‪.‬‬
‫والنور المعقول ‪-‬وهونور اإليمان‪ -‬إذا فقد من أمة فهي ميتة‪ ،‬وإذا فقد من‬
‫قلبفهوميت‪.‬‬
‫والله سبحانه وتعالى يقرن بين الحياة والنور‪ ،‬كما في قوله عجلى زر أز من كان ميتا‬
‫قأخييته وجعلنا لذو نورا ينشى يهء في آلناس كمن مثلة و فى آلظلمت ليس يخارج‬
‫‪.]1‬‬ ‫منها > [ ا لئ دعا م‪٢ ٢:‬‬
‫وكذلك قوله يل (وكديك أوميا‪-‬إليلق روحا قن أمرقا ما كنت قذرى ما‬
‫آلكتب وال آإليمس ولين جعلته نورا ئهدى به ء قن نشآء من عبايئأ«الشوىأا‪.‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫المادثرة‬

‫‪ -‬ا‬

‫من مثل الماء والنور يظهر انه ال حياة للروح إال‬


‫نشاط‪ :‬كم تستطيع‬
‫أن تصمد ا لبشرية على‬ ‫بالوحي كما أنه ال حياة لألجساد إال بالماء والنور‪.‬‬

‫وجه األرض إذا انقطع‬


‫المطر من ا لسماء عن‬ ‫والروح‪ :‬مخلوق خلقه الله في كل إنسان‪ ،‬مقارن‬
‫األرضكلها بشكل تام؟‬
‫لجسده‪ ،‬فالروح والجسد معا يشكالن اإلنسان‪.‬‬

‫وهي مخلوق شريف مكرم‪ ،‬نسبها الله إلى ذ اته‬

‫تشريفا لها‪ ،‬فقال تعالى‪( :‬ونفخ فيه من روحةء)السجدة«ا‪ ،‬وقال تعالى‪( :‬فإذا‬
‫سويتهو ونفخث فيه من روح فقعوأ لهو ك‪-‬جيين)[الحجز‪ً٢٩:‬ا‪.‬‬

‫وموت الروح‪ :‬يراد به موت القلب وذلك إذ ا عدم العلم والهدى واإليمان‪.‬‬

‫وإحياء الروح‪ :‬يكون بالوحي المشتمل على معرفة الله وتوحيده ومحبته وعبادته وحده‬
‫ال شريك له؛ إ ذال حياة للروح إال بذلك‪ ،‬وإال فهيفي جملة األموات‪.‬‬
‫ولذلك سمى الله وحيه روحًا ‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬إينزل ألتكتبكة بآلروح من أمروء على‬
‫قن يتآء من عبادوة أن أنذرقأ أنهو آلإلة إآل أنًا قاتقون)اسووة اللحال‬

‫وقال الله تعالى‪ :‬رزفيع آلدرجت ذوآلزش يلقى آلروح ون أمروء على من يشآء‬
‫من عبادوء لينذريؤم ًالةآلق)^اغاغر‪0:‬ا]‬
‫وقال الله تعالى‪( :‬وكذلك أوحيتآإليك روحا ين أمرنأما كنت تذرى ما‬
‫آلكتب وال اريتن ولين جعلته نورا ئهدى بهء قن ئقا من عبادتأوإتكق‬
‫‪.1‬‬ ‫لتفدت إلى صرط مستقيماالشواى‪]:‬م‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬ا‬

‫ي‪٠‬طط‪.‬د ”ر‪|٦‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫الكتاب والسنة‬
‫العحاضزة‬ ‫الوحدة الذولى‪ :‬مدخل إلى القآلن الكليم‬

‫إلى خلقه ‪-‬وهف اعلم بهم وباحتياجاتهم‬


‫انزل أ لله ن‬
‫المجاالت‪ ،‬ومعالجا لشؤونهم المتنوعة‪ ،‬وقد‬
‫كلبا‪-‬هاديا لبم ونان‬
‫عقت الله تبارك وتعالى أهل األرض على ما‬
‫سد‪،٠‬قال‪(٠٠٠‬وإناللهذغرإلىا|ض‬
‫عجقهغ‪ .‬إال بقايا من انل الكتاب‪ ،‬وفال‪ :‬إنما بعثتك ألبتليك‬
‫غ‪;.‬أنًا ت فيك كتانا ال ينسله المأء‪ .‬تقرؤة نائفا ويقظان) ا ل فقي بعثة النبي‬
‫يو بهذا الكتاي نقلة نألمم من االنحضاض الذي وصلت إليه إلىهذا المعزفي العقائد‬

‫ب ‪.‬‬ ‫‪ ٠ .‬ش ‪٠ ٠‬‬

‫شتى‪:‬مدممئ‪٠‬‬

‫‪1‬‬
‫على الما‪ ،‬والض‪.‬‬

‫د ذز‪،‬يبىث‬ ‫‪1‬‬ ‫ئشد وند درى‪:‬‬

‫غباب ]لوحي عن القرد‬ ‫‪٦||،‬‬

‫من فتد الروح فقذ فقد الحياة النافعة في الدنيا واآلخرة‪:‬‬

‫أما في الدنيا فحياته حياة البهائم‪ .‬وله المعيشة الضنك في الدور الثالث‪ :‬دار الدنيا‪،‬‬
‫ودار البرزخ‪ ،‬ودار القرار‪ :‬فلهفي اآلخرة جينم ال يموت فيها وال يحيا‪.‬‬

‫والمعيشة الضنك عكس الحياة الطيبة‪ ،‬والحياة الطيبة‪ :‬هيحياة القلب ونعيمه‬
‫وبهجته وسروره باإليمان بالله ومعرفته ومحبته واإلنابة إليه والتوكل عليه‪ ،‬فإنه ال حياة‬

‫‪.‬‬ ‫‪٠,,‬‬ ‫<‬ ‫(‪٦٠‬ع‪٢‬ي‪٠‬‬ ‫‪٩١‬ا‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫اسا‬
‫المحاضرة‬

‫أطيب من حياة صاحبها‪ ،‬وال نعيم فوق نعيمه إال نعيم الجنة‪.‬‬

‫وهذه الحياة الطيبة تكونفي الدور الثالث‪ :‬دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار‪.‬‬

‫وقد جعل الله الحياة ا لطيبة ألهل معرفته ومحبته وعبادته؛ فقال تعالى‪( :‬من عيل‬
‫صنيخا تين أكر أز أنق وهو مؤمن فلثخييئة‪ ,‬خنزة طيبة وكخزيئهم أجرفم بأخسن‬
‫ما كالوا يغملون)اللحل‪»»:‬ا‪ ،‬وقال تعالى (‪9‬وقيل يلنين أتقوأ ماذا أنرل ربكم ثالوأ‬
‫حنرًايلنين أخسنوافي كذوآلدنيا حستةول^ارآالخرة حي^)«الحل‪..‬ا‪ ،‬وقال تعالى‪:‬‬
‫(وأن أستغفروأ ربكم ثم ثوبوا إليه يتيغكم متعا حسنا إلى أجل مستى ويؤت لل‬
‫فى قضل قشلةو)المود‪.]٢:‬‬

‫ه‪٠‬‬ ‫أنو حياة الروح‬ ‫لحا‬

‫• حياة ا لعلم من موت ا لجهل‪ ،‬فإن ا لجهل موت ألصحابه‪ ،‬كما قيل‪:‬‬

‫وأجسامهم قبل القبورقبور‬ ‫وفي الجهل قبل الموت موت ألهله‬


‫فليس لهم حتى النشورنشور‬ ‫وأرواحهم في وحشة من جسومهم‬

‫فإن الجاهل ميت القلب والروح‪ ،‬وإن كان حي البدنفجسده قبر يمشي به على وجه‬
‫األرض‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬إن هوإال ذكروقزءان مبين^جم تينذر من كان حيا ويحق‬
‫آلقول على آلكفرين؛ ملس‪ ,]٧٠-٦٩:‬وقال تعالى‪ :‬إن آللة ينيع من يشآء ومآ أنت‬
‫يسسيع قن في آلقبور) [ف‪1‬طر‪. ]٢٢:‬‬

‫وشبههم في موت قلوبهم بأهل القبور فإنهم قد ماتت أرواحهم وصارت أجسامهم‬
‫قبورا لها‪ ،‬فكما أنه ال يسمع أصحاب القبورفكذلك ال يسمعهؤالء‪.‬‬

‫قال معاذ بن جبل‪« :‬العلم حياة القلوب من الجهل»‪.‬‬

‫ه حياة ا إلرادة وا لهمة من موت ا لضعف وا لخور‪:‬‬

‫كلما كان القلب أتم حياة‪ ،‬كانت همته أعلى‪ ،‬وإرادته ومحبته أقوى‪.‬‬

‫وضعف اإلرادة والطلب منضعف حياة القلب‪ ،‬والتعلق بالرذ ائل والشهوات المنقطعة‬
‫يضعف هذه الحياة‪ ،‬وال يزال الضعف يتوالى عليه حتى يموت‪ ،‬وعالمة موته أنه يكون بال‬
‫إرادة والهمة‪.‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫س‬

‫‪.‬ااونخالكوالصفاتالمحمودةمنموت"ألخالقالرذيلةوعدمالحياء‪،‬‬

‫يس^تيانالنخالق‪٤‬صاحبها أكمل كانتحياة قلبه قوكواتم‪.‬‬

‫خلقاسا‪٠‬مشتقضاساة استاوطيقة؛ ألغل ائسباة‪١‬مسجا‪.,‬‬

‫وحنه ;درء عن نقصان م فإن الروح إذا ماتت مل حنس مبا يؤهلا ص اباش‬
‫برتستحيمنها‪،‬فإذاكانتصحيحة احلياة أحستبذلكفاستحيتمنه‪،‬وكذلكسائر‬
‫‪,‬ض; شلةواهلغاتابسةلغوةاحلياةوضدهاسصانسة‪.‬‬

‫‪٠‬حياةالفرحوالسروروقرةالعينبالله من موتالحزن والضنك والهم‪:‬‬

‫هذه الحياةيدمن اذاسصمحولها‪.‬وكئبر منهم فد أخطا طريقها وطك طرفا‬


‫التفضيإليها‪،‬بلتقطعهعنها‪،‬وسببحرمانهمإياهاضعفالعقلوالتمييزوالبصيرة‪،‬‬
‫والبصيرة كالبصر‪ ،‬يصيبها العمى‪ ،‬وا لعور‪ ،‬وا لعمش‪ ،‬والرمد‪.‬‬

‫ل|‬
‫أولد‪-‬نزول القرآن الكرمي على النبي يلة‪:‬‬ ‫‪١‬‬
‫لقد نزل القرآن الكريم على النبي محمد ا مغرقًا في ثالث وعشرين سنة حسب‬
‫األحداث والمناسبات‪ ،‬منذ بدء نزوله عليه وهوفي سن األربعين‪ ،‬إلى أن لحق بالرفيق األعلى‬
‫في الثالثة والستين من عمره ا‪.‬‬
‫وقد دل على هذا قوله تعاىل‪( :‬وقال ألذين كقروأ لؤال ثبل عليه آلفزءان مجملؤ‬
‫وجدةك^يك لنتيت يهء فؤادكةورتلته دزساد>اللنمرقان‪ ٠]٣٢:‬وقااللله جلوعال‪(:‬رزءاائ‬

‫فرفته لتفرأ^د على آكناي على مكث ونزلته تنزيال)السواء^‪ .‬اا‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫حله حكه و نزول القرآن الفريم سرئ‪:‬‬

‫أوالآ تثبيت فؤاد التبي ‪ ٠‬وتقوية قدبه‪:‬‬

‫‪٠‬‬ ‫ب وهذهالحك‪٠‬ةهيأجاللحكم‪،‬وفد أشار الله إليها بقوله تعالى‪^ ,.‬زقال آثديئ ظفروا‬
‫لوالئرلعلنهالفزءائخجلةوحد؛كتيكيثئبكبههفوادلةوريلتةترتيال)«له^هال‪.٧‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫سسا‬ ‫المحاضرة‬

‫وقد اخذ هذا التثبيت اشكاال عدة‪:‬‬

‫‪ - ١‬تسلية النبي خمت عما يلقاه منقومه‪ ،‬ونهيه عن الحسرة عليهم أو الحزن لما‬
‫يصيبهم‪ ،‬قال تعالى‪( :‬فال تذهب نفسك عليهم حسرت)اهاطونها‪ .‬وقال تعالى‪( :‬فلعلك‬
‫بلخع تفسك على ءاثرهم إن لم يؤهنوأ يهداألخديي سائ^ا|الهف‪.]٦:‬‬

‫‪ -٢‬حث النبي ا على الصبر والتحمل والثبات على ذلك‪ ،‬مع بيان أن العاقبة‬
‫اه م‬ ‫له يؤ‪ ،‬قال الله تعالى‪( :‬فأضيزكتا صبرأولوا الغرم يس آلشل وال تستغجل‬
‫كأئهم يزم يرزن ما يوعذون لم يلبثوأإال ساعة قن ده—ار تكع فهن يفلك إال آلقزم‬
‫آلقيقون)(اللحهاها»سا‪ ،‬وقال الله تعالى‪( :‬تلك من أثبآء ألغيب نوجيهًاإليكما كنت‬
‫تغلمه^أنت وال قوفك من قنل تهذافأضبزإن ألعقبة ينمتقين ايي )اعودو‪٤‬ا‪.‬‬

‫‪ -٣‬ذكر أخبار األنبياء السابقين‪ ،‬وما القوه من أقوامهم‪ ،‬وما آل إليه حال األنبياء‬
‫وأتباعهم من النصر والتمكين‪ ،‬مع الخزي والخسرانل لقوم الكافرين؛ قال تعالى‪( :‬ولقذ‬
‫كدبث رسل تن قبيك فصبروأ على ما كد بوأ وأوذوًا حقى أتنهم تضرئأ وال مب^ل‬
‫يكيلمت آلله ولقذ جآءك من نبإئ آلمزسلين)اللنقامنءأ‪.‬‬

‫‪-٤‬ذكر األدلة والبراهين الدالة علىصدق نبوته ا‪ ،‬مع البشارة له ا بالنصر‬


‫والظفرعلىألعداء‪ ،‬قال تعالى‪( :‬كتب أئه ألغلبن أنأ وزسإلن آللة قوئى عزيز^‬
‫[المجادلة‪ :‬ا])‪.‬‬

‫‪ - ٥‬تثبيت قلوب أصحا به المؤمنين ؤؤخ وحثهم على ا لصبر وا لتحمل في سبيل ما يالقونه‬
‫من الكفار‪ ،‬وذكر قصص األمم السابقة وما وقع لهم من أعداء الدعوة‪ ،‬قال الله تعالى‪( :‬أم‬
‫‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ب؛ ب‬ ‫ا ي بم‬ ‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪٢‬‬ ‫ت‬ ‫ااب;ل‪،‬ي‬ ‫‪.‬‬

‫‪5‬ق‬ ‫قييب؟الهوه‪٤‬ا‪٢‬أ‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬تيسيرحفظ القرآن وفهمه وتدبرمعانيه وسمل به‪:‬‬

‫كان النبي يلف حريصا على حفظ القرآن‪ ،‬حتى إنه كان يتعجل القراءة قبل فراغ جبريل‬
‫‪2‬ييل من قراءته؛ خشية أن يتفلت شيء منه‪ ،‬حتى طمأنه مواله سبحانه بتحقيق الحفظ له؛‬
‫قالتعالى‪( :‬إذ علينا جمنه و زعزءابهو(الي فإذا قرأته فاتبغ فزءاتهو^ق ثمإن عليائ بيائه)‬
‫ا‬
‫‪1‬‬ ‫[القيا‪0‬ة‪٩-1٧:‬ا]‪ ،‬والشك أننزوله مفرقًا فيه تيسير لحفظه على ا لنبيييخ وأصحابه مه‪،‬ولونزل‬
‫جملة واحدة لشق عليهم حفظه‪ ،‬ولصعب عليهم فهمه‪ ،‬فضال عن ثقل العمل به والتزام أحكامه‪.‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫آلم*“‬

‫ئس‪, 1‬سد‪ -‬فيترببةاالمةاالهي‪،‬؛‬

‫ونتتييتيتيتيتتتتتتتتتتية‬
‫هفدبداالوحياوألبغاوألصوالإلبانباللهتم‪1‬لىوبئصوعهورهوال‬
‫اآل‪ ٦.‬فبهضالجزلواساب‪.‬وءرضكلذلكوأذبتهبلحججوالبراسعسس‬
‫من نفوسهم ‪٠‬ا|ستقرفيهاسءقاذفاطة‪٠‬ثمتدرجبهمبعدذسهال؛شربعواشمأل‬

‫المنكرات‪.‬‬
‫ولربما تدرجمعهمفيانتزاعلمنكر الواحدكماحدثفي تحريم لخمر‪ ،‬فقدتدرج‬
‫القرآنفي تحريمها على ثالث مرا حل‪:‬‬
‫فنزل فيها أول ما نزل قوله تعالى‪ 3( :‬يستلونك عن آلخفر والميير قل نيهتًا‬
‫إنت بذ زنئثفخ للفاس وإثئهنا أخبرمض ذععهتاهاشزة‪٩:‬ا‪ ،]٢‬فشربها"قوم وها‬

‫آخرون‪.‬‬
‫ثم نزل قوله تعالى‪( :‬يتأيةا الذين ءامنوأ ال تفربوأ آلصلؤه وأنثم شكرى حي‬
‫تغلوئأ قا تفولود وال جنبا إأ عايدى شييل حق تغتيلوا)»لسديا‪ ،‬فضيق عليهم‬
‫وقتها فكانوا يشربونها ليال وفي غير األوقات القريبة من الصلوات‪.‬‬

‫ثم لما اعتادوا تركها بعد ذلك غالب يومهم حرمها تحريمًا باتًا‪ ،‬فقال ‪١‬للهذش‪.‬‬
‫ت^نعمآللشيطن‬ ‫<أتأيذا‪٣‬لذص ءامثوأإنتاآخنروالتييرواالًنصاب وأالزكم ر‬
‫جتيبوءلقلك‪:‬ثفيخونشإئتابييدآلشيطنأنيوقعيتكمألعدوءوالبغحآةفي‬ ‫تقج‬
‫لخكك وإ‪;١‬ش ‪٩‬خلم عن دئرأش وغيًالصلؤأقهألنقم مذتهون)[اسئحة‪-٩٠:‬ا|‬ ‫ا‬
‫‪٨‬‬

‫بلقدابيتبلمؤمبينءأئشةذ‪٠‬قإلىهماسة ‪١‬لبليغة في تنجيم ‪١‬لقرآن‪ ،‬ئلت=‬

‫‪٩‬اذي‪|٢‬‬ ‫‪ ٨‬حت‬ ‫‪٠‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫‪0‬‬
‫اسافره‬

‫ألعب‪( :‬بل آلساعة موعذهم وآلساعة أذتى وأمر)«لفمو‪٤٦‬ا‪ ،‬وما نزلت سورة البقرة والنساء‬
‫إالوأناعنده)‪)٠(.‬‬

‫رابعًا‪ :‬بيان حكم اللهفي األحداث وقت الحاجة‪:‬‬

‫كانت األحداث تقعفي المجتمع المسلم؛ فكان الوحي ينزل لإلجابة على أسئلتهم‬
‫المتنوعة‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك‪:‬‬

‫جاءت امرأة إلى رسول الله كيف تشكو أن زوجها قال لها‪ :‬أنت علي كظهر أمي‪ ،‬فنزلت‬
‫سورة المجادلة‪ ،‬فيها آيات تبين حكم الظهار وكفارته‪ ،‬قال الله تعالى‪( :‬قذ سيع آل له قزل‬
‫الق ثجيلك فى رزجها وئ^تكإأللله وألله تنتع محاززئثم[|لمئدلة‪)١١(.]|:‬‬

‫اتهم رجلزوجته بارتكاب الفاحشة‪ ،‬فأنكرت‪ ،‬فأنزل الله تعالى آيات اللعان‪ ،‬قال الله‬
‫تعالى‪( :‬وألنين يزمون أزوجهم ولم يكن أهم شهدآءإآلأنفسنم ثقين؛ أحدهم زنغ‬

‫شةدت يادئه } [ ‪ 1‬كور‪) ( ٠ ] ٦:‬‬

‫كان المسلمون يسألون رسول الله يليف لمعرفة حكم ما يعرض لهم‪ ،‬فكانت تنزل‬
‫اآليات باإلجابة عما سألوا؛ كما في قول الله تعالى‪9( :‬يستلوئك عن آألهلة فل ئ‬
‫موقيث يلائي زافح‪١‬ة‪1[٠‬لقرة‪٨٩:‬ا]> وكذا في قوله سبحانه‪( :‬يسئلوتك عن آلشنيآلخرام‬
‫قتال فية فل قتالييه تجر [‪1‬لبغرة‪٧:‬ا‪ ،]٢‬وغيرها من اآليات الكثيرة‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬بيان إعجاز القرآن الكريم‪ ،‬وأنه حق منزل من عند الله تعالى‪:‬‬

‫فقد كان تنجيم القرآن الكريم من أعظم الدالئل على إعجاز القرآن‪ ،‬وأنه منزل من‬

‫عند ا لله‪ ،‬ويظهر ذ لك من وجوه‪ ،‬منها‪:‬‬

‫أن القرآن الكريم لونزل دفعة واحدة لقالوا‪ :‬جاءنا دفعة واحدة فال نستطيع‬ ‫‪.١‬‬
‫معارضته‪ ،‬ولوجاءنا مفرقًا لعارضناه‪ ،‬فأراد الله أن يقطع عليهم الحجة؛ ليكون‬
‫نزوله مفرقًا مع عدم معارضتهم أثبتفيعجزهم‪.‬‬

‫أن القرآن الكريم مع نزوله منجمًا على رسول الله ا في أكثر من عشرين عامًا‬ ‫‪.٢‬‬
‫‪-‬نزلت عليه اآليات خاللها على فترات من الزمن اختلفت فيها أحوال الرسول‬

‫(‪ )١٠‬صحيح البخاري (‪.)٤٩٩٣‬‬


‫(‪ )١١‬مسند أحمد (‪ ،)٢٧٣١٩‬سهن أبي داوود (‪ ،)۴٢١٤‬السان الكبرى للبيهقي (‪. )١٥٢٥٦‬‬
‫(‪ )١٢‬صحيح البخاري (‪.)٤٧٤٧‬‬

‫■‪ /.‬د‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫ععدلي‬ ‫‪٣٦‬‬

‫ججججخ‬

‫‪٠‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫ه‬
‫المعاشرة‬

‫تكفل الله تعالى بحفظ القرآن الكريم كما سبق بيانهفي أوصافه‪ ،‬وقد هيأ الله تعالى‬
‫األسباب والعوامل العديدة لحفظ هذا القرآن العظيم‪ ،‬والتي يمكن أن نجمعها تحت‬
‫جانبين رئيسيين هما‪:‬‬

‫األول‪ :‬حفظ الصدور منخالل الحفظ والتلقين‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬حفظ السطور منخالل الكتابة والتدوين‪.‬‬

‫ب اللول‪ -‬ثبوت القرآن الكرمي باحلفظ والتلقني‪ ،‬عوامله ‪9‬شواهده‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عناية النبي يلة بحفظ القرآن الكريم‪:‬‬

‫كان ييف شديد العناية بحفظ القرآن الكريم‪ ،‬حتى بلغ من شدة عنايته ييف به أنه‬
‫كانفي بادئ األمر يحرك به لسانه عند القراءة خشية أن يضيع شيء منه‪ ،‬حتى طمأنه‬
‫الحق سبحانه بحفظهفيقلبه‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬برال محرك بهء يسانك لتغجل به‪۶‬ي إى‬
‫عليتا جمعهر وفزءائهونج فإذا فرة فاتبغ فزءائهوف ثم إن علينا بتادةو‪11[٩‬قل‪1‬عة‪٩-11:‬ا]‪٠‬‬

‫ولقد كان القرآن الكريم يمأل حياة الرسول يللففي حضره وسفره‪ ،‬وفي عسره ويسره‪،‬‬
‫ال يغيب عنقلبه‪ ،‬وال يغفل عنه‪ ،‬يجتهد في تعاهده وتكراره‪ ،‬واالئتمار بأوامره‪ ،‬واالنتهاء عن‬
‫نواهيه‪ ،‬وتبليغه إلى الناس كافة‪.‬‬

‫وقد ظهرت عناية ا لنبي ا با لقرآن وحفظه في صور‪ ،‬منها‪:‬‬

‫مدارسة النبي مع جبريل عليهما الصالة والسالم للقرآن الكريم في كل عام‬ ‫‪.١‬‬
‫مرةفيشهررمضان المبارك‪ ،‬وفي آخر رمضان دارسه مرتين‪ ،‬كما روتفاطمة زنثنا‬
‫حيث قالت‪( :‬فإنه أخبرنى أنجبريل كانيعارنه بالقزآن كل سنة مرة‪ ،‬وإ نه قذ‬
‫عارضني به انتالم مرتين‪ ،‬وال أزى األجل إال قذ اقثرب‪)١٢( .‬‬

‫قراءة القرآنفي الصلوات‪ ،‬والتهجد بهفي الليل‪ ،‬واإلطالةفي القراءة‪ :‬فها هو‬ ‫‪.٢‬‬

‫(‪ )١٣‬متفقعليه‪ .‬صحيح البخاري (‪ ،)٦٢٨٥‬وصحيح مسلم (‪.)٢٤٥٠‬‬

‫لى‪٦‬كم‪ ٠٠‬زازى‬ ‫يكئه‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫ل‬ ‫الكتاب والستة‬
‫المصاهره‬ ‫الوحدة األولى‪:‬مدخل إلى لقرآنالكليم‬ ‫‪٣٨‬‬

‫عدينةيعول‪(.‬شأختجالمبن^وذانبنةفافتجانيجز^فقنائيني‬
‫عندانائةثممضى‪.‬فقنت‪:‬بصليبهاءفرن^ة‪،‬فمضفقلت^يزكبها‪.‬لم‬
‫|عتئح الذكًات كقرأفح‪ ،‬ئم اشح |ل ءذزانعقزاهاريذرأ بعريلد؛ إذا مزذتت‬
‫؛‬ ‫فيها^شبيحسبح‪.‬قإذامربسؤالسآلقإذامريتئؤذت^ؤذ)")‬
‫تالوة القرآن الكريم على أصحابه ه‪ ،‬وتعليمه لهم‪ ،‬وسرورهم بتلك القراءة‪،‬‬ ‫‪.٣‬‬
‫فعنأنسميقال‪:‬قال لرسول مذ أبيبن كعبفلهه‪( :‬إن الله أمرني نأفرًا‬
‫عليك‪( :‬ل‪ :‬يكنألنينكفروأين أفي لكتب) «للهاا‪.‬قال‪:‬وسائنيلك؛‬

‫قال‪:‬نعم‪.‬قال‪:‬فبكى)‪) ٥(.‬‬
‫استماعه يؤ إلى القرآن من الصحابة م؛ فعن عبد الله بنمسيعودلجهقال‪:‬‬ ‫‪.٤‬‬
‫(قالليرسول اله ا‪ :‬اقرأعليلقزآن‪ .‬قال‪ :‬فقنت‪ :‬يا رسول الله؛ أقرأ عليك‬
‫وعليك أنزل‪ :‬قال‪ :‬إني أشتهي أن أسمعه من غيري‪ .‬فقرأت النساء حتىإذا بلغد‬
‫(قكيق إذا ججنًا ين ثت أمةيشييد وتا بك على هتؤآلء شييث)رفنت‬
‫رأسي‪ ،‬أقغمزنيرجإللى جنبي‪ ،‬فرفنترأسي‪ ،‬فرأيت دموعه سيل) ‪)١٦(.‬‬

‫قراءة النبي فييف للقرآن الكريم في الحضر والسفروفي كل أحواله وأوقاته‪ ،‬حتى‬ ‫‪.٥‬‬
‫على راحلته‪ ،‬فعن عبدا لله بن مغفل خليه قال‪( :‬رأيت رسول الله ا يوم فتح‬
‫مكة على ناقته يقرأ سورة ا لفتح ) ‪) (.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬عناية الصحابةخل بالقرآنا لكريم‪:‬‬

‫أنزل الصحابة الكرام دوخ القرآن الكريم المنزلة األولى من نفوسهم‪ ،‬وجعلوهفي‬
‫المكانة الالئقة به‪ ،‬وكانوا يتنافسونفي حفظه وفهم معانيه؛ حتى غدا أنيسهم في ليلهم‬
‫ونهارهم‪ ،‬ولم يكن همهم الحفظ وحده‪ ،‬بل جمعوا بين الحفظ والعمل‪ ،‬وكان اعتمادهم على‬
‫التلقي والمشافهة‪.‬‬

‫وقد ظهرت عنايتهم بالقرآن الكريم في عدة أشكال منها‪:‬‬

‫مباشرة‪،‬وثلقي‬ ‫حرصهمفكعلى أخذ القرآن لكريم من فم لنبي‬ ‫‪.١‬‬


‫القرآن منه ا‪ ،‬وسماعهم منه ا كما أنزل عليه‪ :‬فهذا ابن مسعود لفي‬

‫(‪ )١٤‬صحيحمسلم(‪.)٧٧٢‬‬
‫(‪ )١٥‬متفقعليه‪.‬صحيح البخاري (‪ ،)٣٨٠٩‬وصحيحمسلم (‪.)٧٩٩‬‬
‫(‪ )١٦‬متفق عليه‪ .‬صحيح البخاري (‪ ، )٤٥٨٢‬صحيح مسلم ( ‪.)٨٠٠‬‬
‫(‪ )١٧‬متفق عليه‪ ،‬صحيح البخاري (‪ ،)٤٢٨١‬صحيح مسلم (‪.)٧٩٤‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫‪٥‬‬
‫المحاضرة‬

‫يقول‪( :‬والله لقد أخذت منفي رسول الله ا بضعًا وسنعين سور؛) « )‬

‫اجتماعهم بد على مدارسة القرآن الكريم وحفظه‪ ،‬حيث رغبهم النيي‬ ‫‪.٢‬‬
‫افى ذلك وحثهم عليه فقال ا‪( :‬ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله‪،‬‬
‫يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم‪ ،‬إال نزلت عليهم السكينة‪ ،‬وغشيتهم‬
‫‪ ،‬وقد اشتهر‬ ‫الرخمة‪ ،‬وحفتهم المالئكة‪ ،‬وذكرهم الله فيمن عنده)‪.‬‬
‫جماعة من الصحابة تحخمتي بإقراء القرآن منهم‪ :‬عثمان بن عفان‪ ،‬وعلي‬
‫بن أبي طالب‪ ،‬وعبد الله بن مسعود‪ ،‬وأبوموسى األشعري‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬دفي‬
‫أ جمعين ‪.‬‬

‫قيامهم الليل بالقرآن الكريم‪ ،‬فقد كان الصحابة ذفي يهجرون لذيذ‬ ‫‪.٣‬‬
‫المنام‪ ،‬ويؤثرون عليه القيام‪ ،‬وقد قال رسول اللهيلف ألبي موسى األشعري‪:‬‬
‫( لورايتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة؛ لقذ أوتيت مزمارا من مزامير‬
‫آل داود)( ‪ ،٢‬وقال (إني ألعرف أصواترفقة األشعريين بالقرآن حين‬
‫يدخلون بالليل‪ ،‬وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل‪ ،‬وإن كنت لم‬
‫أرمنازلهمحين نزلوا بالنهار)‪) (.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عناية من جاء بعد الصحابة إلى عصرنا الحاضر‪:‬‬

‫استمرت العناية بالقرآن الكريم وحفظه وتعلمه وتعليمه عبر القرون‪ ،‬منذ عصر‬
‫التابعين ومن بعدهم‪ ،‬جيال بعد جيل‪ ،‬ومنمظاهر هذه العناية‪:‬‬

‫انتشار مجالس اإلقراء في األمصار والبالد مع انتشار اإلسالم‪ ،‬ونيل القرآن‬ ‫‪.١‬‬
‫الكريم من العناية في الحفظ والمد ارسة ما لم ينله غيره من الكتب‪.‬‬

‫اهتمام العلماء بتأليف جملة كبيرة من المصنفاتفي تفسير القرآن الكريم‪ ،‬وفي‬ ‫‪.٢‬‬
‫ضبط تالوته‪ ،‬وعلومه ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه‪.‬‬

‫لقي القرآن الكريمفي عصرنا هذا عناية خاصةفي كل بقاع األرض‪ ،‬حيث تقام‬ ‫‪.٣‬‬

‫(‪ )١٨‬متفق عليه‪ .‬صحيح البخاري (‪ ،)٥٠٠٠‬صحيح مسلم (‪.)٢٤٦٢‬‬


‫(‪ )١٩‬صحيح مسلم (‪.)٢٦٩٩‬‬
‫(‪ )٢٠‬صحيحمسلم( ‪.)٧٩٣‬‬
‫(‪ )٢١‬متفقعليه‪.‬صحيحالبخاري(‪،)٤٢٣٢‬وصحيحمسلم(‪.)٢٤٩٩‬‬

‫ه‪16‬ا ‪5 3‬‬ ‫‪16٢‬ا ‪3 3‬ا‪30‬ه‬


‫الكتاب و السنة‬
‫المحاهرة‬ ‫الوحدة األولى‪ :‬مدخل إلى القرآن الكريم‬

‫المسابقات لتشجيع حفظة كتاب الله تعالى‪ ،‬وتنتشر دور تحفيظ القرآن الكريم في‬
‫كلمكان‪،‬وأوقفتألجلها أوقا فعديد ة‪ ،‬وحظيت هذها لدور العنايةواالهتمام‬
‫من عامة المسلمين وخاصتهم‪ ،‬تنظيما ونفقة وعناية ورعاية‪.‬‬

‫ححتاي الثايل‪ :‬ثبوت القرآن الكويه بالكتابة ‪9‬التدوين‪ ،‬أدلته ‪9‬م‪9‬احله‪:‬‬


‫هيأ الله تعالى األسباب لحفظ القرآن الكريم في السطور‪ ،‬منذ أن نزل على نبينا‬
‫محمد ا‪ ،‬ويمكن أن نفصل أبرز هذه األسباب من خالل الحديث عن كتابة القرآن‬
‫وتدوينه في مراحل متتابعة‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬الكتابةوالتدوينفي عهد النبي ييه‪.‬‬


‫المرحلة الثانية‪ :‬الكتابة وا لتدوين في عهد أبي بكر الصديق دفي‪٠‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬الكتابة والتدوينفي عهد عثمان بن عفان نلينه‪.‬‬

‫وسنعرض فيما يأتي إلى هذه المراحل بشيء من التفصيل‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬كتابة القرآن وتدوينه في عهد النبي ا‬

‫كان للنبي ا كتاب للوحي بلغوا أكثرمن أربعين كاتبًا ‪ ،‬منهم‪ :‬الخلفاء األربعة‪ ،‬وزيد‬
‫بن ثابت‪ ،‬ومعاوية بن أبي سفيان‪ ،‬وأبي بن كعب‪ ،‬وعمرو بن العاص‪ ،‬والزبير بن العوام‪،‬‬
‫ينر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٠‬‬
‫^تيج‪.‬‬ ‫وعيرهم‬

‫وقد كتب الصحابة يؤز القرآن الكريم على رقاع الجلد والخشب وغيرها من‬
‫الوسائل المتاحةفي ذلك الحين‪ ،‬فكتبوا القرآن لكريم كامال بأمر من النبي ية‪ ،‬إال إنما‬
‫كتبوه كان مفرقا‪ .‬ولم يكن ما كتبوه مرتب السور‪ ،‬أما اآلياتفي السور فقد كانت مرتبة بأمر‬ ‫‪1‬‬
‫من الرسول يين‪.‬‬ ‫قا‬
‫دليل الكتابة‪ :‬ثبت عن صحابة رسول الله يلف أنهم كانوا يكتبون بين يديه ا‪ ،‬وأنه‬ ‫‪8‬‬
‫كان يأمرهم بذلك‪ ،‬فعن عثمان في قال‪( :‬إن رسول الله يلف كان مما يأتن عليه الزمان‬
‫وهويتنزل عليه من السورذوات العدد‪ ،‬قال‪ :‬وكان إذانزل عليه الئى دعاينعثن من يكتب‬ ‫ح‬
‫لهفيقفل‪ :‬ضوئا هذهفي السؤرة التيفي^ا كذا وكذا‪ ...‬الحديث)‪)٣(.‬‬
‫ن‬
‫وعن البراء فلهه قال‪ :‬لما نزلت (أل ينتوى آلقعذون ين ألمؤونينغيرأؤلى‬ ‫؛‪:‬ل)‬
‫ه‬
‫(‪)٢٢‬مسندأحمد(‪.)٣٩٩‬‬

‫ذ‪٦‬عم‬
‫‪.‬‬ ‫د‪٠‬ثم‪٢٦،-‬‬

‫‪3‬ءة‬ ‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪6‬‬


‫ه‬
‫المحاضرة‬

‫آلضرر والمجهذون في سييل آكب يأفولهم وأنفيهم فضل آلله آلمجهدين بأمولهم‬
‫وأنفيهم على آلقعدين درجة وكال وعد آلله آخذ—ى وفضل آلله آلشجنهدين على‬
‫آلقعدين أجرا غظناك اللساء«‪9‬ا قال النبي ا ( ادعوفانا) وفي رواية (زيدًا)‬
‫فجاءهومعه الدواة واللوح أو الكتف فقال اكتب)‪) ( .‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬كتابة القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق ‪:٠‬‬

‫‪ - ١‬سنة الكتابة‪ :‬تم هذا الجمعفي السنة الثانية عشرة من الهجرة بعد معركة اليمامة‬
‫التي استشهد فيها كثير من قراء الصحابة غله‪.‬‬

‫‪-٢‬صاحب الفكرة‪ :‬هوعمر بن الخطاب فليبه؛ حيث أشار بهذه الكتابة على الخليفة‬
‫أبيبكرفليه‪.‬‬

‫‪ -٣‬سبب الكتابة‪ :‬هوخشية ضياع شيء من القرآن بسبب موت كثير من القراء في‬
‫المعارك‪.‬‬
‫‪ -٤‬الذي قام بالكتابة‪ :‬هو زيد بن ثابت فيه بتكليف من خليفة رسول الله ا أبي‬
‫بكر الصديق ح‪٠‬غ‪ ،‬وقد كان شابًا عاقال من كتاب الوحي‪.‬‬

‫‪ -٥‬منهج الكتابة‪ :‬اعتمد زيد تلهفي جمعه للقرآن منهجا عالي الدقة‪ ،‬فإنه على‬
‫الرغم أنه كان حافظا لكتاب الله في صدره‪ ،‬وكاتبا للوحي‪ ،‬إال أنه لم يقتصر على حفظه‬
‫أو ما كتبه هو‪ ،‬بل أمر الناس أن يشتركوا فيهذا الجمع‪ ،‬فكان عمال جماعيا بإشرافه‪،‬‬
‫واستغرق هذا العمل الجليلقرابة العام الكامل‪.‬‬

‫واعتمد فيه زيد حفي على أمرين اثنين معا‪:‬‬

‫األول‪ :‬حفظ الصدور الذي كان يحفظه صحابة رسول الله ا‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬ما كتبفي الجلود وغيرها في عهد النبي ا‪ ،‬واشترط أن يشهد شاهدان‬
‫على أن المكتوب من القرآن قد كتبفيعهد النبي ييذ‪.‬‬

‫‪ -٦‬المكان الذي حفظ فيه‪:‬‬

‫تم حفظ هذ ا ا لمجهود ا لكبير ا لذ يقام بها لصحا بة ه عند خليفة رسول ا لله ية أبي‬
‫بكر الصديق نله‪ ،‬ثم بعد وفاته انتقلفي حفظ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حهه‪ ،‬فلما‬
‫توفي انتقل إلى ابنته زوج رسول الله يلف‪ :‬حفصة زنن وأرضاها‪ ،‬ثم أرسلته إلى خليفة‬

‫(‪ )٢٣‬متفقعليه‪ .‬صحيح البخاري (‪ ،)٤٥٩٤‬صحيح مسلم (‪.) ١٨٩٨‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫‪٥‬‬
‫المحاصرة‬
‫الكتاب والسنة‬
‫الوحدة الذولى‪ :‬مدخل إلى القرآن الخزيم‬ ‫ع‬

‫ي‪،‬‬ ‫‪١‬لمؤمذين عثمان ده‪ ،‬امرمنه كماسياني) ثم عاده إليها‬

‫وهكن انرىأنهكانمحفوظامصونا‪،‬وفي أعلى مكانفيا لدولة إلسالمية‪.‬‬

‫‪ .‬س^بدبياية زمن)‪.‬ج‪:‬اإ|يججذةئل‬
‫‪11111‬‬

‫قاًا‪،‬آلثقثكئغذ‪٢‬ئدتذجلذ‪|:٠1‬آثئغلآل‬

‫عؤ‪١‬لله نو كدمني دعن لجتنى من الجبال ف كاذباسل غبي مما كلمبب مرغ لجذع‪٠‬الغذآبح جمم‪:‬‬
‫فك كذذألز‪٦‬تائ ص تفخه ذسونى ادله ا؟ قادألكوتكر ‪« :‬ئزذالله خظك» ‪ ،‬علم تزل يحمق‬
‫نرالجش ض شرح الله صذري للذي شرح الله له صذرأبي بكروعمر‪ ،‬ورأيتفي ذلك‬
‫ائذىذق‪،‬ؤث الئذآذ‪ ،‬أجمئهمنالعسبوالرقاءواللخافوصدور الرجال‪ ،‬فوجذت‬
‫آخرسورةالتوبة‪(:‬لقذجآءكم رسول ينأنفيكم)«التولة‪٠٤١٢٢٨‬إلى آخرها مع خزيمقء‬
‫أقأبيخريمة‪،‬فانحقتهافيسورتها‪،‬وكانيتلصحفعندبي بكرحياته‪،‬حتىتوفاءالله‬
‫عروجل‪ .‬ثم عند عمر حياته‪ ،‬حثى توفاه الله‪ ،‬ثم عند حفصة بنت عمر وئل‪ ،‬قال محمد بن‬
‫ئ ‪ ٦٦‬ب الله‪ « :‬اللحاف‪ :‬تعبي الخرف») ‪) (.‬‬

‫‪ -٨‬إجماع الصحابة نه‪ :‬أجمع الصحابة ل‪٠‬خ على المصحف الذي جمعه أبوبكر‬ ‫كنأ‬
‫الصديق في‪ ،‬ونقلوه‪ ،‬ودرسوه‪ ،‬وانتسخوا منه‪ ،‬وأقرؤوا به‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬كتابة القرآن الكريم في عهد عثمان نلينه‪:‬‬

‫‪ -١‬سنة الكتابة‪ :‬تمهذا الجمعفي السنة الخامسة والعشرين من الهجرة المباركة‪.‬‬


‫‪8‬‬
‫‪١‬ال‪١١٠‬‬
‫‪ -٢‬صاحب الفكرة‪ :‬هوحذيفة بن اليمان فله؛ حيث أشار بهذه الكتابة على الخليفة‬
‫الراشد عثمان بن عفان نليبه‪.‬‬

‫(‪ )٢٤‬صحيح البخاري ( ‪.)٧١٩١‬‬


‫(‪)٢٥‬صحيح البخاري (‪.)٧١٩١‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫ساع‬ ‫ه‬
‫المحاضرة‬

‫‪ - ٣‬سبب ا لكتا بة‪ :‬هو ا ختال ف ا لقر ا ء في ا لقر اءة‪ ،‬بحيث كان كل قا رئ ينتصر لقر ا ء ته‬
‫ويخطئ األخرى‪.‬‬

‫‪ -٤‬الذين قاموا بالكتابة‪ :‬قام بهذه الكتابة أربعة من صحابة رسول الله ‪ ،٠‬هم‪:‬‬
‫زيد بن ثابت‪ ،‬وعبد الله بن الزبير‪ ،‬وسعيد بن العاص‪ ،‬وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام‬
‫ه‪.‬‬

‫‪-٥‬منهج الكتابة‪ :‬لقد اعتمد الكتبةفي كتابتهم هذه على المصحف الذي كتبفي عهد‬
‫أبي بكر الصديقن^ه‪ ،‬فقد أرسل عثمان ‪ ٠‬إى حفصة زق يطلب منهًا المصحف‪ ،‬وأمر‬
‫هؤالء الرهط‪ ،‬فنسخوا المصحففي المصاحف‪ ،‬ثم أرجععثمان هله المصحف إلى حفصة‬
‫رفقا‪ ،‬وأرسل إلى كل مصر من األمصار بمصحف مما نسخ‪ ،‬وقارئ يقرأ بذلك المصحف‪،‬‬
‫وأمر بما سواه من الصحف أن يحرق‪ ،‬فتم هذا الجمع الذي يسمى اآلن بالمصحف العثماني‬
‫أو الرسم العثماني‪.‬‬

‫‪ -٦‬دليل الكتابة‪ :‬عن أنس بن مالك فنفه‪ ( :‬أن حذيفة بن اليمان رهنه قدم على‬
‫عثمان‪ ،‬وكان ينازي ألهل الشأم في فتح أزمينية‪ ،‬وأذربيجان مع أهل العراق‪ ،‬فأفزع حذيفة‬
‫اختالفهم في القراءة‪ ،‬فقال حذيفة لعثمان‪ :‬يا أمير المؤمنين؛ أذرك هذه األمة قبل أن‬
‫يختلفوا في الكتاب اختالف اليهود والنصارى‪ .‬فأزسلعثمانإ لى حفصة أن أزسلىإلينا‬
‫بالصحف ننسخها فياتمصاحف‪ ،‬ثم نردها إليك‪ .‬فأزسلت بهًا حفصة إلى عثمان‪ ،‬فأمر‬
‫زيد بن ثابت وعند الله بن الزبيروسعيد بن العاص وعبد ا لرخمن بن الحارث نن هشام‬
‫فنسخوهافي المصاحف‪ ...‬حتى إ ذا نسخوا الصحففي المصاحف رد عثمان الصحف‬
‫إلى حفصة‪ .‬وازسل إلى كل أفق بئضحف مائ نسخوا‪ ،‬وأمر بمًا سواه من القزآن في كل‬
‫صحيفة أو مضحف أن يخرق )‪) .‬‬

‫‪ -٧‬إجماع الصحابة ه‪ :‬أجمع الصحابة ‪٠‬خ على المصاحف التي نسخها عثمان‬
‫فلينه‪ ،‬ونقلوها‪ ،‬ودرسوها‪ ،‬وانتسخوا منها‪ ،‬و أقرؤوا بها‪.‬‬

‫(‪ )٢٦‬صحيح البخاري ( ‪. ) ٤٩٨٧‬‬

‫ى‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫خلدصة الوحدة‬

‫القرآن الكريم هوكالم الله الذي أوحاه إلى النبي الكريم محمد بلكة‬

‫ليخرج الناس من ا لظلمات إلى النور‪ ،‬وهوالكالم الذي به حياة األرواح‪ ،‬وهو بمنزلة‬

‫الماء والنور لألبدان‪ ،‬وقد نزل القرآن مفرفا على ثالنة وعشرين سنة‪ ،‬على الوقائع‬
‫واألحداث‪ ،‬وهومحفوظ بحفظ الله تعالى من ا لتغيير وا لتحريف وال تبدي ل‪ ،‬وقد أقام الله‬

‫عددا من العوامل لحفظه لم يهيئها الله سبحانه وتعالى للكتب السابقة‪.‬‬

‫‪3‬ءة‬ ‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪6‬‬


‫‪ -١‬لو انقطع ماء المطر من السماء تماما عن الكرة االرضية‪ ،‬هل يمكن العيش على‬

‫الكرة األرضية بالموارد األرضية؟ وكيف؟ وكم سيستمر العيش عليها؟‬

‫‪ -٢‬مرض الروح‪ :‬ما هي مظاهره‪ ،‬وما هي آثاره؟ وموت الروح‪ :‬ما هي مظاهره‪ ،‬وما‬

‫هي آثاره؟‬

‫‪ -٣‬في مثل النور‪ :‬ذكرت االية صورة مركبة من مشكاة‪ ،‬ومصباح‪ ،‬وفتيل‪ ،‬وزيت‪،‬‬
‫وشجرة‪ ،‬ال شرقية وال غربية‪ ،‬وشعلة‪ ،‬وإضا ة‪ .‬ما المقصود بكل شيء من هذه األشياء‬

‫في المثل؟ وما أوجه الشبه بين هذه األشياء وبين األمور المقصودة بها؟‬

‫‪ -٤‬ما الفروق بين القران الكريم وغيره من الكتب السماوية؟‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫‪ ٢‬ا الوحدة الثاتية‬
‫إعجاز القرآن الكرمي‬

‫‪3‬ءة‬ ‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪6‬‬


‫الوحدة الثانية‪ :‬إعجاز القرآن الكريم‬
‫تمدف هذه الوحدة إلح ‪:‬‬

‫‪ -١‬أن يبين الطالب أهمية المعجزات‪.‬‬


‫‪ -٢‬يعرف المعجزة‪ ،‬واإلعجاز‪ ،‬وإعجاز القرآن‪.‬‬

‫‪ -٣‬أن يعدد أوجه اإلعجازفي القرآن‪ ،‬ويعرفها‪.‬‬


‫‪ -٤‬أن يذكر مراحل التحدي الواردة اإلعجاز القرآني‪.‬‬

‫‪ -٥‬أن يبين أبرز وجوه اإلعجاز البياني‪.‬‬


‫‪ -٦‬أن يبين الضوابطفي دراسات اإلعجاز العلميفي القرآن‪.‬‬

‫‪ -٧‬أن يعدد نماذج من اإلعجاز العلمي‪.‬‬


‫‪ -٨‬أن يبين خصائص التشريع القرآني‪.‬‬
‫‪ -٩‬أن يميز بين أمثلة إعجاز غيب الماضي وغيب الحاضر والمستقبل‪.‬‬

‫‪622020 ٧١٠‬‬
‫المحاضرة‬

‫حل‬
‫•‬ ‫‪• 2‬‬ ‫‪--‬‬

‫الناس على اختالف أزمنتهم وعصورهم‪ ،‬قال تعالى‪ :‬لم إ قًا‬


‫لس‬ ‫بعث الله رسله جدئح إلى‬
‫أزسنتك بآنخق بثيراوئذيرأوإن ين أمة إال حالفيهانذير)اهاطو‪.»،‬‬

‫ولما كان بعض الناسيجحدون ويكفرون بالرسل؛لنجتح‪ ،‬فقد أيد الله رسله بالمعجزات‬
‫الباهرات التي تدل على صدق نبوتهم التي أرسلهم الله بها‪ ،‬وكانت معجزة كل نبي من‬
‫جنس ما اشتهر به قومه‪ ،‬لتكون أبلغفي الداللة على صدق رسالته‪ ،‬وإفحام مكذ بيه ومنكري‬
‫نبوته‪.‬‬
‫وكان كل رسول يؤيد بدالئل تثبت رسالته‪ ،‬وقد ثبتت للنبي ‪ ٠‬دالئل عديدة كشأن‬
‫إ خوا نه ا ألنبيا ء صلوا ت ا لله وسال مه عليهم‪ ،‬غير أن رسا لة سيد ا لمرسلين وخا تم ا لنبيين بة‬
‫تميزت عن جميع ا لرسا الت بأنها رسا لة عا مة وخا تمة‪.‬‬
‫فهي عامة‪ :‬ألنها إلى الناس أجمعين عربهم وعجمهم‪ ،‬قال تعالى‪(:‬وقًا أزسلتنك‬
‫إال كآفة يلتاي بشيرا ونذيرا ولكن أتتئزالائس ال يغلمون؛اسبا‪٨‬أ‪ ،‬وقال ا‪:‬‬
‫( وكا ن ا لنبي يبعث إ لى قومه خا صة‪ ،‬وبعثت إ لى ا لنا س عا مة )‪) .‬‬

‫وهيخاتمة‪ :‬ألنها الرسالة الباقية إلى قيام الساعة‪ ،‬قال تعالى‪* :‬رما كان نحنث أبآأحد‬
‫ون تجايكم ولكن رسول آلله وخاتم آكثبيئن وكان آلله بكل شفء عليتااالحوابذ‪.‬ءا‪.‬‬

‫ولذا كان ال بد لهذه الرسالة من معجزة تالئم طبيعتها‪ ،‬فتتعدد وجوه إعجازها‪،‬‬
‫وتستمروتتجدد على مر األيام‪ ،‬فكانت هذه المعجزة معجزة معنوية خالدة أالوهي القرآن‬
‫الكريم كالم رب العالمين‪ ،‬قال ا‪( :‬ما من األنبياء مننبي إال قد أغطي من اآليات ما مثله‬
‫آمنعليه البشر‪ ،‬وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي؛ فأرجوأ ن أكون أكثرهم تابعا‬
‫يوم القيامة)‪)٢٨ .‬‬

‫(‪ )٢٧‬صحيح البخاري (‪.)٣٣٥‬‬


‫(‪ )٢٨‬متفق عليه‪ .‬صحيح البخاري ( ‪ . )٤٩٨١‬صحيح مسلم (‪.)١٥٢‬‬

‫‪3‬ءة‬ ‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪6‬‬


‫الكتاب والسنة‬
‫‪٦‬‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬إعجاز القرآن الكرمي‬
‫‪0٠‬‬
‫المحاضرة‬

‫المي‪:‬‬
‫اإلعجاز لغة‪ :‬إثبات العجز‪ ،‬والعجز هو‪ :‬القصور عن فعل الشيء‪ ،‬وهوضد القدرة‪.‬‬
‫فالمعجزة اصطالحًا هي‪ :‬ما يؤيد الله به أنبياءه ورسله من األمور الخارقة للسنن‬
‫الكونية والتي القدرة للخلق على اإلتيان بها‪ ،‬فتكون دليالً على صدقهم وتأييد الله لهم‪.‬‬

‫وتعريف إعجاز القرآن هو‪ :‬إثبات القرآن عجز الخلق عن اإلتيان بما تحداهم به‪ ،‬أي‬
‫نسبة العجز إلى الناس بسبب عدم قدرتهم على اإلتيان بمثله أو بسورة منه‪.‬‬

‫وإثبات العجز يكون أظهر وأبلغ عند تحقق أمور ثالثة‪:‬‬

‫وجود التحدي‪.‬‬ ‫‪.١‬‬

‫أن يملك المتحدى أهلية وتفوقًا في موضوع التحدي‪.‬‬ ‫‪.٢‬‬

‫وجود الد افع لقبول التحدي عند من يعرض عليه التحدي‪.‬‬ ‫‪.٣‬‬

‫وقد اجتمعت هذه األمور الثالثةفي معجزة القرآن‪ ،‬فقد تحدى العربفي ميدان‬
‫البالغة ا لتي هم أربا بها وسادتها‪ ،‬وكانت دوافعهم لقبول التحدي كبيرة‪ ،‬فهمحريصون‬
‫على إثبات تفوقهم اللغوي ونبوغهم البالغي من جهة‪ ،‬كما أنهم كانوا حريصين على إبطال‬
‫دعوى الرسول ا وإنكارنبوته‪ ،‬فلووجدوا سبيال إلثباتقدرتهم على مضاهاة القرآن أو‬
‫التفوق عليه لما تأخروا لحظة واحدة‪.‬‬

‫؛؛؛‪.‬؛ا‬ ‫‪،11‬‬
‫اتخذ اإلعجاز القرآني أشكاال ووجوها متعددة‪ ،‬ممتدة تتجدد عبر الزمان‪ ،‬منذ أن‬
‫نزل على نبينامحمديلف إلى أن يرث الله األرض ومن عليها‪ ،‬وتحدى به الناس أجمعين إلى‬
‫عصرنا هذا‪ ،‬فلم يستطع أحد أن يأتي بمثله‪ ،‬ولن يستطيع على مر الزمان‪ ،‬وسيبقى اإل ‪.‬‬
‫االعجاز‬
‫مستمرا‪ ،‬فهوالمعجزة الكبرى الخالدة إلى قيام الساعة‪ ،‬وسنذكرهنا أهمهذه ألوجه‪:‬‬

‫‪-» .‬‬
‫تث‬

‫‪3‬ءة‬ ‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪6‬‬


‫ي ‪.‬‬

‫معنى اإلعجاز البيا نيفي القرآن الكريم‪ :‬بلوغ القرآن الغاية العظمىفي أداء المعاني‪،‬‬
‫ووضوحها‪ ،‬بما يعجز البشر عن اإلتيان بمثله‪.‬‬

‫يتجلى اإلعجاز البيا نيفي فصاحة القرآن وبال غته‪:‬‬

‫والفصاحة‪ :‬هي الظهوروالبيان وخلوالكالم من التعقيد‪.‬‬


‫وفصاحة القرآن كونه لفظا عربيًا مستعمال مؤديًا للمعنى بوجه ال تعقيد فيه‪.‬‬

‫البالغة‪ :‬مأخوذة من البلوغ‪ ،‬وهو الوصول إلى الشيء واالنتهاء إليه‪.‬‬

‫وهي‪ :‬إيصال المعنى إلى القلبفي أحسنصورة‪(.‬‬

‫وبالغة القرآن‪ :‬إيصاله المعنى إلى قلب المخاطب بعبارة سهلة موجزة‪.‬‬

‫وقد كان العرب أرباب فصاحة وبالغة‪ ،‬وفرسان قول وبيان‪ ،‬ولهذا كانت معجزة‬
‫التبى ‪ ٠‬القرآن الكريم البليغالمعجز؛لتكونمعجزتهمنجنس ما اشتهر به قومه‪ ،‬فالعربي‬
‫تستهويه الكلمة الفصيحة‪ ،‬ويملك ناصيته البيان المعجز واألسلوب البليغ‪ .‬فلمتكن هذه‬
‫المعجزة في شيء ال يتقنونه‪ ،‬أوفنا يحذقونه‪ ،‬بلتحداهم فيما يدركون‪ ،‬وفيما هم فيه‬

‫بارزون‪,‬‬

‫وقد شهد بنلك حذاقهم‪ ،‬كالوليذ بن املغرية حني (جاء إىل النيب ‪ ٠‬فقرأ عليه‬

‫القزآن‪ ،‬فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل‪ ،‬فأتاه فقال‪ :‬يا عم‪ ،‬إنقومك يرون أن يجمعوا لك‬
‫ماال‪ .‬قال‪ :‬لم؟ قال‪ :‬ليغطوكه‪ ،‬فإنك أتيتمحئدا لتغرض لمًا قبلهقال‪:‬قذعلمتقرنش‬
‫أنيمنأنثرهاماال‪.‬قال‪:‬فقنفيهقزالييلخقفمكنلمنكرلهأةأنككارةلهقال‪:‬وماذا‬
‫أقول «فوالله مرفيكم رجل أغلم باألشعار مني‪ ،‬وال أغلم برجز والبقصيدةمنيوال‬
‫بأشتار اننب قالله‪ /‬قا سه الذي يقول فيائ منكطما فوالله إن يقوبب الب ‪٠‬ي يقدل خاالذئ‪،‬‬
‫فإئ علنه لطالوة‪.‬قإئهلمنمة ا‪،‬قالة‪ ،‬مندق(‪ )٢‬ننفله‪ ،‬فنه ليغلوفما يلى‪ ،‬وإنه ليخطم‬

‫(‪ )٢٩‬لسانالعرب‪،‬البنمنظور‪،‬والقاموس المحيط‪ ،‬للفيروز ابادي‪ ،‬مادة(بلغ)‪ ،‬بابا لغين‪ ،‬فصال لباء‪.‬‬

‫(‪ )٣٠‬الطالوة‪ :‬الرونق والحسن‪ .‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪٠١٤/١٥ ،‬‬


‫‪ )٣١( .‬المغدق‪ :‬كثير الغير والمل‪ ،‬والسخا‪ .‬ينظر‪ :‬لسان العرب؛ البن منظور" ‪٠٢٨٢/١٠‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫الكتاب والسنة‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬إعجاز القرآن الكرمي‬ ‫‪0٢‬‬

‫فا نلحقة»قان‪ :‬أل تزضه قتلت‪ ،‬قم‪1‬قا ختحه تقون غيب‪ -‬قال‪ :‬فدغنيخثى أفكر‪ ،‬فلمافك‬
‫قال‪« :‬هذاسخري^ثريأثرهمنغيره‪ ،‬فنزلت‪( :‬ذزنىومنخلفثوحيدا^المدلواااإلى‪٨‬هله‬

‫تعالى إعليها تسعة ءثر>ااسلج‪٢( 1٢0:‬‬

‫ل مراحل التحدي الوادة في اإلعجاذالقرآني‪:‬‬


‫تحدى الله سبحانه وتعالى الناس بأن يأتوا بمثل القرآن الكريم على عدة مراحل‪)٣( :‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬تحداهم اللهتعالى بأن يأتوا بمثل هذا القرآن كله‪ ،‬فقال الله تالى‪:‬‬
‫(فل لبن آجتتعي آإلنش وأنجن على أن يأثوأ ييثي قذا الفزءان ال يأثون يينيهه ولز‬

‫كان بعشين لبغض ظييرا(البسراءنه‪٨‬ا‪.‬‬


‫المرحلة الثانية‪ :‬تحدا هم الله تعالى بأقل من ذلك‪ :‬أن يأتوا بعشر سور من مثله‪،‬‬
‫فقال الله تعالى‪ :‬رأم يقولون أفترنة قل قأثوأ بعشر سور قثلهء مفقريت وأذغوأ من‬
‫أنتطغثم ين ذون آلله إن كنثم صني قين ي فإلم يستجيبوأ لكم وًا غلث—زأ أنمآ أنزل‬
‫‪.]1‬‬ ‫بعلم آلله وأن آلإكة إال لهو فهل أنثم فثبوئنةآلقود‪-11“:‬ع‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬تحدا هم الله تعالى بأقل من ذلك‪ :‬أن يأتوا بسورة واحدة من مثله‪،‬‬
‫فقال تعالى‪( :‬أم يقولون أفترلة فن فأثوأ يسورة متل ث وأذغوأ من آشتطغثم ين ذون‬
‫آلله إن كنثم صيقين) [بهض‪“٨:‬ا]‪ ،‬وقال تعالى‪< :‬زإن كنثم فى ريب قائ نركا على عبدنا‬
‫فأثوأيسورة قن قئبه وآذغوأشهدآءخم قن دون آلله إن كنثم صيقيني فإن لم‬
‫أل تفعلوأولن تفعلوًافأتقو^آكارالق ووذق ًالائش وآلنيجارةأعدث للكتغربن)‪٠‬‬
‫"‬ ‫القاة [‪1‬لبغرة;“‪-٢1‬ع ‪.‬‬

‫(‪ )٣٢‬المستدركعلى الصحيحين (‪.)٣٨٧٢‬‬


‫(‪) ٢٣‬اختلفالعلماءرحمهماللهتعالىفيتحديدهذهالمراحل‪،‬ينضظر‪:‬إلنقانفيعلوملقرآنلسيوطي^‪١٢٧-١.١/٢‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫“‪01‬‬ ‫‪٦‬‬
‫المحاضرة‬

‫نتيجة التحدي‪:‬‬

‫أخبر القرآن بنتيجة التحدي وعاقبته‪ ،‬في كل المراحل أنها كانت فشال وعجزا‪ ،‬مع‬
‫أنهم أفصح األمم‪ ،‬وقد تحدا هم بهذ ا في مكة والمدينة مرات عديدة‪ ،‬معشدة عدا وتهم له‬
‫وبغضهم لدينه‪ ،‬ورغبتهم القوية في االنتصار لدينهم‪ ،‬ومع هذا عجزوا عن ذلك‪ ،‬بل إن هذه‬
‫النتيجة كانت شاملة للجن وا إلنس معا‪ ،‬كما في قوله تعالى‪( :‬قل لبن آجتمعت آإلنس وآلجن‬
‫على أن يأثوأ بيني هذا ألفزءان ال يأثون بيثييء ولز كان بغضهم لبغخ طهيرا)‪.‬اإلسوا ‪٠٢٨٨‬‬

‫وهذا اإلعجازمستمر إلى قيام الساعة‪ ،‬وقد اتخذ وجوها متعددة‪.‬‬

‫*‪ 03111503111*161‬األا‪ ٧٧‬لصمموح‪9‬‬


‫اساب واسفة‬
‫سطره‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬إحجاز القرآن الكليم‬ ‫ع‪0‬‬

‫ط ‪:.1'11 -٠-٠٠٠--٠‬‬‫ي‪.‬‬

‫لواستعرضنا آيات القرآن الكريم من أولسورةالفاتحة إلى أخر سورة الناس‪،‬‬


‫لساكألبةصسىفي‪،‬ااسأملوابدغةفياهىصورهـا‪٠‬ولوجدذاانمم‪1‬ش‬
‫ي‬
‫الكلمات تنساب إلى القلبقبل أن تبهرنا األلفاظ بجمالها‪ .‬وفيما يأتي أبرز وجوه اإلعجاز‬

‫البيانيفي القرآن الكريم‪:‬‬ ‫‪.٠‬‬


‫الوجه األول‪ :‬استخدام األساليب البالغية المتنوعة بحسب مقتضى الحال‪:‬‬

‫تنقسم األساليبالبالغيةإلى ثالثةأقسامرئيسية‪(:‬المساواة‪-‬إليجاز‪-‬إلطناب)‪.‬‬

‫وقد تميز األسلوب القرآني باستخدامه لهذه األساليب بمقتضى الحال‪ ،‬وفيما يلي‬
‫بعض األمثلة عليها‪:‬‬
‫؛ار‬
‫األسلوب األول (المساواة)‪ :‬وهو الكالم المتصف بالمساواة بين ألفاظه ومعانيه‪ ،‬مع‬
‫مطابقته لمقتضى الحال‪.‬‬ ‫إ‪.‬‬
‫واألصلفي الكالم بأن يؤتى به مسا ويًا للمعاني التي يدل عليها‪ .‬دون أن تكون أنفاطه‬
‫زائدة أوناقصة‪.‬‬
‫ًا‬
‫إال أن كثيرا من الناس ال يستطيعون غالبا أن يطابقوا بين الجمل المنطوقة والمعاني‬
‫الواردة فيه‪،‬فهم ين اإليجاز المخل بالمعنى‪ ،‬أو اإلطناب الزائد عنه‪ ،‬بل قد يصل بالكثيرين‬
‫إلى اإلسراففي الكالم‪ ،‬لكن القرآن الكريم برعفي استخدام هذا األسلوب بمقتضى الحال‬
‫والمراد‪.‬‬

‫مثال ذلك‪ :‬قول الله عز وجل‪( :‬ومن يطع ‪٣‬لئة ورشولهر يذخله جتت تجرى ين‬ ‫تليي‬
‫تحتةا أألثةر حخلدين فيها وكلك آلقؤزالعظيم) ا‪1‬س‪:‬ما]‬ ‫‪٩3‬‬

‫األسلوب الثاني(اإليجاز)‪:‬وهو الكالم المتصف اإليجازغيرلمخل‪،‬معمطاب قته‬


‫‪٦‬‬
‫زغير يقل مع‬ ‫‪٣‬‬ ‫لمقتضىالحال‪٠‬‬ ‫‪٤‬‬

‫إن الناظرفي اسة العربية يجد كثيرًا من العبارات وااللشماالت ‪١‬لموجزة التي‬

‫‪٨.‬ه‬
‫‪:‬‬ ‫ا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:٠‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫‪;١‬ل بش‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬ا ‪:‬‬
‫ئ؛‬
‫"خ‪-‬‬ ‫;‪،‬ؤر‪-‬‬

‫‪11‬‬ ‫ن‪ .‬ا‪.‬ألل‪٠‬غس‬ ‫‪٤‬‬

‫‪10٢‬ا ‪3013 3‬ه ‪1۴1٩‬مم‪ ١‬ل‪٣‬حم‪5‬‬


‫خ‬
‫‪00‬‬ ‫‪٧٠‬‬
‫اسا ليدرة‬

‫التعبير عن المعنى الكثير باللفظ القليل‪ ،‬بمعنى أن يزادفي المعنى من غير أنيزادفي اللفظ‪.‬‬

‫وقد نزل القرآن العظيم بهذه اللغة‪ ،‬وتضمن أساليبمتعددةفي تحقيق يجاز اللفظ‬
‫وسعة المعنى‪ ،‬وتحدى العربفي ذلك‪ ،‬واألمثلةفي ذلك كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫قول الله عز وجل‪( :‬فمن يغتل يثقال درة خنرا يره وج ومن يغتل يثقال أرة‬
‫شرايرةو؛‪.‬اا لزلزلة‪٨-٧ :‬ا‪.‬‬

‫فهذا ا لبيان ا لقرآني على قصره وقلة كلماته دل على معان عظيمة‪:‬‬

‫كلمة «من» من ألفاظ العموم‪ ،‬فهي تعطي داللة كلية عامة تشمل كل مكلف‪.‬‬ ‫‪.١‬‬

‫الفعل يغمل يشمل كل عمل إرادي من األعمال الظاهرة والباطنة‪.‬‬ ‫‪.٢‬‬

‫عبارة «مثقال ذرة» عبارة ذات شمول يبدأ من أصغر األعمال وأقلها عددًا‪،‬‬ ‫‪.٣‬‬
‫وينطلق دون حدود عظمًا وعددًا كثيرا‪.‬‬
‫كل من كلمتي‪« :‬خيرًا» و»شرًا» تفيد العموم الذي يشمل كل خيروكل شر‬ ‫‪.٤‬‬
‫ظاهرا أوباطنا‪.‬‬
‫كلمة‪« :‬يره» تدل على حتمية رؤية عمله الذي كان عمله في الدنيا‪ ،‬إذ يرا هفي‬ ‫‪.٥‬‬
‫كتاب أعماله مسجال بالصورة والصوت والخواطروالنيات‪.‬‬

‫األسلوب الثالث (اإلطناب)‪ :‬الكالم المتصفباإلطناب الشتمالهعلى زيادة ذات‬


‫فا ئد ة‪ ،‬مع مطا بقته لمقتضى ا لحا ل‪.‬‬

‫وال يوجد في ا لقرآن كلمة زائدة‪ ،‬فكل زيا د ة فيه لها إ ضا فة معنى إ ما تأكيد ا أو توضيحا‪.‬‬

‫ومن ا ألمثلة على أسلوب ا إلطناب‪:‬‬

‫قول الله تعالى‪ :‬وزئإن مع ألعسريحزا‪ :‬ج إن مع ألعسرينرا‪« ٤‬الشرج‪.٦٥ :‬‬

‫فإن تكرار لفظتي‪( :‬العسر وا ليسر) في ا آليتين من ا إلطناب ا لبليغ‪ ،‬ومن فوائده‪:‬‬

‫التأكيدعلى المعنى‪ ،‬بأن العسر البد ن يعقبها ليسر‪.‬‬ ‫‪.١‬‬

‫إضافةمعنى‪ ،‬وهو‪ :‬أن العسر يأتيمعه يسران‪.‬فالعسرفيا آليتين جاء معرفة‪،‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫وا لمعرفة إ ذ ا تكررت ال تقتضي ا لمغا يرة‪ ،‬ولذ ا فا لعسر ا ألول هو عين ا لعسر ا لثا ني‪،‬‬
‫وأما اليسر فجاء نكرةفي اآليتين‪ ،‬وإعادة النكرة تقتضي المغايرة كما يقول النحاة؛‬
‫ولذا فاليسر األول غير الثاني‪ ،‬ويدل على هذا المنى ماجاء في األثر‪ ،‬عن عمر بن‬

‫عهـا‬ ‫‪٠‬‬

‫*‪(161‬‬
‫الكتاب والسنة‬
‫اسداككه‬ ‫‪01‬‬
‫‪-‬‬
‫■‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬إعجاز القرآن الكرمي‬

‫الخطاب يهي قال‪( :‬لن يفلبعسر يسرنن)‪.‬‬


‫■‬
‫■‪-‬‬
‫‪-1‬‬
‫■‬
‫ت‬‫■‬

‫الوجه الثاني‪ :‬دقة أداء األلفاظ للمعاني‪:‬‬


‫إن كل كلمةفي‪,‬لقرآن الكريم تؤديمعذىدفيقًامددًا؛ويكونهذا المعنى هواألبلغ‬
‫واألفصح‪ ،‬وهوالمقصود من اآلية‪ ،‬ومما يزد اإلعجاز وضوحا أن استخدام أي كلمة أخرى‬
‫منمرا دفات الكلمة القرآنيةال يمكن أن تؤدي لمعنى لمراد بال غته ووضوحه‪.‬‬

‫ومن األمثلة على ذلك قوله تعالى‪( :‬ثل إن التوث الذى تفرون منه فإئذر فملقيكن‬
‫‪1‬الجممة‪):‬‬

‫فلفظ (مالقيكم) اليقوممقامهغيره منا أللفاظ‪ ،‬كلفظ ( آتيكم) أو (مدرككم) اهأو‬


‫غير ذلك؛ فإن لفظ المالقاة أبلغفي بيان معنى عدم نفع الفرار من الموت‪.‬‬

‫ا لوجه ا لثالث‪ :‬ا لتناسب ا لبليغ بين مضامين اآليات وا ألسماء ا لحسنى في خوا تيمها‪:‬‬
‫من و جوه اإلعجاز البياني أن كل اسم من األسماء الحسنى ختمت به آية من اآليات‬
‫يكون هو األنسب‪ ،‬وتكون الصلة بينه وبين مضمون اآلية ومعناها وطيدًا ‪ ،‬ويأتي مكمال‬
‫للمعنى بأبلغ صورة وأجمل لفظ‪ ،‬ولووضعنا اسمًا آخرمن األسماء ‪ -‬وكلها حسنى وتدل على‬
‫ا لحق جل وعال ‪ -‬لم يكن ذ لك محققا للداللة الدقيقة وا لبال غة ا لرفيعة نفسها‪.‬‬

‫ومن األمثلة على ذلك‪ :‬قوله تعالى‪ :‬روآلكارى وآلسارقة فآقطعوأ أيدييما جرآءبما‬
‫كتبا تكال ين ألله وألئه عزير حكيم^ج فتن ائب ين بغي ظليهه وأضلح فإئ ًالله‬
‫يتوب علية إن آللة غفور رحيم)المالدة‪٩٣‬سا‪.‬‬

‫فهناك تناسق كبير بين االسمين ( العزيز) و( الحكيم ) وبين حكم قطع يد السارق‪،‬‬
‫في اآلية األولى ينما نجد اآلية الثانية تنتهي باالسمين (غفور) و (رحيم) وهي تتناسب‬
‫تناسبا كبيرا معقبول توبة السارق‪.‬‬

‫؛‪،‬‬

‫(‪ )٣٤‬المستدركعلىالصحيحين (‪)٣٩٤٩‬‬


‫‪.٠ . ٠,٠٠‬‬ ‫ر ‪٠٠٠٠٦١٤‬نم‬ ‫ا‬

‫خ‬

‫‪16٢‬ال‪3٢‬ء‪3013‬ء ‪11‬أ‪1‬ماا‪ ١‬ه‪6‬ل‪٢‬ل‪3٢‬ءج‬


‫‪.‬د‬
‫‪0٧‬‬ ‫اا‬
‫‪٧‬‬
‫المحاضرة‬

‫و‬
‫‪٠‬‬ ‫ي‬
‫معنى اإلعجاز العلميفي القرآن الكريم‪ :‬هو إخبار القرآن الكريم بحقائق أكدها‬
‫العلم الحديث‪ ،‬ثبت عدم إمكانية إدراكها با لوسائل البشرية في زمن الرسول ‪.٠‬‬
‫ويعتبر اإلعجاز العلمي دليال على أن منزل هذا القرآن العظيم هوخالق الكون‬
‫والعالم بأسراره‪.‬‬

‫وابط في دراسات اإلعجان العلمي في القرآن الكريم‪:‬‬


‫‪ - ١‬التسليم بان القران كتاب هداية‪ :‬فينبغي ان تكون الدراسات القرانية المتعلقة‬
‫باآليات الكونية والحقائق العلمية في حدود تحقيق هذا الهدف األساس للقرآن الكريم؛ ألن‬
‫القرآن ليس كتابًا علميًا متخصصًا حتى يكون مستوفيا أو مغنيًا باستيعاب حقائق العلوم‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫‪ -٢‬االلتزام بالحقائق العلمية‪ :‬يجب االقتصارفي شرح اآليات الكونية على الحقائق‬
‫العلمية الثابتة بالقطع‪ ،‬وال يجوز تفسير اآليات بفرضيات أو نظريات لم ترتق إلى مستوى‬
‫الحقيقة العلمية الثابتة؛ ألن الحقائق القرآنية هي حقائق نهائيةقاطعة‪.‬‬

‫‪ -٣‬اليقين باستحالة التصادم بين الحقائق القرآنية والحقائق العلمية‪ :‬ألننا نؤمن‬
‫أن القرآن الكريم منزل من عند الله‪ ،‬والحقائق العلمية التي تكتشف هي من صنعة الحق‬
‫سبحانه‪ ،‬قال تعالى‪- :‬ة دق أنرلة ألذى يغلم آلير فى آلسمو^ت واألرخن إنهر كان غفورا‬
‫رجيما؛ (الفر قان‪. )٦ :‬‬

‫‪ -٤‬االلتزام بدالالت وقواعد اللغة العربية‪ :‬فينبغي فهم نصوص القرآن وفق قواعد‬
‫هذه اللغة‪ ،‬وفي حدود دالالت ألفاظها‪ ،‬كما هومقررفيقواعد تفسير القرآن؛ فال يجوز‬
‫لي أعناق النصوص‪ ،‬والتكلففي تأويل اآليات‪ ،‬لتتوافق مع داللة المسائل العلمية المعاصرة‪.‬‬

‫‪ -٥‬معرفة ومراعاة مرونة األسلوب القرآني؛ فللقرآن في التعبير عن اآليات الكونية‬


‫أسلوب خاص متميز بالروعة واإلبداع‪ ،‬فهويجمع بين البيان واإلجمال حينا‪ ،‬وبين الحقيقة‬
‫والمجاز حينا آخر‪ ،‬فمتى ترجحت عندنا بالحقائق العلمية إحدى دالالت النظم القرآني‪ ،‬فال‬
‫ينبغي إبطال باقي الدالالت األخرى للنظم؛ فقد تظهر مستقبال حقائق أخرى لم نتمكن من‬

‫*‪31٢٦8٠31*11*161‬ن ‪٦‬مأ‪1‬سم‪ ١‬لصمموحى‬


‫‪-‬د‬ ‫|ةش‪٠‬‬

‫اتوصل إليها اآلن‪-‬‬


‫بت‪:‬تضشت‪٠‬لح‬

‫أزتادااللبا‪«:‬ا‪.‬‬
‫حججت!قةق‬

‫األرنية‪،‬وأنالجبالتطفوعلى بحر من الصخور لمرنة‪ :‬وأنللجبال جذورا تناسبطرديا‬


‫ععءلوطواتقاءها‪ ٠‬وأدهعده الجباقصعجورهـا تقوم بوظيفة الوتد فى صت الو‪٠‬ح‪1‬الشرق‬

‫األرضية‪ ،‬حتى ال تميد وتضطرب‪.‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫‪٠‬ذ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪...‬‬
‫‪٠‬‬
‫‪0٩‬‬ ‫اساخلدة‬ ‫ن‬
‫ي‪:‬‬

‫م‬
‫خلق الله اإلنسان‪ ،‬ووضع الله له تشريعًا معجزًا ينظم عالقته مع خالقه سبحانه ومع‬
‫الخلق أجمعين‪ ،‬وهذا التشريع يحقق له سعادة الدنيا ونعيم اآلخرة‪ ،‬وجميع هذه التشريعات‬
‫جاء بها القرآن الكريم‪.‬‬

‫ومعنى اإلعجاز التشريعيفي القرآن الكريم‪ :‬تشريع القرآن الكريم ما يلبي حاجات‬
‫البشر ويحقق مصالحهم في جميع المجاالت‪ ،‬على أكمل الوجوه وأتمها في سائر األحوال‬
‫واألزمان‪ ،‬بما يعجز البشرعن اإلتيان بمثله‪ ،‬ويحقق لهم العدل بين كافة األفراد‪.‬‬

‫وا لناظرفي هذ ا التشريع يدرك ‪-‬من خال ل ما تميز به من خصائص‪ -‬مدى عظمة‬
‫اإلعجاز التشريعيفي القرآن الكريم‪ ،‬حيث إن هذا التشريع جاء على لسان رجل أمي (محمد‬
‫ا) ‪ ،‬عاش في أمة أمية ال يمكن لهم اإلتيان بهذه التشريعات الكاملة الشاملة‪.‬‬

‫خصائص التشريج القراني‪:‬‬


‫امتاز هذا التشريع بخصائص عجزت سائر التشريعات أن تأتي بمثلها‪ ،‬وكان من‬
‫ابرزها‪:‬‬
‫‪ - ١‬ربانيته‪ ،‬حيث إنه التشريع الوحيد في العالم اليوم الذي مصدره كالم الله المصون‬
‫عن التحريف والتبديل‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫؛‬ ‫آت‬ ‫ل‬

‫دفئي‬ ‫أماالقوانينوالنظم البشريةمحدودة بزمان أصحابهاومرتبطة معارفهم‪،‬ل كنهال ا‬


‫تصلح لجميع البشر‪ ،‬وال لجميع األزمان واألماكن‪.‬‬

‫‪ -٣‬ثباته ومرونته‪ :‬من خصائص التشريع القرآني أنه جمع بين الثبات والمرونة‪،‬‬
‫حيث نجد هذا التشريع الرباني ‪ -‬مع ثبات أصوله ‪ -‬غير جامد وال متحجر‪ ،‬وال يقصر عن‬
‫استيعاب ما استجد فيحياة الناسفي كل عصر‪.‬‬
‫‪ -٤‬شموليته‪ :‬فهو تشريع شامل للناس كافة‪ ،‬رجاالً ونساء‪ ،‬صفارًا وكبارًا‪ ،‬أفرادًا‬
‫ومجتمعات‪ ،‬وفيه الصيانة لمصالحهم والتنظيم لشؤونهم‪.‬‬
‫إ‬ ‫||‪.‬ال‪،‬ت‪.‬ذ‪.‬ز!‪1٢‬ف|| ‪...‬‬

‫مال؛‬ ‫‪٠٦٦‬‬
‫‪. ٠٠ :‬‬ ‫‪٦‬‬
‫ر؛ ؛■‪: ••.٠٠‬رك‪-.‬ته‬
‫‪.٠ . :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫؛ ‪ .‬ح ر‪،‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫الكتاب والسنة‬
‫زج‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬إعجاز القرآن الكرمي‬

‫‪ -٥‬كماله‪ :‬فهوالتشريع الكامل الذي يحتاجه البشر‪ ،‬وإلذي ال يصلحهم غيره‪ ،‬ذلك‬

‫أنهمنزلمنعليمخبير لطيف بخلقه‪.‬حيث يرقى بما انحط مناخالقالناس‪،‬ويقومما‬


‫اعوج منسلوكهم‪ ،‬فهوأكمل التشريعاتفي حفظ حقوق اإلنسان‪ ،‬مسلما أوكافرًا‪ ،‬ذكرًا أو‬
‫أنثى‪ ،‬صغيرًا أوكبيرًا‪ ،‬حاكمًا أومحكومًا‪ .‬وهوأكمل التشريعاتفي البر باآلباء‪ ،‬وهو أكملها‬

‫في رعاية األبناء‪.‬‬


‫‪ -٦‬أخالقيته‪ :‬فهو تشريع يرعى اآلداب ومكارم األخال قفي كافة مجاالت الحياة‪.‬‬

‫حيث اهتم بسلوك اإلنسان الفردي‪ ،‬كآداب الطهارة والزينة‪ .‬قال الله تعالى‪:‬‬
‫(‪6‬يبنج ءادم لحدوا زيبتكم عندكي مسجد وكلوأوآشربوأوال فشرفوًاإئهرال‬
‫‪٢‬‬ ‫حبب ‪٢‬لئحرفئ> [‪1‬للائف‪“1:‬ا]‪.‬‬

‫وكذا اهتم بسلوك اإلنسان االجتماعي فراعى جانب األخال قفي سائرمعامالته‬ ‫‪-‬‬
‫مع غيره من البشر‪ .‬فمن ذلك قوله تعالى‪( :‬وتعاونوأ على ألبر وآلكقوى وال تعاونوأ‬
‫علىآإلثم وآلعذون زآتلو‪١‬آهرهانآللة شييذ الشاب) أالعأالة‪:‬ا‪ .‬وقال الله تعالى‪:‬‬
‫(‪2‬إن آللة يأمربالعذل واإلخسن وإيتآي ذى آلقرتي وينتى عن الذحغاء‬
‫وآلئنكر والبني يعظكم لعلكم تذكرون)اللحل‪٠ ]٩ ٠ :‬‬

‫وكذلك اهتم بسلوك اإلنسان مع الحيوان‪ ،‬فمن ذلك ما رواه عبدالله بن جعفر‬ ‫‪-‬‬
‫ه‪ ١‬قال‪ :‬أردفني رسول الله ا خلفه ذ ات يوم‪ ،‬فدخل حائطا لرجل من األنصار‬
‫فإذ ا جمل‪ ،‬فلما رأى النبي يية حن وذرفت عيناه فأتاه النبي ا فمسح ذفراه‬
‫) فسكت فقال من رب هذ ا ا لجمل لمن هذ ا ا لجمل فجا ء فتى من ا ألنصار فقال‬
‫لي يا رسول الله فقال‪ ( :‬أفال تتقي اللهفي هذه البهيمة التى ملكك الله إياها فإنه‬
‫شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه)‪)٣٦(.‬‬

‫‪ -٧‬واقعيته‪ :‬فهو تشريع واقعي‪ ،‬واجه مشكالت الحياة على صعيد الفرد واألسرة‬
‫والمجتمع‪ ،‬وشرع لهم من األحكام ما فيه عالج لواقعهم‪ ،‬دون أن يكون في تطبيقهم هذه‬
‫األحكام أي عنت أوحرج عليهم‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك‪:‬‬

‫مراعاة الواقعفي التشريع اإلسالمي فيما شرعه من األحكام مراعيًافيه مافطر‬


‫عليه اإلنسانمن الشهوات والغرائز‪ ،‬كإباحة األكلوالشرب والنكاح‪.‬‬

‫(‪ )٣٥‬الذفران‪:‬مثنىذفرى‪ ،‬والذفرى من البعيرمؤخررأسه‪ ،‬أصألذنيه‪ .‬وقوله‪( :‬تدئبه) أيتكرهه وتتعبه‪ .‬ينظر‪ :‬عون‬
‫المعبود‪٠١٥٨/٧،‬‬

‫ا‬ ‫(‪)٣٦‬سنن أبي داود(‪.)٢٥٤٩‬‬

‫‪16٢‬ا‪1‬ا‪11803‬ا‪3‬ه ا!أ‪1‬مم‪80311116)1 ١‬‬


‫قال الله تعالى‪( :‬فل قن حرم زينة آلله ألتي أخرج يعبادوء وآلطيبت من‬
‫آلرزق فل ه للذين ءامنوأ فيآلحيوة آلدنيا خالصة يزم آلقيتة كديك نعبل‬
‫أالبت لقوميغلمون)اللعراف‪:‬ما‪.‬‬

‫مراعاة الواقعفي التشريع اإلسالمي فيما شرعفي التفريق بين الزوجين بالخلع‬ ‫‪-‬‬
‫أو الطالق‪ ،‬فليس من الواقعية أن يجبر الزوجان على إبقاء الرابطة الزوجية مع‬
‫قيام ما يدعوإلى انفصالها من وجود نفرة أو كراهية أو ظلم‪ ،‬فالتفريق أحيانا يكون‬
‫هوا ألفضل لهما‪ .‬قال الله تعالى‪( :‬وإن يقفرقا يغن ألله كال قن سعتؤ)«الساهة‪٣:‬اأ‪.‬‬

‫‪ ٨‬تكامل أحكامه‪ :‬فال يوجد تعارض بين أحكامه ومبادئه‪ ،‬بل كلها تتكامل لتحقق‬
‫مصالح العباد وسعادتهم في الدنيا واآلخرة‪ .‬فال تعارض بين حقوق الراعي وحقوق الرعية‪،‬‬
‫أو بين حقوق ا لفرد وحقوق ا لجما عة‪ ،‬أو بين حقوق اآلباء وحقوق ا ألبنا ء‪ ،‬أو بين حقوق ا لزوج‬
‫وحقوق الزوجة‪.‬‬

‫قال الله تعالى‪( :‬ؤثئث كيتث ريك صذفا وعذألالً مب^ل لكيئتؤ وهوآلسييغ‬
‫‪.]110‬‬ ‫آلعليم ف‪[ ٤‬العام‪:‬‬

‫‪-٩‬يسر أحكامه‪ :‬فال مشقة فيها وال حرج‪ ،‬قال الله تعالى‪( :‬ما يريد ألله ليجعل عليكم‬
‫قن حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم يغظ و عليكم لعلكم قشكرون)المالدة‪1 :‬أ‪.‬‬

‫وراعى الظروف التي قد تطرأ على اإلنسان‪ :‬كالمرضوالسفر والمطر واإلكراهوالخطأ‬


‫والنسيان‪ ،‬فشرع اإلسالم عند ذلك أنواعًا من التخفيف‪.‬‬
‫قال الله تعالى‪( :‬وقن كان مريضا أوعتىسفرفيدةقنأياهأحري^يد آلله يكم‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫الكتاب والسنة‬
‫امدفجه‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬إعجاز القرآن الكرمي‬

‫قول الله تعالى‪( :‬فن قعثن عليك أختن آلعضحره بتآًاوتآإلبلق خذاالهزان ؤ‪٠‬ن‬
‫كنئ ين قنلهه لين ألعفلين)ا«سهد"أ‪.‬‬
‫ومن أمثلة غيب الحاضر‪ :‬ما كشفه القرآن من خطط األعدا ء ومكرهم‪ ،‬حيث اجثم‬
‫سادات قريش فيدار الندوة يريدون قتل النبي للخ‪ ،‬قال الله نعالى‪ :‬ود ينكر يك النين‬
‫كقروأيثيثوك أوئلوك أزيخيجوذ وبنكرون وينكرلةوألهشير ًاذثًارين>‪٠‬االئالغأل‪٠ :‬م]‪.‬‬

‫ومن أمثلة غيب المستقبل‪ :‬قوله تعالى‪ :‬رالم هغيتي آلروم به ف أذذ األرض وف‬

‫قن بغد غليهم سيغيبون ج فى بضع ينينيله آألفر ين قنل ومن بغذ ويوقمبذ‬
‫يفرح آلئؤيوئن هبتضرآلئ^ينضرمن يشآء وهوآلعزيز آلرحيم ج) «لرو^ا‪ ،«.‬ومنه‬
‫اإلخبار باليوم اآلخروتفاصيلمايكونفيه‪.‬‬

‫ومعنى اإلعجاز النفسيفي القرآن الكريم‪ :‬تنوع الخطاب القرآني بما يحيط بجميع‬
‫مشاعر النفس البشرية المختلفة‪ ،‬ويلبي حاجاتها‪ ،‬ويعالج عللها‪ ،‬ويؤثر فيها‪ ،‬ويوجهها نحو‬
‫الخير بما يعجز البشرعن اإلتيان بمثله‪.‬‬

‫قال اله تعالى‪0 :‬آلله نرل أخسن آلحديثي كتنبا متشيها مقاني تفشعر ينه‬
‫جلود آلذين يخشزن وم لم تيين جلوذهم وثلوبهم إقى فكرآللئ االهو‪٣‬ا‪.‬‬

‫في االية وصف لطبيعة خطاب القرآن الكريم وتنوعه وحسنه‪ ،‬وتفوقه في تأثيرهفي‬
‫النفوس‪ .‬إن القرآن الكريم بأسلوبه الفريد يتجاوز سماع اآلذ ان ليصل إلى أعماق النفوس‬
‫وخلجاتالمشءر‪٠‬ضبهيمن يسلطاانه طىملكاتالعقلومشاءرالنغس‪،‬فتارةبنشر فيها‬
‫السرور بجميل وعده‪ ،‬وتارةيبث فيها الخوف بشدةوعيده‪ ،‬وتارة ثالثة يجمع بين هذا وذاك‪.‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫ا‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫‪--‬ي ‪•. . .‬‬ ‫‪ ٠‬ت‪ ٠‬ذرص‬

‫‪..‬‬
‫ا‬ ‫خلرصة الوحدة‬

‫أن القرآن الكريم كتاب فريد‪ ،‬عزيز‪ ،‬ال يشبهه شيء‪ ،‬وال يدانيه شيء‪،‬‬
‫وال يقاربه شيء‪ ،‬أعجز البشر أن يأتوا بمثله‪ ،‬وال عجب؛ إذ هوكالم الله تعالى‪.‬‬

‫ومقارنة القرآن بغيره من كالم البشر‪ ،‬هي مثل المقارنة بين الخالق جل جالله وغيره‬

‫من المخلوقات‪.‬‬

‫وقد أذعن له البشر بعد التحدي‪ ،‬واعترفوا بفضله‪ ،‬واعترفوا بعجزهم‪ ،‬ابتداء من‬

‫المشركين الذين عاصروا بدايات نزول القرآن الكريم كالوليد بن المغيرة‪ ،‬إلى الكفار‬

‫والملحدين المعاصرين‪.‬‬

‫وأوجه إعجازه متنوعة عديدة‪ ،‬منها اإلعجاز البياني‪ ،‬والعلمي‪ ،‬والتشريعي‪،‬‬

‫والنفسي‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫أل؛‪،‬‬

‫ي‪.‬‬
‫‪..‬‬

‫‪٠٠‬‬
‫ر‬

‫‪. ٠ .‬؛‬
‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬
‫‪,‬‬ ‫القار^أمالتفسيرالبيانيالبالغيأمبسببلمعانيلمالمسةل لقلبا مل غير لكث‬

‫‪ -٢‬ما هي الكتب ‪-‬غير القرآن الكريم‪ -‬التي يتم حفظها عن ظهر قلب‪ ،‬في اي مكان‬

‫في العالم؟ وكم عدد حفاظها؟ وما مظاهر العناية بها؟‬


‫قارن ذلك بالقرآن الكريم‪.‬‬

‫‪3‬ءة‬ ‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪6‬‬


‫ى‪20‬الال‪ 02‬ل‪٧‬ر!في|أ ه‪2‬لال‪20٤‬لل‪9‬ل‬

‫‪٦‬آآخ|ة‬ ‫‪65 |6‬‬ ‫وآ‪ |6٢‬ن|‬


‫يي‪11‬ي‪1)5911‬مل‬
‫الوحدة الثالشة‪9 :‬اجبنا نح‪ 9‬القران الكليم‬

‫‪ - ١‬أن يعدد واجبات المؤمن نحو القران الكريم‪.‬‬


‫‪ - ٢‬أن يبين ما يتضمنه اإليمان بالقرآن‪.‬‬

‫‪ -٣‬أن يعدد فضائل االستماع للقرآن الكريم‪.‬‬


‫‪ - ٤‬أن يعدد فضائل تالوة القرآنفي القرآن والسنة‪.‬‬
‫‪-٥‬أن يذكر األدلة الواردةفي الترغيبفيحفظ القرآن الكريم وتثبيته‬

‫‪ - ٦‬أن يبين أهمية تدبر القرآن الكريم‪.‬‬


‫‪ -٧‬أن يبين فضائل تعلم القرآن وتعليمه‪.‬‬

‫‪ -٨‬أن يبين أهمية العمل بالقرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ -٩‬أن يعدد آداب التعامل مع القرآن الكريم‪.‬‬

‫* ‪ -١‬ن يبين أهمية الدعوة إلى القرآن وبه‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫‪10‬‬ ‫‪٩‬‬
‫المحائسرة‬

‫هذا القران العظيم هو دستور حياتنا‪ ،‬ورسالة ربنا إلينا‪ ،‬ويجب علينا تجاهه‬
‫واجبات عديدة‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫—‬
‫أ‪9‬آل‪ ٠‬االرمان ‪9‬التلعطلم‪:‬‬ ‫د‬
‫كككلناك >‬
‫وهو أول الواجبات وأهمها؛ ألنه أصل أصيلفي اإليمان‪ ،‬إذ هوجزء من اإليمان‬
‫بالكتب‪ ،‬فال يصح إيمان عبد إذا لم يؤمن به‪.‬‬

‫ويتضمن ا إليمان با لقرًا ن ا لكر يم أمورا‪ ،‬منها‪:‬‬

‫• التصديقواإلقرار الجازم بأنه كالم لله تعالى‪.‬‬

‫• التصديق واإلقرار الجازم بأنه منزل على نبينا محمد ا‪.‬‬

‫• التصديق واإلقرار الجازم بأنهخاتم الكتبة و المهيمن عليها‪.‬‬

‫• التصديق واإلقرار الجازم بأن فيه الهداية والصالح للنا سفي دنيا هم وأخرا هم‪.‬‬
‫قال الله تعالى‪٠ :‬ايتأدقاألذين ءامنزأءامنوأبألله ورسولهء والكتب ألذى نرل على‬
‫رسولهء والكتب آلنت أنرل من قبل ومن يكفز بآلله وملتبكتهء وكثبهء ورسيهء‬
‫وآليؤم آآلخر فقذ ضل ضكأل بعيدا) «للساء‪١١٦ :‬أ‪.‬‬

‫تا‬
‫• التصديق واإلقرار الجازم بجميع أخباره‪ ،‬واتباع أوامره واجتناب زواجره‪.‬‬
‫قال الله تعالى‪( :‬التق ج؛) كتب أنزل إليك فال يكن في صذرة حرج منه‬
‫إنذربهء وذكرى يلمؤينين ش اتبعوأ مآ أنزل ليكم قن رتكم وال تتبعوأمن‬
‫ذوبي ج أوليآء قليال قا تذكرون ج) [|ألءر|ف‪٠]|“-| :‬‬

‫ئ‬

‫كان رسول الله يلين يكثر من تالوة القرآن الكريم‪ ،‬فكان يقرؤه في سائر أحواله؛‬
‫فينبغي للمؤمن أن يحرص على قرا ء ة القرآن وترتيله‪.‬‬

‫ة‪٤٠‬‬

‫‪٠‬د‬ ‫‪;;- -‬أئ‬ ‫ال‬


‫•‪،‬‬
‫‪٠٤٠٠٠٦‬‬
‫‪ ٠‬انم‬
‫ا‪.‬‬
‫‪1‬ئ‪:‬‬ ‫ل‪١ .‬ي‬ ‫!‬ ‫‪٠,٢‬‬
‫‪ ,٠‬نب‬ ‫‪٠‬‬ ‫ذ‬
‫ير‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫‪:‬؛ص‪""،-‬‬

‫س‪~١‬شهالا‪6,‬سآه‪1‬الالمضسهص االالب ‪9‬س‪:‬‬

‫وردتفضائلعديدةلتالوةالقرأنفلكتابوالسنة^منها‪:‬‬

‫‪ .١‬أن تالوة القرآن من أبرز دالئل اإليمان‪:‬‬

‫قا‪١ ١‬لله تع_الى‪١< :‬يي‪٠‬ن آبائفم الكناب يغلوشغ دق يالزيج وبف‪-‬وونون بي زنن‬
‫يخفر به قأولبك هم الخايرون)^الش««‪٣١‬ا‪.‬‬

‫‪ .٢‬أنها استجابة ألمر الله تعالى‪:‬‬


‫وقد أمرنا اللهسبحاذهوتعالىب‪1‬لتالوة‪٠‬وممايدلطىلمظةهذا األمرالرباني) أنه‬
‫جاءفيالقرآن الكريمفي مواضع كثيرة‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬

‫قول الله تعالى‪( :‬ورتل القرءان ترتيالت(الماملنا‪.‬‬


‫وقوله تعالى‪ :‬ربنا وابعث فيهم رسوالً منهب يثلو علييم آياتك ويعلمهم الكتاب‬
‫واليكمة ويركينم إنك أنت العزيزالحكيم)«البفوة(‪.١١)٢‬‬

‫‪ .٣‬أن تالوة ا لقرآن سبب لطمأنينة ا لقلب‪ ،‬وسكينة ا لنفس‪:‬‬

‫قال الله تعالى‪( :‬الذين آمنوا وتظتهن فلوبهم يذكي الله أال إذكي الله تطتبن الفلوب) إ‬
‫[الرءد‪.٢٨:‬‬

‫‪ .٤‬أنها سبب تنزل السكينة والرحمة والمالئكة وسبب للذكرفي المأل األعلى‪:‬‬

‫فقد ورد في فضل االجتماع لتالوة القرآن أن النبي ا قال‪( :‬وما اجتمع فوم في‬
‫بيت من بيوت الله‪ ،‬يتلون كتاب الله‪ ،‬ويتدارسونه بينهم‪ ،‬إال نزلت عليهم السكينة‪ ،‬وغشينهم‬
‫الرحمة‪ ،‬وحفتهم المالئكة‪ ،‬وذكرهم اللهفيمنعنده)( ‪.)٣٢‬‬

‫(‪ )٣٧‬صحيح مسلم (‪.)٢٦٩٩‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫*‬
‫اال‬ ‫‪٩‬‬
‫المحاذرة‬

‫‪٠٥‬علوشرف قارئ القران بين الناس في الدنيان‬

‫فقد ذكر الغبي هنازل ابناس بايقسبة لقراءة ايقرآن‪ ،‬فجعل لقارئ القرآن أفضل‬
‫(مثل المؤمن الذي يقرًا القز آن مثل األترجة‪ ،‬ريحها طيبوطغمها طيب‪.‬‬ ‫األمثال‪ ،‬قال‬
‫ومثل المفمن الذي ال يقرأ القزآن مثل التفرة‪ ،‬ال ريح لها وطفمها حنو‪ ،‬ومثل المنافق الذي‬
‫بمر‪^,‬القزآنمثل لريحانة‪ ،‬ريحها طيبوطغمها مر‪ ،‬ومثل المنافق |لذىالذقزأ القزأن كمثل‬
‫الحنظلةليسلها ريحوطفمها مر)( )‪.‬‬

‫‪ . ٦‬رفعة األجروالمنزلة األخروية‪:‬‬

‫فالتالوة تجارة رابحة عند الله تعالى؛ فقد وعد الله تعالى الذين يتلون كتابه بالمنزلة‬
‫العظيمة يوم القيامة‪:‬‬

‫قال تعالى‪ :‬إن النين يثلون كثاب الله وأقافوأ الصلواة وأنقفوأ منا ررفنا^م يرًا‬
‫وعالنية يرجون يجارة لن تبورج ليوقيهم الجوزفم ويزيدهم تن فضيه إئه غفور‬
‫شكور؛افاطر‪^.:‬ا‪.‬‬
‫وقا ل ا لرسول ا‪ ( :‬من قر أ حزفا من كتا ب ا لله فله به حسنة‪ .‬وا لحسنة بعشر‬
‫أمثالها‪ ،‬ال أقول‪ :‬الم حزف‪ ،‬ولكن ألف حزف‪ ،‬والم حزف‪ ،‬وميم حزف)( )‪.‬‬

‫ل‪.‬‬
‫آداب تلدوة القران الكرمي‬
‫‪:‬‬ ‫ينبغي للمؤمن أن يتأدب مع ا لقرآن حين تالوته‪ ،‬ومن هذه ا آلداب‬

‫‪ .١‬اإلخالص لله سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫‪ .٢‬الطهارة الحسية‪ :‬وتشمل طهارة البدن والمكان واللباس‪.‬‬

‫‪ .٣‬الطهارة المعنوية‪ :‬وتشمل تطهير النفس من سائر االدران الروحية‪.‬‬


‫‪ .٤‬تحسين الصوتبالقرآن؛ قال ‪( :٠‬ما أدن الله يشلي؛ ما أدن( ا لنبيحسن‬

‫«) متفق طيه‪ .‬صحيح البخاري (‪ ٠٠٧‬ه)‪ ،‬صحيح مسلم (‪.) ٧٩٧‬‬
‫(‪ )٣٩‬سننالترمذي(‪.)٢٩١٠‬‬
‫(‪ )٤٠‬لالستزادة ينظر‪ :‬كتاب‪ :‬أخالقحملة القرآن‪ ،‬لإلمام محمد بن الحسين أبي بكر اآلجري‪.‬‬
‫(‪ )٤١٠‬أذن له‪ :‬استمع‪ .‬ينضلر‪ :‬مختارا لصحاح‪.‬‬ ‫‪):‬‬

‫‪ ١٦٠٠‬ا‪.٧٠ .‬ا‬ ‫ر آلهة‪.‬‬

‫‪16٣‬ا‪3 33‬ا‪3‬ه ا!ي‪ ٧٧1‬سا ‪3 3‬‬


‫العحاهثبه‬
‫‪٧‬‬

‫‪٠‬ثئ‪٠،‬س‬

‫ي‬ ‫ب‬ ‫الشيطان الرجيم)(اللحل‪٩‬ا‪.‬‬


‫غدئحهل‬

‫ةةز‪٧‬دذتاتحلذلجتواي‪٠‬الهالذًانحا>«سسم‪-٠٠‬‬

‫‪.٧‬أنيقفسآباتابةفبسالتجنفضلهوذعيج‪.،‬و‪.‬انكفيت‬
‫الوعيدفيستعيذباللهمنعقابه‪:‬فنعوفبنمالكخلقالن(فمتمعرسواللله^‬
‫تث‪٦‬قامفذزأشآلاتغرفألئئئبآذةذتبإيؤفذضال‪٠‬فالذتتألئةغذابإال‬
‫وقف فتعوذ‬

‫ء االستماع واالصات فياء اله مال امره عهيم إ فد يستمع اإلنسان عه آلية‬
‫واحدة فتكون سببا لتغيير مجرى حياته‪.‬‬

‫واالستماع له‪ :‬هو آن يلقي سمعه‪ ،‬ويحضر قلبه‪ ،‬ويتدبر ما يسمع‪.‬‬

‫واإلنصات هو‪ :‬ترك التحدث او االشتغال بما يشغل عن استماعه‪.‬‬

‫قال الله تعالى‪ :‬رزإذا فيئ الفرآن فاستيعوا له وأنصثوا لعلكم ثرجمون) [‪1‬للءر‪1‬فا‪ :‬ع‪٠]٢٠‬‬
‫ولذ ا كان من هدي النبي! أنه كان يحب االستماع إلى القرآن من غيره‪ ،‬فعن عبد الله‬
‫بن مسعود صال‪( :‬قالليرسول اللهيية‪ :‬افزأظى اقزآذ‪ .‬قال‪ :‬عقلت‪ :‬يا ذسوذالله؛‬

‫أفرأعلنك فعلنك أنزال فال إني أشتهي أن أسمعه من غيري) (»‪.‬‬

‫(‪ )٤٢‬صحيح البخاري ( ‪.)٢٣٤‬‬


‫(‪ )٤٣‬سنن أبي اود (‪.)٨٧٣‬‬
‫‪ - .‬؛‬ ‫(‪٤‬سعبعسلم(‪.)٩٠٠‬‬

‫ا‬ ‫شكغسذ ‪.‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫ؤد‬
‫س‪٧‬‬
‫المحادبرة‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪--1-1‬نم‪.‬‬ ‫آل‪..‬و‬


‫فضائل الدستماء واإلنصات للقران الكريم‪:‬‬

‫‪ .١‬استماع القرآن واإلنصات له سبب لرحمة اله تعالى‪:‬‬

‫قال الله تعالى‪( :‬وإذا فرئ الفزآن فاستيعوا له وأنصثوا لعلكم ثزجمون) ا«الهذ ع‪.)٢.‬‬

‫‪ . ٢‬ا ستماع ا لقرآن سبب لهدا ية ا إل نس وا لجن‪:‬‬

‫قال الله تعالى‪( :‬إن كهذا انقرأن يهدى يلق ئ أفوم ويبيرالنؤييين الذين‬
‫يغملون الصالجات أن لهم أجرا كييرا)«ل^ساه‪ .]٩ :‬وأخبر سبجانه عن الجن أن‬
‫سماعهم لقرآن كان سببا لهدايتهم‪ ،‬فقال سبحانه وتعالى‪( :‬فل أوح إق أئه استبغ‬
‫تقر ين الجن فقالوا إائ سيغنا فزآنائ عجبا (ئ) يفيى إلى الزشد فآمائ به ولن‬
‫نشركة بربائ أحدا)«لجد‪٢-| :‬ا‪.‬‬

‫‪ .٣‬استماع القرآن سبب لخشوع القلب وبكاء العين‪:‬‬

‫قال الله تعالى‪( :‬أوبق الذين أنعم الله عليهم ين اكثييين من ذرية آدم ويئن تملنا‬
‫مع ثوج وين ذرية إبراهيم وإشرايل ويئن لهذبتا واجتبيتا إذًا ثثلى عليهم آياث‬
‫ها‪.‬‬ ‫الرخمن خروا سجدا وبكيا‬

‫‪ .٤‬استماع القرآن سبب لزيادة اإليمان‪:‬‬

‫قال الله تعالى‪( :‬إئتا انوون الذين إذا ذكرالله وجلث قلوبهم وإذا ثييث عليهم‬
‫آياثه رادثهمإيتانا ولى ربهم يتوكلون)«للهال‪:‬أ‪.‬‬

‫‪ . ٥‬ا ستماع ا لقرآن سبب لحصول ا لذ كرى ‪:‬‬


‫قال الله تعالى‪( :‬إن في أيك ليلزئ يتن كان الد قلب أز ألق آلشنع وفز‬
‫شوة)ف‪،٣‬‬

‫ر ‪١‬نم؛ءد‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫؛‬ ‫‪٠‬؛ ‪.‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫ر‪ً٦ -‬اا ‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫•‬ ‫‪<.‬؛ ‪.-٠‬رًالهذغ"‪٦‬ج‪٦‬اع ■ ■ ■‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫الهحهـ‬
‫|رذة ئ وابيا لحو القاآن اد‬
‫ع‪٧‬‬

‫‪.‬‬ ‫طتلساأل‪.‬ااعجدأولياسمىكاذتا‪٠‬وبسظىدمرمل‬
‫‪٢‬؟‬ ‫‪٦٢‬‬

‫عليها‪.‬‬
‫«بنفوآ^ائبيناثفيضدورالنينأوثوا لعلم وقا جتخيدببائائ‬

‫‪.1٤0‬‬ ‫إال الظاملون)العلئيوت‪:‬‬

‫لح ؛ الترغيب في حفظ القرآن الصم‪:‬‬

‫تنوعتأساليبالشرعالمطهرفيالترغيبفيحفظ لكتاب لعزيزفيصور عدي دة‪،‬‬

‫منها‪:‬‬

‫‪ .١‬ا لوعد ا لرباني بتيسير ا لحفظ‪:‬‬

‫قال الله تعالى‪ :‬وولقد يسرنا القرآن للذكرفهل من مدكرة «القعر‪٠]£• .٣٢٢٢٣١٧:‬‬
‫قال القرطبي في تفسير اآلية‪« :‬سهلناه للحفظ‪ ،‬وأعنا عليه من أراد حفظه»( ) ‪ ،‬ونقل‬
‫عن سعيد بنجبيرقوله‪« :‬ليسمن كتب الله كتاب يقرأ كلهظاهرًا ( أي‪ :‬عنظهرقلب)‬
‫إالالقرآن»(‪.)٤٦‬‬

‫وينقسم الناسفي تمكنهم وحفظهم القرآن الكريم على مرتبتين‪:‬‬


‫المرتبة األولى‪ :‬من حفظ القرآن كامال‪:‬‬

‫القزآنفقذ‬
‫‪٠‬‬ ‫قال عبدالله بن عمرون العاص ه‪ ١‬في شأن الحافظ‪( :‬منقرأ‬
‫إن الله اليعذب‬ ‫أذرجت النبوة بينجنبيه إال إنه ال يوحى إليه)(‪،)٤‬وقاألبوأمامةخليي‪:‬‬
‫قلبًاوعىالقزآن)(‪.)٤٨‬‬

‫(‪ )٤٥‬تفسير القرطبي لآلية (‪ )٢٢‬منسورة لقمر‪.‬‬


‫(‪ )٤٦‬تفسيرالقرطبي لآلية (‪ ) ١٧‬من سورة لقمر‪.‬‬
‫(‪ )٤٧‬الزهدالبن المبارك (‪.)٧٨٥‬‬
‫(‪) ٤٨‬سنن الدارمي(‪.)٢٢٦٠‬‬

‫‪:‬ه‪-‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫ذه‪:-.-‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪.‬ه‪.‬ج‪٠‬خ‬ ‫‪٠.٠٦٠..‬آل‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫المحاضرة اا‬

‫المرتبة الثانية‪ :‬من حفظ أجزاء معينة أو سورا محددة‪:‬‬

‫فمنلميستطعحفظهكامالً فال يحرمنفسه من ألجر بحفظماتيسر‪.‬وخاصة‬

‫اآليات والسور التي ورد فيها فضل خاص‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫قولهجو‪(:‬إنسورة من القزآنثالثون آية‪ ،‬شفنثلرجلحئىغفرله‪،‬وهي سورة‪( :‬ثبار^ة‬
‫‪١‬ألىببييالئللق)‪1‬ش])<‪.>،١‬‬

‫وقوله ‪٠‬؛ (من حفظ عشر آيات من أؤل سورة انكهف عصم من الدجال) ‪ ،‬وفي‬

‫رواية‪( :‬من آخر لكهف)( )‪.‬‬

‫‪ .٢‬مكانة حافظ القرأنفيالدذي‪:١‬‬

‫فقد درج المسلمونفي مختلف األعصار واألمصار علىإجاللحافظي القرآن الكريم‬


‫وتبجيلهم‪ ،‬لما ورد في فضلهم من النصوص‪ ،‬منها‪:‬‬
‫قول ا لنبي يؤ‪( :‬إن لله أفلين من ا لنا س‪ .‬نا لوا‪ :‬يا رسول ا لله‪ .‬من هم ؟قال‪ :‬هم أنل‬

‫القزآن‪ ،‬أهل الله وخاصته)( ‪.)٥‬‬

‫وقد استعمل والى مكة من قبل عمر بن الخطاب ه في زمن خالفته مولى من‬
‫الموالي‪ ،‬فلائ استغرب ذلك عمر‪ ،‬قال له‪ :‬إنه قارئ لكتاب الله سبحانه وتعالى‪ ،‬وإنه عالم‬
‫بانفرا ئض‪ ،‬فقال عمر فهه‪ :‬أما إن نبيكم ا قذ قال‪( :‬إن الله يزفع بهذا انكتاب أقواما‬
‫ويضعبهآخرين)(‪.)٢‬‬
‫وعن أنس هد قال‪( :‬كان الرجل إذا حفظ البقرة وآل عفران جد في أغيننا )( )‪.‬‬
‫‪ .٣‬مكانةحافظالقرآنفي آلخرة‪:‬‬

‫قال رسول اللهكذ‪( :‬يقال لصا جب القزآن‪ :‬اقرأوازتق‪ ،‬ورتن كما كنتترتلفي‬
‫الدنيا‪،‬فإنمنزلتكعند آخر آية تقرأبها) ( )‪٠‬‬

‫(‪ )٤٩‬سنن أبي داود( ‪.) ١٤٠٠‬‬


‫(‪ )٥٠‬صحيحمسلم (‪.)٨ ٠٩‬‬
‫(‪ )٥١‬سنن ابنماجه (‪.) ٢١٥‬‬
‫(‪ )٥٢‬صحيحمسلم (‪.)٨١٧‬‬
‫(‪ )٥٣‬مسند أحمد (‪,)١٢٢٣٦‬‬
‫(‪)٥٤‬مسند أحمد (‪.)٦٧٩٩‬‬

‫‪16٢‬ا‪3 33‬ا‪3‬ه ‪ 111٩‬م‪ ١٨‬ه‪16‬ا ‪3 3‬‬


‫|لعىض‬
‫العحاهاوه‬ ‫ةتص‪٠‬م|»‬
‫‪٧1‬‬
‫‪-‬م‬
‫ئ؛مدم‬ ‫م‬

‫؛‬ ‫ودوعليهشاق‪،‬لهنجران)(‪.)٤‬‬
‫ئ;؛‬

‫•‬ ‫‪١‬ك دن‪ :‬ا"جر باشر ‪١‬ءهم وأجر بتتعفعه ة تالوته وبقته»‬

‫ائ‬

‫‪ .،‬الترهيب من ترك حفظ القرآن‪:‬‬

‫جاءتالنصوصتحذرمنتركحفظ القرآن الكريم‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬

‫جففه من القزي شية كافي الغرب)(**؛‪.‬‬ ‫قول النبي ‪( :٠‬إن الزجل الني ليس‬

‫وعن أبىهريرة يي أنه كان يقول‪( :‬إن البيت ليتسع على أهله وتحضره المالئكة‬
‫وتفجره القتاهكرقوتكئر يره أنيمزأفيه القزآن‪ ،‬وإن افييضيقضا‪٠‬ذلهوذذجر؛‬
‫‪١‬لمالثكة دنخثءه اأه ذاطع قنينى حيره أن ال يمزا‪ ،‬فيه اتقزآن) (‪٩‬ه)‪٠‬‬

‫ونسيان القرآن الكريم بعد حفظه أشد ذما؛ لذا حث نبينا محمد ا على تعاهد‬
‫القرآن ومراجعة حفظه في الصدور حتى ال يضيع أو يتفلت؛‪ ( :‬تعاهدوا القزآن‪ ،‬فوالذى‬
‫نفسي بيده لهو أشد تفصيا من ا إلبل في عقلها ) ( ‪. )٦‬‬

‫(‪ )٥٥‬شعب اإليمان‪ ،‬للبيهقي (‪. )١٩٨٩‬‬


‫(‪ )٥٦‬شرحصحيحمسلم‪،‬للنووي(‪.)٤١/٦‬‬
‫(‪ )٥٧‬مسند أحمد (‪.)٢٢٩٥‬‬
‫(‪ )٥٨‬سننالدارمي(‪.)٣١٧٢‬‬
‫(‪ )٥٩‬سنن الدرامي (‪.)٣١٧٥‬‬
‫(‪ ٦‬صحيح ابخالي(‪٠٣٣‬ه)‪٠‬وسليح سطم (‪٠)٧٩٢‬‬

‫‪ .‬فح‪ ،‬ا‬ ‫ي‪.‬؛ خر‪-٦--‬‬


‫‪-‬ا‪:‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫‪٧٧‬‬ ‫المحاضرة‬

‫من أبرز الواجبات تجاه القرآنالكريم‪:‬تدبرهوالتفكرفيمعانيه؛ إذ هومنأهم مقاصد‬


‫نزوده‪-‬قال اللهعالى‪< :‬يب انذى؛ إبق نباذلئ تيئذوئ‪١‬آتايهؤلقئذكت‪1‬ودو ‪،‬آلبب>‬

‫‪1‬ص‪٢٩:‬أ‪٠‬‬

‫ومنهناحثالشرعورغبفي تدبر القرآن الكريم‪ ،‬فقال عز منقائل‪(:‬أفاليتدئزون‬


‫القزآن أم على قلوب أقفالةا)اعحمدنء»ا‪.‬‬

‫وعاتب سبحانه وتعالى المؤمنين؛ فقال تعالى‪( :‬ألم يأن للنين آمنوا أن تمخشع قلونهم‬
‫لذكرال^ه وما نرل بس الحق وال يكونوا كالنين أوثوا الكتاب ين قبل قظاى عليهم‬
‫األمد فقسث قلوبهم وكثير ينهم فاس_غول)[‪1‬لحدلد‪ ٦:‬ا]‪٠‬‬

‫وبالقراءة المتدبرة للقرآن الكريم تصح العقيدة‪ ،‬ويستقيم السلوك‪ ،‬وتتهذب النفس‪،‬‬
‫وترتقي األخالق‪.‬‬

‫قال النووي‪« :‬ينبغي للقارئ ان يكون شانه الخشوع والتدبر والخضوع‪ ،‬فهذا هو‬
‫المقصود المطلوب‪ ،‬وبه تنشرح الصدور‪ ،‬وتستنير القلوب»( )‪.‬‬

‫وقال ابن القيم‪« :‬ال شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر»( ) ‪.‬‬
‫م‬

‫(‪ )٦١‬األذكار‪ ،‬للنووي (ص‪.)٩٠:‬‬


‫(‪ )٦٢‬مفتاحدار السعادة‪ ،‬البن القيم (ص‪.)٢٢١‬‬

‫‪(٦٠٠‬‬ ‫ر‪.-‬‬ ‫(‪٦‬؛‬

‫‪1‬‬ ‫ع " ؛ أشغ‪ .‬غطتشذ‪:‬د ‪ ; :‬أل‬

‫‪1٦8 3 06٢‬ا‪3‬ه |با|مم‪ ٦‬ا‪€‬ح‪300‬ن‪8‬‬


‫ي الكتابوالسنة‬
‫المحاضره‬ ‫‪ ٧‬ا الوحدة الثالثة‪ :‬واجبناحنوالقرآن الكرمي‬

‫ت د |ن بتطم |سلحابة ه القران الكريم‪ -‬شن عبادة بن‬ ‫حل‬

‫‪ .-.-1.-11‬خيقال‪« :‬كانرسول الله ا يقفل م فإذاقدم رجل مهاجر على رسول الله ه‬

‫دفنه إلى رجل منا دعلئه القر آن»( ا ‪.‬‬


‫وعلى هذا النهج سار السلف الصالح بعد رسول الله ;‪ 1‬إلى عصرنا هذا ‪ ٠‬فيتعلمون‬
‫القرآن ممن سبقهم ويعلمونه من بعدهم‪ ،‬حتى وصل !لينا متو تر‬

‫ذ‪٠‬ب‪ ٦‬ةظل تعلم القرآن الهوه وتعليمه‪:‬‬

‫وردتفينصوصالشرعلتعلمالقرآنوتعليمه فضائل متعددة‪ ،‬مناهمها‪:‬‬

‫‪ .١‬أن معلم القرآن ومتعلمه متشبه بالمالئكة والرسل‪:‬‬


‫فقد ت‪١‬قى جبريل ‪٠‬م انقرأن من الله تعالى وعئمه النبي م‪ ،‬وتلقاه النبي ‪ ٠‬من‬

‫جبريل وعلمه الناس‪ ،‬فكذلك فالمؤمن عندما يتلقى القرآن من معلمه ويعلمه غيره‪ ،‬يكون‬

‫قد تشبه بهم‪ ،‬وهذه فضيلة عظيمة للمؤمن‪.‬‬

‫‪ . ٢‬خير ا لناس وأفضلهم من تعلم ا لقرآن وعلمه‪:‬‬

‫قال النبي ا‪( :‬خيركم من تعلم القرآنوئ)(‪)٦٤‬‬


‫وتعلم القران وتعليمه يتناول تعلم حروفه وتعليمها‪ ،‬وتعلم معانيه وتعليمها‪.‬‬
‫‪ .٣‬تعئم ا لقرآن وتعليمه خير من كنوز ا لدنيا‪:‬‬

‫عن عقبة بن عامر دفي قال‪ :‬خرج رسول الله ا ونخنفي الصفة‪ ،‬فقال‪ ( :‬أيكم‬
‫يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان‪ ،‬أو إلى العقيق‪ ،‬فيأتي منه بناقتين كوماوينفي غيرإثم‪،‬‬
‫والقظعرحم؟ فئتا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬نحب ذلك‪ ،‬قال‪ :‬أفال يفدو أحدكم إلى المسجد فيغلم‪،‬‬
‫أويقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل‪ ،‬خير له من ناقتين‪ ،‬وثالث خير له من ثالث‪ ،‬وأزبع‬
‫خيةلهمن^زتيفمنأغدايهنمناإليل)(" )‪.‬‬

‫(‪)٦٣‬مسند أحمد (‪.)٢٢٨١٨‬‬


‫(‪ )٦٤‬صحيح البخاري (‪.)٥٠٢٧‬‬
‫‪٠,‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠٠‬‬ ‫ا) صحيح ملم (‪. )٨ ٠ ٣‬‬

‫ا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,.‬ب‬ ‫‪٠‬‬ ‫إ‬ ‫;‬ ‫خ‪.‬‬


‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬
‫‪٧٩‬‬ ‫المحاصرة‬

‫‪>11‬‬
‫بجب طى‪١‬لمؤض العمل بمافيالقرآنوالتخلقبه؛‪.‬اذهومةفرإةاكرآنوص‪.‬‬
‫فال يكفي االستماع وال التالوة وال التدبر لو كانت بدون عمل‪ ،‬وهذا أصل من أصول اإليمان‪،‬‬
‫فاإليمان تصديق وقول وعمل‪ ،‬وجاءت اآليات صريحة باألمر بالعمل بما في القرآن‪ ،‬قال‬
‫تعالى‪ :‬وغذا كتاب أنزكاء مبارك فاتيغو‪ :‬واتفوأ لعلكم ئرش)‪11‬ص‪,00:٠‬ل‪ .‬وعندما‬
‫سئلت عائشة فة عن خلق رسول الله ا قالت‪( :‬كان خلقه القزآن) (‪.)٢‬‬

‫في ؛‪1‬‬
‫أوجه أهمية العمل بالقرآن‪:‬‬
‫‪ .١‬تعظيم المدح والثواب بالعمل بالقرآن‪:‬‬

‫قال ييؤ‪( :‬يؤتى بالقزآن يوم القيامة وأفبه النين كانوا ينملون به تقدمه سورة‬
‫البقرة‪ ،‬وآل عمران‪ ،‬وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثالثة أمثال ما نسيتهن‬
‫بغد‪ ،‬قال‪ :‬كأنهما غمامتان( ا‪ ،‬أوظلتانسوداوانب ينهما شزق‪ ،‬أوكأنهما حزقان(‪١‬ا) من‬
‫طيرصواف‪ ،‬تحاجانعنصاحبهما)( ا‪.‬‬

‫‪ ٠٢‬الذم وا لتحذ ير من ترك ا لعمل ومخا لفة ما خا ء به ا لقرا ن؛‬

‫قال الله عز وجل‪( :‬أتأمرون الائس بالبروتنسؤن أنفسكم وأنثم تثلون الكائب‬
‫أفال تعقلون) [|بقرة‪:‬عع]‪٠‬‬
‫وقال سبحانه وتعالى‪( :‬يا أيةا الذين آمنوا للم تقولون ما ال تفعلون)«لصف^ا‪.‬‬

‫(‪ )٦٦‬مسندأحمد (‪ ،) ٢٥٢٠٢‬وأصلهفيصحيح مسلم (‪)٧٤٦‬‬


‫(‪ )٦٧‬قاف أهل اسة‪ :‬الغمامة والغياية كل شي‪ ٠‬أظل اإلذسانفوقر‪١‬سه من سحايذوغبرويرهما‪.‬قال اساه‪ :‬المراد أن‬

‫ثوابهما يأثي كغمامتينن‪ .‬ينظر‪ :‬شرح صحيح مسلم‪ ،‬للنووي (‪.)٤١٥/٦‬‬


‫(‪ )٦٨‬قطيعان وجماعتان‪ .‬ينظر‪ :‬شرح صحيح مسلم‪ ،‬للنووي (‪.)٤١٥/٦‬‬
‫(‪ )٦٩‬صحيح مسلم (‪.)٨٠٥‬‬

‫ة‬ ‫‪:‬‬ ‫]‬ ‫أ‪.‬‬


‫‪803006٢‬ا‪1‬ا‪3‬ء ^أ‪1‬م‪8030116)1 ٧١‬‬
‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬
‫‪-‬‬
‫ة‬
‫ا‪٨‬‬ ‫‪١١‬‬
‫المحاضره‬ ‫‪:٦‬‬

‫‪ .٢‬االستجابة ألمر رسول الله يلن‪:‬‬

‫‪-‬‬ ‫أمر النبي ثلة بتبليغ الدعوة ولوبآية من لقرآن‪،‬ال حذ‪:‬‬

‫‪ .٣‬الدعوة إلى القران مهمة الرسول ائ‬

‫أشار الحق سبحانه إلى مهمة الرسولة بقوله‪( :‬هوالنى بنث فى األييين رشوال تينهم‬

‫يثلوعليهم آياته ويزكيهم ويعتئهم الكتاب والخيكتة وإن كاوئا ونقبل لفي فالل‬
‫مبين)الجمعة‪:‬ا‪ .‬فالمؤمن عندما يدعو إلى القرآن يكون قد سار على منهج رسول الله ا‪.‬‬

‫‪ .،‬االقتداء بالصحابة في‪:‬‬

‫الداعي إلى القرآن يكون مقتديا بالصحابة رضوان الله عليهم‪ ،‬فقد فزغ جماعة‬
‫من الصحابة أنفسهم لإلقراء‪ ،‬وتعليم الناس القرآنفي مسجد رسول الله عليه الصالة‬
‫والسال م وغيره من مسا جد األمصار‪.‬‬

‫(‪ )٧٢‬صحيح البخاري(‪.)٣٤٦١‬‬

‫ت‬

‫*‪(161‬‬
‫خلدصة الوحدة‬

‫القرآن الكريم هو كالم الله الموجه إلينا نحن‪ ،‬وله علينا عدد من‬

‫الحقوق والواجبات‪ ،‬وهو نور الحياة وروحها‪.‬‬

‫كلما عشنا مع القرآن الكريم ازددنا حياة وروحانية وعلما وإيمانا‪ ،‬وكلما ابتعدنا عن‬

‫القرآن الكريم ازددنا مرضا وقسوة وجهال وفسقا‪.‬‬

‫‪3‬ءة‬ ‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪6‬‬


‫‪-١‬ما أبرز المعوقات التي تعوق بعضالناسعنحفظ القرآن الكريم غيبا؟ واذكر‬

‫أنموذجا قام بحفظ القرآن الكريم وتجاوز العقبات التي كانت تعوقه‪ ،‬سواء كان كبيرا‬

‫أم صغيرا في السن؟‬

‫‪ -٢‬ما هو مقدار الوقت الذي تعطيه للقران الكريم‪ ،‬تالوة وتدبرا وحفظا؟ وهل‬

‫يتنا سب مع أهمية ا لقرآن ا لكريم في حيا تنا ؟ مع مقا رنة هذ ا ا لمقد ا ر بمقد ا ر ا لوقت ا لذ ي‬
‫كان يعطيه الصحابة رضي الله عنهم للقرآن الكريم؟‬

‫‪٣‬مموح‪٣09‬ه ‪٦‬مخ‪1‬ك‪١‬ك‪ ١‬ه‪3٢1٢16‬ء‪3‬‬


‫‪ ٤‬ا الوحدة الرايعة‬
‫تدبر القران الكرمي‬

‫‪3‬ءة‬ ‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪6‬‬


‫الوحدة الرابعة‪ :‬تدبر القران الكريم‬ ‫ب‪٠‬‬

‫تودفا هذه الوحدة إلى بيان‪:‬‬

‫‪ -١‬ان يعرف معاني التدبروصفاته‪.‬‬


‫‪ -٢‬ن يعرف القواعد الصحيحة لتدبر القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ -٣‬أن يعرف الوسائل المعينة على تدبر القرآن الكريم‪.‬‬


‫‪ -٤‬أن يستطيع تطبيق التدبر على سورة الفاتحة‪ ،‬كنموذج عملي للتدبر‪.‬‬

‫‪803٢1116٢‬ا‪ ٠3٢٢‬ابس‪ ١‬ل‪2‬ه‪50‬‬


‫‪٨٧‬‬ ‫سثره‬

‫‪..‬‬ ‫‪1‬‬
‫زذ نح ‪١ .‬‬
‫حغبقة تدب‪-‬رالقرآن الكريم‬

‫تعريف التدبر‪:‬‬
‫التدبر هو‪ :‬التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دالالت الكالم ومراميه البعيدة‪.‬‬

‫ومعنى تدبر القرآن الكريم‪ :‬التفكر والتأمل في آيات القرآن الكريم من أجلفهمه‬
‫وإدراك معانيه‪ ،‬ومعرفةشرائعه وأحكامه‪ ،‬واليقين بها‪ ،‬والخضوع لها‪ ،‬وأخذ العبرةمنها‪.‬‬

‫صفة التدبر‪:‬‬
‫ذكر اإلمام السيوطي يحالشه صفة التدبر فقال‪« :‬أن يشغل قلبه بالتفكرفي معنى ما‬
‫يلفظ به‪ ،‬فيعرف معنى كل آية‪ ،‬ويتأمل األوا مر والنوا هي‪ ،‬ويعتقد قبول ذلك؛ فإن كان مما‬
‫قصرعنه فيما مضى اعتذ ر وا ستغفر‪ ،‬وإ ذا مر بآية رحمة استبشر وسأل‪ ،‬أوعذا ب أشفق‬
‫وتعؤذ‪ ،‬أو تنزيه نزه وعظم‪ ،‬أو دعا ء تضرع وطلب»( ) ‪.‬‬

‫لحلي االي يحصل فيه التدبر‪:‬‬

‫‪8‬‬ ‫ال حد ألقل وال ألكثر ما يكون فيه التدبر من آيات القرآن الكريم‪ ،‬فإن التدبر قد‬
‫يحصل في كلمة وا حد ة‪ ،‬أوآية وا حد ة‪ ،‬أوآيات‪ ،‬وقد يكون بين نها ية سورة وبد ا ية سورة‪ ،‬وقد‬
‫أت‬ ‫يكونفيسورة كاملة‪ ،‬وهورزق وفتح من الله تعالى‪ ،‬يختلف فيه حال إنسان وآخر‪ ،‬بل يختلف‬
‫حال اإلنسان فيه بين حين وآخر‪.‬‬

‫ا‬

‫طظ إ‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫فذتاس‪:‬‬

‫ا‪80311116€‬‬ ‫‪16٢‬ا‪1‬ا‪803‬ا‪30‬ء‬
‫الكتاب والسنة‬
‫اكحأدرره‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬تدبر القرآن الكليم‬

‫ليييساميدسسسسسسو‬
‫أبرزها‪:‬‬

‫‪. ١‬ا لتفسير‪:‬‬


‫وهومنالفشروهو‪:‬الكشفوالبيان‪ ،‬ولذلك سمي يان كتابللهتفسيرا؛ل أنهي كشف‬

‫عن معانيه |سوية و‪,‬لسياقية والشرعية باستعمال قواعد التفسير المعروفة عند اهله‪.‬‬

‫‪٠٢‬إثارة النظر‪:‬‬
‫وهومناقشة األمرومدارستهوالبحثفيهوتقليبوجو‪-‬ههومراجعة النظرفيه*وهو‬
‫من المصطلحات التي أطلقها اإلمام الحبرعبد الله بن مسعود ذب صاحبالنبي مجف‪،‬‬
‫وذلك بما جاء بإسناد صحيح‪ ،‬قال‪( :‬إذا أرذتم انعلتًا؛ فأثيروا القزآن‪ ،‬فإنفيهعنم‬

‫آلؤبئؤاالئ»(‪.)٧٤‬‬

‫‪ .٣‬التفكر‪:‬‬

‫وهوإعمال النظرفي الشيء للوصول إلى معناه وكنهه وحقيقته‪ ،‬وكثيرا ما يستخدم‬
‫القرآن الكريم هذا المصطلح فيما يتعلق باآليات الكونية‪ ،‬كما في قوله تعالى‪0 :‬إن في خلق‬
‫الكتازات زاالزئن زالجالف اللكل زالهارألكات آلولى األلكان (ج الذين تدلذوة الله‬
‫‪1‬‬
‫قياما وفعودا وعلى جنوبهم ويتقكرون فى خلق السماوات واألرض ربتا ما خلقت قذا‬
‫باطال سبحانك فقنا عذاب اكناراالعمران‪.:‬؟‪.11٩١-1‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ ٠٤‬التذكر‪:‬‬

‫وهومن الذكرضد النسيان‪ ،‬وهو استحضارصورة المذكورفي القلب‪ ،‬وكثيرا ما يرد هذا‬
‫المصطلحفي القرآن‪ ،‬ومنه‪( :‬أقمن يخلف كتن اليخلى أفالتدكرون)اللحل‪|٧ :‬ا‪.‬‬

‫(‪ )٧٤‬الزهد‪،‬البنالمبارك(‪.)٨١٤‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫المحاتزة‬

‫‪ .٥‬االعتبار‪:‬‬

‫وهومن العبور وهو التجاوز من حال إلى حال‪ ،‬واالعتبار يتوصل به من معرفة شط هد‬
‫إل^ما ليس بمشاهد ومنه قوله تعالى‪(:‬يقيبا لله الليلى زالتيار ان يى ذ‪١‬بىلى صبرة ألوف‬
‫األبصا ر)«للوان‪٤‬ءا‪.‬‬

‫ل‬
‫أهمية تدبر القرآن‬
‫تظهر أهمية تدبرالقرآنالكريم من عدة وجوه‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ .١‬التدبر هو من أهم مقاصد وغايات نزول القرآن‪:‬‬


‫قالتعاىل‪( :‬كتابأنركاةإليكمباركليدبرواآيايهو^يتدكرأولوأللياب)اع‪.٢٢١‬‬

‫‪ .٢‬القراءة بالتدبر مقدمة على كثرة التالوة بدون تدبر‪:‬‬

‫وهومبنيعلى لوجه السابق؛ ألن التالوة بالتدبروالفهم هي المقصود األعظم‬


‫والمطلوب االهم‪.‬‬

‫‪. ٦٢٠"-‬‬
‫غ‪>٠.‬‬ ‫قواعدفي تدبر القال‬
‫‪:‬‬ ‫‪ ٠ ١‬ا لتدبر يقع في ا لمعلوم‪:‬‬

‫‪،‬‬ ‫إن تدر القرآن بكون بالتفكروالتأمل فيما بدرس بالعقل البشري وما بق في حود‬
‫إدراكه‪ ،‬أما ما وراء ذلك من أمور الغيبياتفهيخارج نطاق العقل‪ ،‬والواجب التسليم بها‬
‫كما وردتفيالقرآنالكريم وفي ماصحعنا لنبي ية‪.‬‬

‫‪ .٢‬ترتيل القرآن بتؤدة وتأن‪:‬‬

‫وهومن وسائل تدبر القرآن واستشعار معانيه وخشوع القلب‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬ورقل‬
‫اللزاة قبالاً ل|لمزهل‪،]٤:‬وهومما يؤثرفيوجد‪,‬ن القارئ‪ ،‬ويلفت التباه السامع؛ ويزيد‬

‫رل‬ ‫‪;،‬شد ‪...‬‬ ‫‪.‬‬


‫ز شم زا‬ ‫‪-1‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^اا^ ك‪8٠3006‬‬


‫المحادكاوه‬
‫الكتاب والسنة‬
‫الوددة الراهبة‪ :‬تدبر القران الالمي‬

‫منإقبالهعلى القر آنوالتفكرفي معانيه‪.‬‬


‫وقد جاءت النصوصعنالسا^رحمهم الله تؤكد أهمية ذلك‪ ،‬منها‪:‬‬

‫أنه حا‪،‬رحل ال ءبد‪,‬لله بن مسعود وهم فقال له‪« :‬قرأت المفصل الليلة في ركمة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هذا منلهذ الشنر‪ ،‬أؤ نغرا منز نم الدني ؟ لتا فنل شلوا» (")‪.‬‬

‫وجا‪ ،‬عنه أيضا نيد‪ :‬أنه قال‪« .‬ال تهدوا القزآن كهذ الشنر‪ .‬وال تنئروه نئر الئقل‬

‫‪.‬‬ ‫وقنواعندعجائبه‪ .‬وحركوا بها لقاوب»‬

‫‪ .٣‬معرفة قواعد اللغة العربية ودالالت ألفاظها‪:‬‬


‫ذلك أن الترآن الكريم نزل بلنة السرب‪ ،‬قال الله تعالى‪( :‬إنا أنزنقاه فزآنا عربيا لغلطلم‬

‫رعقلوئ>[لواادف‪.]٢:‬‬

‫فكلما كان القارئ أمكن في لغة العرب كان أقدر على التدبر‪ ،‬واليصح تأويل آيات‬
‫القرآن الكريم بما يخالف هذه القواعد والدالالت‪.‬‬

‫‪ . ٤‬ا لعمل بما في ا لقرآن من أحكام‪:‬‬

‫بين العمل بالقرآن والتدبر عالقة طردية‪ ،‬فكلما عمل اإلنسان ما وصل إليه منخالل‬
‫تدبره للقرآن أفاده ذلك بأن يزدا د تدبره‪ ،‬فإن قوى الله ‪-‬بفعل األوامر واجتناب المعاصي‪-‬‬
‫هو ثمرة التدبرفيكتاب الله‪ ،‬وقد وعد الله المتقين بزيادة العلم‪،‬قال تعالى‪( :‬واتقوا الله‬
‫ويعيمكم الئة‪1[٩‬لبقرة‪.)٢٨٢:‬‬

‫‪ ٠٥‬لبعدعنالذنوب وا لمعاصي واإلكثارمن الستغفار‪:‬‬

‫فالذنوبمنصوارف التدبر إذ السيائتتغطي القلوب بالصدأ‪ ،‬وتكون ما يسمى الران‬


‫ءليها‪،‬فيصعب عليها تدبر القرآن‪ ،‬قال الله تعالى‪( :‬كال بل ران على قلوبهم ما كانوا‬
‫يكيبون) (المطفهين‪:‬ءا)‪.‬‬

‫قال الزركشي تحآشه‪« :‬واعلم أنه ال يحصل للناظر فهم معاني الوحى حقيقة‪ ،‬وال‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫‪٩‬‬ ‫العحاوزه‬

‫يظهرده أسرار ال‪٠‬لمسغيبالمعرفةوفى قلبه بدءة‪:‬وإسر‪٠‬ارضذذب‪٠‬أوفيقب كبر‪,‬‬


‫م‪ ،‬أو حب الدنيا‪ ،‬أويكونغير متحقق اإليمان»(‪.)٧‬‬ ‫؛‬
‫أوهوى‪ ،‬و‬
‫فالواجب عض منر‪١‬متدبر القرآن أن يكثر مناالستغفار ليجلوالرانعنقل^ه‬

‫فينفتح القلب والذهن للتدبر والفهم‪.‬‬

‫‪.٦‬تخصيص ورد قرآني للتدبر‪:‬‬

‫مما يعينعلى تدبر القرآن الكريم أنيجعل القارئ قدرًا منت الوته اليوميةخاص‬
‫بالتدبر‪ ،‬يتم قراءته بعيدا عن مشتتات الذهن‪.‬‬

‫‪ .٧‬معرفة تفسير ا لقرآن ا لكريم‪:‬‬

‫إن القراءة المستمرة في كتب التفسير الموثوقة والمداومة على حضور مجالس الثقات‬
‫من العلماء في تفسير القرآن وبيانه واالستماع لهم من أهم ما يعين القارئ على تدبر‬

‫القرآن؛ لمافيذلكمن التعليم والتذكيرواإلعانةعلىفهم المعاني الصحيحة الموصلة إلى‬


‫التدبر الصحيح‪.‬‬

‫‪ .٨‬ا لحرص على تكرار ا لتالوة‪:‬‬

‫والمراد تكرار بعض اآليات التي يستشعر القارئ الخشوع عند تالوتها‪ ،‬ويستحضر‬

‫عظمة معا نيها‪.‬‬

‫وقد قام النبي ا بآية حتى أضبح‪ ،‬يرددها‪ )٨،‬وهي قوده تعالى‪ :‬إن ثقدبهم فإئهم‬
‫عبادك وإن تغفرلهم فإنك أنت العزيزالحكيم)(المالده‪٨‬اا‬

‫ا‬ ‫‪ .٩‬االستشعار بتوجه الخطاب القرآني للقارئ‪:‬‬

‫ينبغي لكل قا رئ للقرآن أن يقدر أنه ا لمقصود بكل خطا ب فيه‪ ،‬فإ ن سمع أمر ًا أو نهيًا‬
‫قدر أنه المنهي والمأمور‪ ،‬وإن سمع وعدا أووعيدا لفئة من الناس عرض نفسه على حالهم‬

‫وصفاتهمحتى ينتفع بمواعظ لقرآن‪.‬‬


‫قالعبد الله بن مسعود ه‪ « :‬إن استطغت أنتكون أنت المحدث فافعل»‪ .‬وقال‪:‬‬

‫(‪ )٧‬البرهانفيعلومالقرآن‪ ،‬للزركشى (‪.)١٨٠/٢‬‬


‫‪ )٨‬مسند أحمد (‪،)٢١٣4٨‬سننالنسائي(‪)١.١.‬‬

‫‪1٦‬أ‪1‬مم‪٦‬‬
‫اساده‬
‫‪ ٩٢‬دم—‬
‫ب !‪ ٦‬جوق <ذالأي‪-‬افيهأشوا> ‪1‬البعزة‪ "-، :‬فينا شفقك‪ ,‬فانه خبر‬
‫‪- -‬‬ ‫<حاذاسه‪٠‬لىة‬
‫يؤمربه‪،‬آوشرينهىعنه«‪)٢٧‬‬
‫به‪ ،‬آوشرينهى عنه‬

‫اداهباد‬ ‫‪.‬ا‪.‬‬
‫;‪..,;.٠‬ط‪,,‬للهفلىوسو‪,‬بادمد‬ ‫‪......‬‬
‫ق‪٠‬صثذح‪۶‬‬

‫العونوالتوفيق‪،‬وليتذكر أن الله تعالىهومصدر كل علم يتعلمه‪.‬‬

‫‪6٢‬ا‪803٢1٢‬ا‪3٢٢‬ن أمزلم ا‪٢16€‬ا‪8٠3٢‬‬


‫األمثلة الواردة في تدبر كتاب الله كثيرة‪ ،‬منها ما يي‪:‬‬

‫أولد‪-‬تد با النبيء‪:‬‬
‫‪-١‬سالعبيدبنعميرعائشة^‪،‬قال‪-:‬أخبرينابًاغجبشنءرايتهمنرسواللله‬
‫ها"فال‪:.‬فسكترتمسشكمئذليلتضإقىفلخ‪(٠‬يىخذذذ‪,‬‬
‫قالث‪ :‬فقام فتطهر‪،‬‬
‫فقامفت^نر‪،‬‬ ‫ما سرك‪،‬‬
‫سرلنه فالخ‬ ‫فزبك‪ ،‬وأجب‬
‫وأحبها‬ ‫أكبد النلةلرتيا‪ ،‬قنت والله إني ألجب‬
‫ب فزبك‪،‬‬
‫م‬

‫ءقااببةأفابثظاإذيمفتق!ةكبيىاىفىخ‬
‫بانثبإة)‬
‫بفينه بالشادة‪.‬‬ ‫فجاء بالل‬
‫بألل يؤذنه‬ ‫بل األ ص‬
‫األزضا فجاء‬ ‫حتي بل‬
‫ينكي حتى‬ ‫بكى فلم يزل‬
‫فلميزن يبكي‬ ‫قالن‪ :‬ثم‬
‫ثمبكى‬ ‫بن لخيتها‬
‫لخيتها قالت‪:‬‬ ‫بل‬
‫ؤماورآهيبلي عال درسوالللها لمتبكيؤ|قذ غفر اللهبكما تقدموما ائ ؟كاز‪ :‬أغنم‬
‫اأكوئ عندا يكورًا؟ لقذ نزتغ غلي اللئة آنة فنلبن فرأفا ؤذلمتتغكزقيضاإ <إن فى عنن‬
‫يذكرون أف‬
‫أئ‬ ‫ألؤلى أالئلغبلتد)‬
‫آأللبيي ألددن‬
‫ألنين تدلزوذ‬ ‫وآكهاراليت ألزلى‬
‫ر البج‪،‬‬ ‫اليل‬
‫‪.‬‬ ‫ألستوت واألزجر وآخيكف‬
‫قينتاوقعوذًاوعلى جنوبهم ويتقكرون فى خل الغتوت وأألزض ربناماجلفت كدا‬
‫بطال سبحلنك فقنا عذاب ألغار آللءمران‪٩|- ٩٠:‬ا]) (‪.)٨٠‬‬
‫‪1‬‬

‫‪- ٢‬روى أبي بن كعب نيه قال‪ ( :‬كان رسول الله فية إذا ذهب ثلثا الليل‪ ،‬قام فقال‪:‬‬
‫يا أيها الناس‪ ،‬اذكروا الله! جاءت (الراجفة تتبعها الرادفة‪ ٤‬ل‪1‬لالؤء]ت‪ .]٧-1:‬جاء الموت بما فيها‬
‫جاء الموت بما فيه!) (‪.)٨١‬‬

‫وال يخفى ما في الحديث من تضمين آليتي النازعات‪٤ :‬يؤم ترجف الراجفة ج تتبعها‬
‫الراد فة‪ ٤‬ذالناؤعات‪ ]٧٠٦ :‬وما في ذلك من تدبر عجيب لهذه الحقيقة اإليما نيةفيجوف الليل؛‬
‫وذلك لشبه الليل بظلمة القبر منجهة‪ ،‬وألن الليل ‪-‬من جهة أخرى‪ -‬هو موت لحركة النهارا‬
‫وفي ذلك أيضا إشارة إلى أن على المؤمن أن يجعل تفكرهفي الظواهر الكونية مرتبطا بتدبره‬
‫لآليات القرآنية‪.‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫اسأب ‪9‬السنة‬
‫احه‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬تدبر القرآن الكايم‬ ‫ع‪0‬‬

‫ل ائنيا‪-‬تدبر السلف الصالج غذ‪:‬‬


‫‪.١‬قاالبن أبى مليكة ‪" :٠‬ضحبذ ابئ عداس هـ‪ ٠‬منمكة إلى لمدينة‪ ،‬فكان‬
‫إذانزلقامشظزاليالفسئل‪:‬كيفكانت فرا ءته؟ قال‪ :‬قرأ‪( :‬وجاءثشكر؛ا لنزي‬
‫يالخي)الماافجعليرتل ويخثرفي ذل كا لنشيج( ( ‪.‬‬

‫‪.٢‬جاءفي تفسير الطبري‪" :‬أنعبد اللهبنمسعود ففهقرأهذه اآلية‪( :‬تلفح وجوههم‬


‫التازرهم فيةا عالجون) (العؤضون‪:‬؛‪| -‬ا؛ قال‪ :‬ألم تر إلى الرأس المشيط بالنار‪ ،‬وقد قلصث‬

‫‪.‬‬ ‫شفتاه وبدت أسنانه!‬

‫وهذا تدبر عجيب؛ لما فيه من ربط لآليات القرآنية بالمشاهدات اليومية في الحياة‬
‫الدنيا رغم عظم الفرق‪.‬‬
‫‪ .٣‬أنمالكا بن دينار قرأ هذه اآلية‪( :‬لؤأثركا هدا الفرآن على جبل لرأيته خايعا‬
‫متصدعا من خشية الله؛ الحشرنا ‪ ]٢‬فبكى‪ ،‬وقال‪« :‬أقسم لكم! ال يؤمن عبد بهذا القرآن‬
‫إالصدعقلبه!»(‪.)٨٤‬‬

‫‪٠٤‬جاء في تفسير قوله تعالى‪ :‬زؤقهخ الكتاب فترى المجرهين مشفقين متا فيه‬
‫ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب ال يغادر صغيره وال كبيرة إآل أحصاكا ووجدوا‬
‫ما غيلوا حائرا وال يظلم ربك أحدا) «لشههوءا‪،‬قال اإلمام القرطبي‪« :‬وكان الفضيل‬
‫بنعياضإذاقرأهذه اآلية يقول‪ :‬يا ويلتاه‪ !..‬ضجوا إلى الله تعالى من الصغائرقبل‬
‫الكبائر!» (‪.)٩٥‬‬

‫(‪ )٨٣‬تضبر" الطبري ال؛ية)‪ ١٠‬شن سورة المؤمنون‪.‬‬


‫إ‬
‫(‪ )٨٤‬الزهد‪ ،‬لإلمام أحمد (‪.)١٨٧٨‬‬
‫(‪ )٨٥‬تفسير القرطبي لآلية (‪ )٤٩‬من سورة لكهف‪.‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫‪00‬‬ ‫المحاككاره‬

‫نموذجا!ا!!‬

‫أولة‪ -‬قراءة السورة‪:‬‬

‫قال الله تعالى‪0 :‬يشي الله الرختن الرحيي ن الحند لله رب الغالث ج الئخت‬
‫الريم‪ ٩‬قاللياي^ه القين هإياالق عبث ن داك نئين دج افيائ العز‪١‬ق النشكي ل‬

‫هزاظ الذين انغنث غيهج لحبرالتغضرب غكيب زال الئمالث (ق)>سلة‪1‬ستحة‪٠)٧-,:‬‬

‫نيا‪ -‬قراءة المعنى اإلجمالي المختصر للسورة‪:‬‬

‫اهتم المفسرون بتفسير سورة الفاتحة اهتماما بالغا‪ ،‬بلغفي بعض كتبهم عشرات‬
‫الصفحات‪ ،‬على الرغممنقصرها‪ ،‬فهيسبعآياتقد حوت معاني عظيمة‪.‬‬

‫ويمكن قراءة تفسير معانيها باختصارفي تفسير ابن كثير يحجملشه‪ ،‬أو تفسير انسعدي يلنه‪.‬‬

‫اللال‪-‬إثارة أسئلة على الذهن للمساعدة في التدبر‪:‬‬ ‫‪٠٠‬‬


‫وذلك بأن يثيرالمتدبرفي نفسه عند قرا ءة ا آليات بعض ا ألسئلة ا لتي تساعده على‬

‫التدبر‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬

‫‪.١‬لماذا كانت الفاتحة أول سورة في ترتيب المصحف؟‬

‫‪ .٢‬ما معنى الحمد لله؟ وما أهميته؟‬

‫‪ .٣‬لماذا خص بالذكر هاتين الصفتين( الرحمن) و ( الرحيم) وما الفرق بينهما؟‬

‫‪.٤‬ما داللة قوله تعالى (إياك نعبد)؟‬


‫‪ .٥‬ما داللة قوله تعالى (وإيالك^ نستعين)‪ ،‬وما داللتها وما قبلها على توحيد األلوهية؟‬

‫‪.٦‬ما هي الدالالتو‪,‬إلشاراتمن قوله تعالى‪( :‬اهدا ‪١‬لصراطالمسذقيم)؟‬

‫‪ ٠٧‬من هم المعنيونفيقوله تعالى‪( :‬صراط الذين أنعمت عليهم)؟‬

‫‪.٨‬منهم|لعذبونفىقوله تعالى‪( .‬غير اسوب عليهم وال الضادين)‬ ‫ج‬

‫‪٢‬ج‪808٢٠٢٠‬ا‪٦ 03٢٣‬ءأ‪1‬م‪ ١٨‬سم ‪3 3‬‬


‫الكتاب والسنة‬
‫اسيتره‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬تدبر القرآن الكليم‬ ‫‪01‬‬

‫لحابقا‪-‬ومضات في تدبو سورة لفاتحة‪:‬‬


‫منخالالإلجابةعلى بعض األسئلة لمثارة‪ ،‬وقراءة لتفسيرالمختصرللسورة‬
‫يتحصلللمتدبرهدايات عظيمة‪ ،‬فإن «فاتحة الكتاب» قد حوذ ض االراروالعلوم‬
‫العضظيمة‪ ،‬التيلوفتح على لعبد أقل القليلمنها‪،‬النصبتعليه ينابيع لعلم صائ‪.‬ومن‬
‫تدبرهاحقالتدبر‪،‬فتحت لهجميع مراتب الهداية‪ ،‬كل علىحسب يمانه‪.‬‬

‫‪ . ١‬سبب تسميتها بالفاتحة ‪:‬‬


‫ألنهاأولسورةفيترتيبكتابة المصحف‪ ،‬وألن لصالة تفتتح بها‪،‬والشكأ نا لقرآن‬
‫العظيمهودستورهذهاألمة‪،‬والفاتحةفيهاإجماللمافيهذا لدستورلعظيمومقدمة‬
‫له؛ فإن «فاتحة الكتاب» ترسم للمرء الناية من حياته‪ ،‬وتزشده إلى وسيلة تحقيقها‪،‬‬
‫وقد اشتملت على أصول الدين وفروعه‪ ،‬ولزوم اإليمان بأسماء الله تعالى وصفاته‪ ،‬والتوجه‬
‫إلى الله تعالى بطلب الهداية منه إلى الطريق المستقيم‪ ،‬وتجنب طريق المغضوب عليهم‬
‫والضالين‪.‬‬

‫‪ .٢‬أسماء سورة الفاتحة‪:‬‬

‫لسورة الفاتحة أسما ء عديدة‪ :‬فقد ورد فيها أكثر من عشرين اسما( ) ‪ ،‬تدل على ما‬
‫تختصه هذه السورة من الفضائل‪ ،‬وعلى عظيم شرفها‪ ،‬فإن كثرة األسماء د الةعلى شرف‬
‫المسمى‪ ،‬ومن هذه األسماء‪:‬‬

‫أم الكتاب‪ ،‬وأم القرآن‪ ،‬والسبع المثاني‪ ،‬وفاتحة الكتاب‪ ،‬وفاتحة القرآن‪ ،‬والحمد‪،‬‬
‫والفاتحة‪ ،‬وا لوا فية‪ ،‬والكافية‪ ،‬والكنز‪ ،‬وا لشا فية‪.‬‬

‫‪ .٣‬فضل سورة الفاتحة‪:‬‬

‫عن أبى سعيد نن المعلى وهع قال كني أصتي فدعاني النبي ا فلم أجبه قنت يا رسول‬
‫الله إنى كنت أصلى قال‪ ( :‬ألم يقن الله (اشتجيبوا يله وللرسول إدا دعاكم)) ‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫( أال أعلمك أغظم سورة في القزآن قنل أن تخرج من المسجد؟ ) فأخذ بيدي فنتا أرددا ن‬
‫نخرج قنت يا رسول الله إنك قلت ألعلمنك أغظم سورة من القزآن‪ ،‬قال‪ ( :‬الحفد لله رب‬
‫انعالمين هي السن المثاني والقزآن العليم الذي أوتيته) (‪. ) ٧‬‬

‫(‪ )٨٦‬اإلتقان‪ ،‬للسيوطي(‪.)١٦٧/١‬‬


‫‪1‬‬ ‫(‪ )٨٧‬محيح البخاري (‪٠)٤٤٧٤‬‬
‫‪ :٠ ,‬ة‬ ‫‪٠‬‬ ‫نم ‪٠‬‬ ‫‪1‬‬ ‫■‬ ‫لمة ؟ ؛ ب‬ ‫سب‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫‪٩٧‬‬ ‫اساره‬

‫تنينتي تني‬ ‫‪ .٤‬الفاتحة ركن من اركان الصالة‪:‬‬

‫‪ .٥‬أقسام سورة ا لفاتحة ‪:‬‬

‫تنقسمسورةالفاتحة إلى قسمين رئيسين كما وردفيا لحديث القدسى‪:‬‬

‫‪11111‬‬

‫م‪ -‬دأخ>س‪٣‬ب‪|٠‬يجهوذيذيىئل‪٦‬كإذاعفيتي‪٠‬ط‬
‫التشتقيمث^راطالنينأئعنعليهمغنرالتغضوب عليهم والالكالين)«الهقحةبها‬
‫قال‪ :‬هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)(^)‪.‬‬

‫ا‬ ‫‪٦‬ا ابتداه سورة الفاتحة بالحمد‪:‬‬

‫فيي‬ ‫ا^تحتسورةالفاتحةبحمدالله تالي تاخيذاعليأنالحمدلهوحدهجنع^متع‬


‫|‪٠‬‬ ‫وأذهوحدهالمختصباأللوهيةوالربوبية‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ :‬رالخنث لله) تفيد أنه ال مستحق لجميع أنواع المحامد إال الله وحده ال‬
‫‪۵‬ريكلهوالمستوجبلها إال هوجل شأذه‪،‬وأنالحمداليثبت إال له^عروجذ) فله الحمد‬

‫ت؟بد(‪١‬م‪٣.‬اب(آل‪)٠‬‬

‫(‪)٩‬صعيحمسم(‪.)٢6٩‬‬

‫ا؛ن ذى ا‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪ . ٠‬ي ‪, ■ ...‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.:-1‬‬ ‫ر‪-‬ما‬


‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬
‫السائت‬ ‫الكتاب والسنة‬
‫الوحدة الرابعة‪ :‬تدبر القرآن الكليم‬ ‫‪٩٨‬‬

‫آألولى وانآلخرة الفصع‪٧. :‬ا‪.‬‬

‫‪ .٧‬أسم] ء الله وصفاته التي ذكرتها السورة‪ ،‬وأهميتها؛‬

‫نكراللهت^الىخمسةمنأسمائه وصفاته توجبفي قلب لمؤمنحمدهسبحانهوحبه‪،‬‬

‫وهذهاألسماءهي‪(:‬الله‪-‬ربالعالمين‪-‬لرحمن‪-‬لرحيم‪-‬مالكوملدين)‬

‫‪.‬هيهودبوسه‪٠‬وبذيهوس‪.٠‬فهذهالصغاتهائس‬

‫وشمولها وكمالها تجمع تحتها صفات الجالل والكمال والجمال التي تدل عليها بقية أسماء‬

‫الله‪ ،‬قمن تدثر معانيها‪ ،‬تتحث له أبواب الهداية واسم بمواله‪.‬‬

‫‪ .٨‬تحقيق توحيد ا أللوهية في اسم الله األعظم (الله)‪:‬‬


‫وهواسم الله الدالعلى ذا ته‪ ،‬وهوجا مع لمعان ي أسماء الله ا لحسنى كلها‪ ،‬ومتضمن‬

‫لكمال الجالل والجمال‪ ،‬ولو تفكر قلب العبدفي المعاني الجليلة السم ( الله) ‪ ،‬ألوجبت له‬

‫السكون إلى مواله‪ ،‬واللجوء إليه‪ ،‬وتدبر أسمائه وصفاته‪ ،‬والنظرفي عظيم مخلوقاته‪ ،‬وتكاد‬

‫القلوب المؤمنة أنتتفتت من فرط محبتها له‪ ،‬وتعلقها به؛ مما يثمر أنس هذه القلوب به‬
‫وحده دون من سواه‪ ،‬والخضوع وغاية الذل له‪.‬‬

‫‪. ٩‬تحقيقتوحيد الربوبيةفيقوله تعالى‪( :‬رب العالمين)‪:‬‬


‫الرب هوالسيد‪ ،‬ويدل اسم الرب على تربية الخلق‪ ،‬وعلى إصالحه ألمورعباده‪.‬‬

‫و العامين"‪ :‬جميع المخلوقات‪ ،‬واختصاص هذا الجمع بلفظ العالمين؛ الشتماله على‬

‫العقادء والبماد ات‪.‬‬ ‫‪2‬ي‬


‫وتربيته تالى لخلقه نومان؛ عامة وخاصة‪:‬‬ ‫لقأ‬

‫ا]‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫ذىتششضش‬


‫بقاؤمفىالدضا‪.‬‬ ‫‪ 11‬فيه بلحهم اكي فيها‬ ‫‪٠‬‬
‫غاس‪:‬‬ ‫لل‬
‫‪1‬‬

‫‪٠١٠‬معنىاالسمين‪( :‬الرحمن)و(الرحيم)والفرقينهما‪:‬‬ ‫ها‬


‫تجلجتتت‪]:‬‬ ‫ا‬

‫لمط‬ ‫ح‪:،,‬د ‪-٠‬ك‪-‬‬ ‫نز؛ ي‪.‬ك صددا ًا غ‪٠ ،‬‬ ‫‪ .‬ت أل ‪،،‬‬

‫‪16٣‬ا‪1‬ا‪803‬ا‪1‬ا‪3‬ء ا!‪1±‬م‪80311116)1 ١٨‬‬


‫‪00‬‬ ‫اسا نره‬

‫و( الرحمن) من األسماء التي خص الله بها نفسه‪ ،‬وهي تدل على رحمته الواسعة‬

‫ال‪٠‬امةلجهيع الخالئق‪-‬‬

‫و(الرحيم) الراحم لعباده المؤمنين؛ فهي الرحمة الخاصة بعباد‪ .‬المؤمنين حين‬

‫هدا هم ووفقهم لإليمان به ولعبادته‪.‬‬

‫قالابنعباسلقا‪:‬تهما اسمانرقيقان‪ :‬أحدهما أرذمن األخر* فالرحمذخئ‬

‫االسم‪ ،‬عام المعنى‪ ،‬والرحيم عام االسم خاص الممنى‪ )١(:‬فألنه الرحمنرزق الجميعما فيه‬

‫راحة ظواهرهم‪ ،‬وألنه الرحيم وفق المؤمنين لما به حياة سرائرهم"‪.‬‬

‫‪. ١١‬منهدايات قوله تعالى‪( :‬مالكيوم لدين)‪:‬‬


‫(يوم الدين) هو يوم القيامة‪ ،‬وسمي بذلك؛ ألنه يوم الجزاء بالعدل ويوم القهر‪،‬‬
‫وهو يوم ال تنفع فيه إال الطاعة‪ .‬وخحه بالملك لتفرده سبحانه فيه بالحكم‪ .‬وفي صحيح‬

‫مسلم عنعبدالله بن عمر شجا قال‪ :‬قال رسول الله حدة‪ ( :‬يحلوني الله ثجل السماوات يوم‬
‫القيامة‪ ،‬ثم يأخذهن بيده اليمنى‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أنا الملك‪ .‬أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم‬

‫يطوي األرضين بشماله‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أنا الملك‪ .‬أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟)( ‪.)١‬‬

‫‪ .١ ٢‬من هدا يات قوله تعا لى‪( :‬إياك نعبد و! يا لى نستعين ) ‪:‬‬

‫هذه اآلية كما وصفها الله تعالىفي الحديث التد‬


‫إقرار بالعبودية واالفتقار إلى الله تعالى‪.‬‬

‫وحقيقة العبادة هي غاية الحب مع غاية الذل‬

‫وحقيقة االستعانة هي الثقة بالله واالعتماد عليه‪.‬‬

‫ومنشأ ذلك معرفة القلب بمواله‪ ،‬وأنه سبحانه المتفرد بالخلق والتدبير‪ ،‬والضر‬
‫والنفع‪ ،‬والعطاء والمنع‪ ،‬وأنه ما شاءه كان ‪-‬وإن لم يشأ الناس‪ ،-‬وما لم يشا لم يكن ‪-‬وإن‬
‫شاء ه الناس‪ ،-‬فال يعتمد إال عليه وال يفوض أمره إال إليه‪ ،‬وال يطمئن قلبه إال به‪.‬‬

‫قال الله تعالى‪< :‬دأالللهشلح‬

‫‪ ،١,,‬تفسير|لبغوي(‪١/١‬ه)‪.‬‬
‫(‪ )٩٢‬س"س"‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫الكتاب والسنة‬
‫الصتأألرة‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬تدبر القران الكرمي‬

‫‪ .١٣‬من هدا يات قوله تعالى‪( :‬اهدنا الصراط المستقيم)‪:‬‬

‫الهداية‪ :‬الداللة بلطف‪ ،‬ولذلك تستعملفي الخير‪.‬‬

‫وهي نوعان‪ :‬هداية بيان وإرشاد‪ ،‬وهداية توفيق‪.‬‬


‫فمن اهتدى بالبيان واإلرشاد إلى معرفة الحق‪ ،‬واهتدى بتوفيق الله إلى العمل والثبات‪،‬‬
‫وتمت لههدايته بأن يهدى إلى تقصيره وذنبه ليتوب منه‪ ،‬كان ممن يهديهم ربهم إلى‬
‫منازلهم في الجنة؛ قال تعالى‪(:‬إن النين آمنوا وعيلوا الظالجادي يفديهم ربهم يإيتانهم‬
‫تجرى من تحتهم األنهارفى جائت الثييم) [يونس‪٠]٩ :‬‬

‫والعبد أحوج ما يكونإلى هدا ية الله ليعلم الحق ويدركه‪ ،‬ويعمل بهويثبتعليه؛ لذا‬
‫أرشدنا ربنا تبارك وتعالى إلى أن ندعوه بالهداية‪.‬‬

‫‪ .١٤‬معنى (ا لصراط لمستقيم)‪:‬‬

‫الصراطفي اللغة‪ :‬الطريق الجامع لخمسة أوصاف؛ وهى أن يكون‪( :‬مستقيما‪،‬‬


‫سهال‪ ،‬مسلوكا‪ ،‬واسعا‪ ،‬موصال إلى المقصود)‪.‬‬

‫وهكذا صراط ربك ال ترى فيه اعوجاجا وال عنتا وال مشقة‪ ،‬يسلكه الصالحون‪،‬‬
‫ويتسع لكل من أراد لزومه‪ ،‬ومن صبر عليه وصل إلى مقصوده من رضا الله والجنة‪.‬‬

‫فالصراط المستقيم‪ :‬ما دلعليهلكتابوالسنة‪،‬وليسللبدعةعليهسلطانوالإليه‬

‫سبيل‪.‬‬
‫ومن التزمصراط اللهفي الدنيا جاز الصراطفي اآلخرة‪ ،‬ومنعلقتكالليب الدنيا‬
‫والهوى بقلبه‪ ،‬خطفته كالليب جهنم من على طرفي الصراط‪ ،‬نسأل الله الهداية إلى‬

‫صراطه المستقيم؛ إرشادا وتوفيقا‪.‬‬

‫‪ .١٥‬أقسام الناس بالنسبة للهداية ‪:‬‬

‫أشارت آيات سورة الفاتحة إلى أقسام الناس بالنسبة للهداية‪ ،‬وهم على ثالثة‬

‫اقسام‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬عالم بالحق عامل به‪ ،‬زكى نفسه العلم النافع والعمل الصالح‪ ،‬فكانمن‬

‫المفلحينقال تعالى‪( :‬قذ أفلح من زاها)«لش^سة ‪،]٩‬فهذامنالمذئمءليهم)وقدورد‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫اسافرة‬

‫د‪:‬ا القسم في قوله تعالى‪( :‬ءراط ذين‬


‫الندن أأنعمت غليهم>[الهاتحة‪٧:‬ل‪.‬‬

‫وأولى الناس بهذه النسبة وا لوضف من قال الله تعالى فيهم‪( :‬ومن ييلع اللة والرسول‬
‫فأوليك مع الذين أنعم الله عليهم ين الكييين والصييقين والشهداء والصالجين‬
‫وحسن أولبك رفيقا» اللساء‪ً٦٩ :‬ا‪٠‬‬

‫ولذلك ندعوفي دعاء القنوت‪« :‬اللهم اهدني فيمن هديت»؛ أي‪ :‬أدخلنيفي هذه‬
‫الزمرة‪ ،‬واجعلني رفيقا لهم ومعهم‪ ،‬فهو توسل إلى الله بنعمه وإحسانه؛ أي‪ :‬كما أنعمت‬
‫بالهدايةعليهم‪ ،‬فاجعل لنا نصيبا من هذه النعمة‪ ،‬واجعلنا واحدا من هؤالء المنعم عليهم‪،‬‬
‫وتصدق علينا في جملة من تصدقت عليهم‪ ،‬وعلمنا في جملة من علمتهم‪ ،‬وأخسن إلينا في‬
‫جملة من شملتهم بإحسانك‪.‬‬

‫فالهداية إلى هذا الصراط هي أعظم ما أنعم الله به على أحد؛ قال سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫‪4٨٧‬‬ ‫(واجتبيناهم وهديناهم إىل هزاط مستقيين اللنعام‪:‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬عالم بالحق متبعلهواه‪ ،‬فهذا من المغضوبعليهم‪ ،‬وقد أشار إليه قول الله‬

‫تعالى‪( :‬غيرالمغضوب عليهم) «الفاتحة‪٠]٧ :‬‬

‫وأحق من وصف بذلك اليهود؛ قال تعالى‪( :‬بئسما اشترؤا به أنفسهم أن يكفروا بتا‬
‫أنرل الله بغيا أن يهزل الله ين عطله على من يشاء ين عبادو قباءوا يغصب على‬
‫غضب وللكافرين عذاب مهين» البقوة‪ً٩٠ :‬ا‪ ،‬وقال تعالى‪( :‬قل هل أنيئكميشرين‬
‫ذلك مثوبة عند الله من لعته الله وغضب عليه وجعل ينهم القردة والختازير وعبد‬
‫الطاغوك أولبك سؤ مكاائ وأصل عن سواء الشييل) «لمالده‪ ،. :‬ومثلهم كل من سار‬
‫خلفهواه‪ ،‬ولحانذما يعلمه من الحذ؛ كماقال ‪( :٠‬من اقتطع ماذ ‪ ١^^١‬بيمين‬
‫كاذبة‪ ،‬لقي الله وهوعليه غضبان) ؛ متفق عليه‪.‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^اا^ ه‪3 36‬ة‬


‫الكتاب والسنة‬
‫اساطيره‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬تدبر القرآن الكرمي‬ ‫‪,٠٢‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬جاهل بالحذ* فهذا من أهل الضالل‪ ،‬وقد أشارإليهقول اللهتعالى‪:‬‬

‫(وال آلضآلين)الهاتحة‪.]٧ :‬‬


‫‪1‬‬ ‫وأحئ نوةيوصف بذلك النصارى؛ قال بالى‪ :‬ربل ‪٠‬اأبي اتزاب القفلوايى دينم‬
‫ا‬ ‫بير الحق زال سجوا أنؤاثنؤمدنذ ثلي بى قبل وإصلوركبثرا يال عر خزاء‬

‫‪.‬‬ ‫اليهود مغضوب عليهم‪ ،‬وإن ا لنصارى ضال ل )‬

‫‪ . ١٦‬مشروعية االستشفاء بسورة الفاتحة ‪:‬‬

‫ذكرنا في خصائص القرآن أن الله تعالى جعل القرآن الكريم شفاء ورحمة للمؤمنين‪ ،‬قال‬
‫الله تعالى‪( :‬وننزل من القرآن ما هو شفاء ورخمة يلمؤمنين)(البسوابه‪٨‬ا‪.‬‬

‫وقال سبحانه‪( :‬يا أيه—ا الثاس قد جاءثكم مؤعطة قن ربكم وشفاء يتا في‬
‫‪.0‬‬ ‫الصدور وهدى ورخمة يلمؤهيين) ايولس‪:‬‬

‫وهذا الشفاء شامل ألمراض الروح والبدن‪.‬‬

‫وقد وردت مشروعية االستشفاء بسورة الفاتحة‪ ،‬في الحديث الذي رواه أبو سعيد‬
‫الخدري م ( أن ناسا من أضحاب النبي ع^اأتواعلىحيمن أخياء العرب قلم يقروهم‪،‬‬ ‫ر‬
‫عتيثيو هم كديك‪ ،‬غد يدغ ش‪٦‬د أوليك‪ ،‬عقألوا‪ :‬قذ معكم كن دو‪١‬ء ‪١‬وز‪١‬ق؟ قق‪١‬لوا‪ :‬دئكم‬ ‫دل‬
‫لمتقروناءوألنف^لحتىتجثلوالناجنالً‪ ،‬فحثوالهمقطينامن الشاءفجتليقرأبام‬ ‫تيقلج‬
‫رلمزآو‪،‬قيلج‪>٢‬اعهلشي‪،‬خب^ألوئش;تثما‪:‬ثم‪٩‬حئئبسأاليف‪،‬‬ ‫أل‬

‫(‪)٩٣‬سنن الترمذي (‪.)٢٩٥٣‬‬


‫(‪ )٩٤‬صحيح البخاري (‪.)٥٧٣٦‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫خدصة الوحدة‬

‫لقد عاب الله على من ال يعقل معاني القرآن الكريم وال يتدبرها‬
‫وال يفهمها‪ ،‬ووصفه بالحمار يحمل أسفارا‪.‬‬

‫فتدبر القرآن الكريم هو أهم مقاصد نزول القرآن الكريم‪ ،‬وهو الوسيلة للعمل به‪.‬‬

‫‪--٠٠٠٠٠٠٠‬‬

‫‪٦٠31٢٦8030٢16٢‬ءا|م‪١٨‬‬
‫‪-١‬ماهي أبرز المعوقات التي تعوقنا عن تدبر القرآن الكريم؟ واذكر حالة مرت بك‬

‫تدبرت فيها القرآن الكريم؟ وما هي أسباب تدبرك؟‬

‫‪ -٢‬ابتعد عن وسائل التواصل لمدة نصف ساعة‪ ،‬وقم بقراءة صفحات من القرآن‬

‫الكريم قراءة مرتلة متأنية‪ ،‬وتفكرفي اآليات التيقرأتها‪ ..‬شارك أبرز الفوائد التدبرية‬
‫معزمالئك‪.‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫‪9‬‬

‫السنة النبوية‬

‫ويلتمل‪:‬‬

‫الوحدة الذولى‪ :‬مدخل إلى السنة النبوية‪.‬‬


‫الوحدة الثانية‪ :‬حفظ الشنة النبوية وتدوينها‪.‬‬
‫الوحدة الثالثة‪9 :‬اجبنا نحو السنة النبوية‪.‬‬
‫الوحدة الرابعة‪ :‬نماذج من الشنة النبوية‪.‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫ى‪20‬الال‪ 02‬ل‪٧‬ر!في|أ ه‪2‬لال‪20٤‬لل‪9‬ل‬

‫يس‬

‫‪٠‬‬
‫"ج‬

‫‪..‬ي‬

‫ديوخ‪:‬‬

‫ت‬

‫ي‪!067‬ا ي؟‪٢٣٣‬ا م| ‪1٦‬؟آن‬

‫‪٠‬‬ ‫«‪٠ 16 ٣‬ح‪٠‬ما‬

‫‪-‬زب‪.‬س‬
‫تم;‪ .‬ا‬

‫ت‪ ٠٦٠٦‬غ‬
‫الوحدة األولى‪ :‬مدخل إلح السنة النبوية‬
‫تهدهـ هده ‪1‬ل‪9‬هحةللىبئن‪:‬‬

‫‪-١‬معرفة منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم عندربهمنخالل الفضائل التي حباه بها‬

‫صلى الله عليه وسلم‪.‬‬


‫‪ -٢‬اإللمام ببعض فضائل الرسولصلى لله عليهوسلم في الدنيا بأدلتها‪.‬‬

‫‪ -٣‬اإللمامببعض فضائل الرسولصلى اللهعليهوسلمفيا آلخرة بأدلتها‪.‬‬

‫ء‪ -‬بيانوتوضيح بعض دالئل بوة النبي صلى الله عليه وسلم لمن حولك‪.‬‬

‫‪ -٥‬تفهم المراد بالسنة‪ ،‬ومفردات تعريفها‪.‬‬


‫‪ -٦‬تفرق بين مفهوم السنةفي اصطالح علماء الحديث والفقه واألصول‪.‬‬

‫‪ -٧‬تتعرف على حجية السنة‪ ،‬وأنها وحي إلهي‪ ،‬والمصدر الثاني من مصادر التشريع‪.‬‬
‫‪ -٨‬تلم بعالقة السنة بالقرآن الكريم وأدلة ذلك؟‬

‫‪ -٩‬تدلل على أن السنة لها استقالليتها في التشريع مع بعض األحكام‪.‬‬

‫‪-١٠‬يتبين لك مدى حفظ الله تعالى لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتسخير الله تعالى‬
‫الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم للمحافظة عليها وجهودهم التي بذلوها ألجل‬

‫ذلك‪.‬‬

‫‪-١ ١‬تتيقن عظم الجهود التي بذلها سلفنا الصالح منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فما بعده من ا لقرون في تدوين ا لسنة وتوثيقها‪.‬‬
‫‪-١٢‬تعرف ببعض الصحف التي كتبت في عهده وبعده صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫؟؟؟‪٥٦١٠٩٢١‬‬

‫‪٠‬‬
‫؛‬

‫ل‪622002‬‬ ‫‪6٢‬اا‪3٢1‬ء‪3013‬ه‬
‫خ‪.‬‬
‫المحا غ‪.‬جة‬

‫الرسول ‪ ٠‬هوصاحب السنة والمتكلم بها‪ ،‬ولقد اختصه الله تعالى بخصائص‬
‫ز‬
‫وفضائل كثيرة وعديدة‪ ،‬وحاز على تفضيل الله تعالى له على جميع الخاددق)‪ ،‬وذلك بنصوص‬
‫ت‬
‫القرآن الكريم والسنة المطهرة‪ ،‬والفضائل والخصائص التيفضله الله تعالى منها ما هوفي‬
‫الدنيا ومنها ما هوفي اآلخرة‪ ،‬وهويية لها أهل وبها جدير‪ .‬فجدير با مسلم معرفتها و ا لوقوف‬
‫عندها والتعرف عليها؛ ليزيد تعظيمه في قلوبنا ومحبته في نفوسنا‪ ،‬فنقتدي به ونتأسى به في‬
‫جميع شؤون حياتنا‪ ،‬لننال محبة الله تعالى ومغفرته‪ ،‬قال الله تعالى‪( :‬فل إن كنثم محبون‬
‫آلله فاتبعونى يخببكم ألته ويغفز لكم ذنوبكم والله غفور رحيم؛ التصراال‪٣‬ا‪.‬‬

‫لر الرسول ‪:‬ررت‪ ،‬م االنبًا‪:‬‬

‫فضل الله تعالى رسوله ا على جميع األنبياء والمرسلين عليهم الصالة والسالم‬
‫بفضائل في ا لدنيا كثيرة‪ ،‬منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ )١‬عموم رسا لة ا لنبي فيية إلى الناسكافة‪:‬‬
‫جعل الله تعالى رسالة نبيه محمد يين إلى الناس كافة‪ ،‬ولم يبعث في قومه خاصة كما‬
‫هوحال بقية األنبياء والرسل عليهم الصالة والسادم‪ ،‬قال ا‪( :‬وكان النبي يبعث إلى‬
‫قومهخاصة وبعثت إلى الناس عامة) ‪.) ٤‬‬

‫‪ )٢‬أن ا لنبي ا خاتم ا لنبيين والمرسلين‪:‬‬


‫ختم الله تعالى بنبيه محمد ييخ األنبياء‪ ،‬فال نبي بعده جخ‪ ،‬وختم برسالته الرساالت‪،‬‬
‫وشريعته ناسخة لجميع الشرائع السابقة‪ ،‬قال تعالى (ما كان محقد أ بآ أخد‪ .‬قن رجالكم‬
‫ولكن رسول آله وحاتم آلئييئن و‪5‬ان آلله يكل شفء عليثا‪.‬؛‪,‬األحزاب‪٠:‬ع]‪ ،‬وقال رسول‬

‫الله ا‪( :‬إن مثلي ومثل األنبياء قبلي‪ ،‬كمثل رجل بنى بيتا‪ ،‬فأحسنه وأجمله إال موضع‬

‫لبنة من زاوية‪ ،‬فجعل الناس يطوفون به‪ ،‬ويعجبون له‪ ،‬ويقولون‪ :‬هال وضعت هذه اللبنة ؟‬
‫إ‬ ‫قال‪:‬فأنااللبنة‪،‬وأنا خاتمالنبيين)(‪.)٩٥‬‬

‫ر‬
‫(‪ )٩٤‬صحيح البخاري (‪.)٣٣٥‬‬
‫(‪ )٩٥‬صحيح البخاري (‪.)٣٥٣٥‬‬

‫‪-‬ث‪-.‬‬ ‫‪٦‬؛‬ ‫ر‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪-:‬في‪:‬‬

‫*‪ 03111803111161‬ا!أ‪1‬مم‪ ١‬ا‪80311116€‬‬


‫سفه‬ ‫‪111‬‬
‫سا‪.٠‬‬ ‫دسرد‪١‬نصد‬ ‫ص‬

‫ئجدلج‬

‫ب‬
‫ئلذتئ‪:‬تج‪٠‬خاةةتئبرزا>تج||؛وكباشده‪١٠‬ع‬
‫ذس؛أل‪٦‬سض‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ )٤‬مذاد‪١‬ة ‪١‬لله تعاثى سبي ‪ ٠‬في القرآن الكريم بوصف الرسالة والنبوة؛‬
‫لم يرد في القرآن الكريم مناداة النبي ا باسمه مجردا عن الوصف‪ ،‬قال الله‬
‫تعالى‪(:‬هيتأيةاآلرشول)(لمالدةاء«)‪.‬وقالتعالى‪(:‬يتأيةاآك^)النهالج‪ »٦‬الهبة‪٣‬‬
‫‪1‬‬

‫االحزاب‪ :‬ا ‪| ٩. ٠ .£ ٠٢٨‬ستئ‪ ,|٢:‬اسرق‪:‬؛‪ .‬التحريم‪ :‬ا ‪٠ ]٩,‬‬


‫‪.0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.‬‬

‫وهذا بخالف ما كان مع سائر الرسل واألنبياء المذكورين في الترآن الكريم؛ حيث‬
‫وردنداؤهم بأسمائهم‪ ،‬فمن ذلك قول الله تعالى‪ :‬؛ايثان؛ آسكن أنت وزوجك ألجنة)‬
‫{|لقرة‪ :‬ا]‪ ،‬وقوله تعالى‪ :‬إقيل يثوح آنبظ يتاه قنا وبركت عليك وعلى أمه‬ ‫‪“0‬‬

‫قئن معك؛ اعودهءا‪ ،‬وقوله تعالى‪( :‬قال ينوئتق إفى أضطفيثك على آكاي برسلق‬
‫وبككيى) «للعراهنءاأ‪ ،‬وقوله تعالى‪ :‬رؤدلرئت‪— 1‬ه أن يتإدرهيائً؛ لهأفات‪:‬ع‪٠‬ا]‪.‬‬
‫[‪1‬‬

‫وإذا كان هذا نداء الله تعالى له بوصف النبوة والرسالة‪ ،‬ولم يناده باسمه مجردا‪،‬‬
‫فالناس من باب أولى‪ ،‬ولذلك نهى الله تعالى عن ندائه باسمه مجردا فقال تعالى‪( :‬ال‬
‫تجعلوأ ذعآء آلرسول بينكم كدعآء بغضكم دئصا؛[ للود ‪ ،‬أي‪ :‬ال تجعلوا دعاءكم‬
‫‪]1‬‬ ‫‪1‬‬

‫للرسول تيلة كدعاءبعضكم بعضا‪ ،‬فالتقولوا‪ :‬يامحمد عندندائكم‪ ،‬أو يامحمد‬


‫بن عبدالله كمايقول ذلك بعضكم لبعض‪ ،‬بل من شرفه وتميزه ا عن غيره أن يقال‪:‬‬
‫ارسول الله‪ ،‬ا نبي الله (‪.)٩٦‬‬

‫‪٠‬‬ ‫‪ )٥‬رفع ذكر لنبي يلة‪:‬‬


‫رفع الله ذكر النبي بيلة وأعاله‪ ،‬كما قال تعالى‪( :‬ورفغتا لك ذكزأل)اللشرد‪:‬ع] أي‪)٠٦ :‬‬
‫ج‬ ‫أعليناقدرك وجعلنالك الثناءالحسن العالي‪ ،‬الذي لم يصل إليه أحدمن الخلق‪ ،‬فال‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أا^ ك‪8٠3006‬‬


‫‪١٥‬‬
‫المحاننرن‬

‫ذتالالئلى؛الذكرساللالسا؛اسدصلفياالم‬
‫وفي األذانواإلقامة‪ ،‬والخطب وغير ذلك ا"‪٠)٩‬‬

‫‪ )٦‬صالة الله تعالى ومالئكته على النبي بغ‪.‬‬


‫قال تعالي‪0 :‬إن ألله ومكبككد يصلون على ألب يتًا ى ألنين ‪7‬امنوأ صلوًا غلنه‬
‫زشتنوأ صدائ)االلهف!ب‪٦:‬ه)‪ ٠‬قال أبوالعالية‪ :‬صادة الله ثناؤهعليهعند الماائكة‪ ،‬وصارة‬
‫المالئكة‪ :‬الدعاء‪ ،‬قال ابن عباس رق يصلون‪ :‬يبركون (‪.)٨‬‬

‫قال ابنكثير‪ :‬المقصودمنهذه آلية‪ :‬أناللهسبحانه أخبرعبادهبمنزلة عبدهونبيه‬


‫عندهفي المأل األعلى‪ ،‬بأنه يثنيعليه عند المالئكة المقربين‪ ،‬وأن المالئكة تصلي عليه‪ ،‬ثم‬

‫أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصان ة والتسليم عليه‪ ،‬ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين‬
‫العلوي والسفليجميعا ‪.) ٢‬‬

‫‪ )٧‬نصر الله تعالى للنبي ينف بالرعب في قلوب أعدائه‪:‬‬


‫) ‪ ،‬يقذفه ا لله سبحا نه في قلوب أعد ا ئه ولو كان بينهم‬ ‫ا لرعب هو ا لخوف و ا لفزع(‬

‫وبينه مسيرة شهر‪.‬‬

‫‪ )٨‬أن الله تعالى جعل للنبي ا وألمته ا ألرض كلها مسجدًا وطهورًا ‪:‬‬
‫جعل الله األرض للنبي يلف وأمته مسجدا وطهورا يصلون حيث أدركتهم الصالة‪،‬‬
‫) ‪ ،‬بخالف ما في شرائع األمم السابقة؛‬ ‫إال ما نهى الشرع عن الصال ة فيه من األماكن(‬

‫ا‬
‫حيث كانوا ال يصلون إالفي أما كن مخصوصة‪.‬‬

‫وكذلك أباح الله تعالى له يية وألمته التطهر بالتراب تيممًا عند عدم القدرة على‬

‫استعمال الماء ألي عذر كان‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫؛‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )٩٧‬ينخلر‪:‬تفسير السعدى (ص‪.)٩٧٥‬‬


‫د‬ ‫(‪ )٩٨‬شه اكداري فىصدحه فى كتأب التغسير‪ ،‬باب قوله‪ :‬ون االه زذغدذر نمدرن تلى عغأليأبما‪٢‬أليى غ‪١‬‬

‫ضلواعلنهو^تواتنليما)(‪.)١٥٥١/٢‬‬
‫(‪ )٩٩‬ينظر‪:‬تفسير ابن كثير ( ‪.) ٤٧٥/٦‬‬
‫(‪ )١٠٠‬ينخلر‪ :‬المعجم الوسيحل(‪ ، )٣٥٢/١‬مادة ‪ :‬رعب‪.‬‬
‫(‪ )١٠١‬مثل‪ :‬سبرة‪ .‬واسام‪ .‬وأعطان اإلبل‪ :‬أي األماكن التي نبرك فها األبل‬

‫‪٠:-‬ا‪٠‬‬ ‫ا‪-:‬كر‪-,‬ذجك‪٦‬كفل"لنم‪-‬‬
‫ذرذز‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫؛‪:‬رجة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪1‬ساهثثرة‬ ‫الكتاب والسفة‬


‫الوددة األولى‪ :‬مدثل إلى االسنة ادذاويه‬

‫‪ )٩‬إباحة اله الغنائم للنبي ية وألمته‪:‬‬


‫بتاللهلهاتهاأل‪٠‬ساللغذ؛ئموديطهربهادبنساًاوال‪:‬جايارهـم‬
‫علىالكفار‪،‬وهذابخالفماكانعايه من كانقبلنا من ألمما لسابقة"فإنهم ذا غنموا‬
‫‪٠ ٠‬‬ ‫‪-‬عة‪٠‬ل‪٠‬اضا‪١‬نسسوا!س‪٠‬ذع*الذضى‬

‫ودليله‪:‬هالنائاللثالثحديثجابر بن عبد للهتأن لنبي نرة قال‪( :‬أعطيت‬


‫خمسالميعطهنأحدقبلي‪:‬نصرت بالرعب مسيرة شهر‪ ،‬وجعلتليألرضمسجدا‬
‫وطهورا‪،‬فأيمارجل أدركته لصالةفليصل‪،‬وأحلتليالغنائمولمتحلالحدقبلي‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫وأمطين الشفاعة‪ ،‬وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)‬

‫‪ )١٠‬إعطاء الله نبيه ييذ جوامع الكلم‪:‬‬


‫المراد بجوامع الكلم‪ :‬الكلمة التي يقتدربها طىإيج‪٠‬از اللفظ معسعة المعنىفيجمع‬
‫الله لهفأللفاظ اليسيرة المعانى الكثيرة‪ ،‬وهذا ما نجدهفيكل آيةفيالقرأن الكريم‬
‫كما نجد هف كالمه يؤ‪ ،‬ودليل ذلك قول سول الله |‪( ٠٠‬فضلت على األنبياء بست أعطيت‬
‫جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي األزض طهورا ومسجدا‬
‫)‪٠‬‬ ‫وأرسلت إلى الخلق كافة وخم يي النبيون)(‬

‫فخائل الرسول ا م اآلخرة‪:‬‬

‫اختص الله تبارك وتعالى نبيه ييلف بفضائل في اآلخرة كما اختصه بفضائل في‬
‫الدنيا‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ )١‬مغفرة الله للنبي ا ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪:‬‬
‫قال تعالى‪ :‬إإنا فتخنا لك فتحا مبينا‪;،‬؛؛) ليغفر لك آلله ما تقدم من ذنيك وما‬
‫تأخر ويتم نغمتهو عليك ويهديك صرطا فستقيما(الفتجنا‪٢-‬ا‪ ،‬قال ابن كثير‪ :‬هذا من‬ ‫‪١٠‬‬

‫‪.‬‬ ‫خصائصه صلوات الله عليه وسالمه عليه التي ال يشاركه فيها غيره ‪٤‬‬

‫‪٦‬ك‬ ‫‪١.٦٨‬؛‬
‫(‪ )١٠٢‬صحيح البخاري (‪.)٣٣٥‬‬

‫;‪٠.‬ا|‬ ‫(‪ )١٠٣‬صحيح مسلم (‪.)٥٢٢‬‬


‫خ ‪ً٠‬ا ‪ ٦‬تر‬ ‫ب‪٦٠٠‬‬ ‫‪ ٨"" .‬ب شير ابحن كثير " "‬
‫‪.‬‬ ‫‪٠٠‬‬

‫ذار‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫‪..-,‬ت‪-,.‬‬ ‫‪-,‬م؛؛‪-...‬‬

‫ا‬ ‫‪10‬‬ ‫‪١٥٠‬‬


‫‪:‬‬ ‫المحاذرة‬

‫‪ )٢‬أنه يهة سيد ولد آدم يوم القيامة‪:‬‬


‫‪،‬‬
‫رز‬
‫النبي يرة سيد الناسفي الدنيا واآلخرة(‪ ٥‬ا‪ ،‬وسبب التقييد بيوم القيامة‪ :‬أنهفييوم‬ ‫ر ‪.‬‬
‫القيامة يظهر سؤدده لكل أحد‪ ،‬وال يبقى منازع وال معاند ونحوه يخان ف الدنيا فقد نازعه‬
‫نلك فيها ملوك الكفار وزعماء المشركين(( )‪.‬‬

‫‪ )٣‬أن النبي ا أول من ينشق عنه القبر‪.‬‬

‫‪ )٤‬أن النبي ييف أول شافع وأول مشفع يوم القيامة‪:‬‬ ‫‪■ /‬‬

‫فهو أول من يشفع‪ ،‬وأول من تقبل شفاعته ا‪ ،‬قال النووي‪ :‬وإنما ذكر الثاني ‪ -‬أول‬

‫‪.‬‬ ‫مشفع ‪-‬ألنهقد يشفع اثنان فيشفع لثاني منهما قبال ألول (‬

‫ويدلعلى هذه الفضائل الثالث األخيرةقول رسول الله يلة‪ ( :‬أنا سيد ولد آدم يوم‬
‫)‪.‬‬ ‫القيامة وأول من ينشق عنه القبر‪ ،‬وأول شافع وأول مشفع) (‬

‫‪ )٥‬أن النبي ا صاحب المقام المحمود‪:‬‬


‫المقام المحمود الذي منحه الله تعالى لنبيه ا هوالشفاعة العظمى التي اختصه الله‬
‫بها(‪ ،)١٠٦‬قال تعالى‪ :‬ومن آليل فتهجذ بهث تافلة لك عسق أن يبعتك رثك مقاقا‬

‫محثوكنما)[ إلسخم ء‪.]٧٩:‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫هو المقام الذي يحمده فيه األولون واآلخرون‪ ،‬مقام‬ ‫قال السعدي‪ -‬يحلشه تعالى‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫الشغءةالعظمى‪٠‬حزن يستشفعون بسيدولدآدم؛ ليريحهم من هلم المووئكربه‪،‬ضشغع عند‬
‫)‪٠‬‬ ‫ربه فتشععه‪ ،‬القيذهًاقامًا يفيحًا به األولون واآلخرون^ وتكون له المنة طى جميع الخلق (‬

‫إئ‪٠‬‬ ‫جمي األنبياء عليهم"الصالة والسالم ‪-‬آدم فمن دونه‪ -‬تحت لوائه ي‪ ،‬قال رسول‬

‫أ!‬ ‫اللهيو‪ ( :‬أناسيد آدمبوم القيامة وال فخر‪ .‬وسدي لواء لحمدوالفخر ومامنن بجي ومئذ‬

‫(‪ )١٠٥‬السيد ‪ :‬هو الذي يفوق قومه في الخير قاله الهروي‪ .‬ينظر ‪ :‬شرح‬
‫(‪ )١٠٦‬شرح صحيح مسلم‪ ،‬للنووي (‪،)٤٢/١٥‬‬
‫(‪ )١٠٧‬المرجعالسابق(‪.)٤٢/١٥‬‬
‫(‪ )١٠٨‬صحيحمسلم(‪.)٢٢٧٨‬‬
‫(‪ )١٠٩‬فتح الباري‪ ،‬البنحجر (‪.)٣٩٨/٣‬‬
‫(‪ )١١٠‬ينظر ‪ :‬تنسير السعدي (ص‪.) ٤٦٩٥‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ااض ه‪3 36‬ة‬


‫االتاب واسلة‬
‫ال^حاددهه‬ ‫الوحدة اللولي‪ .‬مدخل إلى السنة النبوية‬

‫‪.‬‬ ‫آدم سن سوا‪١٠‬ال تحت لو‪١‬ئب‪ ،‬درأنا اول من تفتق عنه األدفن وال ‪٩‬خر)‬

‫‪ )٧‬أن النبي جف صاحب الحوض المووود؛‬


‫حوضيعظيعفي أرض المحشر‪.‬ويصب فيه ميزابان مننهر الكوثرفي الجنة‪ ،‬وصفه‬
‫النب^ير بقوله‪( :‬حوضي مسيرة شهر‪ ،‬ماؤه أبيضمن اللبن‪ ،‬وريحة اطيبمنلمسك‪،‬‬
‫وكيزده‪",‬ا‪٠‬كتجوماسًا‪٠‬سربمذهافاليظمًاابدا)(‬

‫‪ )٨‬أن النبيية أول من يجتاز بأمته لصراط‪:‬‬


‫عن أبى هريرة يف ‪-‬في حديث الرؤية‪ -‬أن النبي ة قال‪ ( :‬فيضرب الصراط‬
‫بين ظهراض‪٠‬جهذم‪،‬فأكونأولمنيوز(‪,١١٤‬من الرسل با‪٠‬مته‪٠‬واليتكلم يومئذ أحذ إال‬

‫‪.‬‬ ‫الرسل‪ ،‬وكالم الرسل يومئذ‪ :‬للهم سلم سلم)(‬

‫‪ )٩‬أن النبي آجة أول من يقرع باب الجنة فيفتحله‪:‬‬


‫النبي ية أول من تفتح له الجنة‪ ،‬وال تفتح ألحد قبله‪ ،‬فعن أنس بن مالك نهه قال‪:‬‬
‫"‪.1‬‬ ‫قال النبي كآل (أنا أكثر األنبياء تبعًا يوم القيامة‪ ،‬وأنا أولمن يقرعباب العجنة(‬

‫سسح‬
‫وفي حديث أنس بن مالك قال‪ :‬قال النبي ‪٠‬و( آتي باب الجنة يوم القيامة‪ ،‬فأستفتح‪،‬‬
‫(‪)١١٧‬‬
‫فيقول الخازن‪ :‬من أنت؟ فأقول‪ :‬محمد‪ .‬فيقول‪ :‬بك أمرت ال أفتح ألحد قبلك )‬

‫‪ ) ١ .‬إ يتا ء ا لله نبيه جق ا لوسيلة وا لفضيلة‪:‬‬


‫بين رسول الله سس ألصحابه نبر هذه المرتبة العظيمة في الجنة‪ ،‬الخاصة به دون‬

‫غيره‪،‬فعن أبيهريرة^يه قال‪ :‬قال رسول لله يية‪( :‬سلوا الله لي الوسيلة) ‪ ،‬قالوا‪ :‬ارسول‬ ‫‪ ٦٢‬ض‬
‫الله وما الوسيلة؟ قال‪ ( :‬أعلى درجة في الجنة‪ ،‬ال ينالها إ الرجل واحد وأرجو أن أكون أنا‬

‫ا‪.‬وقدرغبناالنبييوأن نسأل الله تعالى له الوسيلة بعدكل أذان فقال‪( :‬منقال‬ ‫هو)(‬ ‫‪:‬إلقاة‬
‫(‪ )١١١‬ي‬ ‫لنا‬

‫(‪ )١١٢‬أي فيه من األباريق كعدد نجوم السماع والمقصود‪ :‬آنيته‪ .‬ينظر ؛ قنح الباري البن حجر (‪,)٤٨٠/١١‬‬
‫‪1‬‬

‫(‪ )١١٣‬صحيح البخاري (‪.)٦٥٧٩‬‬


‫(‪)١١٤‬قالفي معجم الوسيط‪ :‬جاز الموضع به‪ :‬سار فيه وقطعه‪ ،‬والمراد ‪ :‬أي يقطعه ويسير عليه بأمته صلى الله عليه وسلم‬
‫(‪ )١١٥‬صحيح البخاري (‪.)٨٠٦‬‬
‫(‪ )١١٦‬صحيحمسلم ( ‪.)٢٣١‬‬
‫(‪ )١١٧‬صحيح مسلم (‪.)٣٣٢‬‬
‫‪)١١٨0‬سننالترمذي(‪.)٢٦٢٢‬‬ ‫‪1‬‬
‫دج‬ ‫غ‬ ‫‪1,‬‬ ‫‪٠:‬ا‪٠‬ش‪.‬ا‬ ‫‪٠‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫‪١٦‬‬
‫المحاضرة‬

‫حينيسصعالنداء^اللهمربهذه الدعوة التامة‪ ،‬والصالةلقائمة‪،‬أتمحمدالوسيلة‬


‫وادوشه مقامامعمودا الذيومدذه‪.‬طت له شفاضي بوم |لقب‪1‬أل)ا‪"١‬ا‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬دالئل نبوة‬

‫الدالئل ‪:‬جمع داللة‪.‬بفتح الدالوكسرها‪.‬وهيلعالمةواألمارة التي يهتدىبها‬


‫الوصول إلى الشيء‪.‬‬

‫ودالئل النبوة‪ :‬هي العالمات التي عزز الله بها رسوله الكريم لتدلعلىصدق نبوته‬

‫من حكمة الله تعالى ورحمته أن أعطى سيد المرسلين ‪ ٠‬أعظم اآليات وأكثرها‬
‫وأظهرها وأدومها‪ ،‬ألن رسالته إلى جميع الثقلين‪ ،‬وهوخاتم األنبياء والمرسلين‪ ،‬وال نبي‬
‫بعده بيجآل‪ ،‬وآيات النبي بئة متجددة إلى يوم القيامة؛ حيث قال تعالى‪( :‬سنرييم ءايتتا فى‬
‫آال في زياأنفييم حقى يتبين لهم أنه ألحقأولم يفف بربك أئهرعلى كالى شفىء‬
‫غؤيذ افملت‪":‬‬
‫‪.]01‬‬

‫ودالئل نبوته ييخ عديدة ومتنوعة جدا أفرد العلماء لها التصانيف الكثيرة( ‪۴١‬‬

‫ومن هذه الدالئل ما يلي‪:‬‬

‫سف |‪-‬الغرآن|لصم‪:‬‬

‫أعظم معجزات النبي يل وأكثرها فائدة‪ ،‬وأعظمها نفعا‪ ،‬وأبلغها في الداللة على‬
‫صدق النبى ‪ ،٠‬قال تعالى‪ :‬ب زقالوأ نؤآل أنزل عليه ءايت قن ربه قل إنما أاليت‪،‬‬
‫عند آلله وإئتًا أثًا نذير فبين جم أو لم يثفهم أائً أنرأتا عليك آلكتب ينل عليهم‬

‫‪.10‬‬‫إن فى ذلك لرخمة وذكرى يقوم يؤمنون)(العلكبوت‪ .:‬ا‬


‫‪-0‬‬

‫(‪ )١١٩‬صحيح البخاري (‪.) ٤٧١٩‬‬


‫(‪ )١٢٠‬ينظر‪ :‬دالئل النبوة‪ ،‬للمستغفري (‪.)١١/١‬‬
‫(‪ )١٢١‬منها‪ :‬دالئل النبوة ألبي نعيم األصبهاني‪ ،‬دالئل النبوة للبيهقي‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫‪3‬ءة‬ ‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ااض ه‪6‬‬


‫‪|1‬عحأدثثرة‬
‫الكتاب والسنة‬
‫الوحوة األولى‪ :‬مدذل إلى السنة النبوية‬

‫ت‪:‬ار‪٠‬لالض‪٠:‬نئ‬

‫أوتى‪.‬ستتمهباللمراد أيه سجزة الطمى‪ .‬التي اختص بها دونغيره"‪)٧٧‬فالقرأن‬


‫العظيمهوالمعجزةالخالدة؛ذ لك أن معجزات ألنبياء انقرضت انقراضاعصارهم‪ ،‬لم‬
‫يشاهدها اال من حضرها‪ .‬ومعجزن القرآنمستمرذ؛لىيوم القيامة‪.‬‬

‫أاشاان‬ ‫حل‬

‫من دالئل صدق نبوته كغ‪ :‬بشارة األنبياء عليهم الصال ة والسال م و الكتب السابقة‬
‫به‪ ،‬و بيانصفاته فيها عليه الصال ة والسالم‪ ،‬قال تعالى‪( :‬آ لذين يتيعون آلرسول آكي‬
‫آألبى آلنى يحدوتنر قخثوبا عندخم فى القوة وآإلنجيل يأمزهم يألمغزوف وينهنهم‬
‫عن ألمنكر ويجل م آلطيبت ويحرم عليهم آلخبتيث ويضغ عنهم إضرهم‬
‫‪,‬وأزود القي كتن علييم فالنين ءاقنوأيه وعر ونصرو‪ :‬وآتبعوأآكورًالذقى‬
‫أنزل معهة أؤلتبك غم آلنفيخون)«لعااهد"»اأ‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬وإذ قال عيسى آنن‬
‫مزيم يبنى ‪ •**:‬رويلى إنى رسول آم إليكم مصدقا يما بين د—دئ بن آلتورنة‬
‫ومبيرا برسول يأق من بغدى أد—اذ أخمذ فلعا جآءهم بألبيتت قالوأ هكذا‬
‫يخر قبند[‪1‬سف‪:‬ا]‪٠‬‬

‫م‪ -‬اإلوهاصات بنبوة النبي ‪:٠‬‬ ‫‪1،‬‬

‫اإلرهاصات لغة‪ :‬جمع إرهاص‪ ،‬وهو‪ :‬األمر الخارق للعادة يظهر للنبي قبل بعثته (‪."٤‬‬

‫وقد ألف العلماء في ذلك مؤلفات‪ ،‬وسنقتصر على بعض اإلرهاصات التي سبقت بعثة‬

‫النيي ‪ ٠‬ومنها‪:‬‬

‫(‪ )١١٢‬صحيح البخاري ( ‪. ) ٧٢٧٤‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪) ٢٧‬‬ ‫(‪ )١٢٣‬حح‬

‫طا‬ ‫‪..‬‬ ‫ئ‬ ‫‪-‬‬ ‫| جنإ ز ‪.‬تكشف‪ .‬لى‪٦‬ف غ ;ج ن؛ ‪٠,٠٠٠٠‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه واض ك‪8٠3006‬‬


‫المحاضرة‬

‫‪.١‬النور الذي راته امه لما حملت به ووضعته ‪:‬‬

‫عن العرباض بن سارية الفزاري ه قال سمعت رسول الله ‪ ٠‬يغول‪ ( :‬إنى عند الله‬
‫مكنوبخاتم النبيينوإنآدملمنجدلفيطينته‪ ،‬سأخبركم بأولذلك‪:‬دعوةأبيإبراهيم‪،‬‬
‫وبشارة عيسى‪ ،‬ورؤيا أمي التيرأت حين وضعتني أنه خرج منها نور أضاءا ت لها منه قصور‬
‫الشام)(‪.)١٢٥‬‬

‫‪ . ٢‬تطهير قلب ا لنبي قلة‪:‬‬

‫عن أنس بن مالك أن رسول الله ‪ ٠‬أتاه جبريل ءذياممموهـو يلعب مع الغلمان‪ ،‬فأخذه‬

‫فصرعه فشق عنقلبه‪ ،‬فاستخرج القلب‪ ،‬فاستخرج منه علقة‪ ،‬ففال‪ :‬هذا حظ الشيطان‬
‫منك‪ ،‬ثم غسله في طست من ذ هب بما ء زمز م ثم ألمه‪ ،‬ثم أعادهفي مكانه و جا ء ا لغلمان‬
‫يسعون إ لى أمه ( يعني ظئر ه) فقا لوا‪ :‬إن محمد ًا قد قتل‪ ،‬فا ستقبلوه وهو منتقع ا للون‪ ،‬قا ل‬

‫أنس‪ :‬وقد كنت أرى أثر ذلك المخيطفيصدره( ‪.) ٢‬‬

‫‪ .٣‬تسليم ا لحجر على ا لنبي ا قبل بعثته‪:‬‬


‫عن جابر بن سمرة ‪ ،٠‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ :٠‬إنيألعرفحجرًا بمكة كان‬
‫يسلم علي قبل أن أبعث‪ ،‬إني ألعرفه اآلن) ( ) ‪ ،‬قال النووي يحلشة تعالى‪ :‬فيه معجزة له‬
‫)‪.‬‬ ‫وفي هذا إثبات التمييز في بعض الجمادات (‬

‫‪ . ٤‬ا اليات ا لخبرية ‪:‬‬

‫المقصود باآليات الخبرية‪ :‬إخبار النبي ‪ ٠‬عن أمور غائبة معينة إخبارا صادقا‬
‫أل‬ ‫لسه كافل راها بعينه‪ ،‬رسسد^ة من براهين ‪ ٥" ، " ٥‬ال تكون قط " لنبي‪،‬‬

‫قيما‬ ‫النوع األول‪ :‬اإلخبار عن النيوب الماضية‪ :‬كما أخبر عنقصص األنبياء السابقين‪ ،‬آدم ونوح‬

‫وإ براهيموا سرا ئيل واسماعيل وموسى عليهم الصالة والسالم‪ ،‬وذي القرنين وأصحاب الكهف‬
‫وغير ذلك من قصص األنبياء والصالحين إخبارا مفصلة مبينة‪ ،‬يستحيل أن يكون إا بإنباء‬

‫وإعالممن الله تعالى‪ ،‬وقد سبق الكال معن هذافي اإلعجاز الغيبيفي القرآن الكريم‪ ،‬فليراجع‪.‬‬

‫(‪) ١٢٥‬صحيح ابنحبان(‪.)٦٤٠٤‬دالئل النبوة للبيهقي (‪ .)٨٠/١‬وينظر‪ :‬لسيرة لنبوية ابن هشام‪.)١٨١-١٨٠/١‬‬
‫(‪ )١٢٦‬صحيحمسلم ( ‪.) ٢٦١‬‬
‫(‪ )١٢٧‬صحيح مسلم ( ‪.) ٢٢٧٧‬‬
‫(‪ )١٢٨‬شرحصحيحمسلم‪ ،‬للنووي ( ‪.) ٤٠/١٥‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫الثتا ب والسنة‬
‫المحافت^ه‬ ‫ا‬
‫الوحدة اللولى‪ :‬مدثل إلى السنة النبوية‬

‫‪.‬اإلخبار عن الغيوب الحاضرة‪ .‬في وفته ‪ ,٠‬فقد أخبر ‪ ٠‬سبات‬ ‫‪-.1" ......‬‬

‫وقعتوزمانهكصاأخيرعليهالصالةوالسالم‪،‬ومنأمثلةذلكمارواهبوهريرةره‬

‫قال‪ :‬نعى ننا رسول الله د النجاشي صاحب الحبشة‪ ،‬في اليوم الذي مات فيه‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫( استغفروا ألخيكم )‬

‫النوع الثالث‪ :‬اإلخبار عن الغيوب اآلتية‪ ،‬فقد أخبر النبي الب عن كثير من األمور‬

‫اآلتية‪ ،‬فوقعت بعد زمانه كما أخبر عليه الصالةوا لسالم‪.‬‬

‫ومن األمثلة على ذلك حديث أبي بكر نله الله عنه قال‪ :‬رأيت الرسول ‪ ٠‬على‬
‫المنبر‪.‬والحسن بن على إلى جنبه‪ ،‬وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى‪ ،‬ويقول‪" :‬إن‬
‫‪.‬‬ ‫ابنيهذاسيد‪،‬ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين منا مسلمين"‬

‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية لنه تعالى‪ :‬فوقع هذا كما أخبر به‪ ،‬بعد موت الرسول‬

‫‪.‬مدة بنحو ثالثين سنة‪ ،‬وهو سنة أربعين من الهجرة‪ ،‬لما أصلح الله بالحسن بين الفئتين‬

‫‪.‬‬ ‫العظيمتين‪ ،‬اللتين كانت متحاربتين بصفين عسكر علي وعسكر معاوية‬

‫ه‪ .‬االيات الفعلية ‪:‬‬

‫إذا كانت اآليات الخبرية السابقة ترجع إلى العلم‪ ،‬فإن االيات الفعلية لنبوته يي‬
‫تتعلق بالقدرة والفعل والتأثير‪ ،‬ويجمعها القدرة على أفعال وتأثيرات خارجة عن معهود‬

‫الخلق‪.‬‬

‫وا آليات والدالئل ا لفعلية على نبوته يي تأتي على أنواع‪:‬‬


‫النوع األول‪ :‬ما هوفي العالم العلوي‪ ،‬ولهذا النوع من اآليات أمثلة كثيرة منها‪ :‬انشقاق‬
‫القمر‪ ،‬قال تعالى‪7 :‬آقتربتآلساعة وآذشقآلقمرا(القصراأوقد انشق القمر آية لصدقا لنبي‬
‫‪ ٠٠‬فعن أنس بن مالك نلييه ( أن أهل مكة سألوا رسول الله بنة أن يريهم آية‪ ،‬فأرا هم‬
‫)‪ ،‬وهي آية عظيمة ال يكاد يعدلها شيء من آيات‬ ‫القمر شقتين‪ ،‬حتى رأوا حراء بينهما )(‬
‫األنبياء‪.‬‬

‫(‪ )١٢٩‬صحيح البخاري (‪.)١٣٢٧‬‬


‫(‪ )١٣٠‬صحيح ا لبخاري ( ‪.)٢٧٠٤‬‬
‫(‪ )١٣١‬ينظر‪:‬الجواب الصحيحلمن يدل دين لمسيح (‪.)٢٢٦/٣‬‬
‫(‪ )١٣٢‬صحيح البخاري (‪.)٣٨٦٨‬‬

‫‪16٢‬ا‪1‬ا‪3‬ء‪3015‬ه ا‪٤‬ر ه‪3006‬ء‪3‬‬


‫ااا‬ ‫‪١٦‬‬
‫المدانرة‬

‫>‪ ،‬وطاعة السحاب له‪،‬‬ ‫النوع الثاني‪ :‬آيات الجو‪ ،‬كاستسقائه تة‪ ،‬واستصحائه‬
‫اعلىعهد‬ ‫ونزول المهلر بدعائه جائً فعن انس بن مالك ام قال‪ :‬أصابت الناس سنة‬
‫الن يو‪ ،‬فبيناالنبي ية يخطب يوم الجمعة‪ ،‬قام أعرابي فقال‪ :‬يارسول الله هلك المال‬
‫جاء األهل‪ ،‬فادء الله لنا‪ .‬فرفع يديه‪ .‬وما نرى فى السماء قزعة ا‪ ،‬فوالذي نفسي بيده‬

‫ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال‪ ،‬ثملم ينز لعن منبره حتىرأيت المطر يتحادر‬
‫على لحيته فغ ‪ ،‬فمطرنا يومنا ذلك‪ ،‬ومن الغد وبعد الغد‪،‬والذي يليه‪ ،‬حتى الجمعة االخرى‪،‬‬
‫وقام ذلك األعرابي‪ .‬اوقال غيره‪ ..‬فقال‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬تهدم البناء وغرق المال‪ ،‬فادع الله‬
‫لنا‪،‬فرفع يديه‪ ،‬فقال د‪ ( :‬اللهم حوالينا وال علينا )فما يشير يده لى ناحية من السجاب‬
‫إا انفرجت‪ ،‬وصارت المدينة مثل الجوبة ا ‪ ،١‬وسال الوادي قناة شهرا ولم يجي* احد‬
‫)‪٠‬‬ ‫من ناحية إال حدث بالجود ‪1‬‬

‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫النوعالثالش‪ :‬من اآليات الفعلية‪ :‬تصرفهفي اإلنس والحيوان والجن‬


‫النوع أمثلة كثيرة منها‪ :‬ما روى عبدالله بن جعفر ثاقال‪ :‬أردفني رسول الله توة خلفه‬
‫ذاتيوم‪ ،‬فدخل حائطا لرجل من األنصار فإذا جمل‪ ،‬فلما رأى النبي تئب حن وذرفت عيناه‪،‬‬
‫فآتاهالذبى‪٠‬فمسحذفراه(‪)١٣٩‬فسكتفقالسذنهذا الجمل؟ لمن هذا الجمل فجاه‬

‫فتىمناألنصار فقال لي يا رسول الله فقال‪( :‬أفال تتقي اللهفي هذه البهيمة التيملكك‬

‫ا‪.‬‬ ‫اللهإياهافإنهشكاإلي أنك تجيعهوتدئبه)‪( .‬‬

‫النوع الرابع‪ :‬آثاره ييةفي األشجاروالخشب‪ ،‬ولهذا النوع أمثلة كثيرة منها‪ :‬حديث‬
‫جابر بنعبدالله ذغقاقال‪ :‬كان المسجد مستوفًا على جذوع من نخل‪ ،‬فكان النبي ‪ ٠‬إذ ا‬

‫خطب القوم يقوم إلى جذع منها‪ ،‬فلما صنع له المنبر وكان عليه‪ ،‬فسمعنا لذلك الجذع صوتا‬

‫(‪ )١٣٣‬من اسو‪ ,‬وهو ذهاب الليم وانتشاعه‪ .‬والمراد‪ :‬انكشاف لغيموالسعبوذهابها‪ .‬ينظر‪ :‬سان العرب (‪)٢٠٥/٨‬‬
‫‪1‬‬

‫مادة‪ :‬صحا‪.‬‬
‫(‪ )١٣٤‬السنة‪ :‬الجدب‪ :‬أي‪ :‬أصابهم جدبوقحط‪ .‬ينظر‪ :‬النهايةفيغريب الحديثواألثر (‪ )٨١٦/١‬مادة‪ :‬سنن‪.‬‬
‫‪,‬‬ ‫(‪ )١٣٥‬أي‪:‬قطعةمن الغيم‪.‬ينظر‪ :‬المرجع لسابق (‪ )٤٥٠/٢‬مادة‪ :‬قزع‪.‬‬
‫(‪ )١٣٦‬الجوبة‪ :‬هي لحفرة المستديرة الواسعة‪ ،‬وكلمنفتقال بناء‪ ،‬أي‪ :‬صار الغيمو|لسحاب‪ ،‬محيطا بافاق المدينة‪ .‬ينخظر‬
‫المرجع السابق (‪ )٣٠٣/١‬مادة‪ :‬جوب‪.‬‬
‫(‪ )١٣٧‬صحيح البخاري (‪.)٩٣٣‬‬
‫ه‬ ‫(‪ )١٣٨‬ينظر‪ :‬الجواب الصحيح لمن بدل دين لمسيح (‪.)٣٧٧/٣‬‬
‫(‪)١٣٩‬الذفران‪:‬مثنىذفرى‪،‬والذفرى من البعير مؤخررأسه‪ ،‬أصل أذنيه‪ .‬وقوله‪( :‬تدئبه) أيتكرههوتتعبه‪ .‬ينظر‪ :‬عون‬
‫المعبود‪٠١٥٨/٧،‬‬
‫(‪ )١٤٠‬سننأبيداود ( ‪.)٢٥٤٩‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫الكقاب والسنة‬
‫‪|٢٢‬‬
‫اسوئزه‬ ‫الوحدة األولى‪ :‬مدخل إلى السنة النبوية‬

‫)‬ ‫كصوت انعشار أم حتى جاءالنبي ‪ ٠‬فوضع يده عليهافسكنت"‬

‫النوع الخامس‪ ..‬الماء و‪,‬لطعاموالئعار الذي كان يكثر ببركتها؟ فوق العادة‪ ،‬وهذا‬
‫باب واسع ‪ ،,١٤٤‬ومن األمثلة عليه روى أنس بن مالك م قال‪ :‬ر أيت رسول الله فته وحانت‬
‫صالة العصر‪ .‬فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه‪ ،‬فأتي رسول الله تاة بوضوء‪ ،‬فوضع‬
‫رسول الله حيف في ذلك اإلناء يده‪ ،‬وأمر الناس أن يتوضؤوا منه ‪ ،‬قال‪ :‬فر أيت الماء ينبع من‬
‫‪.‬‬ ‫تحت أصابعه‪ .‬حتى توضؤو ا من عند آخر هم‬

‫‪ -٦‬المسلك الشخصي‪:‬‬
‫وهو االستدالل على صدق النبي ية بهيئته‪ ،‬وصفاته‪ ،‬واطراد الصدقفي أخباره‪،‬‬
‫والعدلفي أحكامه‪ ،‬وبيان ذلك منوجوه منها‪ :‬االستدالل علىصدقه بنور وجهه يألة‪ ،‬فعن‬
‫عبدالله بن سالم غيهقال‪ :‬لما قدم رسول الله ئغ يعني المدينة‪ ،‬انجفل الناس إليه‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫قدم رسول الله بجة‪ ،‬قدم رسول الله بة‪ ،‬قدم رسول الله ‪ . ٠‬فجئت في الناس ألنظر إليه‪،‬‬
‫فلما استبنت وجه رسول الله ية عرفت أنه وجهه ليس بكذاب‪ ،‬وكان أول شيء تكلم به‬
‫أنقال‪( :‬يا أيها الناس‪ :‬أفشوا السالمعليكم ورحمة اللهوبركاته وأطعموا الطعام وصلوا‬

‫والناس نيام تدخلوا الجنة بساد م) ا؛ ا‪.‬‬

‫‪٠٧‬ا لمسلك النوعي‪:‬‬

‫وهو االستدالل على صدق النبي ا بما جاء به من العلوم واألعمال‪ ،‬ألنها من جنس‬

‫عا جاءت به الرسلقبلهفي اإلخبارات واإلنشاءات‪ ،‬فقد أخبر عن توحيد الله وصفاته‬
‫ومالئكته وخلقه بمثل ما أخبرت به الرسل‪ ،‬وأمر باألصول الكلية التي دعوا إليها‪ ،‬كالتوحيد‬

‫والعدل‪ ،‬والصدق‪ ،‬والصالة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬ونهى عن الشرك‪ ،‬والظلم‪ ،‬والفواحش كما نهت عن‬
‫ذ لك ا لرسل قبله ‪ ،‬ومن ا ألمثلة على ذ لك‪:‬‬

‫‪ - ١‬حديث عائشة أم المؤمنين ‪٠‬نم‪٠‬لى أنها قالت‪ ( :‬أول ما بدئ به رسول الله يؤ من‬

‫الوحي الرؤيا الصالحةفي النوم‪ ...،‬وفيه أن خديجة ‪٠‬سيإ انطلقت به إلى ورقة بن نوفل فسمع‬

‫(‪ )١٤١‬جاءفي حديث آخر في البخاري (‪( :)٣٥٨٤‬فصاحت النخلة صياح الصبي) ‪.‬‬
‫(‪ ) ١٤٢‬أي‪ :‬هدأت‪ ،‬قالفي معجم الوسيط‪ :‬سكن المتحرك‪ :‬وقفت حركته‪ ،‬وسكنت الريح‪ :‬هدأت‪.‬‬
‫(‪ )١٤٣‬صحيح البخاري (‪.)٢٥٨٥‬‬
‫(‪ )١٤٤‬ينظر‪ :‬الجواب الصحيح لمن يدل دين المسيح (‪.)٣٩٤/٣‬‬
‫(‪ )١٤٥‬صحيح البخاري (‪.)١٦٩‬‬
‫(‪)١٤٦‬سنن الترمذي (‪.)٢٤٩٢‬‬

‫‪3 3‬‬ ‫‪٦ 03٢٣٦803006٢‬رأ‪1‬م‪١٨‬‬


‫ا‬
‫المحانرة‬

‫منه ثم قال لهورقة‪ :‬هذا الناموس الذي نزل علىموسى‪.)١٤٧()...‬‬

‫‪ -٢‬ما ورد في قصة النجاشي عندما قرأ عليه جعفر بن أبي طالب غله صدرا من‬

‫سورة مريم‪ ،‬حيث قال النجاشي لجعفر ‪ :‬هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ فقال له‬
‫جعفر‪ :‬نعم‪ ،‬فقالله النجاشي‪ :‬فاقرأهعلي‪ ،‬فقرأعليهصدرا من (كهيعص) فبكىوالله‬
‫النجاشي حتى أخضل لحيته‪ ،‬ثمقال النجاشي‪( :‬إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من‬

‫مشكاة واحدة)(‬

‫والمسلك النوعي كما يدي على صدق النبي ا‪ ،‬فإنه يدل على صدق األنبياء قبله؛‬
‫ألنه أخبر بمثل ما أخبروا‪ ،‬وكل منهم أخبروا عن توحيد الله وصفاته وعرشه وخلقه بأخبار‬
‫مفصلة يمتنع االتفاق عليها عادة إال بتواطؤ‪ ،‬فإذا لم يكن تواطؤوال تشاعر علم أن كال منهم‬

‫صادق‪.‬‬

‫(‪ )١٤٧‬صحيح البخاري (‪.)٣‬‬


‫(‪ )١٤٨‬مسند أحمد (‪.)١٧٤٥‬‬

‫*‪31٢٦8٠3111161‬ن ‪1٦‬ئ‪1‬مم‪ ١‬ه‪16‬ا ‪8 3‬‬


‫الكتاب والسعنة‬
‫الوددة األولى‪ :‬مدثل إلى السنة النب‪9‬ية‬
‫ع‪٢‬ا‬
‫‪1‬كئ سره‬

‫م‬

‫أ‪ -‬تعريغ السنة اغة‪:‬‬


‫تطلق على الطريقة والسيرة حسنة كانت أو قبيحة‪ ،‬والجمع‪ :‬ستن(‪،)»٣‬ومما يدل‬
‫على هذا المعنى من محكم التنزيلقوله تعالى‪( :‬وقا منع آكاس أن يؤمنقأ إذ جآءهم‬
‫آله ذئ وينتغفزوًا ربهم إآل أن تأتيهم سئة أألؤلين أو يأتيهم العذاب فبال)«لكههم»ا‪.‬‬

‫ويدل على هذ ا المعنى من السنة قوله ‪ :٠‬من سن في اإلسال م سنة حسنة‪ ،‬فله‬
‫أجرها‪ ،‬وأجر من عمل بها بعده‪ ،‬من غير أن ينقص من أجورهم شيء ‪ ،‬ومنسنفي‬
‫اإلسال م سنة سيئة‪ ،‬كان عليه وزر ها ووزر من عمل بها من بعده‪ ،‬من غير أن ينقص من‬
‫)‪.‬‬ ‫اوزارهم شيء (‬

‫لل ب‪-‬تعريف السنة اسللذئ‪:‬‬

‫السنة النبوية المصدر الثاني من مصادر التشريع اإلسالمي‪ ،‬والعلماء في الفنون‬


‫الشرعية يستقون منها‪ ،‬ويرجعون إليها ويأخذون منها كل بحسب تخصصه‪ ،‬ولذلك‬
‫كان لكل أصحاب فن من الفنون الشرعية اصطالحهفي تعريف السنة‪ ،‬ومن أجل ذلك‬

‫غ لتعريف السنة عند المحدثين والفقهاء واألصوليين على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ - ١‬تعريف السنة عند علماء الحديث‪:‬‬

‫ما أثرعن النبي يلذ‪ :‬منقول‪ ،‬أوفعل‪ ،‬أوتقرير‪ ،‬أوصفةخلقية‪ ،‬أوخلقية‪.‬‬

‫محيح مسلم (‪.)١٠١٧‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫‪0‬ا‬ ‫‪١٧ .‬‬
‫اامحا^لرئ‬

‫‪ ٥‬شرح التعريف‪:‬‬

‫‪ .١‬القول‪ :‬هو ما تحدث وتكلم به النبي يية‪ :‬في مختلف المناسبات‪ ،‬وغالبها بيان‬
‫ألحكام اإلسالم وما يتعلق به‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬حديث عمر بن الخطاب غله قال‪ :‬سمعت رسول الله ا‪ :‬يقول‪( :‬إنما‬
‫األعمال بالنيات‪ ،‬وإنما لكل امرئ ما نوى‪...‬الحديث)( ‪.)١٥١‬‬

‫‪ .٢‬الفعل‪ :‬ما نقله الصحابة ه من أفعال النبي ‪ :٠‬في شؤون العبادة وغيرها‬
‫كأداء الصلوات‪ ،‬ومناسك الحج‪ ،‬وآداب الصيام وقضائه‪ ،‬ومعاملته ألهل بيته ونحو ذلك‪.‬‬

‫‪ .٣‬التقرير‪ :‬ما أقره الرسول ا من أفعال أو أفعال صدرت عن بعض أصحا به لله‬

‫بسكوت منه مع داللة الرضى‪ ،‬أو بإظهار استحسان وتأييد‪.‬‬

‫‪ . ٤‬الصفة الخلقية‪ :‬هي هيئة النبي يية وصفته التي خلقه الله عليها‪ ،‬كصفة وجهه‬
‫وطوله وغير ذلك‪ ،‬ومن أمثلتها قول البراء نلييه‪ :‬كان رسول الله يلن أحسن الناسوجها‪،‬‬
‫وأحسنهمخلقا‪ ،‬ليس بالطويل ل بائ ن‪ ،‬والبالقصير ( ‪.) ١٥‬‬

‫‪ .٥‬الصفة الخلقية‪ :‬وهي ذكر أخالقه ا‪ ،‬وما طبعه الله تعالى عليه من كريم األخالق‬

‫والسجايا‪ ،‬وهي ما يسمى عند علماء السنة (الشمائل) ويكفيفي ذلك ما وصفه الله تعالى‬
‫في كتابه الكريم (وإنك لعلى خلق عظيز‪ [٩‬لغلم‪:‬ع]‪ .‬وقال أبو سعيد الخدري في‪" :‬كان‬
‫‪1‬‬

‫)‪.‬‬ ‫النبيييف أشدحياء من العذراءفيخدرها" (‬

‫‪ -٢‬تعريف ا لسنة في اصطالح ا ألصوليين‪:‬‬


‫ما نقل عن النبي ا من قول أو فعل أو تقرير‪.‬‬

‫‪ )١٥١( .‬صحيح البخاري (‪.)١‬‬


‫‪ )١٥٢( .‬صحيح البخاري (‪.)٢٥٤٩‬‬
‫" ؛!بخاري (‪٠٤٣٥٢٦‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫المحانرة‬ ‫ةص‪-٠٠‬ا‪٠‬‬

‫السنةفياصطالح لفقها‬
‫ثبتعنالنبي^^ةمنغير افتراض والوجو‬

‫بزعله‪،‬وال يعاقب بتركه‬


‫وعرفت عندهم بأنها‪ :‬ما يستحق‬
‫أ‪٠‬اسنالرابة‪٠‬ئماسل‪٠‬ص‪5‬ماوئع‪,‬حجاصوع‪ .‬الذكر ب‪٠‬داصد‬

‫السى ف اختالف التعاريف‪:‬‬


‫‪-‬دألالآلفهاالصطالحإلىاص؛األغراضاتييخىبهاكل‬

‫اهل العلم‬
‫اءنوجالله‪٠‬اإل‪.‬امابديالديبللهعاش‬
‫ئسلةفذلةفذ؛ثدواكل‪٠‬دابصلبهمنسيرةوغلقوشماذلواخب‪1‬رواقوال‬

‫وأفعال‪ ،‬سواء أثبت ذلك حكما شرعيا أم ال‪.‬‬

‫وعلماءاألصول‪ :‬اسابحثواءنرسوالس|الشلئعالذيضعقوساصتهدعنسه‬
‫ويبينللناسمنهجالحياة‪،‬فاعتنوابأقوالهوأفعالهوتقريراتهلتيتثبتاألحكامب هاو تقررها‪.‬‬

‫وعلماء الفقه‪ :‬إنما بحثوا عن رسول الله» الذي ال تخرج أفعاله عن الداللة على حكم‬
‫شرم وهم يبض عن خئم الشرع طى شال |بدوطا أو ‪۶‬مة أوإباحة أوضرذلك‪.‬‬

‫(‪ )١0٤‬ينظر‪:‬مغجم المحطلحات وااللفاظ لفقهية‪٢٩٨/٢ :‬‬

‫‪٠٠- -‬؛‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫‪!٢٧‬‬ ‫‪١٨‬‬
‫المحا^ررة‬

‫سنةرسواللله^ؤهي األصل الثاني من أصول لتشريع اإلسامي‪،‬وهيأحد قسمي‬


‫الوحي اإللهي الذي أنزلعلىرسول الله د‪ ،‬والقسم األولهوالقرآن الكريم‪ ،‬فكلمن‬
‫القرآن الكريموالسنةوحيمنا لله تعالى‪ ،‬قال جل‪ ،‬وعاد‪( :‬وما نطق عنألهوتجم إن غ‪-.‬‬
‫إال زى يوح) االلجه^ءا‪.‬‬

‫فالله سبحانه وتعالى قد أنزل القرآن الكريم على رسوله ‪ ٠‬ليكون المصدر األول‬

‫للتشريع‪ ،‬بما يشتمل عليه من ا ألصول العامة واألحكام المجملة وهو يلة مكلف بتبليغه‬
‫ب‬
‫وبيانه وتوضيحه للناس‪ ،‬فإلى جانب تبليغ وحي الله تعالى وهوالقرآن الكريم‪ ،‬وهي المهمة‬
‫األولى للرسول ‪ ،٠‬فعليه أنيبينهذه األصول العامة وتلك األحكام المجملة‪ ،‬قالتعالى‪:‬‬
‫هزأولشآإلياق آلي كر لثبين يلائس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكزون» سل‪:‬عع]‪.‬‬
‫[‪1‬‬

‫اوارد‬

‫وال خالف بين العلماء الذين يعتد بهم في أن السنة يحتج بها‪ ،‬وقد دل على مكانتها‬
‫وحجيتها القرآن الكريم والسنة واإلجماع‪.‬‬

‫أ أدلة حجية السلة‪:‬‬

‫‪ -١‬أدلة حجيتها من القرآن الكريم‪:‬‬

‫ورد في القرآن الكريم عدد من اآليات تبين مهمة الرسول ا وتوجب طاعته‬
‫يية وأنها من طاعة الله تعالى‪ ،‬وتأمر بالتسليم واالستسالم لحكمه واالستجابة له ييذ‪،‬‬
‫وتحذر وتنهى عن مخالفته ‪ ،٠‬ومن ذلك‪:‬‬

‫‪ - ١‬قال تعالى‪( :‬من يطع ألرسول فقذ أطاع آللة ومن تولى قًا أزسلتك عليهم‬
‫حفيظا؛ االنساء‪ ، 1٨.:‬ففى هذه اآلية ربط الله تعالى طاعة الرسول ييف بطاعته تبارك وتعالى‪،‬‬
‫وقد وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم بمثل هذ ا المعنى‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى‪( :‬وأيليعوأ‬
‫أللة زأطنوأألؤشول‪:‬فان توليثم فإنما عل وسويتا أنبلغ ألثتئ‪,‬؛[التظبن‪٠)!٢:‬‬

‫‪ -٢‬قال تعالى‪( :‬فال وربك ال يؤانون حقى يحكموك فيتا شجر بينهم ثم أل‬

‫‪ 3 06)1‬ج‬ ‫‪16٢‬ا ‪3 3‬ا‪30‬ه‬


‫استأنفرة‬ ‫‪٠‬‬ ‫اسأب ‪9‬للع‪٠‬عغة‬
‫الوددة األولى‪ :‬مدذل إلى السنة النبوية‬ ‫‪ ٢٨‬ا‬

‫يتذحثبد‬
‫‪ ٢‬ادلةحجية السنة من لسنة‪:‬‬
‫وجاتأحاديثعدة^السنةالمطهرةندلعلىحجيتها ووجوبا تمسكو العمل‬

‫‪.‬‬ ‫بها‪،‬ومن ذلك‪:‬‬


‫‪٠‬لحلهاندج|لله»همالءضمسءععطمة‬ ‫ب‬ ‫‪١‬‬
‫نوضىسوب‪٠‬وضهلال‪(:٠‬ءيىأصمغة الخى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الراشدينالمهديينتمسكوابها‪،‬وعضوا عليها بالنواجذ‪،‬وإياكمومحدثاتا الموره فإنكل‬

‫‪.‬‬ ‫محد ثة بد عة‪ .‬و كل بد عة ضال لة )‬

‫‪-٢‬ومماجاءفأن الرسولي^قدعلق دخول لجنة بطاعته والحرمانمنها‬


‫يمعصيته‪ ،‬فعن أبى هرير ة ‪ ٠‬الله طه قال‪ :‬قال رسول الله للال‪( :‬كل أمتي يدخلون‬

‫الجنة إال من أبى" قيل‪ :‬ومن يأبى يا رسول اللها قال‪" :‬من أطاعني دخل الجنة‪ ،‬ومن‬

‫)‪.‬‬ ‫عصاني فقد أبى)(‬

‫‪ -٣‬حجية ا لسنة من ا إلجماع‪:‬‬


‫أجمعت األمة من لدن صحابة رسول الله فيلذ ‪ -‬رئفيء ‪ -‬إلى العصر الحاضرعلى أن‬

‫السنة النبوية المطهرة حجة واجبة االتباع يجب التمسك والعمل بها‪ ،‬وممن نقل اإلجماع على‬
‫ذلك اإلمام الشافعي تحلئه تعالى حيث قال‪ :‬أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة‬
‫‪.‬‬ ‫الرسولييخ‪ ،‬لميكن له أن يدعها لقول أحد من لناس" (‬

‫السنة المطهرة مرتبطة بالقرآن الكريم ارتباطا وثيقا‪ ،‬ألنها وحي من الله تعالى‪،‬‬
‫وارتباطها بالقرآن يتمثلفي الوجوه التالية‪:‬‬

‫(‪)١٥٥‬سنن أبي داود (‪.)٤٦٠‬‬


‫(‪ )١٥٦‬صحيح البخاري ( ‪.)٧٢٨٠‬‬
‫(‪ )١٥٧‬ينظر‪ :‬إعالم الموقعبن‪ ،‬البن القيم (‪.)١١/٢‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫المحارة ل‬

‫ي‬ ‫اةشهؤىة‪9‬هو ةساهما‪(1‬ة(؛ن‪1‬لئ‪٠‬ؤ‪ :‬غ‬ ‫قئد‪:٠٠‬اا‬

‫ومؤكدة للحكم الشرعي الذي جاء في القرآن‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬وردتفي القرآن الكريم آيات تدل‬
‫علىوجوب اصالن و الزكاة والصوموالحج‪ ،‬وحرمة أكل مال الغير‪ ،‬والنهيعنلزنا وعقوق‬
‫الوالدين‪ ،‬وشهادة الزور‪ ،‬وجاءتفي السنة أحاديث تدل على ذلك كله وتؤكده‪ ،‬ومن األمثلة‬
‫قول الله تعالى‪( :‬وأقيموًاآلصلوة وءاتوأآلزكوة) اللبغرة‪:‬مع‪1.11 ..‬الور‪:‬ا‪1.0‬لععل‪.)٢٠:‬‬

‫وجاء في السنة قوله ييذ‪( :‬بني اإلسالم على خمس‪ :‬شهادة أن ال إله إال الله وأن‬
‫)‪.‬‬ ‫محمدا سل اله واقام الصانة؛ والتاء الزكاة‪ ،‬والحج‪ ،‬وصوم رمضان)(‬

‫‪ :٠‬أاللدًاة ‪.‬تأتي عضدرة ‪0‬مليلة هلاأبعك ‪1‬ةمخآن ‪1‬خلزللم‪:‬‬ ‫لل‬

‫أغلب السنة من هذا النوع‪ ،‬ولهذا وصفت السنة بأنها مبينة للكتاب‪ ،‬وهذا التفسير‬
‫والتبيين جاء على عدة أنواع‪:‬‬

‫‪ .١‬تفصيل مجمل ا لقرا ن ا لكريم‪:‬‬


‫جاءت آيات كثيرة من القرآن الكريم مجملة المعنى‪ ،‬فجاءت السنة تفصل وتبين ذلك‬
‫المجمل‪ ،‬كاألحاديث ا لتي فصلت أحكام العبا دات والمعامال ت التي وردتفي القرآن مجملة‪،‬‬

‫فمثال‪ :‬جاء األمر بالصالة في القرآن مجمال‪ ،‬فجاءت السنة وبينت عدد ركعاتها وكيفياتها‬

‫وأوقات الصلوات‪ ،‬وكالزكاة وردفي القرآن مجملة‪ ،‬وبينت السنة مقاديرها‪ ،‬ونحوذلك ومثله‬

‫كثيرة جدا في القران الكريم والسنة‪.‬‬

‫‪ .٢‬تقييد المطلق‪:‬‬

‫قال الله تعالى‪( :‬وآلسارق وآلسارقة فآقطعوًا أيديهما جرآء بما كسبا ئكال تمن‬
‫أللي وألله عزيزحكيم) [المأفة‪ ،]٣٨:‬فاليد هنا مطلقة‪ ،‬وهي تشمل من أطراف ا ألصا بعإ لى‬
‫مفصل الكتف‪ ،‬فجاءت السنة فقيدت ذلك اإلطالق‪ ،‬وبينت ان قطع يد السارق من مفصل‬
‫)‪.‬‬ ‫الكف‪ ،‬حيث أمر الرسول ا بقطع يد السارق من المفصل(‬

‫(‪ )١٥٨‬صحيح البخاري (‪.)٨‬‬


‫(‪ )١٥٩‬سننالدارقطني(‪.)٣٤٦٦‬‬

‫د‪،||1‬تر‪1‬د‬ ‫م‪.‬‬

‫‪1٦‬أ‪1‬مم‪١‬‬
‫(سيثلرؤ‬ ‫اش ال االد‪،‬إة الناا»‬ ‫‪-.‬اا اأ الهياة‬
‫اداب واالسة‬

‫‪ ،٣‬فخ‪١‬صيص ادمام!‬
‫وردتي القرآنأوامرءهة‪٠‬ب‪٠‬ح‪٠‬اسحهـبت‪٠‬عا العمومكمافي قوله تعالى‪:‬‬
‫<‪٠‬خائًلذةقبك‪٠‬ئكل؛‪٧‬زغئالًاللكي>ااسد‪:‬اا‪4‬فاالجضت زق األوالد‬
‫فيإلرمنآبائهموأمهاتهم‪،‬لكنلسنةمنسالولد القائل من الميراث فقدقاالف‪ :‬ليس‬
‫فذ‪ ٠٠٠‬وان ند‪٦‬ل‪٦‬وا;ث فوارده أقرب الناس ايه‪ .‬واليرج القاش شيائ"‪٦-١‬م‪٠‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪. ٤‬بيان المبهم والمشكل‪:‬‬


‫فعندما نزل قوله تالى‪( :‬لنين ءامثوأ ولم يليس^أإيمتهم يغشم اوينى لفم‬
‫ازنن زلهم مهئدون) ‪,‬اسام‪ ،|٨٢:‬شقذلك على أصحاب النبي ا‪ ،‬وقالوا‪ ,‬آينا لم يظلم‬
‫نفسه؟ فقال رسول الله يؤ‪ .:‬ليس كما تظنون‪ ،‬إنما هو قول لقمان البنه‪( :‬يبف ال ث^رلذ‬

‫رائدي إن أليزلة لظنم عظيم) [سان;“ ا‪٠‬‬


‫‪11‬‬

‫ل الوبه األلث‪ :‬السلة تأتي مستقلة!التسويج‪:‬‬

‫وهي السنة التي جاءت بأحكام منفردة لم تذكرفي القرآن الكريم أصالً ‪ ،‬وهي مما‬

‫يجب العمل بها‪ ،‬ألنها جاءتعنرسول الله ا‪ ،‬واألمثلة على ذلك كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ .١‬تحريم الجمع بين المرأة وعمتها‪ ،‬والمرأة وخالتها‪ ،‬فقد قال ييف‪ ( :‬ال يجمع بين المرأة‬
‫)‪.‬‬ ‫وعمتها‪،‬وال بين المر أة وخالتها)(‬

‫‪ . ٢‬تحريم لبس الذهب والحرير على الرجال‪ ،‬فقد ورد عن أبي موسى في أن رسول‬
‫ا‪.‬‬ ‫اللهفيةقال‪ ( :‬أحل الذهب والحرير إلناث أمتيوحرم على ذكورها) (‬

‫إلى غير ذلك من األحكام التي جاءت بها السنة النبوية‪ ،‬مما يؤكد المكانة العظيمة‬
‫للسنة‪ ،‬وأنها المصدر الثاني من مصادر التشريع‪.‬‬

‫(‪) ١٦٠‬سنن أبي داود(‪.)٤٥٦٤‬‬


‫(‪ )١٦١‬صحبح البخاري ( ‪.)٥١٠٩‬‬
‫(‪ )١٦٢‬سننالنسائي(‪.)٥١٤٨‬‬

‫‪0102‬ه‪050‬ه‪|٦ 0‬ع|م‪0 ١٨‬ممحى‬


‫‪٦٠‬‬

‫إي ن‪-‬‬

‫خلدصة الوحدة‬
‫ا‬
‫فضائل النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫علىنبوتهصلى لله عليه وسلم عديدة‪ ،‬وأعظمها القرآن الكريم‪ ،‬المعج‬


‫المستمرة‪.‬‬

‫وسنة النبي صلى اللهعليهوسلمحجة يجب لعمل ها‪ ،‬وتصديك أخيار السنة‬
‫والعمل بأوامرها من لوازم شهادة أن محمدا رسول الله‪.‬‬

‫‪١‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫أنشطة الهحدة‬

‫‪ -١‬هذًاك بعض |لكافرين ‪1‬لذين شهدوا بنبوغ النبي محمد صلى الله طيه وسلم وحسن‬

‫أخالقه‪ ،‬وأنه منعظماء البشرية أوأعظمهم‪ ،‬اذكر عددا من هذه المقوالت؟‬

‫‪ -٢‬ما هي خطورة إنكار السنة النبوية أو تكذيب بعض ماجاء فيها على شعائر الدين؟‬

‫<‪ ٠31٢٦80301161‬ا‪٧11‬ما هد‪3‬ء‪5‬‬


‫‪ ٢‬ا الوحدة الثاقية‬
‫حفظ الشلة النبوية‬
‫وتد وينما‬

‫غثمأسع‬
‫‪٠‬‬

‫‪11‬‬
‫‪/‬‬

‫‪.-.‬ا‬

‫‪. . ٦‬‬ ‫‪.,١1‬‬

‫‪:‬ة ‪. ٠‬‬ ‫■‪.‬‬

‫‪3‬ءة‬ ‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪6‬‬


‫‪٠‬‬

‫الوحدة الثانية‪:‬حفظلسنة النبوية ‪9‬تدوينها‬

‫تودف هذه الوحدة إلح‬

‫ن يعرف الطالب أدلة حفظ السنة النبوية‬


‫أن يدرك الطالب أن حفظ السنة النبوية الزم من لوازم حفظ القرآن والزم من‬

‫حفظ الد‬
‫يعرف الطالب مراحل تدوين السنة النبوية وخصائص كل مر‬

‫ن يعرف الطالب هم مدونات السنة النبوية‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪3‬ءة‬ ‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪6‬‬


‫المحانبرة‬

‫منالمعلوم من الدين بالضرورة أن السنة وحي لهي‪ ،‬قاالللهتعالى‪( :‬وما ينيل‬


‫عن ألةوق) «للحه^ا‪ ،‬وقال جل وعال ‪(:‬وأنرل ألله عليك ألكتب وآليختة وعلتك‬
‫مالمتكنتغلموكانفضآلللهعليكعظيما)«ال^ساءب‪١‬ااا‪،‬والحكمةهىالسنة(»‪،)١٢‬‬
‫وفي حديث المقدام بن معد يكرب أن رسول الله يل قال‪ ( :‬أال إني أوتيت الكتابومثله‬

‫ل أدلة حفظ الشنة التبوية‪:‬‬

‫‪ .١‬أن الله جل جال له قد تكفل بحفظ القرآن الكريم‪ ،‬قال الله تعالى‪( :‬إنا نخن تزلتا‬
‫آلذكروإنا لهو لحلفظون)الحجو(ا‪ ،‬ومن لوازم حفظ القرآن الكريم‪ :‬حفظ السنة النبوية؛‬
‫إذ السنة بيان للقرآن كما قال تعالى‪( :‬وأنركآإليك أل^كريثبينيلائي ما ثرل إليهم‬
‫ولعلهم يتفكرون؛(النحل^ءا‪.‬‬

‫‪ .٢‬أن الله جل جالله جعل الشهادتين شرط دخول اإليمان‪ ،‬ومن لوازم شهادة أن‬
‫محمدا رسول الله تصديقه فيما أخبر‪ ،‬وطاعته فيما أمر‪،‬واليتحقق تصديق الرسول يلي‬
‫وطاعته إال بشيء محفوظ ينقل عنه يطلب فيه التصديق والطاعة‪.‬‬

‫‪ .٣‬أن الله جل جالله أمر المسلمين بإقام الصالة وإيتاء الزكاة والصوم والحج‬

‫وغيرها من الشرائع‪ ،‬وهذه الشرائع ال يمكن إقامتها إال بحفظ السنة النبوية التي بينت‬
‫حدودها‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪ :‬بيان الصالة ومواقيتها وهيئتها وأركانها وشروطها وواجباتها‬
‫ومحرماتها‪ ،‬وبيان الزكاة ومقاديرها وشروطها‪ ،‬وبيان الصوم ومواقيته وأعذار الفطر‬

‫وكيفية قضائه‪ ،‬وبيان الحج وشروطه وأركانه ومواقيته وسننه ومكروهاته‪ ،‬وبيان جميع‬
‫شرائع الدين وأحكامه وأخالقه وعقائده‪.‬‬

‫(‪ )١٦٣‬ينفلر‪ :‬تغير ابن كثير‪٤١١/٢ :‬‬


‫(‪ )١٦٤‬سننأبى داود (‪٤٦٠٤‬‬

‫‪16٢‬ا ‪3 3‬ا‪30‬ه ا‪1٤‬رم ه‪16‬ا‪1‬ا‪3‬ء‪3‬‬


‫المحافسرة‬
‫‪١٣٨‬‬

‫نييه ‪ ٠‬والعمل بها وتعليمها للناس‪.‬‬

‫جج‬ ‫‪1‬‬ ‫ج‬

‫أ ‪.‬‬ ‫غيره‪ ،‬وإذانزل فعل مثل ذلك‬


‫‪.‬ثتةةح‪:‬‬

‫معلمين ومرشدين‪.‬‬
‫ئدتإ‬

‫ليسألنهن عن أمور دينهن‪.‬‬


‫ءلىسذةالرسول‪٠‬والطاظطيهاأنالواحدضهم‪٠‬يسافر‬ ‫وهنحر‬
‫مسيرةشهرفيذلكاسر(‪))١٦٦‬والمسافاتالطوالضأجاللتثبتضصحة الحديث‪,‬‬
‫وأن الرسول ييؤ قد تكلم به (‪.)١٧‬‬

‫ومن حرصهم أنهم قاموا ه بكتابة بعض األحاديث في الصحف واألجزاء ثم‬
‫نشروها بين الناس أداء لألمانة التي اختيروا لها‪ ،‬كما أداها رسول الله ا إليهم‬
‫ممتثلينفي ذلك قوله ييؤ‪ ( :‬بلغوا عني ولوآية )(‪ ،)١٦٨‬وقوله ‪( : ٠‬نضرالله امرأ سمع‬
‫منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره‪ ،‬فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه‪ ،‬ورب حامل‬
‫‪.‬‬ ‫فقه ليس بفقيه)‬

‫ن‬
‫(‪ )١٦٥‬صحيح البخاري‪.) ٥١٩١ ( :‬‬

‫(‪ )١٦٦‬ومن ذلك سفر جابر بن عبدالله زلفتا إلى عبدالله بن أنيس اليبه ليسمع منه حديثا في القصاص يوم القيامة‪.‬‬

‫(‪)١٦٧‬مسند أحمد (‪.)١٦٠٤٨‬‬


‫(‪ )١٦٨‬صحيح البخاري (‪.)٣٤٦١‬‬
‫‪.. . ٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )١٦٩‬طن الترمذي (‪-)٢٦٦٥‬‬

‫‪ ..‬ط‬
‫‪3‬ء‪8‬‬ ‫ه‪6‬‬ ‫"‪03^8030061‬‬
‫‪/‬‬

‫ه‬
‫‪1‬ا‬ ‫اسا لفرة‬ ‫أ‬

‫ومكذا كانخ عناية خير القرون في يالسنة المطهرة في عيانه ‪ ٠٠‬حيث كان‬
‫شأنهم اقتداءتامابهعليه الصالة والسالم‪ ،‬ووقوفاعندحدودأمره ونهيه وتسليماكاها‬ ‫رك‬

‫لحكمه‪ ،‬والتزاما دفيقا بهديه‪ ،‬وحرصا شديدا على تعلم سنته ‪ ٠‬وحفظهاوالحفاظ طيها‪.‬‬

‫وقد استحضر الصحابة فيء خطورة أمر التحديث عن رسول الله بحو‪ ،‬فاتخنوا‬

‫الحبطة وا لحذ رفي حفظ الحديث وفي سماعه ونقله‪ ،‬خاصة بعدما سمعوا قول النبى ‪:٠‬‬
‫(من كذب علي متعمدافليتبوأمقعده من الغار) (‪ ٠٤١٧٠‬وقوله ‪( :٠‬نئ حذث ضي حديثا‬
‫؛ لذلك كله كان الصحابة دفي مع حرصهم على‬ ‫وهويرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)‬
‫تبليغ دين الله تعالى لألمة شديدي التحري والتثبت فيما يروونه عن رسول الله يمل‪ ،‬فكانوا‬

‫ال يحدثون بشيء إال وهم واثقون من صحته عن رسول الله يية‪ ،‬وال يقبلون من األخبار إال‬
‫ما عرفوا صحته وثبوته‪.‬‬

‫وبعد انقضاء عصر الصحابة هث بدأ بزوغ شمس الفتن واألهواء والبدع‪ ،‬فأخذ البعض‬

‫يثير الفتن والشكوك والشبهات بين المسلمين عموما‪ ،‬وحديثي العهد بالكفر خصوصا؛إذ لم‬
‫يكن عند هم من اإليمان وخوف الله تعالى ما يعصمهم من الكذب على رسول الله يلن‪،‬‬
‫فزادوا في األحاديث ما يصور بدعهم وأهواءهم‪ ،‬األمر الذي أوجب على التابعين وتابعيهم‬
‫من أهل القرون المفضلة نفي أن يزيدوا من حيطتهم وحذرهم وحرصهم حتى يميزوا بين‬
‫أحاديث رسول الله ييف وغيرها من األحاديث والروا يات التي وضعها ا لوضا عون الكذابون‬
‫الذين يريدون نصرة ما ذهبوا إليه بالباطل‪ ،‬وكل ذلك فعله التابعون وتابعوهم ه من أجل‬
‫الحفاظ على سنة رسول الله ييف صحيحة نقية مما يشوبها وهوليس منها‪.‬‬

‫ومن مظاهر عناية ا لتابعين بحفظ سنة ا لنبي يلة‪:‬‬

‫‪ ) ١‬تأسيس علم مصطلح الحديث لحفظ سنة النبي ا والعناية بها‪.‬‬

‫‪ )٢‬حفظ أحاديث السنة النبوية عنظهرقلب‪ ،‬والتثبتفيروايتها ونقلها‪.‬‬

‫‪ )٣‬االهتمام بالسند(‪، ) ٢‬والسؤال عنه‪.‬‬

‫‪ ) ٤‬البحثفي أحوال الرجال‪ ،‬ونقلة األخبار‪ ،‬األمر الذي نتج عنه علم الرجال‪ ،‬الذي‬
‫‪١٠‬‬
‫(‪ )١٧٠‬صحيحمسلم ( ‪.)٣٠٠٤‬‬
‫(‪ )١٧١‬سننالترمذي(‪.)٢٦٧١‬‬
‫(‪ )١٧٢‬المقصود بالسند‪ :‬سلسلة الرجال الموصلة للمتن‪.‬‬

‫*‪803111161‬آل‪ ٠31‬ا‪٧1‬ما ه‪16‬ا ‪8 3‬‬


‫‪5.‬‬

‫‪٠‬ذ‪:‬زئ‬
‫|ساذثثزج‬ ‫الكتاب والسنة‬
‫الوحدة الائنية‪ :‬حفظ الشنة النبوية ‪9‬تدوينها‬

‫أصبحمي^ةلهذهاألمةالمحمديةعنغيرها من ألمم وألفتفيهذا لمجالك تبعدة في‬

‫الجرحوالتعديل و معرفة أحواال لرواة‪.‬‬

‫‪ )٥‬االعتناء باتصاد السند وانقطاعه وصيخ التحمل واألداء‪.‬‬

‫‪)٦‬تدوينالسنةفيعهدهم‪ ،‬والذيبدأبصحفوأجزاء ثم تطودلىمصنفاتوكتب‬


‫مبوبةومرتبةإماعل^األبوابكالكتبالستة(") وموطأ إلمام مالك يقآقةوغيرها‪،‬وإما‬

‫على المسانيد كمسند اإلمام أحمد تحللشه وغيره‪.‬‬


‫وقدكانللتابعينفف أثر كبيرفي تدوين لسنة ال يقل أهميةفيتوثيقا لحديث عن‬

‫جهود الصحابة ‪٠‬ئ‪.‬‬

‫أ‬ ‫ة ) الكتب اسة‪ :‬سبح اتبخاري‪ .‬وسخ م‪ .‬وش ابي "‪ .‬وخ صدي‪ .‬اخ لي لخ سالج‪٠٠‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫ل‬

‫‪٢٠‬‬
‫المحاضرة‬

‫مر تدوين السنة المطهرة بمراحل تاريخية‪ ،‬تعبزت كل مرحلة منهابمزايا ‪-‬؛‬
‫وقتها وظروفها ومالبساتها‪،‬ونشرح فيما يلي بإيجاز هذه المراحل التي انتهت بتدوين السنة‬
‫المطهرةفي هذه المصنفات العظيمة الجليلة التي بين أيدينا اليوم‪.‬‬

‫ل ا‪-‬الكتابة في عهدالرسول و‪:‬‬

‫مرت كتابة الحديث على عهد رسول الله يلة بمرحلتين‪ :‬المرحلة األولى‪ :‬النهي عن‬
‫الكتابة‪ ،‬والمرحلة الثانية‪ :‬األمر واإلذن بالكتابة‪.‬‬

‫• المرحلة ا ألولى‪ -‬ا لنهي عن ا لكتابة ‪:‬‬


‫رويت عدة أحاديث في النهيعن كتابة الحديث‪ ،‬غير أن غالب هذه األحاديث قد حكم‬
‫عليها أهل ا لعلم بأنها منكرة وضعيفة‪ ،‬ولذ لك فال يعتد بها‪ .‬ولم يصح في ا لنهي عن كتا بة‬

‫الحديث غيرقوله ا‪ :‬ال تكتبوا عني‪ ،‬ومن كتب عني غير القرآن فليمحه‪ ،‬وحدثوا عن‬
‫بنيإسرائيلوالحرج‪ ،‬ومنكذبعليمتعمدا فليتبوأ مقعدهمنا لنار (‪.) ٤‬‬

‫وقد علل العلماء النهيعن كتابة الحديثفي هذه المرحلة باسباب منها‪:‬‬
‫‪ .١‬كان النهيفي أول اإلسالم مخافة اختالط الحديث بالقرآن الكريم‪ ،‬فلما كثرعدد‬

‫المسلمين وعرفوا القرآن الكريم معرفة رافعة للجهالة‪ ،‬وميزوه من الحديث‪ ،‬زال هذا الخوف‬

‫عنهمفنسخ لحكم‪.‬‬

‫‪ .٢‬كان النهيفي أول اإلسالم خشية انشغال الصحابة ه بكتابة الحديث عن‬

‫القرآن الكريم وهم حديثو عهد به في أول األمر‪ ،‬وحتى يتعلموا القرآن الكريم ويتقنوه‬

‫ويميزوهعما سواه‪.‬‬

‫(‪ )١٧٤‬صحيح مسلم (‪.)٣٠٠٤‬‬

‫■ ذد ح‪٠٠‬ب‪- .‬ئئ‬
‫رغو‬
‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬
‫الكتاب والسنة‬
‫اسحاهرزه‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬حفظ الشنة النبوية وتدوينها‬ ‫‪٢‬عا‬

‫• المرحلة الثانية مرحلة اإلذن بالكتابة واألمربها‪:‬‬


‫جاءت هذه المرحلة بعدما كتبالقرآن الكريم وزال االشتباهوال التباس‪ ،‬وأمن الخلط‬

‫بين القرآن الكريم والسنة النبوية‪ ،‬وأتقن حفظ القرآن الكريم وتمتمييزهعن غيد روفقن‬
‫منعدم انشغال الصحابة ه بالحديثعن القرآن الكريم‪ ،‬وحيث زالت العلة أبيحت‬
‫الكتابةورفعونسخحكمالنهيعنها‪،‬وجاءتألحاديث عنهتم^ةب األمر بالكتابة واإلذن‬

‫والرضى بها‪ ،‬ومنها‪:‬‬


‫ا‪ .‬عن عبدالله بن عمرو ق قال‪ :‬كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله تحة‬

‫أريد حفظه‪ ،‬فنهتني قريش‪ ،‬وقالوا‪ :‬أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله تلة بشر يتكلمفي‬
‫الغضبوالرضا؟فأمسكت عن الكتاب‪ ،‬فذكرت ذلك لرسول الله باة‪ ،‬فأومأ بأصبعه إلى‬

‫‪.‬‬ ‫‪,‬فقال‪ (:‬اكتب‪ ،‬فوالذي نغسي بيده ما يخرج منه إال حق)‬ ‫فيه(‬

‫‪ .٢‬عن أبيهريرة نه قال‪ :‬لما فتح اللهعلىرسوله ‪ ٠‬مكة‪ ،‬قامفي الناس‪ ،‬فحمد‬
‫الله وأثنى عليه‪ ... ،‬فقام أبوشاه‪ ،‬رجل من أهل اليمن‪ ،‬فقال‪ :‬الي يا رسول الله‪ ،‬فقال‬

‫رسول الله ا‪( :‬اكتبوا ألبي شاه) أي‪ :‬هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله تحلة ( ا‪.‬‬

‫ومن األمثلة على كتابة الحديث النبويفي عهد النبي ا‪:‬‬

‫‪ .١‬الصحيفة الصادقة لعبدالله بن عمرو ت‪ ،‬وفيها ما يزيد عن مائة حديث (‪.)٨‬‬

‫‪ .٢‬صحيفة علي بن أبي طالب فه وهي صحيفة صغيرة تحوي مقادير الديات‬
‫وأحكام ألسير(‪.)١٧٦‬‬

‫الكتابة في عهد الصحابة ه‪:‬‬

‫اتضحلناجليافي المرحلة الثانية لكتابة السنةفيعهد لنبي يلة نهعليهالصالة‬


‫والسالم أذن بكتابته وأمربها‪ ،‬وعليه فإن الصحابة رؤخ انتهى بهم األمرإلى ذلك‪،‬‬ ‫ت‬

‫(‪ )١٧٥‬أي‪:‬فمهعليه الصال ةوالسام‪.‬‬


‫(‪) ١٧٦‬سنن أبي داود (‪.)٢٦٤٦‬‬
‫(‪ )١٧٧‬صحيح البخاري ( ‪.)٢٤٣٤‬‬

‫(‪ )١٧٨‬صعيله اتي كبها ض النبي ‪ ٠‬لسث الصادقة* وقد أخرج اإلمام أحمد قسماكبير‪,‬مذهافيذ سده‪.‬‬

‫(‪ )١٧٩‬وقد ذكرها اإلمام البخاريفيصحيحه‪.‬جذكتاب|لطم‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫ه‪٠‬قا‪.‬ذفآلخبههلدغذ‬ ‫رآل نم‬

‫سصممهحىم‪٣‬هه ‪1٦‬أ‪1‬ك‪٧١‬‬
‫اعا‬ ‫المحا^نكرة‬

‫تشيتتتتتتتينييتتتتتتي‬

‫‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫الحديث بعد عهد النبي ‪:٠‬‬

‫‪٠١‬رسالةسمرةبنجندبخإلىبنيه‪،‬ضمنهاماسمعهمنرسولللهياو‪.‬قال‬
‫ابن سيرين كئئ‪٠٠‬فيدسالة سمرذبن جندب إلى بنيه طم كثير”(‪.)١٨٠‬‬

‫‪ .٢‬كتاب ألبي را فع مولى رسول الله ية‪ ،‬وهو يضم أحاديث في استفتاح‬

‫الصالة‪.‬‬

‫صطلي اسة في الفرن المي الهجري‪:‬‬

‫شمل هذا القرن عصر جيلين‪:‬‬

‫ا لجيل ا الول‪ -‬صغار ا لتا بعين‪:‬‬

‫تأخرت وفاة بعض التابعين آلؤر إلى ما بعد سنة ‪١ ٤ .‬ه‪ ،‬وهؤالء التابعون تلقوا ه‬

‫السنة‪ ،‬وبذلوا في تدوين السنة وحفظها جهودا كبيرة‪ ،‬واهتموا بكتابة الحديث واحتفظوا‬
‫بأجزاء وصحف كانوا يروونها‪ ،‬وانتشرت كتابة الحديثفيهم على نطاق أوسع مما كان‬
‫في زمن الصحابة ده إذ أصبحت الكتابة مالزمة لحلقات العلم المنتشرة في األمصار‬
‫اإلسالمية آنذاك‪ ،‬ولعل من أسباب ذلك التوسع ما يلي‪:‬‬

‫‪ .١‬انتشار الروايات‪ ،‬وطول األسانيد‪ ،‬وكثرة الرواة وكناهم وأنسابهم‪.‬‬

‫‪ .٢‬موت كثير من حفاظ السنة من الصحابة وكبار التابعين فههه‪.‬‬

‫‪ .٣‬ضعف ملكة الحفظ المعهودة فيمن سبقهم‪.‬‬

‫‪ .٤‬ظهور البدع واألهواء وفشو الكذب والوضع على رسول الله يلل‪.‬‬

‫(‪ )١٨٠‬اإلصابة في تمييز الصحابة (‪ ،)١٥٠/٣‬رقم الترجمة‪٠٣٤٨٨ :‬‬

‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪3 36‬ة‬


‫اسانره‬ ‫الكتاب والسنة‬
‫الودنة الثانية‪ :‬دفظ اوشغذ‪ ٢‬االبوبة ولدوداها‬

‫‪٠‬‬ ‫وذهاب أهله‬ ‫خفت دروس العلم‬

‫الجيل الثاني‪-‬أتباع لتابعين‪:‬‬


‫طاالجيلفىخعةاكلة‪5‬ع‪1‬ومهاوطتها‪:‬سكلى‬ ‫ذشطاأل‪٠‬لس‬
‫يشوبها‪،‬وعليأيديهمبدأالتدوينالمبؤبالمرتببعدنكان نقبلهم يجمعا ألحاديثفي‬
‫اشطا‪٠‬حكلنمويب;التربب‪٠‬وذشاوسق على أبديهم عم اهر جال بدان‬

‫كان اإلسناد قد بد أفي أواخر عصر الصحابة وكبار التابعينخ‪.‬‬

‫ويعتبر هذا الجيل جيل التأسيس لعلوم السنة المطهرة‪ ،‬وفيه عاش جهابذة رجال‬
‫السنة أمثال األئمة‪ :‬مالك و الشافعي و الثوري واألوزاعي وشعبة وابن المبارك وأبي إسحاق‬

‫الغزاريو‪,‬بن عيينة ووكيعوغيرهمر*مهم الله تعالى‪ ،‬وقد تطور التدوينفيهذا القرن‪،‬‬


‫وتطوره يتضحفي الفقرات اآلتية‪:‬‬

‫‪ .١‬ظهور التفريق بين التدوين الذيهومجرد الجمع‪ ،‬والتصنيف الذيهوالترتيب‬


‫والتبويبوالتمييزفي المصنفاتفي هذا القرن‪.‬‬

‫‪ .٢‬أن هذه المصنفات المدونة في هذا العصر قد جمعت إلى جانب أحاديث الرسول‬
‫يين أقوال الصحابة وفتاوى التابعين بعد أن كانت تتناقل مشافهة‪ ،‬وكانت الصحف فيما‬
‫مضىتقتصرعلى األحاديث النبوية‪.‬‬

‫‪ ٠٣‬أنطريقةالتدوينفيمصنفاتهذاالقرنهي‪:‬جمعألحاديثالمتناسبةفيباب‬
‫واحد‪ ،‬ثم جمع جملة من االبواب او الكتبفي مصنف واحد‪ ،‬بينما التدوينفي القرن الماضي‬
‫مجرد جمع األحاديث في الصحف بدون ترتيب أو تمييز‪.‬‬

‫(‪ )١٨١‬دروس‪ :‬درس‪ :‬عفا وذهب أثره وتقادم عهده‪ ،‬والمقصود‪ :‬ذهاب العلم وزواله ونسيانه‪ ،‬ينظر‪ :‬المعجم الوسيط‪:‬‬
‫‪، ٢٧٩/١‬ماد ة‪ :‬درس‪.‬‬
‫(‪ )١٨٢‬سنن الدارمي (‪.)٥٠٥‬‬

‫ا‬ ‫‪.‬يتر‬

‫‪ 3‬ة‪301‬ه ‪٦‬اأا‪ ٧٧‬ا‪5٠31*1٢٦6€‬‬


‫ا‬

‫‪ 0‬ع‪1‬‬ ‫‪,٢٠‬‬
‫المحاضسرن‬

‫بآلهإآل‪.‬؛ ‪ ٤‬السنة في القرن الثالث المجري‪:‬‬

‫يعتبر هذا ا‪.‬لغرنسر ازدهار اسوم اإلسالميةطمة‪٠‬دطوم اسة خائ‪ .‬يق يعد‬
‫هذا القرنساذهىصصور‪,‬السذةالذبوية‪،‬إذ نشبفيه ‪١‬لرطةلطلب اسم) ونشط فيه‬
‫ان‪٠‬ليففيطمابرجال‪٠‬وتوسعفيتدويناب‪٠‬فظهرتكتبالمساذيد‪٠‬والعبالستة‬

‫التي اعتمدتها االمة واعتبرتها دواوين اإلسالم‪.‬‬

‫‪-‬ؤهذا القرن بدأ اسما‪٠‬يقصرونسغاتضاال‪٠‬حاديف حاذين أقوال ابية‬

‫والتابعين تتت‪٦‬خ من كتب الحديث‪.‬‬

‫وتتلخص مناهج المصنفين في هذا ا لعصر بالطرق ا آلتية‪:‬‬

‫الطريقة األولى‪ -‬المسانيد‪:‬‬

‫وتعتمد هذه الطريقة على جمع أحاديث كل صحا ي على حدة‪ ،‬وتسمى طريقة‬
‫المسانيد؛ ألن غايته ذكر األحاديث المسندة لذلك الصحاي‪ ،‬فتجد كل األحاديث التي رواها‬
‫عن رسول ا لله يية في مكا ن وا حد‪،‬وإن ا ختلفت موا ضيعها‪.‬‬

‫ومن اشهر الكتب التي الفت على طريقة المسانيد‪:‬‬

‫‪ )١‬مسند أبي داود الطيالسي (ت‪٢٠٤ :‬ه)‪.‬‬

‫‪ )٢‬مسند أحمد بن حنبل الشيباني (ت‪٢٤١ :‬ه)‪.‬‬

‫ا لطريقة ا لثانية‪ -‬ا لتصنيف على ا ألبواب‪:‬‬

‫وتعتمد هذه ا لطريقة على جمع ا ألحا ديث وترتيبها بحسب موضوعها‪ ،‬بحيث يتم جمع‬
‫ما ورد في حكم من األحكام تحت كتاب معين ثم تقسيمها موضوعيا ووضع األبواب المناسبة‬

‫لذلك‪ ،‬فمثال كتاب الصالة يندرجتحته‪ :‬باب الصلوات الخمس‪ ،‬صالة العيدين‪ ،‬صالة‬
‫التطوع‪ ،‬صالة االستسقاء‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وأهل هذه الطريقة منهم من اقتصر على الصحيح دون‬

‫غيره مثل‪:‬‬

‫‪ )١‬البخاري (ت‪٢٥٦ :‬ه) فيصحيحه‪.‬‬

‫‪ )٢‬مسلم (ت‪٢٦١ :‬ه)فيصحيحه‪.‬‬

‫‪3‬ءة‬ ‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪6‬‬


‫الكتاب و السنة‬
‫المحاكنكوه‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬حفظ الشنة النبوية وتدوينها‬ ‫‪٦‬عا‬

‫ومنهم من دون الصحيح وغيره والحسن بل والضعيف أحيانا‪ ،‬وأشهرهم أصحاب‬

‫السنن األربعة‪:‬‬

‫‪ ) ١‬أبوداود (ت‪٢٧٥ :‬ه) فيسننه‪.‬‬

‫‪ )٢‬الترمذي (ت‪٢٧٩ :‬ه) في سننه‪.‬‬

‫‪ ) ٣‬ا لنسا ئي (ت‪٣٠٣ :‬ه ) في سننه‪.‬‬

‫‪ ) ٤‬ابن ماجه (ت‪٢٧٣ :‬ه) في سننه‪.‬‬

‫ي‬
‫|ةهؤ‪-‬ءبريلي‪٠‬عائببميجال‪٠‬تج اهمديعثم‬
‫اه‬

‫ن‬ ‫ئ ‪ ٠,‬ر غ ا‪ ،‬ل‬

‫‪8 3‬‬ ‫‪106٣‬ا‪3‬ء‪8‬ا‪30‬ء ‪١‬س‪١‬‬


‫خلدصة الوحدة‬
‫؛‬

‫ضن اسرعن القرآن الكريم‪.‬والذلمضلواذله‪.‬بل حفظ‬

‫ال‪٠‬ذةذمضلوذمحغظ االساسي طريق مبر الغرأنالكريم‪,‬وهي طريق‬


‫معرفة شرائع الدين‪.‬‬

‫‪16٣‬ا ‪8 3‬ا‪30‬ه ‪1٦‬ا‪1‬مم‪ ١‬لصمموح‪9‬‬


‫‪ ٣‬ا الوحدة التالدة‬
‫‪9‬‬

‫واجبنا حنو اللسنة النبوية‬

‫‪3‬ءة‬ ‫‪3 36٢‬ة‪301‬ه ^أ‪ ^1‬ه‪6‬‬


‫الوددة االاللئة‪ :‬واجبنا ن^وسنةالنبيصلى الله عليه ‪9‬سله‬

‫تمدف هذه الوحدة إلح بيان‪:‬‬


‫—ب‬

‫ىدشاسلمضخآللدالذيأآلجبهاساسي‪٠‬‬ ‫‪-١‬‬

‫أمته صلى الله عليه وسلم‪.‬‬


‫صلىاللهدهوطمخوللهبةتشاةصلى‪١‬سءلبهوطم‬ ‫‪_٣‬أ‬

‫‪ -٣‬اتقان هذه الحقوق بأدلتها من القرآن والسنة‪.‬‬

‫ء‪ -‬أن تتبين أن من حقوقه صئى الله طيه وسلم ما يتعلق باآلخرين لمحبة من يخبهم صلى‬

‫الله عليه وسلم‪.‬‬

‫‪| -٥‬اللمامبستى شهادة أن محمدرسول الله صلى الله طيًاوسلم‬

‫‪ -٦‬أن تجعل أداء هذه الحقوق من أهم أولوياتك ونبراسا في حياتك‪ ،‬والقيام بها على‬

‫أكما ل وجه‪.‬‬
‫‪ -٧‬أن توضح لناس بشتى الوسائل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم حقوقًا عظيمة‬

‫وعلى األمة جمعًا‪ ،‬والحرص على تعلمها والعمل بها‪.‬‬

‫‪16٢‬ا‪3 33‬ا‪3‬ه ‪111٦‬مم‪ ١‬ه‪16‬ا ‪3 3‬‬


‫المحا ئرة‬

‫أرسل الله تعالى رسوله محمدا ‪٠‬بغ بالحق بشيرا ونذيرا‪ ،‬وداعيا إلى الله بإذنه‬
‫وسراجا منيرا‪،‬فما منخير إال وأرشد أمته إليه‪ ،‬ومامن شر إال وحذر أمته منه ونهاها عنه‪،‬‬

‫وقد وصفه الله تعالى في ذلك بوصف بليغ‪ ،‬فقال سبحانه وتعالى‪( :‬لقذ لجآ‪ ;.‬وه لم رسول زن‬
‫أنفيكم عزيز عليه ما عيثم حريص عليكم بألمؤمنين رءوق رجيت)ااألبة‪١‬اا‪،‬‬

‫لذلك كان على األمة اإلسالمية جمعاء أن تعرف سنته يؤ‪ ،‬وتقوم بالحقوق الواجبة لسنته‬
‫على الوجه األكملوا ألحسن واألجمل‪.‬‬

‫وللقيام بالحقوق ا لوا جبة تجاه سنة ا لرسول ا لكريم ا‪ ،‬كان ال بد من معرفتها‬
‫ا إللمام بها‪ ،‬وهي حقوق كثيرة‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫أوال‪-‬اإليمان‬

‫معنىحجية السنة النبوية‪ :‬تصديق االخبار الوا رد ةفي السنة النبوية واإلقرار بها‪،‬‬
‫وطاعة األوامر الواردة فيها‪ ،‬وهذا الزم شهادة أن محمدا رسول الله‪ ،‬ومن لم يرفع بالسنة‬
‫النبوية رأسًا؛ فهوناقض لشهادة أنمحمدا رسول الله‪.‬‬

‫ومرد حجية ا لسنة ا لنبوية إ لى ا مور‪ ،‬منها‬

‫السنة النبوية وحى من الله تعالح‬

‫قال تعالى‪(:‬وقا ينلق عن المزئزج‪ ٢‬إن هوإال وخ يوح؛ [اللجم‪-٣:‬؟ل‪ ٠‬وفي حديث‬
‫المقدام بن معد يكرب أن رسول الله ا قال‪ ( :‬أال إني أوتيت القرآن ومثله معه‪ ،‬أال ال‬
‫يوشك رجل شبعا ن على أريكته يقول‪ :‬عليكم بهذ ا ا لقرآن‪ ،‬فما وجد تم فيه حال ال فأحلوه‪ ،‬وما‬
‫‪.‬‬ ‫وجدتم فيه حراما فحرموه‪ ،‬أال وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله)‬

‫(‪ )١٨٣‬سنن أبى‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫اسأآلئره‬
‫الكتاب والسنة‬
‫الوحدة الثالثة‪ :‬واجبنا نحو الشنة النبوية‬ ‫ع‬
‫‪10‬‬

‫يعد ابءت‪ ٠‬سبعا‬

‫‪ ,,.‬اللهوطاعةرسولهئحرغجهكثبرمنأباتاعرأنالكربم‪,‬‬ ‫‪,,‬ط‬
‫قالساش‪<:‬ئذأريآللهئئإنغئإةآللهآليدص)سد‬
‫وقاالللهشال طصغتحللذعموهمبي‪٠٠‬بنم‪٠‬‬

‫زاحذروأوأنزن توليثم فأغلنقأأئتاعلى رشوال^نبكغ‬


‫ن‬ ‫(رأطيغواآللة زاطينوأ ألرسول‬

‫عنذونتتذشغغوخ ‪|1‬لللغ‪1‬ل ‪ ،)٢.‬وقال اله تعالى‪ :‬ببق أدب؛اطرأ انتجنايم‬

‫وللرسول إذا دءاكم يما يخييكم)(اللنهالن‪٤‬ا‪.‬‬

‫واألمر بطاعة الله سبحانه هوطاعة كتابه؛ الذي نقله نا الرسول الكريم ا‪ ،‬فلم‬
‫يبق لألمر بطاعة الرسولي^معنىإال أنيحمل على لسنة لنبوية‪.‬‬

‫وقال تعالى‪< :‬وذآ ءا^نحكم آلرشول فلحدوة وما تةنكم عنه فأنتوا)«لحشر»‪،‬‬

‫وقال تعالى‪< :‬ذن يطع آلرشول فقذ أطاع آللهكااساء‪ ،]٨٠:‬وقال تعالي‪( :‬ؤمن يلع‬
‫آللة ورسولهه يذخله جثت تجرى ين تختها آألنقر خلدين فيةا وذلك ألقؤز‬
‫آلعظيمتم ومن يغص آللة ووسولة و ويتعد حدودهو يذخله نارا خلدا فييا ولهو‬
‫‪1‬‬

‫عذاب فيين؛النساءبا‪ ٤-‬اا‪ ،‬وقال ‪6‬جل‪( :‬ومن يغص آللة ووسوله و فإن لهو نار جقنم‬
‫خليين فماأتائ>ا‪1‬لجن‪.]٢٣:‬‬

‫لحلسه^سوه‬
‫‪ ٠ ،‬السسنة النبوية مي الحكمة‪:‬‬ ‫‪~1‬‬

‫وقد أمر الله ‪5‬تل أمهات المؤمنين بذكرها‪ ،‬فقال تعالى‪ (:‬وآذكزن ما يثلى في‬
‫بيوتكن من ءايت آلله وآلخيكمة إن آللة كان لطيفا لحير‪1[)١‬للدلخاب‪:‬عم]‪ ،‬وأخبر أن‬
‫هذه الحكمة منزلة من عنده سبحانه‪ ،‬فقال تعالى‪(:‬وأنرل آلله عليك ألكتلت وآلنيكتة‬ ‫ة‪.‬ا‬

‫وعلتك ما لم تكن تغلم وكان فضل آلله عليك عئد‪.],,‬‬

‫‪16٢‬ا ‪5 3‬ا‪30‬ه ‪٦‬اأا‪ ٧٧‬لصموحى‬


‫المحارن‬

‫ثانيا‪ -‬الرضا والتسليم للسلة‬

‫التسليم للسنة النبوية يقتضي عدم معارضتها‪ ،‬قال الله تعالى‪(:‬فال وربك ال‬
‫يؤبنون حق يكنوكة فيتا شجر بيئهم ثم ال تجذذ في أنفيهم حرجا قائ‬
‫فضت‬
‫‪،10‬‬ ‫ويسيموأ تسليثا)اللساه‬

‫وتمام التسليم يقتضي ان ال يكونفيقلب المسلم حرج وال غضاضة عند اتباع أوامرها‪،‬‬
‫وتصديق أخبارها‪ ،‬بل يكون مؤمنا مصدقا متبعا‪ ،‬وهو فر ح‪ ،‬مسرور‪ ،‬منشرح الصدر‪،‬‬
‫موقنبأنطاعة الرسول يلة هي الهداية‪ ،‬كما قال الله تعالى‪( :‬فل أطيغو^آللة وأليغوأ‬
‫ألرسول فإن تولوأ فإنما عليه ما رل وعليكم ما خلثم وإن تطينون تهئذوا وما على‬
‫آلرسول إال البكغ الميين)«اللووء»ا‪.‬‬

‫ل البشر‬ ‫ثالثا‪ -‬تقديم السنة النبوية على‬

‫الواجب تقديم كالم رسول الله ا على اآلراء واألهواء والعقول واألذواق والرؤى‬
‫والمنا مات واألحوال‪ ،‬قال الله تعالى‪( :‬يتأيةا ألذين ءامثوأ ال ثقدموًا بين يدي آلله‬
‫سييع غلجأ>[‪1‬لحبر‪1‬ت‪:‬ا]‪ ،‬وقال النبي ا‪( :‬ال يؤمن أحدكم‬ ‫وره‪ ،‬واتقوا اللمه إر‬
‫(‪)١٨٤‬‬
‫حتى يكون هواه تبعا لما‬

‫ابعا‪ -‬سم إلى‬

‫مقتضى تقديم كالم الرسول ا ومقتضى حجية السنة النبوية أن يتم الرد إلى السنة‬
‫النبوية والتحاكم إليها عند اختالف اآلراء واألهواء‪ ،‬قال الله تعالى‪( :‬فإنتننزغتم فى شفء‬
‫فردو‪ :‬إلى ألله والؤشول إن كنثم ثؤيثون بآلله واليزم أالخي د للق ختر وأخسن تأويال)‬

‫(‪ )١٨٤‬ذكره النوويفي األربعين النووية‪ ،‬ص‪ ، ١١٣‬وقال‪" :‬حديثحسنصحيح‪ ،‬رويناهفيكتاب الحجة بإسناد‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ااض ك‪8٠3006‬‬


‫‪٢١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الكتاب والسنة‬
‫العحاهبره‬ ‫الوحده الثالثة‪ :‬واجبنانحولشنةالنبوية‬

‫اصا‪ .0 ٠‬والرد إلى ب دي بطي الرد البهفىجهو؛له سدني الد مماته‪.‬‬

‫وئل الله ماده مخبراعن اعفافقني‪( :‬وإذاذغوأإلىآللهورشول^ليخكميتهمإذا‬


‫قريق ينهم مغرضون وإن يخن أفم أفق يأثوأ إلنه سيئ؟ فى فلوبهم مرض‬
‫أمأزيابةأأميحافونأنيجيقألئهعلنهمررشو^هبألزكبكخملظلينون)االم«‪.«٤٨‬‬

‫ونفى الله اإليمان عن من م يقبل التحاكم إلى النبيتوة‪ ،‬فقال‪( :‬فال ورتك ال‬
‫يؤمثون حى يحكنوكة فيتا شجر بيتهم ثم ال يجذوأ فى أنفيهم حرجا تائ سمق‬

‫[‪1‬سا‪.]٦0:،‬‬ ‫ويسلموًا شييتا ه‬

‫حفظ السنة النبوية أمر تكفل الله به‪ ،‬فهومن لوازم حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وقد قال‬
‫الله تعالى‪(:‬إنا نخن درنتا آلذكر وإنا لهو لحفظون؛(الحجو؟ا‪.‬‬

‫وكونها محفوظة من الله ال يعني أن يتكاسل المسلم في حفظها‪ ،‬وبذل األسباب المادية‬
‫للعناية بها‪ ،‬حفظا ونشرا وتدريسا وشرحا وتعلما وتعليما‪.‬‬

‫وأوجه حفظ السنة النبوية والعناية بها كثيرة‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫تدوين السنة النبوية‪:‬‬

‫وا لتدوين له اشكال عديدة من حيث طريقة التدوين فمنه التدوين في المخطوطات‬
‫قديما‪ ،‬أو التدوين في المطبوعات حديثا‪ ،‬ومن حيث مضمون المدونات‪ ،‬فمنه التدوين‬
‫باألسانيد المتصلة من المؤلف لى النبي يلن‪ ،‬ومنه التدوين المختصر بدون ذ كر األسانيد‪،‬‬

‫ومن حيث طريقة ترتيب المدونات فمنه المرتب بالموضوعات‪ ،‬ومنه المرتب بالراوي األعلى‬
‫عن النبي يلين‪.‬‬

‫‪3018 3 36٢‬ه ^أ‪ ^1‬ك‪8٠3006‬‬


‫‪10‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫المحاضرن‬

‫‪.٦٦ ٢‬ف‪٦‬غ السنة النبوية عن ظمر قلب‪:‬‬

‫وقد جاءفي الحديث الشريف ان رسول اللهاة قال‪( :‬نضر الله امرءًا سمعمقالتى‬
‫ياهاافا‪٠‬داها كما سمعهاطرذمبلغ أوعى من سامع)(ه‪ً١٨‬ا‪.‬‬

‫وقد أمر الله أمهات المؤمنين بذكر الحكمة التيتتلىفي بيوتهن‪ ،‬فقال تعالى‪( :‬وأذكزن‬
‫نط بنق في بيوتكن من ءايي أدم وأل^كتةإنللة كان لحليفا حبيرا‪1،‬اللدز‪1‬ب‪٠]٢٤:‬‬

‫‪-‬ا‪ -‬تمييزصحيج السنة النبوية من ضعيفما‪:‬‬

‫ا لعنا ية بتمييز صحيح ا لسنة من ا هم أنواع حفظ ا لسنة ا لنبوية‪ ،‬وهو ذ ب عن رسول‬
‫الله ييؤ‪ ،‬وحماية لجنابه الشريف يية من الكذب عليه‪ ،‬وحماية للدين من التحريف والتبديل‪.‬‬

‫وقد أخبر النبي ا في الحديث المنقول إلينا بالتواتر أنه (من كذب علي متعمدا‬
‫‪.‬‬ ‫فليتبوأ مقعده من النار)‬

‫وقد كان هذا دأب الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أهل العلم بالسنة النبوية إلى‬
‫يومنا هذا‪ ،‬ولهم في هذا جهود مشكورة‪ ،‬فجزا هم الله عن األمة خير الجزاء‪.‬‬

‫ونشر السنة النبوية يتخذ‬ ‫ئهتذوأ‪1[٠٩‬لذول‪:‬ع‪.]0‬‬ ‫السنة النبوية نور وهداية‪( ،‬وإن تليعوه‬
‫ا شكا ال كثيرة‪ ،‬سوا ءكان ا لطبا عة ا لورقية‪ ،‬أو على موا قع ا النترنت أو ا لبر ا مج ا لحا سوبية‪.‬‬

‫ومما ينبغي التنبه له في مقام نشر السنة النبوية‪ :‬أن يحذر المسلم الناشر للسنة‬

‫) سنن الترمذي (‪ ،)٢٦٥٨‬وسنن أبى داود (‪ ،)٢٦٦٠‬وسنن ابن ما جه (‪.)٢٣٠‬‬ ‫(‬


‫(‪ )١٨٦‬متفقعليه‪ .‬صحيح البخاري (‪ .)١١٠‬وصحيح مسلم (‪.)٣‬‬

‫*‪)161‬ا‪8٠81‬آل‪ ٠31‬ا‪1٤‬رم ه‪16‬ا‪1‬ا‪3‬ء‪5‬‬


‫اكئحه‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫الكقابوالسنة‬
‫الوحدة الثالثة‪ :‬واجبنا نحو الشنة النبوية‬ ‫‪0٨‬ا‬

‫الحديث‪.‬‬
‫وسر السنة ‪,‬نبوية؛ إحياء السنن المهجورة‪ ،‬قالرسول الله م (من سن‬

‫في اإلسالم سنة حسنة فله أجرها وأجر منعملبها بعده‪ ،‬من غير ان ينقص من‬

‫‪.‬‬ ‫أجورهم شيء)(‬

‫لسنة النبوية‪:‬‬ ‫سابقا‪-‬‬

‫قال الرسول كيف‪( :‬عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي‪،‬‬
‫‪ ،‬والعض على‬ ‫عضوا عليها بالنواجذ‪ ،‬وإياكم ومحدثات األمور؛ فإن كل بدعةضاللة)‬

‫السنة النبوية بالنواجذ‪ :‬كنايةعن شدة التمسك بها‪ ،‬والنواجذ جمع ناجذ‪ ،‬وهوالضرس‪.‬‬

‫وقا ل ا‪ ( :‬تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعد ي أبد ا‪ ،‬كتا ب ا لله وسنتي ) (‬

‫وقال ‪( :٠‬تفترق أمتي على ثالث وسبعين ملة كلهم في النار إال ملة واحدة‪ ،‬قالوا‪ :‬من‬
‫)‪.‬‬ ‫هييا رسول الله؟ قال‪ :‬ما أناعليهوأصحابي)(‬

‫والسنة النبوية هي سفينة النجاة حين يكثر الشر والفساد‪ ،‬وتظهر البدع والفتن‪،‬‬
‫وأجر التمسك بالسنة عند انتشار الفساد أعظم‪ ،‬ومنزلة أصحاب السنة أعلى وأكرم‪.‬‬

‫(‪ ) ١٨٧‬صحيح سطم ( ‪.) ١‬‬


‫(‪ )١٨٨‬صحيح مسلم (‪.) ١٠١٧‬‬
‫(‪)١٨٩‬سنن أبيداود (‪.)٤٦٠٧‬‬
‫(‪)١٩٠‬موطامالك(‪،)٣‬وصحيحمسلم(‪.)١٢١٨‬‬
‫(‪)١٩١‬سننأنيداود(‪)٤٥٧‬وصحعه الحاكمة المستددس(‪ .)٤٤٢‬وصححه بن قيميةومجموعانتاوى‪.٢٤٥/٢‬‬

‫‪■.‬؛‪،.‬‬ ‫‪٠.٠٣‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪]٠‬فر‪.‬‬

‫‪8 3‬ا‪30‬ه ا!س‪ ١‬ا‪§٠311116€‬‬


‫خلرصة الوحدة‬

‫امذه"الذبريةعيئالمدبالسصلىاسءليهوطمالوجهال؛ذا؛‬

‫خذادساصلوادضوهـد‪.*,‬ألنهاذوعض‪,‬لوص‪,‬لذىى‪٠‬‬

‫الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫‪8221019٢‬ه‪ 0‬اااامم‪ ١‬ا‪303٢١٢١6€‬‬

You might also like