‫الفتوحات اإلسالمية هي عدة حروب تقدمت بها جيوش الدولة اإلسالمية إلى أراٍض لنشر اإلسالم وتوسيع الدولة

اإلسالمية‪ .‬وكان من نتيجة‬

‫هذه الفتوحات هو اإلزدهار اإلقتصادي للدولة اإلسالمية‪ ،‬وتشكيلها إلحدى كيانات العالم والمراكز الثقافية التي أشتهرت بعلمائها وأدبائها‪ .‬كما‬
‫إن نتيجة أخرى لهذه الحروب هو نشر اإلسالم على نطاق واسع ونشر اللغة العربية معه‪ ،‬حيث تم تعريب العديد من الدول التي لم تتكلم‬
‫العربية سابقًا وإستعراب مواطنيها‪ ،‬وفي بعض الدول األخرى (مثل بالد فارس وهندوستان) التي لم تغير لغتها‪ ،‬قامت بالكتابة بحروف عربية‪.‬‬
‫تسمى الفتوحات اإلسالمية أيضًا بالغزو اإلسالمي ألنه تضمنت جيوشًا وحروبًا وغزو ألراضي خارج نطاق الدولة اإلسالمية‪.‬‬

‫تاريخ‬
‫بعد عشر سنوات من وفاة محمد بن عبد هللا فتح المسلمون بالد الروم البيزنطيين والفرس الساسانيين‪ .‬ففتحوا الشام ومصر والعراق وفارس‪.‬‬
‫بعدها إزدهرت الحضارة اإلسالمية في الدول التي دانت باإلسالم ودالت له طواعية تحت ظالل الخالئف الراشدة واألموية والعباسية‪ .‬و لقد‬
‫ظلت الخالفة الراشدة ثالثين عاما (‪ 661 – 632‬م)‪ .‬وكان الخليفة عمر أول من أقيمت المدن اإلسالمية في عهده كالكوفة والبصرة بالعراق‬
‫والفسطاط بمصر‪ .‬وظلت المدينة المنورة عاصمة الخالفة حتي نقلها الخليفة الرابع علي بن أبي طالب للكوفة‪ ,‬بسبب القالقل التي نشبت في‬
‫عهد عثمان بن عفان وأدت إلستشهاده‪.‬‬
‫وبعد مقتل علي بن ابي طالب تأسست الدولة األموية (‪ 750 - 661‬م) بدمشق وحكمت حوالي قرن‪ .‬وكانت تمتد من غربي الصين إلى جنوب‬
‫فرنسا حيث كانت الفتوحاتاإلسالمية وقتها تمتد من شمال أفريقيا إلى إسبانيا وجنوب فرنسا بغرب أوروبا‪ ,‬وبالسند في وسط آسيا وفيما وراء‬
‫نهري جيحون وسيحون‪ .‬واقيمت المؤسسات اإلسالمية والمساجد والمكتبات هناك‪.‬‬
‫و كان األمويون بدمشق قد حاولوا فتح القسطنطينية عام ‪ 717‬م‪ .‬وإبان حكمهم فتحوا شمال أفريقيا‪ .‬وكان أول نزول لقوات الفتح اإلسالمي‬
‫بأرض األندلس بشبه جزيرة إيبريا (أسبانيا والبرتغال)‪ .‬فكان أول إنتصار للمسلمين هناك عام ‪ 29‬هجرية (‪ 711‬م) في معركة وادي البرباط‪,‬‬
‫لتبدأ مسيرة الفتوحات اإلسالمية بجنوب ايطاليا وصقلية‪ .‬فلقد بلغ الفتح اإلسالمي برنديزي والبندقية بإيطاليا علي بحراألدرياتيك‪ .‬وخضعت كل‬
‫جزر البحر األبيض المتوسط من كريت شرقا حتى كورسيكا غربا للحكم اإلسالمي[بحاجة لمصدر] ‪.‬‬
‫وكانت الخالفة األموية الثانية باألندلس ‪ 1031 – 756‬م عاصمتها قرطبة التي شيدها األمويون‪ .‬وكانت أكبر مدينة في أوروبا‪.‬‬
‫وحكموااألندلس زهاء قرنين‪ .‬وكانت هذه الخالفة منارة للحضارة في الغرب حتى قسمها الطوائف والبربر والموحدون لدويالت أدت لسقوط‬
‫الحكم اإلسالمي تماما‪ .‬والسيما بعد سقوط مملكة غرناطة آخر معاقل المسلمين عام ‪ 1492‬م علي يد الملك فريناندو والملكة إيزابيال‪ .‬و عندما‬
‫كانت الحضارة األندلسية في عنفوانها‪ ,‬كانت موقعة بواتييه قرب تولوز بوسط فرنسا قد أوقفت المد اإلسالمي الكاسح لشمالها‪ .‬حيث إنتصر‬
‫الفرنجة على عبد الرحمن الغافقي عام ‪ 114‬هجرية (‪ 732‬م) عندما قتل بها في معركة بالط الشهداء‪ .‬لكنهم رغم هذه الهزيمة‪ ,‬واصلوا‬
‫فتوحاتهم حتي أصبحت تولوز وليون ونهر اللوار تحت السيادة اإلسالمية ولكن كان إحتاللهم لتولوز لفترة قصيرة تبلغ ثالثة أشهر نجح‬
‫بعدها الدوق أودو (الذي يعرف بيودس) الذي ترك المدينة للبحث عن المساعدة من العودة مع جيش لينتصر على الجيوش العربية في معركة‬
‫تولوز في ‪ 9‬يونيو‪ .721 ،‬وكان الفاتحون قد بلغوا نهر السين وبوردو وجنوب إيطاليا (أطلقوا عليه البر الطويل)‪.‬‬
‫وللتاريخ كانت الخالفة العباسية(‪ 1258 - 750‬م) ببغداد تتآمر ضد األمويين باألندلس بتحالفها مع شارلمان ملك الفرنجة[بحاجة لمصدر] ‪.‬‬
‫وهذا سبب ثان لتوقف الفتوحات اإلسالمية بغرب أوروبا‪ .‬وما بين سنتي ‪ 910‬و‪ 1171‬م كان ظهور السالجقة في المشرق والفاطمّي ون‬
‫بالقاهرة واأليوبّي ين والمماليك في مصر والشام‪ .‬وكانت الحمالت الصليبية علي الشام وفلسطين ومصر والسيطرة على القدس‪ .‬وفي عام‬
‫‪ 1187‬م سيطر صالح الدين على بيت المقدس من الصليبيين‪.‬‬
‫وكان إحراق المغول التتار لبغداد عام ‪ 1258‬م بعدما كانت عاصمة الخالفة العباسية خمسة قرون‪ .‬بعدها رجعوا لديارهم وكانوا وثنيين‪ .‬لكنهم‬
‫أسلموا عند عودتهم‪ .‬فكانوا لإلسالم داعين ومبشرين له بين قبائلهم‪ .‬وأقاموا تحت ظالله اإلمبراطوريات والممالك اإلسالمية بأفغانستان‬
‫وباكستان وشبه القارة الهندية وبالملتان والبنغال وآسيا الوسطي وأذربيجان والقوقاز والشيشان وفارس وغيرها من بلدان المشرق‬
‫اإلسالمي‪ .‬حيث أقاموا الحضارة اإلسالمية المغولية والتركية التي مازال أوابدها ماثلة حتي اليوم‪ .‬وكان تيمورلنك قد أقام اإلمبراطورية‬
‫التيمورية عام(‪ 1401 - 1379‬م) وكانت العاصمة سمرقند بوسط آسيا‪ .‬وقد حكم إيران والعراق والشام وحتى الهند‪ .‬وكانت وقتها طرق‬
‫القوافل التجارية العالمية تحت سيطرة المسلمين‪ .‬سواء طريق الحرير الشهير أو تجارة المحيط الهندي بين الشرق األقصى وشرق أفريقيا‪ .‬و‬
‫كان السقوط األخير للقسطنطينية(عام ‪ 1453‬م)‪ ,‬عاصمة اإلمبراطورية البيزنطية(الروم)‪ .‬وكان هذا السقوط علي يد محمد الفاتح العثماني‪.‬‬
‫وأطلق عليها إسالم بول (إستانبول) بعدما جعلها عاصمة للخالفة العثمانية (اإلمبراطورية العثمانية) (‪ 1924 - 1350‬م)‪ .‬وكان لسقوط‬
‫القسطنطينية صداه في العالم اإلسالمي كله حيث أقيمت الزينات بالقاهرة والشام وشمال أفريقيا ألن هذا النصر كان نهاية للكنيسة الشرقية‬
‫والسيما بعد تحويل مقرها إلي أيا صوفيا‪ .‬ثم أستطاع العثمانيون إحتالل رومانيا والصرب والبوسنة والهرسك والمجر[بحاجة لمصدر] ‪.‬‬
‫وأستطاعوا إحتالل فيينا أيضًا‪ .‬وحشد البابا في الفاتيكان قوات أوروبا لوقف هذا الزحف اإلسالمي وأستطاع أن يدحر الغزاة بعد بقائهم لمدة‬
‫شهرين فقط في معركة فيينا في ‪ .1683‬ومن بعدها كان خبز الكرواسون ومعناه الهالل (بالفرنسية) يصنع على هيئة الهالل ليأكله األوربيون‬
‫في أعيادهم لإلحتفال باإلنتصار على العثمانيين الذي كان علمهم يحتوي على هالل‪.‬‬
‫في ظالل الحكم اإلسالمي ظهرت مدن تاريخية كالكوفة والبصرة وبغداد والقاهرة والفسطاط والعسكر والقطائع والقيروان وفاس ومراكش‬
‫والمهدية والجزائر وقرطلة وغيرها‪ .‬كما خلفت الحضارة اإلسالمية مدنا متحفية تعبر عن العمارة اإلسالمية كإستانبول بمساجدها والقاهرة‬
‫بعمائرها اإلسالمية وبخاري وسمرقند وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وأصفهان‬
‫وتبريز ونيقيا وغيرها من المدن اإلسالمية‪ .‬وفي القارة األفريقية نجد أن ‪ %85‬من سكانها مسلمون[بحاجة لمصدر] ‪ .‬وفي العالم نجد‬
‫المسلمين يشكلون حاليا خمس سكان أهل األرض‪.‬‬