Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 10

‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫جامعة‬

‫كلية‬

‫القسم‬

‫بحث عن‬

‫إعداد الطالب‬

‫إشراف الدكتور‬

‫العام الدراسي‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫لبيلبيليبل‬ ‫‪-1‬‬
‫‪2‬بيلبيلبيليب‬ ‫‪-2‬‬
‫لبيليبلبي‬ ‫‪-3‬‬
‫ليبلبيلبي‬ ‫‪-4‬‬
‫يبلبيليبلب‬ ‫‪-5‬‬
‫بيلبيلبيل‬ ‫‪-6‬‬
‫بيلبيلبيل‬ ‫‪-7‬‬
‫يليليب‬ ‫‪-8‬‬
‫ليبليبل‬ ‫‪-9‬‬
‫يبليبليبليل‬ ‫‪-10‬‬
‫مقدمة‬

‫لقد أثرت جائحة كورونا ‪ COVID-19‬والقيود االجتماعية المرتبطة بها مثل اإلغالق والقيود على الحركة على‬
‫العديد من المجاالت في المجتمع باإلضافة إلى جوانب من عمل الفرد والحياة الخاصة‪ ،‬وقد تأثر الناس بطرق‬
‫متفاوتة ‪ ،‬بسبب االحتالل والوضع االجتماعي واالقتصادي ومتغيرات أخرى‪ ،‬فعلى سبيل المثال ‪ ،‬واعتماًدا على‬
‫متطلبات التواجد الجسدي في العمل ‪ ،‬واالتصال الشخصي في الحياة الواقعية ‪ ،‬مقارنة بإمكانيات العمل عن ُبعد ‪ ،‬فقد‬
‫شهد الناس أنواًعا مختلفة من التغييرات في حياتهم اليومية‪.‬‬

‫وعالوة على ذلك ‪ ،‬فإن الفئات العمرية التي لديها أطفال صغار في المنزل ربما تكون قد تعرضت لعبء أكبر في‬
‫الحياة الخاصة أثناء الجائحة المستمرة‪ ،‬وحذر موجزًا للسياسات لألمم المتحدة في العام الماضي من أن "التأثير طويل‬
‫المدى لألزمة على الصحة العقلية للناس وبالتالي تأثير الصحة العقلية على المجتمع ال ينبغي التغاضي عنه"‪ ،‬ونظًرا‬
‫للمخاوف المتعلقة بهذه القضية الحساسة ‪ ،‬حذرت منظمة الصحة العالمية في أكتوبر ‪ 2020‬من أنه يجب اعتبار‬
‫الصحة العقلية "جزًء ا ال يتجزأ من استجابة فيروس كورونا ‪."COVID-19‬‬

‫العرض‪:‬‬

‫كيف تأثرت مختلف فئات المجتمع؟ ما هي التغييرات التي حدثت أثناء الجائحة ‪ ،‬وداخل العمل وخارجه‪ ،‬وفيما يتعلق‬
‫بالصحة والرفاهية؟ لإلجابة على هذه األسئلة‪ ،‬أجرى فريق من معهد أبحاث اإلجهاد في جامعة ستوكهولم ‪ ،‬وهو‬
‫مؤسسة عضو في برنامج األمم المتحدة لألثر األكاديمي في السويد‪ ،‬دراسة تم فيها التحقيق في التغيرات التي طرأت‬
‫على ظروف العمل ‪ ،‬وعوامل نمط الحياة ‪ ،‬والصحة العقلية والعامة المبلغ عنها ذاتيا قبل وبعد بداية الموجة األولى‬
‫من الجائحة والقيود المرتبطة بها في السويد‪.‬‬

‫ويتألف فريق البحث من سيسيليا ستينفورز (قائدة المشروع) ‪ ،‬وليندا ماغنوسون هانسون ‪ ،‬وكونستانز لينويبر ‪،‬‬
‫وهوغو ويسترلوند‪ ،‬وأجريت الدراسة على البالغين العاملين وتمت دراسة التغييرات ضمن مختلف الفئات المهنية التي‬
‫تنطوي على فرص أكبر مقابل فرص أقل للتباعد الجسدي في العمل ‪ ،‬بما في ذلك المهن ذات الفرص الجيدة للعمل‬
‫عن بعد ‪ ،‬والمجموعات الرئيسية من المهن التي تتطلب اتصااًل جسدًيا مع الناس‪ ،‬مقابل المهن في إنتاج السلع ‪،‬‬
‫وتصنيع المواد‪ ،‬والعمليات ‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن التحسينات الصحية شوهدت بين المهنيين ذوي اإلمكانات العالية للعمل عن بعد‪ ،‬الذين عانوا‬
‫من انخفاض أعراض اإلرهاق واإلجهاد المعرفي (مثل مشاكل التركيز) وزيادة النقاهة والصحة العامة‪ ،‬على الرغم‬
‫من ذلك ‪ ،‬كان االستثناء المهم هو الزيادة الكبيرة في أولئك الذين تقل أعمارهم عن ‪ 40‬عاًم ا في أعراض االكتئاب‬
‫التي كانت بارزة في هذه الفئة‪ ،‬وبين المدارس اإللزامية ومهن رعاية األطفال‪ ،‬وفي بعض المجموعات ‪ ،‬لم ُيالحظ أي‬
‫تحسن صحي أو القليل منه على اإلطالق‪.‬‬

‫ومن الجانب اإليجابي‪ ،‬شهد األشخاص عبر الفئات المهنية عموًم ا توازًنا أكبر بين العمل والحياة الخاصة مع عدد أقل‬
‫من النزاعات بين العمل وحياتهم الخاصة والتفاعل اإليجابي بين الحياة الخاصة والعمل‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬لم يكن هذا هو‬
‫الحال بالنسبة لألشخاص الذين يشغلون وظائف التعليم اإللزامي ورعاية األطفال‪ ،‬وال بالنسبة للفئة العمرية األقل من‬
‫‪ 40‬عاًم ا والذين أمضوا وقًت ا أطول في أنشطة األطفال أثناء الجائحة‪ ،‬ولوحظت انخفاضات عامة في جميع المهن في‬
‫عبء العمل ‪ ،‬ولكن أيًض ا في التقدير والمكافأة التي يحصل عليها المرء في العمل‪.‬‬

‫ولم ُيالحظ أي من هذه التغييرات بين وظائف المدرسة اإللزامية ورعاية األطفال ‪ -‬وهي مجموعة لم تكن بشكل عام‬
‫تعمل عن بعد ولكن كان عليها تنفيذ استراتيجيات جديدة بسرعة للحد من انتقال الفيروس في المدرسة ومرافق رعاية‬
‫األطفال‪ ،‬أما من الجانب السلبي أيضًا‪ ،‬لوحظت زيادات عامة في انعدام األمن الوظيفي وتهديدات التوظيف‪ ،‬وكذلك‬
‫في اإلجهاد العاطفي ‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بالعمالء و ‪ /‬أو الزبائن‪ ،‬هذا باإلضافة إلى المتخصصين في الخطوط‬
‫األمامية الذين تعرضوا لخطر متزايد لإلصابة بالعدوى في العمل‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بعوامل نمط الحياة ‪ ،‬أبلغت عدة مجموعات عن تغييرات في مقدار الوقت الذي يقضونه في المهام‬
‫واألنشطة المختلفة أثناء الجائحة‪ ،‬وكان زيادة وقت الراحة واالسترخاء موضوًعا عاًم ا‪ ،‬إن المهن التي تنطوي على‬
‫إمكانية العمل عن بعد ذات وضع اجتماعي واقتصادي أعلى تقضي وقًتا أطول في األعمال المنزلية وأعمال‬
‫الصيانة ‪ ،‬فضًال عن النشاط البدني ‪ ،‬ووقًتا أقل في السفر من وإلى العمل‪ ،‬وقضت الفئة العمرية التي تقل عن ‪ 40‬عاًم ا‬
‫وقًتا أطول في رعاية األطفال‪ ،‬بينما قضت الفئات العمرية األكبر سًنا وقًتا أقل في مثل هذه األنشطة‪.‬‬

‫ويدرس البحث الجاري البيئة المعيشية والوصول إلى مساحات الطبيعة واستخدامها ‪ ،‬وأهميتها بالنسبة للمرونة‬
‫والصحة في مختلف المجموعات أثناء الجائحة (بقيادة سيسيليا ستينفورز)‪ ،‬وتظهر النتائج المبكرة أن أولئك الذين‬
‫لديهم المزيد من الخضرة حول منازلهم يتمتعون بصحة عقلية ورفاهية أفضل ‪ ،‬كما أن استخدام المناطق الطبيعية‬
‫الكبيرة زاد مما يؤكد أهمية هذه المساحات ‪ ،‬ال سيما أثناء الجائحة عند انتقال العديد من األنشطة االجتماعية والبدنية‬
‫الداعمة للصحة إلى الخارج‪.‬‬

‫تم التخطيط أيًض ا للبحث بشأن التغييرات التنظيمية ‪ ،‬والتكرار (شكل من أشكال الفصل من وظيفتك)‪ ،‬والفصل وانعدام‬
‫إجازة الحاالت االجتماعية والصحة العقلية والمرض على إثر أزمة فيروس كورونا ‪( COVID-19‬بقيادة ليندا‬
‫ماغنوسون هانسون)‪ ،‬كيف يتأثر التوازن بين العمل والحياة وجودة العمل والصحة بالعمل عن ُبعد (بقيادة باراسكيفي‬
‫بيريستيرا)‪ ،‬وكيف أن "االنغالق" في عمل أو مهنة غير مرغوب فيها يؤثر على اإلجازة المرضية بمرور الوقت ‪،‬‬
‫وكيف تطور ذلك في قطاعات مختلفة أثناء الجائحة ‪ ،‬ودور عوامل اإلجهاد في العمل االجتماعي (بقيادة جوانا‬
‫ستينغارد)‪.‬‬

‫وقال األمين العام لألمم المتحدة ‪ ،‬أنطونيو غوتيريس‪ ،‬في رسالة بالفيديو‪" :‬لقد تسببت جائحة كورونا ‪COVID-19‬‬
‫في أزمة ال مثيل لها في حياتنا‪ ،‬وإن حجم التأثير على الصحة العقلية للناس أصبح واضًح ا اآلن فقط‪ ،‬وقد يكون لذلك‬
‫تداعيات خطيرة لسنوات عديدة قادمة"‪ ،‬كما توضح الدراسة الموضحة هنا ‪ ،‬فإن التأثير على الصحة العقلية مختلف‬
‫ويحتاج إلى مزيد من التحليل‪ ،‬ويلزم إجراء مراجعة (إعادة نظر) أكثر تعمًقا لكيفية تأثير هذه األزمة العالمية على‬
‫حياة الناس ‪ ،‬وفي هذا الصدد ‪ ،‬فإن دور الجامعات أمر بالغ األهمية‪.‬‬

‫ما المقصود بالتغير االجتماعي؟‬


‫في حين يقصد بالتغير االجتماعي‪ :‬هو كل تحول يقع في التنظيم االجتماعي سواء في بنائه‪ ،‬أو وظائفه خالل فترة‬
‫زمنية محددة‪ ،‬والتغير االجتماعي على هذا النحو ينصب على كل تغير يقع في التركيب السكاني للمجتمع‪ ،‬أو بنائه‬
‫الطبقي‪ ،‬أو نظمه االجتماعية‪ ،‬أو في أنماط العالقات االجتماعية‪ ،‬أو في القيم والمعايير التي تؤثر في سلوك األفراد‬
‫والتي تحدد مكانتهم وأدوارهم" (بدوي‪ ،1987،‬ص‪.)213‬‬
‫وُيعد التغير االجتماعي بهذا المعنى ظاهرة مستمرة تشهدها الحياة االجتماعية‪ ،‬وال تزال حتى يومنا هذا‪ ،‬بالتالي يمكن‬
‫القول بأن التغير االجتماعي هو الحياة االجتماعية‪ ،‬فالحياة االجتماعية تتكون من تغيرات مستمرة ال تتوقف‪ :‬وعليه‬
‫فعندما "تنتهي هذه التغيرات‪ ،‬فإن الحياة نفسها تنتهي"‪( .‬سكوت‪ ،2013،‬ص ‪ .)96‬كمـا يمكــن التمــييز بين أنــواع‬
‫متعــددة من التغــيرات االجتماعيــة حـسب نطاقــها وأهميتهــا‪ ،‬فهـناك فمثال‪ :‬التغير في التركيب مثل إعادة االنضمام‬
‫إلى مجموعة أو الهجرة‪ ،‬والتغير في الهيكل مثل نشوء قيادة جديدة‪ ،‬والتغير في الوظائف مثل حالة الحراك المهنية‪،‬‬
‫والتغير في الحدود مثل حالة الغزو‪ ،‬والتغير البيئة مثل حدوث زالزل كبيرة‪( .‬سكوت‪ ،2013،‬ص ‪)98‬‬
‫في حين يمكن أن نطلق على انتشار فيروس كورونا وتداعياته الحالية بأنه تغير في حالة الصحية‪.‬‬
‫ومع كل ما سبق يمكن القول بأن التغير االجتماعي هو‪ :‬ظاهرة مرتبطة بالمجتمعات البشرية كافة‪ ،‬كما أنه عملية ال‬
‫إرادية‪ ،‬وغير مقصودة‪ ،‬وتتعدد وتتنوع مجاالته‪ ،‬كما أنه مرتبط بفترة زمنية محددة‪ ،‬ويكون التغير تبًعا لمجاله ونطاقه‬
‫أثار سلبية أو إيجابية في الحياة االجتماعية تارة‪ ،‬أو كالهما تارة أخرى‪.‬‬
‫ما المقصود بالتغيير االجتماعي؟‬
‫يعني التغيير االجتماعي بأنه عملية مقصودة ذات أهداف محددة مسبَقا‪ ،‬وهو عبارة عن أفكار وتصورات‪ ،‬وخيارات‬
‫ومسارات واضحة‪ ،‬تهدف إلى معالجة اآلثار السلبية‪ ،‬الناجمة عن عمليات التغير االجتماعي‪ ،‬كما يتم خالل هذه‬
‫العملية مراجعة وتقويم أساليب الحياة للوصول إلى حياة أفضل‪ ،‬حيث سيكون هناك عدة مسارات وخيارات متاحة‪،‬‬
‫كما سيكون هناك سعي حثيث للحصول على القبول المجتمعي لتلك التغييرات المطلوبة‪ ،‬لجعلها تندمج ضمن أفكار‬
‫وممارسات وقيم المجتمع وكأنها جزًء ا منه‪.‬‬
‫ال شك أن القارئ قد الحظ بعد هذا االستعراض السريع للمفهومين وجود تباين واضح بينهما‪ ،‬وهذا ما ُيفسر بأن –‬
‫مكانيزما‪ -‬عمل كل منهما مختلفة عن اآلخر‪ ،‬ولكن ُيالحظ في الوقت نفسه وجود ارتباط بينهما‪ ،‬حيث يقوم أحدهما‬
‫على اآلخر ويعتبر نتيجة الزمة له‪.‬‬

‫التغير االجتماعي‬

‫التغّيرات برّم تها في زمن جائحة كورونا وما بعدها حتمًا ستطال التغّيرات السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية‬
‫والتربوية واألكاديمية على السواء؛ فالملف االقتصادي والسياسي مرتبطان ببعضهما وربما سيحدث تغّيرات تقلب‬
‫موازين التراتيبية الدولية في هذا الشأن؛ وكذلك الحال في التغيرات اإلجتماعية والتي ستطال كل شيء من عادات‬
‫وتقاليد ومناسبات فرح وترح وكذلك السلوكيات الفردية والجماعية؛ كما ستطال التصرفات اليومية واإلنفعاالت‬
‫النفسية واإلجتماعية؛ ببساطة ألن الدروس المستفادة من جائحة كورونا جّل مهمة لغايات التغّير والتغيير في جوانبنا‬
‫اإلجتماعية صوب التأقلم مع مستجدات العصر والتطورات التي أساسها الحفاظ على الصحة العامة وأسس السالمة‬
‫ومعاييرها درءًا إلنتشار الوباء والفايروس والتحوالت المستقبلية في هذا الشأن‪:‬‬
‫‪ .١‬عنوان المرحلة المقبلة بعد كورونا سيكون حتمًا قرب األسرة وأفرادها من بعض ومحبتهم لبعض وتواصلهم‬
‫وتعظيم القيم األسرية من محبة وإحترام ووفاء وتعاضد وتكافل وغيرها؛ بيد أن التباعد اإلجتماعي الفيزيائي سيكون‬
‫لكبح جماح األمراض وعدوى الفايروسات عن طريق ترك المسافات اآلمنة والعزل المنزلي وتغيير العادات التي‬
‫تقتضي القرب المكاني والفيزيائي أثناء السالم واللقاء والمناسبات‪.‬‬
‫‪ . ٢‬في قابل األيام بعد زمن كورونا ستختفي أو تقل كثير من العادات التي إعتدنا عليها وفيها خطورة لنقل الفايروسات‬
‫وحتى األمراض بين الناس؛ وذلك يشمل ‪-‬وال يقتصر على‪ -‬عادات المجتمع األردني بالسالم باليد والعناق المتكرر‬
‫والَح ْض ن واألرجيلة والتدخين واألكل باأليدي والقرب المكاني من بعض وغيرها؛ فوقف هذه العادات حتمًا سيؤول‬
‫إلى ثقافة عصرية جديدة تحقق األمان الصحي لكل الناس‪.‬‬
‫‪ .٣‬في رمضان حتمًا إبان الجائحة توّقفت التجمعات على الوالئم وتوقفت والئم العنايا وتم إستبدالها للمقتدرين بالمال‬
‫وفي ذلك فضل من هللا ومنع للتجمعات التي ال ُيحمد عقباها وال ُتعرف نتائجها؛ وال يمكن لعاقل أن يسعى لذلك في ظل‬
‫ظروف صعبة وبذلك يمكن تأجيلها لقابل األيام أو إستبدالها بالمال أو الطعام الجاهز للبيوت دون تجمعات أبدًا‪.‬‬
‫‪ .٤‬التجمعات الكبيرة حتمًا ستندثر إلى غير رجعة وخصوصًا في المباريات والطوابير العامة والموالت والمطاعم‬
‫وغيرها؛ وهذه المواقع تعتبر بؤرًا ساخنة وإنشطارية كمراكز لنقل العدوى والوباء أّنى كان كنتيجة لتجمع الناس وعدم‬
‫مراعاة المسافات اآلمنة والتباعد اإلجتماعي؛ وإن أقيمت هذه التجمعات ستكون وفق أسس التباعد اإلجتماعي لغايات‬
‫الحفاظ على صحة وسالمة الناس‪.‬‬
‫‪ .٥‬كما أن مناسبات األفراح ستكون بأعداد محدودة جدًا وستقتصر على الُم قّر بين ولن نرى مظاهر أفراح كالسابق من‬
‫حيث العدد والُقرب الفيزيائي بين الناس وستكون بالحد األدنى؛ حتى المباركات ستتم عن ُبعد من خالل الهواتف‬
‫الخليوي أو وسائل التواصل اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ .٦‬وكذلك الحال بالنسبة لمناسبات العزاء وعيادة المرضى فستكون كّلها عن ُبعد بالتواصل اإلجتماعي والخليوي‬
‫وستقتصر أيضًا على المقربين جدًا؛ وهذا بالطبع يخّفف على الناس الجهد والمال والوقت ويفي بالغرض دونما هدر‬
‫ألوقات الناس من أهل المناسبة أو الزّو ار ألن في ذلك كفاية أو ربما يكون كفرض الكفاية إذا قام به جزء من الناس‬
‫سقط عن الكل‪.‬‬
‫‪ .٧‬حتى السهرات واألرجيل والحفالت وغيرها ستكون قليلة جدًا ألن درجة وعي الناس وجرعتهم الروحانية‬
‫واإليمانية زادت بإضطراد فغدا الناس ال يحّبذون ضياع الوقت والطلعات البعيدة عن األسرة وأي فعالية فيها كثافة‬
‫للناس وتقارب فيزيائي؛ مما يؤشر على تغييرات جذرية في الثقافة المجتمعية لكل الناس‪.‬‬
‫‪ .٨‬ستنتشر ثقافات جديدة جدًا بين الناس جلها الحذر والتباعد اإلجتماعي والمسافات اآلمنة والطوابير وعدم التبذير‬
‫والترشيد لإلستهالك والتكافل اإلجتماعي وروحية العطاء والعمل اإلجتماعي والتواصل اإلجتماعي عن ُبعد واإلكثار‬
‫من المهاتفات على حساب الزيارات والبريد اإللكتروني ووسائل الرقمنة واإلنترنت والمشي دون مركبات وتجذير‬
‫ثقافة الحاجة أم اإلختراع وغيرها‪.‬‬
‫‪ .٩‬نتطّل ع لإلستفادة من دروس جائحة كورونا لتنعكس على قيمنا وعاداتنا اإلجتماعية في كثير من القضايا التي باتت‬
‫سببًا في إنتشار الفايروسات؛ واألهم من ذلك كله نظافة القلوب ونبذ الكراهية التي تعّش ش عند البعض ليصبح مجتمعنا‬
‫مجتمع التكافل والتراكم والمحبة بدًال من البغضاء والحقد والحسد واألنانية‪.‬‬
‫بصراحة‪ :‬جائحة كورونا ستغّير الكثير من عاداتنا وتقاليدنا صوب التباعد والمسافة اآلمنة والرقمنة؛ وحتمًا سنرى‬
‫األيام القادمة حبلى بالتغّيرات اإلجتماعية صوب عالم إجتماعي جديد يعيش فيه الناس في األسرة كأساس وما في‬
‫المجتمع والمحيط يكون ثانويًا وعن ُبعد؛ وستسعى الناس لترشيد إستهالكها وتوفير مالها ووقتها وجهدها قدر‬
‫المستطاع‪.‬‬

‫آليات عمل التغير والتغيير االجتماعي مع انتشار فيروس كورونا‬


‫لقد الحظنا أنه مع انتشار فيروس كورونا ‪ -‬التغير‪ -‬في أنحاء العالم فجأة‪ - ،‬والذي ال ندري ما هي‬
‫وجهته‪ ،‬كما أننا ال نزال نجهل إلى أين سيقودنا‪ ، -‬امتد ذلك التغير إلى كل شي‪ ،‬سواء على مستوى‬
‫العالقات االجتماعية‪ ،‬أم االقتصادية أم السياسية‪ ،‬أم البيئة‪ ،‬أم األفكار‪ ،‬أم الممارسات‪ ،‬أم القيم‪ ،‬كانت‬
‫النتيجة الكثير من اآلثار السلبية‪ ،‬منها على سبيل المثال‪ :‬وجود األعداد الكبيرة من المصابين والقتلى‪،‬‬
‫إضافة إلى اإليقاف الجزئي لحركة المواصالت البرية والجوية‪ ،‬وقفل بعض الحدود‪ ،‬وتقليص ساعات‬
‫العمل‪ ،‬وإيقاف الدراسة بالمؤسسات التعليمية‪ ،‬وبروز حاالت من الفزع والخوف‪ ،‬وتضييق العالقات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫عموًم ا كل ذلك أدى في مجمله إلى أحداث حاالت من عدم االتزان في جل المجتمعات‪ ،‬فبرزت حاالت‬
‫من الرفض أو مقاومة لذلك التغير الحاصل‪ ،‬مما أدى إلى زيادة عدد المصابين وأعداد القتلى‪ ،‬وتحول‬
‫بعض حاالت الخوف والفزع إلى حاالت االنتحار‪ ،‬وزادت حاالت قفل الحدود‪ ،‬وأصبح هناك إيقاف‬
‫كلي لحركة المواصالت البرية والجوية‪ ،‬فوقعت بعض المجتمعات في انتكاسات وانهيارات كبيرة نتيجة‬
‫الستمرار عدم تقبلها للتغير الحاصل سواء على مستوى األفكار ام الممارسات أم القيم المجتمعية‪.‬‬
‫وهنا قد يقفز إلى الذهن سؤال جوهري وهو‪ :‬ما األسباب التي تؤدي إلى رفض أو مقاومة أفراد المجتمع‬
‫التغير؟‬
‫أنه من الوهم أن نعتقد بأن حاالت الرفض أو المقاومة للتغير الحاصل تكون مقصودة‪ ،‬أو إرادية‪ ،‬أو‬
‫واعية‪ ،‬ولكنها تظهر بشكل تلقائي؛ لتكون معبرة أو مجسدة لألفكار والممارسات والقيم المتعارف عليها‬
‫في المجتمع‪ ،‬وحتى نقرب المعنى أكثر يمكن ان نشير إلى أن أفراد المجتمع خالل عملية التغير‬
‫يتصرفون ويتحركون ويفكرون بالطريقة المعهودة‪ ،‬وهذا يعني بأن عقلية أفراد المجتمع تكون مصبوغة‬
‫بصبغة االنقياد والتسليم نحو أفكار وممارسات وقيم محددة‪ ،‬وما وجدوا عليه آباءهم‪ ،‬نتيجة لسنين‬
‫الطويلة من استقرارها في حياتهم اليومية‪ ،‬فيصبح هناك اعتقاد وتصور راسخ بالتسليم لها‪ ،‬بالتالي‬
‫يصبح أفراد المجتمع غير مهيئين لتقبل التغير الجديد الحاصل في حياتهم‪.‬‬
‫ما الذي يتوجب القيام به بعد حدوث التغير؟‬
‫في الحقيقة لتجاوز مرحلة التغير – االنتقالية‪ -‬وما تحدثه من انتكاسات‪ ،‬وانهيارات‪ ،‬وفجوات غير‬
‫متوقعة‪ ،‬وقد تكون عنيفة؛ األمر بحاجة إلى االنتقال لمرحلة جديدة وهي‪ :‬التغيير االجتماعي‪.‬‬
‫وهذا يعني إن المجتمع وأفراده سيكونون في حالة من الترقب‪ ،‬وهي حالة ازدواجية يعيشها أفراد‬
‫المجتمع ما بين التغير والتغيير‪ ،‬حيث سيتم تحديد وإعداد وبناء التصورات والخيارات والمسارات‬
‫الذاتية األفضل واألحسن‪ ،‬وهي تصورات وخيارات ومسارات مقصودة تهدف لالنتقال بشكل نهائي إلى‬
‫مرحلة التغيير‪ ،‬وهذه العملية ليست بالسهلة‪ ،‬أو أنها يمكن أن تتحقق دون حدوث أّي مشاكل‪ ،‬وللمزيد‬
‫من اإليضاح والتبسيط يمكن القول بأنه في هذه المرحلة قد تحدث بعض االختالالت أو التعثرات التي‬
‫قد تهز عقلية أفراد المجتمع‪ ،‬وسيكون هناك تراجع لمد التغيير أمام رفض أو مقاومة التغير‪ ،‬في حين‬
‫سيكون التغيير ‪-‬ربما‪ -‬تدريجًيا بالتالي فأنه لن يلفت االنتباه إليه‪.‬‬
‫وعلى كٍّل‪ ،‬فإنه من وُيدقق النظر وُيحسن التدبر يستطيع أن ُيدرك بسهولة بأن عملية االنتقال إلى التغيير‬
‫في المجتمع يتطلب بالضرورة تضافر الجهود الحكومية‪ ،‬والمجتمعية لتنفيذ تلك التصورات والخيارات‬
‫والمسارات البناءة والمقصودة لتجاوز االختالالت والتعثرات‪ ،‬ويصبح األمر جلًيا في بعض المجتمعات‬
‫عندما تصبح تلك األزمات واالنهيارات حافًز ا للتغيير‪ ،‬واإلخفاقات ُتشكل نجاًح ا من خالل االستفادة‬
‫منها‪ ،‬عندها سيكون هناك انتقال الكلي إلى مرحلة التغيير المقصودة‪.‬‬
‫إذن المتمعن في ظاهرتي التغير والتغيير سوف يدرك بسهولة‪ ،‬وبشكل جلي وجود ذلك االرتباط بين‬
‫المفهومين‪ ،‬ويمكن رصد ذلك من خالل عملية االنتقال من التغير إلى التغيير‪ ،‬كما تتجلى أمامنا تلك‬
‫العالقة من خالل قيام التغيير بتجسير الهوة التي يحدثها التغير في المجتمع‪ ،‬وهذا ربما يدفعنا إلى طرح‬
‫تساؤل مهم وهو لماذا يأتي التغيير بعد التغير؟‬
‫سأحاول قدر اإلمكان تبسيط إجابة التساؤل المطروح‪ ،‬حيث ال يمكن فهم طبيعة العالقة بين التغير‬
‫والتغيير خارج إطار العالقات الترابطية السببية‪ ،‬فالتغير يؤدي إلى التغيير‪ ،‬وهذا يدفعنا إلى البحث عن‬
‫الوظائف المناطة بعملية التغيير؛ وذلك للولوج إلى إجابة للسؤال المطروح‪ ،‬والتي يمكن تحديدها في‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪ . 1‬تهيئة المجتمع وأفراده وإقناعهم بتقبل الجانب اإليجابي للتغير‪ ،‬وذلك من خالل توضيح النواحي‬
‫اإليجابية التي يمكن االستفادة منها‪ ،‬وجني ثمارها‪ ،‬فعملية التهيئة لن تكون بالمهمة السهلة‪ ،‬وهذا األمر‬
‫مرتبط بعدة عوامل منها على سبيل المثال‪ :‬الخلفية التعليمية‪ ،‬والعوامل الثقافية ألفراد المجتمع؛ والتي‬
‫تشمل العقائد الدينية‪ ،‬وأنظمة التواصل واالتصال مع القيادات السياسية‪.‬‬
‫‪ . 2‬السعي الحثيث نحو طرح التصورات واألفكار واالختيارات والمسارات بغية معالجة األثار المترتبة‬
‫على التغير‪ ،‬والتي تمثل النواحي السلبية‪ ،‬إضافة إلى مراجعة وتقويم البناء االجتماعي للوصول إلى‬
‫حياة اجتماعية أفضل‪.‬‬
‫إذن فهناك مفارقة سيوسولوجية الفتة لالنتباه وهي متى وجد التغير البد من التغيير‪ ،‬وال يمكن اإللمام‬
‫بمسألة التغيير خارج دائرة التغير الحاصلة في المجتمع‪ ،‬حيث يعمل التغيير على تخفيف آثار التغير‪،‬‬
‫كما يقوم في الوقت نفسه بتعظيم األفكار والممارسات والقيم الجديدة‪ ،‬بغية تحقيق حياة أفضل‪.‬‬
‫وهنا يبرز السؤال التالي‪ :‬من الذي يقود عمليات التغيير في المجتمع؟‬
‫بادئ ذي بدء ينبغي أن نعلم أنه لتجاوز مرحلة التغير فاألمر بحاجة إلى وجود إرادة سياسية جادة من‬
‫قبل الحكومات‪ ،‬كونها هي من سيقود عمليات التغيير في المجتمع‪ ،‬فهي من يجب أن يقود قاطرة‬
‫التغيير‪ ،‬وهذا ال يعني بأنها تتحمل كاهل المسؤولية لوحدها‪ ،‬فهناك مؤسسات أخرى ُيناط بها أدوار جد‬
‫مهمة في عملية التغيير‪ ،‬منها على سبيل المثال‪ :‬مؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬ومؤسسات ذات العالقة‬
‫بالتنشئة االجتماعية مثل المؤسسات التعليمية‪ ،‬ووسائل اإلعالم والمساجد‪ ،‬البيت ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫تأِت بعد ذلك مرحلة مهمة والتي يمكن أن ُن سميها بالمرحلة النقدية حيث يتم من خاللها تحديد‪ :‬ماذا ُنريد‬
‫من التغيير؟‪ .‬وهو يعني الحاجة إلى فهم التغيير المطلوب؛ من خالل السعي نحو إنتاج األفكار ورسم‬
‫التصورات التي تبحث عن إجابات للسؤال المذكور‪.‬‬
‫ومن ثم تأِت مرحلة جديدة‪ ،‬وهي مرحلة التنفيذ‪ ،‬وهي السعي الحثيث للحصول على إجابات للتساؤل‬
‫التالي وهو‪ :‬هل ذلك ممكن التحقيق؟‪ .‬فيتم خالل هذه المرحلة إعداد وبناء االختيارات والمسارات‬
‫المطلوبة لتنفيذ ما تم إنتاجه من أفكار أو رسمه من تصورات‪.‬‬
‫وهنا لن يخفي على فطنة القارئ أهمية أال تكون تلك األفكار والتصورات معزولة عن واقعها‬
‫االجتماعي‪ ،‬ومعني هذا ببساطة شديدة أن تكون ممكنة التحقيق؛ بحيث تقوم بمعالجة وتصحيح األخطاء‪،‬‬
‫وتعمل أيًض ا على تجسير الفجوات والتخلص من اإلحباطات واالختالالت؛ وصواًل إلى تحقيق التوزان‪،‬‬
‫ورضا بالحياة اجتماعية‪ ،‬التي يشعر بها أفراد المجتمع‪ ،‬بشكل أفضل وأحسن‪.‬‬
‫إذن آليات تحقيق التغيير في المجتمع يتم من خالل مرحلتين متميزتين‪ ،‬فاألفكار والتصورات مثل‪:‬‬
‫البذور ستنمو باتجاه دورها االجتماعي؛ إذا وجدت التهيئة والتوجيه المناسب‪ ،‬وسُتعطي من ثم‬
‫المحصول المطلوب‪.‬‬

‫خاتمة ونصائح "‪:‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬بدوي‪ ،‬أحمد زكي (‪ .)1987‬معجم مصطلحات الرعاية والتنمية االجتماعية‪ ،‬دار الكتاب المصري‪،‬‬
‫دار الكتاب اللبناني ط‪.1‬‬
‫‪ .2‬سكوت‪ ،‬جون‪ .)2013( .‬علم االجتماع المفاهيم األساسية‪ ،‬ترجمة محمد عثمان‪ ،‬الشبكة العربية‬
‫لألبحاث والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪ .3‬المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (‪ .)1988‬المعجم العربي األساسي‪ ،‬تونس‪.‬‬

You might also like