Professional Documents
Culture Documents
كتاب-نحو-الحضارة-السلالات-البشرية-الاولي
كتاب-نحو-الحضارة-السلالات-البشرية-الاولي
الجزء األول
السالالت البشرية األولى
( 7مليون – 5.1مليون سنة)
محمود العبد
اسم الكتاب :نحو الحضارة ج1
تأليف :محمود العبد
إصدار 2022 :
تصميم غالف :بسنت علي
التصحيح اللغوي :ياسر عوض
اإلخراج الفني :مريم محمد سيد
الترقيم الدولي (978-997-86278-7-9 : )ISBN
رقم اإليداع 2022/19594 :
جمهورية مصر
العربية،
القاهرة
مدير النشر :د.
محمد أبو زيد
+201142402108
kayankpublishi
ng@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة للناشر ©
وأي اقتباس أو تقليد أو إعادة طبع أو نشر
يعرض صاحبه للمساءلةدون موافقة كتابيةُ ،
القانونية.
أما حقوق الملكية الفكرية واآلراء والمادة
الواردة في الكتاب فهي خاصة بالكاتب فقط ال
غير.
إهــــــــــداء
إلى
الذي يعود إليه الفضل في كتابة هذا الكتاب،
الذي لم يبخل بمساعدتي يوما ما،
الذي أمدني بالنصح وإلارشاد،
كمعلم ومرشد وأخ أكبر،
ٍ الذي أنظر إليه دائما
إلى صديقي ألاستاذ أحمد الدبش.
5
تقديم
يعد هذا العمل من باكورة الاعمال التي تتحدث عن جزء هام جدا من
تاريخ السالالت البشرية علي وجه الارض .
وعلي الرغم من اتجاه العديد من املؤرخين الي محاولة الفصل بين نوعين
من السالالت البشرية الاوليه واعتبارهم ان كافة السالالت البشرية الغير
مصنعة لألدوات الحجرية هي سالالت شبيهه بالبشر واعتبروا ان كافة
السالالت البشرية املنتجة لألدوات الحجرية هي سالالت بشريه اكثر تطورا
وذكاء ويعد هذا العمل العلمي نتاج جهد محمود قام املؤلف فيه ببذل كل
جهد للوصول الي العديد من الاسئلة الصعبة واملحيرة التي تجول في اذهان
الكثير من املهتمين بعلوم الانثروبولوجيا والسالالت البشرية والعصور الحجرية
ونحن نثمن جهد املؤلف في جرأته املحمودة لخوض غمار املضمار الاكثر ظلمة
7
والاصعب في مشقة الحصول علي الفرضيات الاقرب الي الحقيقة في كتاب
يكاد يكون اللبنة الاولي في سلسلة من الكتب التي تتناول السالالت البشرية
الاولية حتي السالالت التي انتجت اعرق الحضارات في التاريخ مخلفة ورائها
ارثا ال يبلي
دكتور /خالد سعد
مدير عام الادارة العامة الثار ما قبل التاريخ وزارة السياحة والاثار
8
عندما كنت صغيرا دائما ما يراودني سؤال؛ ما هو املوطن ألاول لإلنسان؟
كان سؤالا بسيطا ولكن استغرقت أعواما كثيرة حتى ألبي رغبتي في معرفة
إجابة هذا السؤال ،ففي أول ألامر تلقيت إجابات كثيرة ،وهي إجابات تفتقر
إلى ألادلة العلمية وفي بعض ألاحيان العقلية أيضا ،وعندما التحقت
بالجامعة وتخصصت في علم الجغرافيا أخبرني دكتور عبد العظيم أن هناك
إشارات جغرافية تخبرنا بذلك؛ أال وهي أن الجليد في املناطق الشمالية
والجنوبية ال يمكن أن يكون املوطن ألاول لجنسنا البشري ،وبذلك نستبعد
كال من قارة أوروبا وألاجزاء الشمالية لقارة آسيا وأمريكا الشمالية؛ ألن تلك
املناطق كان يغطيها الجليد في العصور القديمة وبالطبع القارة القطبية
املتجمدة ،كما أن املناطق الجبلية ال يمكن أن تكون أيضا املوطن ألاول
لإلنسان وبذلك نستبعد كال من شرق ووسط آسيا وغرب ألامريكاتين ،كما
أن مناطق الغابات الكثيفة ال يمكن أن تكون أيضا هي املوطن ألاول وبذلك
نستبعد كال من أمريكا الالتينة والتي تمثل الغابات معظم مساحتها ،وأيضا
منطقة حوض نهر الكنغو في قارة إفريقيا.
واملناطق املرجح أن تكون املوطن ألاصلي لإلنسان هي قارة إفريقيا ما
عدا غابات نهر الكنغو ،واملنطقة الواقعة ما بين نهر السند ونهر النيل ،وكان
يرجح الثانية حيث إنها أكثر مالئمة من حيث املناخ والتضاريس ،ولكن بعد
9
ذلك ظل هناك سؤال وهو :أين البقايا ألاثرية التي تدل على ذلك ،وأين تلك
ألادوات الحجرية التي تعود إلى مئات آلاالف من السنين؟
وبعد فترة ليست بالطويلة ألقى علينا دكتور حسن وهو جغرافي أيضا
محاضرة تحت عنوان( :التغيرات املناخية عبر العصور) ،وهنا بدأت تلك
ألاسئلة تنشط في ذهني مرة أخرى ،واغتنمت الفرصة بعد املحاضرة
بعضا من تلك ألاسئلة ،وكانت إلاجابة هي أن منطقة شرق ً وعرضت عليه
إفريقيا هي املوطن ألاول لإلنسان ،حيث إن هناك العديد من البقايا
والحفريات التي تدل على ذلك ،ومن هنا بدأت إلاجابات واحدة تلو ألاخرى،
وأخذ البحث في التعمق أكثر فأكثر وستكون تلك السلسلة من الكتب هي
ُ
إلاجابات التي حصلت عليها في بحثي عن هذا السؤال البسيط.
10
محتويات الكتاب
11
الفصل التاسع بشر بحر الغزال 115 ................ ................................ ................................
الفصل العاشر بشر كينيا 111 ........................... ................................ ................................
الفصل الحادي عشر بشر جارهي 15151 ......................................... ................................
الفصل الثاني عشر بشر سيديبا 11414 .......................................... ................................
الخاتمة 11414 ..................... ................................ ................................ ................................
الباب الثاني (إنسان كسارة البندق) 15454 ......................................... ................................
املقدمة 15757 ..................... ................................ ................................ ................................
الفصل الثالث عشر إنسان كسارة البندق إلاثيوبي 141 .............................................
الفصل الرابع عشر إنسان كسارة البندق بويزي 141 ................... ................................
الفصل الخامس عشر إنسان كسارة البندق القوي 114 ................ ................................
الخ ــاتمة 54545 .................... ................................ ................................ ................................
الباب الثالث (السالالت إلانسانية ألاولى) 51414 ................................ ................................
املقدمة 51111 ..................... ................................ ................................ ................................
الفصل السادس عشر إنسان رودلف 51111 .................................. ................................
الفصل السابع عشر إلانسان املـاهر 55151 .................................... ................................
الفصل الثامن عشر إلانسان العامل 51515 .................................. ................................
الفصل التاسع عشر إنسان جواتن 54545 ...................................... ................................
12
الخ ــاتمة 54747 .................... ................................ ................................ ................................
الفصل العشرون الخاتمة 57171 ........................... ................................ ................................
مراجع أخرى 511 ............................................. ................................ ................................
املواقع الالكترونية 11111 ........................................ ................................ ................................
13
المقدمة
كان سؤالي البسيط هذا عن املوطن ألاول لإلنسان يراود البشرية من
فترات طويلة ،وكانت إلاجابات تأتي واحدة تلو ألاخرى على فترات متباعدة
جدا ،وفي بعض ألاحيان كانت تأتي أدلة ينتج عنها إجابات مضللة تجلعنا
نحيد عن الحقائق ،ولكن على أي حال اتفق املؤرخون على تقسيم العصور
إلى عصور تاريخية وعصور ما قبل التاريخ ،وموضوع رحلتنا هذه في عصور
ما قبل التاريخ ،وسنتناول الفترة التي أطلقوا عليها العصور الحجرية.
وعندما تم تقسيم العصور الحجرية أدركنا أن حياة إلانسان على ألارض
ُ َّ
أقدم بكثير مما كنا نتوقعه ،حيث إن بداية العصور الحجرية تصنف
بالعصر الحجري القديم ألاعلى ،وقد بدأت تلك الفترة منذ حوالي 3.3مليون
سنة ،هذا ألامر جلعنا نعيد التفكير مرة أخرى حول عمر إلانسان على
ألارض ،حيث إن 3.3مليون عام هو عمر أقدم موقع لألدوات الحجرية
املكتشفة حتى آلان ،وليس بالضرورة أن تكون تلك الفترة هي بداية وجود
إلانسان ،وقد أكدت الحفريات البشرية القديمة على ذلك ألامر حيث إن
أقدم حفرية موجودة حتى آلان يعود عمرها إلى نحو 7مليون عام كحد
أقص ى.
في اعتقادي الشخص ي أن تصنيف العصور الحجرية يحمل العديد من
جوانب القصور حيث ال نجد وصفا ً
كافيا لطبيعة حياة إلانسان القديم،
بل هناك اهتمام بشكل خاص باألدوات من حيث الدقة في الصنعة أو
14
طريقة صنعها أو الحجر املصنوعة منه أو حتى طريقة الاستخدام والغاية
منه ،بال شك إن تلك ألادوات تعكس بشكل أو بآخر بعض الجوانب الحياتية
لإلنسان القديم ،وقد تخبرنا عن مدى مستوى املعارف البشرية في تلك
الفترات ،ولكن هذا التصنيف يفتقر إلى الصورة الكلية لحياة إلانسان
ألاول ،فهناك العديد من الجوانب ألاخرى والتي نأخذها بعين الاعتبار عند
تصنيف العصور التاريخية ،سنتحدث في هذا ألامر بشكل أكثر تفصيال في
الفصل ألاول من هذا الكتاب ،ولكن من املتفق عليه بين علماء آلاثار
واملؤرخين أن أقدم ألادوات الحجرية التي تم العثور عليها في شرق إفريقيا،
كما أن كافة أنماط الصناعات الحجرية مأخوذ من الصناعة ألاولدوانية
التي بدأت في منطقة شرق إفريقيا ،كما أن الانتشار الواسع للمواقع
الحجرية قد يرشدنا بشكل عام إلى مناطق ُّ
ترحل إلانسان داخل تلك القارة.
نجد أن أقدم املواقع ألاثرية هو موقع لوميكوي في منطقة بحيرة توركانا
كينيا ،والعمر التقديري للمنطقة الثالثة من املوقع تبلغ حوالي 3.3مليون
عام ،ومن ثم منطقة مهد الجنس البشري وكهوف ستيركفوتين وكهوف
كرومدراي في منطقة جنوب إفريقيا يقدر العمر التقديري لها ما قبل مليوني
ونصف ،وتليها منطقة شمال إفريقيا حيث عثر في الجزائر ومصر على أدوات
حجرية يعود عمرها التاريخي إلى حوالي 2مليون عام.
َ
ولكن لم ت ِس ِر ألامور بتلك البساطة في إلاجابة على سؤالنا ،كان املتعارف
عليه حين إذن أن إلانسان قد نشأ في أوروبا أو آسيا ،وعندما عثر العلماء
ألول مرة على بقايا حفريات بشرية في عشرينات القرن املاض ي في منطقة
15
جنوب إفريقيا أطلقوا عليها اسم Australopithecusوهي مشتقة من
كلمتين يونانيتين وتعني :القرد الجنوبي ،حيث كان هناك رفض أن تلك
القارة هي املوطن ألاول لإلنسان ،وتم التشكيك في الحفريات املكتشفة حين
إذن ورجحوا أنها أبعد من أن تكون ضمن شجرة العائلة إلانسانية ،وعلى
الرغم من اكتشاف العديد من الحفريات في تلك املنطقة ومناطق أخرى في
شرق إفريقا واصل بعض ألاثريين والباحثين في التشكيك في تلك الحفريات،
ّ
وواصلوا اتباع تلك التسمية في التفريق بين ألانواع املختلفة من الحفريات
وفي ألاغلب كان يسبق Australopithecusاسم املنطقة املكتشف فيها تلك
الحفريات ،ولكن بعد الكم الهائل من الحفريات املكتشفة أصبح من
الواضح أن القارة إلافريقية هي املوطن ألاول لإلنسان ،كما أن الحفريات
املكتشفة الحقا أظهرت العديد من السمات إلانسانية بشكل واضح وقاطع
وتم وضعها تحت تصنيف HOMOأي إلانسان ،وتلك هي السالالت
إلانسانية ألاولى التي انحدر منها إلانسان الحديث بشكل أو بآخر ،وسنتناول
تلك السالالت ألاولى خالل صفحات هذا الكتاب البسيط .
ولكن قبل أن نبدأ في سرد السالالت يجب علينا أن نذكر بعض الحقائق
التي نشاهدها في يومنا هذا ،من املتفق عليه داخل املجتمع العلمي أن
إلانسان الحديث يضم مجموعة من السالالت وهي القوقازية البيضاء
واملاغولية الصفراء والزنجية السوداء ،وليس هذا فقط بل إن هناك
العديد من السالالت املنعزلة ،وتختلف تلك السالالت من حيث الطول
وشكل ألانف ولون البشرة وشكل الشعر ،وغيرها من الصفات الجسمانية
16
ُ
التي ت َرى بالعين املجردة ،وإلاجابة على سؤال :ما السبب وراء ذلك؟ كانت
إلاجابة :العوامل الطبيعية هي التي جعلت على إلانسان التأقلم من أجل
البقاء وسنذكر اثنين من هذه العوامل.
-1درجة إلاشعاع الشمس ي وفترة سطوع الشمس هي املسؤولة بشكل
مباشر عن لون البشرة ،فسكان املناطق ذات فترات سطوع شمس ي أطول
ودرجات إشعاع شمس ي ويتبعها درجات حرارة أعلى تكون بشرتهم داكنة
بسبب زيادة إنتاج صبغيات الجلد التي تساعد في حماية الجسم ،فنجد أنه
كلما بعدنا عن خط الاستواء انخفضت نسبة الصبغيات وبالتالي أصبح
اللون أفتح.
-2الضغط الجوي ودرجات الحرارة ،وفي الحقيقة هناك عالقة
قل الضغط الجوي ولهذا السبب عكسية بينهما؛ فكلما ارتفعت الحرارة َّ
سكان املناطق الحارة في إفريقيا على سبيل املثال نجد أن ألانف أوسع وهذا
الستنشاق أكبر قدر من ألاكسجين ،وفي أوروبا نجد درجات الحرارة
املنخفضة وضغط الهواء ألاعلى نسبيا تسبب في كون ألانف أطول وأضيق،
فهم ليسوا بحاجة لكميات هواء كبيرة بسبب توفر ألاكسجين ،ولكن يقوم
ألانف الطويل والضيق بتدفئة الهواء قبل دخوله للرئة.
كما أن اختالف فصائل الدم املعروفة باملجموعات ABOاملتسبب فيها
هذا الاختالف هو طبيعة النظام الغذائي والذي بدأ منذ حوالي 12ألف
سنة فقط ،تلك الاختالفات العديدة خاصة باإلنسان الحديث والذي ُيعد
آخر سالالت البشرية وأحدثها عمرا ،فمن املؤكد أن الصفات كانت أكثر تبينا
17
مما نراه اليوم ،خاصة أن تلك السالالت لفترات زمنية طويلة حدث خاللها
تغيرات تتناسب مع طول تلك الفترة ،ولذلك السبب يجب أن نتعرف على
العوامل الطبيعية التي أثرت في تلك السالالت عبر تلك العصور الزمنية
الطويلة.
هناك دوما تأثير ما بين إلانسان والبيئة املحيطة به ،وهذا ألامر ال يقتصر
فقط على إلا نسان ،بل إن كافة الكائنات الحية تتأثر بالبيئة املحيطة هها،
ُويعد أهم العناصر البيئية املؤثرة بشكل مباشر على الكائنات الحية هو
ُّ
املناخ؛ فهو املحدد ملناطق توطن الكائنات الحية ،وأيضا هو املسبب
للهجرات الجماعية للطيور وألاسماك والحيوانات أيضا ،وهو املسؤول عن
الغطاء النباتي واملائي الذي يؤثر بشكل مباشر على كافة الكائنات الحية،
كما لعب دو ًرا ً
كبيرا في تاريخ البشرية من النشأة حتى وقتنا هذا.
مهما في تاريخ البشرية حيث إنه كان من املحددات لعب املناخ دورا ًّ
الرئيسة ألسلوب الحياة والتأقلم والانتقال والتوطن لدى السالالت
البشرية ،وبسبب تغيرات مناخية بشكل مختفة على مدار فترات زمنية طويلة
أدت إلى اندالع العديد من السالالت املتباينة في الصفات الجسمانية
والسلوكية ،وهي أيضا ما دعت إلانسان إلى الصناعات الحجرية لتأمين
مصادر الغذاء .
18
الفصل األول
العصور التاريخية
19
في بداية ألامر يجب أن نوضح التقسيمات الحالية لعصور ما قبل
التاريخ ،لكي نوضح ما وجه اعتراض الكاتب عليها من جهة ،ومن الجهة
ألاخرى نضع املعايير التي سنكتب هها عصور الحضارة البشرية.
يتم تقسيم العصور التاريخية إلى عصور؛ فالعصور الرئيسة في التاريخ
إلانساني هي :العصر الحجري – التاريخ القديم – العصور الوسطى –
العصور الحديثة – التاريخ املعاصر ،ويتم تقسيم تلك العصور إلى فترات
على النحو التالي:
أوال :العصر الحجري؛ وهو فترة من عصر ما قبل التاريخ والتي استعمل
فيها إلانسان عامة الحجارة لصنع ألادوات ،وصنعت ألادوات من أنواع
عديدة من الحجارة وتستعمل كأدوات ،وينقسم العصر الحجري إلى ثالثة
أقسام رئيسة:
-العصر الحجري القديم :بدأ من 3.3مليون عام ،واستمر حتى العام
11111قبل امليالد ،وكان إلانسان في هذا العصر يعتمد على التنقل من
مكان آلخر ،والعيش على الصيد وصنع أدواته من الحجارة ،وفي هذا العصر
تعلم البشر إشعال النار وينقسم إلى:
20
-1العصر الحجري القديم السفلي :هو القسم الفرعي ألاول من تقسيم
العصر الحجري القديم ،وقد بدأ هذا العصر منذ حوالي 3.3مليون عام
حتى 311ألف عام مضت ،ويقسم تقسيما فرعيا آخر بمراحل مثل :الفترة
ألاولدوانية من 1.1 – 3.3مليون عام ،وتليها الفترة ألاشولينية من 1.1
مليون ق م إلى 311ألف ق م ،وتليها الفترة املوستيرية والكالكتونية من
011ألف – 311ألف عام.
-2العصر الحجري القديم ألاوسط :هو القسم الفرعي الثاني من
تقسيم العصر الحجري القديم ،كما هو متبع في تصنيف أوروبا وإفريقيا
وآسيا ،وعلى حسب بعض التواريخ املستخدمة في نطاق واسع فإن عمر هذا
العصر كان ما بين 311،111و 31،111عام مضت.
-3العصر الحجري القديم ألاعلى :هو القسم الفرعي الثالث وألاخير من
تقسيم العصر الحجري القديم ،كما هو متبع في تصنيف أوروبا وإفريقيا
وآسيا ،وعلى حسب بعض التواريخ املستخدمة في نطاق واسع فإن عمر هذا
العصر كان ما بين 01،111و 11،111عام مضت.
-العص ر ر ر ررر الحجري الوس ر ر ر رريط :ويبرردأ من 22 – 211ألف عررام قبررل
امليالد ،اقترح مجلس علم آثار إفريقيا برئاسر ر ر ررة العاملين Van & Godwin
Rit Luffyعام 1121إطالق مصر ر ررطاح العصر ر ررر الحجري املتوسر ر ررط ،لكن في
ً
عرام 1102م ،لم يعرد املص ر ر ر ررطاح مس ر ر ر ررتخرد ًمرا ،لكنره ظ ّرل متداوال في س ر ر ر ررياق
الصحراء إلافريقية الكبرى.
21
-العصر الحجري الثاني الحديث :ويبدأ من العام 11111حتى العام
دجن الحيوانات وعمل في 0111قبل امليالد ،وفيه استقر إلانسان حيث َّ
الزراعة ،وقد استعمل إلانسان أدوات من الحجر املصقول ،وقد ظهرت في
خالل هذه الفترة صناعات عمل الخزف والنجارة والنسيج وظهرت كذلك
الحيوانات املستأنسة.
-عصر الحجر واملعادن :في عام 1130اقتراح العالم Christian
Jürgensen Thomsenتقسيم للعصور ألاخيرة للعصر الحجري وهو عصر
تعرف إلانسان علىاملعادن والذي بدأ بعد العام 0111قبل امليالد ،وفيه َّ
ُ
املعادن وطرق صهرها وينقسم إلى:
هو فترة من فترات تطور الحضارات البشرية -5العصر النحاس ي:
التي بدأ معها استخدام ألادوات املعدنية إلى جانب ألادوات الحجرية،
ويتجنب علماء آلاثار ربط تسميته بالحجري ،مع أن البعض يسميه العصر
الحجري النحاس ي؛ ألن البعض يفضلون تسميته العصر النحاس ي أو
املعدني ،وخاصة ألاوروبيين منهم واستمرت من 7111ق.م – 3111ق.م.
هي فترة تاريخية من حوالي 3311قبل امليالد -2العصر البرونزي:
إلى 1211قبل امليالد ،تميزت باستخدام البرونزو في بعض املناطق ،وأيضا
الكتابة البدائية وغيرها من السمات املبكرة لاحضارة.
-العصر الحديدي :هي تلك الفترة من العصور التاريخية التي برز فيها
استعمال إلانسان لاحديد في صناعة ألادوات وألاساحة ،وهو آخر العصور
22
الرئيسة في نظام الحقب الثالث ،وتختلف تاريخيا بداية العصر الحديدي
اعتمادا على املنطقة الجغرافية ،ولكن عموما تعتبر بداية العصر الحديدي
في القرن الثاني عشر قبل امليالد أي بين 1211و1111ق.م في مناطق الشرق
ألاوسط والهند واليونان ،وفي القرن الثامن قبل امليالد في مناطق وسط
أوروبا ،والقرن السادس قبل.
ثانيا :التاريخ القديم؛ وهي الفترة التي جاءت بعد فترة ما قبل التاريخ؛ أي
ابتداء من ألالفية الرابعة قبل امليالد وحتى العصور الوسطى ،وهي محصلة
أو مجموع أحداث سابقة بدأت منذ تسجيل التاريخ البشري إلى مرحلة
ُ
العصور الوسطى املبكرة ،وتمتد مرحلة التسجيل البشري إلى ما يقرب من
2111آالف عام ،والكتابات املسمارية السومرية التي تعتبر ألاقدم من بين
الكتابات املتماسكة في التاريخ وتعود إلى 3311ق.م ،والكتابة الهيروغليفية
املصرية التي أسهب املصريون في الكتابة هها تشكل أهم مصدر ملعرفة
التاريخ القديم لإلنسانية ،وكيف كان الناس يعيشون في حياتهم اليومية بين
3111قبل امليالد وحتى مولد املسيح ،ويتم تقسيم هذا العصر إلى ثالث
فترات رئيسة وهي:
-5فجر التاريخ :هو مصطاح يستخدم في دراسة التاريخ وعلم آلاثار
ويشير إلى الفترة الواقعة بين التاريخ وما قبل التاريخ وتستمر مع الحضارات
ألاولى وصوال للفترة الكالسيكية.
23
-2الفترة الكالسيكة :يستخدم هذا املصطاح ليصف فترة من تاريخ
تمتد بين القرن الثامن قبل امليالد والقرن ُّ الثقافة أو املعرفة البشرية
ً َّ
خصوصا في منطقة حوض البحر الخامس أو السادس امليالدي ،تركزت
ألابيض املتوسط ،ازدهرت في هذه الفترة حضارات إلاغريق وروما القديمة،
ً ُ
وتعرف أحيانا باسم العالم اليوناني الروماني والتي قادت التطور املعرفي
كبيرا في جميع أنحاء أوروبا وشمال تأثيرا ً
والثقافي في تلك العصور وتركت ً
إفريقيا وغرب آسيا.
-3ما بعد الكالسيكة :تمتد فترة ما بعد الكالسيكية منذ عام 211م
تقريبا ،لكن هناك اختالفات حول هذا التأريخ ،اتسم ً وحتى عام 1021م
افيا ،ونمو شبكات التجارة بين عامليا بتوسع الحضارات جغر ً
ذاك العصر ً
تلك الحضارات.
ُ
ثالثا :العصور الوسطى؛ وهي التسمية التي تطلق على الفترة الزمنية في
ّ ّ
التاريخ ألاوروبي التي امتدت من القرن الخامس حتى القرن الخامس عشر
ّ
واستمرت حتى امليالدي ،حيث بدأت بانهيار إلامبراطورية الرومانية الغربية
عصر النهضة والكشوف الجغرافية ،وتنقسم هي ألاخرى إلى ثالث فترات وهي:
ً
-5العصور الوسطى املبكرةُ :ويشار إليها أحيانا باسم العصور املظلمة؛
وهي الفترة التي تلت سقوط إلامبراطورية الرومانية الغربية من عام 211م
حتى 1111م.
24
ً
-2عصور وسطى متوسطة :و ُيشار إليها أحيانا باسم العصور الذهبية
في الشرق ألادني ،استمرت من 1111م إلى 1311م ،واتسمت بزيادة عدد
السكان والهجرة من الريف إلى املدن.
-3أواخر العصور الوسطى :فترة من التاريخ استمرت من 1221م إلى
1211م واستمرت حتى عصر النهضة ،من حوالي عام 1311م توقفت قرون
الازدهار والنمو في أوروبا أدت إلى سلسلة من املجاعات وألاوبئة ،منها املجاعة
الكبرى عام 1317-1312واملوت ألاسود ،أدت إلى تناقص عدد السكان إلى
حوالي نصف ما كان عليه ،تزامن ذلك مع الاضطرابات الاجتماعية والحروب
.
رابعا :العصور الحديثة؛ بدأ العصر الحديث تقريبا في القرن السادس
عشر امليالدي وحتى عام 1102م ،وتلك فترة التطورات الهامة في مجاالت
وأيضا كانت عصر الاكتشافً العلم والسياسة والحرب والتكنولوجيا،
والعوملة ،بدأت القوى ألاوروبية خالل هذا الوقت استعمار العالم عسكريا
ً
وثقافيا ويتم تقسيهما إلى مراحل عديدة وهي: ً
واقتصاديا ً
وسياسيا
26
وتتسم تلك العصور بالتداخل فيما بينها ،ويختلف امتدادها بحسب
النطاق الجغرافي؛ فعلى سبيل املثال :العصور الوسطى لم تمر على قارات
العالم الجديد "ألامريكاتين ،أستراليا " ،فليس من الضروري أن تكون الفترة
الزمنية تغطي العالم بأسره ،وأيضا ال يوجد تزامن لها مثل العصر النحاس ي
فقد بدأ في الشرق ألادنى منذ حوالي 3111ق.م وفي أوروبا بدأ في عام 2211
ق.م.
ويالحظ في التقسيم السابق لعصور ما قبل التاريخ أن التقسيم قائم
ً
عصورا حجرية على ألادوات املستخدمة من حيث املواد الخام فنرى
وعصور املعادن ،أو يعتمد على أشكال ألادوات وطرق تصنيعها ،ويظهر ذلك
في الفترة ألاولدوانية وألاشولينية في تقسيم العصر الحجري القديم ،فهذا
التصنيف ال يناسب الاكتشافات الحديثة لاحفريات واملستحدثات
البشرية ،وال يراعي اختالف الثقافات والتغيرات التي طرأت على جنسنا
البشري في عصور ما قبل التاريخ ،على الرغم من أن تلك املرحلة هي التي
أدت إلى ظهور الحضارة.
وأيضا تقسيم العصور التاريخية يتسم بشكل عام بوصفها لاحضارة
ألاوروبية بشكل خاص وال تراعي الاختالفات بين السمات الحضارية املختلفة
بفعل العوامل الجغرافية ،فنجد أن تصنيف الفترة الكالسيكية هو
تصنيف يوافق الفترة الهيلينية ،وأيضا العصور الوسطى تصف املرحلة
27
الانتقالية ما بين الفترة الكالسيكية وفترة عصر النهضة ألاوروبية ،وال تراعي
السمات الحضارية املختلفة في تلك املراحل.
ولهذا السبب سأعرض عليكم التصنيف التالي للعصور البشرية.
العصور البشرية
تنقسم العصور البشرية إلى عصرين رئيسين :ألاول عصر ما قبل
الحضارة ،والثاني هو عصر الحضارة ،وقبل أن ننطلق بتصنيف الفترات
ُ ّ
والعصور البشرية يجب أوال أن ن ِ
عرف الحضارة ،ما هي الحضارة؟
يعرف الفيلسوف واملؤرخ الشهير ويل ديوانت الحضارة بأنها :نظام ّ
ِ
اجتماعي ُيعين إلانسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي ،وتتألف الحضارة
من عناصر أربعة :املوارد الاقتصادية ،والنظم السياسية ،والتقاليد
ُ
الخلقية ،ومتابعة العلوم والفنون .وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق؛
ألنه إذا ما ِأم َن إلانسان من الخوف ،تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل
إلابداع وإلانشاء ،وبعدئذ ال تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمض ي في
طريقه إلى فهم الحياة وازدهارها .وباختصار الحضارة هي :الرقي والازدهار في
جميع امليادين واملجاالت.
28
ومن ذلك التعريف أرى أن الحضارة إلانسانية قد بدأت حين بدأ إلانسان
باالستقرار ومعرفة الزراعة ،حيث إن الاستقرار يوفر العوامل الالزمة
لإلبداع والابتكار ،وهو ما يؤدي إلى أربع العناصر التي ذكرها ويل ديورانت.
-أوال :عصور ما قبل الحضارة؛ وهي تلك الفترة ألاطول في تاريخ
البشرية حيث بدأت منذ حوالي 7مليون عام (وهو العمر التقديري ألاعلى
لحفرية رجل ساحل تشاد) حتى معرفة الزراعة والتي يقدر بحوالي 11ألف
عام ق.م ،وفي تلك الفترة اكتسبت البشرية صفات عديدة ،وتعلمت من
البيئات الجديدة التي انتشرت هها ،وتعلمت صنع آلاالت ولغات التواصل
ميز الجنس البشري ،وتنقسم عصور ما وغيرها الكثير من الصفات التي ُت ّ
ِ
قبل الحضارة إلى أربعة عصور رئيسة وهي :السالالت البشرية ألاولى –
إلانسان املنتصب – السالالت إلانسانية ألاولى – إلانسان الحديث .وتنقسم
تلك العصور إلى فترات على النحو التالي:
ا -عصر السالالت البشرية ألاولى :وهي فترة تمتد من 7مليون عام إلى
1.0مليون عام ،وتتميز تلك الفترة بوجود العديد من السالالت البشرية
ألاولى ،بعض منها انقرض أما البعض آلاخر فيعتبر الجد ألاكبر لإلنسانية،
وتنقسم تلك الفترة إلى فترات فرعية أخرى وهي:
29
-1فترة السالالت البشرية ألاولى :وهي فترة تمتد من 7مليون عام إلى
1.1مليون عام ،تلك الفترة ظهرت فيها السالالت البشرية ألاولى والحفريات
ألاقدم لجنسنا البشري .
-2فترة إنسان كسارة البندق :وهي فترة تمتد من 2.7مليون عام إلى
1.2مليون عام ،وفي تلك الفترة تكون ساللة جديدة من جنسنا البشري
ولكن انقرضت.
-3فترة ما قبل إلانسان املنتصب :وهي فترة تمتد من 2مليون عام إلى
1.0مليون عام ،تلك الفترة هي من الفترات املهمة في تاريخ إلانسان ،حيث
تكونت سالالت قادرة على صنع ألادوات بشكل جيد ،وأيضا اكتشاف النار
والقدرة على السير ملسافات طويلة ،وتكوين جماعات متوسطة العدد.
ب -عصر إلانسان املنتصب :وهي فترة تمتد من 2مليون عام إلى 131
ألف عام ،يتميز هذا العصر بهجرة البشر إلى أوراسيا ،وتعلم السيطرة على
النار وطهي الطعام ،والتنظيم القبلي ،واشتهر ذلك العصر بوجود ساللة
بشرية واحدة أطلق عليها إلانسان املنتصب ،ويتم تقسيم هذا العصر إلى:
-1الفترة إلافريقية :وهي فترة تمتد من 2مليون عام إلى 311ألف عام،
في بداية تلك الفترة طور إلانسان املنتصب ألادوات بشكل سريع ،وتعلم
التأقلم مع البيئات املختلفة ،ويمكننا القول :من هنا بدأ الصراع الحقيقي
بين إلانسان والطبيعة.
30
-2الانتشار ألاسيوي :وهي فترة تمتد من 1.1مليون عام إلى 131ألف
عام ،تلك الفترة شهدت هجرة كبيرة في القارة آلاسياوية ،وكان هناك سمات
مميزة لإلنسان املنتصب في تلك الرقعة الجغرافية.
-3الانتشار ألاوروبي :وهي فترة تمتد من مليون عام إلى 121ألف عام،
تلك الفترة شهدت هجرة كبيرة في القارة آلاسياوية ،وكان هناك سمات مميزة
لإلنسان املنتصب حيث وجد ساللة جديدة وحيدة لكن سرعان ما
انقرضت وأطلق عليها العلماء اسم إلانسان املستوطن.
جر -عصر السالالت إلانسانية ألاولى :وهي فترة تمتد من 211ألف عام
إلى 31ألف عام ق.م ،تلك الفترة شهدت وجود سالالت بشرية جديدة في
املناطق التي هاجر إليها إلانسان العاقل ،فكل منهم تعلم كيف يتعايش مع
بيئته الجديدة ،كما أن تلك الفترة تزامنت مع النصف ألاول لاحقبة
الجليدية قبل ألاخيرة ،التي أدت إلى عزل تلك السالالت عن بعضها البعض،
وينقسم هذا العصر على النحو التالي:
-1فترة النياندرتال :وهي فترة تمتد من 211ألف عام إلى 31ألف عام
ق.م ،وهي الفترة التي عاش فيها ساللة النياندرتال في أوروبا وأجزاء من
الهالل الخصيبَّ ،
وكونت لها طابعا ثقافيا خاصا هها.
-2فترة إلانسان العاقل :وهي فترة تمتد من 321ألف عام إلى 31ألف
عام ق.م ،وهي فترة عاش فيها ساللة جديدة وهي إلانسان العاقل ،بدأت في
31
إفريقيا وانتقلت في نهاية ألامر إلى أوراسيا ،ولكن نشير إلى تلك الفترة التي
سبقت اختالط تلك السالالت بعضها ببعض.
-3فترة ديسوفان :وهي فترة تمتد من 221ألف عام إلى 01ألف عام
ق.م ،وهي الفترة التي عاشت فيها ساللة جديدة أيضا وأطلق العلماء عليها
اسم ديسوفان ،واستوطنت في شرق وجنوب شرق آسيا.
د -عصر إلانسان الحديث :وهي فترة تمتد من 11ألف عام ق.م إلى 11
ألف عام ق.م ،هذا العصر يمكن أن نقسم فتراته إلى أقسام داخلية واضحة
بحيث القسم ألاول عندما بدأ إلانسان العاقل بالهجرة من إفريقيا
والتصارع على املوارد مع النياندرتال والديسوفان ،والقسم الثاني عندما
بدأت تلك السالالت باالنصهار عن طريق التزاوج ،ويأتي القسم الثالث وهو
وجود ساللة واحدة ،وفي ألاخير مرحلة استيطان ألارض وهي مقسمة على
النحو التالي:
-1إلانسان العاقل والنياندرتال :وهي فترة تمتد من 11ق.م ألف عام
إلى 31ألف عام ق.م ،بدأت عندما اختلطت الساللتان في بداية ألامر في
منطقة الهالل الخصيب ومن ثم انصهرت باقي أفراد النياندرتال مع إلانسان
ّ
العاقل ،وانقرض َمن تبقى منهم.
-2إلانسان العاقل والديسوفان :وهي فترة تمتد من 71ألف عام ق.م
إلى 01ألف عام ق.م ،بدأت عندما اختلطت الساللتان في بداية ألامر في
32
جنوب شرق آسيا ومن ثم انصهرت باقي أفراد الديسوفان مع إلانسان
ّ
العاقل ،وانقرض من تبقى منهم.
-3فترة الاستيطان :وهي فترة تمتد من 01ألف عام ق.م إلى 11ألف
عام ق.م ،وهي تلك الفترة التي استطاع إلانسان الحديث أن اهاجر إلى
ألامريكتين وأستراليا ،ويكون أول املستوطنات البشرية في قارات العالم
الجديدة ،وأيضا استيطان الرقع الجغرافيا التي كانت تصعب على السالالت
السابقة أن تتوطن هها في أوراسيا على سبيل املثال :الدائرة القطبية وأيضا
في القارة إلافريقية منطقة خليج غانا وحوض نهر الكونغو .
ثانيا :عصور الحضارة؛ وهي فترة تمتد من 11ألف عام ق.م حتى آلان،
شهدت تلك الفترة التطورات الثقافية والحضارية لاجنس البشري ،ومعرفة
التدوين وبداية العلوم الحقيقية ُّ
وتكون ألانظمة السياسية والتي أدت إلى
كافة مظاهر الحضارة التي نعيشها اليوم .وتنقسم عصور الحضارة إلى
أربعة عصور رئيسة وهي :فجر الحضارة ،عصر إلامبراطوريات ،عصر الدول
القومية ،العصر الحديث ،وهي مقسمة على النحو التالي:
ا -عصر فجر الحضارة؛ وهي فترة تمتد من 11ألف عام ق.م إلى عام
211م ،وهي الفترة ألاطول في تاريخ عصور الحضارة ،تتميز تلك الفترة
بتكوين املجتمعات وألانظمة إلادارية ،والحضارات القديمة والتي تكونت
بشكل منفصل عن النطاقات الجغرافية املجاورة لها.
33
-1مرحلة إلارهاصات الحضارية؛ وهي فترة تمتد من 11ألف عام ق.م
إلى 3ألف عام ق.م ،وهو مصطاح يستخدم في دراسة التاريخ وعلم آلاثار،
ويشير إلى الفترة الواقعة بين فترة الاستقرار وبناء القرى ومعرفة الزراعة
ُّ
وتكون النظم إلادارية والسياسية لألقاليم وفترة الكتابة.
-2مرحلة الحضارات ألاولى؛ وهي فترة تمتد من 3311عام ق.م إلى ألف
عام ق.م ،وهي الفترة التي تلت معرفة الكتابة وتكون الدول املركزية.
-3مرحلة انتشار الحضارات؛ وهي فترة تمتد من 2ألف عام ق.م إلى
211م ،هي الفترة الالحقة لاحضارات ألاولى ،حيث انتشرت ألافكار والعلوم
الحضارية ملناطق مجاورة للمناطق ألاولى لاحضارات وبدأت في تكوين
حضارات متطورة.
ب -عصر إلامبراطوريات :وهي فترة تمتد من عام 2311ق.م إلى 211م،
َّ ُ
وتعرف إلامبراطورية أنها :دولة مؤلفة من سيادة سياسية وعسكرية على
قاعدة سكانية تختلف من حيث املنظومة الثقافية والعرقية ،تميزت تلك
املرحلة بسيطرة حضارة على حضارات أخرى أو نطاق جغرافي واسع ،وهي
مقسمة على النحو التالي:
-1مرحلة إلامبراطوريات ألاولى؛ وهي فترة تمتد من عام 2311ق.م إلى
021م ،بدأت تلك املرحلة عندما أخذت حضارة السيطرة على الحضارات
املجاورة لها وبدأ هذا ألامر أول مرة في منطقة الهالل الخصيب .
34
-2مرحلة إلامبراطوريات الدينية؛ وهي فترة تمتد من 313م إلى 1711
م ،وهي تلك املرحلة التي بدأت مع مرسوم ميالن ،حيث أخذت
إلامبراطوريات طابعا دينيا للسيطرة على الشعوب ،وأيضا ملنح إلامبراطورية
رمزية دينية لترابط الشعوب تحت حكمها.
-3مرحلة إلامبراطوريات الحديثة؛ وهي فترة تمتد من 1011م إلى 1120
م ،حيث بدأت تلك املرحلة مع الكشوف الجغرافية ،وتكوين إمبراطوريات
مترامية ألاطراف ،مرورا بعصر النهضة الصناعية ألاوروبية التي مكنت لتلك
إلامبراطوريات إلاحكام على كافة بقاع العالم.
جر -عصر الدول القومية وهي فترة تمتد من عام 1711م إلى 1111م،
تعرف الدولة القومية أنها :منطقة جغرافية تتميز بأنها تستمد شرعيتها
السياسية من تمثيلها أمة أو قومية مستقلة وذات سيادة .بدأت تلك الفكرة
مع الثورة الفرنسية حيث إن الشعب الفرنس ي أصبح مصدر الشرعيات،
وأخذت الفكرة باالنتشار حتى أصبحت هي الفكرة املهيمنة على عاملنا اليوم،
ولتحقيق ذلك أخذت الشعوب في النضال من أجل الحصول على حريتها
واستقاللها السياس ي والعسكري والاقتصادي والفكري ،وهي مقسمة على
النحو التالي:
35
-1مرحلة الاستعمار؛ وهي فترة تمتد من 1711م إلى 1121م ،هي تلك
املرحلة املمتدة من الثورة الفرنسية وحتى مؤتمر الصاح في باريس ،وفي تلك
املرحلة كانت تتصارع ألامم من أجل الاستقالل.
-2مرحلة الحروب العاملية؛ وهي فترة تمتد من 1110م إلى 1702م.
-3مرحلة الاستقالل؛ وهي فترة تمتد من 1121م إلى 1111م ،هي تلك
املرحلة املمتدة من مؤتمر الصاح في باريس حتى تفكك جمهوريات الاتحاد
السوفيتي ،وفي تلك املرحلة بدأت الدول في الاستقالل واحدة تلو ألاخرى.
د -العصر الحديث؛ وهي فترة تمتد من عام 1102م حتى آلان ،وهي
مقسمة على النحو التالي:
-1الحرب الباردة؛ وهي فترة تمتد من عام 1102حتى عام ،1111تميز
هذا العصر بتكون ألامم املتحدة ،ووجود تحالفين عسكريين وسياسيين
وهما (حلف شمال ألاطلس ي – حلف حلف وارسو ) وأنهار ألاخير بعد تفكك
الاتحاد السوفيتي عام . 1111
-2الهيمنة ألامريكية؛ وهي فترة تمتد من عام 1111حتى آلان ،تبدأ تلك
املرحلة بإعالن رئيس الواليات املتحدة ألامريكية عام 1111في ألامم املتحدة
ألاحادية القطبية في السياسة الدولية ،وهذا ما يفرق بين املرحلة السابقة
بتلك حيث تمتعت املرحلة السابقة بثنائية القطب في السياسة الدولية
وهما :الواليات املتحدة – الاتحاد السوفيتي.
36
فترة ما قبل الحضارة (7مليون عام إلى 11ألف عام ق.م)
مليون عام 1.9 مليون عام 7-5 السالالت البشرية ألاولى السالالت البشرية ألاولى
مليون عام 1.5 مليون عام2.7 إنسان كسارة البندق ( 1.0 -7مليون عام)
131ألف عام مليون عام 1.8 الانتشار آلاسيوي ( 2مليون عام 121 -ألف عام)
31ألف عام ق.م 311ألف عام العاقل ( 31- 211ألف عام ق.م)
31ألف عام ق.م 11ألف عام ق.م إلانسان العاقل ونياندرتال إلانسان الحديث
01ألف عام ق.م 71ألف عام ق.م إلانسان العاقل والديسوفان ( 11 – 11ألف عام ق.م)
37
فترة الحضارة ( 11ألف عام ق.م – حتى آلان )
721ق.م 3311عام ق.م الحضارات ألاولى ( 12ألف عام ق.م1211 -م )
38
املراجع
39
الباب األول
السالالت البشرية ألاولى
40
المقدمة
نبدأ رحلتنا في الفترة املمتدة ما بين 7مليون سنة إلى 1.7مليون سنة
مضت ،تلك الفترة التي أطلقنا عليها عصر السالالت البشرية ألاولى ،وهي
الفترة ألاطول في تاريخ البشرية حيث امتدت تلك الفترة حوالي 2.3مليون
سنة ،تقع تلك الفترة ما بين نهايات العصر امليوسيني والعصر البليوسيني
وبداية العصر البليستوسيني وهي عصور جيولوجية.
يتميز مناخ عصر امليوسيني بدرجات حرارة منخفضة ،هذا يمكن أن
يكون فقط في بدايته كنتيجة لتوسيع تمدد الجليد في كال القطبين ،كان
على بعض البيئات أن تكتسب بعض الظروف القاحلة؛ ألنها لم تكن قادرة
على الاحتفاظ بالرطوبة ،هذه املرحلة مع درجات الحرارة املنخفضة لم
تستمر لفترة طويلة ،فقط منتصف العصر امليوسيني ،بدأت درجة الحرارة
ُ
العاملية في الارتفاع بشكل كبير ،وتعرف زيادة درجات الحرارة تلك باسم
املناخ ألامثل للعصر امليوسيني ،وخالل هذه الفترة الزمنية ،ارتفعت درجات
الحرارة مع تقدم العصر امليوسيني ،تحول الكوكب بأكمله إلى مناخ أكثر
ً
جفافا ،لذلك تم تقليص جميع الامتدادات الحرجية.
ً
متنوعا حيث إن هناك أوقاتا زادت وفي العصر البليوسيني كان املناخ
فيها درجة الحرارة بشكل كبير ،وقد تباين هذا في بعض الفترات خاصة في
نهاية العصر البليوسيني حيث انخفضت درجات الحرارة بشكل كبير ،ومن
41
ً ً
موسميا ،واثنان منها مميزان للغاية؛ أهم خصائص املناخ أنه كان مناخا
أحدهما هو الشتاء الذي ينتشر فيه الجليد فوق معظم الكوكب بأكمله،
والثاني الصيف الذي يذوب فيه الجليد ،وبشكل عام يمكن القول :إن
ً
جافا ً
جدا بسبب الزيادة في درجات املناخ في نهاية العصر البليوسيني كان
ً ً
الحرارة ،باإلضافة إلى ذلك اكتسب مظهرا جافا إلى حد ما وتسبب في تعديل
البيئة وتحويلها من الغابات إلى السافانا.
وهاتان الفترتان هما ألاهم تأثيرا على سالالت البشرية ألاولى ،حيث إن
تقلص النطاق الغابي تسبب في بداية ألامر في تباعد بين ألاشجار ،ولهذا
السبب كان من الضروري للسالالت ألاولى التنقل على ألارض ما بين ألاشجار
لاحصول على الغذاء وهذا ما جعل السير على قدمين سمة من سمات
السالالت البشرية ،وبسبب تلك التغيرات املناخية والتي أثرت على شرق
ووسط القارة إلافريقية ،فقد حدث تباين للبيئات الطبيعية ووجود مناطق
وأدى البحث عن املواد الغذائية لالحتكاك بتلك البيئات هامشية بينهاّ ،
وصاح َب ذلك طفرات عديدة جسمانية وسلوكية ،حيث إن َ املختلفة،
الصفات الجسمانية للسالالت البشرية تدل على قدرتهم على السير بقدمين
ُ
واملش ي لفترات ليست بالطويلة وقدرتهم على الجري ضعيفة ،وتشير أيضا
إلى قدرتهم العالية على تسلق ألاشجار ،ونرى أنهم حاولوا عبر تلك الفترة
الحفاظ على الحياة الشجرية داخل البيئات الرطبة ،فكانت كافة املناطق
التي عثر فيها على الحفريات أعلى من 1111متر فوق مستوى سطح البحر،
وذلك يدل أيضا على أنها كانت تفضل املناطق ألاقل في درجات الحرارة
42
حيث إن متوسط الحرارة في ذلك الوقت 22درجة مئوية ،كما يدل أيضا
جسد كثيفا يساعدها على الحافظ على حرارة الجسم.
شعر ٍعلى أنها تمتلك َ
ويتراوح طول أفراد السالالت البشرية ألاولى ما بين 112سم إلى 122
سم ،ويتراوح الوزن ما بين 22كجم إلى 22كجم ،وهذا املدى ليس فقط
ّ
سنتعرف عليها الحقا ،بل بسبب الاختالفات الجسمانية بين السالالت والتي
إن هناك تباينا بين أحجام الذكور وإلاناث في بعض السالالت ،وكلما قل
التباين بين أحجام الجنسين دل ذلك على قلة الصراع على إلاناث ،ولكن
أغلب السالالت البشرية ألاولى تتميز بعالقات ثنائية ،كما أن هناك أيضا
بعض الدالالت التي تشير إلى أن إلاناث هن ألاكثر انفصاال عن املجموعة،
كما أن شكل القفص الصدري كان مخروطيا وليس برميليا كما في إلانسان
املعاصر.
ويتراوح حجم املخ لتلك السالالت ما بين 221- 311سم ،3وهذا باملقارنة
بحجم مخ إلانسان املعاصر والذي يبلغ حوالي 1321سم .3إن حجم املخ
لدى السالالت ألاولى يمثل ما بين % 22.22إلى % 37.72من حجم مخ
إلانسان املعاصر ،والزيادة في حجم املخ كان تصاعديا بشكل عام من ساللة
إلى أخرى ،وهذا بسبب تطور املستوى الاجتماعي والنظام الغذائي ،وإيجاد
طرق متعددة لاحصول على الغذاء وأيضا للدفاع عن النفس ،ولهذا التأقلم
صاحب تغيرات على مستوى الجهاز العصبي بشكل عام ،وأيضا الهيكل
العظمي فنرى أن السالالت البشرية ألاولى ألاحدث في الزمن كانت قادرة على
43
إمساك ألادوات بشكل جيد يماثل إلى حد كبير قدرتنا اليوم ،كما أن قوة
املسك عند بعض السالالت كانت قوية جدا أيضا ،وأيضا هناك تغيرات
عديدة حدثت بسبب التأقلم للسير على قدمين حيث إن عملية التوازن
تحتاج إلى قدرا ت أعلى ،وكان شكل الوجه مسطحا إلى حد كبير ولكنه بدأ
بالبروز بالتدريج مع التقدم في الفترة الزمنية ،وحواف الحواجب كانت ثقيلة
عن إلانسان املعاصر ،وبسبب صغر حجم الجمجمة كانت عملية الوالدة
سلسة عن إلانسان املعاصر ،حيث إن الوالدة كانت غير انقالبية ،وأيضا
كانت فتحة الحوض أكبر من املوجودة لدى إلانسان املعاصر ،وهذا بسبب
أنها كانت تحتفظ ببعض السمات الشجرية.
ولقد طورت السالالت ألاولى أنظمة اجتماعية بسيطة ههدف الحماية؛
املفترسات مثل :ألاسود ،الفهود،
ِ ألنها كانت تعيش مهددة بعدد كبير من
الضباع وأنواع أخرى من املفترسات التي كانت موجودة في تلك الفترة
الزمية.
وال يمكن الجزم في مسألة صنعهم لألدوات الحجرية ،ولكن من املؤكد
أنهم قد استغلوا ألادوات املتاحة كالعص ي وألاحجار املدببة وذات الحواف
والتي كانت موجودة بسبب العوامل الطبيعية ،واستخدمت في الحصول
على الغذاء والذي كان نباتيا بشكل كبير ،حيث اعتمدت السالالت البشرية
ألاولى على النباتات املختلفة للغذاء؛ كالفاكهة وألاوراق من نباتات السافانا
مثل :ألاعشاب والبذور والجذور والدرنات ،أو ربما الالفقاريات التي تأكل
44
العشب والحشرات .وتميزت تلك الفترة بوجود عدد كبير من السالالت
البشرية التي تدل عليها الحفريات وتلك السالالت املكتشفة حتى آلان هي:
السالالت البشرية ألاولى :رجل ساحل تشاد – رجل توجن – رجل -
ألارض.
-سالالت البشرية :بشر توركانا – بشر عفار – بشر جنوب إفريقيا –
بشر بحر الغزال – بشر ديرميدا – بشر كينيا – بشر جارهي – بشر سيديبا.
45
الفصل الثاني
رجل ساحل تشاد
Sahelanthropus tchadensis
46
منذ حوالي سبعة ماليين سنة في منطقة صحراء جوراب شمال تشاد،
كان يعيش ما نعتقد نحن آلان أنه أقدم ّ
جد للبشرية ،حيث تم العثور علىٍ
حفرية رجل ساحل تشاد؛ وهي عبارة عن بقايا لجمجمة شبه مكتملة ولكن
مشوهة بشدة ،ومن شكل تلك الجمجمة تظهر حواجب ذات حواف أكبر
وأثقل مما عليه إلانسان الحديث ،كما تم العثور على جزء من خط
منتصف الفك مع تجاويف ألاسنان للقواطع وألانياب والضرس الثالث
ألايمن والقاطع ألاول ألايمن وعظم الفك ألايمن مع الضاحك ألاخير حتى
الضرس ألاخير وناب أيمن ،وتختلف تلك البقايا عن إلانسان الحديث حيث
تظهر صفوف ألاسنان على شكل حرف Uكما أن ألانياب صغيرة نسبيا،
وبسبب تلك التشوهات يجعل من الصعب تقدير حجم املخ بدقة ولكن
يقدر بحوال 311-321سم ،3وباملقارنة بحجم مخ إلانسان الحديث يبلغ
حجم املخ حوالي 1321سم 3وههذا يمثل حوالي . %22
كلما تعمقنا في التاريخ أصبحت بعض املساحات أقل أو قد تكون نادرة
وخاصة في تلك الفترات السحقية من التاريخ ،كما أن تلك املنطقة
الجغرافية حدث فيها تغيرات مناخية عديدة ومتطرفة أيضا ،وتلك التغيرات
قد محت الكثير من ألادلة التي يمكن من خاللها التنبؤ بأسلوب حياة رجل
ساحل تشاد ،فال يوجد دليل على سمات ثقافية وهذا أمر بديهي؛ ألن
الثقافة واملعرفة واملهارات إلانسانية تتنامى بالتدريج ،ولكننا يمكن أن
47
نقول :إنه قد استخدم أدوات بسيطة مثل تلك ألادوات التي يستخدمها
الشمبانزي الحديث ،كاألحجار والعص ي غير املعدلة واملواد النباتية ألاخرى
والتي يمكن تشكيلها بسهولة ،كما يعتقد أنه على ألارجح ّ
نباتي.
ولكي نرسم صورة متخيلة عن رجل ساحل تشاد يجب أن نتعرف على
البيئة التي كان يعيش فيها .إن العصر الذي عاش فيه رجل ساحل تشاد
كان في فترة انتقالية ما بين الفترة امليوسينية والفترة البليوسينية من العصر
النيوجيني ،فكانت صحراء جوراب عبارة عن مزيج ما بين غابات في منطقة
املنخفض ونطاق حشائش في املرتفعات املجاورة ،وكانت تلك املنطقة وفيرة
بالبحيرات وألانهار ،وتدعم تلك الصورة املتخيلة عن تلك الفترة آلاالف من
الحفريات التي تم العثور عليها في تلك املنطقة القاحلة اليوم ،وهي حفريات
تعود إلى ألافيال والزرافات والظباء وفرس النهر والتماسيح والسحالي
والقرود وألاسماك والخنازير البرية ،فهل تلك البئية هي املنزل ألاول
لإلنسان؟
تم العصور على الحفرية في عام 2111م من قبل فريق فرنس ي تشادي
مكون من أربعة أشخاص وهم :التشاديان أدوم محمد وجمدومالباي
أهونتا ،باإلضافة إلى Alain Beauvilain&Fanoné Gongdibéوهما عضوا
البعثة الفرنسية لدراسة أصول البشر بقيادة ألاخير ،وأطلقوا عليها
Sahelanthropus tchadensisيتكون اسم الساللة من كلمتين Sahel ،هي
منطقة في إفريقيا بالقرب من جنوب الصحراء حيث تم العثور على
48
الحفريات و anthropusمبنية على الكلمة اليونانية التي تعني إلانسان ،كما
ً
أن اسم النوع يضم اسم دولة تشاد اعترافا بأن جميع العينات تم استردادها
من ذلك البلد مجتمعة ،يعني الاسم :رجل ساحل تشاد ،ويطلق عليه باللغة
املحلية Toumaïوهو اسم من لغة دازا املحلية وتعني" :أمل الحياة"ُ ،يطلق
على ألاطفال الذين ُولدوا قبل موسم الجفاف مباشرة ،ويرمز له بر " TM
،"266-01-060-1والعمر التقديري لتلك الحفرية ما بين 0-7مليون سنة
مضت.
وفي الوصف ألاصلي في عام 2112قال : Brunet et alإنه لن يكون من
غير املعقول التكهن بأن رجل ساحل تشاد كان قاد ًرا على الحفاظ على
وضعية منتصبة أثناء املش ي على قدمينً ،
نظرا ألنهم لم يبلغوا عن أي عظام
في ألاطراف أو أي مادة أخرى بخالف الجمجمة ،فقد استند هذا إلى الاتجاه
ألاصلي املعاد بناؤه على الثقبة العظمى وهو أسفل الجمجمة حيث تربط
الجمجمة العمود الفقري ،وتصنيفهم رجل ساحل تشاد إلى الجنس البشري
ً
بناء على مقارنات الوجه ،وسرعان ما تم الجدل حول هذا ألامر؛ ألن اتجاه
ً
قاطعا ً ً
تماما فيما يتعلق بمسألة املوقف املعتاد. الثقبة العظمى ليس دليال
ولكن هناك اختالف بين املجتمع العلمي حول حفرية رجل ساحل تشاد،
حيث إن معظم البقايا الالحقة للبشر ألاوائل اكتشفت في منطقة شرق
إفريقيا ،ولكن من وجهة نظري املتواضعة أرى أن في تلك الفترة الزمنية
كانت الغابات متصلة فيما بين شرق ووسط القارة ،كما أن التغيرات
49
املناخية الحادثة في وسط إفريقيا مشاههة في القرن إلافريقي ،كما أن هناك
حفريات بشرية الحقة في مناطق مجاورة لها في دولة تشاد ،ولكن يبقى هناك
تيار من العلماء ال يعترف بأن رجل ساحل تشاد جزء من العائلة البشرية
بل إنه أسبق من أن يكون الجد ألاكبر للبشر .
50
المراجع
Brunet ،M.، Guy، F.، Pilbeam،. D.، Mackaye، H.T.، Likius، A.، Ahounta، D.،
Beauvilain، A.، Blondel، C.، Bocherens، H.، Boisserie، J.R.، De Bonis، L.، Coppens، Y.،
Dejax، J.، Denys، C.، Duringer، P.، Eisenmann، V.R.، Fanone، G.، Fronty، P.، Geraads،
D.، Lehmann، T.، Lihoreau، F.، Louchart، A.، Mahamat، A.، Merceron، G.، Mouchelin،
G.، Otero، O.، Campomanes، P.P.، De Leon، M.P.، Rage، J.C.، Sapanet، M.، Schuster،
M.، Sudre، J.، Tassy، P.، Valentin، X.، Vignaud، P.، Viriot، L.، Zazzo، A.، Zollikofer، C.،
2002. A new hominid from the Upper Miocene of Chad، central Africa. Nature
418(6894)، 145-151.
Brunet، M.، Guy، F.، Pilbeam، D.، Lieberman، D.E.، Likius، A.، Mackaye، H.T.، de
Leon، M.S.P.، Zollikofer، C.P.E.، Vignaud، P.، 2005. New material of the earliest
hominid from the Upper Miocene of Chad. Nature 434(7034)، 752-755.
- Wolpoff، M. H.; Hawks، J.; Senut، B.; et al. (2006). "An Ape or the Ape: Is the
Toumaï Cranium TM 266 a Hominid?" ، PaleoAnthropology. 2006: 36–50.
- Brunet، M.; Guy، F.; Pilbeam، D.; et al. (2005). "New material of the earliest
hominid from the Upper Miocene of Chad". Nature. 434 (7034): 752–755.
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/sahelanthropus-tchadensis
- https://australian.museum/learn/science/human-
evolution/sahelanthropus-tchadensis/
51
الفصل الثالث
رجل توجن ألاول
Orrorin tugenensis
52
بعد حوالي مليون عام من رجل ساحل تشاد يظهر لنا رجل توجن ألاول،
وكان موطنه تالل توجن كينيا ،العمر التقديري لاحفريات يعود ما بين 0.1
– 2.1مليون سنة ،ومن أهم ألاشياء التي نذكرها على تلك البقايا هو أن
شكل عظام الساق تدل بشكل واضح للقدرة على املش ي بشكل منتصب،
وهذا ألامر لم يستدل عليه بشدل قاطع في حفرية رجل ساحل تشاد لعدم
توفر البقايا الخاصة بالهيكل العظمي ،وكان لرجل توجين ألاول أسنان
صغيرة بالنسبة لحجم جسمه ،تختلف أسنانه عن تلك املوجودة في
السالالت التالية من حيث إن أسنانه الخدية أصغر وأقل استطالة من
ً
الناحية الوسيطة ،ومن حيث إن مادة املينا أكثر سمكا ،وتتميز بوجود أخدود
متوسط على ألانياب العلوية ،ألانياب صغيرة تشبه البشر املعاصرين على
عكس السالالت التالية ،ويعتقد أن حجم املخ يتشابه مع رجل ساحل تشاد
ولكن غير مؤكد بسبب نقص حفريات الجمجمة يجعل من الصعب تحديد
ذلك ،كما يعتقد أنه عاش حياة شجرية.
في عام 2111تم اكتشاف حفريات تلك الساللة بواسطة فريق مكون
كل من جامعة de Franceو متحف من خمسة أفراد؛ وهي بعثة مشتركة بين ّ
ٍ
التاريخ الطبيعي في باريس وكان مبعوثها Brigitte Senutوكانت املجموعة
بقيادة ،Martin Pickfordوتم إلاعالن عن الاكتشاف في العام الذي تاله،
وهي عبارة عن أجزاء من الحوض والساق بجانب بعض البقايا ألاخرى،
53
وتشمل البقايا العديد من عظام ألاطراف وشظايا الفك وألاسنان املعزولة،
أما العينة ألاساسية املكتشفة عام 2111عبارة عن جزأين ُيرمز لهما
" ،"BAR1000b’00"–"BAR1000a’00وتم اكتشاف ضرس سفلي معزول
" "KNM LU 335في فترة سابقة عام 1170تم إرجاعة إلى تلك الساللة ،وتم
الاحتفاظ بتلك الحفريات في متحف مجتمع قرية كيبارمان ،ولكن تم إغالق
ً
املتحف في وقت الحق منذ ذلك الحين ،ووفقا لقول رئيس املتاحف
املجتمعية في كينيا يوستاس كيتونجا تم تخزين الحفريات في قبو بنك سري
في نيروبي ،أطلق العلماء على تلك الساللة اسم Orrorin tugenensisوهو
مشتق من كلمة Orrorinوتعني :الرجل ألاول و tugenensisمشتق من
Tugen Hillsوهي منطقة في كينيا حيث تم العثور على الحفرية ألاولى.
كانت البيئة املحلية لتالل توجن ال تختلف كثيرا عن صحراء جوراب،
ولهذا ال يوجد أي دليل على السمات الثقافية لرجل توجن ألاول ،ولكن
تتميز املنطقة باختالفات طفيفة حيث إن نطاق الحشائش أوسع ،ولهذا لم
تقتصر ألادوات البدائية التي تتكون من ألاحجار غير املعدلة وألاغصان على
مهام التقاط الطعام ،ربما تم استخدام هذه في مجموعة متنوعة من املهام
البسيطة بما في ذلك الحصول على الطعام ،بل إنها أيضا تستخدم ملعالجة
ألاطعمة الصلبة مثل املكسرات ،وهذا ما يعطي تفسيرا لسمك مينا
إلانسان.
54
عظام حفرية رجل توجن ألاول
55
المراجع
- Pickford، M. and Senut، B. (2001). 'Millennium ancestor'، a 6-million-year-old
bipedal hominid from Kenya. South African Journal of Science 97. 1-2: 22.
- Senut، Brigitte; Martin Pickford; Dominique Gommery; Pierre Mein; Kiptalam
Cheboi; Yves Coppens (2001). First hominid from the Miocene (Lukeino Formation،
Kenya). Comptes Rendus de l'Academie des Sciences، Series IIA - Earth and Planetary
Science 332. 2 (30 January 2001): 137-144
- Michael Balter، Scientists Spar Over Claims of Earliest Human Ancestor،
Science 291، 5508 (23 Feb 2001): 1460-1461
- Pickford، M.، Senut، B.، Gommery، D.، Triel، J.، 2002. Bipedalism in Orrorin
tugenensis revealed by its femora. Comptes Rendus Palevol 1، 191-203.
- Richmond، B.G.، Jungers، W.L.، 2008. Orrorin tugenensis femoral morphology
and the evolution of hominin bipedalism. Science 319، 1662-1665.
- Thorpe، S.K.S.، Holder، R.L.، Crompton، R.H.، 2007. Origin of human
bipedalism as an adaptation for locomotion on flexible branches. Science 316، 1328-
1331.
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/orrorin-tugenensis
- https://australian.museum/learn/science/human-
evolution/orrorin-tugenensis/
56
الفصل الرابع
رجل ألارض
Ardipithecus
57
عاشت تلك الساللة في منطقة منخفض عفار إثيوبيا منذ حوالي 2.1
مليون سنة ،أي تزامنت مع نهاية رجل توجن ألاول ،ومن املثير أن هناك
العديد من الحفريات تم العثور عليها ،ومن تلك البقايا يصل نسبة
املحفوظ منها حوالي ،%02وتنقسم تلك الساللة إلى أسرتين وهما :رجل
ألارض كادابا ورجل ألارض راميدوس ،والاختالفات البينية طفيفة.
كان حجم املخ يبلغ حوالي 321 – 311سم ،3وهو مماثل في الحجم مع
رجل ساحل تشاد ،وكانت الجمجمة أكثر بروزا من البشر املعاصرين ،تقع
الجمجمة عموديا على العمود الفقرى مما يشير إلى املش ي بشكل منتصب
ولكن بطريقة مختلفة قليال عن البشر ،وقاعدة الجمجمة قصيرة من ألامام
إلى الخلف ،مما يشير إلى توازن الرأس في أعلى العمود الفقري ،والوجه
قصير وفي وضع عمودي ،وحافة تجويف العين خفيفة تقترب من السالالت
التالية ،وهذا يشير إلى الصلة بينها وبين السالالت السابقة والتالية ،الكثير
من ألاسنان تشبه رجل ساحل تشاد بما في ذلك ألانياب وألاضراس الكبيرة
وسمك مينا ألاسنان متوسط وألانياب أقل بروزا وصغيرة ،وأظهر نسبياُ ،
الفك بروزا أماميا كما أن ألاضراس ألاولية تظهر ميزات أكثر تقدما في اتجاه
إلانسان املعاصر .
في عام 2112قال عاملا ألانثروبولوجيا ألاستراليان Gary Clark&Maciej
:Hennebergإن البالغين من رجل ألارض لداهم تشريح للوجه أقل برو ًزا
58
وع َزوا ذلك إلى انخفاض النمو
حجما من السالالت السابقةَ ،وأنياب أصغر ً
الوجهي لصالح نمو الدماغ .ال ُيرى هذا إال في إلانسان لذلك جادال بأن
ألانواع قد تظهر الاتجاه ألاول نحو علم النفس الاجتماعي ألابوة وألامومة،
وفي السابق كان ُيفترض أن أسالف البشر القدامى يتصرفون مثل
الشمبانزي إلى حد كبير ،لكن هذا لم يعد ُيعتبر مقارنة قابلة للتطبيق ،هذا
ً
الرأي لم يتم دعمه بعد من خالل دراسات أكثر تفصيال لنمو ساللة الرجل
دعما لنظرية Stephen Jay Gould'sفي علم ألا ض .توفر الد اسة ً
أيضا ً ر ر
الوجود والتطور ،والتي تقول :إن الشكل املتماثل للتشكل القحفي الوجهي
املبكر للبشر ألاوائل ناتج عن تفكك مسارات النمو الطبيعي للرئيسات ،قاال
أيضا بأن التغير في شكل الجمجمة الذي ربما تسببً Clark & Henneberg
في نزول الحنجرة مما يسمح بحركة أفضل لاحنجرة ويزيد من القدرة
الصوتية ،ونطق بنفس مستوى رضيع إلانسان ليصبح أكثر اجتماعية كان
ً
تعقيدا ،كما الحظوا أن هذا من شأنه أن يسمح ملجتمعهم أن يصبح أكثر
قاعدة الجمجمة توقفت عن النمو مع الدماغ بنهاية فترة الشباب ،واعتبر
هذا الدليل على التحول من مسار تشريح الهيكل العظمي إلاجمالي إلى مسار
التطور العصبي.
ً
منتصبا كان أفراد تلك الساللة ذوي قدمين اختياريين ما بين الوقف
على ألارض أو يمكن أن يتحرك على جميع ألاطراف ألاربعة في ألاشجار ،و أن
العينة ألاكثر اكتماال وهي أنثى يبلغ طولها حوالي 121سم ووزن 21 - 35
كغ ً
تقريبا كان الذكور أكبر بقليل من إلاناث ،يشير مزيج من السمات البدائية
59
ً
منتصبا على ألارض ومع واملشتقة إلى أن هذا النوع كان قاد ًرا على املش ي
ذلك يتسلق ألاشجار بكفاءة ،فاألذرع الطويلة القوية لم تستخدم في حمل
ألاثقال أو املش ي على املفاصل كما هو الحال مع الكائنات الرباعية ،وتتميز
عظام الرسغ باملرونة ،وكانت عظام الكف قصيرة.
تشير هذه امليزات إلى أن هذا النوع لم يكن يمش ي باملفاصل وأن راحة
اليد يمكن أن تدعم وزن الجسم عند التحرك على طول ألاغصان ،وكانت
عظام ألاصابع طويلة ومنحنية وكال امليزتين مفيد في إمساك الفروع ،تتميز
عظام الساقين العلوية والسفلية بسمات متوافقة مع املش ي على قدمين،
ً
نسبيا وتفتقر إلى ألاقواس مما يشير إلى أن هذه كانت ألاقدام مسطحة
الساللة ربما ال تستطيع املش ي أو الجري ملسافات طويلة ،كان إههام القدم
أو إصبع قدم كبير يتكيف مع الحركة في ألاشجار ،لم يتم تأكيد عدد
السمات ألاخرى للهيكل العظمي التي تعكس التكيف مع املش ي على قدمين
على ألارض.
كما أن الحوض يحتوي على مزيج من امليزات املفيدة لكل من التسلق
ً ً
واملش ي في وضع مستقيم ويوحي بأن ألانواع ال تزال تقض ي وقتا طويال في
ألاشجار ،وتظهر الشفرات العلوية بشكل قصير وعريض مما يشير إلى أن
عضالت ألالوية قد تم تغيير موضعها ،أدى ذلك إلى خفض مركز كتلة
الجسم لتحقيق التوازن على ساق واحدة عند املش ي ،والحوض السفلي كبير
وال تتجه زاوية السطح لألعلى ،وهذه هي السمات البدائية التي تشير إلى أن
60
تمش
هذه الساللة كان لداها عضالت ضخمة للطرف الخلفي للتسلق ولم ِ
لفترات طويلة ،وتتشابه العقدة الوركية في الحجم والشكل مع السالالت
الالحقة.
ال يوجد دليل على أي سمات ثقافية محددة ،لكن ربما استخدموا أدوات
بسيطة ،وحجم ألانياب الصغير يبين أن التنافس بين الذكور كان أقل على
إلاناث ،كما أن هناك بعض الهمهمات كلغة تواصل ،وأيضا ظهور نظام
شبيه باألسرة بينهم.
تشير ألادلة ألاحفورية من املوقع إلى أن املنطقة كانت عبارة عن أجزاء
من الغابات وألاراض ي العشبية مع البحيرات واملستنقعات والينابيع ،تحدى
اكتشاف أن هذا النوع يعيش في بيئة غابات مطيرة حول نوع البيئة التي
عززت تطور املش ي على قدمين ،هل تطور املش ي على قدمين لالستفادة من
ً ً
بيئات املراعي املفتوحة الجديدة كما كان يعتقد سابقا أم أنها تطورت أوال
ً ً
في بيئة ألاشجار؟ ربما قضت ألانواع بأقدامها التي تشبه القرود وقتا طويال
ً
في ألاشجار بحثا عن الطعام واملأوى ،قد يشمل النظام الغذائي املكسرات
والفواكه وألاوراق والدرنات والحشرات والثدييات الصغيرة ،وقد تغذت في
ألاشجار وعلى ألارض الدليل غير حاسم على ذلك ،لكن الدراسات تشير إلى
أن ألاسنان ألامامية كانت تستخدم بانتظام ل َل ْقط َ
وس ْح ٍب ،وربما يعكس ِ ٍ
النظام الغذائي الذي اشتمل على كميات كبيرة من ألاوراق.
61
يشير تحليل مينا ألاسنان إلى أنهم أكلوا الفاكهة واملكسرات
ً
وألاوراق،تظهر دراسات نظائر الكربون لألسنان أنها أكلت الغابات بدال من
نباتات ألاراض ي العشبية.
أول اكتشاف أول أحافير من ساللة رجل ألارض في عام 1112في منطقة
عفار إثيوبيا ،تم وصف الحفرية في البداية على أنها بشر عفار (ساللة
ً
الحقة) ،ولكن Tim Whiteوزمالؤه نشروا الحقا مالحظة في نفس املجلة التي
نشروا فيها الحفريات ،وأعادوا تسمية الحفرية تحت ساللة جديدة ،وتم
تسمية هذا النوع Ardipithecusو" "Ardiهو اسم مشتق من لغة عفار
املحلية وتعني :أرض.
رجل ألارض كادابا :في عام 1117بمنطقة ألاواش الوسطى إثيوبيا عثر
عالم ألانثروبولوجيا القديمة يوهانس Yohannes Haile-Selassieوجد
قطعة من الفك السفلي ملقاة على ألارض وتبعها 11عينة من 2أفراد على
ألاقل في وقت الحق ،وتضمنت ً
أيضا عظام اليد والقدم وعظام الذراع
الجزئية والترقوة ،ويعود تاريخها إلى نحو 2.1-2.0مليون سنة ،وفي عام
2112تم اكتشاف ستة أسنان في ألاواش ألاوسط في موقع اسا كوما
جيبوتي ،أكدت أنماط تآكل ألاسنان أن الحفريات البشرية املبكرة ً
بناء على
هذه ألاسنان ،خصص علماء ألانثروبولوجيا القديمة Yohannes Haile-
Tim White&Gen Suwa&Selassieالحفريات في عام 2110إلى نوع جديد
62
أطلقوا عليه اسم Ardipithecus kadabbaتعني كلمة kadabbaأقدم
سلف بلغة عفار .
رجل ألارض داميدوس :Ardipithecus ramidusفي 1112اكتشف فريق
بحثي برئاسة Tim Whiteأول أحافير من نوع رجل ألارض ،بمنطقة منخفض
عفار في وادي نهر أواش ألاوسط إثيوبيا ،تم العثور على املزيد من البقايا في
عام ،1110والتي تصل إلى ٪ 02من إجمالي الهيكل العظمي ،وتم تحليله
من قبل مجموعة دولية من العلماء تضمنت Owen Lovejoyالذي ترأس
فريق علم ألاحياء ،تم وصف هذه الحفرية في ألاصل على أنها نوع سالالت
ً
البشر الالحقة ،لكن Tim Whiteوزمالؤه نشروا الحقا مالحظة في نفس
املجلة أعادوا تسمية الحفرية تحت ساللة جديدة ،تعني كلمة ramid
"الجذر" في لغة Afarفي إثيوبيا وتشير إلى قرب هذه الساللة الجديدة من
جذور إلانسان ،وما بين عامي 2113-1111اكتشف فريق متعدد
التخصصات بقيادة ،Sileshi Semawعظام وأسنان تسعة أفراد من نوع
رجل ألارض في جوانا بمنطقة عفار بإثيوبيا.
63
جمجمة من حفرية رجل ألارض راميدوس أجزاء من حفرية رجل ألارض
كادابا
ALA-VP-2/10 Ara-VP-6/500
64
المراجع
- White، T.D.، Suwa، G.، Asfaw، B.، 1994. Australopithecus ramidus، a new
species of early hominid from Aramis، Ethiopia. Nature 371، 306-312.
- Gibbons، A.، 2009. A new kind of ancestor: Ardipithecus unveiled. Science
326، 36-50.
- Lovejoy، C.O.، 2009. Reexamining human origins in light of Ardipithecus
ramidus. Science 326، 74-74e8.
- Lovejoy، C.O.، Suwa، G.، Simpson، S.W.، Matternes، J.H.، White، T.D.، 2009.
The great divides: Ardipithecus ramidus reveals the postcrania of our last common
ancestors with African apes. Science 326، 100-106.
- White، T.D.، Asfaw، B.، Beyene، Y.، Hailie-Selassie، Y.، Lovejoy، C. O.، Suwa،
G.، Woldegabriel، G.، 2009. Ardipithecus ramidus and the paleobiology of early
hominids. Science، 326، 75-86.
- Science X Network: Phys.org، Medical Xpress، Tech Xplore". sciencex.com.
Retrieved 2021-12-01
- Gibbons، A. (2009). "A New Kind of Ancestor: Ardipithecus Unveiled" .Science.
326 (5949): 36–40.
- https://australian.museum/learn/science/human-
evolution/ardipithecus-ramidus/
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/ardipithecus-ramidus
65
الفصل الخامس
بشر توركانا
Australopithecus anamensis
66
عاشت تلك الساللة في شرق إفريقيا املنطقة الواقعة بين إثيوبيا وكينيا
في الفترة ما بين 3.1- 0.2مليون سنة مضت ،كان حجم جسم بشر توركانا
صغيرا نسبيا ،وكان هناك فرق كبير بين أحجام الجسم للذكور وإلاناث،
وكان ترتيب الصفوف الجانبية لألسنان في خطوط متوازية ،والفك السفلي
ً
كانت العظام املوجودة أسفل ألاسنان ألامامية تنحدر لاخلف بدال من البروز
ً
لألمام في الذقن ،وكانت مينا ألاسنان أكثر سمكا من تلك املوجودة في
ً
نسبيا ومدببة. السالالت إلانسانية وألانياب كانت كبيرة
وتكشف ألادلة ألاحفورية أن لدى بشر توركانا مفصل فك عريض إلى
ً
مسطحا من ألامام إلى الخلف ،وكان لدى بشر توركانا فك سميك حد ما كان
وطويل وضيق ويشير سقف الحلق وصفوف ألاسنان والخصائص ألاخرى
لألسنان ،إلى أنها كانت آكالت أكلة الاحوم وأن وجباتها الغذائية كانت تتكون
بشكل كبير من الفاكهة ،جاءت هذه الخصائص من رجل ألارض ،كما تم
العثور على دليل على حدوث تحول في النظام الغذائي ،مما يشير إلى
استهالك ألاطعمة ألاكثر صالبة ،تمت إلاشارة إلى ذلك من خالل املينا
السميكة في ألاسنان وتاج الضرس ألاكثر كثافة ،وقناة ألاذن لداهم كانت
ضيقة القطر ً
وبناء على الجمجمة الوحيدة املكتشفة كان لهذا النوع دماغ
يبلغ حوالي 371سم مكعب.
67
كانت نهاية الركبة من عظمة الساق شبيهة باإلنسان الحديث حيث كانت
ألاسطح العلوية للمقبضين في الجزء العلوي من قصبة الساق متشاههة في
الحجم ولها أيضا شكل مقعر ،تشير هذه امليزة إلى أن هذا النوع يمكنه
املش ي على قدمين ،تشير العالمات املوجودة على عظام الرسغ إلى أن هؤالء
ألافراد لداهم أوتار يدوية قوية مفيدة لتسلق ألاشجار ،وكان مفصل الكوع
ً ً أكثر ً
شبها باإلنسان في كونه مرنا ،بدال من ألاكواع ألاكثر صالبة وقفال التي
يتعين على الكائنات الرباعية التي تدعم أجسامها أثناء تحركها ،كانت
نسبيا وهي مفيدة أيضا للتسلق ،باإلضافة إلى أجزاء ً سواعدها طويلة
ً
الجسم املعدلة التي تشير إلى املش ي على قدمين ،تظهر ألاحافير دليال على
تسلق ألاشجار ،باإلضافة إلى سمات معدلة لعظم الرسغ تشير كل من
الساعدين وعظام ألاصابع إلى إمكانية استخدام ألاطراف العلوية كدعم
عند العمل في ألاشجار أو على ألارض ،تظهر هياكلهم العظمية أنهم ساروا
على قدمين عندما كانوا على ألارض وربما قضوا الكثير من الوقت في تسلق
ألاشجار أو ربما تسلقوا ألاشجار بحثا عن الطعام أو تجنب الحيوانات
ً
استنادا إلى ألادلة ألاحفورية ،كما تدل ألاحافير على درجات عالية املفترسة،و
من ازدواج الشكل الجنس ي فيبلغ وزنهم ما بين 20-35كجم وكان طولهم
مابين 131 -112سم.
لم يتم العثور على أي دليل على ثقافة ممثلة لهم حتى آلان ،ولكن ربما
استخدموا أدوات بسيطة مماثلة لتلك املستخدمة من قبل الشمبانزي
الحديث ،بما في ذلك ألاغصان والعص ي واملواد النباتية ألاخرى التي يمكن
68
تشكيلها أو تعديلها بسهولة ،ربما تم استخدام هذه في مجموعة متنوعة من
املهام البسيطة بما في ذلك الحصول على الطعام ،وألاحجار غير املعدلة أي
الحجارة التي لم يتم تشكيلها أو تغييرها قبل استخدامها ،وربما تم
استخدام هذه ألادوات ملعالجة ألاطعمة الصلبة مثل املكسرات.
تم اقتراح ساللة بشر توركانا ألول مرة كساللة مستقلة عام ،1112على
الرغم من أن أول حفرية لتلك الساللة تم اكتشافها في عام 1102في منطقة
ُ
كانابوي كينيا وعثر عليها فريق بحثي من جامعة هارفارد ،نشرت الورقة
ألاولية Brian Patterson and William W. Howellsعن العظام في مجلة
Scienceفي عام ،1107اقترح تحليلهم ألاول للعينة حيث قدر أعمارها بنحو
2.2مليون سنة ،قام Brian Pattersonوزمالؤه بعد ذلك بمراجعة
تقديرهم لعمر العينة إلى 0.2-0.1مليون سنة ،وفي عام 2110تم إلاعالن
عن اكتشاف جديد في منطقة نهر أواش بإثيوبيا وبعدها توالت الاكتشافات،
وأطلقوا على تلك الساللة اسم ،Australopithecus anamensisفكلمة
Australopithecusيونانية ألاصل تعني القرد الجنوبي؛ ألنه في البداية كان
يعتقد أن الجد ألاكبر لإلنسان جاء من أوروبا أو آسيا ،وبدأ اكتشاف أول
الحفريات البشرية وكانت في منطقة جنوب إفريقيا ،فأطلقوا عليها القردة
الجنوبية وهذا خطأ ،أما عن كلمة anamensisفهي مستمده من لغة
توركانا املستخدمة في املنطقة التي تم فيها اكتشاف حفريات لهذا النوع،
" "anamenتعني :البحيرة ،وهي إشارة إلى البيئة القديمة بجانب البحيرة
التي كانت تسكنها هذه الساللة.
69
ومن املثير أيضا أن تلك الساللة هي الجد ألاكبر لكافة السالالت البشرية
التالية وهناك إجماع بين العلماء على ذلك .
حفرية شرق توركانا "KNM-EP 271" 271؛ وهي عبارة جزء من عظام
الذراع ،اكتشفها ، Bryan Pattersonفي كينيا ،في عام ،1102والعمر
التقديري لهذة الحفرية 0.1مليون سنة.
70
حفرية شرق توركانا "KNM-KP 29281" 21211؛ وهي عبارة عن الفك
السفلي وأجزاء من ألاسنان ،اكتشفها ، Peter Nzubeفي كانابوي كينيا ،في
عام ،1110والعمر التقديري لهذة الحفرية 0.1مليون سنة.
71
حفرية شرق توركانا "KNM-KP 29285" 21212؛ وهي عبارة عن
ألاطراف العلوية والسفلية لعظم قصبة الرجل ،اكتشفها Kamoya
،Kimeuفي كانابوي كينيا ،في عام ،1110والعمر التقديري لهذة الحفرية
0.1مليون سنة.
72
المراجع
- Leakey، M.G.، Feibel، C.S.، McDougall، I.، Walker، A.، 1995. New four-million-year-old
hominid species from Kanapoi and Allia Bay، Kenya. Nature 376،565-571.
- Leakey، M.G.، Feibel، C.S.، McDougall، I.، Ward، C.، Walker، A.، 1998. New specimens and
confirmation of an early age for Australopithecus anamensis. Nature 393، 62-66.
- Ward، C. Leakey، M.، Walker، A.، 1999. The new hominid species Australopithecus
anamensis. Evolutionary Anthropology 7، 197-205.
- White، T.D، WoldeGabriel، G.، Asfaw، B.، Ambrose، S.، Beyene، Y.، Bernor، R.L.، Boisserie، J-
R.، Currie، B.، Gilbert، H.، Haile-Selassie، Y.، Hart، W.K.، Hlusko، L.J.، Howell، F.C.، Kono، R.T.، Lehmann،
T.، Louchart، A.، Lovejoy، C.O.، Renne، P.R.، Saegusa، H.، Vrba، E.S.، Wesselman، H.، Suwa، G.، 2006.
Asa Issie، Aramis and the origin of Australopithecus. Nature 440، 883-889.
- Haile-Selassie، Y.، Melillo، S.M.، Vazzana، A.، Banazzi، S.، Ryan، T.M. 2019. A 3.8 million-year-
old hominin cranium from Woranso-Mille، Ethiopia. Nature 573، 214-221.
- Du، Andrew; Rowan، John; Wang، Steve C.; Wood، Bernard A.; Alemseged، Zeresenay (2020-
01-01). "Statistical estimates of hominin origination and extinction dates: A case study examining the
Australopithecus anamensis–afarensis lineage". Journal of Human Evolution. 138: 102688.
- "Australopithecus anamensis". The Smithsonian Institution's Human Origins Program.
Retrieved 2022-02-11
- https://australian.museum/learn/science/human-
evolution/australopithecus-anamensis/
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/australopithecus-anamensis
73
الفصل السادس
بشر عفار
Australopithecus afarensis
74
عاشت تلك الساللة منذ حوالي 2.1 - 3.1مليون سنة في منطقة شرق
إفريقيا ،تنحدر ساللة بشر عفار من ساللة بشر توركانا ،كان معدل نمو
الدماغ أقرب إلى معدل نمو إلانسان الحديث ،وعلى الرغم من أن نمو
ً
الدماغ كان مطوال إال أن املدة كانت أقصر بكثير من إلانسان الحديث ،قد
تكون إعادة تنظيم الدماغ قد بدأت بالتوسيع في أجزاء من القشرة
الدماغية ،ويقدر حجم املخ بمتوسط 031سم ،3وكان لداهم وجه طويل
وكانت عظام الفك قوية ً
جدا.
تمت مناقشة فرق الحجم بين الجنسين مع وجود حجج مؤيدة وحجج
ضد الاختالفات املاحوظة في الحجم بين الذكور وإلاناث ،نمت إلاناث إلى ما
ً
يزيد قليال عن متر في الطول ( 111-112سم) وكان الذكور أكبر بكثير حوالي
121سم في الطول ،وتزن إلاناث ما بين 37-22كجم وكان وزن الذكور حوالي
02كجم،كان القفص الصدري مخروطي الشكل ،لوس ي هي واحدة من
الهياكل العظمية ألاكثر اكتماال ،حوالي ٪01من الحفرية محفوظ وهي أيضا
من أشهر الحفريات على إلاطالق ،ولكنها كانت واحدة من أصغر العينات من
نوعها ،ومع ذلك فقد خضعت للعديد من تقديرات كتلة الجسم منذ
واسعا من التباين ،والذي ُي َّ
ً ً
فسر اكتشافها ،تظهر العينات على ما يبدو نطاقا
ً ً
عموما على أنه ازدواج الشكل الجنس ي ماحوظا مع وجود ذكور أكبر بكثير
من إلاناث ،وفي عام 1111قدر عالم ألانثروبولوجيا ألامريكي Henry
75
McHenryحجم الجسم عن طريق قياس أحجام مفاصل عظام الساق
قدر طول الذكور بر 121سم وتقليص حجم إلانسان ملقابلة هذا الحجمّ ،
بينما كانت لوس ي 112سم ،وفي عام 1112قدر أن الذكور تزن عادة حوالي
00.0كجم وإلاناث 21.3كجم بافتراض أن نسب الجسم أكثر ً
شبها
باإلنسان املعاصر ،وهذا يعطي نسبة كتلة جسم الذكر إلى ألانثى 1.22
مقارنة بر 1.22في إلانسان املعاصر ،ومع ذلك فإن رقم الوزن الذي يتم
الاستشهاد به بشكل شائع استخدم فقط ثالث عينات مفترضة من إلاناث
منها اثنتان كانتا من بين أصغر العينات املسجلة لألنواع ،ومن املتنازع عليه
أيضا ما إذا كانت السالالت البشرية ألاولى قد أظهرت ازدواج الشكل ً
صحيحا سيعني أن نطاق التباين هو ً الجنس ي على إلاطالق ،والذي إذا كان
التباين الطبيعي في حجم الجسم بين ألافراد املختلفين بغض النظر عن
الجنس.
نسبيا بين تجاويف الورك وشكل ً والحوض يحافظ على مسافة أوسع
بيضاوي أكثر من إلانسان املعاصر على الرغم من كونه أصغر بكثير ،فإن
مدخل حوض لوس ي يبلغ عرضه 132مم وهو نفس عرض املرأة البشرية
الحديثة ،ومن املحتمل أن تكون هذه تعديالت لتقليل مدى انخفاض مركز
الكتلة أثناء املش ي في وضع مستقيم من أجل التعويض عن ألارجل القصيرة،
وقد يكون تدوير الوركين أكثر أهمية بالنسبة لبشر عفار ،وباملثل يمكن أن
يقلل إلانسان الالحق من الحجم النسبي ملدخل الحوض ربما بسبب
استطالة الساقين ،وهناك جدل حول ما إذا كان شكل الحوض هذا يوفر
76
ً
ضغطا أقل ألوتار الركبة أم ال ،وتشير عظام الحوض والساق بوضوح إلى
القدرة على تحمل الوزن ،والتي تعادل املش ي املعتاد على قدمين ولكن
ألاطراف العلوية تشير إلى الحركة الشجرية نسبيا ،ومع ذلك فإن هذا محل
جدل كبير حيث يمكن أن تكون تكيفات تسلق ألاشجار مجرد سمات
موروثة ،ولكن في هذه املرحلة بدأ التكيف في تشريح ذراع يشبه إلانسان
املعاصر .
تمتلك عظمة الكعب عند البالغين والبشر املعاصرين نفس التكيف مع
املش ي على قدمين ،مما يشير إلى درجة متطورة من املش ي ،وإن إصبع القدم
ً
الكبير ليس خشنا كما هو الحال في القردة غير البشرية ،مما يجعل املش ي
أكثر كفاءة في استخدام الطاقة على حساب الحركة الشجرية ،ولم يعد قاد ًرا
على إلامساك بأغصان ألاشجار بالقدم ،ومع ذلك فإن سفح العينة
الطفولية DIK-1-1تشير إلى بعض الحركة في إصبع القدم الكبير ،وإن لم
يكن بنفس الدرجة في الرئيسات غير البشرية ،كان من شأن هذا أن يقلل
جزئيا في مرحلة الطفولةً من كفاءة املش ي ولكن قد يكون القدم الخشن
مهما في أنشطة التسلق من أجل الغذاء أو السالمة ،أو جعل من السهل ًّ
على الرضيع التشبث بحمل شخص بالغ.
وتشير عظام الساق باإلضافة إلى املسارات ألاحفورية لحفرية ليتولي إلى
أن تلك الساللة كانت ذات قدمين مؤهلة ،على الرغم من أنها أقل كفاءة إلى
حد ما في املش ي من البشر ،وتمتلك عظام الذراع والكتف بعض الجوانب
77
املتشاههة والتي تم تفسيرها بشكل مختلف كدليل على سكن جزئي
لألشجار ،ويشير املسار ألاحفوري ليتولي الذي ينسب إلى بشر عفار إلى درجة
متطورة إلى حد ما من الحركة على قدمين ،وهو أكثر كفاءة من املشية املثنية
التي تستخدمها القردة العليا غير البشرية ،وهوعبارة عن مسار متحجر
محفوظ به خطى بشرية قديمة.
و يتكون املسار من مطبوعات قصيرة وعريضة تشبه تلك الخاصة بطفل
يبلغ من العمر عامين ونصف ،يعتقد أن املسار صنع بواسطة شخصين
بالغين ويرمز له بر ،G1 –G2وفي عام 2110تم اكتشاف مسارين آخرين
بواسطة فرد واحد يرمز له بر S1يمتد ملسافة إجمالية تبلغ ً 32
مترا ،في عام
2112تم اكتشاف بصمة واحدة من فرد مختلف ويرمز لها بر ،S2تشير
ضحالة بصمات أصابع القدم إلى وضعية أكثر انثناء للطرف عندما تصطدم
ً
تقوسا ،مما يعني أن بشر عفار كانوا أقل القدم باألرض وربما قدم أقل
78
كفاءة في الحركة على قدمين من البشر املعاصريين ،وتتميز بعض املسارات
بعالمة سحب بطول 111مم ربما تركها الكعب ،مما قد يشير إلى رفع القدم
بزاوية منخفضة على ألارض للدفع ،يبدو أن الوزن قد تحول من الكعب إلى
جانب القدم ثم أصابع القدم ،وتشير بعض آثار ألاقدام في S1إما إلى املش ي
ً
غير متماثل حيث يتم وضع الوزن أحيانا على الجزء ألامامي من القدم قبل
إصبع القدم ،أو في بعض ألاحيان يتم تدوير الجزء العلوي من الجسم في
منتصف الخطوة ،زاوية املشية تتراوح من 11-2درجة لكال الجانبين ألايمن
ُ ً
عموما زوايا عريضة وغير متناظرة ،بينما تظهر الزوايا وألايسرُ ،يظهر G1
ألاخرى زوايا منخفضة ،ويبلغ متوسط مسافة الخطوة 201مم ،وتم تقدير
اعتمادا على الطريقة املستخدمة، ً سرعة صانعي املسار بشكل مختلف
ً
ولكن الحد ألاقص ى هو 1.7و 1م /ث بينما يمش ي إلانسان الحديث عادة
بسرعة 1.7–1م /ث .
آثار قدم ليتولي
يبدو أن السالالت البشرية ألاولى بشكل عام لداها معدل إصابة مرتفع
ألمراض العمود الفقري ،ربما ألن فقراتها كانت تتكيف بشكل أفضل لتحمل
أحمال التعليق في التسلق من ألاحمال الضاغطة أثناء املش ي في وضع
مستقيم ،وتم تشخيص إصابتها بمرض شيرمان ،والذي ربما يكون ً
ناتجا عن
إجهاد ظهرها ،والذي يمكن أن يؤدي إلى وضع منحني في إلانسان الحديث
ً
ونظرا ألن حالتها تظهر بشكل بسبب الانحناء غير املنتظم للعمود الفقري،
79
مشابه ً
تماما لتلك التي تظهر في املرض ى البشريين املعاصرين ،فإن هذا يشير
إلى نطاق بشري أساس ي من الوظيفة الحركية في املش ي ،وقد يكون إلاجهاد
ألاصلي قد حدث أثناء التسلق أو التأرجح في ألاشجار .
ً
كان ُيعتقد سابقا أن العمود الفقري للسالالت البشرية ألاولى كان أشبه
بعمود القرود غير البشرية مع فقرات رقبة ضعيفة ،ومع ذلك فإن سمك
فقرات العنق في العينة " "KSD-VP-1/1يشبه سمك إلانسان الحديث،
ويحتوي انتفاخ يحقق أقص ى محيط عند فقرتي ،C0 - C5والذي يرتبط
عند البشر بالضفيرة العضدية وهي املسؤولة عن أعصاب العضالت في
الذراعين واليدين ،وقد يشير هذا عن الوظائف الحركية املتقدمة في اليد
وكفاءتها في أداء املهام الدقيقة ،وأيدي بشر عفار شبيهة باإلنسان ً
تماما على
الرغم من وجود بعض جوانب الاختالف التي من شأنها أن تسمح بانثناء
أقوى لألصابع ،وربما ال يمكنها التعامل مع ألاجسام الكروية أو ألاسطوانية
الكبيرة بكفاءة عالية ،ومع ذلك يبدو أن اليد كانت قادرة على الحصول على
قبضة دقيقة ضرورية في استخدام ألادوات الحجرية ،ومن غير الواضح ما
إذا كانت اليد قادرة على إنتاج ألادوات الحجرية ،وشاركت تلك ألاعصاب في
استقرار الرأس ،ولكن الحفريات " "A.L. 333-106" "L.L. 333-101تفتقر
إلى أدلة على هذه امليزة.
و تشير فقرات عنق " "KDS-VP-1/1إلى أن الرباط القفوي الذي يعمل
ً
متطورا وتشير إلى على تثبيت الرأس أثناء الجري ملسافة عند البشر لم يكن
80
ً َّ
أن لديه قفصا صدريا على شكل مخروطي بدال من القفص الصدري
البرميلي (شكل القفص الصدري في إلانسان الحديث) ،وفي عام 2112
أثبت الدراسات العلمية أن السالالت البشرية ألاولى تحتوي على 12فقرة
ً
صدرية مثل إلانسان الحديث بدال من 13مثل القرود غير البشرية ،ومن
املحتمل أن تحتوي السالالت البشرية ألاولى على 2فقرات قطنية ،ومن
املحتمل أن تكون هذه السلسلة طويلة ومرنة على عكس سلسلة القردة
القطنية غير البشرية القصيرة وغير املرنة.
في عام 2111في منطقة ديكيكا إثيوبيا تم العثور على جزء من ضلع
ينتمي إلى حيوان ذي حوافر بحجم بقرة ،وعظم جزئي من بقرة صغيرة بحجم
املاعز تظهر عليها عالمات قطع وألاولى بعض التكسير ،والتي تم تفسيرها في
البداية على أنها أقدم دليل من الذبح باألدوات الحجرية ،إذا كان هذا
صحيحا فإن هذا سيجعلها أقدم دليل على استخدام أداة حجرية حادة ً
الحواف يبلغ عمرها 3.0مليون سنة ،كما أن تلك الفترة مقدرة ببداية
العصور الحجرية.
من املحتمل أن يكون بشر عفار من الكائنات النهمة العامة وكانوا قادرين
على استغالل مجموعة متنوعة من مصادر الغذاء املختلفة ،ويبدو أنهم قد
ً ً
واسعا بدون تفضيل حقيقي حيث كانوا يعيشون في ألاراض ي سكنوا نطاقا
العشبية املفتوحة وألاراض ي الشجرية والغابات الواقعة على ضفاف النهر
أو البحيرة.
81
وتشير الدالئل املحتملة إلى استخدام ألادوات الحجرية داللة على أن
ً ً الاحوم كانت ً
غذائيا ،ومن املحتمل أن يكونوا من آكالت الاحوم أيضا مكونا
العامة مثل النمل ألابيض ،يبدو أن ساللة بشر عفار كانت قادرة على
استغالل مجموعة متنوعة من املوارد الغذائية في مجموعة واسعة من
ً
مثاليا الستهالك ألاطعمة البيئات ،يعتبر تشريح ألاسنان لدى بشر عفار
الصلبة والهشة ،ولكن أنماط البقايا على ألاضراس تشير إلى أن مثل هذه
ألاطعمة لم يتم تناولها بشكل متكرر فربما كعناصر احتياطية في أوقات
الحاجة.
ال يبدو أن لدى ساللة بشر عفار بيئة مفضلة ،وسكنت مجموعة واسعة
من البيئات مثل ألاراض ي العشبية املفتوحة وألاراض ي الشجرية وغابات
البحيرة أو ألانهار ،وباملثل تفاوتت مجموعة الحيوانات التي تعيش معها
ً
بشكل كبير من موقع إلى آخر ،كان العصر البليوسيني في شرق إفريقيا دافئا
طبا مقارنة بالعصر امليوسيني السابق ،مع استمرار موسم الجفاف حوالي ور ً
بناء على ألادلة الزهرية والحيوانية والجيولوجية ،كان من أربعة أشهر ً
املمكن أن يؤدي موسم ألامطار املمتد إلى إتاحة املزيد من ألاطعمة املرغوبة
للبشر ألاوائل ملعظم فترات العام.
تميزت إفريقيا قبل 3-0ماليين سنة بتنوع أكبر من الحيوانات آكلة
الاحوم مما هو عليه اليوم ،ومن املحتمل أن السالالت البشرية وقع فريسة
لهذه الكائنات الخطرة ويكون سكن ألاشجار هو سبيل من سبل النجاة،
82
ً
ومن املحتمل أن السالالت البشرية يفضل ظروفا أكثر برودة من إلانسان
الالحق ،حيث ال توجد مواقع للسالالت البشرية كانت أقل من 1111متر في
الارتفاع في وقت الترسيب ،هذا يعني أنهم ً
غالبا ما يسكنون مناطق بمتوسط
درجة حرارة نهارية 22درجة مئوية ،وتنخفض إلى 11أو 2درجات مئوية في
الليل ،من 3.0إلى 2.12مليون سنة مضت كان متوسط درجة الحرارة
حوالي 21.2درجة مئوية.
من الصعب للغاية التكهن بدقة بديناميات مجموعات البشر ألاوائل،
عادة ما يتم إعادة بنائهم بمستويات عالية من ازدواج الشكل الجنس ي،
حيث يكون الذكور أكبر بكثير من إلاناث ،باستخدام الاتجاهات العامة في
الرئيسات الحديثة فإن ازدواج الشكل الجنس ي املرتفع عادة ما يعادل
املجتمع متعدد الزوجات بسبب املنافسة الشديدة بين الذكور والذكور على
إلاناث ،كما هو الحال في مجتمع الحريم للغوريال ،ومع ذلك فقد قيل ً
أيضا
إن لداهم مستويات أقل بكثير من ا دواج الشكل ،يمكن ً
أيضا تفسير ازدواج ز
الشكل املنخفض على أنه كان لديه مجتمع أحادي الزواج مع منافسة قوية
بين الذكور وإلاناث ،وعلى النقيض من ذلك تكون ألانياب أصغر بكثير منها
في الرئيسات غير البشرية ،مما يشير إلى عدوانية أقل؛ ألن حجم ألانياب
يرتبط بشكل إيجابي بالعدوانية بين الذكور وإلاناثُ ،يعتقد أن مجموعة
ألافراد البالغ عددهم 13في موقع AL 333قد تم ترسيبهم في نفس الوقت
تقريبا مع بعضهم البعض ،ويحملون القليل من ألادلة على نشاط آكالت ً
الاحوم وقد ُدفنوا على امتداد 7أمتار من التل ،وفي عام 1111اقترح عاملا
83
ُ
ألانثروبولوجيا James Louis Aronson and Taiebأنهما قتال في فيضان
مفاجئ ،اعتبر عالم آلاثار البريطاني Paul Pettittأن ألاسباب الطبيعية غير
مرجحة ،وفي عام 2113افترض أن هؤالء ألافراد قد تم إخفاؤهم ً
عمدا في
أعشاب طويلة من ِق َبل أفراد املجموعة بطريقة التخزين الجنائزي املؤقت،
تم توثيق هذا السلوك في الرئيسات الحديثة ،ويمكن القيام به حتى ال
ً
يجذب املتوفون حديثا الحيوانات املفترسة إلى مناطق املعيشة.
في عام 2110ناقش عالم ألانثروبولوجيا القديمة John Kappelman
بأن الكسر الذي أظهرته لوس ي ّأدى إلى وفاتها بسبب السقوط من على
شجرة ،من املحتمل أنهم ناموا في ألاشجار أو تسلق ألاشجار ً
هربا من
الحيوانات املفترسة ،ومع ذلك قد تكون لوس ي قد ُقتلت ً
أيضا في هجوم
حيوان أو انهيار ّ
طيني. ٍ
تم اكتشاف الحفريات ألاولى في ثالثينات القرن املاض ي ،ولكن
الاكتشافات ألاحفورية الرئيسة لم تتم إال في السبعينات من عام 1172إلى
عام ،1177اكتشفت البعثة الدولية ألبحاث عفار بقيادة علماء
ألانثروبولوجيا Yves Coppens& Donald Johanson &Maurice Taieb
مئات من عينات البشر ألاوائل في إثيوبيا ،وتعتبر أشهر حفرية في وقتنا الحالي
املعروفة باسم لوس ي ،قادت Mary Leakeyرحلة استكشافية إلى ليتولي
تنزانيا واستعادت بشكل خاص مسارات الحفريات في عام 1171وتم وصف
الساللة ألول مرة ،وتلك أهم الحفريات.
84
ا -حفرية لوس ي ""AL 288-1؛ وهي عبارة عن هيكل عظمي جزئي ألنثى،
اكتشفها ، Donald Johansonفي هادار بإثيوبيا عام ،1170والعمر
التقديري لهذه الحفرية 3.2مليون سنة ،كانت ذات قدمين مما يعني أنها
85
جر -حفرية ركبة جوهانسون "" AL 129-1؛ وهي عبارة عن ركبة
متحجرة ،اكتشفها ، Hadar Formationفي ديكيكا إثيوبيا عام ،1101
والعمر التقديري لهذه الحفرية 3.0مليون سنة ،كانت أول أحفورة تقدم
ً
دليال على أن أسالفنا كانوا يمشون على قدمين ألكثر من ثالثة ماليين عام.
86
،1172والعمر التقديري لهذه الحفرية 3.2مليون سنة ،وتتكون من رفات
ما ال يقل عن ثالثة عشر ً
فردا من مختلف ألاعمار .
تم العثور على عظمة الذراع ألول مرة في عام 2112واستمرت عملية
التنقيب أربع سنوات ،والعمر التقديري لهذه الحفرية 3.0مليون سنة.
87
و – حفريات ليتولي " LH 4" 0؛ وهي عبارة عن فك متحجر ،اكتشفها
فريق ،Mary Leakeyفي ليتولي تنزانيا عام ،1170والعمر التقديري لهذه
الحفرية ما بين 3.1-2.1مليون سنة ،هذه الحفرية هي العينة الرسمية
املمثلة لتلك الساللة.
88
المراجع
- Johanson، D.C.، White، T.D.، Coppens، Y. 1978. A new species of the genus
Australopithecus (Primates: Hominidae) from the Pliocene of Eastern Africa. Kirtlandia 28، 2-
14.
- Alemseged، Z.، Spoor، F.، Kimbel، W.H.، Bobe، R.، Geraads، D.، Reed، D.، Wynn، J.G.،
2006. A juvenile early hominin skeleton from Dikika، Ethiopia. Nature 443، 296-30.
- Johanson، D.C.، Edey، M.E.، 1981. Lucy: The Beginnings of Humankind. St Albans،
Granada.
- Kimbel، W.H.، Delezene، L.K.، 2009. "Lucy" redux: A review of research on
Australopithecus afarensis. Yearbook of Physical Anthropology 52، 2-48.
- Schmid، P.، 2004. Functional interpretation of the Laetoli footprints. In: Meldrum،
D.J.، Hilton، C.E. (Eds) From Biped to Strider: The Emergence of Modern Human Walking،
Running، and Resource Transport. Kluwer Academic/Plenum، New York، pp 50-52.
- Yohannes Haile-Selassie et al (2015) ‘New species from Ethiopia further expands
Middle hominin diversity’، Nature 521، 483-488
- Yohannes Haile-Selassie et al (2012) ‘A new hominin foot from Ethiopia shows
multiple Pliocene bipedal adaptations’، Nature 483، 565-569
- Spoor، Fred (2015). ‘Palaeoanthropology: The middle Pliocene gets crowded’. Nature
521، 432–433
- Pettitt، P.; Anderson، J. R. (2019). "Primate thanatology and hominoid mortuary
archeology". Primates. 61 (1): 10.
- https://australian.museum/learn/science/human-
evolution/australopithecus-afarensis/
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/australopithecus-afarensis
89
الفصل السابع
بشر جنوب إفريقيا
Australopithecus africanus
90
بشر جنوب إفريقيا هي ساللة عاشت ما بين 3.07إلى 2مليون سنة في
جنوب إفريقيا ،ويعتبر ساللة بشر عفار الجد لتلك الساللة ،وهي من أكثر
أنواع السالالت البشرية التي تم العثور على بقاياها املحافظ عليها بشكل
عام حيث تصل بعض الحفريات إلى % 11من البقايا سليمة (حفرية القدم
وبناء على 0عينات بلغ متوسط حجم دماغ بشر جنوب إفريقيا الصغير)ً ،
ُ حوالي 211-021سم مكعبً ،
وبناء على ذلك قدر حجم دماغ ألاطفال حديثي
الوالدة بما يتراوح بين 111-102.2سم مكعب باستخدام الاتجاهات التي
لوحظت في حجم دماغ البالغين وحديثي الوالدة في الرئيسات الحديثة ،وإذا
صحيحا فيشير إلى أن ألاطفال ولدت بحوالي ٪31من إجمالي حجمً كان هذا
دماغها ،قد تكون جماجم الذكور أقوى من جماجم إلاناث ،في مجموعة
مكونة من عشر عينات أظهرت سبع عينات من العظم السنخي الخفيف
إلى املتوسط الناتج عن أمراض اللثة (تآكل العظم الذي يدعم ألاسنان)،
تم تشخيص عينة الطفل " "STS 24aبحالة شديدة من أمراض اللثة على
الجانب ألايمن من الفم مما تسبب في النمو املرض ي للعظام حول املوقع
املصاب ،وحركة أول ضرسين من الجهة اليمني خالل الفترات الدورية
فضل املضغ باستخدام للعدوى البكتيرية والالتهاب ،كما يبدو أن الفرد َّ
الجانب ألايسر من الفك ،وكان من املمكن أن يؤدي مرض اللثة إلى إعاقة
عملية املضغ بشدة خاصة في العام ألاخير من العمر ،وربما اعتمد الفرد
على أعضاء املجموعة للبقاء على قيد الحياة.
91
في عام 1112قدر عالم ألانثروبولوجيا ألامريكي Henry McHenry
بناء على خمس عينات متوسط الوزن من 01.1إلى 22.1كجم للذكور ً
جزئية ،و 31.2إلى 30.1كجم لإلناث بناء على سبع عينات ،في عام 2112
أبلغ عالم ألانثروبولوجيا ألامريكي William L. Jungersبناء على سبع عينات
قدر أن الذكور في املتوسط حوالي 131سم ،وطول إلاناث 122سم ،في
ناء على 20عينة قدر عالم ألانثروبولوجيا Manuel Will عام 2117ب ً
وزمالؤه أن طولهم يبلغ 120.0سم بمدى يتراوح من 111إلى 102سم.
استنادا إلى الهيكل العظمي ُ DIK-1-1يعتقد أن السالالت البشرية ألاولى
ً
كان لها عمود فقري شبيه باإلنسان ،مع 7فقرات عنق و 12فقرة صدرية
و 2فقرات قطنية مرنة ،وفي حفرية StW 573عظم ألاطلس املوجود في
الرقبة ،وهو مهم للدوران وتثبيت الرأس ويشير إلى قدر أكبر من الحركة
للدوران ألعلى وألسفل مقارنة بالبشر ،وهذه الحركة مهمة لألنواع الشجرية
لتحديد ألاسطح القابلة للتسلق والتركيز عليها.
كما تظهر عظام أطلس لاحفرية مزايا ميكانيكية مماثلة للعضالت التي
تحرك حزام الكتف ،مما قد يشير إلى انحناء طبيعي للعمود الفقري كان
أقل من القردة غير البشرية ،ومع ذلك فإن حفرية StW 679الالحقة لها
بعض أوجه التشابه مع ألاطالس البشرية ،والتي يمكن أن تشير إلى التطور
التدريجي ،تحتوي حفرية StW 573على مدخل صدري ضيق على عكس
ساللة بشر عفار والبشر املعاصرين ،وعظمة الترقوة طويلة ً
نسبيا ولها نفس
92
الطول في إلانسان الحديث ،تنحني فقرات العمود الفقري L3 – L5لاخارج
في العينة " " StS 14كما هو الحال في النساء املعاصرات ،في حين أنها أكثر
استقامة في العينة " " StW 431كما هو الحال في الرجال املعاصرين ،ربما
ً
منتصبا أثناء يعكس هذا تقوية العمود الفقري ألانثوي للمساعدة في املش ي
الحمل ،ويحافظ الهيكل العظمي الجزئي " "StS 14على حوض كامل إلى حد
ما كما هو الحال في الحوض للعينة لوس ي (ساللة بشر بحيرة توركانا) كان
العجز (عظمة كبيرة مثلثة الشكل تقع في قاعدة العمود الفقري في الجزء
ً
وموجها نحو الظهر أكثر من ً
نسبيا ً
مسطحا الخلفي العلوي من الحوض)
إلانسان املعاصر ،يمكن أن يشير هذا إلى قناة والدة واسعة مقارنة بحجم
رأس حديثي الوالدة ،وبالتالي والدة غير دورانية على الرغم من أن هذا محل
نقاش .
ً ُ
تشريحا دقيقا ولكن من غير الواضح ما إذا كان هذا تظهر اليد والذراع
تشريحا للطرفً شجريا إلى حد ما ،ومع ذلك ُيظهرً يعني أنه كان ال يزال
العلوي يشبه السالالت البشرية ألاولى بشكل أقرب من الرئيسات ،ويتم
ً
تفسيره عادة على أنه إلى حد ما شجري ،وكما هو الحال في الرئيسات
الشجرية تكون ألاصابع منحنية والذراعان طويلتين ً
نسبيا.
َ
والكتفان لدى ساللة بشر جنوب إفريقيا تشبه إلى حد كبير كتف ْي إنسان
تماما لاحفاظ على الثبات وتحمل الوزن أثناء رفعها الغاب ،وهي مناسبة ً
ووضعها فوق الرأس ،ومع ذلك فإن الترقوة اليمنى من العينة ""StW 573
93
لها منحنى واضح على شكل حرف Sمثل البشر املعاصرين ،مما يشير إلى
ذراع لحظة شبيهة باإلنسان لتثبيت حزام الكتف مقابل عظم العضد،
تتوافق عظام الذراع مع عضالت قوية مفيدة في التسلق ،ومع ذلك فإن
مؤشر العضد نسبة الساعد هو ،10.2-12.1مما يشير إلى انخفاض في طول
الساعد ويشير إلاههام واملعصم إلى وظائف مشاههة لإلنسان مع قبضة
دقيقة ومقاومة قوية بين إلاههام وألاصابع ،عادة ما يتم تبني تفسير مثل
هذه القبضة على أنها تكيف مع صناعة ألادوات على حساب التسلق الفعال
والسكن الشجري.
كانت ذراعا العينة " "StW 573حوالي 23.0سم وساقاها 01.2سم،
الر ْجل ،وإنها العينة ألاولى
ّ
وهذا يعني أن الذراع كانت بطول ٪10.1من ِ
والوحيدة املبكرة من البشر ألاوائل التي أظهرت بشكل قاطع أن جميع
ً
تقريبا بطول ألارجل ،ومع ذلك فإن هذه النسبة تشبه الذراعين كانت
إلانسان املعاصر أكثر من السالالت السابقة حيث تبلغ نسبة إلانسان
. ٪71-00.2
تظهر عظام الساق بوضوح أنه قد انخرط عادة في الحركة على قدمين،
على الرغم من أن بعض جوانب عظم الظنبوب (هي العظمة الكبري في
النصف السفلي في الساق) يوجد هها اختالف مما قد يشير إلى أن عضالت
ً
الساق لم تتم إعادة تنظيمها بالكامل وفقا لاحالة البشرية الحديثة ،وإذا
ً
صحيحا فإن آثاره الوظيفية غير واضحة ،والعظم التربيقي في كان هذا
94
مفصل الورك يشبه العظم إلانساني بشكل واضح ،والذي سيكون غير
متسق مع الدرجات الكبيرة من حمولة الورك املطلوبة للنشاط الشجري
املطول ،كما أن الزاوية ما بين قصبة الساق والقدم مماثلة لاحالة البشرية
الحديثة ،وهو أمر ضروري للمش ي على قدمين بشكل اعتيادي ،وبالتالي لم
ً
يكن الكاحل مرنا في أنشطة التسلق كما هو الحال في القرود غير البشرية،
ومع ذلك يمكن للصيادين وجامعي الثمار في الكونغو الحديثة تحقيق زاوية
تشبه الشمبانزي مع الكاحل أثناء تسلق ألاشجار بسبب ألالياف الطويلة في
ً
عضلة الساق بدال من التكيفات الهيكلية املحددة ،كانت بعض جوانب
ُ
عظم الكاحل تشبه القردة مما قد يؤثر على كفاءة املش ي ،تعرف عناصر
القدم إلى حد كبير من بقايا العينة "ستيركفونتاين "4تلك القدم التي تشبه
إلانسان مع تصلب في منتصف القدم وعدم وجود كسر في منتصف ،وعلى
الرغم من أنه كان لديه إصبع كبير مقرب مثل البشر ألاحدث ،فمن املحتمل
ً
أنه لم يدفع بإصبع القدم الكبير باستخدام جانب القدم بدال من ذلك.
" "StW 573هي أقدم عينة من السالالت البشرية ألاولى بإصبع كبير،
العينة StW 355هي أكثر عظام القدم القريبة منحنية أكثر من السالالت
ً
تشاهها مع تلك املوجودة في إنسان الغاب . البشرية ألاولى وهي أكثر
في عام 1112فسر عاملا ألانثروبولوجيا & Geoffrey Raymond Fisk
Gabriele Machoأن عظم الكاحل ألايسر للعينة " "Stw 363على أنه دليل
على حدوث كسر في عظم الكعب ،واعتقدا أنه ناتج عن سقوط من شجرة،
95
ً
صحيحا فقد تمكن الفرد من البقاء على قيد الحياة لفترة وإذا كان هذا
طويلة على الرغم من فقدان قدر كبير من الوظيفة في الساق اليسرى ،ومع
مشاهها يمكن أن يكون قد حدث ً
أيضا عن ً أيضا أن ً
ضررا ذلك فقد الحظا ً
طريق ترسب الكالسيت والتبلور أثناء عملية التحجر .
يصعب التنبؤ بديناميات مجموعات السالالت البشرية ألاولى بأي درجة
من الدقة ،وجدت دراسة نظائر السترونتيوم لعام 2111ألسنان بشر جنوب
إفريقيا من وادي الدولوميت ستيركفونتاين أنه بافتراض أن ألاسنان
الصغيرة بشكل خاص تمثل عينات من إلاناث وكانت إلاناث أكثر عرضة لترك
مكان والدتهن ،هذا مشابه ألنماط التشتت ألشباه البشر املعاصرين الذين
لداهم مجتمع قائم على القرابة متعدد الذكور ،على عكس مجتمع الحريم
للغوريال والرئيسات ألاخرى ،ومع ذلك يبدو أن ألانياب الصغيرة للذكور
ً
مقارنة باألنياب الخاصة بالرئيسات تشير إلى درجة أقل بكثير من العدوانية
جدا عن الواديبعيدا ً
بين الذكور وإلاناث ،ال يبدو أن الذكور قد غادروا ً
مما قد يشير إما إلى نطاقات منزلية صغيرة ،أو أنهم يفضلون املناظر
الطبيعية والصخور الدولوميتية بسبب وفرة الكهوف أو العوامل املتعلقة
بنمو الغطاء النباتي.
في عام 1120اقترح Robinsonأن تلك الساللة كانت من آكالت الاحوم
العامة ،وفي عام 1111اقترح عالم ألانثروبولوجيا القديمة ألامريكي
Frederick E. Grineأن إنسان كسارة البندق (ساللة الحقة) متخصص في
96
ألاطعمة الصلبة مثل املكسرات بينما بشر جنوب إفريقيا تخصص في
ً
استنادا إلى تحليالت نظائر الكربون ألاطعمة اللينة مثل الفاكهة وألاوراق،
كان لديه نظام غذائي شديد التباين يتضمن كمية ماحوظة من نباتات
السافانا مثل :ألاعشاب والبذور والجذور والدرنات ،أو ربما الالفقاريات التي
تأكل العشب والثدييات العاشبة أو الحشرات أو الحيوانات آكلة الاحوم،
معظم الرئيسات ال تأكل نباتات السافانا.
يبدو أن تشريح الوجه لبشر جنوب إفريقيا يقترح تكيفات إلنتاج ضغط
عال على الضواحك ،وهو مفيد في تناول أشياء صغيرة صلبة مثل البذور ٍ
واملكسرات التي تحتاج إلى تكسير ألاسنان ،أو ملعالجة كمية كبيرة من الطعام
في وقت واحد ،ربما تطلب استخدام ألاحجار لكسر املكسرات ،يفتقر بشكل
واضح إلى دليل على وجود تجاويف في ألاسنان ،وقد يشير هذا إلى أنه إما لم
غالبا ألاطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والتي تسبب يستهلك ً
التجاويف مثل الفاكهة والعسل وبعض املكسرات والبذور أو ألاطعمة التي
تستهلك بشكل متكرر والتي تقلل من معدل حدوث التسوس ،ومع ذلك فإن
السن ألايمن الثاني ( )STW 270والناب ألايمن ( )STW 213من نفس الفرد
تظهر آفات متوافقة مع التآكل الحمض ي ،مما يشير إلى أن هذا الفرد كان
يعض بانتظام في ألاطعمة الحمضية ،ويمكن أن تسبب الدرنات نفس
الضرر إذا تم بعض املضغ بواسطة ألاسنان ألامامية.
97
و يترسب الباريوم باستمرار على أسنان الرضع حتى حوالي 1-0أشهر من
شهرا؛ ً
نظرا ألن الباريوم تم الحصول الوالدة ،ثم يتناقص حتى حوالي ً 12
عليه على ألارجح من حليب الثدي ،فمن املحتمل أن يعكس هذا سن
الفطام هذا مشابه لعمر الفطام البشري ،وبعد هذه الفترة ألاولية تتوقف
رواسب الباريوم ثم تعاود العمل بشكل دوري كل عام لعدة سنوات ،في
العينة StS 28حدث هذا كل 1-0أشهر ،وفي عينة ألانياب السفلية StS 51
كل 0-0أشهر ،واستمر هذا ألامر حتى 2-0سنوات من النمو .
يبدو أنهم عاشوا في منطقة هها مجموعة واسعة من البيئات ،في
ستيركفونتاين الخشب ألاحفوري الذي ينتمي إلى نبات ليانا ديشابيتالوم
وهو العضو الحي الوحيد من جنس هذه الشجرة في جنوب إفريقيا هو يتنمي
إلى جفبالر سنمي والذي ينمو في غابات كثيفة ورطبة في العصر الحديث
وتنمو تلك النباتات فقط في الغابات املطيرة في الكونغو ،لذا فإن وجودها
ً
امتدادا لهذه الغابة املطيرة ،وتشير تجمعات قد يعني أن املنطقة كانت
الحياة البرية إلى مزيج من البيئات مثل السافانا الشجرية أو ألاراض ي
أيضا على شجيرة Anastrabe املفتوحة أو ألا اض ي العشبية ،تم العثور ً
ر
،Integerrimaوالتي تنمو اليوم فقط على الساحل جنوب إلافريقي ألاكثر
رطوبة ،وقد يشير هذا إلى أن البيئة قد تلقت مز ًيدا من ألامطار في العصر
البليستوسين ،ربما تكون البيئة قد تميزت بغابات محاطة باألراض ي
أيضا أن منطقة تونج تتميز ببيئة رطبة ومغلقة ،ومن العشبية ،ويبدو ً
ً
املحتمل أنه يفضل ظروفا أكثر برودة من إلانسان الحالي ،حيث ال توجد
98
مواقع لسالالت البشر كانت أقل من 1111متر في الارتفاع في وقت الترسيب،
غالبا ما يسكنون مناطق بمتوسط درجة حرارة نهارية 22 هذا يعني أنهم ً
درجة مئوية وتنخفض إلى 11أو 2درجات مئوية في الليل.
وفي عام 1113درس عالم ألاحافير جنوب إلافريقي تشارلز كيمبرلين برين
بقايا إنسان كسارة البندق ،حيث افترض أن عظام بشر جنوب إفريقيا قد
تراكمت في الكهوف بسبب النشاط الكبير لاحيوانات آكلة الاحوم مما أدى
ً
متأكدا مما إذا كانت هذه الحيوانات املفترسة إلى جر الجثث ،ولم يكن
تبحث عنهم بنشاط وأعادتهم إلى عرين الكهف لتناول الطعام ،أو سكنوا
فترات استراحة أعمق من الكهوف ونصبوا كمي ًنا لهم عندما دخلواً ،
غالبا
ما يحتمي البابون في هذه املنطقة في العصر الحديث في املجاري خاصة في
ليالي الشتاء الباردة.
ً
موسميا من هايفيلد إلى على الرغم من أن Brainاقترح أنهم اهاجرون
ً
بوشفيلد ألاكثر دفئا ،ويأخذ مالجئ الكهوف فقط في الربيع والخريف ،من
املحتمل أن الحفريات من ستيركفونتاين 0قد تراكمت بواسطة القطط
الكبيرة ،على الرغم من أن صيد الضباع وابن آوى قد يكون له دور ً
أيضا،
تشير الخدوش والحفر وعالمات الثقب على طفل تونج املشاههة لتلك التي
ُ
تسببها النسور املتوجة الحديثة إلى أن هذا الشخص قد قتل على يد طائر
جارح .
99
منذ حوالي 2.17مليون سنة قبل وصول إنسان كسارة البندق وإلانسان
املنتصب مباشرة انقرض بشر جنوب إفريقيا ،من املمكن أن تكون جنوب
ً
إفريقيا مالذا لهم حتى بداية التقلبات املناخية الرئيسة ،وربما املنافسة مع
إلانسان وإنسان كسارة البندق .
تم اكتشاف هذا النوع ألول مرة في منطقة تونج جنوب إفريقيا وكانت
العينة ألاولى هي طفل تونغ ،وصفها عالم التشريح Raymond Dartعام
،1120وكانت أول من اكتشف السالالت البشرية ألاولى ،ومع ذلك معظمهم
اعتقدوا أن البشر قد تطوروا خارج إفريقيا بشكل أساس ي بسبب خدعة
الحفرية الانتقالية لرجل بلتداون من بريطانيا ،وكان من غير الواضح كيفية
ترابط بشر جنوب إفريقيا بالسالالت البشرية ألاخرى ،حيث يتم تصنيفها
بشكل مختلف كأسالف لإلنسان وإنسان كسارة البندق ،أو إنسان كسارة
البندق فقط .
في 20نوفمبر 1120تلقى Dartصندوقين ههما أحافير جمعها، D-Braun
الحظ وجود دماغ طبيعي ووجه لجمجمة ألاطفال لاحفرية طفل تونغ والتي
يقدر عمرها بحوالي 2.1مليون عام ،والذي تعرف على الفور على أنها
أحفورة انتقالية بين القردة والبشر وعلى وجه الخصوص ،كان حجم دماغه
ً
صغيرا ولكنه كان كما يتضح من موضع الثقبة الكبيرة أسفل الجمجمة أنه
ذو قدمين ،بالفعل في يناير 1122سميت العينة كجنس ونوع جديد
Australopithecus africanusفي هذا الوقت ،تم تصنيف القردة العليا في
100
عائلة Pongidaeالتي تضم جميع القردة ألاحفورية غير البشرية،
و Hominidaeتشمل البشر وألاسالف ،شعر Dartأن طفل تونج ال يتناسب
مع أي منهما وأقام عائلة جديدة أطلق عليها"Homo-simiadæ" ("man-
)" apesسرعان ما تم التخلي عن اسم العائلة هذا ،واقترح Dart
اسم " "Australopithecidaeفي عام ،1121كلمة africanusهي من أصل
التيني لكلمة "إفريقيا" وتشير إلى القارة التي تم العثور فيها على هذا النوع.
101
1111ولكن لم يتم التعرف عليها من بين العديد من عظام الثدييات
ألاخرى ،وفي عام 1112قامت مبادرة بواسطة Phillip Vallentine Tobias
حيث تم تفجير صخرة كبيرة في الكهف الذي كان يحتوي على تراكم غير
عادي من ألاحافير ،تم أخذ الحفريات التي تم العثور عليها من الكهف وتم
فحصها بدقة من قبل عالم ألانثروبولوجيا القديمة ،Ronald J. Clarke
والعمر التقديري لهذه الحفرية 3.07مليون سنة ،وهي حفرية شبه مكتملة
حيث تم العثور على حوال %11من الهيكل العظمي.
جر – السيدة بليز " Sts
"5؛ وهي عبارة عن
جمجمة ،اكتشفها Robert
John &Broom
،Robinsonفي كهف
جنوب ستيركفونتين
إفريقيا عام ،1107والعمر
التقديري لهذه الحفرية
2.2مليون سنة.
102
د – ستيركفونتين "Sts 10" 10؛ وهي جزء من عظام الحوض،
اكتشفها ،Robert Broom & John Robinsonفي كهف ستيركفونتين جنوب
إفريقيا عام ،1107والعمر التقديري لهذه الحفرية 2.2مليون سنة ،تتكون
العينة من حوض وعمود فقري وجزء من الضلع وعظم الفخذ .تشمل
الخصائص البارزة الشكل الذي يشبه إلانسان بوضوح لشفرات الحوض،
مما يشير إلى نوع من املش ي على قدمين ،كان هذا الاكتشاف هو أول من
أظهر دون أدنى شك املش ي على قدمين قبل إلانسان ،من الغريب أن العينة
تحتوي على ست فقرات قطنية أكثر من معظم البشر املعاصرين فلداهم
خمسة.
103
المراجع
- Dart، R.، 1925. Australopithecus africanus. The man-ape of South Africa. Nature 115، 195-199.
- Berger، L.R.، Clarke، R.J.، 1995. Eagle involvement of the Taung child fauna. Journal of Human
Evolution 29، 275-299.
- Clarke، R.J.، Tobias، P.V.، 1995. Sterkfontein Member 2 foot bones of the oldest South African
hominid. Science 269، 521–524.
- Lacruz، R.S.، Rozzi، F.R، Bromage، T.G.، ، 2005. Dental enamel hypoplasia، age at death، and
weaning in the Taung child. South African Journal of Science 101، 567-569.
- McHenry، H.، 1998. Body proportions in Australopithecus afarensis and A. africanus and the
origin of the genus Homo. Journal of Human Evolution 35، 1-22.
- Scott، R. S.، Ungar، P.S.، Bergstrom، T.S.، Brown، C.A.، Grine، F.E، Teaford، M.F.، Walker، A.،
2005. Dental microwear texture analysis shows within-species diet variability in fossil hominins. Nature
436، 693-695.
- Herries، A. I. R.; Martin، J. M.; et al. (2020). "Contemporaneity of Australopithecus،
Paranthropus، and early Homo erectus in South Africa". Science. 368 (6486): eaaw7293
- Beaudet، A.; Clarke، R. J.; Heaton، J. L. (2020). "The atlas of StW 573 and the late emergence of
human-like head mobility and brain metabolism". Scientific Reports. 10 (4285): 4285
- https://australian.museum/learn/science/human-
evolution/australopithecus-africanus/
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/australopithecus-africanus
104
الفصل الثامن
بشر ديرميدا
Australopithecus deyiremeda
105
عاشت تلك الساللة في منطقة شرق إفريقيا منطقة عفار إثيوبيا منذ
حوالي 3.2مليون سنة ،تتميز تلك الساللة بعظام خده وأسنان خده
الصغيرة املواجهة لألمام ،على الرغم من كونها من السالالت املبكرة فإن
ظهران بعض أوجه التشابه مع تلك املوجودة في ُ
فكي بشر ديريميدا ي ِ
ً
السالالت إلانسانية الالحقة ،حيث كان الفك بارزا إلى حد بزاوية 31درجة
وعظام الوجنة أسفل منطقة العين بارزة إلى ألامام أكثر من معظم عينات
بشر عفار ،وعلى عكس بشرعفار ولكن مثل إنسان كسارة البندق (سالالت
ً
الحقة) فإن جدران أسنان الخد مائلة بدال من الشكل مستقيم ،ألانياب
العلوية أصغر ً
نسبيا من تلك املوجودة في سالالت البشر ألاولى ألاخرى ،لكنها
بخالف ذلك تشبه من الناحية الشكلية تلك املوجودة في بشر توركانا ،تكون
جدا بالنسبة للسالالت البشرية ألاولى ،والضرس أسنان الخدين صغيرة ً
ألاول هو ألاصغر الذي تم إلابالغ عنه ويعود لشخص بالغ ،ومع ذلك كانت
املينا التزال سميكة مثل باقي السالالت البشرية ألاولى ،واملينا على الضرس
جدا وتشبه إلى حد كبير إنسان كسارة البندق ،وعظم الفك الثاني مرتفعة ً
على الرغم من صغر حجمه قوي ويشبه عظم الفك إنسان كسارة البندق،
وبسبب نقص البقايا الحفرية يصعب تقدير حجم املخ ،ولكن يعتقد أنه
مثل باقي السالالت البشرية ألاولى ما بين 221-371سم ،3وأنها أيضا في مثل
حجم بشر عفار .
106
في ع ررام ،2112تم اكتش ر ر ر ر رراف ق رردم جزئي ررة عمره ررا 3.0مليون ع ررام وهي
عينة " "BRT-VP-2/73في منطقة في ورانسررو ميل ،يتباعد بشرردة عن البشررر
املعاص رررين بس رربب وجود إص رربع قدم كبير مثل بش ررر ادري راميدوس وبالتالي
لم يتم تخصر ر رريص ر ر رره ألي نوع ،وعلى الرغم من اكتشر ر رراف املزيد من عناص ر ر ررر
الوجه التشررخيصررية في املنطقة منذ ذلك الحين ،إال أنها غير مرتبطة بشرركل
واضرح بالقدم وتبقى حتى آلان موضع خالف ،ولكن يرجح البعض أنها تعود
لس ر رراللة بش ر ررر
ديرميدا.
تتتميز تلررك
الس ر ر ر ر ر ر ر ر ررالل ر ر ر ر ررة
ب ر رع ر رظ ر ررم ف ر ررك
قر رروي وم ر ري ر رن ر ررا
سر ر ر ررميكة ،بما
يتوافق مع نظرام غرذائي من أطعمرة الس ر ر ر ررافانا القاس ر ر ر ررية وألاطعمة املماثلة
ً
عموما أن الس ر ر ررالالت البش ر ر رررية ألاولى قد عاش ر ر ررت عليها بش ر ر رركل التي ُيعتقد
أساس ي ،يظهر نقص املينا املوجود على القاطع العلوي وألانياب والضاحك
ناتجا عن فترة من س ر ر ر رروء التغذية أو املرض أثناء نمو املينا ألاول ربما يكون ً
في مرحلة الطفولة بينما كانت ألاس ر ر ر ررنان ال تزال تنمو ،وكان بش ر ر ر ررر ديريميدا
على ألارجح يعتمد على أنواع متعددة من ألاطعمة ،وقد يكونون قد أظهروا
تقسرريما جغرافيا مناس رربا؛ نظرا ألنهم يعيش ررون في نفس املنطقة التي يعيش
107
نظرا الختالف ررات ألاس ر ر ر رن رران واملض ر ر ر ررغ فق ررد يكون ل ررداهم فيه ررا بش ر ر ر ررر عف ررارً ،
تفض ر ر ر رريالت مختلفررة في النظررام الغررذائي إال إذا كررانررت هررذه الاختالفررات مجرد
نتاج لالنحراف الجيني ،وربما يكون سراللة بشرر ديريميدا وساللة بشر عفار
ق ررد ش ر ر ر ر ررارك ررا ألاطعم ررة النموذجي ررة عن رردم ررا تكون بكثرة وياج ررآن إلى أطعم ررة
احتياطية مختلفة في أوقات ندرة الغذاء .
ً
ترتبط صر ر ررناعة ألادوات الحجرية " "Lomekwiمن شر ر ررمال كينيا ارتباطا
وثيقا بالس ررالالت البش رررية ألاولى اس ر ً ً
رتنادا إلى جزء الفك العلوي املخص ررص
رادا إلى عظررام الخررد ألامرراميررةلس ر ر ر رراللررة بش ر ر ر ررر كينيررا (س ر ر ر رراللررة الحقررة) اس ر ر ر ررتنر ً
ً
ونظرا ألن هذه امليزات والضررواحك ثالثية الجذور والضرررس ألاول الصررغير،
معروضة ً
أيضا في بشر ديريميدا ،قد اقترح عالم ألانثروبولوجيا فريد صبور
أن بش ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ررر
دي ر ر رررير ر ر رمر ر ر ري ر ر رردا
كانت موجودة
ب ر ررال ر رف ر رع ر ررل فر رري
مر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رروقر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ررع
" "Lomekwianمن حوالي 3.3مليون س ر ر ر رن ررة وهي أق رردم ثق رراف ررة ق ررام هؤالء
البش ر ر ررر بتقطيع قطع من نواة ألاحجار املص ر ر ررنوعة من البازلت والفونواليت
108
ً
عموديا بحجر وهي ص ر ر ررخور بركانية ،وأمس ر ر رركوا القلب بيد واحدة وض ر ر ررربوه
ً
تعقيدا من س ر ر ررلوكيات ص ر ر ررنع ألادوات التي وهي عملية بس ر ر رريطة ولكنها أكثر
يمارسها الرئيسات غير البشرية.
عاشت ساللة بشر ديريميدا في بيئة تتميز باملراعي املفتوحة والغابات على
ضفاف البحيرة أو النهر ،ويعتقد العلماء أن البقايا كانت مميزة بدرجة كافية
عن بشر عفار واملعروفة لضمان التمييز بين ألانواع ،اشتق اسم
deyiremedaمن لغة عافار املحلية والتي تعني :قريب؛ ألن املكتشفين عثروا
جدا واعتبروا ساللة بشر ديريميدا على أنها مرتبطة عليه في وقت مبكر ً
ً ً
ارتباطا وثيقا بسالالت البشر الالحقة ،ومع ذلك على الرغم من أن
الخصائص املميزة املقترحة ذات داللة إحصائية على ما يبدو ،وبالنظر إلى
قلة عينات بشر ديريميدا املوجودة فمن غير الواضح ما إذا كان هذا يتطلب
تمييزا للسالالت أو ما إذا كانت هذه العينات تضيف ببساطة إلى ً بالفعل
النطاق الطبيعي للتباين بين أفراد سالالت بشر عفار ،وإذا كانت سالالت
مستقلة فقد يشير إلى أن بعض عينات بشر عفار مصنفة ً
حاليا خاطئة ،تم
اقتراح ساللة بشر ديريميدا ألول مرة في عام 2112من قبل عالم
ً
استنادا إلى ألانثروبولوجيا إلاثيوبي Yohannes Haile-Selassieوزمالئه
أحافير عظم الفك من مناطق بورتيلي وويتاليتا في ورانسو ميل منطقة عفار
إثيوبيا ،و Yohannes Haile-Selassieوزمالئه أنه على الرغم من أنه يشترك
في العديد من أوجه التشابه مع إنسان كسارة البندق (جنس الحق) ،إال أنه
109
ً ً ً
ربما لم يكن مرتبطا ارتباطا وثيقا؛ ألنه يفتقر إلى ألاضراس املتضخمة التي
َّ
تميز هها إنسان كسارة البدنق.
ت ر ر ررم الر ر رعر ر رث ر ررور عر ر رل ر ررى
العينر ررات ألاحفورير ررة من
سر رراللة بشر ررر ديريميدا في
منطقة دراس ر ررة مشر ر ررروع
وورانس ر ر ر ررو-مي ررل لألح ررافير
الواقعة في وسط منطقة
ع ر رراف ر ررار وعثر على الف ر ررك
العلوي والفررك الس ر ر ر ررفلي
مع ألاسررنان املكتشررفة في
مارس ،2111فوق سطح طيني.
110
المراجع
- Spoor، F.; Leakey، M. G.; O'Higgins، P. (2016). "Middle Pliocene hominin diversity:
Australopithecus deyiremeda and Kenyanthropus platyops". Philosophical Transactions of the
Royal Society B. 371 (1698).
- Haile-Selassie، Y.; Gilbert، L.; Melillo، S. M.; et al. (2015). "New species from Ethiopia
further expands Middle Pliocene hominin diversity" Nature. 521 (14448): 483–488
- Sperber، G. H. (2015). "Teeth، Genes، and Genealogy" Quintessence International. 46
(9): 747–749.
- Harmand، S.; et al. (2015). "3.3-million-year-old stone tools from Lomekwi 3، West
Turkana، Kenya". Nature. 521 (7552): 310–315.
- Curran، S. C.; Haile-Selassie، Y. (2016). "Paleoecological reconstruction of hominin-
bearing middle Pliocene localities at Woranso-Mille، Ethiopia". Journal of Human Evolution. 96:
97–112.
- Haile-Selassie، Yohannes; Gibert، Luis; Melillo، Stephanie M.; Ryan، Timothy M.;
Alene، Mulugeta; Deino، Alan; Levin، Naomi E.; Scott، Gary; Saylor، Beverly Z. (2015). "New
species from Ethiopia further expands Middle Pliocene hominin diversity" Nature. 521 (7553):
483–488.
- Haile-Selassie، Y.; Melillo، S. M.; Su، D. F. (2016). "The Pliocene hominin diversity
conundrum: Do more fossils mean less clarity?". Proceedings of the National Academy of
Sciences. 113 (23): 6364–6371
- Haile-Selassie، Y. (2012). "A new hominin foot from Ethiopia shows multiple Pliocene
bipedal adaptations". Nature. 483 (7391): 565–570.
- Spoor، Fred (2015). "Palaeoanthropology: The middle Pliocene gets crowded".
Nature. 521 (7553): 432–433.
- Lombard، M.; Högberg، A.; Haidle، M. N. (2018). "Cognition: From Capuchin Rock
Pounding to Lomekwian Flake Production". Cambridge Archaeological Journal. 29 (2): 201–
231.
111
الفصل التاسع
بشر بحر الغزال
Australopithecus bahrelghazali
112
عاشت تلك الساللة في منطقة كورو تورو – بحر الغزال تشاد منذ حوالي
3.2مليون سنة ،ال تتوافر بقايا كثيرة لتلك الساللة فتم التعرف عليها من
خالل ثالثة أجزاء من عظام الفك وضاحك معزول ،ويعتقد أن تلك الساللة
مشتقة من بشر عفار ،يمتلك أنياب كبيرة تشبه القواطع والحلق عرض ًيا
ضعيفا وطبقة املينا رقيقة ،سجل Brunetوزمالؤه وجود 3جذور ً ً
متطورا
أسنان مميزة كخاصية مميزة ،ولكن تم وصف الضاحك الثالث لعينة "LH-
"24أنه من ساللة بشر عفار من إثيوبيا ،وفي عام 2111على أن ساللة
ً بشر بحر الغزال تحتوي على نفس امليزة أيضا ،الذقن العمودي ً
نسبيا مقارنة
بالسالالت البشرية ألاخرى (على الرغم من أنها ال تزال تنحسر).
وبسبب نقص بقايا الجمجمة يجعل تقديرات حجم الدماغ صعبة ،لكن
أوجه التشابه في مالمح الفك وألاسنان مع ساللة بشر عفار تشير إلى أن
الدماغ سيكون في نفس نطاق الحجم 221-371 ،سم مكعب ،كما أيضا
النقص في البقايا العظمية لاجسم بشكل عام ولكن يقترح أنه أيضا مشابه
أيضا إلى بشر عفار .
ال يوجد دليل على أي سمات ثقافية محددة ،لكنها ربما تكون قد
تصرفت بطريقة مشاههة السالالت البشرية ألاخرى التي تعيش في إفريقيا في
نفس الوقت ،من املحتمل أنها استخدمت أدوات بسيطة تضمنت العص ي
وغيرها من املواد النباتية غير املتينة املوجودة في املناطق املحيطة مباشرة،
113
أيضا كأدوات ولكن ال يوجد دليل على أن وربما تم استخدام ألاحجار ً
الحجارة قد تم تشكيلها أو تعديلها بأي شكل من ألاشكال ،ويبدو من املرجح
أنهم عاشوا في مجموعات اجتماعية صغيرة تحتوي على خليط من الذكور
وإلاناث وألاطفال والبالغين ،عاشت العينات في بيئة عشبية على ضفاف
ً
مشاهها لدلتا أوكافانغو الحديثة. البحيرة مع غطاء شجري متناثر ،ربما يكون
يشير تحليل نظائر الكربون إلى نظام غذائي يتكون في الغالب من أغذية
السافانا ألاعشاب والبردي والدرنات والجذور والفاكهة والزهور والحشرات،
ويشير هذا إلى أنهم مثل السالالت البشرية املعاصرة لها والتالية أيضا،
فكانوا قادرين على استغالل أي طعام كان ً
وفيرا في بيئته ،ويفتقرون إلى
نظرا ألن ألاسنان ليست عريضة فال يمكنالتخصصات في النظام الغذائي ً
أن تمضغ كميات كبيرة من الطعام ،وألن املينا قيقة ً
جدا لم تكن ألاسنان ر
قادرة على تحمل ألاطعمة القاسية ،ولم يتم إنجاز سوى القليل من العمل
إلعادة بناء نظامها الغذائي بالتفصيل ،ومع ذلك فمن املحتمل أنها كانت
تأكل في الغالب النباتات وربما تكون قد استكملت بكميات صغيرة من
الاحوم.
في عام 1112تم اكتشاف عينتين في كورو تورو بحر الغزال تشاد من
قبل البعثة الفرنسية التشادية لألنثروبولوجيا القديمة ،وذكرها عالم
الحفريات الفرنس ي Michel Brunetوالجغرافي الفرنس ي Alain Beauvilain
وعالم ألانثروبولوجيا الفرنس ي Yves Coppensوعالم الحفريات الفرنس ي
114
Emile Heintzوعالم الجيوكيميائيات التشادي Aladji Hamit Elimi Ali
Moutayeوعالم الحفريات إلانثروبولوجيا البريطاني ،David Pilbeam
ً
تقريبا من 3.2إلى 3ماليين ً
وبناء على مجموعة الحياة البرية تم تأريخ البقايا
سنة ،وقد تسبب هذا في قيام الواصفين بتعيين الحفريات بشكل مبدئي إلى
ساللة بشر عفار ،والتي سكنت إثيوبيا خالل تلك الفترة الزمنية باستثناء
ً
املقارنات التشريحية ألاكثر تفصيال ،وفي عام 1110قاموا بتخصيصه
لساللة جديدة باسم ، Australopithecus bahrelghazaliوتم تسمية
هذه الساللة باسم املنطقة املكتشفة هها.
كانت ساللة بشر بحر الغزال هي الوحيدة التي تم تصنيفها تحت "
" Australopithecusفي منطقة وسط إفريقيا ،فباقي السالالت املعرفة حتى
آلان تتواجد في منطقة شرق وجنوب إفريقيا ،وههذا يكمن دحض الفكرة
السابقة القائلة بأنها كانت مقتصرة على الفرع الشرقي من صدع شرق
إفريقيا ،يقع كورو تورو على بعد حوالي 2211كيلومتر من الوادي املتصدع،
وتشير البقايا إلى أن السالالت البشرية كانت موزعة على نطاق واسع في
مناطق ألاراض ي العشبية والغابات في شرق ووسط إفريقيا ،وفي عام 2110
تم إلابالغ عن أول بقايا بشرية في الفرع الغربي من صدع شرق إفريقيا في
إيشانجو جمهورية الكونغو الديمقراطية.
115
بقايا من حفرية KT-12 / H1
117
الفصل العاشر
بشر كينيا
Kenyanthropus platyops
118
عاشت تلك الساللة أيضا في لوميكوي على بحيرة توركانا كينيا منذ حولي
3.3مليون سنة ،يعتقد أن تلك الساللة مشتقة من ساللة بشر عفار ،كما
يعتقد أيضا أن ساللة إنسان رودلف (ساللة الحقة) اشتقت من ساللة
بشر كينيا ولكن لم يتم تأكيد هذا حتى آلان.
كانت العينة " "KNM-WT 40000هي العينة التي بني عليها العلماء
الوصف والتسمية الخاصة ههذه الساللة ،تفيد حفريات بشر كينيا بأن
البشر كانوا متنوعين تصنيفيا خالل العصور ألاولى ،أعاد اكتشاف هذه
الحفرية تأريخ بعض الفكوك غير البارزة إلى أزمنة أقدم مما كان ُيعتقد
ً
سابقا ،كان التركيب الوجهي لبشر كينيا وصفاته املشتقة مختلفا ً
تماما عن
ً
تقريبا السالالت ألاخرى ،حيث شمل الاختالف كل السمات الجمجمية
يتشابه مع التركيب الجمجمي لبشر كينيا في بعض التشاههات مع السالالت
السابقة ،مثل حجم الدماغ وأجزاء من املناطق ألانفية والصدغية لكن
الاختالفات تفوق التشاههات ً
كثيرا مما يدعم أنها ساللة جديدة ،وألنها كانت
ً
ضروسا أصغر في الزمن الذي تواجدت به ،كما تمتلك وجها مسطحا تمتلك
نسبيا ،ولداها عظام الخد طويلة وشديدة الانحدار ،وفتحت ألانف صغيرة
نسبيا وألانف أيضا طويلة نسبيا ،وحجم الدماغ ليس من السهل حسابه
بسبب التشوه في الجمجمة ،ولكن من املحتمل أن يكون 002سم مكعب .
119
إن موقع لوميكوي اكتشف به أول صناعة لألدوات الحجرية ،التي تتميز
باإلنتاج البدائي لألدوات البسيطة .ربما تم تصنيعها بواسطة ساللة بشر
كينيا أيضا ،وكانوا يستخدمون الصخور البركانية التي تم جمعها ،يبدو أن
إنسان كينيا قد عاش في بيئة على ضفاف البحيرة أو السهول الفيضية التي
تتميز بالغابات وألاراض ي العشبية ،كما تعايش مع سالالت أخرى.
في أغسطس 1111اكتشف الفني امليداني Blasto Onyangoأحد أشباه
الفك العلوي ألايسر الجزئي من الفك العلوي عينة "،"KNM-WT 38350
في موقع حفر لوميكوي على ضفاف بحيرة توركانا كينيا ،تحت إشراف علماء
ألانثروبولوجيا القديمة ،Louise & Meave Leakeyوفي أغسطس 1111في
موقع لوميكوي اكتشف مساعد البحث Justus Erusجمجمة ذات وجه
مسطح بشكل غير معهود وهي عينة " "KNM-WT 40000وكشف املسح
ً
امليداني الحقا عن 30عينة أخرى ،لكن فريق البحث لم يتمكن من تحديد
ما إذا كان يمكن وضعها في نفس السالالت مثل ّ
العينتين السابقتين أم أنه
كانت هناك أنواع متعددة موجودة في املوقع.
وفي عررام 2111قررام Meave Leakeyوزمالؤه بتعيين بقررايررا لوميكوي إلى
ساللة جديدة ،أطلق عليها Kenyanthropus ،Kenyanthropus platyops
ترعرنري "رج ر ررل مرن كيني ر ررا" ،في حين أن اس ر ر ر ررم النوع platyopsمش ر ر ر ررتق من
الركرلرم ر ررات الريرون ر ررانري ر ررة " "platusالرتي تعني "مس ر ر ر ررطح" و" "opsisالتي تعني
الوجه .ومن هنا الاسم يعني" :الرجل املسطح الوجه من كينيا" .
120
أشهر الحفريات لهذه الساللة هي حفرية غرب توركانا KNM-" 0111
،"WT 40000وتم العثور على الجمجمة الكاملة في قطعتين ،مع فصل املخ
عن الوجه ،اكتشفها ،Justus Erus & Meave Leakeyفي منطقة لوميكوي
– غرب توركانا –
كينيا ،في عام ،1111
والعمر التقديري لهذه
الحفرية 3.2مليون
سنة.
121
المراجع
- Leakey، M.G.، Spoor، F.، Brown، F.H.، Gathogo، P.N.، Kiarie، C.، Leakey، L.N.،
McDougall، I.، 2001. New hominin genus from eastern Africa shows diverse middle
Pliocene lineages. Nature 410، 433-440.
- Lieberman، D.E.، 2001. Another face in our family tree. Nature 410، 419-420.
- Schwartz، J.H.، White، T.D.، 2003. Another perspective on hominid diversity.
Science 301، 763-764.
- White، T.D.، 2003. Paleoanthropology: Early hominids - Diversity or
distortion? Science 299، 1994.
- Gunz، P.; Neubauer، S.; Falk، D.; et al. (2020). "Australopithecus afarensis
endocasts suggest ape-like brain organization and prolonged brain growth". Science
Advances. 6 (14): eaaz4729.
- Harmand، S.; et al. (2015). "3.3-million-year-old stone tools from Lomekwi 3،
West Turkana، Kenya". Nature. 521 (7552): 310–315.
- Tattersall، I. (2017). "Species، genera، and phylogenetic structure in the
human fossil record: a modest proposal". Evolutionary Anthropology: Issues، News،
and Reviews. 26 (3): 116–118.
- https://australian.museum/learn/science/human-
evolution/kenyanthropus-platyops/
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/kenyanthropus-platyops
122
الفصل الحادي عشر
بشر جارهي
Australopithecus garhi
123
عاشت تلك الساللة في منطقة عفار بإثيوبيا منذ حوالي 2.0مليون سنة،
قدر حجم دماغ يبلغ 021سم مكعب ،وكان لداهم قمة سهمية تعمل على
ً
طول خط الوسط لاجمجمة ،والفك كان بارزا وألاضراس والضواحك كبيرة
ً
نسبيا ،وقد تكيف القدم على املش ي بقدمين باإلضافة إلى إلامساك أثناء
التسلق ،وبالرغم من عدم وضوح ما إذا كانت الذكور أكبر من إلاناث في
الحجم ،ولكن ُيفترض أن الطول بلغ حوالي 101سم.
كان بشر جارهي مثل سالالت بشر عفار يمتلك نسبة عظام تشبه إلانسان
املعاصر ،تعتبر عينة العضد " "BOU-VP-35/1أكبر بشكل ماحوظ من
عظم العضد لعينة " ،"BOU-VP-12/1والتي يمكن أن تشير إلى ازدواج
الشكل الجنس ي لاحجم كانت الذكور أكبر من إلاناث بدرجة مماثلة ملا هو
ً
مفترض في بشر عفار ،لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا ال يمثل اختالفا
ً
طبيعيا في الحجم من نفس الساللة؛ ألن هذا يعتمد على عينتين فقط ،ومع
ذلك على أساس الحجم على التباين ،وتعتبر العينة ""BOU-VP-12/130
ً
ذكرا والعينة " "BOU-VP-17/1أنثى ،يبلغ حجم السالالت البشرية املعاصرة
ً
تقريبا بنفس الحجم. لهم
ُيعتقد أن السالالت البشرية ألاولى كانت تتمتع بمعدالت نمو سريعة
ويفتقر إلى الطفولة املمتدة النموذجية لإلنسان الحديث ،ومع ذلك فإن
أرجل بشر جارهي ممدودة على عكس تلك املوجودة في السالالت السابقة،
124
تنمو تلك ألاطراف املمدودة أثناء طفرة نمو املراهقين املتأخرة ،وهذا قد
يعني أن ساللة جارهي باملقارنة مع السالالت ألاخرى كان لديه معدل نمو
إجمالي أبطأ أو معدل نمو أسرع للساق.
ُ
ف ِ ّسرت ألاسنان الكبيرة للسالالت البشرية على أنها تكيفات مع نظام
ً
غذائي من ألاطعمة الصلبة ،ولكن ألاسنان القوية قد تؤدي بدال من ذلك
وظيفة مهمة فقط خالل ألاوقات الحرجة بالنسبة لألطعمة الاحتياطية
الصعبة ،وهذا يعني أن تشريح ألاسنان قد ال يصور بدقة النظام الغذائي
العادي للسالالت البشرية ألاولى بل النظام الغذائي غير الطبيعي في أوقات
املجاعة.
من افترض أن البشر قد تمكنوا من امتالك أدوات واستخدموها قبل
إلانسان ،وكانت تلك يستخدمها في الذبح ويمكن اعتباره من بين مجموعة
متزايدة من ألادلة على صناعات ألادوات الحجرية قبل إلانسان ،وربما
ً
استطاع بشر جارهي صناعة ألادوات ألاولدوانية التي كان ُينظر إليها سابقا
على أنها قد اخترعها إلانسان العامل (جنس الحق) ،على الرغم من أن هذا
ربما تم إنتاجه بواسطة السالالت إلانسانية.
وعلى الرغم من أنه لم يتم العثور على بقايا بشر جارهي مع أي أدوات،
فإن عظام الثدييات املرتبطة ببقايا بشر جارهي تظهر عالمات القطع والقرع
املصنوعة من ألادوات الحجرية ،فالفك السفلي ألايسر من بقرة الثيتالوات
مع ثالث عالمات قطع متتالية ُويفترض أنه تم أثناء إزالة اللسان والساق
125
هها عالمات قطع وندوب أثرية من حجر املطرقة والتي ُيحتمل أن تحدث
عند حصاد النخاع العظمي ،وأيضا عظام حصان الهيباريون ()Hipparion
مع عالمات قطع متوافقة مع التقطيع ،وبالنسبة لسبب عدم وجود ألادوات
الحجرية؛ ألن منطقة هاتايا كانت على ألارجح عبارة عن هامش بحيرة عشبية
بال مالمح مع وجود القليل من املواد الخام لصنع ألادوات الحجرية ،فمن
املحتمل أن هؤالء البشر كانوا يصنعون ويحملون ألادوات ببعض الطرق
معهم إلى مواقع الذبح ،عازمين الستخدامها عدة مرات قبل التخلص منها،
ً
وكان يعتقد سابقا أن إلانسان هو الوحيد الذي يمكنه تصنيع ألادوات ولكن
أيضا أن البشر ألاوائل لم يصنعوا أدوات واستخدموا ببساطة من املمكن ً
الصخور الحادة بشكل طبيعي ،وفي موقع غونا القريب من منطقة هاتايا
حيث توجد وفرة من املواد الخام ،تم استرداد العديد من ألادوات
ألاولدوانية ما بين عامي 1112إلى ،1110تعود ألادوات إلى حوالي 2.2-2.0
مليون سنة أقدم دليل على التصنيع في ذلك الوقت ،وبما أن بشر جارهي
كان الساللة الوحيدة الذي تم تحديدها في املنطقة املجاورة في ذلك الوقت
فقد كانت هذه الساللة هي املرشحة ،ومع ذلك في عام 2112تم اكتشاف
أقدم بقايا إلانسان العامل أو املاهر ،ويرجع تاريخها إلى 2.72 - 2.1مليون
سنة ،وتم العثور على املزيد من ألادوات الحجرية في عام 2111يرجع
تاريخها إلى حوالي 2.0مليون سنة.
يمكن أن يكون اختراع ألادوات ألاولدوانية حادة الحواف في الواقع
بسبب تكيفات معينة مميزة من إلانسان ألاول ،ومع ذلك فقد ارتبطت
126
السالالت البشرية ألاخرى بتصنيع ألادوات الحجرية ،مثل اكتشاف عام
2111لعالمات القطع التي يرجع تاريخها إلى 3.0مليون سنة إلى بشر كينيا.
وتم وصف البقايا ألاولى في عام ً 1111
بناء على العديد من العناصر
الهيكلية التي تم اكتشافها ،وتم تصنيفها من قبل علماء ألانثروبولوجيا
القديمة Bruce & Owen Lovejoy & Tim D. White & Berhane Asfaw
ً
استنادا إلى الحفريات ،Gen Suwa & Scott Simpson & Latimer
املكتشفة .بشر جارهي كان ُيعتبر في
ألاصل أنه سلف مباشر لإلنسان
الحديث ولكن ُيعتقد آلان أنه كان
فرعا مثل غيره من السالالت ً
البشرية ألاخرى.
-حر ر ر ر رف ر ر ر ررري ر ر ر ررة "BOU-VP-31
"12/1؛ وه ر رري عر ر رب ر ررارة ع ر ررن بر ر رق ر رراي ر ررا
جمجمرة ،اكتش ر ر ر ررفهرا فريق بقيرادة ،Berhane Asfawفي منطقة بوري وادي
ألاواش الوس ر ر ر ررطى إثيوبيررا ،في عررام ،1111والعمر التقررديري لهررذه الحفريررة
2.2مليون سنة.
127
-حفرية " "BOU-VP-12/1 ،BOU-VP-11/1؛ وهي عبارة عن بقايا
هيكل عظمي جزئي ،اكتشفها ،white & T. Assebeworkفي ألاواش
الوسطى
إثيوبيا ،في عام
،1110والعمر
التقديري لهذه
الحفرية 2.2
مليون سنة.
128
المراجع
- Asfaw، B.، White، T.، Lovejoy، O.، Latimer، B.، Simpson، S.، Suwa،
G.، 1999. Australopithecus garhi: a new species of early hominid from
Ethiopia. Science 284، 629-635.
- De Heinzelin، J; Clark، JD; White، T; Hart، W; Renne، P;
Woldegabriel، G; Beyene، Y; Vrba، E (1999). ‘Environment and behavior of
2.5-million-year-old Bouri hominids’. Science. 284 (5414): 625–9
- Villmoare، B.; Kimbel، W. H.; Seyoum، C.; et al. (2015). "Early Homo
at 2.8 Ma from Ledi-Geraru، Afar، Ethiopia". Science. 347 (6228): 1352–
1355.
- Harmon، E. H. (2013). "Age and Sex Differences in the Locomotor
Skeleton of Australopithecus". The Paleobiology of Australopithecus.
Vertebrate Paleobiology and Paleoanthropology. Springer Science and
Business Media. pp. 263– 272.
- Braun، D. R.; Aldeias، V.; Archer، W.; et al. (2019). "Earliest known
Oldowan artifacts at >2.58 Ma from Ledi-Geraru، Ethiopia، highlight early
technological diversity". Proceedings of the National Academy of Sciences.
116 (24): 11712–11717.
- https://australian.museum/learn/science/human-
evolution/australopithecus-garhi/
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/australopithecus-garhi
129
الفصل الثاني عشر
بشر سيديبا
Australopithecus sediba
130
عاشت تلك الساللة منذ حوالي 1.1مليون سنة في جنوب إفريقيا ،على
الرغم من أن تلك الساللة ظهرت في وقت متأخر زمنيا ،إال أنها تتوافق
تشريحيا مع السالالت البشرية ألاولى ،وهذا بسبب الاستمرارية الطويلة
لبشر جنوب إفريقيا ،فساللة بشر سيديبا تنحدر من ساللة بشر جنوب
إفريقيا ،كان متوسط حجم دماغ حوالي 001-021سم مكعب ،وباستخدام
الاتجاهات التي لوحظت في الرئيسات الحديثة بين حجم دماغ البالغين
وحديثي الوالدة ،قد يكون حجم دماغ حديثي الوالدة 211-123سم مكعب.
يبدو أن تكوين الدماغ كان في الغالب شبيها بالساللة البشرية ألاولى
ولكن يبدو أن القشرة الحجاجية ألامامية كانت أكثر ً
شبها باإلنسان وأشكال
نصفي الدماغ ألايمن وألايسر غير متساوية كما هو الحال في إلانسان،
ً
تشاهها مع ساللة وبشكل عام فإن تشريح جمجمة بشر سيديبا هو ألاكثر
بشر جنوب إفريقيا ،ومع ذلك تحتوي الحفرية " "MH1على قحف أصغر
ً ً
عرضيا وجدران رأسية أكثر ميال وخطوط زمنية متباعدة وقبو قحفي أوسع
وعلى نطاق أوسع يشبه إلى حد كبير إلانسان.
وضوحا والوجه ال يبرز ً
بعيدا وهناك ذقن ً تكون حافة الحاجب أقل
أيضا في بعض جماجم بشر طفيف ،ومع ذلك توجد مثل هذه الخصائص ً
جنوب إفريقيا مثل العينة " ، "Sterkfontein 4والتي يعتقد Rak&Kimbel
أنها يمكن أن تشير إلى أن هذه السمات الشبيهة باإلنسان قد فقدت في
131
النضج ً
أيضا ،إذا تم قياس ألانف باستخدام العمود الفقري ألانفي ألامامي
ً
بدال من قاعدة ألانف ذاتها ،فإن ألانف في " "MH1يقع في نطاق ساللة بشر
جنوب إفريقيا.
ألاسنان صغيرة ً
جدا بالنسبة للسالالت البشرية ألاولى وهي في نطاق أكبر
من تلك الخاصة باإلنسان املبكر ،ومع ذلك على عكس إلانسان يزداد حجم
يجيا باتجاه مؤخرة الفم على عكس الضرس الثاني هو ألاكبر ألاضراس تدر ً
وتكون ألاسنان متقاربة مع بعضها البعض ،شكل الشريط الذي يربط الفك
تماما بين الحفريتين الرئيستين لهذا ً السفلي بالجمجمة مختلف
النوع" ،"MH2-MH1فإن MH1أطول وأعرض ويكون الحد ألامامي
ً
تقريبا ،على عكس الحدود غير املتوازية في ""MH2 عموديا ومتوازًيا
ً والخلفي
بحد أمامي مقعر ،وباملقارنة مع ألانماط التي شوهدت في القردة العليا
الحديثة ،فإن هذه الاختالفات املاحوظة تتجاوز ما يمكن توقعه إذا كان من
املمكن تفسيرها على أنها ثنائية الشكل الجنسية أو حالة ألاحداث في MH1
نوعا شديد التباين بين أحجام من الناحية الهيكلية قد يكون بشر سيديبا ً
الجنسين.
ً
تقريبا حوالي 30-31كجم ،كان تم تقدير MH1و MH2بنفس الحجم
طول MH1حوالي 131سم وبحساب معدل النمو ربما وصل MH1إلى
حوالي ٪ 12من حجم البالغين ،وهذا ما يعني أن يتراوح طول البالغين بين
ً
تقريبا ،ويتشابه مع غيره من السالالت ألاولى إال أن شفرة 120-121سم
132
الكتف لها حدود إبطية متطورة ،والحديبة املخروطية (مهمة في ربط
جيدا ،وتشير أنماط تندب ً العضالت حول مفصل الكتف) محددة
العضالت على الترقوة إلى نطاق حركة يشبه إلانسان ،تتميز اليد ً
أيضا بإههام
نسبيا وأصابع قصيرة مثل إلانسان ،مما قد يشير إلى قبضة دقيقة ً طويل
مهمة في إنشاء واستخدام ألادوات الحجرية املعقدة ،وتشير مفاصل الكاحل
والركبة والورك مثلها مثل السالالت البشرية ألاخرى إلى اعتياد املش ي على
تماما تلك املوجودة في ساللة بشر عفار، قدمين ،تشبه عظام الساق ً
والكاحل في الغالب يشبه إلانسان وربما يشبه وتر العرقوب البشري.
و هناك جدل حول ما إذا كان لدى سيديبا قوس قدم شبيه بالبشر،
ً
يميل عظم الكعب بزاوية 02درجة ويكون مائال بشكل ماحوظ من ألامام
إلى الخلف ،تفتقر القدم إلى الحديبة ألاخمصية الجانبية (والتي تسبب قوى
التبديد عندما يضرب الكعب ألارض في مشية بشرية طبيعية) التي تظهر
عند إلانسان والبشر ألاوائل ،أثناء املش ي قد يكون سيديبا قد أظهر فرطا
في مفصل الكاحل مما تسبب في نقل الوزن بشكل مبالغ فيه إلى الداخل
أثناء مرحلة الوقوف ،بالنسبة لإلنسان الحديث تنقلب القدم بشدة أثناء
ً
مرحلة التأرجح ،ويتم الاتصال باألرض أوال من خالل الحد الخارجي للقدم
عال يدور الساق بالكامل إلى الداخل ،وباملثل
مما يتسبب في عزم دوران ٍ
فإن املرفقات الخاصة بعظم الفخذ املستقيمة والعضلة في سيديبا.
133
يعتبر هذا النمط من املش ي غير مناسب لتشريح إلانسان الحديث ،لم
يتم التعرف على املشية شديدة النبض ومجموعة التكيفات ذات الصلة في
أشباه البشر آلاخرين ،ومن غير الواضح سبب تطوير سيديبا لذلك ،وقد
يكون منطقة أوسط القدم متحركة ومفيدة أيضا في سلوك التسلق
املكثف ،لذلك قد يكون فرط التأرجح بمثابة حل وسط بين اعتياد املش ي
على قدمين وألاشجار .
وتقدم الصفيحة اليمنى للفقرة الصدرية السادسة من حفرية ""MH1
ً ً ً
حميدا ،وكانت ال تزال عظميا ور ًما مخترقا في العظام ،وربما يكون ور ًما
نشطة وقت الوفاة ولم تخترق القناة العصبية ،لذا من املحتمل أنها لم
تسبب أي مضاعفات عصبية ،وال يوجد دليل على انحناء غير طبيعي للعمود
الفقري قد يكون قد أثر على الحركة "MH1" ،لديه أول حالة تم تشخيصها
لسرطان أشباه البشر على الرغم من أن ألاورام نادرة في سجل أحافير أشباه
البشر ،ويرجع ذلك على ألارجح إلى انخفاض معدل إلاصابة بشكل عام لدى
الرئيسات ،من املحتمل أن يكون ألشباه البشر ألاوائل نفس معدالت
إلاصابة مثل الرئيسات الحديثة ،يطور MH1الحدث الورم العظمي بما
يتوافق مع الاتجاه العام ألورام العظام التي تحدث ً
غالبا في ألافراد ألاصغر
سنا.
ُيظهر تحليل بقايا النباتات املجهرية من أسنان العينات وتحليل نظائر
ً
تقريبا على غذائيا مكونا من نباتات غابات بشكل أساس يً ً
نظاما الكربون
134
الرغم من التوافر الواسع املفترض للنباتات بيئة السافانا ،وتم الحصول
على نباتات نباتية أخرى من الفاكهة وألاوراق والخشب أو الاحاء ،على
الرغم من أن القرود تأكل الاحاء بشكل شائع الحتوائه على نسبة عالية من
البروتين والسكر ،إال أنه ال يوجد من البشر آلاخرين يستهلكون الاحاء
بانتظام ،يشير تحليل الفحص الدقيق لألسنان باملثل إلى أن اثنين من بشر
سيديبا أكال أطعمة صلبة ،ومع ذلك ال يبدو أن الفك قد تكيف بشكل جيد
مما قد يشير إلى أن بشر سيديبا لم يكونوا لداهم قدرات كبيرة على معالجة
ألاطعمة ،يتوافق تفسير سيديبا على أنه عشب عام لنباتات الغابات مع
كونها شجرية ً
جزئيا على ألاقل.
قد يكون مثل هذا النظام الغذائي الواسع قد سمح لهم بأن تشغل
نطاقات منزلية أصغر ،حيث كان سيديبا قاد ًرا على الاعتماد على الاحاء
وألاطعمة ألاخرى املقاومة للكسر .
سميا ساللة سيديبا كساللة في عام ،2111وصف Leeوزمالؤه ر ً
مستقلة ،واسم سيديبا يعني :نافورة أو نبع في لغة السيسوتو املحلية؛ ألن
لدى سيديبا العديد من السمات املشتركة مع إلانسان العامل وإلانسان
املنتصب (جنس الحق) ،وال سيما في الحوض والساقين.
افترض الواصفون أن سيديبا كانت أحفورة انتقالية بين السالالت
البشرية ألاولى وإلانسان ،كما توحي سمات ألاسنان بوجود عالقة وثيقة
بينهما ،ومع ذلك تم العثور على العينات في وحدة طبقية يرجع تاريخها إلى
135
1.71-1.12مليون سنة ،في حين أن أقدم حفريات إلانسان في ذلك الوقت
يرجع تاريخها إلى 2.33مليون سنة ،وأقدم عينة من إلانسان البشري هي
LD 350-1ويرجع تاريخها إلى 2.72 - 2.1مليون سنة مضت في إثيوبيا،
أيضا أن سيديباللتوفيق بين التناقض في التوا يخ افترض الواصفون ً
ر
تطورت من مجموعة من بشر جنوب إفريقيا ،وأن إلانسان انفصل عن
سيديبا في وقت ما بعد ذلك ،وهناك أيضا من يعتبر أن سيديبا نوعا فرعيا
من ساللة بشر جنوب إفريقيا ال عالقة له باإلنسان ،مما يعني أن الصفات
الشبيهة باإلنسان تطورت بشكل مستقل في سيديبا ،والسجل ألاحفوري
لإلنسان املبكر غير معروف بشكل جيد ويعتمد إلى حد كبير على بقايا مجزأة،
ً
مما يجعل املقارنات التشريحية املقنعة صعبة وأحيانا غير مجدية.
لقد تم العثور على حفريات هذه الساللة في كهف ماالبا وهذا ما يدلنا
على التنوع البيئي التي كان يعيش فيها سيديبا ،تتكون شبكات الكهوف حول
ماالبا من فتحات كهف طويلة ومترابطة ضمن مساحة 21111م 2ربما كان
موقع ماالبا قاعدة نظام كهف بعمق ً 31
مترا على ألاكثر ،وهذا يمكن أن
يشير إلى أن كهف ماالبا كان بمثابة مصيدة للموت ،مع فتحات كهف غير
واضحة على السطح ،ربما تم إغراء الحيوانات برائحة املاء املنبعث من
املنجم ،والحيوانات آكلة الاحوم لرائحة الحيوانات امليتة ،تم اكتشاف
مجموعة 211من ألاحافير غير البشرية إلى جانب البشر في عام ،2111
وألاصناف التي تم تحديدها من هذه البقايا هي القط السابر ذو ألاسنان
املفترسة والنمر والقط البري إلافريقي والقط ذو ألارجل السوداء والضبع
136
البني والثعلب والنمس وكلب بري إفريقي وحصان وخنزير ونبتة كليبس
ً
والظباء وألارنب والقط ألاسود ،وقد يشير هذا إلى أن املنطقة تضم موطنا
ً
مغلقا باإلضافة إلى ألاراض ي العشبية.
137
المراجع
- Berger، L.R.، de Ruiter، D.J.، Churchill، S.E.، Schmid، P.،
Carlson، K.J.، Dirks، P.H.G.M.، Kibii، J.M.، 2010. Australopithecus
sediba: A New Species of Homo-Like Australopith from South
Africa. Science 328، 195-204.
- Balter، M.، 2010. Candidate human ancestor from South
Africa sparks praise and debate. Science 328، 154-155.
- Dirks، P.G.H.M، Kibii، J.M.، Kuhn، B.F.، Steininger، C.،
Churchill، S.E.، Kramers، J.D.، Pickering، R.، Farber، D.L.،
Mériaux، A-S.، Herries، A.I.R، King، G.C.P.، Berger، L.R.، 2010.
Geological setting and age of Australopithecus sediba from
Southern Africa. Science 328، 205-208.
- Wong، K.، 2010. Spectacular South African skeletons
reveal new species from murky period of human evolution.
Scientific American 8 April 2010 (Available a
thttp://www.scientificamerican.com/article.cfm?id=south-
african-hominin-fossil، 9 April 2010).
138
- Wong، K.، 2010. Fossils of our family. Scientific American
June 2010.
- Meyer، M. R.; Williams، S. A.; Schmid، P.; Churchill، S. E.;
Berger، L. R. (2017). "The cervical spine of Australopithecus
sediba". Journal of Human Evolution. 104: 32–49
- Dávid-Barrett، T.; Dunbar، R. I. M. (2016). "Bipedality and
hair loss in human evolution revisited: The impact of altitude and
activity scheduling". Journal of Human Evolution. 94: 72–82
- Holliday، T. W.; Churchill، S. E.; et al. (2018). "Body Size
and Proportions of Australopithecus sediba" PaleoAnthropology:
406–422.
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/australopithecus-sediba
- https://australian.museum/learn/science/human-
evolution/australopithecus-sediba/
139
الخاتمة
بالرغم أن تلك الفترة لم يكن البشر هم املسيطرون على زمام ألامور بل
كان الصراع ما زال قائما بينهم وبين باقي الكائنات الحية ،فلم يكن البشر
حين إذن على قمة الهرم الغذائي وكانوا يتصارعون أيضا مع الكائنات ألاخرى
كالقردة على مناطق النفوذ وأيضا مصادر الغذاء ،ولكن تعد تلك املرحلة
من أهم مراحل التاريخ البشري والتي -حتى يومنا هذا -نبحث لكي نعرف
املزيد واملزيد عنها ،حيث إنها الشرارة ألاولى التي بدأ منها إلانسان التعلم
وأيضا أولى مراحل إلانتاج الصناعي.
وكان إعالن جامعة أديس أبابا في عام 2122مفاجئا ،فقد تم إلاعالن
عن اكتشاف أثري ألدوات حجرية في موقع كونسو جنوب إثيوبيا ،هذا
الاكتشاف تم بواسطة فريق بحثي من إثيوبيا واليابان ،وأوضحت الهيئة
إلاثيوبية أن النتائج نشرت في دراسة أجرتها ألاكاديمية ألامريكية للعلوم،
وصرحت أن العمر التقديري لتلك ألادوات يعود إلى نحو ثالثة ماليين سنة
مضت ،في تلك الفترة لم تكن هناك سوى السالالت البشرية ألاولى في
املنطقة كما سنتعرف عليه في الفصول القادمة.
140
بعض أدوات موقع كونسو
هذا يجعل تلك الفترة ليست فقط فترة فهم وإدراك البشر للبيئات
املحيطة ههم بل بدايات أولى عمليات الصناعة ،وهذا يعطي دليال آخر على
أن البشر في تلك الفترة بدأت في تغيير ألانظمة الغذائية لهم ،ففي البداية
كان البشر يعتمدون على النباتات كمصدر أساس ي للغذاء بجانب بعض من
الكائنات الصغيرة كالنمل وغيرها من مصادر البروتين ،وبذلك يكون ألامر
أكثر منطقية لزيادة حجم املخ لدى السالالت القادمة ،حيث إن ألانظمة
الغذائية التي تحتوي على الاحوم توفر املزيد من الطاقة التي من شأنها
زيادة حجم الدماغ والقدرات العقلية ،كما أن الانتشار الواسع لتلك
141
الجماعات في مناطق وسط وشرق وجنوب إفريقيا جعلها تختلط باملزيد من
البيئات مما أتاح املزيد من املوارد الغذائية.
144
رجل ساحل تشاد
( 5-7مليون سنة)
رجل األرض
( 4.4-5.8مليون سنة)
بشر توركانا
( 3.7-4.5مليون سنة)
بشرعفار
( 2.9-3.9مليون سنة)
بشر سيديبا
( 1.9مليون سنة)
145
فتلك هي السالالت التي تم سرد بعض التفاصيل عنها ،بعض تلك
السالالت لم تعاصر ألاخرى ،والبعض آلاخر لم يتعايش مع البعض آلاخر
رغم وجوده في نفس الفترة الزمنية ولكن في نطاق جغرافي آخر ،فيمكننا
تقسيم هذا العصر الذي امتد حوالي 2مليون سنة إلى عدة فترات كالتالي:
أوال :فترة الحفريات ألاولى؛ وهي تلك الفترة املمتدة ما بين 7إلى 0.2
مليون سنة فاستمرت حوالي 2.2مليون سنة ،وفي تلك الفترة عاشت ثالث
سالالت وهي :رجل ساحل تشاد – رجل توجن ألاول – رجل ألارض ،تميزت
تلك الفترة بأن تلك السالالت بعضها لم يعاصر البعض ،والبعض آلاخر
عاصر نهاية وجود الساللة السابقة له ،كما أنهم لم يسكنوا نفس النطاق
الجغرافي والخريطة التالية توضح نطاق تواجد تلك السالالت.
146
تلك الفترة نواجه نقصا شديدا في البقايا الحفرية ،ولهذا السبب ال
يمكننا أن نتعرف على كافة الصفات لساللة واحدة مستقلة ،ولكن يمكننا
أن نرى السمات العامة لتلك السالالت ،فحجم الجمجمة ما بين 311إلى
311سم 3بمتوسط 301سم 3على ألارجح ،كما تتميز بأنياب صغيرة وتظهر
صفوف ألاسنان على شكل حرف ،Uيتراوح طولهم ما بين 112إلى 122سم
ويترواح وزنهم ما بين 32إلى 21كجم.
لم نعثر على أدوات لتلك الفترة حتى آلان كما أننا ال نعرف السمات
الثقافية لتلك السالالت ،ولكنها على ألارجح كانت تستخدم العص ي
والحجارة في عمليات التقاط الفاكهة ،كما أنها بسبب البنية الجسمانية لم
تكن قادرة على املش ي لفترات طويلة ،ولكنها متكيفة على التسلق بشكل
147
ممتاز مما جعلها تفضل البيئات الشجرية ،فتلك البيئات تساعدها في
الحصول على إلامدادات الغذائية كما أنها تمدها بالحماية من الحيوانات
الالحمة الكبيرة في ذلك الوقت ،كما أن البنية الدماغية لها تبين أنها ذات
قدرات تفكيرية محدودة.
ويمكننا أن نقول :إنها لم تظهر أيا من املشاعر إلانسانية ،كما أنها لم
تمتلك لغة تواصل إال بشكل بدائي للغاية ،كما أن أساليب التواصل بينها
ال يمكن توقعها هل هي إشارات بصرية باليد أم همهمات وصيحات ،ولكنها
تمتلك املشاعر ألامومية لرعاية الصغار؛ ألن صغار البشر يولدون ضعافا
ولكنهم ال يحتاجون لفترات رعاية طويلة كما الوضع في إلانسان الحديث،
فمن املمكن أن تصل مرحلة الرعاية الكلية تلك إلى أربعة أعوام ،كما أن
متوسط أعمارهم كان قليال ،وهذا استنتجناه من السالالت الالحقة ،فال
ّ
يتعدى عمر الفرد منهم ثالثين عاما ،وفي املتوسط فترة العشرينات ،وإن دل
ذلك على ش يء فإنه معدل النمو السريع لتلك السالالت.
كما أن تلك السالالت مرتبطة بشكل عام بمصادر املياة الدائمة؛ فقد
الحظنا تواجد رجل ساحل تشاد بالقرب من البحيرات الداخلية في تشاد
كما هو الحال اليوم في بحيرة تشاد ،كما أن نطاق رجل توجن ألاول يقع بين
البحيرات الاستوائية لنهر النيل كبحيرة فيكتوريا وبحيرة كيوجا وبحيرة
ألبرت ،باإلضافة إلى بحيرة توركانا ،وأيضا رجل ألارض نجده بالقرب من
البحيرات في هضبة الحبشة كما هو الحال اليوم في بحيرة تانا ،فمناطق
148
تواجد البشر ألاوائل يحدده بشكل عام أماكن تواجد البحيرات وألاشجار،
ولهذا أعتقد أن تلك هي البيئة املفضلة لدى السالالت البشرية ألاولى.
ثانيا :فترة سالالت البشر ألاولى؛ وهي تلك الفترة املمتدة ما بين 0.2إلى
3.0مليون سنة فاستمرت تلك الفترة حوالي مليون عام ،عاشت في تلك
الفترة ساللتان متالحقتان وهما :ساللة بشر توركانا وألاخرى بشر عفار.
لقد عاصرت هاتان الساللتان بعضهما البعض لفترة قصيرة؛ حيث
تواجدت ساللة بشر عفار منذ حوالي 3.1مليون سنة ،وانقرضت ساللة
بشر توركانا منذ حوالي 3.7مليون سنة لتصبح تلك الفترة حوالي 211ألف
عام ،كما أنهما عاشا في نفس النطاق الجغرافي كما توضحه الخريطة
التالية.
149
كما هو موضح من الخريطة السابقة فساللة بشر عفار استوطنت نطاقا
جغرافيا أكبر من بشر توركانا ،حتى آلان لم يكتشف بقايا للبشر في تلك
الحقبة خارج تلك الرقعة الجغرافية مما يشير إلى انقراض للسالالت
السابقة ،وتبدأ من تلك املنطقة السالالت البشرية حيث إنها قادرة على
التكيف أكثر من السالالت السابقة.
تعد ساللة بشر عفار امتدادا لساللة بشر توركانا ،والاختالفات
الجسمانية والاجتماعية هي نتيجة تقدم الوقت وأيضا الاختالفات البيئية
في تلك الفترة الطويلة ،فيظهر هذا التباين في اختالف حجم املخ حيث إن
150
بشر توركانا بلغ متوسط حجم املخ حوالي 371سم ،3بينما وصل متوسط
حجم املخ في ساللة بشر عفار لحوالي 031سم ،3وألابعاد الجسمانية لم
تتغير كثيرا حيث يترواح أطوالهم ما بين 112إلى 121سم بموسط 121
سم ويترواح أوزانهم من 32إلى 21كجم.
كما أن كافة السالالت الالحقة الجد ألاكبر لها هي ساللة بشر عفار فتلك
الفترة التاريخية هامة جدا ،حيث انقراض السالالت ألاخرى ،وإن لم تكن
ً
وتأقلما مع التغيرات املناخية والبيئية ملا كان هناك تلك السالالت أكثر مهارة
جنس بشري على ألارض.
ثالثا :فترة السالالت البشرية املتوسطة؛ وهي تلك الفترة املمتدة ما بين
3.0إلى 2.7مليون سنة فاستمرت تلك الفترة حوالي 111ألف عام ،تميزت
تلك الفترة بوجود العديد من السالالت البشرية ،فما زالت سالالت بشر
عفار مستمرة في تلك الفترة أيضا كما ظهرت سالالت جديدة مثل ساللة
بشر بحر الغزال وساللة بشر جنوب إفريقيا وساللة بشر ديرميدا وساللة
بشر كينيا.
تعايشت بعض تلك السالالت في نطاقات معزولة مثل ساللة بشر جنوب
إفريقيا ،ساللة بشر بحر الغزل ،وبعضها في نطاقات متجاورة في نفس
النطاق الجغرافي والخريطة التالية توضح التوزيع الجغرافي للسالالت.
151
في تلك الفترة حدث طفرة ماحوظة في حجم جمجمة تلك السالالت
فتراوح بين 221-021سم ،3وباملقارنة مع الفترة السابقة فقد حدث نمو
لحجم الجمجمة بمقدار ،%37.2انعكس هذا النمو في القدرات الذهنية
واملعرفية ففي نهاية تلك الفترة بدأت بعض السالالت بصناعة ألادوات
الحجرية ،كما يعتقد أن ساللة بشر ديرميدا هم َمن صنعوا أولى ألادوات
الحجرية ألاولدوانية ،وقد يتراوح طول تلك السالالت ما بين 111إلى 121
سم ويتراوح وزنهم ما بين 32إلى 21كجم ،كما هناك تغيرات في شكل
الحوض مما سمح لهم باملش ي والتنقل عبر نطاق الحشائش بشكل أفضل.
152
في تلك الفترة تم التوسع في نطاقات كبيرة فنطاق ساللة بشر عفار
وساللة بشر جنوب إفريقيا من السالالت التي استمرت لفترة زمنية طويلة،
والخريطة السابقة توضح أيضا تطورا هائال في مناطق استيطان السالالت
البشرية ،وهي أيضا ألاكبر في النطاق الجغرافي للسالالت البشرية على
إلاطالق.
كما أن النطاقات البينية بين تلك السالالت البد أنها كانت مناطق تواجد
للسالالت البشرية ،واعتقادي الشخص ي أنه لم يتم الكشف عن العديد
من الحفريات في مناطق عدة ،كمنطقة جنوب ووسط السودان ووسط
تشاد وأوغندا وجنوب تنزانيا ومالوي وزامبيا ،وأعتقد أنه في ألاعوام القادمة
سيتم الكشف عن الحفريات في تلك املناطق.
وتعد تلك الفترة هي نقلة نوعية في شجرة العائلة البشرية حيث تزامنت
تلك الفترة مع ظهور أنواع جديدة أخرى من السالالت كسالالت إنسان
َ
كسارة البندق والسالالت إلانسانية ألاولى ،وسنتناول كل واحدة على ِحد ٍة،
ولكن من املثير أن بعض تلك السالالت تعايشت مع أنواع أخرى من
السالالت التالية مثل ساللة بشر كينيا تعايشت في مناطق مجاورة إلنسان
كسارة البندق.
رابعا :فترة السالالت البشرية الالحقة؛ وهي تلك الفترة املمتدة ما بين
2.7إلى 1.1مليون سنة فاستمرت تلك الفترة حوالي 111ألف عام ،عاشت
في تلك املرحلة ثالث سالالت من السالالت البشرية بجانب العديد من
153
السالالت الالحقة ،فظلت ساللة بشر جنوب إفريقيا مستمرة في بداية تلك
الفترة ،وساللة بشر جارهي وعاشت تلك الساللة في منطقة شرق إفريقيا
وساللة بشر سيديبا وهي آخر السالالت البشرية كما أنها شبه لم تعاصر
السالالت البشرية ألاخرى ،والخريطة التالية توضح مناطق توزيع السالالت.
في تلك الفترة ما زال حجم جمجمة تلك السالالت؛ فتراوح بين 221-021
سم ،3وقد يتراوح طول تلك السالالت ما بين 111إلى 122سم ويتراوح وزنهم
ما بين 31إلى 21كجم ،ومن الغريب أن الوزن والحجم تراجع مع ساللة
بشر سيديبا ،ويرجع ذلك إلى أن تلك الساللة عاشت في فترة متأخرة جدا
في تلك الفترة حيث ازادت فيها فترات الجفاف ،واعتقادي الشخص ي أن
154
ذلك هو السبب الرئيس بجانب الصراع على املواد الغذائية ذات السعرات
الحرارية العالية،؛ ألن الصراع على املوارد في آخر تلك الفترة كان شديدا
بسبب تواجد سالالت إنسانية أكثر مالئمة ،وامتالكهم لألدوات أكثر تطورا
وهي ألادوات ألاشولينية ،كما أن تلك السالالت صفاتهم الجسمانية أفضل
من السالالت البشرية ،يجب أن نذكر أن تلك السالالت لم تختلط ببعضها
البعض.
فساللة بشر جارهي عاصرت ساللة جنوب إفريقيا ولكن كان هناك نطاق
جغرافي فاصل بينهما عاش فيه سالالت مختلفة كساللة إنسان كسارة
البندق التي استوطنت جنوب مناطق ساللة بشر جارهي ،كما أن ساللة
بشر سيديبا جاءت متأخرة فتعد خليفة ساللة بشر جنوب إفريقيا.
155
الباب الثاني
إنسان كسارة البندق
156
المقدمة
إنسان كسارة البندق؛ عاشت تلك الساللة في منطقة شرق وجنوب
إفريقيا في الفترة ما بين 1 – 2.7مليون عام ،أطلق عليها العالم Robert
Broomمصطاح ،Paranthropusوكلمة Paranthropusمشتقة من
الفقرة اليونانية القديمة παραبجانب أو جانبي ،وكلمة á ánthropos
ُ
تعني :رجل ،وهي تعرف أيضا باإلنسان الجانبي أو النظير؛ هذا ألن تلك
السالالت ال يتفرع منها إلانسان املعاصر بل تمثل فرعا جانبيا ،وقد استمرت
السالالت بالتطور على طول خط تطوري مستقل غير ذي صلة بأوائل
البشر ،حيث إن تلك الفترة ظهرت فيها السالالت إلانسانية ألاولى ،ولكن
تلك السالالت اشتهرت إعالميا باسم إنسان كسارة البندق نظرا لحجم فكها
الضخم.
وتلك الفترة تقع في نهاية العصر النيوجيني وبداية العصر الرباعي بين
فترة البليوسيني ومنتصف فترة البليستوسيني ،كان املناخ في بداية تلك
املرحلة ليس مستقرا حيث بدأت الصفائح الجليدية في نصف الكرة
الشمالي في النمو ،والتي ُينظر إليها على أنها بداية العصر الجليدي الرباعي،
ُ
والعينات التي أخذت من أعماق البحار حددت ما يقارب من 01مرحلة
نظيرية بحرية خالل هذا العصر ،وبالتالي ربما كانت هناك حوالي 21دورة
جليدية بكثافات متفاوتة خالل تلك الفترة ،أما عن النصف الثاني في تلك
157
املرحلة يعتبر انخفاض درجات الحرارة بشكل عام والتجمد من أبرز ألاحداث
في هذه الفترة ،فقد غطت صفيحة لورينتيد الجليدية جزءا كبيرا من أمريكا
الشمالية ،بينما غطت الصفائح الجليدية ألاوراسية شمال أوروبا وسيبيريا،
أدى حجم الصفائح الجليدية إلى انخفاض منسوب سطح البحر وإلى وجود
مناخ جاف ،وتميزت هذه الفترة الزمنية بانخفاض مستويات سطح البحر
وبمناخ أكثر برودة وجفافا مقارنة بما هو عليه اليومً ،
نظرا ألن معظم املياه
على سطح ألارض كانت جليدية ،وكان هناك القليل من هطول ألامطار
فهطول ألامطار يقدر بحوالي نصف ما هو عليه اليوم ،وبلغ متوسط درجات
الحرارة في العالم من 2إلى 11درجات مئوية؛ أي أقل من معايير درجة
الحرارة الحالية.
وبسبب تلك التغيرات املناخية باإلضافة إلى وجود أدوات حجرية
وسالالت بشرية متنوعة في منطقة شرق وجنوب إفريقيا ،كان الصراع على
املوارد الغذائية سمة أساسية لتلك املرحلة ،ومن املمكن أن يكون هناك
تطورات سلوكية حول مناطق النفوذ لكل ساللةَ ،من يدري؟
اض
اختارت السالالت إلانسانية ألاولى نطاق الحشائش حيث إنها أر ٍ
مفتوحة ومناسبة لقدراتهم على املش ي والجري ،كما أنها موطن الحيوانات
العاشبة متوسطة الحجم التي يمكن صيدها ،وهذا ال يعني عدم تواجدهم
في نطاق إنسان كسارة البندق ،فإنسان كسارة البندق ما زال يفضل مناطق
الغابات املرتفعة ،حيث إن ألاغذية النباتية متوفرة ولكنها ليست كما
158
بالفترات السابقة ،كما أنهم ليسوا نباتيين بشكل كامل فكانت أيضا تأكل
الاحوم كلما سمحت لهم الفرص ،كما أن تفضيلها لنطاق الغابات املرتفعة
يدل على أن أجسامها ما زالت مغطاة بشعر كثيف حيث إن متوسط درجات
الحرارة في تلك املناطق أقل.
تمتعت سالالت إنسان كسارة البندق بحجر دماغي أصغر من السالالت
إلانسانية ،لكنه أكبر بشكل ماحوظ مما كان لدى السالالت البشرية ألاولى
حيث تصل نسبة حجم الدماغ حوالي %01من إلانسان املعاصر ،تترافق
ألادوات الحجرية في كل من جنوب وشرق إفريقيا ببقايا إنسان كسارة
البندق ،وعلى الرغم من أن هناك نقاشا واسعا عما إذا كانت تلك ألادوات
قد صنعت وتم استخدامها بيديه أم أنها تعود للسالالت إلانسانية التي
عاصرتها ،الغالبية يرون بأن أنواع إلانسان املبكرة هي التي صنعت تلك
ألادوات ،كما أن البعض يشير أنها صاحبت ثقافة العظام العظمية (صنع
ألادوات بواسطة بقايا عظام الحيوانات الكبيرة) ،يبدو من شبه املؤكد أنه
لم تستأن س النار على الرغم من أنها كانت على صلة مباشرة مع النار في
موقع سوارتكرانز بجنوب إفريقيا.
وعلى الرغم من عدم صلتنا بتلك السالالت بشكل مباشر إال أنها تمثل
جزءا من هيكل السالالت البشرية الاجتماعي والثقافي فال يمكن تجاهل ً
ذلك ،وكما سنرى في الكتب القادمة أن هناك الكثير من الابتكارات والفنون
والتغيرات الطارئة على الحياة الاجتماعية تعلمناها من سالالت أخرى.
159
وسنتعرف سويا على سالالت إنسان كسارة البندق املعروفة حتى آلان
وهم:
-2إنسان كسارة البندق -1إنسان كسارة البندق إلاثيوبي.
البويزي.
-3إنسان كسارة البندق القوي.
160
الفصل الثالث عشر
إنسان كسارة البندق إلاثيوبي
Paranthropus aethiopicus
161
عاشت تلك الساللة في منطقة شرق إفريقيا في الفترة ما بين 2.3-2.7
مليون سنة ،وتنحدر تلك الساللة على ألارجح من ساللة بشر عفار ،وتعتبر
الجد ألاكبر لباقي سالالت إنسان كسارة البندق ،تتشابه ساللة إنسان كسارة
البندق مع السالالت ألاخرى إلنسان كسارة البندق في عدة سمات ،مثل:
الوجه الطويل والفك سميك وأسنان خد متضخمة بشكل خاص ،ومع ذلك
أيضا عن سالالت إنسان على ألا جح بسبب تقادمه الزمني فإنه يختلف ً
ر
كسارة البندق ألاخرى ،ويتشارك في بعض الجوانب التي تشبه ساللة بشر
عفار .
يقدر حجم الدماغ لاحفرية " "KNM WT 17000بحوالي 011سم
مكعب ،وهو أصغر من سالالت عائلة إنسان كسارة البندق ألاخرى ،فتسبب
الجمع بين الوجه الطويل والحنك السميك وقحف الدماغ الصغيرة في
ظهور قمة سهمية واضحة املعالم على خط الوسط لاجمجمة ،وعلى عكس
سالالت إنسان كسارة البندق ألاخرى لم يكن وجه ""KNM WT 17000
ً ً
مسطحا وكان الفك بارزا ولديه قاعدة الجمجمة ضعيفة ،والثقب العظمي
حيث تتصل الجمجمة بالعمود الفقري تكون على شكل قلب ،ربما لم يتم
توجيه العضلة الصدغية إلى ألامام كما كانت في إنسان كسارة البندق
بويزي ،مما يعني أن فك إنسان كسارة البندق إلاثيوبي من املحتمل أن
يعالج الطعام باستخدام القواطع قبل استخدام الضروس ،وتشير املسافة
162
الطويلة بين الضرس ألاول ومفصلة الفك إلى عظمة الفك طويلة بشكل
استثنائي للفك السفلي ،باقي السمات الجسدية لساللة إنسان كسارة
البندق إلاثيوبي غير مؤكدة ،وهذا يرجع إلى قلة الحفريات الخاصة بتلك
الساللة ،ولكن يعتقد أنها تتشابه في العديد من السمات الجسمانية مع
ساللة بشر عفار ألاقدم.
بشكل عام ُيعتقد أن إنسان كسارة البندق كانت مغذيات عامة حيث
أصبحت الجمجمة شديدة البناء مهمة عند مضغ ألاطعمة وألاقل جودة في
أوقات املجاعة ،على عكس إنسان كسارة البندق بويزي (ساللة الحقة)
الذي يوجد بشكل عام في سياق البيئات الرطبة املغلقة ،يبدو أن إنسان
كسارة البندق إلاثيوبي قد سكن في ألادغال حول ألاراض ي العشبية املغمورة
باملياه في منطقة حوض أومو -توركانا 2.2مليون منذ سنوات ،وفي تلك
الفترة ظهرت مزيج من الغابات وألاراض ي العشبية وألادغال ،على الرغم من
أن ألاراض ي العشبية كانت تتوسع خالل العصر الجليدي املبكر ،يبدو أن
إلانسان قد دخل املنطقة منذ 2.0 - 2.2مليون سنة.
في عام 1101وصف عالم الحفريات الفرنس ي Camille Arambourg
ً
استنادا إلى الفك السفلي عديم وعالم ألانثروبولوجيا Yves Coppens
ألاسنان من تكوين شونغورا إثيوبيا حفرية " "Omo 18أن ذلك ساللة
جديدة وهي Paranthropus aethiopicusيشير الاسم aethiopicusإلى
إثيوبيا ،وفي عام 1112تم إلابالغ عن جمجمة الحفرية ""KNM WT 17000
163
التي يعود تاريخها إلى 2.2مليون سنة بموقع كوبي فورا من قبل علماء
ألانثروبولوجيا ، Richard Leakey&Alan Walkerكما تم اكتشاف عظم
فك جزئي من شخص مختلف وهي حفرية " "KNM-WT 16005من الواضح
أنهم ينتمون إلى إنسان كسارة البندق ،وبحلول هذا الوقت تم إلابالغ عن
إنسان كسارة البندق في جنوب إفريقيا (القوي) وشرق إفريقيا (بويزي)،
وتم تخصيصها بشكل مختلف إما سالالت بشرية قديمة أو جنس فريد من
إنسان كسارة البندق ،قام Richard Leakey&Alan Walkerبتعيين
الحفرية " "KNM WT 17000إلى إنسان كسارة البندق بويزي.
لقد الحظوا العديد من الاختالفات التشريحية ،لكنهم لم يكونوا
متأكدين مما إذا كان هذا ً
ناتجا عن تقادم العينات أو يمثل النطاق الطبيعي
للتباين للسالالت ،إذا كان ألاول فقد أوصوا بتصنيفهم والعينات املماثلة
في ساللة مختلفة من إنسان كسارة البندق (وأوصوا بأن تكون
Paraustralopithecusغير صالحة).
أدى اكتشاف هذه العينات القديمة إلى قلب الافتراضات السابقة بأن
ً
سلفا لنوع إنسان كسارة البندق بويزي إنسان كسارة البندق القوي كان
ألاكثر قوة ،وهي فرضية جادلها على وجه الخصوص عالم ألانثروبولوجيا
Yoel Rakفي عام 1112من خالل تحديد ساللة إنسان كسارة البندق
بويزي على أنها بدأت قبل فترة طويلة من ظهور إنسان كسارة البندق القوي
،وفي عام 1111أوص ى Walter Fergusonبتصنيف ""KNM WT 17000
164
إلى نوع مختلف؛ ألن النمط الشامل من إنسان كسارة البندق إلاثيوبي
يتألف فقط من عظم الفك والعينة "" وعناصر عظام الفك غير محفوظة
واقترح اسم لساللة أخرى وهو ،walkeriيتم تجاهل تصنيف Walter
ً ً ً Ferguson
تقريبا ويعتبر مرادفا إلنسان كسارة البندق إلاثيوبي ،وتم عامليا
اكتشاف العديد من عينات الفك السفلي والعلوي في تكوين شونغورا
حوالي 113-112قطعة بما في ذلك عينة ألاحداث " "L338y-6في عام
،2112والفك العلوي للعينة " "EP 1500من التولي تنزانيا ،وتم العثور ً
أيضا
على الجزء العلوي من عظمة القصبة ولكن ال يمكن أن يرتبط بشكل قاطع
بالعينة " "EP 1500وبالتالي إلى إنسان كسارة البندق ألاثيوبي.
إنسان كسارة البندق إلاثيوبي هو أقدم عضو في عائلة إنسان كسارة
البندق مع أقدم البقايا حتى آلان وعثر عليها في تكوين أومو كيبيش إلاثيوبي
ويرجع تاريخه إلى 2.0مليون سنة مضت ،من املمكن أن يكون إنسان كسارة
البندق إلاثيوبي قد تطور حتى قبل ذلك في السهول الفيضية الكينية
الشاسعة في ذلك الوقت ،تم التعرف على إنسان كسارة البندق إلاثيوبي
بشكل مؤكد فقط من الجمجمة " "KNM WT 17000وعدد قليل من
الفكين وألاسنان املعزولة.
165
بقايا حفرية KNM WT 17000
166
المراجع
- Arambourg، C.، Coppens، Y.، 1968. Sur la decouverte dans le Pleistocene
inferieur de la valle de l'Omo (Ethiopie) d'une mandibule d'Australopithecien. Comptes
Rendus des seances de l'Academie des Sciences 265، 589-590.
- Walker، A.C.، Leakey، R.E.، Harris، J.M.، Brown، F.H.، 1986. 2.5-Myr
Australopithecus boisei from west of Lake Turkana، Kenya. Nature 322، 517-522.
- Wood، B. (2011). Wiley-Blackwell Encyclopedia of Human Evolution. John
Wiley & Sons. pp. 298–299
- Joordens، J. C. A.; Feibel، C. S.; Vonhof، H. B.; Schulp، A. S.; Kroon، D. (2019).
"Relevance of the eastern African coastal forest for early hominin biogeography".
Journal of Human Evolution
- "Paranthropus". Merriam–Webster Dictionary. Retrieved 20 June 2020.
- Constantino، P. J.; Wood، B. A. (2007). "The Evolution of Zinjanthropus
boisei". Evolutionary Anthropology.
- Ferguson، W. W. (1989). "A New Species of the Genus Australopithecus
(Primates: Hominidae) from Plio/Pleistocene Deposits West of Lake Turkana in Kenya".
Primates. 30 (2): 223–232.
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/paranthropus-aethiopicus
- https://australian.museum/learn/science/human-
evolution/paranthropus-species/
167
الفصل الرابع عشر
إنسان كسارة البندق بويزي
Paranthropus boisei
168
عاشت تلك الساللة في شرق إفريقيا في الفترة ما بين 1.12-2.2مليون
سنة ،وبناء على عينة مكونة من 11عينات من إنسان كسارة البندق بويزي
تراوح حجم املخ من 202-000سم مكعب بمتوسط 017.2سم مكعب،
وفيما يتعلق بالجيوب الوريدية الجدارية (املسؤولة عن إمداد املخ بالدم)
في عام 1113اقترحت عاملة ألانثروبولوجيا العصبية ألامريكية Dean Falk
وعالم ألانثروبولوجيا Glenn Conroyأنه على عكس ساللة بشر جنوب
إفريقيا أو إلانسان الحديث ،فإن إنسان كسارة البندق بويزي وساللة بشر
عفار قد توسع في الجيوب القذالية والهامشية حول الثقبة الكبيرة (هي بروز
من السطح الداخلي لصدفة عظمام الجمجمة الخلفي)ً ،
تماما ليحل محل
الجيوب ألانفية املستعرضة والسينية ،وفي عام 1113ذكر عالم
ألانثروبولوجيا الفرنس ي Roger Sabanأن الفرع الجداري للشريان السحائي
ألاوسط نشأ من الفرع الخلفي في إنسان كسارة البندق بويزي وإنسان
ً
كسارة القوي (ساللة الحقة) بدال من الفرع ألامامي كما في السالالت
البشرية ألاقدم ،واعتبر هذه خاصية جديدة بسبب زيادة القدرات الدماغية
والتي تتطلب املزيد من الغذاء وألاكسجين ،ومنذ ذلك الحين تم إثبات أن
ً
الفرع الجداري يمكن أن ينشأ إما من الفروع ألامامية أو الخلفية ،وأحيانا
من كليهما.
169
إنسان كسارة البندق بويزي هي أقوى فرد من عائلة سالالت إنسان
كسارة البندق ،في حين أن إنسان كسارة البندق القوي في جنوب إفريقيا
ً
نسبيا والحواف السفلية ملجاري العين أصغر ً
حجما مع ميزات أكثر رشاقة
مستديرة ،عظام الخد املتضخمة واملقعرة وعظام الحنك السميك وعظام
عموما على أنه سمح إلنسان كسارةً الفك قوية وعميقة ،يتم تفسير هذا
البندق بويزي بمقاومة الضغوط العالية أثناء عملية املضغ ،على الرغم من
أن الحنك السميك يمكن أن يكون نتيجة ثانوية إلطالة الوجه.
تتميز الجمجمة ببقع خشنة كبيرة على الخد وعظام الفك ،ويظهر لدى
الذكور قمم سهمية على خط الوسط لاجمجمة وصدغية على الظهر مما
يشير إلى وجود عضلة ضخمة تستخدم للمضغ موضوعة بالقرب من جبهة
ً ً
الرأس ،يعتبر هذا عادة دليال على قوة ضغط العضة العالية ،يتم تقليل
القواطع وألانياب مما يعيق قضم قطع الطعام الكبيرة ،وعلى النقيض من
ذلك فإن أسنان الخدين للسالالت ألاخرى إلنسان كسارة البندق ،فكانت
ضخمة جدا فكان من املمكن أن تسمح مساحة السطح ألاكبر بمعالجة
كميات أكبر من الطعام في وقت واحد ،املينا املوجودة على أسنان الخدين
هي من بين أكثر الطبقات سمكا من أي ساللة بشرية مما يساعد على
مقاومة الضغوط العالية أثناء املضغ.
يبدو أن النطاق الواسع لالختالف في الحجم في عينات الجمجمة يشير
إلى درجة كبيرة من ازدواج الشكل الجنس ي مع كون الذكور أكبر بشكل
170
ماحوظ من إلاناث ،ومع ذلك من الصعب التنبؤ بدقة باألبعاد الحقيقية
للذكور وإلاناث ألاحياء بسبب عدم وجود بقايا هياكل عظمية كافية من
إنسان كسارة البندق بويزي ،باستثناء الذكر املفترض للعينة "،"OH 80
ً
وبناء على التقدير باستخدام أبعاد شبيهة باإلنسان الحديث كان ""OH 80
يبلغ ارتفاعه حوالي 120.3سم وقدر ارتفاع إلاناث حوالي 120سم ،وكان
يزن حوالي 21كجم بافتراض النسب للبشر آلان ،و 01.7كجم باستخدام
نسب القرد الكبيرة.
عظام الفخذ للعينة " "OH 80يشبه إلى حد كبير السالالت إلانسانية
الالحقة ،ومع ذلك فعلى ألارجح بعض الاختالف املاحوطة في قدرات تحمل
الساق ،فإن عظام ذراع " "OH 80مبنية بشكل كبير ويظهر مفصل الكوع
أوجه اختالف كبيرة بينها وبين السالالت ألاخرى ،ويمكن أن يشير هذا إما إلى
أن إنسان كسارة البندق بويزي استخدم ً
مزيجا من املش ي ألارض ي باإلضافة
تماما ولكنه احتفظ بحالةإلى السلوك املعلق ،أو أنه كان يسير على قدمين ً
الجزء العلوي ،وفي املقابل فإن اليد على عكس إنسان كسارة البندق القوي
ً
يتشريحا ً ُ
شبيها بالسالالت البشرية ألاولى،ومع ال تتوافق مع التسلق وتظهر
ذلك على الرغم من أنه على عكس إنسان كسارة البندق بويزي يفتقر إلى
قبضة دقيقة قوية بشكل خاص مثل السالالت إلانسانية كانت اليد ال تزال
قوية بما يكفي للتعامل مع ألادوات البسيطة وتصنيعها.
171
افترضت دراسة أجريت عام 2117أنه ً
نظرا ألن ذكور القردة العليا غير
البشرية لداها قمة سهمية أكبر من إلاناث ،فقد تؤثر القمة باالنتقاء الجنس ي
باإلضافة إلى دعم عضالت املضغ عالوة على ذلك فقد ارتبط حجم القمة
السهمية في ذكور غوريال السهول الغربية بالنجاح إلانجابي ،لقد وسعوا
تفسيرهم للقمة إلى ذكور ساللة إنسان كسارة البندق مع استخدام القمة
والرأس ألاكبر نتيجة لنوع من العرض ،ويتناقض هذا مع الرئيسات ألاخرى
ً
التي تومض ألانياب عادة وهي املؤثرة في الانتقاء الجنس ي ولكن أنياب إنسان
أيضا أن يحتاج ذكورنسبيا ،ومع ذلك فمن املمكن ً ً كسارة البندق صغيرة
الغوريال وإنسان الغاب إلى عضالت صدغية أكبر لتحقيق فجوة أوسع
لعرض ألانياب بشكل أفضل.
و في عام 1120اقترح Robinsonأن شكل الجمجمة يدل على نظام
خصيصا ملعالجة مجموعة ضيقة من ً غذائي متخصص تم تكييفه
ألاطعمة ،وبسبب هذا فإن النموذج السائد النقراضه ،على النموذج السائد
في النصف ألاخير من القرن العشرين على أنه كان غير قادر على التكيف مع
املناخ املتقلب في العصر الجليدي فعلى عكس إلانسان ألاكثر قابلية
للتكيف ،كما كان يعتقد سابقا أيضا أن إنسان كسارة البندق بويزي تكسر
املكسرات املفتوحة وألاطعمة الصلبة املماثلة بأسنانها القوية ،ومع ذلك في
عام 1111وجد عالم ألانثروبولوجيا إلانجليزي Alan Walkerأن ألانماط
الدقيقة على ألاضراس كانت غير متوافقة مع نظام غذائي غني باألطعمة
الصلبة ،وكان ال يمكن تمييزها بشكل فعال عن النمط الذي شوهد في
172
أضراس آكلي النباتات اللينة أو الاحوم ،ويختلف النمط الدقيق على
أضراس إنسان كسارة البندق بويزي عن تلك املوجودة على أضراس
السالالت ألاخرى ،ويشير إلى أن إنسان كسارة البندق بويزي ،على العكس
منها فكان ناد ًرا ما كان يأكل أطعمة صلبة.
تشير تحليالت نظائر الكربون إلى نظام غذائي يتكون في الغالب من نباتات
مثل الحشائش والرواسب الكاشطة منخفضة الجودة ،يتماش ى املينا
السميك مع طحن ألاطعمة الكاشطة ،تشبه هذه إلاستراتيجية تلك
املستخدمة من قبل الغوريال الحديثة والتي يمكن أن تحافظ على ألاطعمة
الاحتياطية منخفضة الجودة على مدار العام ،وفي عام 1111اقترح عاملا
ألانثروبولوجيا John Kappelman&Tom Hatleyأن البشر ألاوائل تكيفوا
مع تناول أعضاء التخزين الجوفية الكاشطة والغنية بالسعرات الحرارية
مثل الجذور والدرنات ،وفي عام 2112اقترح عاملا ألانثروبولوجيا
البيولوجية Richard Wrangham&Greg Ladenأن إنسان كسارة البندق
اعتمد على ألاطعمة الصلبة كمصدر احتياطي أو ربما مصدر غذائي ّ
أولي،
وأشارا إلى أنه قد يكون هناك ارتباط بين قلة املوارد الغذائية عالية الجودة
ووجود السالالت إلانسانية ألاولى في نفس املوقع .قد يكون إنسان كسارة
كم َغ ّذ ّ
عام يميل البندق بويزي يعتمد على ألاطعمة ذات الجودة املرتفعة ُ
ٍ ٍ
إليها ،وربما يكون قد انقرض بسبب اتجاه الجفاف والانخفاض في انتشار
تلك ألاطعمة بجانب املنافسة املتزايدة مع السالالت إلانسانية البشرية
ألاخرى.
173
في عام 1171الحظ عالم ألانثروبولوجيا البيولوجية ألامريكي Noel T.
Boazأن النسب بين العائالت الثديية الكبيرة في تشكيل شنجورا
تماما لتلك املوجودة في العصر الحديث ( )Shungura Formationمشاههة ً
عبر إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ،ويعتقد Noel T. Boazأن أشباه البشر
لداهم نفس الكثافة السكانية مثل الثدييات الكبيرة ألاخرى والتي تعادل
ً 1.7-1.110
فردا لكل كيلومتر مربع ،واعتبر عالم ألاحياء Robert A. Martin
أن النماذج السكانية القائمة على عدد العينات املعروفة واهية ،وفي عام
1111طبق املعادالت التي صاغها عاملا البيئة Fred &Alton S. Harestad
L. Bunnelفي عام 1171لتقدير النطاق املنزلي والكثافة السكانية للثدييات
بناء على الوزن والنظام الغذائي ،وباستخدام وزن 22.0كجم حصل الكبيرة ً
ً ً
فدانا وً 1.701
فردا لكل كيلومتر مربع إذا كان آكال للعشب 3211 على 321
فدان و 1.177فرد ،وإذا كانت آكلة الاحوم و 221-711فدانا و 1.1110فرد
ً
إذا أكل الحم ،وللمقارنة حسب 2321فدانا و 1.110فرد لكل كيلومتر مربع
للشمبانزي آكلة الاحوم 37.2 ،كجم.
بحلول الوقت الذي تم فيه اكتشاف الحفرية " ،"OH 5قض ى Louis
ً ً 20 Leakeys
عاما للتنقيب في املنطقة بحثا عن بقايا بشرية مبكرة ،ولكنهم
ً
استعادوا بدال من ذلك بقايا حيوانات أخرى باإلضافة إلى صناعة ألادوات
ً ً
نظرا ألن OH 5كان مرتبطا باألدوات وعظام الحجرية ألاولدوانية،
الحيوانات املعالجة ،فقد افترضوا أنه صانع تلك ألادوات ،تم تحويل إسناد
حجما عند وصفها في عام ً ألادوات على الفور إلى إلانسان املاهر ألاكبر
174
ً
،1100وفي عام 2113تم العثور على OH 80مرتبطا بكتلة من ألادوات
الحجرية القديمة وعظام الحيوانات التي تحمل أدلة على الجزارة ،قد يشير
هذا إلى أن إنسان كسارة البندق بويزي كان يصنع هذه الصناعة ويأكل
الاحوم إلى حد ما ،باإلضافة إلى ذلك يتزامن العصر الحجري املبكر إلفريقيا
وأهم سماتة تلك ألادوات العظام البسيطة في جنوب إفريقيا والتي ُت َ
عزى إلى
حد كبير إلى إنسان كسارة البندق القوي ،وفي شرق إفريقيا أيضا تم العثور
على عدد قليل منها وعادة ما تكون مصنوعة من عظام ألاطراف وربما
أسنان الثدييات الكبيرة على ألاخص ألافيال ،وقد يفسر ندرة وجود مثل
هذه الحيوانات الكبيرة في هذا املوقع الندرة النسبية ألدوات العظام ،فكان
صانعو ألادوات يعدلون العظام بنفس الطريقة التي قاموا هها باستخدام
ً ُ
الحجر ،على الرغم من أن أدوات عظام أولدوفان تنسب عادة إلى إلانسان
العامل أو إلانسان املنتصب إال أن وجود كل من إنسان كسارة البندق بويزي
وإلانسان املاهر يشكك في ذلك.
تم العثور على بقايا إنسان كسارة البندق بويزي في الغالب في بيئات
مشجرة رطبة ،مثل ألاراض ي الرطبة على طول البحيرات وألانهار وألاراض ي
القاحلة وألاراض ي الحرجية شبه القاحلة ،يبدو أنه كانت هناك غابات
ً
اتساعا وهي ساحلية وجبلية في شرق إفريقيا ،قد تكون وديان ألانهار ألاكثر
بمثابة مالجئ مهمة للمخلوقات التي تعيش في الغاباتً ،
نظرا لكونها معزولة
عن غابات وسط إفريقيا بواسطة ممر السافانا ،فإن هذه الغابات في شرق
إفريقيا كانت ستعزز معدالت عالية من التوطن ،خاصة في أوقات التقلبات
175
املناخية ومن املحتمل أن السالالت البشرية وإنسان كسارة البندق يفضالن
ً
ظروفا أكثر برودة من إلانسان الالحق ،حيث ال توجد مواقع كان ارتفاعها
أقل من 1111متر في وقت الترسيب ،هذا يعني أنهم ً
غالبا ما يفضلون مناطق
بمتوسط درجة حرارة نهارية 22درجة مئوية وتنخفض إلى 11أو 2درجات
مئوية في الليل.
تعايشت ساللة إنسان كسارة البندق بويزي مع إنسان رودلف وإلانسان
العامل وإلانسان املاهر وإلانسان املنتصب ،لكن من غير الواضح كيف
تفاعلوا لشرح سبب ارتباط إنسان كسارة البندق بويزي باألدوات
ألاولدوانية على الرغم من عدم كونه صانع ألادوات ،اقترح Louis Leakey
ليكي وزمالؤه ،عند وصف إلانسان املاهر في عام 1100أن أحد الاحتماالت
هو أن إنسان كسارة البندق بويزي قتل على يد إلانسان املاهر ربما كغذاء
وأنا ال أعتقد ذلك ،ومع ذلك عند وصف إنسان كسارة البندق بويزي قال
"Louis Leakeyال يوجد سبب على إلاطالق في هذه الحالة لالعتقاد بأن
الجمجمة " "OH 5تمثل ضحية وليمة من قبل نوع افتراض ي أكثر ً
تقدما من
البشر ،يبدو أن " "OH 80قد أكلته قطة كبيرة ،تظهر الساق " "OH 35والتي
ً
تنتمي إما إلى إنسان كسارة البندق بويزي أو إلانسان العامل دليال على
افتراس السنوريات" .
إنسان كسارة البندق بويزي Paranthropus boiseiتم تسمية تلك
ً
تكريما Charles Boiseالذي ساعد في تمويل رحالت الساللة boisei
176
اكتشاف ألاحافير التي قام هها ،Louis Leakeyتم اكتشاف عينة النمط
الشامل OH 5بواسطة عاملة ألانثروبولوجيا القديمة Mary Leakeyفي
عام ،1121ووصفها Louis Louis Leakeyبعد شهر تم وضعه في ألاصل في
جنسه الخاص باسم " ،"Zinjanthropus boiseiلكنه هبط آلان إلى إنسان
كسارة البندق ً
جنبا إلى جنب مع السالالت البشرية ألاولى.
أجرى عاملا ألانثروبولوجيا القديمة Louis Leakey&Maryحفريات في
تنزانيا منذ الثالثينات ،على الرغم من تأجيل العمل مع بداية الحرب العاملية
الثانية ،عادا في عام 1121ووجدا في الغالب ألادوات القديمة والحفريات
للثدييات املنقرضة للسنوات القليلة التالية ،في عام 1122اكتشفا أحد
لرضيع من أشباه البشر وسن ضرس كبير في أولدوفان جورج تنزانيا، ٍ ألانياب
في صباح يوم 17يوليو 1121شعر Louis Leakeyباملرض وبقي في املعسكر
بينما خرجت Maryبصحبة ،Frida Leakey Gullyالحظت ما يبدو أنه جزء
من جمجمة تبرز من ألارض وهي حفرية " ،"OH 5أنشأ فريق الحفر كومة
من الحجارة حول الجزء املكشوف لحمايته من املزيد من العوامل الجوية
وبدأت أعمال التنقيب النشطة في اليوم التالي،و لقد اختاروا انتظار املصور
Des Bartlettلتوثيق العملية برمتها.
تم اكتشاف الجمجمة الجزئية بالكامل في 0أغسطس ،على الرغم من
أنه كان ال بد من إعادة بنائها من شظاياها التي كانت مبعثرة في الحص ى،
ً
قصيرا لالكتشاف والسياق في ألاسبوع التالي، ً
ماخصا نشر Louis Leakey
177
بناء على تطور ألاسنان،وقرر أن يكون OH 5تحت البالغين أو املراهق ً
وأطلق عليه هو و Maryلقب "الفتى العزيز" بعد أن أعادوا بناء الجمجمة
والفكين ،بدأت الصحف في إلاشارة إليه على أنه "رجل كسارة البندق" ً
نظرا
لكبر أسنانه وفكه مما جعله يشبه كسارات البندق القديمة ،كما تلقى عالم
ألانثروبولوجيا القديمة في جنوب إفريقيا Phillip Tobiasزميل عائلة Louis
ً ً Leakey
أيضا نسبة إلى هذا اللقب ،تم نقل الجمجمة إلى كينيا بعد
اكتشافها وظلت هناك حتى يناير 1102عندما تم عرضها في قاعة باملتحف
الوطني لتنزانيا في دار السالم ،في ذلك الوقت كانت ساللة بشر جنوب
إفريقيا هي الوحيدة املوصوفة بواسطة Raymond Dartوإنسان كسارة
البندق القوي املوصوف من قبل ،Robert Broomوكانت هناك حجج بأن
إنسان كسارة النبدق كان ً
جزءا من السالالت البشرية ألاولى.
اعتقد Louis Leakeyأن الجمجمة هها مزيج من السمات متشاههة،
ً
وسرد بإيجاز 21اختالفا ،ولذا استخدم OH 5كأساس لاجنس وألانواع
الجديدة " ، "Zinjanthropus boiseiوفي 12أغسطس 1121اشتق اسم
الجنس من مصطاح القرون الوسطى بالنسبة لشرق إفريقيا ،"Zanj" ،وكان
الاسم املحدد على شرف Charles Watson Boiseالذي تبرع لر Louis
Leakeysاعتبر في البداية اسم " "Titanohomo mirabilis؛ أي رجل رائع
يشبه تيتان.
178
وبعد فترة وجيزة قدم " Zinjanthropus" Louis Leakeyإلى املؤتمر
إلافريقي الرابع حول عصور ما قبل التاريخ في ليوبولدفيل جمهورية
الكونغو الديمقراطية ،قال Dartنكته شهيرة " آلان ماذا كان سيحدث لو
ُ َ
عينة بشر جنوب إفريقيا التي تدعى :السيدة بليز قد التقت بالفتى العزيز في
إحدى الليالي املظلمة ،كانت هناك مقاومة إلنشاء ساللة جديدة ً
تماما ً
بناء
على عينات فردية " ،ورفض أعضاء املؤتمر إلى حد كبير تسمية
" ،"Zinjanthropusوفي عام 1101أشار عالم ألانثروبولوجيا ألامريكي John
Talbot Robinsonإلى أن الاختالفات املفترضة بين ""Zinjanthropus
ً
وإنسان كسارة البندق بويزي ترجع إلى أن OH 5أكبر قليال ،ولذلك أوص ى
بإعادة تصنيف ألانواع على أنها إنسان كسارة البندق بويزي.
رفض Louis Leakeyاقتراح . John Talbot Robinsonبعد ذلك نوقش
ما إذا كان إنسان كسارة البندق بويزي هو ببساطة متغير شرق إفريقي من
إنسان كسارة البندق القوي ،حتى عام 1107عندما قدم عالم الحفريات
ً ً
ألانثروبولوجيا من جنوب إفريقيا Phillip V. Tobiasوصفا أكثر تفصيال
بكثير لحفرية " "OH 5في دراسة حررها ،Louis Leakeyال يزال Phillip V.
بمسمى " ،"Zinjanthropusلكنهما ّ Tobias&Louis Leakeyيتمسكان
أوصيا بتخفيضه إلى مستوى تحت سالالت البشر ألاولى ""Zinjanthropus
،boiseiمعتبرين أن إنسان كسارة البندق مرادفا لها .تم اقتراح مرادف
إنسان كسارة البندق ألول مرة من قبل علماء ألانثروبولوجيا Sherwood
Bruce D. Patterson&Washburnفي عام ،1121ولكن آلان في املجتمع
179
العلمي يصنف تحت اسم إنسان كسارة البندق بويزي Paranthropus
. boisei
ا -حفرية ""OH 2؛
وهي عبارة عن جمجمة
متحجرة قد اكتشفها
،Mary Leakeyفي منطقة
أولدوفاي تنزانيا ،في عام
، 1121والعمر التقديري
لاحفرية حوالي 1.1مليون
سنة ،وهي عبارة عن
جمجمة شبه مكتملة
لذكر بالغ ،وله قمة سهمية كبيرة على الجزء العلوي من الجمجمة ،وجه
ً
بعيدا إلى ألامام مسطح يتكون من ألاقواس الوجنية الكبيرة املوضوعة
وأسنان الخد الضخمة.
180
ب -حفرية " KNM-ER
"406؛ وهي عبارة عن جمجمة
متحجرة قد اكتشفها
Richard Leakey and H.
،Mutuaفي منطقة كوبي فورا
تنزانيا في عام ، 1101والعمر
التقديري لاحفرية حوالي 1.7
مليون سنة ،وقدرت سعة
الجمجمة لهذه الجمجمة بر 211سم مكعب .
181
جر -حفرية كونسو
KGA10-" 10-525
"525؛ وهي عبارة عن
جمجمة متحجرة قد
اكتشفها ،A. Amzaye
في منطقة كونسو
إثيوبيا في عام ، 1113
التقديري والعمر
لاحفرية حوالي 1.0
مليون سنة ،هذه
الجمجمة هي أكبر عينة معروفة من الساللة.
182
د -حفرية
" KNM-ER 732
"A؛ وهي عبارة عن
أجزاء من جمجمة
قد متحجرة
اكتشفها Richard
Leakey and H.
،Mutuaفي منطقة
كوبي فورا تنزانيا في
عام ،1171والعمر
التقديري لاحفرية حوالي 1.7مليون سنة .توفر هذه الحفرية أدلة على
طبيعة ازدواج الشكل الجنس ي في هذا النوع البشري املبكر.
183
المراجع
- Bowman-Kruhm، Mary (2005). The Leakeys: A Biography.
Greenwood Publishing Group.
- Cachel، Susan (2006). Primate and Human Evolution.
Cambridge: Cambridge University Press.
- Dunsworth، Holly (2007). Human Origins 101. Greenwood
Publishing Group
- Leakey، Richard (1983). One Life. London: Michael Joseph.
- Lewin، Roger; Robert Foley (2004). Principles of Human
Evolution (2 ed.). Wiley-Blackwell.
- Morell، Virginia (1995). Ancestral Passions: The Leakey
family and the Quest for Humankind's Beginnings. New York:
Simon & Schuster.
- Spencer، Frank (1997). History of Physical Anthropology.
Taylor & Francis.
- Staniforth، Amy (March 2009). "Returning Zinj: curating
human origins in twentieth-century Tanzania".
- Leakey، L.S.B.، 1959. A new fossil from Olduvai. Nature
184
- Constantino، P.، Wood، B.، 2007. The evolution of
Zinjanthropus boisei. Evolutionary Anthropology
- Ungar، P.S.، Grine، F.E.، Teaford، M.F.، 2008. Dental
microwear and diet of the Plio-Pleistocene hominin Paranthropus
boisei.
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/paranthropus-boisei
- https://milnepublishing.geneseo.edu/the-history-of-our-
tribe-hominini/chapter/paranthropus-boisei/
- https://australian.museum/learn/science/human-
evolution/paranthropus-species/
185
الفصل الخامس عشر
إنسان كسارة البندق القوي
Paranthropus robustus
186
عاشت تلك الساللة بالفترة ما بين 1-2مليون سنة في جنوب إفريقيا،
تلك أحدث سالالت إنسان كسارة البندق ،كما هو الحال في باقي سالالت
إنسان كسارة البندق فالجمجمة شديدة البناء قادرة على إنتاج ضغوط
ُ
عالية وقوى عض ،باإلضافة إلى أسنان الخد املنتفخة كما أن الذكور لداهم
جماجم أكثر كثافة من إلاناث ،قد يكون لدى إنسان كسارة البندق القوي
قابلية وراثية لتأليب نقص تنسج املينا على ألاسنان ،ويبدو أنه كان لديه
معدل تجويف أسنان مشابه لإلنسان الحديث غير الزراعي.
ُيظهر إنسان كسارة البندق القوي ضخامة باألسنان التي بعد ألانياب
حيث إ ن أسنان الخد ضخمة ولكن القواطع وألانياب بحجم إلانسان
الحالي ،الضواحك تشبه ألاضراس ،يتساوى سمك املينا على أسنان الخد
ً
نسبيا مع سمك البشر املعاصرين ،على الرغم من أن مينا أسنان الخد
ً
للسالالت البشرية ألاولى تزداد سمكا خاصة عند أطراف الشرفات بينما
يتكاثف عند إلانسان عند قاعدة الشرفات.
لدى إنسان كسارة البندق القوي وجه طويل مع تكهنات طفيفة بأن
الفك بارز إلى حد ما ،وتتمتع جماجم الذكور بقمة سهمية واضحة املعالم
على خط الوسط لاجمجمة وعظام الخد املتضخمة ،والتي من املحتمل أن
تدعم العضالت الصدغية الضخمة املهمة في املضغ ،يبرز الخدان ً
بعيدا
عن الوجه بحيث يبدو الوجه مقعرا ،أدى هذا إلى إزاحة تجاويف العين إلى
187
حد ما مما تسبب في ضعف حافة الحاجب وانحسار الجبهة. ألامام إلى ّ
ٍ
الخدود املنتفخة كانت ستدفع ً
أيضا عضلة املضغ إلى ألامام وتدفع صفوف
ألاسنان لاخلف ،مما قد يخلق قوة عضة أعلى على الضواحك .إن فرع
عظم الفك الذي يربط الفك السفلي بالفك العلوي طويلة مما قد يؤدي
إلى يادة قوة العض ،القمة السهمية املحددة ً
جيدا والخدان املتضخمان ز
غائبان في جمجمة ألانثى املفترضة " ،"DNH-7لذلك اقترح Keyserأن ذكر
إنسان كسارة البندق القوي ربما يكون أكثر قوة من إلاناث ،والقمة
السهمية للذكر املفترض " "DNH 155تكون في الخلف نحو مؤخرة الرأس.
عند وصف ألانواع ،قدر بروم مجزأة املخ لر TM 1517بر 011سم مكعب،
وقام مع عالم ألانثروبولوجيا الجنوب إفريقي جيريت ويليم هندريك شيبرز
بمراجعة هذا إلى 011-272سم مكعب في عام .1100للمقارنة ،بعد مرور
عام علق عالم الرئيسات البريطاني ويلفريد لو جروس كالرك أنه ً
نظرا ألنه
ال ُيعرف سوى جزء من العظم الصدغي على جانب واحد ،ال يمكن قياس
حجم املخ بدقة لهذه العينة ،في عام 2121تم اكتشاف الجمجمة الكاملة
تقريبا DNH 155وتم قياس حجم دماغها بحوالي 021سم مكعب .ً
188
ألاقدم ،واعتبر هذه خاصية جديدة بسبب زيادة القدرات الدماغية والتي
تتطلب املزيد من الغذاء وألاكسجين.
ومنذ ذلك الحين تم إثبات أن الفرع الجداري يمكن أن ينشأ إما من
ً
الفروع ألامامية أو الخلفية ،وأحيانا كليهما ،وتختلف القنوات نصف
الدائرية الخلفية في ألاذن الداخلية لراحفرية " "SK 47" – "SK 46عن تلك
املوجودة في السالالت البشرية ألاقدم أو إلانسان ،مما يشير إلى أنماط
حركية مختلفة في حركة الرأس ،حيث يؤثر تشريح ألاذن الداخلية على
الجهاز الدهليزي وهو املسؤول باإلحساس بالتوازنُ ،يعتقد أن القنوات
الهاللية الخلفية لإلنسان الحديث تساعد في الاستقرار أثناء الجري ،مما
قد يعني أن إنسان كسارة البندق القوي لم يكن لديه القدرة على الجري
بشكل سليم.
ُيعتقد أن هذا النوع قد أظهر ثنائية في الشكل الجنس ي بشكل ماحوظ،
مع الذكور أكبر بكثير وأكثر قوة من إلاناث ،في عام 1111قدر عالم
ألانثروبولوجيا ألامريكي ً Henry McHenry
أيضا الارتفاع الحي لثالث عينات
من 137سم إلى 111سم على التواليً ،
بناء على ثالث الحفريات أبلغ عن
متوسط ارتفاع يبلغ 132سم للذكور إنسان كسارة البندق القوي و111
سم لإلناث،في عام 2112أبلغ عالم ألانثروبولوجيا ألامريكي Trenton
Hollidayباستخدام معادلة على 3عينات عن متوسط 37كجم بمدى
03-31كجم ،وفي عام 2112قدر عالم ألانثروبولوجيا البيولوجية Mark
189
Grabowskiوزمالؤه باستخدام 1عينات متوسط 32.3كجم للذكور و20
كجم لإلناث.
ً
كان ملفصل الرسغ في اليد نفس قدرات البشر املعاصرين بدال من الانثناء
ألاكبر الذي حققته السالالت السابقة ،ولكن يبدو أن رأس نصف قطر
ً الكوع كان قاد ًرا ً
تماما على الحفاظ على الاستقرار عندما كان الساعد مرنا،
من املمكن أن يعكس هذا بعض النشاط الشجري كما هو مفترض.
تعرض الحفرية " "SKX 3602عمليات إبرية شعاعية قوية بالقرب من
اليد والتي تشير إلى عضالت عضدية قوية وشبكية باسطة مثل إلانسان،
وتكون عظام ألاصابع غير منحنية ولداها ارتباط عضلي ضعيف ،تتوافق يد
إنسان كسارة البندق القوي مع قبضة دقيقة شبيهة باإلنسان والتي من
شأنها أن تجعل من املمكن إنتاج أو استخدام ألادوات التي تتطلب وظائف
حركية أكبر من أدوات الرئيسات.
عظم الفخذ مفلطح بشكل أمامي خلفي قد يشير هذا إلى مشية تشبه
مشية البشر ألاوائل أكثر من مشية إلانسان الحديث ،كما أن أربعة عظام
فخذية مخصصة لر إنسان كسارة البندق القوي"SK " - "SK 82" - "SK 19
ُ
"SK 3121" - "97تظهر بنية قد تشير إلى القدرة على إنتاج ق َوى تتفق مع
املش ي على قدمين مثل إلانسان ،يبدو أن رأس الفخذ ّ
للعينة ""StW 311
التي ينتمي إلى إنسان كسارة البندق القوي قد تم وضعه بشكل معتاد في
أوضاع شديدة الانثناء والتي تكون متسقة مع نشاط التسلق املتكرر ،ومن
190
ً
تفسيرا غير الواضح ما إذا كان جلوس القرفصاء املتكرر يمكن أن يكون
ً ً
صالحا ،والتعقيد التركيبي لعظمة رأس الركبة لاحفرية ""SKX 1084 بديال
والذي يعكس سمك الغضروف وبالتالي استخدام مفصل الركبة واملش ي
على قدمين ،هو في منتصف الطريق بين إلانسان الحديث والسالالت
السابقة ،كما أن عظم إصبع القدم الكبير من إنسان كسارة البندق القوي
ً
ليس خشنا ،مما يشير إلى وضعية القدم في نطاق الحركة الشبيه باإلنسان،
لكن مفصل الكاحل البعيد كان من شأنه أن يعيق دورة املش ي.
قد يكون إنسان كسارة البندق القوي وإلانسان املاهر (جنس الحق) قد
حققا نفس الدرجة من املش ي على قدمين.
َ
يشبه الحوض حوض ْي ساللة بشر عفار وساللة بشر جنوب إفريقيا ،لكن
لديه عظمتا الحوض أعرض ومفصل الحوض والورك أصغر مثل إلانسان
الحديث ،تتميز عظام الحوض في إنسان كسارة البندق القوي بتطور سطح
العمود الفقري وهو أمر مهم في تثبيت العجز ،ويشير إلى أن انحناء الفقرات
القطنية وبالتالي لديه القدرة على املش ي على قدمين ،على الرغم من أن
الاختالفات في تشريح الحوض الكلي قد تشير إلى أن إنسان كسارة البندق
ْ
القوي قد استخدم عضالت مختلفة لتوليد القوة وربما كان لديه ِإليه
مختلفة لتوجيه القوة نحو العمود الفقري ،وهذا مشابه لاحالة التي
شوهدت في ساللة بشر جنوب إفريقيا ،يمكن أن يشير هذا إلى أن ألاطراف
السفلية لداها نطاق حركة أوسع من تلك املوجودة في إلانسان الحديث.
191
أثناء النمو يكون الجزء ألامامي من الفك ينمو بمعدل سريع في حين أن
ً
مشاهها إلى حد ما الجوانب ال تنمو بتلك السرعة ،كان عظم الفك لداهم
لعظم الفك عند إلانسان الحديث ،ولكن اتساع هذا النوع نما كما هو
متوقع من قوة تلك الساللة املذهلة في مرحلة البلوغ ،وبحلول الوقت الذي
ينفجر فيه الضرس الدائم ألاول اتسع جسم الفك السفلي والفك ألامامي
ً
متباعدا عن مسار إلانسان الحديث. وتمدد فرع الفك السفلي
قد تكون إلاناث قد وصلت إلى مرحلة النضج الهيكلي بحلول الوقت
الذي اندلع فيه الضرس الثالث ،ولكن يبدو أن الذكور استمروا في النمو
بعد بلوغهم مرحلة النضج السني ،وخالل هذه الفترة أصبحوا أكثر قوة
بشكل ماحوظ من إلاناث .تمت مناقشة ما إذا كان إنسان كسارة البندق
القوي يمتلك طفرة نمو محددة من حيث الطول إلاجمالي خالل فترة
املراهقة وهو حدث فريد للبشر ،تم التعرف على ما يصل إلى أربعة أفراد
من إنسان كسارة البندق القوي على أنهم يعانون من تجاويف أسنان ،مما
يشير إلى معدل مشابه لإلنسان الحديث غير الزراعي ( ،)٪2-1وهذا أمر
غذائيا ً
غنيا ً غريب حيث ُيعتقد أن لدى إنسان كسارة البندق القوي ً
نظاما
باألطعمة الخشنة ،ويجب أن تقلل ألاطعمة الخشنة من معدل حدوث
التسوس ،لذلك ربما استهلك إنسان كسارة البندق القوي ً
غالبا ألاطعمة
التي تحتوي على نسبة عالية من السكر املسببة للتجاويف.
192
ً
أظهر ضرس من موقع شمال جوهانسبرج جنوب إفريقيا تجويفا في جذر
السن وهو أمر نادر الحدوث في أحافير البشر ألاوائل ،من أجل أن تصل
ً
البكتيريا التي تخلق التجاويف إلى هذه املنطقة فترتبط عادة بأمراض اللثة
ً
أو الاندفاع الفائق للسن الذي يحدث عندما يصبح مهترئا ويجب أن يندلع
ً
أكثر قليال من أجل الحفاظ على عضة مناسبة ،مما يؤدي إلى تعريض الجذر
في هذه العملية ،وهذا ألاخير هو ألارجح فيبدو أن الجذر املكشوف قد تسبب
في حدوث فرط تسمم لتثبيت السن في مكانه ،يبدو أن التجويف قد تعافى
ربما بسبب تغيير في النظام الغذائي أو ميكروبيوم الفم أو فقدان الضرس
املجاور.
ً ً
بناء على عينة مكونة من 012سنا يبدو أن لداهم معدل حدوث منخفض
يبلغ حوالي ٪10-12لعاج ألاسنان من الدرجة الثالثة ،والذي يتكون إلصالح
تلف ألاسنان الناجم عن التآكل املفرط أو تجاويف ألاسنان ،ويبدو أنه لداهم
معدالت عالية بشكل ماحوظ من نقص تنسج املينا ،حيث يكون تكوين
ً ً ً
متجانسا في الغالب ،تأثر حوالي ٪07 متقطعا بدال من أن يكون مينا ألاسنان
من أسنان الطفل و ٪10من أسنان البالغين ،مقارنة بحوالي ٪0.7و٪0.3
على التوالي لألسنان املركبة للبقايا البشرية ألاخرى ،تتوافق حالة هذه
الثقوب التي تغطي السن بالكامل مع أمراض إلانسان الحديث.
في عام 1101قام عالم ألانثروبولوجيا ألامريكي ،Alan Mannباستخدام
نضج ألاسنان بتقسيم عينات إنسان كسارة البندق القوي من سوارترانس
193
إلى أعمار مختلفة ،ووجد متوسط 17.2سنة عند الوفاة وليس بالضرورة
كانت الوفاة بسبب الشيخوخة ،وكانت العينة ألاقدم ما بين 32 -31عاما،
أيضا عن متوسط 22.2سنة بالنسبة لساللة بشر جنوب إفريقيا وقد أبلغ ً
باستخدام هذه الفرضية يتبين أن هؤالء البشر عاشوا طفولة طويلة ألامد
شبيهة باإلنسان ،ور ًدا على ذلك في عام 1171قال عالم ألاحياء Kelton
McKinleyإن فرضية Alan Mannتحتاج املزيد من العينات ،وأفاد بما في
عاما ،اتفق على أن إنسانذلك إنسان كسارة البندق بويزي بمعدل ً 11
كسا ة البندق القوي بما كان قد عاش طفولة طويلة ،وتكهن ً
أيضا بأن ر ر
عاماً ،
وبناء على ذلك خلص إلى النضج الجنس ي وصل إلى ما يقرب من ً 11
أن ألاطفال يولدون على فترات من 3إلى 0سنوات باستخدام اختبار
إحصائي لتعظيم عدد ألاطفال املولودين.
في عام 1112توصل عاملا ألاحياء البريطانيان Tim & Paul H. Harvey
Clutton-Brockإلى معادالت تتعلق بحجم الجسم حديثي الوالدة لدى
الرئيسات ،والتي طبقها McHenryعلى السالالت البشرية في عام ،1110
وبالنسبة إلنسان كسارة البندق القوي فإن حجم دماغ حديثي الوالدة يبلغ
172سم مكعب والوزن 1.1كجم ويكون الحمل 7.0شهر والفطام بعد
شهرا ويكون سن النضج 31.1شهر من الوالدة وتكون فترة الحضانة ً 02
1.7سنوات وسن التكاثر 11.0سنة والحد ألاقص ى للعمر 03.3سنة.
194
غالبا ما تحتوي مواقع كهوف مهد الجنس البشري بجنوب إفريقيا على ً
ُ
أدوات حجرية وعظمية ،حيث تنسب ألاولى إلى إلانسان املبكر وألاخيرة
بشكل عام إلى إنسان كسارة البندق القوي ،حيث تكون أدوات العظام أكثر
وفرة عندما ال يزال عدد بقايا إنسان كسارة البندق القوي يفوق عدد بقايا
إلانسان ،تم اقتراح تقنية عظام السالالت البشرية ألاولى ألول مرة من قبل
Dartفي 1121وأسماه "ثقافة العظام العظمية" ،والتي نسبها إلى ساللة
بشر جنوب إفريقيا في ماكابانسجات والتي يرجع تاريخها إلى حوالي 2.0
مليون سنة مضت ،لم تعتبر هذه العظام أدوات ووجود هذه الثقافة غير
مدعوم.
تم إلابالغ عن أول أداة عظم محتملر ررة بواس ر ر ر رطر ررة Robinsonفي عر ررام
1121في كهوف سررتيركفونتاين ،وقد اسررتعادت الحفريات التي قادها عالم
ال ر رح ر رفر ررري ر ررات ال ر رج ر رنر رروب إفر ررري ر رقر رري Charles Kimberlin Brainفر رري ك ر رهر رروف
س ر ر ر ررتيركفونترراين في أواخر الثمررانينررات وأوائررل التس ر ر ر ررعينررات 10أداة عظميررة
مماثلة ،واس ر ررتعادت عمليات التنقيب التي قادها Keyserفي Drimolenتم
الرعرثررور عرلررى جرمريرع ه ر ررذه ألادوات جرنر ًب ر را إلرى جرن ر ررب مرع ألادوات الرحرجررري ر ررة
ألاشر ررولينية ،باسر ررتثناء موقع سر رريتركفونتاين رقم 1التي عثر هها علي ألادوات
الحجري ررة ألاول رردواني ررة ،وب ررالت ررالي هن رراك 111عين ررة من أدوات العظ ررام من
ً
املنطقر ررة إجمر رراال ،ربمر ررا تم اس ر ر ر ررتخر رردام أدوات العظر ررام لقطع أو معر ررالجر ررة
النباتات ومعالجة الفاكهة بالتحديد فاكهة املاروال أو لحاء الشررجر املقطوع
ً
أو حفر الدرنات أو جحور النمل ألابيض ،عادة ما يتم الحصررول على أدوات
195
العظام من جذع العظام الطويلة من الثدييات متوسطة إلى كبيرة الحجم،
ض ر را العثور على أدوات مصر رردرها الفك السر ررفلي وألاضر ررالع ونواة ولكن تم أي ً
القرون ،لم يتم تص ر ر ررنيعها أو تش ر ر رركيلها بش ر ر رركل اهدف ملهمة ما ،ولكن ً
نظرا
لعدم تعرض ررها للعوامل الجوية وهناك تفض رريل معروض الس ررتخدام عظام
مرعرين ر ررة ،فمن املحتم ر ررل أن تكون املواد الخ ر ررام منتق ر رراة ي ر رردو ًي ر را على وج ر رره
التحديد ،يتناقض هذا مع أدوات العظام في ش رررق إفريقيا التي يبدو أنه تم
تعديلها وتقطيعها مباشرة إلى أشكال محددة قبل استخدامها.
في عام 2117أشار عالم ألانثروبولوجيا Charles Lockwoodوزمالؤه إلى
أن إنسان كسارة البندق القوي لديه ازدواج الشكل الجنس ي ،حيث يكون
الذكور أكبر بشكل ماحوظ من إلاناث يرتبط هذا بشكل شائع بمجتمع
متعدد الزوجات الذي اهيمن عليه الذكور حيث يتمتع ذكر واحد بحقوق
تكاثر حصرية ملجموعة من إلاناثً ،
نظرا ألن غالبية عينات إنسان كسارة
جنسيا هي ذكور ،يبدو أن معدل الوفيات لدىً البندق القوي املصنفة
الذكور أعلى من إلاناث في مجتمع الحريم ،من املرجح أن يتم طرد الذكور
نظرا لزيادة املنافسة بين الذكورعلى إلاناث ،وقد يكونمن املجموعة ً
الذكور املنفردون أكثر عرضة لالفتراس ،ومع ذلك في عام 2111درس عالم
إلانسان القديم Sandi Copelandوزمالؤه نسبة نظائر السترونشيوم
ألسنان حديثي الوالدة ،و أن النتائج تشر إلى انخفاض معقولية مجتمع
الحريم ،والذي كان من شأنه أن يؤدي إلى مجتمع محلي بسبب املنافسة
جدا عنبعيدا ً
املتزايدة بين الذكور وإلاناث ،ال يبدو أن الذكور قد غامروا ً
196
الوادي مما قد يشير إما إلى نطاقات منزلية صغيرة ،وباملثل في عام 2110
دحضت عاملة ألانثروبولوجيا البولندية Katarzyna Kaszyckaأن النضج
أيضا بين الرئيسات وعلى سبيل املثال قرد الريسوس الذي املتأخر يظهر ً
ً ً ً
مجتمعا متعدد الذكور وقد ال يكون
مؤشرا دقيقا للبنية الاجتماعية، يضم
ً
إذا فضلت إنسان كسارة البندق القوي موطنا للسافانا ،فإن املجتمع
متعدد الذكور سيكون أكثر مالءمة في الدفاع عن املجموعة من الحيوانات
املفترسة في البيئة ألاكثر خطورة ،وفي عام ،2117افترضت عاملة
ألانثروبولوجيا Katharine Baloliaوزمالؤها أنه ً
نظرا ألن ذكور القردة
العليا غير البشرية لداها قمة سهمية أكبر من إلاناث خاصة الغوريال وإنسان
الغاب ،فقد تتأثر القمة باالنتقاء الجنس ي باإلضافة إلى دعم عضالت املضغ.
في عام ،2110استنتج عاملا ألانثروبولوجيا David &Bernard Wood
Straitفي مراجعتهما ملؤلفات إنسان كسارة البندق الغذائية ،أنه كان
ً
بالتأكيد من املغذيات عامة وأن إنسان كسارة البندق القوي كان آكال
لاحوم ،ووجدا أن ألانماط تشير إلى أن الطعام القاس ي كان ناد ًرا ما يتم
استهالكه ،وبالتالي فإن البنية الثقيلة لاجمجمة كانت ذات صلة فقط عند
تناول أطعمة احتياطية غير مرغوبة ،اقترح تحليل نظائر الكربون لعام
2110أن إنسان كسارة البندق القوي تعيش في نباتات السافانا بشكل
ً
اعتمادا على املوسم ألامطار ،مما قد يشير إما إلى أساس ي أو نباتات الغابات
التحوالت املوسمية في النظام الغذائي أو الهجرة املوسمية من الغابات إلى
أيضا أن تكثر إنسان كسارة البندق القوي من السافانا ،من املحتمل ً
197
ألاطعمة الصلبة مثل البذور أو املكسرات حيث كان لداها معدل تقطيع
أسنان معتدل ،مقابل القليل أو ال ش يء في إنسان كسارة الندق البويزي،
يمكن أن يشير معدل التجويف املرتفع إلى استهالك العسل ،ربما اعتمد
املراهقون من إنسان كسارة البندق القوي على الدرنات أكثر من البالغين،
تشير مينا ألاسنان للصغار إلى أن فطرة الفصام كانت مبكرة أو اتباع نظام
ً
غذائي أكثر كشطا من البالغين الذي أزال طبقة املالط واملينا أو كليهما ،من
أيضا أن صغار إنسان كسارة البندق كانوا أقل قدرة على إزالة املحتمل ً
ً
الحبيبات من ألاطعمة املحفورة بدال من البحث عن املزيد من ألاطعمة
الكاشطة.
قد تكون عظام السالالت البشرية ألاخرى قد تراكمت في الكهوف بسبب
جر الحيوانات آكلة الاحوم الكبيرة في الجثث ،والتي تم استكشافها
بالتفصيل ألول مرة في عام 1113من قبل ُ ،Brainوو ِجد لدى إنسان كسارة
البندق القوي " "SK 54عالمتا ثقب تتفقان مع ألانياب السفلية لعينة النمر
" "SK 349من نفس الرواسب ،افترض Brainأن القطط الكبيرة وربما ً
أيضا
ّ
املتخصصة في قتل البشر ألاوائل ،لكن تحليل نظائر الكربون يشير الضباع
إلى أن هذه ألانواع كانت ً
غالبا تأكل حيوانات الراعي الكبيرة ،في حين أن
الفهد والضباع املرقطة كانت أكثر احتماال الصطياد إنسان كسارة البندق
ً
متأكدا مما إذا كانت هذه الحيوانات املفترسة تبحث القوي ،ولم يكن Brain
عنهم بنشاط وأعادتهم إلى عرين الكهف لتناول الطعام ،أم سكنوا فترات
كمينا لهم عندما دخلواً ،
غالبا ما تأوي ً
استراحة أعمق من الكهوف ونصبوا
198
قرود البابون الحديثة في هذه املنطقة في املجاري املائية خاصة في ليالي
الشتاء الباردة ،على الرغم من أن Brainاقترح أن السالالت البشرية تهاجر
ً ً
موسميا من هايفيلد إلى بوشفيلد ألاكثر دفئا ،ويأخذ مالجئ الكهوف فقط
في الربيع والخريف ،وكسلوك مضاد للمفترسات ً
غالبا ما يربط قردة البابون
نفسها بالحيوانات العاشبة املتوسطة والكبيرة ،ومن املمكن أن يكون
إنسان كسارة البندق وجد وفرة من ألابقار والخيول املتوسطة إلى الكبيرة
وتعايش معهم.
على الرغم من أن إنسان كسارة البندق القوي كان ً
نوعا ً
قويا إلى حد ما
مع تحمل التقلبات البيئية ،إال أنه يبدو أنه يفضل البيئات املشجرة وباملثل
يعود تاريخ معظم بقايا إنسان كسارة البندق القوي إلى فترة رطبة في جنوب
إفريقيا منذ 1.72 - 2مليون سنة مواتية ملثل هذه املناطق البيئية.
تزامن انقراض إنسان كسارة البندق القوي مع انتقال منتصف العصر
الجليدي ومضاعفة مدة الدورة الجليدية ،أثناء ألاحداث الجليدية مع وجود
املزيد من الجليد املحبوس في القطبين يتقلص حزام املطر الاستوائي نحو
خط الاستواء ،مما تسبب في تراجع بيئات ألاراض ي الرطبة والغابات ،قبل
التحول من املحتمل أن تجمعات إنسان كسارة البندق القوي قد تقلصت
إلى مناطق ماجأ مشجرة معينة على مدار 21ألف عام لتصبح منقرضة
إقليميا في مناطق معينة حتى الدورة الرطبة حيث ستعيد إسكان تلك ً
199
املناطق ،قد يكون التمديد املستمر لدورات الجفاف قد تسبب في انقراضه
مع حدوث آخر مرة في السجل ألاحفوري منذ 1مليون سنة.
ومع ذلك فإن النطاق الجغرافي إلنسان كسارة البندق القوي في السجل
ألاحفوري هو ما يقرب من 211كيلومتر مربع ،في حين أن الغوريال الشرقية
والغربية املهددتين باالنقراض تسكن ، 71111فمن غير املحتمل أن يمثل
توزيع ألاحافير النطاق الحقيقي ،وبالتالي من املحتمل أن تكون إنسان
ً
مؤخرا في مكان آخر غير مهد الجنس كسارة البندق القوي قد انقرضت
البشري جنوب إفريقيا.
لقد تم العثور على حفريات تلك الساللة في كاال من كهوف كرومدراي -
سوارترانس -ستيركفونتين -جوندولين -كوبر – ودريمولين بجنوب إفريقيا،
ولم يعثر على حفريات خارج تلك املنطاق الصغيرة ،اكتشف في عام 1131
جزءا من سالالتوكان من بين أوائل أشباه البشر املوصوفين وأصبح ً
إنسان كسارة البندق ،وتم اكتشاف البقايا ألاولى وهي جمجمة جزئية
تشتمل على جزء من عظم الفك " "TM 1517في يونيو 1131في موقع كهف
كرومدراي جنوب إفريقيا ،على يد تلميذ محلي ،Gert Terblancheوقد
أعطى الرفات إلى Charles Sydney Barlowناشط الحفاظ على البيئة في
جنوب إفريقيا ،الذي نقلها بعد ذلك إلى عالم الحفريات في جنوب إفريقيا
،Robert Broomومن ثم بدأ فحص املوقع وبعد بضعة أسابيع تم اكتشاف
الجزء السفلي من عظم الذراع العلوي والجزء العلوي من عظم الذراع
200
السفلي وجميعها تعود لاحفرية " ،"TM 1517كما الحظ أن بقايا كرومدراي
كانت قوية بشكل خاص مقارنة بالبشر ألاوائل آلاخرين ر
وفي أغسطس 1131صنف Robert Broomبقايا كرومدراي القوية إلى
جنس جديد واقترح Paranthropus robustusوكلمة Paranthropus
مشتق من الفقرة اليونانية القديمة παραبجانب أو جانبي وكلمة á
ánthroposتعني :رجل ،وهي تعرف أيضا باإلنسان الجانبي أو النظير،
وكلمة robustusتعني القوي.
201
-حفرية " :"SK 46هي
حفرية لجزء من الجمجمة ،تم
العثور عليها في سوارترانس
جنوب إفريقيا عام 1101من
قبل عالم الحفريات ،ويقدر عمر
هذه الحفرية بر 1.2إلى 1.1مليون
سنة ،وكانت أبرز معالم هذه
ألاحفورة هي ألاسنان الوجنية
الكبيرة والعرف السهمي.
202
المراجع
- Broom، R.، 1938. The Pleistocene anthropoid apes of South
Africa. Nature 142، 377-379.
- Scott، R.S.، Ungar، P.S.، Bergstrom، T.S.، Brown، C.A.،
Grine، F.E.، Teaford، M.F.، Walker، A.، 2005. Dental microwear
texture analysis shows within-species dietary variability in fossil
hominins. Nature 436، 693–695.
- Sponheimer، M.، Passey، B.H.، de Ruiter، D.J.، Guatelli-
Steinberg، D.، Cerling، T.E.، Lee-Thorp، J.A.، 2006. Isotopic
evidence for dietary variability in the early hominin Paranthropus
robustus. Science 314، 980-982.
- Wood، B.، Strait، D.، 2004. Patterns of resource use in early
Homo and Paranthropus. Journal of Human Evolution 46، 119–
162.
- Broom، R. (1948). "Another new type of fossil ape-man".
Nature. 162 (4132): 57.
- Washburn، S. L.; Patterson، B. (1951). "Evolutionary
Importance of the South African 'Man-apes'". Nature.
203
- Laden، G.; Wrangham، R. (2005). "The rise of the hominids
as an adaptive shift in fallback foods: Plant underground storage
organs (USOs) and australopith origins". Journal of Human
Evolution
- Balolia، K. L.; Soligo، C.; Wood، B. (2017). "Sagittal crest
formation in great apes and gibbons". Journal of Anatomy. 230
(6): 820–832.
- Dávid-Barrett، T.; Dunbar، R. I. M. (2016). "Bipedality and
hair loss in human evolution revisited: The impact of altitude and
activity scheduling". Journal of Human Evolution. 94: 72–82.
- Macho، Gabriele A. (2014). "Baboon Feeding Ecology
Informs the Dietary Niche of Paranthropus boisei". PLOS ONE. 9
(1): 84942.
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/paranthropus-robustus
204
الخــــاتمة
إن تلك السالالت تمثل فرعا جانبيا موازيا للسالالت إلانسانية ألاولى
والتي ظهرت في وقت متقارب وأيضا في نفس النطاق الجغرافي ،فالبد من أن
العوامل الطبيعية واملناخية لعبت دورا هاما في تلك املرحلة ،وبالرغم من
أن تلك السالالت ال ننحدر منها كإنسان حديث إال أنها صاحبة ثقافة بشرية
مميزة في تلك العصور وتواجدت بمنطقة جنوب إفريقيا؛ أي ساللة إنسان
205
كسارة البندق القوي ،وهي ثقافة العظام العظمية التي ذكرناها سابقا وهي
صناعة أو استخدام عظام الحيوانات كأدوات للصيد أو الدفاع.
تنحدر تلك السالالت من ساللة بشر عفار التي كانت تقطن نطاق شرق
إفريقيا ،وهناك آراء أخرى حيث يرى البعض أن إنسان كسارة البندق
ً
منفردا ،ولكن القوي انشق من ساللة بشر عفار مباشرة ليمثل الشق آلاخر
املرجح هو أنه انشق من ساللة إنسان كسارة البندق إلاثيوبي واملخطط
التالي يوضح ترتيب تلك السالالت.
السالالت البشرية
األخرى ساللة إنسان كسارة
البندق البويزي
5.51-2.1مليون سنة
سالالت إنسان كسارة
ساللة بشر عفار البندق اإلثيوبي
2.9-3.9مليون سنة
2.3-2.7مليون سنة
ساللة إنسان كسارة
السالالت اإلنسانية البندق القوي
األولى 5-2مليون سنة
206
عاشت سالالت إنسان كسارة البندق على حدة؛ أي لم تتعايش ٌّ
أي منها
مع ألاخرى ،فإنسان كسارة البندق القوي عاش في منطقة جنوب إفريقيا،
وساللتا إنسان كسارة البندق إلاثيوبي والبويزي عاشتا في منطقة شرق
إفريقيا ،وهنا بينهما فترة التقاء صغيرة نسبيا ،ولكن مواقع الحفريات ألاولى
تختلف في ا ملواقع ،وإن دل ذلك على ش يء فيدل على أن ساللة إنسان
كسارة البندق البويزي عاشت في البداية في نطاق مجاور لإلثيوبي ،كما أن
ً
منفردا كبير يصل الفارق الزمني الذي عاش فيه إنسان كسارة البندق بويزي
إلى حوالي 1.32مليون عام.
يشير البعض أيضا إلى أن تصنيف بويزي وإثيوبي يجب مراجعته ،حيث
إنهم يعتقدون أنها ساللة واحدة وأن اختالف الحفريات من املمكن أن يكون
بسبب التغيرات الحادثة بين تلك الفترة الزمنية الطويلة املمتدة ،كما أشار
البعض أن الاختالف بين حفريات تلك الساللتين يمكن أن تكون مدى
التباين الجنس ي بين الذكور وإلاناث ،ولكن يرجح املجتمع العلمي أنهما
ساللتان ،والخريطة التالية توضح النطاق الجغرافي لهم.
207
ومن الخريطة السابقة يتضح لنا أن هناك نطاقين متباعدين لتواجد
إنسان كسارة البندق ،ويتبين لنا أيضا أن إنسان كسارة البندق القوي قد
ارتحل من شرق إفريقيا إلى جنوب إفريقيا.
لقد تعايشت تلك املجموعة من سالالت إنسان كسارة البندق مع
العديد من السالالت ألاخرى في خالل فترات تواجدها التي امتدت قرابة 1.3
مليون سنة ،فقد عاصرت السالالت البشرية ألاولى من منتصف رحلتها حتى
انتهائها تماما ،كما شهدت نشوء السالالت إلانسانية ألاولى وقد تكون
تعايشت معها وخصوصا في منطقة جنوب إفريقيا وظلت تعاصرها حتى
انقرضت.
208
عندما ننظر إلى الاختالفات البينة لسالالت إنسان كسارة البندق نرى أن
حجم املخ تراوح بين 011إلى 011سم ،3ويكون أصغرهم هو إنسان كسارة
البندق إلاثيوبي وألاكبر هو القوي من حيث حجم املخ ،وتتراوح أطوالهم ما
بين 111إلى 120سم كما تترواح أوزانهم ما بين 20إلى 21كجم ويعد
أكبرهم من حيث الحجم هو إنسان كسارة البندق البويزي ،إنسان كسارة
البندق بويزي هو أقوى فرد من عائلة سالالت إنسان كسارة البندق ،في
ً
حجما مع حين أن إنسان كسارة البندق القوي في جنوب إفريقيا أصغر
ً
نسبيا والحواف السفلية ملجاري العين مستديرة، ميزات أكثر ،مثل :رشاقة
كانت الفترة بين كل مولود وآلاخر من 3إلى 0سنوات ،وتكون فترة الحضانة
شهرا ويكون سن النضج 1.7سنوات وسن التكاثر 11.0سنة وال ّ
تتعدى ً 02
أعمارهم منتصف ألاربعين.
كما أن تلك السالالت ما زالت تفضل بيئات الغابات بشكل عام ولهذا
يعتقد أنهم ما زالوا يمتلكون غطاء شعر لاجسم كثيفا ،كما أن هنا ما يشبه
إلى نوع ما تنظيم ألادوار داخل الجماعة الواحدة حيث إن الحفريات
املنفردة في بعض املناطق تدل على أن الذكور قد ترحلوا إلى مناطق أبعد
بحثا عن الطعام ،كما أنهم بشكل عام ُمغذيات نباتية ويأكلون الاحوم كلما
سمحت لهم الفرص وهذا بسبب النطاق الجغرافي املرتفع الذي تقل به
الحيونات العاشبة.
209
الباب الثالث
السالالت إلانسانية ألاولى
210
المقدمة
السالالت إلانسانية ألاولى هي تلك السالالت التي عاشت في الفترة املمتدة
ما بين 1.2-2.1مليون سنة ،تلك الفترة التي عانت فيها شرق القارة
إلافريقية من موجات الجفاف املتالحقة كما أوضحنا في الباب السابق،
ولكن في نهاية تلك الفترة أخذت تمتد فيها فترات الجفاف إلى مدة زمنية
أطول ،مما ّأدى إلى زيادة مناطق الحشائش وتقلص نطاق الغابات ،كما
سنرى أنه كلما تقدمنا في الزمن وجدنا حفريات تدل على أن بعض تلك
السالالت قد تأقلم على العيش في مناطق الحشائش ،كما أنه بدأ يتجه نحو
املناطق السهلية املنخفضة ،أثرت البيئات الجديدة على أنماط الحياة
لداهم وأيضا على مهاراتهم والهيكل الاجتماعي.
كان هناك خالف قائم حول أي من السالالت السابقة هي الجد ألاكبر
الذي انحدرت منه السالالت إلانسانية ألاولى ،ظل هذا السؤال مطروحا
ولم يكن هناك دليل واضح حول إلاجابة على هذا السؤال ،وكما تعودنا أن
تخبرنا الاكتشافات الجديدة والحفريات والبقايا عن تلك ألاسئلة الشائكة.
في عام 2113تم العثور على حفرية LD 350-1وكانت عبارة عن فك
سفلي متحجر ،لقد أخبرتنا عن العديد من ألاشياء التي لم نكن نعلمها كما
أجابت على السؤال السابق؛ أن الجد ألاكبر للسالالت إلانسانية ألاولى هي
ساللة بشر عفار والتي تحدثنا عنها في الباب ألاول ولقد انشقت منها العديد
211
من السالالت السابقة ،كما أن الحفرية أخبرتنا بمعلومة صادمة أال وهي أن
عمر السالالت إلانسانية أسبق مما كنا نتوقعه ،وهذا ما دفع العلماء إلى
إعادة تنظيم شجرة العائلة إلانسانية البشرية.
السالالت إلانسانية ألاولى املكتشفة حتى آلان هي:
-2إلانسان العامل. -1إنسان رودلف.
-0إنسان جواتن. - 3إلانسان املاهر.
تلك ألاخيرة محل نقاش بين املجتمع العلمي فلم يتم الاعتراف هها على
ً
تعطنا معلومات وفيرة حتى
نحو واسع ،وألابحاث التي تناولت الساللة لم ِ
آلان ،ولكن سنذكر لكم نبذة عن تلك الساللة في فصل مستقل.
212
الفصل السادس عشر
إنسان رودلف
HOMO RUDOLFENSIS
213
إنسان رودلف هي أقدم سالالت إلانسان القديم املعروفة حتى آلان،
عاشت في شرق إفريقيا منذ حوالي 2.0مليون سنة ،بناء جمجمة الحفرية
" ،"KNM-ER 1470متوسط حجم الدماغ حوالي 721سم مكعب ،تم
نظرا لحجم الجمجمة الكبير، ً
عموما إلى إنسان رودلف ً تصنيف الحفريات
والوجه املسطح والواسع وأسنان الخدين ألاوسع وتيجان ألاسنان وجذورها
ً ً ألاكثر تعق ً
يدا ،واملينا ألاكثر سمكا مقارنة باإلنسان املاهر(ساللة الحقة)
يتميز بأسنان أكبر وعظام الفك من حيث الحجم تقع في الطرف السفلي
لإلنسان املبكر باستثناء الضرس الثالث الذي يقع ضمن النطاق ،ويزداد
حجم ألاضراس باتجاه مؤخرة الفم وتكون صفوف ألاسنان في بعض
الحفريات مستطيلة ،بينما يكون صف ألاسنان لاحفرية ""KNM-ER 1802
على شكل حرف ، Uمما قد يشير إلى أن هذين الشكلين يمثالن نوعين
مختلفين ،أو إظهار النطاق الطبيعي للتباين لفكي إنسان رودلف ""UR 501
في مالوي وهي أقدم عينة من إنسان رودلف يرجع تاريخها إلى 2.3 - 2.2
مليون سنة ،وسمك مينا ألاسنان هو نفسه كما هو الحال في سالالت
إلانسان املبكر ألاخرى ،لكن املينا على ألاضراس تكاد تكون مثل سماكة
أضراس إنسان كسارة البندق ،لم يتم عرض مثل هذا الاختالف الواسع في
سماكة املينا عبر أسنان الخد في" ، "KNM-ER 1802مما قد يشير إلى
الاختالفات إلاقليمية بين مجموعات إنسان رودلف .
214
استنتج McHenryأبعاد جسم إنسان رودلفً ،
وبناء على الحفرية "
ُ
"KNM-ER 1470قدر أن ذكر إنسان رودلف يبلغ ارتفاعه 101سم ووزنه
01كجم ،وإلاناث 121سم و 21كجم ،نسب ألاطراف غير معروفة بسبب
نقص املواد الهيكلية ،يفترض أنه يسير على قدمين ولكن بدون القدرة على
التحرك في حركة إنسانية كاملة ،ويعتقد أن السالالت إلانسانية ألاولى بما
في ذلك إنسان رودلف كان لداهم تغطية كثيفة لشعر الجسم؛ ألنه يبدو
ً
أنهم سكنوا مناطق أكثر برودة ُويعتقد أن أسلوب حياتهم كان أقل نشاطا
ً
شعرا من ألانواع التي ُيفترض أنها خالية من الشعر ،وربما يتطلب ذلك
ً ً
كثيفا لاجسم ليظل دافئا.
ً
أضراسا كثيفة بشكل استثنائي يمتلك إلانسان املبكر من إنسان رودلف
للبشر ،ويتزامن ظهور إنسان رودلف وإنسان كسارة البندق مع موجة
الجفاف التي حدثت من حوالي 2.2مليون سنة في إفريقيا قد يعني هذا أنها
تطورت بسبب تغير املناخ ،ومع ذلك في شرق إفريقيا استمرت الغابات
الاستوائية وألاراض ي الحرجية خالل فترات الجفاف ،وتعايش إنسان رودلف
مع إلانسان املاهر وإلانسان العامل وإنسان كسارة البندق.
كانت املنطقة عبارة عن بيئة عشبية في الغالب ،وأصبح املناخ أكثر برودة
ً
وجفافا في هذا الوقت وتم إجراء دراسات محدودة على النظام الغذائي لهذا
النوع ،ولكن شكل ألاسنان واملقارنات مع السالالت ألاخرى يشير إلى وجود
مواد نباتية وربما الاحوم.
215
حضارة على الرغم من عدم العثور على أي دليل أثري مرتبط بأي بقايا
ً
من إلانسان ،إال أنهم كانوا يعيشون في وقت كان معروفا فيه أن السالالت
البشرية ألاخرى كانوا يصنعون ألادوات ،تم تصنيع ألادوات الحجرية الخام
ألاولى التي تتكون من قواطع بسيطة وأدوات أساسية وكاشطات منذ 2.0
مليون سنة وتم تصنيفها على أنها الفترة ألاولدوانية ،من غير املؤكد هوية
صانع هذه ألادوات الحجرية املبكر ،ربما كان صانع ألادوات هو إلانسان
ص ِنعت بواسطة سالالت أخرى . املاهر أو ربما ُ
ً
ُيعتقد عادة أن الوجبات الغذائية لإلنسان املبكر كانت تحتوي على نسبة
أكبر من الاحوم على عكس السالالت السابقة وهذا أدى إلى نمو الدماغ،
الفرضيات الرئيسة املتعلقة ههذا هي أن الاحوم غنية بالطاقة واملغذيات
ً ً
تطوريا على تطوير املهارات املعرفية ،أو أن الاحوم سمحت وتضع ضغطا
ألمعاء السالالت البشرية ألاولى الكبيرة واملكلفة بالسعرات الحرارية
بالتناقص في الحجم مما يسمح بتلك الطاقة املراد تحويلها إلى نمو الدماغ
ً
بدال من ذلكُ ،يقترح ً
أيضا أن إلانسان املبكر في مناخ جاف مع خيارات طعام
نادرة اعتمد بشكل أساس ي على أعضاء التخزين تحت ألارض مثل الدرنات
ومشاركة الطعام ،مما سهل الترابط الاجتماعي بين أعضاء املجموعة من
الذكور وإلاناث ،وكان من املحتمل أن يكون إلانسان املبكر قصير القامة
غير قادر على التحمل الجري والصيد ،ويمكن أن يشير ساعد إلانسان املاهر
الطويل والشبيه بالسالالت البشرية إلى أن إلانسان املبكر كان ال يزال
أيضا ُيعتقد أن الصيد والتجمع املنظم قد ظهر في شجريا إلى حد ماً ،
ً
216
إلانسان العامل ،ومع ذلك فإن نماذج جمع الطعام املقترحة لشرح النمو
الكبير للدماغ تتطلب زيادة مسافة السفر اليومية.
الحجم الكبير للقواطع في إنسان رودلف وإلانسان املاهر مقارنة بأسالف
السالالت البشرية يشير إلى أن هذين النوعين يعتمدان على القواطع أكثر،
ويمكن أن تشير ألاضراس الكبيرة الشبيهة بالبشر ألاوائل إلى وجود طعام
ً
ميكانيكيا مقارنة باإلنسان الالحق ،الفك السفلي إلنسان رودلف أكثر ً
تحديا
ً
وغيره من البشر البدائيين أكثر سمكا من أجسام البشر املعاصرين ،وهو أكثر
قابلية للمقارنة مع السالالت السابقة ،يقاوم جسم الفك السفلي الالتواء
ً
الناتج عن قوة العض أو املضغ ،مما يعني أنه يمكن أن ينتج ضغوطا قوية
بشكل غير عادي أثناء تناول الطعام.
ال يرتبط إنسان رودلف باألدوات ومع ذلك فإن التخفيف ألاكبر من
ً
ألاضراس في إنسان رودلف مقارنة بالسالالت البشرية يشير إلى أن ألاداتين
السابقتين (ألاشولينية – ألاولدوانية) تستخدمان لكسر ألاطعمة القاسية
مثل أجزاء النبات الصلبة أو الاحوم ،وإال فإن ألاسنان ألامامية كانت
ستتهالك أكثر ،ومع ذلك فإن تكيفات الفك في معالجة ألاطعمة الصعبة
ً
ميكانيكيا تشير إلى أن التقدم التكنولوجي لم يؤثر بشكل كبير على نظامهم
الغذائي ،توجد الكثير من ألادوات الحجرية في موقع كوبي فورا؛ نظ ًرا ألن
هذه التجمعات تتزامن مع ظهورإلانسان العامل فمن املحتمل أن يكون
صنعها ،على الرغم من أنه من غير املمكن أن نعزو ألادوات بشكل قاطع إلى
217
نوع؛ ألن إنسان رودلف وإلانسان املاهر وإنسان كسارة البندق ،معروف
من املنطقة.
أقدم عينة من إلانسان هي" ، "LD 350-1مرتبطة بصناعة ألادوات
الحجرية ألاولدوانية ،مما يعني أن هذا التقليد كان قيد الاستخدام من قبل
ظهور ذلك الجنس.
تم اكتشاف الحفريات ألاولى في عام 1172في منطقة بحيرة توركانا كينيا،
وعثر عليها عالم ألانثروبولوجيا الكيني ،Richard Leakeyفي العام التالي
كانت العينة " "KNM-ER 1470واكتشفها ، a local& Bernard Ngeneo
ومن هنا بدأت نقاشات طويلة إذا كانت تلك الحفريات املكتشفة تمثل
ساللة جديدة من إلانسان أم أنها تقطع ضمن ساللة إلانسان املاهر نظرا
للتباين في الحجم بين الجنسين أم أنها من ألاساس سالالت بشرية ،ففي
كل من علماء ألانثروبولوجيا Vratislav &Colin Groves عام 1171نشر ٌّ
Mazákفي ورقة مشتركة مع Richard Leakeyوعالم ألانثروبولوجيا
إلانجليزي ،Alan Walkerاقترح Alan Walkerأن البقايا تنتمي إلى
السالالت البشرية ألاولى وأن الجمجمة أعيد بناؤها بشكل غير صحيح،
لكن Richard Leakeyما زال يعتقد أنها تنتمي إلى إلانسان.
و في عام 1110تم وضع البقايا في نوع جديد rudolfensisبواسطة عالم
ألانثروبولوجيا الروس ي Alekseyev Valeryلكنه استخدم جنس
،Pithecanthropusوالذي تم تغييره بعد ثالث سنوات من قبل Groves
218
إلى إنسان رودلف ،في عام 1111ناقش Kennedyبأن الاسم غير صالح؛
ً ً
نمطا ً ْ
مشيرا إلى أن هذا في الواقع ليس كليا ألن Alekseyev Valeryلم يعين
اميا ،حدد Woodفي نفس العام أن العينة " "KNM-ER 1470كنموذج إلز ً
تعليمي.
ومع ذلك فقد تمت مناقشات حول صحة هذا النوع ً
أيضا على أسس
مادية ،حيث ناقش البعض بأن النوع إلانسان املاهركان هناك نسبة تباين
في الشكل بين الجنسين ،وفي عام 2112وصف عالم ألانثروبولوجيا القديمة
البريطاني Meave Leakeyالوجه الجزئي للعينة " "KNM-ER 62000الذي
تم اكتشافه في كوبي فورا كينيا شير إلى أنه يشترك في العديد من أوجه
التشابه مع العينة " " KNM-ER 1470وقد صنفه أنه إنسان رودلف ،وألن
عظام الذكور وإلاناث قبل البلوغ يجب أن ال يمكن تمييزها فإن الاختالفات
بين عينات إنسان رودلف ألاحداثية وعينات إلانسان املاهرالبالغة تدعم
التمييز بين السالالت ،إنسان رودلف " " Homo rudolfensisيأتي اسم
النوع من املوقع الذي تم العثور فيه على عينة " "KNM-ER 1470في بحيرة
توركانا كينيا والتي كانت تعرف سابقا ببحيرة رودلف ،وأيضا Homoتدل
على صلته باإلنسان الحالي.
ومع ذلك فإن إنسان رودلف وإلانسان املاهر بشكل عام أعضاء
معروفون في الجنس البشري في قاعدة شجرة العائلة ،مع وجود حجج لم
يتم تبنيها على نطاق واسع للترادف أو إلزالة إلانسان املاهر من الجنس
219
إلانساني على الرغم من أنه من املتفق عليه آلان أن إلانسان قد تطور من
السالالت البشرية ألاولى ،إال أن توقيت هذا الانقسام وموضعه قد نوقش
ً
كثيرا حيث تم اقتراح العديد من أنواع من السالالت ألاولى كجد.
قد يشير اكتشاف LD 350-1أقدم عينة من إلانسان يرجع تاريخها إلى
2.1مليون سنة ،في منطقة عفار في إثيوبيا إلى أن الجنس إلانساني قد تطور
ً
تقريبا ،يمكن أن يكون النوع الذي من ساللة بشر عفار في هذا الوقت
ينتمي إليه " "LD 350-1هو سلف إنسان رودلف وإلانسان املاهر ،لكن هذا
الرأي ينقصه املزيد من ألادلة.
-حفرية كوبي فورا "KNM-ER 1802 "1112؛ وهي عبارة عن فك
متحجر اكتشفه ،J.M. Harrisفي منطقة توركانا -كينيا ،في عام ،1173
والعمر التقديري لاحفرية حوالي 1.9مليون سنة ،ويعود هذا الفك إلى
شاب.
220
-حفرية حفرية كوبي فورا "KNM-ER 62000 "02111؛ وهي عبارة
عن فك متحجر اكتشفه ،J.M. Harrisفي منطقة توركانا -كينيا ،في عام
، 2007والعمر التقديري لاحفرية حوالي 1.91 -1.95مليون سنة.
221
222
المراجع
- Alexeev، V.P.، 1986. The Origin of the Human Race. Moscow، Progress
Publishers.
- Wood، B.، Collard، M.، 1999. The changing face of genus Homo. Evolutionary
Anthropology 8، 195-207.
- Zhu، Z.; Dennell، R.; Huang، W.; Wu، Y.; Qiu، S.; Yang، S.; Rao، Z.; Hou، Y.; Xie،
J.; Han، J.; Ouyang، T. (2018). "Hominin occupation of the Chinese Loess Plateau since
about 2.1 million years ago". Nature. 559 (7715): 608–612.
- Argue، D. (2017). "Homo rudolfensis". Encyclopedia of Evolutionary
Psychological Science. Springer International Publishing. pp. 1–4.
- Dávid-Berrett، T.; Dunbar، R. I. M. (2016). "Bipedality and hair loss in human
evolution revisited: The impact of altitude and activity scheduling". Journal of Human
Evolution. 94: 72–82
- Strait، D.; Grine، F.; Fleagle، J. G. (2015). "Analyzing Hominin Hominin
Phylogeny: Cladistic Approach" (PDF). In Henke، W.; Tattersall، I. (eds.). Handbook of
Paleoanthropology (2nd ed.). Springer. p. 2006.
- McHenry، H. M.; Coffing، K. (2000). "Australopithecus to Homo:
Transformations in Body and Mind". Annual Review of Anthropology. 29: 125–146.
- https://australian.museum/learn/science/human-
evolution/homo-rudolfensis/
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/homo-rudolfensis
223
الفصل السابع عشر
إلانسان املاهر
HOMO HABILIS
224
عاشت هذه الساللة في منطقة شرق إفريقيا ما بين 1.0-2.3مليون سنة،
كشفت البقايا الحديثة أن تلك الساللة كانت أقرب إلى السالالت البشرية
ً
مما كان ُيعتقد سابقا ،كان ينظر إلى هذه الساللة في البداية على أنه سلف
مباشر لإلنسان الحديث ،لكن الاكتشافات ألاحفورية في منتصف
الثمانينات أظهرت أن إلانسان املاهر لديه أبعاد تشبه أطراف السالالت
البشرية ألاولى ،أدى هذا الدليل إلى إعادة تقييم إلانسان املاهر وعالقته
باإلنسان الحديث ،لم يعد العديد من العلماء يعتبرون تلك الساللة أحد
ً
أسالفنا املباشرين وبدال من ذلك قاموا بنقله إلى فرع جانبي لشجرة عائلتنا
البشرية.
ال يوجد حتى آلان إجماع واسع حول ما إذا كان إلانسان املاهر هو الجد
ألاكبر لإلنسان العامل وإلانسان املنتصب (جنس الحق) أم أنه فرع من
الساللة البشرية ،وما إذا كانت جميع العينات املخصصة لإلنسان املاهر
مخصصة بشكل صحيح أم ال أو ألانواع عبارة عن مجموعة من أنواع
مختلفة من السالالت البشرية ألاخرى ،ومع ذلك فإن إلانسان املاهر
وإنسان رودلف بشكل عام أعضاء معروفون في الجنس في قاعدة شجرة
العائلة البشرية ،مع وجود حجج لم يتم تبنيها على نطاق واسع للترادف أو
ً
استنادا إلى الهياكل العظمية املكتشفة ينظر إلى تشريح إلازالة من الجنس،
225
ً
تشاهها حتى من تشريح السابق جسم إلانسان املاهر بشكل عام على أنه أكثر
ويتوافق مع السالالت البشرية ألاولى ما ال يقل عن نمط الحياة الشجرية.
ً
استنادا إلى معدالت نمو ألاسنان يفترض أن إلانسان املاهر لديه معدل و
نمو متسارع مقارنة باإلنسان الحديث ،حيث تظهر جمجمة إلانسان املاهر
بحجم يتراوح بين 221سم 3إلى 017سم ،3يصل حجم دماغ إلانسان املاهر
إلى نحو 001سم3؛ أي أنها أكبر بمتوسط %21من السالالت البشرية ولكنها
أصغر من حجم الدماغ البشري الحديث ،يتميز تشريح الدماغ لجميع
ً
الحفريات لإلنسان املاهر بمخ موسع مقارنة بالبشر ألاوائل ،فعلى سبيل
املثال نمط التشققات املوجودة على أسنان حفرية OH 65املائلة لليمين،
والتي قد تكون مصابة بالصدفة عندما كان الفرد يسحب قطعة من الاحم
بأسنانها ويده اليسرى أثناء محاولته قطعها بأداة حجرية باستخدام اليد
ً
صحيحا فقد يشير ذلك إلى استخدام اليد اليمنى، اليمنى ،وإذا كان هذا
ويرتبط استخدام اليدين بإعادة تنظيم كبيرة للدماغ وتقريب وظائف املخ
بين نصفي الكرة ألايمن وألايسر ،تم افتراض هذه الفرضية ً
أيضا بالنسبة
لبعض عينات إلانسان البدائي ،يمكن أن تكون قد استخدمت ألاداة كما
يستخدمها البشر املعاصرون ،ويوضح التقسيم الجانبي للدماغ أن هذا
ً
الجنس كان ضعيفا في استخدام اللغة ،وكانت صفوف أسنان إلانسان
ً
املاهر على شكل حرف ،Vوكان الفم بارزا لاخارج على الرغم من أن الوجه
ً
مسطحا. كان
226
تم وصف إلانسان املاهر على أنه صغير الحجم مثل السالالت البشرية
ألاولى ،حيث يقدر طول حفرية OH 62بحوالي 121-111سم ووزنها بحوالي
37-21كجم ،ومع ذلك يفترض أن ألارجل ألاطول شبيهة باإلنسان الحديث،
فقد كانت حفرية KNM-ER 3735طولها التقريبي حوالي 101سم ووزنها
حوالي 32كجم .إن ازدواج الشكل الجنس ي ماحوظ مع الذكور أكبر بشكل
ماحوظ من إلاناث ،ومع ذلك فإن الكتلة النسبية لجسد ألانثى غير معروفة
في هذه الساللة.
وعلى الرغم من أن ذراعي إلانسان املاهر طويلة نسبيا وما زالتا قادرتين
على التسلق والتأرجح ،إال أن هناك تباينا واضحا بين خصائص عظام
القدم الخاصة باإلنسان املاهر والبشر ألاوائل ،ففي حفرية OH-8القدم
أكثر مالئمة لاحركة ألارضية فقد نمت عظام أصبع القدم ،وهيكل مفاصل
نصف القدم مضغوطة مما يقيد الدوران بين القدم والكاحل وهذا يعزز
ُ
ثبات القدم وكفاءة أعلى في نقل الق َوى بين الرجل والقدم ،وهذا يشير إلى
أن إلانسان املاهر كان لديه القدرة على الجري بشكل ّ
أولي وملسافات قصيرة.
ويعتقد أن إلانسان املاهر كان لداهم تغطية كثيفة لشعر الجسم؛ ألنه
يبدو أنهم سكنوا مناطق أكثر برودة ُويعتقد أنهم كان لداهم نمط حياة أقل
ً
نشاطا من ألانواع التالية ،وبالتالي من املحتمل أنهم احتاجوا إلى شعر كثيف
لاجسم ليحافظوا على حرارة الجسم .
227
عادة يعتبر إلانسان املنتصب أول إنسان عاش في مجتمع أحادي الزواج،
وكان جميع أشباه البشر السابقين متعددي الزوجات ،ومع ذلك فمن
الصعب للغاية التكهن بالنظام الاجتماعي ملجموعات أشباه البشر ألاوائل،
ُ ً
غالبا ما تستخدم درجة ازدواج الشكل الجنس ي والتباين في الحجم بين
الذكور وإلاناث للربط بين تعدد الزوجات مع التباين العالي وبين الزواج
ألاحادي مع تباين منخفض ً
بناء على الاتجاهات العامة التي نراها في
الرئيسات الحديثة ،يصعب تحديد معدالت ازدواج الشكل الجنس ي؛ ألن
جيدا ،ويعتمد إلى حد كبير علىتشريح أشباه البشر املبكر غير معروف ً
عينات قليلة ،في بعض الحاالت يتم تحديد الجنس بشكل تعسفي ً
بناء على
الحجم املتصور واملتانة الظاهرة في غياب عناصر أكثر دقة في تحديد
الجنس ،تعتمد أنظمة التزاوج ً
أيضا على تشريح ألاسنان ،لكن أشباه البشر
ألاوائل يمتلكون صفات تشريحية دقيقة للصفات مختلفة ال ترى معا في
الرئيسات الحديثة ،قد تشير أسنان الخد املتضخمة إلى ازدواج الشكل
مرتبطا بالحجم بشكل ماحوظ وبالتالي صراع حاد بين الذكور على رفقاء
ومجتمع متعدد الزوجات ولكن تشير ألانياب الصغيرة إلى عكس ذلك.
وفي عام َّ 1113
قدرت عاملة ألانثروبولوجيا القديمة Leslie C. Aiello
وعالم النفس التطوري البريطاني Robin Dunbarأن حجم مجموعة
بناء على الاتجاهات التي لوحظت ً
عضوا ً إلانسان املاهر يتراوح بين 12-71
في حجم القشرة املخية الحديثة وحجم املجموعة في الرئيسات الحديثة غير
البشرية ،وتعايش إلانسان املاهر مع إنسان رودلف وإلانسان العامل
228
وإلانسان املنتصب وإنسان كسارة البندق ،ومن غير الواضح كيف تفاعلت
كل هذه ألانواع لشرح سبب ارتباط إنسان كسارة البندق بأدوات ألاولدوانية
على الرغم من عدم كونه صانع ألادوات ،اقترح Leakeyوزمالؤه أن أحد
الاحتماالت الخاصة بانقراض إنسان كسارة البندق قد تسبب هها إلانسان
املاهر .
يمكن أن تؤثر الضغوط الانتقائية ألاخرى بما في ذلك النظام الغذائي
بشكل كبير على تشريح ألاسنان ،يشير التوزيع املكاني لألدوات وعظام
َ
القدامى الحيوانات املعالجة في موقع أوليف شمال تنزانيا إلى أن السكان
استخدموا هذه املنطقة كمنطقة مشتركة للذبح وألاكل ،على عكس نظام
أسر الصيادين الحديثين حيث تنقسم املجموعة إلى وحدات أصغر مع
ً
أماكن الذبح وألاكل الخاصة هها ،يتم أحيانا تصميم سلوك إلانسان املبكر
بما في ذلك إلانسان املاهر ،على غرار سلوك الشمبانزي والبابون في
السافانا ،تتكون هذه املجتمعات من عدة من أجل الدفاع عن املجموعة
ً
في املناطق الخطرة واملكشوفة ،واملشاركة أحيانا في عرض جماعي لرمي
العص ي والحجارة ضد ألاعداء والحيوانات املفترسة.
يبدو أن القدم اليسرى لحفرية OH8قد تعرضت للعض من قبل
تمساح ،وأيضا ساق حفرية OH 35والتي تنتمي إما إلى إنسان كسارة
ً
البندق أو إلانسان املاهر تظهر دليال على افتراس النمر ،من املحتمل أن
229
يكون إلانسان املاهر والبشر املعاصرون قد تسابقوا مع الحيوانات آكلة
الاحوم الكبيرة ألاخرى في ذلك الوقت وتصارعوا على الطعام.
عاش إلانسان العاقل في بيئة عشبية يغلب عليها الطابع العشبي ،وأصبح
املناخ أكثر برودة وجفافا وقد يكون هذا هو الدافع إلستراتيجيات التغذية
الجديدة التي تضمنت الكسح واستخدام ألادوات ،يشير التحليل الكيميائي
إلى أن هذه الساللة كانت نباتية بشكل أساس ي ولكنه اشتمل على الاحوم
في نظامهم الغذائيُ ،يعتقد أن إلانسان املاهر يحصل على الاحوم من النبش
ً
بدال من الصيد ،حيث يعمل بسرقة عمليات الصيد من الحيوانات املفترسة
أيضا أن الفاكهة كانت ً
أيضا ألاصغر مثل ابن آوى أو الفهود ،من املحتمل ً
ً
غذائيا ً ً
مهما. مكونا
وأشار تحليل نسيج ألاسنان املجهري أنه من املحتمل أن إلانسان املاهر
َ
مثل غيره من البشر ألاوائل لم يستهلك بانتظام ألاطعمة القاسية ،ويعتقد
أن وجبات إلانسان املاهر كانت تحتوي على نسبة أكبر من الاحوم مقارنة
بالبشر ألاوائل ،وهذا أدى إلى نمو الدماغ والفرضيات الرئيسة املتعلقة ههذا
ً ً
تطوريا على تطوير هي أن الاحوم غنية بالطاقة واملغذيات وتضع ضغطا
املهارات املعرفية ،أو أن الاحوم سمحت ألمعاء السالالت البشرية ألاولى
املكلفة للسعرات الحرارية بالتناقص في الحجم مما يسمح بذلك الطاقة
ً
لتحويلها إلى نمو الدماغ بدال من ذلك.
230
أيضا أن إلانسان املبكر في مناخ جاف مع خيارات طعام نادرة، و ُيقترح ً
اعتمد بشكل أساس ي على تخزين الطعام تحت ألارض ومشاركته ،مما سهل
الترابط الاجتماعي بين أعضاء املجموعة من الذكور وإلاناث .إن نماذج جمع
الطعام املقترحة لشرح النمو الكبير للدماغ تتطلب زيادة مسافة السفر
اليومية ،كما أن إلانسان املاهر كان يمتلك أرجال طويلة وحديثة شبيهة
باإلنسان فكان قادرا تماما على السفر ملسافات طويلة بينما ال يزال شج ًريا
ً
جزئيا على ألاقل.
والحجم الكبير للقواطع في إلانسان املاهر مقارنة بأسالفها من البشر
ألاوائل يشير إلى أن هذه الساللة تعتمد على القواطع أكثر ،إن هيكل الفك
ً
السفلي لإلنسان املاهر وغيره من البشر ألاوائل أكثر سمكا من أجسام البشر
املعاصرين ،وهي أكثر قابلية للمقارنة مع السالالت البشرية ألاولى ،أن هيكل
الفك السفلي ينتج قوة عضة في املضغ قوية ،مما يعني أن فكيهم يمكن أن
ً
ينتجا ضغوطا قوية بشكل غير عادي أثناء تناول الطعام.
ً
يشير شكل ألاضراس في إلانسان املاهر مقارنة بالبشر ألاوائل إلى أن
ألادوات املستخدمة لكسر الطعام وجعل ألاطعمة القاسية سهلة ألاكل،
ً
ميكانيكيا تشير إلى أن التقدم فإن تكيفات الفك ملعالجة ألاطعمة الصعبة
التكنولوجي لم يؤثر بشكل كبير على النظام الغذائي.
يرتبط إلانسان املاهر بصناعة ألادوات الحجرية القديمة من املحتمل أن
يستخدم ألافراد هذه ألادوات في املقام ألاول في قتل وجلد الحيوانات وسحق
231
أيضا في بعض ألاحيان لنشر وكشط الخشب وقطع النباتات العظام ،ولكن ً
اللينة ،يبدو أنهم اختاروا بعناية النوى الحجرية وعرفوا أن بعض الصخور
يمكن أن تنكسر بطريقة معينة عندما تضرب بقوة كافية وفي املكان
الصحيح ،وقد أنتجوا عدة أنواع مختلفة بما في ذلك ألاساحة متعددة
ً
السطوح .ومع ذلك من املحتمل أال يتم التفكير في أشكال معينة مسبقا.
يتضح الاختالف في أشكال ألادوات والافتقار إلى التوحيد القياس ي في
إنتاج مثل هذه ألادوات باإلضافة إلى أنواع املواد الخام املوجودة في املحيط
الجعرافي ،فعلى سبيل املثال ألاحجار ِشبه الكروية الشائعة في شمال تنزانيا
والتي تتميز بوفرة من قطع الكوارتز الكبيرة والناعمة ،بينما تفتقر منطقة
بحيرة توركانا إلى ألاجسام شبه الكروية وتوفر صخور الحمم البازلتية
الصلبة في الغالب ،على عكس الثقافة ألاشولينية الالحقة التي اخترعها
إلانسان العامل وإلانسان املنتصب (جنس الحق) ،وال تتطلب تقنية تصنيع
ألادوات ألاولدوانية التخطيط للتصنيع وبالتالي ال تشير إلى إلادراك العالي
لدى صناعة ألادوات ألاولدوانية ،على الرغم من أنها تتطلب درجة من
ً
تنقيحا التنسيق وبعض املعرفة بامليكانيكا ،ناد ًرا ما تظهر ألادوات ألاولدوانية
وربما تم التخلص منها فور استخدامها في معظم ألاوقات.
232
أداة من الفترة ألاولدوانية
وقد بدأ اكتشاف إلانسان املاهر في عام 1121عندما تم اكتشاف أسنان
في شمال تنزانيا من قبل فريق بقيادة ،Louis and Mary Leakeyتم العثور
على أجزاء من الهيكل العظمي في املوقع ذاته في العام التالي واستمر العثور
على أحافير إضافية من أفراد آخرين ،يشير حجم دماغهم ومالمح أيداهم
وأقدامهم ،وألادلة على أنهم ربما استخدموا أدوات حجرية ،إلى أنه تم
العثور على ساللة جديدة من أسالف إلانسان ،تم إلاعالن عنها رسميا
كأنواع جديدة في عام 1100لكن وضعها في الجنس البشري إلانساني كان
مثيرا لاجدل ،كشفت الحفريات إلاضافية بما في ذلك اكتشاف هيكل عظمي
جزئي في عام ،1110تم تسمية إلانسان املاهر وتعرف هذه الساللة أيضا
باسم "الرجل اليدوي"؛ ألنه تم العثور على أدوات حجرية بالقرب من بقايا
أحافيرها ومن املفترض أن هذه الساللة قد طورت القدرة على تعديل الحجر
233
إلى أدوات ،إلانسان املاهر Homo Habilisوهذا الاسم مكون من كلمتين
Homoوهي كلمة التينية ألاصل وتعني :إنسان Habilis ،وهي كلمة التينية
ألاصل وتعني :مفيد أو ماهر .
وتلك هي الحفريات ألاشهر للساللة:
ا -حفرية كوبي فورا
"KNM-ER 1813 " 1113؛
وهي عبارة عن جمجمة
اكتشفها ،Kamoya Kimeu
في منطقة شرق توركانا -
كينيا ،في عام ، 1173والعمر
التقديري لاحفرية حوالي 1.1
مليون سنة ،يبلغ حجم دماغ
هذه الجمجمة البالغة 211
سنتيمترات مكعبة فقط ،وهو أعلى بقليل من املتوسط لألنواع املوضوعة
في السالالت البشرية.
234
ب -حفرية تويجي " OH
" 24؛ وهي عبارة عن جمجمة
اكتشفها ،Peter Nzubeفي
منطقة أولدوفاي تنزانيا ،في
عام ، 1101والعمر
التقديري لاحفرية حوالي 1.1
مليون سنة ،عندما تم
العثور عليها تم تحطيم هذه
الجمجمة بشدة وأعيد
بناؤها من مئات الشظايا،
كما تظهر بعض التشوهات
في العظام التي حدثت قبل اكتمال التحجر .
235
جر -حفرية سيندي " " OH 13؛ وهي عبارة عن الفك السفلي اكتشفها
،Ndibo Mbuika and first described by L. Leakey and M. Leakeفي
منطقة
أولدوفاي
تنزانيا ،في عام
،1103والعمر
التقديري
لاحفرية حوالي
1.7مليون
تم سنة،
العثور على
هذا الفك مع قطع أخرى من الجمجمة وعظم أسفل الذراع.
236
د -حفرية أولدوفاي " 1
"OH 8؛ وهي عبارة عن عظام
قدم اكتشفها ،Louis Leakey
في منطقة أولدوفاي تنزانيا ،في
عام ، 1101والعمر التقديري
لاحفرية حوالي 1.1مليون
سنة ،تفتقر هذه القدم
اليسرى الجزئية إلى عظام
الكعب وأصابع القدم ،لكن
قوس القدم والشكل العام
ً
لهما مماثالن لنا ويقدمان دليال
على أن مشية هذه الساللة مشية مطابقة لإلنسان الحديث.
237
هر -حفرية طفل جوني " OH
"7؛ وهي عبارة عن هيكل عظمي
جزئي اكتشفها Jonathan
،Leakeyفي منطقة أولدوفاي
تنزانيا ،في عام ، 1101والعمر
التقديري لاحفرية حوالي 1.1
مليون سنة ،تم العثور على
َّ
عظمية من الفك السفلي قطع
ًّ
مع ثالثة عشر ِسنا بما فيها
أضراس العقل ،واثنين من
عظام الجمجمة الجدارية،
ً
إصبعا وعظام رسغ اليد. وواحد وعشرين
238
و – حفرية أولدوفاي
"OH 62 - a " 02؛ وهي
عبارة عن هيكل عظمي
جزئي اكتشفه Tim
،Whiteفي منطقة
أولدوفاي جورج تنزانيا،
في عام ، 1110والعمر
التقديري لاحفرية حوالي
1.1مليون سنة ،ويعتقد
أن هذه البقايا تعود
ألنثى بسبب قصر القامة .تم اكتشاف هذا الهيكل العظمي الجزئي على شكل
ً
اكتشافا ً
مهما؛ ألنه 312قطعة من ألاسنان والعظام املتحجرة ،لقد كان
ّ
مكن من تحديد أبعاد الذراع والساق والجسم لهذه الساللة.
239
المراجع
- Leakey، L.S.B.، Tobias، P.V.، Napier، J.R.، 1964. A new species of the genus
Homo from Olduvai Gorge. Nature 202، 7-9.
- Bobe، R.، Behrensmeyer، A.K.، 2004. The expansion of grassland systems in
Africa in relation to mammalian evolution and the origin of the genus Homo.
Palaeogeography، Palaeoclimatology، Palaeoecology 207، 399-420.
- Domínguez-Rodrigo، M.، Pickering، T.R.، Semaw، S.، Rogers، M.J.، 2005.
Cutmarked bones from Pliocene archaeological sites at Gona، Afar، Ethiopia:
Implications for the functions of the world’s oldest stone tools. Journal of Human
Evolution 48، 109-121.
- Haeusler، M.، McHenry، H.، 2004. Body proportions of Homo habilis
reviewed. Journal of Human Evolution 46، 433-465.
- Spoor، F.، Leakey، M.G.، Gathogo، P.N.، Brown، F.H.، Antón، S.C.، McDougall،
I.، Kiarie، C. Manthi، F.K، Leakey، L.N.، 2007. Implications of new early Homo fossils
from Ileret، east of Lake Turkana، Kenya. Nature 448، 688–691.
- Ungar، P.S.، Grine، F.E.، Teaford، M.F.، El-Zaatari، S.، 2006. Dental microwear
and diets of African early Homo. Journal of Human Evoution 50، 78–95
- Ungar، P.S.، Grine، F.E.، Teaford، M.F.، 2006. Diet in early Homo: a review of
the evidence and a new model of adaptive versatility. Annual Review of Anthropology
35، 209-228.
- Roser، M.; Appel، C.; Ritchie، H. (2013). "Human Height". Our World in Data.
Retrieved 16 June 2020.
240
- Marchi، D.; Harper، C. M.; Chirchir، H.; Ruff، C. B. (2019). "Relative fibular
strength and locomotor behavior in KNM-WT 15000 and OH 35". Journal of Human
Evolution. 131: 48–60.
- Jump up to:a b Braun، D. R.; Aldeias، V.; Archer، W.; et al. (2019). "Earliest
known Oldowan artifacts at >2.58 Ma from Ledi-Geraru، Ethiopia، highlight early
technological diversity". Proceedings of the National Academy of Sciences.
- Zhu، Z.; Dennell، R.; Huang، W.; Wu، Y.; Qiu، S.; Yang، S.; Rao، Z.; Hou، Y.; Xie،
J.; Han، J.; Ouyang، T. (2018). "Hominin occupation of the Chinese Loess Plateau since
about 2.1 million years ago". Nature. 559 (7715): 608–612.
- Domínguez-Rodrigo، M.; Cobo-Sánchez، L. (2017). "A spatial analysis of stone
tools and fossil bones at FLK Zinj 22 and PTK I (Bed I، Olduvai Gorge، Tanzania) and its
bearing on the social organization of early humans". Palaeogeography،
Palaeoclimatology، Palaeoecology. 488: 28–34.
- https://australian.museum/learn/science/human-
evolution/homo-habilis/
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/homo-habilis
241
الفصل الثامن عشر
إلانسان العامل
HOMO EGRASTER
242
عاشت هذه الساللة في شرق إفريقيا في الفترة ما بين 1.2-1.1مليون
سنة ،كان متوسط حجم الدماغ حوالي 101سم مكعب ويشكل حوالي 1.0
ً
شكال أكثر ً ٪من وزن الجسمَّ ،
شبها باإلنسان العاقل ،والفك أقصر طور
وأكثر خفة من تلك املوجودة في السالالت السابقة ،مما أدى إلى وجه أقصر
ً
وأكثر انبساطا مثل ألانواع السابقة ،ينحدر الجزء ألامامي من الفك السفلي
ذقنا ً ً
مدببا مثل ذقن إلانسان الحديث .كان ترتيب ألاسنان لاخلف وال يشكل
ً
داخل الفكين وسيطا بين تلك الخاصة بالبشر ألاوائل وإلانسان الحديث
من حيث إن الصفوف الجانبية لألسنان كانت متباعدة ً
كثيرا في الجزء
الخلفي من الفك عنها في املقدمة ،وكانت ألاسنان ألامامية قصيرة وغير حادة
شبها ً
حجما وأكثر ً مثل أسنان إلانسان الحديث ،وكانت الضروس أصغر
باإلنسان من تلك املوجودة في السالالت السابقة.
تظهر فقرات منطقة الرقبة في العمود الفقري أن النخاع الشوكي كان
أرق مما هو عليه في إلانسان الحديث ،قد يشير هذا إلى أن هذه الساللة
لداها قدرات محدودة على الكالم بسبب نقص ألاعصاب الالزمة للتحكم
املعقد في التنفس أثناء التحدث .
تتميز تلك الساللة بأنها طويلة الساقين ،ووجه مسطح وأنف بارز ودماغ
متسع إلى حد ما ،على طول املسار املؤدي إلى إلانسان املعاصر ،لكنه ال
عددا من السمات الوسيطة ،وكان ذا أرجل طويلة والتي قد يزال يمتلك ً
243
ً
تكون تكيفا لزيادة تبريد الجسم إلى أقص ى حد في بيئة حارة وجافة ومع
ذلك ،فإن الحوض الذي تم العثور عليه في عام 2111يشير إلى أن إلاناث
كانت على ألاقل عريضة الوركين وقصيرة ،نمت إلاناث إلى حوالي 101سم
في الطول بينما وصل الذكور إلى حوالي 111سم في الطول ،وعلى عكس
السالالت السابقة ،كانت ألارجل أطول بكثير من الذراعين ،لذلك كانت
أبعاد ألاطراف مماثلة لتلك املوجودة في إلانسان الحديث ،وفقدت
التكيفات الخاصة بتسلق ألاشجار وأفسحت املجال ملسيرة طويلة ألارجل
كانت وسيلة فعالة للتنقل وسهلت السفر ملسافات أطول ،وسمحت له
القدرة على الجري على قدمين من خالل مجموعة متنوعة من ميزات
ألاطراف باإلضافة إلى التغييرات في الكتفين والصدر والخصر التي مكنت
الجسم من الحفاظ على توازنه أثناء الجري لفترات طويلة ،تم تشكيل
ضيقا ً ً
نسبيا مقارنة بالسالالت البشرية الحوض مثل إلانسان الحديث وكان
السابقة ،مما سمح بحركة أكثر كفاءة على قدمين ،تشير عينة الحوض
ألانثوية إلى أن بعض إلاناث على ألاقل كانت لداهن أجسام عريضة الوركين
ً
بدال من الجسم الضيق الطويل الذي اقترحه الهيكل العظمي لفتى توركانا،
ً
محاذيا يشترك هذا الحوض في بعض امليزات مع بشر عفار ،كان الجسم
ً
عموديا فوق الحوض.
بما كان إلانسان العامل ً
أيضا أول ألانواع البشرية التي كانت لها بشرة ر
خالية من الشعر ً
تقريبا ،إذا كان لدى إلانسان العامل غطاء يشبه غطاء
شعر الجسم لإلنسان املعاصر ،فإن التعرق لن يكون بنفس الكفاءة ،على
244
عموما لضعف الشعر ،إال أنً الرغم من أن التعرق هو التفسير املقبول
التفسيرات ألاخرى املقترحة تشمل تقليل حمل الطفيليات والانتقاء
ً
الجنس ي،من املشكوك فيه أن يكون إلانسان ألاقدم متحركا بدرجة كافية
لجعل تساقط الشعر سمة مفيدة ،في حين تم تكييف إلانسان العامل
بشكل واضح للسفر ملسافات طويلة واشتهر بسكنه على ارتفاعات منخفضة
من أسالفه .يسكن ألاجناس ألاقدم عادة على ارتفاعات أكثر برودة وأعلى
من 1111إلى 1011متر ،حيث تكون درجات الحرارة أثناء الليل قد تصبح
أكثر برودة بشكل ماحوظ وقد تكون هناك حاجة إلى عزل شعر الجسم ،من
أيضا أن يكون تساقط شعر الجسم قد حدث في وقت الحق بشكل املمكن ً
ماحوظ ،يشير التحليل الجيني إلى أن النشاط املرتفع في مستقبل
الصبغيات ،الذي ينتج الجلد الداكن ،يعود إلى حوالي 1.2مليون سنة،
هذا يمكن أن يشير إلى تطور الصلع في هذا الوقت ،حيث إن قلة شعر
ً
معرضا لألشعة فوق البنفسجية الضارة. الجسم قد تترك الجلد
منذ حوالي 1.1مليون سنة ،أصبح املناخ في معظم أنحاء إفريقيا أكثر
ً
جفافا وأكثر موسمية مع غابات السافانا الواسعة ،كان إلانسان العامل
أول ساللة بشرية استفاد من هذه البيئات القاحلة واملفتوحة ،ولزيادة
حجم الدماغ وتقلص حجم ألامعاء ،يشير هذا إلى أنهم قد يكونون قد أدرجوا
املزيد من الاحوم في وجباتهم الغذائية في بيئة السافانا الجافة ،من املحتمل
جزءا ً
مهما من النظام الغذائي ،ربما تمت معالجة أن تكون الدرنات النباتية ً
245
ّ
املحسنة؛ ألن أسنانها املولية هذه الخضر القاسية باستخدام تقنيتها
ً
ألاصغر تشير إلى أنها أكلت أطعمة تتطلب مضغا أقل.
عاش إلانسان العامل في السافانا في إفريقيا ،وهي بيئة فريدة من نوعها
مع تحديات من شأنها أن تؤدي إلى الحاجة إلى العديد من السلوكيات
الجديدة واملتميزة ،فإن العيش في تلك البيئة املفتوحة سمحت بالتنقل
ملسافات طويلة ومن املمكن أن يكون هذا ما أدى إلى التغيرات في شكل
إلانسان العامل من حيث الطول والوزن وشكل القفص الصدري وشكل
الحوض.
كثيرا ما ُيفترض أن حجم الجسم والدماغ ألاكبر لإلنسان املاهر ،مقارنة
ً
بأسالفها ،كان سيؤدي إلى زيادة الاحتياجات الغذائية والطاقة .في عام
2112صرح عاملا الحفريات البشرية Jonatham c.k&Leslie C.Aielloأن
متوسط متطلبات ألايض أثناء الراحة لإلنسان املاهر كانت أعلى بنسبة ٪31
من تلك الخاصة ببشر عفار بنسة ٪31أعلى لدى الذكور و ٪20أعلى عند
إلاناث ،ومع ذلك فإن نسب الجذع من إلانسان العامل تشير إلى أمعاء
نسبيا ،مما يعني أن احتياجات الطاقة قد ال تكون بالضرورة أعلىً صغيرة
في إلانسان العامل مما كانت عليه في السالالت البشرية ألاولى ،هذا ألن
أمعاء السالالت البشرية ألاولى كانت كبيرة ومكلفة للطاقة؛ ألنها كانت
بحاجة إلى تخمير الدهون من خالل تخمير مادة نباتية ،بينما من املحتمل
ً
أن يكون إلانسان العامل يأكل دهونا حيوانية أكثر بكثير من أسالفه ،كان
246
هذا من شأنه أن يسمح بتحويل املزيد من الطاقة إلى نمو الدماغ ،وزيادة
حجم الدماغ مع الحفاظ على متطلبات الطاقة لألنواع السابقة.
إن كانت لداهم متطلبات متزايدة من الطاقة لكان إلانسان العامل
بحاجة إلى تناول طعام أكثر بكثير من البشر ألاوائل أو كان سيحتاج إلى تناول
طعام عالي الجودة ،إذا كانوا يأكلون نفس نوع ألاطعمة مثل أسالفهم،
فحينئذ كان البد من زيادة وقت التغذية بشكل كبير بما يتناسب مع ٍ
السعرات الحرارية إلاضافية املطلوبة ،مما يقلل الوقت الذي يمكن أن
ً
يستخدمه إلانسان العامل على الرغم من أن هذا كان ممكنا ،إال أنه يعتبر
غير مرجح خاصة وأن فكي وأسنان إلانسان العامل يتقلصان في الحجم
مقارنة بتلك املوجودة في السالالت السابقة ،مما يشير إلى تحول في النظام
بعيدا عن ألاطعمة التي يصعب مضغها.الغذائي ً
247
الانتها يين وآكلي الاحوم ،بجانب ذلك كان عليهم ً
أيضا الاستفادة من ز
مجموعة متنوعة من مصادر الغذاء ألاخرى ،مثل البذور والعسل
واملكسرات والالفقاريات الدرنات املغذية ومعرفة تخزين الطعام تحت
ألارض.
لم يتم دفن أي من الهياكل العظمية لإلنسان املاهر التي تم العثور عليها
عمدا ومع ذلك ،هناك أدلة على أنهم اهتموا باألفراد ألاحياء منحتى آلان ً
مجموعتهم الذين كانوا مرض ى أو مصابين لكن يبدو أنهم لم اهتموا برعايتهم
بعد املوت ،ومن املحتمل أن هؤالء الناس عاشوا في مجموعات اجتماعية
على أساس الروابط ألاسرية ،تشير املقارنة مع مجموعات الرئيسات التي
تعيش اليوم إلى أن هؤالء البشر كانوا يبتعدون عن الهيكل الاجتماعي السائد
ً
للذكور ،تظهر معدالت نموها أنها استغرقت وقتا أطول حتى تصل إلى البلوغ
مقارنة بالقردة الحديثة ،ولكن ليس مثل البشر املعاصرين وتشير هذه امليزة
إلى أن إلانسان العامل كان لديه فترة طفولة ممتدة إلكمال النمو حتى
النضج.
عاش إلانسان العامل ربما كان من املمكن أن يتكيف أشباه البشر مع
الحياة في السافانا فقط إذا تطورت بالفعل السلوكيات الدفاعية الفعالة
ضد املفترس ،من املحتمل أن يكون الدفاع ضد الحيوانات املفترسة قد
أتى من خالل التعايش في جماعات كبيرة في العدد ،باإلضافة إلى امتالك
أدوات حجرية وخشبية وقد تم تأسيس سلوك فعال للهجوم املضاد ،وفي
248
ً ً
الرئيسات الحديثة التي تقض ي وقتا طويال في السافانا مثل الشمبانزي وقردة
السافانا يشكل ألافراد مجموعات كبيرة متعددة الذكور ،حيث يمكن أن
معا بشكل فعال لصد الحيوانات املفترسة يعمل العديد من الذكور ً
ً
والهجوم املضاد وأحيانا باستخدام الحجارة أو العص ي لحماية بقية أفراد
املجموعة ،من املمكن أن يكون السلوك املماثل قد ظهر في أوائل الجنس
واستنادا إلى ألانظمة املرتبطة بالذكور في قرود البونوبوً إلانساني
والشمبانزي ،وامليل نحو الترابط الذكوري ،وربما كانت مجموعات من
البشر ألاوائل مرتبطة بالذكور ً
أيضا.
بسبب ندرة املواد ألاحفورية ،ال يمكن تحديد حجم املجموعة في
إلانسان البدائي بأي قدر من اليقين ولكن يرجح أنها كانت مجموعات كبيرة
من حيث العدد ،فمن املحتمل أن املجموعات كانت أعلى من النطاق ألاعلى
ألحجام املجموعة املعروفة بين الشمبانزي والبابون حوالي 111فرد أو
أكثر ،في عام 1113قدر عاملا ألانثروبولوجيا القديمة &Leslie C.Aiello
بناء على حجم القشرةً R.I.M.Dunbarحجم مجموعة إلانسان العامل
املخية الحديثة (حيث توجد عالقة معروفة بين حجم القشرة املخية
الحديثة وحجم املجموعة في الرئيسات الحديثة غير البشرية) ،كان من
املمكن أن يتراوح بين 71إلى ً 12
فردا ،باإلضافة إلى املش ي على قدمين والتي
تعتبر ميزة هي ألاخرى من شأنها أن يكون الحد ألاقص ى للمجموعة الذي
بيئيا أكبر يقدر ما بين 11إلى ً 110
فردا. يمكن تحمله ً
249
ومن املحتمل أن السلوك الاجتماعي والهجوم املضاد لإلنسان ألاقدم قد
انتقل إلى إلانسان العامل ،حيث من املحتمل أن يكونوا قد تطوروا أكثر
مالئمة وربما إلانسان العامل هو أول عضو ينتقل إلى مكانة آكالت الاحوم
الاجتماعية مثل الصيد والجمع ،من املحتمل أن يكون مثل هذا السلوك
نتيجة لهجمات مضادة في سياق التنافس على الطعام املغذي مع آكالت
الاحوم ألاخرى وربما تطور من ش يء يشبه الصيد الانتهازي الذي تعرضه
الشمبانزي أحيانا.
قد يؤدي التحول إلى الافتراس في املجموعات إلى سلسلة من التغييرات
التطورية التي غيرت مسار التطور البشري ،كانت السلوكيات التعاونية مثل
الصيد الانتهازي في مجموعات والدفاع عن املفترس والبحث عن املواجهة
حاسمة للبقاء مما يعني أن الانتقال ألاساس ي في علم النفس قد حدث
يجيا ،مع سلوك "التعاون التنافس ي" النموذجي الذي أبدته معظم تدر ً
ً
الرئيسات لم يعد مفضال من خالل الانتقاء الطبيعي وامليول الاجتماعية
ً
جهودا تعاونية التي تحل محلها ،فإن الصيد وألانشطة ألاخرى قد يصبح
ً حقيقيةً ،
نظرا ألن سلوك الهجوم املضاد يظهر عادة في ذكور الرئيسات
ً
الحديثةُ ،يعتقد أن الصيد الاجتماعي لدى البشر القدامى كان نشاطا
ً
ذكوريا في املقام ألاول.
أنواعا أخرى من البحث عنً من املحتمل أن تكون إلاناث قد أجرت
الطعام ،وجمع الطعام الذي ال يتطلب الصيد (مثل الفواكه ،واملكسرات،
250
ً ً ً
اجتماعيا ،فمن املحتمل أن ونظرا لكون الصيد نشاطا والبيض ...إلخ)،
ألافراد يتشاركون الاحوم مع بعضهم البعض ،مما سيعزز الروابط بين كل
من الصيادين أنفسهم وبين الصيادين وبقية املجموعة ،من املحتمل أن
تشا ك إلاناث ما ُك ّن يتغذين عليه مع بقية املجموعة ً
أيضا ،كان من املمكن ر
أن يؤدي هذا التطور إلى تطوير الصداقات بين الذكور وإلاناث في روابط
زوجية انتهازية أحادية الزواجً ،
نظرا ألن الانتقاء الجنس ي من إلاناث ربما
يفضل الذكور الذين يمكنهم الصيد ،فإن السلوك الاجتماعي الناش ئ الناتج
عن هذه السلوكيات الجديدة كان من املمكن أن يتم نقله وتضخيمه عبر
ألاجيال.
يأتي الدليل املباشر الوحيد على تكوين مجموعة إلانسان العامل
بسلسلة من املواقع خارج إليريت في كينيا ،حيث تم الحفاظ على 17بصمة
قدم منذ حوالي 1.2مليون سنة من قبل مجموعة مكونة من ً 21
فردا على
ً
استنادا إلى حجم آثار ألاقدام يبدو أن أحد املسارات كان عبارة عن ألاقل،
مجموعة مكونة بالكامل من الذكور ،وربما مجموعة مهام متخصصة مثل
دورية حدودية أو مجموعة صيد أو بحث عن الطعام.
ً
أيضا إلى تقسيم صحيحا فقد يشير هذاً إذا كان هذا التقييم
املسؤوليات بين الذكور وإلاناث ،في املجتمعات الحديثة التي تعتمد على
الصيد والجمع والتي تستهدف عناصر كبيرة من الفرائس ،يتم إرسال
ً
الذكور إلى ألاماكن البعيدة عادة إلنزال هذه الحيوانات عالية الخطورة،
251
وبسبب معدل النجاح املنخفض تميل ألاحزاب النسائية إلى التركيز على
املزيد من ألاطعمة التي يمكن التنبؤ هها.
252
بما في ذلك احتمال استخدام النار وزيادة مستويات النشاط البدني ،وصنع
ألادوات الحجرية الكبيرة بما في ذلك الفؤوس اليدوية والسواطير واملعاول،
ولصنع هذه ألادوات تم إنتاج رقائق حجرية كبيرة ثم تم تشكيلها على
ّ
املحسنة أدوات أكثر متانة الجانبين إلنتاج حواف حادة ،خلقت هذه التقنية
حافظت على حدتها لفترة أطول من ألانواع السابقة من ألادوات.
أظهر الفحص املجهري أن أدواتهم كانت تسر ر ررتخدم بشر ر رركل أسر ر رراس ر ر ر ي في
الاحوم والعظر ررام وجلود الحيوانر ررات والخشر ر ر ر ر ررب ،وتلر ررك ألادوات تش ر ر ر ررتمر ررل
مش ر ر ر رراطير ذات حواف مس ر ر ر ررتقيمررة ومعرراول مرردببررة ومحرراور يرردويررة ،غررال ًبرا مررا
تس ر ر ر ررمى هررذه ألادوات برراألدوات الحجريررة ألاش ر ر ر ررولينيرة ،وكررانررت هررذه ألادوات
مناس ر رربة لألعمال الش ر رراقة بما في ذلك تحطيم العظام للوص ر ررل إلى النخاع،
وذبح الثدييات الكبيرة وتقطيعها ،تم تطوير هذه التقنية الجديدة بواس ررطة
إلانس ر ر ر رران العرامرل في إفريقيرا وكرانرت بمثرابة تحس ر ر ر ررين على ش ر ر ر ررفرات ألادوات
ال ر ر ر ر رح ر ر ر ر رجر ر ر ر رررير ر ر ر ررة
البس ر ر ر رريطررة جر ًردا
ال ر ر ر ر رت ر ر ر ر رري ك ر ر ر ر رران
تس ر ر ر ر ر رت ر رخ ر رردم ر ره ر ررا
الس ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ررالالت
الس ر ر ر ر ررابق ررة مث ررل
إلانس ر ر ر رران املرراهر
منذ حوالي مليوني عام ،وفي وقت الحق واصر ررل إلانسر رران املنتصر ررب (سر رراللة
253
الحقررة) اس ر ر ر ررتخرردام هررذه التكنولوجيررا في إفريقيررا وأخررذوا هررذه التكنولوجيررا
ض را عندما انتشررروا في أوراسرريا ،من أغنى املواقع لألدوات الحجرية معهم أي ً
ألاشولينية في إفريقيا هي الصدع إلافريقي في كينيا.
255
256
ب -حفريررة س ر ر ر رروارتكرانس 107
""SK847-A؛ وهرري ع رب ر ررارة عررن ثررالث
قر رط ررع م ررن جر رمر رجر رم ر ررة ،اك ررتشر ر ر ر ر رفر ره ر ررا
،RONAD CLARKفي منطقة كهوف
سر ر ر ررتيركفونتاين – جنوب إفريقيا ،في
ع ر ررام ،1101وال ر رع ر رم ر ررر ال ر رت ر رق ر رردي ر ررري
لاحفرية حوالي 1.1مليون سنة ،كما
تم العصور على أدوات حجرية وعظام محترقة.
جر ر ر ر ر ر ر ر -حفرية ش ر ر رررق توركانا
"KNM-ER3733" 3733؛ وهر رري
عبارة عن جمجمة؛ ألنثي بالغة،
اكتش ر ر ر ررفهررا RICHARD LEAKY
،& BRNAD NGNEOف ر ر ر ر رري
منطق ر ررة كووبي فورا – ش ر ر ر رررق
توركرانا – كينيا ،في عام ،1172
والعمر التقديري لهذه الحفرية 1.7مليون سنة.
257
د -حفرية ش ر ر رررق توركانا
"KNM-ER992" 112؛ وهي
ع ر رب ر ررارة عر ررن ف ر ررك س ر ر ر ر ر رف ر رلر رري
مر ر رتر ر رحر ر رج ر ررر ،اكر ر رتشر ر ر ر ر ر رفر ر ره ر ررا
، RICHARD LEAKYفر ر ر رري
مرنرطرق ر ررة برحريرررة تررورك ر رران ر ررا –
كر ر رير ر رنر ر ري ر ررا ،ف ر رري ع ر ررام ،1171
والر رعر رم ررر الر رتر رق ر رردي ررري لر ره ر ررذه
الحفرية 1.2مليون سنة.
258
و – حفرية جونا "P27 "BSN49/P27/01؛ وهي عبارة عن عظام حوض،
اكتشفت في حوض نهر جونا – عفار – إثيوبيا ،في عام ،1111والعمر
التقديري لهذه الحفرية 1.1مليون سنة ،وتعود إلى أنثى بالغة ويشير
الحوض إلى أنها كانت قصيرة نسبيا ألفراد نوعها فيبلغ طولها 131سم.
259
المراجع
- Dubois، E.،. 1894. Pithecanthropus erectus: eine
menschenaehnlich Uebergangsform aus Java. Batavia:
Landsdrukerei.
- Antón، S.C.، 2003. Natural history of Homo erectus.
Yearbook of Physical Anthropology 46، 126–170.
- Le Gros Clark W.E.، 1964. The fossil evidence for human
evolution، 2nd ed. Chicago: University of Chicago Press.
- Leonard، W.R.، Robertson، M.L.، 1997. Comparative
primate energetics and hominid evolution. American Journal of
Physical Anthropology 102، 265–281.
- Mayr، E.، 1950. Taxonomic categories of fossil hominids.
Cold Spring Harbor Symp Quant Biol 25، 109–118.
- Herries، Andy I. R.; et al. (2020). "Contemporaneity of
Australopithecus، Paranthropus، and early Homo erectus in
South Africa" Science.
- Zhu، Zhaoyu; Dennell، Robin; Huang، Weiwen; Wu، Yi;
Qiu، Shifan; Yang، Shixia; Rao، Zhiguo; Hou، Yamei; Xie، Jiubing;
Han، Jiangwei; Ouyang، Tingping (2018).
260
- Roberts، Alice (2018). Evolution: The Human Story
(Revised ed.). Dorling Kindersley Ltd.
- Willems، Erik P.; van Schaik، Carel P. (2017). "The social
organization of Homo ergaster: Inferences from anti-predator
responses in extant primates". Journal of Human Evolution.
- Kimbel، William H.; White، Tim D. (2017). "Variation،
Sexual Dimorphism and the Taxonomy of Australopithecus". In
Grine، Frederick E. (ed.). Evolutionary History of the Robust
Australopithecines. Routledge.
- Hatala، Kevin G.; Roach، Neil T.; Ostrofsky، Kelly R.;
Wunderlich، Roshna E.; Dingwall، Heather L.; Villmoare، Brian A.;
Green، David J.; Harris، John W. K.; Braun، David R.; Richmond،
Brian G. (2016). "Footprints reveal direct evidence of group
behavior and locomotion in Homo erectus".
- https://humanorigins.si.edu/evidence/human-
fossils/species/homo-erectus
- https://australian.museum/learn/science/human-
evolution/homo-ergaster/
261
الفصل التاسع عشر
إنسان جواتن
HOMO GAUTENSIS
262
إنسان جواتن هو اسم ساللة اقترحه عالم ألانثروبولوجيا Darren
ُ
Curnoeفي عام 2111لحفريات البشر في جنوب إفريقيا تنسب بطريقة إلى
السالالت إلانسانية أو البشرية ،اشتق اسم النوع gautengensisمن
مقاطعة Gautengفي جنوب إفريقيا والتي عثر فيها على الحفرية ""STW 53
ُ
املمثلة لها ،كان تصنيف معظم الحفريات املشار إليها باسم إنسان جواتن
مثيرا لاجدل قبل وصف النوع وما زال ً
مثيرا لاجدل حتى يومنا هذا ،وحتى ً
تمثيل إنسان جواتن كساللة مستقلة.
تم اكتشاف " "Stw 53في أغسطس 1170بالقرب من كروجرسدورب في
جنوب إفريقيا وتم وصفه في عام 1177من قبل علماء ألانثروبولوجيا
القديمة Philip V. Tobias & Alun R. Hughesعلى أنها جمجمة ربما من
ألانواع املبكرة من إلانسان ،على الرغم من أن العديد من علماء
ألانثروبولوجيا القديمة قد اعترفوا بأن الحفرية تمثل ً
نوعا من إلانسان،
ً ومن املحتمل أن يكون إلانسان املاهر إال أن هذا لم يتم قبوله ً
عامليا ،وبدال
من ذلك اعتبره الكثيرون على أنه عينة من بشر جنوب إفريقيا ،وعلى الرغم
من أن تاريخ موقع الحفريات يعود في البداية إلى أكثر من مليوني عام ،إال
أن العمل الحديث يشير إلى أن املوقع كان أصغر بكثير حيث كان عمره 1.71
1.03 -مليون سنة ،وفي تلك الفترة لم يعثر على أي بقايا لبشر جنوب إفريقيا
منذ فترة تاريخية سابق لها أيضا.
263
في عام 2111استعرض عالم ألانثروبولوجيا Darren Curnoeكمية
كبيرة من عينات ألاحافير البشرية من جنوب إفريقيا ،وخلص إلى أن بعض
كاف عن السالالت ألاخرى املعترف هها مثل
الحفريات كانت مختلفة بشكل ٍ
إلانسان املاهر -إلانسان العامل -إلانسان املنتصب (سالالت الحقة)،وقام
تصنيفها كساللة جديدة ،قبل وصف ، Curnoeكان قد اقترح بالفعل علماء
ً
استنادا إلى عدد من السمات في ألانثروبولوجيا القديمة ،مثل Frederick
ألاسنان والجمجمة ،خلص Curnoueإلى أنه يميز بين Stw 53و SK 847عن
السمات الرئيسة للسالالت املعاصرة إلانسان العامل وإلانسان املاهر ،كما
صرح Curnoeمن الواضح آلان أن أحافير جنوب إفريقيا متمايزة للغاية
من الناحية الشكلية بحيث ال يمكن استيعاهها داخل أي من السالالتين
جديدا الستيعاههم ،ومن أهم ً وعلى هذا النحو ،اقترح ً Curnoe
نوعا
الاختالفات التي لوحظت بين Stw 53وإلانسان املاهر هو أن بعض تيجان
ألاسنان لاحفرية كانت أكبر من تيجان ألاسنان املتوسطة ألسنان إلانسان
ً
املاهر ،بينما كانت تيجان أسنان السالالت ألاخرى أكثر ضيقا بشكل ماحوظ
.
إن التعرف على إنسان جواتن محدود مع تصنيف ألاحافير الفردية املشار
إليها في ألانواع التي ال تزال محل نزاع بين علماء الحفريات القديمة ،كما أن
تلك الساللة لها القليل من الاعتراف اليوم.
264
بقايا جمجمة Stw 53
265
المراجع
- Hughes، Alun R.; Tobias، Philip V. (1977). "A fossil skull probably of the genus
Homo from Sterkfontein، Transvaal". Nature. 265 (5592): 310–312.
- Grine، F. E.; Demes، B.; Jungers، W. L.; Cole، T. M. (1993). "Taxonomic Affinity
of the Early Homo Cranium From Swartkrans، South Africa". American Journal of
Physical Anthropology. 92 (4): 411–426.
- Grine، F. E.; Jungers، W. L.; Schultz، J. (1996). "Phenetic affinities among early
Homo crania from East and South Africa". Journal of Human Evolution. 30 (3): 189–225.
- Curnoe، Darren (2010). "A review of early Homo in southern Africa focusing
on cranial، mandibular and dental remains، with the description of a new species
(Homo gautengensis sp. Nov)". HOMO: Journal of Comparative Human Biology. 61 (3):
151–177.
- Berger، Lee R. (2012). "Australopithecus sediba and the earliest origins of the
genus Homo" (PDF). Journal of Anthropological Sciences. 90 (90): 117–131.
- Antón، Susan C. (2012). "Early Homo: Who، When، and Where". Current
Anthropology. 53: S278–S298.
- Dusseldorp، Gerrit Leendert; Lombard، Marlize; Wurz، Sarah (2013).
"Pleistocene Homo and the updated Stone Age sequence of South Africa". South African
Journal of Science. 109 (5–6): 46–52.
- Villmoare، Brian; Kimbel، William H.; Seyoum، Chalachew; Campisano،
Christopher J.; DiMaggio، Erin N.; Rowan، John; Braun، David R.; Arrowsmith، J. Ramón;
Reed، Kaye E. (2015). "Early Homo at 2.8 Ma from Ledi-Geraru، Afar، Ethiopia". Science.
266
الخــــاتمة
َ ُ
هذه الفترة أطلق عليها السالالت إلانسانية ألاولى ،حيث أطلق املجتمع
العلمي على بقايا تلك السالالت اسم HOMOأي إلانسان ،تلك املرحلة هي
ّ
املتسيد على هذا الانطالق السريع لكي يكون هذا الجنس الناش ئ هو
ِ
الكوكب ،حيث الانطالق في استيطان بيئات جديدة ليصل بعدها بفترة
زمنية أنه الجنس الوحيد القادر على استيطان كافة بيئات هذا الكوكب،
كما أن التغيرات الجسمانية التي تعد بمثابة قفزة كبيرة نحو الصفات
الجسمانية لإلنسان الحديث ،ومن املرجح أن تلك السالالت لم تغادر القارة
إلافريقية ،ولكن هناك موقع مثير للشكوك وهو موقع يوامنو بمقاطعة
يونان جنوب غرب الصين ،تم الاكتشاف في مايو عام 1102وأطلق على هذا
الاكتشاف رجل يوانمو "" ،"Yuanmou Manوقد تم العثور على اثنين من
القواطع العلوية للفك ،باإلضافة على العثور على علي أجزاء من عظام
الرجل ألنثى مفترضة ،تم تقدير عمر تلك الحفريات على نحو 1.7مليون عام
آن ذاك ،أثار ذلك ضجة كبيرة كما صاحبت تلك التقديرات العديد من
التشكيكات الخاصة بالتاريخ ،ففي عام 2112تم نشر بحث في مجلة التطور
البشري تحت عنوان التواريخ القديمة املغناطيسية لبقايا أسالف إنسان
يوانمو الصين ومواقع آسياوية أخرى ،تؤكد استنادا إلى البيانات
املغناطيسية القديمة والتي تم استخدامها للتقدير السابق أيضا إلى أن
العمر التقديري لتلك البقايا يعود إلى 711ألف سنة ،تلك البقايا جدلية
267
حيث إنه لم يتم اعتماد تقنية الكربون املشع في تاريخها ،بل بحساب
الطبقات الرسوبية والتي يعتقد أنها ذات حركة انقالبية حيث يتم نقل
الطبقات ألاقدم إلى ألاعلى والطبقات ألاقدم إلى ألاسفل ،وهذا ألامر مألوف
عند الجيولوجيين والجغرافيين عند دراسة طبقات ألارض وتكوينها ،كما أن
هناك ر ًأيا آخر يشير إلى أن البقايا املتوفرة في تلك الطبقة الرسوبية تنتمي
إلى الربع الثالث من العصر البليستوسيني وهي مرحلة التشيباني املمتدة ما
بين 711إلى 120مليون سنة ،وقدر عمر تلك البقايا ما بين 731إلى 211
ألف عام ،وأشار إلى ذلك عالم الجيولوجيا الصيني Lui Dongshengفي
دراسة عام ،1113وبذلك يفتقر الدليل الوحيد حتى آلان حول وجود
سالالت إنسانية أولى خارج القارة إلافريقية قبل ساللة إلانسان املنتصب
(ساللة الحقة).
268
بدأت تلك الفترة منذ حوالي 2.1مليون سنة وتعد الحفرية LD 350-1
إنسان بحيرة
رودلف
حفرية
ساللة بشر عفار LED 350-1
2.4مليون سنة
اإلنسان العامل
2.9-3.9مليون سنة
2.8مليون سنة 5.9مليون سنة
اإلنسان الماهر
2.3مليون سنة
إنسان جواتن
5.7مليون سنة
هي بداية السالالت إلانسانية والجد ألاكبر لهم ،انتهت تلك الفترة منذ حوالي
1.0مليون سنة مع نهاية ساللة إلانسان العامل واملخطط التالي يوضح
السالالت إلانسانية ألاولى.
كان ُيعتقد سابقا أن السالالت إلانسانية قد انحدرت من ساللة بشر
جنوب إفريقيا ،ولكن بعد الاكتشافات املتتالية أصبحنا آلان نعرف أن
السالالت إلانسانية قد انحدرت منذ فترة أبعد مما كنا نعتقد ،حيث إن
اكتشاف الحفرية LD 350-1LD 350-1قد جعلنا نعيد النظر من جديد
حول ترتيب شجرة العائلة البشرية ،ومن هنا أصبحت ساللة بشر عفار هي
الساللة الرئيسة التي تشعبت منها كافة السالالت على فترات زمنية طويلة،
ولكن في تلك الفترة التي انشقت فيها السالالت إلانسانية انشقت أيضا
سالالت إنسان كسارة البندق ،وهذا يؤكد أن العوامل الطبيعية لعبت دورا
هاما في تلك الفترة ،وأصبح الصراع بين البشر والتغيرات البيئية واملناخية
269
َ
وأساليب حياتية أقوى مما سبق مما جعل تلك الجماعات تأخذ أنماطا
ّ
واتباع أنظمة غذائية مختلفة ،ولهذا السبب بدأت السالالت تأخذ أساليب
مختلفة مما أدت إلى تغيرات وصفات جعلتهم سالالت يمكن التمييز بينهم.
تميزت السالالت إلانسانية ألاولى عن باقي السالالت بأنها كانت قادرة على
التأقلم مع البيئات العشبية أكثر من باقي السالالت البشرية ،وأيضا ألانماط
الغذائية التي تعتمد بشكل أكبر أو شبه أساس ي على الاحوم ،وذلك تطلب
املزيد من املهارات املتعددة من حيث أنماط القبائل أنواع ألاساحة وطريقة
صنعها ،كما صاحب ذلك أيضا تغيرات جسمانية.
بالرغم من التغيرات الجسمانية التي جعلت من تلك السالالت هي ألاكثر
مالئمة للتغيرات البيئية وقدرتها على استيطان عدد أكبر من البيئات
املختلفة ،إال أن هناك اختالفات بينهم واضحة في الصفات الجسمانية،
فنجد أن ساللة إنسان بحيرة رودلف والتي تعد ألاقدم في تلك السالالت
بلغ متوسط حجم الدماغ لداها حوالي 721سم ،3باملقارنة مع إلانسان
املاهر بلغ متوسط حجم املخ لداهم حوالي 001سم ،3ونجد إلانسان
العامل والذي انفصل عن ساللة إلانسان املاهر بلغ متوسط حجم املخ
لديه حوالي 101سم.3
تتعاظم تلك الاختالفات في الصفات الجسمانية ألاخرى وباألحري لدى
إلانسان املاهر ،حيث بلغ ارتفاع إنسان رودلف ما بين 101-121سم وبلغ
ارتفاع إلانسان املاهر ما بين 121-111سم وبلغ ارتفاع إلانسان العامل ما
270
بين 111 – 101سم ،كما بلغ وزن ارتفاع ساللة بحيرة رودلف ما بين 21
– 01كجم وبلغ وزن إلانسان املاهر ما بين 37 – 21كجم وبلغ إلانسان
العامل ما بين 03 – 22كجم.
من استعراض للصفات الجسمانية يعود بنا إلانسان املاهر إلى صفات
تشبه السالالت البشرية املتأخرة ولكن ال نندهش فقد عاصرت بعضها
البعض ،فمن املمكن أن الاختالف ما بين ساللة إلانسان املاهر وإنسان
بحيرة رودلف بسبب ألانظمة الغذائية ،ولكن هذا الاختالف مقبول؛ ألنهما
سالالتان انفصلتا في توقيت ليس بالبعيد وما زال هذا التوقيت قريبا من
ساللة بشر عفار ،وهي الساللة التي تظهر هها صفات متقاربة مع إلانسان
املاهر ،ولكن من املثير للدهشة أن ساللة إلانسان العامل قد انفصلت عن
ساللة إلانسان املاهر.
إن النطاق الجغرافي لتلك السالالت متباين أيضا بين تلك السالالت
حيث إن ساللة إنسان بحيرة رودلف ساللة محلية تقطن شرق إفريقا،
وحتى آلان يعتبر إنسان جواتن ساللة محلية في منطقة جنوب إفريقيا إال إذا
أعاد العلماء تصنيف بعض الحفريات لتلك الساللة ،أما عن ساللتي
إلانسان العامل واملاهر فقد استوطنت تلك السالالت الشريط الشرقي
للقارة إلافريقية املمتد من منطقة شرق إفريقيا حتى جنوب القارة ،هذا
املتعارف عليه بين املجتمع العلمي آلان ولكن هناك بعض الاكتشافات
تجعلنا نعيد النظر في نطاق استيطان إلانسان العامل ،ففي شهر نوفمبر
271
عام 2111عثر على أدوات حجرية ألاولدوانية يعود عمرها التقديري ما بين
2.0 -1.1مليون سنة في منطقة عين بوشريط بالجزائر ،كما أنه في عام
2122تم اكتشاف أدوات حجرية ألاولدوانية أيضا في جمهورية مصر العربية
يعود عمرها نحو 2مليون سنة ،نشر ذلك البحث في دراسة تحت عنوان
"الصناعة ألاولدوانية فى وادى النيل بمصر" ،وكان هذا الاكتشاف بقيادة
الدكتور أحمد سعيد والدكتور أبو الحسن البكري ،وههذه الاكتشافات
نوسع دائرة استيطان إلانسان العامل لتشمل شمال إفريقيا كما هو موضح
بالخريطة التالية.
272
ماحوظة أنه في منطقة احتمال وجود إلانسان العامل لم يتم العثور على
أي بقايا حفرية تعود إلى إلانسان العامل في تلك النطاق ،فكل الحفريات
املكتشفة حتى آلان في نطاق الاختالط ما بين إلانسان املاهر والعامل املوضح
بالخريطة.
ويشير هذا النطاق الجغرافي الواسع للقدرة على املش ي والجري بشكل
اعتيادي ولفترات طويلة ،كما أن تلك السالالت تميزت بالقدرة على التعايش
في مجموعات كبيرة في العدد حيث إنه من املمكن أن يصل عدد أفراد
فردا ،وذلك يتطلب مهارات كبيرة في السلوك املجموجة إلى نحو ً 11
الاجتماعي والتنظيمي لاجماعة وأيضا القدرات اللغوية وبناء النواة ألاولى
للمشاعر والعديد من السمات التي نمتلكها نحن اليوم.
273
الفصل العشرون
الخاتمة
274
لقد تعرفنا خالل هذه الرحلة القصيرة على مجموعات السالالت
نواح عدة ،كما
البشرية ألاولى ،والحظنا أن هناك العديد من الاختالف في ٍ
أننا تعرفنا أيضا على البيئات الخاصة ههم والعوامل املؤثرة في حياة البشر
ألاوائل والتغيرات الطارئة على إلانسان سواء كانت جسمانية أو سلوكية،
ولكن أوال تسلط الضوء حول الفترات الزمنية التي عاشت فيها تلك
السالالت ،والحظنا أن هناك فترة طويلة من عمر جنسنا البشري عاشت
هها سالالت منفردة في بعض الفترات الزمنية املختلفة.
فنجد أن الفترة املمتدة من حوالي 7إلى 0.2مليون سنة؛ أي حوالي 2.2
مليون سنة ،عاشت خاللها ثالث سالالت فقط وأيضا الحفريات الدالة
عليها قليلة جدا ،وهذا قد يسمح لنا باالعتقاد أنه قد يكون هناك سالالت
أخرى في منطقة شرق أو وسط إفريقيا؛ ألن تلك الفترات لم تحتفظ لنا
بحفريات كثيرة لنفس الساللة ،ولكن على أي حال ال نمتلك سوى تلك
الحفريات فقط وحتى يتم اكتشاف حفريات أخرى تفتح لنا آفاقا جديدة
عن تلك الفترة.
أما عن الفترة الزمنية املمتدة من حوالي 0.2إلى 2.1مليون سنة أي
حوالي 1.7مليون سنة ،عاشت في تلك الفترة السالالت البشرية بشكل
منفرد فال توجد حفريات للسالالت إلانسانية أو إنسان كسارة البندق ،كما
أن تلك السالالت لم تتعايش في نفس النطاق الجغرافي ولكن تعايشوا في
نطاقات جغرافية متجاورة.
275
والفترة املمتدة من حوالي 2.1إلى 1مليون عام أي حوالي 1.1مليون عام
عاشت فيها مجموعات السالالت البشرية والسالالت إلانسانية وسالالت
إنسان كسارة البندق ،وهذا ال يدل أنهم تعايشوا بشكل مباشر في نفس
املنطقة الجغرافية .وفي تلك الفترة استطاعت السالالت إلانسانية بتطوير
قدراتها والانتقال نحو السيطرة على البيئة املحيطة ،ولكن منذ حوالي 1.1
َ
مليون سنة انتهت السالالت البشرية وتلتها بعد مليون عام ساللة إنسان
كسارة البندق ،ولم َّ
يتبق سوى السالالت إلانسانية ،و من مليون عام انتهت
كافة السالالت إلانسانية ألاولى .استطاعت ساللة إلانسان املنتصب (ساللة
الحقة) فقط أن تستمر وحيدة وينبثق منها سالالت متعددة مرة أخرى
وستتناول الكتب القادمة تلك السلسلة من هذه السالالت.
املخطط الزمني للسالالت ألاولى
276
وبسبب طول تلك الفترة فقد طرأت تغيرات عديدة على ألابعاد
الجسمانية لدى تلك السالالت ،ويوضح لنا املخطط التالي التغيرات في
أطوال السالالت ألاولى.
200
150
100
50
0
رجل بشر بشر بشر بشر بشر االنسان االنسان انسان انسان انسان
توركانا االرض عفار سيديبا جارهي جنوب العامل الماهر رودلف كسارة كسارة
افريقا البدنق البندق
القوي بويزي
277
ومن تلك الرسوم البيانية يتضح ملا مدى التباين بين تلك السالالت
فنجد أنه في السالالت ألاولى يكون متوسط ألاطوال ما بين 112سم إلى
131سم وتبلغ تلك السالالت من الوزن ما بين 22إلى ،21وباألخذ بالحد
ألاقص ى لكليهما نجد أن شكل أجسامهم ممتلئ قليال وهذا بسبب طبيعة
ألانظمة الغذائية داخل نطاق الغابات ،حيث إن تلك السالالت أمضت
أوقاتا كبيرة باألشجار كما أنها كانت تقطن املناطق التي كانت وفيرة باملوارد
ً َ َ
مجهودا للدفاع عن أنفسها؛ ألن الغذائية ،وأنها في تلك الفترة لم تحت ْج
الطبيعة الشجرية توفر لهم الحماية.
ومن ثم نجد أن متوسط الطول لدى السالالت يرتفع قليال ،ولكن نرى
متوسط الوزن يبدأ بالهبوط ،وإن دل ذلك يدل على أن تلك السالالت
أمضت أوقاتا أكبر مما سبق للبحث عن املوارد الغذائية ،وانعكس ذلك في
أوزانهم وأيضا يدل ذلك على قلة املوراد الغذائية ذات الجودة العالية.
278
مصادر متنوعة من الغذاء كما أنها كانت قادرة على املش ي بشكل مستقيم
ولكن لفترات ليست بالطويلة.
ولكن في الوقت الذي ظهرت فيه ساللة إنسان رودلف ظهرت لنا ساللة
إلانسان املاهر والتي أقل بكثير من السالت التي عاصرتها ،بل إنها أرجعت
مرة أخرى إلى أذهاننا تلك الصفات املميزة للسالالت البشرية ألاولى ،من
حيث قصر القامة وقلة الوزن وهذا بسبب أن تلك الساللة قد اتخذت من
بيئة الحشائش موطنا لها ،وهذا ما جعلها في صراع مع القطط الكبيرة على
مصادر الاحوم التي كانت تعد من أهم مصادر الغذاء لتلك الساللة.
وفي نهاية رحلتنا نصل إلى إلانسان العامل الذي َّ
تفوق على كافة السالالت
من حيث الطول والوزن حيث بلغ طوله حوالي 111سم ووزنا قد يصل إلى
02كجم ،وهذا يفسر لنا كيف استطاعت تلك الساللة التوطن في مساحة
شاسعة من ألاراض ي ،حيث إن زيادة الطول تؤكد لنا قدرتها على السفر
ملسافات طويلة ،كما يدل وزنها على أنها كانت لداها القدرة لاحصول على
الطعام بشكل أفضل من ساللة إلانسان املاهر ،ويدل هذا أيضا على قدرتها
على الصيد بشكل جيد.
املخطط التالي يوضح أحجام الدماغ لتلك السالالت
279
1000
800
600
400
200
0
Series 1
من املخطط السابق نرى بوضوح اتساع حجم الدماغ بشكل عام حيث
بدأنا رحلتنا مع رجل ساحل تشاد والذي بلغ متوسط حجم الدماغ لديه
حوالي 321سم ،3وننتهي عند ساللة إلانسان العامل الذي بلغ متوسط
حجم الدماغ لديه 101سم ، 3أي أن هناك زيادة بمقدار % 121وهذا
عال ،باملقارنة بالزيادة ما بين إلانسان الحديث وإلانسان العامل
معدل ٍ
نجد أن نسبتها حوالي ،%21ولكن تلك الزيادة ما بين رجل تشاد وإلانسان
العامل قد استغرقت حوالي 2مليون سنة ،وبذلك تكون الزيادة منطقية،
كما أنها كانت تصاعدية بين مجموعات السالالت.
ففي البداية نجد أن في مجموعة سالالت البشر ترواح حجم الدماغ ما
بين 321إلى 211سم 3مكعب وأيضا كانت الزيادة تصاعدية إلى حد ما،
وكانت أقل السالالت من حيث حجم الدماغ هي ساللة رجل ألارض ،وكما
أن ساللة بشر جنوب إفريقيا كانت أكبرهم من حيث حجم الدماغ ،ولكن
280
تلك الزيادة الطفيفة كانت من شأنها زيادة القدرات العقلية لدى تلك
السالالت مما جعلها تتأقلم بشكل أفضل مع البيئات املختلفة رغم كونها
تعيش داخل ألادغال.
ومن ثم نجد أن مجموعة سالالت إنسان كسارة البندق كانت تتراوح
أحجام أدمغتها ما بين 011إلى 202سم ،3تلك الزيادة في حجم الدماغ كان
السبب الرئيس لها هو أن الاحوم كانت حاضرة على النظام الغذائي إلنسان
كسارة البندق ولكن ليس بشكل مستمر بل كلما أمكنهم ذلك ،وكانت ساللة
إنسان كسارة البندق في ألاعلى في الحجم وكانت ألاقل هي ساللة إنسان
كسارة البندق بويزي ،تلك الزيادة التي لم تكن بالكبيرة كان لها مردود
اجتماعي وثقافي كما سنراه في الفقرات القادمة ،ولكن يمكن أن نذكر أنها
ُ َ
صاحبة ثقافة صناعية تدعى ثقافة العظام العظمية.
وفي النهاية تأتي السالالت البشرية ألاولى التي تمتلك أدمغة أكبر من
السالالت السابقة فتراوحت أحجامها ما بين 221إلى 101سم ،3كانت
ساللة إلانسان املاهر في أقلهم في حجم الدماغ وهذا بالتبعية لحجم
الجسم ،وأيضا إن ساللة املاهر تفرعت من سالالت بشر عفار وليست من
ساللة إنسان رودلف والتي اشتقت هي ألاخرى من ساللة بشر عفار ،ويبلغ
متوسط حجم دماغ إنسان ردولف 721سم ،3تلك الزيادة كانت من شأنها
أن تجعل تلك السالالت هي املهيمنة على نطاق شرق إفريقيا ،كما أن النظام
الغذائي الغني بالاحوم هو ما تسبب في تلك الزيادة في أحجام أدمغتهم.
281
كيف حدثت تلك التغيرات الجذرية في الطبيعة البشرية؟
كل تلك التغيرات الجسدية مترابطة مع بعضها البعض بشكل أو بآخر
وهذا انعكاس للظروف التي مرت هها رحلتنا البشرية عبر العصور ،كما أن
تلك الظروف هي من صنعت أساليب حياة إلانسان والتي أدت إلى نمو
نواح متعددة ،وهي من جعلت حياتنا على ما تبدو عليه اليوممهاراته في ٍ
فأنظمة الغذاء والصناعات وألانماط الاجتماعية والروابط الاجتماعية
أيضا ،كل تلك املظاهر إلانسانية وليدة لتك الظروف.
دعونا نحلل تلك الظروف.
إن هناك عالقة بين الزيادة في الطول والوزن والحياة الشجرية ،البشر
هؤالء املخلوقات الضعيفة ال تمتلك آليات دفاعية أو هجومية ،فإنها ال
تمتلك املخالب الحادة وال تمتلك العضالت الكبيرة التي تسمح لها بالجري
ملسافات طويلة وسرعة عالية كي تهرب من املفترسات ،وال تمتلك الحجم
الضخم الذي يجعل من الصعب على املفترسات صيدها ،وال تمتلك أيضا
نطاقا جغرافيا معزوال يحميها من الكائنات ألاخرى.
وكانت مجموعات جنسنا البشري في أول ألامر تتكون من أعداد أفراد
قليلة ،وهذا من شأنه أن يجعل عملية الحماية ألفراد املجموعة أصعب،
ذلك دفع السالالت ألاولى أن تتخذ من مناطق ألادغال سكنا لها ،ولبيئة
فضل كبير على البشرية حيث وفرت أشجارها الحماية للسالالتٌ ألادغال
ألاولى ،كما وفرت أيضا مصادر الغذاء حيث إنها كانت حاضنة مميزة لنا في
282
تلك الفترة ،ولكن هناك سؤال ينبع من تلك الجمل البسيطة؛ ما الذي دفع
تلك السالالت ألاولى لاخروج من بيئة ألادغال إلى البيئات العشبية املفتوحة
والخطرة أيضا؟
ليست العوامل الطبيعية فقط هي الدافع الوحيد لذلك ،كما أن العديد
منا يعلم أن بجوار املوطن ألاول لإلنسان نطاق غابات ما زال قائما حتى
آلان ،ملاذا لم يتجه البشر نحو غرب القارة الذي يمتلك تلك البيئات الغابية،
دعونا نوضح لكم الصراع القائم في تلك البيئة؛ غابات نهر الكونغو الغنية
والوفيرة بثرواتها الط بيعية ،وهي أيضا املنطقة ألاكبر تنوعا بيولوجيا في
القارة إلافريقية ،فنجد أن مجموعات الغوريالت سكنت أطراف الغابة؛
فغوريال الجبل والغوريال الشرقية سكنت نطاق شرق الكونغو ،ونطاق
الغرب سكنته الغوريال الغربية وغوريال ألانهر ،والشمبانزي سكنت وسط
الغابة كما أن البونبو في منطقة وسط وجنوب الغابة املنتشر في دولة
أنجوال ،وهذا يجعل التنافس على موارد الطعام صعبا وخاصة مع الجنس
البشري الناش ئ ،وهناك أيضا مشاهدة غريبة؛ أن السالالت البشرية لم
ش في نطاقات مختلطة ،وهذا يعكس أنها كائنات ال تفضل املنافسة على َت ِع ْ
املصادر الغذاء ،وهذا يجعل مناطق غرب إفريقيا غير مالئمة للسالالت
البشرية ألاولى.
283
أدت قدرة البشر على املش ي على القدمين إلى أن تكون البيئات املفتوحة
أكثر مالئمة ،ولكن يبقى أهم العوامل التي تؤدي إلى استمرار النوع وهو
توجب على السالالتالغذاء والحماية من الافتراس ،وللتغلب على ذلك ّ
البشرية زيادة أفراد مجموعاتهم ،ملاذا زيادة أفراد املجموعة؟
زيادة أفراد املجموعة يوفر الحماية للعديد من الكائنات الحية في بيئة
السافانا وخاصة الحيوانات العاشبة ،مثل قطعان الغزال وقطعان
الجاموس يمثل القطيع ألامان لدى أفراده ،ولكن تلك الحيوانات عاشبة
كما ذكرنا والبشر كائن غير عاشب ،في تلك الفترات تزامن فيها التغيرات
املناخية وأيضا فترات الزيادة في حجم الدماغ ،كما أن القردة تستخدم
عص ي الشجر وألاحجار إلبعاد املفترسات ،ومن املرجح أن السالالت البشرية
ألاولى التي سبقت الصناعات الحجرية كانت تستخدم مثل تلك العص ي
284
وألاحجار ،ولكن بعض السالالت الالحقة لبشر عفار قد استطاعوا تطوير
كل هذا ساعدأدوات حجرية أو حتى استخدام الصخور املدببة والحادةُّ ،
إلانسان في التغلب على مصاعب الحماية والحصول على الطعام ،وتعلم
الصيد أصبح يؤمن الغذاء لهم بشكل أفضل.
وأيضا هناك منطقية بين أعداد تلك الجماعات والوعي الخاص ههم؛ ألن
تنظيم الجماعات الكبيرة يحتاج إلى وعي اجتماعي وتنظيم كبير ،وتنظيم تلك
الجماعات الغرض منه توزيع ألادوار بين أفراد املجموعة ،وهذا يتطلب أيضا
لغة للتواصل بين أفراد تلك الجماعات ،وهذا ما سمح به موضع الحنجرة
ونزولها إلى ألاسفل وجعل ذلك إمكانية إصدار نغمات صوتية أكثر بكثير مما
سبق ،ويظهر هذا بشكل واضح في السالالت إلانسانية ألاولى وسالالت إنسان
كسارة البندق كما أشارت عظام الحيوانات التي تم اصطيادها ومنها
حيوانات عاشبة كبيرة ،واصطياد تلك الحيوانات يتطلب عمال جماعيا
متناغما ج دا ،فقطيع ألاسود يحتاج إلى تنظيم عالي الدقة حتى تتم عملية
صيد ناجحة ،ونسبة حدوث عملية صيد ناجحة لألسود ليست بالنسبة
العالية ،على الرغم من سرعتها وقوتها باملقارنة بالبشر .
ال يمكن بشكل أو بآخر حتى آلان أن نجزم بمدى قوة لغة التواصل لدى
السالالت ألاولى ،ولكن الشواهد املطروحة تدل على وجود لغة تواصل بين
أفراد السالالت ألاولى وخاصة السالالت إلانسانية ألاولى وسالالت إنسان
كسارة البندق ،كما أن البقايا التي تعود للذكور البعيدة عن نطاق سكن
285
الجماعات لساللة إنسان كسارة البندق القوي ،تدل بشكل واضح إلى
ذهاب ألافراد الذكور لجمع الطعام ،ويبقى السؤال؛ ما مدى تطور النظام
اللغوي لدى تلك الجماعات؟
إذا أخذنا بالتعريف اللغوي الاصطالحي للغة نجد أن اللغة هي عبارة
عن :نغمات تصدرها أفراد املجموعة للتواصل ،وإن انطلقنا من هذا
التعريف البسيط نجد أن لغة التواصل ليست مقتصرة على جنسنا
البشري بل هي سمة لعديد من الكائنات الحية ،ولكن الحديث عن لغة
التواصل عند إلانسان نذهب مباشرة بتفكيرنا إلى التعقيد اللغوي ومدى
تعقيد أفكارهم ،وهذا ألامر يتطلب زيادة كبيرة من القدرات العقلية وهي
بحد ذاتها تحتاج إلى احتكاك مع بيئات مختلفة.
وبالنظر إلى حجم السالالت إلانسانية ألاولى كإنسان رودلف وإلانسان
العامل نجد أن حجم الدماغ يقارب حجم دماغ طفل في الرابعة من العمر
لإلنسان الحديث ،ولكن هذا يعتبر طفرة في تلك الفترات ،ولكن هذا الحجم
للدماغ بوصالت عصبية منظمة بشكل أفضل يجعل ألامر مختلفا كثيرا عما
نراه ،فبالنظر إلى إلانسان الحديث حيث إن نسبة اكتمال نمو الدماغ في
مرحلة املراهقة تصل إلى % 12ولكن القدرات العقلية تصل ما بين – 71
% 11لإلنسان الراشد ،واختالف تلك النسب يرجع إلى املساحات الصغيرة
ُ َ
بين نهايات الخاليا العصبية والتي تدعى باسم (املشابك العصبية) تكون غير
مكتملة حتى سن العشرين.
286
واذا أخذنا باالعتبار نمو املشابك العصبية التي تحتاج إلى فترات زمنية
طويلة حتى يتم اكتمال نموها ،وبالنظر إلى سرعة النمو لدى السالالت ألاولى
نجد أن النهايات العصبية قد تنمو في فترات زمنية أسبق من سن العشرين،
وبحجم الدماغ الذي يتراوح ما بين نصف إلى ثلثي حجم الدماغ لإلنسان
الحديث ،يكون متاحا لداهم استعمال لغة تواصل بدائية لدى تلك
السالالت ألاولى.
كما أن القدرات الذهنية لدى تلك السالالت بشكل عام غير مفهومة
لدينا آلان ،ولكني أعتقد أنهم يمتلكون أكثر مما نعتقد نحن آلان ،حيث
يعتقد أن املشاعر إلانسانية تجاه أفراد املجموعة بدأت مع ساللة إلانسان
املنتصب (ساللة الحقة) والتي عاصرت السالالت إلانسانية ألاولى ،ولكني
أرى أن تلك املشاعر وجدت قبل ذلك الوقت ،وهذه املشاعر نتاج لالنتقال
إلى البيئات املفتوحة ،حيث أصبح الخوف والقلق والحفاظ على الجماعة
ً
أمرا في غاية ألاهمية ،كما أنه من املرجح أن مشاعر ألامومة وألابوة بدأت
في أولى مراحل وجود إلانسان ،وهذا ما يجعل فقدان أحدهم ً
أمرا في غاية
القسوة على تلك الكائنات الضعيفة.
بدأت تلك املشاعر في النضوج حيث القلق من الفقدان ليس فقط على
ألاطفال بل على أفراد الجماعة ،ويظهر ذلك في تقسيم املوارد الغذائية
ومشاركتها وأمر الحماية يقع على عاتق رجال املجموعة ،كل تلك العوامل
التي أدت إلى ظهور املشاعر كان منبعها الخوف.
287
أدى هذا الخوف إلى الابتكار أيضا حيث تطورت الصناعات بأشكال
مختلفة ،صناعات ألاولدوانية وصناعات عظمية وصناعات أشولينية
وأ يضا استخدام ألاحجار املصقولة طبيعيا ،كل تلك ألادوات كانت تحتاج
إلى تعلم العديد والعديد من املهارات ،حيث إن صناعة تلك ألادوات يحتاج
إلى مهارات عدة وتوريث تلك الصناعات إلى ألاجيال الجديدة هي بداية فكرة
التعليم ،كما أن استخدام تلك ألادوات يحتاج إلى تدريب وإتقان مهارات
الصيد أو استخدامها للدفاع من املفترسات.
بالرغم من وجود أدلة على وجود النار في أماكن تلك السالالت ألاولى إال
أنه حتى آلان ال يوجد دليل على أن تلك السالالت لم تعرف كيفية اشتعال
النار ،وأرى أن في تلك الفترة قد استفادت تلك السالالت من النار أو حتى
أنها قادرة على السيطرة عليها على نطاق ضيق ولكنها غير قادرة على
إشعالها ،على أي حال تبقى الاكتشافات الالحقة هي مفتاح إلاجابة على هذا
السؤال.
288
في نهاية رحلتنا القصيرة تلك قد تعرفنا على قدر كاف من السالالت
البشرية ألاولى ،واملخطط التالي رجل ساحل تشاد يوضح لكم شجرة ( 6.2- 7مليون
سنة)
مليون األرض
(4.4-1.8رجل
سنة)
بشر توركانا
(3.7- 4.1
مليون سنة)
بشرعفار
( 2.9- 3.9مليون
سنة)
ساللة إنسان كسارة ساللة إنسان كسارة اإلنسان إنسان بحيرة بشر بشر سنة)
اإلنسان
المنتصب 5.8مليون
سنة
إنسان نياليدي
236- 316
الف سنة
اإلنسان
الحديث
90الف سنة
حتي االن
289
وكما رأينا في املخطط السابق أن هناك العديد من السالالت التي لم
نذكرها وستكون عناوين الكتب القادمة لتلك السلسلة لكي نكمل سويا
رحلة البشرية نحو الحضارة.
290
مراجع أخرى
- Aiello، L. C. and Wheeler، P. (1995). The expensive tissue
hypothesis: The brain and digestive system in human and primate
evolution. Current Anthropology .
- Ambrose، S. H. (1998). Late Pleistocene human population
bottlenecks، volcanic winter، and differentiation of modern humans.
Journal of Human Evolution .
- Antón، S. C.، Leonard، W. R. and Robertson، M. L. (2002). An
ecomorphological model of
- the initial hominid dispersal from Africa. Journal of Human
Evolution .
- Antón، S. C.، Potts، R. and Aiello، L. C. (2014). Evolution of early
Homo: An integrated biological perspective. Science .
- Asfaw، B.، White، T.، Lovejoy، O.، Latimer، B.، Simpson، S. and
Suwa، G. (1999).
- Australopithecus garhi: A new species of early hominid from
Ethiopia. Science.
- Atkinson، Q. D.، Gray، R. D. and Drummond، A. J. (2008). mtDNA
variation predicts population size in humans and reveals a major southern
Asian chapter in human prehistory. Molecular Biology and Evolution .
291
- Backwell، L. R. and d’Errico، F. (2003). Additional evidence on the
early hominid bone tools from Swartkrans with reference to spatial
distribution of lithic and organicartefacts. South African Journal of Science
.
- Backwell، L. R. and d’Errico، F. (2008). Early hominid bone tools
from Drimolen، South Africa. Journal of Archaeological Science .
- Behrensmeyer، A. K. (2006). Climate change and human evolution.
Science .
- Berger، L. R.، de Ruiter D. J.، Churchill، S. E.، Schmid، P.، Carlson،
K. J.، Dirks، P. H. G. M. and Kibii، J. M. (2010). Australopithecus sediba: A
new species of Homo-like australopithecine from South Africa. Science .
- Berna، F.، Goldberg، P.، Horwitz، L. K.، Brink، J.، Holt، S.، Bamford،
M. and Chazan، M.Microstratigraphic evidence of in situ fire in the
Acheulean strata of Wonderwerk Cave، Northern Cape province، South
Africa. Proceedings of the National(2012).
- Bird، M. I.، Fifield، L. K.، Santos، G. M.، Beaumont، P. B.، Zhou، Y.،
Di Tada، M. I.،Hausladen، P. A. (2003). Radiocarbon dating from 40–60 ka
BP at Border Cave، South Africa. Quaternary Science Reviews .
- Blumenschine، R. J.، Peters، C. R.، Masao، F. T.، Clarke، R. J.، Deino،
A. L.، Hay، R. L.،Swisher، C. C.، Stanistreet، I. G.، Ashley، G. M.، McHenry،
L. J.، Sikes، N. E.، van der Merwe، N. J.، Tactikos، J. C.، Cushing، A. E.،
292
Deocampo، D. M.، Njau، J. K. and Ebert، J. I. (2003). Late Pliocene Homo
and hominid land use from western Olduvai Gorge، Tanzania. Science .
- Brain، C. K. and Sillen، A. (1988). Evidence from the Swartkrans
Cave for the earliest use of fire. Nature .
- Bramble، D. M. and Lieberman، D. E. (2004). Endurance running
and the evolution of Homo. Nature .
- Bräuer، G. (2008). The origin of modern anatomy: By speciation or
intraspecific evolution ، Evolutionary Anthropology.
- Bromage، T. G.، Schrenk، F. and Zonneveld، F. W. (1995).
Paleoanthropology of the Malawi Rift: An early hominid mandible from the
Chiwondo Beds، northern Malawi. Journal of Human Evolution .
- Broom، R. (1938). The Pleistocene anthropoid apes of South Africa.
Nature .
- Broom، R. and Robinson، J. T. (1949). A new type of fossil man.
Nature، Kristian J. Carlson and Sarah Edlund
- Brown، P.، Sutikna، T.، Morwood، M. J.، Socjono، R. P.، Jatmiko،
Wayhu Saptomo، E. and Awe Due، R. (2004). A new small-bodied hominin
from the late Pleistocene of Flores، Indonesia. Nature .
- Campbell، M. C. and Tishkoff، S. A. (2009). African genetic
diversity: Implications for human demographic history، modern human
origins، and complex disease mapping.
- Annual Review of Genomics and Human Genetics، 9، 403–433.
293
- Carlson، K. J.، Stout، D.، Jashashvili، T.، de Ruiter، D. J.، Tafforeau،
P.، Carlson، K. and Berger، L. R. (2011). The Endocast of MH1،
Australopithecus sediba. Science .
- Cerling، T. E.، Manthi، F. K.، Mbua، E. N.، Leakey، L. N.، Leakey، M.
G.، Leakey، R. E.،Brown، F. H.، Grine، F. E.، Hart، J. A.، Kaleme، P.، Roche،
H.، Uno، K. T. and Wood،B. A. (2013). Stable isotope-based diet
reconstructions of Turkana Basin hominins.Proceedings of the National
Academy of Sciences .
- Cerling، T. E.، Mbua، E.، Kirera، F. M.، Manthi، F. K.، Grine، F. E.،
Leakey، M. G.،Sponheimer، M. and Uno، K. T. (2011b). Diet of
Paranthropus boisei in the early Pleistocene of East Africa. Proceedings of
the National Academy of Sciences .
- Cerling، T. E.، Wynn، J. G.، Andanje، S. A.، Bird، M. I.، Korir، D. K.،
Levin، N. E.، Mace، W.، Macharia، A. N.، Quade، J. and Remien، C. H.
(2011a). Woody cover and hominin environments in the past 6 million
years. Nature .
- Churchill، S. E.، Holliday، T. W.، Carlson، K. J.، Jashashvili، T.،
Macias، M. E.، Mathews،S.، Sparling، T. L.، Schmid، P.، de Ruiter، D. J. and
Berger، L. R. (2013). The upper limb of Australopithecus sediba. Science .
- Churchill، S. E.، Pearson، O. M.، Grine، F. E.، Trinkaus، E. and
Holliday، T. W. (1996). Morphological affinities of the proximal ulna from
294
Klasies River Mouth Main Site:Archaic or modern? Journal of Human
Evolution، 31، 213–237.
- Clarke، R. J. (1985). Australopithecus and early Homo in southern
Africa. In Ancestors:The Hard Evidence، ed. E. Delson. New York: Alan R.
Liss .
- Clarke، R. J. (2012). A Homo habilis maxilla and other newly-
discovered hominid fossils from Olduvai Gorge، Tanzania. Journal of
Human Evolution .
- Clarke، R. J. (2013). Australopithecus from Sterkfontein Caves،
South Africa. In The Palaeobiology of Australopithecus، ed. K. E. Reed، J. G.
Fleagle and R. E. Leakey. Amsterdam .
- Collard، M. and Wood، B. A. (2007). Defining the genus Homo. In
Handbook of Paleoanthropology، Vol. 3 of Phylogeny of hominids، ed. W.
Henke and I. Tattersall. Berlin .
- Conrad، D. F.، Jakobsson، M.، Coop، G.، Wen، X.، Wall، J. D.،
Rosenberg، N. A. and Pritchard، J. K. (2006). A worldwide survey of
haplotype variation and linkage disequilibrium in the human genome.
Nature Genetics .
- Constantino، P. and Wood، B. (2007). The evolution of
Zinjanthropus boisei. EvolutionaryAnthropology .
- Curnoe، D. (2010). A review of early Homo in southern Africa
focusing on cranial،mandibular and dental remains، with the description
295
of a new species (Homo gautengensis sp. nov.). HOMO – Journal of
Comparative Human Biology.
- Curnoe، D. and Tobias، P. V. (2006). Description، new
reconstruction، comparative anatomy، and classification of the
Sterkfontein Stw 53 cranium، with discussions about the taxonomy of
other southern African early Homo remains. Journal of Human Evolution .
- Hominin evolution during the Quaternary 81 de Heinzelin، J.،
Clark، J. D.، White، T. W.، Hart، W.، Renne، P.، WoldeGabriel، G.، Beyene،
Y. and Vrba، E. (1999). Environment and behavior of 2.5-million-year-old
Bouri hominids. Science .
- de Ruiter، D. J.، Pickering، R.، Steininger، C. M.، Kramers، J. D.،
Hancox، P. J.،Churchill، S. E.، Berger، L. R. and Backwell، L. (2009). New
Australopithecus robustus fossils and associated U-Pb dates from Cooper’s
Cave (Gauteng، South Africa). Journal of Human Evolution .
- d’Errico، F. and Backwell، L. R. (2009). Assessing the function of
early hominin bone tools. Journal of Archaeological Science .
- DeSilva، J. M.، Holt، K. G.، Churchill، S. E.، Carlson، K. J.، Walker،
C. S.، Zipfel، B. and Berger، L. R. (2013). The lower limb and mechanics of
walking in Australopithecus sediba. Science .
- de Villiers، H. (1973). Human skeletal remains from Border Cave،
Ingwavumu District، KwaZulu، South Africa. Annals of the Transvaal
Museum .
296
- Domínguez-Rodrigo، M.، Pickering، T. R.، Baquedano، E.،
Mabulla، A.، Mark، D. F.، Musiba، C.، Bunn، H. T.، Uribelarrea، D.، Smith،
V.، Diez-Martin، F.، Pérez-González، A.، Sánchez، P.، Santonja، M.،
Barboni، D.، Gidna، A.، Ashley، G.، Yravedra، J.، Heaton، J. L. and Arriaza،
M. C. (2013). First partial skeleton of a 1.34-million-yearold Paranthropus
boisei from Bed II، Olduvai Gorge، Tanzania.
- Domínguez-Rodrigo، M.، Pickering، T. R. and Bunn، H. T. (2011).
Reply to McPherron et al.: Doubting Dikika is about data، not paradigms.
Proceedings of the National Academy of Sciences.
- Drennen، M. R. D. (1953). A preliminary note on the Saldanha
skull. South African Journal of Science .
- Dusseldorp، G.، Lombard، M. and Wurz، S. (2013). Pleistocene
Homo and the updated Stone Age sequence of South Africa. South African
Journal of Science.
- Falk، D.، Hildebolt، C.، Smith، K.، Morwood، M. J.، Sutikna، T.،
Jatmiko، Saptomo، E. W. and Prior، F. (2009). LB1’s virtual endocast،
microcephaly، and hominin brain evolution. Journal of Human Evolution .
- Fleagle، J. G. and Grine، F. E. (2014). The genus Homo in Africa. In
The Cambridge World Prehistory – Africa، South and Southeast Asia، and
the Pacific، Vol. 1، ed. C. Renfrew and P. Bahn. Cambridge: Cambridge
University .
297
- Gibbard، P. and Cohen، K. M. (2008). Global chronostratigraphical
correlation table for the last 2.7 million years .
- Grine، F. E. (1986). Dental evidence for dietary differences in
Australopithecus and Paranthropus: A quantitative analysis of permanent
molar microwear. Journal of Human Evolution .
- Grine، F. E. (Ed.) (1988). Evolutionary History of the ‘robust’
Australopithecines. New York: Aldine de Gruyter .
- Grine، F. E. (2000). Middle Stone Age human fossils from Die
Kelders Cave 1، Western Cape Province، South Africa. Journal of Human
Evolution .
- Grine، F. E. (2005). Early Homo at Swartkrans، South Africa: A
review of the evidence and an evaluation of recently proposed morphs.
South African Journal of Science .
- Grine، F. E.، Bailey، R. M.، Harvati، K.، Nathan، R. P.، Morris، A. G.،
Henderson، G. M.،Ribot، I. and Pike، A. W. G. (2007). Late Pleistocene
human skull from Hofmeyr،South Africa، and modern human origins.
Science، Kristian J. Carlson and Sarah Edlund Grine، F. E.، Henshilwood، C.
S. and Sealy، J. C. (2000). Human remains from Blombos
- Cave، South Africa: (1997–1998 excavations). Journal of Human
Evolution .
298
- Grine، F. E.، Jungers، W. L. and Schultz، J. (1996). Phenetic affinities
among early Homo crania from East and South Africa. Journal of Human
Evolution .
- Grine، F. E.، Jungers، W. L.، Tobias، P. V. and Pearson، O. M. (1995).
Fossil Homo femur from Berg Aukas، Northern Namibia. American Journal
of Physical Anthropology .
- Grine، F. E. and Klein، R. G. (1985). Pleistocene and Holocene
human remains from Equus cave، South Africa. Anthropology .
- Grine، F. E. and Klein، R. G. (1993). Late Pleistocene human
remains from the Sea Harvest site، Saldanha Bay، South Africa. South
African Journal of Science.
- Grine، F. E.، Smith، H. F.، Heesy، C. P. and Smith، E. J. (2009).
Phenetic affinities of PlioPleistocene Homo fossils from South Africa:
Molar cusp proportions. In The First Humans: Origins and Early Evolution
of the Genus Homo، ed. F. E. Grine، J. G. Fleagle and R. E. Leakey. Berlin:
Springer .
- Grün، R.، Beaumont، P.، Tobias، P. V. and Eggins، S. (2003). On the
age of Border Cave 5 human mandible. Journal of Human Evolution .
- Grün، R.، Brink، J. S.، Spooner، N. A.، Taylor، L.، Stringer، C. B.،
Franciscus، R. G. and Murray، A. S. (1996). Direct dating of Florisbad
hominid. Nature .
299
- Haeusler، M. and McHenry، H. M. (2004). Body proportions of
Homo habilis reviewed Journal of Human Evolution .
- Hartwig-Scherer، S. and Martin، R. D. (1991). Was “Lucy” more
human than her “child”? Observations on early hominid postcranial
skeletons. Journal of Human Evolution .
- Henn، B. M.، Gignoux، C. R.، Jobin، M.، Granka، J. M.،
Macpherson، J. M.، Kidd، J. M.، Rodríguez-Botigué، L.، Ramachandran، S.،
Hon، L.، Brisbin، A.، Lin، A. A.، Underhill، P. A.، Comas، D.، Kidd، K. K.،
Norman، P. J.، Parham، P.، Bustamante، C. D.،Mountain، J. L. and Feldman،
M. W. (2011). Hunter-gatherer genomic diversity suggests a southern
African origin for modern humans. Proceedings of the National Academy
of Sciences .
- Hill، A.، Ward، S.، Deino، A.، Curtis، G. and Drake، R. (1992).
Earliest Homo. Nature .
- Holliday، T. W. (2012). Body size، body shape، and the
circumscription of the Genus Homo. Current Anthropology .
- Holloway، R. L.، Broadfield، D. C. and Yuan، M. S. (2004). The
Human Fossil Record،Vol. 3: Brain Endocasts – the Paleoneurological
Evidence. Hoboken NJ، Wiley-Liss .
- Hughes، A. R. and Tobias، P. V. (1977). A fossil skull probably of the
genus Homo from Sterkfontein، Transvaal. Nature .
300
- Johanson، D.، Masao، F.، Eck، G.، White، T.، Walter، R.، Kimbel،
W.، Asfaw، B.، Manega، P.،Ndessokia، P. and Suwa، G. (1987). New partial
skeleton of Homo habilis from Olduvai Gorge، Tanzania. Nature .
- Jungers، W. L.، Larson، S. G.، Harcourt-Smith، W.، Morwood، M. J.،
Sutikna، T.، Awe Due،R. and Djubiantono، T. (2009). Descriptions of the
lower limb skeleton of Homo floresiensis. Journal of Human Evolution .
- Keyser، A. W.، Menter، C. G.، Moggi-Cecchi، J.، Pickering، T. R. and
Berger، L. R. (2000).
Drimolen: A new hominid-bearing site in Gauteng، South Africa. South
African Journal of Science .
- Hominin evolution during the Quaternary 83 Kibii، J. M.،
Churchill، S. E.، Schmid، P.، Carlson، K. J.، Reed، N. D.، de Ruiter، D. J. and
Berger، L. R. (2011). A partial pelvis of Australopithecus sediba. Science .
- Kimbel، W. H.، Johanson، D. C. and Rak، Y. (1997). Systematic
assessment of a maxilla of Homo from Hadar، Ethiopia. American Journal
of Physical Anthropology .
- Klein، R. G. (2009). The Human Career – Human Biological and
Cultural Origins. Chicago، IL: University of Chicago .
- Klein، R. G.، Avery، G.، Cruz-Uribe، K. and Steele، T. E. (2006). The
mammalian fauna associated with an archaic hominin skullcap and later
Acheulean artifacts from Elandsfontein، Western Cape Province، South
Africa. Journal of Human Evolution .
301
- Klein، R. G. and Cruz-Uribe، K. (1991). The bovids from
Elandsfontein، South Africa، and their implications of the age،
palaeoenvironment and origins of the site. African Archaeological .
- Kramer، A.، Donnelly، S. M.، Kidder، S. D.، Ousley، S. D. and Olah،
S. M. (1995). Craniometric variation in large-bodied hominoids: Testing
the single-species hypothesis for Homo habilis. Journal of Human
Evolution .
- Kuman، K. and Clarke، R. J. (2000). Stratigraphy، artefact
industries and hominid associations for Sterkfontein، Member 5. Journal
of Human Evolution .
- Lambert، C. A. and Tishkoff، S. A. (2009). Genetic structure in
African populations: Implications for human demographic history. Cold
Spring Harbor Symposium on Quantitative Biology .
- Leakey، L. S. B. (1959). A new fossil skull from Olduvai. Nature .
- Leakey، L. S. B.، Tobias، P. V. and Napier، J. R. (1964). A new species
of genus Homo from Olduvai Gorge. Nature .
- Leakey، M. D.، Clarke، R. J. and Leakey، L. S. B. (1971). New
hominid skull from Bed I، Olduvai Gorge، Tanzania. Nature .
- Leakey، M. G.، Spoor، F.، Brown، F. H.، Gathogo، P. N.، Kiarie، C.،
Leakey، L. N. and McDougall، I. (2001). New hominin genus from eastern
Africa shows diverse middle Pliocene lineages. Nature .
302
- Leakey، R. E. F. (1973). Evidence of an advanced Plio-Pleistocene
hominid from East Rudolf، Kenya. Nature .
- Leakey، R. E. F. (1974). Further evidence of Lower Pleistocene
hominids from East Rudolf، North Kenya، 1973. Nature .
- Leakey، R. E. F. and Walker، A. C. (1985). Further hominids from the
Plio-Pleistocene of Koobi Fora، Kenya. American Journal of Physical
Anthropology.
- Leakey، R. E.، Walker، A.، Ward، C. V. and Grausz، H. M. (1989). A
partial skeleton of a gracile hominid from the Upper Burgi Member of the
Koobi Fora formation، East Lake Turkana، Kenya. In Hominidae:
Proceedings of the 2nd International Congress of Human Paleontology، ed.
G. Giacobini. Milan: Editoriale Jaca Book.
- Lordkipanidze، D.، Jashashvili، T.، Vekua، A.، Ponce de León، M. S.،
Zollikofer، C. P. E.، Rightmire، G. P.، Pontzer، H.، Ferring، R.، Oms، O.،
Tappen، M.، Bukhsianidze، M.، Agusti، J.، Kahlke، R.، Kiladze، G.،
Martinez-Navarro، B.، Mouskhelishvili، A.، Nioradze، M. and Rook، L.
(2007). Postcranial evidence from early Homo from Dmanisi، Georgia.
Nature .
303
skull from Dmanisi، Georgia،and the evolutionary biology of early Homo.
Science ، Kristian J. Carlson and Sarah Edlund .
- Marean، C. W.، Nilssen، P. J.، Brown، K.، Jerardino، A. and Stynder،
D. (2004). Paleoanthropological investigations of Middle Stone Age sites
at Pinnacle Point، Mossel Bay
- (South Africa): Archaeology and hominid remains from the 2000
field season ، Paleoanthropology .
- McBrearty، S. and Brooks، A. S. (2000). The revolution that wasn’t:
a new interpretation of the origin of modern human behavior. Journal of
Human Evolution .
- McCrossin، M. L. (1992). Human molars from Later Pleistocene
deposits of Witkrans Cave، Gaap Escarpment، Kalahari margin. Human
Evolution .
- McDougall، I.، Brown، F. H. and Fleagle، J. G. (2005). Stratigraphic
placement and age of modern humans from Kibish، Ethiopia. Nature .
- McPherron، S. P.، Alemseged، Z.، Marean، C. W.، Wynn، J. G.،
Reed، D.، Geraads، D.، Bobe، R. and Béarat، H. A. (2010). Evidence for
stone-tool-assisted consumption of animal tissues before 3.39 million
years ago at Dikika، Ethiopia. Nature .
- Moggi-Cecchi، J.، Menter، C.، Boccone، S. and Keyser، A. (2010).
Early hominin dental remains from the Plio-Pleistocene of Drimolen، South
Africa. Journal of Human Evolution .
304
- O’Reilly، J. X.، Jbabdi، S.، Rushworth، M. F. S. and Behrens، T. E. J.
(2013). Brain systems for probabilistic and dynamic prediction:
Computational specificity and integration ، PLoS Biology .
- Pearson، O. M. (2008). Statistical and biological definition of
“anatomically modern” humans: Suggestions for a unified approach to
modern morphology. EvolutionaryAnthropology .
- Pearson، O. M. and Grine، F. E. (1996). Morphology of the Border
Cave hominid ulna and humerus. South African Journal of Science .
- Pontzer، H. (2012). Ecological energetics in early Homo. Current
Anthropology.
- Potts، R. (1998). Environmental hypotheses of hominin evolution.
Yearbook of Physical Anthropology .
- Prat، S.، Brugal، J-P.، Tiercelin، J-J.، Barrat، J-A.، Bohn، M.،
Delagnes، A.، Harmand، S.، Kimeu، K.، Kibunjia، M.، Texier، P-J. and
Roche، H. (2005). First occurrence of early Homo in the Nachukui
Formation (West Turkana، Kenya) at 2.3–2.4 Myr. Journal of Human
Evolution .
- Rak، Y. (1983). The Australopithecine Face. New York: Academic .
- Reed، K. E. (1997). Early hominid evolution and ecological change
through the African Plio-Pleistocene. Journal of Human Evolution .
- Richmond، B. G.، Aiello، L. C. and Wood، B. A. (2002). Early hominin
limb proportions. Journal of Human Evolution .
305
- Rightmire، G. P. (1993). Variation among early Homo crania from
Olduvai Gorge and the Koobi Fora region. American Journal of Physical
Anthropology .
- Rightmire، G. P. (2009). Middle and later Pleistocene hominins in
Africa and Southwest Asia. Proceedings of the National Academy of
Sciences .
- Rightmire، G. P. and Deacon، H. J. (1991). Comparative studies of
Late Pleistocene human remains from Klasies River Mouth، South Africa.
Journal of Human Evolution .
- Robinson، J. T. (1953). Telanthropus and its phylogenetic
significance. American Journal of Physical Anthropology .
- Robinson، J. T. (1961). The australopithecines and their bearing on
the origin of man and of stone tool-making. South African Journal of
Science .
- Hominin evolution during the Quaternary 85 Ruff، C. B. (2009).
Relative limb strength and locomotion in Homo habilis. American Journal
of Physical Anthropology .
- Ruff، C. B.، McHenry، H. M. and Thackeray، J. F. (1999). Cross-
sectional morphology of the SK 82 and 97 proximal femora. American
Journal of Physical Anthropology .
- Semaw، S. (2000). The world’s oldest stone artefacts from Gona،
Ethiopia: Their implications for understanding stone technology and
306
patterns of human evolution between 2.6–1.5 million years ago. Journal of
Archaeological Science.
- Semaw، S.، Renne، P.، Harris، J. W. K.، Feibel، C. S.، Bernor، R. L.،
Fesseha، N. and Mowbray، K. (1997). 2.5-million-year-old stone tools from
Gona، Ethiopia. Nature .
- Singer، R. (1954). The Saldanha skull from Hopefield، South Africa.
American Journal of Physical Anthropology .
- Singer، R. and Wymar، J. (1982). The Middle Stone Age at Klasies
River Mouth in South Africa. Chicago IL: University of Chicago.
- Smith، F. H.، Falsetti، A. B. and Donnelly، S. M. (1989). Modern
human origins. Yearbook of Physical Anthropology .
- Spoor، F.، Leakey، M. G.، Gathogo، P. N.، Brown، F. H.، Anton، S.
C.، McDougall، I.، Kiarie، C.، Manthi، F. K. and Leakey، L. N. (2007).
Implications of new early Homo fossils from Ileret، east of Lake Turkana،
Kenya. Nature .
- Spoor، F.، Leakey، M. G. and Leakey، L. N. (2010). Hominin
diversity in the Middle
- Pleistocene of eastern Africa: The maxilla of KNM-WT 40000.
Philosophical Transactions of the Royal Society of London، Series B .
- Stanley، S. M. (1992). An ecological theory for the origin of Homo.
Paleobiology.
307
- Stringer، C. (2002). Modern human origins: Progress and
prospects. Philosophical Transactions of the Royal Society of London،
Series B .
- Susman، R. L. (1988). Hand of Paranthropus robustus from
Member 1. Swartkrans: fossil evidence for tool behaviour. Science.
- Susman، R. L.، de Ruiter، D. and Brain، C. K. (2001). Recently
identified postcranial remains of Paranthropus and early Homo from
Swartkrans Cave، South Africa. Journal of Human Evolution .
- Susman، R. L. and Stern، J. T. Jr. (1982). Understanding stone
technology and patterns of human evolution between 2.6 – 1.5 million
years ago. Functional morphology of Homo habilis. Science .
- Sutton، M. B.، Pickering، T. R.، Pickering، R.، Brain، C. K.، Clarke،
R. J.، Heaton، J. L. and Kuman، K. (2009). Newly discovered fossil- and
artifact-bearing deposits، uraniumseries ages، and Plio-Pleistocene
hominids at Swartkrans Cave، South Africa. Journal of Human Evolution .
- Suwa، G.، White، T. D. and Howell، F. C. (1996). Mandibular
postcanine dentition from the Shungura formation، Ethiopia: Crown
morphology، taxonomic allocations، and Plio-Pleistocene hominid
evolution. American Journal of Physical Anthropology .
- Thackeray، J. F.، de Ruiter، D. J.، Berger، L. and van der Merwe، N.
(2001). Hominid fossils from Kromdraai: A revised list of specimens
discovered since 1938. Annals of the Transvaal Museum .
308
- Tobias، P. V. (1971). Human skeletal remains from the Cave of
Hearths، Makapansgat ،Northern Transvaal. American Journal of Physical
Anthropology.
- Tobias، P. V. (1991a). The species Homo habilis: Example of a
premature discovery.
- Annales Zoologici Fennici، 28، 371–380.86 Kristian J. Carlson and
Sarah Edlund Tobias، P. V. (1991b). The Skulls and Endocasts of Homo
habilis. Olduvai Gorge، Vol. 4. Cambridge: Cambridge University .
- Ungar، P. S.، Grine، F. E. and Teaford، M. F. (2008). Dental
microwear and diet of the PlioPleistocene hominin Paranthropus boisei.
- Verna، C.، Texier، P-J.، Rigaud، J-P.، Poggenpoel، C. and
Parkington، J. (2013). The Middle Stone Age human remains from
Diepkloof Rock Shelter (Western Cape، South Africa). Journal of
Archaeological Science .
- Villa، P.، Soriano، S.، Tsanova، T.، Degano، I.، Higham، T. F. G.،
d’Errico، F.، Backwell، L.، Lucejko، J. J.، Colombini، M. P. and Beaumont، P.
B. (2012). Border Cave and the beginning of the Later Stone Age in South
Africa. Proceedings of the National Academy of Science .
- Villmoare، B.، Kimbel، W. H.، Seyoum، C.، Campisano، C. J.،
DiMaggio، E.، Rowan، J.، Braun، D. R.، Arrowsmith، J. R. and Reed، K. E.
(2015). Early Homo at 2.8 Ma from Ledi-Geraru، Afar، Ethiopia. Science .
309
- Vrba، E. S. (1988). Late Pliocene climatic events and hominid
evolution. In Evolutionary History of the ‘robust’ Australopithecines، ed. F.
E. Grine. New York: Aldine de Gruyter .
- Walker، A.، Leakey، R. E.، Harris، J. M. and Brown، F. H. (1986). 2.5-
Myr Australopithecus boisei from west of Lake Turkana، Kenya. Nature .
- White، T. D.، Asfaw، B.، DeGusta، D.، Gilbert، H.، Richards، G. D.،
Suwa، G. and Howell، F. C. (2003). Pleistocene Homo sapiens from Middle
Awash، Ethiopia. Nature .
- Wood، B. A. (1991). Hominid Cranial Remains، Koobi Fora
Research Project. Vol. 4. Oxford: Clarendon .
- Wood، B. A. (1992). Origin and evolution of the genus Homo.
Nature .
- Wood، B. A. (2010). Reconstructing human evolution:
Achievements، challenges، and opportunities. Proceedings of the National
Academy of Sciences .
- Wood، B. A. (2014). Fifty years after Homo habilis. Nature.
- Wood، B. A. and Strait، D. (2003). Patterns of resource use in early
Homo and Paranthropus. Journal of Human Evolution .
310
المواقع االلكترونية
- https://humanorigins.si.edu/
- https://www.britannica.com/
- https://australian.museum/
- https://www.nhm.ac.uk/
- https://www.livescience.com/
- http://atlasofhumanevolution.com/DefaultEn.asp
- https://evolutionnews.org/
- https://humanjourney.us/
- https://clearthinking.org/
311
شكر وتقدير
وانة ال يسعني في نهاية هذا الكتاب الا ان اتقدم بخالص الشكر والي الاساتذة
الاجالء والزمالء الافاضل الذين ساعدوني في تذليل العديد من العقبات ،
واخص بالشكر استاذي العزيز الذي يتسم بالدسامة في الخلق والعزارة في
العلم والصبر والتوجية فهو صاحب الفضل الاكبر في ان اسلك هذا الدرب
ودعمه الدائم وتشجيعي علي البحث وتقديم يد العون لي الا وهو استاذي
الفاضل د .محمد التداوي .
كما يسعدني تقديم خالص الشكر والتقدير الي استاذي الفاضل ا.د.
خالد سعد مصطفي درويش مدير عام الادارة العامة الثار ما قبل التاريخ
وزارة السياحة والاثار علي التوجية والنصح والارشاد خالل مراحل الاعداد
والتمهيد والتدوين في كتابة هذا العمل البسيط الذي يعد نقطة في بحر
علمة الوافر .
كما يسعدني تقديم خالص الشكر والتقدير الي الاستاذة الفاضلة لينة
عبدالقادر صديقتي العزيزة واختي الغالية الذي امدت يد العون لي
والتوجية خالل فترة اعدادة هذا الكتاب .
كما يسعدني تقديم خالص الشكر والتقدير الي الاستاذ الفاضل عبدهللا
سمره صديقي العزيز واخي الاكبر .
312
كما يسعدني تقديم خالص الشكر والتقدير الي الاستاذ الفاضل محمد
ابراهيم محمد املغربي صديقي العزيز واخي الاكبر .
كما اتقدم بخالص الشكر والتقدير الي اعضاء صالون حمادة الثقافي
الذي هم مصدر الهام عظيم ...فلهم مني كل التقدير واملحبة .
واخيرا خالص تقديري الي اسرتي الكريمة ملساندتها لي الغير محدود وتحملهم
الكثير من العناء ...فلهم مني كل التقدير واملحبة .
محمود العبد
313
(لو بتكتب كويس ،لو تعرف كاتب،
شاعر ،الخ)...
اتواصل معانا
كيانك بيتك في أي وقت
314
اترك لي انطباعك .وما هو رأيك؟
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
____________________________________________________________________
التوقيع______________ /
315
316