Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 11

‫كمية اآلداب والعمم اإلنسانية‬

‫القنيطرة‬

‫مسمك الفمسفة‬

‫وحدة المنطق وآليات االستدالل‬

‫الفصل الثاني‬

‫األستاذة أمال ابريطل‬

‫المحور الثالث ‪ :‬ألية االستقراء‬


‫الاس خلراء هوع من الاس خدالل غري املحارش‪،‬وىو الاهخلال من ارلاص اىل اًؾام‪ ،‬أي من‬
‫ادلزء اىل اًلك ؼىس الاس خنداط اذلي هنذلي فِو من اًلك اىل ادلزء نٌل س حق ورأًنا يف أًَة‬
‫الاس خنداط‪ .‬الاس خلراء كد ٍىون اس خلراءا ٌَغواىر االوساهَة‪،‬نٌل كد ٍىون اس خلراءا ٌَغواىر‬
‫اًطحَؾَة‪،‬حِر هنذلي من اًوكائػ اىل اًلواهني‪ .‬ىىذا أضحح مهنجا ثؾمتد ؽََو ؽَوم خمخَفة‪ ،‬ففي‬
‫اًرايضَات ٌس خخدم هوع من الاس خلراء اًطوري‪ ،‬وىو معََة ذىنَة ثلوم ؽىل ثؾممي مذدرج مضن‬
‫سَسةل مؾطاة من اًوحدات اًرايضَة ‪ ،‬اكالهخلال من اذلمك ؽىل تؾظ الؽداد اىل اذلمك ؽىل‬

‫‪1‬‬
‫مجَؾيا‪،‬مثي اس خلراء أن الؽداد اًخاًَة ‪ 2،4،6،8‬ثلدي اًلسمة ؽىل ‪، 2‬اذن خنَص اىل اذلمك‬
‫تبن لك ألؽداد اًزوحِة ثلدي اًلسمة ؽىل ‪.2‬‬
‫تُامن يف اًؾَوم اًطحَؾَة ٌ ُس خخدم الاس خلراء مهنج ًا من اخي اًوضول اىل اًلاهون اًؾَمي‪،‬ؼن‬
‫طرًق زالزة خطوات ‪ :‬املالحغة ‪ ،‬واًفرضَة ‪،‬واًخجرًة‪،‬وحادزة سلوط الحسام اىل الر ض‪،‬‬
‫اًيت افرتض ؽىل اثرىا خاًًَل وحود ؽالكة غري حمددة تني املسافة وادلاذتَة واًزمن وحِامن أحرى‬
‫جتارتو ؽىل اًسطوح املائةل‪ ،‬ثبند من ىذه اًؾالكة‪ ،‬وحددىا يف كاهون ؽَمي‪.‬‬
‫ٌ ُس خخدم الاس خلراء أًي ًا يف اًؾَوم االوساهَة‪،‬وخاضة يف دراسة اًغواىر الاحامتؼَة وثؾمتد‬
‫فِو املالحغة ؽىل اس خلراء مؾطَات اًخارخي وادلراسة املوهوغرافِة واالثنوغرافِة واملؾَومات‬
‫االحطائَة‪ .‬من أخي ثفسري مثال عاىرة الاهخحار‪،‬أو عاىرة ثؾاطي اخملدرات‪،‬دلى فئات مؾَنة‪،‬‬
‫من أخي اس خلراء دواؼي وأس حاب اهدشار مثي ىذه اًغواىر الاحامتؼَة ‪.‬‬

‫وكد حتدث أرسطو ؼن الاس خلراء اًطوري كحد أهواع الاس خدالالت غري املحارشة ‪:‬‬
‫الاس خنداط‪ ،‬الاس خلراء‪ ،‬اٍمتثَي ‪ .‬حِر ؼرضو يف نخاب اًخحََالت يف ضورة كِاس هنذلي فِو‬
‫من ادلزء اىل اًلك‪،‬فذىون ملدمذو اًطغرى ؼحارة ؼن احطاء شامي‪،‬وذلا مسي ابالس خلراء‬
‫اًلِايس‪،‬اذلي ًمت فِو ثؾممي أحاكم هوؼَة أو فردًة أكي معومِة‪ ،‬فنحمك فِو ؽىل ادلنس مبا حمكنا تو‬
‫ؽىل لك هوع من أهواؽو ‪.‬‬
‫غري أن ىذا اًنوع من الاس خلراء اًطوري ال ٍىون اس خلراءا مفِدا ًحناء املؾرفة اًؾَمَة‬
‫حسة اًنلاد ‪،‬لن اذلمك ًندغي أن ًمت ابحطاء شامي ًلك ادلزئَات‪،‬اذ أن ىذا اذلمك اذلي مت‬
‫ثؾمميو ٍىون مؾرضا ٌَخطب‪ ،‬مفثال اذلمك الاس خلرايئ ‪ :‬لك اًحجػ ًوهنا أتَظ‪ ،‬ىذا اذلمك عي ضادكا‬
‫اىل أن اندُشف جبػ ًوهنا أسود يف اسرتاًَا‪ .‬ومن مثة اذلمك تبن لك اًحجػ ًوهنا أتَظ أضحح حىٌل‬
‫اكذاب‪ ،‬اذ ال ميىن اًلِام هبذا االحطاء اًشامي اال يف حاةل اكهت فئة الش َاء حمي اًححر حمدودة ‪.‬‬
‫ال س َاك أن ؽددىا كد ٍىون غري مذناه ورمبا اكن ذكل سخدا وراء كول أرسطو " ال ؽمل اال‬

‫‪2‬‬
‫ابًلكي‪،‬لن اًلكَات مذناىَة اًؾدد" ‪ .‬ويف ىذا امللام ًلول اجن سُنا الاس خلراء حسة أرسطو‬
‫"ىو اذلمك ؽىل لكي ًوحود ذكل اذلمك يف حزئَات ذكل اًلكي‪ ,‬اما لكيا‪،‬وىو الاس خلراء اًخام‪ ،‬و اما‬
‫أنرثىا‪،‬وىو الاس خلراء املشيور" ‪. 1‬‬
‫ىناك هوؽان من الاس خلراء ‪ :‬اس خلراء اتم و اس خلراء انكص‪.‬‬

‫الاس خلراء اًخام‬


‫الاس خلراء اًخام (أو اًطوري) فيو اذلمك ؽىل ادلنس ًوحود ذكل اذلمك يف أهواؽو مجَؾ ًا‪ .‬وكد‬
‫مزي أرسطو تني اًلِاس والاس خلراء‪ ,‬فريى أن اًلِاس دًَال ؽىل زحوت اذلد النرب ٌَحد الضغر‬
‫تواسطة الوسط‪ ,‬تُامن الاس خلراء دًَي ؽىل زحوت اذلد النرب ًلوسط تواسطة الضغر‪ .‬وؽىل‬
‫ضوء ىذا اٍمتزي من أرسطو تني اًلِاس والاس خلراء وس خطَػ أن هؾرف أهو ا ًُست هدِجة مس خدةل‬
‫اس خلرائَا ؼند أرسطو‪ ,‬تي مس خدةل كِاس َا‪.‬‬
‫االوسان ًدنفس‪ ،‬اذلَوان ًدنفس‪ ،‬اًنحات ًدنفس‬ ‫مثال ‪:‬‬
‫االوسان واذلَوان واًنحات اكئنات حِة‬
‫لك اًاكئنات اذلَة ثدنفس‬ ‫‪::‬‬
‫ىو كِاس اس خلرايئ هنذلي فِو من ادلزء اىل اًلك‬
‫وٌ ُشرتط يف الاس خلراء اًخام أن حىون اذلاالت حمدودة اًؾدد ومؾروفة حىت ميىن‬
‫مشاىدهتا‪،‬وتذكل ٍىون اس خلراءا ًلِنَا اكمال‪.‬‬
‫الاس خلراء اًناكص‬
‫الاس خلراء اًناكص وٌسمى أًيا غري اتم فيو اذلمك ؽىل اًلكي مبا حمك تو ؽىل تؾظ حزئَاثو‪.‬‬
‫ومثاهل أن حيَي املرء خمرب ًاي ؼَنة من املاء وجيد لك حزء مهنا ًخبًف من ذرثني من اًيدروخني وذرة‬
‫من الهسجني‪ ،‬فِلول‪ :‬ان لك ماء مؤًف من ذرثني من اًيدروخني وذرة من الهسجني‬
‫خاء يف منطق اًشفاء‪ (( :‬أن الاس خلراء اما ٍىون مس خوفِا ًلكسام‪ ,‬واما أن ال ًوكػ غري‬
‫اًغن الغَة )( منطق الشفاء ‪) ) 95/3‬فاملس خويف ًلكسام ىو اًخام‪ ,‬واذلي ال ٌس خويف زلَػ‬
‫الكسام وال ًوكػ غري اًغن ؽىل الغَة ىو الاس خلراء اًناكص ‪.‬‬

‫ج‪- ]72/1‬‬ ‫‪ -1‬المعجم الفلسفي ‪ :‬الدكتور جميل صليبا‪,‬‬


‫‪3‬‬
‫مثال ًالس خلراء اًناكص‬
‫اًنحاس ٍمتدد ابذلرارة‬ ‫اذلدًد ٍمتدد ابذلرارة‬
‫الًومنَوم ٍمتدد ابذلرارة‬ ‫اذلىة ٍمتدد ابذلرارة‬
‫اذلدًد و اًنحاس و اذلىة والًومنَوم مؾادن‬
‫‪ : :‬لك املؾادن حمتدد ابذلرارة‬
‫وىذا اذلمك ًغي ضادكا اال اذا وخد مؾدن ال ًنطق ؽََو ىذا اذلمك ‪،‬خاضة مػ ثندؤات‬
‫اًؾمل املؾارص‪.‬‬

‫‪ - 1 -‬المنهج االستقرائي عند فرانسيس بيكون‬


‫ًؾخرب فراوسُس تَىون ( ‪ )1626-1561‬أول من اىمت ابالس خلراء كداة هممة ًخحطَي‬
‫املؾارف‪،‬ومكهنج دلراسة ؽالكة اًغواىر تؾييا ابًحؾظ الخر‪ .‬ذلا ًندغي حسة تَىون أن ًحدأ‬
‫اًؾلي تخطيري ذاثو من الوىام‪ ،‬حىت ٌس خطَػ االوسان أن ًلدي ؽىل اًطحَؾة ‪،‬تؾدما خال ذىنو من‬
‫الفاكر اًساتلة (أوىام اًلدَةل‪،‬وأوىام اًىيف‪،‬وأوىام اًسوق‪،‬وأوىام املرسح‪ . )،‬وكد اهطَق‬
‫تَىون من هلده اًالذع ٌَمنطق الرسطي ؽامة‪،‬مؾخربا أن الاس خنداط الرسطي ًُست الًَة وال‬
‫املهنج اًطاحل ٌَؾمل وال ٌساؽد ؽىل وشف أرسار اًطحَؾة ومدى اًخؾاًق املوحود تني اًغواىر‬
‫اًطحَؾَة‪ .‬ابًخايل فال ميىن ثفسري اًطحَؾة ؼن طرًق اًلِاس‪،‬لهو ًُس أداة ٌَىشف ؼن حلائق‬
‫‪2‬‬
‫اًىون‪،‬وامنا اًلِاس من منغور تَىون جشوتو ؼَوب ؽدًدة ‪ ،‬مهنا‪:‬‬
‫أن اًلِاس ًخبًف من كيااي ثخىون من أًفاظ‪،‬فان اكهت ىذه الًفاظ خمخَطة يف‬ ‫‪-‬‬
‫اذلىن‪،‬اكن اًلِاس لكو خمخَطا ‪.‬‬
‫ًلذرص اًلِاس ؽىل ؼرض اًلدمي دون اًىشف ؼن ادلدًد‪ ،‬وتذكل ٍىون مهنجا ؼلامي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كيااي اًلِاس كيااي ؽامة ( لكَة) حىون هدِجة جرسع يف اًخؾممي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هدِجة اًلِاس مذيمنة يف امللدمات‪ ،‬أي حتطَي حاضي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ - 2‬حبيب الشاروني ‪ ،‬فلسفة فرنسيس بيكون ‪،‬دار الثقافة ‪،‬ص‪.75‬‬


‫‪4‬‬
‫نٌل هلد تَىون الاس خلراء الرسطي أًيا‪،‬اذ ال ميىن‪ ،‬حسة تَىون‪،‬ثفسري اًطحَؾة ؼن‬
‫طرًق الاس خلراء الرسطي" لن ىذا الاس خلراء ٍُرد يف هناًة المر اىل كِاس حىون ملدمذو‬
‫اًىربى هدِجة ًؾمََة احطاء ًلمثةل الاجياتَة‪،‬والمثةل االجياتَة وحدىا دون المثةل اًسَحَة‪ ،‬ال‬
‫ثؾطَنا ًلِنا " ‪، 3‬فالحظ تَىون أن الاؼامتد ؽىل احطاء اذلاالت االجياتَة املخؾَلة ابًغاىرة فلط‪،‬‬
‫ًن حيلق اًَلني تي جية الاىامتم ابذلاالت اًسَحَة أًيا‪،‬وذكل ؼن طرًق حذف ؽدد اذلاالت‬
‫اًسَححة ًحَوغ اًَلني‪.‬وىذا ما مزي الاس خلراء ؼند فراوسُس تَىون‪ ،‬وحؾي تؾظ اًنلاد ًؾخربون‬
‫أن اؼامتد الاس خلراء اًؾَمي ؼند تَىون ؽىل المثةل اًسَححة ًؾطَو ىذه املاكهة تني اًفالسفة‪ .‬مفن‬
‫حِر اًخطحَق ًلرتح تَىون جتمَػ اًوكائػ أوال‪،‬مث اًلِام تخجارب مبراحي ؽدًدة حيرصىا تَىون يف‬
‫جسؾة طرق ‪ :‬ويه ‪ 1‬ثنوًػ اًخجارب ‪ 2 ،‬حىرار اًخجرتة‪ 3 ،‬مد اًخجرتة‪ 4 ،‬هلي اًخجرتة‪ 5 ،‬كَة‬
‫اًخجرتة‪ 6،‬اًغاء اًخجرتة‪ 7 ،‬ثطحَق اًخجرتة ‪ 8 ،‬مجػ ؽدة جتارب ‪ 9 ،‬ضدف اًخجرتة‪ .‬مث تؾد احراء‬
‫اًخجارب ذكل ًندغي ثوزًؾيا يف كوامئ زالث ‪:‬‬
‫‪-1‬كامئة اذليور هدرج فهيا لك اذلاالت املؾروفة اًيت تعير فهيا عاىرة اذلرارة مثال‪.‬‬

‫‪- 2‬كامئة اًغَاب‪،‬هدرج فهيا اذلاالت اًساًحة اًيت ال ثوخد فهيا عاىرة اذلرارة ‪ ،‬ويه تكاتي ثكل‬
‫اذلاالت اًيت وضؾناىا يف كامئة اذليور‪ً ،‬ىن ختخَف ؽَهيا من حِر أن اذلرارة مهؾدمة فهيا ‪.‬‬
‫‪ 3‬كامئة ادلرخات هدرج فهيا اذلاالت اًيت حىون درجة حرارهتا مذفاوثة‪ ،‬أي اًيت ثوخد فهيا‬
‫اذلرارة ؽىل درخات مذفاوثة‪ .‬مث هلوم تفحص اًلوامئ وارلطوات حيورا وغَااب وثفاوات يف ادلرخة "‬
‫ىىذا مجػ تَىون يف حبثو ؼن عاىرة اذلرارة س حؾة وؼرشٍن شاىدا حمتثي فهيا اذلرارة ابًفؾي ‪،‬مثي‬
‫حرارة اًشمس واش خؾال اًشية واًربق واًربانني ‪،‬مثي الاحذاكك واًخفاؽي اًىميَايئ وحرارة‬
‫الحسام ‪...‬اخل"‪ . 4‬فميىننا حِنئذ أن هيػ ثفسريا أو (هدِجة مددئَة) فرنى مثال أن اذلرنة يه ؽةل‬
‫اذلرارة‪ .5‬غري أن تَىون يف مهنجو الاس خلرايئ ٌَؾمل مل ٌس خطَػ تَوغ ما اكن ًطمح اًَو ًحَوغ كاهون‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.75 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- -‬فرنسيس بيكون‪،‬األرجانون الجديد ـ‪ ،‬ترجمة عادل مصطفى القاهرة‪،‬ص‪79 ،‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-‬فرنسيس بيكون‪،‬األرجانون الجديد ـ‪ ،‬ترجمة عادل مصطفى القاهرة ‪،‬ص ‪.180-148‬‬

‫‪5‬‬
‫رضوري وؽام ‪،‬تي لك ما وضي اًَو متثي يف رفػ درخة اًخؾممي فلط ‪.‬لن فروسُس تَىون وضػ‬
‫اًؾةل مددأ ًالس خلراء ‪.‬‬

‫‪ -2‬الاس خلراء ؼند حون سدِوارت مي‬


‫مل ٍىن ىناك متزي واحض خالل اًلرهني اًساتػ ؼرش واًثامن ؼرش تني الاس خنداط‬
‫والاس خلراء‪ ،‬تي اكهت خي احملاوالت جسؾى لثبسُس كواؽد ًالس خلراء ؽىل غرار ما ًالس خنداط‬
‫من كواؽد نٌل رأًنا ؼند ارسطو ‪ ،‬فلكَت ىذه املحاوالت ثببسُس املهنج واملنطق الاس خلرايئ خالل‬
‫اًلرن اًخاسػ ؼرش‪ ،‬وساد الاؼخلاد أن الاس خنداط منطق اًرايضَات‪ ،‬تُامن الاس خلراء منطق‬
‫اًؾَوم اًخجرًخِة‪ ،‬تُامن ذىة أخرون اىل أن اًؾاًـِم ٌس خفِد مهنٌل مؾا تدرخات خمخَفة ‪.‬‬

‫‪système de logique déductive et J.S Mill‬‬ ‫ًؾرف حون سدِوارت مي‬


‫‪ٌ " inductive‬شلك الاس خلراء" أداة مهنجَة أساس َة يف حىون املؾرفة وثطورىا ؛ اذ تواسطخو‬
‫ٍمتىن اًؾا ًِم من الاهخلال من ؽدد حمدود من املالحغات أو اًخجارب املفردة‪ ،‬حول عاىرة ما‪ ،‬اىل‬
‫كاهون ؽَمي ؽام‪ ،‬فيو اذن أًَة تنائَة واس خدالًَة يف هفس اًوكت ‪ ،‬ممتثةل يف اس خنذاج حمك لكي من‬
‫أحاكم أخرى ‪ ،‬يف هفس اجملال اًخجرًيب‪ ،‬مفردة أو أكي لكَة ‪ 6"،‬ويف ىذا امللام ًؾرف حون‬
‫من اًوكائػ‬ ‫سدِوارت مي يف نخاتو اًنسق املنطلي‪،‬الاس خلراء ابالرثلاء من مالحغة ؽدد مؾني‬
‫ادلزئَة اىل كيَة ؽامة ‪ ،‬أو ابالرثلاء من كيااي أكي مع ومِة اىل كيَة اخرى أنرث معومِة ‪ ،‬فان‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬بناصر البعزاتي‪،‬االستدالل والبناء‪،‬دار االمان‪،‬المركزالثقافي العربي‪ ،‬ص ‪.196‬‬

‫‪6‬‬
‫ىذا الا رثلاء يف اذلاًخني وسمَو اس خلراءا ‪. 7‬وىذا الاهخلال من ادلزيئ اىل اًلكي ٍىون مرشوؽا‪.‬‬
‫فاملؾرفة اًؾَمَة يه حطَةل معََات اس خلرائَة مثتاًَة يف اًخطور اًخجرًيب‪ ،‬حِر "‬

‫ًمت اًنشاط الاس خداليل يف هغر سدِوارت مي دامئا من ارلاص اىل ارلاص أي من حمك‬
‫الاستراء منخجا اذا مل ٌسدند اىل حمك لكي مكسَمة أساس َة‬
‫ك‬ ‫حزيئ اىل أخر حزيئ ‪ً،‬ىن لن ٍىون‬
‫يف اًحناء الاس خداليل‪ ،‬الن الاهخلال من ارلاص اىل ارلاص ال ًؤدي اىل اًلاهون اًؾَمي امل تضف‬
‫تطاتػ اًلكَة‪ ،‬فاًخندؤ تبن اًنار س خحرق ارلشة اًَاثس يف املرة امللدةل يسدند اىل حمك لكي مفاده‬
‫أن اًنار حترق ارلشة اًَاثس دامئا " ‪ .8‬ومن مثة وحة أن ٍىون ًالس خدالل الاس خلرايئ منطقا‬
‫مثٌَل ًالس خدالل الاس خنداطي منطلا ‪،‬ذلا فلد ضاغ حون سدِوارت مي كواؽد حرفػ الاس خلراء اىل‬
‫كمية كِاس اس خلرايئ نٌل كؾد أرسطو اًلِاس الاس خنداطي ‪ .‬فاذا كان هنذلي يف كِاس الاس خنداط‬
‫ان هنذلي يف كِاس‬ ‫ابالس خنذاج من اًؾام اىل ارلاص‪ ،‬أي من اًليَة اًلكَة اىل ادلزئَة‪ ،‬فان‬
‫الاس خلراء ابالس خنذاج من ارلاص اىل اًؾام‪ ،‬واذا اكن كِاس الاس خنداط ًومت ابالس خنذاج اًطحَح‪،‬‬
‫فان الاس خلراء هيمت ابًطدق‪ً ،‬ىن ًَىون الاس خلراء ؽَمَا‪ ،‬جية أن ٌش خغي طحق كواؽد‬
‫‪9‬‬
‫حمددة‪.‬حسة سدِوارت مي ويه اكًخايل ‪:‬‬

‫‪ --1‬طرًلة االثفاق ‪ '' Méthode de concordance‬اذا اكن ذلاًخني أو أنرث من حاالت‬


‫اًغاىرة املدروسة عرف مشرتك واحد فلط‪ ،‬فان ىذا اًغرف اذلي ثخفق فِو اذلاالت ىو سخة‬

‫‪.،7 - John Stuart MILL, Système de logique déductive et inductive, LIVRE III: DE L’INDUCTION, édition‬‬
‫‪électronique,p 13.‬‬
‫‪8‬‬
‫المرجع السابق ‪197-196 ،‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬المرجع السابق ‪،‬ص‪ ،‬ص‪-198-196،‬‬
‫‪7‬‬
‫اًغاىرة (أو هدِجهتا)''‪ 10 ،‬مثال عاىرة ثَوت املَاه‪ /‬اجنراف اًرتتة ‪ .‬وًلدم ًنا حون سدِوارت مي‬
‫مثاال ‪" :‬ثبزري اًخحَور (هرٌس خال) ‪ .‬هلارن اذلاالت املؾروفة اًيت ثبخذ فهيا الحسام اًحنِة‬
‫اًحَورًة‪،‬اًيت ختخَف فامي تُهنا‪ ،‬وتلدر ما هالحظ‪ ،‬جند أن دلهيم عرفا مشرتاك واحد‪ ،‬ويه االًداع‬
‫يف اذلاةل اًطَحة ٌٌَلدة يف اذلاةل اًسائةل وىو اًسخة يف اضفاء اًخحَور ؽىل ىذه الحسام" ‪. 11‬‬
‫هبخذ مثال أخر ٌَخوضَح ‪ :‬اذا وخد أن ىناك فئة من الشخاص ثؾرضوا ٌَدسمم ‪ ،‬فاذا حبثنا ؼن‬
‫سخة عاىرة اًدسمم اًيت أضُة هبا ىؤالء يف لك حاةل ؽىل حدا‪،‬وثحني ًنا أهنم مجَؾا كد ثناوًوا‬
‫طؾام مشرتك مثال ألكة اًسمم‪،‬وىو اًغرف املشرتك اذلي ًخفلون فِو‪،‬وس خنذج أن اًسمم ىو‬
‫سخة اًدسمم‪ ،‬أو هل ثبزري ؽىل اًغاىرة‪.‬‬

‫‪ --2‬طرًلة الاخذالف ‪ Méthode de différence‬وثلول '' اذا جتَت عاىرة ما يف حاةل‬


‫مؾَنة ومل ثخجي يف حاةل أخرى‪ ،‬واكهت اذلاًخان ثخفلان يف لك اًغروف اال يف واحد‪،‬حبَر مل‬
‫ثخجي يف اًغرف الاس خثنايئ الخري‪ ،‬فان اًغرف اذلي ختخَف فِو اذلاًخان ىو هدِجة اًغاىرة أو‬
‫سخهبا أو حزء من سخهبا '' ‪ . 12‬املثال ‪ :‬هبخذ املثال اًساتق‪،‬فلد ٍىون ىناك من مل ًدناول اًسمم‬

‫‪-‬‬‫‪« Si deux cas ou plus du phénomène, objet de la recherche, on seulement une‬‬


‫‪circonstance en commun, la circonstance dans laquelle seule toits les cas concordent est‬‬
‫‪la cause (ou l'effet) du phénomène » , John Stuart MILL, Système de logique déductive et‬‬
‫‪10‬‬
‫‪- inductive,p,78 .‬‬

‫‪11‬‬
‫‪-- John Stuart MILL, Système de logique déductive et inductive, LIVRE III: DE‬‬
‫‪L’INDUCTION,p, 77.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪Si un cas dans lequel un phénomène se présente et un cas où il ne se présente pas ont‬‬
‫‪toutes leurs circonstances communes, hors une seule, celle-ci se présentant seulement dans‬‬
‫‪8‬‬
‫مػ ىؤالء الفراد وًىنو ألك لك املبهوالت الخرى‪،‬اذا خيخَفان يف عرف واحد فلط وىذا اًغرف‬
‫ىو سخة عاىرة اًدسمم اًيت أضُة هبا اًحؾظ ومل ًطة هبا اًحؾظ الخر ‪.‬‬

‫‪-- 3‬اًلاؽدة اًثاًثة ‪ Méthode-unie de concordance et de différence‬ثبًَف وحرهَة‬


‫ٌَلاؽدثني الوًَخني‪ ،‬و ‪d‬س مييا حون مي اًطرًلة غري املحارشة أو اًطرًلة املشرتنة ًالثفاق‬
‫والاخذالف ومفادىا '' اذا جتَت اًغاىرة يف حاًخني أو حاالت جشرتك يف عرف واحد فلط‪ ،‬تُامن‬
‫مل ثخجي اًغاىرة يف حاًخني اذ حاالت ال جشرتك اال يف غَاب ىذا اًغرف‪ ،‬فان ىذا اًغرف اذلي‬
‫ختخَف فِو اجملموؼخان من اذلاالت وحده ىو هدِجة اًغاىرة أو سخهبا أو حزء رضوري من‬
‫‪13‬‬
‫سخهبا"‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬اذا الحظ تؾظ الشخاص ان رشب اًسوائي املنهبة ًَال اكًليوة وؼطري اًربثلال‬
‫ًدسخة يف عاىرة الرق دلهيم ؼند اًنوم (كاؽدة االثفاق)‪ ،‬والامذناع ؼن ىذه اًسوائي جيؾي‬
‫الاوسان ًنام هوما ىادئا (كاؽدة الاخذالف )‪ ،‬اي ان اًغرف املشرتك يف االثفاق ىو هفسو‬
‫اًغائة يف اذلاالت الخرى ‪.‬من خالل اجملموؼخني فاًغرف املشرتنة ىو هفسو ارلذثفي يف اجملموؽة‬
‫الخرى ‪ٍ،‬ىون سخدا او حزء من سخة اًغاىرة ‪.‬‬

‫‪le premier cas, la circonstance par laquelle seule les deux cas diffèrent est l'effet, ou la‬‬
‫‪cause, ou partie indispensable de la cause, du phénomène. Ibid ,p 79‬‬
‫انظر ايضا كتاب بناصر البعزاتي ‪ ،‬االستدالل والبناء ‪ ،‬دار األمان ً‪197،‬‬
‫‪13‬‬
‫‪Si deux cas ou plus dans lesquels le phénomène a lieu ont une seule circonstance‬‬
‫‪commune, tandis que deux cas oit plus dans lesquels il n'a pas lieu n'ont rien de commun‬‬
‫‪que l'absence de cette circonstance; la circonstance par laquelle seule les deux groupes de‬‬
‫‪cas diffèrent est l'effet, ou la, cause, ou une partie nécessaire de la cause, du phénomène. -‬‬
‫‪Ibid, p ,83 .‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ --4‬طرًلة اًحوايق ‪ '' Méthode des résidus‬احذف من اًغاىرة ادلزء اذلي ثؾرف‬
‫ؼنو تواسطة اس خلراءات ساتلة‪ ،‬أهو هدِجة ملدمات مؾَنة‪ ،‬فِطحح ما ثحلى من اًغاىرة هدِجة‬
‫‪14‬‬
‫مرل ‪ :‬اذا أخدان أحد مش خلات اذلََة مثي (اٌَنب) ‪ ،‬فنحن هؾرف‬
‫– ا‬ ‫امللدمات املخحلِة '''‬
‫مىوانثو الساس َة‪،‬فان اخزتًنا ىذه امل هوانت الساس َة ‪،‬هنغر اًحايق من املواد أو السوائي‬
‫اًحاكِة‪،‬فندرك أن ىذه اًحوايق يه سخة جتًل عاىرة مؾَنة ؽىل طؾم أو ًون ىذا اًسائي ‪.‬‬

‫‪ - -5‬طرًلة اًخغريات املزتامنة ‪ Méthode des variations concomitantes‬ثلول "‬


‫أذا ثغريت عاىرة ما ثشلك مؾني لكٌل ثغريت عاىرة أخرى تنفس اًشلك‪ ،‬فاهنا اما سخة ًيذه‬
‫اًغاىرة أو هدِجة ًيا أو حرثحط هبا س حخِا''‪. 15‬‬

‫مثي اًؾالكة تني زايدة اًيغط وزايدة اذلرارة‪ ،‬مبؾىن اذا ثغري اًسخة يف امللدار ثغريت‬
‫اًندِجة تدورىا يف امللدار‪.‬‬

‫ًؾخرب سدِوارت مي أن الاس خلراء أداة ًالس خنذاج اًطحَح من اخي تناء املؾارف اًطائحة‬
‫حول اًؾامل‪ ،‬فيو اًوحِد اذلي ميىن من الاهخلال من اًخجرتة اذلس َة اىل اًخؾلي اجملرد‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪- Retranchez d'un phénomène la partie qu'on sait, par des inductions antérieures, être‬‬
‫‪l'effet de certains antécédents, et le résidu du phénomène est l'effet des antécédents‬‬
‫‪restants. Ibid ,p,85 .‬‬
‫‪15‬‬
‫‪Un phénomène qui varie d'une certaine manière toutes les fois qu'un autre phénomène varie de la‬‬
‫‪même manière, est ou une cause, ou un effet de ce phénomène, ou y est lié par quelque fait de‬‬
‫‪causation.-Ibid ,P,87 .‬‬

‫‪10‬‬
‫تَد أن ىذا اًخطور اًخجرًيب مل ٌس خطػ ثلدمي ثربٍر مذني ٌَمسبةل اًؾوًطة واًيت هتدد‬
‫اًخطور الاس خلرايئ لتناء املؾرفة ويه ما مسي مبشلكة ىَوم أو مساةل ثربٍر الاس خلراء ‪ .‬وىو‬
‫ما سنذحدث ؼنو يف اذلطة امللدةل ‪.‬‬

‫ًددػ‬

‫‪11‬‬

You might also like