Professional Documents
Culture Documents
مجزوءة الديدكتيك الدعامة د يوسف الكمري 2018-1
مجزوءة الديدكتيك الدعامة د يوسف الكمري 2018-1
مراكش – آسفي
مسلك تأهيل هيئة التدريس :السلك الثانوي /تخصص علوم الحياة واالرض
مجزوءة :
الديدكتيك
تخصص :علوم الحياة واألرض
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
تقديم
تندرج هذه املجزوءة ضمن منهاج تأهيل املتدربين بشعبة علوم الحياة واألرض ،السلك الثانوي،
لتمكينهم من اكتساب كفايات مهنية تؤلهم إلى تخطيط وتدبير للتعلمات ولتقويمها في إطار تدريس
علوم الحياة واألرض بالثانوي اإلعدادي والثانوي التأهيلي.
تقترح هذه املجزوءة مقاربات بيداغوجية وديدكتيكية ملكونات الفعل التدريس ي ملادة علوم الحياة
واألرض وفق االختيارات والتوجهات التربوية العامة التي أقرتها وزارة التربية الوطنية والتعليم
العالي وتكوين األطر والبحث العلمي .ضمن مستجدات امليثاق الوطني للتربية والتكوين وإجراءات
تفعيلها في الكتاب األبيض وكذا مضامين دليل حول إجراءات تدبير السنة التكوينية باملراكز
الجهوية ملهن التربية والتكوين (املوسم التكويني )8102الصادر بتاريخ 8فبراير 8102عن الوحدة
املركزية لتكوين األطر.
وتهدف من خالل محاورها إلى:
مساعدة املتدرب (ة) على استدماج مكونات الفعل البيداغوجي والديداكتيكي قصد بناء
ودعم معارفه العلمية واملهنية وتنمية رصيده املفاهيمي حول ديدكتيك العلوم بما يضمن
جودة وفعالية ممارساته الفصلية.
إمداد املتدرب (ة) بمقاربات منهجية وديداكتيكية الستثمار أمثل ملختلف وحدات برنامج
علوم الحياة واألرض بالسلك الثانوي التأهيلي والثانوي اإلعدادي ،تساعده على تخطيط
وتدبير الدروس وأنشطة التقويم بما يضمن تكوينا متوازنا للمتعلمين.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
جدول املواد
مجاالت الديدكتيك
عالقة الديدكتيك بعلوم التربية
اإلبيستيمولوجيا
السيكولوجيا
سوسيولوجيا التربية
الديدكتيك واملفاهيم املجاورة
الديدكتيك العام والخاص
التعليم والتعلم
التربية والبيداغوجيا
التدريس
أقطاب املثلث الديدكتيكي (املدرس /املتعلم /املعرفة)
الجهاز املفاهيمي للديدكتيك
التمثالت
العقد الديدكتيكي
النقل الديدكتيكي
الكفاية والتدريس بالكفايات
القدرة
الوضعية -املشكلة
األهداف التعلمية
أنشطة التعلم
الهدف /العائق
صياغة املفهوم
النموذج الديدكتيكي
معيقات التعلم
عوائق اللغة
عوائق تبسيط املعرفة واملفاهيم
عوائق ناجمة عن طبيعة املادة
عوائق املفاهيم األساسية
عوائق الكتاب املدرس ي
الوضعيات الديدكتيكية
تمييز الوضعيات الديدكتيكية والوضعيات غير الديدكتيكية
التعلم في الوضعيات الديدكتيكية
بناء الوضعيات الديدكتيكية
املراجع
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
املضامين األهداف املحاور الحصة
التقويم التشخيص ي /تحديد حاجيات املتدربين /تقديم محاور املجزوءة 0
عالقة الديدكتيك بعلوم التربية
اإلبيستيمولوجيا
مدخل 8
السيكولوجيا
سوسيولوجيا التربية
الديدكتيك واملفاهيم املجاورة
الديدكتيك العام والخاص مجاالت الديدكتيك
التعليم والتعلم
التربية والبيداغوجيا مدخل (تتمة) 3
التدريس
أقطاب املثلث الديدكتيكي (املدرس /املتعلم /
املعرفة)
التمثالت
العقد الديدكتيكي
النقل الديدكتيكي
الجهاز املفاهيمي للديدكتيك 4
الكفاية والتدريس بالكفايات
القدرة
الوضعية املشكلة
تعرف الجهاز املفاهيمي للديدكتيك
األهداف التعلمية
أنشطة التعلم
الهدف /العائق
الجهاز املفاهيمي للديدكتيك (تتمة) 5
صياغة املفهوم
الصراع السوسيو معرفي
النموذج الديدكتيكي
عوائق اللغة
عوائق تبسيط املعرفة واملفاهيم
عوائق ناجمة عن طبيعة املادة تعرف معيقات التعلم معيقات التعلم 6
عوائق املفاهيم األساسية
عوائق الكتاب املدرس ي
الوضعيات الديدكتيكية
الوضعيات الديدكتيكية والوضعيات تمييز الوضعيات الديدكتيكية
الوضعيات غير الديدكتيكية 7
والوضعيات غير الديدكتيكية غير الديدكتيكية
التعلم في الوضعيات الديدكتيكية
تحديد األدوات
بناء الوضعيات الديدكتيكية 2
التمكن من بناء الوضعيات الديدكتيكية التقنيات
صيغ االشتغال بناء الوضعيات الديدكتيكية (تتمة) 9
تقاسم الخالصات املنتجة 01
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
الحصة التكوينية األولى
املوضوع :التقويم التشخيص ي وتحديد الحاجيات /تحديد محاور املجزوءة
املدة الزمنية 3 :ساعات
األهداف العامة للنشاط التكويني:
إنجاز التقويم التشخيص ي
تحديد حاجيات املتدربين بخصوص املجزوءة
تقديم محاور مجزوءة الديداكتيك
الدعامات واألسناد:
مطبوع التقويم التشخيص ي
املكتسبات القبلية للمتدربين بخصوص الديداكتيك
صيغ التكوين:
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
املحور األول :مجاالت الديداكتيك
.0عالقة الديداكتيك بعلوم التربية
اإلبيستيمولوجيا
السيكولوجيا
سوسيولوجيا التربية
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
الحصة التكوينية الثانية
املوضوع :الديدكتيك وعالقتها بعلوم التربية
املدة الزمنية 3 :ساعات
األهداف العامة للنشاط التكويني:
تعرف املفاهيم العامة للديدكتيك
تعرف مجاالت الديدكتيك
تعرف عالقة الديدكتيك بعلوم التربية /اإلبيستيمولوجيا /السيكولوجيا /علم النفس التربوي ... /
الدعامات واألسناد:
مقتطفات من مقاالت تربوية وعلمية تخصصية
مقتطفات من كتب ومراجع متخصصة /تقارير ... /
صيغ التكوين:
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
املالءمة الجيدة للمناهج والبرامج مع وضعيات التدريس املتنوعة ،واألدوار املسندة الى كافة املتدخلون
في العملية التعليمية – التعلمية.
التنزيل األمثل لإلجراءات والتدابير املتخذة واملقترحة لتدريس املادة والتخطيط لتحقيق أهدافها
وكفاياتها ...
التمثل املناسب لفلسفة املنهاج ،والبحث في استراتيجيات تفعيلها وتنزيلها على مستوى الفصل الدراس ي.
مصاحبة املدرسين ومساعدتهم على االضطالع بأدوارهم وتحسين أدائهم وتدخلهم في تشخيص
الصعوبات وتقديم الحلول الضرورية لتصحيح مختلف وضعيات التعلم وتقويمها.
املعالجة الناجعة لإلشكاالت الناجمة عن أنماط التجديد والتطوير والتغيير في جوهر العملية التعليمية
– التعلمية ،والرامية الى تحويل مراكز االهتمام من املدرس واملادة الى املتعلم ،ومن بيداغوجيا التلقين
واالهداف الى بيداغوجيا الكفايات.
النقل الديدكتيكي السليم للمعارف والقيم واملهارات والكفايات املستهدفة الى أنشطة مدرسة في
وضعيات ديدكتيكية خاصة.
التمكن من صياغة بطاقات وشبكات لتأطير أنشطة التدريس والتحكم في مقاطعه ومدخالته وعمليته
ومخرجاته.
التحيين املتواصل لوسائل العمل الديداكتيكي الصفي وعدته ،وفق التطورات املحدثة في سيرورات
التعلم وأوضاعه.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
تاريخ الديداكتيك
كلمة ( )Didactiqueاصطالح قديم جديد ،قديم حيث استخدم في األدبيات التربوية منذ بداية القرن ، 07وهو
جديد بالنظر إلى الدالالت التي ما انفك يكتسبها حتى وقتنا الراهن ،وفيما سيأتي نحاول تتبع التطور التاريخي
لهذا املصطلح بداية من االشتقاق اللغوي وصوال إلى االستخدام االصطالحي .
ّ
يقول حنفي بن عيس ى ،كلمة تعليمية في اللغة العربية مصدر صناعي لكلمة تعليم ،وهذه األخيرة مشتقة من علم
أي وضع عالمة أو سمة من السمات للداللة على الش يء دون إحضاره .أما في اللغة الفرنسية فإن كلمة
( )Didactiqueصفة اشتقت من األصل اليوناني ( )Didaktikosوتعني فلنتعلم أي يعلم بعضنا بعضا،
و( )Didaskeinتعني التعليم ،وقد استخدمت هذه الكلمة في علم التربية أول مرة سنة 0603من قبل كل من
كشوف هيلفج ( )Helwig .Kوراتيش و( ).Ratich wفي بحثهم حول نشاطات راتيش التعليمية ،وقد استخدموا
هذا املصطلح كمرادف لفن التعليم ،وكانت تعني عندهم نوعا من املعارف التطبيقية و الخبرات ،كما استخدمه
كامنيسكي ( )Kamenskyسنة 0657في كتابه "الديداكتيكا الكبرى" ،حيث يقول أنه يعرفنا بالفن العام للتعليم
في جميع مختلف املواد التعليمية ،ويضيف بأنها ليست فن فقط التعليم بل للتربية أيضا.
واستمر مفهوم التعليمية كفن للتعليم إلى أوائل القرن 09حيث ظهر الفيلسوف األملاني فردريك
هيرببارت(،)0240-0771 FHerbertالذي وضع األسس العلمية للتعليمية كنظرية للتعليم ،تستهدف تربية الفرد ،
فهي نظرية تخص النشاطات املتعلقة بالتعليم فقط ،أي كل ما يقوم به املعلم من نشاط ،فاهتم بذلك
الهربرتيون بصورة أساسية باألساليب الضرورية لتزويد املتعلمين باملعارف،
واعتبروا الوظيفة األساسية للتعليمية هي تحليل نشاطات املعلم في املدرسة .وفي القرن 09وبداية القرن 81ظهر
تيار التربية الجديدة بزعامة جون ديوي( ،)Dewey 1952-1959 .Jوقد أكد هذا التيار على أهمية النشاط الحي
والفعال للمتعلم في العملية التعليمية واعتبروا بهذا التعليمية نظرية للتعلم ال للتعليم (عبد هللا قلي ص-007
.)002
مفهوم الديداكتيك
الديدكتيك لفظ قديم ،مشتق من الكلمة األصلية باللغة اليونانية ( )Didaktikosوتعني كل ما يختص بالتدريس
أو التعليم ،ومنها فعل ( )Didaskeinويعني علم ودرس ولقن ،ومن هذه املادة اللغوية اشتقت الالتينية لفظ
( )Doceoو ( )Discipulusومعناهما التخصص ( )Disciplineومن هذه املادة أيضا لفظ ( )Docileويطلق على
الشخص القابل للتعلم.
املعنى االصطالحي – التعريف 0
«علم مساعد للبيداغوجيا ،وإليه تسند هذه األخيرة مهمات تربوية عامة ،لكي ينجز تفاصيلها ،أي كيف نجعل
املتعلم يحصل هذا املفهوم ،أو هذه العملية ،أو هذه التقنية ؟ تلك هي نوعية املشاكل التي يسعى الديداكتيكي
إلى حلها ،مستعين بمعارفه املتعلقة بنفسية األطفال (املتعلمون) وسيرورة التعلم لديهم»
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
تحليل التعريف األول
«هي تأمل وتفكير في طبيعة املادة الدراسية ،وكذا في طبيعة وغايات تدريسها ،وصياغة فرضيات خاصة انطالقا
من املعطيات املتجددة واملتنوعة باستمرار لكل من علم النفس والبيداغوجيا وعلم االجتماع ،وهي دراسة نظرية
وتطبيقية للفعل البيداغوجي املتعلق بتدريس تلك املادة .» ...
دراسة سلوك التدريس البيداغوجيا سلوك التدريس (املدرس) فرع من فروع البيداغوجيا
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
أوجه التشابه واالختالف بين التعاريف الثالث السابقة
بناء املادة الدراسية التعريف 8 اشتغالها على عمليات تعليم وتدريس املواد واملعارف وتعلمها
تعريف 4
يستعمل لفظ ديداكتيك أساسا ،كمفردات للبيداغوجيا أو للتعليم ،بيد أنه ما استبعدنا بعض االستعماالت
األسلوبية ،فإن اللفظ يوحي بمعاني أخرى تعبر عن مقاربة خاصة ملشكالت التعليم.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
فالديداكتيك ال تشكل حقال معرفيا قائما بذاته أو فرعا لحقل معرفي ما ،كما ال تشكل أيضا مجموعة من
الحقول املعرفية ،إنها نهج ،أو بمعنى أدق ،أسلوب معين لتحليل الظواهر التعليمية .املرجعDevolay, M. ( :
.)1991 Lacomb, D. 1968
تعريف 5
الديداكتيك هي شق من البيداغوجيا موضوعه التدريس ( ),Lalande .A0978وإنها ،كذلك نهج ،أو بمعنى أدق ،
أسلوب معين لتحليل الظواهر التعليمية ( .)Lacombe.D.1968أما بالنسبة ل B.JASMINفهي باألساس تفكير في
املادة الدراسية بغية تدريسها ،فهي تواجه نوعين من املشكالت :مشكالت تتعلق باملادة الدراس ي ( وبنيتها
ومنطقها ..ومشاكل ترتبط بالفرد في وضعية التعلم ،وهي مشاكل منطقية وسيكولوجية .)JASMIN.B1973( ..
ويمكن تعريف (الديداكتيك) ـ أيضا ـ حسب ( : ) REUCHLINكمجموع الطرائق والتقنيات والوسائل التي تساعد
على تدريس مادة معينة ( .) Reuchlin.M.1974
الديداكتيك
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
«الديداكتيك :هي الدراسة العلمية لطرق التدريس وتقنياته ،وألشكال تنظيم مواقف التعليم التي يخضع لها
كتعلم ،قصد بلوغ األهداف املسطرة ،سواء على املستوى العقلي املعرفي أو االنفعالي الوجداني أو الحس حركي
واملهاري».
يمكن لنا أن نستعين بشكل وضعه (René Richterichلتفسير العملية التعليمية إذ يقول أنها عملية تفاعلية من
خالل :متعلمون في عالقة مع معلم لكي يتعلموا محتويات داخل إطار مؤسسة من أجل تحقيق أهداف عن طريق
أنشطة وبمساعدة وسائل تمكن من بلوغ النتائج .املصدر :عبد املؤمن يعقوبي ،0996 ،ص .)88
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
( )3الحقل االبستمولوجي( :نظريات املعرفة ،تاريخ العلوم ،املنطق ،امليتودلوجيا .)...
( )4حقل املادة (اللغات ،الرياضيات ،علوم الحياة واألرض ،علوم الفيزياء والكيمياء ،الفلسفة ،األدب .)...
( )5حقل التربية :التقييم والقياس ،نظريات بيداغوجية ،فلسفة التربية.
( )6حقول أخرى( :املعلوميات والتواصل )... ،العمليات التي يقوم بها الديداكتيكي هي تحديد إشكاليات متعلقة
بوضعيات التعليم والتعلم ،وصياغة فرضيات حولها ،ثم تصميم استراتيجيات الختبارها وفحصها تنتهي إلى تنفيذها
وتقويمها .وتتصل هذه العمليات بالوضعيات التربوية وعمليات التعليم والتعلم والطرق واألنشطة والوسائل واملناهج
واألنظمة ومفاهيم املادة (أسريري ،ج ،د.)0990 .
كما تعمل الديداكتيك على اإلدماج الفعلي للتعليم والتعلم على مستوى 4أبعاد:
البعد املؤسساتي:
يرتبط بكل ما ندعوه بمحیط التعلیم والتعلم ،ویشمل املعطیات االجتماعیة والثقافیة والسیاسیة والطبیعیة
واالقتصادیة والدیموغرافیة التي تؤثر على العملیة التعلیمیة التعلمیة بشكل مباشر والتي تتدخل في توجیه
الوضعیات الدیداكتیكیة ،ویتضمن املباشر منھا؛ السیاسة التربویة والتعلیمیة (غایات املنظومة التربویة ،تنظیم
املنھاج ،التوجیھات والبرامج والكتب املدرسیة ،نظام التقویم واالمتحانات)...
البعد البيداغوجي:
يرتبط بسلوكات التدریس املرتبطة بنشاط املدرس وأدائه املھني والتربوي وتكوینه وفاعلیته ،وكیفیات تخطیطه
دروسه وتحضيره مشروعه التدریس ي الشخص ي بما في ذلك تمثلھا املادة التي یدرسھا ومنھاجھا وبرامجھا،
وتنظیمه حصصه ،واختیاره الوسائل التعلیمیة ،وبناءه أشكال التقویم واالختبار...
البعد السيكولوجي:
يرتبط بما ندعوه بالتعلم أو باستراتیجیات التعلم ،ویتم النظر إلیه من موقع التلمیذ (وضعیته النفسیة ،نموه
الذھني والعقلي واملعرفي ،تجاربه السابقة ومكتسباته وتمثالته الخاصة...
و الختصار عالقات الديداكتيك بالسيكولوجيا نقترح املقارنة املتضمنة في الجدول التالي :
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
و تأثيراتها على سلوكات و تصرفات املعلمين .التعرف على االهتمامات و الحاجات املتنوعة
للشخص و صلتها بالـمتعلم.
بالنسبة للسيكولوجي أي مجال أو فضاء تجريبي
بالنسبة للديداكتيكي يتمثل هذا الفضاء أساسا في
يوفر فرص معاينة و مالحظة العالقات بين الفرد و
الفصل الدراس ي ،الذي يوفر فضاء جمع املعلومات و
املحيط الخارجي .و الهدف هو التعرف على
بعض الشروط إلعادة إنتاج الشروط "املكانية و رصدها
الشروط الداخلية و الخارجية و كيفية التفاعل
الزمانية" لبناء املعارف أو إعادة بنائها.
القائم بينها حين االكتساب و التعلم.
النظريات املعرفية و البنائية في السيكولوجيا تصور يعتمد أساسا على أطروحات "البناء
التصورات النظرية
املعاصرة. املعرفي" (التعلم)
من خالل تحليل هذا الجدول يتضح أهمية اعتماد الديداكتيكي على التحليالت السيكولوجية سواء تعلق األمر
بمجال وضع نماذج للتدريس أو بناء وضعيات تعلمية أو بحصر تأثيرات التعلم على السلوكات أو بغير ذلك من
املوضوعات الظواهر املختلفة .و ربما كانت حاجة ديداكتيك العلوم إلى النظريات السيكولوجية البنائية و
املعرفية أكبر من حاجتها إلى نظريات سيكولوجية أخرى حول املوضوع ،و سيتضح ذلك خالل دراسة نظرية بياجي
أو غيرها من النظريات األخرى.
البعد اإليبيستيمولوجي:
يرتبط باملعارف ،ویھتم ببناء مضامين التعلیم وبنیة املادة الدراسیة موضوع التعلم ،والتفكير في األسس العلمیة
والنظریة املؤسسة لھذه املعارف ،وكیفیات إدماجھا ونقلھا لتكون معرفة مدرسیة أو موجھة للتدریس ،وكذا
املشاكل التي تطرحھا عملیات ھذا النقل واإلدماج...
يقول استولفي Astolfiعلى أن " :بروز الديداكتيك بقي مرتبطا بتحليل تفاعلي ملعطيات سيكولوجية
و إبستمولوجية ،ليتوقف تطور هذا التحليل على الطريقة التي يشغل بها مفاهيمه التي اقتبس بعضها من
مجاالت قريبة فخضع لتعديالت ضرورية و تم وضع البعض اآلخر في اإلطار الجديد للديداكتيك ".
إن ما جعل الديداكتيك ترتبط باإلبتسمولوجيا هو بالذات حاجة الباحثين في هذا املجال إلى التعرف على
البنيات الداخلية للمعارف العلمية والوسائل املوظفة في إنتاجها والكيفية التي تتطور وفقها مفاهيمها
و مناهجها .و الحاجة إلى ذلك نابعة من ضرورة وضع و تجريب نماذج و برامج و طرق تدريس تستند إلى تحليل
إبستمولوجي غير قابل للتجاوز للقيام باملهام املذكورة .و ربما كانت املفاهيم الباشالرية من أهم املفاهيم ( هناك
أيضا مفاهيم النظريات التكوينية و املعرفية في مجال السيكولوجيا) التي ألهمت الديداكتيكين و كمنت وراء
العديد من فرضياتهم و نماذجهم التحليلية و التجريبية .يقول باشالر في هذا الصدد " :لقد أثارني على الدوام
كون مدرس ي العلوم … ال يفهمون بأن الفهم قد ال يتحقق .فقليل منهم قد تمكن من العيش في سيكولوجيا
الخطأ و الجهل و انعدام التفكير … )(Bachelard . G. Formation de l’esprit scientifique, (1979) ^18.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
الحصة التكوينية الثالثة
املوضوع :الديدكتيك واملفاهيم املجاورة
املدة الزمنية 3 :ساعات
األهداف العامة للنشاط التكويني:
تعرف املفاهيم املجاورة للديدكتيك
تعرف الديدكتيك العام والخاص
تعرف التعليم والتعلم
تعرف التربية والبيداغوجيا
تعرف التدريس
تعرف أقطاب املثلث الديدكتيكي (املدرس /املتعلم /املعرفة)
الدعامات واألسناد:
مقتطفات من مقاالت تربوية وعلمية تخصصية
مقتطفات من كتب ومراجع متخصصة /البرامج العامة والتوجيهات الرسمية ملادة علوم الحياة
واألرض... /
صيغ التكوين:
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
تقديم
منذ ظهور علوم التربية ،والبحث متواصل من أجل ضبط وترشيد العملية التعليمية – التعلمية .بحيث
استفادت هذه األخيرة بالفعل ،في كثير من جوانبها ،مما وصلت اليه الدراسات واألبحاث في عدد من فروع علوم
التربية ،خاصة ما يتصل منها بالفعل التعليمي وبشروط إنجازه .وهكذا تم استثمار معطيات البحوث في التربية في
تحديد هدفها وقيمتها وامكاناتها وحدودها .كما تم استثمار معطيات علم النفس التربوي في تحديد أساليب
التعامل مع املتعلم .وتم كذلك استثمار معطيات النفس – االجتماعية للتربية في رصد الظواهر النفس –
اجتماعية السائدة داخل الفصل الدراس ي ،ووعي مستوى العالقات بين املتعلمين واملدرسين ،وضبط عوامل
تحسين مناخ الفصل الدراس ي ليكون أرضية مالئمة للتعلم.
كل هذه االستثمارات وغيرها ،انعكست على الفعل التعلمي داخل قاعة الدرس ،فصار لزاما على الدارسين
واملمارسين لعملية التعليم ،أن يمثلوا عدد من املفاهيم والتصورات التي تستند إليها املمارسات التعليمية على
ضوء الديداكتيك.
الديداكتيك استراتيجية تعليمية بمعنى خطة عمل تهدف إلى تحقيق أهداف تعليمية .تواجه هذه
االستراتيجية مشكالت وصعوبات التعلم .وذلك عن طريق التفكير في املتعلم بهدف تسهيل عملية تعلمه ،الش يء
الذي ال يمكن أن يتم إال باستحضار حاجياته ،وتحديد الطرائق البيداغوجية املناسبة لتعلمه ،وتوفير املعينات
الديدكتيكية الضرورية واملساعدة على ذلك .الش يء الذي يتطلب االستعانة بمصادر معرفية أخرى مثل
السيكولوجيا ملعرفة هذا الفعل التعلمي وحاجاته ،والبيداغوجيا لتحديد طرائق التدريس ،املالئمة ويرمي هذا
التنظيم املنهجي للعملية التعليمية -التعلمية ،إلى تحقيق أهداف تراعي شمولية السلوك اإلنساني .أي أن
نتائج التعلم ينبغي أن تتجلى على مستوى املعارف العقلية ،واملواقف الوجدانية ،و املهارات الحس -حركية
للمتعلم.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
كما أن الديداكتيك كما سبق أن رأينا استراتيجية تفكر في املادة أو املواد وبنيتها املعرفية .حيث أن ديداكتيك
املادة الدراسية تفرض تأمال في املادة التعليمية وصياغة فرضياتها الخاصة انطالقا مما توفره السيكولوجيا
والسوسيولوجيا و البيداغوجيا.
ورغم ما يكتنف تعريف «الديداكتيك» من صعوبات فان الدارسين املهتمين بهذا امليدان ،لجأوا إلى التمييز في
الديداكتيك ،بين نوعين أساسيين يتكامالن فيما بينهما بشكل كبير ،وهما:
الديداكتيك العامة :تهتم بكل ما هو مشترك وعام في تدريس جميع املواد ،أي القواعد واألسس العامة التي يتعين
مراعاتها من غير أخذ خصوصيات هذه املادة أو تلك بعين االعتبار.
الديداكتيك الخاصة أو ديداكتيك املواد :تهتم بما يخص تدريس مادة من مواد التكوين أو الدراسة ،من حيث
الطرائق والوسائل واألساليب الخاصة بها.
هناك تقاطع بين االختصاصين ،مع ضرورة إقحام كل االختصاصات في علوم التربية بدون استثناء .إن التأمل في
أي مادة دراسية ،تجرنا الى اعتبارات نظرية متنوعة :علمية ،سيكولوجية ،سيكوسوسيولوجية ،سوسيولوجية،
فلسفية ،وغيرها .كما تفرض علينا في الوقت ذاته ،العناية ببعض الجزئيات والتقنيات الخاصة ،وبعض
العمليات والوسائل التي يجب التفكير فيها أوال عند تحضير الدروس ،ثم عند ممارستها بعد ذلك.
مفهوم التعليم
التعريف :0هي عملية تفاعلية يتم من خاللها نقل الخبرة واملعرفة من املدرس للمتعلم والهدف الرئيس ي من هذه
العملية توصيل املعلومات للمتعلم
التعريف :8مشروع إنساني هدفه مساعدة االفراد على التعلم ،وهو مجموعه من األحداث التي تؤثر في املتعلم
بطريقه ما تؤدى الى تسهيل التعلم
التعريف :3هو توفير الشروط املادية والنفسية ،التى تساعد املتعلم على التفاعل النشط مع عناصر البيئة
التعليمية فى املوقف التعليمى ،واكتساب الخبرة واملعارف واملهارات واالتجاهات والقيم التى يحتاج إليها هذا
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
املتعلم وتناسبه .معنى هذا ان عمليه التعليم هى تلك العملية التى يوجد فيها متعلم فى موقف تعليمى لديه
االستعداد العقلى ،والنفس ي إلكتساب خبرات ومعارف ومهارات او اتجاهات وقيم تتناسب مع قدراته
واستعداداته من خالل وجوده فى بيئة تعليمية تتضمن محتوى تعليميا ومدرسا ووسائل تعليمية ليحقق
االهداف التربوية املنشوده .
مفهوم التعلم
التعريف :0سلوك يقوم به شخص ما ليكتسب الخبرة ،واملعرفة التي تعينه على أداء ما هو مطلوب منه ،و
يتضح من ذلك أن املتعلم يعتمد على ذاته حتى يتمكن من اكتساب املهارات والقدرات التي تعينه على النجاح في
حياته اليومية.
التعريف :8إن عمليه التعلم متعلقة باملتعلم نفسه ،وهى ذات عالقة وطيدة بعملية التعليم من حيث أنها نتيجة
لها ،وأي عملية «التعلم» هى نتيجة عمليه التعليم ومحصلة لها .ونحن نستدل على ان الفرد قد تعلم بعد عملية
التعليم من قدرته على القيام بأداء معين لم يكن يستطيع أداءه قبل عملية التعليم.
التعريف :3التعلم يعنى تعديال لسلوك الفرد يساعده فى حل املشكالت التى تواجهه فى حياته فيعيش حياه
افضل.
التعريف :4يتعلم الفرد تعديل سلوكه الكتساب خبرات معرفية تزيد من نموه ،وفهمه للعالم املحيط به ،فيؤدى
ذلك إلى زيادة قدرته على فهم بيئته وتسخيرها لخدمته.
التعريف :5يتعلم الفرد كيف يعدل من سلوكه لتحقيق املزيد من التكيف مع بيئته الطبيعية وبيئته
االجتماعية.
ّ ّ ُ
مقارنة بين التعلم والتعليم
ّ ّ ُ ّ ُ ُ
يطلق على الذي يقوم بالتعلم اسم امل ِ
تعلم ،وخبرته ومعرفته تنمو بالتدريج ،والذي يقوم بالتعليم اسم
ُ
علم (أو املدرس) ويكون على قدر كبير ومخزون واسع من املعرفة والعلم.
امل ِ
ّ ّ ُ ّ ّ ّ ُ
ال يتحقق التعلم إال من خالل التعليم فعندما تتوفر عملية التعليم يحدث التعلم ،ومن خالل التعليم
ّ يتم صقل مهارة املتعلم ،فمن ّ
املتعلم قبل وبعد التعليم.
ِ املهم قياس أداء ِ
ّ ّ
يقوم التعليم على عدة عناصر وهي الهدف من التعليم ،وهو عرض خبرات املتعلم التي استطاع امتالكها
من خالل االستماع ،والتلقي ،والحفظ حتى يتم تثبيت املعلومة .هنا يقع على عاتق املدرس مسؤولية
إرسال املعلومات وعلى املتعلم استقبالها وتحليلها.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
ّ ّ ّ ُ
يصبح التعلم هدفا لتحقيق غاية معينة ،والتعليم وسيلة لتحقيق هذا الهدف فلوال التعليم ملا حصل
ّ ُ
التعلم.
ّ
الفرق واضح من خالل ما تقدم ،فالتعليم في النهاية هو مشروع إنساني هدفه تمكين املتعلم من تغيير سلوكه
وإدراكه وإكسابه مهارة جديدة وتوسيع مداركه.
«وسيلة لتنظيم املجال الخارجي الذي يحيط باملتعلم لكي ينشط ،ويغير من سلوكه ،وذلك ألن التعليم يحدث
للتفاعل بين املتعلم والظروف الخارجية ،ودور املدرس هو تهيئة هذه الظروف بحيث يستجيب لها املتعلم،
ويتفاعل معها» .فعملية التدريس تهدف إلي إحداث تغيرات سلوكية مرغوبة لدى املتعلمين سواء من الناحية
العقلية كاملعرفة ،واالستنتاج والنقد ،وطرق التفكير ،أو من الناحية االنفعالية :كاتخاذ املواقف والتقدير ،أو في
الناحية الحركية وما تشمله من املهارات ،وتتوقف فعالية التدريس على ما يحدث من تغيرات في سلوك املتعلمين
في االتجاه املرغوب فقط .
هذا املوقف التعليمي الذي يطلق عليه بعملية التدريس ،فيشترط فيه وجود العناصر التالية:
المتعلم:
من أدرس له
؟
المبادئ
المحتوى :ماذا
والمفاهيم:
أدرس ؟
لماذا أدرسها؟
عملية
التدريس
فضاء طرق
التدريس :أين التدريس:
أدرس كيف أدرس
فضاء
التدريس :أين
أدرس
حسب رؤية جانييه ( )Gagnéيضم التدريس مجموعة من األحداث الخارجية التي صممت من أجل دعم
العمليات الداخلية للتعلم ،واعتمادا على ذلك يتضمن التدريس ما يلي:
محتوى التعليم،
املتعلم أثناء الفعل التعلمي،
عمليات التوجيه ،واإلرشاد والدعم التي يقوم بها املدرس لتسهيل التعلم،
البيئة التي يحدث فيها فعل التعليم والتعلم.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
مما سبق يمكن القول أن التدريس هو:
«نشاط يقوم به املدرس بهدف تغيير سلوك املتعلم وبنيته املعرفية باستخدام طرائق وأساليب ومحتويات محددة
وبالتالي فهو نشاط مقصود صمم ليقدم تعلما .وتشمل ظاهرة التدريس بذلك ثالثة عناصر :املدرس ،املتعلم
واملادة الدراسية ،وال بد لهذا املركب الثالثي من أن يتسم بطابع املرونة والحركية» .املرجع( :علي الفنيش،
،0928ص .)000
الطريقة :خطوات منتظمة متتالية مرنة يسلكها املدرس ليساعد املتعلمين على تحقيق االهداف •
السلوكية ،ونقل معلومات ومعطيات ومفاهيم من خالل تدريس درس معين .والطريقة أشمل من
االسلوب حيث ال توجد طريقة تدريس مثالية تماما .مثال :املناقشة ،حل املشكالت... ،
• االسلوب :انماط وتقنيات خاصة يتبعها املدرس لنقل خبراته للمتعلم لتنفيذ طريقة التدريس بصورة
تميزه عن غيره من املدرسين الذين يستخدمون نفس الطريقة لتشمل التعبيرات اللغوية ،تعبيرات
الوجه ،االنفعاالت ،الصوت ،االيحاءات ،التقدير والثناء ... ،مثال :اسلوب التعليم باستخدام ،TICE
الفيديو ،الوثائق ،جهاز العرض.
• االستراتيجية :أشمل من الطريقة واالسلوب ،وهي فن وتنسيق الفعاليات التعليمية لتحقيق أهداف
محددة في ظروف معينة تتضمن توظيف عدة طرق وأساليب وإمكانيات.
• النموذج :رسم تخطيطي يضعه خبراء التدريس ليسير املدرس على نهجه في العملية التعليمية-التعلمية
وفق نظرية تعلم معينة.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
من البيداغوجيا الى الديداكتيك ...
مفهوم البيداغوجيا:
للبيداغوجيا بعدان يضم األول مهنية ( )Professionnalisationالفعل التربوي – التعليمي ،بينما يضم البعد
الثاني أثر هذه املهنية على املتعلم من خالل الطرق واألساليب املتبعة في التدريس ومن خالل الوسائل واألدوات
املستخدمة كدعائم للفعل التعليمي.
يعرفه علي راشد /0922( ،ص ،)90على أنه« :نظام من األعمال مخطط له يقصد به أن يؤدي إلى نمو وتعلم
التالميذ في جوانبهم املختلفة وهذا النظام يشتمل على مجموعة من األنشطة الهادفة يقوم بها كل من املعلم
واملتعلم ويتضمن عناصر ثالثة :معلما ومتعلما ومنهجا دراسيا .هذه العناصر ذات خاصية دينامية كما أنه
يتضمن نشاطا لغويا هو وسيلة اتصال أساسية بجانب وسائل االتصال الصامتة والغاية من هذا النظام
إكساب التالميذ املعارف واملهارات والقيم واالتجاهات وامليول املناسبة».
يكشف هذا التعريف عن الطابع النظامي والتخطيطي للتدريس من حيث أنه عملية منظمة تتضمن
ثالث مكونات هي :املدرس واملتعلم واملادة الدراسية.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
تتفاعل هذه املكونات عبر مجموعة من األنشطة التي يقوم بها كل طرف تتحدد عبرها طبيعة العالقة
بين املكونات ،أي عالقة مدرس له شخصية ناضجة مكتملة بمتعلم لم تكتمل بعد لنقل واكتساب
املعارف واملهارات والقدرات واالتجاهات.
لقد ظهر رواد علم النفس التربوي والبيداغوجيا املعاصرة ابتداء من النصف الثاني من القرن 81وهم :بياجيه
( )Piagetوفيكوتسكي ( )Vigotskyوبرونر ( )Brunerوجانييه ( )Gangéوهلدا تابا ( )Hilda Tabaوغيرهم ،ويمكن
إعطاء التركيبة البيداغوجية ملا جاء به هؤالء الباحثون:
)0ال يمكن أن يتحقق تعلم مستدام ما لم تحترم الطبيعة البيولوجية والسيكولوجية لهذا التعلم وما لم
يحترم إيقاع النضج الخاص بكل متعلم وبالرصيد املعرفي السابق الذي يرتكز عليه التعلم الجديد.
)8ال يتحقق التعلم املستدام إال من خالل املمارسة والفعل واشتغال الذات املتعلمة على موضوع التعلم.
)4من شروط تحقق التعلم أن يمتلك املتعلم تمثال عن موضوع التعلمات ،وعن الفعل الذي يستوجبه
التحكم في هذا املوضوع واإلملام به ،إضافة إلى امتالكه تمثال واضحا ألهمية اإلقبال على هذا الفعل
ومعالجة هذا املوضوع.
)5يكون التعلم سريعا وذو مردودية جيدة ،إذا كان املتعلم مصاحبا في اللحظة املناسبة بمتدخل يفوقه
خبرة وإحاطة باملوضوع املعالج.
لقد كشف هؤالء الباحثون ،قديمهم ومحدثهم ،على اختالف تخصصاتهم ،عن نقائص املقاربة التقليدية وهي
تولي العناية الفائقة للمعرفة (املادة املدرسة) ،وأعادت أبحاثهم وتجاربهم ترتيب هرمية املعارف فأصبحت
األولوية للقدرة على توظيف الفعل التعليمي املحكم ،وللقدرة على الفعل املتقن ،وللقدرة على التصرف في
السلوكيات االنفعالية واالستثمار األمثل للدوافع واملحفزات .أما التمثالت فلها دور وظيفي لهذه القدرات.
خالصة :بعد هذه النتائج العلمية التربوية ،لم تعد املعارف غاية في ذاتها ،أو نقطة انطالق للتعلمات ،وانما
نقطة االنطالق هي دوافع التعلم (الغرض) ،والغايات ،ونقطة الوصول هي تحقيق الفعل ( )Actionوإحكامه.
تتأسس العملية التعليمية – التعلمية على ثالثة عناصر أساسية يتمحور حولها الفعل التربوي الذي ينشأ من
مجموع العالقات التفاعلية املتداخلة بين األطراف حيث يستمد الفعل التربوي أهميته من مدى تفعيل دورها،
وتلك األطراف هي :املتعلم /املدرس واملادة الدراسية.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
فهم طبيعة عملية التعلم معرفة الطرق واألنشطة لبلوغ األهداف
فهم تصورات المتعلم التحكم في الوسائل المعينة
فهم العوائق التعليمية التحكم في وسائل التقويم
«املتعلم» :يعتبر الركن األساس ي في العملية التعليمية – التعلمية ،بل هو سبب وجودها ،لذا ،ينبغي معرفة
قدرات املتعلم ووسطه ،ومشروعه الشخص ي .وفي هذا اإلطار ،يمكن االستفادة من سيكولوجية النمو وعلم
النفس التربوي وغيرها من العلوم التي تهمنا بشكل مباشر أو غير مباشر على معرفة مختلف الجوانب لدى
املتعلم.
«املدرس» :ينبغي أن يتصف بمواصفات تتناسب واملهمة املسندة إليه وأن تكون له قدرات وكفايات مهنية
(التخطيط والتدبير والتقويم في عالقة بالتعلمات) ،وقابلية لتجديد مستواه املعرفي باستمرار ،واالستفادة من
نتائج البحوث في مجال التربية وكذا التكوين املستمر وغيرها من أنشطة التكوين.
«املعرفة» :هي املادة التعليمية املقررة في ظل املنهاج التربوي املعتمد بشكل رسمي .ينبغي للمعرفة أن تتميز
بالتدرج في مفاهيمها وتتفرع إلى أنواع .فهي:
تنظرية (تجريدية).
وهناك من صنفها على أساس مراحل التطور التاريخي الذي مرت به معرفة اإلنسان ،فهي «حسية ثم
تأملية (روحية) ثم عملية تطبيقية»
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
خصائص نموذج املثلث الديداكتيكي
يختزل واقع العمل الديداكتيكي املتسم بالتعقد والتشابك والتفاعل ،فيبرز مكوناته األساسية -0االختزال
(مدرس/متعلم/معرفة) فضال عن عالقاتها.
-8الشمولية يربط ما بين مجموعة من الحقول املعرفية ،يتداخل فيها البيداغوجي بالنفس ي واإلبستمولوجي.
مقتطفات من البرامج العامة والتوجيهات الرسمية ملادة علوم الحياة واألرض /بعض األبحاث ...
صيغ التكوين:
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
تقديم وتقاسم نتائج املجموعات ومناقشتها بشكل جماعي
تنظيم األفكار التي تم التوصل إليها
تقديم موضوع النشاط التكويني على شكل خالصة تركيبية.
مقدمة
ككل علم من العلوم انفردت الديداكتيك بمفاهيم خاصة بها ،تستعملها كمفاتيح لتفسير مجال بحثها وحدوده
رغم صلتها الوطيدة بالعلوم األخرى ،كعلوم التربية و البيداغوجيا وعلم النفس التربوي وعلم االجتماع. .. ،
إن قائمة املفاهيم التي سوف نعرضها هنا ال تغطي كل مجاالت البحث عن التعليمية ،لكننا اقتصرنا على أكثر
املفاهيم شيوعا واستعماال في مجاالتها:
التمثالت
العقد الديداكتيكي
النقل الديداكتيكي
الهدف -العائق
الكفاية
الوضعية-املشكلة
النموذج الديداكتيكي
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
التمثالت
تشكل تمثالث املتعلمين قاعدة انطالق البحث الديداكتيكي في كيفيات حدوث التعلم واكتساب املعارف واملهارات
واملفاهيم ،ومجاال لتحليل األخطاء والتعثرات والصعوبات التي تواجه املتعلمين في تحصيلهم الدراس ي ،ومعرفة
مصادرها وطبيعتها وطرق معالجتها ،وكذا معالجة التفاوتات الحاصلة بينهم في الفهم واإلدراك وبناء تعلماتهم.
«هي تصورات اجتماعية تتأسس على شكل قيم ومعايير للسلوك والتذوق والقول ،إنها تتغير بتغير الحياة
االجتماعية .إنها تتشكل انطالقا من األوضاع واملواقف وامليوالت الثقافية التي تحكم رؤية املجتمع الى العالم،
كما تحكم أنماط تفكيره وأسلوب عيشه واملعايير املعتمدة فيه حسب األولويات .وكأمثلة على ذلك في مجتمعنا،
مجموعة من العادات والقيم والسلوكات واآلداب التي نتمسك بها ونمارسها في حياتنا اليومية في مختلف
املؤسسات االجتماعية التي نعيش فيها»
تعريف بياجي
«التمثل هو تلك الصورة الذهنية التي يستحضرها الفرد للموضوعات والعالقات ،يترجمها في شكل ملموس
يمثل درجة عالية من التصور».
«هي معارف أولية مكتسبة خارج إطار العلوم املختصة ،وبالتالي ،فهي عبارة عن معلومات عامة ،استوعبها الفرد
في محيطه السوسيو-ثقافي»
إذن فالتمثالت:
بنيات معرفية ثابتة في الذاكرة البعيدة املدى ،تستعمل لتدل على تصورات الذات حول املعارف
العلمية.
مفهوم ذو طبيعة معقدة على غرار باقي املفاهيم األخرى ،باعتبار تعدده الداللي وكذا تداخله مع مفاهيم
أخرى :كالتصوير و التفكير وطريقة التفكير و النشاط الذهني.
أنشطة ذهنية تتشكل في ذهن الطفل /املتعلم من خالل احتكاكه بمحيطه ،وهو نمط تفسيري
يستحضره لفك رموز الواقع ومواجهة الوضعيات -املشاكل.
تختلف باختالف الخبرات لدى املتعلمين و املدركات الحسية التي يمرون منها و طريقة تفكيرهم و
تصورهم لها.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
أنواعها
التمثالت اإليجابية:
هذا النوع يساعد ويدعم عملية تعلم املعرفة والتعلم .فإذا تسلح املتعلم بتمثالت إيجابية سليمة يسهل
عليه التعلم واكتساب معارف جديدة كما يدعم بنائه للمعرفة املوضوعية.
التمثالت السلبية:
مميزاتها
-0قد تكون التمثالت عامة (كالتمثالت االجتماعية والثقافية والدينية) أو خاصة (تمثل كل فرد لظاهرة أو مفهوم
أو فكرة معينة).
-8سبقت اإلشارة إلى أن التمثل قد يكون سلبيا أو خاطئا مما يستدعى التدخل قصد العالج والتصحيح بما هو
أحسن وأكثر موضوعية ،وقد يكون إيجابيا يتطلب دعمه وتطويره واالقتناع بأنه قابل للتطور والتغيير أيضا.
-3التمثل يتميز بالحركة و الديناميكية ،أي إنه قابل للتطور سواء بالتعليم و التعلم أو بتطور العلوم املوضوعية
عبر الزمن.
-4يتشكل التمثل عموما في الوسط الذي ينبثق فيه ،فإن كان الوسط غنيا ،علميا ومتطورا يكون التمثل أقرب
إلى الواقع ،و العكس أيضا صحيح ،إنه إذن يتأثر بالوسط املعرفي و الثقافي و االجتماعي و العلمي الذي ينشأ فيه.
-5هناك تشابه بين تمثالت املتعلمين والعوائق اإلبستمولوجية في تاريخ العلوم (حسب باشالر).
-6كل فرد سواء مهما بلغ نموه املعرفي ،يمتلك انساقا معينة من التمثالت حول جميع مجاالت الحياة املعرفية و
العلمية.
-7يبقى التمثل نموذجا تفسيريا لدى الفرد إلى أن يتزعزع بتمثالت أخرى أحسن و أكثر موضوعية ،ويتحقق ذلك
بالتعليم و التعلم مع الزمن.
-0التعرف على األنساق التفسيرية التي يعتمدها املتعلم في تصوره ملادة التدريس ،وهنا يعتبر باشالر أن املهم
ليس هو اكتساب معلومات جديدة ،لكن املطلوب أساسا هو تقييم املعلومات القديمة ،أي تفكيك العوائق التي
سبق وأن تكونت خالل الحياة اليومية والتي تعيق اكتساب املعرفة العلمية.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
-8تهيء املتعلمين وإعدادهم لتطوير وتغيير تلك التمثالت األولية من خالل مناقشتها وتحديد مكامن الخلل فيها
وتحفيزهم لطرح التساؤالت والبحث عن معرفة أخرى لتصحيح أو إغناء تلك التصورات عن طريق الصراع
املعرفي.
-3استثمار املدرس لحوارات املتعلمين املتنوعة ومساعدتهم على استكشاف طبيعة تصوراتهم حول موضوع
الدرس وبالتالي توجهيهم لعقد مقارنة بين املعرفة التي انطلقوا منها في بداية الدرس واملعرفة التي انتهوا إليها بعد
املناقشة والحوار.
يمكن للمدرس استثمار وتوظيف تمثالت املتعلمين في ثالث وضعيات على األقل:
حيث يقوم املدرس ب :جمع املعطيات ورصد تمثالت املتعلمين والتي لها عالقة معرفية باملفاهيم األساسية التي
تكون هذا الدرس ،أو الوحدة التعليمية.
يعتبر JP. Astolfiأن للتمثالت وظيفـة عقليـة عند املتعلم لها خصائص مرتبطة بالتنظيـم املعرفي لذاكرتـه .كما
تمثل عوائـق تخص كل مجال مفاهيمي أو عملية ّ
فك الرموز التي يقوم بها املتعلم.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
ويقدم A. GIORDANتعريفا شامال ملفهوم التمثل باعتبار الصيغة التالية :
ّ
التمثل = دالة ()P.C.O.R.S
حيث:
محركّ
( Problème = Pمشكل) أي مجموع التساؤالت التي تدعو إلى تحريك واستعمال التمثل .إنها ِ
النشاط الذهني.
( Cadre de référence = Cإطار مرجعي) أي مجموع املعارف الجانبية املستعملة من طرف املتعلم
لصياغة تمثله.
ّ ّ
( Opérations mentales =Oالعمليات الذهنية) أي مجموع العمليات العقلية التي يتحكم فيها املتعلم
قصد إنتاج أو استعمال تمثله.
( Réseau sémantique = Rشبكة داللية) وهي تنظيم يتم تشكيله انطالقا من اإلطار املرجعي
والعمليات الذهنية قصد إعطاء دالالت للتمثل.
(الدوال) أي مجموع العالمات واإلشارات والرموز املستعملة إلنتاج وتفسير التمثلّ Signifiants = S
(خطاطات ،نماذج ،رسوم بيانية .)...
ونظرا لألهمية الديداكتيكية للتمثالت في بناء املفاهيم العلمية ،أوصت عدة أبحاث ودراسات في مجال ديداكتيك
العلوم بضرورة مراعاتها خالل عملية التكوين ،حيث تصبح وظيفتها أكثر ديناميكية ال بالنسبة للمتعلم فحسب،
ّ
بل بالنسبة للمدرس كذلك .إذ تمكن املتعلم من :
فهذا التنشيط للصراعات السوسيو معرفية يعتبر أساسيا لتخطي العوائق وفرض معارف علميـة صحيحـة ،مما
يستدعي بناء وضعيات التموضع/حل املشكل ( )situation de position/résolution de problèmeحـول العائـق
قصد تخطيه.
ويمكـن إيجاد العالقـة بين التمثـل "صياغة املشكـلة/حل املشكلـة" والصراع املعرفي حسب الخطاطة املوالية:
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
التمثـــــل
نظام تفسيري
صياغة المشكل :يتضمن النظام التفسيري القدرة على التنبؤ بالنسبة لوضعيات مختلفة .ويمكن لهذا التنبؤ أن يشمل
وضعيات جديدة لم تعرف من قبل.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
العقد الديدكتيكي
مجموع القواعد واملواضعات واالتفاقات واملعایير التي تحدد بشكل صریح أو ضمني التزامات وأدوار كل
من املدرس واملتعلم أو جماعة القسم بصفة عامة في الحیاة املدرسیة ،وفي الوضعيات التعلیمیة -
التعلمية،
ومن ھذه القواعد ما تفرضھا املؤسسة االجتماعية واملنظومة التربوية ،وتتحكم فیھا أنواع املعامالت
القائمة في نظام التواصل والتبادل الرمزي بين شركاء الفعل التربوي والتعلیمي ،ومنھا ما ینشأ ویتشكل
في حیاة القسم والفصل الدراس ي بناء على املشروع الديداكتيكي الذي یبنیه املدرس مع املتعلمين
إلنجاح التبادالت والتفاعالت الصفیة؛
األدوار واملھام وااللتزامات املسندة إلى كل من املدرس واملتعلم واملنتظر القیام بھا وإنجازھا بھدف تحقیق
التعلم واستیعاب املعارف واكتساب املھارات؛
املواقع التي یحتلھا كل طرف من أطراف العالقة في جماعة القسم ،في عالقتھم باملادة وبالتزاماتھم
وأدوارھم ...وتتحدد ھذه املواقع انطالقا من نظام العالقات في القسم ،والذي یعكس منظومة القیم
السائدة ( الدیمقراطیة أو االستبداد ،الحریة أو التسلط والعنف واإلكراه ،اإلشراك واإلدماج أو
اإلقصاء والتھمیش)...
ما تفرضه املادة الدراسیة أو أحد مكوناتھا من شروط لإلنجاز ،وتحدید للمھام املطلوب إنجازھا،
فالتعاقدات القائمة في تعلم علوم الحياة واألرض لیست ھي نفسھا القائمة في تعلم الفلسفة أو
الریاضیات أو اللغات ... ،إذ یتقلص التعاقد العام إلى تعاقدات خاصة بإنجاز أنشطة تعلیم وتعلم مادة
من املواد بناء على خصائص معارفھا وخصوصیة معطیاتھا ومضامینھا ،كما أن مكونا من املادة
الواحدة قد یفرض تعاقدات أكثر تفصیال وتدقیقا ،بل إن املكون الواحد من املادة الدراسیة ،یطرح أكثر
من تعاقد،
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
ففي درس علم البيئة ملادة علوم الحياة واألرض مثال ،یمكننا أن نبني تعاقدات تختلف باختالف أنشطة
ھذا الدرس ،فتعاقدات أنشطة االكتساب ھي غير تعاقدات أنشطة التطبیق العملي وأنشطة الخرجة
امليدانية ،بل إن ما یميز ھذه األنشطة ھو تنوع تعاقداتھا التي تحدد شكل تدخل املدرس وشكل
مشاركة املتعلم ،والھدف من كل نشاط ،وإیقاع التعلم فیه...
أشكال الجزاء ،واإلطارات املرجعیة للتقویم التي تحدد شروط التحقق من الوفاء بااللتزامات ،وأداء
املھام واألدوار ،وتصحیح الوضعیات ،وإصالح الخلل وتجاوز الصعوبات ،وھي التي تجعل الفعل
الدیداكتیكي ممكنا وناجحا وقابال للتحقق من بلوغ أھدافه وغایاته.
النقل الديدكتيكي
مختلف عملیات االنتقاء واالختیار والتحویل والتفكیك وإعادة التركیب والتصنیف والتقسیم والتبویب،
الجزئیة أوالكلیة ،التي خضعت لھا املادة املعرفیة في منھاج أو برنامج دراسیين ،وكل صیغ التفكير في
املعارف وتحلیلھا بغرض جعلھا قابلة للتعلیم ومیسرة للتعلم؛
مجموع معایير اإلدماج والتحیين والتكییف والتطویع والتوجیه للمعارف واملھارات والقیم في سیاق
تربوي وتعلیمي معين ،وإدراجھا في محتویات وموضوعات دراسیة منظمة في مدخالت وإجراءات وعملیات
ومخرجات.
استراتيجيات تدخل املدرس في بناء مادة تخصصه ،بهدف إخضاعها ملنطق الفصل الدراس ي ،وجعل
معطياتها مسايرة إليقاع التعلم ووضعياته ،عمال بمبدأ إعادة البناء والتنظيم ،وفق املشروع
الديداكتيكي املقترح من قبل املدرس.
إن انتقال املعارف من إطارها العلمي األصلي إلى التعلمي ،مشروط باحترام مجموعة من اإلجراءات العلمية
قصد ضمان نجاح النقل الديداكتيكي ومن أهمها :
-0التجرد من السياق الخاص للمعرفة بحيث تنفصل هذه املعرفة العاملة عن محيطها االبستمولوجي
االصلي الذي بلورها وسمح بوجودها وإقصاء وتجاهل املسارات الفعلية والظروف الحقيقية التي خلف
نشأتها.
-8تجزيء األطر النظرية للمعرفة إلى حقول محددة تسمح بظهور ممارسات تعلمية متخصصة.
-3تجاوز الطابع الشخص ي للمعرفة :أي فصل املعرفة خالل عبورها للمجال التعليمي عن صاحبها وبمعنى
آخر تجريد املعرفة من الطابع الشخص ي لتكسب مصداقيتها واستقالليتها عن الحوافز الذاتية للباحث.
-4قابلية املعرفة للبرمجة :في إطار مقاطع مركزة تتيح للمتعلم فرصة االكتساب التدريجي للتعلمات .ومن
ضمن ما تعنيه قابلية املعرفة للبرمجة إمكانية تقديم أو تأخير بعض املفاهيم في عملية التدريس.
-5إشهار املعرفة وترويجها :إن عزل نص املعرفة عن السياق االبستمولوجي الذي ينتمي إليه ومن الطابع
الشخص ي للذات املنتجة له قد أصبح بعد هده املعالجة نصا قابال للعرض واإلشهار.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
خطاطة النقل الديدكتيكي للمعارف
الهدف -العائق
املطلوب من املدرس أثناء سيرورات التعلم األخذ بعين االعتبار األخطاء التي يرتكبها املتعلمون ،وأن ينطلق
منها ساعيا إلى هدمها وتعويضها باملعرفة العلمية الجديدة ،مما يؤدي حتما إلى حدوث قطيعة ،والتي ليست
القطيعة النهائية بل ستليها قطيعات أخرى خالل املسار الدراس ي.
إذا كان االنطالق من الخطأ مسألة أساسية إلنجاز التصحيح والتصويب فكيف يتم ذلك ؟
يمكن القول إن هذه العملية تمر عبر املستويات التالية:
-رصد التمثالت الكامنة عند املتعلم املرتبطة بالظاهرة املدروسة.
-اعتبار الخطأ استراتيجية للتعليم والتعلم .
-إن الخطأ ليس معطى ينبغي إقصاؤه بل يشكل نقطة انطالق املعرفة العلمية.
-االعتراف بحق املتعلم في ارتكاب الخطأ ألن هذا االخير يعتبر شيئا طبيعيا ومقبوال.
وكما جاء على لسان مجموعة من الباحثين نذكر ما يلي :
-باشالر" :الحقيقة العلمية خطأ ثم تصحيحة".
-موران" :الخطأ في عدم تقدير أهمية الخطأ".
-طاغور" :إذا أوصدتم بابكم أمام الخطأ فالحقيقة ستبقى خارجه".
التمثل كعائق
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
• في حاالت ابستمولوجية :حين يكون الخطأ نقطة هامة في بناء املعرفة ،وله ما يشابهه في تاريخ العلوم.
• يدل مفهوم الهدف العائق الذي اقترحه )0924-26( Jean louis Martinandعلى دمج مصطلحين:
هدف ثم عائق ،واملعلوم أن لكل منهما تاريخ ومرجعية نظرية خاصة به.
• فإذا برز األول كنتيجة ألعمال تطرقت لألهداف البيداغوجية ،وعملية إجرائية ملضامين التعلم ،فإن
الثاني جاء كنتيجة ألفكار انصب اهتمامها على الصعوبات التي يواجهها املتعلم في سيرورة اكتسابه
للمعرفة.
نذكر ببعض املعطيات الخاصة بكال املصطلحين:
ب 0-الهدف التربوي:
• يشير الهدف التربوي ،إلى مجموع التغيرات املراد إحداثها ،تنميتها أو تقويمها في سلوك الفرد ،على
مستوى العقلي ،الحس ي-حركي ،أو الوجداني وذلك على املدى القريب ،املتوسط أو البعيد.
ب 8 -الهدف -العائق:
التقدم الثقافي الذي يمكن إحرازه على الصعيد الديداكتيكي ،يكمن أساسا في تجاوز عوائق ذات بعد
ابستمولوجي أو سيكولوجي أو منهجي.
• إذا كانت العوائق تتسم بعمق مغزاها ،فإن أول ما يجب أن تتمحور حوله عملية تحديد األهداف ،وهذا
ما يؤكد عليه Martinandبقوله:
« تتخذ العوائق في تعليم العلوم معنى ابستمولوجيا عميقا ،لكونها في اعتقادي ،تجسد املفتاح الرئيس في
صياغة األهداف ،والتعبير عنها بواسطة عوائق قابلة للتجاوز من طرف املتعلم ،وصفا لألهداف واألنشطة
القابلة لإلنجاز ،قصد توجيه التدخالت البيداغوجية وكذا التقويم املصاحب لها».
نستنتج من خالل املعطيات السابقة بأن:
اقتراح مفهوم الهدف بتوظيفه للعوائق القابلة للتجاوز كنمط من أنماط اختيار األهداف املناسبة نتج عنه:
• تحول اتجاه مفهوم الهدف املتمركز حول تحليل املادة الدراسية.
• إعطاء دفعة جديدة ملفهوم العائق بدل اعتباره كمانع للتعلم.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
األهداف األخرى في وضعيات التعل ــم:
حسب تعبير Legendreهو الهدف الذي يتحقق بدقة وبكيفية واحدة لدى مجموعة من املتعلمين .إذن
الهدف املغلق يتم من خالله تحديد كل ش يء تحديدا قبليا بناء على مفاهيم اإلنتاجية والعقالنية والفعالية،
إذ ينبغي أن يكون املوضوع واضحا ،دقيقا ال يحتمل أكثر من معنى ،وقد يتعلق األمر في األهداف املغلقة- :
باإلشارة الواضحة إلى ما سيكون التلميذ قادرا على إنجازه كنتيجة للتعلم .ومن الضروري أن تتضمن
صياغة الهدف املغلق اإلشارة إلى ما يلي:
)0الذات :فعل يحدد نشاطا مالحظا ومحتوى أو موضوع النشاط.
)8شروط التقويم (أداة ،الوقت ،املطلوب)...
)3معيار اإلنجاز املقبول أي الحد األدنى الذي يعتبر وفقه العمل مقبوال وناجحا.
)4وضعية التعلم أي محتوى واملرجعية واالدوات والطرائق والتمارين.
الهدف اإلجرائي:
حسب De landsheereتشمل الصياغة الكاملة للهدف االجرائي خمسة مؤشرات دقيقة هي :
)0من الذي سينتج السلوك املطلوب ؟
)8ما السلوك املالحظ الذي سيبرهن على تحقيق الهدف ؟
)3ما نتاج هذا السلوك (اإلنجاز) ؟
)4في إطار أي شروط سيتحقق السلوك ؟
)5ما املعايير التي ستعتمد لتحديد ما إذا كان النتاج مرض ؟
العائق – الهدف
نستعمل تعبير «الهدف – العائق» (املستعار من الباحث جان لوي مارتينان ( ،)Jean-Louis Martinand
وذلك لإلشارة إلى األهداف التي نستطيع إبرازها عندما يعترضنا عائق أثناء إنجاز األنشطة التعليمية -
التعلمية .كما نوظف تعبير «العائق -الهدف» للتأكيد على أنه على الرغم من تعرف املدرس على الهدف
مسبقا ،فإنه ال يتم دمجه داخل سيرورة التعلم ،إال إذا اكتشفه املتعلم ،باعتباره وسيلة لتجاوز العائق.
على العموم ،فإن إعداد وضعية تعليمية – تعلمية ،تتمفصل في إطارها عقلنة تدريجية للمكتسبات القبلية
وصياغة نهائية وإعادة استثمار للمعارف ،تقتض ي طرح مجموعة من األسئلة من طرف املدرس ،وذلك من
أجل تجاوز العوائق أثناء األنشطة التعليمية – التعلمية ،هي كالتالي:
ما هو هدفي ؟ وما أريد إكسابه للمتعلم الذي يجسد مرحلة معينة من مراحل النمو املعرفي ؟ وكيف
يمكن أن يكون هذا االكتساب حاسما وفي متناوله ؟
ما هي املهام املقترحة من طرفي لتعبئة املتعلم التي تتطلب إلنجاحها ،تجاوز العوائق واعتماد املكتسبات
التي حددتها كهدف ؟
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
ما هي العدة التي يجب علي وضعها عندما يواجه املتعلم عائقا ما لكي أسمح له بإنجاز املكتسبات
املالئمة ؟ وما هي املوارد التي يتعين علي وضعها رهن إشارته وتحديد الصعوبات والعراقيل التي يجب
تجاوزها من أجل حدوث التعلم ؟
كيف يمكن تنظيم استثمار املكتسبات واكتشافها من جديد ؟ وكيف يمكن السماح للمتعلم بالتمييز بين
ما أنتجه (منتوج ظرفي) وما تعلمه (وهي مهارة ذهنية ثابتة وقابلة إلعادة اإلنتاج أمام مشكالت من النوع
نفسه) ؟
ظهر مصطلح الكفاية في خضم املناقشات البيداغوجية التي تلت عصر بيداغوجيا األهـداف .إن التساؤل حول
هذا املصطلح يثير عددا من االستفهامات التي تتموضع في مستويات إبستمولوجية و فلسفية وسيكولوجية.
بالنسبة لـ " Tardifالكفاية عـملية نشيطة تهدف إلى اكتساب وإدماج معارف جديدة ذات طابع عقلي
واجتماعي ووجداني وحركي واستخدامها بشكل وظيفي.
أما الباحثة Sandra Michelleفتصف الكفاية في مدلولها العام باعتبارها كل ما يتيح حل املشكالت
املهنية في سياق خاص عن طريق تعبئة مختلف القدرات بكيفية مندمجة.
وتذهب Viviane Delandsheerإلى القول بأن الكفاية لها صلة باملمارسة و الفعل ،وتتجلى من خالل
األنشطة التي يؤديها الفـرد،لكـن ذلك ال يعني أن النشاط تطبيق للكفاية أو معادل لها و إنما هو مؤشر
عليها دون أن يكون مماثال لها.
أما Leboterfفيرى أن الكـفاية هي حسن التصـرف savoir-agirالتي تتجلى في معرفة تجنيد savoir-
mobiliserودمج املـعارف والسـلوكات والقـدرات واملهارات في سياقات ووضعيات مرجعية.
وفي ما يخص Perrenoud P.فالكـفاية تعـني القدرة على التدخل الفعال ملواجهة مجموعة من
الوضعيات والتحكم فيها من خالل معارف ضرورية والقدرة على تعبئتها بالشكل املطلوب وفي الوقت
واملكان املناسبين للتعرف على مشاكل حقيقية وحلها.
" La possibilité pour un individu, de mobiliser de manière intériorisée un ensemble intégré de
"ressources en vue de résoudre une famille de situations- problèmes
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
يمكن ترجمة هذا التعريف كما يلي:
"الكفاية هي إمكانية تجنيد (تعبئة) مجموعة مندمجة من املوارد (معارف ومهارات ومواقف) ،بكيفية
مستبطنة بهدف حل فئة من الوضعيات مسألة".
إمكانية التعبئة :وتعني توفر الفرد على الكفاية بشكل دائم وليس عند ممارستها في وضعية معينة
فقط .مما يجعل الكفاية دائما في خدمة الفرد.
الكيفية املستبطنة :وتعني طابع االستقرار الذي يميز الكفاية ،مع قابليتها للتطوير والدعم من خالل
ممارستها عبر سياقات مختلفة.
حل فئة من الوضعيات -مسألة :ويتعلق بوضعيات متشابهة (متكافئة) تتميز بنفس الخصائص
(صعوبة املهام.)...
امتالك التلميذ معارف علمية ومنهجية وإتقانه مهارات مرتبطة بمحتوى املادة.
تبنيه ملواقف واتجاهات ،تمكنه من اتباع سلوكات صحيحة اتجاه ذاته وتجاه اآلخر واتجاه محيطه.
تمرنه على ممارسة الكفاية في وضعيات مشابهة.
استعداده الدائم ملمارسة الكفاية وتطويرها باكتساب تعلمات جديدة.
خاصيات الكفاية
تعبئة مجموعة موارد مندمجة ) :(Mobilisation de ressources intégréesإذ التمكن من الكفاية
يعني امتالك معارف ومهارات وخبرات وتقنيات وقدرات ،تتفاعل فيما بينها ضمن مجموعة مدمجة .وال
يعتبر توفر التلميذ على كل املوارد الخاصة بكفاية ما ضروريا.
الوظيفية ) :(optimisationإن امتالك التلميذ معارف ومهارات ومواقف يبقى دون معنى إذا لم تستثمر
في نشاط أو إنتاج محفز ،أو في حل مشكلة تعترضه في املؤسسة التعليمية أو في حياته العامة .وهكذا
تمكنه الكفاية من ربط التعلمات بحاجاته الفعلية ،والعمل على تلبية هذه الحاجات باستقاللية تامة،
ووفق وتيرة خاصة.
العالقة بفئة من الوضعيات ) :(Relation à une famille de situationsإن ممارسة الكفاية ال يمكن أن
يتم إال في إطار حل فئة من الوضعيات املتكافئة .فالكفاية في مجال ما (مادة أو مواد مدمجة) تعني قدرة
التلميذ على حل مشكالت متنوعة باستثمار األهداف (املعرفية والحس-حركية والوجدانية) املحددة في
البرنامج .وتصبح ممارسة الكفاية عبارة عن اختيار املوارد املالئمة للوضعية وترتيبها واستثمارها في
اقتراح حل أو حلول متعددة للمشكلة.
االرتباط بمحتوى دراس ي ) :(Relation à un contenu scolaireويتجلى في كون الكفاية مرتبطة بفئة من
الوضعيات ،يتطلب حلها استثمار موارد مكتسبة عبر محتوى دراس ي معين .ويمكن أن يندرج هذا
املحتوى ضمن مادة دراسية واحدة أو ضمن عدة مواد.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
القابلية للتقويم ) :(Evaluabilitéتتمثل قابلية الكفاية للتقويم في إمكانية قياس جودة إنجاز التلميذ
(حل وضعية مسألة ،إنجاز مشروع .)...ويتم تقويم الكفاية من خالل معايير تحدد سابقا .وقد تتعلق
هذه املعايير بنتيجة املهمة (جودة املنتوج ،دقة اإلجابة ،)...أو بسيرورة إنجازها (مدة اإلنجاز ،درجة
استقاللية التلميذ ،تنظيم املراحل ،)...أو هما معا.
انطالقا من تعريف الكفاية تبرز أهمية اعتبار القدرة والهدف (معارف ومهارات ومواقف) والوضعية – املشكلة
في تنمية وتطوير وتقويم الكفايات.
وإذا كانت القدرة تمثل البعد املستعرض للكفاية واألهداف تمثل البعد املتعلق باملادة الدراسية ،فإن الوضعية
– املشكلة تمثل املجال الذي تأخذ فيه التعلمات معنى حقيقيا ،يربط بين ما يتم تحصيله من تعلمات وما
يتطلبه حل مشاكل الحياة املهنية أو العامة التي تتسم بالتعقيد.
- 0الوضعية-املشكلةSituation-problème
تعتبر الوضعية املسألة ،في إطار املقاربة بالكفايات ،عنصرا مركزيا .وتمثل املجال املالئم الذي تنجز فيه أنشطة
تعلمية متعلقة بالكفاية ،أو أنشطة تقويم الكفاية نفسها.
.0وضعية ) :(situationتحيل إلى الذات ) (Sujetفي عالقتها بسياق معين ) ،(contexteأو بحدث
) ،(évènementمثال :خروج املتعلم إلى نزهة ،زيارة مريض ،اقتناء منتوجات ،عيد األم ،اليوم العاملي
للمدرس... ،
.8مسألة ) :(problèmeتتمثل في استثمار معلومات أو إنجاز مهمة أو تخطي حاجز ،لتلبية حاجة ذاتية عبر
مسار غير بديهي( .مثال :املشاكل املقترحة في العلوم).
وتحدث الوضعية املسألة ،في اإلطار الدراس ي ،خلخلة للبنية املعرفية للمتعلم ،وتساهم في إعادة بناء التعلم.
وتتموضع ضمن سلسلة مخططة من التعلمات.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
تحيل إلى صنف من املسائل الخاصة بمادة أو بمجموعة مواد.
تعتبر جديدة بالنسبة للتلميذ عندما يتعلق األمر بتقويم الكفاية.
وتعمل هذه املميزات على التمييز بين التمرين التطبيقي لقاعدة أو نظرية من جهة ،وبين حل املشكالت املتمثل في
ممارسة الكفاية من جهة أخرى.
السند أو الحامل :ويتضمن كل العناصر املادية التي تقدم للتلميذ ،والتي تتمثل في:
oالسياق :ويعبر عن املجال الذي تمارس فيه الكفاية ،كأن يكون سياقا عائليا أو
سوسيوثقافيا أو سوسيومهنيا ...ويتم تحديد السياق عند وضع السياسة التربوية
(التوجهات واالختيارات التربوية).
oاملعلومات :التي سيستثمرها التلميذ أثناء اإلنجاز .وقد ال يستغل بعضها في الحل فتسمى
معلومات مشوشة ،تتمثل أهميتها في تنمية القدرة على االختيار.
oالوظيفة :وتتمثل في تحديد الهدف من حل الوضعية ،مما يحفز التلميذ على اإلنجاز.
oاملهمة :وتتمثل في مجموع التعليمات ( )Consignesالتي تحدد ما هو مطلوب من املتعلم
إنجازه .ويستحسن أن تتضمن أسئلة مفتوحة ،تتيح للتلميذ فرصة إشباع حاجاته
الشخصية ،كالتعبير عن الرأي ،واتخاذ املبادرة ،والوعي بالحقوق والواجبات ،واملساهمة
في الشأن األسري واملحلي والوطني... ،الخ.
واعتبارا لهذه املكونات ،تأخذ الوضعية املسألة داللة بالنسبة للتلميذ حيث أنها:
تتيح له فرصة تعبئة مكتسباته في مجاالت حياته ،التي تعتبر مراكز اهتمامه.
تشكل تحديا بالنسبة التلميذ ،ومحفزا على التعلم الذاتي.
تتيح له فرصة االستفادة من مكتسباته ،بنقلها بين سياقات مختلفة.
تفتح له آفاق تطبيق مكتسباته.
تحثه على التساؤل عن كيفية بناء وصقل املعرفة ،وعن مبادئ وأهداف وسيرورات تعلمه.
تمكنه من الربط بين النظري والتطبيقي ،وبين مساهمات مختلف املواد الدراسية.
تمكنه من تحديد حاجاته في التعلم ،من خالل الفرق بين ما اكتسبه ،وما يتطلبه حل الوضعية
املسألة.
وظيفة ديداكتيكية :وتتمثل في تقديم إشكالية ال يفترض حلها منذ البداية ،وإنما تعمل على تحفيز
التلميذ لينخرط بشكل إيجابي في بناء التعلم.
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
وظيفة تعلم اإلدماج :ويتعلق األمر بتعلم إدماج املوارد (التعلمات املكتسبة) في سياق خارج سياق
املدرسة.
وظيفة تقويمية :وتتحقق هذه الوظيفة عندما تقترح وضعية مسألة جديدة ،بهدف تقويم قدرة التلميذ
على إدماج التعلمات في سياقات مختلفة ،ووفق معايير محددة .ويعتبر النجاح في حل هذه الوضعية-
املسألة دليال على التمكن من الكفاية املحددة.
كما أن للوضعية املسألة وظائف أخرى ،منها بناء وتحويل وتنمية القيم واالتجاهات ،ودعم التفاعل بين املواد،
وتنمية القدرة على الخلق واإلبداع.
النموذج الديدكتيكي
هناك من يعرف الديداكتيك (من بينهم موور)) ، (Mooreبأنها العلم الذي ينش ئ نماذج ديداكتيكية ،ونظريات
حول التدريس قصد تفسير الظواهر والتنبؤ بها ،وعليه البد من التمييز بين نوعين من النظريات والنماذج ،فإذا
كانت النظريات تقوم بفهم وتفسير ما يحدث في املجال املعرفي دون اقتراح معايير مشخصة للتطبيق فإن النماذج
على العكس من ذلك عملية ،وتقترح معايير محددة لتطبيق النتائج العلمية ،فهو يحدد طريقة العمل ويقدم
وصفات للممارسة والتطبيق( .املرجع :محمد الدريج ،التدريس الهادف.)8111 ،
إن فكرة تصنيف الوضعيات البيداغوجية على شكل نماذج ليس جديدا ،ففي دراسات وايت ) ، (Whiteولبيت
)(Lippittنجد التمييز الكالسيكي بين النموذج الديمقراطي والنموذج الديكتاتوري مع تركيزهم على تأثير األستاذ
على سلوك الجماعة في الصف ،من هنا برزت عدة تصنيفات بيداغوجية كالتعليم الجماعي (Enseignement
) ،Collectifبيداغوجية املشروع ) ، (Pédagogie du Projetنقصد إذا من خالل كلمة النموذج البيداغوجي
)(Modèle Pédagogiqueبمعناه الواسع تصورات املتعلم في الوضعية التعليمية وبسيرورة القسم وباملناهج
وبمجموعة املعارف والوسائل املستعملة وكذا دور ووظيفة املدرس .وبشكل أوضح فمفهوم النموذج الديداكتيكي
يعمل على نمذجة ) (Modélisationسيرورة التعلم .الباحث ميريو ) ، (Meirieu, 1987عندما صنف العمليات
العقلية ،ميز بين أربع أنواع من العمليات املعرفية:
البد أن نوضح أن األهم ليس أن نعلم في إطار نماذج ،لكن الفعل الديداكتيكي (Démarche
) ،Didactiqueيركز على النماذج التي تبنى من خالل تصورات ومفاهيم املتعلمين املوجودة ،والتي
تتماش ى مع مستوى استيعابهم.
ففكرة النماذج الديدكتيكية هذه تطرح عدة تساؤالت :هل نحن فعال بحاجة إلى وضع نماذج
ديدكتيكية ؟ من يقوم بوضعها ؟ هل نكتفي بنموذج واحد أم نحتاج إلى أكثر من ذلك ؟ هل نقدمها
للمتعلم مرة واحدة أو على مراحل ؟ ).(L’aurance cornu, Ibid, P.55
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
نموذج ديدكتيكي للتدريس باملشكل العلمي أو الوضعية املشكلة
المدرس وسيط
األشكلة
أسئلة فرعية
س1
وضعيات مسائل
س2
س3
إعداد مخطط عمل لحل المشكل
أنشطة
تفاعلية
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش
الحصة التكوينية الخامسة
املوضوع :معيقات التعلم
املدة الزمنية 3 :ساعات
األهداف العامة للنشاط التكويني:
• تحديد عوائق اللغة
• تحديد عوائق تبسيط املعرفة واملفاهيم
• تحديد عوائق ناجمة عن طبيعة املادة
• تحديد عوائق املفاهيم األساسية
• تحديد عوائق الكتاب املدرس ي
الدعامات واألسناد:
مقتطفات من مقاالت تربوية وعلمية تخصصية
صيغ التكوين:
يتبع ...
شعبة علوم الحياة واألرض -المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش