Professional Documents
Culture Documents
هَلْ_فَتَحَ_الْمُسْلِمُونَ_مِصْرَ_سِلْمًا؟_1_1
هَلْ_فَتَحَ_الْمُسْلِمُونَ_مِصْرَ_سِلْمًا؟_1_1
0000000
0000000
0000000
0000000
0000000
0000000
0000000
0000000
1 .......................................................................................................................
الفصل ا أ
لولِ :ف هدف ُ
َ
المسلمني وراء غزو مِرص4 ..............................................................
ُ
ل ل
ق ا مراجع ا مصورة :للفصول :األول والثاين والثالث والرابع .....................آخر الكتاب
أ حلم
و
حقوق الطبع حمفوظة ©2022م ال يُسمح بإاعدة نرش هذا الكتاب أو أي ُجزء
منه بأي شلك من األشاكل أو حفظه ونسخه يف أي نظام مياكنييك أو الكرتوين
ِّ
يُمكن من اسرتجاع الكتاب أو أي ُجزء منه .وال يُسمح باقتباس أي ُجزء من
َّ ُ ُ
الكتاب أو تـرمجته إىل أي لغة دون احلصول ىلع إذن خطي مسبق من انلاشـر.
ِ
َهل فتح المسلمون ِمصر ً
سلما؟
الحمد
لله الذي أضاء بنور معرفته عقل بني الإنسان وأقام الأدلة
الناطقة على وجوده في كل زمان ومكان وأنزل كتابه
الأقدس ،على فم أنبيائه ال كرام ورسله الأعلام ،لبث
نعماء الإنجيل ونث رحماء الإله الجليل ،أما بعد :فنحن و بحول الله سنقدم في
هذا الكتاب الأدلة الخفية وراء الأحداث الزمنية التي دفنت مع مرور الزمان،
فانتشلناها بالتنقيب والتنقير واستقراءناها بالتأمل والتفكير ،ل كيما يزداد
البحث بها بهاء ً ومتانة ً ومضاءً ،فاعمل أيها المطلع نظرك وأنعم فكرك في هذه
الحقائ ق التار يخية بإنصاف وانبذ عنك التعصب والاعتساف ،فطالما كان
رسول الإسلام كاره ًا لليهود والمسيحيين مبغضًا إياهم ،ومن عظيم بغضه
تجاههم نهيه عن القاء السلام عليهم وهذا ما رواه مسلم عن أبي هريرة بإسناده:
َ
او ْر ِد َّي — ع ْن ُس َهيْل، العزيزَ — ،ي ْعِن َّ
ادل َر َ َح َّد َثنَا ُقتَيْبَ ُة ُ
بن َسعيدَ :ح َّد َثنَا َعبْ ُد َ
ِ ِ ِ ِ
َ َّ َ َ َ َُ َ ََْ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َّ َ ُ َ َ ْ
هلل ﷺ قال« :ال تبدؤوا ايلهود وال انلصارى أبي ِه ،عن أ يِب هريرة أن رسول ا ِ عن ِ
َ َ ْ َ ُ َ َ ْ َّ َ ي َ َ َ ُ ْ َ َ َ ُ ْ َ
ه»] .مسلم ،2167 :وأبو داود،5205 : يق فاضطروه إ يل أضي يق ي ب يالسلم ،فإ يذا ل يقيتم أحدهم يف ط ير ٍ
والترمذي 1602 :و ،2700وأحمد 7567 :و 7617و 8561و 9726و 9919و ،10797وعبد الرزاق في «المصنف»،9837 :
ل
والبخاري في «األدب المفرد» ،1103 :والطحاوي في «شرح معاني اآلثار» ،341/4 :والبيهقي ،[341/4 :فكيف لرسو ٍ
يدعو للتسامح والمحبة أن ينهى عن أبسط الأمور ألا وهي السلام على اللذين هم
1
ولعل قائل ًا يقول" :إ َّن مفاد النهي في الحديث السابق
َّ من غير دينك أو َّ
ملتك؟
إنما ي ُّخص الكافر المحارب ،بيد أ َّن السلام على الكافر المسالم جائز" ،رد ًا عليه
احلديث
ِ قلنا جاء في شرح موقِع الدرر السنية لهذا الحديث ما مفاده" :ويف هذا
ا بالسالمِ ولو اكنوا ذ ِّميِّ َ صارى َّ يب ﷺ عن بَ ْد ِء ايلهو ِد َّ
وانل َ يَنىه َّ
انل ُّ
ي ،فضال عن ِ
للم َسلَّـم عليه ،وال ََي ُ
وز ٌ
وإكرام ُ ٌ
إعزاز َ
االبتداء به
َّ
ار؛ ألن
ُ َّ
ِ غريهم ِمن الك ِ
ف ِ
اإلعراض عنهم وتَ ُ
ُ َّ ْ ُ ُ
رك إعزازهم وال إكرامهم؛ فليسوا ِمن أه ِله؛ فاَّلي يُ ِ
ناسبُهم
َ َ ُ َّ َّ ا َ ا َ
صغريا هلم ،وَتقريا لِشأنِهم حَّت كأنهم غري موجودين ،وكذا ال االتلفاف إيلهم ت
ِ
حب ُ
ب إيلهم…"․ [الدرر السنية :شرح رقم ،]39310إذ ًا حتى وإن كان هذا ادتُهم َّ
واتل ُّ ُ ُ َ َّ
َيوز مو
الكافر في أرض المسلمين ذميًا عندهم يحرم على المسلم إلقاء َّ
السلام عليه ،ففي
هذا الباب لا يسعني َّإلا أن أقول ما جاء في الأنعام في قوله :ﱩ ﭷ ﭸ ﭹ
2
2/4و ،12والبزار 229 :و 230و ،234وجابر بن عبد هللا في «المسند» ،345/3 :والحاكم ،274/4 :والنسائي في «الكبرى»:
،8686والطحاوي في «مشكل اآلثار» ،12/4 :وابن حبان ،3753 :والبيهقي․ [208–207/9 :
3
فصل
َ ِف هدف ُ
المسلمني وراء غزو ِمرص
لا شك ولا ريب في أ َّن مسألة غزو مصر لم تكن لنية طيبة ولا ل ٍ
هدف
حسن ،فقد استأذن الصحابي عمرو بن العاص عمر بن الخطاب أن يغزو مصر
— وهو كان الخليفة آنذاك — لما فيها من الخيرات والموارد ولضعف أهلها
وعجزهم الدفاع عن أنفسهم فتخوف عمر من ذلك إلى أن أقنعه عمرو بذلك․
فروى ابن عبد الحكم ونقل المقريزي في المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار:
قال ابن عبد الحكم :لما قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،الجابية قام "
إليه عمرو بن العاص فخلا ،به فقال يا أمير المؤمنين ائذن لي أن أسير إلى مصر،
وحرضه عليها ،وقال :إنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين ،وعونا ً لهم ،وهي أكثر
الأرض أموالاً ،وأعجز عن القتال والحرب․
فتخوف عمر بن الخطاب ،وكره ذلك ،فلم يزل عمرو يعظم أمرها عند عمر
بن الخطاب ،و يخبر بحالها ،ويهون عليه فتحها حتى ركن ذلك ،فعقد له على
أربعة آلاف رجلُّ ،
كلهم من عك ،و يقال :بل ثلاثة آلاف وخمسمائة ،وقال
4
له عمر :سرْ وأنا مستخير الله في مسيرك ،وسيأتيك كتاب ي سر يعا ً إن شاء الله
تعالى ،فإن أدركك كتاب ي آمرك فيه بالانصراف عن مصر قبل أن تدخلها،
أو شيئا ً من أرضها ،فانصرف ،وإن أنت دخلتها قبل أن يأتيك كتاب ي فامض
لوجهك ،واستعن بالله واستنصره․
[المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واآلثار للمقريزي (ط․ دار الكتب مصر ،فسيروا ،وامضوا على بركة الله․"․
العلمية) ج 2ص ،72–71وحسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة للسيوطي (ط․ دار احياء الكتب العربية) ج 1ص ․ [107–106
َّ
والتوسع فغزو مصر ما كان َّإلا تحايل ًا من الصحابي عمرو على عمر ،ابتغاء المال
ولضعف أهلها وعج زهم الدفاع عن أرضهم ،وهذا هو ع ين َّ
النهب والإرهاب․
5
فصل
ِف مسرية ُ
المسلمني ل ِمرص
6
فقد جاء ف ي كتاب غ زو العرب لمصر للدكتور الفرد چ․ بتلر الفصل 14ما يلي:
الظاهر أنه بعد أن سلم البطر يق (صفرونيوس) الشيخ مدينة بيت المقدس "
سار عمر بن الخطاب الخليفة وعمرو بن العاص القائد وذهبا كلاهما نحو
الشمال․ وقد أرسل عمرو مددا ً للعرب المحاضرين لقيصر ية ،وأما عمر فقد أقام
َّ
ولعل عمرا ً قد أفضى إليه برأيه في فتح مصر منذ كانا في بيت في دمشق․
المقدس ،ول كن الخليفة رأى أن وقت ذلك الفتح لم يحن بعد․ فلما ظهر العرب
وانتهت الحرب أو كادت عاد عمرو إلى عرض رأيه ،وجعل يبين للخليفة ما
كانت عليه مصر من الغنى وما كان عليه فتحها من السهولة ،وقال له إنه ليس
في البلاد ما هو أقل منها قوة ولا أعظم منها غنى وثروة ،ثم قال إن (أر يطون)
حاك م ال روم ع لى ب يت المق دس — وكان ق د ه رب م ن المدينة ق بل
ت سليمها إليهم — قد لاذ بمصر ،وإنه كان يجمع فيها جنود الدولة ،وإن على
العرب ألا يضيعوا الوقت ،بل أن يوقعوا به قبل أن يستفحل أمره ،وإن مصر
بعد ذلك تكون قوة للمسلمين إذا هم مل كوها․ وكان اجتماع القائد بالخليفة في
(الجابية) بقرب دمشق وذلك بخر يف سنة 630للميلاد؛ وكان العرب لا
يزالون على حصار مدينة قيصر ية․
وقد رأى عمر أن فتح مصر فيه خير للمسلمين ،ول كنه ظن أن عمرا ً يقلل
من شأن ما يلقاه من الصعوبة في فتحها ،وكان في ذلك الوقت لا يستطيع أن
7
يضعف جند الشام بأن يبعث منهم جيشا ً كافيا ً لفتح مصر․ فلما طلب منه
عمرو أن يسير إلى مصر بجيش من 3500أو 4000رجل وعده أمير المؤمنين
أن يفكر في الأمر ،فإنهكان لم يستقر على رأي في ذلك․ ثم عاد عمرو بن العاص
إلى قيصر ية وكان قسطنطين بن هرقل قائد الجند بها․ فبعث الخليفة وراءه
بكتاب (شر يك بن عبده) يقول له فيه إنه قد رضي بغزو مصر ،وتقدم إليه أن
يجعل الأمر سرا ً وأن يسير بجنده إلى الجنوب سيرا ً هنيا ً․ فسار عمرو بن العاص
في الليل في جيش صغير من الخيل ولم يحدث له حدث حتى صار عند الحدود
بين مصر وفلسطين ،وار بعد ذلك حتى صار عند رفح وهي على مرحلة واحدة
من العريش بأرض مصر فأتت عند ذلك رسل تحت المطي تحمل رسالة من
الخليفة․
ففطن عمرو إلى ما فيها وظن أن الخليفة لا بد قد عاد إلى شكه في الأمر
خاشيا ًمن الإقدام والمضي فيما عزم عليه ،وقد كان الخليفةكلم عثمان وأفضى
إليه بما يرى من المخاطرة في تلك الغزاة ،فأجابه عثمان قائل ًا إن تلك الغزاة
كانت عظيمة الخطر ،وزاد على ذلك أن قال إن عمرو بن العاص فيه جرأة
وتهور ،وإنه لا بد يقتحم بالناس المخاطرة ويرمي بهم إلى الهل كة․ فخشي عمر بن
الخطاب خشية عظيمة وعزم على أن يأمر ابن العاص بالرجوع إذا كان ذلك
ممكنا․ ول كنه أحسن أن جيش العرب إذا دخل مصر كانت عودته عنها خذلانا ً
وسبة للمسلمين إذ يكون ذلك بمثابة الفرار من العدو ،وعلى ذلك أرسل كتابه
8
وتقدم فيه إلى عمرو بن العاص أن يعود إذا كان بعد في فلسطين ،فإذا كان
قد دخل أرض مصر فليسر على بركة الله ،ووعده أن يدعو الله له بالنصر وأن
يرسل الأمداد․ أما عمرو فقد كان بدأ أمره ولم يكن بالرجل الذي ينقض ما
بدأ فيه ،وعرف أن ذلك الكتاب الذي لحق به لم يأته بالرضا عما هو فيه ،ولهذا
لم يأخذه من الرسول حتى عبر مهبط السيل الذي ربما كان عند الحد بين
أرض مصر وفلسطين ،وبلغ بسيره الوادي الصغير الذي عند العريش․ وهناك
أتى له بالكتاب فقرأه ،ثم سأل من حوله« :أنحن في مصر أم في الشام؟» فقيل
له« :نحن في مصر» فقرأ على الناس كتاب الخليفة ثم قال« :إذن نسير في سبيلنا
[كتاب غزو العرب لمصر للدكتور الفريد چ․ بتلر (ط․ مكتبة مدبولي) ص ․ [229–226 كما يأمرنا أمير المؤمنين»․"․
فصل
ُّ ُ َ
ِف نيف حصة استنجاد األقباط ابلمسلمني ِِم ظلم الروم
9
وافتراء صريح ،ومع ذلك فنحن لا ننكر أن حكم البيزنطيين لمصر كان جائر ًا
ظالمًا َّإلا أ َّنه ومع ثبوت ذلك فلا صحة لما يدعو إليه ال كثير من المعاصرين من
أنواع الظلم وأشكال التعذيب ،كما أن استنجاد الأقباط بالمسلمين لغزو مصر لا
أن غزو مصر ما كان َّإلا ُّ
تهور ًا من عمرو وطمع ًا أصل له كذلك ،فكما َّبي َّنا آنف ًا َّ
منه في خيراتها واستضعافًا منه لأهلها وليس كما جاء على الألسنة أن سبب
غزوه مصر كان لتخليص أهلها ورفع عنهم العذاب ،ل َّ
كن هذا ليس هو الحق،
فالمصر يين رحبوا بالمسلمين وظنوا بهم خير ًا جاهلين نواياهم الخبيثة الم َّ
بطنة خفية ً․
غير أن دعوى الظلم لا أصل لها ولا سند ،فجاء في كتاب أعلام العرب لعبد
العزيز بن مروان ،رقم 70ص ،132ما مفاده من نفي صح ة ه ذا الادعاء:
لهذا لا نعجب اذ رحب المصر يون بالعرب واعتبروهم منق ذين لهم من "
حكم البيزنطيين الجائر․ على أننا لا نجد في المراجع القديمة ما يشير اليه بعض
المحدثين من أن الأقباط استنجدوا بعمر بن الخطاب لينقذهم من ظلم الروم،
أما فيما يختص بترحيب المصر يين بالعرب ففي المصادر القديمة اشارات كثيرة
تفيد هذا المعنى․ بل ان حناـ النقيوسي كتب أن المصر يين الذين تركوا الدين
[أعالم العرب رقم 70لعبد العزيز المسيحي وأس لموا صحبوا جيوش العرب في أثناء الفتح․"․
بن مروان (ط․ دار الكتاب العربي للطباعة والنشر) ص ․ [132
10
َّ
ولعل من أنواع المبالغة المفرطة ما ذكره المقريزي في خططه ج 1ص
( 186ط․ مكتبة بولاق) أ َّن أديرة وادي النطرون خرج منها عند قدوم عمرو
بن العاص رهبان عددهم سبعين ألف ًا طالبين منه الأمان على أنفسهم وأديرتهم․
فقد جاء في كتاب وادي النطرون ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطارك ة
(ط․ مكتبة مدبولي) ص 40ما نصه من مبالغة المقريزي ذكره عدد ُّ
الرهبان:
وعدد السبعين ألف راهب الذي ذكره المقريزي في عبارته الآنفة لاريب "
في أن فيه مبالغة كبيرة․ فقد روى المعاصرون كما سبق ذكر ذلك أنه لم يكن
يوجد في هذه المنطقة أكثر من 3500راهب في أواسط القرن السادس
الميلادي․ وأنه لما كان دميانوس بطريرك ًا أغار البربر على وادي النطرون ففر
منه رهبانه․ وأنه لما زاره بعد ذلك البطريرك بنيامين حوالي سنة 630م ،أي
قبل الفتح العربي بعشرة أعوام ،وجد به عددا ً قليلا من الرهبان بسبب العوائق
التي كانوا يلاقونها من البربر في سبيل تجمعهم من جديد․ بل يؤخذ من هذه
الرواية أن عدد الثلاثة آلاف والخمسمائة راهب الذين وجدوا في أواسط القرن
السادس الميلادي كان قد نقص كثيرا ً قبيل الفتح العربي․
11
ولاية عمرو بن العاص على مصر وقبل أن يخلفه عليها عبد الله بن سعد بن أبي
السرح سنة 26ه (647م) وقد زار البطريرك بنيامين وادي النطرون لتدشين
ال كنيسة الجديدة التي كان قد تم بناؤها على الجبل المقدس وهو مقر مقار
ال كبير في سفح الصخور التي بين قلالي الرهبان․ وكان قبل أن يذهب الى دير
[وادي النطرون ورهبانه أبي مقار للقيام بالمهمة التي أتى من أجلها زار دير البراموس․"․
وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة (ط․ مكتبة مدبولي) ص ․ [40
فصل
دوانم عند غزو ِمرص
وع ِف وحشية المسلمني ُ
ِ
وأستولى المسلمون أيضا ً على نيقيوس ،ولما دخلوها لم يجدوا بها ولا جنديا ً "
واحدا ً لمقاومتهم․
12
وكانوا يذبحون كل من قابلهم في الشوارع أو في الكنائس ،رجالا ً ونساء ً
وأطفال ًا بدون رحمة․ ثم ذهبوا إلى أماكن أخرى حولها وخربوها ،وقتلوا من
كان بها․
وكان هناك أحد اليهود ،الذي رافق المسلمين لمصر․ وبعدما أسقط المسلمون
أسوار مدينة قيصر ية فلسطين بعد جهد كبير ،وإستولوا عليها ثم قتلوا آلافًا من
السكان والجنود ،وحصلوا على غنيمة كبيرة ،وأسروا نساء ً وأطفال ًا ،وكان
13
يتقاسمونهم․ ثم تركوا المدينة خالية تماما ً وبعد ذلك مضوا إلى قبرص ،حيث
[تاريخ العالم القديم ليوحنا النقيوسي (ت․ القمص بيشوي عبد المسيح) ف 118ص ․ [218–217 قتلوا إتين ورجاله․"․
ظل عمرو قائد المسلمين يناضل إثني عشر عاما ً ضد المسيحيين في شمال "
مصر ،دون أن ينجح في فتح أقاليمهم․ وفي العام الخامس عشر (نحو سنة
642م) أثناء فترة الصيف تقدم نحو سخا ،Taukhaمیت دمسیس
،Damsusوكان قلقا ً آلا يسحق المصر يين قبل فيضان النيل․
ل كن كان من المستحيل أن يقبل على عمل مثل هذا ضدهم ،وكان قد
صد في دمياط من قبل بعدما أراد أن يحرق ثمار الحقول بها․
لذلك مضى ليلحق بقواته الموجودة في قلعة بابليون مصر ،وسلمهم كل
الغنائم التي حصل عليها بالاسكندر ية․
14
أبلغ السكان بالخطر ،حملوا ممتلكاتهم وهربوا ،وتركوا المدينة حيث اشعل
المسلمون النار فيها․ ول كن عاد السكان وأطفأوها ليلا․ً
فاستدار المسلمون بعد ذلك إلى المدن الأخرى ،فجردوا المصر يين من
[تاريخ العالم القديم ليوحنا النقيوسي (ت․ القمص بيشوي أملاكهم ،ومارسوا ضدهم أعمال العنف․"․
عبد المسيح) ف 115ص ․ [211
وجاء أيضًا في كتاب غزو العرب لمصر للدكتور الفرد چ․ بتلر ص 264التالي:
عندما علم بذلك من المدينة في الليل وسار إلى (أبو يط) ،ثم نزل في النهر "
بجنوده وجد هاربا ً إلى (نقيوس) ،ولم يخبر أهل (أبو يط) بما كان منه من
ترك الفيوم لأعدائه لا دافع عنها أحد․ ولما بلغ نبأ (دومنتيانوس) وهر به إلى
عمرو بن العاص بعث كتيبة من جنده عبروا النهر ،وفتحوا مدينتي (الفيوم)
و(أبو يط) ،وأحدثوا في أهلها مقتلة عظيمة وأصبح ذلك الإقليم تحت الحكم
[كتاب غزو العرب لمصر للدكتور الفريد چ․ بتلر (ط․ مكتبة مدبولي) ص ․ [264 الإسلامي منذ ذلك الحين․"․
ومن نهب المسلمين لمصر وسرقتهم خيراتهم عنوة ً ما رواه المقريزي في كتاب
المواعظ والاعتبار في الجزء الأول في ص 144ما نصه من سلب الخ يرات:
15
وعن هشام بن أبي رقية اللخمي :أن عمرو بن العاص لما فتح مصر قال "
لقبط مصر :إن من كتمني كنزا عنده فقدرت عليه قتلته ،وإن قبطيا من
أرض الصعيد يقال له :بطرس ،ذكر لعمرو :إن عنده كنزا فأرسل إليه فسأله،
فأنكر ،وجحد فحبسه في السجن ،وعمرو يسأل عنه :هل تسمعونه يسأل عن
أحد؟ فقالوا :لا ،إنما سمعناه يسأل عن راهب في الطور ،فأرسل عمرو إلى
بطرس ،فنزع خاتمه ،ثم كتب إلى ذلك الراهب :أن ابعث إلي بما عندك،
وختمه بخاتمه ،فجاء الرسول بقلة شامية مختومة بالرصاص ،ففتحها عمرو ،فوجد
فيها صحيفة مكتوب فيها( :ما ل كم تحت الفسقية « »٤ال كبيرة) فأرسل عمرو
إلى الفسقية ،فحبس عنها الماء ،ثم قلع البلاط الذي تحتها ،فوجد فيها اثنين
وخمسين أردبا ذهبا مصر يا مضروبة ،فضرب عمرو رأسه عند باب المسجد،
فأخرج القبط كنوزهم شفقا أن يبغي على أحد منهم ،فيقتل كما قتل بطرس․"․
[المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واآلثار للمقريزي (ط․ دار الكتب العلمية) ج 1ص ․ [144
16
وقد كانت نيقوس معقلا من معاقل الدين القبطي ،ولا شك أن الناس "
كانوا مع ما نزل بهم من الاضطهاد لا يزالون على عقيدتهم يضمرونها في
قلوبهم ،ولو أظهروا الخروج منها تقية لما نالهم من عسف قيرس․ وكان العرب
في وقعتهم لم يفرقوا بين قبطي ورومي ،وليس فيما وصلنا من أخبار ذلك لفظ
[تاريخ مصر من واحد يدل على أن القبط كان لهم شأن آخر في معاملة العرب․"․
بدايات القرن األول ميالدي حتى نهاية القرن العشرين من خالل مخطوطات تاريخ البطاركة (ط․ مكتبة مدبولي) ج 1ص ․ [617
َّ
ولعل من المدن ال كثيرة التي غزاها المسلمون عنوة ً مدينة البهنسا ،فقد جاء في
كتاب فتح العرب لمصر للدكتور الفرد چ․ بتلر ص 254من الغزو عنوة ً التالي:
ثم أرسلت سر ية من الفرسان والرماة إلى العرب لتحول بينهم وبين السير، "
و يلوح لنا أن جنود العرب لم يقووا على أن يخلصوا ممن لاقاهم من الروم،
فعدلوا إلى جانب الصحراء وجعلوا يستاقون ما لاقوا من النعم ،فأخذوا منها
عددا ً عظيما ً ،وما زالوا كذلك حتى بلغوا مدينة اسمها البهنسا ففتحوها عنوة
[فتح العرب لمصر للدكتور الفرد چ․ بتلر (ط․ وقتلوا من وجدوا بها من رجال ونسوة وأطفال․"․
مكتبة مدبولي) ص ․ [254
17
وليس هذا فقط ،فالمسلمون لم يغزوا مصر بالاحتيال عنوة ً وعنف ًا فحسب
إنما لم يكن عندهم آداب الحصار فعند مجيئهم للحصار إما يضطرون للمهاجمة
وفتح الأبواب أو أن يضطروا أهلها جوعًا حتى ينزلوا إليهم مستسلمين بلا رأفة․
فقد جاء في كتاب فتح العرب لمصر للدكتور الفرد چ․ بتلر ص 243ما مفاده:
ولم يكن عند العرب الذين جاءوا مع عمرو شيء من عدة الحصار ،ولم "
يكن لهم علم بطرقه ،وما كانوا ليستولوا على المدينة إلا بالمهاجمة وفتح الأبواب،
[فتح العرب لمصر للدكتور الفرد أو بالصبر عليها إلى أن يضطر الجوع أهلها أن ينزلوا إليهم․"․
چ․ بتلر (ط․ مكتبة مدبولي) ص ․ [243
18
ُ
ص ة ص ل ج ل
ق ا مرا ع ا ور ف ل:
ل ل م حلم
أ
الول
ُ
ص ة ص ل ج ل
ق ا مرا ع ا ور ف ل:
ل ل م حلم
الثاين
ُ
ص ة ص ل ج ل
ق ا مرا ع ا ور ف ل:
ل ل م حلم
الثالث
ُ
ص ة ص ل ج ل
ق ا مرا ع ا ور ف ل:
ل ل م حلم
الرابع
0000000
0000000
0000000
0000000
0000000
0000000
0000000
0000000
0000000