Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .

‬جياللي عبد الحق‬

‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري‪.‬‬


‫‪Objection to litigation and procedural penalities entailedby it in‬‬
‫‪Algerian legislation‬‬

‫د‪ .‬جياللي عبد الحق‬


‫‪abdelhakdjilali@yahoo.fr.‬‬

‫جامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم‬


‫تاريخ القبول للنشر‪2019/12/17 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2019/12/11 :‬‬

‫‪.‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫الغالب أن تنتهي اخلصومة القضائية بالطريق الطبيعي و ذلك بالفصل فيها وصدور‬
‫حكم فيها ينهيها‪ ،‬إال أنه يف بعض األحيان قد تعرتض اخلصومة القضائية بعض العوارض‬
‫و هي‬ ‫حتول دون مواصلة تسلسل إجراءاهتا‪ ،‬فتحول دون حتقيق الغاية املرجوة منها‬
‫الفصل يف القضية سواء لصاحل املدعي أو املدعى عليه‪ ،‬و هذا كله ما يصطلح عليه‬
‫بعوارض اخلصومة القضائية‪ .‬كما رتب املشرع اجلزائري جزاءات إجرائية على ختلف القيام‬
‫ببعض إجراءات اخلصومة القضائية أو القيام هبا خارج املواعيد القانونية‪ ،‬و هو ما يؤدي‬
‫إىل بطالن اإلجراءات املتخذة فيجب على اخلصم تصحيحها و استدراكها إن كانت‬
‫مواعيدها القانونية مل تنقض بعد أو قد تسقط هنائيا‪ ،‬و بالتايل قد يفقد احلق يف‬
‫تصحيحها كحالة مرور املوعد املقرر قانونا لالستئناف أو الطعن بالنقض‪.‬‬

‫‪801‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫الكلمات المفتاحية‪ - :‬اإلجراءات‪ - ،‬اخلصومة القضائية‪ - ،‬عوارض اخلصومة‪- ،‬‬


‫سقوط اخلصومة‪ ،‬القضائي‪.‬‬
‫‪Abstract: Often the dispute ends naturally, bydeciding it and by issuing a‬‬
‫‪decision terminating it,but sometimes the legal dispute can interfere with‬‬
‫‪some of the symptoms that prevent its proceedingsfrom continuing, so th‬‬
‫‪at it does not achieve thedesired objective, which is the settlement of thec‬‬
‫‪ase, in favor of one of the two parties; this is all wecall court incidents. T‬‬
‫‪he Algerian legislator has alsoprovided for procedural sanctions for‬‬
‫‪non compliance with certain judicial procedures or theirexecution outside‬‬
‫‪the legal dates, leading to thenullity of the measures taken, the opponent‬‬
‫‪mustcorrect them and remedy them if his legal deadlineshave not yet expi‬‬
‫‪red if he can lose the right tocorrect them or to make a cassation.‬‬

‫‪Keywords: proceedings, incidents of proceedings, expiry of proceedings,‬‬


‫‪judicial proceedings.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫القاعدة العامة أن تتابع إجراءات اخلصومة حىت تنقضي باحلكم يف موضوعها أو‬
‫بغري حكم‪ ،‬و معىن هذا أن اخلصومة ظاهرة متحركة و متطورة‪ ،‬فهي تسري من جلسة إىل‬
‫جلسة حىت تصل إىل هنايتها و تصدر احملكمة قرارها احلاسم يف النزاع‪ ،‬فالغالب أن متضي‬
‫فرتة بني افتتاح اخلصومة و انتهائها العادي بالفصل يف موضوع النزاع‪ ،‬إذ نادرا ما تنتهي‬
‫القضية يف أول جلسة تعرض فيها على احملكمة‪ ،‬و يف هذه الفرتة قد تقع بعض احلوادث‬
‫أو الطوارئ اليت قد توقف سري اخلصومة أو تنهيها‪ ،‬فعوارض اخلصومة يقصد هبا ما يعرتي‬
‫اخلصومة من عوامل الوهن أو الفناء من الناحية الشكلية فيؤدي إىل انقضائها دون حكم‬
‫يف موضوعها‪.‬‬
‫كما رتب املشرع اجلزائري جزاءات إجرائية على ختلّف القيام ببعض إجراءات‬
‫اخلصومة القضائية‪ ،‬و اليت تتمثل يف بطالن اإلجراءات املتخذة أو سقوط اإلجراء املتخذ‬
‫إذ ما قام به اخلصم خارج اإلجراءات و املواعيد القانونية املنصوص عليها قانونا‪ ،‬و على‬

‫‪802‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫ضوء هذا يتبادر إلينا طرح اإلشكال األيت‪ " :‬ما مصري اخلصومة القضائية يف حالة ما إذا‬
‫اعرتضها عارض‪ ،‬و ما هو جزاء ختلّف إجراء من إجراءات اخلصومة القضائية‪.‬‬
‫و فيما يلي سنحاول اإلجابة على هذه اإلشكالية القانونية على النحو اآليت‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬عوارض الخصومة القضائية‪:‬‬
‫تتعدد عوارض اخلصومة القضائية فبعضها يتمثل يف ضم اخلصومات و فصلها‪ ،‬و‬
‫بعضها مينع السري يف اخلصومة و تتمثل يف وقف اخلصومة و انقطاع اخلصومة‪ ،‬و هناك‬
‫عوارض تؤدي إىل انقطاعها دون حكم يف موضوعها و تتمثل يف سقوط اخلصومة‬
‫و التنازل عن اخلصومة‪ ،‬ويف يلي سنتعرض لكل هذه العوارض و ذلك على النحو اآليت‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ضم الخصومات و فصلها‪:‬‬
‫و هي أوىل العوارض اليت تغيري مآل اخلصومة القضائية‪ ،‬و املشرع أجاز عملييت‬
‫الضم و الفصل لغاية ابتغاها و هي حسن سري العدالة‪ ،‬و لقد تناول املشرع هذه‬
‫العوارض يف املواد من ‪ 207‬إىل ‪ 209‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ضم الخصومات‪:‬‬
‫إذا رأى القاضي أن هناك ارتباطات وثيقة بني جمموعة من اخلصومات تكون‬
‫معروضة أمامه للفصل فيها‪ ،‬جاز له وفقا للمادة ‪ 207‬من ق إ م إ‪ ،‬أم يأمر بضمها من‬
‫تلقاء نفسه أو بطلب من اخلصوم و الفصل فيها حبكم واحد‪ ،‬مما يؤدي إىل حسن سري‬
‫العدالة و جينب صدور أحكام متناقضة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فصل الخصومات‪:‬‬


‫أجاز القانون السالف الذكر للقاضي فصل اخلصومات‪ ،‬حبيث جيوز له أن يأمر‬
‫بفصل اخلصومة إىل خصومتني أو أكثر و ذلك حسب ما جاءت به املادة ‪ 208‬من ق‬

‫‪803‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫إ م إ‪ ،‬و الغاية اليت يبتغيها املشرع من ختويل القاضي هذه الصالحية هي حتقيق حسن‬
‫سري العدالة و ضمان حقوق اخلصوم و صوهنا‪.‬‬
‫كما أنه ال جيوز الطعن يف األحكام الصادرة بالضم أو الفصل إذ تعد من األعمال‬
‫الوالئية لإلدارة القضائية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العوارض المانعة من السير في الخصومة‪:‬‬
‫قد تتعرض اخلصومة املدنية جملموعة من العوارض أو الطوارئ اليت تؤدي إىل وقف‬
‫السري فيها مؤقتا حىت يزول هذا الطارئ فتعود لالستمرار يف السري مرة أخرى‪ ،‬و قد ال‬
‫تعود لسري فينفتح اجملال إلعمال جزاءات إجرائية أخرى‪ ،‬و وقف اخلصومة كأثر هلذه‬
‫العوارض يهدف إىل عدم اختاذ إجراءات يف اخلصومة‪ ،‬و بالتايل وقف الصفة الدينامكية‬
‫للخصومة و ذلك يهدف إىل غاية حمددة يريدها اخلصوم أو يريدها القانون‪.1‬‬
‫و سنتناول فيما يلي العوارض اليت تؤدي إىل ركود اخلصومة يف العنصرين املواليني‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العوارض المؤدية إلى وقف الخصومة‪:‬‬
‫يقصد بوقف اخلصومة وقف سريها فرتة من الزمن مع قبائها قائمة منتجة آلثارها‪ ،‬و‬
‫هو حيصل ألسباب ال عالقة ملراكز اخلصوم و صفاهتم هبا‪ ،‬و يرتتب عليه وقف السري‬
‫مؤقتا حىت تزول هذه األسباب‪ ،‬و هو ما يتميز بأنه إذا تقرر فإن اخلصومة و إن ظلت‬
‫قائمة تدخل يف حالة ركود تستبعد أي نشاط فيها حىت ينتهي الوقف‪ ،‬و يالحظ أن‬
‫حالة الوقف إمنا ترد على خصومة الدعوى املوضوعية دون الدعوى املستعجلة اليت تتناىف‬
‫بطبيعتها مع التأخري الذي تستلزمه‪ ،‬و ذلك فيما عدا حاالت الوقف بقوة القانون اليت‬
‫ترد على طل الدعاوى املوضوعية و املستعجلة‪.2‬‬
‫و توقف اخلصومة قد يكون مرهونا بالقيام بإجراء معني أو يكون لفرتة من الزمن أو‬
‫تاريخ حمدد‪ ،‬و يتم الوقف بأمر من القاضي أو بنص قانوين‪ ،‬و قد حددت املادة ‪213‬‬
‫من ق إ م إ احلالتني اللتني يتم فيهما وقف اخلصومة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إرجاء الفصل في الخصومة‪:‬‬
‫‪804‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫تستبعد املادة ‪ 214‬من ق إ م إ‪ 3‬أي مبادرة من القاضي يف شأن إرجاء الفصل يف‬
‫اخلصومة‪ ،‬إمنا له أن يقبل أو يرفض الطلب املقدم إليه من بعدما يقوم ببحث األوجه‬
‫املؤسسة للطلب ال ألجل الفصل يف موضوعها و إمنا الوصول إىل قرار بإرجاء الفصل يف‬
‫اخلصومة‪ ،‬و يقع على القاضي األمر باإلرجاء يف احلاالت املنصوص عليها يف القانون‬
‫مثل حالة إدخال الضامن‪ ،‬و إرجاء الفصل يف اخلصومة يوقف سرياهنا إىل غاية حلول‬
‫التاريخ احملدد أو وقوع احلدث الذي أخذه القاضي بعني االعتبار كحالة انتظار صدور‬
‫حكم جزائي‪ ،‬تطبيقا اجلزائي يوقف املدين‪ ،4‬و من جهة أخرى فإنه يف حالة تقدمي‬
‫اإلدعاء بالتزوير بصورة مستقلة و أصلية أمام القضاء اجلزائي فإن الفصل يف الدعوى‬
‫املدنية يوقف إىل حني صدور احلكم يف الدعوى اجلزائية "‪.5‬‬
‫و يرتتب على وقف اخلصومة جمموعة من اآلثار ‪:‬‬
‫‪ -‬أن اخلصومة تظل قائمة و يبقى حق املطالبة مرتبا آلثاره‪ ،‬و يعاد استئناف‬
‫اخلصومة من نقطة وقفها‪.‬‬
‫‪ -‬يوصم بالبطالن أي إجراء يتخذ أثناء وقف اخلصومة‪ ،‬ماعدا اإلجراءات‬
‫االستعجالية‪.‬‬
‫‪ -‬مبجرد وقف اخلصومة يتم وقف املواعيد اإلجرائية‪.6‬‬
‫ثانيا‪ :‬شطب الخصومة من الجداول‪:‬‬
‫يقضى بشطب القضية من اجلدول يف حالة متاطل األطراف يف القيام‬
‫باإلجراءات الشكلية املنصوص يف القانون‪ ،‬أو تلك اليت أمر هبا القاضي‪ ،‬و خيول‬
‫القانون القاضي سلطة شطب القضية مباشرة و يدعى بالشطب اجلزائي‪ ،‬أما إذا أمر‬
‫به بناء على طلب مشرتك يقدمه له اخلصوم‪ ،‬فيصطلح عليه بالشطب اإلتفاقي‪.7‬‬
‫و ختتلف اإلجراءات املتعلقة بوقف اخلصومة ما بني حالة إرجاء الفصل‬
‫يف اخلصومة و حالة شطب القضية‪ .‬ففي احلالة األوىل‪ :‬و قصد التقليص من‬

‫‪805‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫الوسائل التسويفية و ضمان معاجلة النزاعات يف أقرب اآلجال‪ ،‬يستخلص من‬


‫مضمون املادة ‪ 215‬من ق إ م إما يلي‪:‬‬
‫أن إرجاء الفصل يف اخلصومة يتم بأمر و ليس حبكم‪ ،‬و هذا األمر‬
‫قابل لالستئناف عند املوافقة على اإلرجاء و ليس يف حالة الرفض‪ ،‬كذلك حتدد‬
‫آجال االستئناف بعشرين (‪ )20‬يوما‪ ،‬و يبدأ احتساب اآلجال من يوم النطق‬
‫باألمر و ليس من تاريخ التبليغ‪ ،‬كما خيضع االستئناف و الفصل يف القضية للقواعد‬
‫املطبقة يف مواد االستعجال‪ ،‬أما بالنسبة حلالة شطب القضية و مبا أن األمر يدخل‬
‫ضمن األعمال الوالئية و من تدابري اإلدارة القضائية‪ ،‬فهو بالنتيجة غري حمصن ال‬
‫حبجية و ال بقوة الشيء املقضي فيه و غري قابل ألي طعن‪ ،‬و ميكن إعادة السري يف‬
‫اخلصومة مبوجب عريضة افتتاح دعوى بعد إثبات القيام باإلجراء الشكلي الذي كان‬
‫سببا يف شطبها‪.8‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العوارض المؤدية إلى انقطاع الخصومة‪:‬‬
‫انقطاع اخلصومة هو وقف السري فيها حبكم القانون لسبب يطرأ يف‬
‫و السبب العرض قد يتصل‬ ‫حالة أو مراكز أحد اخلصوم أو من ميثله قانونا‪،‬‬
‫بأحد اخلصوم‪ ،‬و ميس مركزه القانوين كطرف يف اخلصومة كما يف حالة وفاة أحد‬
‫اخلصوم أو فقدان أهليته‪ .‬و قد يتصل بالشخص الذي ينوب عنه يف اخلصومة يف‬
‫حالة فقدان صفته كنائب عن صاحب احلق يف الدعوى ألي سبب كان‪.9‬‬
‫و لقد وردت األسباب املؤدية غلى انقطاع اخلصومة على سبيل احلصر يف املادة‬
‫‪ 210‬من ق إ م إ ‪ 10‬جتعل من اخلصومة غري مهيأة للفصل فيها‪ ،‬و الغاية من‬
‫انقطاع اخلصومة محاية اخلصوم ابتداء من ذوي احلقوق من ورثة املتوىف أو من يقوم‬
‫مقام من فقد األهلية أو تغريت صفته حىت ال تتخذ اإلجراءات بغري علمهم و‬
‫يصدر احلكم ضدهم يف غفلة منهم دون أن يتمكنوا من استعمال حقهم يف الدفاع‬
‫تأكيدا ملبدأ املواجهة بني اخلصوم‪ ،‬فال يقصد باالنقطاع أن يكون جزاء على الطرف‬
‫‪806‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫األخر الستمراره يف متابعة إجراءات اخلصومة على الرغم من علمه بقيام السبب‬
‫املوجب النقطاعها‪ ،‬و طاملا أن حكمة االنقطاع كفالة حقوق اخلصوم‪ ،‬و محاية من‬
‫يقوم مقام اخلصم الذي قام يف حقه سبب االنقطاع‪ ،‬فإنه جيب توقف اإلجراءات‬
‫إىل أن يشرتك يف اخلصومة حمل الطرف املعيب من يقوم مقامه فيعود سري اخلصومة‬
‫مرة أخرى‪.11‬‬
‫و أسباب انقطاع اخلصومة جاءت بشرط أال تكون القضية مهيأة للفصل فيها‬
‫و أوجه دفاعهم و وضعت القضية‬ ‫كأن ينتهي األطراف من إبداء طلباهتم‬
‫للمداولة‪ .‬أما إذا كانت اخلصومة غري مهيأة للفصل فيها‪ ،‬فإن حدوث أي سبب من‬
‫أسباهبا يؤدي إىل انقطاع السري يف اخلصومة إىل أجل الحق‪.12‬‬
‫و تتبع يف حالة انقطاع اخلصومة اإلجراءات اليت تضمنتها املادتني ‪ 211‬و‬
‫‪ 212‬من ق إ م إ‪ ،‬فاملادة ‪ 211‬خولت القاضي صالحية دعوة اخلصم الذي يعينه‬
‫الستئناف اخلصومة‪ ،‬مث منحت للقاضي أن يدعو شفاهة مبجرد علته بانقطاع‬
‫اخلصومة من له صفة ليقوم باستئناف السري فيها أو خيتار حمام جديد‪ ،‬و رتبت املادة‬
‫‪ 212‬عقوبة ضد اخلصم املكلف باحلضور بالفصل يف النزاع يف غيابه‪.‬‬
‫بعدما تعرضننا للعوارض املانعة من السري يف اخلصومة مؤقتا‪ ،‬سنتناول فيما يلي‬
‫العوارض املنهية للخصومة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العوارض المنهية للخصومة‪:‬‬
‫قد تنتهي اخلصومة دون صدور حكم فاصل يف موضوعها‪ ،‬حيث حتيد‬
‫باخلصومة عوامل ال تؤدي هبا إىل النهاية الطبيعية بل تؤدي إىل انقضائها بغري حكم‬
‫فيها‪ ،‬فتزول اخلصومة أي تنتهي اإلجراءات يف تلك احلاالت و تنقضي‪ ،‬فبمجرد‬
‫انقضاء هذه املواعيد يوصم القانون اخلصم باإلمهال و الرتاخي‪ ،‬و يرتب جزاء ختتلف‬
‫ت سميته حبسب مقومات احلكم به‪ ،‬و إن كانت هذه اجلزاءات ال ختتلف من حيث‬
‫آثارها أو كيفية التمسك هبا‪ ،‬فاخلصومة قد تنتهي حبكم حاسم يف موضوع النزاع‪ ،‬و‬
‫‪807‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫هو ما يسمي باالنقضاء التام‪ ،‬و قد تنتهي بدون حكم و هو ما يطلق عليه‬
‫باالنقضاء الناقص‪ ،‬و تنحصر أحوال هذا األخري يف‪ :‬سقوط اخلصومة‪ ،‬و يف التنازل‬
‫عنها‪.13‬‬
‫الفرع األول‪ :‬سقوط الخصومة‪:‬‬
‫نظم املشرع اجلزائري أحوال سقوط اخلصومة أو احلكم الصادر قبل الفصل فيها‬
‫و ذلك من خالل املواد من ‪ 222‬إىل ‪ 230‬من ق إ م إ‪.‬‬
‫و يقصد بسقوط اخلصومة زواهلا من الوجود حلدوث أمور حددها القانون لذلك‬
‫يرتتب ع لى الزوال انعدام اخلصومة و انعدام اآلثار اليت تولدت عنها و عودة اخلصوم‬
‫إىل احلالة اليت كانوا عليها قبل رفع الدعوى‪ ،‬و إمنا يبقى احلق املوضوعي قائما إذا مل‬
‫يزول ألسباب خاصة به كتقادم أو تنازل‪ ،‬و تبقى ببقاء احلق املوضوعي للدعوى‪ ،‬و‬
‫بالتايل جيوز رفع دعوى جديدة تولد خصومة جديدة بعد سقوط اخلصومة السابقة‪،‬‬
‫و السقوط ال يتعلق بالنظام العام ألن اخلصومة املدنية ملك للخصوم و هلم وحدهم‬
‫حق اسقاطها أو التنازل عنها‪ ،‬و السقوط يقع بقوة القانون‪ ،‬و حيتاج لصدور حكم‬
‫تقريري يقرر وقوعه إلمكان اإلحتجاج به وفقا ملصاحل اخلصم‪ ،‬و ترتد آثار السقوط‬
‫إىل تاريخ وقوعه و ليس تاريخ احلكم به‪ ،‬و سقوط اخلصومة هو من اعتبارها كأن مل‬
‫يكن‪ ،‬و هو جزاء إجرائي يوقع على نكوص اخلصم عن القيام بواجباته اإلجرائية و‬
‫هي متابعة إجراءات اخلصومة و سقوط اخلصومة خيتلف عن سقوط احلق اإلجرائي‬
‫ألن هذا األخري يقع حينما ال يقوم اخلصم مبمارسة حقه اإلجرائي يف امليعاد احملدد‬
‫له‪.14‬‬
‫و سقوط اخلصومة ال تقتصر فائدته على جمرد ختليص القضاء من القضايا‬
‫الراكدة اليت ال يواليها اخلصوم حىت ال تتأبد اخلصومات‪ ،‬فاملشرع لن يكون أحرص‬
‫على بقاء خصومة ال يهتم هبا صاحبها و إمنا هو أصال يقع على املدعي الذي ميتنع‬
‫عن السري يف دعواه‪ ،‬و ميكن القول أن سقوط اخلصومة يرجع إىل حتقق الصاحل العام‬
‫‪808‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫بإسقاط القضايا املهملة قدر اإلمكان و عقاب اخلصوم إلمهاهلم‪ ،‬و بعض‬
‫التشريعات تبين سقوط اخلصومة على عدم السري اخلصومة إمنا هو قرينة تنازله على‬
‫الدعوى اليت أقامها و عن إجراءاهتا‪ ،‬و بعضا األخر يبين السقوط على عقاب‬
‫املدعي الذي يعتمد أو يهمل يف القيام باإلجراءات املطلوبة منه‪ ،‬بينما البعض الثالث‬
‫يبين السقوط على مراعاة املصلحة العامة حىت ال ترتاكم القضايا و تتأثر العدالة‪.15‬‬
‫أوال‪ :‬شروط سقوط الخصومة‪:‬‬
‫يتحدد سقوط اخلصومة يف ثالث شروط و هي‪:‬‬
‫يتمثل الشرط األول فيعدم استمرار اخلصوم يف السري يف اخلصومة‪ ،‬إذ أن القضاء‬
‫بسقوط اخلصومة يعترب جزاء إجرائيا ضد اخلصم الذي مل يستمر يف إجراءات‬
‫اخلصومة بإرادته‪ 16‬سواء كان املدعي شخصا طبيعيا أو معنويا‪ ،‬و يطال طلب‬
‫سقوط اخلصومة وفقا للمادة ‪ 214‬من ق إ م إ‪ ،‬الدولة و اجلماعات احمللية و‬
‫املؤسسات العمومية و حىت ناقص األهلية‪ ،‬و باعتباره ضد املدعي يتعني على املدعي‬
‫عليه تقدمي الدليل على ختلي املدعي عن مواصلة السري يف الدعوى بإرادته‪ ،‬حبيث إذا‬
‫ما أثبت املدعي أن هذا التخلي راجع إىل قوة قاهرة كقيام حرب مثال‪ ،‬فإن مدة‬
‫السقوط حلني زوال هذه االستحالة‪ ،‬و يبدأ سريان حساب مدة السقوط من تاريخ‬
‫زواهلا‪.‬‬
‫أما الشرط الثاين فيتمثل عدم االستمرار يف اخلصومة ملدة سنتني ‪ ،17‬فلكي‬
‫يقبل طلب سقوط اخلصومة جيب أن يدوم عدم االستمرار فيها سنتني‪ ،‬و يبدأ‬
‫حساب مدة السنتني من تاريخ آخر إجراء اختذ يف يف اخلصومة سواء من اخلصوم أو‬
‫من احملكمة‪.‬‬
‫و يتمثل الشرط الثالث يف تقدمي طلب السقوط من املدعى عليه‪ ،‬فطبقا للمادة‬
‫‪ 222‬من ق إ م إ‪ ،‬فإن السقوط ال يتم بقوة بالقانون‪ ،‬و إمنا بطلب يتم وفق‬
‫القواعد املقررة لرفع الدعاوى كما ميكن تقدميه على شكل دفع‪ ،‬و يتم تقدمي طلب‬
‫‪809‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫السقوط من املدعى عليه باعتبار ذلك حقا إجرائيا له يستطيع استعماله حبيث قد أن‬
‫من مصلحته عدم إثارة السقوط للحصول على حكم ينهي النزاع‪.18‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثار سقوط الخصومة‪:‬‬
‫هناك آثار ترتتب على سقوط اخلصومة أو احلكم الصادر قبل الفصل يف موضع‬
‫الدعوى و هي‪:‬‬
‫‪ -‬تلغى مج يع إجراءات اخلصومة و آثارها املرتتبة عنها و عودة األطراف إىل‬
‫احلالة اليت كانوا عليها من قبل‪.‬‬
‫‪ -‬ال ميتد آثار السقوط إىل ما بكون قد صدر من أحكام قطعية يف أي شق يف‬
‫اخلصومة‪.‬‬
‫‪ -‬يبقى احلق قائما حبيث ينجم عن سقوط اخلصومة إلغاء إجراءاهتا دون احلق‬
‫حمل املطالبة‪ ،‬و يعاد السري يف اخلصومة من خالل إجراءات جديدة وفقا للقواعد‬
‫احملددة لرفع الدعوى‪.‬‬
‫‪ -‬يتحمل املصاريف القضائي اخلصم الذي خسر اخلصومة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التنازل عن الخصومة‪:‬‬
‫التنازل عن اخلصومة هو نزول املدعي عن اخلصومة اليت أنشأها و إعالن إرادته‬
‫يف إهناء إجراءاهتا دون صدور حكم يف املوضوع‪ ،‬فالتنازل ال يتصور إال من املدعي‪،‬‬
‫ذلك أنه قد ال يلتزم هذا األخري باملضي قدما يف الدعوى اليت رفعها‪ ،‬و ال متلك‬
‫احملكمة إلزامه بذلك‪ ،‬و هذا أثر من آثار الصفة اخلاصة للدعوى املدنية‪ ،‬فاخلصومة‬
‫تبدأ بناء على إرادة املدعي‪ ،‬و لذا جييز له القانون أن ينهيها بإرادته‪ ،‬و إن كان جيب‬
‫عليه موافقة املدعى عليه يف بعض احلاالت ألنه طرف يف اخلصومة‪ ،‬و جيوز كذلك‬
‫للمتدخل يف اخلصومة أن يرتكها‪ ،‬و جيوز الرتك اجلزائي إلجراء ممن اإلجراءات‪ ،‬و‬
‫جيب أن حيصل التنازل من شخص له أهلية التقاضي أي األهلية اإلجرائية‪.19‬‬
‫أوال‪ :‬إجراءات التنازل عن الخصومة‪:‬‬
‫‪810‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫طبقا لنص املادتني ‪ 231‬و ‪ 235‬من ق إ م إ‪ ،‬فإن التنازل عن اخلصومة سواء‬


‫أمام احملكمة أو اجمللس القضائي يتم بعريضة تقدم للجهة القضائية الناظرة يف‬
‫الدعوى أو بإبداء طلب التنازل يف اجللسة‪ ،‬و يتم حترير حمضر بذلك و يتم تثبيت‬
‫التنازل حبكم قضائي‪ ،‬و يشرتط أال يكون التنازل مقرتنا بقيد كأن يشرتط املدعي‬
‫حتميل املدعى عليه املصاريف القضائية‪ ،‬أو إثبات الصلح يف احلكم القاضي‬
‫بالتنازل‪.‬‬
‫و يتم تقدمي طلب التنازل يف أي مرحلة تكون عليها الدعوى‪ ،‬و لكن إذا‬
‫كانت القضية مهيأة للفصل فيها فإهنا تصبح ملكا للمحكمة و من مث جيوز هلا‬
‫رفض طلب التنازل‪ ،‬كما جيوز للمدعى عليه االعرتاض على طلب التنازل بعد تقدميه‬
‫لدفوعه ألن ذلك الرتك يشكل تعسفا يف استعمال حق التقاضي‪ ،‬و هذا هو املوقف‬
‫يف تشريعات بعض الدول منها قانون اإلجراءات املدنية الفرنسي‪ ،‬إذ تربط املادة‬
‫‪ 395‬منه التنازل عن اخلصومة مبوافقة املدعى عليه إذا كان قد قدم مذكرات يف‬
‫املوضوع حتت رقابة مدى مشروعية عدم املوافقة من طرف القاضي عمال بنص املادة‬
‫‪ 396‬من ذات القانون‪ ،‬و هو نفس املوقف املعتمد يف املادة ‪ 142‬من قانون‬
‫املرافعات املدنية املصري‪ ،‬و لقبول التنازل جيب أن يكون طالبه ذا صفة و أهلية‪،‬‬
‫حبيث ال ميكن اختاذ إجراء التنازل من الوكيل إال بوكالة خاصة أو تفويض خاص‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثار التنازل‪:‬‬
‫يتحمل املدعي املصاريف القضائية‪ ،‬و كذلك التعويضات املطلوبة من املدعى‬
‫عليه بسبب الضرر الذي حلق به‪.20‬‬
‫كما قد ينصب التنازل على املطالبة القضائية برمتها أو على إجراء من إجراءاهتا‬
‫كاإلدعاء الفرعي بالتزوير فيقتصر أثر التنازل على ذلك اإلجراء وحده‪ ،‬أما إذا كان‬
‫التنازل منصبا حول اخلصومة برمتها فإنه و باعتبارها وحدة متكاملة فإن مجيع‬
‫إجراءاهتا تلغى و ال ميتد التنازل إىل احلق املتنازل عليه حبيث جيوز إعادة طرحه أمام‬
‫‪811‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫احملكمة بعريضة جديدة ألن احلكم بالتنازل ال يشكل حجة تطال احلق املتنازع‬
‫عليه‪.21‬‬
‫بعدما تعرضنا إىل عوارض اخلصومة على حنو ما سلف‪ ،‬سنتناول فيما يلي اجلزاء‬
‫اإلجرائي على خمالفة إجراءات اخلصومة القضائية يف املبحث املوايل‪ ،‬و ذلك على‬
‫النحو اآليت‪:‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الجزاء اإلجرائي على مخالفة إجراءات الخصومة القضائية‪:‬‬
‫اجلزاء اإلجرائي عبارة عن أثر إجرائي يرتبه قانون اإلجراءات يف مواجهة اخلصم‬
‫املسؤول عن خمالفة قواعده‪ ،‬أو هو وصف للعمل اإلجرائي الذي ال يتطابق مع‬
‫منوذجه‪ ،‬إما لعدم اختاذه أصال أو الختاذه بشكل معيب‪ .‬و املشرع حينما ينظم‬
‫اجلزاءات اإلجرائية حياول التوفيق بني اعتبارين رئيسيني‪ :‬أن أوامر القانون و نواهيه‬
‫من الناحية اإلجرائية ال تكون مكفولة االحرتام إال إذا اقرتنت جبزاء مناسب‪ ،‬و يف‬
‫نفس الوقت فإن ترتيب اجلزاء على كل خمالفة إجرائية مهما قلت يؤدي إىل كثرة‬
‫إضاعة احلقوق‪ ،‬تلك احلقوق املوضوعية اليت يراد باإلجراء صيانتها‪ .22‬و سنتعرض‬
‫فيما يلي إىل صور اجلزاء اإلجرائي‪ ،‬و ذلك وفق التفصيل اآليت‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬بطالن األعمال اإلجرائية‪:‬‬
‫البطالن هو تكييف قانوين أو وصف قانوين لعمل إجرائي مت اختاذه دون أن‬
‫يكون مطابقا لنموذجه القانوين‪ ،‬و يرتتب على قيام هذا الوصف عدم قدرة العمل‬
‫الباطل على توليد اآلثار القانونية اليت يولدها العمل اإلجرائي الصحيح‪ ،‬و عدم‬
‫القدرة هذه هو اجلزاء اإلجرائي‪ ،‬أما مصطلح البطالن فهو وصف مينح للعمل‬
‫اإلجرائي املعيب‪ ،‬و يتم هذا الوصف عن طريق قيام القاضي باملقارنة بني العمل‬
‫اإلجرائي الذي اختذه اخلصم‪ ،‬و بني منوذج هذا العمل املنصوص عليه يف القانون‪،‬‬
‫فإذا وجد القاضي أن هذا العمل الذي قام به اخلصوم ال يتطابق مع حكم القانون‬
‫حكم بالبطالن‪.23‬‬
‫‪812‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫و يعد البطالن من أهم اجلزاءات اإلجرائية على اإلطالق‪ ،‬فهو يثري يف قانون‬
‫اإلجراءات أدق املشاكل‪ ،‬بل هو مفتاح بناء كل قانون إجراءات‪ ،‬فإذا كان هذا‬
‫ا ألخري يرمي بكل قواعده إىل بيان و تنظيم كيفية تطبيق القانون بواسطة القضاء‪،‬‬
‫فإن نظرية البطالن هي اليت تضمن احرتام قواعد اإلجراءات‪ ،‬و بالتايل تضمن يف‬
‫النهاية خري تطبيق للقانون‪ ،‬فإذا كان املشرع يقرر قواعد معينة تتبع يف وضع أوراق‬
‫اإلجراءات و إعالهنا و بياناهتا تستويف يف حتريرها تنظيما ليسر العدالة و تفاديا من‬
‫تعسف القضاء وصيانة ملصاحل اخلصوم و حتديدا ملراكزهم إزاء بعضهم يف الدعوى‪،‬‬
‫فمن الطبيعي أن يقرتن ذلك بوضع جزاء اإلخالل بتلك اإلجراءات و األشكال‬
‫حلمل األفراد على إتباعها‪ ،‬هذا اجلزاء يتمثل يف البطالن‪.24‬‬
‫و يرتتب على البطالن عدم قدرة اإلجراء على توليد اآلثار اليت كان من املمكن‬
‫أن يولدها له إذا كان صحيحا‪ ،‬و البطالن كجزاء إجرائي يقع بقوة القانون‪ ،‬سواء‬
‫تعلق بالصاحل العام أو تعلق بالصاحل اخلاص‪ .‬و لكن البطالن ال يغين عن ضرورة‬
‫صدور حكم قضائي يقرره‪ ،‬و بصدور هذا احلكم يعترب اإلجراء باطال فتزول آثاره‬
‫اإلجرائية و املوضوعية و يعترب كأن مل يتخذ‪ ،‬و هذا البطالن ال حيول دون إمكانية‬
‫جتديد اإلجراء مرة ثانية بشكل صحيح إذا توافرت الشروط املناسبة و امليعاد الالزم‬
‫الختاذ اإلجراء‪.25‬‬
‫و يكون من نتيجة جعل البطالن جزاء لإلخالل بقواعد اإلجراءات أن يضيع‬
‫احلق الثابت بسبب خطأ يف هذه اإلجراءات أو يف استيفاء البيانات املطلوبة‪ ،‬و‬
‫نكون بذلك قد افتدينا الشكل بأصل احلق‪ ،‬و لكن مادام املشرع قد رأى يف وضع‬
‫هذه القواعد فائدة حمققة حلسن سري العدالة و ضمانا ملصاحل اخلصوم‪ ،‬فقد وهب أن‬
‫يضع هذا اجلزاء الصارم ليحمل األفراد أو القضاة على احرتام نصوص القانون‪،‬‬
‫فالبطالن ال ميكن االستغناء عنه و إال لبطلت نواهي القانون و أوامره األساسية و‬
‫أصبحت ضربا من العبث و مدعاة لالستخفاف حبكم القانون‪ ،‬و ليس هناك سالح‬
‫‪813‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫أمضى من سالح البطالن ليتحقق به غرض املشرع‪ ،‬و لو أن املصلحة تدعو إىل‬
‫عدم اإلسراف يف استعماله‪ ،‬كما ينبغي عند تقرير مواضيع البطالن يف القانون أن‬
‫تتفق بقدر اإلمكان نظرة واضعي القانون مع نظرة من يطبقونه ألن تباين النظرتني و‬
‫سعت الفرق بينهما‪ ،‬و هو الذي خيلق صورا من يبدو فيها البطالن بغيضا ألنه يبدو‬
‫غري مقبول أو غري معقول‪.26‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬سقوط الحق في اتخاذ اإلجراء‪:‬‬
‫و يقصد بسقوط احلق يف اختاذ اإلجراء انقضاء حق القيام بإجراء معني بسبب‬
‫جتاوز احلدود اليت وضعها القانون ملباشرته‪ ،27‬و ليس البطالن هو اجلزاء الوحيد على‬
‫املخالفة قواعد اإلجراءات بل توجد جزاءات أخرى أمهها سقوط احلق يف اختاذ‬
‫اإلجراء‪ ،‬و هو أساسا اجلزاء املرتتب على عدم مباشرة اإلجراء يف امليعاد الذي حدده‬
‫القانون‪ ،‬و معناه أن اإلجراء الذي يتم بعد فوات الوقت احملدد له يف القانون يكون‬
‫غري مقبول النقضاء احلق يف مباشرته‪ ،‬فالسقوط هو اجلزاء املرتتب على عدم مباشرة‬
‫اإلجراء يف الوقت املعني يف القانون للقيام به‪.28‬‬
‫و احلق اإلجرائي خيول اخلصم إمكانية القيام بعمل معني‪ ،‬و حيدد القانون‬
‫اإلجرائي احملل الذي يرد عليه هذه احلق‪ ،‬سواء رفع الدعوى او طعن أو التمسك‬
‫بدفع‪ ،‬كما حيدد القانون زمن القيام هبذا احلق اإلجرائي‪ ،‬و يرتتب على ذلك جزاء‬
‫إجرائي يتمثل يف سقوط احلق يف اختاذ اإلجراء‪ ،‬أما خمالفة اإلجراءات الواجبة اإلتباع‬
‫فإن القانون يضع له جزاء أخف وطأة من جزاء خمالفة استعمال احلق يف موعده‪ ،‬و‬
‫عليه فإن السقوط يف قانون اإلجراءات هو زوال احلق الذي منحه القانون للخصم‪،‬‬
‫و هذا الزوال يقع إىل األبد‪ ،‬و السقوط البد أن يكون بنص‪.29‬‬
‫و السقوط يقع بقوة القانون مبجرد نشوء مفرتضاته‪ ،‬و لكن يظل األمر يف حاجة‬
‫إىل حكم تقريري يقرر سبق وقوع السقوط‪ ،‬و ترتد آثار هذا احلكم إىل حلظة وقوع‬
‫السقوط و ليس للحظة إصدار احلكم املقرر له‪ ،‬و على صاحب احلق التمسك‬
‫‪814‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫بالسقوط‪ ،‬و ليس للمحكمة أن تقضي به غال إذا تعلق بالنظام العام‪ ،‬و مواعيد‬
‫السقوط تتوقف إذا حصلت قوة قاهرة أو حادث مفاجئ حيول دون اختاذ صاحب‬
‫احلق لإلجراء‪ .‬و خيتلف السقوط عن البطالن يف أن اإلجراء الباطل ميكن جتديده إذا‬
‫كان ميعاده و مناسبته ممتدة‪ ،‬أما سقوط احلق يف اختاذ اإلجراء فيؤدي إىل زوال هذا‬
‫احلق هنائيا‪ ،‬و قد جيتمع جزاء السقوط و البطالن بالنسبة إلجراء واحد‪ ،‬و مثال‬
‫ذلك‪ :‬رفع الطعن بعد انقضاء ميعاده‪ ،‬يف هذه احلالة يكون رفع الطعن باطال‬
‫النقضاء احلق يف الطعن بالسقوط‪ ،‬و يتم التمسك بالسقوط عن طريق دفع بعدم‬
‫القبول‪ ،‬أما التمسك بالبطالن فيتم عن طريق الدفع الشكلي‪.30‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫من خالل تعرضنا لعوارض اخلصومة القضائية و كذا اجلزاء اإلجرائي‪ ،‬قد توصنا‬
‫جلملة من النتائج‪ ،‬سنحاول عرضها يف ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يكون التمسك بسقوط احلق يف اإلجراء يف التمسك بالدفع بالسقوط أو‬
‫بعدم القبول باعتبار أن اخلصم مىت سقط حقه يف اإلجراء ال تكون له سلطة يف‬
‫اختاذه‪ ،‬و أن مواعيده السقوط تسري يف حق مجيع اخلصوم و حىت ناقصي األهلية‬
‫طاملا وجد من ميثلهم‪.‬‬
‫‪ -‬طاملا أن السقوط ال يتقرر جزاء ملخالفة قاعدة تتعلق بالنظام العام‪ ،‬فإن‬
‫للمحكمة أن تقضي به للخصم املقرر السقوط ملصلحته‪ ،‬كما أنه يرتتب السقوط إذا‬
‫أوجب املشرع إتباع ترتيب معني بالنسبة لبعض اإلجراءات و مل حيرتم اخلصم ذلك‬
‫الرتتيب‪.‬‬
‫‪ -‬إذا قضي ببطالن اإلجراء القضائي فإنه يعترب كأن مل يك و تزول آثاره‪ ،‬إذ أن‬
‫مجيع اإلجراءات الالحقة له و املبنية عليه تزول‪ ،‬إذ أن ما بين على باطل فهو‬
‫باطل‪ ،‬و هذ ا األثر يعترب مظهرا لوحدة اخلصومة‪ ،‬و لكن ذلك ال حيول دون إمكان‬

‫‪815‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫جتديد هذا اإلجراء القضائي طاملا ظل ميعاد اختاذه قائما‪ ،‬و احلاجة إليه قائمة‪ ،‬و‬
‫مناسبة اختاذه مل تزل موجودة‪.‬‬
‫‪ -‬التمسك بالبطالن هو أحد احلقوق اإلجرائية‪ ،‬هذا احلق خيول لصاحبه‬
‫التمسك بالبطالن أو عدم التمسك به‪ ،‬و لذلك جيوز لصاحب املصلحة يف‬
‫التمسك بالبطالن أن يتمسك به‪ ،‬أو يتمسك بالكالم يف املوضوع‪ ،‬أو يدفع بعدم‬
‫القبول‪ ،‬و كل ذلك قبل التمسك بالدفع الشكلي بالبطالن‪ ،‬و كل ذلك يؤدي إىل‬
‫سقوط حق اخلصم يف التمسك بالبطالن‪ ،‬و كذلك يزول البطالن بالتنازل عن‬
‫التمسك به صراحة‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ 1‬د‪ /‬نبيل امساعيل عمر‪ ،‬الوسيط يف شرح قانون املرافعات املدنية و التجارية‪ ( ،‬بدون طبعة)‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‬
‫للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مجهورية مصر العربية‪ ،2006 ،‬ص‪.511 :‬‬
‫‪ 2‬د‪ /‬أمحد هندي‪ ،‬قانون املرافعات املدنية و التجارية‪ ( ،‬بدون طبعة)‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مجهورية مصر العربية‪ ،2006 ،‬ص‪.721 :‬‬
‫‪ 3‬تنص املادة ‪ 214‬من ق إ م إ رقم ‪ 09 -08‬املؤرخ يف ‪ ،2008 -02 – 25‬اجلريدة الرمسية ‪ 21‬الصادرة يف ‪23‬‬
‫أبريل ‪ ، 2008‬على أنه‪ " :‬يؤمر بإرجاء الفصل يف اخلصومة‪ ،‬بناء على طلب اخلصوم‪ ،‬ما عدا احلاالت املنصوص‬
‫عليها يف القانون"‪.‬‬
‫‪ 4‬تنص املادة ‪ 04‬من األمر رقم ‪ 155 -66‬املورخ يف ‪ 1966 -06 -08‬املعدل و املتمم باألمر رقم ‪02 -15‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 23‬جويلية ‪ ،2015‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 40‬الصادرة يف ‪ 23‬جويلية ‪ 2015‬على ما يلي‪ " :‬جيوز أيضا‬
‫مباشرة الدعوى املدنية منفصلة عن الدعوى العمومية‪.‬‬
‫غري أنه ينبغي أن ترجئ احملكمة املدنية احلكم يف تلك الدعوى املرفوعة أمامها حلني الفصل هنائيا يف الدعوى‬
‫العمومية إذا كانت قد حركت"‪.‬‬
‫‪ 5‬تنص املادة ‪ 165‬من ق إ م إ يف فقرهتا الثالثة على أنه‪ ":‬إذا عرضت القضية أمام القاضي اجلزائي‪ ،‬يتم إرجاء‬
‫الفصل يف دعوى مضاهاة اخلطوط إىل حني الفصل يف الدعوى اجلزائية "‪.‬‬
‫‪ 6‬د‪ /‬بربارة عبد الرمحان‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشورات بغدادي للطباعة و النشر و‬
‫التوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.167 :‬‬
‫‪ 7‬تنص املادة ‪ 216‬من ق إ م إ على أنه‪ " :‬ميكن القاضي أن يأمر بشطب القضية بسبب عدم القيام باإلجراءات‬
‫الشكلية املنصوص عليها يف القانون‪ ،‬أو تلك اليت أمر هبا‪.‬‬

‫‪816‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫كما ميكن له األمر بشطب القضية بناء على طلب مشرتك من اخلصوم"‪.‬‬
‫‪ 8‬د‪ /‬بربارة عبد الرمحان‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.168 :‬‬
‫‪ 9‬د‪ /‬بوبشري حمند أمقران‪ ،‬قانون اإلجراءات املدنية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2008 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.261‬‬
‫‪ 10‬تنص املادة ‪ 210‬من ق إ م إ على ما يلي‪ " :‬تنقطع اخلصومة يف القضايا اليت تكون غري مهيأة للفصل لألسباب‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬تغري يف أهلية التقاضي ألحد اخلصوم‪.‬‬
‫‪ -‬وفاة أحد اخلصوم‪ ،‬إن كانت اخلصومة قابلة لالنتقال‪.‬‬
‫‪ -‬وفاة أو استقالة أو توقيف أو شطب أو تنحي احملامي‪ ،‬إال إذا كان التمثيل جوازيا"‪.‬‬
‫‪ 11‬د‪ /‬أمحد هندي‪ ،‬أصول قانون املرافعات املدنية و التجارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.761 :‬‬
‫‪12‬د‪ /‬بربارة عبد الرمحان‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.166 :‬‬
‫‪ 13‬د‪ /‬أمحد هندي‪ ،‬أصول قانون املرافعات املدنية و التجارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.782 :‬‬
‫‪ 14‬د‪ /‬نبيل امساعيل عمر‪ ،‬أصول قانون املرافعات املدنية و التجارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.540 -539 :‬‬
‫‪ 15‬د‪ /‬أمحد هندي‪ ،‬أصول قانون املرافعات املدنية و التجارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.786 -785 :‬‬
‫‪ 16‬تنص املادة ‪ 222‬من ق إ م إ على أنه ‪ " :‬تسقط اخلصومة نتيجة ختلف اخلصوم عن القيام باملساعي الالزمة‪.‬‬
‫جيوز للخصوم تقدمي طلب السقوط‪ ،‬إما عن طريق دعوى أو عن طريق دعوى أو عن طريق دفع يثريه أحدهم قبل‬
‫أية مناقشة يف املوضوع"‪.‬‬
‫‪ 17‬تنص املادة ‪ 223‬من ذات القانون على أنه‪ " :‬تسقط اخلصومة مبرور سنتني‪ ،‬حتسب من تاريخ صدور احلكم أو‬
‫صدور أمر القاضي‪ ،‬الذي كلف أحد اخلصومة القيام باملساعي‪.‬‬
‫تتمثل املساعي يف كل اإلجراءات اليت تتخذ هبدف مواصلة القضية و تقدمها"‪.‬‬
‫‪ 18‬د‪ /‬سليمان بارش‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات املدنية‪ ،‬اجلزء األول ‪ ( ،-‬بدون طبعة)‪ ،‬دار اهلدى للطباعة و النشر و‬
‫التوزيع اجلزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.27 :‬‬
‫‪ 19‬د‪ /‬أمحد هندي‪ ،‬أصول قانون املرافعات املدنية و التجارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.818 -817 :‬‬
‫‪ 20‬د‪ /‬بربارة عبد الرمحان‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.178 :‬‬
‫‪ 21‬د‪ /‬سليمان بارش‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات املدنية اجلزائري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.125 :‬‬
‫‪ 22‬د‪ /‬أمهد هندي‪ ،‬أصول قانون املرافعات املدنية و التجارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.842 :‬‬
‫‪ 23‬د‪ /‬نبيل امساعيل عمر‪ ،‬الوسيط يف شرح قانون اإلجراءات املدنية و التجارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.567 :‬‬
‫‪ 24‬د‪ /‬أمحد هندي‪ ،‬أصول قانون املرافعات املدنية و التجارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.845 :‬‬
‫‪ 25‬د‪ /‬نبيل امساعيل عمر‪ ،‬الوسيط يف شرح قانون اإلجراءات املدنية و التجارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.585 :‬‬
‫‪ 26‬د‪ /‬أمحد هندي‪ ،‬أصول قانون املرافعات املدنية و التجارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.845 :‬‬

‫‪817‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫عوارض الخصومة القضائية و الجزاء اإلجرائي المترتب عنها في التشريع الجزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جياللي عبد الحق‬

‫‪ 27‬د‪ /‬بوبشري حمند أمقران‪ ،‬قانون اإلجراءات املدنية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.201 :‬‬
‫‪ 28‬د‪ /‬أمحد هندي‪ ،‬أصول قانون املرافعات املدنية و التجارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.844 :‬‬
‫‪ 29‬د‪ /‬نبيل امساعيل عمر‪ ،‬الوسيط يف شرح قانون اإلجراءات املدنية و التجارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.580 :‬‬
‫‪ 30‬د‪ /‬نبيل امساعيل عمر‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.580 :‬‬

‫‪818‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ،818-801‬ديسمبر ‪2019‬‬

You might also like