Professional Documents
Culture Documents
وفي_بلمارش_كانت_لنا_أيام_أبو_قَتادة_الفلسطيني
وفي_بلمارش_كانت_لنا_أيام_أبو_قَتادة_الفلسطيني
الشيخ
الهاشعات
ذو احلجة 4445يـ
سبهيدْ ..........................................................................
كيف بلمارش كانت لنا أايـٕ .......................................................
ملحق (ُ) :تدكينات متفرقة عن السجن يف قناة «تلغراـ» َُٓ .......................
تعاطف طبقيُُٓ ...............................................................
قصص مع غَت مسلمُت يف السجن الربيطاين (ُ) ُِٓ ..............................
قصص مع غَت مسلمُت يف السجن الربيطاين (ِ) ُٕٓ ..............................
قصص مع غَت اؼبسلمُت يف السجن الربيطاين (ّ)ُُٔ ..............................
قصص مع غَت اؼبسلمُت يف السجن الربيطاين (ْ)ُٔٔ ..............................
قصص مع غَت اؼبسلمُت يف السجن الربيطاين (ٓ)َُٕ ..............................
قصص مع غَت اؼبسلمُت يف السجن الربيطاين (ٔ)ُْٕ ..............................
اػبياؿ كاؼبدارؾ العقليةُٕٖ ........................................................
حفل يف الفاتيكاف لتنصيب ماكركف كاىننا كاثوليكيا َُٖ ............................
من اتريخ بيتنا اإليباينُّٖ ........................................................
البالء ال يستأنسُٖٔ ............................................................
جلبابُٖٕ ........................................................
الشيطاف يلبس ن
ذبربة فيها العظاتَُٗ ...........................................................
أبناء اؼبسلمُت يف الغربُٗٓ ......................................................
ملحق (ِ) :رسالتافُٖٗ .........................................................
رسالة من رشيد رمدة ُٗٗ ........................................................
بذكب َِٓ ...........................................................
رسالة من ذى ي
ملحق (ّ) :صور من األصل اػبطي َُِ ..........................................
بسمميحرلا نمحرلا هللا
()1
George Makdisi, “The Diary in Islamic Historiography: Some Notes”,
History and Theory, Vol. 25, No. 2, May 1986. p.173-185.
أغبقت بلنشرة العربية من يوميات ابن البناء.
كقد طيبعت مًتصبةن ك ى
فضال عن أنبيتو التارىبية ،إذ قد تيسجل فيو شهادات على أحداث خفية
ن
ًتجم لرجاؿ يغفل عنها كعنهم اؼبؤرخوف.
كيي ى
الهاشعات
ويف بمىازش كانت لها أيام...
بسمميحرلا نمحرلا هللا
كبو نستعُت
اغبمد هلل رب العالىمُت كالصالة كالسالـ على النيب األمُت كعلى آلو
كصحبو أصبعُت.
أتقن الغرب الكافر فبارستو منذ
بعد سنُت من الكذب ىاؼبستور الذم ى
اغبرب العالىمية الثانية ،قرركا بعد أحداث «نيويورؾ ككاشنطن» أف يوقفوا
كثَتا من صور التزكير كاػبداع كأف يتعاملوا بولوح يتالءـ مع حقيقتهم؛
ن
فاهنارت أكثر من طبسُت سنة من دعول الديبقراطية كاؼبساكاة كحقوؽى
اإلنساف.
كانت ىذه السنوات ىي اليت تلت اغبرب األكركبية الكربل الثانية كاليت
تسمى بلكونية أك العالىمية ،كىي عالىمية من جهة اتًٌساع أرلها ،لكن دل
يكن اؼبتحاربوف سول األكربيُت فقط.
اهنارت سنوات اػبداع ،كظهر الكفر يف الغرب كالشرؽ على حقيقتو،
رقيق ،فكاف أف يس ًج ىن الشباب اؼبسلم
كرؽ و و
كبيوت من و كتالشت أكاذيبهم
6
كمنًعوا من أبسط و و و
أقفاص حديدية من غَت ؿباكمة يف «غوانتنامو» ،ي يف
اغبقوؽ اليت يتشدؽ هبا الكافركف ،كدل ييعد ما ييسمى بتجمع «األمم
اؼبتحدة» إال أكذكبةن ن
حقَتة ظهر زيفها.
معا ًٌ
التغٍت دبآثرىا اإلنسانية من يف بريطانيا كاليت وبلو للسذج كاػببثاء ن
إنساف كاف سقوط القناع كذلك حيث صدرت قوانُت و ديبقر و
اطية كحقوؽ
سريعةه من برؼباهنم (اإلنساين كالديبقراطي!!) زبجل من إعالهنا كفضحها
صدر قانوف ما ييسمى طغياان كظلما؛ ففي مدةو قصَتةو
ن أشد الدكؿ
ى ن
بػ«اإلرىاب» ،كىو ه
قانوف ييعطي السلطات األمنية يف البالد حق احتجاز
كقذارة ،من غَت
ن سوة
أشد السجوف قى نمدة غَت ؿبدكدةو يف ًٌ
«األجانب!» ن
ؿبكمة كال قرار قيضاةو.
و
كيوقن دبا حكاهي القرآف عن أعداء هللا من
ي يعلم
مسلما ي
ال أتصور أف ن
ص ًد ىـ هبذه القوانُت ،كلكن ىمن كاف ن
جاىال و و و و
نفسية حاقدة كاذبة مراكغة قد ي
هبذا ىو اؼبىصدكـ ،كحصلت لو اؼبفاجأة .كأما اؼبىفتونوف بلغرب ديننا كشريعةن
نفذا يف نفوسهم لتربير ىذه القوانُت ىاؼبفضوحة.
عد ىـ الشيطاف ىم ن
فلن يى ى
7
كنت معنيا هبذا القانوف بعتبار أنو موجوه رل كألمثارل ،بل دل يزب ً
ف كزارة ي ى
الداخلية يف حديثها مع الصحفيُت يف إنكلًتا أف اؼبقصود هبذا القانوف قلةه
رجال كأان معهم ،بل اغبمد هلل أكيؽبم.
ال تزيد عن العشرين ن
لو على ؾبلس و و
القانوف بسرعة عجيبة مث ىعىر ى
ى عندما أقىػر الربؼباف الربيطاين
اللوردات فاستنكره اجمللس كرده ،فهدد رئيس الوزراء أف القانوف سيأخذ
طر ىيقو للتنفيذ من غَت إقرار ؾبلس اللوردات كوف ىذا اجمللس غَت ديبقراطي!
كغَت يمنتى ىخب ،كرئيس الوزراء ىو من حزب العماؿ كمن برامج ىذا اغبزب
أف يوب ًٌوؿ طريقة اختيار ؾبلس اللوردات عن طريق االنتخاب كليس بتعيُت
كه
القانوف إذل ؾبلس اللوردات أقىػر ي
ى أعاد ؾبلس العموـ (الربؼباف)
اؼبلكة ،فلما ى
صورم إبلافة ؿبكمة اؼبتػهم بسري وة كمن غَت يؿب واـ لتربير س ً
جنو. ى ى وٌ مع و
تعديل
غالب اإلخواف ً
أيقر القانوف يف آخر أسبوع من رمضاف ُُِْق ،كتوقع ي
يوـ األحد ،فكاف
أف ييطبق عقب عيد الفطر مباشرةن ،إذ جاء العيد حينها ى
كقع ،إال أف إصرار اإلخوة على
يػيتىػ ىوقع أف يبدأ تطبيقو يوـ الثالاثء ،كىذا ما ى
اختفائي ىعقب صالة العيد كعدـ ظهورم يف البيت أىج ىل اعتقاؿ اإلخوة
إذل يوـ األربعاء ،كالعجيب أف كسائل اإلعالـ ربدثت يوـ الثالاثء عن
8
و
اعتقاالت يف صفوؼ الشباب اؼبسلم يف بريطانيا ،كاغبقيقة ليست موجة
يوما بعد االختفاء.
كذلك ،كىذا يدؿ على أف القرار أتج ىل ن
مستأجرةو ،كخطبت كأان يف اإلخواف ،كفوجئت العيد يف و
قاعة يت ى
ى صل ي
عتقل هبذا القانوف
ببعض اإلخوة يتقدـ إرل كيطلب مٍت االختفاء حىت ال أي ى
الديبقراطي!
آخر ،كلكن تعطل ىذا اؼبراد ،كرأيتو
دل يكن ىذا ترتييب ،بل كاف رل يمر هاد ى
تسمح رل بغبديث عن ىذا
يتالشى من أمامي ،كلعل ظركفنا أخرل ى
الًتتيب.
بيوت عدةو ،كال يسمح أشهر ًٌ
متنق نال يف و بلفعل ،قمت بالختفاء عشرة و
أقوؿ التارل: ً
أكلاعو ،إال أف ى
الظرؼ اآلف بغبديث عن االختفاء ك
ظبعت الكثَت من التعليقات اؼبيحزنة ،ككانت ىي األشد على نفسي،
ي
كلألسف كانت من مسلمُت كعاملُت لدين هللا تعاذل ،كبعضها كاف من
بوف يف و
مؤمن إال كال ذمةن ،كسأذكر أنبها: األغيار فبن ال يىرقي ى
مت نفسي،
قاؿ بعض اإلخواف :إف اختفائي غلط ،بل األفضل لو سل ي
السجن للمسلم خَته لو إف كاف بسبب العمل
ى دليال على ىذا أف
كجعلوا ن
لدين هللا تعاذل.
01
بت ؽبذه الطريقة من ً
كقائل ىذا القوؿ فيما أعلم قلةه ،كلكٍت ىعج ي
ي
التفكَت ،فالسجن يف ذات هللا تعاذل ،كال شك نعمةه ،كىو كذلك ابتالءه،
00
كاغبق أف بعض قائلي ىذا القوؿ ىو فبن كاف يقوـ خبدميت كالعناية يب
و
نفسية أك أحدث آاثرا سيئةن يف سواء من و
جهة خَتا ،كىذا القوؿ
ن ى ن جزاىم هللا ن
و
عملية.
شعورؾ أنك صغَته لدرجة أفى و
جهات منها: أما آاثره النفسية ،فمن
هدا أك مشقةن،ب يج نعمال يتطل ي
ب بك الكفار ،كذلك حُت يسبارس ن يػىتىػلىع ى
أقصد االختفاء ،كىو مع ذلك يمراد أعدائك منك ،كىذا ما كاف هبعلٍت يف
أظهر حىت لو كاف فيو ىسجٍت ألزبلص و و
مرات كثَتة أقًتب من االقتناع أف ى
اعوف ىذه
من ىذا الشعور اؼبيتعب كالقاسي ،كلألسف دل يكن اإلخواف يير ى
انب النفسيةى علي ،بل بعض األحبة كاف يتكلم عن إخفائي أمامي
اعبو ى
أصال ال
خَتا رل ألف الكفار ن
كأنو مهزلةه ال قيمةى ؽبا ،لو ظهرت لكاف ن
يريدكف ىسجٍت.
أدافع عن رأيي أف نفسي على لق
ي أل
ى كاغبق أف أشق و
شيء على النفس أك ً
ى
اؼبيضاد ؽبذا القوؿ ألف بعض ما سأتكلم بو سيحملو بعضهم على أين
الس ًٌم ي
أىوف منو! شرب ي
أيعطي لنفسي قيمةن كأنبيةن ،كمثل ىذا ي
01
كلذلك كنت أظبع ىذا الكالـ ،كأبتسم كأسكت ،كيف القلب ىغصةه ال
كيشه يد هللا أف آاثرىا ما زالت عالقةن يف نفسي
يعلم مداىا إال هللا تعاذل ،ى
ي
إذل اليوـ.
كمن آاثرىا العملية أهنا خففت درجة اغبًيطة كاغبذر عندم كعند
اإلخواف القائمُت على اختفائي ،كأقوؿ عندم أان مع عدـ اقتناعي بو،
عارلا كما
كلكن اإلنساف ىو الكلمة كالظرؼ ،كمهما كاف اإلنساف يم ن
يقاؿ ،فإنو سيتأثػر منو و
بوجو من الوجوه ،فإذا كاف عندم كذلك كأان ي ي
اآلخرين؟ كلألسف ىذا التخفف ىو
سيكوف عند ى
ي صاحب الشأف ،فكيف
األمن الربيطاين إذل مكاين كـببئي ،كليس ألهنم
أكصل ىى الذم (يف ًٌ
ظٍت)
عباقرةه كال ىىب ىفى عليهم خافيةه كما يظن بعض اعبهلة.
صمنا منا ،كليس بذكائو ،فهو أصربي منا يف
فإنو أبخطائنا يتمك ين ىخ ي
جبانب فيو إاثرةه لقضااي و
مهمة عندان الوصوؿ إذل أىدافو حُت يتعلق األمر و
كليس كذلك عنده ،فلألسف قضيةي شعوران أبنبية ما نعمل قليلةه كخاصةن
أعُت األعداء ،إذ دل ييعد ييرلينابوجود اؼبستهزئُت هبا ،مع أهنا عظيمةه يف ي
كيعيش بيننا ،كإف ربدث اؼبرء هبا اهتً ىم
ي شيءه كليس يف عيوننا شيءه لو قيمةه
دكما إذل ما شاء هللا تعاذل ،بلبلغركر كتىعظيم النفس ،كىي حالةه ستتكرر ن
02
أجزـ أهنا ستتكرر معي أان ،كقد صلًيت بنارىا حُت يكوف رأيي يف و
قضية ي ي
أبمر ىبصٍت كيوجد ىمن سيت ًه يمٍت أف سبب ىذا الرأم ىو غركرم
تتعلق و
كتىعظيمي لنفسي.
كلعل حادثة «الفنية العسكرية» كما جرل قبلىها بُت كارـ األانلورل
رض العملية علىارنما ىع ى كصاحل سرية ،تكشف ذلك؛ كذلك أف ىك ً
كاروـ إال ًٌاهت ىاـ األمَت بعبينب
األمَت صاحل سرية فرفضها ،فما كاف من ً
كاػبوؼ على الزكجة كاألكالد ،كعدـ ؿببة الشهادة كاؼبوت يف سبيل هللا
تعاذل ،فما كاف من األمَت إال أف قىبًلىها كىو يردد أهنا لن تنجح و
مئة بؼبئة،
أبسط القواعد العسكرية. و
ألهنا غَت عملية ،كال تتالءـ (أم العمليةي) مع ى
األلعف يف العمل اإلسالمي لألسف ،كىو ًٌ
االهت ياـ ي بب ىو
كلكن ىذا ه
نعجيز عن اغبديث عن الصواب كاػبطأ.
بلنيات حُت ى
اؼبهم أف بعض اإلخواف كأان لألسف صران نتعامل مع اختفائي كأنو غَت
و
موجود ،فتحللنا من و
كثَت من القواعد األمنية إذل درجة نسياهنا ،كيف النهاية
03
«التايبز» األمريكية ن
كالما لبعض اػبرباء (!!) األمنيُت يف أمريكا كفرنسا أف
موجود يف و
بيت يف مشاؿ ه االختفاء ىو صفقةه ،بل أف أب قىتادة ىو اآلف
بريطانيا كربت اغبماية األمنية مقابل أف أتوقف عن دعم العمل اعبهادم
كالتحديث بو ،بل سبادل بعضهم أف جعلٍت ربت ضبايتًهم من تنظيم
«القاعدة».
الصحف العربية دل تفعل شيئنا سول الًتصبة العجيبة لً ىما تكتبو الصحف
فمثال قالت صحيفة «األيبزيرفىر »]The Observer[ -الربيطانية
الغربية ،ن
شوىدت فيها كاف يوـ اعبمعة يف بصي ،فقاـ اؼبًتجم آخر و
مرة أف ً
ي
«األمُت!» يف صحيفة «القدس العريب» أف جعل الكالـ على النحو التارل:
«كأف جَتاف أيب قىتادة صرحوا أف آخر مرةو ً
شوى ىد فيها [يوـ] أف جاءىت
حافلةه كضبلتو مع عائلتو» .كالكالـ يف إطار الصفقة مع األمن الربيطاين.
العجيب أف ىذه الصحف كاف بستطاعتها لو سألت أم قر و
يب مٍت كى
عيشوف
اتصاؿ هبم) لعلموا أف أىلي (زكجيت كأكالدم) يى ى
ه عرفوهنم كؽبم
(كىم يى ى
بُت الناس كأف أكثىر أكالدم دل يتوقفوا عن الذىاب إذل اؼبدرسة ،كىي
مشهورةه كمعركفة ،كلكن سوء النيات حُت يكوف اغبديث عن و
مسلم ىو
العلمانيُت.
اغباكم كالقائد لتصرفات ىؤالء ى
ي
04
بياان كذبت بو تقرير «التايبز»
كيف السياؽ أصدرت الداخلية الربيطانية ن
الكذكب كيف القضااي األىمنية أيمنيةه بعيدة ىاؼبناؿ.
كلكن تصديق ى
مٍت عقد و
لقاء مع صحيفة أخ كطلب ًٌ ى قبل اعتقارل أبسبوعُت زارين ه
«الشرؽ األكسط» ،كقد أطلىعتيوي على قصيدة « ًسيني وة» كتبتها يف مدح رجاؿ
اعبهاد ،فرغب يف نشرىا يف الصحف ،كبلفعل ،عقدت اللقاء مع صحيفة
«الشرؽ األكسط» ،كنشرت القصيدة يف صحيفة «القدس العريب» يف لندف،
و
ساذجة لو قيلىت لى ىدلت ككاف إرساؿ اللقاء إذل «الشرؽ األكسط» بطر و
يقة
و
احتياط أمٍت. كصلت إليو من ترؾ أم بكل ما فيها على ما
ي
كيف نفس الوقت رغب بعض الشباب يف إصدار شر و
يط دبناسبة و
عاـ على
أحداث «ُُ سبتمرب» يف نيويورؾ ككاشنطن ،كنشره يف االنًتنت ،كقد
فعلت ،كطريقة نشرىا تدؿ عليو طريقة إيصاؿ اللقاء «للشرؽ األكسط».
قلت بسبب زايرة
كلألسف ،ىناؾ ىمن نشر -كيف الصحف -أين اعتي ي
مفتوحا فبا سه ىل على األمن معرفة
ن أبقت اؽباتف النقاؿ
زكجيت رل ،حيث ى
أبدا.
صحيح ن
و مكاف كجودم ،كىذا غَت
05
قلت كاف األىل (الزكجة كاألكالد) عندم ،كلكن دل يكننعم ،لىما اعتي ي
ىاتف نق واؿ(ُ).
مع أحدىم أم و
ئلت« :إذف كيف يعرؼ مكانك؟».
لو يس ي
سهل :أين يف األايـ األخَتة ،كلكثرة الكالـ عما تقدـ من أينفاعبواب ه
و
بسهولة نسيت نفسي فوصلوا إرل معركؼ اؼبكاف كلكن ال يريدكنٍت،ي
ي
كيسر ،كليس بعبقريتً ًهم ،كال ألهنم ال ىزب ىفى عليهم خافيةه يف لندف ،كما
و
و و
كتب أحدىم يف صحيفة غَت ؿبًتمة ،كلكن اغبمد هلل ًٌ
رب العالىمُت على
كاؿ حاؿ.
حيث صليت
ي يف ِّ ،ََِِ/َُ/كيف الساعة السابعة كالنصف
سورة «الكهف»، اؼبغرب مع األىل كاألكالد بعد أف ظب ىع ثالثةه منهم رل ى
فطلبت من الولد (قىتادة)
ي طارؽ على الباب،
قليال ،كإذ ه
جلسنا للحديث ن
األمر كاف غريبنا مع تواصل الطرؽ
أف يسأؿ ىمن الطارؽ ،كلكن دل ييقم ألف ى
ً
أخ ليس هبذه يب؛ ألف طريقة قدكـ ًٌ
أم و كشدتو ،كالطرؽ يف ىح ٌد نفسو غر ه
الطريقة من الطرؽ مباشرةن على الباب.
السن من أكالدم بعد (ُ) أعلى ىمتٍت الزكجة حفظها هللا تعاذل أف ابنتنا يرىمٍيثة كىي الثانية يف ًٌ
شعرت ً أحد اؼبيقتحمُت بغبذاء ،كذلك أهنا ذىبت ً ً
لسًت نفسها بلباسها ،فلما ى ى لىربىت ىسراء ،ى
غضبها ،فحملىت اغبذاء كقذفتو عليو بشد وة ،كاغبمد هلل ارىا اشتد ى بيث رآىا من غَت ًطب ً
أف اػبى ى
ًٌ
رب العالىمُت.
ائر! يلدف إال حر ى ائر ال ى اغبر ي
همل،
هل كال يي ي معتصم ؽبا! كلكن عزاءان أف هللا ييب ي ى حسبينا هللا كنًعم الوكيل ،كم من يرىميثىةى كال
أطفاال ،كىذا امتداده كشيوخا ك ن ن رجاال كنساءن كإف مضت يسنػتيوي يف االبتالء على طائفة اؼبؤمنُت ن
اغبق مع اعباىلية النتًنة ،كقديبنا قاؿ الشاعر: اترىبي يف صراع ًٌ
َع ة ة ة ة ة ة ة ة ة َم َ ْ ةُ ة ة ة ة ة ة ة ة ِن َة ْ ً ة ة ة ة ة ة ة ة ة أَ َْو تَِيَة ة ة ة ة ة ة ة ة ِ
ُُسَيَّة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ُ تُةبَة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ِ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َ تَة ْ َ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ْ
فَ َك نَة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ْ ِع ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َ ِد َ ِة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ِ َو ََتْ ََْب أ ْن تُة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َ ِّد َد َ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة أَ ََر ُدو
كإهنا لى ىشهامةه على جبُت اغبرائر من أمثاؿ رميثاء ،فىػلى ً
جج
08
ككلعت الساعةى يف التوقيت للصلوات مع سجادةو للصالة و
غالية علي،
ي
جديدة فيها اػبَتي العظيم رضبةن من هللا
ن كلع القيد كبدأت رحلةن
يدم مث ى
كفضلو.
ىذا اؼبشهد قاربت مدتو الساعة كالنصف مع الطريق حىت كصلنا إذل
مركز الشرطة يف كسط لندف كاؼبسمى :مركز شرطة بدنغتوف ،كعندما كنت
أايما يف يدم، و
يف السيارة كقد يشد القيد يف يدم بطريقة مؤؼبة بقيىت آاثره ن
مفرطة يف يدم كجسمي دل يكن بوسعي كلع يدم يف القيد إال و كلًس و
منة ي
مع مستول صدرم ،كىذا هبعل اؼبارة يشاىدكف ىذا اؼبنظر ،ككذلك طلب
مٍت الشرطي اؼبرافق إنزاؿ يدم كأان جالس يف اؼبقعد اػبلفي ،ففعلت،
ايدة وىأدل على يدم ألف اؼبقعد قريب من اؼبقعد األمامي ،كال ؾباؿ
ككانت ز ى
لبىسط يدم مع طوؽبا.
كطبيب ،كقد رأل الطبيب
ه مًتجم
ه كصلنا إذل مركز «بدنغتوف» ،كأيحضر
مت
آاثر القيد يف يدم فرغبىٍت بعد تسجيل اغبالة أف أشتكي عليهم ،فىػتىػبىس ي
ابتسم اؼبًتجم ،كمضت كلمتو كأهنا نيكتةه عابرةه.
ك ى
11
رجل من مصر ،دل يعرفٍت حىت انداين الضابط اؼبناكب بظبي
اؼبًتجم ه
ي
قليال كقاؿ« :أنت أبو قىتادة؟» ي
قلت: اجع نأمامو ،فًت ى
كيكنيىيت على الورؽ ى
األدل.
مارات االحًتاـ ك ى «نعم» ،فاىتز كىز ر ي
أسو كبدا على كجهو أى ى
لعت يف الزنزانة،
كخالؿ نصف ساعة مع الطبيب كتسجيل القيد ،يك ي
صادقتيو كعرفتيو ؼبدة أربعة و
أايـ بلياليها قبل سنتُت سبق رل أف ى
مكاف ى
كىو ه
قلت يومها ،كحقق معي أربعة و
أايـ متواصلة مث حيث اعتي ي
من ىذا التاريخ ،ي
ي
أيطلً ىق سراحي.
كلذلك كاف بيٍت كبُت اؼبكاف بعض أي و
لفة ،كالعجيب أين كجدت يف بداية
شعورا بلتحدم بيٍت كبُت نفسي على قدريت على السجن األكؿ كالثاين ن
النوـ ،إذ كنت أعتقد أف قدريت على النوـ تعٍت أين ال أشعر بلطر و
اب،
تشعر بًثً ىق ًلو ،كىذا
كيف النوـ كذلك ربقيق مركر الوقت الذم ال تريد أف ى
عليك،
كطأة اؼبكاف ىزبيف ى يزكؿ بعد األايـ األكذل من السجن ألف ى األمر ي
بسرعة كما ىو حارل معو و منك ً
ت ى كردبا يصبح الوقت غالينا ال تريده أف ييفل ى
ىذه األايـ.
كصليت ما قدر هللا مث
ي مت
فق ي
قارب الفجر ،ي
مبت حىت ى
صليت العشاء مث ي
ي
تح الباب ف الفجر عد ب و
غبظات الفجر كالوقت يبضي بسرعة ،كيف يت
ى ي ى صل ي
10
رجلىُت أمامي؛
كىناؾ كجدت ي
الثقيل جدا كطلبوا مٍت التقد ىـ إذل االستقباؿ ،ى
آخير.
جديد ى
احد ه أحدىم كاف البارحة مع اؼبيقتىحمُت علي كك ه
سيع وة من و
قلت إذل سيارةو يمصفحة ىك ى
يدام كني ي
ى دت اءات و
معينة قيػيًٌ كبعد إجر و
دخلت فيها و
جالس ،فأي ي تتسع إال و
لرجل الداخل ،كلكن فيها غرفةه صغَتةه ال ي
سجن «بلمارش ،»]Belmarsh[ -كالذم
القيد يف يدم ككانت الوجهةي ى
ك ي
ييصر أحد الصحفيُت أف ييضيف كراءه كلمة «شديد اغبراسة» كلما ى
ذكره.
كغلىظ ًمعصمي أخذت اؼبسافة ساعةن ،كالقيد يؤؼبٍت كالبارحة ً
لضيقو ً
لسمنىيت اليت كانت تصل إذل ُِٕ كلغم ،حىت كصلنا بلمارش «شديد
ي
أايم. اغبراسة» ..و ب م رش ك ن
و
شهور كاف قد سبقٍت إذل بلمارش ،ربت القانوف الديبقراطي ،بعشرة
احد
طبسةي إخوة استقركا ىنا ،كمعهم اثناف قررا الذىاب إذل بلديهما؛ ك ه
كآخر لفرنسا ،كاػبمسةي استقركا ىنا.
للمغرب ى
طويل يف االستقباؿ استمر إذل كقت
كقت هعند الوصوؿ لبلمارش كاف ه
صباحا إذل الثالثة كالنصف يومها)،
ن صالة العصر (أم من الساعة التاسعة
ائدا
لباسا ز ن
عطيت ن
رقما ،كىو ( ،)HP 5918كأي ي
عطيت ن
قيػيدت أغرالي ،كأي ي
11
الوقت برد كأان ال يوجد معي ما
ى الزـ رل ألف
قرر مسؤكؿ االستقباؿ أنو ه
يدفعو.
غرفة صغَتةو جدا ليس فيها
يف االستقباؿ كاف أكؿ األمر أف ك ًلعت يف و
ي ي
مقعد ،كىي غرفةه قذرةه فبتلئةه بلبيصاؽ كآاثر البىوؿ ،كاعبدار يشكو كثرةى
إال ه
الباصقُت عليو ،كرائحة التدخُت فيها شديدةه.
قفص حديدم يف كسط مركز االستقباؿ ،كىو ذت إذل و و ً
كبعد ساعة أيخ ي
قفص كبَته يتسع للعشرات ،كفيو كاف االنتظار.
ه
يف الساعة الثالثة كالنصف ،طيلب مٍت ضبل أغرالي كالتوجو إذل سيارةو
ى
كاليت نقلىتٍت من مركز الشرطة للسجن لنقلي إذل مكاف إقاميت اعبديد.
مت من قًبل الشرطي اؼبيرافق ً
عند الوصوؿ إذل مكاف اإلقامة يسلٌ ي
خلع كل مالبسي مع إعطاء قطعة ً
ب مٍت ى للمسؤكلُت على اؼبكاف كطيل ى
ككلعت كافة أغرالي يف و
جهاز لسًت العورة،
ي قماش كانت صغَتة ،فقط ى
ذت إذل داخل اؼبىبٌت ،كلىما فيتً ىح علي إذ ً
أمٍت للتفتيش ،كبعد االنتهاء أيخ ي
ساحةه تصل إذل ثالثُت مًتنا فيها أبواب على اعبانبُت ،يف كل جانب
ىي ى
يب السقف ،تستطيع كج و و
حر صغَت كىو بلفعل قر ي ستة أبواب ،كبدا اؼبكاف ي
كصلت كانت كل األبواب مغلقة
ي بوثبة يسَتةو أف ىسبىسوي ،كيف الوقت الذم
و
12
ً
الفاصلة بُت اعبانبُت كىي ال تعدك أربعةى أمتار ،كال أحد يف الساحة
كال ى
مفتوحا ،فأي ي
دخلت ن أجد يف الساحة أم أحد ،ككاف بب غرفيت (زنزانيت)
غلق علي الباب اغبديدم الصلب.فيها كأي ى
و
كىدكء يػى يعم كل جواكبي، يف ىذه اللحظات كنت أشعر بسك و
ينة عجيبة، ى
سيحدث لزكجيت كأكالدم كاف يهبابىو
ي حىت يف ؿباكليت كقتها لتذكرم ما
بشعور الرلا كاالطمئناف.
سجن فيها ،لكن اؼبرة األكذل كانت
كانت ىذه ىي اؼبرة الثانية اليت أي ى
للتحقيق كال تدرم أين سيكوف مصَتي ىؾ كتكوف طواؿ النهار يف التحقيق
سجن حقيقي.
كاغبديث مع اؼبيحامي ،لكن ىذه اؼبرة ىي ه
الزنزانة صغَتة اغبجم ،فيها سرير مع غطاء كطاكلة أمامك ،كفبر بُت
السرير كالطاكلة يتسع لك فقط ،كمن جهة الباب يوجد مكاف قضاء
اغباجة مع مكاف الغسل كالتنظيف.
كطوؿ «الغرفة» يتسع للسرير فقط ،كمكاف قضاء اغباجة اإلنسانية كلع
مالبسك ،كدل يكن لدم من اؼبالبس
ى يف الغرفة ،كأعلى السرير ىخزانةه لولع
الكثَت.
13
حولك،
ى الصوت الوحيد
ي لصمت ىو
ي يب ،كا
اليوـ األربعاء ،كاؼبغرب قر ه
غبالة ىي األكذل لك ،كلكن كمنذ مدةو و
طويلة داخلك و ٌو
كربد جديد ينشأ يف
ى
ظركؼ و
معينة ،فإف كجدت ما و استكشاؼ نفسي عند كقوع
ى كأان أحاكؿ
كضبىدت هللا تعاذل ،كإف كجدت ما أكره فيها
شعرت بلرلا ى
ي أجد يف نفسي
ي
استغفرت ريب.
ي أنػٍبػتيها ككعظتيها ك
كيف تلك اللحظة كانت فرحة رائعة رل الستكشاؼ نفسي مع ىذا
كجدت من مشاعر يف ىذه اللحظة اليت سػأتكلم
ي الولع اعبديد .فماذا
أكتب لعل فإين ، دح أك و
ذـ و م من فيها كاف ما ٍت يهم كال ، عنها بصر و
احة
ي ى
غَتم يقرؤىا كيتعظ هبا:
كقع يف قليب حبمد هللا تعاذل :الرلا كاؽبدكء ،كضبد هللا تعاذل
إف أكؿ ما ى
كنت
كثَتا ما ي
شهد هللا تعاذل أين ن
على أف أصابٍت البالء يف سبيلو ،كإين أي ي
يقع على إخواين؟
يقع علي البالء كما ي
أتساءؿ بيٍت كبُت نفسي :ؼباذا ال ي
أتنيب نفسي كأنو ردبا أف ىذا العبد ال يستحق
ى ككاف يمراد السؤاؿ ىو
ضبدت
ي اللحوؽ دبا كصل إليو األحبة من األجر كاؼبيقاـ ،فلما كقع ما كقع
ى
هللا تعاذل ،كىذا أكؿ ما كتبتو لزكجيت أف قلت ؽبا :لو دل يقع علي ىذا
ً
لىبىقيىت يف نفسي ىغصةن إذل اؼبمات ،كاغبمد هلل ًٌ
رب العالىمُت.
14
ككاف فبا بدأت السؤاؿ حولىو ،ىو مولوع الدعاء ،إذ كاف أغلب دعائي
يف «االختفاء» أف ييعافيٍت هللا من ى
القيد كاألىسر ،كقلما كانت رل صالةه إال
الحا صروبنا منذ اللحظة األكذل :ؼباذا
كدعوت هبذا الدعاء ،فكاف السؤ ياؿ ك ن
ي
دل ً
يستجب رل؟
فاسد،
ستجاب الدعاء ،أك ألين ه
ي أقوؿ لنفسي ألين غَت يمكسهل علي أف ى
ي
نفسي ،كقد لعالج و
عملية كليست و
مسألة يب عن
ٌو و كلكن كانت النفس يذب ي
يت للجواب ،كقد سجلتيوي حبمد هللا تعاذل يف «شذرات من اغبياة»(ُ). ً
يىد ي
اآلخركف يف
كثَتا من نفسي كإخفاقها يف ربقيق ما أقبىىزه ى
ككنت أخاؼ ن
السجن ،من الكتابة كاغبفظ كالدراسة كاالجتهاد يف الدعاء.
طويل :ىل سأقبح يف استغالؿ ىذه الفرصة لوقت و كنت أتساءؿ و
دكما منذ أكؿ
كىبطر على برل ن
ي احيت
الغالية؟ ككاف سؤ ناال يىبيفٍت كييقلق ر ى
غبظة.
يوما يف بلمارش
كأان اآلف أكتب ىذه الورقة بعد ستة شهور كعشرين ن
حققت بعض ما أريد كليس كلو؛ أم
ي (أم يف ُّ ،)ََِّ/ٓ/كأظن أين
أين أشعر ببعض الرلا عن نفسي ىنا كليس كل الرلا.
16
لغيت اإلنكليزية لعيفةه كعاجزةه عن مالحقتو ،كلكنو قدـ نفسو أنو يعرؼ
بعض العرب ىنا ،كأنبهم اغببيب رشيد رمدة(ُ).
بعد قليل تقدـ شاب ال يزيد عمره عن العشرين بل أقل ،كسل ىم كأعطاين
بعض الشام كاغبليب ،كعرفت أنو أيرلندم مسجوف مع ؾبموعة من
مقر الػ ،BBCإذ أهنم يىنتىموف إذل ما انشق عن
الشباب بتهمة تفجَت ٌ
«اعبيش األيرلندم» اؼبيطالًب بستقالؿ أيرلندا ،كبعد االتفاؽ بُت « ً
الشُت
فُت( »]Sinn Féin[/كىو اعبناح السياسي للجيش األيرلندم) كاغبكومة
أنفسهم« :اعبيش األيرلندم اغبقيقي»،الربيطانية ،انشق صباعةه كظبوا ى
كبقيت على صراعها مع الربيطانيُت ألنو دل يعجبهم االتفاؽ كرأكه ي ً
عطٌلي ى
استقالؿ أيرلندا الشمالية كال يوبقق االتفاؽ ذلك.
مت
رجل قصَته ،لو غبيةه كثةه يف أسفل ذقنو ،تقدـ كسل ي
جارم األيسر ه
أعلمٍت أنو تركي مسلم ،كىو دمث األخالؽ.
ك ى
(ُ)
عرفت بعد ذلك أنو ليس كذلك ،كلكن قصة ارربت لو ،ككاف فبا قالىو إنو يهودم ،مث ي
ي
صديقا للواعظ الكاثوليكي الذم يزكر السجن ،ككاف
الدين لديو ليست شيئنا اثبتنا ،إذ كجدتو ن
لباسا أفغانيا أخربين أنو ىدية لو من رشيد وبضر معنا صالة اعبمعة ً
كوبرص عليها كيلبىس ن ي
رمدة.
17
كىكذا اكتشفت بعض ىمن حورل من األشخاص العشرة ،كلكن البقية
احد رأيتو
كآخر يوانين ،كك ه
آخر ،ى اكتفوا بلبسمة من بيعد ،كفيهم رجل تركي ى
علمت بعد ذلك أنو ضها ،كال ىبرج من الغرفة إال للطعاـ، ً
ي كث اللحية أبيى ى
و
نفسية ،ككثَتي التدخُت إبفراط ،كيشعر أف الكل كردم ،كييعاين من أمر و
اض
رجل ثرم ،وبرص على رؤية
ات عليو كيستهدفونىو .كاف يف القسم ه
ـبابر ه
علمت بعد ذلك أنو ذلك الشخص
ي حركة األسهم من خالؿ التلفزيوف،
هم بلتحريض على
الذم بٌت بيتو أكثر فخامةن من قصر اؼبلكة ،كىو يمت ه
القتل لد أحد خصومو ،ككاف قليل االختالط بلناس ،كلكن يتصرؼ
يقة و
عادية ،ككجدت أف السجانُت وبرصوف على اغبديث معو. بطر و
أحدا من اإلخواف ىنا، خالؿ و
ساعة يف الساحة اكتشفت اؼبكاف ،كدل ىأر ن
أشارت الورقة اؼبيعلقة على بب زنزانيت إذل درجيت
كعلمت أين كحدم ،ك ى
(ُ)
األمنية يف ىذه «الوحدة» اؼبنفصلة اؼبغلقة ،كىي درجةه أمنيةه عاليةه ي
تنزؿ
(ُ) «الوحدة» ىنا ترصبةه لكلمة ،Unitمن دخيل الًتصبة ،كيستخدمها اإلنكليز يريدكف هبا
اسم مشًتؾ ،ىوترجع إذل و و
القطعة من اعبيش كالكتيبة ككبوىا ،كىنا ييراد هبا قطعةه من مباف ي
ىنا جناح يف سجن «بلمارش» ،كيكثير استعماؽبا يف السجوف ،فكل ن
مبٌت منو ،Unit :كيراد
صل لو خصيصة سبيًٌيزه عن غَته ،كاؼببٌت الذم كاف فيو الشيخ يبيزه أنو يمشدد
مبٌت منف ه
بو ىنا ن
أمنيا .كقد تيسمى الوحدة يف سجوف العرب بػ«القسم» أك «العنرب» أك «اعبناح»[ .النازعات].
18
احدة عن أعلى و
درجة يف السجوف الربيطانية ،كلكن دل تكن تعٍت رل درجةن ك ن
ىذه كقتها أم و
شيء.
بعد و
ساعة مع أخذ الطعاـ ،أيغلقت علي الغرفة ،كبدأت أظبع حديث
آخىر اؼبتكلًٌمُت من خالؿ النوافذ بُت السجناء ،كعلمت أف ىناؾ ن
طابقا ى
فوقىنا.
ظبعت حديثا بُت جوين (جارم األيبن) كك و
احد من فوؽ ،كيف كالمو ن
بت ظبعت ىمن يينادم« :السالـ عليكم» ،ى
فأج ي ي لىكنىةه عربية ،كبعد غبظات
الصوت أنو صوت عمار ىـبلويف ،كالذم لو سنة مسجوف ىنا.
ى كعرفت
ي
« ىمن أنت؟» ىكذا سأؿ عمار.
«أبو قىتادة» .أى ىجبتو.
فرحب كبدأ اغبديث بيننا ،كانتهى أبف اللقاء سيكوف اعبمعة ،كىناؾ
يبكن اغبديث ،كأخربين أف ىناؾ رفيقُت معو من اإلخواف ،نبا :صالح
بدال عنو ألف
كمصطفى ،ككاف عمار قد طلب مٍت أف أخطب اعبمعة ن
وبضر للجمعة بسبب انشغالو هبا يف التجمع الرئيس للسجن،
اإلماـ ال ي
افقت يف النهاية.
قليال ،كلكن ك ي
كىذه كحدةه منفصلةه ،فًتددت ن
21
يوـ اعبمعة كاف اللقاء بثالثة إخوةو أعرفهم ،ىم :عمار كصالح
احدا، كمصطفى ،كبعض األتراؾ ،أغلب قضاايىم تتعلق بؼبي ًٌ
خدرات إال ك ن ي
كآخركف
كبعض األكراد قضاايىم تتعلق بدعم حزب العماؿ الكردستاين ،ى
و
كشاب إسباين ،سأربدث عنو بعد القليل ،كجوين قلةه دل يكونوا يمسلمُت،
«اليهودم».
ﱩﭑ ﭒ ﭓ تفسَتا لقولو تعاذل:
ن طبت اعبمعة ،ككانت
ىخ ي
ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ
[البقرة: ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮﱨ
ِٓ](ُ) ،لكن كانت ىذه اػبطبة األخَتة ألف إماـ السجن كقتها ،الشيخ
خربين أف إدارة السجن طلبت منو إخبارم أال
يونيس ،جاءين بعد يومُت ليي ى
أخطب مرةن أيخرل ،كأىسر رل أهنم ًٌ
يفكركف إبلغاء اعبمعة لو تكررت خطبيت ى ى
مرة اثنيةن.
ن
(ُ)
أعلمٍت اإلخواف بعد
أيت ذبم نعا على بب الغرفة (القاعة) اليت نصلي فيها ،ى
كيف اػبطبة ر ي
حضر على الباب ،كىو مسؤكؿ «الوحدة» ،كحاكم السجن ىذا حاكم السجن قد ى الصالة أف ى
هبزـ اإلخواف خبيبثو كإف كاف إذل اآلف دل ىوبدث أف صار سباس بيٍت كبينو يف مولوع معُت.
ي
20
اغبياة داخل ىذه «الوحدة» الصغَتة اؼبغلقة الضيقة دل تكن تعٍت رل شيئنا
سول االكتشاؼ؛ اكتشاؼ نفسي أماـ ما فيها من جديد ،فلم أكن أيعٌت
أبم حاجة رل انقصة أك مفقودة ،بل دل أي ًرد أف أعرؼ ماذا يبكن رل أف
أعرؼ نفسي كأستغلحص ىل من مطالب كما دل يبكن رل ،فاؼبهم لدم أف ى ً
أي ٌ
كقيت.
اليوـ كلو إال ساعتُت ،ساعةن زبر يج و و
سبكث يوميا يف زنزانة انفرادية ى
فأنت ي
خارجية تتمشى فيها ،كالساحة مغلقة من كل اعبهات، و و
لساحة فيها
جوانبها حديدية اتمة ،كالسقف مرتفع مع غطاء شبكي ييعمو كلو،
21
أما بلنسبة طع م ،فأنت أتخذه مرتُت يف اليوـ :اؼبرة األكذل الساعة
طعاـ
اغبادية عشرة ،كاؼبرة الثانية [يف] الساعة اػبامسة أك قبلها بقليل ،كىو ه
طعم لو كال رائحة ،ؾبرد شيء أتكلو ككفى. ال ى
مشهور بسوء أطعمتو كقلة غنائها ،كاغبمد هلل ًٌ
رب ه كسجن بلمارش
كثَتا.
ظبعت ىذا ن
العالىمُت .كقد ي
حل س من الشرطة يف بلمارش صبلةن ؾبرد عاىات ىمىرلية ،كخاصة ىمن
كاف إنكليزم األصل ،كىم من حثالة البشر ثقافةن كأخالقنا ،أما ىمن كاف
غَت إنكليزم األصل فهو ىباؼ إظهار و
طيبة ،ككاف يحسن اػبيليق هتمة يف ى
ىذه البيئات.
مسجوف قبلي ،من اػبمسة الذين
ه فقد حدثٍت بن مؤيدم كىو أخ
يضا
سبقوين إذل بلمارش ،أف أحد اإلخوة كىو [ؿبمود] أبو ريدة ،ككاف مر ن
متهما إايه أنو
احدا ن سب على الشرطة يف غبظة غضب ،كاستثٌت منهم ك ن
طيب ،فما كاف من ىذا الشرطي إال أف عاد ؽبم يف اليوـ التارل لينبههم إذل
خطأ أبو ريدة عندما اهتمو أماـ اؼبسؤكؿ أنو جيد كطيب ،كقاؿ« :قولكم
مقدار قذارة ىؤالء القوـ ،كإصباع
نبيك ىىذا يؤذيٍت كال ينفعٍت» ..عجيبةه تي ى
خصاؿ هبب اعتمادىا كعدـ نسياهنا
ه كل اإلخواف أف الرجل اإلنكليزم فيو
22
عند التعامل معو ،كىذه اػبصاؿ زبتلف ،كقد عرفت ىذه بلتجربة الطويلة
كاؼبعاانة:
قائم على النفاؽ
رجال منهم ال يكذب ،بل اجملتمع اإلنكليزم ه
ال أعرؼ ن
كالكذب ،ككهللا العظيم أف بعضهم دل أقبض عليو متلبًسا بكلمة و
صدؽ ي ٌن
كاحدةو ،كىذا يف السجن شيء مط ًرد ال ىبطئ ن
أبدا ،كإمبا يتخفوف أماـ
التربير ىاؼببٍت على الكذب كذلك ،كىم على اعبملة ىذا فنهم الذم ال
ىبطئو أحد ،كىو عدـ الشعور بػبزم أماـ أم هتمة ير ىاؾ اكتشفتها فيو،
كيلك لو فاغبياء ال كجود لو ألبتةً ،
كيلك مث ى
مفقود ،كلكن ى ه كعرؽ اغبياء
و
سجن لو سجن داخل و اكم كتيسجن يفاهتمتو هبذا ،ففي السجن يرب ى
كذاب و خرجت ىذه الكلمة من فمك .نعم ،لك أف تي ًٌ
عرفو بطريقة ما أنو ه
كسافل ،كلكن ال تقل لو ىذه الكلمات مباشرة ،كىذه طبيعة ه كحقَته
اإلنكليزم.
ظبعت بعض اؼبتخصصُت منهم ييسموف ىذه اللغة ،أم اللغة ي كقد
االجتماعية يف الوسط اإلنكليزم بػ«اللغة العاىرة» ،فإايؾ كالصراحة ،كإايؾ
كاللفظة الوالحة البيًٌنة ،إذ عليك أف تتعلم كيف تقوؿ لو كل ما تريد دكف
و
صروبة ،كىذا يف السياسة كاالجتماع كحىت يف تعبَتات الوجو، أم و
لفظة
23
قادر على أال ييظهر ما يف نفسو على تعبَتات كجهو، إنساف ه
ه فاإلنكليزم
بدا عما يف داخلو. ككل ما يظهر على كجهو ال يي ًٌ
عرب أ ن
قلت فيها :لعل ما يقاؿ عندان من
كتبت خاطرةن يف السجن ي
كقد ي
«البسمة الصفراء» ىي مأخوذةه من نسبتها لبٍت األصفر ،فهي لحكةه
بىتةه كاذبةه خادعةه ،كىي منهم حبق كذلك.
تزكير اغبقائق بلنماذج الظاىرة دكف إتقاهنم
بلكذب يً كمن فنوهنم
ى
ىذه اػبىصلة ىي قصة سجننا ،كإليك اغبقائق ،كلعل أكلح و
قضية تي ًٌبُت
ىذه الغريبةى العجيبةى:
كبن (أان كاإلخوة يف بلمارش) ،ييصر اؼبسؤكلوف من كزير الداخلية إذل
السجاف العادم على نفي صفة «السجُت» عنا ،فهم يقولوف« :ىؤالء
ليسوا سجناء» ،فنحن لسنا سجناء ،كمع ذلك:
و
سجن ال يف بريطانيا فقط ،بل يف أكركب ،كبريطانيا تدفع كبن يف أقذر
سنواي غرامةن للمفولية األكركبية غبقوؽ اإلنساف ؼبخالفتها قوانُت السجوف
يف بلمارش!
24
كبن يف أعلى الدرجات األمنية يف السجوف الربيطانية ،كىذا يقاؿ لو
حولك
ى عندىم ،)ُ(»CAT A« :كىذا يعٍت أشياء كثَتة يف السجن؛ فاؼبراقبة
شديدة ،كال تستطيع أف تتصل و
أبحد إال بعد إذف األمن ،كال يستطيع أحد
كهبرم
أيذف إال بعد أف ييقابل الزائر ي
أيذف األمن ،كال ي
يزكرىؾ إال بعد أف ى
أف ى
دقيقا دكف بقية السجناء ،كتلبىس يف
تفتيشا ن
ش ن معو لقاءن ما ،كيف الزايرة تيفت ي
لباسا فبينزا عنهم.
الزايرة ن
كيسمونك :لست سجيننا!
ى كل ىذا
ال ظ :لن تفهم ىذا حىت تعرؼ ىمن ىو اإلنكليزم بكل كذبو ي
كخبثو
كنفاقو كبركده كصفاقتو ككقاحتو كعدـ شعوره بغبياء أماـ اكتشافك لو أنو
يتلعب كيكذب.
عرفها «خدمة استشارات السجناء» -اػبَتية اؼبستقلة (ُ) الفئة «أ» ( ،)Category Aتي ًٌ
اؼبتخصصة يف تقدـ النصح كالتوجيو كالدعم اجملاين للسجناء -يف نشرهتا القانونية أهنا «فئةه
خطَتا على العامة أك الشرطة أك األمن القومي ،كييراد
ن ـبصصةه للسجناء الذين ييعد ىركهبم
هبذا التصنيف كما يًتتب عليو من إجراءات [مشددة] استحالة ىركب ىؤالء السجناء.
كف يف سجوف ـبصصة غبراسة
كوبتى ىج يز ى
فتيفرض أشد اإلجراءات األمنية على ىؤالء السجناء ي
مشددة» [النازعات].
25
إايؾ أف تط ًرد معاملىتي ى
ك مع إنكليزم ،فليس ىناؾ إنكليزم طيب ،كما
يبكن لك ؿبادثتو أبروبية كلكن إايؾ أف تنسى نفسك كىو يبتسم معك
ماء ،فحينها ستنهار عندما يرفض ذلك و
بلؤـ كيضحك ،فتطلب منو كأس و
ي ى
مثاال: غر و
يب ،كىذا كاف ييتعب اإلخواف يف السجنٍ ،كألىلرب على ذلك ن
سجُت مثلك)،
ه يوما ألخذ الطعاـ ،فيبتسم لك ًٌ
اؼبوزع (كىو أتيت ن
عوؾ ألخذ اؼبزيد ،كيعرض عليك ما ليس لك أخذه ،فحينها تظن طيبةى
كيد ى
مرة أخرل فتعاملو على
قهرا حُت أتيت ن ً
ىذا اؼبرء كأنو ىظبح ،كلكن ستنهار ن
ستكتشف أنك أماـ أشرس اػبلق كأقذرىم كأخبلهم؛
ي ىذا األساس ،إذ
فاإل نكليزم ال كجهة لو كال شيء اثبت عنده ،كىذا خبالؼ غَته فبن
كتعامل اإلخواف معهم ،كخاصةن يف السجن.
ى تعاملت معهم
ي
اف إيطارل ،كىو منافق حبق ،يبتسم لك كيؤذيك يف
فمثال كاف ىناؾ سج ه
ن
اػبلف ،كىذه حالةه مط ًردةه فيو ،فهمها اإلخوة منو فاراتحوا.
سجُت إيراين من أحقر خلق هللا ،فهمها
ه ع للطعاـ ككاف ىناؾ ًٌ
موز ه
اإلخوة منو فاراتحوا.
أما اإلنكليزم فال.
26
كالغريب أف غَت اإلنكليزم من األيرلندم كاالسكتلندم كالويلزم ،بل
ىمن كاف من ييوركشاير ييفهمك أكؿ ما تعرفو أنو ليس إنكليزاي ككأنو يريد أف
قذرا.
لست ن
يقوؿ لك :ي
يوما يف كزارة الدفاع الربيطانية كاظبو
كقد سألٍت أحد اؼبيحققُت ن
ماكدغوؿ(ُ) عن رأيي يف اإلنكليز ،فقلت لو قريبنا من ىذا ،فقاؿ:
قوـ قذركف».
«صدقت ،اإلنكليز ه
قلت لو بظبنا« :احذر ،فهذا مسج هل عليك ،مث كيف تقوؿ ىذا كأنت
إنكليزم؟».
فرد علي« :أان اسكتلندم ،كلست إنكليزاي».
جائعا ؽبا بكلمة ك وو
طمعت ستبقى ن
ى الحة ،فلو ال تطمع من اإلنكليزم
طواؿ عمرؾ ،فاإلنكليزم يتعلم فن التورية كالعبارات الشكاكة حىت عندما
كثَتا ،)ِ(»]Not too bad[ -
ك« :ليست سيئةن ن تسألو عن أحوالو فييجيبي ى
يوقفك على
ى دائما
كىذا يكوف من أقرب الناس لك كاؼبيحامي كأمثالو ،فهو ن
تعجب كأنت يف الطريق كتشاىد امر نأة إنكليزيةن تصفع كبقوة كجوى
برد كالثلج! و
زكجها ،كمرات متعددة ،كىو ه
آمرة إايه أف هبلس أك يًتؾ
كتعجب من األـ كىي زباطب ابنىها الصغَت ن
بلك ًٌ
ف نصف ساعة، عمال ما ،كىو ال يستجيب ،كىي ربدثو مطالبةن إايه ى
ن
كال تتحرؾ كبوه أبم حركة و
لرب أك إيذاء! ى
28
كهتينو أماـ كل الناس ،كىو مطأطئ الرأس كابنها ربدثو
زكجها تضربو ي
إقناعو كىو الصغَت اؼبشاغب عدمي األخالؽ كالًتبية ،كيف يتفق
كرباكؿ ى
ىذا كىذا؟
حرج فيو،
كلرب الزكج ال ى
ي فبنوع،
لرب الطفل هاعبواب يسَت كسهل :ي
أيت و
بغضب على كجو زكجتو عباءى إذل بلمارش ،كقد ر ي يده
كالزكج لو مرر ى
بعضهم ىنا(ُ) .كىذا يدؿ على قدرة ىذا اإلنساف على لبط نفسو
ى
كاستحضار جانب اؼبصلحة يف ًٌ
أشد حاالت االنفعاؿ الداخلية كاليت
وبرص أال يعرلها كال يراىا أحد.
أسود كإنكليزم
شاب ىكلذلك عليك أف تتصور دائما صورة اغبديث بُت و
ن
تململ تتحرؾ كل أعضائو،قد غضب كالنبا ،فاألسود صار هخ يم ه
و
كبصوت ال تفرؽ بُت ارتفاعو كاإلنكليزم ال تتحرؾ منو سول شفتاه
كالبفالو يف حالىيت الرلا كالغضب.
(ُ) كلىما سئل كيف فعلتىها ،كاف جواب أحدىم« :دل أعيد أطيق».
اقتنع بإلسالـ،
افض للحياة ،كىو اآلف حبمد هللا قد ى اكتشفت أنو شاب ر هي كبعد كقت قصَت
كوبضر معنا لصالة اعبمعة .نسأؿ هللا لو اؽبداية التامة كالدخوؿ يف رضبة هللا.
ي
31
أما حديث إخواننا العرب فهو شيءه وبتاج إذل تصور خاص لتقريب
الصورة حىت يتخيلها اؼبرء.
فسر ذلك كلو أف اإلنكليزم ال شيء مقدس عنده سول اؼبنفعة ،فال ي ً
ي ٌ
الدين لو أنبيةه كال العًرض كال األىل كال االبن كال الشرؼ! فقط أال ى
يؤذل
ىو يف ً
نفسو.
يوما مشكلةه ما كالطررت لالستعانة بؼبيحامي ،فما كاف
كلقد كقعت ن
من ىذا اؼبيحامي اإلنكليزم إال أف نصحٍت -ألخرج من اؼبولوع -ب ً
هتاـ ى
صعق ،كخرجت من أمامو ألقبو أان ،يومها كدت أف أي ى
زكجيت كتوريطها ى
غَته ،كانتهى أعد إليو ،كحبمد هللا يومها دل أحتىج إذل و
ؿباـ ً ساب شاسبنا ،كدل ي
ى
رت -مدل ً
اؼبولوع برضبة هللا .لكن لك -أيها القارئ -أف تتصور -إف قىد ى
كمن معو من كينجو ىو ى
ى حقارة ىذا اإلنساف حُت ييفكر أف يورط زكجتىو
و
سخيفة ليس كراءىا كبَت أذل. و
قضية
30
ً
فسر عدـ
فاإلنكليزم عدميي اإلحساس أماـ قضااي القيم ،كلعل ىذا يي ٌ
اىتمامهم
ى كجود فالسفة على الوجو اؼبىعركؼ يف اغبياة اإلنكليزية ألف
عندىم(ُ).
نصب على اؼبنفعة كىي القيمة اغبقيقية ى
يم ى
(ُ)
عايشها كرأل
كىذه اغبادثة اليت سأسوقها لك -كحدثٍت عنها اغببيب رشيد رمدة ألنو ى
شخص كردم اظبو اغبركي
ه يبة :كاف ىناؾ
الشخصية الغر ى
ى صاحبها -تكشف لك جبالء ىذه
«كاين يلماز» كاغبقيقي «مصطفى دكف التيشي» ،كىو الناطق الرظبي بسم «حزب العماؿ
اتصلت بو اؼبعارلة الربيطانية ككانت
ٍ الكردستاين» يف أكركب ،ككاف الجئنا سياسيا يف ىولندا،
يومها «حزب العماؿ الربيطاين» (كىذا عاـ ُْٗٗـ) ،كمن الشخصيات اليت اتصلت بو ى
«ركبن كوؾ» و الذم استلم بعدىا كزارة اػبارجية ،كطلبوا منو اغبضور إذل بريطانيا للحديث
عن قضية األكراد كاغبزب أماـ الربؼباف الربيطاين ،فوافق بعد ربديد و
موعد ؽبذه اعبلسة كىذه
اعبلسات (أم السماع للسياسيُت -الرظبيُت كاؼبعارلُت كغَتىم من األجانب -أمر عادم
كحضر ،كيف اؼبطار استقبلىو ىؤالء الربؼبانيوف العماليوف ،كنزؿ و
كجار يف بريطانيا كغَتىا)،
ى
فورا ً
األخ رشيد أنو ذكر ؽبؤالء اؼبستقبلُت أنو على استعداد للعودة ن
أخرب بنفسو ىليفا عليهم ،ك ىن
ليف و
مشكلة يف حضوره ،فأكدكا لو أنو ه كبنفس الطائرة اليت حضر هبا إف كاف ىناؾ أم
أبدا .كيف اليوـ احملدد للجلسة كاؼبساءلة يفعليهم ،كعلى اغبكومة ،كليس ىناؾ مشكلةه ن
الربؼباف الديبقراطي الربيطاين توجو يلماز إليو ،كعلى بب الربؼباف كمعو مرافقوف تقدـ منو
شرطياف إنكليزايف كطلبا منو اغبديث ؼبدة طبس دقائق ،فتحرؾ معهم ،كإذ الوجهة ىي مركز
الشرطة ،كمن مركز الشرطة إذل سجن بلمارش ،كؼبدة أربع سنوات اتمة ،كربت دعول
و
مطلوب للحكومة األؼبانية هبذه التهمة( .فهل
ه االنضماـ غبزب وٌ
إرىايب كمتطرؼ ،كأف يلماز
سافل حقَته ال وبًتـ كلمتىو مثل ىؤالء اإلنكليز؟ ال أظن إال اليهود).
إنساف ه
ىناؾ ه
31
ىذه تقريبنا يع ىمد الشخصية اإلنكليزية ،كلكن لكل قاعدةو استثناء،
كأرجو من قارئ كالمي أال أيخذ تذكَتم بقاعدة «لكل قاعدةو استثناء»
سيندـ أشد الندـ.
أبف ينسى القاعدة كيذكر االستثناء ،فحينها ى
بع سنوات اتمة يف بلمارش ،كدل ىبرجو إال األؼباف ،فقد حضر مندكب لوزير بقي يلماز أر ىى
ً
كفاكلو على تصفية القضية كإطالؽ سراحو ،كذلك أبف تيسلٌ ىمو بريطانيا الداخلية األؼباين
ى
اكم يف أؼبانيا ؿباكمةن صوريةن يوب ىكم من خالؽبا نفس اؼبدة اليت قضاىا يف بلمارش مثكوب ى
ألؼبانيا ي
احو ،كىكذا كاف.ييطلىق سر ي
كمن الغريب يف األمر أنو كبوجود يلماز يف سجن بلمارش ،صار ركبن كوؾ كز نيرا
(كذب يعلمو كل كاحد يسمع لو كيعرؼ
ه أنكر كليا أنو دعا يلماز إذل بريطانيا
للداخلية ،ك ى
عندىم.
مسجوف ى
ه ليفهم الذم قطعوا لو كلمةى و
شرؼ القضية) كدل هتتز ؽبم شعرةه كاحدةه أف ى
كمثل ىذه اغبالة ما كقع لػ«بونًشيو» الرئيس التشيكي العسكرم ،فهذا حضر إذل بريطانيا
ثبت بعد ذلك ،كمع ذلك سجنتو اغبكومة الربيطانية ألف إسبانيا و و
لعقد صفقة عسكرية كما ى
أصبع ما ييقاؿ لو بػ«األعراؼ العسكرية» ،مع أف
العادل ى
طالبىت بو ،كدل ربًتـ بريطانيا أماـ ى
بونشيو كاف الداعم اغبقيقي للحملة الربيطانية يف حرهبا يف الفوكالند على األرجنتُت ،فلم
ىبجل
ي أصبع أماـ مصلحتو ،كال
العادل ى
يبيع زكجتو كأـ أكالده ك ى
يشفع لو شيءه ،بل اإلنكليزم ي
من ىذا.
العادل ىمن كاف ييقيم عالقةن علنيةن مع
كيذكر أف بريطانيا كإسرائيل نبا الدكلتاف الوحيداتف يف ى
فعند زكاؿ ىذه الدكلة كانت بريطانيا من أقولحكومة جنوب أفريقيا العسكرية ،كمع ذلك ى
الدكؿ يف عالقتها مع الدكلة اعبديدة.
كمن دل يعرؼ منهم ذلك فسيذكؽ الكثَت من سفالىتهم. كىكذا ىؤالء القوـ ،ى
32
يف اليوـ الثاين لسجٍت ،كيف الساعة اليت نكوف فيها يف الساحة الضيقة
الداخلية ،كيف الساعة العاشرة رأل السجانوف كاؼبساجُت صورم يف
رجال
كخرب القبض علي ،فصرخ اؼبساجُت لاحكُت أف بينهم ن األخبار ،ى
مهما ،كتبسم السجانوف ،كمضت اغبياة.
كنت أتوقع زايرة اؼبيحامية رل يف أقرب و
فرصة كىذا ما أخربتٍت بو -لىما
قيبض علي كاتصلت الشرطةي هبا من مركز بدنغتوف -أهنا ستحاكؿ اجمليء
قبل هناية األسبوع ،أم يوـ اػبميس أك اعبمعة ،كلكن دل تستطع ،فجاءىتٍت
كتبت فيها قصيدةن ،أكىؽبا أقوؿ: بتسما ،كقد ي لاحكا يم ن ن يوـ االثنُت ،فقابلتيها
ِ
غَة ة ة ة ة ة ِ ظَة ة ة ة ة ة ٌ
الم ُتكة ة ة ة ة ة ْ ش وَك َ س ة ة ة ة ْ
غةةةة و ةةةة ٌ
كربدثت معها بلغيت اإلنكليزية اؼبيتة ال اؽبزيلةى ،كأخربتٍت أف األخ أب
ي
عمار (ايسر السرم) مع بعض الشباب سيقوموف دبظاىرة أماـ رائسة
الوزراء تيطالب إبطالؽ سراحي ،فشكرت ؽبم هللا مع علمي أهنا ال تي ًٌ
قدـ ي
موقعا طيًٌبنا. ً
تؤخر يف القضية ،كلكن كقعت يف نفسي ن كال ٌ
يخ
السيء ،ؽبا اتر ه
اؼبيحامية امرأةه قويةي النفس ،ذكيةي العقل ،رافضةه للواقع ًٌ
طويل يف الدفاع عن «اعبيش األيرلندم» ،فهي ؿباميتهم ،ال أظن ن
أحدا ه
قيل لك إهنا تعمل يف اليوـ
كوبًتمها ،فلو ى
يراىا كيف تعمل كتنالل إال ى
33
أكثر من ستة عشر ساعة ًٌ
فصدؽ ،كلو قيل لك :إنو ال يوجد يف األرض
ؿباـ ـبلص يف الدفاع عن قضااي عمالئو مثلىها ًٌ
فصدؽ كذلك. و
ه
اظبيها :غاريث بَتس [ ،]Gareth Peirceكبَتس ىو اسم أسرة زكجها
كما ىي يسنة الغرب يف نسبة الزكجة ألسرة الزكج بعد الزكاج.
خصاؿ بعد إخالصها لعملها كتفاعلها مع موٌكًليها
و أعظم ما فيها من
ك ي
حوؽبم ،ىو حسها ًاؼب ىهٍت لً ىما ييبكن أف
كمن ىكىم فقط عندىا أىل السياسة ى
يقع معك كموقع قضيتك ،كىذا ىو اعبانب الضعيف عند إخواننا ،كمنو ى
كاف بعض اإلخواف يتهمها بلتقصَت ظانُت أهنا يبكن أف ربقق ؽبم أكثر،
قق ؽبم ،كعليو دباذا ً
األعرؼ ل ىما يبكن أف يوب ى
دائما يظهر أهنا ىي ى
كلكن ن
تطالب.
ىذه اؼبرأة دل أكن أعرؼ أثر لحكي كانبساطي فيها عندما ز ىارتٍت ،حىت
حت للحبيب رشيد رمدة بذلك ،كىو تعجبها مٍت كمن لحكي كأان
صر ٍ
يف سجن بلمارش ،كيف «الوحدة» سيئة ي
السمعة فيو ،كقد تندرت معي
مرة أخرل من أجل اغبديث عنبعدىا بذلك ،كخاصةن عندما جاءتٍت ن
لجرا»،
قضييت ،فما كاف منها إال أف قالت« :أعرؼ أنك اآلف ستتثاءب ن
فقد اكتشفت أنٍت كلما ربدثت عن مولوعي إال كبدأ التثاؤب يغزكين.
34
ربًتـ
(شاب جزائرم) إهنا ي ه ىذه اؼبرأة قالىت ألحد اإلخواف كىو بو تيمُت
قوما هبذه الصالبة كالقوة أماـ ًاؼب ىحن.
كثَتا كإهنا دل ىتر يف حياهتا ن
اإلخواف ن
يهدم هللاي قلبها لإلسالـ ،كقد ذكرهتا بذلك عدة
كدعوت أف ى
ي سبنيت
كم ي
ﱩﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙﱨ مرات ،كلكن
ً
قلت ؽبا كلمةن« :إف امرأةن عظيمةن مثلىك ال يى ي
ليق هبا ديننا [القصص ،]ٓٔ :كلقد ي
اإلسالـ العظيم»(ُ).
ي إال
(ُ) كقد طلبتٍت مرتُت للقاء هبا يف بيتها لتدارس ما سنعمل إزاءى القانوف اعبديد ،كالذم
خاص يب ،ككاف اللقاءاف بعد صالة الًتاكيح يف
قانوف ه
صرحت كزارةي الداخلية أكثر من مرة أنو ه
رمضاف ،كحضر أحدنبا معي الشيخ أبو اؼبنتصر البلوشي ،كاآلخر دكنو مع كجود و
إخوة يف ى
تعيشها ىذه اؼبرأة؛ فبيتها ال
ىلت لدرجة الزىد اليت ي
زكجها يف البيت ،كقد ذي ي
اللقائُت ،ككاف ي
اػبشب ،كأرليتو
ي كصف متوالع ،بل ىو ىخ ًر ه
ب قد تساقطت دىاانتو كتعرل ى يستحق
برز ما يف داخلها ،ككاف من رغبات كمقاعد اعبلوس قديبةه جدا ،قد ى
ي بساط فيها،
مكشوفةه ال ى
حصل ،مث لىما قدمت لنا القهوةى فإذا كل
ى حصل ما
ى شبابنا القياـ بدىاف البيت كترتيبو كلكن
ثلوما ،فكم سبنيت أف يكوف و
كوب ىم ناآلخر ،ككلها قديبةه ،ككاف نصييب ن ـبتلف عن ىه كوب
مشاىبنا اليوـ يف يىجر ًاهن يم الدنيا كهذه اؼبرأة اليت عي ًرض عليها لقب «ليدم – [ »]Ladyمن
و
حقوؽ
ى وبًتـ
اللقب من بلد ال يي اؼبلكة الربيطانية إليزابيث فرفضتو ،كقالت« :ال يي ٌ
شرفٍت ىذا
أحدىم عيرض سبوف على ًىبات أكلياء األمور ى
الك ىفىرة ،كدل أظبع قط أف ى اإلنساف» ،كمشاىبينا ير ى
عليو الوزارة فردىا دبا ردت بو غاريث بَتس على اؼبلكة إليزابيث.
35
سد اإلخواف أهنم
كرب ي قضية ىغ و
يبية قط ،ى لألسف ىي ال ربمل يقيننا على و
ي
يشعركف بليقُت على ىذا اإلسالـ العظيم.
فكتبت القصيدةى ؽبا كىي سريعةه
ي توقعت ؾبيئها يوـ االثنُت،
ي كنت قد
ي
كتبت لزكجيت كأبنائي رسالةن أطمئنيهم فيها على نفسي كأين يف
جدا ،ك ي
أحسن و
حاؿ مع هللا كمع نفسي ،كقد كقعت الرسالة من األىل كاؼباء البارد
تسليمها لألىل كإال الهتمت
على الظمآف ،كالرسالة مع اؼبيحامية ألنو ييبنىع ي
(ُ) إال أنو كمن غرائب األمر يف ىذه «الوحدة» العاتية يف شدة اغبراسة -فما من حر و
كة
كجدت ىمن عرض دقيقا-
تفتيشا ن
عده ن تتحركها إال مصورةه ،كما من و
انتقاؿ تنتقليو إال كتيفتش ب ى
ي
أحدىم ،كقاؿ« :ىل تريد علي بيع ًٌ
اؼبخدرات ،فذات و
ذبوؿ يف الساحة اػبارجية تقدـ مٍت ي
نطق كلمة «حشيش» بلعربية مع أنو إنكليزم كال ي
يعرؼ غَت لغة حشيشا؟» ،كالغريب أنو ى
ن
كقلت لو:
مت لو ي بلده ،بل لغةى الشارع فيها ،كلعلو تعلمها من ىذا الشارع العجيب ،فتبس ي
و ً
أدخ ين أم شيء ال اغبشيش كال السجائر» ،كىذا يدؿ أف السجانُت ى
أنفسهم فيهم «أان ال ٌ
تنهار األبنية مهما بلغت قوهتا
أبدا ،كمنو ي فساد ،كىو العنصر الوحيد الذم ال يبكن إغالقو ن
يقعوف يف ىذا األعماؿ طلبنا بعدىا أف السجانُت مر و
ات كثَتة جزـ رل الكثَت ى
ى كصالبتها ،كقد ى
يل كل القلوب إليو إال اؼبتعلقة برهبا.
للماؿ الذم ىسب ي
37
من بدين ،كلذلك رأيت الضحكات من السجانُت كاؼبساجُت كأان أقف
على اآللة الرايلية -كمنها ثالث آالت يف القاعة الداخلية -ألمارس أكؿ
عملية ر و
ايلية ،إذ رأكا شيئنا غريبنا ككتلةن دىنيةن ثقيلةن تسعى ؼبمارسة الرايلة، و
كقد رأيت الضحكات فلم أعبأ هبا كازبذهتا على كجو الدعابة ال
يل ىذه الدىوف كالشحوـ ،كحبمد هللااالستهزاء ،كقررت من يومها أف أيز ى
و
شهور بلغ كجودم يف بلمارش سبعةى
كىا أان أكتب ىذه الكلمات كقد ى
لت ِْ كيلو من ىذه الشحوـ ،فوزين اآلف ىو ٖٓ كيلو ،كال و
اتمة أز ي
كقت و
قادـ أفكر إال بتثبيتو على ىذا النحو ،كىذه قضيةه ردبا أعود ؽبا يف و
ي
و
ككرقات اتلية.
«الوحدة» أبف ى
طلب منو نقلي إذل حيث اإلخوة الثالثة كأخربين هبذا
لعف لغيت
ى الطلب ،كقد أر ىاد مساعديت ألكوف معهم كجعل اغبجة
كحاجيت لًتصبة اإلخواف رل كطلبيو ىو رغبيت كال شك.
اإلنكليزية ،ى
صليت اعبمعة التالية ،كبعد اعبمعة جاءين أحد السجانُت كأخربين أين
ي
فقلت :جاء الفرج ،كفرح رل اؼبساجُت أين سأنتقل عند
قلت إذل فوؽ ،ي ني ي
أصدقائي من العرب.
بعيدا حىت عن ظباع صويت ؽبم نعم ،نيقلت إذل فوؽ ،كلكن و
عبهة أخرل ن
كالمنا كتكبَتاتىنا قهرهتم ،فقرركا حىت إبعادم
كعلمت أف ى
ي صوهتم،
أك ظباعي ى
و
بكلمة ؾباؿ أف أتكلم
صوهتم كليست صورىهتم فقط ،كلئن كاف ىناؾ ه عن ً
بية كاحدةو يف الزنزانة األكذل ،فإف األسبوع كاف ينقضي دكف أف أظبع أك
عر و
و
بكلمة عربية يف الزنزانة الثانية فوؽ. أف أتكلم
41
شعرت
ي البعيد عن الشباب،
ى القسم
ى كفوؽ ىذا قسماف ،كاختاركا رل
خَت أكثر و
بكثَت فبا ببعض القهر كلكن عدت لنفسي أف ما عندم من و
ى
أستحق ،فاغبمد هلل رب العالىمُت.
كشعرت برق وة يف
ي كداع يؿب وٌ
ب معي بلقسم ى
عند نقلي كدعٍت ىمن كاف ى
أمكث معهم سول أسبوعُت فقط ،كلكن كبقر و
ب منهم مع أين دل ي ً
قلوهبم ي
طبيعة العالقة األكذل ككقعها على النفس.
حديث ليلي مع أحد ،كعلى
ى زنزانةه جديدةه ،كيف «الوحدة اػباصة» ،كال
الباب يمعلقةه كرقةه عليها درجيت األمنية «عالية السرية».
41
كصار ىحٍت
الكوف ،كقد ربدثت معو عن اإلسالـ ،ككعدين أف يفكر بألمر ،ى
يغَت دينو فلن يكوف يف السجن ،كلكن بعد اػبركج ،ككنتأنو إف قرر أف ًٌ
كحده ال بيد ً
غَته. أيلًح عليو أف يسارع قبل اؼبوت ،كلكن ىداية هللا ً
بيده ى ي
مرة أخرل ألف لو حكاية مع اإلنكليز ،كأم كسأعود ؽبذا الشاب ن
حكاية!
(ُ)
أخربين األخ اغببيب رشيد رمدة لىما قرأ كالمي ىذا أف اظبىو «ماكازاكا» كقد ى
مكث معي
مدة يف ىذه «الوحدة» قبل ؾبيئي.
ن
42
علمت منو
ي شاب عمره أقل من ثالثُت سنة ،ييذىلٍت ىدكؤه كاطمئنانو،
ه
ملحد ال يؤمن بدين ،كىذا أخذه من أبيو ،إذ أبوه عمل لد فرانكو
أنو ه
اإلسباين ،ككاف شيوعيا ككذا أيمو ،كقد تناقشت معو حوؿ ىذا األمر ،كال
أدرم مدل أتثَتم فيو.
مضطرب ،كدل ىأره ساخطنا قط ،يعيش هبدكء اتـ كأنو يف
ن يوما تىعًبنا
دل ىأره ن
خرجت؟».
ى بيتو ،كسألتو« :ماذا ستفعل لو
فأجاب« :سأعود ألحرر بلدم من اغبكم اإلسباين».
كنت أظن أين الوحيد الذم أدرؾ ىذا منو ،كلكن جاءين بعد أسبوعُت
ي
أحد الشباب العرب -كما سأذكر عندىا -كالتقيت بو بعد شهرين كىو
فقاؿ رل ما أقولو ىنا.
يف نفس القسم ،ى
43
يكوف كل شبابنا مثلو ،ىذا
ى :آهو كألف وآه كحسرةو أال عم ر خم
الشاب الذم ال تراه إال صامتنا ،كإف ربدث فبثقل اللساف اعبزائرم اؼبعركفة
هبا بعض اؼبناطق ىناؾ ،كإف عمل فهو الدكالب الذم ال يتوقف ،ال
الكلل كال يبلك أف يهدأ ،ككهللا لوال ـبافة أف تقع ىذه الورقات بيد
يعرؼ ى
الع ىجب،
ألخربت أىل اإلسالـ عن أبنائهم ى ي األخباث فتيتخذ لده
فيكوف ؽبم قدكة.
ى يعمل أمثاؿ عمار ـبلويف
كلكشفت للشباب كيف ي
ي
أملك ً
أقدر أف أيكفٌيىهم حقهم يف اغبديث كال ي كم أشعر بلقهر أين ال ي
شهيدا.
سول الدعاء لو كألمثالو ،كلكن يكفيو أف هللا يعلمو ،ككفى بهلل ن
مطلوب اآلف ألمريكا ،قيبض عليو قبل عاـ من القبض
ه ىذا الشاب
كدائما يولع أبنو ًصلةي العالقة مع تنظيمات متعددة من قًبىل
ن علي،
جهات و
أمنية. و قطعا إال من
الصحافة ،كالصحافة ال أتخذ ىذا ن
كبذؿ النفس
كترؾ النقد ى
ما رأيت منو إال دماثةى األخالؽ كحب الناس ى
(مرة أخرل أشعر بلقهر أال أربدث عنك اي
ود اليد كشجاعةى اإلقداـ .ن
كج ى
ي
عمار).
44
كقفار كجباؿ من
ه كدايف
ه ألايديك
ى تشهد
ى يكفيك أيها اغببيب أف
ى
جهودؾ تطأ عليها قدـ و
ؾباىد كيلبىس عليها اجملاىد ثيابىو ..كيكفي ..كيف ى
ي
القلب ىغصة!
صطفى بس :ه
شاب ىو الربكاف ،دل ىأره قبل إال عندما قيبض علي اؼبرة
ت حورل لعلي خرجت من غرفة أخذ البصمات ككنت أتلف ي
ي األكذل ،إذ
قائال« :صربنا ،فإف
حليق يصرخ يف ن
شاب ه
بض عليو معي ،كإذ ه
أعرؼ ىمن قي ى
اؼبوعد اعبنة» ..ىمن ىذا الشاب؟ ال أعرفو كدل ىأره من قبل!
ى
أخربين بعد اللقاء بو يف «الوحدة اػباصة» يف سجن بلمارش أف من
ألكؿ مرة ،كىا أان أر ىاؾ ىنا يف السجن ،فاغبمد هلل ًٌ
رب العالىمُت».
ىذا شاب دائم اغبركة ،طيب القلب ،تزكج قبل سجنو من و
أخت من ى ي ه ي
كترؾ يف
ينعم معها أبايـ حىت قيبض عليو ،ى
يكد ى
أكركب الشرقية ،فلم ى
يدب على األرض.
أحشائها جنيننا حبيبنا ،كابنيو اآلف ي
كثَتة يف السجوف
أكقاات ن
ب لعدة دكؿ ،مع أنو أمضى ن
كىو كذلك مطلو ه
الفم ماء!
من أؼبانيا إذل بريطانيا ،كغَتىا ..كيف ى
45
الدمعة كالتأثر ،فما أف تتحدث عن الدين كاإليباف كاعبهاد إال
يع ى سر ي
تشعر بو يتحرؾ ككأف بو الفر ىح العارـ ،ككانت تكبَتاتيو ىي سبب نقلي إذل
فوؽ -كما تقدـ ،-فإنو دل يكد يسمع حديث أصحاب األخدكد حىت
ساة القلوب!
أزعج قي ى
كبػىر كبشدة ،كبتكبَتاتو ى
أسرؾ.
كيفك ى تك ي ك اي مصطفى ،كأسأؿ هللا أف ييثبًٌ ى شه يد هللا على يحبًٌ ى
أي ً
ك أمثاؿ مصطفىً ،
كشهد هللا أنت عظيمةه اي أرض اعبزائر إبخر ًاج ً
ككم ً
ى
مثيل ؽبا يف الدنيا كيف و
[أين] دل ىأر أرؽ من قلوب أىل اعبزائر ،مع لبوة ال ى
األرض كلًٌها!
47
و
كبلهجة اغبكاـ كأمريكا ،هللا ينصركم ،كال يهمك» (كلمات امرأة عجوز
فلسطينية و
أردنية عامية). و
تفرغ صالح غبفظ القرآف يف السجن ،كيف مدة ثالثة شهور حفظ شبانية
ذكرت طرفةن لو يف كتاب «شذرات من اغبياة» ،ذلك أنو قاؿ:
أجزاء ،كقد ي
مت ػبطبة
كنت أخاؼ يف اػبارج إف تقد ي«إف حفظي للقرآف أعجوبة؛ فقد ي
و
سورة «البقرة» فأتورط ..اآلف اؼبهر ه
جاىز لو تشًتط ى
ى متدينة أف يد بنت
طلبت ذلك».
ماض كاف لو ككيف ىوىمن رأل جسم صالح كما يخط عليو ،ىعلً ىم أم و
يعجب ألف ىذا ىو اإلسالـ العظيم كقدرتو على ربويل اػبلق.
ى اآلف ،كلن
اي ربنا لك اغبمد حىت ترلى على نعمك العظيمة ،كأعظمها نعمة
اإلسالـ ،كنعمة دمحم ﷺ(ُ).
(ُ)
قررت قراءهتا عليهم عند لقائنا
أبياات سريعةن ي
ذكره -نقلت فيهم كبلشيخ يونيس -اآليت يكقد ي
شديدا ،كىذه األبيات ىي:
فرحا ن
يف األسبوع الثاين من لقائي ،ففرحوا هبا ن
48
بعد عشرة و
أايـ من كصورل بلمارش ،كأان يف مكاين األكؿ ،أىل علينا
يليق هبذا الشهرشهر رمضاف اعبميل الرائع ،كالسجن حبق ي اف ي كاإلخو ى
و
العظيم ،فأنت يف خلوةو فيو من أكؿ يوـ لنهايتو ،كإين أي ي
شهد هللا تعاذل أين دل
أغبق ً
حاكلت أف ى
ي أصبل من ىذا الشهر يف بلمارش ،كقد رمضاان ى
ن أعش قط
طويال
أعماؿ يف ىذا الشهر سبنيتيها ن ببعض ما كصل إلينا عن السلف من و
ً
كدل أقدر عليها إال ىنا سجيننا ،فاغبمد هلل ًٌ
رب العالىمُت.
50
عظيما،
خَتا ن
الوليد األنصارم من أجل دراسة كلع ابنو كليد ،فرأينا فيها ن
خَت اعبزاء.
القائمُت عليها ى
ى فجزل هللا
كدين ىم و
تُت ،يلتزـ قومي و ىذا الشيخ -أم يونيس -حبق صاحب يخلي وق و
ي
و
كظباحة ،كاف ال بلسمت اإلسالمي ،كيف كجهو ىيبةي الشيوخ مع و
طيبة ى
طلب منو ذلك ،كقد عرؼ كيف يتعامل معاَن عن تقدمي يد العوف ؼبىن ى
يتو ى
اؼبسؤكلُت يف بلمارش ،كلذلك حص ىل للمسلمُت الكثَت من اغبقوؽ.
فطلب و و كلكن شدة األكلاع يف بلمارش من مر و
أرىقو ىكتقييد ى كتفتيش اقبة
الناس عكد األلحى عيد يوـ ففي ذلك، لو فكاف آخر نقلىو إذل و
مكاف
ى ى
كأخرب اؼبصلُت بعدىا أنو انتقل إذل إمامة اؼبسلمُت يف إحدل اؼبستشفيات
القريبة من بيتو ،كلكنو دل ينقطع عن الزايرة لنا يف بعض أايـ األحد ،فيأيت
قليال
للحظات يقف مع اإلخوة من كراء الباب (بب الزنزانة) فييحدثهم ن
كيبضي ،كإف جاءى كقت خركج اإلخوة لساعة االجتماع يف داخل القاعة
قليال.
كقف معهم ن
ى
فذىابك عنا خسارةه لإلخوة كال
ى جز ىاؾ هللا اي شيخ يونس خَت اعبزاء،
شك!
51
أحد من األئمة العمل يف بلمارش لً ىما يعلموف من
كبعد ذىابو دل يقبل ه
سوء األحواؿ ىنا ،فالشيخ يونيس قد كتب فيو اإليطارل السجاف اػببيث
تقر نيرا أنو هبلس معنا يف داخل الزنزاانت مع أف ىذا اإليطارل يتعمد
منافق؟).
الضحكات معو كمع اإلخوة (أدل أقل عنو إنو ه
كلذا كاف وبضر للجمعة بعض أصدقاء الشيخ يونس من اإلخوة العجم،
شاب اظبو عبد هللا،
فيخطب ه
ي فيخطبوف كيذىبوف ،كمرات ال أييت إلينا أحد
كىذا كلو حديث ،بعد انتقارل من «الوحدة اػباصة» إذل السجن العاـ مع
الشباب الذين ىم معي ربت طائلة القانوف الديبقراطي اإلنساين!!
53
فيق
كقطعا أف كل السجن يى ي
كسط الليل على صديقو اؼبقابل لنا فىػيىػيرد عليو ن
على ىذا اغبديث كالنداء.
غَت اإلسباين كالسيخي كىذا اؼبريض كصديقو ،كاف معنا ىنا أربعةي
أيرلنديوف ،كلهم قضاايىم تتعلق بلتفجَت ،كىم يف نفس قضية الشاب
عقاب
بعد عنهم ن علمت بعد ذلك أنو أي ى
ي الذم كاف معي يف األسفل ،كالذم
التفتيش يف ىذه
ى رفض طلبنا من الشرطة بتفتيشو ،كذلك أف
لو ألنو ى
و و
تفتيش يف
ه فشعر ىذا الشاب أنو «الوحدة» يتكرر ن
كثَتا ،كبطريقة يمزرية ،ى
شجاع ،كمع شاب صغَت ًٌ و
ه فثار عليهم ،كىو حبق هالسن ى نيات أخرل كونيو ى
اىتماـ بقضية بلده (أيرلندا) كربريرىا من اإلنكليز ،كقد
ه صغره لكن لو
وبًتـ جهاد أىل فلسطُت لكن ال يفهم كدل يقتنع حادثتو فوجدتو ي
نفسو!»، اؼبرء ر بلعمليات االستشهادية ،كقاؿ« :ال أتصور كيف ي ً
فج
ي ي ي ى ٌ
فكاف جوايب لو« :إهنا اعبنة».
قعد يتحرؾ
من األربعة الذين معي فوؽ :اثناف أى ىخواف ،أحدنبا يم ه
و ً
وٌ
حديدم مسمار أسبوعا ،إذ أيجريىت لو عمليةي زرع
ن غاب عنا
بلعصي ،كقد ى
امتعاض لعاؼ القلوب
ى برزا كييثَت
عاد كاف ىذا اؼبسمار ن
يف رجلو ،كلىما ى
معنا.
54
األيرلنديوف معنا طيبوف ،كيسارعوف للصداقات ،فقد ظبعٍت ىذا
55
أخ من اإلخوة ،دل يكن رل
ت إرل كعانقتو فإذا ىو ه
مت فالتف ى
النافذة فسل ي
عرض عن ذكر اظبو و و
ػبَت لو حىت ال يؤذل. كبَتي معرفة بو ،كسأي ي
أخا طيبنا
إذف جاءين أخ عريب ييذىب عٍت بعض الغربة ،كقد كاف ن
آاثرىا يف كجهو من الضيق سهال ،كلكن التهمة الشديدة مع كذهبا كانت ي
ن
كإذىاب
ى فحاكلت التسليةى عنو
ي قادـ من اؼبيحاكمة كالتعب ،كخاصةن أنو ًٌ
لتوه ه
كحشتو فانفرجت بعض أساريره .مث نيقل ىذا األخ إذل السجن العاـ بعدم
ؿباكمة كال و
هتمة ،كىكذا و بشهر ك و
احد ،مث بعد ستة و
شهور أخلوا سبيلو بال و
اػبطر عن طريق لحااي منمرركا اللعبة األمنية على شعوهبم كلخموا ؽبم ى
اؼبسلمُت ال انقةى ؽبم كال صبل ،كدفعوا ىذا من حياهتم كنفوسهم كقلوهبم،
كىذا األخ الطيب كاف يف قسم التعليم عندما جاء أمر اإلفراج عنو ،كجاءه
اغبارس ليخربه أف عليو أف يذىب إذل قسم يف السجن ألهنم طلبوه فسألو
الشباب عن السبب ،فلم ييًرٍد اغبارس ى
إخبارىم حىت أصركا عليو فأخربىم،
نفسو لبلده ،كقاؿ ً فتعجب األخ جدا ألنو كاف قبل و
قليل يفكر أف ييسلٌم ى
العذاب البدين كال ىذا العذاب النفسي» ،كمع ذلك جاءهي ألخ معو« :
و
غبظة كىو هبمع متاعو غَت م ًٌ
صد وؽ ،كيظن أهنا ىمكيدةه الفرج كبقي إذل آخر و
ي ى ى
لو.
بؼبغص عندما ىبرج أحد اؼبساجُت ألهنم كالعجب أف اغبراس ييصابوف ى
يشعركف بػبطر على كظائفهم ،فلو ىخلىت السجوف لصاركا يف الشارع.
56
كاف رمضاف ،ككانت صالة العصر قريبةن جدا من صالة اؼبغرب ،فردبا
دخلت صالة العصر كاؼبغرب كأان يف الساحة اػبارجية ،فكنت آخذ معي
سجادة الصالة ،كبعض حبات سبر لإلفطار ،كدل أكن أعلم أف ىذا األمر
مسموح بو أىـ ال.
ه
تغَتت كجوه السجانُت غضبنا عند قدكـ األخ ،فاإلعالـ فعل فعلىو ،فلما
األخ حبات و
سبر ،كأعطيتو أعطيت ى
ي طيلب منا اػبركج إذل الساحة اػبارجية،
مانعا لنا ضبل
سجادة الصالة ،كما كدان لبرج حىت اعًتلنا أحد السجانُت ن
أم و
شيء للساحة اػبارجية؛ ال التمر كال سجادة الصالة ،كقاؿ« :ىذا لد ًٌ
القانوف» ،ارتفعت حراريت كلغطي كغضيب ،فقد كاف تصرفنا مبنيا على
كتمو ،فقلت لو« :كلكن الكل أيخذ معو و
حقد دل يستطع ىذا السجاف ى
الفواكو للساحة اػبارجية» ،فقاؿ« :ال ،غَت صحيح» (ال تتعجب من
كذبو ،ألنو إنكليزم كقح!) ،فاشتد صراخي كىي اؼبرة الوحيدة يف ىذه
أعداد من الشرطة على
ه فهجمت
ى كغضبت،
ي لت هبا «الوحدة» اليت ى
انفع ي
لنصلي على
ى الصراخ ،كيف النهاية يمنعنا كما أراد ىذا الشرطي ،كخرجنا
األرض الصلبة اؼبيتعبة ،كيتأخر إفطاران إذل ما بعد دخوؿ الوقت.
57
مسؤكؿ العنصرية
ي علمت بعد ذلك أف ىذا الشرطي اػببيث
ي العجيب أين
يف ىذه «الوحدة» ،يعٍت «حاميها حراميها» ،بل أتكدت بعد ذلك -كىذا
مسؤكال عن مكافحة العنصرية
ن إبصباع من اإلخوف -أف السجن ال يضع
و
حاقدا على كل ىمن ىو غَت إنكليزم،
يف السجن إال ىمن كاف عنصرناي حبق ،ن
كلعلي آيت على الشواىد بعد ذلك(ُ).
يوـ اػبميس.
كاف ىذا اليوـ ى
(ُ) أخربين رشيد بعد ذلك أف ىذا اػببيث مسؤكؿ العنصرية ،كاف يتعمد إاثرة إبراىيم
عيدركس ليؤذيو ،فاألخ إبراىيم تربيتو عسكرية ،كما سيأيت ،كفيو اعتداد ،فما أف يشعر بوخزة
اكم عليو (كسيأيت يثور ،كىكذا كاف ينجح ىذا اػببيث معو ليدفعو و
لعمل يوب ى أحدىم لو ،حىت ى
شرح احملاكمات يف السجن إف شاء هللا) .ككذلك أخربين اإلخواف أف ىذا اجملرـ استغل
خركج اإلخواف إذل الساحة اػبارجية -يوـ أف كانوا يف «الوحدة اػباصة» -ى
فبقي أبو ريدة (أبو
كقاـ
فدخل عليو اجملرـ مع اثنُت من اغبراس كلربوه؛ إذ قيده االثناف ى
ى رظبي) يف زنزانتو ؼبرلو،
يض ال يقدر على ىو بلضرب ،فلما شكى عليهم احتجوا أنو ىو الذم كاجههم (مع أنو مر ه
اج الرايح.
اغبركة) ،كلعدـ كجود شهادة مع األخ ،ذىبت [اغبادثة] أدر ى
كقد جاء ىذا الشرطي إذل السجن العاـ كرآين ،فتعجب من كزين ،فسألٍت فلم أيًرد أف
أكلمو كأغلقت معو اغبديث ،فتوجو إذل رشيد رمدة ،كقاؿ لو« :عثماف (كىو اسم ىج ًٌدم كما
العادة يف التسمية ىنا) نزؿ كزنو أكثر من أربعُت كيلو» ،فرد عليو رشيد ردا أر ىاد سبو فيو،
فقاؿً « :من قهركم كنبومكم كمشاكلكم معو» ،فرد اػببيث« :لكن كبن نراه يبارس الرايلة
سباما ،يف كل تصرفايت ،كأهنم يتحدثوف عٍت فيما بينىهم.
ب ن فعلمت أين مراقى ه
ي جيدا»،
ن
58
[كيف] يوـ اعبمعة الذم يليو ،حدثت اإلخواف بألمر ،فأخربين عمار أف
السماح حبمل سمح ضبلو يف الساحة اػبارجية ،كفيها ً
ي ىناؾ الئحةن ل ىما يي ى
الفواكو ،كما ييعُت على الصالة ألم دين ،مع إمكانية السجُت فبارسة
عبادتو ؼبدة طبسة عشر دقيقة ،كقاؿ رل« :سأقرؤىا على السجانُت» ،كقاؿ
حاججهم هبا» ،كأعطاين رقم
رل« :ىي موجودةه عندان يف القسم كيبكن أف أي ى
حبثت عن ىذا القرار فلم أجده عندان ،كقد تبخر ،لكن
القرار ،كلكن ي
كىب ىرب ىذا السجاف (مكافح لقسم ًو أف ى
أيخذه ي استطاع عمار بعد عودتو ً
ى
ىبجل فهو إنكليزم.
العنصرية) بو ،كلكن ال تتوقع أف ى
كلىما خرجنا يف اليوـ التارل ضبلنا معنا ما أردان ،كلىما كصلنا للتفتيش قاؿ
لنا ىذا اؼبكافح لػ«العنصرية» اػببيث« :ؼباذا ال أتخذكف معكم التمر كما
يلزمكم؟» فأريناهي ى
التمر من جيوبنا! (كقاحةه ال تيصدؽ إال من ىذا اعبنس
من البشر)(ُ).
(ُ) التقيت يوـ اعبمعة يف الصالة بشابُت جاءا مع األخ اعبزائرم الذم جاء عندم ،كلكن
سابقا.
كنت فيو ن يكلعا يف اؼبكاف الذم ي
كبعيدا عن اظبيهما كصاحبهما ،لكن
شابف جزائرايف ،نبا من زىرات اغبياة اإليبانية حبق ،ن
ائرا ،فجاء على ً
أخا ز ن
طيب القلب ،ىح ىس ين اػبيليق ،قي ٌد ىر لو فقط أف آكل يف بيتو ن
أحدنبا شاب ي ى
تسب صادؽ القلب ،ترؾ كراءه زكجتوهتمة ليفو كليس لو يف األمر كبَت معرفة ،لكنو يؿب ه
61
أربعة و
أايـ على قدكـ ىذا الشاب اعبزائرم الطيًٌب (أم يف
لرب
ى خرجت إذل الساحة الداخلية حىت
ي ِِ ،)ََِِ/ُُ/كما أف
أحدىم على كتفي من اػبلف ،فالتفت فإذا ىو األخ اؼبيحتسب :عادؿ
عبد اجمليد اؼبصرم.
أخذتٍت اؼبفاجأة كأخذتو بقوةو ن
معانقا ،فقد مضت أربع سنوات كىو
مسجوف مع األخ إبراىيم عيدركس اؼبصرم كخالد الفواز من أرض اعبزيرة
اإلسبانية كابنىو ،كقد قابلتهما بعد ذلك يف الزايرة ،كدل تىطيل مدتو يف بلمارش؛ ستة أشهر،
اآلخر معو يف رؤاي أنو سيخرج قريبنا ،فلما جاءت احملامية لو كقاؿ ؽبا إنو
حيث رآه األخ ى
طويل» ،فقاؿ ؽبا عن الرؤاي ،فضحكت كأخذت األمر سيخرج ،فتعجبت كقالت لو« :األمر ه
ىزنال ،ككاف اللقاء يوـ األربعاء ،كيوـ اعبمعة أصر القالي على إطالؽ سراحو مع رفض
كجوده يف السجن ال سبب لو.
الداخلية ،كقد خرج بفضل هللا تعاذل ربت إصرار القالي ألف ى
أعش يف حيايت قط أصبل من أايمي يف السجن من تالكة و
قرآف ىذا األخ قاؿ« :كهللا دل ً
ى ي
و
كمطالعة». كعبادة كقر و
اءة و
اآلخر ىو صاحب الرؤاي الرائعة ،لىما رأيتو يوـ اعبمعة احتضنتو مع أخيو كىو قليل ى
و و
الكالـ ،فصربتو دبوعظة يسَتة ،كدل أجد على كجو األخوين سول البسمة كالرلا .قاؿ رل يف
أبسبوع،
و اعبمعة التالية إنو رأل عناقنا السابق يف اعبمعة السابقة يف اؼبناـ قبل القبض علي
كلحك اعبميع .ىذا األخ
ى فصرخت فيو يمتصنًٌ نعا الغضب « :ى
رؤايؾ ىي اليت سجنىتٍت» ،فتبس ىم ي
كخلي وق ،كىو أشبو بعمار ـبلويف حفظهما هللا تعاذل. صاحب و
دين ي ي
60
ؼبطالبة أمريكا هبم ربت ًٌادعاء مشاركتهم كمعرفتهم بتفجَت سفارهتا يف تنزانيا
ككينيا.
61
علمت أنو يرددىا يف السجن:
ي مشهور بُت اإلخواف بصربه ،كلو كلمةه
ه
عنكم ،أحياءن أك
غما يبرلاكم أك ير ن
ي «سنخر يج من ىنا رغم أنوفكم،
أمو ناات!» ..كقد صدؽ.
،»]Highى
بقي فيو إذل يوـ إحضاره إذل [Down اظبو «ىام داكف -
«الوحدة اػباصة» كما ذكرت.
62
صابرا مع أنو ىجلً هد كقوم يف مصارعتو
عادؿ عبد اجمليد رأيتو يؿبتسبنا ن
و
خاصة ،كذلك أبف للشرطة كاإلداريُت يف السجن ،فهو صاحب نظرية
يشغىلهم كييتعبىهم كلو أدل للتضيق عليو(ُ).
مكث عامُت كنصف ال يقبل بزايرة أىلو لو يف بريكستوف
أخربين أنو ى
فبقي
بسبب ؿباكلة بعض السجانُت رؤية كجو زكجتو كزكجات اإلخوة ،ى
طيح دبدير السجن.
يمصرا حىت أي ى
أحدا يقدر على ما ً
يقد ير عليو كقصصو يف ىذا الباب تطوؿ ،كال أظن ن ى ي
عادؿ يف ىذا الباب.
فصرت
ي اؼبهم جاءين عادؿ إذل «الوحدة اػباصة» يف سجن بلمارش،
تصلح
ي ؿبظوظنا بوجود أخوين معي ،كلكن صارت الفسحة اػبارجية ال
(ُ)
جاز يف إخراجها،
كمن ذلك أف رسائلنا إف كانت بلعربية ،تيًتجم إذل اللغة اإلنكليزية لتي ى
عادؿ إال أف صار أيخذ بكتابة رسائل متعددة يف األسبوع ،كفيها ؾبرد كالـ، فما كاف من و
يدة ،كبلفعل ردبا الحظ اػبيبثاء ذلك ،فصارت الرسائل كتاب أك جر و
كمرات ينقل الكالـ من و
سبكث أسبوعُت عندىم مث زبرج ،لكن اؼبضحك أف زكجتو ي سبكث شهرين صارتى بدؿ أف
قالت لو« :كنت أقرأ رسائلك كدل أفهم عليها شيئنا ،كأاتبع القراءة ،كأقوؿ :أين اؼبولوع؟
يكشف ما يريد ،كيف النهاية ال شيء» فأخربىا كأاتبع كأقوؿ :لعل ما ىو و
آت يف الرسالة
ي
القصة ،فكانت طيرفة.
63
للحفظ كال للمراجعة ،كإمبا ىي للحديث مع األخوين ،كعادؿ لو نظرية
صبيلةه يف ىذا الباب ،كىو أنو يقوؿ« :ىنا للحديث ،كلىما يي ى
غلقوف عليك
الباب سبًٌح هللا كاقرأ القرآف على راحتك» ،كقد صدؽ؛ فهناؾ ه
كقت كأنت
تفرغي فيو لعبادتك(ُ).
خلف األبواب ،ى
وبدث شيءه يستحق الكتابة يف «الوحدة» إال بعض األحداث
دل ي
اليسَتة ،كىي:
منفصل عن «الوحدة»
ه أيخذت من «الوحدة» إذل القسم الطيب ،كىو
مصاب بلسكرم ،كال
ه كمتصل بلسجن العاـ من أجل فحص العيوف ،فأان
ه
جديدة علي،
ن بيد من الفحص ،فأيخذت إذل القسم الطيب ،ككانت ذبربةن
كإف كانت كقعت مع اإلخواف ،فأنت تيقي يد من يديك كنبا يمقيداتف بيد
لخم يتعمد اثلث مع و
كلب و آخر ،كيبشي كراءؾ ه
شرطي يرافقك مع شرطي ى
(ُ) كدبجيء عادؿ صرت أسبتع إبفطار رائع يف رمضاف من كوب شوربة يصنعو ىو ،كىو طاهو
فبتاز يتفنن م القليل حىت أييت منو الكثَت من األلواف الرائعة من األطعمة ،كصران حبمد هللا
معا عند الفتح علينا يف الساعة الداخلية كاػبارجية ،كقد منعنا السجانوف من
نصلي العصر ن
الصالة داخل الزنزانة كطلبوا الصالة منا أمامهم ،كذلك حبجة درجتنا األمنية العالية (عجائب
بلمارش!).
64
أف ييشَت لو إشارات ذبعل الكلب ييصدر نبهمات الغضب ،كذلك إلخافة
السجُتً ،
كشهد هللا أين كنت ألحك ،فاؽبركب من سجن بلمارش أظنو
لرب من اؼبستحيل بوجود الكلب كعدمو.
ن
يف منصف رمضاف رتبت اؼبيحامية (كىذا حق للسجُت) اجتماعي مع
اإلخوة الذين من نفس القضية يف السجن العاـ ،فأيخذت على الطريقة
اليت أيخذت هبا إذل العيادة العامة ،كىناؾ كانت اؼبفاجأة برؤية األحبة :بو
تيمُت ،كابن ىويدم ،كبن موسى ،كبن عيسى ،كلكن اؼبفاجأة األكرب ىي
و
صهيب اللييب ،فلم أكن أعلم أنو قيبض عليو ،إذ كجود األخ الشيخ أيب
تفصيل ىؤالء الشباب الرائعُت،
ي قيبض عليو بعدم كىو يف اؼبطار ،كسيأيت
كبسبهم من أىل الصالح كهللا حسيبهم.
قابلت اإلخوة بلعناؽ ،كرأيت بعض الدمعات يف عيوف و
بعض منهم،
ً
الود كتنزيل الوزف كالتذكَت
ككانت جلسةن دل يكن فيها إال حديث اغبب ك ٌ
فرحا
فرحت لرؤيتهم ني بلصرب ،كأف ما كبن فيو ىو النعمة العظيمة ،كقد
بلعادل اػبارجي كىذا
كظبعت منهم بعض األخبار ،فهم يتصلوف ى
ي عظيما،
ن
خاليف.
ساعة تقريبنا مث أيعدت إذل «الوحدة».
امتدت اعبلسة ن
65
بعد ؾبيء عادؿ أبسبوع ،قامت إحدل الشرطيات كشطبت عن الورقة
اؼبيعلقة على زنزانيت الدرجة األمنية من «ىام ًر ٍسك [شديد اػبطورة -
»]High riskإذل « ،»CAT Aكىي بًشارةه جيدة ،كإف كانت يف ذلك
الوقت ال تىعٍت أم تغيَت ،إال أهنا تي ًٌ
بشر بقرب انتقارل من ىذه «الوحدة»
كتسمح رل ىذه اؼبرتبة (مع
إذل السجن العاـ مع اإلخوة من نفس القضية ،ى
أهنا عاليةه يف األمنية) أف أتكلم يف اؽباتف بللغة العربية ،لكن ما زاؿ اإلذف
ً
مت بلكالـ يف اؽباتف دل أيت ..كبعد شه ور كنصف ن
سباما جاء اإلذف ككل ي
األىل ،كاغبمد هلل ًٌ
رب العالىمُت. ى
بعد و
شهر كنصف من سجٍت ،جاءتٍت رسالةه من األىل ردا على رسالىيت
كدخلت
ي فرحا هبا،
كقعت يف يدم نزلت دموعي نمع اؼبيحامية ،كدبجرد أف ى
صرب ىذه
حبق ىتكشف وٌ
ي كجعلت أقرؤىا مع الدموع ،ككانت رسالةن
ي الزنزانة،
مينات احتساهبا ،كاغبمد هلل ًٌ
رب العالىمُت ،ككاف فيها تط ه ى الزكجة الرائعة ك
عن أكلاعهم ،كأثر رساليت فيهم.
66
و
تفع جدا تكبَتات العيد ،كجاكبىٍت اإلخوة من
بصوت مر و جعلت أي ًٌ
كربي ك ي
اعبهة اؼبقابلة.
خذت مع األخوين (عادؿ كاعبزائرم) إذل القاعة اليت نيصلي
يوـ العيد أي ي
فيها ،ككجدت بقية اإلخواف يف األقساـ األخرل من «الوحدة» ،ككانت
العجيب أنو حفظ أجزاء من
ي فخطب فينا عمار ـبلويف ،ك
ى صالة العيد،
خطبيت األخَتة يوـ العيد إذ كانت قد كصلت إليهم بلشريط ،ككاف
ؿبفوظو من خطبيت ىو خطبتو يومها.
عنده من و
سبر كفواكو جلسنا بعد الصالة ،كقد أحضر كل ك و
احد منا ما ى ى
كشر و
اب ،ككانت جلسةن رائعةن ،فقد قاـ األخ عادؿ عبد اجمليد بإلنشاد،
علمت منو أهنا
ي كعادؿ لو صوت رائع صبيل ،كوبفظ أانشيد متعددة،
ؿبفوظات لديو من أايـ سجنو يف مصر.
رددان مع األانشيد ،كامتدت اعبلسة مع اإلخوة ،كعددان ال يزيد عن
صائما كاف نم إال الصالة إذل العشرة ،إذ رفض السجانوف إحضار أح و
د
ن ى
احدة مث كانت العودة إذل
خبالؼ صالة اعبمعة ،امتدت اعبلسة ساعةن ك ن
الزنزانة.
67
منفصال يف ىذه «الوحدة اخاصة» فيو امرأةه كاحدة،
ن قسما
علمت أف ن
ي
أكملت قبل كصورل إذل السجن سنةن كاملةن لوحدىا ،كقضيتها نفس قضية
جوين اليهودم :هتريب ًٌ
اؼبخدرات ،ككل ؾبموعتهم أيدينوا .أما ىو كىذه
اؼبرأة فقد تردد اؼبيحلفوف يف إدانتهم فأعيدت ؿباكمتهم سنة كاملة مث لىما
كحكم على جوين بثنُت انتقلت للسجن العاـ جاء اػبرب أهنما أيدينا ي
عاما ،كىذه اؼبرأة كاف زكجها يف نفس القضية كقد أيدين يف
كعشرين ن
اؼبيحاكمة األدَن.
تصور امرأة لوحدىا يف قسم كامل سنةن كاملة كشهور!
يوما ككبن يف الساحة اػبارجية متجهةن لزايرة
ىذه اؼبرأة مرت من أمامنا ن
اؼبيحامي.
مث كلعت فيو أخت مسلمة ،كىي شقيقة الشاب االستشهادم اغبامل
للجنسية الربيطانية من و
أصل ىندم ،فقد اهتمت األخت بتحريضو ،كسآيت
على قضيتها إف شاء هللا بعد ذلك.
زارين يف «الوحدة» كيف غرفة الصالة اثناف فبن يعيًٌنوا يف بلدية لندف
اآلخر بكستاين يينادل: ليكونوا فبثلُت للمسلمُت ،أحدنبا سوداين ك ى
الدكتور خاف كىو طبيب متخصص جبراحة القلب ،كنبا صاحبا يخلي وق
68
طيب ،كعملهم ىو متابعة شؤكف اؼبسلمُت يف كل القضااي ،كمنها ما كاف
من شؤكف السجوف ،كاغبقيقة ليس ؽبم أم و
أتثَت على اغبكومة ،لكن
صبيعا يف السجن العاـ ،كلكن خرجت
وباكالف إثبات أنفسهم ،كقد زاركان ن
بعض أخباران إذل صحيفة «الشرؽ األكسط» ،منها نزكؿ كزين كقتها ِٓ
أمور ال يعلمها
كيلو ،كما عالقيت مع اإلخواف كما عندم من كتب ،كىي ه
إال من و
داخل إلينا كدل يقع ىذا إال منهما ،كخاصةن صالح السوداين
كالعجيب أنو منذ خركج ىذه األخبار دل ييزران إذل اآلف.
عند العصر جاءين سجاانف اثناف كأخرباين أين سأنقل إذل السجن
71
كطرقت الباب على
ي حزمت أمتعيت ككلعتها يف كيسُت من النايلوف،
ي
األخوين عادؿ كاعبزائرم ،من خالؿ «الطاقة» اليت ال تزيد عن ًٌ
كف اليد
كدعتيهما ،كيف القلب ىغصةه ،مث كاف نقلي إذل السجن العاـ يف بلمارش.
ت بعد ذلك أف اؼبيحامية غاريث بَتس اتصلت برئيس السجن
كقد علم ي
كاهت ىمتو أنو ييبارس علي لغوطنا خاصة بعزرل عن إخواين من أصحاب
القضية الواحدة ،كىددتو برفع دعول يف ذلك ،كدل أعلم بذلك إال بعد
شهد هللا -أين دل أي ً
ظهر ؽبا كال نقلي إذل السجن العاـ ،ىذا على الرغم ً -
لغَتىا أم و
ليق من كلعي. ً
اغبركة خارج «الوحدة» ال بد فيها من ثالثة حراس؛ ك و
احد تيقيد يده مع ي
بكليب
كآخر مرافق ،كاثلث معو الكلب الضخم ،كقد يكوف اثناف ى
يديك ،ى
حراسة.
خائفا أف أيحوؿ إذل و
قسم كنت نعصرا ،ككم يكصلت إذل السجن العاـ ن
ي
آخر يف السجن العاـ ال يكوف فيو اإلخوة كرشيد رمدة ،فاإلنكليزم ال
ى
قسم فيو ثالثة مقاطع، و
أقساـ ،ككل و أتمن لو ،كالسجن العاـ أربعة
ى
مقطع أك و
قسم ال يكوف فيو اإلخوة ،كلذلك كلع يف وارد أف أي ى
فاالحتماؿ ك ه
سيكوف
ي رجل عرفت أنو إيطارل (كىذا الرجل
كصلت إذل القسم قابلىٍت ه
ي لىما
70
موقع يف ىذه الذكرايت) سألتو« :ىل يف ىذا القسم أصحاب غبنى
لو ه
طويلة؟» ،فأجاب« :نعم» ،ف ي
ارربت.
فولعت يف الزنزانة
ي مغلق على ىمن فيو،
القسم ه
الوقت يوـ اػبميس ك ي
كاف ي
كجود لو يف «الوحدة و
كفوجئت بوجود تلفزيوف كسخاف ماء فيها ،كىذا ال ى
ي
اػباصة» (مث بعد ثالثة شهور يمدت الكهربء للزانزين يف «الوحدة» كىذه
غلق علي الباب. كاف ؽبا ىنا يف السجن العاـ أربعة و
شهور؛ قبل كصورل) كأي ى
كصرخت« :ىل من عريب يسمع صويت؟»،
ي اقًتبت من النافذة اػبارجية،
ي
سجن ألراه ،إف كجاء الرد من الطابق العلوم بصوت و
قت أف أي ى
حبيب كم تي ي
يكن بيد من رؤيتو إال يف السجن؛ إنو رشيد رمدة.
دل ي
«السالـ عليكم أيها اغببيب».
«كعليكم السالـ ،شيخنا» .كاف رده اؼبتوالع.
صوتك» .ىكذا رددت عليو
ى سعيدً ،
شهد هللا ،أف أظب ىع ه «كم أان
كالدمعةي يف عيٍت.
كتتابع اغبديث معو ،كردد بقية اإلخواف السالـ؛ بو تيمُت كبن عيسى.
سألتو« :كيف مصنع اللنب عندكم؟».
غدا بيننا».
فأجاب« :سنرل عند اؼبنافسة ن
71
«حبييب رشيد ،أان ال أانفس ،فأان لست بصاحب ىذا ًٌ
الفن ،كإمبا علمٍت
إايه عادؿ عند كصولو ،كإمبا لالطمئناف».
لحك اغببيب رشيد رمدةً ،
كشهد هللا ،فرحيت بو ال تيقارهنا فرحةه يف ى
ىذه الدنيا.
كقصة مصنع اللنب ىي إحدل ابتكارات إخواننا يف السجن ،دل أعرفها
حضر عادؿ عبد اجمليد إذل «الوحدة» ،كإذا ىو يوبضر رل ن
علبة ى حىت
بالستيكيةن يكوف فيها القهوة اليت تشًتيها من دكاف السجن ،كفيها
كطلب مٍت كلعها على ماسورة اؼباء الدافئ اؼبىارة يف الزنزانة
ى اغبليب،
أخ منافسةه يف ىذا الباب، للتدفئة ،كبعد و
يوـ أك يومُت أتكل اللنب ،كلكل و
آكل فقط.
أكن من اؼبنافسُت فيها ،كإمبا ي
كلكن دل ي
اللحوـ
ى أيكل كيف «الوحدة» كاف السيخي ييعاين ن
كثَتا من األكل ألنو ال ي
أبدا حسب معتقده ،فلما دللتو على صنع اللنب كانت عملية و
إنقاذ حبق ن
كثَتا(ُ).
لو ،كشكرين ن
(ُ)
كيصنع اعببنة البيضاء ،كقد
ي إتقاان يف صنع اللنب ىو بن موسى التونسي،كأكثر اإلخوة ن
فمانعو ابن موسى ،مث أخذ
أخذىا ،ى شك فيها أحد السجانُت -كىو أخبثهم ىنا -فأر ىاد ى
ًٌ
كاؼبخدرات كغَتىا. بعضها لفحصها ـبافةى أف تكوف مادةن فبنوعةن
72
تح الباب
كانت الساعة اػبامسة ساعةى الفسحة الداخلية ،فما أف في ى
وبضر،
رحت أنو دل ي
تباعا للسالـ علي إال رشيد رمدة ،فف ي
حىت جاء اإلخوة ن
خاؼ
يقو للمجيء إذ ى
مسرعا أللقاه ،كأعلمٍت أحد اإلخوة أنو دل ى
فخرجت ن
ي
طويال ،كراعى
دامعا بظبنا ن
فدخلت إليو ،ككاف عناقنا ن
ي اؼبفاجأة كأثرىا فيو،
أحد إلينا ،كإمبا أغلقوا الباب ككقفوا خلفو
اإلخوة ىذه اللحظة ،دل يدخل ه
حىت انديتهم فحضركا ،كأثر اللقاء ما زاؿ يف العيوف.
رشي ر ة؟ َن هم
القسم من السجن العاـ يف
ى أصف ىذا
سيأيت حديثي عنو ،كلكن دعٍت ي
بلمارش ،كالفرؽ بينو كبُت «الوحدة» يف ظاىره.
سقف حر كاؼبغارة الواطئة، أقساـ؛ كل و «الوحدة اػباصة»
ي قسم ىو يج ه ه
أسك ،عدد الزانزين يف كل و
قسم اثنتا عشرة زنزانة، يب من ر ى كل و
قسم قر ه
74
سبكث ثالثة كعشرين ساعة يف زنزانتك ،كالساعةيكم الشيء العادم أف ى
تكوف ساعةن اتمةن ،فال بيد من قضمها من أطرافها،
اػبارجية ال يبكن أف ى
لساعة و
اتمة تكوف مفاجأةن لنا. و كلىما سبتد
يسبقك ،كلذلك قلما تستطيع يف االتصاؿ وبتاج إذل ك و
قوؼ أماـ طابور
ى ي
الساعة الواحدة كأنت يف الساحة الداخلية أف تقضي كل أمورؾ من و
اتصاؿ
شديد و
ألمور ىنا من كونك حنُت ه و
كغسل كتنظيف غرفتك ،كبلفعل أصابٍت ه
أطلب
ي انمج تسَتي عليو ،ككدت مرات
تسابق لتتصل ،كال تعرؼ أم بر و
راجينا العودة إذل «الوحدة اػباصة» كقتامتها ،كلكن كانت ىناؾ أنباءه مروبةه
أكثر من «الوحدة اػباصة» كأنبها كجود األحبة ىنا ،كخاصةن رشيد رمدة،
على الرغم أين أكتب ىذا الكالـ اآلف بعد ستة أشهر من كجودم ىنا يف
صبعت الساعات اليت جلست فيها معو كمع
ي السجن العاـ ،لكن لو
اإلخواف فلن تصل إال إذل أقل من عشر ساعات ،فاغبمد هلل على كل
حاؿ.
أنشأت
ي اؼبهم ،كاف لقائي مع اإلخواف اػبًيار كرشيد ،كيف األايـ األكذل
قلت فيها:
قصيدة شعريةن عنهم كعن اغببيب رشيد رمدة ،ي
ن ؽبم
بِة ة ة ة ة ة ة ة وإ س ة ة ة ة ة ة ة ة ً وت ي ً ة ة ة ة ة ة ة ة وتعت ة ة ة ة ة ة ة ة ُ إِن ََلُ ِس ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ُةم و َلَْة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ُن تعتهة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ُ
ِّ
75
ََجة ة ة ة ة ة ُ َعة ة ة ة ة ة ِ َِة ة ة ة ة ة ُ ة ة ة ة ة ة َ ى وتَة ْ تَ ِ ة ة ة ة ة ة ُ أِن أ ة ة ة ة ة ة ة ة رجة ة ة ة ة ة ة ة ً ة ة ة ة ة ة ةةُ َ أعيُة ة ة ة ة ة ة ةِ ِه ْم
َسة ة ة ة ة ة ة ةةهٌُ َوَو ْع ة ة ة ة ة ة ة ة ٌ وإرف ة ة ة ة ة ة ة ة ٌ وُ تَة َ ة ة ة ة ة ة ة ة ُ ُه ة ة ة ة ة ة ة ة ة ُةم طَّية ة ة ة ة ة ة ة ة ة ُ أ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ٌن ؤََّفة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ٌ
و َلَُّة ة ة ة ة ة ُ غة ة ة ة ة ة َّ أَ َْر َسة ة ة ة ة ةْتة ُه ْم ِ َمة ة ة ة ة ة تَ ِعة ة ة ة ة ة ُ وَف ة ة ة َ ة ة ة ُ ة ة ةةمك ى أَنْة ة ة ة ر ة ة ة ة ِ هة ة ةةم ِ
ََُ ْ ُ ُ
كة ة ة ة ة ة َّةن ك ة ة ة ة ة ة َتَة ُه ْم ةُ ْ َه ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َع ة ة ة ة ة ة َ ُد أنس ة ة ة ة ة ةةى ُسًة ة ة ة ة ة ة َوَ رُسًة ة ة ة ة ة ة ِجبَ ْم ِع ِه ة ة ة ة ة ة ُةم
ة ة ة ة ة َّةمن ِ و سة ة ة ة ةةتغف ُرُك ْم َ ة ة ة ة ة َ ُد صةةةةة فَة ة ة ة ة َعف ُ أ بة ة ة ة ة ّب ِ ة ة ة ةةن فَ ْ ة ة ة ة ة ِ ُك ْم ُ ًمة ة ة ة ة
ف ة ة ة ة ة ة ة ة ة َُ َةْ ُمة ة ة ة ة ة ة ة ة َِيبًة ة ة ة ة ة ة ة ة وَةتَّ ِ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ُ ك ة ة ة ة َّةن ُ ة ة ة ة ِّةء َو َشة ة ة ة ة ْ ِ َسة ة ة ة ة ُ ُف ِ ة ة ة ة ة ُ ُ
وأاي ٌم ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َج ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ٌ َ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ُ ِ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َ ُد
َّ َُن ة ة ة ة ة ة َ ُا ة ة ة ة ة ة ِّ َ بيبً ة ة ة ة ة ة َة ة ة ة ة ة ُ ة ة ة ة ة ة ِّم ْك َى
َك ة ة ة ْةم أََن َة ة ةةي كمة ة ة ة تَةْة َة ة ةةي بِ ِعطْ ِْفهة ة ة ة بُ ة ة ة ة ُ ُد َرش ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةي ُ ُرشة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ٍ َ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َّ ِجبَ ْم ِع ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة
ٍ ِ ٍ
وأرو ُ ة ة ة ة ة ة ة ة ُة ة ة ة ة ة ة ة ْ ُد سة ة ة ة ة ة ة ة ِن بَة ة ة ة ة ة ة ة َ ن َ وه ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ً ى
ر ةةةةةةةةةةةة ُ ُُثَّ ت َ ْي ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة
ع ة ة ة ة ة م ة ة ة ة ة ِ وعَّة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َّةمنْ ُ َةْبةتَ ِع ة ة ة ة ة ُ ُ ةةةةةةةةةةة َّن ةةةةةةةةةةة و ية ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َم
فَةَ اة ة ة ة ة ة ُ طَّة ة ة ة ة ة وبَِة ة ة ة ة ة حلة ة ة ة ة ة ر ِ
تتاة ة ة ة ة ة ُ ةَة ة ة ة ة ة ة َ ِْتة َة ة ة ة ة ة ة ة ً ِ
وشة ة ة ة ة ة ة ة ًفى ةُ
َ َ َ
ج
وأن ََيعة ة ة ة ة ة ة َ
77
ك«نظرةه جديدةه يف اعبرح كالتعديل» ،فما أف عرلت عليو ىذه اؼبو ى
اليع
احدا كهذا يشعر أف ك ن حىت ى ً
طار ؽبا فىر نحا كأصر أف أكتيبها ،كيكفي ؼبثلي أف ى
قلبك اإلرادة كالشجاعةي لًتىػبيث ً
ًٌ
الشاب يومها يفر يح ل ىما تكتب حىت تقع يف ى
عندؾ.
ما ى
أبدا، فبيز ،ككجوه طفورل ال يى ً
هريـ ن بياض ه ع يف الطوؿ ،ه طويل ،فار ه
شاب ه ه
مكانك».
ى يوما« :كلنا نىكبيػير ك ى
أنت قاؿ لو أحد السجانُت نحىت ى
و
إبداعية اقية ،كبقدر و
ات سامية ر و
و عجوف هبًًم وة
كل ىذا اػبيليق كالدين ىم ه
ملل أك و
كلل. قيادية فبيزةو ،و
كجلد يف إدارة ما ييوىك يل لو دكف و و
ى
س م مي تتمىن أن تع ش َه وت ه. رشي ر ة من ذج
كاف سجُت اإلنكليز عندما تقدمت اغبكومة الفرنسية بطلب تسلمو
يومها ،كمنذ ذلك
ألهنا قالت إنو مسؤكؿ التفجَتات اليت كقعت يف بريس ى
اعا على ىذا األمر ،فقضيتو تًتاكح بُت الربح يعيش صر ن
ي الوقت كرشيد
احوي(ُ).
رشيد القضية كييطلى ىق سر ي
كاػبسارة كلكن ربنا الرضبن [أراد] أف يربح ه
(ُ) كقضيتو ما زالت تيثَت مشاكل بُت اإلنكليز كالفرنسيُت ،كصارت عميقةى الغى ً
ور ،فكلما أراد ى ى
تسليم رشيد رمدة ،كاإلعالـ الفرنسي
ى الطعن يف مصداقية العالقة بينهما أاثركا
ى الفرنسيوف
كآخر.
حُت ىكبعده الربيطاين ييثَت ًاهنا بُت و
ى
78
خبط ً
يده ،كإف كاف - كتاب هللا ،بل كتبىو ًٌ
رشيد ىيف السجن حفظ ه
(ُ)
كتب الشعر
ى كذلك كفيو ، أىلك األكراؽ اليت كتبها
ى لألسف-
ب
يكتب ذباربو يف ىذين األمرين ،كىو يؿب ه
ى بإلنكليزية ،كقد شجعتو أف
لصناعة الفخار كيبارسها ىنا يف السجن.
كعشت معو
ي بغضا ،بل الكل يوببو. عشت معو يف اػبارج ،فلم ىأر لو يم ن
ي
متعاطفا حىت
ن كؿب ًًتنما أك إذل اآلف يف السجن ستة و
شهور فلم ىأر لو إال يؿببا ي
من السجانُت ً
أنفس ًهم.
سة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َّةم ٌ أَ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َم َ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ْ
َُ
جة ة ة ة ة ة ٌف ع ة ة ة ة ة ة ُ ه أ ة ة ة ة ة ة ُ ع صة ة ة ة ة ة َف ْ
ةةة ً نفس ة ة ة ر ة ة ة ً َ ك ة ة ة ُد ُ ة ة ة
يكتة ة ة ة ة ة ة َ َ فًة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ر َاة ة ة ة ة ة ة ْ
َ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةمي َ ه ة ة ة ة ة ة ة ة ُ أ َ َم ة ة ة ة ة ة ة ة ُ
ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ُ َشة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َ سة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ْ
(ُ)
ف ففعل ،فهي يوس ى
ي سورة تسجيل
ى منو طلبت
ي كقد النشيد،
ك القرآف يف ائع
ه ر صوت
ه لوك
ذبعل من اؼبهر ً
كقلت لو« :إف قي ٌد ىر رل أف أكوف ك ن
كيال ؼبن ستتزكج ،سأشَتي عليها أف ى عندم ،ي
فضحك كأغضى حياءن.
ى ك ،كما فعلت زكجة الشيخ منَت التونسي»، تسجيل القرآف بصوتً ى
ى
81
و ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ٌ َة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةي َ غَ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ْ
أس ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ُ ر ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ٌ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ْ رُ
ََْة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َخ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ٌ ُ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َ َّر ْد
و ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ٌ ُسة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ْد
و ِودٌّ ؤَّكةة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ْ
ُسُ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ُ رشة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةي ْ
80
رفيع،
ذكؽ وحًيب لرشيد رمدة ألنو صاد هؽ مع نفسو كإخوانو ،كصاحب و
ي يٌ
كتبت فيو مقامةن
ت ىمن قرأىا ،كقد ي
شعرا بإلنكليزية ،أعجبى ٍ كتب ن كلىما ى
قامةى الر ٍش ًدية» داعبتيو فيها.
ظبيتها «اؼبى ى
السهم اؼبيضيء رشيد رمدة!
ي أنت رائع أيها كم ى
اع إعجاهبا كاحًتامها ،كحبمد
استطاع انتز ى
ى ؿباميتو ىي غاريث بَتس ،كقد
حيث كسبنا احًتامها منبعده من اإلخواف ،ي دليال لً ىما ى
هللا كاف رشيد ن
احًتامها لو ،برؾ هللا فيو.
كم بن سى :من بقااي اػبَت كالفطرة النقية يف تونس ،يف األربعُت
يعيش بو ،كىو دليليوي يف حياتًًو ،مع
طفل ي قلب و من عمره ،كال يبلك إال ى
تنسحب نفسو كمع إخوانو ،فهو سريع التأثر سريع الد ً
معة ،كسرعةي أتثره
ي ي ي
حىت على غضبو كأتثره من أم و
موقف حسننا كاف أك سيئنا.
آدـ البشرة ،مع سواد الشعر سبامو ،كفيو بعض الشيب قليل.
متزكج كلو ابن كابنتاف(ُ) ،كزكجتو من بالد الشاـ.
ه
كر رل أف من نً ىع ًم هللا عليو يف السجن يؿبافظتو على صياـ االثنُت كاػبميس ،فلم يًتيؾ
ذى ى
(ُ)
خرجت أان
ي كرة و
قدـ ففاقىهم كأعجبىهم ،كبدايتها لعب مع اإلنكليز ىنا يف السجن ى فقد (ُ)
ى
كإايه إذل اغبلقة الرايلية ،فأراد مسؤكؿ الرايلة ردان كقاؿ« :اليوـ لكرة القدـ» ،كذلك لىما
صدؽ ظنو معي،
كيلعب كرةى القدـ ،كقد ى
ي فاستبعد أف يكوف اؼبرء «متطرفنا يملتحينا»
ى رأل ًغباان،
83
اغبديث إال فيما ىو طيًب ،فإف ربدث فبًصوت ىادئ تظن ألكؿ و
كىلة أنو ٌه
تعرؼ بعد
أحدا يتكلم هبذا اؽبدكء ،مث ي
صعب عليك أف تتصور نيتكل يفو ،إذ ه
ذلك أهنا س ًجيةه كفًطرةه ،لو خليق يبنعو من اإلساءة و
ألحد ،بل يتلقى كل يه ى ى
كصرب ك و
كتماف. بعفو و إساءةو و
طيب إلخوانو الليبيُت ،ككاف سجنو رسوؿ ه
متزكج لو ابنتاف ككلد ،كىو ه
ه
و
اغببيب اؼبصطفى حُت قاؿُ « :ة ْبةتَة َى
ي صدؽ صبيعا ،وٌ
كحبق ى دفع لريبة عنهم ن ي
درجتك اي إظباعيل كاموكا.
ى َّ ُج ُُ َع َى َ ْ ِر ِد ِ ِ»؛ فرفع هللا
بقليل ،كدل ييًرد
يد عن التسعُت و
دخل السجن ككزنو َُٕ كيلو ،كاآلف يز ي
ى
كثَتا «كاغبلو للحلو».
ب للحلول ن
إنزالىو أكثر فهو يؿب ه
كتبت فيو مقامةن ظبيتيها «اؼبىقامة الكاموكية» ،كلعلي أليفها يف و
كقت ي
أيت لو يخلي نقا عجبنا و و
قادـ ،كىي أكؿ مقامة كتبتيها يف اإلخواف ىنا بعد أف ر ي
يف العفو كالصرب ذكرين بلسلف تعاذل(ُ).
زعج
يبكث يف السجن أسبوعُت حىت قىد ىـ فيو أحد األخباث السجانُت تقر نيرا أنو يم هيكد ي دل ى
اغبقد!
استطاع ،لكنو يى صهيب «اصرخ» لى ىما قيل أليب ي
ككثَت الصراخ ،كىذا من العجائب ،فلو ى
و
صهيب كترجم لو رشيد رمدة كقاؿ رل« :إفى ىظبت الشيخ أيب يى ؿباكمة يف السجن، خذ إذلكأي ى
كم عليو أسبوعُت فح ى
رجل منهم ،ي أقنعهم بكذب التقرير» ،كلكن أَن ؽبم أف ييًقركا بكذب و ى
عقوبة مع كقف التنفيذ (يعٍت سجن داخل سجن)!ن
أسود ً
أبيض كأان ي أشقر يالعجيب أف اإلنكليز ىبلطوف بيٍت كبينو لطوؿ غبيىػتىػٍينا ،مع أنو ي
ي
مرة ييقاؿ لو شيءه عٍت فيفهم أنو ليس ىو اؼبقصود ،كخاصةن لىما اللحية آدـ البشرة ،فكم من و
رجل يف بريطانيا من قًبىل كسائل اإلعالـ ت أسوأ و اخًت ي
ىشنت كسائل اإلعالـ ىجومها ،ك ي
يض من األمن االنكليزم .M15 بتحر و
أكوف مع أمثالو يف و
مكاف هيب ،لكٍت فى ًر هح أف ى ص وسج ىن أمثاؿ أيب ي
ين أف يي ى
كم أان حز ه
ك و
احد.
85
تدخل عليو إال قلما إذ ، و
كإخبات دين كعبادةو
حب و
ي كالتعليقة الساخرة ،صا ي
قائما يصلي ،فهو وبفظ من «اإلسراء» إذل هناية الكتاب العزيز مع
كتراه ن
و
إتقاف قوم ،شجعو رشيد رمدة على إسباـ حفظو ىفرٌد ،كاآلف أيمضي كقيت يف
قراءة التفسَت ،كلذلك قلما يراين إال كيف يجعبتو أسئلةه عما أقرأ.
درس يف اعبامعة اعبزائرية الرايليات ،كقبل السنة األخَتة ،توجو للجهاد
عشقو كرغبتو.
األفغاين ،فاعبهاد ي
كتبت فيو مقامةن ظبيتها «اؼبقامة اؼبؤيًٌدية» ،فولعها يف جيبو ،كقاؿ:
ي
شهاديت لً ىمن أر ىاد االعًتاض علي».
«ىي ى
متزكج كلو ابنةه اظبها يرقية ،عمرىا اآلف أربع سنوات.
ه
يس ًج ىن يف «الوحدة اػباصة» ،فهو من أكائل ىمن قيبض عليو بلقانوف
شديدا ،كقد احتفظ بكل
الديبقراطي اإلنساين ،كعاَن مع اإلخواف ىناؾ ن
أسبوع نيقل إذل السجن
و ثبت عنصرية القوـ كقذارهتم ،كبعد
األكراؽ اليت تي ي
العاـ.
بن عيسى:
ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َ َ َتة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة
َ َ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةى ع ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةى ِجف ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ِةي
86
ة ة ة ة ة ة ة ة ة و ُ حل ة ة ة ة ة ة ة ة ة ِّ تَب ة ة ة ة ة ة ة ة ةةى
تَة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةمو ْ
َه ْيهة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َ أن أنسة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َ
ةكِ ة ة ة ة ة ة ةةن َدم َ ة ة ة ة ة ة ة ة ِ فُة ة ة ة ة ة ة َ
ص ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةميم َلََوِر َد ْة ِ
ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةن َ
ُ ي ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َ ُ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ٌّ
(ُ)
يم
عب ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة َ ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ْ
ىذا الرجل دليل أف اعبهاد كاإليباف بو ليس حالةن نفسيةن ،بل حالةى و
إيباف ى ه
اقتناع ،فهدكؤه كأخالقيو اؼبيبغضة للمشاكل كاػبصومات ًظبتاف رائقتاف فيو.
ك و
ع مع ًغب وية ،كأهناطوؿ فار ه
فبيز ،هت هكظب ه
ائع ى
ب ىجم ر ه يخلي هق قوميه كأد ه
تقن ً ً ل ًٌم ىخت بغبناء ًٌ
لتوىا ،كىي على أصل خ ىلقتها ،كلياقةه فائقةه ،كيي ي ي
إطالؽ القذائف اؽبادئة على اؼبواقف كاألحداث.
ى
011
ب تيم :براغمايت الفريق ،كما ظبتو اؼبيحامية غاريث بَتس ،فهو ه
عقل
كجود ؽبا ال يف حديثو كال يف قراراتو.
كلو ،كالعاطفة يف قلبو فقط ،كال ى
عجيب ،كأشقر الشعر مع لىم وة كبَتةو على رأسو إف فىػىرىدىا بدا عند
ه بياض
ه
اإلنكليز كالصورة اليت كذبوىا على سيدان عيسى يف األفالـ
السينمائية ،فقد صرخ بعضهم عليو قائلُت« :عيسى ،عيسى»(ُ).
قارئ للولع السياسي و
بعمق ،كييعٌت بلفكر كتياراتو ،كإف كانت ه
أكثر.
االذباىات العلمية تشده ى
الذىاب إذل حبَتةو كسط
ي رايلي ،كوبب السباحة ،ككاف من عجائبو
كتضاحك عليو اإلخواف
ى لندف كسط الليل كالسباحةى فيها مع شدة الربد،
أنو أشبو بلذئب الليلي ،فهو يسبح مث «يعوم» لشوقو إذل زكجتو بدؿ
صيد الذئب.
يؿبب للفواكو بشدة ،كردبا تكوف ىي غذاءىه فقط ،فلو كلعت َُ
كيلو من الفواكو أمامو فهي منتهيةه يف و
يوـ ك و
احد ،كقد طلبت أيمو من أبيو ي
(ُ) كإف كاف الصلع بدأ يغزك كسط رأسو ،كإف كاف يسًته بلىمتو الكبَتة.
010
يطلب منو التخفيف من «تدمَت» الفواكو اليت يشًتيها
ى كىو يف اعبزائر أف
لاحكا« :أان أشًتيها لو».
ن األب لكل البيت ،فرد األب
أبدا
مدرب لتخفيف كزين ،ككنت أحتاجو ،فهو ال يتحدث ن
قدـ نفسو رل ن
ؿبتاجا ؼبثلو
فكنت ني اآلخر،
أمر ،بل اعبانب ى أم و
عن اعبانب اغبىسن يف ًٌ
دكما أنو
ؼبواصلة تنزيل الوزف ،كبسبب طريقتو ىذه رآه اإلخوة اؼبتفائلوف ن
فضحك كقاؿ« :ىؤالء ىسطحيوف»،ى قامتي النظرات ،كسألتو عن ذلك
كجعلها نكتة.
ات كثَتةو أىدل منها للمحامية
فناف يف صنع الفخار ،فقد صنع أدك و
ى ه
فبهىرتٍػ يهم.
غاريث بَتس ،كبعض العاملُت معها ى
غوؼ هبذا األمر ،كقاؿ رل مرةن« :لو كاف بُت يدم قطعةه ي
ربتاج ىش ه
ت إسب ىامها
خًت ي كخًٌَت ي
ت بُت إسبامها أك اػبركج من السجن ،ىال ى شهرين ،ي
كبقيت يف السجن».
ي
متابع
اىتماما بولع اإلخوة ىنا يف السجن ،فهو ه
ن ىو أكثر اإلخواف
أخ و
قادـ لالطمئناف عليو. لكل و
ىؤالء ىم إخواين يف ىذا القسم ،كقد شارىكنا غَتىم ،كسيأيت خربىم عند
آخرين معي يف نفس القانوف،
إخوة ى
ىناؾ ن
اغبديث عما كقع معهم ،مع أف ى
011
آخىر معنا ىنا
أخا ى
احدا منهم يف اؼبستشفى كىو أبو ريدة (أبو رظبي) ،ك ن
ك ن
أخ
قسم آخر كىو األخ عبد الرضبن (مالكي) كىو ه يف بلمارش ،كلكنو يف و
كثَتا بسبب الطراب
كسجن بعدم ،كقد عاَن ىذا األخ ن
مقطوع اليدين ،ي
ي
كلعو يف «القسم الطيب» ،كىذا القسم
يدكف ى
معاملة السجن معو ،فهم ير ى
الحقا لىما أييت ً
كسأفص يل يف أحوالو ن أقذر و
قسم كأسوؤه يف السجن،
ٌ
كلع فيو
[اغبديث] عن األقساـ اليت تعاملنا معها ىنا يف بلمارش ،كقد ى
آخىر ،كرفض السجن كلعو معنا حبجة مدة لىما أيًيت بو ،مث نيقل إذل و
قسم ى ن
ى ى
أف قسمنا ىكثيػىر فيو أصحاب الرتبة األمنية العالية ،على الرغم أف قسمنا -
كثَتا حىت تعب ،كاآلف -كأان
ـبصص ؽبذه الرتبة ،كتنقلوا بو ن
ه كما سأذكر-
أكتب ىذه الكلمات -ىو يف حالة إلر و
اب عن الطعاـ ،ال أعرؼ مىت
الك ىفرة
تنتهي ،كاألخ ال ألتقي بو إال يف صالة اعبمعة ،فلعنةي هللا على ى
اإلنكليز.
آخر ،عددىم أربعة ،ىم من نفس و
سجن ى آخركف يف
اف ى
كىناؾ إخو ه
بعيدا عن بلمارش ألف أماكن سكنهم خارج لندف،
صبيعا ن
القضية ،ككلعوا ن
فقبض عليهم ككلعوا يف أقرب و
سجن عليهم. ي
012
عصرا -كما قدمت -كيف اليوـ
كلعت يف السجن العاـ يوـ العيد ن
ي
التارل قاـ اإلماـ يونس حفظو هللا بعمل حفلة للعيد يف مكاف صالة
كألصف لكم مكاف الصالة يف السجن العاـ:
ى اعبمعة،
ىذا اؼبكاف يقع كسط األقساـ األربعة من السجن العاـ ،كىو مكاف
فمعل هق
خصيصا للنصارل يف تصميمو ليناسب صالهتم ،ي
ن كعمل
كسيع ،ي
ه
على جدرانو الصور الشركية للمسيح كما يزعموف ،كىناؾ صور
كبضر
لوحات صغَتةه خشبيةه كدائرية الشكل ،كعندما ي
ه جداريةه كبَتة ،كىناؾ
013
حضورؾ متولئنا ،إذ قلما يسمحوف
ى كعدد من اػبارج ،كال بيد من
الداخل ،ه
كثَتا ما الطر بعض اؼبصلُت للتيمم و
ألحد بػبركج من القاعة للولوء ،ك ن
من أجل الصالة.
بلنسبة للمصلًٌُت من اؼبسلمُت :ى
عادل غريب ،فالكثَت منهم ال يكاد
قادما ًٌ
لتوه من بالده ،خاصةن ىمن كاف من يعرؼ الصالة ،حىت ىمن كاف ن
األتراؾ أك ىمن كاف من إخواننا السود ،كىؤالء لألسف ال يوجد الوقت
أحسن أيبا
مرة رشيد رمدة ك ى
خطب فينا ن
ى الكايف لتعليمهم الصالة ،كقد
كقت و
قصَت ،لكن ألف سجن إحساف بشرح الولوء كالصالة ؽبم يف و
و
مدة طويلةن ألنو يمعد
كث فيو اؼبرء ن
بلمارش -كما سيأيت تفصيلو -قلما ىيب ي
يف صبلتو ؼبن ىو يف طور اؼبىحكمة ،قبل إصدار اغبكم عليو بلرباءة أك
آخىر ،فبا هبعل الناس ىنا و
سجن ى العقوبة ،فإف يحكم بلعقوبة ربوؿ إذل
تغَتين دكما ،كىذا ي ًٌ
عقد مشكلة التعليم أكثر. ي ن يم ًٌ
قسم و
صديق لو من و وبضر ؼبقابلة
وبضر من غَت اؼبسلمُت إمبا ي
كبعض ىمن ي
سجل اظبو غبضور اعبمعة ؽبذا الغرض ،كىناؾ ىمن وبضر جملرد ً
خر فيي ٌ
آ ى
يسمع شيئنا عن اإلسالـ ،كىناؾ ىمن
اػبركج من الزنزانة ،كىناؾ ىمن وبضر ل ى
و
ألسباب أخرل. وبضر
014
العجيب من اغبضور هبعل صالة اعبمعة يف بعض اؼبرات
ي اػبليط
ي ىذا
دكما بؽبدكء كطلب السكوت ،كخاصةنعجيبة ،إذ يضطر اإلماـ للتذكَت ن
كقت اػبطبة ،كبعض اإلخوة الطيبُت يشارؾ اإلماـ يف توجيو ىذا األمر،
قاـ بلتصفَت إلسكاهتم ،كال ىبلو األمر من
كجد من بعض اعبهلة ىمن ى
بل ى
حدكث مشاكل بُت اؼبصلُت ،كإف كانت قليلةن جدا.
يًتؾ للمصلُت فسحةن من الوقت للحديث اػباص،
وبرص أف ى
ي كاإلماـ
بوط برغبة
كجودؾ يف الصالة مر ه
ى كقت كذلك ألف
ىناؾ ه
ىذا إف كاف ى
كك ساعةن أك ساعتُت ،كقد يقتصر األمر على الصالة السجاف ،فقد يًت ى
كاػبطبة مث يطلب منك العودة إذل الزنزانة.
الشيخ يونس كاف خطيبىنا إذل يوـ عيد األلحى مث ربوؿ عنا فكاف
يرسل لنا اثنُت من أصدقائو للخطبة ،أما أحدىم مع لغتو العربية اعبيدة يف
القراءة إال أنو أساءى للمصلًٌُت بعد حضوره مرتُت ،كذلك أبف افتتح كالمو
يقة أسوأ من طريقة بعض السجانُت ،كذلك أبف مع اؼبصلُت اؼبساجُت بطر و
015
كأما الثاين ،فهو دمث األخالؽ ،يكتب خطبتو بلعربية ،كلكن على
طريقة األعاجم ،مث يقوـ إبلقاء موعظة أك ترصبة اػبطبة لإلنكليزية بعد
الصالة.
مرة: حدث مرات أف زبلف حضور و
أحد من اػبارج فخطب فينا ن
قل من «الوحدة اػباصة» إذل السجن العاـ،
صالح ع دة :كذلك أنو ني ى
آخر أك غَت الذم كبن فيو ،كىي خطبةه عجيبةه كقويةه يف كلكن يف و
قسم ى
ىجومها على أمريكا كبريطانيا كاليهود كدعم اجملاىدين ،كقد علق أحد
لاحكا فقاؿ:
ن اؼبصلُت على خطبتو -كىو إيراين شيعي اظبو عباس-
«تصورت أف يهجم علينا الشرطة بعد اػبطبة كنيساؽ للسجن» انسينا أنو يف
سجن ،مث دل ىبطيب صالح بعدىا.
رشي ر ة :خطب خطبةن كانت عن الصالة كأنبيتها ،مث تكلم بعد
تيب و
مًتجم لإلنكليزية للشيخ عبد العزيز بن الصالة بإلنكليزية قارنائ من يك و
بز يف صفة الولوء كالصالة ،كخطب خطبة أخرل عن الذكر.
016
متزكج من إنكليزية(ُ) ،كلو
طيب ه :كىو أخ ه أخ ج ك ُس عب
ٌ
ؿببة للدين ،كحفظ القرآف ،كقد خطب فينا عدة يخطىب ،ككاف ًٌ
يوزع بعد
الصالة كرقات فيها اغبض على بعض الطاعات كتعريف اؼبسلمُت بدينًهم،
كىذه الورقات كاف يقوـ بطبعها كتصويرىا عند ذىابو للتعليم يف السجن،
فراقبو األمن كقرركا منعو من الذىاب للتعليم عقوبةن على فعلو ،ككانت
يخطبو بإلنكليزية.
ؾبموعتنا عند اػبركج لصالة اعبمعة ،ال بيد من اؼبركر على زنزانة رشيد
رمدة للتطيب ،فخالؿ مدتو الطويلة يف السجن تعلم فن صناعة ًط و
يب
فبنوع ،كخاصةن ألنو يكوف يف مقبوؿ ،فإدخاؿ ًسهل وو
الطٌيب إذل السجن ه
أك واف زجاجية ،كىذه فبنوعةه بشدةو ىنا.
فرشيد أيخذ زيت األطفاؿ الذم ييباع دىننا لًتطيب اعبلد ،مث ىبلطو
ببعض البودرة البيضاء كاليت ىي يمطيًٌبةه كؽبا رائحةه ،كردبا ي
ىبلط فيها دىننا
آخر لو رائحة فيكوف ًطيبىنا.
ى
018
رجتو الشديدة ال يذىب للحماـ العاـ، كع ى
مؤيدم ،فهو بسبب كلعو ى
ككذلك بن موسى التونسي ،كأما البقية فمرة كمرة ،كيلبىس اإلخواف يوـ
ائعا.
أصبل ما عندىم من اللباس ،كبلفعل يكوف منظرىم ر ن
اعبمعة ى
ائعا ،إذ
طعاما ر ن
يوـ عيد الفطر عمل للمسلمُت حفلة طعاـ ،ككاف ن
أغلب مديرم السجن
علمنا أف الطاخبُت لو من اؼبسلمُت ،كقد حضر ي
كشاركوا اؼبسلمُت يف الطعاـ ،كبقينا يف القاعة إذل صالة العصر ،كقد أخذان
تقريبنا من الساعة الثامنة من الزانزين.
أكلت كفاييت ً
ربللت من نظاـ اغبمية كتنزيل الوزف ،ك ي
ي يف ىذا اليوـ
احدا ال يضر ،ككاف بعد العصر أف ذىبت إذل
يوما ك ن ً
كنقض اغبمية ن
ي كزايدة،
اغبلقة الرايلية.
كيومها أصابتٍت غىصةه شديدةه على األحبة يف «الوحدة اػباصة» ،إذ دل
ى
سبنيت أهنم ىنا ،كلكن ؽبم هللا كالدار اآلخرة
االجتماع ،فكم ي
ى يشاركوان ىذا
برضبة هلل تعاذل.
كاآلف ألحدثكم عن نظاـ اغبًمية كتنزيل الوزف حىت ال أترككم تنتظركف
كثَتا ،كذلك قبل ىسوؽ القصص اعبميلة يف بلمارش.
ن
001
مارست
ي غت ُِٕ كيلو ،كقد قمت بو يف اػبارج أف بىػلى ي كاف آخر توز و
ين ي
قباحا جزئيا ،إذ من الصعب مع اغبياة قبحت فيها ن ي اغبًمية عدة مرات
العامة أف تتابع اغبًمية طوي نال ،كأطوؿ ًضب وية مارستيها خار ىج السجن ىي
لت ما ييقارب اػبمسة عشر كيلو ،مث انتهت بزايرة كالديت رل إذل شهراف ،أنز ي
لندف ،كتىليها يف الطوؿ ىو عند إصابىيت دبرض السكرم ،قبل سبع سنوات،
مث بعد و
شهر كنصف تقريبنا عدت إذل ما كنت عليو ،كتكرار العملية مع
أعود
أبدا أف ىسابقا جعلٍت ال أفكر ن
إخفاقها ،بل العودة إذل أكثر فبا كنت ن
أحدىم علي هبذا األمر أىز رأسي
أشار ي
إذل زبفيف كزين ،ككاف كلما ى
كثَتا ،كلكن من مساكئ أكلي ىو
آكل ن كأنتهي منو لتوم ،كبال وٌ
شك أين ي
أقتصر على شرب القهوة
قليال ما أفطر يف الصباح ،ك ي
عدـ االنتظاـ ،فأان ن
فقط ،كأبقى حىت بعد الظهر كردبا للعصر ،أم حىت يضربٍت اعبوع حبق،
ـبتلفا ،كلوجود السهر يف
كحينها أجلس على الطعاـ كيكوف اغبديث ن
يهجم آخر الليل ،كيكوف العشاء الثقيل مث النوـ.
فاعبوع ي
ي أغلب األايـ،
كقت ىجمت علي اؽبموـ كاؼبصائب ،ككم أيصبت دبرض السكرم يف و
ي
اكؿ األطباء تنظيم طعامي ؼبعاعبة السكر فلم ييفلحوا ،كلىما كنت أخرج
ح ى
نظاما غذائيا رل أقرؤه كألحك ،إذ يريدين أف
من عيادة الطبيب كقد كتب ن
000
و
كجبات يف اليوـ ،كىذا عندم أشبو بؼبستحيل ،فأرمي الورقة يف آكل سبع
ى
أقرب كيس زبلة ،على الرغم أف مرض السكرم عندم من الدرجة الثانية،
اغببوب فقط ،كلكن ىددين الطبيب يف آخر األايـ أنو ردبا يضطر
ى كآخذ لو
إعطائي اإلبر بدؿ اغببوب الرتفاع مستول السكر يف الدـ ،إذ بدأت
قليال عن
بعض آاثره تظهر على بدين كذلك بضعف نظر عيٍت الييسرل ن
الييمٌت.
أقنعت نفسي أين ىكذا ،ككزين قى ىدرم ،فىألترؾ األمر على ىسجيتو ،و
كحبق ي
ماف من دل يكن منظرم السمُت يثَت عندم أم مشكلة فبا يزعمها ً
الس ي ي
شيء من ىذا ،كإف كنت أسبٌت أف كلمة الشافعي دل تعب نفسي أك أم وو
عاقال قط» ،ككنت أعاعبها بكلمة الشعيب
تكن حُت قاؿ« :ما رأيت ىظبيننا ن
فرحا بإلسالـ».
قيل لو عن زايدة كزنو فقاؿ « :ن
كقد ى
كنت قبلها
بداية زايدة كزين حصلت كأان يف السنة الثانية يف اعبامعة ،إذ ي
كجئت بريطانيا ككزين ُُٓ كيلو ،كترقى إذل
ي أقرب للنحافة مٍت لالعتداؿ،
ى
ما ذكرت ،ككاف أشد ما يفعلو الوزف علي ىو األدل على عمودم الفقرم،
مشيت ِٔ ساعة متواصلة،
ي فقد حصل رل يف حج سنة ُِٖٗ أف
مبت كقمت حىت كأف رجلي
كبعضها دكف حذاء لفقداين القافلة ،فما أف ي
001
ال كجود ؽبما ،كحصل أدله بعدىا يف الظهر كاف يظهر يف الربد مع الوزف
الزائد ،كىذا يف بريطانيا ىو حالتو اؼبفضلة؛ فالربد شبو و
دائم ،كالوزف قد
ازداد كقد حصل رل أين يف بعض اؼبرات ال أستطيع السَت مئة و
مًت حىت ى
يقة و
مرعبة فألطر للوقوؼ أك اعبلوس. يشدين أدل الظهر بطر و
ي
عندما يقًتب اؼبرء من األربعُت تبدأ عضالتو بلضمور ،كلذلك يكوف
لمورا صرت أالحظ ًٌ
ن الشحم فيو أكثر من غَته يف شبابو ،كلذلك ي
ىن ك ي الد ي
يف رجلي كفخذم ،كىذا يوافقو زايدة ؿبيط البطن (الكرش) ،كدل أكتشف
اكتشفت أف أكثر من ْٓ كيلو من كزين ىي
ي عمق ىذه اؼبشكلة إال لىما
أفقد َْ كيلو من و ؾبرد و
دىوف كشحوـ ،كلذلك لىما كنت أقرأ أف علي أف ى
أم مشركع تنزيل كزف ،كأان أعيش حيايت صاب بإلحباط من ًٌكزين أي ي
عمل
يل الوزف ه
العادية ،إذ ذباريب السابقة يف تنزيل الوزف علمتٍت أف تنز ى
خاص لو كطر و
يقة ما ،كأان ال أملكها. ظرؼ و وبتاج إذل و
002
صاحب إرادةو ،أما اغبلوايت الصناعية اعبديدة اؼبختلطة بلشوكوالتو
سهل جدا رفضها
فليست من رغبايت كإف كنت آخذ منها القليل ،كلكن ه
كمقاكمتها.
قسما منها بغَت سكر،
اؼبشركبت الغازية لحكوا علينا أف جعلوا ن
كأيليف عليو «السكرين» ؼبن أراد اغبًمية ،كلكن دل ينصحوا الناس أف ىذا
يوما. القلب ك النظر ر «السكرين» مرض كسي ً
دم
ى ن ى ٌ ه ي
شديدة ،إمبا لعفي
ن على كل حاؿ ،رغبيت بؼبشركبت الغازية ليست
003
كىذا اؼبمرض رآين بعد ستة أشهر يف السجن العاـ ،فجحظت عيناه،
كبيفا ،كصر ىخ بقوةو« :ال أصدؽ!». بصدمة و
قوية لىما رآين ن و صيب
ككأنو أي ى
أرقي نفسي لكثرة الفاغرين
بعض األحبة من اإلخواف طلب مٍت أف ى
أفواىهم تعجبنا.
تقدـ اغبديث عن حالة الضحك اليت أصابت السجانُت كاؼبساجُت يف
«الوحدة اػباصة» لىما كقفت على اآللة الرايلية ،كلكن ىذا دل يبنع من
كجود التشجيع من اؼبساجُت ،كخباصة من جارم الًتكي الذم قاؿ رل:
عليك ُُٓ كيلو كاآلف ٖٓ كيلو!».
«إنو كاف ى
احدة يف األسبوع أف تذىب لغرفة يف «الوحدة اػباصة» يبكن لك ن
مرة ك ن
الرايلة ،كىي غرفةه صغَتةه ال يوجد فيها إال بعض األدكات القلية ،كلىما
حضر اؼبدرب ألخذ اؼبساجُت ؽبا ،فتح علي الباب كسألٍت إف كنت أريد
الذىاب ،فأجبتو بإلهباب ،كلكن دل أكن أملك اللباس الالزـ ؽبا من
قصَت كىو شرط ال بد منو ،كىذا السركاؿ القصَت ييعطى من قًبل
سرك واؿ و
السجن كلكن يعلم مدرب الرايلة أف اؼبسلمُت ال يرلونو لقصره الشديد،
فالطريقة ىي قىص السركاؿ الطويل إذل ما دكف الركبة ،كىذا يف «الوحدة
آلة حادةو ،فلم
أبم و
وبتاج إذل عملية ،ألنو ال يبكن لك االحتفاظ ًٌ
اػباصة» ي
004
أستطع األسبوعُت األكلُت من الذىاب لغرفة الرايلة ؽبذا السبب ،لكن
كنت حريصا كل و
يوـ عل ى ساعة االسًتاحة اػبارجية كاؼبشي فيها لطوؽبا، ن
خبالؼ بعض اؼبساجُت الذين هبلسوف فيها فقط ،كأما استخداـ األدكات
داخل الساحة الداخلية فقد توقفت عنو بعد دخوؿ رمضاف.
ى
استطعت بعد االنتقاؿ للطابق العلوم أف أىقيص السركاؿ الطويل،
ي
شهر و
كامل ثالث مرات فقط ،فاغبلقة كأذىب لغرفة الرايلة كقد ذىبت يف و
ذلك يف اليوـ الذم رحلوين فيو من «الوحدة اػباصة» إذل السجن العاـ ى
قاـ
الطبيب بفحص السكر عندم كأخذ الوزف ككاف الوزف عندم على اؼبيزاف
خسرت يف و
شهر كنصف ُٗ ي الذم يف «الوحدة» ىو َُٖ كيلو ،يعٍت
آكل
عادة ال ي
كيلو غراـ ،كذلك القتصارم على الفطور القليل فقط ،كأان ن
أقتصر فيها على يشرب اؼباء فقط.
كجبة السحور إمبا ي
النجاح
يومها ىذا اإلقباز ،ك ي
حققت ى
ي شديدة أين
ن بلفعل ،كانت فرحةن
سهال
ييغرم بؼبتابعة كإكماؿ الطريق ،كإف كاف تنزيل الوزف يف البداية ن
كبعدىا يكوف أصعب.
ى
005
يف السجن العاـ كجدت كزين حسب ميزانو ُُِ كيلو ،كاعتمدت ىذا
الوزف بعد ذلك ،إذ اعتربتو أدؽ من السابق ،كخاصةن أف إخواين بدؤكا
ييطلقوف الطرائف علي ،ككلها طرائف القصد منها التقليل من ىذا النجاح،
كقوؽبم« :اؼبيزاف اليوـ خربف» ،أك كقوؽبم« :إذا كاف أنت كزنك ُُِ فأان
كزين َِ كيلو» ،كىكذا.
كصاحب ىذا اؽبجوـ العنيف ىو بن عيسى «عبد الرحيم» ،كالذمي
قابلتو يف السجن ككزنو ٓٗ كيلو ،كخلفتو كرائي فهو اليوـ ٖٖ كيلو كأان
ْٖ كيلو (اليوـ ٖ.)ََِّ/ٔ/
يلزـ للرايلي،
يف السجن العاـ يوجد قاعةه رايليةه كبَتةه فيها كل ما ى
انمج ييسمى «اغبلقة الرايلية» ،كىي شاقةه ،كأتخذ ما ييقاربكفيها بر ه
العرؽ قد تصبب من كل
نصف ساعة كما أف تنتهي منها حىت يكوف ي
جسمك كفيها برامج متنوعة كمتعددة.
ى
يف الشهرين األكليُت كنت أذىب إذل القاعة الرايلية من مرتُت إذل أر و
بعة
ذىبت
ي اغباؿ بعد أف
أشًتؾ يف اغبلقة الرايلية ،مث تغَت ي
أسبوع ،ك ي
و كل
للتعليم (كسيأيت اغبديث عنو مطونال).
006
لقد كاف نشاط الشباب كحرصهم على الرايلة ،كخاصةن بن عيسى
عامال من عوامل اؼبتابعة كربقيق اؼبطلوب.
الشيخ أب صهيب كبو تيمُت ن
ك ى
ًحرص الشيخ أيب صهيب على لعب كرة الطاكلة ه
شديد جدا ،كخاصةن
سي رىاف
كفىر ٍ
منافسا ييعادلو يف إتقاهنا ،كىو رشيد رمدة ،كنبا فيها ى
أنو كجد ن
مرة أك مرتُت لكن طرداين و
برفق، يف الغلبة كالظفر ،كقد دخلت معهما ن
فانسحبت من غَت فضيحة. ـبر و
ب إلتقاهنما اللعبة، لعب ًٌ
ي فليس لعيب إال ى
بقيت أان كبن عيسى كباكؿ اؼبشاركة يف التدريب لتشجيع بعضنا،ي
كخاصةن أف بن عيسى حريص على اللياقة العامة دكف إتقاف و
شيء و
معُت مع ه
اكض جيد.
أنو ر ه
تكد تراه يفعل شيئنا سول أف
بن موسى التونسي إف ذىب للحلقة دل ى
قليال ليشعر
يعرؽ ن
ضرب لكرة األرض (تنس أرلي) كيكفي أف ى سك ىم ن
ييب ى
بلرلا ،كإذل اآلف ىو األسوأ يف بب اللياقة كتنزيل الوزف ،كخاصةن أنو
طباخ ماىر(ُ).
ه
(ُ)
مطبخ فييخطئ،
بعيدا يف قضية الطبخ يف بلمارش ،كيظن كجود و
كحىت ال يذىب القارئ ن
فإليو اغبقيقة:
007
كحدهي ،ال تدرم كيف يدخل ككيف ىبر يج ،كىو
خاص ىه عادل
لبو تيمُت ى
كطقوس خاصةه،
ه عادله خارجي بال وٌ
شك أستاذي الكل يف اللياقة كلكن لو ى
بطل إقليمي يف السباحة (ليس على مستول الدكلة بل
كيكفي أف تعلم أنو ه
القارة).
و
حلوايت كليا ،مهما كانت، امتنعت -من أجل الوزف -عن أكل ًٌ
أم ي
أم و
شيء ىمقلي ،كخاصةن البطاطا ،ككنت امتنعت عن ًٌ
كثَتا ،ك ي
اػببز ن
كقللت ى
ي
آكل أم أم و عرم قطعة الدجاج من جلدىا ،أك ًٌأي ًٌ
دىن فيها ،كدل أكن ي
شيء خالؿ الوجبات مع ؿبافظيت على صوـ االثنُت كاػبميس كبعض و
صغَت يتسع لكوب ماء فقط ،فهذا انة سخاف ماء و كما تقدـ الكالـ ،يوجد يف كل زنز و
الك ٍس يك ًسي
سخن فيو الطعاـ كييضيفو فيو سواء كاف ي ً
طبخ ،فيي ٌ
عمل منو بن موسى آلة و
سجوف أخرل) أك و (اؼبغربية ،اؼبفتوؿ) أك الرز (إذ ربصل عليو من بعض اؼبساجُت القادمُت من
تقتصر على التونة كالسردين
ي شًتل من بقالة السجن كىي الشوربة ،كاؼبواد اليت يطبخها تي ى
يقوـ إبعادة طبخها و
كالفلفل اغبار كعلب اللحمة كالثوـ ،كما ييعطوان إايه من أطعمة ،إذ ي
كتشكيلها سواء كاف من قطع الدجاج أك الرز أك بعض اػبضركات.
جديدا كشوربة رائعة، من ىذا اػبليط ييبكن أليب خالد «بن موسى» أف ي ًٌ
طعاما ن قدـ لك ن ي
ككاف آخر ما قدـ لنا قبل مرلو طبخةى يك ٍس يك ًسي بلسردين رائعة « ..كالسر يف الفلفل».
008
يصا على فبارسة الرايلة داخل الزنزانة ،خاصةن ما نصحٍت بو
كنت حر ن
ي
(ُ)
نتائج طيبةن ،فقد
ى حققت كقد ، بو تيمُت من سبارين اؼبعدة كسبارين الضغط
ألغط ستُت لغطةن متتابعةن.
ي طبس مرات ،كاآلف
ألغط يف البداية ى
ي كنت
قاعة ر و
ايلية كبلفعل تستطيع أف يرب ًوؿ غرفة الزنزانة الصغَتة إذل و
ٌ
بستغالؿ كل و
شيء فيها؛ فمواسَتي التدفئة تيستخدـ لتمارين اؼبعدة كسبارين
معتمدا على يديك من اػبلف ،كسبد رجلىيك
ن حيث ذبلس عليها
الكتف ،ي
مرة بعد مرةو ،كيبكن
تقوـ بعبلوس على األرض ،كالقياـ ن
أقصى ما يبكن ،مث ي
وبتاج إذل و
قليل استخداـ الكرسي لبعض اغبركات ،كىكذا ..فالسجن ي
ي لك
بب فافتحو
من اإلبداع كالتطوير لتحقيق مرادؾ ،فإف أغلقوا عليك ن
بطريقتك!
ما اكتشفتو بعد ىذه التجربة أف اغبًمية لتخفيف الوزف ربتاج أربعة أر و
كاف ي
و
مهمة ال يتحقق تنزيل الوزف الكثَت إال هبا:
تنظيم الطعاـ ،كىذا لو علمو كدراستو من لركرة تعلم ما ربتاجو من
الربكتينات كالنشوايت كالدىوف.
(ُ)
لت أمشي فيها ما ييقارب الساعةى يوميا ،كردبا تتكرركاؼبشي على صغرىا ،إذ كنت كما ز ي
ىذه الساعةي كذلك خالؿ األذكار الصباحية كاؼبسائية أك عند مراجعة القرآف.
011
فبارسة الرايلة ،كخاصةن اؼبشي كالركض.
كجود الظرؼ اؼبالئم ،فعدـ كجود البيئة كالظرؼ ذبعل اغبًمية ال تطوؿ
مهما بدأت هبا نشيطنا كراغبنا ،فإنزاؿ كزف َْ كيلو يف ستة شهور أك سبعة
أبدا يف الظركؼ العادية ،كقد كاف بن عيسى «عبد
أك شبانية ال تتحقق ن
آخر حىت المثال يىبر يج من زنزانتو بعض اغبلوايت كيضعها عند ىالرحيم» ن
يسطو عليها يف الليل؛ إذ كجودىا يف غرفتو ييغريو بلسطو ،فهذا األمر غَت
متحقق يف اغباالت الطبيعية كخاصةن عندما يتأخر العشاء إذل ما ييقارب و
ً
الغذاء (الساعة الرابعة أك الفاصل بُت ليال ،فإف
الساعة اغبادية عشرة ن
ى
هبعلك طويل ) ةعشر اغبادية (الساعة العشاء اػبامسة أك السادسة) كصالةً
ى ه
سباما بغبًمية.
ضر نفتأكل كتناـ ،كىذا يم ه
ي ذبوع ،كعليو
ي
صباعة من نفس الفئة على ربقيق و فاتفاؽ
ي كجود اؼبنافسة كالتشجيع،
أسهل كأدعى للمتابعة. الفعل هبعل معُت و
مطلوب و
ى
ينهار ما حققتو من
خوؼ إف عدت للبيت أف ى
على كل حاؿ ،عندم ه
و
إقباز يف ىذا الباب.
كونك
مسؤكلو القاعة الرايلية يف بلمارش قلما يتدخلوف بك ،إذ يًت ى
سجلوف كل و
شيء، ً
استفسرت منهم ،لكنهم يي ٌ
ى على ما تريد ،إال إف سألتهم ك
010
ً
سجل ما أفعل ،كقد ككم من مرةو ى
التقت عيٍت أبحدىم كىو يراقبٍت كيي ٌ
أتكدت أهنم يتابعونٍت مع إخواين.
لكن أسوأ ما يف القاعة الرايلية ىو العرم الذم يبارسو السجناء عند
اغتساؽبم بعد التمارين ،كبعضهم يبالغ يف عرض عريو بطر و
يقة مقززةو ،مع أف يٍ
العرم ،كلكنو
يشعر بغبياء من ىذا ي
مرة -ل ي
بعضهم -كما قاؿ رشيد رمدة ن
أغلق عليهم بب الفطرة.
هم بلتخنث؛ فالشيطاف ى
يتعرل حىت ال يػيت ى
كعلى كل حاؿ ،فإخواين ،دل يكونوا يغتسلوف بعد اغبلقة الرايلية إال يف
زانزينهم ،أك كقت ساعة االسًتاحة الداخلية.
بلنسبة إرل ،كاف الكل يبارس علي أستاذيةن ،كي ًٌ
قدـ رل النصائح ،ككنت ي
أظبع للجميع كأستفيد من اعبميع ،ككل و
شيء دل أيتقنو لدرجة التخصص ال ي
وبق رل الكالـ فيو ،كقد كانت بعض النصائح متناقضةن ،كمع ذلك كنت
إخالص ك و
أمانة ،كلذلك كجدت و أطبق أماـ الناصح ما يطلبو مٍت بكل
ي
أكثر من و
أستاذ رل يف القاعة الرايلية ،ككلهم يشعر أنٍت بنصائحو تقدمت
جيدا.
أحوارل ن
الشكر كاغبب.
ي صبيعا
ؽبم مٍت ن
011
كثَتا ،ألف الزايرات اؼبتتالية بعد الزايرة
دل ييفاجأ أىلي بتغَت شكلي ككزين ن
شديدا من
األكذل خففت الشعور بلتغَت ،كمع ذلك فقد كاف خوفهم علي ن
شرحت ؽبم كطمأنتهم أف
ي و
كمرض ،لكن أف يتحوؿ تنزيل الوزف إذل ىز واؿ
كثَتا ،لكن صحيفة «الشرؽ األكسط» كلعتصلي ىحت كربسنت ن لياقيت ى
خربا بعد شهرين من سجٍت أين فقدت ِٓ
على صدر الصفحة األكذل ن
فاقدا لعشرين فقط!
كنت يومها ن
كيلو ،كقد كذبوا ،فقد ي
كلىما علمت أمي بػبرب حزنىت ألهنا ظنت أف ىذا النزكؿ بسبب اؽبىًٌم
حاكلت
ي اتصلت هبم بعد ذلك
ي كقلة األكل اؼبيقدـ لنا يف السجن ،فلما
تطمينها ،كال شك أف كالدم كإخويت شرحوا ؽبا ذلك ،كقد أخربتٍت زكجيت
جيد.
عمل ه و
شرحت ؽبا أف ىذا بقصد مٍت كىو ه أهنا ى
أبم وأدل
عمال أضبىد هللا تعاذل عليو ،فأان اآلف ال أشعر ًٌ
حققت ن
ي اؼبهم ،لقد
حققت يف ظهرم ،كعلى الرغم من أين أركض نصف و
ساعة ،أك أكثر كقد
ي ي
نعمةن أخرل ،ذلك أين قررت بعد شهرين من سجٍت كخالؿ تنزيل الوزف
ترؾ دكاء السكر كاختبار ذلك ،كحبمد هللا رل إذل اآلف (ستة كاغبًمية ى
معتدؿ طبيعي.
شهور) كحاليت مستقرةه كالسكر عندم ه
012
ال شك بقيت بعض الدىوف يف البطن ،كلكن ىذه ربتاج إذل مدةو
ى
ايلة و
شاقة إلزالتها ،كخويف من تنزيل كزين أكثر من ٖٓ كيلو عن طويلة كر و
و
طريق اغبًمية -كليس الرايلة الشديدة -ىو أف ينزؿ الوزف من العضالت
بنافع ،كالظرؼ ال وبتمل ىذه
ضعفٍت كليس و ال من الدىوف ،كىذا يي ي
الرايلة ،فإف من أىم قوانُت السجن ىنا :تغيَت الًتتيب كل حُت كي ال
تشعر بلراحة كاالستقرار(ُ).
سابقا -إمبا كلع ألمرين :من أجل
أشرت ن
ي سجن بلمارش -كما ي
«اعبيش األيرلندم» كالتضييق عليهم يف سجنهم ،خاصةن «الوحدة
عجيب
ه إصدار األحكاـ عليهم ،كىذا
ى اػباصة» ،كمن أجل الذين ينتظركف
مرض نفسي عند كالع ىذا التنظيم ،إذ كيف يولع يف ىذا يدؿ على و
تثبت
تسقط قضيتو أك قد ال ي
ي رجال قد
السجن القذر كالسيء بكل اؼبوازين ن
الشهرين-
الشهر ك ى
التهمة عليو ،كىؤالء يكثر كرأيت منهم الكثَت ،إذ أييت -ى
إذل بلمارش مث ىبرج لسقوط التهمة عنو كعدـ كفاية األدلة!
شاب عريب و
مسلم من اعبزيرة من الرايض ،كاظبو سامي ،أتى لربيطانيا من أجل (ُ) كمنها قصة و
دكرة يف اللغة اإلنكليزية ،كمعو زكجتو اغبامل ،كتزكج هبا من و
سنة تقريبنا ،كدل يبلغ بعد أخذ و
العشرين من العمر ،كقد حدثث مشادةه بينهما ،مث خرج إذل الكلية ،فما كاف من الزكجة إال
اهتامو بضرهبا ،فجاءت الشرطة إذل الكلية كقادتو إذل سجن بلمارش ،مث
االتصاؿ بلشرطة ك ى
أخذت الزكجة إذل و
مكاف ال يعرفو الزكج ،كاتصلت أبىلها فحضركا من البالد كأخذكىا معهم،
كبقي الشاب أربعة أشه ور يف بلمارش ،مث أيطلق سراحو ،حيث ذىب إذل احملكمة كدل ي
ربضر
الزكجة اؼبسافرة فسقطت القضية.
أخالؽ بعض
ي ىذا الشاب لىما كنت أنظر إليو أشعر بلقهر للحالة اليت كصلت إليها
تضع زكجها يف السجن كتسافر و و و
النساء اؼبسلمات اليوـ ،إذ كيف المرأة عربية أصلية [أف] ى
أتيت هبذه اؼبصيبة (أقصد الزكجة)» ،فيقوؿ بعفوية« :ىي
كتًتكو ،كقد كنت أسألو« :من أين ى
أنفخ يف قير وبة
سيءه» ،كقد حرلتو على طالقها ،كلكن كنت أشعر أبين ي جيدة ،لكن أبوىا ًٌ
يسىر لو السفر لبلده ،فهو شاب ًغهر صغَته ،كنت
ً و
ـبركقة ،كاغبمد هلل أنو خر ىج ،كأسأؿ هللا أف يي ٌ
كثَتا.
أحزف لو ن
014
مستسلم
ه دمت حقيقةن بإلنساف اإلنكليزم ،فهو سليب جدا ،ك
ص ي كقد ي
الرعب من الشرطة يف ً
نفس اإلنكليزم ً
ل ىما تفعلو الدكلة كالشرطة بو ،ك ي
عظيم ككبَت.
016
ىذا القاطع من القسم ييسميو اإلنكليز «بَتكت» على اسم العاصمة
شاع عندىم قديبنا يف كسائل اإلعالـ من اغبرب كاؼبشاكل ً
العربية ،ل ىما ى
جعل
كاالنفالت يف ىذه العاصمة اللبنانية ،ككجود ىذا القاطع عندان ى
قسمنا سيء اإلدارة ،إذ أنو إذا فيتح على ىؤالء الساحة اػبارجية فيجب
كجعل
ى سباما ،كإف خرجوا للرايلة كذلك ،كللطعاـ كذلك،
إغالؽ قسمنا ن
الفسح الداخلية قليلة ،كال تزيد على أربعة و
أايـ يف األسبوع حظوظنا يف ي ى
كردبا تقل إذل ثالثة.
يف القاطع الذم كبن فيو يوجد العاملوف يف النظافة كتوزيع الطعاـ،
كىؤالء أغلبهم سيءي اػبيليق ،كبعد مدةو يصبح تعاملو مع اؼبساجُت ككأنو
موزعي الطعاـ ،كىؤالء تكوف ؽبم عالقة جيدة بلسجانُت سجاف ،كخاصةن ًٌ
الكثَت كخاصةن يف الذىاب موف يف و
كثَت من األمور ،كقد عانينا منهم فييقد ى
ى
و
أشخاص من كل قاط وع للرايلة، عادة ييسمح أخذ ستةإذل الرايلة ،إذ ن
عثرا بوجودىم معنا،
دائما على الذىاب ،فيكوف حظنا مت ن كىؤالء وبرصوف ن
كمن حقارة ىؤالء اؼبي ًٌ
وزعُت للطعاـ أهنم مع عددىم القليل الذم ال يزيد
على عشرة ،ردبا أكلوا ما ييعادؿ نصف ما أيكلو القسم البالغ عددىم
رجال ،كىذا هبعلهم من أحرص الناس على التقتَت يف توزيع الطعاـ
سبعُت ن
017
شكال أشبو ،ردبا يذىب
احد منهم إنكليزم ىو بلبغل ن
على اؼبساجُت ،فو ه
للرايلة كل يوـ ،بل كل يوـ مرتُت ،كمع ذلك ال ترل بطنو (كرشو) إال
شاب جزائرم (سيأيت بعضمندفعا لألماـ ،كقلت ىذه الكلمة مرةن أماـ و
ن
أخباره) يعمل يف ىذا القسم ،فقاؿ« :كيف ال يكرب كرشو كقد أخذ اليوـ
لغذائو ُِ قطعة دجاج كعشرين علبة يوغرت [لنب ،»!]Yoghurt -ىذا
مع أف السجُت يعطى قطعة دجاج كاحدة كعلبة « ً
يوغرت» كاحدة ،كللذكر ي
و
عجيبة و
بدرجة أكوؿ
فإف اؼبعركؼ ىنا يف السجن كخارجو أف اإلنكليزم ه
جدا ،بشرط أف يكوف الطعاـ على حساب غَته ،كأما إف كاف من جيبو
اىد. فهو يم ًٌ
قًته كز ه
سابقا لسوئو ،كال أبس من بعض التفصيل للعلم،
أشرت ن
ي كالطعاـ ىنا،
لتفهم سبب سوء الطعاـ ،كىو
كقبل ىذا فال أبس أف تعلم أف ىذه القضية ى
قرش يدخره من مصركفات أف مدير السجن لو نسبةه مئويةه عن كل و
استطاع مدير
ى و
سجُت مبلغنا سنواي لإلنفاؽ ،فإف السجن ،كذلك أف لكل
تذىب عبيبو من ىذا البلغ مئوية
ه نسبة
ه فلو اؼببلغ ىذا من رالسجن أف يوفً
ٌ
ي
اؼباؿ)
يعبد ىاؼبوفر ،من أجل ىذا ،لك أف تتصور اؼبدير (كىو كبٍت جنسو ي
دائما كىو من الكذب عند يي ًٌ
قًته قدر االستطاعة ،كال تنس ما سأذكرؾ بو ن
018
اإلنكليز ،كىو إطالؽ الشعارات من غَت اغبقائق ،كىذا ىجلي يف مولوع
الطعاـ ،كإليك بعض األمثلة:
طعاـ يسمى
ه ظهرا-
مكتوب أنو ييعطى للمسجوف -يوـ األحد ن ه
«جاكيت بواتتو ،»]Jacket Potato[ -كىو اسم ييستخدـ خارج السجن
على قطعة بطاطا كبَتة تيشول يف الفرف مث تفتح من الوسط ،كيولع منها
حبسب رغبة اآلكل ،إما أف يضع اعبنب أك اللحم ،كىي أكلةه مفضلةه عند
اإلنكليز ،كغنية.
يف السجن يوجد ىذا االسم فقط ،أما اغبقيقة فهي قطعة بطاطا،
ائر أك عبنة للتدقيق على طعاـ اؼبساجُت ،فًتل يف
كالسالـ .فإف حضر ز ه
كقطعا أهنم سيتمنوف السجن من أجل «جاكيت
اللوحة ىذا االسم اؼبيغرم ،ن
بواتتو».
لذيذ كغٍت يف
ظبك السلموف من أغلى األظباؾ يف بريطانيا ،فهو ه
خليط ال
ه فوائده ،كييقدـ للسجُت على الالئحة فقط ،كأما الواقع فهو
تعرؼ ما ىو.
على الالئحة يوجد يوـ السبت للغذاء كلمة «سلطة» كيف الواقع يقوـ
موزعي الطعاـ ،كمن أسوأ اػبىلق الذين قابلتهم) ىبع ًٌد
اإليراين فتحي (رئيس ًٌ
021
قطع اػبيار الصغَتة جدا مع و
عدد ال يزيد عن نصف أصابع اليد الواحدة
صغَتة ،كإف زادت
ن لقطع اػبىس ،كإف تيسر من البندركة كلع لك قطعةن
قدرا فاثنتُت ،كيكوف ىذا غذاؤؾ فقط ،كيقوـ فتحي ببسطها على الصحن
ن
كمن
أصال قليلةه ،فكيف إذا كاف فتحي ى
منتشرة ،كىي ن
ن كثَتة
الصغَت لتبدك ن
معو من ًٌ
موزعي الطعاـ قد سرقوا نصفها إذل زانزينهم كذلك!
أبدا أنو يولع يف طعامهم بعض اؼبواد اؼبي ًٌ
سكنة، صبيعا ال يشكوف ن
اإلخوة ن
فما أف أيكل األخ بعض الرز حىت يصبح النوـ ىو سيد اؼبوقف ،كلذلك
ييسميو عادؿ« :برشاـ ًٌ
منوـ» ،مث الحظ اإلخوة أثر أطعمتهم يف الناحية
اعبنسية ،إذ من الصعب جدا (كعند اعبميع) حصوؿ الرغبة اعبنسية ،كقد
امتنع بعض الشباب عن أكل طعامهم فتغَتت األحواؿ.
حصل أف ى
العجيب أننا اكتشفنا ىنا كم ىي صورة اإلنكليز مزينةه يف نفوسنا،
اإل نكليزم ال ذكؽ عنده ،كال يوجد عنده قط طعاـ تقليدم يفتخر بو ،كال
تغرؾ الصورة الظاىرة ،فإف قطع الدجاج الذم يقوـ الشباب إبعادة طبخها
جذال ،بل أخربينفرحا ن و
كمرات تيرمى لبقااي الدـ فيها يلتهمها اإلنكليزم ن
عادؿ عبد اجمليد (بعد انتقالو للسجن العاـ بعد تنزيل رتبتو األمنية مثلنا)
أنو يسمع اإلنكليز كىم خارجوف ألخذ الطعاـ كيقولوف مبتهجُت« :اليوـ
020
بلهجة مصر وية و
ؿبببة« :دجاج اي كالد و دجاج» ،قاؽبا عادؿ مث ى
أعقبها بقولو
الكلب ،جالكوا القرؼ ،ىده « ىس ىكند ىاند» [مستعمل ىرًدمء]».
022
و
مستقلة ،كقد أراين و
سيخية استقالؿ البنجاب عن اؽبند إلقامة و
دكلة
صورهتما اؼبوجودة يف ملفو.
ً
متعصبنا ؼبلتو كدينو لكنو يف ً
تعلمت من سياين أنو مهما بدا البعض ٌ
ي لقد
صارحٍت أنو يشك بهلل ألنو -كما و و
ظركؼ معينة هتتز ثقتو هبذا الدين ،فقد ى
قاؿ -زبلى عنو ،كيشك بدين أىل ملتو [ألهنم] زبلوا عنو.
علم ،فإف فهم اؼبسلم أف البالء ىو قى ىدرصرب كإذل و االبتالء وبتاج إذل و
ي
مأجور
ه اؼبؤمن كأنو نعمةه يف اختيار هللا لو ،كأنو سبيل األنبياء مع رجائو أنو
على بالئو هبعل قلبو مطمئننا اثبتنا ال يهتز.
عرض عن ذكر اظبو ىنا) كاف
كقد حدثٍت اإلخوة أف شاب من إخواننا (أي ي
يقوؿ للطفي الرايسي« :اصرب فإف اؼبرء ييبتلى على قى ٍدر دينو» فييجيبو
إيباف عندم أان حىت أيبتلى» يقوؽبا حب و
زف كأنو الرجاء، لطفي« :اي أخي كأم و
ألف لطفي دل يكن يصلي خارج السجن.
حياة ىعلمانية
مدرب للطيارين كيعيش ن
كلطفي ىذا شاب جزائرم يعمل ن
مع أسرتو ،ال أثر للدين فيها ،كخالؿ ضبى القبض على الناس ىنا يف
ب الشباب الذين
الغرب ،قامت الشرطة بلقبض عليو للشبهة فيو أنو در ى
023
كبقي يف السجن ما يقارب ستة األشهر حىت فجركا الربجُت يف نيويورؾ ى
ثبت كذب التهمة كأيطلق سراحو ،كىذا قبل اعتقارل.
ى
ربولت بعد و
يوـ من الزنزانة األكذل إذل جنب اإلخوة يف الطابق الثالث، ي
الشيخ أب صهيب ،كيف اعبهة األخرل بن مؤيدم ،فاتفقت ى ككاف جارم
كشرعنا يف حفظ سورةمع الشيخ أيب صهيب على مذاكرة ما كبفظ ،ى
ً
«النساء» ،كدل نيتمها ن
معا يف الوقت األكؿ ،إذ سرعاف (بعد عشرة أايـ) أف
األصل أال ييغَت اؼبرء من ً
يح ٌولت إذل زنزانة أخرل جبانب رشيد رمدة ،ك ي
زنزانتو قبل ثالثة شهور (كىذا خبالؼ «الوحدة اػباصة» ،إذ التحويل يتم
بعد ثالثة أسابيع على أقصى ٌو
حد كإال فأسبوعُت) كلكن زعم السجانوف
اػببثاء أان نتأخر يف النزكؿ ألخذ الطعاـ ،ذلك أنو دبجرد فتح الزنزانة حىت
نبدأ السالـ كنقل اعبرائد بُت اإلخواف كردبا ربادثنا ،كىذا فيو نوع صحة،
كعادة ما يتأخر بن مؤيدم
ن كلكن سبب أتخران أننا يف الطابق األخَت،
بسبب عذره يف رجلو.
اؼبهم أهنم حولوا بو تيمُت كبن موسى إذل الطابق الثاين ،فتم تغيَت
«السكن» يف و
كقت قريب ،فكاف قدرم أين ربولت إذل جوار بو تيمُت
رجال إنكليزاي سبتد جذكر ًٌ
جد ًٌأمو إذل اآلخر ن ككلعوا جبانيب على ًٌ
الشق ى
024
قربص ،كىو ىادئ كرساـ أىداين إحدل لوحاتو ،فأيعجب هبا رشيد فهي
عنده يف زنزانتو.
صرب علي
كنت أقوـ بؼبراجعة للمحفوظ من القرآف مع رشيد ،كقد ى
خَتا .كقد جرت بعض اغبوارات معو من خالؿ أنبوب
كثَتا ،جزاه هللا ن
ن
أمكن من حوارات معو كمعى اؼباء ،كإف شاء هللا سأحاكؿ تسجيل ما
فائدة كمتعةن.
اإلخواف يف هناية ىذه الكتابة ،لعل القارئ هبد فيها ن
رجال إيطاليا اظبو «التورم» كىو صديق ضبيم لرشيد
يف قسمنا كجدت ن
ظبعت ىذه
ى رمدة ،كوببو جدا ،كال ييناديو إال «أميغو» أم عزيزم ،فإف
الكلمة فهي من التورم لرشيد عادةن ،كمرات تكوف من رشيد لالتورم.
أصلع ،أقٌت األنف مع و
كرب فيو ،كلو عيناف خضراكاف ىذا اإليطارل قصَته ه
قاتال ؿبًتفنا ال يتكلم مع و
صغر فيها فبيز ،من انبورل جنوب إيطاليا ،كاف ن
أكثر فبا يضرب كييطلق الرصاص ،كالظاىر أنو كاف من عصابت اؼبافيا
خصومو ،كخوفو من الذىاب إذل السجن يف إيطاليا ي قديبنا ،لكن اآلف ىم
تعذيب من قًبىل اؼبافيا ،كاؼبافيا اآلف
و [سببو] أنو متأكد أنو سييقتل ىناؾ بعد
ؾبرد عصابت حقَتة كما يقوؿ ،كذلك بعد ذىاب اآلبء اؼبؤسسُت األكائل
025
الذين كانوا يهتموف بعبانب اإلغاثي كاإلصالحي كاؼببدئي يف أعماؽبم
اؼبخدرات اؼبورد الرئيس لدخلًهم.
القذرة من ذبارة ًٌ
026
كحبق أف اإلخوة ال وبتاجوف ؽبذه النصيحة ،ألهنم ال يبيلوف للمشاكل
الشخصية الفردية.
Go تعدـ من التورم الصراع يومي السبت كاألحد كىو ينادم« : ال ى
،»my sonكذلك أنو يشًتؾ من خالؿ ع ًٌمو بؼبقامرة على سباؽ اػبيل
اىن عليو كجعلو ابننا لو ،كصار
ىنا يف بريطانيا ،فصراخو ىو لفرسو الذم ر ى
صارخا.»Go my son« :
بعض اؼبساجُت يبازحو ن
قيم على بوذيتو ،كاليت
دعوتو لإلسالـ ،كفعل اإلخوة كذلك ،لكنو يم ه
يشاركو فيها مدرس الرسم يف «التعليم» كىو رجل إسباين ،ي
ضبلت بينهما
بعض الرسائل اػباصة ،كدل يكن فيها إال التحية.
شديدا من األمريكي السجُت العامل
التورم ىذه األايـ غضب غضبنا ن
اآلخر من قسمنا حىت
يف مغسلة القسم ،فقرر االنسحاب إذل القاطع ى
يتجنب قتل ىذا األمريكي كما قاؿ ،فإف ىذا األمريكي اؼبسجوف ىنا يف
بريطانيا أكثر من عشر سنوات من أجل قضية ًٌ
ـبدرات ،كتيطالب بعض
الوالايت األ مريكية بو ،كىذه قضيتو (أم الًتحيل إذل أمريكا) ،يعمل يف
تقن لعملو ،كلكنو نىزؽ األخالؽ ،كال يستقر على
مغسلة القاطع ،كىو يم ه
يع جدا ،كما أنو ييعامل أصدقاءه يف بعض اؼبرات بلطف و
حاؿ ،فغضبو سر ه
027
المو إحدل اؼبرات أنو يتعامل معو كأنو سجاف ،كمت
كبسمة ،فالتورم ى
فرحل
ى فاض عن التورم ،فقرر ذبنب اؼبشاكل،
الصلح ،كلكن الكأس ى
أغلب كقتو يف قاطعنا ،ألف عملو يقتضي ذلك.
اآلخر مع أف ى
للقاطع ى
التورم ىذا ،لو يف سجوف بريطانيا ما ييقارب أربعة األعواـ ،كقد قدـ رل
بعض النصائح يف مولوع األطعمة من أجل اغبًمية ،كدل أتضايق من كثرة
انصح كك و
اعظ، أساتذيت يف كل شيء ،فكنت أظبع ؽبم كما أفعل مع كل و
اعًتض طريقي كأان أضبل صينية الطعاـ كيطلب مٍت أف أرمي
ى ككم من مرةو
البطاطا اؼبقلية أك أغسل الفاصوليا من مائها لوجود الدسم فيو ،ككنت ًٌ
أنف يذ ي
ما يطلبو مٍت حبذافَته ،كمع ذلك فقد كاف يبدين ببعض اغبلوايت اليت كاف
موزعي الطعاـ ،كلكن و
بقدر معقوؿ ،كقد ذىب يقتنصها ألنو عامل من ًٌ
ه
معي مرتُت إذل اغبلقة الرايلية من أجل زبفيف كزنو (فلو كرش ليس
كسوؿ كما يقوؿ عن
بلكبَت كلكن ليس صغَتنا كذلك) ،كدل يكررىا ألنو ه
نفسو.
يع يمر التورم ىذا ْٔ سنة.
031
نقبل بتفتيش
صبيعا أف ى بعد ؿباكالت كؾبادالت بُت اإلخواف ،رأينا ن
تفتيش اؼبرأة
ى النساء فهو أرحم ،بل قلت ؽبم« :سأختار يف بعض اؼبرات
رجل كامرأةه، على الرجل إذا كجد كالنبا» ،ك ن
كثَتا ما يكوف اثناف رجالف أك ه
بقي اثناف ييصراف لكن خبيث، لوطي تفتيش من أىوف
ي رل فإف تفتيش امرأةو
ى
على عدـ تفتيش النساء ؽبم :بن موسى (أبو خالد) كبو تيمُت ،كقد
لاحكا ،كقد
ن يوما
ليال يف البداية ،مث جاءين ن
غضب علي بن موسى ق ن
خرجنا إذل الساحة اػبارجية كقاؿ« :لقد فتشتو امرأةه كىو ال يشعر» ،أم
فحل يشعر بغريزة الرجولة
ذاىال دكف أف يدرم ،كبو تيمُت قاؿ ؽبم إنو ه ن
لدرجة أنو ال يصرب أف سبسو امرأةه ،قاؽبا رل كىو يضحك ،كبو تيمُت لىما
يضحك يضع يده على رأسو األبيض الرائع.
ي
ائعا من
كاف أكؿ ىدية حضورم إذل السجن العاـ ىو صحن شوربة ر ن
كعجبت منو جدا ،ففيو اللحم كاؼبعكركنة
ي يد أيب خالد (بن موسى)
جائعا جدا ،فسألتو عن اللحم كمن
ائعا ككنت غبظتها ن كالفلفل ،وٌ
كحبق كاف ر ن
أين ىو ،فأجاب« :ىذه أسرار خاصةه بنا» ،مث علمت أف البقالةى كفرت
مذبوح على الطريقة اإلسالمية»،
مكتوب عليو « :ه
ه غبما للشراء
للمسلمُت ن
030
اتح ؽبذا ً
أعد إليو ،فاغبمية ؽبا قانوهنا مث أان ال أر ي
احدة ،كدل ي
مرة ك ن
اشًتيتو ن
اللحم ،كال أثق هبذه الشهادات عليو ،فلعلها كاذبةه كللتسويق فقط.
منذ اليوـ األكؿ يف السجن العاـ كاف مولوع االلتحاؽ بػ«التعليم» ،فإف
القيد كالوحدة من زنزانتك ،إذ ذىبت إليو تتخلص من أربعة و
أايـ من بيغض ى
بك اغبادية عشرةصباحا كيعودكف ى
ن تؤخذ إليها ما يقارب الساعة الثامنة
ى
كالنصف ،مث أيخذكنك من الساعة الثانية إذل الساعة الرابعة مساءن.
شيء يف السجن بكتابة طلب -مث بسبب درجة بدايةن تضع طلبا -ككل و
ن
األمنية العالية « »Aال بيد من إذف األمن لك مث موافقة قسم التعليم عليك.
كاف أبو صهيب قد سبقٍت بتقدمي الطلب ،ألنو قبلي يف السجن العاـ،
انتظرت بعدىا شهرين اتمُت ،ككل ذلك مع
مث كتب رل الشباب طلبنا ،ك ي
لغط اإلماـ على اؼبسؤكلُت ،كاالتصاؿ بُت الشباب كإدارة التعليم.
كل اإلخوة يذىبوف إذل التعليم ككلهم يرغب بشيئُت :عمل الفخار
كاغباسوب ،إال بن مؤيدم فإنو ال يرغب بقسم الفخار ،بل رغبتو
بغباسوب فقط.
031
فبنوعا على درجة « »Aاألمنية الذىاب
قبل حضورم بستة شهور كاف ن
إذل «التعليم» ،مث أىًذنوا بذلك ،فكانت أكؿ مرةو لرشيد أف ىبرج من زنزانتو
ً
إذل «التعليم» بعد ٌ
ست سنوات.
بعد شهرين من انتظار اؼبوافقة األمنية ،ذىبنا أان كأبو صهيب «للتعليم»،
و
المتحاف يف اللغة اإلنكليزية ؼبعرفة اؼبستول، ككاف يوـ و
طبيس ،كقد تقدمنا
أسبوع من ىذا االمتحاف خرجنا مع الشباب إذل سم تع يم. كبعد و
قدمو من مهزلة الصور كاإلعالانت من غَت قسم التعليم مبوذج آخر لًما تي ًٌ
ه ى ى
اغبقائق ،كإنو لوال قسم الفخار للشباب كاغباسوب (كالذم يمنع منو
بلكلية ،كما سيأيت) لى ىما كاف ؽبذا القسم أم فائدةو. الشباب بعد ذلك ي
حقيقة ،كقبل الوصوؿ ؽبذه القضية كتفصيلها، و ىو صورة و
تعليم من غَت
دعٍت أكشف لك ما يف ىذا القسم كأكلاعو معي:
قسم خاص لتعليم الطبخ ،كقد كلعت فيو ؼبدة سم طبُ :ىذا ه
يوـ ،ككاف من تقسيم اإلدارة أهنم كلعوين يوـ
أسبوع ه
ثالثة أسابيع ،يف كل و
أطبخ كال آكل ،كلعل
صياـ عندم ،فكنت أذىب ك ي االثنُت ،كىذا يوـ و
اؼبسؤكؿ دل ييرؽ لو ذلك ،فطلب من اإلدارة نقلي ،كىكذا كاف ،على الرغم
032
بلكلية ،كدل أحزف كدل ً
أشتك ،بل لغي ي
من طليب أف ييغَت اليوـ فقط إال أنو أي ى
ىجرت الطبخ كعلومو الرائعة.
ي
كىذا القسم يدخل فيو ؾبموعةه من اؼبساجُت ،كيقسموف إذل فً و
رؽ أربعة ي ي
أك طبسة ،كىبتار كل فر ويق ما يريد من األطعمة ليطبخها كذلك من اؼبوجود
قليل جدا) كبعض اػبضار مث يطبخهاعادة ه
من اللحم أك الدجاج (كىو ن
أخ يف ىذا القسم إال ما يقوـ بو
كهبتمع اعبميع على أكلها ،كال يوجد أم و
أبو صهيب من الًتدد عليو بعض اؼبرات ،ككذلك صالح عودة (ألنو نيقل
من «الوحدة اػباصة» إذل السجن العاـ) ،كذلك يف يوـ ك و
احد يف األسبوع.
033
مسؤكؿ عنو رجل أندكنيسي اظبو «توبو» كىو ه
رجل جيد ه ىذا القسم
جباف جدا ،كال يًتدد يف إخبار
األخالؽ ،صغَت اغبجم كأىل اؼباليو ،لكنو ه
مسلم ،كمع ذلك يينكر ذلك كال
علمت أنو ه
ي اإلدارة أبم شيء ،كلألسف
ييظهر أصلىو ،كقد علمت أنو مسلم عن طريق اإلماـ لذم رآه يف أحد أايـ
و
مسجد يف حيًٌو ،مع أنو إذا كاف يف السجن يوـ اعبمعة اعبمعة يًتدد على
دائما يف ماراثوف لندف،
ال أييت إذل اؼبسجد ،كىو رايلي جدا ،يشارؾ ن
ساعات كنصف ،كيكتب الشعر بإلنكليزية ،كقد و يقطع اؼبسافة يف أربع
فتذاكرت معو بعض الدركس مث لعلو خاؼ
ي طلب مٍت أف أيعلمو العربية،
من ذلك ،فصار ال يتكلم بذلك إذا حضر الطالب اإلنكليز.
نساان إنكليزاي وبفظ
اكتشفت يف ىذا القسم شيئنا غريبنا ،أين دل أقابل إ ن
ي
جدكؿ الضرب ،بل الكثَت منهم إذا جاء للجمع كالطرح استخدـ أصابعو،
كة (أال وبق رل بعد ذلك أف أما اآللة اغباسبة فهي أنيسهم يف كل حر و
ي
خطَتة ،كفيو ىذه النماذج)
ن كبَتا كظبعةن
وبمل اظبنا ن
أيصد ىـ ؽبذا اجملتمع الذم ي
و
أعمار قابلت يف ىذا القسم أكثر من مئيت شخص كمن ي كللذكر فقد
034
متفاكتة ،بعضهم يف الستُت ،كبعضهم يف اػبمسُت ،ككثَته منهم من و
الشباب الذين ىم يف الثالثُت كأقل(ُ).
فبا يؤٌكًد ما قلتيو من «الصورية» الكاذبة أين بعد أسبوعُت من حضورم
ؽبذا القسم قابػىلىتٍت اؼبسؤكلة عنو يف الصباح كقالت« :مربكؾ قبحت يف
تساءلت« :أم امتحاف؟» قالت« :الرايليات» كدل أعلم أين
ي االمتحاف»،
امتحاان قط ىنا ،كلكن ىذا القسم يعجبو أف يوبقق الدارسوف فيو
ن مت
قد ي
شيئا إلثبات ً
كجودىم كأهنم ذكك أنبية ،كيف ال يكوف ذلك كاؼبدرس أيخذ ن
عن الساعة الواحدة ىنا مبلغ ِِ جنيها إسًتلينيا! كىو رقم و
عاؿ جدا ال ه ن
يتحقق ؽبم خارج السجن.
(ُ) كقد ذكرت ىذا األمر لػ«توبو» فأقرين على ما قلت ،كلكنو قاؿ« :إف اعبيد يف الرايليات
األغلب ىم ىمن رأيت» ،كىذا يدؿ على أف ىذا اجملتمع يقوـ على
كمتفوؽ ،ك ي
ه تاز
جيد كفب ه
ه
أىل لو ،مع
يستلم األمر ىمن ىو ه
ى التخصص ،فال يهمو القاعدة كما ىي فيو ،إمبا يهمو أف
ب حياتنا كؾبتمعاتنا ،فإف النخبة ىي
االىتماـ بلنخبة كىم القيادة ،كالعجيب أف ىذا يمنقلى ي
عجب أف يكوف قائد البالد الفاسدة اعباىلة ،إذ كعي األمة كفهمها أكثر و
بكثَت منهم ،فال
ى
عندان أيًٌمي أك بو أشبو ،كما ىو حاؿ كرل العهد السعودم األمَت عبد هللا ،أك حاكم اليمن
علي عبد هللا صاحل ،فإان هلل كإان إليو راجعوف.
035
كللذكر فهذا القسم ال عالقة لو بلسجن ،أم أف اؼبدرسُت غَت اتبعُت
إلدارة السجن ،بل ىم اتبعوف إلدارات التعليم اؼبدنية األخرل.
أكتب ىذا الكالـ كأان يف درس الرايليات ،كقد تركٍت اؼبدرس
أان اآلف ي
ىناؾ
أفعل ما وبلو رل ،فتفرغت لكتابة ىذا الكالـ ،مث بعد انتهاء الدرس ى
كرقةه يكتب فيها الطالب ما تعلم اليوـ ،كأان أتركها ًٌ
للمدرس ليىكتيب فيها ما
يشاء.
سم حل س :دل أدخلو قط إال يمسلًٌ نما على اإلخوة ،كقد أخذ
ف جدا كما أخربكين ،مث جاء األمر ً
بعضهم الشهادات منو ،مع أنو يمتخلٌ ه
بعد منع الطباعة إذل منع الدرجة األمنية « »Aمن الدخوؿ إذل غرفة
أحد يف قسم التعليم هبذه الدرجة إال اإلخوة ..كىذه
اغباسوب ،كال يوجد ه
ث سأخربكم بو إف شاء هللا تعاذل.
سيحد ي
ي القضية ردبا تتطور كما
036
الشباب كىم يي ًربزكف عضالهتم فيو أف عجائزان يي ًتقن أكثر منهم صناعة
037
َنك ي :ىذا ىو القسم التعليمي لغَت الناطقُت غ سم
حرصت عليو منذ البداية حىت أقوم لغيت اإلنكليزية،
ي قسم
بإلنكليزية ،كىو ه
كلكن الظاىر «فالًج ال تعالًج».
038
ومحق ()4
041
()4
تعاطف طبقي
خالؿ كجودم يف الوحدة شديدة اغبراسة يف سجن بلمارش الربيطاين
رافقٍت يف السَت خالؿ ساعة «التشميس» شاب أمريكي ،كجعل يسألٍت
سباما
جاىل ن
ه عن سبب كرىنا إلسرائيل ،كسعينا لدمارىا كزكاؽبا ،كىو
شرحت لو ،جعل يشرح رل أنو فهم ما أعنيو ،ألنو يشعر ي بتارىبنا ،فلما
نفس الشعور بحتالؿ أمريكا لواليتو الغنية كالفورنيا ،كأف خَتاهتا تذىب
لغَت أىلها من الوالايت الفقَتة ،كقاؿ« :عندان منظمات تسعى لالستقالؿ
عن أمريكا»!
تعاطف طبقي ):
040
()2
يف أكؿ ثالث سنوات من مدة سجٍت يف بريطانيا كنا قد كلعنا مع
اعبنائيُت من الربيطانيُت كغَتىم؛ كلذلك كاف رل -مع غَتم من األحبة-
احتكاؾ مع سجناء غَت مسلمُت .كعلى اعبملة؛ فكل ىمن عاشر اإلخوة
شديدا ،كينظركف إلينا بتعجب مشوب هبيبة كتقدير،
كاف وبًتمهم احًت ناما ن
أيت ىذا جليا.
فإف حصل حديث أك معاشرة ر ي
أان اختفيت عن األنظار قبل سجٍت عشرة أشهر ،تنقلت فيها بُت مدف
بريطانية ،حىت استقر يب األمر يف بيت رجل طيب يف لندف ،بل يف
كسطها ،كالذم منو أخذت كقبض علي.
كللذكر ،كبسرعة :فأان ىمن ىمل اؽبرب كالتخفي ،كأان ىمن زبفف من
القيود األمنية حىت أخذكين ،كالسبب أين عجزت عن اػبركج من بريطانيا،
كصرت عبئنا على إخواين يف قضية البيوت؛ فقد تنقلت يف عدة بيوت،
لررا على نفسي من
فصرت أحزف على اإلخوة ،كلذلك صار السجن أقل ن
نبي على إخواين.
041
كال أبس من ىذه الفائدة ىنا ،يستفيد منها الشباب كالقادة :أنصح
القادة أف ييبعدكا عنهم ىمن ال وبًتمهم كيراىم ال شيء ،كىؤالء يكثر يف
صفنا ،كدعوين أشرحها لكم بصدؽ:
عامة التيار اجملاىد من الطبقة الوسطى ،كقليل منهم من غَتىا ،كىؤالء
مشغوال بلواحد
ن العادل
عادة ال يركف أنفسهم شيئنا ،كبلتارل ردبا يكوف ى
منهم ،كىو يف نفسو ال يساكم رصاصة ،بل ذبد بعض ىمن حولو يراه
كذلك ،أم ال قيمة لو!
فمن ىذا الذم تنشغل بو الدكائر العالىمية ،كتضع على رأسو اؼباليُت،
ى
كىذا األخ ،كىذا الذم معو طامة من الطامات يف ىذا األمر.
قلت لكم :إف عامة القتل اليت وبدث فيهم يكوف سببها ىذا األمر،
كلو ي
فيستصغر األخ نفسو ،ككذلك ىمن حولو ،كمع ذلك يكوف ىو شاغل
الناس كمالئ الدنيا.
من أجل ىذا فنصيحيت أف يي ىبع ىد ىؤالء اؼبيصغًٌرين لقيمة اإلخوة؛ ألنو يف
كن تصغَت النفس ،كعدـ رؤيتها ،فلو قاؿ كاحد من اغبقل اإلسالمي ر ي
ىؤالء« :اي رجل ال تى ًٌ
كرب حالك ،ما أحد مشغوؿ بك!» الستحى الرجل
042
أف يػىيرد عليو ،حىت لو يعلم سخافة قولو ،حىت ال يػيتهم بتعظيم نفسو ،كبذا
تكوف الطامة.
أقوؿ ىذا ألف اغبكومة الربيطانية عرلت اعبنسية كاؼباؿ كغَت ذلك على
أانس ظنت قرهبم مٍت خالؿ االختفاء ،ككانت الصحف الفرنسية تستهزئ
بألمن الربيطاين :كيف ىبتفي شخص مطلوب كأجنيب كفبيز الشكل يف
بريطانيا كىم هبهلوف مكانو ،بل إف الفرنسيُت ذىبوا يف اهتاـ األمن
الربيطاين حبماييت ،كأين عندىم ،كلست ـبتفينا ،كتلقف ىذا األمريكاف
كشاركوا يف قصف الربيطانيُت.
كانت معركة ،مث أيتيك أخ كيقوؿ لك« :اي رجل ،كهللا لو مشيت يف
ؼبعٌت مهم!».
الشارع ما انتبو لك أحد ،كما اختفاؤؾ إال فاقد ن
كاف بعض اإلخوة ينقلوف رل الواقع ،كلكن عند حديث الصنف األكؿ
أبذل سيء يف نفسي.
أصاب ن
أمر يكاد يتكرر يف أحداث كثَتة أعرؼ منها عشرات على
اؼبهم :ىذا ه
األقل.
مث اؼبهم :كهللا لوال أين زبففت إبراديت من قيودم األمنية لى ىما علموا
مكاين قط ،لكن صرت أتعامل ككأين أقوؿ ؽبم :أان ىنا! انتهت اللعبة.
043
ليال ،مث أخذت إذل مركز الشرطة ،كمكثت ليلة كاحدة ،مث إذل
ىاصبوين ن
ى
سجن بلمارش ،ك«الوحدة» عالية األمن ،كاليت ال سجن أكثر منها قسوة
كأمننا.
كمن أجل العنواف ،يف ذكر قصة مع غَت اؼبسلمُت ،أذكر لكم أكؿ
احد فقط فيها: حدث يف ىذه «الوحدة» ،كبعد و
يوـ ك و و
قاـ سجُت بعرض اغبشيش علي (لك أف تضحك حىت تستلقي) ،ذلك
ككبن خركج للتشميس ساعةن من النهار اقًتب مٍت السجُت ،كىو عظيم
اعبسم جدا ،كأخرج رل رزمة ،خالؿ اػبركج إذل الساحة ،كقاؿ رل:
«حشيش» ،بلعربية ،فاسم حشيش ال هبهلو يذباره يف بريطانيا كلها ،بل
يسموف مكاف التحشيش« :بَتكت» ،كلكم أف تعرفوا السبب.
قلت لو« :أان ال أدخن».
كانتهى األمر.
كانت صحبيت يف ساحة التشميس أايـ كجودم يف ىذه «الوحدة» مع
و
فرد من «اعبيش األيرلندم اغبقيقي» -كما يسموف أنفسهم -كسأشرح
صديقا غببييب رشيد رمدة
ن آخر كاف
كمن ىذا التنظيم ،كرجل ى
حارل معو ،ى
044
خالؿ كجوده يف ىذه «الوحدة» ،كاليت بق ىي فيها سنوات عديدة ،تزيد عن
الثالث سنوات ،كىو أمر قاس جدا.
045
()3
ذكي ،لكن رفضت اغبكومة الربيطانية التعامل معو ،فوقعت االتفاقية مع
انئبو.
046
ىذا االتفاؽ حدثٍت عنو كعن أسراره لورد بريطاين ،كىو أيرلندم كحدكم
(يعٍت بركتستانيت ،كمؤيد بقاء أيرلندا الشمالية لمن بريطانيا العظمى كما
تسمى) ،كىذا اللورد زارين يف السجن (لونغ الرتن ،مشاؿ لندف) ،كجلسنا
ساعات كىو وبدثٍت عن غرائب االتفاؽ ،ككيف بدأ من زمن جوف ميجر
حىت انتهى بلتوقيع زمن توين بلَت ،كقد استفدت عجائب من فهم العقلية
اإلنكليزية ،كأسرار بعض ساساهتا اػبفية ،كىذا اللورد أحد أركاف الوصوؿ
ؽبذا االتفاؽ ،كقد كاف حامل الرسائل بُت األيرلنديُت االنفصاليُت كبُت
اغبكومة الربيطانية.
مث حصل أف زارين بعد ذلك مدير مكتب توين بلَت ؼبدة اثنيت عشرة سنة
كالذم فتح بعد ذاؾ مركز نشر السالـ بُت الفصائل اؼبقاتلة كحكوماهتم،
فحدثٍت القليل عن علمو هبذا االتفاؽ .كاف أىم ما قالو اللورد عن سبب
حصوؿ اتفاؽ السالـ قولو :إف كل التقارير األمنية اؼبرسلة لداكننغ سًتيت
تقرر استحالة القضاء على «اعبيش األيرلندم» ،ككذلك أدرؾ األيرلنديوف
أهنم لن يستطيعوا ربقيق طموحاهتم عن طريق التفجَتات ،مث تبٍت الرئيس
صديقا لتوين بلَت
ن األمريكي كلنتوف للقضية األيرلندية بقوة ،كقد كاف
بعتبارنبا يسارايف (مش كثَت) ،كصداقتو عبَتم آدامز كىو يسارم كذلك.
047
ؾبحف،
ه اتفاؽ
اؼبهم ،بعد اتفاؽ السالـ ىذا شعر بعض األيرلنديُت أنو ه
فلم يقبلوه ،فانفصلوا ككونوا« :اعبيش األيرلندم اغبقيقي» (ليست
بدعا يف ىذا األمر ،بل سنة جارية).
التنظيمات اإلسالمية ن
للعلم ،يف أسابيعي األخَتة قبل ترحيلي إذل األردف كلعت يف «الوحدة»
شديدة اغبراسة يف بلمارش ،كأيحضر انئب يف الربؼباف األيرلندم ليكوف
رفيقي يف «الوحدة» ،كىو رجل عجوز ،كتعل ىق يب ن
تعلقا عجيبنا ،كعندما
أخذت من «الوحدة» للعزؿ آخر يوـ لتسفَتم جاء يعانقٍت كيبكي ،ككاف
حراس السجن يف حالة صدمة من موقفو ىذا.
048
يساؿبوه فسجنوه ،مث خرج أبمر القالي بعد سفرم كما أخربتٍت ؿبامييت
بعد ذلك لىما زارتٍت ىنا يف األردف يف سجن اؼبوقر.
ىذ ا الرجل حدثٍت عن ىذا االتفاؽ بستفالة ،كشرح رل رؤيتو لػ«اعبيش
األيرلندم اغبقيقي» ،كقد تعلمت أف أظبع من كل األطراؼ.
كنت أريد شرح موقف الشباب األيرلنديُت لنا كلطريقة عمل اجملاىدين
يف فلسطُت كغَتىا ،كىناؾ إصباع عند الكاثوليك ،غَت الوحدكيُت بتأييدىم
لنا يف ىذا مع عدـ فهمهم لبعض اؼبمارسات كالعمليات االستشهادية،
كلكن جرين الكالـ لغَته ،كسنعود إليو إف شاء هللا تعاذل.
051
()4
كما قلت :اقبذب إرل شاب أيرلندم منذ اليوـ األكؿ يف سجن بلمارش
كيف «الوحدة اػباصة» شديدة اغبراسة -كما ييطلىق عليها -كىي «كحدةه»
بينيت ألفراد «اعبيش األيرلندم» خاصة ،مث بعد اؼبصاغبة كاالتفاؽ أغلقت
سباما مث فيتحت على يد أخينا رشيد رمدة كتكاثر اإلخوة عليها ،ككاف ن
يشاركهم فيها أفراد من األكراد ،ككلهم بتهمة ذبارة ًٌ
اؼبخدرات ،كمن حزب
«العماؿ الكردستاين» ،كذلك أف مطار ىيثرك ؿبطة للطائرات القادمة من
أمريكا اعبنوبية ،مصدر ًٌ
اؼبخدرات لًتكيا ،فيصاد بعضهم ىناؾ ،كذبارة
ًٌ
اؼبخدرات من أقول موارد ىذا اغبزب كما يقولوف ىم ،كىؤالء األكراد
بغبوار معهم تىبُت إغبادىم ،كبعضهم من النصَتيُت ،كدل وبصل بيننا أم
حوار مهم ،كال حديث ذم بؿ.
ىذا الشاب األيرلندم كاف مع ثالثة بنفس التهمة ،كقد كزعوا إذل
الحا أف
آخر يف نفس القسم ،كلكن كاف ك ن
فريقُت ،كاف معو كاحد ى
050
اآلخر ،ككاف يف الوحدة ينتظر اغبكم
سبسكا أبيديولوجيتو من ى
الشاب أكثر ن
عليو.
اقًتب مٍت كبدأ اغبديث من أكلو يسرم بقوة ،فقد أبدل أتييده لكل
أعماؿ اجملاىدين ،كتساءؿ« :ؼباذا أمريكا؟».
كاأليرلنديوف عندىم تصور كالح عن القضية الفلسطينية ،كيؤيدكهنا
بقوة ،كدبجرد أف ربدث األيرلندم الكاثوليكي غَت الوحدكم (االنفصارل)
عن قضيتك حىت يكملها بواقعو كما رأكه من اإلنكليز ىناؾ ،فاألدل
يتعاطف.
ىم ال وبملوف إرناث سيئنا عن أمريكا ،بل ىي عندىم كاغبديقة اػبلفية،
ً
فما من أيرلندم إال كلو قريب يف أمريكا ،كلذلك كاف التساؤؿ« :دلى
أمريكا؟».
مفهوما.
ن سهال
كاف اغبديث حوؿ ىذا ن
متحَتا حوؿ
ن بقي ييقلًٌب بصره
لكن ما كقف عنده ،كدل يفهمو ،بل ن
العمليات االستشهادية ،فقد قاؿ كلمة كالحة« :كل شيء أفهمو منكم
إال ىذا العمل!».
051
اؼبعلوـ أف ىذا التساؤؿ كاف قديبنا عندىم أايـ نشاط «ضباس» قديبنا فيو،
كفعلو ،كاحتاج اؼبرء لقدر كبَت من العقالنية كفهم اإلطار العقلي عنده
ليشرح لو األمر.
يصا يف اغبوار أف أيظهر مولوع اإليباف ،كالدار اآلخرة ،فهي
كنت حر ن
قضية لو فهمت ربل كل اإلشكاؿ يف تفهمها ،حىت لو خالفها ،كلكن
«اعبيش األيرلندم» يف عمومو كافر بلكنيسة؛ أقوؿ الكنيسة ككرىها مع
كاثوليكيتهم قاسم مشًتؾ ،فما أف تفتح معهم مولوع اإليباف بلدين حىت
يقفز من أفواىهم ألف كلمة حوؿ فساد الكنيسة كالقسيسُت ،كخاصة
التحرش يف األطفاؿ ،ككلمة «التحرش» كلمة ـبففة ألف مرة بكل فبيعات
األرض.
مك :يف كل حوارايت مع اإلنكليز كغَتىم حوؿ الدين يربز كفرىم
بألدايف كلها ال اإلسالـ فقط ،كبعض األسباب متعلق بتاريخ الدين
عندىم ،كسلوؾ رجالو ،كبكرىهم سيطرة غَتىم عليهم ،حىت لو كاف اإللو
نفسو ،كىم ىبتلط لديهم :هللا كالكنيسة كرجل الدين.
صادـ كرة كبَتة ،كلكن انتهى كالمو
اؼبهم ،فإف مولوع اإليباف بآلخرة ى
لركرة أبنو يبكن فهمو.
ن حوؿ العمليات االستشهادية إف
052
فبا ينبغي ذكره ىنا ،كىو أف ىذا الشاب كصديقو كاان أكؿ ىمن أدخال
على زنزانيت بعض ما يتسلى بو يف «اليونًت -الوحدة» ،فقد قيبض علي
دبالبسي ،كدكف أم مبلغ مارل ،فلما فتحت الزانزين ألخذ الطعاـ قاما
إبحضار السكر كالشام كبعض البسكوت ،كىي أشياء يسَتة لكنها يم ًٌ
عربةه
عن التعاطف.
054
()5
(ُ)
شرت يف قناة الشيخ يف «تلغراـ».
تدكينات مسلسلة عن سورة «األنعاـ» ني ى
055
ىذا األمر ؿبط تندر بُت اإلخوة لكثرة السقطات فيو ،فأحد أحبتنا ،كىو
جزائرم ،كأان ىاىنا أىدده :لو فتح فمو سأذكر اظبو!
كاف ىذا األخ عندما يسألونو سؤ ناال يعرفو يقوؿ« :ال أدرم» ،كلكن
كيلتفت لغاريث
ي عندما يسألونو سؤ ناال ال يعرفو يقوؿ« :صدقنا ال أعرفو»،
ليقوؿ ؽبا« :حقا ال أعرفو».
كسبب الصعوبة :كيف تقوؿ ؼبن سألك عن اظبك كاتريخ ميالدؾ كما
اسم زكجتك ال أدرم؟
اؼبهم ،بعد انتهاء التحقيق قاؿ رل معاكف غاريث ككاف وبضر معها:
«ربتاجوف لسنوات طويلة حىت تتعلموا ما تعلمو «اعبيش األيرلندم» يف
التحقيق».
آؼبتٍت لضعفي ،لكنها كانت مفيدة جدا.
056
كاف أمر السجناء األيرلنديُت عند التفاكض للصلح مهم جدا ،فقد كاف
للسجناء قرارات كاف من الواجب األخذ هبا ،كيرجع القادة السياسيُت ؽبم،
كقد أخربين هبا العجوز ،كحدثٍت هبا كذلك اغببيب القارئ اغبافظ رشيد
رمدة هبا ،أف سباسك السجناء ،كقوهتم كثباهتم كاف من أىم عوامل تقوية
اؼبفاكض األيرلندم ،مث قبوؿ السجناء ،كىم ىمن بذؿ كربمل ؼبقررات
الصلح كاف من أقول عوامل تصديق الناس لفوائد الصلح ،كلو رفض
السجناء الصلح لى ىما كاف.
مك :ي
تعامل االنكليز مع السجناء األيرلنديُت كاف من أقذر ما تتصور
يف السجن الربيطاين ،كلكن ال تصل بذىنك إذل التعذيب البدين ،فهذا
غَت موجود ،كلكن ما تتخيلو من سوء اؼبعاملة غَت الضرب كاإليذاء البدين
فاقد ؼبعٌت اإلنسانية ،كىو حقَته يف
فكلو موجود كحقيقي .كاإلنكليزم ه
كحاقد كاعبمل ،كال ييرجى منو عاطفة ،كالسياسي كالقالي
ه األغلب،
كالشرطي أكثر من غَتىم يف ىذا.
اؼبهم ،كاف من فوائد التعارؼ هبم معرفة ىذا األمر.
058
()6
060
مكتوبة ترجوين فيها اؼبساعدة يف إطالؽ سراح ابنها ،كلكن كانت ىذه
األسباب:
ً
أوً :اعتقدت أين إف فعلت سأخيٌ ي
ب ظن ىمن أراد مساعديت كالتضامن
دينيا معي ،مع أين ال أعرفهم ،كلكن ىؤالء اقتحموا عقبةن خطَتة من
خذالان مٍت
ن أجلي ،فلن أخذؽبم ،كأم و
طلب مٍت ؽبم يف إطالؽ سراحو يػي ىعد
ؽبم ،كلن أفعل.
نيً :كنت قد كجهت رسالة سابقة إلطالؽ سراح قس بركتستانيت
خطف يف العراؽ بتوجيو من أحد إخواين معي ،كبنصيحة ؾبموعة منهم،
قبيح كحقَته ،فلم أي ًرد إعادة
ككاف رد الصحافة الربيطانية على ىذا الطلب ه
التجربة.
ً :كاف اؼبفاكلوف رل من كزارة اػبارجية ،ككهللا دبجرد اعبلوس معهم
أصاب حبالة من الغضب اليت تثَت عندم عليهم كل مشاعر اغبقد
كالغضب ،فلو سألوين أف أقوؿ «ال إلو إال هللا» لى ىما قلتها أمامهم كبسبب
طلبهم!
ر ًبع :كنت كلما ًملت أف أهني ىذه القصة فألُت بيٍت كبُت نفسي
أكاجو أبحبة رل يرفضوف تقدمي كلمة كاحدة تساعد الربيطانيُت ،كيشدكف
061
أثق إبخواين ،كال أرد ؽبم طلبنا كلو
علي يف ىذا بقوة ،كأان يف ىذه األبواب ي
على اؼبوت.
ؿبامييت دل تشأ أف ًٌ
تقدـ رل أم نصيحة يف ىذا األمر ككقفت على
اغبياد.
كثَتا ليس
كالما ن
كظبعت ن
ي فجأة انتهت القضية ،كأطلق سراح الصحفي،
ن
عندم منو على التحقيق شيء أجزـ بو.
لت ليومي ىذا أنساه ،كأفرح أين أنساه ،كأسأؿ
تعلمت شيئنا ما ز ي
ي كلكٍت
قيت
ب التنظيمات اإلسالمية ىم ه
هللا تعاذل أف أنساه ليوـ فبايت ،كىو أف تعص ى
كفاسد ،كأهنا ال تتمٌت اػبَت إال لنفسها ،كمستعدة للتضحية دبصاحل
ه
للمسلمُت أماـ مصاغبها ،كألين ال أحب ذكر مثالب اؼبسلمُت ،كذكر
غبكيت قصة مناشديت يف إطالؽ القس
ي قصص غرائبهم يف تعصبهم القبيح
الربيطاين يف بغداد ،كماذا أخر ىج بعضهم كعلى اإلعالـ من قيح يف ىذا
الباب ،أقصد بعض قادة التنظيمات اإلسالمية ،كهللا يرضبنا.
062
()7
064
عامال داخل السجن ،كعملو كاف صناعة
السجن ما استطاع ،ألنو كاف ن
القهوة للسجانُت ،فهو كأغلب اإليطاليُت اعبنوبيُت يوبسن صناعتها.
كاف جهده معي ؿباكلة تغيَت صورة اؼبافياكم اليت أضبلها من خالؿ قصة
كىي الصورة النمطية اؼبشهورة عنهم ،فكاف []The Godfather العراب
ييصر على كجود صورة أخرل ،لكن يبقى القتل ظبة ال يبكن إنكارىا،
كخاصة لد اؼبنشقُت عنهم ،كقد اعًتؼ ىو هبذا الفعل منو ،كأبعداد
مذىلة ،كلو أتملت تعاملو كشكلو كطريقة تصرفاتو لى ىما ظننت فيو أف يقدر
أبدا بؼبظاىر!
إيذاء ذببة ،لكن ال تغًت ن
دائما أف اإليطارل اعبنويب يشبو يف سلوكو اغبيايت بلشرقي ،حىت
تذكر ن
يف تصرفاتو من كرـ كإخالص لصديق ،كىكذا كانت اؼبافيا يف اعبنوب من
إيطاليا ،كقد رأيت ىذا يف ىذا الشخص كيف اآلخر الذم أحضر إلينا يف
غدا إف شاء
سجن لونغ الرتن عقوبةن لو ،كسأحكي عنو يف اعبزء الثاين ىنا ن
هللا.
احدا
رجال ك ن مك :دل أقابل يف السجن أم بريطاين أبيض ن
مسلما إال ن
كقد أتكلم عنو لبعض الفائدة ،كىو آخر ىمن قي ًد ىر على اؽبرب من سجن
065
بريطاين عارل األمن ،كأما السود كغَتىم فهم كثر ،كقابلت شاب من صباعة
«إيتا» االنفصالية ،كسأربدث عنو فيما أييت إف شاء هللا تعاذل.
066
()8
067
كتاب قط ،حىت الكتب
األخ الشيخ اعًتؼ رل كلغَتم أنو يف حياتو دل يقرأ ن
عامال يف أرامكو ،فك هللا أسره
اؼبدرسية ،كىو خريج كلية اؽبندسة ،ككاف ن
أسر إخواننا.
ك ى
أف هبمع اؼبرء بُت خياؿ اؼبهنة كالصناعة ،كمدارؾ العقليات اجملردة أمر
القراء تذكير ىمن صبع الفنُت من
صعب .كقد كجد ىمن صبع ىذا .على ي
العلماء.
068
()9
ىناؾ خرباف قبل التعليق اليسَت على ىذا اػبرب (إف صح):
َلو :كأان يف السجن الربيطاين زارين شخصاف من الػ« ،»MI5علمت
بعد انتهاء اعبلسة أهنا جلسة تقييم ألفكارم ،مع إحضارنبا كتاب
«مراجعات اعبماعة اإلسالمية اؼبصرية» ،كقد ربدثت عن ىذا ن
سابقا ،ككاف
من ؿباكر اللقاء اغبديث عن تدين توين بلَت ،كأان كإذل ىذه اللحظة ال أرل
حقدا على اإلسالـ ،فقد يكوف ىناؾ
أحدا يف ىذا العصر يفوؽ توين بلَت ن
ن
لو مثيل ،لكن أف يكوف فوقو فال ،كأصررت يف اغبديث معهما على أف
مصدر حقد توين بلَت مع يساريتو كونو زعيم حزب العماؿ (كىو يف أصلو
اشًتاكي على طريقة فابيوس) ،قلت أصررت أف مصدر حقده ىو تدينو،
دخل للتدين يف ذلك.
كنبا قد أصرا أنو ىعلماين ال ى
بعد خركج توين بلَت من دكاننغ سًتيت ،كاستقالتو من رائسة الوزراء
ذىب إذل الفاتيكاف كتعمد كاثوليكيا ،ألف أصلو العائلي بركتستٍت كأغلب
اإلنكليز ،كأظهر تدينو كما ىو يف نفسو.
071
ِن :ذكر مستشار توين بلَت اإلعالمي ،كىو من دىاقنة اإلعالـ يف
بريطانيا ،كاظبو ألسًت كامبل ،أف توين بلَت يف بداية رائستو دخل كنيسةن
غبضور عمل ديٍت ما ،فحذره ىذا اؼبستشار ،كقاؿ لو بللفظ« :إايؾ أف
سبر جبانب كنيسة قط» ،كفسر ذلك أف الشعب الربيطاين شعب يكره
الدين ،كلذلك إف أظهر تدينو سيخسر التأييد.
كمن كاف متديننا فيها من
ىذا كاقع بريطانيا من الدين ،كىم بركتستانت ،ى
السياسيُت كتم تدينو ،كبريطانيا ىي أكثر البالد نصرة للواط كالشذكذ،
كقوانينها يف دعم ىؤالء قوية كظاىرة.
يف فرنسا األمر ـبتلف ،فالكاثوليكية متجذرة ،كقوية ،كتدين الشعب
الفرنسي قريب من تدين الشعب األمريكي (نقوؿ الشعب األمريكي تنزنال
كإال ىم شذاذ آفاؽ) ،أم ىو منتشر كمؤثر ،كلذلك تستطيع رؤية سياسة
الفاتيكاف من خالؿ تصرؼ فرنسا.
فهذا اػبرب صح أىـ دل يصح داؿ على حقيقة التدين يف فرنسا ،كأهنا
تتعامل مع نفسها أهنا حامية للدين اؼبسيحي الكاثوليكي ،كىي أكثر دكلة
يف التاريخ حاربت من أجل اغبفاظ على الكثلكة.
070
الفرنسي معجوف بقيم الكثلكة ،كبلعنصرية اغباقدة ،كبلتاريخ األسود،
العلمانيُت اؼبصريُت)
كمع كل ىذا يسمي بعض أبناء جلدتنا (كخاصة ى
بريس ببلد األنوار.
071
()41
072
ىمن دل يشهد تفتيش اإلنكليز ال يعرؼ ما ىو التفتيش ،فهم يفتشوف
نشرا و
بصرب عجيب ،كيقلبوف كل كرقة من الكتاب ،كينشركف كل اللباس ن
اتما.
تقوؿ رل ابنيت« :الشرطة أخرجت صبيع ىمن اؼبدرسة إذل بيوهتم».
كبقيت ابنيت معهم ،كمعهم شرطة نسائية ،كبدأ التفتيش.
مكاان إال ككلعوا يدىم فيو ..إال مكاف
كانت األكراؽ ىناؾ ،كدل يًتكوا ن
األكراؽ.
تقوؿ ابنيت« :دل أترؾ الدعاء بكيةن لدفع شرىم» ،كىكذا كاف.
جلسوا ساعات طويلة يبحثوف ،حىت دخل اؼبغرب ،كىم يساكموف البنت
لتدؽبم على مكاف األكراؽ.
يبق إال ابنيت ىناؾ ،ككاف ىناؾ موظفوف
خرجت الشرطة من اؼبدرسة ،كدل ى
من كزارة الداخلية ينتظركف ابنيت لَتجعوىا إذل البيت .أخذت ابنيت األكراؽ،
ككلعتها يف اغبقيبة ،كرجعت هبا يف سيارة كزارة الداخلية إذل البيت.
تذكر ابنيت ىذه اغبادثة تضحك من رضبة هللا بنا ،كتينشد بيت عندما ي
الشعر اإليباين ؼبثل ىذا األمر:
إَِّ أنَّة ة ة ة ُ ِ ة ة ة ةن بَ ة ة ة ة َ ةِ ُكفة ة ة ة ِ أَ ْنَة ة ة ة ِن َوَة ة ة ة ْ َم ِ َشةة ة ة ِح ِ ة ة ةن تَع ِجيةة ة ة ِ َربِّ ة ة ة
073
صرت أشعر أنو ال يستحق اإلمارة كال القيادة كال دخوؿ اؼبسؤكلية يف
ي
زماننا ىمن دل يعش قيد السجن.
يف ىذه اللحظات كم من مسلم مظلوـ مسجوف يمقيد يف غرفتو ،ييعاين
الوحدة ،كاإلذالؿ كالقهر ،ليس لو أنيس إال هللا ،كذكرل الدار اآلخرة،
كرجاء اغبرية كفك القيد!
كهللا ال ينساىم إال غافل ،فاذكركىم بلدعاء ،كاإلحساف إذل أىلهم.
احدا من اؼبسلمُت دل ينسو،
أسعد اللحظات عند السجُت أف يعلم أف ك ن
كيذكره بلدعاء كاػبَت.
اللهم ً
أنزؿ على مساجُت اؼبسلمُت اؼبظلومُت لدينهم شآبيب رضبتك،
كأنسك ،كأفًض عليهم خَت ما تفض على عبادؾ الصاغبُت.
074
()44
البالء ال يستأنس
كاف من أكثر الكلمات اؼبؤؼبة اليت كجهت لزكجي كأان يف السجن أف
امرأة قالت ؽبا« :أنتم اآلف ال هتتموف ؽبذا السجن ،فقد تعودمت»!
كلمات يربفر يف اللحم كالعظم حىت هتشمهما.
ه
075
()42
076
كاغبق أين دل أتصور ـبلوقنا هبذه اغبقارة ،كامرأة هبذه النفسية اجملرمة،
كبيغضها لنا يفوؽ بغض توين بلَت كبوش ،كالعجيب أهنا حاصلة على
الدكتوراه يف علم النفس ،كتستطيع التدريس يف اعبامعات ،أم ذبنب ىذه
الوظيفة اغبقَتة ،من مراقبتنا ،ككتابة التقارير فينا ،كعمل دراسات تنفع
السجاف يف التعامل معنا ،ككاف أكؿ غيثها الدموم أف رفضت أف يكوف
مصلنى خاصا نصلي فيو ،مع أننا بعد ذلك طلبنا من مدير السجن ذلك
فاستجاب ككاف لنا ذلك.
احتقارا قبل كل شيء،
ن كنت أذبنب رد سالمها علي ،كال أنظر إليها
كمرة كقفت أمامي يف اؼبمر كطلبت مٍت كلمة ألهنا تريد الذىاب إجازة،
ن
فقلت ؽبا من الكالـ ما ييبكي ،كييشعر سامعو بلعرؽ كالقهر كىي جامدة
كاغبجر ،ال ربس كال تتأثر ،كخوفتها بهلل ،فكأنو ماء على صفواف.
اف بريطاين رفق بنا ،ككم من سج و
اف حاكؿ أف ال يسيء كم من سج و
ى ى
معاملتو ،كلكن ىذه اؼبرأة اجمللببة ،كاليت تسمى بسم إسالمي كانت أشد
علينا من كل عدك.
أقوؿ ىذا للذين يفرحوف بتعيُت مسلم أك مسلمة يف مفاصل العمل
شر علينا من غَتىم.
الكفرم يف بالد الكفر كعند الكفار ،فمثل ىؤالء ه
077
كانت الشرطة يربضر مًتصبنا عند تفتيش بييت ،كآخر اؼبًتصبُت كاف عربيا
من أصوؿ مسلمة ،كاف األحقر كاألكسخ كاألظلم ،حىت كاد ابٍت أف
يضربو لوقاحتو ،كذلك لبغضو لنا ،كسبحلو يف صناعة السوء كاألذل ،مث أييت
ىمن يقوؿ :يسدكا ىذه األعماؿ دبسلمُت حىت ال يبلؤىا اجملرـ ،ككأف أعداءان
دبثل ىذه الغفلة من تعيُت طىيًٌب اػبلق ؼبثل ىذه اؼبفاصل!
078
()43
081
كالرجل قد تعود أف يًتؾ الكثَت من أقداره بال زبطيط منو ،بل يقرر عنو
آخركف؛ فهذا يروبو جدا يف إغالؽ و
بب أدرؾ أف القدر وبركو فيو أكثر فبا ى
يتحرؾ ىو فيو إبرادتو.
بعد لفة كلفتُت كتركو ألىلو كأكالده الصغار يف حالة تيو بدية على
صفحات كجوىهم ،كىم يتساءلوف« :أين تذىب؟».
االبن الوحيد الذ ىكر يومها قاؿ« :أريد أف أذىب معك!» ال يذكر الرجل
أقاؽبا لو أى ٍـ ألمو!
بعد و
لفة أك لفتُت يضبل ىذا الرجل اؼبستسلم ىلق ىدر هللا إذل مدينة أخرل،
كليس ىنا بياف ذكرايت تلك الرحلة العجيبة من االختفاء من و
بلد ييعد فيها
لرب من اػبياؿ كما ىو يف أذىاف العامة ،كلكن تلك اؽبركب من أمنهم ن
الرجل أف ىؤالء الشباب إف فكركا كانوا أعظم كأقول من
ى التجربة علمت
كل خطط اعباىلية.
داـ االختفاء عشرة شهور كاملة ،كاف آخر اؼبطاؼ يف و
بيت قريب من
رائسة الوزراء الربيطاين!
صدؽ أك ال تصدؽ فهذه اغبقيقة! ًٌ
080
ثقيال على
تلك الرحلة دل تفشل قط ،لكن الرجل شعر أنو صار ن
الشباب؛ فالقدرات اؼبادية شحيحة ،كصار أمر أتمُت بيت لالختفاء صعبنا
من جهات عدة.
صار الرجل يتخفف من األمنيات ككأنو يقوؿ :ىا أان ،تعالوا فاعتقلوين!
كىكذا كاف.
كمن ظن أف أمر اكتشاؼ الرجل يعود لذكاء إنكليزم فهو غيب بوسم ى
أكرب من دعاايت الشركات الكبَتة!
كاف أحدىم يزكر الرجل يف ـببئو ،ككاف فبا يؤؼبو من كالمو « :ى
أنت
كمشيت يف الشارع فلن يتعرلوا لك».
ى خرجت اآلف
ى لست مهما ،كلو
لوال ًعلم الرجل بعقل ىذا الرجل لى ىما تردد يف اهتاـ نواايه؛ فقد كاف ىذا
الرجل اؼبختفي يعلم أف األمن الربيطاين دفع لبعضهم اعبنسية كاؼباؿ مقابل
التعاكف معهم لكشف مكاف الرجل.
081
صغًٌر من شأنك ،ألنو ال يراؾ شيئنا ،كيف بيئة اؼبتدينُت الذين
ىناؾ ىمن يي ى
خرجوا من الطبقة الدنيا أك الوسطى ىمن وبتقر ذاتو كإخوانو.
نصحت بعضهم بعدـ السفر لشدة اغباؿ ي :لقد جُ صُ
بعد أحداث «سبتمرب» ،كلكنهم كانوا يقولوف « :ىمن كبن؟ كما أنبيتنا؟».
فانتهى هبم اغباؿ إذل سجن غوانتنامو بعد رحلة صيد كربل من قًبل
اؼبخابرات األمريكية كالربيطانية.
ىمن ال يعرؼ قيمة نفسو كإخوانو جاسوس بغباء ،فاجتنبو اجتناب
األعداء.
082
ككاف فبا قيل من قًبل الصحف الفرنسية إف ىذا الرجل ليس ـبتفينا عن
عُت اؼبخابرات الربيطانية ،كلكنو يعيش يف معسكر للقوات الربيطانية ،كأما
األمريكاف فاستهزؤكا دبخابرات بلد استطاع رجل أف يهزمهم كيف بالدىم.
ىمن يفكر هبذه الطريقة فاىرب منو فرارؾ من أعدائك!
صنعا!
كثَتكف حولك يقتلوف فيك العمل ،كىم وبسبوف أهنم وبسنوف ن
083
()44
084
اىتماما،
ن كلألسف فإف اؼبسلمُت ىناؾ يستهينوف هبذا األمر كال ييعَتكنو
بل يفرحوف أف أبناءىم يتقنوف لغة أجنبية ،كما دركا أف كراء ذلك دمار
كفساد عظيم.
ىذه اغبادثة اليت ذكرهتا حصلت معي يف السجن ،حيث كنا نذىب يف
بداية سجننا مع اؼبساجُت إذل صالة الرايلة ككل اؼبساجُت ،مث يمنعنا كليا
من ذلك يف قصة طويلة.
كيعمل
ي كاف ىناؾ خالؿ سبريٍت شاب مشاغب جدا ،كلكنو يتقرب إرل،
ًٌ
الضب كالنوف، معي بعض اغبركات ،ككاف اغبراس ينظركف إذل اجتماع
فكيف هبتمع ىذا الشيخ مع ىذا اؼبشاغب! كنت أعاملو برفق كإحساف.
يوما كقاؿ« :لقد أسلمت».
جاءين ن
أىديت لو بعض ما يبكن للسجُت إىدائو
فرحت جدا ،كىللت ككربت ك ي
ي
يف خفية عن اغبراس لعدـ قانونية ذلك.
كاف فبا فاجأين بقولو« :أان جدم مسلم ،كىو من قبد اعبزيرة ،بل ىو
و
قاض من قضاة قبد»!
085
قاؿ « :تزكج من جديت فولدت اعبدة أمي ،ككاف قد تزكج من جديت مث
طلقها كذىب كدل يػى يعد ،كال نعرؼ عنو شيئنا إال ما أخربتنا بو اعبدة ،كتعرؼ
ذلك األـ».
كقد ذكر رل اظبو بطريقة أجنبية ،كدل أعد أذكر ذلك.
مسلم ،ترؾ أمو اليت تنتسب
فهذا شاب ىجده من قضاة اؼبسلمُت ،فهو ه
إليو ،كمن صلبو ،مث دل يػى يعد معهم من اإلسالـ شيء ،حىت اسم اؼبسلمُت.
ردبا ىذه القصة فريدة أك اندرة ،كلكن ربوؿ اؼبسلمُت إذل الكفر،
كنسياف أصوؽبم شيء كثَت ،كاليوـ نرل كيف يسلب أبناء اؼبسلمُت من
أىليهم كيولعوا يف عائالت قذرة تغَتىم كليا ،كتنسيهم أصوؽبم.
ال يشك مسلم أف عيش اؼبسلمُت يف بالد الكفر يف زماننا ككل زماف،
لكن يف زماننا أخص أنو ال هبوز إال ؼبضطر ،كلألسف فإف الناس يتوسعوف
يف بب االلطرار ،كذلك لبعض اؼبشقة يف بالدان ،بل بعضهم يفرح أنو
سباما عن أمتهم!
قطع ذريتو ن
يعيش يف بالد الغرب ،كما درل أنو ى
086
ومحق ()2
اغبمد هلل ككفى ،كالصالة كالسالـ على النيب اؼبصطفى ﷺ ،كعلى آلو
كأصحابو الطيًٌبُت الطاىرين ،كبعد:
إذل الشيخ ً
العادل اجملاىد اجملتهد ،األديب األريب ،انصر السنة كقامع
البدعة ،أيب قىتادة حفظو هللا كرعاه ،كنصره على ىمن عاداه .آمُت.
كيف حالك أيها اغببيب؟
لقد اشتقت إذل رؤيتك كاعبلوس معك كالتحدث إليك.
أرربل معك حيث
حالر معي؛ ي
ه ىش ًهد هللا أنو ال يكاد يبر ه
يوـ إال كأنت
سيح يف أرض هللا الواسعة ،ال ىربيدان
أجوب معك اآلفاؽ ،نى ي ي ارربلت،
سلطاف ،كال يعدك
ه حدكد ،نسبح يف حبار اغبب يف هللا ،ليس للكفار علينا
ه
[آؿ عمراف.]ُُُ : ﱩﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼﱨ سجنهم أف يكوف كما قاؿ تعاذل:
088
أحسب -كهللا حسيبيك -أف سجنك ما ىو إال زايدةه يف اػبَت ،يي ًٌ
قربك ي
إف شاء هللا إذل اعبنة كييباعد بينك كبُت انر جهنم ،أعاذان هللا كإايؾ من
ىحًٌرىا كؽبيبها.
خَت و
عظيم، أما عن أحوارل ،فإنٍت أضبد هللا على ما أكاله إايم من و
كراحةى و
بؿ كطمأنينة قلب.
فأبواب اػبَت مفتوحةه على مصراعيها ،ككهللا ما زادين ما أان فيو إال
كحبا لدينو كنبيًٌو ﷺ كسبس نكا دبا أان عليو من دين اغبق ،كأسأؿ
تعظيما هلل ي
ن
ضرةو كال و
فتنة هللا أف يثبتٍت على طريق اغبق حىت ألقاه يف غَت لراء م ً
ي يٌ
ضل وة.
مً
ي
أم ا عن أحواؿ السجن ،فكما تعلم ،فقد مت إخراجي من العزلة قبل عدة
أشهر ،كمت ربويلي إذل القسم الثاين من السجن يف الطابق األرلي منو مع
ستة أفر واد ييعبًتكف من يعتاة اجملرمُت ،لكنهم طيبوف؛ يساعدكنٍت على شؤكف
اغبياة يف السجن ،كالكل ييسارع إذل إكرامي و
بفضل من هللا كمنة.
من بينهم شاب جزائرم صغَت السن ،قد أنعم هللا عليو أف ىداه إذل
االلتزاـ ،لكنو يكتم إيبانو حىت سبر ؿباكمتو و
بسالـ ي
111
اآلخرين.
كثَتا مع السجناء ى
ال أختلط ن
أما عن كقت اؼبشي يف الساحة ،فهو أربع ساعات :اثنتاف يف الصباح
عرلا كعشرة صغَت يمسي وج؛ طبسة و
أمتار ن كمثلهما يف اؼبساء ،داخل مر وبع و
طوال .كأذىب إذل «اعبيم» ثالث مر و
ات يف األسبوع. و
أمتار تقريبنا ن
أما االلتقاء بإلماـ كاإلخوة فهو مرةه -يوـ الثالاثء -كل أسبوعُت ،ال
يوجد صبعةه كال صباعةه ،فاهلل اؼبستعاف.
بعض اإلخوة يزكدكين ببعض الكتب كاؼبالبس.
آخر و
كتاب حصلت عليو« :مقدمة ابن الصالح» ،ككذلك «فتح الرضبن ً
110
باعا كهلل اغبمد .أسأؿ هللا أف يكوف يفً
أخباركم كأخبار اإلخوة تصلٍت ت ن
شر و
كفتنة .اغبمد هلل عونكم كينصركم على اإلنكليز ،فإهنم كهللا أيس كل و
الذم عافاين من ًٌ
شرىم.
نسيت يف رساليت السابقة أف أطلب منك إرساؿ كتاب «فن
ي لقد
أحسب أنو قد طيبع ،ككذلك أريد
ي القراءة» ،فإذا تسٌت لك ذلك،
«مذكراتك البلمارشية» كأم و
شيء قد كتبتىو عن أتمالتك كاختياراتك
العلمية ،األدبية ،الفنية ،الشعرية ،األصولية ،اإلبداعية...إخل .جزاؾ هللا عنا
كل خَت.
أيضا إذل
اشتقت ن
كثَتا ،ك ي
إليك ن
اشتقت ى
ي حبييب كشقيق ركحي ،كهللا لقد
مرة أخرل حىت
ألتقيك ن
ى ابتسامتك اغبلوة اعبميلة ،كشهد هللا كم آمل أف
نشرب من ىمعُت اؼبىحبة ،كال قوة إال بهلل.
وبزنك فقداف بعض األحبة فبن
وبزنك الذم يقولوف ،كقد ي
أعلم أنو قد ي
أيضا أف ييفرحك
اختارىم هللا إذل جواره -كبسبهم كذلك -لكن أعلم ن
رجاال صدقوا ما عاىدكا هللا عليو،
ما عليو أمة دمحم ﷺ ،فقد رزقها هللا ن
كصٍي ىحةن
شباب قد أحيا ركح ىذه األمة ،حيثما التفت رأيت كظبعت ىى ىيعةن ى
ه
وبزنك االذين ييسارعوف يف الكفر كالردة
يف سبيل هللا ،فأبشر دبوعود هللا كال ي
111
كالنفاؽ ،فإهنم كهللا لن يضركا هللا شيئنا ،ؽبم خزم يف الدنيا كعذاب اآلخرة
قوـ ال يفقهوف ،ىيهات ؽبم أف ييطفؤكا نور هللا أبفواىهم ،أىىكىال
أشد ،لكنهم ه
يعلموف أف هللا يمتًم نوره كلو كره الكافركف ،كلو كره اؼبشركوف ،كلو كره
اؼبرتدكف كأشياعهم.
فالصرب
ى مؤخر،
يؤخره ه حاجب كال ٌ
ه كهللا إين ألنظر إذل نصر هللا ال وبجبو
ؿبمدا
اض ،نلقى األحبة ن الصرب كاعبًد اعبًد حىت نلقى هللا كىو عنا ر و ى
ؼ من اغبوض ًشربةن ال نظمأ بعدىا يومها ً
نغر ي كصحبو ،كإف شاء هللا كبعونو ى
أبدا ،كقد ذىب عنا التعب كاألدل كاغبزف ككدر اغبياة. ن
اللهم اجعلنا من أصحاب اعبنة من أصحاب الفردكس األعلى ،آمُت.
112
ﱩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ
ﯳ ﯴﱨ.
بلًٌغ سالمي اغبار إذل أختنا اؼبىصوف أيًٌـ األكالد :أيـ قىتادة حفظها هللا
صبيعا ،كال
كرعاىا ،كاألكالد ،كصبيع اإلخوة كاألحباب ،كإنٍت أحبهم يف هللا ن
تنسوان من صاحل دعائكم.
113
زسالة وو ذبروب
تيسلم لصاحب البازين كالعصيدة ،كأرسل رل القصيدة اػباصة اليت كتبتها يف
البازين(ُ).
أما بعد:
ك َع َى
َ ك َ َد َع ْ تَِي َوَر َج ْ تَِي غَ َف ْ ُ َ َ « تع ىلَ :اي بْ َن َد َم إِنَّ َ
سم ِ
ُُثَّ ك َع َ َن َّ َ يك َوَ أُ َ ِ َاي بْ َن َد َم َْ بَة َغَ ْ ذُنُ بُ َ َك َن فِ َ
ك َْ أَتَة ْيةتَ ِي بِ ُ َ ِ َْلَ ْر ِ
ض ك َوَ أُ َ ِ َاي بْ َن َد َم إِنَّ َ ْستَةغْ َف ْتَِي غَ َف ْ ُ َ َ
ك بِ ُ َ ِ َ َ غْ ِف َةً» اغبديث(ِ).
َخطَ َاي ُُثَّ َ ِ يتَ ِي َ تُ ْ ِ ُ ِّب َش ْيةئً ََلَتَة ْيةتُ َ
فأضبده تعاذل كأصلي كأسلم على سيدم رسوؿ هللا كعلى آلو كصحبو
بع يخطاه إذل يوـ القيامة.
كمن ات ى
ى
115
اؼبالي كحكاايتو ،كوبزنٍت أكثر أين أجده يذرؼ الدموع بغزارةو كال هتطل
مٍت الدموع.
كثَتا ،كتعلمت منك مكارـ
كتبت ىذا كذاؾ ألين أحببتك يف هللا نك ي
سن
كح ىالفيئة ،ي خصوصا ك م ،كاعبود ،ك ى
العطف ،كسرعة ى ن األخالؽ،
دائما ال
كألقوؿ لك :ن
ى صحبتك؛ دل أجد إال أف أى يخط لك ىذه الرسالة
تنس ،اذكرين عند ربك يف االثنُت ..كرب السماء أعلى كأجل ،كاحفظى
عندؾ يف صالة الليل كىو دأب الصاغبُت ،كأنو ىمن أىحب الصاغبُت
اظبي ى
كانت عنده تقول هللا تعاذل.
حىت إف البعض يقوؿ علينا عندما يمسكنا -ككنت قد ظبعتها من قبل-
أننا نستحق ىذا اعبزاء ألننا كذا ككذا .كلكن الصدمة حقا ىي أنٍت ظبعت
ىذا بعد أف خرجنا من السجن [ ىمن] يقوؿ ذلك.
أما بلنسبة للتلميذ النجيب عبد اجمليد ،فقد قاؿ أنو دل يقصد ما قاؿ،
كأنو سوؼ ييقالي اإلذاعة الرابعة ألهنا قطعت كالمو لدم ،كأنو تكلم
أكثر من ُٓ دقيقة ،كدل يىب ىًت منها إال ىذا ،كأنو كقف معي جدا!
طبعا عن
معلومات مؤكدةه أنو عندما عمل اللقاء -ن ه كقد كصلتٍت
طائرا يبتغي الذكر مظانو.
مباشرا كاندكا عليو فلَّب النداء ن
طريقهم -كاف ن
116
مباشرة يف ضبل قراره
ن كذلك طلبت اغبكومة من القالي التصري ىح ؽبم
مباشرة إذل القذايف ليطلع عليو كيشرحوا لو ليتفهم القرار ،كذلك كاف
ن
احد ألنو كما تعلم أنو كاف ليس للنشر اػبميس قبل صدكر القرار و
بيوـ ك و
118
ومحق ()3