Professional Documents
Culture Documents
حقوق الانسان
حقوق الانسان
ﻣﻘﯿﺎس:
ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن
وﻣﻣﺎ ﺗﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ إن إﻧﺷﺎء اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﻌد اﻟﺣر ب وﺗﺿﻣﯾن ﻣﯾﺛﺎﻗﻬﺎ
ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻗد أدى إﻟﻰ اﻧﺗﻘﺎل ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ إﻟﻰ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ،ﻫذا وﻗد ﺑذﻟت اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺟﻬودا ﻣﻌﺗﺑرة ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن وﺣرﯾﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ اﻋﺗﻣدت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟدوﻟﯾﺔ وأﻧﺷﺄت اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻷﺟﻬزة واﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣت إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ،
واﻻﻋﺗراف ﻟﻬم ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻬم ﺑﺗﻘدﯾم ﺑﻼﻏﺎت ﺿد اﻟدول
اﻟﻣﻧﺗﻬﻛﺔ ﻟﺣﻘوﻗﻬم وﺣرﯾﺎﺗﻬم.
إن اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻟم ﯾوﻟﻲ ﻋﻧﺎﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت إﻻ ﺣدﯾﺛﺎ ذﻟك أن
اﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻛﺎﻧت ﻗد اﻗﺗﺻرت ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت ﻣﺣددة ﻣن اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ،ذﻟك أن
اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻬذا اﻟﻘﺎﻧون ﻛﺎن ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟدول دون اﻟﻧظر إﻟﻰ
اﻷﻓراد ،وﻫو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻌرض ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ اﻋﺗداءات ﺻﺎرﺧﺔ ﺧﺎﺻﺔ إﺑﺎن اﻟﺣرب
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻛن ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺣرب وﻣﯾﻼد ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺗم ﺗﺿﻣﯾن ﻣﯾﺛﺎﻗﻬﺎ
ﺿرورة اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﺣرﯾﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ووﺿﻊ اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ
ﻣوﺿﻊ اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟدوﻟﻲ ﻓﺟﺎءت ﻛل ﻣن دﯾﺑﺎﺟﺔ اﻟﻣﯾﺛﺎق واﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ
واﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ واﻟﺧﻣﺳﯾن ﻣؤﻛدة ﻋﻠﻰ ذﻟك.
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻣوﺿوع ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻗد أﺻﺑﺢ ﯾﺣظﻰ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم
ﺑﺎﻟﻎ ،ﻛﻣﺎ أن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﻏﯾر ﻣﺣدود ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل وﻋﻣل اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻺدارة اﻟدوﻟﯾﺔ،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺷﻛل
ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ .زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈن ﺟﻣﯾﻊ ﻗواﻋد اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ 1ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف
درﺟﺎﺗﻬﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻬﺎ وﺟوﺑﺎ أن ﺗﻛون ﻣوﺳوﻣﺔ ﺑﻣرﺗﻛز اﻟﻣﺳﺎواة ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر ﻋﻧﺻ ار
ﯾؤﻣن ﻋﻣوﻣﯾﺗﻬﺎ وﺗﺟرﯾدﻫﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎطﺑﯾن ﺑﺄﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ،ﻣواطﻧﯾن ﻛﺎﻧوا أو
ﻣرﻛزﯾﺎ ّ
ورﻋﺎﯾﺎ أﺟﺎﻧب ﻣﻘﯾﻣﯾن ﺑﺈﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ.
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻧﺑﻊ ﻣن ﻛون ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻗد أﺻﺑﺣت ﻣﺑر اًر ﻛﺎﻓﯾﺎ
ﻟﺗدﺧل اﻟدول اﻟﻛﺑرى ﻓﻲ اﻟﺷؤون اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﺷﻌوب اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺈن اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟذي
ﯾطرح ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﯾﺑﻘﻰ ﺑﺷﺄن ﻣدى أﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت وﻣﺎ ﻣدى ﻓﻌﻠﯾﺗﻬﺎ
ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
إن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣﻘﯾﺎس ﺳﺗﻛون ﻣن ﺧﻼل إﺑراز اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
)ﻓﺻل أول( ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻵﻟﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن)ﻓﺻل ﺛﺎﻧﻲ(.
ﻧص إﻋﻼن ﻋن اﻧﻘﻼب وﻗﻊ ﺗﻌﻠﯾﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﯾوط اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،ﺑﺎرﯾس
اﻟﺷﻌب اﻟذي وﺟﻬﻪ اﻟرﺋﯾس ،ﻟوﯾس ﻧﺎﺑوﻟﯾون وﻫو ّ
ﻟﯾﻠﺔ 2دﯾﺳﻣﺑر 1851م .وﻗد ﻧﺻت اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن ﻫذا اﻹﻋﻼن ﻋﻠﻰ )ﺗﻛوﯾن ﻣﺟﻠس ﺛﺎن ﻣﺗرﻛب ﻣن ﺟﻣﯾﻊ أﻋﯾﺎن
اﻟﺑﻼد ﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﺳﺎﺳﻲ وﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ( اظر ﻓﻲ ذﻟك:
BRAUD (Philippe). La notion des libertés publiques en droit français, paris,1968, P126.
اﻟﻔﺻل اﻷول
إن اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺣدﯾث ﻗدﯾم ﻣﺗﺟدد ،ﻓﻬﻲ ﻣوﺟودة ﻣﻊ وﺟود اﻹﻧﺳﺎن
ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ وﺑﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض ،وﻫﻲ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﺿرورة اﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻹﻧﺳﺎن
وأﺧﯾﻪ اﻹﻧﺳﺎن ،وﻛﺎن اﻹﺳﻼم ﺳﱠﺑﺎﻗﺎً ﻓﻲ ﺗﺛﺑﯾت اﻟﺣﻘوق اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻛﺎﺋن ﻛرﻣﻪ
وﺷرع ﻟﻪ اﻷﺣﻛﺎم ﻟﺑﯾﺎن اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟب .ﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺈن
اﷲ ﺑﺎﻟﻌﻘل واﺻطﻔﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋر ﺧﻠﻘﻪ ،ﱠ
دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣﺑﺣث ﺳﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎن ﺗﻌرﯾف ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﺗطورﻫﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ )ﻣﺑﺣث
أول( ،وﻛذا ﺧﺻﺎﺋص ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ)ﻣﺑﺣث ﺛﺎن( .ﻣﻼﺣظﺔ :ﻟﻘد ﺗم اﻟﺗطرق ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻣﺣﺎﺿرات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ إﻟﻰ ﺟل ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر
رأﯾﻧﺎ ﻛﯾف ﺗﻌددت ﺗﺻﻧﯾﻔﺎت ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺗﻌدد اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ وﻋﻠﻰ
ﻫذا ﺳﻧﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟذي ﯾﺻﻧف ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ ﺛﻼث
أﺟﯾﺎل.
و ﺗﻌرف ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻔرد اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﻠك ﻓﻘط ﺳﻠطﺔ وﺿﻊ اﻟﺿواﺑط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق ،و ﺗوﺻف ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺷﺧﺻﯾﺔ،
وﯾﺳﻣﯾﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،وﯾﺻﻔوﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻧﺷﺄت ﻓﻲ ظل اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ
اﻷوروﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ اﻹﻗطﺎﻋﯾﺔ ،ﺗطورت ﻓﻲ ظل اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﯾم ﻓردﯾﺔ.
وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق ﻧﺟد:
ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟن ﺗﺗﺳﻊ ﻟﺗﺷﻣل ﻛل اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ٕواﻧﻣﺎ ﺳﺗﻘﺗﺻر
ﻋﻠﻰ أﻫم ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق.
ﺗﻌﺗﺑر ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻧﻘل ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن ،ﺣﯾث ﺗﻘﺗﺻر ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣق
2
ﻛل ﻓرد ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﺑﺣرﯾﺔ داﺧل ﺑﻠدﻩ أو ﻣﻐﺎدرﺗﻪ أو اﻟﻌودة إﻟﯾﻪ.
وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﻟﻣواﺛﯾق اﻟدوﻟﯾﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ إذ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷرة ﻣن اﻟﻌﻬد
اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ 3ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻟﻛل ﻓرد ﯾوﺟد ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻗﺎﻧوﻧﻲ داﺧل
إﻗﻠﯾم دوﻟﺔ ﻣﺎ ﻋن ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻧﻘل ﻓﯾﻪ وﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر ﻣﻛﺎن إﻗﺎﻣﺗﻪ"
إن ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﻗد ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺎدة 22ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
ﻋﺎم . 1969وﻗد أﺷﺎرت إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺣق ﻛذﻟك اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻻروﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ روﻣﺎ
ﻋﺎم 1950ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﻠﻰ أن " ﻛل إﻧﺳﺎن ﻟﻪ ﺣق اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻷﻣن ،وﻻ
ﯾﺟوز ﺣرﻣﺎن أي ﺷﺧص ﻣن ﺣرﯾﺗﻪ إﻻ ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ .ووﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ
-3اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .اﻟﻣﻌﺗﻣد و اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب ﻗرار اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة
2200اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 16ﻛﺎﻧون/دﯾﺳﻣﺑر ،1966وﻗد دﺧل ﺣﯾز اﻟﻧﻔﺎذ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23 :آذار/ﻣﺎرس .1976
اﻟﻘﺎﻧونٕ ،واﻟﻘﺎء اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﺷﺧص أو ﺣﺟزﻩ ﻟﻣﻧﻊ دﺧوﻟﻪ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع إﻟﻰ أرض اﻟدوﻟﺔ ،أو
ﺷﺧص ﺗﺗﺧذ ﺿدﻩ ﻓﻌﻼ إﺟراءات إﺑﻌﺎدﻩ وﺗﺳﻠﯾﻣﻪ".
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺎت ﻛﺎﻧت ﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻗﺑل ﺗرﺳﯾم اﻟﺣدود ﺑﯾن
اﻟدول ،إﻻ أﻧﻬﺎ أﺻﺑﺣت اﻟﯾوم ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل دوﻟﺔ ،وﻟﻌل ﺑﻌض ﺗﻠك اﻟﻘﯾود
اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ ﺑﻌض اﻟدول ﻋﻠﻰ رﻋﺎﯾﺎﻫﺎ أو ﻋﻠﻰ اﻷﺟﺎﻧب ،ﻛﺎﻧت وراء ﺗﺄﻛﯾد اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة
ﺗﻛرﯾس اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 13ﻣن اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺗﻧﻘل ﻋﻠﻰ
4
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟداﺧﻠﻲ أو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ.
وﻗد ﻛﻔﻠت اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻷردﻧﻲ ﻫذا اﻟﺣق ﺣﯾث أﻣرت ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز
إﺑﻌﺎد أردﻧﻲ ﻣن دﯾﺎر اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ،وﻻ ﯾﺟوز ﺣظر اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ أردﻧﻲ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ ،وﻻ أن ﯾﻠزم
ﺑﺎﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣﻌﯾن إﻻ ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون.5
إﻻ أﻧﻪ وﻓﻲ ظل إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ واﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻧرى ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﺗﺗﻌرض
ﻟﻼﻧﺗﻬﺎك ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد آﺧر ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﺗﺗﻌرض ﻟﻠﻘﯾد أﺛﻧﺎء
ﺣﺎﻻت اﻟطوارئ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ،ﺳﺎﻋﺎت اﻟﺗﺟول وﻣداﻫﺎ واﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺧﺎﺻﺔ
6
ﻟﻬﺎ ،أو وﺟود ﻣﻧطﻘﺔ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺗﺟول ﺑﻬﺎ.
إن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺣظر اﻟﺗﺟول ﻫﻧﺎ ﻫو ﻣﻧﻊ وﺟود اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺳواء
ﻛﺎﻧت طرﻗﺎت أو ﺳﺎﺣﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ ،وذﻟك أﺛﻧﺎء ﺳرﯾﺎن اﻟﻣﻬﻠﺔ اﻟﻼزﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺣددﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ
-5ﺳﻌد ﻋﻠﻲ اﻟﺑﺷﯾر ،ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧون اﻷردﻧﻲ واﻟﻣواﺛﯾق اﻟدوﻟﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار رواﺋﻊ
ﻣﺟدﻻوي ،اﻷردن ،2002 ،ص.57
7
واﻟﺗﻲ وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري وطﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 55ﻣن دﺳﺗور 1996
ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﯾﺣق ﻟﻛل ﻣواطن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﻘوﻗﻪ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،أن ﯾﺧﺗﺎر ﺑﺣرﯾﺔ
ﻣوطن إﻗﺎﻣﺗﻪ ،وأن ﯾﺗﻧﻘل ﻋﺑر اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ .ﺣق اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ واﻟﺧروج ﻣﻧﻪ
ﻣﺿﻣون ﻟﻪ.
ﻻﯾﻣﻛن اﻷﻣر ﺑﺄي ﺗﻘﯾﯾد ﻟﻬذﻩ اﻟﺣﻘوق إﻻ ﻟﻣدة ﻣﺣددة وﺑﻣوﺟب ﻗرار ﻣﺑرر ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ".
ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 55ﻟم ﺗﻛن ﻣوﺟودة ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل ﻟﻛن
ﺑﺎﻟﻧظر ﻷﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﺣق وﺧوﻓﺎً ﻣن ﺗﻘﯾﯾدﻩ وﻋدم اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻧﺟد اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻗد وﺿﻊ
ﺑﻌض اﻟﻘﯾود واﻟﺿواﺑط أﻣﺎم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻟذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺣﻘوق.
وﻫو ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ ﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة 1/59ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻻ ﯾﺗﺎﺑﻊ أﺣد ،وﻻ ﯾوﻗف أو
ﯾﺣﺗﺟز إﻻ ﺿﻣن اﻟﺷروط اﻟﻣﺣددة ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ،وطﺑﻘﺎ ﻟﻸﺷﻛﺎل اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ".وﻫو ﻣﺎ ﺗم
اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻛذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة .60
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ أن ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻧﻘل ﻗد ﻛﻔﻠﻬﺎ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻟﻛل ﻣواطن
ﺟزاﺋري ﻟم ﺗﺛﺑت إداﻧﺗﻪ ﺑﺄﺣﻛﺎم ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﯾﻪ اﻟﺗﻲ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻬﺎ أن
ﺗﺣرﻣﻪ ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .
-7دﺳﺗور ،1996اﻟﻣﻌدل ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 01/16اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 06ﻣﺎرس )2016ج.ر( رﻗم 14اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 07
ﻣﺎرس .2016
إن ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺎت ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻌظم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت واﻟدﺳﺎﺗﯾر ﻓﻲ ﻣﻌظم دول اﻟﻌﺎﻟم ،وﻫذا
ﻣﺎ أﺷﺎرت إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 11ﻣن وﺛﯾﻘﺔ إﻋﻼن ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻣواطن اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻋﺎم
1789م "ﺣرﯾﺔ اﻟﺟﻬر ﺑﺎﻵراء "
واﻷﻓﻛﺎر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻘدﺳﺔ ،ﻓﻠﻛل اﻣرئ أن ﯾﺗﻛﻠم وﯾﻛﺗب وﯾطﺑﻊ ﺑﻣلء
اﻟﺣرﯾﺔ ﺑﺷرط أن ﻻ ﯾﺳﻲء اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﺗﻲ ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون .وﻫذا ﻣﺎ ﻛﻔﻠﺗﻪ
أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺎدة 19ﻣن اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺻﺎدر ﻋﺎم .81948
إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﺣرﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ٕواﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺣرﯾﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ ،ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﻪ ﻣن
اﻟﻣﺎدة 19ﻣن اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﻋﺎم .1966
واﻟﺗﻲ ﺑﻌد أن أﺷﺎرت إﻟﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر وأن ﻟﻛل إﻧﺳﺎن اﻟﺣق ﻓﻲ ذﻟك ،ﻧﺟد أﻧﻬﺎ أوردت
ﺑﻌض اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻓﻲ ﻧص اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة.9
ٕواذا ﻛﺎن ﺟوﻫر ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻻ ﯾﺟوز اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻪ ،ﻓﺈن ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻗﺎﻧون ﻣن
أﺟل اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺿﻣﺎﻧﻬﺎ اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻹدارة
ﺗﻧظﯾم ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ﺑﻣوﺟب ﻗواﻧﯾن ،وﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﺗﺻدر ﻋن ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﺷﻌب ،اﻟذﯾن
ﯾﻔﺗرض أن ﯾﻌﺑروا ﻋن إرادة ﻫذا اﻟﺷﻌب ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﺣرﯾﺎت أﻓرادﻩ ،وﻛذﻟك ﻓﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﯾﻣﻛن
-ﻧص اﻟﻣﺎدة 19ﻣن اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن :ﻟﻛل ﺷﺧص ﺣق اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر وﯾﺷﻣل ﻫذا اﻟﺣق 8
ﺣرﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻋﺗﻧﺎق اﻵراء دون ﻣﺿﺎﯾﻘﺔ وﻓﻲ اﻟﺗﻣﺎس اﻷﺷﯾﺎء واﻷﻓﻛﺎر وﺗﻠﻘﯾﻬﺎ وﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻵﺧرﯾن ﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ودون اﻋﺗﺑﺎر
ﻟﻠﺣدود.
-9ﻧص اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 19ﻣن اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ " .1966ﺗﺳﺗﺗﺑﻊ
ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة 2ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة واﺟﺑﺎت وﻣﺳﺋوﻟﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ .وﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﺟوز إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ
ﻟﺑﻌض اﻟﻘﯾود وﻟﻛن ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻛون ﻣﺣددة ﺑﻧص اﻟﻘﺎﻧون وأن ﺗﻛون ﺿرورﯾﺔ :
أ( ﻻﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻵﺧرﯾن أو ﺳﻣﻌﺗﻬم،
ب( ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻲ أو اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ" .
أن ﺗﺗﻘﯾد ﻣراﻋﺎة ﻟﺣﻘوق أﺧرى ﻓرﺿﻬﺎ اﻟدﺳﺗور ﻟﺻﺎﻟﺢ اﺣﺗرام اﻟﻛراﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ .وﻓﻲ ﻧظﺎم
اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ٕواﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﺗﻠﺟﺄ اﻟدول إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺎت وذﻟك ﻋﺑر
وﺳﺎﺋل ﻋدﯾدة ﻣﻧﻬﺎ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣف واﻟﻣﺟﻼت وﻏﯾرﻫﺎ
ٕواذا ﻛﺎن اﻟدﺳﺗور ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺣﺎﻣﻲ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ " ﯾﻘرر اﻷﺻل اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺣﻘوق
ﺛم ﯾﺗرك أﻣر ﺗﻔﺻﯾﻠﻬﺎ وﺗﺣدﯾد ﺿواﺑطﻬﺎ ﻟﻠﻣﺷرع .واﻟﻣﺷرع ﺣﯾن ﯾﺿﻊ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻷﺣد
ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾﻬدر أﺻل اﻟﺣق ،ﺑل ﻋﻠﯾﻪ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺎت واﻟﺣﻘوق اﻟﻌﺎﻣﺔ
10
ﻓﻲ ﺣدودﻫﺎ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ.
ﻟﻘد أﺟﻣﻌت دﺳﺎﺗﯾر اﻟﺟزاﺋر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرأي ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 36
ﻣن دﺳﺗور 199611ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل أﻧﻪ ﻻ ﻣـﺳﺎس ﺑﺣرﻣﺔ ﺣرﯾـﺔ اﻟﻣﻌﺗﻘدة و ﺣرﻣﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟرأي .
ٕواذا ﻣﺎ رﺟﻌﻧﺎ إﻟﻰ دﺳﺗور 1989و ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻣﺎدﺗﻪ 35ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺎدة 36ﻣن
اﻟدﺳﺗور ﺳﻧﺔ 1996ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع أﺿﺎف ﻗﺑل ﺣرﯾﺔ اﻟرأي ﻛﻠﻣﺔ ﺣرﻣﺔ ﻗﺑل ﺣرﯾﺔ
اﻟﻣﻌﺗﻘد ،ﻛﻣﺎ أﺿﺎﻓﻬﺎ ﻛذﻟك ﻗﺑل ﺣرﯾﺔ اﻟرأي ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول إن ﻫﺎﺗﯾن اﻟﺣرﯾﺗﯾن ﻗد أوﻻﻫﻣﺎ
اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻋﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ،ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﻌرﺿﺎ ﻷي ﻣﺳﺎس وذﻟك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﺣرﻣﺔ
ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺻون واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻣﻌﺗﻘد و اﻟرأي.
ﻧﺷﯾر ﻛذﻟك إﻟﻰ أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري وﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري اﻷﺧﯾر2016
ﻧﺟدﻩ ﻗد أﻛد ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣق وﻫذا ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣواد ﻣﺛل اﻟﻣﺎدة 48واﻟﺗﻲ
ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" ﺣرﯾﺎت اﻟﺗﻌﺑﯾرٕ ،واﻧﺷﺎء اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ،واﻻﺟﺗﻣﺎع ،ﻣﺿﻣون ﻟﻠﻣواطن" .وﻗد
-10ﻋﻣر ﻓﺎروق ﻓﺣل ،ﻣﻘﺎﻟﺔ ،أﺛر ﻗواﻧﯾن وﻧظم اﻟطوارئ ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ،ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن دراﺳﺎت ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻋن اﻟﻌﺎﻟم
اﻟﻌرﺑﻲ ،ج ،3ط ،1دار اﻟﻌﻠم ﻟﻠﻣﻼﯾﯾن ،ص .381
-11اﻟدﺳﺗوراﻟﺟزاﺋري 1996اﻟﺻﺎدر ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 438/96اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1996/12/07اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻋدد 61ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷرﻫﺎ.1996/10/16
ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣق ﻛذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 3/50واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ"....
ﻧﺷر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻷﻓﻛﺎر واﻟﺻور واﻵراء ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ ﻣﺿﻣون ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون واﺣﺗرام ﺛواﺑت
اﻷﻣﺔ وﻗﯾﻣﻬﺎ اﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ" .ﻣن ﺧﻼل ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻣﺎدﺗﯾن ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻣؤﺳس
اﻟدﺳﺗوري ﻗد اﺳﺗﻌﻣل ﻟﻔظ ﻣﺿﻣون وﻫذا ﺣﺗﻰ ﯾﺑﻌث ﻓﻲ ﻧﻔوس ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﻲ ﻫذا اﻟﺣق ﻣن
اﻟﻣواطﻧﯾن اﻻرﺗﯾﺎﺣﯾﺔ واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ،وﻟﻘد ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣق ﻛذﻟك ﺑﻣوﺟب ﻧص اﻟﻣﺎدة
53ﻣن ﻧﻔس اﻟدﺳﺗور ،وﻓﻲ إطﺎر رﺻد اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟﺣق ﻧﺟد اﻟﻣؤﺳس
اﻟدﺳﺗوري ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﻣﺳﺎس ﺑﺣرﻣﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻘد وﺣرﻣﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟرأي ،12واﻟﻣﻼﺣظ أن
اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري وﻧظ اًر ﻷﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﺣق اﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺢ ﺣرﻣﺔ ﻗﺑل ﺣرﯾﺔ اﻟرأي.
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ ﺑﺄن ﺣرﯾﺔ اﻟرأي إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ،ﻛﺣرﯾﺔ اﻻﺑﺗﻛﺎر
اﻟﻔﻛري واﻟﻔﻧﻲ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻓﻲ إطﺎر ﺟﻣﺎﻋﻲ ﺗﻣس و ﺗﺗﻘﻠص ﺑﻔﻌل اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﯾﻬﺎ
ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ أﺛﻧﺎء ﺳرﯾﺎﻧﻬﺎ ﻟﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم واﺳﺗﺗﺑﺎب اﻟوﺿﻊ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ .
إن اﻟﺗظﺎﻫر ﻗد ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻬود اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻣوادﻫﺎ ،ﻓﻔﻲ
13
اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﺎم 1948وﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 20
ﻣﻧﻪ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن ﻟﻛل ﺷﺧص ﺣﻘﺎ ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﻻﺷﺗراك ﻓﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت و اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت
اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ و ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 21ﻣن اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ و
14
واﻟﺗظﺎﻫرات وﺳﯾﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ،وﻣﺎ ﯾﺟدر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ذﻛرﻩ أﻧﻪ ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﻠﺟﺄ اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻏﻠﺑﺎ إﻟﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﺗظﺎﻫر.
اﻟﺟزاﺋر ﻛﺑﺎﻗﻲ دول اﻟﻌﺎﻟم أوﻟت اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﻣﻊ واﻟﺗظﺎﻫر ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧظﻣﺗﻪ
دﺳﺎﺗﯾرﻫﺎ و ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 48ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري اﻷﺧﯾر2016
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ'' ﺣرﯾﺎت اﻟﺗﻌﺑﯾر و إﻧﺷﺎء اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت و اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻟﻠﻣواطن '' .
أﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺄﻣﺎﻛن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ،ﻓﺎن اﻷﻣر ﻫﻧﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﻷن اﻟواﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل
ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﻣﺣﺑذة ﻟﻸﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت أﺛﻧﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻟﻠﺗﺟﻣﻊ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ
واﺣدة وﻫدف ﻣﻌﯾن ﯾﺑﻐون اﻟوﺻول إﻟﯾﻪ.
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول ﺑﺄن ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺎت أﺛﻧﺎء ﺳرﯾﺎن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﺗﻧﻬﺎر
ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺑﻔﻌل إﺻﺎﺑﺗﻬﺎ ،ﻧظ ار ﻟﺗطوﯾﻘﻬﺎ ﻻﺳﯾﻣﺎ أﻧﻬﺎ ذات ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺑﻌض اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺧرى ﻛﺣرﯾﺔ
اﻟﺗﻌﺑﯾر واﻟﺗظﺎﻫر واﻟﻣﺳﯾرات وﺣرﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻹﺿراب .......اﻟﺦ .15
ﺗﺗﻌرض اﻟﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺛﯾر ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻣﯾﺔ
ﻓﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول ﺗﻌطل ﻧﺷﺎطﺎت اﻷﺣزاب و اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت و أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﺣﻠﻬﺎ ،ورﺑﻣﺎ أدت
إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﺣرﯾﺔ ﻋﻘد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت واﻟﻣظﺎﻫرات.
:4ﺣــــــــــــرﻣﺔ اﻟﻣﻧزل
ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ ﺣرﻣﺔ اﻟﻣﻧزل ﻛﺎن ﻣن أوﻟوﯾﺎت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ودﺳﺎﺗﯾر اﻟدول
وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻣﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .16
17
ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺣﯾث وﻫذا ﻣﺎ أﺷﺎرت إﻟﯾﻪ ﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ
ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن '' ﻟﻛل إﻧﺳﺎن اﻟﺣق ﻓﻲ اﺣﺗرام ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ و اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ و ﻣﺳﻛﻧﻪ
18
ﻟﻛل إﻧﺳﺎن وﻣراﺳﻼﺗﻪ" ،أﻣﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻘد ﻧﺻت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة '' 21
اﻟﺣق ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﺳﻛﻧﻪ و اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ.19
-ﻧص اﻟﻣﺎدة 17ﻻ ﯾﺟوز ﺗﻌرض أي ﺷﺧص ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﺗﻌﺳﻔﻲ أو ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﻪ أو ﺷؤون 16
أﻣﺎ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،ﻓﻧﺟدﻩ ﻗد أوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﺿﻣﺎن ﻋدم اﻧﺗﻬﺎك
ﺣرﻣﺔ اﻟﻣﺳﻛن وﻫذا ﻣن ﺧﻼل ﺗﺷدﯾدﻩ ﻟﻺﺟراءات وﺗﻌﻘﯾدﻩ ﻟﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﻔﺗﯾش إﻻ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون
وﻓﻲ إطﺎر اﺣﺗراﻣﻪ وﻻ ﺗﻔﺗﯾش إﻻ ﺑﺄﻣر ﻣﻛﺗوب ﺻﺎدر ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ.21
ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة أﻋﻼﻩ ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣؤﺳﺳﻲ اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻗد أوﻟﻰ ﺣرﻣﺔ
اﻟﻣﻧزل ﻋﻧﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺗﻪ ﺣﯾث أﻧﻧﺎ ﻧﺟدﻩ ﻗد ﻏل ﯾد اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻬﺎ ﺣق
اﻟﺗﻔﺗﯾش إﻻ ﺑﻣوﺟب أﻣر ﻗﺿﺎﺋﻲ ،ﻛﻣﺎ اﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﻧﻬﺎ ار و ﻟﯾس ﻟﯾﻼ.
اﻷﻣر اﻟذي أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 47ﻣن ق.إ .ج اﻟﺗﻲ ﺑﯾﻧت اﻟﻣواﻗﯾت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش ﺣﺗﻰ
و ﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ إﻟﻘﺎء اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﺷﺧص ﺻدر ﺿدﻩ أﻣر ﺑﺎﻟﻘﺑض.
وﻗد أﺿﺎﻓت اﻟﻣﺎدة 122ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون :أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻛﻠف ﺑﺗﻧﻔﯾذ أﻣر اﻟﻘﺑض أن
ﯾدﺧل ﻣﺳﻛن أي ﻣواطن ﻗﺑل اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎ وﻻ ﺑﻌد اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻣﺳﺎء وﻟﻪ أن
20
-ﺳﻌد ﻋﻠﻲ اﻟﺑﺷﯾر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 57ـ .58
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 47ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري اﻷﺧﯾر ":2016ﺗﺿﻣن اﻟدوﻟﺔ ﻋدم اﻧﺗﻬﺎك ﺣرﻣﺔ اﻟﻣﺳﻛن .ﻓﻼ ﺗﻔﺗﯾش 21
إﻻ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون ،وﻓﻲ إطﺎر اﺣﺗراﻣﻪ .وﻻ ﺗﻔﺗﯾش إﻻ ﺑﺄﻣر ﻣﻛﺗوب ﺻﺎدر ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ".
ﯾﺻطﺣب ﻣﻌﻪ ﻗوة ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣﺗﻬم ﻣن اﻹﻓﻼت ﻋن اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ .
إﻻ أﻧﻪ و ﺑﺎﻟﻧظـ ـ ــر إﻟﻰ ﻧــص اﻟﻣﺎدة 6 / 06ﻣن اﻟﻣـوﺳم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 44 – 92
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1992 / 02 / 19اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻹﻋﻼن ﻋن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻧﺟد أﻧﻪ أﺟﺎز اﻟﺗﻔﺗﯾش
ﻟﯾﻼ و ﻧﻬﺎ ار ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟوﺿﻊ اﻷﻣﻧﻲ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ
ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش.
و ﺗﺗطﻠب ﻟﯾس ﻓﻘط ﻣﺟرد اﻣﺗﻧﺎع اﻟدوﻟﺔ ﻋن ﻋرﻗﻠﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ أو إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ،ﺑل ﺗﻠﺗزم
اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗدﺧل اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ اﻟﻼزم ﻟﻛﻔﺎﻟﺗﻬﺎ ،و ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﻣﺳﺎواة اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ وﺗﺧﺗﻠف ﻓﻠﺳﻔﺗﻬﺎ
ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﻘوق اﻟﺟﯾل اﻷول ،ﻓﻬﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺳﻔﺔ اﺷﺗراﻛﯾﺔ
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟطﺑﻘﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺎدﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﺣﯾث ﺗطﺎﻟب
ﺑﺿرورة ﺗوﻓﯾر اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟﻬﺎ ،ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺣﻘوق ﯾﻛون ﺗدرﯾﺟﻲ
ﺣﺳب اﻟﻘدرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻛل دوﻟﺔ .وﺗﺷﻣل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
.1اﻟﺣ ﱠ
ق ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
.2اﻟﺣ ﱠ
ق ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ ﺻﺣﯾﺔ.
.3اﻟﺣق ﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ.
.4اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔَ ﻓﻲ اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ.
.5اﻟﺣ ﱠ
ق ﻓﻲ اﻟﺛروة.
.6اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﺳﺗداﻣﺔ.
.7اﻟﺣق ﻓﻲ اﻹﻧﺻﺎف ﺑﯾن اﻷﺟﯾﺎل.
.8اﻟﺣق ﻓﻲ اﻹﻏﺎﺛﺔ ﻋﻧد اﻟﻛوارث.
.9اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﺿﺎﻣن.
ﺣق اﻟﻌﯾش ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ ﻧظﯾﻔﺔ. .10
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذﻩ اﻵﻟﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺳﺗﻛون ﻣن ﺧﻼل إﺑراز دور اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة وأﺟﻬزﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت)ﻣﺑﺣث أول( ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دور اﻵﻟﯾﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت)ﻣﺑﺣث ﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﻟﻘد ﺟﺎءت اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻬذا ﻓﻬﻲ ﺗﻌد إﺣدى اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ
اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺣرب ،وﺗﻔﺎدﯾﺎً ﻟﻠوﻗوع ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺎة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ أﺧرى ﺑدأ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺟﺎد ﻓﻲ إﺻﻼح
اﻟﺧﻠل ،وﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أﻣور ﻣﻬﻣﺔ ﯾﺟب اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬﺎ ،وﺿﻊ اﻷﻓراد
واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣوﺿﻊ اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟدوﻟﻲ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺈن ﻣن ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت ﻫذا اﻻﻫﺗﻣﺎم
ﺿرورة أن ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻷﻓراد ﺑﺑﻌض اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ،وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﯾﺟب أن ﻧﺑﯾن ﻣﺎ ﻣدى
إﺳﻬﺎم اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت)ﻣطﻠب أول( ،وﻛذا أﺟﻬزﺗﻬﺎ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ)ﻣطﻠب ﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
إن اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أﺣد أﻫم اﻵﻟﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺣظﻰ ﺑﺎﺣﺗرام وﻗﺑول أﺳرة
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻗد ﻋﻣﻠت ﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ وﺳﻌﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﺣرﯾﺎﺗﻪ،
وﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻬودات اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺧﺻوص ،ﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ
ﻧﺻوص اﻟﻣﯾﺛﺎق)اﻟﻔرع اﻷول( ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾم ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص)اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻟﻘد ﺟﺎءت دﯾﺑﺎﺟﺔ اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻣﺣﺎوﻟﺔ أن ﺗﻌﺑر ﻋﻣﺎ ﻋﺎﻧﺗﻪ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣن وﯾﻼت اﻟﺣروب وﻣﺎ ﺗﺗطﻠﻊ
إﻟﯾﻪ ﻣن اﺳﺗﻘرار وﺳﻠم وأﻣن وﺣرﯾﺔ ﻟﺑﻧﻲ اﻹﻧﺳﺎن ﺣﯾث ﺗم اﻟﻧص ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدﯾﺑﺎﺟﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎﯾﻠﻲ " :ﻧﺣن ﺷﻌوب اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة وﻗد أﻟﯾﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳﻧﺎ أن ﻧﻧﻘذ اﻷﺟﯾﺎل اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ﻣن
وﯾﻼت اﻟﺣرب ......وﻧؤﻛد ﻣن ﺟدﯾد إﯾﻣﺎﻧﻧﺎ ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن وﺑﻛراﻣﺔ اﻟﻔرد
وﻗدرﻩ وﺑﻣﺎ ﻟﻠرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء واﻷﻣم ﻛﺑﯾرﻫﺎ وﺻﻐﯾرﻫﺎ ﻣن ﺣﻘوق ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ......وأن ﻧدﻓﻊ
ﺑﺎﻟرﻗﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻗدﻣﺎ ،وأن ﻧرﻓﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ ﺟو ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ أﻓﺳﺢ.".......ﻛذﻟك
ﻋﻛﺳت ﺑﻌض ﻣواد اﻟﻣﯾﺛﺎق ،ﺑﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ واﻟﻣﺎدﺗﺎن 56 ،55واﻟﻣﺎدﺗﺎن 76 ،73
اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﯾد ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﺣرﯾﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ.22
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن ﺗﻘﯾﯾم ﻧﺻوص ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻟن ﯾﺗﺄﺗﻰ إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻋﯾوب ﻧﺻوص
ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ،وﻛذا اﻟﻣﻣﯾزات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ،وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﻟﻘد ﺗﻌرﺿت ﻧﺻوص ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻻﻧﺗﻘﺎدات ،وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻣﺟرد اﻟﺗزام أدﺑﻲ وﺳﯾﺎﺳﻲ دون
اﻻﻟﺗزام اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋدم اﺣﺗواء ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ﻋﻠﻰ أي ﺟﻬﺎز أو وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻌﻧﯾﺔ
22
-أﻧظر ،ﯾﺣﻲ اﻟﺟﻣل ،ﺣﺻﺎد اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻘﺎﻧون ،دار اﻟﺷروق ،اﻟﻘﺎﻫرة ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،2006 ،ص
.105
ﺑرﻗﺎﺑﺔ وﺿﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﻧﺻوص ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق
ﺟﺎءت ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻻﻋﺗراف ﻟﻸﻓراد ﺑﺣق اﻟﺗظﻠم أﻣﺎم اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﺎ إذا ﺗم
اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺣﻘوﻗﻬم وﺣرﯾﺎﺗﻬم.
وﻣﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﻧﺻوص ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق وﺑﺎﻟﺧﺻوص ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺿﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
واﻟﺣرﯾﺎت ،أﻧﻬﺎ ﺟﺎءت ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺻراﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻘد ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق أن ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ
ﻣواﻗف أﻛﺛر ﺻﻼﺑﺔ وﺻراﻣﺔ ،وﻟﻌل اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻠﯾوﻧﺔ أﻧﻣﺎ ﯾرﺟﻊ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻷﻏراض
ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﺣﯾث ﺗم اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ إﻟﻰ ﺿرورة اﻟﺗﺣﻠﻲ ﺑﺎﻟﺻراﻣﺔ واﻹﻟزام اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وذﻟك
أﺛﻧﺎء ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻧﺻوص اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻣن ﻗﺑل ﺑﻌض اﻟوﻓود اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ،إﻻ أن طﻠﺑﻬﺎ
ﻫذا ﻗد ﺟوﺑﻪ ﺑﺎﻟرﻓض ﻣن ﻗﺑل اﻟدول اﻟﻛﺑرى اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻣﺛل اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺑﻧﻰ آﻧذاك اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﻧﺻري ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻧﺟﻠﺗ ار وﻓرﻧﺳﺎ
آﻟﺗﺎن رﻓﺿﺗﺎ ﻫذا اﻟطﻠب ،وذﻟك ﻣن أﺟل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻌﻣراﺗﻬﻣﺎ ،وﻛذﻟك اﻻﺗﺣﺎد
اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﻧظﺎﻣﻪ آﻧذاك اﺳﺗﺑدادي.
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻛل ﺗﻠك اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﺿت ﻟﻬﺎ ﻧﺻوص اﻟﻣﯾﺛﺎق واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن ،إﻻ أن ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ ﯾذﻫب إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن ﻧﺻوص اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن ذات ﻗوة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺛل ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺛﺎق وﻫو ﻣﺎ
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﻻﻟﺗزام اﻟﺿﻣﻧﻲ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﻣﺎدة 55وﻛذا اﻟﻣﺎدة،13
واﻟﺗﻲ أﻟزﻣت اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺄن ﺗﻌﻣل ﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ وﺳﻌﻬﺎ ﻣن أﺟل أن ﯾﺷﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﺣﺗرام
ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈن اﻟﻣﺎدة 56ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﯾﺛﺎق ﺗﺷﻛل اﻟﺗزاﻣﺎً ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎً
ﺣﻘﯾﻘﯾﺎً ﻟﻠدول.
وﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠم واﻷﻣن اﻟدوﻟﯾﯾن اﻟﺗﻲ ﻋﻬد ﺑﻬﺎ ﻣﯾﺛﺎق
ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣن ،ﻓﺈن اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻟم ﯾﺷﺄ أن ﯾﻌﻬد اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻌزﯾز
اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻟﺟﻬﺎز ﻣﻌﯾن دون اﻷﺟﻬزة اﻷﺧرى ،ﺣﯾث ﺧول ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻛل
ﻣن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﻠﺟﺎﻧﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻣﺟﻠس ﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن ،واﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ وﻣﺟﻠس اﻷﻣن ......اﻟﺦ ،وﻟﻛل ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة اﻟﺣق ﻓﻲ
اﻟﺗﻌرض ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧﺻﻪ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻘد ﻟﻌﺑت أﺟﻬزة اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة دو اًر ﻣﻬﻣﺎً ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻷﻓراد وﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻟدور ﺳﻧﻘوم ﺑدراﺳﺔ أﻫم ﺗﻠك اﻷﺟﻬزة اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﺿت ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ) اﻟﻔرع اﻷول( ،وﻣﺟﻠس اﻷﻣن)اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،واﻟﻣﺟﻠس
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث( ،وﻣﺟﻠس ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن)اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻣن ﺧﻼل ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﺈن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ وﺟوب إﺟراء
اﻟدراﺳﺎت وﺗﻘدﯾم اﻟﺗوﺻﯾﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ إﻗرار ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﺣرﯾﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ،
وﻣﻧذ ﺻدور اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻋﺗﻣدت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب )(60
إﻋﻼﻧﺎً واﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
وطﺑﻘﺎً ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 22ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻓﺈن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻧﺷﺄ ﻣﺎ ﺗراﻩ ﺿرورﯾﺎً ﻣن اﻷﺟﻬزة
اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑوظﺎﺋﻔﻬﺎ وﻣن ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ،واﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻣﻧﺎﻫﺿﺔ
اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻌﻧﺻري ،واﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻟﺣﻘوﻗﻪ ﻏﯾر اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﺗﺻرف...اﻟﺦ.23
ﻟﻘد اﻋﺗﻣدت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻋدداً ﻣن ﻣﺑﺎدئ وﻣﻌﺎﯾﯾر ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺷﺄن
ﺣﻘوق اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣﺗﻣﺗﻌﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗد طورت
ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺑﺷﺄن اﺣﺗﺟﺎز اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﺣرب ،واﻟﺟراﺋم ﺿد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻋﺗﻘﺎﻟﻬم
وﺗﺳﻠﯾﻣﻬم وﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻬم.24
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﻗد أﺛﯾرت ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ
إﻋﻼن طﻬران ﻟﻌﺎم ،1968ﺣﯾث طﻠب ﻓﻲ ﻗ اررﻩ 23إﻟﻰ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم أن ﯾﻘوم ﺑﻠﻔت ﻧظر
ﺟﻣﯾﻊ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة إﻟﻰ ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟدوﻟﻲ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ
طﻠب أﯾﺿﺎ ﻣن اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم أن ﯾﻌد دراﺳﺔ ﺑﺷﺄن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﻗدم اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﻘﺎرﯾر إﻟﻰ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ً اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ،
وﺧﻼل ﺳﻧوات اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت اﻋﺗﻣدت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﻘ اررات أﻛدت ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺟدﯾد
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﺣﺗرام اﻟﻛﺎﻣل ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ وﺷددت أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ
أﻻ ﺗﻛون اﻟﻣﻧﺷﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﻣدﻧﯾون ﻣن ﻣﺳﺎﻛن وأﻣﻛن اﻹﯾواء واﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت
واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ.....اﻟﺦ أﻫداﻓﺎً ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ،وﻣﻣﺎ ﺗﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن ﻛل ﻫذﻩ
اﻹﻣﻛﺎن اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻗد ﻛﺎﻧت ﻣﺣل أﻫداف اﻟﻘوات اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺣرب اﻷﺧﯾرة ﻋﻠﻰ
ﻏزة ،ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أﻻ ﯾﻛون اﻟﻣدﻧﯾون ﺿﺣﺎﯾﺎ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺎت اﻻﻧﺗﻘﺎﻣﯾﺔ ،وﻗد أﻋﻠﻧت أﯾﺿﺎ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ
23
-أﻧظر ،ﻣﺎزن ﻟﯾﻠوي راﺿﻲ وﺣﯾدر أدﻫم ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ،ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
24
-أﻧظر ،ﻣﻛﺗب اﻟﻣﻔوض اﻟﺳﺎﻣﻲ ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟﻣﺳﻠﺢ ،اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن،
ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﻘد ﻛرر رؤﺳﺎء اﻟدول واﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر اﻟﻘﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻌﺎم
2005ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﯾد اﻟﺗزاﻣﻬم ﺑﺎﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛل دوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة
ﻋن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳﻛﺎن ﻣن اﻹﺑﺎدة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﺟراﺋم اﻟﺟرب واﻟﺟراﺋم ﺿد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وﺗﺳﺗﻠزم ﻫذﻩ
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﻧﻊ وﻗوع ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ،وﻛذا اﻟﺣث ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ أﻛدوا ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أن ﺗواﺻل اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ،
ﻋن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳﻛﺎن ﻣن اﻹﺑﺎدة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﺟراﺋم اﻟﺣرب واﻟﺟراﺋم ﺿد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﯾﺛﺎق واﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ،وأﻛدوا ﻣن ﺟدﯾد
اﻟﺗزاﻣﻬم ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟدول ﻋﻠﻰ ﺑﻧﺎء ﻗدراﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳﻛﺎن ﻣن اﻹﺑﺎدة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﺟراﺋم
اﻟﺣرب واﻟﺟراﺋم ﺿد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﻣﺳﺎﻋدة اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻬد ﺗوﺗرات ﻗﺑل أن ﺗﻧﺷب ﻓﯾﻬﺎ اﻷزﻣﺎت
واﻟﻧزاﻋﺎت.
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أﻧﻪ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎﻧت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﺗﺧذ اﻟﺗداﺑﯾر
اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ أو ﺗﻘوم ﺑﺈﻧﻔﺎذﻫﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﺈن وﺿﻌﻬﺎ ﻟﻠﻣﺑﺎدئ واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر أﻣر أﺳﺎﺳﻲ ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ
ﺣﻘوق اﻷﻓراد ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻗ ارراﺗﻬﺎ ﺗﻣﺛل ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﺎﻹﻟزام ﺑﺷﺄن
ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،واﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗوطد ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟدول ،ﻟﯾﺻﺑﺢ ﻗﺎﻋدة ﻣن ﻗواﻋد
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌرﻓﻲ ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟدول.25
25
-أﻧظر ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟﻣﺳﻠﺢ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .100 – 99
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌد ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل ﻓﻲ ﺣﻔظ اﻷﻣن واﻟﺳﻠم
اﻟدوﻟﯾﯾن وﻫذا اﻧطﻼﻗﺎً ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 2/24ﻣن ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ،وﻣن ﺧﻼل ﻧص ﻫذﻩ
اﻟﻣﺎدة ﻧﺟد ﻛذﻟك أن ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻣطﺎﻟب ﺑﺄن ﯾﻌﻣل ﺑﺎﻧﺳﺟﺎم ﻣﻊ ﻣﺑﺎدئ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ،وﻣن
ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﻣﺑﺎدئ ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 3/1ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق واﻟﺗﻲ ﻧﺻﻬﺎ
ﻛﺎﻷﺗﻲ ":ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻌﺎون اﻟدوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺣل اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟدوﻟﯾﺔ ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﻋﻠﻰ ﺗﻌزﯾز اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻟﻠﻧﺎس ﺟﻣﯾﻌﺎً ،واﻟﺗﺷﺟﯾﻊ ﻋﻠﻰ ذﻟك إطﻼﻗﺎً ﺑﻼ ﺗﻣﯾﯾز ﺑﺳﺑب اﻟﺟﻧس أو اﻟﻠﻐﺔ أو اﻟدﯾن وﻻ
ﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء.".....
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻧﺟد أن ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻗد ﺑﺣث اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل ذات اﻟﻣﺳﺎس
ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،26ﺣﯾث طﺎﻟب ﻣ ار اًر وﺗﻛ ار اًر ﺑﺄن ﺗﺣﺗرم اﻷطراف ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟﻣﺳﻠﺢ ﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن واﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ،وﻗد ﺳﺑق أن اﻋﺗﺑر ﻓﻲ ﻋﺎم "1967أﻧﻪ
ﯾﻧﺑﻐﻲ اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺻرف ﺣﺗﻰ ﻓﻲ أطوار اﻟﺣرب" وﻗد
طﺎﻟب ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻛذﻟك ﺑﺄن ":ﺗﺣﺗرم ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﺻﺎﺋل واﻟﻘوات ﻓﻲ ﺳﯾراﻟﯾون ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
واﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﺳﺎرﯾﺔ "1967أﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﺗﺻرف ﺣﺗﻰ ﻓﻲ أطوار اﻟﺣرب" وﻗد طﺎﻟب ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻛذﻟك ﺑﺄن ":ﺗﺣﺗرم ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﺻﺎﺋل
واﻟﻘوات ﻓﻲ ﺳﯾراﻟﯾون ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟدوﻟﻲ ،وﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﺎﻟﺔ ﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻛوﻧﻐو اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ أﻛد ﻣن ﺟدﯾد ":أن ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف اﻟﻛوﻧﻐوﻟﯾﺔ
اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻘﺎﻧون اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟدوﻟﻲ وأﻣن وﺳﻼﻣﺔ اﻟﺳﻛﺎن اﻟﻣدﻧﯾﯾن ،ﻛﻣﺎ دﻋﺎ
26
-أﻧظر ،ﻣﺎزن ﻟﯾﻠوي راﺿﻲ ،وﺣﯾدر ادﻫم ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .265
أﯾﺿﺎ إﻟﻰ اﻻﺣﺗرام اﻟﻛﺎﻣل ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻘﺎﻧون اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﺎﻣل أﻧﺣﺎء
أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن.27
وﻗد أﺻدر ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻗ اررﻩ رﻗم 808ﻟﺳﻧﺔ 1993واﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﺷﻛﯾل ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
دوﻟﯾﺔ ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾن ﻋن اﻻﻧﺗﻬﺎﻛﺎت اﻟﺧطﯾرة ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ
واﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺔ ﻣﻧذ ﻋﺎم 1991وﻣن أﺧطر ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم وأﺷدﻫﺎ ﻓظﺎﻋﺔ
اﻟﺗطﻬﯾر اﻟﻌرﻗﻲ واﻟذي ﯾﻌد ﺷﻛﻼً ﻣن أﺷﻛﺎل اﻹﺑﺎدة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻧﺟد أن
ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻗد أﺻدر ﻗ اررﻩ رﻗم 955ﺳﻧﺔ 1994واﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﺷﻛﯾل ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ دوﻟﯾﺔ
ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن ﺑﺎرﺗﻛﺎب ﺟراﺋم اﻹﺑﺎدة ﻓﻲ رواﻧدا.28
أﻣﺎ ﻋن ﺗدﺧل دول اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻓﻲ اﻟﻌراق ﻓﻠم ﯾﻛن ﻣﺣل ﺗﺻوﯾت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺟﻠس اﻷﻣن،
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘرار رﻗم 1991/688ﻟم ﯾﺗطرق إﻟﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣراﻓﻘﺔ ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل
اﻟدول اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣﺎﻟﻔﺔ ،وﻫو ﻣﺎ أﻛد ﻋﻠﯾﻪ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة وﻣﻌظم ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون
واﻟذﯾن ﻗدروا ﺑﺄن اﻟﻘرار 688ﻻ ﯾرﺧص ﻟﻠدول ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻘوة اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻓوق أراﺿﯾﻬﺎ دون
إرادﺗﻬﺎ.
وﻣﻣﺎ ﺗﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن ﻣﺑرر اﺳﺗﺧدام اﻟﻘوة اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق ﻗد ﻛﺎن اﻟﻐرض ﻣﻧﻪ
ﻫو ﻓرض ﻣﻧطﻘﺔ آﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﺷﻣﺎل وﺟﻧوب اﻟﺑﻼد ،ﻟﻛن ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗم ﻗﺻف ﺑﻐداد وﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣدن
اﻷﺧرى ﻣن طرف دول اﻟﺗﺣﺎﻟف وﻫذا اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ 1993 01/17دون ﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن
اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ.
27
-اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟﻣﺳﻠﺢ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.101
28
- -أﻧظر ،ﻣﺎزن ﻟﯾﻠوي راﺿﻲ ،وﺣﯾدر ادﻫم ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .266 -265
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﺷؤون اﻟدول ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت ﻫو ﻫدف
ﻧﺑﯾل إﻻ أن طرﯾﻘﺔ ﺗﺟﺳﯾدﻩ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ﻗد أﺛﺑﺗت أﻧﻪ ﻗد اﺳﺗﻐل ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻟﻛﺑرى
ﻣن أﺟل ﻓرض ﻫﯾﻣﻧﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌوب اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ ،وﻣﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ذﻟك ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر،
وطﻐﯾﺎن اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻸﻋﺿﺎء اﻟداﺋﻣﯾن ﺑﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺔ أﻣﺎم
ﺗراﺟﻊ ﻛﺑﯾر ،وﻣن ﻣظﺎﻫر ﻫذﻩ اﻻزدواﺟﯾﺔ ﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﺑﻪ إﺳراﺋﯾل ﻣن ﺟراﺋم إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣق
اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ وﻣن ﺗﻠك اﻟﺟراﺋم ﺣﺻﺎر ﻗطﺎع ﻏزة وﺿرﺑﻪ ﺑﻣﺧﺗﻠف أﻧواع اﻷﺳﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺣرﻣﺔ دوﻟﯾﺎً ،وﻫو ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﺗدﺧل اﻟﻌﺎﺟل ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻣن أﺟل اﺗﺧﺎذ إﺟراءات
ﻗﻣﻌﯾﺔ ﺿد إﺳراﺋﯾل ،وذﻟك طﺑﻘﺎً ﻟﻠﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﺣد أﺟﻬزة اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ووﻓﻘﺎً ﻟﻼﺋﺣﺔ
اﻷﻣم ﯾﻌد اﻟﺟﻬﺎز اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟﻣﺧﺗص ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻣن ﺧﻼل
29
ﻧﺟد اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 60ﻣن ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﻌﻣل ﺗﺣت إﺷراف اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
29
-ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 60ﻣن ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﻣﻘﺎﺻد اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺗﻘﻊ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺗﺣت إﺷراف اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﯾﻛون
وﻣن ﺑﯾن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﻣﺎ ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 68ﻣن ﻣﯾﺛﺎق ﻫﯾﺋﺔ
اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة واﻟﺗﻲ ﻧﺻﻬﺎ ﻛﺎﻷﺗﻲ ":ﯾﻧﺷﺊ اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﺟﺎﻧﺎ ﺗﻌﻧﻰ
ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﺋل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗطوﯾر ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،وﻛذﻟك ﻛل ﻟﺟﺎن أﺧرى ﺗﻛون
ﺿرورﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﺎﺋﻔﻪ" .ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧص ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻗد ﻓﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل واﺳﻌ ًﺎ
أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن أﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ ﺑﺄن ﯾﻧﺷﺎ ﻣﺎ
ﯾراﻩ ﺿروري ﻣن اﻟﺟﺎن ،وﻫو ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﺣﯾث أﻧﺷﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ ﻟﺗﻌﻣل
ﺿﻣن وظﺎﺋﻔﻪ.
30
-أﻧظر ،ﻣﺎزن ﻟﯾﻠوي راﺿﻲ و ﺣﯾدر أدﻫم ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.262
31
-Chttp://internationalmechanismcommittee.blogspot.com/2009/10/blog-
post_25.htmlommittee
أﻣﺎ اﻟﻘرار اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺗم إﺻدارﻩ ﻓﻲ ﺟوان 1946ﺗﺣت رﻗم 09واﻟذي ﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺷﻛﯾل
ﺗﻠك اﻟﻠﺟﻧﺔ واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ.
وﻣﻣﺎ ﺗﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن ﻟﺟﻧﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺗﻌد ﻣن أﻫم اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺗﻲ ﺗم إﻧﺷﺎﺋﻬﺎ ﻣن
ﻗﺑل اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺧﺻﻬﺎ اﻟﻣﯾﺛﺎق ﺑﺣﻛم
ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ اﻟﻣﺎدة .68
إن ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﺗﻧﺷﺊ ﻣﺎ ﺗﺷﺎء ﻣن اﻷﺟﻬزة اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ إذا
رأت ﻓﻲ ذﻟك ﺿرورة ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ،وﻗد ﻗﺎﻣت ﺑذﻟك ﻓﻌﻼً ﺣﯾث أﻧﺷﺄت ﺛﻼث أﺟﻬزة ﻓرﻋﯾﺔ
ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ،وﻫﻲ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻗﻠﯾﺎت ،واﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹﻋﻼم ،واﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻌﻧﺻري.32ﻏﯾر أن ﺗﻠك اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺛﻼث ﻗد اﺧﺗﺻرت ﺑﻌد ذﻟك
ﻓﻲ ﻟﺟﻧﺔ وﺣﯾدة ﻣﺗﺑﻘﯾﺔ ﻣﻧذ ﻋﺎم 1947وﻫﻲ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻟﻣﻧﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾز وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻗﻠﯾﺎت
وﺗﺗﻛون ﻣن 26ﻋﺿواً ﺗﻧﺗﺧﺑﻬم ﻟﺟﻧﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺎﻟﺗﺷﺎور ﻣﻊ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻲ ،ﻟﻣدة أرﺑﻊ ﺳﻧوات ،وﯾﻛون اﺧﺗﯾﺎر اﻷﻋﺿﺎء ﻣن ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء
أﺷﺧﺎص ﺗرﺷﺣﻬم دوﻟﻬم ،وﺗﺟﺗﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻓﻲ دورة ﺳﻧوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻘر اﻷوروﺑﻲ
ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺟﻧﯾف ﻟﻣدة أرﺑﻊ أﺳﺎﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل وﺗﻛون ﺗﻠك اﻟدورة ﻣﺳﺑوﻗﺔ ﺑﺎﻧﻌﻘﺎد
ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻋﻣل ﻟﻣدة أﺳﺑوع أو أﺳﺑوﻋﯾن ،ﻫذا وﺗرﻓﻊ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻘرﯾرﻫﺎ إﻟﻰ ﻟﺟﻧﺔ ﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن.33
32
-أﻧظر ،ﻣﺎزن ﻟﯾﻠوي راﺿﻲ و ﺣﯾدر أدﻫم ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .263
33
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت واﻵﻟﯾﺎت ،دار ﻫوﻣﺔ،
وﻗد ﻛﺎﻧت اﻟﺟزاﺋر ﻋﺿو ﻓﻲ ﻟﺟﻧﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻌﻧوان ﺣﺻﺔ اﻟدول اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺧﻼل
اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﻣﺎﺑﯾن 1980و 1982وﻣﺎ ﺑﯾن 1986و 1988وﻣﺎ ﺑﯾن 1995و .1997
ﻓﻲ ﺣﯾن ﺣطﻣت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟرﻗم اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ﺑﺗواﺟدﻫﺎ ﻛﻌﺿو ﺿﻣن اﻟﻠﺟﻧﺔ
ﻣﻧذ ﻋﺎم 1947إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 2001ﺑدون اﻧﻘطﺎع.34
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﻬﺎم واﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻘد ﺣددت ﻣﻧذ ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ ﺿﻣن ﻗرار إﻧﺷﺎءﻫﺎ
رﻗم 9اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 21ﺟوان 1946واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺗﻘدﯾم اﻗﺗراﺣﺎت وﺗوﺻﯾﺎت وﺗﻘﺎرﯾر ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ب:
-إﻋﻼﻧﺎت واﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺣول اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،وﺿﻊ اﻟﻣرأة ،ﺣرﯾﺔ اﻹﻋﻼم وﻏﯾرﻫﺎ،
-ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻗﻠﯾﺎت،
34
-أﻧظر ،ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز طﺑﻲ ﻋﻧﺎﻧﻲ ،ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻵﻟﯾﺎت اﻷﻣﻣﯾﺔ ﻟﺗرﻗﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،دار اﻟﻘﺻﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷر،
اﻟﺟزاﺋر
،2003ص .93
35
-أﻧظر ،ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز طﺑﻲ ﻋﻧﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .99
رﻏم اﻟﻛم اﻟﻬﺎﺋل ﻣن اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻟذي ﺗﺣﻘق ﻋﻠﻰ ﯾد ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن وﺣرﯾﺎﺗﻪ إﻻ أن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت راﻓﻘت ﻋﻣﻠﻬﺎ ﻣﻣﺎ اﺳﺗدﻋﻰ ﺿرورة ﺗﺄﺳﯾس ﺟﻬﺎز
أﺧر ﻟﯾﺣل ﻣﺣﻠﻬﺎ وﻫو ﻣﺟﻠس ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.36
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ
ﻟﻘد ﺟﺎء ﻣﺟﻠس ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻣن أﺟل ﺗﻔﻌﯾل اﺣﺗرام اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت وﺗﺟﺎوز
اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ وﻗﻌت ﻓﯾﻪ ﻟﺟﻧﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق أﻗرت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻗرارﻫﺎ رﻗم 251/60ﺗﺄﺳﯾس ﻣﺟﻠس ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻟﯾﺣل ﻣﺣل اﻟﻠﺟﻧﺔ،
اﻟﻣﺗﺣدة ً
وﻣن ﻣﺟﻣوع 191دوﻟﺔ ﺻوﺗت 170دوﻟﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻘرار ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻣت ﻣﻌﺎرﺿﺗﻪ ﻣن ﻗﺑل
إﺳراﺋﯾل واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﺟزر ﻣﺎرﺷﺎل وﺑﺎﻻو ،وﻗد اﻣﺗﻧﻌت ﺛﻼﺛﺔ دول ﻋن
اﻟﺗﺻوﯾت وﻫﻲ إﯾران وﻓﻧزوﯾﻼ وﺑﯾﻠوروﺳﯾﺎ.37
ﯾﺗﺄﻟف ﻣﺟﻠس ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻣن 47دوﻟﺔ ﺗﻧﺗﺧﺑﻬﻣﺎ أﻏﻠﺑﯾﺔ أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺑﺎﻻﻗﺗراع اﻟﺳري اﻟﻣﺑﺎﺷر وﺑﺷﻛل ﻓردي ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻲ اﻟﻌﺎدل ﺣﯾث ﺗوزع ﻣﻘﺎﻋد
اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ :ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺣظﻰ ﺑﺛﻼﺛﺔ ﻋﺷر ﻣﻘﻌداً وﻧﻔس
اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻷﺳﯾوﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻷﺧرى ﺗﺣظﻰ ﺑﺣﺻﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺷر ﻣﻘﻌدا داﺧل ﻫذا
اﻟﻣﺟﻠس ،أﻣﺎ دول أورﺑﺎ اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﺗﺔ ﻣﻘﺎﻋد ،ودول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ وﻣﻧطﻘﺔ
اﻟﺑﺣر اﻟﻛﺎرﯾﺑﻲ ﺑﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﻘﺎﻋد ،وﺳﺑﻌﺔ ﻣﻘﺎﻋد ﻟدول أورﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ودول أﺧرى ،ﻋﻬدة اﻟﻣﺟﻠس
ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﺗﺟدﯾد ﻣرة واﺣدة ﻓﻘط .38ﻧرى ﻣن ﺟﺎﻧﺑﺎ أن ﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻟﻌﺿوﯾﺔ داﺧل
-36أﻧظر ،ﻣﺎزن ﻟﯾﻠوي راﺿﻲ و ﺣﯾدر أدﻫم ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .263
-37أﻧظر ،ﻣﺎزن ﻟﯾﻠوي راﺿﻲ و ﺣﯾدر أدﻫم ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .264 -263
38
-أﻧظر ،ﻗرار اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ رﻗم 251/60اﻟﻔﻘرة .07
اﻟﻣﺟﻠس ﺑﺛﻼﺛﺔ ﺳﻧوات ﻻ ﯾﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت ﻷﻧﻪ ﺑﻣﺟرد أن ﯾﻛﺗﺳب اﻟﻌﺿو اﻟﺧﺑرة
اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﯾﻛون ﺧﺎرج اﻟﻣﺟﻠس ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻫذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﺿو اﻟذي ﻟم ﺗﺟدد
ﻓﯾﻪ اﻟﺛﻘﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻧﻛون أﻣﺎم ﺧﺳﺎرة ﻛﺑﯾرة ﻟﺗﻠك اﻟﺧﺑرة اﻟﺗﻲ ﺗﻛوﻧت ﻟدى ﻫؤﻻء
اﻷﻋﺿﺎء ،ﻟذا ﻛﺎن ﻣن اﻟﺿروري اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣدة اﻟﻣﺗوﺳطﺔ أو اﻟطوﯾﻠﺔ وذﻟك ﺣﺗﻰ
ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻠﻣﺟﻠس أن ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺧﺑرة ﻫؤﻻء اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت.
ﯾﻌﻘد اﻟﻣﺟﻠس اﺟﺗﻣﺎﻋﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻘرﻩ اﻟداﺋم ﻓﻲ ﺟﻧﯾف وﻣن اﻟﻣﻘرر أن ﯾﻌﻘد ﺛﻼث دورات ﻓﻲ
اﻟﺳﻧﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ دورة رﺋﯾﺳﯾﺔ ﺗﻣﺗد ﻟﻔﺗرة ﻻ ﺗﻘل ﻣدﺗﻬﺎ ﻋن ﻋﺷر أﺳﺎﺑﯾﻊ وﻟﯾس ﺳﺗﺔ أﺳﺎﺑﯾﻊ ﻛﻣﺎ ﻛﺎن
39
ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﯾﻪ اﻷﻣر ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻠﺟﻧﺔ ،وﯾﻛون ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻘد دورات اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ ً
ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣن أﺣد أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس ﯾﺣظﻰ ﺑﺗﺄﯾﯾد ﺛﻠث أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس.
ﻟﻘد ﻧص اﻟﻘرار 251/60ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم ﻓﺗﺢ ﺑﺎب اﻟﻌﺿوﯾﺔ أﻣﺎم ﺟﻣﯾﻊ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء
ﻓﻲ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻣﻊ ﺿرورة ﻣراﻋﺎة اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻋﻧد اﻧﺗﺧﺎﺑﻬﺎ أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس ﺳﺟل
ﻫذﻩ اﻟدول ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺣرﯾﺎت ،ﻫذا وﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أن ﺗﻘرر ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ ﺛﻠﺛﻲ اﻷﻋﺿﺎء
اﻟﺣﺎﺿرﯾن واﻟﻣﺷﺗرﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﺻوﯾت ،ﺗﻌﻠﯾق ﻋﺿوﯾﺔ أﺣد أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس إذا ﻣﺎ ارﺗﻛب
اﻧﺗﻬﺎﻛﺎت ﺟﺳﯾﻣﺔ وﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
ﻣن ﺧﻼ اﻟﻘرار رﻗم 251/60اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺗم ﺗﻛﻠﯾف ﻫذا
اﻟﻣﺟﻠس ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻬﺎم واﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت .ﺣﯾث أﻧﻪ ﺳﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺟﻠس ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﺗﻌزﯾز اﻻﺣﺗرام اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ﻣن دون أي
ﺗﻣﯾﯾز ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣﺟﻠس ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺣﺎﻻت اﻧﺗﻬﺎك ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻻﻧﺗﻬﺎﻛﺎت اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ
39
-أﻧظر ،ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺑن أﺣﻣد ،اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ظل ﻣﻬﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﺻﻼﺣﯾﺎت
ﻣﺟﻠس ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،ﻣﺟﻠﺔ دﻓﺎﺗر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح ورﻗﻠﺔ،
وﻗد أﻛد ﻣﺟﻠس ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" ﯾﻧﺑﻐﻲ اﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﻌﺎﯾﯾر
ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ورﺻدﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﻛﺎن اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﻧزاع اﻟﻣﺳﻠﺢ ﺑﻣن ﻓﯾﻬم
اﻟﺳﻛﺎن اﻟواﻗﻌون ﺗﺣت اﻻﺣﺗﻼل اﻷﺟﻧﺑﻲ وأﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗوﻓﯾر ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻣن اﻧﺗﻬﺎﻛﺎت ﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻬؤﻻء اﻟﺳﻛﺎن وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻘﺎﻧون اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟدوﻟﻲ
اﻟﻣﻧطﺑق".40
ﻣﻣﺎ ﻫو ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﻣﯾﻼد ﻣﺟﻠس ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﯾﻌد اﻟﺗطور اﻷﻫم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻧذ إﻧﺷﺎء اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺣﯾث ﻟم ﯾﺳﺑق أن ﻛﺎن ﻷي ﺟﻬﺎز ﻣن أﺟﻬزة اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة
اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻫذا اﻟﻘدر اﻟﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ،وﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ وﺣدﻫﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺛﺑت إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺟدﯾد ﺳﯾﻧﺟو ﻣن ﻋﯾوب اﻟﺗﺳﯾﯾس اﻟﺗﻲ
ﺷﺎﺑت ﻋﻣل اﻟﻠﺟﻧﺔ.
40
-أﻧظر ،ﻗرار ﻣﺟﻠس ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن رﻗم .09/09
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أﻧﻪ رﻏم اﻟﺟﻬود اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻣن طرف اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة وأﺟﻬزﺗﻬﺎ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﻫﺗﻣﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ
ٕواﯾﺟﺎد اﻟﺣﻠول اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻬﺎ ،إﻻ أن ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﺗﻠك اﻟﻣﻬﺎم ﻟم ﯾﺳﻠم ﻣن ﺑﻌض اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت واﻟﻌﺛرات،
ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻷﺻوات ﺗﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﺻﻼح اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة وأﺟﻬزﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻟﻛن ﻣﺎ ﺗﺟب
اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﻫو ﻋدم وﺟوب اﺗﺧﺎذ ﺗﻠك اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت ﻛﻣﺗﻛﺊ ﯾﺗم اﻻﺳﺗﻧﺎد ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻠﺗﺣﻠل ﻣن ﺗﻠك
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻﺑد ﻣن ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ اﻟﺟﻬود ﻣن أﺟل
اﻟﺗزام اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﺣﺗرام ﻣﺑﺎدئ وأﻫداف
اﻟﻣﯾﺛﺎق واﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ.41
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
41
-Chttp://internationalmechanismcommittee.blogspot.comommittee
ﺗم اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2016/11/08 :ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ .08:30
اﻟﻣطﻠب اﻷول
إن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﺣرﯾﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺟﻬود ﻣﻧظﻣﺔ
ﻣﺟﻠس أورﺑﺎ ،وﻗد ﺗم اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1950ودﺧﻠت ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ أﯾﻠول
1953ﻛﻣﺎ ﺗﺣﺗوي ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ دﯾﺑﺎﺟﺔ وﺧﻣﺳﺔ أﺑواب .42ﻟﻘد ﻛﺎن ﻟﻠﻧظﺎم اﻷورﺑﻲ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت وﺑﺎﻟﺿﺑط اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻧﺔ 1998ﺛﻼث آﻟﯾﺎت ﯾﻘوم
ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺗﻧﻔﯾذ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻟﺗﻠك اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ
وﺗﺗﻣﺛل ﺗﻠك اﻵﻟﯾﺎت ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن)ﻓرع أول( ،واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻷورﺑﯾﺔ
ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن)ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 20ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺗﺗﺷﻛل ﻣن ﻋدد ﻣن اﻷﻋﺿﺎء ﻣﺳﺎوي ﻟﻌدد اﻟدول اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وﻻ ﯾﺟوز أن ﺗﻣﺛل اﻟدوﻟﺔ ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﻋﺿو واﺣد.
ﯾﻧﺗﺧب أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻷﺻوات ﻟﺟﻧﺔ اﻟوزراء
اﻷورﺑﯾﯾن ﻣن ﻗﺎﺋﻣﺔ ﯾﻌدﻫﺎ ﻣﻛﺗب اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ وﯾﻛون ﻟﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﻣﻣﺛﻠﻲ
اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ أن ﺗﻘدم ﺛﻼﺛﺔ ﻣرﺷﺣﯾن ،ﻣﻧﻬم اﺛﻧﺎن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣن
ﺟﻧﺳﯾﺗﻬﺎ .43أﻣﺎ ﻋن اﻧﺗﺧﺎب أﻋﺿﺎء ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﯾﻛون ﻟﻣدة ﺳﺗﺔ ) (6ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد،
42
-أﻧظر ،ﻣﺎزن ﻟﯾﻠوي راﺿﻲ و ﺣﯾدر أدﻫم ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .296
43
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 01/21ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
وﯾﺟوز ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوزراء ﻗﺑل إﺟراء اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت أن ﺗﻘرر أن ﻣدة ﻋﺿوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء اﻟذﯾن ﺳﯾﺟرى
اﻧﺗﺧﺎﺑﻬم ﻫﻲ ﺛﻼﺛﺔ) (03ﺳﻧوات ﻛﺣد أدﻧﻰ أو ﺗﺳﻊ ) (09ﺳﻧوات ﻛﺣد أﻗﺻﻰ.44
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈن ﻣدة اﻟﻌﺿوﯾﺔ داﺧل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻓﻼ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻘﺻﯾرة وﻻ
ً
ﺑﺎﻟطوﯾﻠﺔ وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﻋﺿﺎء ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﺑﻣﺟرد اﻧﺗﺧﺎﺑﻬم ﯾﻌﺗﺑرون ﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ﻋن ﺗﻠك اﻟدول
اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﻠون ﺟﻧﺳﯾﺗﻬﺎ؛ أي أﻧﻬم ﯾزاوﻟون ﻣﻬﺎﻣﻬم ﺑﺻﻔﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻟﯾس ﻟﺣﺳﺎب ﺟﻧﺳﯾﺔ
اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣون إﻟﯾﻬﺎ.45
أﻣﺎ ﻋن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺷﻛﺎوي اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺿد دوﻟﺔ طرف ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑدﻋوى إﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻣﻌﺎﻫدة ،وذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﯾوﺟﻪ إﻟﻰ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻣﺟﻠس
أورﺑﺎ .46ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟﻬذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻛذﻟك أن ﺗﺗﻠﻘﻰ اﻟﺷﻛﺎوى ﻣن أي ﺷﺧص أو ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺎت
ﻏﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،47وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﻣن ﺧﻼل اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 24ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﺟوز ﻷي دوﻟﺔ طرف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أن ﺗﻘوم ﺑﺈﺑﻼغ اﻟﻠﺟﻧﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻵﻣﯾن اﻟﻌﺎم
ﻟﻣﺟﻠس أورﺑﺎ ﺑﺎﻻﻧﺗﻬﺎﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺗﺳﺑب ﻓﯾﻬﺎ اﺣد أﻋﺿﺎء ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن وﺣرﯾﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﺑول اﻟﺷﻛوى ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ذﻟك ﺿرورة أن ﯾﻛون
44
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 3/1/22ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
45
-أﻧظر ،اﺳود ﯾﺎﺳﯾن ،اﻵﻟﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ،
ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘﯾد أﺣﻣد دراﯾﺔ ادرار ،2011 -2010،ص .27
46
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 24ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
47
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 25ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
اﻟﺷﺧص اﻟذي اﻧﺗﻬﻛت ﺣﻘوﻗﻪ ﻣن ﻣواطﻧﻲ دول ﻣﺟﻠس أورﺑﺎٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ أن ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻣدﻋﯾﺔ واﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ طرﻓﺎً ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ.48
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 25ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻧﺟد أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻷي
ﺷﺧص أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص وﻛذا اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻏﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻘدم ﺑﺷﻛواﻫم أﻣﺎم
اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬم ﺿﺣﺎﯾﺎ ﻟﻼﻧﺗﻬﺎﻛﺎت اﻟﻣوﺿﺣﺔ ﺑﻬذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﺣد أﻋﺿﺎء
اﻟﻠﺟﻧﺔ ،ﻟﻛن ﻣﺎ ﺗﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن ﻫذﻩ اﻟﺷﻛوى ﻻ ﯾﻣﻛن ﻗﺑوﻟﻬﺎ إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ
طرف ﻓﻲ اﻟﻠﺟﻧﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺎﻹﺧﻼل ﺑﺗﻌﻬداﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻧﺗﻬﺎﻛﻬﺎ ﻟﻠﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ﻗد
ﻗﺎﻣت ﻣﺳﺑﻘﺎً ﺑﺎﻋﺗراﻓﻬﺎ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﻫذﻩ اﻟﺷﻛﺎوي.
وﺣﺗﻰ ﯾﺗم ﻗﺑول اﻟﺷﻛوى ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ،ﻣﺛل اﺳﺗﻧﻔﺎذ اﻟﺷﺎﻛﻲ ﻟﺟﻣﯾﻊ
طرق اﻻﻧﺗﺻﺎف اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،وأﻻ ﺗﻛون اﻟﺷﻛوى اﻟﻣﺗﻘدم ﺑﻬﺎ ﻣﺟﻬوﻟﺔ اﻟﻣﺻدر ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻛذﻟك
أﻻ ﺗﻛون اﻟﺷﻛوى ﻗد ﺳﺑق وأن ﺗم ﻋرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ أو ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ دوﻟﯾﺔ أﺧرى ﻟﺗﺣﻘق
ﻓﯾﻬﺎ أو ﻟﺗﺳوﯾﺗﻬﺎ ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻗﺑول اﻟﺷﻛوى إذا ﻛﺎﻧت ﺑﯾﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ
أي أﺳﺎس ،أو ﻛﺎﻧت ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣق اﻟﺷﻛوى.49
ٕواذا ﻣﺎ ﺗﻘرر ﻗﺑول اﻟﺷﻛوى ﺗﻘوم اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑدراﺳﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻷطراف ،وﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﺎ إذا
ﺗطﻠب اﻵﻣر إﺟراء ﺗﺣﻘﯾق ﻓﺈن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﻬذا اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﺗﻘدﯾم ﻛﺎﻓﺔ
اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻹﺟراء ﻫذا اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻫذا ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﺑﻌد ﺗﺑﺎدل وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر ﻣﻊ
48
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .173
49
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 26و 27ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
اﻟﻠﺟﻧﺔ ،50وﻋن اﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﺗﻛون ﺳرﯾﺔ ،51وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘ ارراﺗﻬﺎ ﻓﺗﺗﺧذ ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ
اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺣﺎﺿرﯾن ،52وﻣن اﺟل أن ﺗُﻛون ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻗﻧﺎﻋﺗﻬﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄي
ﺷﺧص ﺗرى ﺣﺿورﻩ ﺿروري ،وﻋﻧد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن ﻋﻣﻠﻬﺎ ﺗﻘوم اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑوﺿﻊ ﺗﻘرﯾر ﻣﻔﺻل ﻋن
اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﺣل اﻟذي ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻪ وﺑﻌد ذﻟك ﯾﺗم إرﺳﺎﻟﻪ إﻟﻰ ﻟﺟﻧﺔ اﻟوزراء ٕواﻟﻰ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم
ﻟﻣﺟﻠس أورﺑﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻛذﻟك ،دون أن ﯾﻛون ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ ﻧﺷر
اﻟﺗﻘرﯾر اﻟذي ﺗوﺻﻠت إﻟﯾﻪ.
وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻدر اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻗرارﻫﺎ ﻧﻛون ﻫﻧﺎ أﻣﺎم ﺧﯾﺎرﯾن ﻓﺈﻣﺎ أن ﯾﻘﺑل اﻟﺣل اﻟﻣﺗوﺻل إﻟﯾﻪ ﻣن
طرف اﻟﻠﺟﻧﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﻛون أﻣﺎم ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺷﻛوى ،أﻣﺎ اﻟﺧﯾﺎر اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟذي ﯾﻣﻛن
اﻟوﻗوع ﻓﯾﻪ ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋدم ﻗﺑول اﻟﺣل اﻟﻣﺗوﺻل إﻟﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل أﺣد أطراف اﻟﻧزاع ،وﻫﻧﺎ
ﯾﺣق ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣدﻋﯾﺔ أو اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ أو دوﻟﺔ اﻟﻣواطن اﻟذي اﻧﺗﻬك ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﻏﺿون ﺛﻼﺛﺔ
) (03أﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻘرﯾر إﻟﻰ ﻟﺟﻧﺔ اﻟوزراء ﻋرض اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻷورﺑﯾﺔ
ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.53
50
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 28ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
51
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 33ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
52
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 34ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
53
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .174
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﺷﻛل ﻣن ﻋدد ﻣن اﻷﻋﺿﺎء ﻣﺳﺎوي ﻟﻌدد
اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،ﻋﻠﻰ أﻻ ﺗُﻣﺛل اﻟدوﻟﺔ اﻟواﺣدة ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﻗﺎﺿﻲ ،54وﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻘﺿﺎة
ﺑواﺳطﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻟﻣﺟﻠس أورﺑﺎ ،ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ اﻷﺻوات ،ﺣﯾث أن ﻛل دوﻟﺔ ﻋﺿو ﺗﻘوم
ﺑﺗرﺷﯾﺢ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﺳﻣﺎء.
وﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎة ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣن اﻟﺷروط ﻣﺛل اﻷﺧﻼق اﻟرﻓﯾﻌﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ واﻟﺣﯾﺎد ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋدم ﺟواز ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬم ﻷي
ﻧﺷﺎط ،وﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻫؤﻻء اﻟﻘﺿﺎة أن ﯾﺗﺣﻠوا ﺑدرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻷﺧﻼق وأن ﯾﻛوﻧوا ﺣﻘوﻗﯾﯾن
ذوي ﻛﻔﺎءة ﻣﻌﺗرف ﻟﻬم ﺑﻬﺎ ،55أﻣﺎ ﻋن ﻣدة اﻟﻌﺿوﯾﺔ داﺧل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﺗدوم ﻟﺗﺳﻊ ﺳﻧوات.
وﻣﻣﺎ ﺗﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن ﻫؤﻻء اﻟﻘﺿﺎة ﻻ ﯾﻌﻣﻠون ﻟﺣﺳﺎب ﺗﻠك اﻟدول اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﻠون
ﺟﻧﺳﯾﺗﻬﺎٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻌﻣﻠون ﺑﺻﻔﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
54
-أﻧظر ،أﺳود ﯾﺎﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .111
55
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 21ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
ﺛﺎﻧﯾﺎً /اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 32ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻧﻼﺣظ أن اﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻔﺳﯾر وﺗطﺑﯾق اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وﺑروﺗوﻛوﻻﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ
ﺗطرح ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻓﻘﺎً ﻟﻠﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد.47 ،46 ،34 ،33
ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺣﺎﻟﺔ إﻟﯾﻬﺎ إﻣﺎ ﻣن أﺣد اﻟدول اﻷطراف ﻓﻲ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،أو ﻣن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،أﻣﺎ اﻷﻓراد ﻓﺗرﻓﻊ
اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬم اﻟﺷﻛوى إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،56أﻣﺎ ﻋن اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻬﻲ
ﻣﻠزﻣﺔ وﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ،وﻟﻘﺑول اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﻛﻲ أن ﯾﺳﺗﻧﻔذ ﻛﺎﻓﺔ طرق اﻟﺗظﻠم
اﻟداﺧﻠﯾﺔ داﺧل اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺷﻛو ﻓﻲ ﺣﻘﻬﺎ.57
ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑروﺗوﻛول رﻗم 11اﻟﻣﻠﺣق ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
أﺻﺑﺢ اﻟﻧظﺎم اﻷورﺑﻲ اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ آﻟﯾﺔ وﺣﯾدة وﻫﻲ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗم إﻟﻐﺎء ﻛل ﻣن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن،
ٕواﺑﻌﺎد ﻟﺟﻧﺔ اﻟوزراء ﻋن ﻟﻌب اﻟدور اﻟذي ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘدﯾم ﻣﺎ ﻋدى ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗطﺑﯾق
اﻷﺣﻛﺎم.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈن اﻟﺑرﺗوﻛول 11ﻗد أﻟﻐﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﻟﻘﺑول اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﻫذا وﻗد أدى إﻟﻐﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ
اﻻزدواﺟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻠﺟﻧﺔ واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌوﯾض ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﻐرﻓﺔ ﺗﺗﻛون
ﻣن 07ﻗﺿﺎة ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻐرﻓﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺑث ﻓﻲ ﻗﺑول
اﻟﺷﻛوى ﻣن ﻋدﻣﻪ.
56
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.175
57
-أﻧظر ،اﺳود ﯾﺎﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .111
وﺧﻼﻓﺎً ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻘدم رأﯾﺎ ﻓﺈن اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﺗﺻدر ﻗ ار اًر ﻣﻠزﻣﺎً ،إﻻ أن ﻫذا
اﻟﻘرار ﻻ ﯾﺻﺑﺢ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎً إﻻ ﺑﻌد ﻣرور ﺛﻼﺛﺔ) (03أﺷﻬر ،وﻟم ﯾطﻠب أﺣد أطراف اﻟﻧزاع إﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻛﺑرى اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻣن ﺳﺑﻌﺔ ﻋﺷر ) (17ﻋﺿوًا.58
وﻣن ﺧﻼل اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 35ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻧﺟدﻫﺎ
ﻗد ﻋددت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﻟرﻓﻊ اﻟﺷﻛوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﺣﯾث ﻻ ﯾﺟوز اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إﻻ ﺑﻌد اﺳﺗﻧﻔﺎذ ﺳﺑل اﻻﻧﺗﺻﺎف اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،وﻓﻲ ﻏﺿون ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور
اﻟﺣﻛم اﻟوطﻧﻲ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗﺑول ﺷﻛوى ﻣﺟﻬوﻟﺔ اﻟﻣﺻدر ،أو أن ﯾﻛون ﻗد
ﺗم اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺷﻛوى ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺳﺑﻘﺎً ،وأﻻ ﯾﻛون ﻗد ﺗم ﻋرﺿﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل ﻋﻠﻰ
ﻫﯾﺋﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ دوﻟﯾﺔ ﻣن اﺟل اﻟﺗﺣﻘﯾق أو اﻟﺗﺳوﯾﺔ ،وﻫذا ﺑﺷرط أﻻ ﯾﻛون ﻗد ﺗﺿﻣن وﻗﺎﺋﻊ
ﺟدﯾدة.
أﻣﺎ ﻋن ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺷﻛوى ﻓﺈﻣﺎ أن ﺗﻛون ﺑﺗﺳوﯾﺔ ودﯾﺔ ،ﻟﻛن ﯾﺟب أن ﺗﺗم ﻓﻲ إطﺎر اﺣﺗرام
ﻣﺿﻣون اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،59أو أن ﯾﺗم ﺷطب اﻟﺷﻛوى ،وﻫذا ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﺎ إذا ﺗﺑﯾن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أﻧﻪ ﻟﯾس
ﻫﻧﺎك ﻣﺑرر ﻟﻼﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺷﻛوى أو أن ﺗﻛون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻗد ﺳوﯾت ،60وﻗد ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻫذﻩ اﻟﺷﻛوى
ﺑﺻدور ﺣﻛم ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ أﺻوات ﻗﺿﺎﺗﻬﺎ.
58
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .180 -179
59
-أﻧظر ،اﺣﻣد واﻓﻲ ،اﻵﻟﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﻣﺑدأ اﻟﺳﯾﺎدة ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗو ارﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر
60
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 37ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻘد أﺑرﻣت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺳﻧﺔ 1969ودﺧﻠت ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺳﻧﺔ
1978وﻗد ﺻﯾﻐت ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻣط اﻹﻋﻼن اﻷﻣرﯾﻛﻲ
ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻌﻬدﯾن
اﻟدوﻟﯾﯾن اﻟﺧﺎﺻﯾن ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻌﺎم.1966
واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ﻫو ﺗﻠك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﺗم اﻻﻋﺗراف ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،وﻟم
ﯾﺗم ذﻛرﻫﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺑروﺗوﻛوﻻت اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﻬﺎ ،ﻣﺛل ﺣق ﻛل ﻓرد
ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ،وﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺟﻧﺳﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﻟد ﻓﯾﻬﺎ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺟﻧﺳﯾﺔ
دوﻟﺔ أﺧرى ،واﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻠﺟوء ،ﻣﻊ ﻋدم اﻟﺳﻣﺎح ﺑﺈﺑﻌﺎد اﻷﺟﻧﺑﻲ إﻟﻰ ﺑﻠد أﺧر إذا ﻛﺎن ﺣﻘﻪ ﻓﻲ
اﻟﺣﯾﺎة ﻗد ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﺧطر ﺑﺳﺑب ﺟﻧﺳﻪ أو ﺟﻧﺳﯾﺗﻪ أو دﯾﻧﻪ أو وﺿﻌﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،أو آراﺋﻪ
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﻋﺗراف ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻷطﻔﺎل ﺑﻣن ﻓﯾﻬم اﻟذﯾن ﯾوﻟدون ﺧﺎرج ﻧطﺎق اﻟراﺑطﺔ
اﻟزوﺟﯾﺔ ...اﻟﺦ.61
إن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء اﺣﺗرام ﻋدد ﻣن اﻟﺣﻘوق
اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
اﻟﻌﺎدﻟﺔ ،واﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﺗﻧﻘل واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون.....اﻟﺦ
وﻗد أﻧﺷﺄت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻫﯾﻛﻠﺔ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﻬﯾﻛﻠﺔ اﻷورﺑﯾﺔ وذﻟك ﻣن ﺣﻼل إﻗﺎﻣﺔ ﻟﺟﻧﺔ
أﻣرﯾﻛﯾﺔ)ﻓرع أول( ،وﻣﺣﻛﻣﺔ أﻣرﯾﻛﯾﺔ)ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ( ،ﻣن أﺟل اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗرام اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻬذﻩ
اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء.62
61
-أﻧظر ،ﻣﺎزن ﻟﯾﻠوي راﺿﻲ و ﺣﯾدر أدﻫم ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .201 -200
62
-أﻧظر ،ﺧﺿر ﺧﺿر ،ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،طراﺑﻠس -ﻟﺑﻧﺎن،
اﻟﻔرع اﻷول
إن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺳﺗﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﺗﻛوﯾن ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ
واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﻛون ﻣن ﺳﺑﻌﺔ ) (07أﻋﺿﺎء ،وﯾﺟب أن ﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ
ﻛﺎﻓﺔ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ،وﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎب ﻫؤﻻء اﻷﻋﺿﺎء ﻋن طرﯾق اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻟﻣدة أرﺑﻊ
ﺳﻧوات ،وﯾﺟوز إﻋﺎدة اﻧﺗﺧﺎﺑﻬم ﻣرة واﺣدة ﻓﻘط ،63وﯾﻛون ﻟﻛل دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء
ﺗرﺷﯾﺢ ﺛﻼﺛﺔ) (03أﺳﻣﺎء ،وﻗد ﺗطور ﻋﻣل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻋﺑر اﻟزﻣن ،ﻓﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ
ﺑداﯾﺔ ﻋﻬدﻫﺎ ﺗﻌﻣل ﻓﻘط ﻋﻠﻰ دﻋم وﺗﺷﺟﯾﻊ اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻣﺎ ﺗﺟرﯾﻪ ﻣن دراﺳﺎت،
وﻧﺷر ﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﻘدﯾم ﻣﺷﺎورات ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،ﻟﻛن ﺑﻌد أن دﺧﻠت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﺳﺗﻛﻣﻠت ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ
ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.64
،2008ص .169
63
-أﻧظر ،اﺳود ﯾﺎﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .30
وﻣن أﻫم اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻛذﻟك ﻧﺟد ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﺣﺗرام اﻟواﺟب ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
واﻟدﻓﺎع ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوﻋﻲ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺑﯾن ﺷﻌوب اﻟﻘﺎرة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،وﻛذا
إﺻدار ﺗوﺻﯾﺎت ﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﺑﺷﺄن اﻹﺟراءات اﻟواﺟب اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻟﻣزﯾد ﻣن
اﻟﻣراﻋﺎة ﻟﻬذﻩ اﻟﺣﻘوق ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﺗﻘدﯾم ﺗﻘرﯾر ﺳﻧوي ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ﺗﻌرض ﻓﯾﻪ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣطﺑق ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟدول اﻷطراف ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.66
أﻣﺎ ﻋن رﻓﻊ اﻟﺷﻛﺎوى واﻟﻌراﺋض اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻧﺗﻬﺎك ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻬﻲ ﺣق ﻟﻛل ﻣن
اﻟدول واﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ،واﻟﻬﯾﺋﺎت ﻏﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗرف ﺑﻬﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ أو أﻛﺛر ﻣن اﻟدول
اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ.67
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈن ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛوى ﯾﻛون أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ،وﻫذا ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﺗﻧظﯾم
اﻷورﺑﻲ ،واﻟذي ﺗﻘدم ﻓﯾﻪ اﻟﺷﻛوى إﻟﻰ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم واﻟذي ﯾﺣﯾﻠﻬﺎ ﺑدورﻩ إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ.
ﻟﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 44ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﯾﺣق ﻷي ﺷﺧص،
وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺷﺧص اﻟذي ﻟم ﺗﻧﺗﻬك ﺣﻘوﻗﻪ ﺷﺧﺻﯾﺎً اﻟﺗﻘدم ﺑﻬذﻩ اﻟﺷﻛوى أﻣﺎم
اﻟﻠﺟﻧﺔ ،وﻟﻌل اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ذﻟك ﻫﻲ وﺿﻊ ﺣد ﻟﺗﻠك اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻠﺿﺣﯾﺔ اﻟذي
65
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.181
66
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 41ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
67
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 44ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
اﻧﺗﻬﻛت ﺣﻘوﻗﻪ وﺣرﯾﺎﺗﻪ ﻣن اﻟﺗﻘدم ﺑﻬذﻩ اﻟﺷﻛوى ﻓﻲ ﺣق ﺗﻠك اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺎﻻﻋﺗداء
ﻋﻠﯾﻪ ،وﻫذا ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﺎ إذا ﺗم اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺧﻔﺎﺋﻪ وﻗطﻊ اﺗﺻﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ.68
وﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺔ اﻟﺷﻛوى اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻻﺑد أن ﺗﺗﺄﻛد ﻣن ﺗوﻓر
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﻣﺛل وﺟوب اﺣﺗواء اﻟﻌرﯾﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﺳم اﻟﺿﺣﯾﺔ وﺟﻧﺳﯾﺗﻪ وﻣﺣل إﻗﺎﻣﺗﻪ،
وﺗوﻗﯾﻌﻪ وﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت ﻏﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت اﻟﻌرﯾﺿﺔ،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺿرورة اﺳﺗﻧﻔﺎذ طرق اﻟطﻌن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،ﻫذا وأﻻ ﺗﻛون اﻟﺷﻛوى ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻗد ﺗم
ﻋرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ دوﻟﯾﺔ أﺧرى.69
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
ﺗﻌد اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ آﻟﯾﺔ أﺧرى إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﯾﻘﻊ
ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟدول اﻷطراف ﻟﺗﻌﻬداﺗﻬﺎ ،وﻣن ﻫذا
اﻟﻣﻧطﻠق ﻓﺈن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذﻩ اﻵﻟﯾﺔ ﺳﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﺗﺷﻛﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
68
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.182
69
-أﻧظر ،اﺳود ﯾﺎﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .31
أوﻻً /ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﺷﻛل ﻣن ﺳﺑﻌﺔ ﻗﺿﺎة ﻣن رﻋﺎﯾﺎ
اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟدول اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻋن اﻧﺗﺧﺎب ﻫؤﻻء اﻟﻘﺿﺎة ﻓﯾﻛون ﻋن طرﯾق
اﻻﻗﺗراع اﻟﺳري وﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻠدول اﻷطراف ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.70
إن ﻫؤﻻء اﻟﻘﺿﺎة ﻣﻧﺗﺧﺑﯾن ﺑﺻﻔﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬم ﻟﯾﺳوا وﻛﻼء أو ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن
ﺗﻠك اﻟدول اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﻠون ﺟﻧﺳﯾﺗﻬﺎ ،وﻫذا ﻷن ﻟﻛل دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻘط ﻓﻲ
اﻗﺗراح ﺛﻼﺛﺔ ﻣرﺷﺣﯾن ﻣن ﻣواطﻧﯾﻬﺎ ،أو ﻣن ﻣواطﻧﻲ دوﻟﺔ أﺧرى ﻋﺿو ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟدول
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﻛل دوﻟﺔ ﻋﺿو ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن أن ﺗراﻋﻲ
ﻓﻲ ﻣرﺷﺣﯾﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ،وذﻟك ﻛﺄن ﯾﻛوﻧوا ﻗﺎﻧوﻧﯾﯾن وذوي ﺻﻔﺎت ﺧﻠﻘﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ
وﻣﺷﻬود ﻟﻬم ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن .71وﻋن اﻟﻧﺻﺎب اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻩ ﻣن اﻟﻘﺿﺎة
ﻟﺻﺣﺔ ﻣداوﻻت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﻓﻬو ﺧﻣس) (05ﻗﺿﺎة ،وﺗﺗﺧذ أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ أﺻوات
اﻟﺣﺎﺿرﯾن.72
إن ﻣدة ﻋﺿوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎة داﺧل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻬﻲ ﺳﺗﺔ) (06ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﻣرة واﺣدة
ﻓﻘط ،73وﻣﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌد ﺑﺎﻟﻣﺗوﺳطﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﻘﺻﯾرة اﻟﺗﻲ
ﻗد ﻻ ﯾﻛﺗﺳب ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ أي ﺧﺑرة ﻛﺎﻓﯾﺔ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ أو
ﺑﻣﺟرد ﻣﺎ ﯾﻛﺗﺳب ﻫذﻩ اﻟﺧﺑرة ﺗﻛون ﻣدة اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻗد اﻧﺗﻬت ،ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى
70
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .183
71
-أﻧظر ،اﺳود ﯾﺎﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .114
72
-أﻧظر ،اﺣﻣد واﻓﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .171
73
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .183
إذا ﻛﺎﻧت ﻣدة ﻋﺿوﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻷﺧرى ﻗد ﺗطرح ﺑﻌض اﻹﺷﻛﺎﻻت ﻛﺎﻟﻣﺣﺎﺑﺎة وﺑﻌض
اﻻﻧﺣراﻓﺎت اﻷﺧرى.
ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻋﺿوﯾﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ واﻟﻠﺟﻧﺔ،
وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾواﺟﻪ ﻋﻘوﺑﺔ ﻣن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟدول اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك
ﻣﺎ ﯾﺑررﻫﺎ.74
إن اﺧﺗﺻﺎص ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﺧﺗﯾﺎري ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟن ﯾﺷﻣل إﻻ
اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻗﺑﻠت ﺑﻪ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻘﺑل ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻠن ﯾﻠزﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻲء ،75ﻛﻣﺎ أن ﻗﺑول اﻟدول اﻷطراف ﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗد ﯾﻛون
دون ﻗﯾد أو ﺷرط أو ﯾﻛون ﻣﺷروط ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺛل ،أو ﻟﻣدة ﻣﺣددة ،أو ﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻣﺣددة.
أﻣﺎ اﻷﻓراد ﻓﻠﯾس ﻟﻬم ﺣق ﻋرض دﻋواﻫم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻠﯾس ﻟﻬم ﺣق
اﻟﻣﺛول أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻋرﺿت دﻋواﻫم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻟﺟﻧﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.76
إذاً ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﺣق اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻟﺗظﻠم ﻣﺑﺎﺷرة أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻫو ﺣق ﻣﺗﺎح
ﻟﻠﻔرد ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ أﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﻔرد ﻻ ﯾﺣظﻰ ﺑﻬذا اﻟﺣق ،وﻋن
أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻬﻲ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ وﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف.
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺧﺗﺻﺎص اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ
اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺷﺄن ﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أو أﯾﺔ ﻣﻌﺎﻫدات أﺧرى ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ
74
-أﻧظر ،اﺳود ﯾﺎﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .114
75
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .184
76
-أﻧظر ،اﺣﻣد واﻓﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .172
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب دوﻟﺔ ﻋﺿو ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ
ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟدول اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ً
أن ﺗزود ﺗﻠك اﻟدول ﺑﺂراء ﺣول ﻣدى اﻧﺳﺟﺎم أي ﻣن ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣﻊ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟدوﻟﯾﺔ
اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،77وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻶراء اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻌد ﻏﯾر ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻛن رﻏم
ذﻟك ﺗﺑﻘﻰ ﻟﻬﺎ ﻗﯾﻣﺔ أدﺑﯾﺔ ﻣﻌﺗﺑرة.
وﻛﺧﻼﺻﺔ ﻟﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻧﺗﻬﺎﻛﺎت ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻗد أﺻﺑﺣت ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﺟداً ﻓﻲ دول أﻣرﯾﻛﯾﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺈن ﻫذا اﻟواﻗﻊ ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﯾﻧﺎ
اﻟﻘول ﺑﺄن ﻫذﻩ اﻟدول ﺗﺣﺗرم اﻟﺗﻌﻬدات اﻟﺗﻲ ﻗطﻌﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻗد
أﺿﺣت ﻣﺟرد إﻋﻼن ﻧظري ﯾﻌدد ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ﻣن ﺑﺎب اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻬﺎ اﺳﻣﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل.78
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
ﻟﻘد ﺣﺎوﻟت اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ أن ﺗﻘﺗدي أﺛر اﻟدول اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺣداث آﻟﯾﺔ
إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺗﻛون ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﺣرﯾﺎﺗﻪ ،ﺣﯾث ﺗم إﻧﺷﺎء
اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗرار ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ رﻗم 2443ﻟﺳﻧﺔ ،196879
وﻛذا ﻣﺷروع اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻟذي ﺗم اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23ﻣﺎﯾو 2004
ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﻘﻣﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻋﺷر) (16ﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻛون
ﻣن دﯾﺑﺎﺟﺔ وﺛﻼﺛﺔ وﺧﻣﺳون ) (53ﻣﺎدة ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻧﺟد ﻣﺷروع ﻣﯾﺛﺎق ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
واﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،واﻟذي ﺗﻘدم ﺑﻪ ﻋدد ﻣن ﺧﺑراء اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن أﻫل اﻟﻔﻛر
واﻟﻘﺎﻧون ﺳﻧﺔ ،1986وﯾﺣﺗوي ﻫذا اﻟﻣﺷروع ﻋﻠﻰ 65ﻣﺎدة.
77
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 64ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
78
-أﻧظر ،ﺧﺿر ﺧﺿر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.170
79
-أﻧظر ،اﺳود ﯾﺎﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .65
أﻣﺎ ﻋن اﻟدور اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﺗﻠﻌﺑﻪ ﻫذﻩ آﻟﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
واﻟﺣرﯾﺎت ﻓﺈن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻪ ﺳﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﺷروع ﻣﯾﺛﺎق ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻟوطن
اﻟﻌرﺑﻲ ،واﻟذي ﺳﻧﻌﺎﻟﺟﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن)ﻓرع أول( ،واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن )ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
إن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺳﺗﻛون ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق إﻟﻰ طرﯾﻘﺔ ﺗﻛوﯾن ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ،ﺛم إﻟﻰ
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
إن ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﺗﺄﻟف ﻣن إﺣدى ﻋﺷر) (11ﻋﺿو وﻟﻛل دوﻟﺔ طرف اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗرﺷﯾﺢ
ﻣرﺷﺣﯾن أﺛﻧﯾن ﻓﻘط ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون أﺣد ﻫذﯾن اﻟﻣرﺷﺣﯾن ﻟﯾس ﻣن رﻋﺎﯾﺎ ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺿو،
وﺗﺗوﻟﻰ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﻫﻲ اﻷﺧرى ﻓﻲ ﻛل ﻗطر ﺑﺗرﺷﯾﺢ ﺷﺧص ﺛﺎﻟث ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ،ﻫذا
وﻋﻠﻰ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء أن ﺗراﻋﻲ ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻣرﺷﺣﯾﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺟب أن ﯾﺗﻣﺗﻌوا ﺑﺻﻔﺎت
ﺧﻠﻘﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ،وأن ﯾﻛون ﻣﺷﻬوداً ﻟﻬم ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻬﻣﺔ اﻧﺗﺧﺎب أﻋﺿﺎء ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﯾﺗوﻻﻫﺎ ﻣﻣﺛﻠو اﻷطراف ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراع
اﻟﺳري ﻓﻲ اﺟﺗﻣﺎع ﯾﻌﻘد ﻟﻬذﻩ اﻟﻐﺎﯾﺔ ،وذﻟك ﻣن ﺑﯾن ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﺗﺿﻣن أﺳﻣﺎء ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺷﺧﺎص
ﻋﻠﻰ أﻻ ﺗﺷﺗﻣل اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﻛﺛر ﻣن ﻋﺿو واﺣد ﻣن ﺟﻧﺳﯾﺔ واﺣدة ،وﺑﻣﺟرد اﻧﺗﺧﺎب ﻫؤﻻء
اﻷﻋﺿﺎء داﺧل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﯾﺻﺑﺣون ﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ﻋن ﺗﻠك اﻟدول اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﻠون ﺟﻧﺳﯾﺗﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ
ﻫذا ﻓﺈن ﻋﻣﻠﻬم ﯾﻛون ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣﺟﻣوع اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء.80
80
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 50ﻣن ﻣﺷروع ﻣﯾﺛﺎق ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ.
وﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ ﻋﻣل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل ﻋﺿو ﻣن
أﻋﺿﺎء ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ أن ﯾﺗﻌﻬد رﺳﻣﯾﺎً ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻠﻧﯾﺔ ﻣن أن ﯾﻘوم ﺑﻌﻣﻠﻪ ﺑﻛل ﺗﺟرد وﻧزاﻫﺔ،
أﻣﺎ ﻋن ﻣدة اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻓﻬﻲ أرﺑﻊ) (04ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ،81وﺑﺎﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻋﺑﺎرة "ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﺗﺟدﯾد" ﯾﻔﻬم ﻣﻧﻬﺎ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻌﺿو اﻟﻣﻧﺗﻬﯾﺔ وﻻﯾﺗﻪ ،أن ﯾﺗرﺷﺢ ﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣرات
ﻋدﯾدة دون ﺗﺣدﯾد ﻟﻌدد اﻟﻌﻬدات ،وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﻠو أراد واﺿﻌو ﻣﺷروع ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﺗﺣدﯾد ﻣدة
اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻟﺗﻣت ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﺑﺎرة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ :ﻣدة اﻟﻌﺿوﯾﺔ داﺧل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻫﻲ
أرﺑﻊ) (04ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﻣرة واﺣدة ﻓﻘط ،أو ﻣرﺗﯾن.
ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﻧرى أن ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺻﯾرة ﻧوﻋﺎً ﻣﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻛﺎن
ﯾﻔﺗرض أن ﺗﻛون ﺳﺗﺔ)ّ (06ﺳﻧوات ﻣﺛﻼ ،وﻫذا ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻛﺛر اﺳﺗﻘرار ﻟﻬؤﻻء اﻷﻋﺿﺎء
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣردودﻫم ﺑﻔﺿل اﻟﺧﺑرة اﻟﺗﻲ ﯾﻛﺗﺳﺑوﻧﻬﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣدة اﻟﻣﺗوﺳطﺔ وﻫو ﻣﺎ
ﺳﯾﻧﻌﻛس ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب ﻋﻠﻰ ﻣردودﻫم داﺧل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ.
ﻟﻬذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت،
ﻣﺛل اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻌزﯾز اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌب اﻟﻌرﺑﻲ وﺗﻌﻣﯾق اﻟوﻋﻲ ﺑﻬﺎ ﻟدى
اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺟﻣﯾﻊ وﻧﺷر اﻟوﺛﺎﺋق واﻟدراﺳﺎت واﻷﺑﺣﺎث ،وﺗﻧظﯾم اﻟﻧدوات
واﻟﻣؤﺗﻣراتٕ ،واﻋﻼﻧﻬﺎ ﺑﻛﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺎرﯾر
اﻟدورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻗﻌﻬﺎ اﻷطراف.82
أﻣﺎ ﻋن ﺣق اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﯾﻛون ﻟﻛل ﻣن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻟﺗﻘدم
ﺑﺑﻼﻏﺎت إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻧﺗﻬﺎﻛﺎت ﻋﺿو ﻣﺎ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
81
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 51ﻣن ﻣﺷروع ﻣﯾﺛﺎق ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ.
82
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 53ﻣن ﻣﺷروع ﻣﯾﺛﺎق ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ.
اﻟﻣﯾﺛﺎق ،وﯾﻣﻛن ﻟﻸﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﺣق رﻓﻊ ﺷﻛوى إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺗﻬك ﺣﻘوﻗﻬم
اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ،83ﻛﻣﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﺗﺧﺎذ ﻣﺎ ﺗراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻣن ﺗﻌﻠﯾﻘﺎت وﺗوﺻﯾﺎت
ﺗﺧطر ﺑﻬﺎ اﻷطراف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ.84
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺷﻛوى اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻗﺑول اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء،
ٕواﻧﻣﺎ ذﻟك اﻻﺧﺗﺻﺎص ﯾﺗرﺗب ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻧد اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾﺛﺎق.85
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذﻩ اﻵﻟﯾﺔ ﺳﺗﻛون ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﯾﺎن
ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﻟﻘد ﺣﺻر ﻣﺷروع ﻣﯾﺛﺎق ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،طرﯾﻘﺔ ﺗﻛوﯾن ﻫذﻩ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺛﻼث) (03ﻣواد 56،57 ،55ﻣن ﻫذا اﻟﻣﺷروع ،وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
ﺗﺗﻛون ﻣن ﺳﺑﻌﺔ ) (07ﻗﺿﺎة ﺣﯾث ﺗﻘوم ﻛل دوﻟﺔ طرف ﺑﺗرﺷﯾﺢ ﻋﺿوﯾن ،أﻣﺎ اﻟﻣرﺷﺢ اﻟﺛﺎﻟث
ﻓﺗﺗوﻟﻰ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﺗرﺷﯾﺣﻪ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛﺗﻣل اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﯾﺟري اﻧﺗﺧﺎب اﻟﻘﺿﺎة ﻣن ﺑﯾن أوﻟﺋك
اﻟﻣرﺷﺣﯾن ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراع اﻟﺳري ،ﻋﻠﻰ أﻻ ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ اﻟواﺣدة ﻣﻣﺛﻠﺔ ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﻋﺿو،
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣدة ﻋﺿوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء داﺧل ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻬﻲ ﺳﺗﺔ) (06ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد.
83
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .190
84
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 54ﻣن ﻣﺷروع ﻣﯾﺛﺎق ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ.
85
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .190
ﺛﺎﻧﯾﺎً /اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
إن ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻌﻬﺎ طرف ﺿد طرف آﺧر ﺑﻌد
ﻣﺿﻲ ﻣدة ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ادﻋﺎﺋﻪ إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ وﻫذا ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﺎ إذا ﻟم ﺗﺗوﺻل اﻟﻠﺟﻧﺔ إﻟﻰ ﺣل
ﯾرﺗﺿﯾﻪ اﻷطراف ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﺷﻛﺎوى اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺗﻲ ﺗﺗم إﺣﺎﻟﺗﻬﺎ
إﻟﯾﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﻠﺟﻧﺔ ،وذﻟك ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣل ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﺎ
ﺳﺑق ﻧﺟد أن ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﺧﺗﺻﺎص اﺳﺗﺷﺎري ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾم اﻵراء اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ
ﺑﺧﺻوص ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﯾﺛﺎق وﺗﺣدﯾد اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟدول اﻷطراف ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻷطراف واﻟﻬﯾﺋﺎت
اﻟﺗﻲ ﯾؤذن ﻟﻬﺎ ﺑذﻟك.86
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ
إن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻟم ﺗﺄﺗﻲ ﻣن ﻓراغ ٕواﻧﻣﺎ ﺟﺎءت اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟذﻟك
اﻟواﻗﻊ اﻹﻓرﯾﻘﻲ اﻟﻣﻧﻬك ﻣن ﺑطش وﺟﺑروت اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر ،ﻓﺿﻼً ﻋن أﻧظﻣﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻔت
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر ،واﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺟﻬزة ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ،أو ﯾﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﺳﻛرﯾون أو
دﯾﻛﺗﺎﺗورﯾون ،ﻣﻣﺎ ﺳﺎﻫم إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد ﻓﻲ ﺗﻬﻣﯾش ﺣﻘوق اﻷﻓراد وﺣرﯾﺎﺗﻬم ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق
ﻓﻘد ﻛﺎن ﻟظﻬور اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن أﺛرﻫﺎ اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺑروز اﻟﺣﺎﺟﺔ
إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻧظﯾم اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺎرة اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ،واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ
اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌب.
اﻧطﻼﻗﺎً ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذﻩ اﻵﻟﯾﺔ ﺳﺗﻛون ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣﺿﻣون ﻫذا
اﻟﻣﯾﺛﺎق)ﻓرع أول( ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾم ﻧﺻوص ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق)ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ( ،وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﺳﻧﺗطرق
86
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 58ﻣن ﻣﺷروع ﻣﯾﺛﺎق ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ.
إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﺟﻬﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﻣﺳﻧد ﻟﻬﺎ ﻣﻬﻣﺔ
ﺿﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت)ﻓرع ﺛﺎﻟث(.
اﻟﻔرع اﻷول
إن اﻟﻘﺎرة اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻘﺎرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻷورﺑﯾﺔ ،ﻗد ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،واﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﺣرﯾﺎﺗﻪ
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،87وﻣﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق أﻧﻪ ﻛﺎن ﻧﺗﺎج ﺑﯾﺋﺗﻪ ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻗد ﻋرف ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺟﻬﺎت ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌد اﻟﺳﺑﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﺟﺎل ،ﻟﻛن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟوا ﺿﻌوا ﻧﺻوص ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻟم ﯾرﯾدوا أن ﯾﺳﺗوردوﻩ ﺟﺎﻫ اًز ،وﻋﻠﻰ
ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﻘد أﺧذوا ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎرﻫم اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﻘﯾم اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ﻣﺻدر إﻟﻬﺎم ﻟﻔﻛرﻫم ﺣول ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.88
وﻗد واﻓق ﻣؤﺗﻣر اﻟﻘﻣﺔ اﻷﻓرﯾﻘﻲ اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر اﻟﻣﻧﻌﻘد ﻓﻲ ﻧﯾروﺑﻲ ﺳﻧﺔ 1981ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾﺛﺎق
اﻹﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب ،ودﺧل ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺳﻧﺔ ،1986وﻗد ﺻﺎدﻗت
ﻋﻠﯾﻪ 45دوﻟﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع 52دوﻟﺔ أﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
وﻋن ﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم 37/87اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
03ﻓﺑراﯾر 1987اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ رﻗم 06ﺑﺗﺎرﯾﺦ 04ﻓﺑراﯾر ،1987إن ﻫذﻩ
اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻟم ﺗﺄﺗﻲ ﻣن ﻓراغ ٕواﻧﻣﺎ ﺟﺎءت ﻣن ﻣﻧطﻠق اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﺟﻐراﻓﻲ ،واﻟﻣﺻﯾر اﻟﻣﺷﺗرك،
وﻛذا اﻟﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ دول ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ،وﻫو ﻣﺎ أﻛد ﻋﻠﯾﻪ
87
-أﻧظر ،اﺳود ﯾﺎﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .33
88
-أﻧظر ،اﺳود ﯾﺎﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .35
اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﻘرة 19ﻣن دﯾﺑﺎﺟﺔ دﺳﺗور ،199689واﻟﺗﻲ ﻧﺻت
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":إن اﻟﺟزاﺋر أرض اﻹﺳﻼم ،وﺟزء ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻛﺑﯾر ،وارض
ﻋرﺑﯾﺔ ،وﺑﻼد ﻣﺗوﺳطﯾﺔ ٕواﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺗﻌﺗز ﺑﺈﺷﻌﺎع ﺛورﺗﻬﺎ ﺛورة أول ﻧوﻓﻣﺑر ،وﯾﺷرﻓﻬﺎ اﻻﺣﺗرام اﻟذي
أﺣرزﺗﻪ ،وﻋرﻓت ﻛﯾف ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻬﺎ إزاء ﻛل اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم.
ﻋﻣوﻣﺎً ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﯾﺗﺄﻟف ﻣن دﯾﺑﺎﺟﺔ وﺛﻣﺎن وﺳﺗﯾن) (68ﻣﺎدة ،ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟدﯾﺑﺎﺟﺔ ﻫذا
اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻓﻘد أﻛدت أن اﻟﺣرﯾﺔ واﻟﻣﺳﺎواة واﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻛراﻣﺔ أﻫداف ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗطﻠﻌﺎت
اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻠﺷﻌوب اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗؤﻛد ﻫذﻩ اﻟدﯾﺑﺎﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﺷﻌوب اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ
اﻻﺳﺗﻘﻼل ،وﺗﺻﻔﯾﺔ ﻗواﻋد اﻟﻌدوان اﻟﻌﺳﻛري اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،واﻟﺗﺄﻛﯾد ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺗﺿﺎﻓر
اﻟﺟﻬود ﻟﺗوﻓﯾر ظروف ﺣﯾﺎة أﻓﺿل ﻟﺷﻌوب اﻟﻘﺎرة.
أﻣﺎ اﻟﻔﻘرة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ) (05ﻣن دﯾﺑﺎﺟﺔ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻓﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ ﺿرورة أن ﯾﻛون ﻣﻔﻬوم
اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ﻧﺗﺎج اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ؛ أي أن ﯾﻛون ﻧﺎﺑﻌﺎً ﻣن ﺗﻘﺎﻟﯾدﻧﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،وﻗﯾﻣﻧﺎ
اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ.
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﻘرة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ) (07ﻣن ﻫذﻩ اﻟدﯾﺑﺎﺟﺔ ﻓﻘد ذﻛرت أن اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت
ﯾﻘﺗﺿﻲ أن ﯾﻧﻬض ﻛل ﻓرد ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻓﺻﻠﻬﺎ ﻋن اﻟﺣﻘوق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،وان اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ﻟن ﯾﺗﺄﺗﻰ إﻻ ﺑﺗوﻓر اﻟﺣﻘوق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻣﺎ وﺟﻬﺎن ﻟﻌﻣﻠﺔ
واﺣدة ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﺻﻠﻬﻣﺎ ﻋن ﺑﻌﺿﻬﻣﺎ اﻟﺑﻌض ،ﻛﺎﻟﺳﺑب واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ،واﻟواﻗﻊ أن اﻟﻔرد اﻟﺟوﻋﺎن
ﻟن ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻛﺗب ﻣﻘﺎل أو أن ﯾﻌﺑر ﻋن رأي ﺑﺄي طرﯾﻘﺔ ﻣن اﻟطرق.
89
-أﻧظر ،دﺳﺗور ،1996اﻟﻣﻌدل ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 01/16اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 06ﻣﺎرس )2016ج.ر( رﻗم 14اﻟﻣؤرﺧﺔ
ﻓﻲ
07ﻣﺎرس .2016
ﻓﺿﻼً ﻋﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈن اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ) (08ﻣن ﻫذﻩ اﻟدﯾﺑﺎﺟﺔ ﺗؤﻛد اﻟﺗزام اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء
ﺑوﺟوب اﻟﻌﻣل واﻟﺳﻌﻲ ﻣن أﺟل ﺗﺣرﯾر ﻛﺎﻣل اﻟﻘﺎرة اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻣن ﻛل أﺷﻛﺎل اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر
واﻟﻔﺻل اﻟﻌﻧﺻري ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻔرﻗﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس اﻟﻌﻧﺻر أو اﻟﻌرق أو اﻟﻠون أو اﻟﺟﻧس أو اﻟﻠﻐﺔ أو اﻟدﯾن أو اﻟرأي اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﻔﻲ ﺧﺗﺎم ﻫذﻩ اﻟدﯾﺑﺎﺟﺔ ﺗم ﺗﺄﻛﯾد اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق
ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺗﻣﺳﻛﻬم ﺑﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب ﻛﻣﺎ ﺟﺎءت ﻓﻲ وﺛﺎﺋق دوﻟﯾﺔ ﻣﺗﻌددة.
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣواد ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻓﻘد وزﻋت إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺟزاء اﻟﺟزء اﻷول ﻣﻧﻬﺎ ﯾﺗﺿﻣن
اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت ،وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﻓﺈن ﻣن أﻫم اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟزء ﻣن
اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻧﺟد اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣﺛل اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون ،وﺣق اﺣﺗرام ﺣﯾﺎة اﻷﻓراد،
واﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣرﯾﺔ واﻷﻣن اﻟﺷﺧﺻﻲ ،وﺣرﯾﺔ اﻟﻌﻘﯾدة ،اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ أﺷﻛﺎل
اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻌﻧﺻري ،اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،واﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ ،وﺣق اﻟﺗﻧﻘل
واﻹﻗﺎﻣﺔ ،واﻟﺣق ﻓﻲ ﻣﻐﺎدرة اﻟدوﻟﺔ واﻟﻌودة إﻟﯾﻬﺎ ،ﺣق اﻟﻠﺟوء ،ﺣظر طرد اﻷﺟﺎﻧبٕ .واﻟﻰ
ﺟﺎﻧب ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﺣﻘوق ﻧﺟد اﻟﺣﻘوق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻛﺎﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻣﻠك ،واﻟﺣق
ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،وﺿﻣﺎن ﺣق اﻟﺗﻌﻠﯾم ،واﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﺷﺗراك ﺑﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ،
واﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﺎﻟﺔ ﺻﺣﯾﺔ ﺟﯾدة ،وﺣق اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،وﺣﻘوق اﻷطﻔﺎل وﻛﺑﺎر اﻟﺳن
واﻟﻣﻌوﻗﯾن.90
أﻣﺎ ﻋن اﻟواﺟﺑﺎت ،إذا ﻛﺎن اﻟﺑﺎب اﻷول ﻣن ﻫذا اﻟﺟزء ﻗد أﺷﺎر إﻟﻰ اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن
ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻷﻓراد ،ﻓﺈن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻫذا اﻟﺟزء ﻗد ﺗﻧﺎول اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد،
ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﻣن ﺣق إﻻ وﯾﻘﺎﺑﻠﻪ واﺟب ،وﻣن ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣت اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ ﻧﺟد،
90
-أﻧظر ،اﻟﻣواد ﻣن 01إﻟﻰ 26ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب ﻟﺳﻧﺔ .1981
واﺟب اﻟﻔرد ﻧﺣو أﺳرﺗﻪ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﺳﺟﺎﻣﻬﺎ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺎﺳﻛﻬﺎ،
واﺣﺗراﻣﻬﺎ ،ﻣﻊ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﺣﺗرام اﻟواﻟدﯾن ٕواطﻌﺎﻣﻬﻣﺎ وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬﻣﺎ ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ.91
ﻓﺿﻼً ﻋﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺟد ﻛذﻟك واﺟب اﻟﻔرد ﻧﺣو ﻣﺟﺗﻣﻌﻪ ،وﻫذا ﻣن ﺧﻼل ﺗوظﯾف ﻛل
ﻗدراﺗﻪ وﻣﻬﺎراﺗﻪ اﻟذﻫﻧﯾﺔ واﻟﺑدﻧﯾﺔ ﻟﺧدﻣﺗﻪ ،92إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻫﻧﺎك واﺟب اﻟﻔرد ﻧﺣو دوﻟﺗﻪ ،ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ أﻣن واﺳﺗﻘرار اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣل ﺟﻧﺳﺗﻬﺎ ﺑﻌدم ﺗﻌرﯾﺿﺎ ﻟﻠﺧطر ،وﻛذا
اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺣﻣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،واﻻﻧﺳﺟﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ،واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘوﯾﺔ
ﻣﻧﺎﻋﺔ اﻟدوﻟﺔ وﺑﺎﻟﺧﺻوص ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺗﻬدﯾد اﻟﺗﺿﺎﻣن واﻻﻧﺳﺟﺎم اﻟوطﻧﻲ ،واﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟدوﻟﺔ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟظروف اﻟﺧطﯾرة اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻬدد ﻛﯾﺎﻧﻬﺎ ﻣﺛل ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻷﻓراد ﻛذﻟك وﺟوب دﻓﻊ اﻟﺿراﺋب وأداء اﻟﺧدﻣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ.93
وﻣﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟواﺟﺑﺎت ﻟم ﯾﺳﺑق وأن ﺗم اﻟﺗطرق إﻟﯾﻪ ﻓﻲ
اﻟﻣواﺛﯾق واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻹﺷﺎرة ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟواﺟﺑﺎت ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻹﻓرﯾﻘﻲ ﺗﻌﺗﺑر إﺿﺎﻓﺔ ﻧوﻋﯾﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﺑﯾﺋﺔ
اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ،ودﯾن ﻣﻌظم دوﻟﻬﺎ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺣﻧﯾف اﻟذي ﯾﺣث ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام اﻟواﻟدﯾن وﺑرﻫﻣﺎ.
أﻣﺎ ﻋن اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻣواد ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻓﻘد اﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن وﺗﻧظﯾم اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب ،واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎٕ ،واﺟراءاﺗﻬﺎ ،واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ،94وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذا اﻟﺟزء ﺳﻧﻘف ﻋﻧدﻩ ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﺷرح ﻓﻲ إﺣدى اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻣن
ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ.
91
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 1/29ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب ﻟﺳﻧﺔ .1981
92
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 2/29ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب ﻟﺳﻧﺔ .1981
93
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 6، 5 ،4 ،2،3/29ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب ﻟﺳﻧﺔ .1981
94
-أﻧظر ،اﻟﻣواد ﻣن 30إﻟﻰ 63ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب ﻟﺳﻧﺔ .1981
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟزء اﻷﺧﯾر ﻣن ﻣواد ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ،ﻓﻘد ﺗﺿﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻻﻫﺎ
اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺟزء ﯾﺣدد اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﻧﻔﺎذﻫﺎ وﺗﺻدﯾﻘﻬﺎ واﻟﺑروﺗوﻛوﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺿﺎف إﻟﯾﻬﺎ ،وﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ.95
إذاً ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻻ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن
ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻹﻋﻼﻧﺎت واﻟﻣواﺛﯾق اﻟدوﻟﯾﺔ اﻷﺧرى.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻘد ﺗﻣﯾز اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻣواﺛﯾق اﻷﺧرى ،وذﻟك ﻻﻋﺗراﻓﻪ ﺑﻔﺋﺔ ﺟدﯾدة ﻣن
اﻟﺣﻘوق واﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﺣﻘوق اﻟﺗﺿﺎﻣن أو ﺣﻘوق اﻟﺟﯾل اﻟﺛﺎﻟث ،ﻛﺣق اﻟﺷﻌوب ﻓﻲ اﻟوﺟود وﻓﻲ
ﺗﻘرﯾر ﻣﺻﯾرﻫﺎ ،وﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﺑﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﺛرواﺗﻬﺎ ،وﻣواردﻫﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،وﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﺳﻼم ،وﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ ﻣرﺿﯾﺔ وﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺗﻧﻣﯾﺗﻬﺎ.96
وﻣﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻹﻓرﯾﻘﻲ رﻏم أﻫﻣﯾﺗﻪ إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﯾرﻗﻰ إﻟﻰ ﻣﺻﺎف
اﻟﻣﯾﺛﺎﻗﯾن اﻷورﺑﻲ واﻷﻣرﯾﻛﻲ ،وﻫذا ﻷن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻹﻓرﯾﻘﻲ ﯾﺗﺿﻣن أداة وﺣﯾدة ﺗﺗوﻟﻰ ﻣﻬﻣﺔ
رﺻد ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو ﯾﺧﻠو ﻣن إﻧﺷﺎء ﻣﺣﻛﻣﺔ أﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،وﻋﻠﻰ
ﻫذا ﻓﺈن ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺗﻛون ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ودﯾﺔ ﻻ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﺿﻌف اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗزام اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ إزاء ﻣوﺿوﻋﺎت ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.97
95
-أﻧظر ،اﻟﻣواد ﻣن 64إﻟﻰ 68ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب ﻟﺳﻧﺔ .1981
96
-أﻧظر ،ﻣﺎزن ﻟﯾﻠوي راﺿﻲ و ﺣﯾدر أدﻫم ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .305
97
-أﻧظر ،اﻟطﺎﻫر ﺑن ﺧرف اﷲ ،ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،اﻟﺟزء ،01طﺎﻛﺳﯾﺞ .ﻛوم ،اﻟﺟزاﺋر،
اﻟطﺑﻌﺔ
وﻣﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻧﺻوص ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق أن ﺑﻌض اﻟﺣﻘوق ﻛﺎﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻗد ﺟﺎء دون ﻗﯾد ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻛﺎر وﻧﺷرﻫﺎ ،ﻫو
ﺣق ﻣﺳﻣوح ﺑﻪ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻫو ﺧﻠوﻩ ﻣن ﻧﺻوص ﺗﺟﯾز ﺗﻌطﯾل ﺿﻣﺎن ﺑﻌض اﻟﺣﻘوق ﻷﺳﺑﺎب طﺎرﺋﺔ.98
وﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﺗﻲ وﺟﻬت ﻛذﻟك إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق اﺗﺳﺎع ﻣﺣﺗواﻩ اﻟﻣوﺿوﻋﻲ واﻟذي
اﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق ﻟﻺﻧﺳﺎن وأﺧرى ﻟﻠﺷﻌوب ،وﺣﻘوق ﻣدﻧﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﺣﻘوق اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﯾزة ﻟﻛل ﻓﺋﺔ ﻣن ﻓﺋﺎت ﻫذﻩ
اﻟﺣﻘوق ﻛﺎﻧت ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺗﺧﺻﯾص وﺛﯾﻘﺔ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﻟﻛل ﻓﺋﺔ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈن اﺗﺳﺎع
اﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻟﻬذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻗد أﺿﻌف ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ،وﺟﻌﻠﻪ أﺷﺑﻪ ﺑﺈﻋﻼن
ﻟﻠﺣﻘوق.99
وﻣﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻛذﻟك ﻫو ﺗرﻛﯾز اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻟﻌﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣﺿرﯾﺔ،
ٕواﻫﻣﺎل اﻟﻣﻧﺎطق اﻟرﯾﻔﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺗﻘﺷﻲ اﻷﻣﯾﺔ وارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻﺗﻬﺎ ،ﻟذﻟك ﻓﺎﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎطق ﻟﯾﺳت ﻟدﯾﻬم أدﻧﻰ ﻓﻛرة ﻋن اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﻛﻔﻠﻬﺎ ﻟﻬم اﻟﻣﯾﺛﺎق.100
ورﻏم أن ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻗد ﺟﺎء ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ،واﺣﺗواﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺋﺔ
ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺳﺑق أن ﺗﻣت اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواﺛﯾق اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،وﻣرور
ﻣدة زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ،ودﺧوﻟﻪ ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،إﻻ أن
98
-أﻧظر ،ﻣﺎزن ﻟﯾﻠوي راﺿﻲ و ﺣﯾدر أدﻫم ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .304
99
-أﻧظر ،اﺳود ﯾﺎﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .37
100
-أﻧظر ،ﻋﻣران ﻗﺎﺳﻲ ،اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻣواطن وآﻟﯾﺎت ﺿﻣﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﺗﻌدﯾل
اﻟدﺳﺗوري ﻟﻌﺎم ،1996رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑن ﻋﻛﻧون ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2002 – 2001 ،ص .194
اﻟﻔﺎرق ﻻ ﯾزال ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾق ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺎرة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ،ﻓﻣﻌظم اﻟدول
اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن أﻻ ﺣرﯾﺔ ،واﻟﻐﯾﺎب اﻟﺷﺑﻪ اﻟﺗﺎم ﻟﻠدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ،وﻟﻌل
اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك إﻧﻣﺎ ﯾﻌزى ﻓﻲ اﻷﺳﺎس إﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻬﺎﺋل ﻓﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻷﻣﯾﺔ واﻟﺟﻬل،
وﻏﯾﺎب اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟواﻋﻲ اﻟﻣﺳﺗﻧﯾر واﻟﻔﻌﺎل ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻘﺑﺿﺔ اﻟﺣدﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم
ﺑﻬﺎ ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟدول اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﻟﻘد ﺗﺄﺳﺳت ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 30ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻹﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
واﻟﺷﻌوب ،أﻣﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻠم ﺗﺗم اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ ﺿﻣن ﻧﺻوص ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ،ﻟﻬذا ﻓﺈن دراﺳﺗﻧﺎ
ﺳﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻘط ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺗﺷﻛﯾﻠﻬﺎ ،وﺷروط ﻗﺑول اﻟﺷﻛوى،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
101
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 1/31ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
اﻟوﺣدة اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ،وﯾﻛون ذﻟك اﻻﻧﺗﺧﺎب ﻣن ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء ﺗرﺷﺢ ﻛل دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء
ﺷﺧﺻﯾن ،102وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻘدم إﺣدى اﻟدول ﺑﻣرﺷﺣﯾن اﺛﻧﯾن ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﺣدﻫﻣﺎ ﻣن ﻏﯾر
ﻣواطﻧﯾﻬﺎ ،103ﻟﻛن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻣﺛﯾل ﻓﺈن اﻟدوﻟﺔ ﺗﻛون ﻣﻣﺛﻠﺔ ﺑﻌﺿو واﺣد ﻓﻘط ،وﺑﻣﺟرد اﻧﺗﺧﺎب
ﻫؤﻻء اﻷﻋﺿﺎء داﺧل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻋﻼﻗﺗﻬم ﺑﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﻠون ﺟﻧﺳﯾﺗﻬﺎ؛ أي أﻧﻬم
ﯾزاوﻟون ﻋﻣﻠﻬم ﺑﺻﻔﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻟﯾس ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﻠون ﺟﻧﺳﯾﺗﻬﺎ.104
اﻧطﻼﻗﺎً ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺟد أن آﻟﯾﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﺗﻲ ﺗم اﺷﺗراطﻬﺎ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻹﺳﻧﺎد ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ
ﻟﻸﻋﺿﺎء ،واﺳﺗﻘﻼل ﻫؤﻻء اﻷﻋﺿﺎء ﻋن اﻟدول اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﻠون ﺟﻧﺳﯾﺗﻬﺎ ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق
اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ واﻟﺣﯾﺎد ،وﻫو ﻣﺎ ﺳﯾﻧﻌﻛس ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب ﻋﻠﻰ ﻋﻣل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ذﻟك وﻣن أﺟل ﺗﻛرﯾس ﻣﺑدأ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ ﺗم ﺗﺧﺻﯾص ﻣﻛﺎﻓﺂت واﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻷﻋﺿﺎء ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ.105
أﻣﺎ ﻋن ﻣدة اﻟﻌﺿوﯾﺔ داﺧل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻬﻲ ﺳﺗﺔ) (06ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﻣرة واﺣدة
ﻓﻘط ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻓﺗرة ﻋﻣل أرﺑﻌﺔ ﻣن اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﯾن ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻷوﻟﻰ ﺑﻌد
ﻋﺎﻣﯾن ،وﺗﻧﺗﻬﻲ ﻓﺗرة ﻋﻣل ﺛﻼﺛﺔ آﺧرﯾن ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ أرﺑﻊ ﺳﻧوات ،106ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣدة ﻧرى
أﻧﻬﺎ ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻓﻼ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻘﺻﯾرة اﻟﺗﻲ ﺑﻣﺟرد ﻣﺎ أن ﯾﻛﺗﺳب اﻟﻌﺿو اﻟﺧﺑرة اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﻪ
ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻣدة ﻋﺿوﯾﺗﻪ ،اﻷﻣر اﻟذي ﺳﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﻣردود اﻟﻠﺟﻧﺔ ،وﻻ ﻫﻲ ﺑﺎﻟطوﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد
ﺗؤدي إﻟﻰ اﻧﺣراف واﺳﺗﺑداد اﻷﻋﺿﺎء ﺑﻌﻣﻠﻬم داﺧل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺳﯾﻔﻘد ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻧزاﻫﺗﻬﺎ
102
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .186
103
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 34ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
104
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 2/31ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
105
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 44ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
106
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 36ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
وﺣﯾﺎدﻫﺎ .ﺗﺗوﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﻬﻣﺔ اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾﺳﻬﺎ وﻧﺎﺋﺑﻪ ﻣن ﺑﯾن أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ وﻟﻣدة ﻋﺎﻣﯾن ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﺗﺟدﯾد.107
ﯾﻌد اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣرﺷﺣﯾن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗرﺗﯾب اﻷﺑﺟدي،
وﯾرﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ رؤﺳﺎء اﻟدول واﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻗﺑل ﺷﻬر ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺟراء اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت،108
وﺗﻛون اﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ﺑﺣﺿور ﺳﺑﻌﺔ أﻋﺿﺎء ،وﻋﻧد ﺗﻌﺎدل اﻷﺻوات ﯾرﺟﺢ
ﺻوت اﻟرﺋﯾس.109
وﻣن أﺟل ﺗﻔرغ ﻫؤﻻء اﻷﻋﺿﺎء ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑوظﯾﻔﺗﻬم ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ ﺗم ﻣﻧﺣﻬم اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ
اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎزات واﻟﺣﺻﺎﻧﺔ
اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ.110
أﻣﺎ ﻋن ﺣق اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﯾﻣﻛن ﻷي دوﻟﺔ طرف ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ،اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ
ﻋن اﻧﺗﻬﺎك ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻟواﻗﻊ ﻣن ﻗﺑل دوﻟﺔ أﺧرى طرف ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ،وﻫذا ﻣن ﺧﻼل
ﻟﻔت ﻧظر اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﺗدﯾﺔ ﻛﺗﺎﺑﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﺗﻘوم ﺑﺗوﺟﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ أﯾﺿﺎ إﻟﻰ اﻷﻣﯾن
اﻟﻌﺎم ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔٕ ،واﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﻠﺟﻧﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﺗﻲ وﺟﻬت إﻟﯾﻬﺎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ
ﺗﻘدﯾم ﺗوﺿﯾﺣﺎت ﺣول ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﻼﻣﻬﺎ
ﻟﻠرﺳﺎﻟﺔ.111
107
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 42ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
108
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 35ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
109
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 4/3/42ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
110
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 43ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
111
-أﻧظر ،ﻧﺻوص اﻟﻣواد 47و 49ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﻸﻓراد واﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻏﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻛذﻟك ﺣق اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ ،وأن
ﯾﻌرﺿوا ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺷﻛواﻫم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻧﺗﻬﺎك ﺣﻘوﻗﻬم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣن طرف إﺣدى اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء
ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺛﺎق.112
ﺛﺎﻧﯾﺎً /ﺷروط ﻗﺑول اﻟﺷﻛوى أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب
ﯾﺟب اﺳﺗﻧﻔﺎذ ﻛل وﺳﺎﺋل اﻷﻧﺻﺎف اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻋدم إطﺎﻟﺔ إﺟراءات اﻟﻧظر
ﻟﻣدة ﻏﯾر ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺷﻛو ﻣﻧﻬﺎ ،ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﺎ ﺛﺑت أن ﻫﻧﺎك ﺗﻘﺎﻋس ﻣن
طرف اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺷﻛو ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺧﺻوص اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺷﻛوى اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻧﺔ ﻗﺑول
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺷﻛوى اﻟﻣﻌروﺿﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ.113
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أﻻ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺷﻛوى ﻣﺟﻬوﻟﺔ اﻟﻣﺻدر ،وذﻟك ﺑذﻛر ﻛل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣرﺳل اﻟﺷﻛوى اﺳﻣﻪ وﻟﻘﺑﻪ وﻣوطن إﻗﺎﻣﺗﻪ...اﻟﺦ ،114وأﻻ ﺗﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟﺷﻛوى
أﻟﻔﺎظﺎ ﻧﺎﺑﯾﺔ ،أو ﻣﺳﯾﺋﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،أو ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ ،أو ﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ،115زﯾﺎدة
ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﺟب أن ﺗﻘدم ﻫذﻩ اﻟﺷﻛوى إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﻧﻔﺎذ
طرق اﻟطﻌن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،أو ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟذي ﺣددﺗﻪ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻟﺑدأ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ،وﻟﻌل
اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﺷرط ﻫﻲ ﺳد اﻟﺑﺎب أﻣﺎم اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻛﯾدﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻟو ﻛﺎن ﻫﻧﺎك
ﺿرر ﻓﻌﻠﻲ ﯾﻘﻊ ﺑﺎﻟﺿﺣﯾﺔ ﺳﯾﻠﺟﺄ ﻣﺗظﻠﻣﺎً أﻣﺎم ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد اﺳﺗﻧﻔﺎذ طرق اﻟطﻌن
اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،أﻣﺎ ﺑﻌد ﻣرور ﻣدة زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻧﻔﺎذ طرق اﻹﻧﺻﺎف اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،وﻣن ﺛم
112
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.187
113
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 50ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
114
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 1/56ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
115
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 4/56ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
ﻋرض اﻟﺷﻛوى ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻬذا أﻣر ﯾطرح اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﯾﺟب
أﻻ ﺗﻛون اﻟﺷﻛوى اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻗد ﺳﺑق وأن ﻋرﺿت ﻋﻠﯾﻬﺎ.
وﻣﻣﺎ ﺗﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻻ ﺗﻠزم أﺣد ،وﺑﻬذا ﻓﺈن اﻟﺷﻛوى ﻻ ﺗﻌدو
أن ﺗﻛون ﻣﺻدر ﻣﻌﻠوﻣﺎت ،ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣواﻗف ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻧﺗﻬﺎك ﻟﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن.116
وﻫذا ﻣن ﺧﻼل ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺛﺎﺋق ٕواﺟراء اﻟدراﺳﺎت واﻟﺑﺣوث ﺣول اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم اﻟﻧدوات واﻟﺣﻠﻘﺎت اﻟدراﺳﯾﺔ واﻟﻣؤﺗﻣرات
وﻧﺷر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﺷﻌوب ،وﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺷورة ،ورﻓﻊ اﻟﺗوﺻﯾﺎت
إﻟﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻋﻧد اﻟﺿرورة ،وﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﻛذﻟك ﺻﯾﺎﻏﺔ ووﺿﻊ اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ
ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺣل اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب ،واﻟﺣرﯾﺎت
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﻛون أﺳﺎﺳﺎً ﻟﺳن اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ،وﻣن
ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ أﯾﺿﺎ اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﺳﺎﺋر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ أو اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﻬوض ﺑﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب وﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ.117
116
-أﻧظر ،ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .187
117
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 1/45ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺟد ﻣن ﺑﯾن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗرﻗﯾﺔ ﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن ،ﺿﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب طﺑﻘﺎً ﻟﻠﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق،
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب دوﻟﺔ طرف أو إﺣدى ﻣؤﺳﺳﺎت
وﺗﻔﺳﯾر ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟواردة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ً
ﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ أو ﻣﻧظﻣﺔ ﺗﻌﺗرف ﺑﻬﺎ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ،وﻛذا اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﻣﻬﺎم
أﺧرى ﻗد ﯾوﻛﻠﻬﺎ إﻟﯾﻬﺎ ﻣؤﺗﻣر رؤﺳﺎء اﻟدول واﻟﺣﻛوﻣﺎت.118
إن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺳﺗﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻟﺷﻛﺎوى اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﻘدم ﺑﻬﺎ اﻟدول اﻷطراف ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺛﺎق ،وﺗﻠك اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن طرف اﻷﻓراد واﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻏﯾر
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،وﻫذا ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﺣﯾث أﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻟدى دوﻟﺔ طرف ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق أﺳﺑﺎب ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻟﻼﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄن
دوﻟﺔ أﺧرى طرﻓﺎ ﻓﯾﻪ ﻗد اﻧﺗﻬﻛت أﺣﻛﺎﻣﻪ ،ﻓﻠﻬﺎ أن ﺗﻠﻔت ﻧظرﻫﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﺟﯾﻪ رﺳﺎﻟﺔ ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ،
وﺗوﺟﻪ ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ أﯾﺿﺎ إﻟﻰ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔٕ ،واﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﻠﺟﻧﺔ،
وﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ وﺟﻬت إﻟﯾﻬﺎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﺗﻘدﯾم ﺗوﺿﯾﺣﺎت ﺣول ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻻ
ﺗﺗﺟﺎوز ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﻼﻣﻬﺎ اﻟرﺳﺎﻟﺔٕ .119واذا ﻟم ﺗﺗم ﺗﺳوﯾﺔ اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﺧﻼل ﻫذﻩ
اﻟﻣدة ﻋن طرﯾق اﻟوﺳﺎﺋل اﻟودﯾﺔ ،ﯾﺣق ﻟﻛل ﻣن اﻟدوﻟﺗﯾن ﻋرض ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ
ﺑﺈﺑﻼغ رﺋﯾﺳﻬﺎٕ ،واﺧطﺎر اﻟدوﻟﺔ اﻷﺧرى اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،واﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ.120
118
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة ،4 ،3 ،2/45ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
119
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 47ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
120
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 48ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻷي دوﻟﺔ طرﻓﺎً ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أن ﺗﺗﻘدم ﺑﺷﻛوى
ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔٕ ،واﻟﻰ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ،واﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،وﻫذا ﻓﻲ ﺣﺎل
ﻣﺎ إذا ﺗوﻓرت ﻟدﯾﻬﺎ ﻗﻧﺎﻋﺔ ﺑﺄن إﺣدى اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻗد ﻗﺎﻣت ﺑﺎﻧﺗﻬﺎﻛﻬﺎ ﻹﺣدى
ﻣوادﻩ.121
وﻣﻣﺎ ﻫو ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ،أن اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض
ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻻ ﺑﻌد اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﺳﺗﻧﻔﺎذ ﻛل وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺻﺎف اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﯾﺟب أﻻ
ﺗﻛون إﺟراءات اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺷﻛوى ﻗد طﺎل أﻣدﻫﺎ ﻟﻣدة ﻏﯾر ﻣﻌﻘوﻟﺔ ،122ﻫذا وﯾﺟوز ﻟﻠﺟﻧﺔ أن
ﺗطﻠب ﻣن طرﻓﻲ اﻟﻧزاع أو أي ﻣﺻدر أﺧر ﺗزوﯾدﻫﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ذات ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع.123
وﺑﻌد ﺣﺻول اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،واﺳﺗﻧﻔﺎذ ﻛل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠوﺻول
إﻟﻰ ﺣل ودي ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب ،ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﻬﻣﺔ إﻋداد ﺗﻘرﯾر
ﺗﺳرد ﻓﯾﻪ ﻛل اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ،وﯾﺗم إﻋداد ﻫذا اﻟﺗﻘرﯾر ﻓﻲ ﻣدة ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻣن
ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺧطﺎر ،ﺛم ﯾﺣﺎل إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،وﯾرﻓﻊ ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر رؤﺳﺎء اﻟدول واﻟﺣﻛوﻣﺎت.124
ﯾﺗوﻟﻰ أﻣﯾن اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻗﺑل اﻧﻌﻘﺎد ﻛل دورة ﻣﻬﻣﺔ وﺿﻊ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺷﻛﺎوى اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن طرف
اﻷﻓراد واﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻏﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،وﯾﻘوم ﺑﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ ،وﺗﻧظر اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻫذﻩ
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻷﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ،125ﻫذا وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺟﻧﺔ اﻟﻧظر ﻓﻲ
اﻟﻣراﺳﻼت ً
121
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 49ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
123
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 51ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
124
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 52ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
125
-أﻧظر ،ﻧص اﻟﻣﺎدة 55ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺷﻌوب.
اﻟﺷﻛﺎوى اﻟﻣﻘدﻣﺔ إﻟﯾﻬﺎ ﻣن طرف اﻷﻓراد واﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻏﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،إﻻ إذا اﺳﺗوﻓت اﻟﺷروط
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 56ﻣن ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق.