Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

‫الحجاج بالعواطف يف شعر ابن زيدون‪ ،‬قصيدة‪:‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ َ‬


‫الحيل‬ ‫نك األمل ‪ً ‬وحال تجن ِ‬
‫يك دون ِ‬ ‫ل ِئ قَّص اليأس ِم ِ‬
‫"أنموذجا"‬
‫سيد المختار محمد األمئ البشي‬
‫الكبى‪ ،‬موريتانيا ‪ -‬أستاذ مساعد‪ ،‬كلية اآلداب والفنون‪ ،‬جامعة‬
‫أستاذ مساعد‪ ،‬جامعة المحظرة الشنقيطية ر‬
‫بيشة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‬
‫‪selbechir@ub.edu.sa , msidielmoktar@yahoo.fr‬‬

‫القرن‬
‫ي‬ ‫عبد هللا حسن‬
‫أستاذ مساعد‪ ،‬كلية اآلداب والفنون‪ ،‬جامعة بيشة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‬

‫الملخص‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫خطاب يحتوي إىل جانب الوظيفة المهيمنة فيه عىل وظائف أخرى‪ ،‬نحو‪ :‬االنفعال‬
‫ير‬ ‫أدب شعري أو‬ ‫إن كل نص ير‬
‫ا‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫ص الشعري ليس تخييل وتجربة فردية ذاتية فقط‪ ،‬ولكنه يسىع إىل الحث والتحريض‬ ‫والتوجيه واالقناع‪ ،‬فالن‬
‫تغب المواقف والسلوك‪ .‬فالحجاج ظاهرة لغوية موجودة يف كل قول وكل خطاب‪،‬‬ ‫واإلقناع والحجاج‪ ،‬وإىل ر‬
‫ومهما كان المتحدث‪ ،‬فال بد أن يخضع الحديث لمثلث أرسطو بأضالعه الثالثة‪ :‬األخالق (‪،(ethos‬‬
‫والعاطفة المستخدمة (‪ ،(pathos‬والمنطق )‪ (logos‬وألننا سنحاول أن ندرس الحجاج من زاوية البعد‬
‫السامعي‬ ‫ر‬
‫يأب من قبل‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫كب عىل ضلع العاطفة‪ ،‬عىل اعتبار قول أرسطو بأن اإلقناع قد ي‬ ‫العاطف ال بد من الب ر‬
‫ي‬
‫حينما تحرك الخطبة مشاعرهم‪ .‬وقصيدة ابن زيدون موضع الدراسة تزخر بالعاطفة الجياشة وتعزف عىل‬
‫ا‬
‫سبيل للحجاج واإلقناع‪.‬‬ ‫أوتار العواطف‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الباتوس‪ ،‬الحجاج‪ ،‬العواطف‪ ،‬اإلقناع‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
Emotional Argumentation in the Poetry of Ibn Zaydoun, Poem:
If Despair Shortens Your Hope, and No Tricks prevent you from reaping it,
"A Model"
Sayed Al-Mukhtar Muhammad Al-Amin Al-Bashir
Assistant Professor, Greater Mahdhara University, Mauritania - Assistant Professor, Faculty of Arts
and Arts, University of Bisha, Saudi Arabia
selbechir@ub.edu.sa , msidielmoktar@yahoo.fr

Abdullah Hassan Al-Qarni


Assistant Professor, College of Arts and Arts, University of Bisha, Saudi Arabia

Abstract
Every poetic or rhetorical literary text contains, in addition to its dominant function,
other functions, such as: emotion, guidance, and persuasion. The poetic text is not
only imagination and an individual, subjective experience, but it seeks to
encourage, incite, persuade, and argue, and to change attitudes and behavior.
Arguments are a linguistic phenomenon present in every statement and every
speech, and whoever the speaker is, the conversation must be subject to Aristotle’s
triangle with its three sides: ethics (ethos), the emotion used ((pathos), and logic
(logos). Because we will try to study arguments from the angle of the emotional
dimension, it is necessary Focusing on the aspect of emotion, taking into account
Aristotle’s statement that persuasion may come from the listeners when the
sermon stirs their feelings, and Ibn Zaydun’s poem under study is full of intense
emotion and plays on the strings of emotions as a means of argument and
persuasion.
Keywords: Pathos, Pilgrims, Emotions, Persuasion.

70
International Journal of Educational Sciences and Arts, London Vol (3), No (6), 2024
https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4 E-ISSN 2976-7237
‫المقدمة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ويعتب مبحثا رئيسا‬
‫ر‬ ‫يحتل الحجاج دورا أساسا يف الدراسات األدبية المختلفة بمختلف مقارباتها واهتماماتها‪،‬‬
‫واللغويي‪ ،‬فهل‬
‫ر‬ ‫كبب ربي النقاد‬
‫اإلنساب‪ ،‬وقد ظلت قضية الشعر والحجاج محل جدل ر‬ ‫ي‬ ‫من مباحث الخطاب‬
‫يمكن للشعر وهو الذي يرتكز عىل التخييل والذاتية‪ ،‬أن يعتمد عىل مقومات حجاجية؟ أال يخالف الشعر يف‬
‫اهي‬‫والب ر‬
‫حي يعتمد الحجاج عىل العقل وواقع المشاهدة ر‬ ‫بعض تجلياته منطق اللغة والقيم واألحكام؟ يف ر‬
‫التأثب واإلغراء واإليهام والمغالطة من جوهر الشعر؟‬
‫ر‬ ‫تعتب تقنيات‬ ‫المنطقية‪ ،‬أال ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫خطاب يحتوي إىل جانب الوظيفة المهيمنة فيه عىل وظائف أخرى‪ ،‬نحو‪ :‬االنفعال‬ ‫ري‬ ‫أدب شعري أو‬ ‫إن كل نص ر ي‬
‫ا‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫ص الشعري ليس تخييل وتجربة فردية ذاتية فقط‪ ،‬ولكنه يسىع إىل الحث والتحريض‬ ‫والتوجيه واإلقناع‪ ،‬فالن‬
‫تغب المواقف والسلوك‪ .‬فالحجاج ظاهرة لغوية موجودة يف كل قول وكل خطاب‪،‬‬ ‫واإلقناع والحجاج‪ ،‬وإىل ر‬
‫ومهما كان المتحدث‪ ،‬فال بد أن يخضع الحديث لمثلث أرسطو بأضالعه الثالثة‪ :‬األخالق (‪،(ethos‬‬
‫والعاطفة المستخدمة (‪ ،(pathos‬والمنطق)‪ ،(logos‬وألننا سنحاول أن ندرس الحجاج من زاوية البعد‬
‫السامعي‬ ‫يأب من قبل‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫كب عىل ضلع العاطفة‪ ،‬عىل اعتبار قول أرسطو بأن اإلقناع قد ي‬ ‫العاطف ال بد من الب ر‬
‫ي‬
‫حينما تحرك الخطبة مشاعرهم‪ .‬وقصيدة ابن زيدون موضع الدراسة تزخر بالعاطفة الجياشة وتعزف عىل‬
‫ا‬
‫سبيل للحجاج واإلقناع‪.‬‬ ‫أوتار العواطف‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وظيفت‪ :‬ر‬
‫التأثب واإلقناع‪ ،‬بغية توجيه الخطاب‬ ‫ي‬ ‫لقد كانت البالغة عند أرسطو تمثل خطابا حجاجيا يرتكز عىل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حي يهيأ‬‫إىل السامع رغبة يف إقناعه إيجابا أو سلبا‪ ،‬وهذا ما أشار إليه أرسطو بقوله‪ :‬ويحصل اإلقناع ر‬
‫حت يشعروا بانفعال ما‪ ،‬ألننا ال نصدر األحكام عىل نحو واحد‬ ‫المستمعون ويستميلهم القول الخطاب‪ ،‬ر‬
‫ري‬
‫حسبما نحس باللذة واأللم‪ ،‬والحب والكراهية‪ ،‬والخطاب هو الذي ينتج اإلقناع‪ ،‬حينما نستخرج الصحيح‬
‫الحجاج من ر‬ ‫والراجح من كل موضوع يحتمل أن يقع فيه اإلقناع (‪ ،(1‬يتألف الخطاب‬
‫اسباتيجيات إقناعيه‬ ‫ر ي‬
‫وباإلقناع المصوب نحو كائن‬
‫ي‬ ‫حسب رببلمان‪ ) :‬نقصد بالحجاج المؤثر‪ ،‬ذلك المتوجه إىل مستمع خاص‪،‬‬
‫ً‬
‫التأثب أكب من اإلقناع‪،‬‬
‫ر‬ ‫ورهي بمفهوم الخطيب للعقل أساسا) (‪ ،(2‬ويعول المستمع عىل‬ ‫ر‬ ‫عاقل فالفرق دقيق‬
‫كبب يف تحريك األهواء واالنفعاالت يف نفس المستمع‪ ،‬فيكون بذلك أقرب إىل فهم الفكرة‬ ‫للتأثب من أثر ر‬
‫ر‬ ‫لما‬
‫ا‬
‫المخاطبي‪،‬‬
‫ر‬ ‫المراد إيصالها إليه‪ .‬وعىل اعتبار أن لكل مقام مقاال‪ ،‬فإن علينا تكييف الخطاب مع مقامات‬

‫‪ 1‬ـ الخطابة ألرسطو‪ ،‬ترجمة عبد القادر قنيني‪ ،‬أفريقيا الشرق‪ ،‬املغرب‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ 2‬ـ الحجاج وبناء الخطاب‪ ،‬أمينة الدهري‪ ،‬ط‪ ،1‬شركة النشر والتوزيع املدارس‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪.20‬‬

‫‪71‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫المشبكة ربي المرسل والمخاطب‪ ،‬مع مراعاة حاله‪ ،‬إذ يرتبط السامع )بالباتوس) (‪ )3‬بعالم األهواء‪،‬‬ ‫ر‬ ‫والحجج‬
‫البالع ما تحويه اللغة من فنيات حجاجية (اللوغوس( ‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫أو بثنائية البغيب والبهيب‪ ،‬ويستثمر الحجاج‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫العاطف‪ ،‬نظرا لما‬
‫ي‬ ‫(الحجاج‬ ‫نسميه‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫آخر‬ ‫نوع‬ ‫من‬ ‫حجاجيا‬ ‫خطابا‬ ‫وهذا االستثمار يولد لنا‬
‫وتغيب وجهة نظره اتجاه‬ ‫ر‬ ‫التأثب واالقتناع‪،‬‬
‫ر‬ ‫المتلف فتحمله عىل‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫رتبكه ملفوظات هذا الخطاب من أثر بليغ يف‬
‫‪)4( .‬‬
‫ما هو معروض)‬
‫التأثبية سواء‬ ‫كب عىل دوره ومدى أهميته‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫بالمتلف وذلك بالب ر‬‫ي‬ ‫لقد اهتمت الدراسات اللغوية قديمها وحديثها‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫كبب يف بناء الخطاب‪ ،‬وتمكن‬ ‫المتلف ذات أثر ر‬‫ي‬ ‫التداوىل؛ مما يجعل معرفة أحوال‬ ‫ي‬ ‫البالع أم‬
‫ي‬ ‫عىل المستوى‬
‫المرسل من اختيار اللغة المناسبة لتعزيز عملية التواصل بينهما‪.‬‬
‫ر‬ ‫ّ‬
‫والمتلف قبل وأثناء الخطاب يف العالقة‬
‫ي‬ ‫وتتحكم الظروف االجتماعية والثقافية والنفسية المحيطة بالمتكلم‬
‫ر‬
‫المتلف‬ ‫القائمة بينهما‪ ،‬وعندما )تتوافر كفاءة ربي المتكلم يف مراعاة هذه الظروف واستيعاب الرسالة لدى‬
‫ي‬
‫‪)5( .‬‬ ‫ر‬
‫المتلف من جهة أخرى)‬ ‫فهذا بدوره يعزز أهمية الخطاب من جهة‪ ،‬و ريبز مقاصده وأهدافه لدى‬
‫ي‬
‫(‪)6‬‬ ‫القصيدة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َل َ َ َ َ َ ِئ َق ر َ‬
‫الح َيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫وحَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََال تجنيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك دون ِ‬ ‫أس ِمن َ َ َ َ َ َِك األ َم َ َ َ َ َل ‪‬‬ ‫َّصَ َ َ َ َ ال َي َ َ َ َ َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُأعطي ِتَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ج َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََرة مَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا َسَ َ َ َ َ َ َ َ َ َأل‬ ‫الحس َ َ َ َ َ َ َ ََود ‪‬‬ ‫اوُ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك ِ يف‬ ‫وناج َ َ َ َ َ َ َ ََا ِ ِب ِ‬
‫ُ ُ َ‬
‫المفت َع َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫ُ ُ‬
‫زور َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ر‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫المفَ َ َ َ َ َ ََي ‪‬‬ ‫َورا َقَ َ َ َ َ َ َك سَ َ َ َ َ َ َ ُ‬
‫وغ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َر ِ‬ ‫حر ال ِعَ َ َ َ َ َ َدا‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ َ‬
‫المقت َبَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫ََُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ر َ‬ ‫ََ َ‬
‫وقَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََابل ِ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬ ‫َول ‪‬‬‫وأقبل َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِت ِ ِ يف وج َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ الق َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َُ ّ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫أبقيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ِحف َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا مَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا لَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ أزل‬ ‫َُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِلن ِذم َ َ َ َ َ َ َ َ ََا َ ال َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َو لَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ أزل ‪‬‬

‫العج َ َ َل‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ُ الَي َ َ َ بع َ َ َ‬ ‫َُ َق َ َ َد ََ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫الجف َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا ‪‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َدَت ِك ِ ن تعج َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ي ِب‬
‫َ‬

‫‪ 3‬ـ ـ يلخص أرسطو حديثه عنه قائال‪ ":‬هناك إقناع بواسطة السامعين حين يدفعون بواسطة الخطاب إلى اإلحساس بانفعال ما‪ ،‬ألننا ال نصدر أحكامنا على نفس الشاكلة بحسب‬
‫ما إذا كنا مملوئين غما أو فرحا‪ّ ،‬‬
‫ودا أو كراهية" ‪ .‬ينظر‪ :‬بالغة الحجاج األصول اليونانية‪ ،‬الحسين بنو هاشم‪ ،‬دار الكتاب الجديد املتحدة‪ ،‬ص‪.215‬‬
‫‪ 4‬ـ ينظر‪ :‬من الحجاج الى البالغة الجديدة‪ ،‬جميل حمداوي‪ ،‬أفريقيا الشرق‪ ،2014،‬املغرب‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ 5‬ـ ينظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫حنا الفاخوري‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1990 ،1‬م‪ ،‬ص‪.394‬‬‫‪ 6‬ـ ينظر‪ :‬ابن زيدون‪ ،‬الديوان‪ ،‬تحقيق‪ّ :‬‬

‫‪72‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫َوَُ َ َ َ َ َ َ َ ََي َ ََتَ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك نَ َ َ َ َ َ َ َ َوا ي ال َعَ َ َ َ َ َ َ َ َ ل‬ ‫‪‬‬ ‫ع َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا َ ِاط َ ت َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك دوا ي ال ِقَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َأ َل َ َ َ َ َ َأل َ َ َ َ َ ََِ ال َص َ َ َ َ َ َي َ يم َ َ َ َ ََا َأ َ َ َ َ َ ر‬
‫ألَ َ َ َ َ َ َ َ أ يَ َ َ َ َ َ َ َ َِي ال جَ َ َ َ َ َ َ َ ََر ي أ َمَ َ َ َ َ َ َ َ ّل‬ ‫‪‬‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َو ُأبَ َ َ َ َ ََدم ال ُ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َأ َل َ َ َ َ َ َ َأ َ‬
‫ور ِبمَ َ َ َ َ ََا لَ َ َ َ َ َ أنَ َ َ َ َ َل‬ ‫‪‬‬ ‫ري ِمن َ َ َ َ َ َ َِك ِب َ َ َ َ َ َي ال َ َ َ َ َ ََر‬
‫َ ََ‬ ‫ً ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫عمَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََدا أت َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ِب َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا أ زلَ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬ ‫نو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫َات‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫غت‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫أ‬
‫ُ َ ّ َ‬
‫الفع َ َ َ َ َ َ ََل حس َ َ َ َ َ ََن ِك ح َ َ َ َ َ َ ُ َع َ َ َ َ َ َل‬
‫ُ‬ ‫َومَ َ َ َ َ َ َ ََا سَ َ َ َ َ َ َ ََا َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ف َأن ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ِ ي َن ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َان ب َ َ َ َ َ َدل‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫األ‬ ‫َك‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫‪‬‬ ‫َُ ال َمي‬ ‫حئ أصَ ََبح ِ حسَ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫العاقَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِة أن َ تَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ل‬ ‫ِل ِعلَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫َوص َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََان ِك ِم َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ي َو ِ يف أ ِ ين‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وداد َمَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫َ‬
‫وحاول َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ نقَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََص ِ‬ ‫‪‬‬ ‫َس َ َ َ َ َ َ َ َ َعي ِ ِلت َ َ َ َ َ َ َ ََدَر ع َ َ َ َ َ َ َ ََد َص َ َ َ َ َ َ َ َفا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و أعف َيَ َ َ َ َ َ َ َقَ َ َ َ َ َ َ ي مَ َ َ َ َ َ ََن جَ َ َ َ َ َ ََل‬ ‫‪‬‬ ‫عوُ َي َ َ َ َ َ َ َ ِمق َ َ َ َ َ َ َ ي ِم َ َ َ َ َ َ َن أذ‬ ‫ِ‬ ‫َا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫العلَ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫رت بَ َ َ َ َ َ َ َ َ َئ و ِ ِ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َ ََا ِ‬ ‫‪‬‬ ‫العت َ َ َ َ َ َ ََا‬ ‫وم مَ َ َ َ َ َ ََا َ َ َ َ َ َ َِزت ِ ليَ َ َ َ َ َ َ َِك ِ‬
‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َر‬
‫َوأوت َ َ َ َ َ َ َ ِ ُ م َ َ َ َ َ َ ََا ِبعل َ َ َ َ َ َ َ ِ الج َ َ َ َ َ َ َدل‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ك‬ ‫ال‬ ‫َل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫رت‬ ‫ِ‬ ‫َا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ن‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ر َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫دت ِل ِتل َ َ َ َ َ َ َ ََك ال َس َ َ َ َ َ َ َ َجا ا األ َول‬ ‫وع َ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫َال‬ ‫ولَ َ َ َو ِشَ َ َ َ ِ راجعَ َ َ َ ِ حَ َ َ َر الفعَ َ َ َ ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ ر‬ ‫األ َ َ َ َ َ َ ر‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ََ‬
‫و عَ َ َ َ َ َ َ َد َسَ َ َ َ َ َ َ َ ِ ي َ ُيَ َ َ َ َ َ َ َ َِك األقَ َ َ َ َ َ َ َ ّل‬ ‫‪‬‬ ‫ُلَ َ َ َ َ َ َ َ َ َك حَ َ َ َ َ ي َ ِمنَ َ َ َ َ َِك‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫َودا َ َ َ َ َ َو م َ َ َ َ َ ََات قب َ َ َ َ َ َ ََل األج َ َ َ َ َ َل‬ ‫‪‬‬ ‫عليَ َ َ َ َ َ َ َِك ال َسَ َ َ َ َ َ َا ُ َسَ َ َ َ َ َ َا ُ الَ َ َ َ َ َ َ ََودا‬
‫َ َ‬ ‫َ ر‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫َول ِ ن َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ي ُم َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََر بطَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫‪‬‬ ‫َومَ َ َ َ َ َ َ ََا ِب ِا ِتيَ َ َ َ َ َ َ ََار َسَ َ َ َ َ َ َ َلي عنَ َ َ َ َ َ َ َ َِك‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َو َل َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َدر َقل َ َ َ َ َ َ َ َ ي َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ِ ىل أن َرأ س َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََية ُامت َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫‪‬‬ ‫َف ال َ َ َ َ َ ََيو‬ ‫ِي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ر َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َان ال َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِل‬ ‫أ ِ ين ال َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َو يف عن َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫َوليَ َ َ َ َ َ الَ َ َ َ َ َ م قَ َ َ َ َ ََاد عفَ َ َ َ َ ََوا ِ ليَ َ َ َ َ َ َِك‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫المقَ َ َ َل‬ ‫ََ ِمَ َ َ َن ال ُس َ َ َق ِ ِتلَ َ َ ََك‬ ‫ويش َ َ َ ي‬ ‫‪‬‬ ‫حيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َُل ع و َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َة ذا اللَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬

‫‪73‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫العاطَ يف القصيدة‪:‬‬
‫ي‬ ‫‪ َ َ1‬الحجاج‬
‫ر‬
‫الت تحقق‬‫عاطف لهذه القصيدة ال بد من الوقوف عىل كشف بعض العالقات والروابط ي‬ ‫ي‬ ‫حجاج‬ ‫ر ي‬ ‫بغية تحليل‬
‫انسجام البنية الكلية للقصيدة‪ ،‬كالكناية واالستعارة والمجاز باعتبارها آليات بالغية بها يتحقق الجانب‬
‫وف القصيدة‬ ‫كقواني تربط األساليب اإلنشائية واألفعال اللغوية‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫الجماىل للقصيدة وآليات التضاد والتكرار‬ ‫ي‬
‫الت ربي أيدينا سنحاول الوقوف بالتحليل والتمحيص عىل بعض هذه المعالم‪.‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫المخاطب الطرف ّ‬ ‫َ‬
‫الفعال يف عملية التواصل؛ ألن دوره يكمن يف قراءة الخطاب وتلقيه‪ ،‬بل هو يشارك‬ ‫يمثل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الطرفي؛ ألن كل‬
‫ر‬ ‫المتكلم يف إنتاج خطابه؛ باعتباره حاضا يف ذهن المتكلم‪ ،‬ليحدث انسجاما طبيعيا ربي‬
‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫لنص المتكلم فقط‪،‬‬ ‫واحد منهما يشعر باآلخر‪ ،‬ويعد )المخاطب طرفا إيجابيا يف عملية التواصل‪ ،‬ال مستقبل‬
‫بتغيبات جوهرية عىل الرسالة من خالل استجاباته لها) (‪ .)7‬وتكمن عالقة الشاعر‬ ‫ر‬ ‫وإنما بإمكانه القيام‬
‫بالمخاطب يف الوظيفة االنفعالية واإلفهامية وهذا ما ذكره ياكبسون بقوله‪( :‬تهدف الوظيفة المسماة ر‬
‫تعببية‬
‫مباشة عن موقف المتكلم تجاه ما يتحدث عنه) (‪.(8‬‬ ‫ر‬ ‫تعب بصفة‬ ‫أو انفعالية المركزة عىل المرسل إىل أن ر‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫حي‬‫المتلف‪ ،‬وهذا ما نجده شاخصا يف شعر ابن زيدون ر‬ ‫التأثب يف ً ي‬ ‫ر‬ ‫ويتضح أن هدف الشاعر األساس‪ ،‬هو‪:‬‬
‫أمبة وشاعرة مبدعة وأديبة‬ ‫وه ر‬ ‫يلج إىل استعمال مفردات ذات صيغة تأثرية‪ ،‬موجها كالمه لمحبوبته والدة‪،‬‬
‫يً‬
‫وغب ذلك‬‫كببة‪ ،‬فيعمد إىل إثارة عاطفتها وانفعاالتها‪ ،‬بغية نيل رضاها‪ ،‬واستعطافها طلبا لعفوها ووصلها ر‬ ‫ر‬
‫يجب الشاعر عىل الدقة والحرص‬ ‫من الغايات والمآرب المضمرة يف نفس الشاعر ويروم تحقيقها‪ ،‬األمر الذي ر‬
‫يف انتقاء المفردات المؤثرة يف نفس المحبوبة للوصول إىل أهدافه المنشودة‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫الح َيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َل َ َ َ َ َ ِئ َق ر َ‬
‫َّصَ َ َ َ َ الي َ َ َ َ َأس ِمن َ َ َ َ َ َِك األم َ َ َ َ َل ‪ ‬وحَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََال تجنيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك دون ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اوُ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك ِ يف الحس َ َ َ َ َ َ َ ََود ‪ُ ‬أعطي ِتَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ج َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََرة مَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا َسَ َ َ َ َ َ َ َ َ َأل‬ ‫وناج َ َ َ َ َ َ َ ََا ِ ِب ِ‬
‫ُ ُ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫المفت َع َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫زور َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ر‬
‫وراقَ َ َ َ َ َ َ ِك ِسَ َ َ َ َ َ َحر ال ِعَ َ َ َ َ َ َدا المفَ َ َ َ َ َ ََي ‪ ‬وغ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َر ِ‬
‫ُ‬
‫ُ َ‬
‫المقت َبَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫ََُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫َو َأ َ‬
‫َول ‪ ‬وقَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََابل ِ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ر‬
‫ِ ِي‬ ‫َت‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫قب‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫َُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِلن ِذم َ َ َ َ َ َ َ َ ََا َ ال َ َ َ َ َ َ َ َ َ َو لَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ أزل ‪ ‬أبقيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ِحف َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا مَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا لَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ أزل‬

‫‪ 7‬ـ ينظر‪ :‬بالغه املخاطب‪ ،‬البالغة العربية من إنتاج الخطاب السلطوي إلى مقاومته‪ ،‬عماد عبد الطيف‪) ،‬بحث)‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ 8‬ـ ينظر‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪74‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫عمد الشاعر إىل استعمال هذا الكم الهائل من األلفاظ العذبة كاستعماله للفظة‪( :‬اليأس‪ ،‬الحيل‪ ،‬اإلفك‪،‬‬
‫معبة عن حجم‬ ‫المفبى‪ّ ،‬‬ ‫ر‬
‫ليستثب عاطفة والدة فجاءت ألفاظه رقيقة ر‬ ‫ر‬ ‫غرك‪ ،‬زور)‪،‬‬ ‫الحسود‪ ،‬سحر العدا‪،‬‬
‫وبي المحبوبة‪،‬‬ ‫الت ينسجها أعداء الشاعر بغية التفريق بينه ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت يتعرض لها الشاعر والدسائس ي‬ ‫الخيانة ي‬
‫روج يبعث فيها‬ ‫يفبض أن تشعر بتناغم‬ ‫وألنها شخصية أدبية مشهورة‪ ،‬بمجرد سماعها لهذه األبيات ر‬
‫ي‬
‫الماض الجميل‪ ،‬المفعم بالحب الصادق لتأجيج عاطفة والدة وإثارة مشاعرها‬ ‫ي‬ ‫شجون المحبة‪ ،‬وذكريات‬
‫الت ربي أيدينا إىل المقاطع التالية‪:‬‬ ‫ر‬
‫وأحاسيسها‪ ،‬وعىل هذه االعتبارات يمكن تقسيم القصيدة ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫تش به من حجاج يريد الشاعر من خالله‬ ‫َ َ َ َ أوال‪ :‬المقطع األول تبدأ القصيدة بجملة الشط (لي)‪ ،‬وما ي‬
‫قّص اليأس منك األمل‪ ،)...‬ثم‬ ‫مخاطبة شعور حبيبته والدة‪ ،‬واستعطافها‪ ،‬ويبدأ هذا الحجاج العاطف (لي ّ‬
‫ي‬
‫لداع الهوى وسلطان الشوق ووفاء المحب‪ ،‬فرغم اليأس منها‬ ‫ي‬ ‫يتدرج إىل أن يصل ذروته بخضوع الشاعر‬
‫ً‬
‫حفظا للعهد وبقاءا‬ ‫ر‬
‫الكاذبي وإعراضها عنه فهو باق عىل حبها ال يبحزح قيد أنملة‬ ‫ر‬ ‫وتصديقها لكالم الوشاة‬
‫ر‬
‫تخىل الحبيبة عنه وهجرها له وتصديق‬ ‫ي‬ ‫الت يتمسك بها الشاعر عىل الرغم من‬ ‫عىل الوعد‪ .‬وتبدو تيمة الوفاء ي‬
‫األعداء والوشاة‪.‬‬
‫ً‬
‫ويستثب عطفها عليه فهو‬ ‫ر‬ ‫الثاب يبدأ الشاعر بالتساؤل‪( :‬ألم‪)...‬؛ ليؤثر يف عاطفة الحبيبة والدة‬ ‫ي‬ ‫المقطع‬ ‫‪:‬‬‫َانيا‬ ‫َََ‬
‫الذي يرض منها بالقليل‪ ،‬وهو الذي يغفر زالتها ويتجاوز عما يصدر منها اتجاهه من تّصفات سلبية سواء‬
‫كانت عن عمد أو عن خطأ‪ ،‬فلماذا هذا الصدود وهذا الهجران‪ ،‬ولكنه يؤكد لها أنه باق عىل العهد مهما فعلت‬
‫ومهما أتت من الموبقات‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َأ َل َ َ َ َ َ َأل َ َ َ َ َ ََِ ال َص َ َ َ َ َ َي َ يم َ َ َ َ ََا َأ َ َ َ َ َ ر‬
‫ف ‪ ‬ألَ َ َ َ َ َ َ َ أ يَ َ َ َ َ َ َ َ َِي ال جَ َ َ َ َ َ َ َ ََر ي أ َمَ َ َ َ َ َ َ َ ّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫‪َ ‬وأبَ َ َ َ َ ََدم ال ُ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َأ َل َ َ َ َ َ َ َأ َ‬
‫ور ِبمَ َ َ َ َ ََا لَ َ َ َ َ َ أنَ َ َ َ َ َل‬ ‫ري ِمن َ َ َ َ َ َ َِك ِب َ َ َ َ َ َي ال َ َ َ َ َ ََر‬
‫َ ََ‬ ‫ً ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫َات الَ َ َ َ َ َ َ نو ِ ‪ ‬عمَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََدا أت َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ِب َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا أ زلَ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫ِ‬ ‫غت‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫أ‬
‫ُ َ ّ َ‬
‫الفع َ َ َ َ َ َ ََل حس َ َ َ َ َ ََن ِك ح َ َ َ َ َ َ ُ َع َ َ َ َ َ َل‬
‫ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫َومَ َ َ َ َ َ َ ََا سَ َ َ َ َ َ َ ََا َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ف َأن ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ِي ِ‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬
‫َ َ‬
‫َان ب َ َ َ َ َ َدل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬
‫األ‬ ‫َك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫ََ‬
‫و‬ ‫‪‬‬ ‫مي‬ ‫َ‬
‫َ َ‬
‫ال‬ ‫َُ‬ ‫َ‬‫س‬ ‫ح‬
‫َ‬
‫ح‬ ‫حئ َأصَ َ‬
‫َب‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫العاقَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِة أن َ تَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ل‬ ‫َوص َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََان ِك ِم َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ي َو ِ يف أ ِ ين ‪ِ ‬ل ِعلَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِ‬

‫‪75‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫تبف الحبيبة والدة غريبة األطوار متقلبة المزاج‪ ،‬كلما زاد الشاعر يف اعتذاره وحججه‬ ‫ـ ـ َال ًا‪ :‬المقطع الثالث ر‬
‫ً‬
‫العاطفية المقنعة تزداد بعدا منه‪ ،‬كأنها تناظر أهل الكالم متحججة بحجج واهية‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عوُ َي َ َ َ َ َ َ َ ِمق َ َ َ َ َ َ َ ي ِم َ َ َ َ َ َ َن أذ ‪ ‬و أعف َيَ َ َ َ َ َ َ َقَ َ َ َ َ َ َ ي مَ َ َ َ َ َ ََن جَ َ َ َ َ َ ََل‬ ‫ِ‬ ‫َا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫العلَ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫رت بَ َ َ َ َ َ َ َ َ َئ و ِ ِ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َ ََا ِ‬ ‫العت َ َ َ َ َ َ ََا َ ‪‬‬ ‫وم مَ َ َ َ َ َ ََا َ َ َ َ َ َ َِزت ِ ليَ َ َ َ َ َ َ َِك ِ‬
‫َ َ‬
‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َر‬
‫رت أ َ َ َ َ َ َ َ َ ََل الكَ َ َ َ َ َ َ َ َا ِ ‪َ ‬وأوت َ َ َ َ َ َ َ ِ ُ م َ َ َ َ َ َ ََا ِبعل َ َ َ َ َ َ َ ِ الج َ َ َ َ َ َ َدل‬ ‫ِ‬ ‫َا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ن‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ر َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫دت ِل ِتل َ َ َ َ َ َ َ ََك ال َس َ َ َ َ َ َ َ َجا ا األ َول‬ ‫َال ‪ ‬وع َ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬ ‫ولَ َ َ َو ِشَ َ َ َ ِ راجعَ َ َ َ ِ حَ َ َ َر الفعَ َ َ َ ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ ر‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ََ‬
‫ُلَ َ َ َ َ َ َ َ َ َك حَ َ َ َ َ ي َ ِمنَ َ َ َ َ َِك األ َ َ َ َ َ ر ‪ ‬و عَ َ َ َ َ َ َ َد َسَ َ َ َ َ َ َ َ ِ ي َ ُيَ َ َ َ َ َ َ َ َِك األقَ َ َ َ َ َ َ َ ّل‬
‫ً‬
‫األخب يختم الشاعر القصيدة بالسالم عىل الحبيبة‪ ،‬وتأكيده التمسك بحبها‪ ،‬رغم كل األفعال‬ ‫ر‬ ‫ـ ـ ـ رابعا‪ :‬المقطع‬
‫الت أتت بها‪ ،‬فحبها هو قدره المحتوم الذي ال مناص منه‪ ،‬واألمل برجوع المحبوبة إىل رشدها ووصل‬ ‫ر‬
‫السلبية ي‬
‫بف الليل والنهار‪.‬‬ ‫ر‬
‫حبيبها باق ما ي‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫عليَ َ َ َ َ َ َ َِك ال َسَ َ َ َ َ َ َا ُ َسَ َ َ َ َ َ َا ُ الَ َ َ َ َ َ َ ََودا ‪َ ‬ودا َ َ َ َ َ َو م َ َ َ َ َ ََات قب َ َ َ َ َ َ ََل األج َ َ َ َ َ َل‬
‫َ َ‬ ‫َ ر‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫َومَ َ َ َ َ َ َ ََا ِب ِا ِتيَ َ َ َ َ َ َ ََار َسَ َ َ َ َ َ َ َلي عنَ َ َ َ َ َ َ َ َِك ‪َ ‬ول ِ ن َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ي ُم َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََر بطَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َو َل َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َدر َقل َ َ َ َ َ َ َ َ ي َ َ َ َ َ َ َ‬
‫َف ال َ َ َ َ َ ََيو ‪ ِ ‬ىل أن َرأ س َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََية ُامت َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫ِي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫َان ال َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِل‬ ‫وليَ َ َ َ َ َ الَ َ َ َ َ َ م قَ َ َ َ َ ََاد عفَ َ َ َ َ ََوا ِ ليَ َ َ َ َ َ َِك ‪ ‬أ ِ ين ال َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َو يف عن َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫المقَ َ َ َل‬ ‫ََ ِمَ َ َ َن ال ُس َ َ َق ِ ِتلَ َ َ ََك‬ ‫‪ ‬ويش َ َ َ ي‬ ‫حيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َُل ع و َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َة ذا اللَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ّ‬ ‫نالحظ أن ر‬
‫النص يلعب الدور البارز يف تحقيق انسجام النص عىل مستوياته المختلفة (الصوتية‬ ‫ي‬ ‫البكيب‬
‫والمعجمية وااليقاعية والداللية والتداولية)‪ ،‬فالروابط التداولية والحجاجية نحو‪( :‬ألم‪ ،‬ولكن‪ ،‬ومهما‪ ،‬ليت‬
‫ر‬ ‫‪ )...‬ر‬
‫الحجاج يف النص من خالل االستنتاج واالستفسار‬ ‫ر ي‬ ‫الت من شأنها خدمة البعد‬ ‫وغبها من الروابط‪ ،‬ي‬
‫وتقوية الحجة‪.‬‬
‫ولنستبي دور بعض هذه الروابط التداولية والحجاجية يف قصيدة الشاعر موضع البحث فإننا سنتناول‪:‬‬
‫ر‬
‫االستعارة الحجاجية‪ ،‬تقنيات التكرار‪ ،‬الحوار والحجاج‪ ،‬حال المخاطب‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫‪ َ َ2‬ا ستعارة الحجاجية‪:‬‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫الت (تحقق األبعاد الحجاجية يف النصوص والخطابات‪ ،‬وانطالقا من‬ ‫تعتب االستعارة من الوسائل اللغوية ي‬
‫ر‬
‫كون القول االستعاري يتمتع بقوة حجاجية عالية إذا ما قورنت باألقوال العادية) (‪ ،)9‬وإذا ما عدنا إىل النص‬
‫يتضمن مجموعة من االستعارات الحجاجية‪ ،‬نحاول‬ ‫ّ‬ ‫الشعري الذي نحن بصدد تحليله ودراسته‪ ،‬فإننا نجده‬
‫الوقوف عليها واستجالء أبعادها الحجاجية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫تعتب نمطا حجاجيا‪،‬‬
‫قلت ‪-‬عنان الغزل)‪ ،‬ر‬ ‫إن هذه االستعارات‪( :‬قّص اليأس ‪-‬هززت إليك العتاب ‪-‬لم يدر ر ي‬
‫كبب يف تحقيق البعد‬
‫الحجاج‪ ،‬وتسهم بشكل ر‬ ‫ر ي‬ ‫ه مرتبطة بقصد الشاعر وهدفه‬ ‫فليست مقصودة لذاتها‪ ،‬بل ي‬
‫ّ‬
‫للواشي‪،‬‬
‫ر‬ ‫الحجاج يف النص الشعري‪ ،‬فنجد الشاعر ينطلق من نأي محبوبته‪ ،‬وانفصالها عنه وتصديقها‬ ‫ر ي‬
‫ّ‬
‫ورغم ذلك فهو متمسك بحبها‪ ،‬فالحب وحده هو أمل الشاعر يف عودة المحبوبة إىل رشدها‪ ،‬ووصلها حبيبها‪،‬‬
‫وكان لهذه االستعارات الموظفة قوة حجاجية تبليغيه‪.‬‬
‫‪ َ َ َ 3‬تقنيات التكرار‪:‬‬
‫ّ‬
‫تشارك تقنيات التكرار يف تحقيق تالحم أجزاء النص‪ ،‬وتكرار الروابط الحجاجية فيه وتساهم مفردات بعينها‬
‫مبابط األجزاء عىل مستوى البناء ر‬‫النص ر‬ ‫ّ‬
‫والبكيب‪ ،‬وعىل مستوى التداول والداللة‪ ،‬ويسمح التكرار‬ ‫يف جعل‬
‫ّ‬
‫بتوالد بنيات لغوية جديدة يف النص‪ ،‬وله وظائف خطابية عديدة‪ ،‬منها‪( :‬اإلفصاح والكشف واإلفهام وتوكيد‬
‫الكالم وتقرير المعت وإثباته) (‪ ،)10‬فهو يسىع لكشف المعت وتوضيحه وتوكيد الكالم‪ ،‬والتكرار من آليات‬
‫النص وتوكيد معناه‪.‬‬‫ّ‬
‫ر ي‬
‫الحجاج للكالم‪ ،‬واتساق‬ ‫تحقيق البعد‬
‫ً‬
‫يكون (التكرار يف اللفظ والمعت معا‪ ،‬وقد يكون يف المعت دون اللفظ) (‪ ،)11‬ويكون يف الروابط الحجاجية‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫وف النص الذي ربي أيدينا فقد تمثل‬‫والصيغ البكيبية‪ ،‬أو يف مقاطع معينة من النص أو تكرار مواقف محددة‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫اآلب‪:‬‬
‫التكرار‪ ،‬يف ي‬
‫ـ ـ الروابط الحجاجية‪( :‬الواو وردت ‪ 24‬مرة‪ ،‬الفاء وردت ‪ 5‬مرات‪ ،‬الهمزة وردت ‪ 4‬مرات)‪.‬‬
‫مرتي)‪.‬‬
‫ـ ـ ألفاظ بعينها‪ ،‬مثل‪( :‬ألم‪ ،‬وردت ‪ 4‬مرات‪ ،‬لم أزل‪ ،‬وردت ر‬

‫‪ 9‬ـ ينظر‪ :‬من الحجاج الى البالغة الجديدة‪ ،‬جميل حمداوي‪ ،‬أفريقيا الشرق ‪ ،2014‬املغرب‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫‪ 10‬ـ ـ أبو بكر العزاوي‪ ،‬اللغة والحجاج‪ ،‬العمدة في الطبع‪ ،‬املغرب‪ ،‬ط‪2006 ،1‬م‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ 11‬ـ ـ نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.106‬‬

‫‪77‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫ـ ـ مفردات معينة‪( :‬أقبل‪ ،‬قابل‪ ،‬المقتبل‪ ،‬عوفيت‪ ،‬أعفيت)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫أكب؟‪ ،‬أل ْم أغتف ْر؟)‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ـ ـ أفعال لغوية‪ ،‬مثل التساؤل‪( :‬ألم ألزم ؟‪ ،‬ألم أرض؟‪ ،‬ألم ِ‬
‫ّ‬
‫إن تكرار هذه العالقات الناتجة عن الروابط الحجاجية من شأنها المساهمة يف بناء النص واتساع دالالته؛‬
‫تبت عالقات ترابط وتسلسل وفق مبدأ ارتباط السابق بالالحق‪ ،‬وتضيف العالقة‬ ‫ألن العالقات الحجاجية ي‬
‫الحجاجية الجديدة عناض حجاجية جديدة للعالقة السابقة‪ ،‬فنالحظ تكرار الرابط (الواو)‪ ،‬الذي يحيلنا إىل‬
‫ترابط أجزاء النص وتالحم معانيه‪ ،‬وكذلك الرابط (الفاء)‪ ،‬بينما يحيلنا الرابط (الهمزة)‪ ،‬إىل تساؤل جديد هو‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫النص بهذه الشاكلة سلسلة ر‬
‫النص‪ ،‬وانسجام أجزائه ومقاطعه‪.‬‬ ‫مبابطة األجزاء‪ ،‬تحقيقا لوحدة‬ ‫(ألم؟)‪ ،‬ويكون‬
‫الحجاج (الواو) أساس بناء القصيدة‪ ،‬من خالل ضم أجزائها بعضها إىل بعض‪ ،‬وإنشاء‬ ‫ر ي‬ ‫ويشكل تكرار الرابط‬
‫عالقات حجاجية جديدة‪ ،‬لنحصل يف النهاية عىل صورة متكاملة لحالة الشاعر العاطفية إزاء محبوبته‪.‬‬
‫‪ َ َ َ4‬الحوار والحجاج‪:‬‬
‫ّ‬
‫األفف إىل العمودي‪ ،‬والنص الذي ربي أيدينا رأب كله‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫تتعدد الحوارات وتتمايز من الّصي ــح إىل المضمر‪ ،‬ومن‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫ومباش ربي الشاعر وحبيبته (والدة)‪ ،‬ويتضح ذلك من خالل آلية السؤال والجواب‬ ‫عىل شكل حوار ضي ــح‬
‫اللفظ وهو المجال‬
‫ي‬ ‫ويعتب (الحوار من أهم أشكال التفاعل‬ ‫ر‬ ‫وتبير‪،‬‬ ‫وتفسب ر‬ ‫ر‬ ‫واألفعال اللغوية من استفهام‬
‫المر الذي يعيش‪،‬‬ ‫الطبيىع الذي يقع فيه الحجاج والمناظرة بامتياز) (‪ .)12‬حيث يتحدث الشاعر عن واقعه ّ‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت تنغص حياته‪ ،‬فيفتتح القصيدة بجملة الشط "لي"‪:‬‬ ‫ر‬
‫واقع الغدر والخيانة والوشاية ي‬
‫الح َيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َل َ َ َ َ َ ِئ َق ر َ‬
‫َّصَ َ َ َ َ الي َ َ َ َ َأس ِمن َ َ َ َ َ َِك األم َ َ َ َ َل ‪ ‬وحَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََال تجنيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك دون ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اوُ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك ِ يف الحس َ َ َ َ َ َ َ ََود ‪ُ ‬أعطي ِتَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ج َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََرة مَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا َسَ َ َ َ َ َ َ َ َ َأل‬ ‫وناج َ َ َ َ َ َ َ ََا ِ ِب ِ‬
‫ُ ُ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫المفت َع َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫زور َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ر‬
‫وراقَ َ َ َ َ َ َ ِك ِسَ َ َ َ َ َ َحر ال ِعَ َ َ َ َ َ َدا المفَ َ َ َ َ َ ََي ‪ ‬وغ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َر ِ‬
‫ُ‬
‫ُ َ‬
‫المقت َبَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫ََُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫َو َأ َ‬
‫َول ‪ ‬وقَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََابل ِ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ر‬
‫ِ ِي‬ ‫َت‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫قب‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫َُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِلن ِذم َ َ َ َ َ َ َ َ ََا َ ال َ َ َ َ َ َ َ َ َ َو لَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ أزل ‪ ‬أبقيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ِحف َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا مَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا لَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ أزل‬

‫‪ 12‬ـ ـ ينظر‪ :‬من الحجاج الى البالغة الجديدة‪ ،‬جميل حمداوي‪ ،‬أفريقيا الشرق‪ ،2014 ،‬املغرب‪ ،‬ص‪.106‬‬

‫‪78‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫الوف للعهد رغم ما يتعرض له من نكاية ووشاية وصدود وهجر من أحب الناس‬ ‫فيكون الجواب بأنه المحب ي‬
‫حت يتمكن من‬ ‫إليه وأقربــهم من قلبه إال أنه سيبف رغم كل المكائد والدسائس‪ ،‬يعيش ف حبها ولحبها‪ ،‬ر‬ ‫ر‬
‫ي ً‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت عاشاها معا بأمان وفرح وبــهجة وشور‪،‬‬ ‫اسبداد عهده الزاهر بغرام الحبيبة وتعود مجالس األنس والمرح ي‬
‫النص عىل شكل استفهام‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ويزيد الشاعر يف قوة حججه من خالل الطابع الحواري الذي أخذه‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫‪َ ‬وَُ َ َ َ َ َ َ َ ََي ََتَ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك نَ َ َ َ َ َ َ َ َوا ي العَ َ َ َ َ َ َ َ َ ل‬ ‫ع َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا َ ِاط َ ت َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك دوا ي ال ِقَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َأ َل َ َ َ َ َ َأل َ َ َ َ َ ََِ ال َص َ َ َ َ َ َي َ يم َ َ َ َ ََا َأ َ َ َ َ َ ر‬
‫ف ‪ ‬ألَ َ َ َ َ َ َ َ أ يَ َ َ َ َ َ َ َ َِي ال جَ َ َ َ َ َ َ َ ََر ي أ َمَ َ َ َ َ َ َ َ ّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫‪َ ‬وأبَ َ َ َ َ ََدم ال ُ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َأ َل َ َ َ َ َ َ َأ َ‬
‫ور ِبمَ َ َ َ َ ََا لَ َ َ َ َ َ أنَ َ َ َ َ َل‬ ‫ري ِمن َ َ َ َ َ َ َِك ِب َ َ َ َ َ َي ال َ َ َ َ َ ََر‬
‫َ ََ‬ ‫ً ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫َات الَ َ َ َ َ َ َ نو ِ ‪ ‬عمَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََدا أت َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ِب َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا أ زلَ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫ِ‬ ‫غت‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫أ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مما أكسبه بعدا حجاجيا عاليا‪ ،‬وجعلنا‬
‫ً‬ ‫ألم أكب؟‪َ ،‬أل ْم أغتف ْر؟ ‪ّ ،)...‬‬ ‫أرض؟‪ْ ،‬‬ ‫ألم َ‬ ‫ألزم ؟‪ْ ،‬‬ ‫ألم َ‬ ‫الم ّأط َب ْتك ‪ْ ( ،)....‬‬ ‫( َع َ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نتبي بوضوح الوظيفة الحجاجية واإلقناعية ر‬
‫األدب بوجه‬
‫النص الشعري والنص ر ي‬ ‫ه (إحدى وظائف‬ ‫ي‬ ‫الت‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫(‪)13‬‬
‫العاطف لدى الشاعر عله يستطيع إقناع حبيبته‪ ،‬ويحقق‬ ‫ي‬ ‫وتبة الحجاج‬ ‫عام) ‪ ،‬فساعد الحوار يف تصاعد ر‬
‫الواقع الذي يرضاه لنفسه ولو عىل مستوى األحالم والتطلعات‪.‬‬
‫‪ َ َ5‬المخاطُ الخاص‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ينتم إىل طبقة سامية اجتماعيا وثقافيا وعىل‬ ‫ي‬ ‫يعتب المخاطب الخاص من أفضل أنواع الطبقات؛ ألنه‬ ‫ر‬
‫كبب من الثقافة يؤهله لتلف الخطاب بمستوياته الشعرية والتخيلية المختلفة‪ ،‬ولكن أهمية‬ ‫ر‬
‫مستوى ر‬
‫االجتماع فحسب‪ ،‬بل تعتمد بالدرجة األساس عىل مستواه‬ ‫ي‬ ‫المخاطب الخاص ال تعتمد عىل المستوى‬
‫المستكف‬
‫ي‬ ‫واألمبة والدة بيت‬ ‫ر‬ ‫واألدب والفكري؛ وهذا ما نجده عند ابن زيدون وهو يخاطب الشاعرة‬ ‫ري‬ ‫اللغوي‬
‫الكببة‪ ،‬فضل عن مكانتها االجتماعية المرموقة؛ كقوله‪:‬‬ ‫ا‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫تمبت بخصوصيتها اللغوية واألدبية‬ ‫الت ر‬‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫وداد َمَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫َ‬
‫س َ َ َ َ َ َ َ َعي ِ ِلت َ َ َ َ َ َ َ ََدَر ع َ َ َ َ َ َ َ ََد ص َ َ َ َ َ َ َ َفا ‪ ‬وحاول َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ نقَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََص ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عوُ َي َ َ َ َ َ َ َ ِمق َ َ َ َ َ َ َ ي ِم َ َ َ َ َ َ َن أذ ‪ ‬و أعف َيَ َ َ َ َ َ َ َقَ َ َ َ َ َ َ ي مَ َ َ َ َ َ ََن جَ َ َ َ َ َ ََل‬ ‫ِ‬ ‫َا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬

‫‪ 13‬ـ ـ ابن األثير‪ ،‬ضياء الدين‪ ،‬املثل السائر في أدب الكاتب والشاعر‪ ،‬تقديم أحمد حوفي وبدوي طبانة‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1973 ،2‬م‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.17‬‬

‫‪79‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫العلَ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫رت بَ َ َ َ َ َ َ َ َ َئ و ِ ِ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َ ََا ِ‬ ‫‪‬‬ ‫العت َ َ َ َ َ َ ََا‬
‫وم مَ َ َ َ َ َ ََا َ َ َ َ َ َ َِزت ِ ليَ َ َ َ َ َ َ َِك ِ‬
‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َر‬
‫َوأوت َ َ َ َ َ َ َ ِ ُ م َ َ َ َ َ َ ََا ِبعل َ َ َ َ َ َ َ ِ الج َ َ َ َ َ َ َدل‬ ‫رت أ َ َ َ َ َ َ َ َ ََل الكَ َ َ َ َ َ َ َ َا ِ ‪‬‬‫ِ‬ ‫َا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ن‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ر َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫دت ِل ِتل َ َ َ َ َ َ َ ََك ال َس َ َ َ َ َ َ َ َجا ا األ َول‬ ‫وع َ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬ ‫َال ‪‬‬
‫ولَ َ َ َو ِشَ َ َ َ ِ راجعَ َ َ َ ِ حَ َ َ َر الفعَ َ َ َ ِ‬
‫إذ بدت عاطفة الشاعر المتأججة بالحب وهو يقر بعبثية العالقة مع والدة فال قدرة له عىل النسيان وإن‬
‫هجرته الحبيبة‪ ،‬ويحتج لها بما يملك من كرم أخالق وما يتمتع به من صفات الوفاء تجعله يتجرع المرارة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تجريت‬
‫ري‬ ‫لهجرها‪ .‬وعىل اعتبار مفهوم المخاطب نفسه مفهوما مزدوجا (فكل متلق خاص هو من ناحية معظ‬
‫يلتقيه الباث دون أن يختاره ولذا عليه أن يطوع له خطابه‪ ،‬ومن ناحية أخرى هو مجموعة وعليه أن يتوقع‬
‫ردود فعلها) )‪ ،(14‬فال يمكن تجريد الشاعر من عواطفه وأحاسيسه ومنعه من البوح عما يختلج يف ذاته من‬
‫حزن أو فرح أو حب (فالشاعر يف الواقع كأي إنسان آخر يحب ويكره‪ ،‬ويأمل وييأس‪ ،‬ويمر بجميع الحاالت‬
‫الت يمر بها سائر الناس بيد أن األديب يمتاز بالقدرة عىل تكثيف وجدانياته بحيث‬ ‫ر‬
‫الوجدانية االنفعالية ي‬
‫أدب) )‪.(15‬‬ ‫ّ‬
‫يركزها ويصبها عىل ما يبدعه من عمل ر ي‬
‫‪ َ َ َ 6‬المخاطُ الَّصيَ ََح‪:‬‬
‫حاض يف ذهن الشاعر وهو المقصود بالرسالة الموجهة وينتظر الشاعر االستجابة‬ ‫ر‬ ‫إن المخاطب الّصي ــح‬
‫لها‪ ،‬كذلك تختلف حالة الشاعر يف طريقة إلقاء الرسالة حسب المقام الذي يقتضيه فتتنوع ما ربي الرقة‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ويتمب المخاطب‬ ‫ر‬ ‫المتلف ومدى استجابته للرسالة) (‪،(16‬‬ ‫ي‬ ‫والغضب أو التوسط بينهما مع مراعاة (حالة‬
‫َ‬
‫الّصي ــح بالثقافة والذكاء لفهم مراد الشاعر وتحقيق أهدافه‪ ،‬فكأن الشاعر اتخذ من المخاطب الّصي ــح‬
‫تأثب‪ ،‬وشاعرنا ابن زيدون اتخذ من شخصية مشهورة‬ ‫وسيلة وغاية إليصال ما يريد وتحقيق ما يصبو إليه من ر‬
‫لتغيب ما يعانيه من سوء المعاملة والظلم والقسوة وبــهذا يتمكن الشاعر عن‬ ‫ر‬ ‫يف المجتمع كوالدة وسيلة‬
‫طريق المخاطب الّصي ــح الوصول إىل تحقيق المبتىع‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫الح َيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َل َ َ َ َ َ ِئ َق ر َ‬
‫َّصَ َ َ َ َ الي َ َ َ َ َأس ِمن َ َ َ َ َ َِك األم َ َ َ َ َل ‪ ‬وحَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََال تجنيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك دون ِ‬

‫‪ 14‬ـ ـ ينظر‪ :‬الحجاج في الشعر العربي بنيته وأساليبه‪ ،‬سامية الدريدي‪ ،‬إربد‪ ،‬عالم الكتب الحديثة‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ 02‬ص‪.36‬‬
‫‪ 15‬ـ ـ سيكولوجية االبداع في الفن واألدب‪ ،‬يوسف ميخائيل اسعد‪ ،‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.181‬‬
‫‪ 16‬ـ ينظر ‪:‬الحجاج مفهومه ومجاالته‪ ،‬حافظ إسماعيلي علوي‪ ،‬أربد‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.424‬‬

‫‪80‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُأعطي ِتَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ج َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََرة مَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا َسَ َ َ َ َ َ َ َ َ َأل‬ ‫الحس َ َ َ َ َ َ َ ََود ‪‬‬ ‫اوُ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك ِ يف‬‫وناج َ َ َ َ َ َ َ ََا ِ ِب ِ‬
‫ُ ُ َ‬
‫المفت َع َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫ُ ُ‬
‫زور َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ر‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫المفَ َ َ َ َ َ ََي ‪‬‬ ‫َورا َقَ َ َ َ َ َ َك سَ َ َ َ َ َ َ ُ‬
‫وغ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َر ِ‬ ‫حر ال ِعَ َ َ َ َ َ َدا‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ َ‬
‫المقت َبَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫ََُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ر َ‬ ‫ََ َ‬
‫وقَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََابل ِ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬ ‫َول ‪‬‬‫وأقبل َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِت ِ ِ يف وج َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ الق َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َُ ّ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫أبقيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ِحف َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا مَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا لَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ أزل‬ ‫َُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِلن ِذم َ َ َ َ َ َ َ َ ََا َ ال َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َو لَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ أزل ‪‬‬

‫العج َ َ َل‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ُ الَي َ َ َ بع َ َ َ‬ ‫َُ َق َ َ َد ََ َ َ َ َ ُ‬ ‫الجف َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا ‪‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َدَت ِك ِ ن تعج َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ي ِب‬
‫َ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬


‫َوَُ َ َ َ َ َ َ َ ََي َ ََتَ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك نَ َ َ َ َ َ َ َ َوا ي ال َعَ َ َ َ َ َ َ َ َ ل‬ ‫‪‬‬ ‫ع َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا َ ِاط َ ت َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك دوا ي ال ِقَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ر‬
‫مسبق يف ذهنه يريد من خالله تحقيق ذاته للوصول إىل‬ ‫يسب الشاعر من خالل هذه األبيات وفق تخطيط‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫إقناع الحبيبة والدة‪ ،‬بالرجوع إىل سابق عهدها‪ ،‬وينصحها بالبيث وعدم التعجل بالجفاء‪.‬‬
‫‪ َ َ َ 7‬المخاطُ المتخيل‪:‬‬
‫فعىل يف النص‪ ،‬وله عالقة‬ ‫ي‬ ‫واقىع له وجود‬ ‫مخاطب ً ي‬ ‫المخاطب المتخيل _ بحسب وجهة نظر آيز _ هو‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫ر‬
‫الحقيف‬
‫ي‬ ‫الحقيف إذ (ال يمكننا أن نتصور مخاطبا ضمنيا دون أن نستحّص المخاطب‬ ‫ي‬ ‫وطيدة بالمخاطب‬
‫الب يك عىل تجاوبات‬ ‫والتطورات التاريخية وحقبه الفنية‪ ،‬وهنا نكون إزاء تاري ــخ أدب من نوع جديد وظيفته ر‬
‫ري‬
‫(‬ ‫‪17‬‬
‫األدب) ‪.‬‬ ‫(‬ ‫ر‬ ‫ّ‬
‫الت يصدرونها عقب تلقيهم للعمل ر ي‬ ‫القراء‪ ،‬وأنواع األحكام ي‬
‫ممبة‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الضمت مكانة ر‬
‫ي‬ ‫الحقيف‪ .‬وقد احتل المخاطب‬ ‫ي‬ ‫تصوير للمخاطب‬ ‫يعت أن المخاطب المتخيل هو‬ ‫هذا ي‬
‫يف هذه القصيدة؛ نحو قوله‪:‬‬
‫الح َيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َل َ َ َ َ َ ِئ َق ر َ‬
‫َّصَ َ َ َ َ الي َ َ َ َ َأس ِمن َ َ َ َ َ َِك األم َ َ َ َ َل ‪ ‬وحَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََال تجنيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك دون ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اوُ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك ِ يف الحس َ َ َ َ َ َ َ ََود ‪ُ ‬أعطي ِتَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ج َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََرة مَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا َسَ َ َ َ َ َ َ َ َ َأل‬ ‫وناج َ َ َ َ َ َ َ ََا ِ ِب ِ‬
‫ُ ُ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫المفت َع َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫زور َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫وراقَ َ َ َ َ َ َ ِك ِسَ َ َ َ َ َ َحر ال ِعَ َ َ َ َ َ َدا المفَ َ َ َ َ َ ََي ‪ ‬وغ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َر ِ‬
‫ُ َ‬
‫المقت َبَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫ََُ‬
‫َول ‪َ ‬وقَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََابل ِ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َ‬
‫الق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ج‬‫و‬‫ف َ‬ ‫ر‬ ‫َت‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َو َأ َ‬
‫قب‬
‫ِ‬ ‫ِ ِي‬ ‫ِ‬

‫‪ 17‬ـ بناء املعنى وتجلي املوضوع الجمالي في شعر عبدهللا العش ي " القارئ الضمني أنموذجا (بحث(‪ ،‬مجلة قراءات‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص‪.235‬‬

‫‪81‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َُ ّ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫َُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِلن ِذم َ َ َ َ َ َ َ َ ََا َ ال َ َ َ َ َ َ َ َ َ َو لَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ أزل ‪ ‬أبقيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ِحف َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا مَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََا لَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ أزل‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كببا بالجفاء والشجن ونحن يف حّصة المحبوبة وهذا واضح من عذوبة‬ ‫يثب الشاعر يف داخلنا إحساسا ر‬ ‫ر‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫توج بكمية الحب الممزوج بالعتب الموجه إىل المحبوبة‪ ،‬فالشاعر يوجه عتابا يحمل‬ ‫ي‬ ‫الت‬‫الكلمات ورقتها ي‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫أب عامر ابن عبدوس‪ ،‬األمر‬ ‫الت تعرض لها من قبل الوزير ر ي‬ ‫نوعا ما من القسوة‪ ،‬وهذا ناتج عن كمية األذى ي‬
‫كبب من األلم والخيبة‪ ،‬إذ صار شاعرنا يتمت لو تعود به األيام لما كان له من حظوة‬ ‫الذي جعله يتحدث بكم ر‬
‫اجبت من ذنب وعصيان‪ ،‬يقابله حسن أخالق ابن زيدون‬ ‫اقبفت من األخطاء الكثبة‪ ،‬وما ر‬ ‫عند والدة‪ ،‬رغم ما ر‬
‫ر‬
‫ر‬
‫فالمتلف لهذه‬ ‫الذي يتحىل بالوفاء للمحبوبة رغم ما تقابله به من صد وهجران‪ ،‬بسبب تصديقها الوشاة‪،‬‬
‫ي‬
‫الوف المغدور‪ ،‬وهذه حجة دامغة أتخذها الشاعر‬ ‫األبيات يشعر بالعطف والحنان لحال ابن زيدون فهو ي‬
‫إليصال رسالته‪.‬‬
‫‪ َ َ 8‬حال المخاطُ‪:‬‬
‫ر‬ ‫َ‬
‫فالمتلف ليس مجرد أداة جامدة مستقبلة‬
‫ي‬ ‫ال بد للمتكلم من مراعاة حال المخاطب‪ ،‬ومراقبة حاله وتأملها؛‬
‫إنساب له هويته اإلنسانية واالجتماعية واللغوية والثقافية وخصائصه النفسية والذاتية‬
‫ي‬ ‫للخطاب‪ ،‬بل هوكائن‬
‫ر‬
‫الت تحكمه وتحدده‪:‬‬
‫ي‬
‫أ َ َ َ الحال ا جتما ي ‪:‬‬
‫ً‬
‫اجتماع‪ ،‬إذ توجد وشائج محكمة تربط اإلنسان‬ ‫ي‬ ‫تعتب اللغة يف جوهرها نظاما من العالمات يخضع لنسق‬ ‫ر‬
‫الميتافبيقية‪،‬‬ ‫اجتماع يف أعمق أعماق طبيعته‬ ‫يقتص الشعور باآلخرين‪ ،‬فهو‬ ‫الذاب‬ ‫ر‬ ‫"الوع‬ ‫بغبه؛ وذلك ألن‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫تعببا عن األنا فإنها تفبض وجود اآلخرين" (‪ ،)18‬ومادام المتكلم ال ينتج لنفسه فإن‬ ‫وما دامت حيلة اإلنسان ر‬
‫االجتماع يف مراعاة أحوال‬ ‫ر‬
‫عليه مراعاة الحالة االجتماعية للمخاطب‪ ،‬ومن الّصوري أن يلبم بالمعيار‬
‫ي‬
‫المخاطبي ومنازلهم‪( ،‬فال يكلم سيد األمة بكالم األمة وال الملون بكالم السوقة‪ ،‬ويكون يف قواه فضل التّصف‬
‫ر‬
‫(‪)19‬‬
‫يف كل طبقة) ‪ ،‬ومثل هذه العناية بأحوال المخاطب نجدها شاخصة يف شعر ابن زيدون وهو يخاطب‬
‫ر‬
‫المتلف‪ ،‬إذ تشعر بأن ابن زيدون ال‬ ‫الت يتكلم بها الشاعر قريبة من نفس‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫المستكف‪ ،‬فالطريقة ي‬
‫ي‬ ‫والدة بنت‬

‫‪ 18‬ـ الخطاب في نهج البالغة بنيته وأنماطه ومستوياته‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،1‬حسين العمري‪ ،‬ص‪.144‬‬
‫‪ 19‬ـ قراءة النص وجماليات التلقي بين املذاهب الغربية الحديثة وتراثنا النقدي‪ ،‬محمود عباس عبد الواحد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.135‬‬

‫‪82‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫فيعب بطريقة عفوية تعكس ما يعانيه من خيبة أمل‬ ‫ر‬ ‫يتكلف يف طريقة االلقاء وإنما يتحدث عىل سجيته‬
‫األمبة‪.‬‬
‫تعرض لها من أقرب الناس وأحبهم إىل قلبه عشيقته المدللة‪ ،‬والدة ر‬
‫ّ‬
‫َ َ الحال التأَرم‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫يعتب االنسان المخاطب مزيجا من ذهن وعقل ونفس وانفعال‪ ،‬األمر الذي يحتم عىل المتكلم مراعاة عالقة‬ ‫ر‬
‫ً‬
‫(الباتوس يستند عىل‬
‫ي‬ ‫النص بالمخاطب وخصوصا من الناحية النفسية االنفعالية‪ ،‬وعىل هذا فإن الحجاج‬
‫االنفعاىل جانب مهم يف الحياة اإلنسانية‪،‬‬ ‫ر‬
‫للمتلف) (‪ ،)20‬فالجانب‬ ‫النوازع واألهواء واالنفعاالت النفسية‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫يستطيع الشاعر إذا تمكن من الدخول إىل بؤرة عواطف ونوازع وميول‪ ،‬المخاطب من الوصول إىل إقناعه؛‬
‫إذ (يستعمل اللوغوس اللغوي يف رسالته التواصلية يف شكل موجهات وتقنيات حجاجية إقناعيه‪ ،‬أما السامع‬
‫ويعت كل هذا أن الخطاب‬ ‫البغيب ر‬
‫والبهيب أو بعالم األهواء واالنفعاالت‪،‬‬ ‫فبتبط بالباتوس أو بثنائية ر‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫يثب المستمع بتوظيف الباتوس أو األهواء‪ ،‬مع مراعاة الحس المشبك أو القيم الثقافية‬ ‫ر ي‬
‫الحجاج ر‬
‫ر‬
‫المشبكة)(‪.(21‬‬
‫ينبىع ألجل إقناع شخص ما إثارة انفعاله أي ميوله‬ ‫ي‬ ‫مايب عىل أهمية الباتوس بالقول‪" :‬بأنه‬ ‫ويؤكد ميشيل ر‬
‫وتعتب نوازع النفس واألهواء من أركان هذا الخطاب‬ ‫ر‬ ‫وأذواقه ورغباته واعتقاداته واستعداداته" (‪،)22‬‬
‫للتأثب يف القلب والوجدان والعقل والفعل عىل حد سواء‪ ،‬وابن زيدون من‬ ‫ر‬ ‫األساسية؛ ألن الحجاج يسىع‬
‫االنفعاىل والتأثري يف المخاطب لتحقيق مهمة إقناع‬ ‫ي‬ ‫الشعراء الذين وجهوا عنايتهم الفائقة إىل الجانب‬
‫ً‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫المتلف وإحساسا بالتفاعل‬ ‫ي‬ ‫المتلف بإثارة عواطفه وأحاسيسه‪ ،‬فيولد هذا االنفعال وتلك اإلثارة استجابة لدى‬ ‫ي‬
‫النص‪ ،‬ومن ذلك قول ابن زيدون‪:‬‬ ‫ّ‬
‫مع‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫عليَ َ َ َ َ َ َ َِك ال َسَ َ َ َ َ َ َا ُ َسَ َ َ َ َ َ َا ُ الَ َ َ َ َ َ َ ََودا ‪َ ‬ودا َ َ َ َ َ َو م َ َ َ َ َ ََات قب َ َ َ َ َ َ ََل األج َ َ َ َ َ َل‬
‫َ َ‬ ‫َ ر‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫َومَ َ َ َ َ َ َ ََا ِب ِا ِتيَ َ َ َ َ َ َ ََار َسَ َ َ َ َ َ َ َلي عنَ َ َ َ َ َ َ َ َِك ‪َ ‬ول ِ ن َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ي ُم َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََر بطَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َو َل َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َدر َقل َ َ َ َ َ َ َ َ ي َ َ َ َ َ َ َ‬
‫َف ال َ َ َ َ َ ََيو ‪ ِ ‬ىل أن َرأ س َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََية ُامت َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬ ‫ِي‬

‫‪ 20‬ـ ينظر‪ :‬الحجاج مفهومه ومجاالته‪ ،‬حافظ إسماعيلي علوي‪ ،‬أربد‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.246/1‬‬
‫‪ 21‬ـ ـ ـ ينظر‪ :‬من الحجاج الى البالغة الجديدة‪ ،‬جميل حمداوي‪ ،‬أفريقيا الشرق‪ ،2014،‬املغرب‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ 22‬ـ ينظر‪ :‬الحجاج مفهومه ومجاالته‪ ،‬حافظ إسماعيلي علوي‪ ،‬أربد‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.414/ 1‬‬

‫‪83‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ر َ‬ ‫َ‬
‫َوليَ َ َ َ َ َ الَ َ َ َ َ َ م قَ َ َ َ َ ََاد َعفَ َ َ َ َ ََوا ِ ليَ َ َ َ َ َ َِك ‪‬‬
‫َ‬
‫َان ال َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِل‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫و‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ ِ ين ال‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫المقَ َ َ َل‬ ‫‪‬‬ ‫حيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َُل ع و َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َة ذا اللَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ََ ِمَ َ َ َن ال ُس َ َ َق ِ ِتلَ َ َ ََك‬ ‫ويش َ َ َ ي‬
‫ً‬
‫تأثبا من الناحية النفسية عندما يتمكن من السيطرة عىل الناحية النفسية‬ ‫يكون الخطاب الشعري أكب ر‬
‫ه (روحانية تتلبس باألوهام واألفهام‪ ،‬دون األجسام واألجرام) (‪.(23‬‬ ‫للمخاطب ي‬
‫الت وظفها الشاعر ابن زيدون تبدو يف منتىه الرقة والعذوبة بحيث‬ ‫ر‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫فهذه األلفاظ السهلة والعبارات المؤثرة ي‬
‫تستطيع بسحر لطفها أن تالمس وجدان المخاطب‪ ،‬وتتغلل إىل أعماق مشاعره فينقاد طائعا ويعود تائبا‪،‬‬
‫وهذا االقتناع هو الهدف األساس من الخطاب‪ ،‬إذ ال تقتّص أهمية الخطاب عىل الجانب اللغوي وحده‪،‬‬
‫ر‬
‫للمتلف‪.‬‬ ‫عمليت اإليصال واالستهواء كالحالة النفسية والعاطفية‬‫ر‬ ‫ر‬
‫عوامل عديدة أخرى يف‬ ‫وإنما تسهم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫قاف والفكرم‪:‬‬ ‫ج َ َ َ الحال ال ي‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫وبالتاىل فإن ذلك يتطلب من المتكلم مراعاة‬ ‫ي‬ ‫إن الهدف األساس من أي خطاب موجه هو اإلقناع واإلفهام‪،‬‬
‫ا‬ ‫ً‬ ‫ً ّ‬
‫فلك يكون الخطاب مقنعا ال بد أن يكون واضحا قابل للفهم‪،‬‬ ‫والثقاف للمخاطب‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫المستوى اللغوي والفكري‬
‫المتلف للخطاب‪ ،‬وهذا التباين هو الذي يسمح بتداول نمط‬ ‫ر‬ ‫وال يكون كذلك إال إذا راع مدى استيعاب‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫غبه‪ ،‬تبعا لتباين جميع األفراد الذين يتلقون الثقافة ذاتها(فالعناض الثقافية داخل‬ ‫معي من األنماط دون ر‬ ‫ر‬
‫االجتماع كاألعراف والتقاليد‪ ،‬والدين‪ ،‬والطقوس‪ ،‬واإليديولوجيات إىل جانب‬ ‫ي‬ ‫الخطابات تحتوي عىل الهيكل‬
‫بعي االعتبار البيئة الفكرية والثقافية‬ ‫الت تؤطر فكر أبنائها) ‪ 24‬فالشاعر يأخذ ر‬ ‫احتوائها عىل البنية الفكرية ر‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫يف إنتاج الخطاب‪ ،‬يقول ابن زيدون مخاطبا والدة‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َر‬
‫رت أ َ َ َ َ َ َ َ َ ََل الكَ َ َ َ َ َ َ َ َا ِ ‪َ ‬وأوت َ َ َ َ َ َ َ ِ ُ م َ َ َ َ َ َ ََا ِبعل َ َ َ َ َ َ َ ِ الج َ َ َ َ َ َ َدل‬ ‫ِ‬ ‫َا‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ن‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫أ‬

‫فالشاعر هنا يخاطب محبوبته والدة عىل وفق ما تحمله من مرجعيات ثقافية واجتماعية وفكرية وكذلك‬
‫حسب مكانتها يف المجتمع؛ فيضمن إيصال خطابه إليها بسهولة يك يحقق اإلقناع وهو الهدف المنشود‬
‫ً‬
‫الذي يسىع إليه جاهدا من بداية القصيدة‪.‬‬

‫‪ 23‬ـ ينظر‪ :‬الحجاج مفهومه ومجاالته‪ ،‬حافظ إسماعيلي علوي‪ ،‬أربد‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.453/1‬‬
‫‪ 24‬ـ ينظر‪ :‬الحجاج مفهومه ومجاالته‪ ،‬حافظ إسماعيلي علوي‪ ،‬أربد‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.463/1‬‬

‫‪84‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫الخاتمة‬
‫سعت دراسة قصيدة ابن زيدون‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َل َ َ َ َ َ ِئ َق ر َ‬
‫الح َيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َل‬
‫وحَ َ َ َ َ َ َ َ َ ََال تجنيَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َِك دون ِ‬ ‫أس ِمن َ َ َ َ َ َِك األ َم َ َ َ َ َل ‪‬‬
‫َّصَ َ َ َ َ ال َي َ َ َ َ َ ُ‬

‫العاطف يف الشعر‪ ،‬واستجالء دور الحجاج بالعاطفة وكشف وظيفته‬ ‫ي‬ ‫إىل محاولة إماطة اللثام عن الحجاج‬
‫ر‬ ‫ّ‬
‫الت ظلت محل شك وريبة عند بعض النقاد كما رأينا‪ ،‬باعتبار أن‬ ‫اإلقناعية يف النص ًالشعري‪ ،‬هذه الوظيفة ي‬
‫التأثب واإلقناع‪،‬‬ ‫ر‬
‫للمتلف‪ ،‬وإنما ينحش غرضه يف‬ ‫الشاعر ال يسىع أبدا إىل االخبار وال يقصد تقديم معلومات‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫تغيب‬
‫التأثب يف محبوبته (والدة) والدفع بها إىل ر‬ ‫ر‬ ‫فالشاعر ابن زيدون يف هذا النص موضع الدراسة يسىع إىل‬
‫إيجاب من قضيته‪.‬‬
‫ري‬ ‫وتبت موقف‬
‫ي‬ ‫السلت منه‬
‫ري‬ ‫موقفها‬
‫المصادر والمراجع‬
‫حوف وبدوي طبانة‪ ،‬دار‬
‫ي‬ ‫األثب‪ ،‬ضياء الدين‪ ،‬المثل السائر يف أدب الكاتب والشاعر‪ ،‬تقديم أحمد‬ ‫‪ .1‬ابن ر‬
‫النهضة‪ ،‬مّص‪ ،‬ط‪ ،1973 ،2‬ج‪ ،9‬ص‪.17‬‬
‫ّ‬ ‫وبوبه ر‬ ‫‪ .2‬ابن زيدون‪ ،‬الديوان‪ ،‬ص‪ ،394‬ط‪ ،1990 ،1‬حققه ّ‬
‫وشحه وضبط بالشكل أبياته‪ ،‬حنا الفاخوري‪،‬‬
‫دار الجيل‪ ،‬رببوت‪.‬‬
‫حجاج لنص شعري معاض‪ ،‬مجلة دراسات الصادرة‬ ‫ر ي‬ ‫‪ .3‬أبو بكر العزاوي‪" ،‬الحجاج والشعر" نحو تحليل‬
‫عن سال‪ ،‬المغرب‪ ،‬العدد السابع‪ ،1992 ،‬ص‪.99‬‬
‫‪ .4‬أبو بكر العزاوي‪ ،‬اللغة والحجاج‪ ،‬العمدة يف الطبع‪ ،‬المغرب‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص‪.27‬‬
‫‪ .5‬أرسطو‪ ،‬الخطابة‪ ،‬ص‪ 82‬إىل ‪.134‬‬
‫الحسي بنو هاشم ‪:‬ص‪.215‬‬ ‫ر‬ ‫‪ .6‬بالغة الحجاج األصول اليونانية‪ ،‬د ‪.‬‬
‫‪ .7‬بالغه المخاطب‪ ،‬البالغة العربية من انتاج الخطاب السلطوي اىل مقاومته‪ ،‬عماد عبد اللطيف )بحث)‬
‫ص‪.14‬‬
‫ً‬ ‫‪ .8‬بناء المعت وتجىل الموضوع الجماىل ف شعر عبد للا ر‬
‫الضمت أنموذجا (بحث( ص‪.235‬‬‫ي‬ ‫العش " القارئ‬
‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬
‫الحجاج يف كليلة ودمنة البن المقفع‪ ،‬حمدي منصور‪.33،‬‬ ‫ر ي‬ ‫‪ .9‬بنية الخطاب‬
‫والتبيي‪ ،‬الجاحظ ‪.105/1،‬‬‫ر‬ ‫‪.10‬البيان‬
‫التلف وشعر ما قبل اإلسالم يف العقد الحديث‪ ،‬ص‪.110‬‬ ‫ر‬
‫‪ .11‬ي‬
‫‪85‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬
‫اإلسالم‪،‬‬
‫ي‬ ‫القرطاجت‪ ،‬منهاج البلغاء وشاج األدباء‪ ،‬تقديم محمد حبيب بن خوجة‪ ،‬دار المغرب‬‫ي‬ ‫‪.12‬حازم‬
‫رببوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،1981‬ص‪.62‬‬
‫العرب‪ ،‬سامية الدريدي‪ ،‬ص‪.36‬‬ ‫ري‬ ‫‪.13‬الحجاج يف الشعر‬
‫‪.14‬الحجاج مفهومه ومجاالته‪ ،‬ص‪.424‬‬
‫‪.15‬الحجاج وبناء الخطاب‪ ،‬أمينة الدهري‪.20،‬‬
‫حسي العمري‪ ،‬ص‪.144‬‬ ‫ر‬ ‫‪.16‬الخطاب يف نهج البالغة‪ ،‬د‪.‬‬
‫‪.17‬سيكولوجية االبداع يف الفن واألدب‪ ،‬يوسف ميخائيل اسعد‪ ،‬ص‪.181‬‬
‫‪.18‬ضمن الحجاج مفهومه ومجاالته‪ ،‬ص‪.246/1‬‬
‫قنيت‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫ي‬ ‫‪.19‬فن الخطابة‪ ،‬ترجمة عبد القادر‬
‫‪ .20‬يف بالغة الحجاج‪ ،‬د‪ .‬محمد مشبال‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫التلف‪ ،‬د‪ .‬محمود عباس عبد الواحد‪ ،‬ص‪.135‬‬ ‫‪.21‬قراءة النص وجماليات ر‬
‫ي‬
‫الجامىع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.232‬‬
‫ي‬ ‫‪.22‬محمد العبد‪" ،‬النص والخطاب واالتصال" األكاديمية الحديثة للكتاب‬
‫الواىل‪ ،‬يف خطابة أرسطو الباتوسية‪ ،‬ص ‪.48‬‬ ‫ي‬ ‫‪.23‬محمد‬
‫العرب‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،1987،‬ص‪.72‬‬ ‫ّ‬
‫ري‬ ‫الثقاف‬
‫ي‬ ‫‪.24‬محمد مفتاح دينامية النص‪ ،‬المركز‬
‫‪.25‬من الحجاج اىل البالغة الجديد‪ ،‬د‪ .‬جميل حمداوي‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪86‬‬
‫‪International Journal of Educational Sciences and Arts, London‬‬ ‫‪Vol (3), No (6), 2024‬‬
‫‪https://doi.org/10.59992/IJESA.2024.v3n6p4‬‬ ‫‪E-ISSN 2976-7237‬‬

You might also like