Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 2

‫رب أن ت الواح د املنف رد‬

‫وك أ ِن لس ان حال ه يق ول‪ :‬أ ي ا ِ‬ ‫‪:‬‬ ‫املالىن اإلمجايل‬ ‫سورة االنبياء‬


‫ب وم ن ذل ك أن م ا و ع يل‬‫ص وعي ن‬
‫با لوهي املن ِه عن ك ل نق ن‬
‫ليس بظلم منك فأنت الكامل ِف أمسائك وصفاوك املن ِه ع ن‬
‫ه ه الدعوة من الدعوات الالظيم املبارك ِف كتاب ربنا جل شأنه‬
‫(بسم هللا الرمحن الرحيم)‬
‫جل ِف ُعاله إىل أهل (نينوى) من‬
‫بالثه َّ‬ ‫دعاء يونس عليه السالم ال‬
‫ك ل س وء ف إّن ةلم ت نفس ل واعرتف ت ب نيب بتالريي ل‬
‫اَّلل والاىل ِف ع ِدة مواضع‬
‫ص لنا كتاب َّ‬
‫أرض موصل ِف الالراق و د ِ‬ ‫ُّون إِ ْذ َذ َهب مغَ ِ‬
‫اضبًا فَظَ َّن‬ ‫﴿ و َذا الن ِ‬
‫لله الك فتي ِمن ه ا اإل رار‪ :‬طل ب الغف ران من ه ج ِل وع ال‬
‫عنهم كما ِف ه ه السورة وِف سورة (ال ِ افِات) وِف سورة (ن)‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ادى ِِف‬ ‫أَ ْن لَ ْن نَ ْق ِد َر َعلَْي ِه فَ نَ َ‬
‫والتجاوز عنه وإنقاذه ممِا هو في ه م ن الك رب والش دة ب أل ف‬
‫دالل على أ يتها ملا فيها من اتكم والفوائد اجلليل ِف م احل‬
‫الكلمات ‪.‬‬
‫الدين والدنيا واآلخرة و د ذكرت لنا التفاسري‪:‬‬
‫أنواد الظلم ‪:‬‬ ‫ت‬ ‫الظُّلُم ِ‬
‫ات أَ ْن َال إِلَهَ إَِّال أَنْ َ‬
‫املختص به ِإما بنق ان‬ ‫((الظلم‪ :‬وضع الشلء ِف ري موضاله‬
‫اَّلل والاىل باإلميان به‬
‫اَّلل وبارك ووالاىل أرسله إىل ومه فدعاهم إىل َّ‬
‫أن َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫فأبوا عليه ومل يؤمنوا ومتادوا ِف كفرهم فوعدهم بالال اب بالد ثالث‬
‫ِ‬ ‫ك إِِّن ُك ْن ُ ِ‬
‫وإما بالدول ِف و ته أو مكانه وهو ثالث أنواد‪:‬‬
‫أو ب يادة ِ‬ ‫فظن أن‬
‫اَّلل والاىل ِ‬
‫مث خرغ من بني أةهرهم مغاضباً هلم بل أن يأمره َّ‬ ‫ت م َن الظَّال ِم َ‬
‫ني‬ ‫ُس ْب َحانَ َ ِ‬
‫اَّلل والاىل وأعظمه‪ :‬الكفر‬
‫ا ول‪ :‬ةلم بني اإلنسان وبني َّ‬ ‫فلما حت ِققوا من ذلك‬
‫اَّلل والاىل لن يقيل عليه عقوب وال بالء ِ‬
‫َّ‬
‫والشرك والنفاق‪.‬‬ ‫النيب ال يك ب خرجوا إىل ال حراء بأطفاهلم وأنالامهم‬
‫وعلموا أ ِن َّ‬
‫(‪﴾ )78‬‬
‫والثاّن‪ :‬ةلم بينه وبني الناس‪.‬‬ ‫اَّلل عنهم‬ ‫اَّلل والاىل وجأروا إليه‪ ...‬فرفع َّ‬ ‫ويرعوا إىل َّ‬ ‫ومواشيهم‪ ...‬مثِ ِ‬ ‫‪::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::‬‬
‫والثالث‪ :‬ةلم بينه وبني نفسه)‬ ‫ت فَ نَ َف َال َها إِميَانُ َها إَِّال‬
‫آمنَ ْ‬
‫ت َ ْريَ ٌ َ‬
‫الال اب ال سبحانه‪﴿ :‬فَلَ ْوَال َكانَ ْ‬ ‫شرح الكلمات‪:‬‬
‫وي من ه ا ال دعاء م ن كم ال التوحي د والالبودي ِف‬ ‫اب ا ِْ ْ ِ ِِف ا ْتَيَاةِ الدُّنْيَا‬ ‫ش ْفنَا َعنْ ُه ْم َع َ َ‬ ‫آمنُوا َك َ‬
‫س ل ََّما َ‬‫َ ْوَم يُونُ َ‬ ‫مَّت عليه السالم وأُضيف إىل الن ون ال‬
‫وذا النون‪ :‬هو يونس بن َّ‬
‫ثالث م الب عظيم ‪:‬‬ ‫ني﴾([‪.)]4‬‬ ‫ِ‬
‫اه ْم إِ َىل ح ن‬
‫َّالنَ ُ‬
‫َوَمت ْ‬ ‫ن حوو‬ ‫ه و ات وت ِف ول ه وال اىل كوال وك ن ك احب ات وت‬
‫اَّلل ع وج ل ﴿ َال إِلَ هَ‬
‫‪ – 1‬إثب ات كم ال ا لوهي واخت اص ها ب َّ‬ ‫وأما يونس عليه السالم فإنه ذهب فركب مع القوم ِف السفين‬ ‫كبرية ابتاللته‪.‬‬
‫ت﴾ ‪.‬‬‫إَِّال أَنْ َ‬ ‫فلججت هبم وخافوا أن يغر وا فا رتعوا على رجل يلقونه من‬ ‫إذ ذهب مغاضباً‪ :‬أ لربه والاىل حيث مل يرجع إىل ومه مل ا بلغ ه أن‬
‫ب وس وء‬ ‫نقص وعي ن‬
‫‪ – 2‬إثبات كمال التن يه ََّّلل والاىل عن كل ن‬ ‫بينهم‪...‬فو الت القرع على يونس فأبوا أن يُلقوه مث أعادوها ثالث‬ ‫هللا رفع عنهم الال اب‪.‬‬
‫ك﴾ ‪.‬‬
‫﴿س ْب َحانَ َ‬
‫املتيمن لكماله والاىل من كل الوجوه‪ُ :‬‬ ‫اه َم فَ َكا َن ِم َن‬
‫سَ‬ ‫مرات فو الت عليه ال والاىل‪﴿ :‬فَ َ‬ ‫فظ ن أن ل ن نق در علي ه‪ :‬أ أن ل ن هبس ه وني ي علي ه ِف ب ن‬
‫‪ – 3‬االعرتاف بال نب وا أ املتيمن ل لب املغف رة املس تل م‬ ‫اَّلل والاىل من‬
‫ني﴾([‪ )]5‬فألقى بنفسه ِف البحر فأرسل َّ‬ ‫يَ‬ ‫الْم ْدح ِ‬
‫ُ َ‬ ‫اتوت من أجل مغاضبته‪.‬‬
‫ت ِم َن‬
‫لكم ال الالب ادة م ن ا ي ود وال ل ََّّلل وال اىل‪﴿ :‬إِِِّن ُك ْن ُ‬ ‫َّ‬
‫جل شأنه أال يأكله بل‬ ‫اَّلل َّ‬
‫البحر حوواً عظيماً فالتقم يونس وأوحى َّ‬ ‫ات مج ع ةلم ‪ :‬وه ل ةلم اللي ل‬ ‫كِف الظُّلُم ِ‬
‫َ‬ ‫ادى نادان ا ِ‬ ‫كفَ نَ َ‬
‫ِ‬
‫ني﴾ ‪.‬‬ ‫الظَّال ِم َ‬ ‫يبتلاله ليكون ب نه له سجناً([‪.)]6‬‬ ‫ت يالب د‬ ‫وةلم البح ر وةلم ب ن ات وت كأَن الَّ إِلَ هَ إِالَّ أَن َ‬
‫ادى ِِف الظُّلُم ِ‬
‫ات﴾‪:‬‬ ‫فلما صار عليه السالم ِف ب ن اتوت ﴿فَ نَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ك والالي ت وون ه ت كإِِّن ُكن ُ ِ‬
‫فتيمن ه ا الدعاء املبارك أنواد التوحيد الثالث ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت م َن الظَّ ال ِم َ‬
‫ني‬ ‫ِ‬ ‫كس ْب َحانَ َ‬
‫ويق د ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(( ال ابن مسالود رضى هللا عنه ‪ :‬ةلم ب ن اتوت وةلم البحر‬ ‫حيث ورك مداوم وم ه وال ل عل يهم أو ِف ا روغ م ن ري إذن‬
‫ووحي د ا لوهي املتي ِمن لتوحي د الربوبي ِف ول ه وال اىل( َال إلَ هَ‬
‫ال ختفى‬ ‫وةلم الليل))([‪ )]8‬فاستغاث بربه السميع الالليم ال‬
‫ك))‬ ‫ت) ‪ -.‬وووحيد ا مساء وال فات ِف وله‪ُ (( :‬س ْب َحانَ َ‬ ‫إَِّال أَنْ َ‬ ‫له فن ِه ربِه عن الظلم ونسبه إىل نفسه اعرتافاً واستحقا اً‪.‬‬
‫فه ه أن واد التوحي د ال ل عليه ا الف الح والنج اح ِف ال دنيا‬ ‫اَّلل والاىل‬
‫عليه خافي ِف السماء وا رض مهما د ِت وخفت فأجناه َّ‬ ‫وم ا دع ا داد ب دعاء ي ونس علي ه الس الم‪ :‬إال ف ِرغ هللا ه ودف ع‬
‫واآلخرة‪.‬‬ ‫كما هل سنته مع املوحدين املخل ني الداعني ‪.‬‬ ‫كربه وأجناه من كل بلي ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫ا ا ا ا ا ْ ا ُ ْ ا ا ا ِّ‬
‫َل ِإله ِإَل أنت سبحانك ِإني‬ ‫يتيمن الكمال‬
‫صح اعتقاد أهل السن واجلماع أن التن يه ِ‬ ‫‪ِ -12‬‬ ‫الفوائد ‪:‬‬
‫ا‬ ‫ُ ْ ُ ا ا‬ ‫ك﴾ أ أن هك عن‬ ‫رب الالاملني فإن وله‪ُ ﴿ :‬س ْب َحانَ َ‬
‫والتالظيم ََّّلل ِ‬ ‫‪ -1‬فييل دعوة ذ النون‪ :‬كال إله إال أنت سبحانك إّن كنت‬
‫كنت مِن الظالِمِي‬ ‫كل سوء ومن ذلك ما و ع مين فإنه ليس بظلم منك فإنِك ون ِه‬ ‫ِِ‬ ‫من الظاملني ‪ .‬إذ ورد أنه ما دعا هبا مؤمن إال استجيب له‬
‫عنه وإمنا بسبب جنايل على نفسل فدل أن التن يه يتيمن الثناء‬
‫و وله والاىل‪ :‬كوك لك ننجل املؤمنني يقو ه ا ا ل‪.‬‬
‫والتالظيم من كل الوجوه ‪.‬‬
‫رب‬
‫ويمن ه ا الدعاء اجلليل صدق الالبودي ََّّلل والاىل ِ‬
‫‪ِ -2‬‬
‫‪ -13‬من كانت له حاج عند ربه وبارك ووالاىل فليدد هللا هب ا‬
‫الالاملني من كل الوجوه‪.‬‬
‫الدعاء ال دعا به نيب هللا يونس عليه السالم َع ْن َس ْالد بن أيب‬
‫سلسلة تفسري القران العظيم اإلصدار رقم ( ‪) 021‬‬ ‫ول َِّ‬ ‫‪ -3‬أن الدعاء كما يكون طلباً صرحياً يكون ك لك والريياً‬
‫اَّلل صلى هللا عليه وسلم ‪" :‬‬ ‫ال َر ُس ُ‬
‫ال ‪َ َ :‬‬ ‫و اص رضل هللا عنه َ َ‬
‫متيمناً لل لب ‪.‬‬
‫وت ‪ :‬ك الَ إِلَهَ إِالَّ أَنْ َ‬
‫ت‬ ‫ُّون إِ ْذ َد َعا و ُهو ِِف ب ْ ِن ا ْت ِ‬ ‫َد ْعوةُ ِذ الن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -4‬أن ه ه ال يغ مجالت آداب الدعاء وأسباب اإلجاب‬
‫د ِهبَا َر ُج ٌل ُم ْسلِ ٌم ِِف‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫مل‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ف‬ ‫ني‬‫م‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‬‫َّ‬
‫ظ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬‫ِ‬
‫َ‬
‫ُ ْ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُس ْب َ َ َ ِ ُ ْ ُ َ‬
‫م‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ّن‬ ‫إ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ا‬‫ح‬
‫فيحسن بالالبد أن يكثر منها حال دعائه وكربه و مومه‬
‫اَّللُ لَهُ " [ رواه الرتم ] ‪.‬‬ ‫اب َّ‬‫استَ َج َ‬ ‫َشل نء َ ُّ‬
‫ط إِالَّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫وشدائده كما أخل ب لك الشارد اتكيم ‪.‬‬
‫‪ -14‬عالغ اهلم والكرب والبالء وات ن يكون باإلميان والالمل‬
‫باَّلل والاىل‬
‫‪ -5‬ه ه الدعوة فيها من كمال التوحيد واإلميان َّ‬
‫ال احل ال والاىل‪“ :‬من عمل صاتاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن‬
‫ينبغل لكل داد أن ييمن ه ه امليامني ِف أدعيته ‪.‬‬ ‫ال‬
‫فلنحيينه حياة طيب ولنج ينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يالملون”‬
‫واهلم‬
‫‪ -6‬فيه دالل على أن التسبيح سبب لإلجناء من الكرب ِ‬
‫“سورة النحل آي ‪ 98‬وخري عالغ للهم والكرب والبالء راءة‬ ‫كما ال والاىل‪﴿ :‬ولَ َق ْد نَ ْاللَم أَنَّ َ ِ‬
‫ص ْد ُر َك ِِبَا يَ ُقولُو َن *‬
‫ك يَيي ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫القرآن الكرمي بتدبر فهو ربيع القلوب ونور ال دور وجالء ا ح ان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين﴾([‪.)]14‬‬ ‫ِ‬
‫الساجد َ‬
‫ك َوُك ْن م َن َّ‬ ‫سبِِ ْح ِِبَ ْم ِد َربِِ َ‬
‫فَ َ‬
‫وذهاب اهلموم والغموم والشفاء جلميع ا مراض البدني والقلبي ال‬
‫‪ -8‬إن التوحي د واإلمي ان واإل رار بال نوب م ن أك ل‬
‫والاىل‪“ :‬ولو جاللناه رآناً أعجمياً لقالوا لوال ف لت آياوه أعجمل‬
‫أسباب النجاة من مهالك الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫وعريب ل هو لل ين أمنوا هدى وشفاء وال ين ال يؤمنون ِف آذاهنم‬
‫ل وال‬ ‫نوب م ن أعظ م ا س باب املوجب‬ ‫‪ -7‬إن ال‬
‫و ر وهو عليهم عمل أولئك ينادون من مكان باليد”‪ .‬سورة ف لت‬
‫النالم وح ول النقم ‪.‬‬
‫آي ‪.44‬‬
‫‪ -9‬ينبغ ل أن ي دعو الالب د ِبس ن ة نِن عظ يم ِف ح ِ‬
‫‪ِ -15‬ف ه ه اآلي إ رار بالتوحيد ‪ ,‬وإثبات للتن يه ‪ ,‬واعرتاف‬
‫اَّلل وال اىل يالامل ه عل ى‬
‫رب ه وال اىل ح ال دعائ ه ف إن َّ‬
‫بال نب ‪ ,‬وهل أركان ثالث عليها وقوم الالبودي وهبا ينال ما عند هللا‬
‫فوائد من تفسري سورة االنبياء االية ‪78‬‬
‫حسب ةنِه به‪.‬‬
‫من ل ف ورمح ورزق وهداي ‪ ,‬وهل ا فرغ هللا عن يونس عليه‬
‫‪ -11‬إن ما يو ع على الالبد من امل ائب فإن سببها وق ريه ِف‬
‫السالم ملا اهلا ‪ ,‬ويفرغ عن كل من اهلا من املؤمنني‪.‬‬
‫هتدى وال وباد‬ ‫ح ربه والاىل‪.‬‬
‫وهللا اعلم ‪....‬‬
‫وال ونسونا من صاحل دعائكم‬ ‫اَّلل‬
‫‪ -11‬إن كل ا ل مهما كانت روبهم ومن لتهم مفتقرون إىل َّ‬
‫ا‬ ‫وصلى هللا على حممد وعلى اله وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫يفروا إليه وحده بالدعاء والرجاء والر ب والرهب ‪.‬‬
‫والاىل فالليهم أن ِ‬
‫أعدها (عزمي إبراهيم عزيز)‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

You might also like