Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫ملخص محاضرة‪:‬‬

‫"المدخل إلى عـلوم القرآن والتفسير"‬


‫للشيخ| أحمد بن يُوسُف السيد‬
‫‪-‬حفظه الله‪-‬‬
‫مقدِّمة‪:‬‬
‫ُّ‬
‫تصور جيد عن‬ ‫‪-‬من الوسائل التي تُعين طالب العلم على معرفة التخصص الذي يميل إليه‪ :‬أن يكون لديه‬
‫العلوم الشرعية‪ ،‬فيتعرف عليها ُّ‬
‫تعرفًا تفصيليًا‪.‬‬

‫أول ًا‪ :‬التعر یف بعلوم القرآن وموضوعاـته‪:‬‬


‫تعر يف علوم القرآن‪:‬‬
‫‪-‬هي المباحث الكلیة التي تتعلق بالقرآن من ناحیة نزوله وترتیبه وجمعه وكتابته وتفسیره وإعجازه وناسخه‬
‫ومنسوخه وغیر ذلك‪.‬‬
‫فاـئدة‪ :‬تأتي تعر یفات المصطلحات في العلوم الشرعية على قسمین‪:‬‬
‫الأول‪ :‬تعر یفات ینبغي أن تُحفظ بنصها؛ لأنه تدل على معن ًى محددٍ لا يُعب ِّر عنه إلا هذا التعر يف‪.‬‬
‫الثانـي‪ :‬تعر يفات لا تحتاج إلى حفظ حدٍ معیَّ ٍ‬
‫ن من الألفاظ؛ إنما تحتاج إلى أن يفهم الطالبُ المعنى العام‬
‫منها‪ ،‬ثم ي ُعب ِّر عنها بما شاء من الألفاظ‪ ،‬فلا يحتاج إلى إلتزام ألفاظ معينة في حدِّ التعر يف‪.‬‬

‫موضوعاـت علوم القرآن‪:‬‬


‫‪-‬وهي أهم المباحث التي تشتمل عليها علوم القرآن؛ وهي كالتالي‪:‬‬
‫الأول‪ :‬علم نزول القرآن‪ :‬یشمل أسباب النزول‪ ،‬والمكي والمدني‪ ،‬والأحرف السبعة‪ ،‬وكیفیة إنزال‬
‫القرآن‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬علم جمع الـقـرآن‪ :‬یشمل تدوين المصحف‪ ،‬وتاریخ ذلك التدوین‪ ،‬ورسم المصحف‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬علم القراءات‪ :‬يدخل فيه علم التجوید‪ ،‬وأنواع القراءات وتوجيهها‪ ،‬وطبقات َّ‬
‫القراء‪ ،‬وغیر ذلك‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬علم معاني القرآن‪ :‬یدخل فیه غریب القرآن‪ ،‬وإعراب القرآن‪ ،‬وم ُشكل القرآن‪ ،‬وم ُتشابه القرآن‪،‬‬
‫وقد یدخل فیه إعجاز القرآن من جهة البلاغة‪.‬‬
‫الخامس‪:‬علم التفسیر‪ :‬يندرج تحته تاریخ علم التفسیر‪ ،‬و ُّأصول التفسیر‪ ،‬والناسخ والمنسوخ‪ ،‬وأمثال القرآن‪،‬‬
‫والمُحكم والمتشابه‪ ،‬وقواعد التفسیر‪ ،‬وم ُبهمات القرآن‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫السادس‪ :‬علم سور القرآن‪ :‬يندرج تحت ه معرفة أسماء السور‪ ،‬وترتیب السور‪ ،‬والمناسبات بین السور‪،‬‬
‫وترتیب الآیات‪ ،‬والمناسبات بین الآیات‪ ،‬والفواتح والخواتيم‪ ،‬وفواصل الآیات‪.‬‬
‫السابع‪ :‬علم فضاـئل القرآن‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫الثامن‪ :‬أحكاـم القرآن ووجوه الاستنباطات‪.‬‬
‫التاسع‪ :‬عــلم الـــوقف والابتـــداء‪.‬‬
‫العاشر‪ :‬علم جــدل القرآن‪ :‬هو ما َّ‬
‫یتعلق بالقواعد الجدلیة القرآنیة؛ بمعنى‪ :‬كیف یعتني القرآن بالحُجة‬
‫وبیانها‪.‬‬
‫تنبيـه‪:‬‬
‫‪-‬هذه عشرة ُ علو ٍم كلیة ٍ َّ‬
‫یتفرع عنها علوم أخرى جزئیة مختصة بالقرآن‪.‬‬
‫الط َّیار) وهو أحد أبرز المتخصصین في علوم القرآن و ُّأصول‬
‫‪-‬هذا التقسیم العشري ذكره (الدكتور مساعد َّ‬
‫التفسیر في الوقت الحالي‪ ،‬وهذا التقسيم اجتهاد منه في تقريب وتجميع فروع علوم القرآن تحت ُّأصول معينة‪.‬‬

‫ثانیًا‪ :‬نُبذة تاـر یخیة عن علوم القرآن‪:‬‬


‫‪-‬بدأ الحدیث عن علوم القرآن من عهد الرسول ﷺ‪ ،‬ولذلك؛ نجد الیوم كتاب ًا باسم (علوم القرآن في الس َُّنة‬
‫النبو یة)؛ لأن الس َُّنة النبو ية تعتبر مصدر ًا من مصادر علوم القرآن‪.‬‬

‫يأت في مرحلة ٍ متأخرة ٍ؛ لأنه علم قديم من ناحية المحتوى‬


‫ِّ‬ ‫تأسيس علوم القرآن لم‬
‫َ‬ ‫‪-‬وعلى ذلك؛ فإن‬
‫والمضمون‪ ،‬لـكن یمكن أن يقال أن تأسيسه جاء في مرحلة ٍ متأخرة ٍ من ناحیة الجمع والترتیب فقط‪.‬‬

‫‪-‬لا تجد في الـكتب المؤلفة في علوم القرآن حتى القرن الرابع الهجري كُتبًا جامعة ً لعلوم القرآن‪ ،‬وإنما كانت‬
‫تتعلق بعلم ٍ معیَّنٍ من علوم القرآن‪.‬‬
‫كتبًا مفردة ً؛ َّ‬
‫ل ذلك‪:‬‬
‫مثاـ ُ‬
‫‪ -1‬في القرن الثالـث‪ :‬كتاب (أسباب النزول) لعلي ابن المدیني‪ ،‬وكتاب (الناسخ والمنسوخ) لأبي عبید القاسم‬
‫بن سلام‪.‬‬
‫‪ -2‬في القرن الرابع‪ :‬كتاب (عجائب علوم القرآن) للأنباري‪ ،‬وكتاب (المصاحف) لابن أبي داوود‬
‫السجستاني‪.‬‬

‫‪ -‬من المصادر المهمة لعلوم القرآن‪ :‬مقدِّمات كتب التفسیر المتقدِّمة؛ حيث یعتني المفسرون في مقدِّمات‬
‫كتبهم بذكر العلوم المرتبطة بالقرآن؛ منهم م َن َّ‬
‫یتوسع ومنهم م َن يختصر‪.‬‬
‫ل ذلك‪ :‬في القرن الثالث الهجري كتاب (تأو یل م ُشكل القرآن) للإمام ابن قتیبه َّ‬
‫رد فیه على‬ ‫مثاـ ُ‬
‫الط ُعونات التي ُّأثیرت في القرآن من جهة معانیه وسیاقات ألفاظه وآياته وغير ذلك‪.‬‬

‫‪-3-‬‬
‫ثالثًا‪ :‬العلاقة بین علوم القرآن و ُّأصول التفسیر والتفسیر‪:‬‬
‫‪-‬علوم القرآن أشمل من علم ُّأصول التفسير وعلم التفسير؛ لأن كليهما فروع من علوم القرآن‪ ،‬لـكن كل من‬
‫شق طر یقه حتى صار علم ًا مستقل ًا بذاته‪ ،‬وإن كان علم ُّأصول التفسیر آخرهم استقلال ًا؛‬
‫هذه العلوم الثلاثة َّ‬
‫ُّفأل ِّفت كتب بعنوان‪ُّ ( :‬أصول التفسیر وقواعد التفسیر وقواعد الترجیح عند المفسرین)‪.‬‬

‫رابع ًا‪ :‬أهم الـكتب المتعل ِّقة بعلوم القرآن و ُّأصول التفسیر‪:‬‬
‫‪-‬خ ُدمت علوم القرآن وعلم ُّأصول التفسير بإتقانٍ؛ ومما يُبيِّن ذلك‪ :‬ما ت ُقدِّمه المؤلفات التي كُتبت فيهم من‬
‫صورة ٍ منهجیة ٍ متینة ٍ؛ فإذا قرأ الطالب هذه الـكتب استطاع أن يأخذ ُّ‬
‫تصور ًا كافیًا عن هذه العلوم‪.‬‬
‫من أهم الـكتب الشمولية المؤلفة في علوم القرآن‪:‬‬
‫الأول‪ :‬كتاب (البرهان في علوم القرآن) للإمام الزركشي‪:‬‬
‫‪-‬ذكر فيه ستة ً وأربعین نوعًا من علوم القرآن؛ ُّ‬
‫كل علم ٍ من هذه العلوم المذكورة يمكن أن يكون علمًا مستقل ًا‬
‫كل ما َّ‬
‫یتعلق بعلوم القرآن‪ :‬كأسباب النزول‪ ،‬والوجوه والنظائر‪،‬‬ ‫بذاته‪ ،‬وهذا الكتاب موسوعة قرآنیة؛ فیها َّ‬
‫وأسماء القرآن‪ ،‬وجدل القرآن‪ ،‬والوقف والابتداء‪ ،‬وإعجاز القرآن‪ ،‬والمناسبات بين الآيات‪ ،‬وأسرار الفواتح‪،‬‬
‫وغريب القرآن‪ ،‬وآداب تلاوة القرآن‪ ،‬والناسخ والمنسوخ‪ ،‬وتوجيه القراءات‪.‬‬
‫علم الوجوه والنظاـئر‪:‬‬
‫‪-‬من علوم القرآن المهمة ًّ‬
‫جدا؛ لأنه يزيد فقهنا بكتاب الله‪ ،‬والوجوه والنظائر تعني‪ :‬الكلمات القرآنية التي لها‬
‫معاني متعددة؛ فالوجوه‪ :‬هي ُّ‬
‫تعدد المعاني للكلمة الواحدة‪ ،‬والنظائر‪ :‬هي الآیات التي تدل على معن ًى من هذه‬
‫الوجوه‪.‬‬
‫ل ذلك‪ :‬من الوجوه والنظائر التي ذكرها الإمام الزركشي في كتابه؛ قال‪( :‬تأتي كلمة "اله ُدى" في‬
‫مثاـ ُ‬
‫ُّ‬
‫وكل آیة ٍ تتشابه في الدلالة على‬ ‫القرآن على سبعة ِّ عشرة معن ًى)؛ ُّ‬
‫كل معن ًى =ی ُ َّ‬
‫سمى وجه من وجوه اللفظ‪،‬‬
‫وجه ٍ واحدٍ =ت ُ َّ‬
‫سمى نظيرة من النظائر‪.‬‬

‫بعض كتب غریب القرآن بالوجوه والنظائر؛ وهذه الـكتب على قسمین‪:‬‬
‫‪-‬تهتم ُ‬
‫الأول‪ :‬كتب تكتفي بالاهتمام بالكلمات الغریبة وتفسیرها وهذا الأشهر‪.‬‬
‫ُّ‬
‫وتعدد وجوه معانیه‪ ،‬وهذا یُشكِّل عند الطالب فقه ًا للمفردة القرآنیة؛ ومن‬ ‫الثانـي‪ :‬كتب تعتني بذكر اللفظ‬
‫أبرزها‪ :‬كتاب (المفردات) للأصفهاني‪.‬‬

‫"خير ُ ما قُط ِّ َع به الوقت وت ُقُرِّبَ به لله =طَلبُ العلم"‬

‫‪-4-‬‬
‫‪ -‬تُذكر بعض القواعد الكلیة اللطيفة في علم الوجوه والنظائر؛ هذه القواعد تُعینك على تحصیل التفسیر القرآني؛‬
‫لیس من باب ُّ‬
‫تتبع الآیات‪ ،‬إنما من باب ذكر القواعد الكلیة التي تضبط لك الألفاظ ومعانیها‪.‬‬
‫ل ذلك‪ :‬يقول الزركشي في كتابه‪ُّ ( :‬‬
‫كل ما في القرآن من ذكر (البروج) فإنها الـكواكب إلا التي في‬ ‫مثاـ ُ‬
‫ُّ‬
‫وكل ما في القرآن من ذكر (البعل) فهو‬ ‫ُوج مُشَي َدَة ٍ"‪،‬‬
‫سورة النساء فإنها القصور الطوال "و َلَو كُنتُم فِّي ب ُر ٍ‬
‫الزوج إلا في موضع واحد وهو الصنم "أتدعون بعل ًا")‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬كتاب (الإتقان في علوم القرآن) للإمام السیوطي‪ :‬من أشهر وأهم كتب علوم القرآن‪ ،‬وله‬
‫مختصر؛ لا يغني عن الكتاب‪ ،‬لـكنه یعطي صورة مقربة عن الكتاب‪.‬‬

‫الط َّیار‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬كتاب (المحرر في علوم القرآن) للدكتور مساعد َّ‬
‫فاـئدة‪ :‬يمكن مطالعة قائمة تشغيل في موقع (يوتيوب) باسم (لقاء أهل التفسير) وهي جلسات علمية‬
‫لمتخصصين في علوم القرآن تابعة لـ(مركز تفسير)؛ تمتاز بالمعالجة للمشكلات المعاصرة‪ ،‬والمعتني بعلوم القرآن‬
‫لابد له أن يعتني بإصدارات (مركز تفسير)‪.‬‬

‫من أهم الـكتب المؤلفة في علم ُّأصول التفسیر‪:‬‬


‫الأول‪ :‬كتاب (مقدِّمة في ُّأصول التفسیر) لشيخ الإسلام ابن تیمیة‪:‬‬
‫‪ُّ -‬‬
‫يعد هذا الكتاب ‪-‬على اختصاره‪ -‬من أهم الـكتب التي قُدِّمت في هذا العلم‪ ،‬تناولت هذه المقدِّمة بعض‬
‫الأمور المهمة في ُّأصول التفسير؛ منها‪:‬‬
‫‪ -1‬طُر ُقُ تفسیر القرآن؛ منها‪( :‬تفسیر القرآن بالقرآن‪ ،‬وتفسير القرآن بالس َُّنة وتفسير القرآن بأقوال الصحابة‪،‬‬
‫وتفسير القرآن بأقوال التابعین)‪.‬‬
‫‪ -2‬ذكر ُ نوعي الخلاف في التفسیر؛ خلاف التنوع وخلاف َّ‬
‫التضاد‪ ،‬مع أمثلتهما‪.‬‬
‫ح هذا الكتاب َّ‬
‫عدة شروحات؛ منها‪ :‬شرح الشيخ ابن عثيمين ‪-‬رحمه الله‪ ،-‬وشرحه الدكتور مساعد‬ ‫‪-‬شُر ِّ َ‬
‫الط َّیار في كتابه (شرح مقدِّمة في ُّأصول التفسیر)‪.‬‬
‫َّ‬
‫تفصيلي =ينبغي أن يطالع هذا الكتاب قبل أن يقرأ التفسير‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫فاـئدة‪ :‬م َن يقرأ في تفسير القرآن على وجه ٍ‬

‫الثاني‪ :‬كتاب (ف ُصول في ُّأصول التفسیر) للدكتور م ُساعد َّ‬


‫الط َّیار‪:‬‬
‫‪ -‬جم َع هذا الكتاب ما في كتاب ابن تیمیة وزاد علیه ورتبه ترتیبًا سهل ًا‪ ،‬ینصح الشیخ أحمد بقراءة هذا الكتاب‬
‫خاصة ً قبل رمضان‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫تنبيـه‪ :‬جمعا هذان الكتابان أهم ما في علم ُّأصــول التفسير كمقدِّمة ٍ وتأسي ٍ‬
‫س‪ ،‬ومن الـكتب المتوسعة‪ :‬كتاب‬
‫(قواعد التفسير) للدكتور خالد السبت في مجلدين‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬أهمیة علوم القرآن و ُّأصول التفسیر‪:‬‬


‫‪ -1‬م َن یدر ُس علوم القرآن و ُّأصول التفسیر على وجه ٍ صحی ٍح =سیكون فهمه لـكتب تفسیر القرآن أضبط‬
‫بعض‬
‫َ‬ ‫وأدق من فهم م َن يقرأ في كتب التفسیر بدون أن یُؤسس و يضبط القواعد المتعلقة بها؛ ذلك لأن‬
‫كل علوم القرآن‪ ،‬لهذا؛ يحتاج قارئها إلى‬
‫ِّ‬ ‫كتب التفسير هي موسوعات ومرجعيات كبرى تحتوى على‬
‫مقدِّمة ٍ في ُّأصول التفسير وعلوم القرآن‪.‬‬

‫‪ -2‬لتجاوز الصعوبات والتحديات المعرفیة الموجودة في كتب التفسیر‪.‬‬


‫ل ذلك‪:‬‬
‫مثاـ ُ‬
‫‪-‬معرفة سبب اختلاف أقوال المفسرين في الآية الواحدة؛ ومن ذلك‪ :‬تفسير قوله تعالى‪" :‬اهدنا الصراط‬
‫المستقيم"‪ :‬قيل‪ :‬الصراط المستقيم هو القرآن‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الإسلام‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫‪-‬حين تدرس علوم القرآن و ُّأصول التفسير ثم تقرأ في كتب التفسير؛ ستستبعد كثير ًا من الأقوال التي يكون‬
‫اختلاف تضادٍ؛ ومنه‪ :‬تفسير الصراط المستقيم بالقرآن أو الإسلام‬
‫َ‬ ‫اختلاف تنو ٍع وليس‬
‫َ‬ ‫الاختلاف فيها‬
‫ُ‬
‫فهو باب اختلاف التنوع‪ ،‬لذا؛ لا يصح أن يُقال‪ :‬أن هناك اختلاف بين المفسرين في تفسير هذه الآية‪.‬‬
‫فاـئدة‪ :‬ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ‪-‬رحمه الله‪ -‬في كتابه (مقدِّمة في ُّأصول التفسير) أمثلة ً على كيفية‬
‫الط َّيار في‬
‫اختلاف تضادٍ‪ ،‬وكذلك؛ ذكر الدكتور مساعد َّ‬
‫َ‬ ‫اختلاف تنو ٍع أو‬
‫َ‬ ‫اختلاف المفسرين؛ سواء كان‬
‫كتابه (فُصول في ُّأصول التفسير) أمثلة ً على ذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬دراسة ُ علوم القرآن ت ُزيد عظمة وقيمة القرآن في نفوسنا؛ حيث يدرك دارسها أنواعًا من العلوم في‬
‫ق خصيصً ا من‬
‫القرآن لم يكن يدركها قبل دراسة هذه العلوم؛ ومن ذلك‪ :‬أن بعض هذه العلوم قد سي َ‬
‫أجل بيان عظمة القرآن كمبحث (إعجاز القرآن)‪.‬‬

‫‪ُّ -4‬‬
‫الرد على الشبهات المثارة حول التفسیر وعلوم القرآن وما أكثر َها في هذا الزمان‪.‬‬

‫سادسًا‪ :‬موقف الحداثیین والمستشرقين من علوم القرآن و ُّأصول التفسیر‪:‬‬


‫‪َّ -‬‬
‫غلظ علماء السلف ‪-‬رضي الله عنهم‪ -‬في مسألة (القول في القرآن بغير علم)؛ قال شيـخ الإسلام ابن تيمية ‪-‬‬
‫يأت الأمر من بابه)‪.‬‬
‫رحمه الله‪( :-‬فم َـن قال في القرآن برأيه فأصاـب المعنى =لكان قد أخطأ؛ لأنه لم ِّ‬

‫‪-6-‬‬
‫بعض المنتسبين إلى العلوم الشرعية ‪-‬ممن لم يكن على اعتقادٍ ص ٍ‬
‫حيح‪ -‬نوعًا‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬خلال التاريخ الإسلامي‪ :‬مارس‬
‫فرد عليهم علماء الس َُّنة وناقشوهم‬
‫من الممارسات التفسير ية والتأو يلية التي لم تكن صحيحة تجاه القرآن‪َّ ،‬‬
‫بالأدلة َّ‬
‫وبينوا خطأ تفسيراتهم‪.‬‬
‫‪-‬نحن ‪-‬اليوم‪ -‬أمام مرحلة ٍ تختلف اختلافًا جذري ًا عن القول في القرآن بغير علم وعن التأو يلات الخاطئة‪،‬‬
‫فنحن أمام تيا ٍر من الزنادقة الذين يتعاملون مع القرآن بصورة غريبة ٍ جدًا‪.‬‬
‫ل ذلك‪:‬‬
‫مثاـ ُ‬
‫‪ -1‬في كتاب (تار يخية القرآن في الفكر الحداثي العربي) عرض لقد ٍر من الزندقة والإجرام تُجاه القرآن عند‬
‫بعض م َن ينتسب إلى الفكر العربي؛ منهم‪:‬‬
‫أ‪( -‬محمد أركون) وهو أحد ُ كبار الزنادقة في هذا العصر؛ يقول أركون‪( :‬كان طبيعيًا بعد وفاة النبي أن‬
‫تطرح مسألة جمع هذه الصور في محل متكامل ‪-‬يقصد جمع القرآن‪ ،-‬فكر الخليف الأول بتجميع أكبر عدد‬
‫من الصور وكتابتها من أجل حفظها وتم بذلك تشكيل أول مصحف؛ هذه الصور القرآنية سوف تستخدم‬
‫تسرب من التراث‬ ‫ٍ‬
‫بصيغ جدلية ٍ هدفها الصراع على السلطة السياسية‪ ،‬هذا ما يمكن أن نستشفه مما َّ‬ ‫مباشرة ً‬
‫المنقول على الرغم من الرقابة الصارمة التي يحيط بها التراث)‪.‬‬
‫ب‪ -‬توجد في هذا الكتاب نصوص كثيرة في بيان موقف الحداثيين العرب الذين استعملوا أدوات غربية‬
‫لنقد النص القرآن؛ قد لا يُصرِّح كثير منهم بأنهم لا يؤمنون بالقرآن‪ ،‬لـكن يأتي بعضهم بمقالات ُّ‬
‫تدل على‬
‫أنهم لا يعترفون بالقرآن وحيا ً إلهيًا؛ من هؤلاء الحداثيين‪:‬‬
‫‪(-‬محمد عابد الجابري)‪ :‬له كتاب (مدخل إلى القرآن الـكريم)‪ :‬فيه إشكالات‪ ،‬وقد ردا عليه الباحثان عبد‬
‫السلام َّ‬
‫البكاري والصدِّيق بوعلام في كتاب (الش ُبه الاستشراقية في كتاب مدخل إلى القرآن الـكريم لمحمد‬
‫عابد الجابري)‪.‬‬
‫‪(-‬عبد المجيد الشرفي)‪ :‬مفكر تونسي؛ ولديه إشكال كبير تُجاه القرآن الـكريم‪.‬‬

‫‪ -2‬كذلك يمكن مراجعة كتاب (موقف المدرسة العقلية المعاصرة من علوم القرآن و ُّأصول التفسير)‪ :‬يأتي‬
‫في مجلدين‪ ،‬من إصدارات مركز تفسير‪.‬‬
‫تنبيـه‪ :‬ثمة َ إعترا ٍ‬
‫ض على تسمية الكتاب بـ(المدرسة العقلية)؛ لأن أطروحاتهم ليست نابعة من العقل الم َّجرد‪،‬‬
‫بل مستعارة من مدرسة استشراقية‪.‬‬

‫‪-‬قد أبان الشيخ إبراهيم السكران في كتابه (التأو يل الحــداثي للتراث) ماـ فعله هؤلاء الحــداثيون العرب من‬
‫استعاـرة ٍ لما طرحه المستشراقون ثم إعاـدة إنتاجه وتصديره؛ ومع الأسف تجــد لبعض هــؤلاء المستشرقين‬

‫‪-7-‬‬
‫بعض الـكتب‬
‫َ‬ ‫اهتماـم ًا بال قرآن أكثر من كثير من المسلمين به؛ فهذه الدراسات الاستشراقية أخرجت لنا‬
‫خطوطات أخرجوها وحققوها؛ ثم‬
‫ٍ‬ ‫التي لم نعرفها في علوم القرآن إلا من طر يقهم؛ هذه الـكتب كانت م‬
‫بدؤوا بالاستقصاء والدراسة التفصيلية لما فيها‪ ،‬ثم بعد ذلك بدؤوا بنقدها والتشكيك فيها‪.‬‬
‫فاـئدة‪:‬‬
‫‪-‬كلمة (قراءة) عند الحداثين تعني (تفسير)؛ فعندما يقولون‪( :‬كيف نقرأ القرآن أو القراءة الصحيحة)؛‬
‫فالمقصود بذلك التفسير‪.‬‬
‫‪-‬مما يُستعان به في هذا الباب‪ :‬كتاب (اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري) للدكتور فهد الرومي‪:‬‬
‫درس فيه اتجاهات التفسير الموجودة سواء عند الشيعة‪ ،‬أو الإباضية‪ ،‬أو المفكرين‬
‫َ‬ ‫من ثلاثة مجلدات؛‬
‫العرب وغيرهم‪ ،‬وهو كتاب مفيد يعطي نُبذة ً واسعة ً عن المدارس التفسير ية‪.‬‬

‫حملة التفسير الن ِّسوي للقرآن‪:‬‬


‫‪ُّ -‬‬
‫تعد من التحديات الـكبيرة اليوم؛ وهي حملة في القراءة التفسير ية المنحرفة للقرآن‪ ،‬ظهرت في مشار يع‬
‫متفرقة ولم تظهر بعد كاتجاه ٍ على الساحة‪ ،‬تنطلق من دعوى أن‪( :‬المفسرون كانوا ينطلقون من نظرة ٍ‬
‫ذكور ية ٍ في تفسير القرآن‪ ،‬وبناء ً على ذلك يجب إعادة قراءة ‪-‬أي‪ :‬تفسير‪ -‬القرآن من نظرة ٍ نسو ية)‪.‬‬

‫مبحث في‬
‫ٍ‬ ‫لأي علم ٍ من العلوم الشرعية أن يهتم بدراسة‬
‫ِّ‬ ‫تنبيـه هام‪ :‬يحتاج طالب العلم في بداية دراسته‬
‫(تثبيت صحة هذا العلم؛ ببحث الأدلة المثبتة لصحته والتي تبرز أهميته وواقعيته وموضوعيته)‪.‬‬
‫ل ذلك‪ :‬في علم ُّأصول التفسير‪ :‬لم تعد المنازعة في كيفية تفسير القرآن أو الخلاف في تفسير بعض‬
‫مثاـ ُ‬
‫الآيات‪ ،‬إنما صارت المنازعة في أصل منهجية التفسير‪ ،‬بل في أعمق من ذلك؛ صارت المنازعة في‪( :‬هل‬
‫الصحة؟) =هذه من أبرز الطروحات‬ ‫يمكن الوصول إلى تفسيرٍ ص ٍ‬
‫حيح للقرآن‪ ،‬أم بقدرِّ عددِّ م َن يُفسر تكون ِّ‬
‫تتعدد ُّ‬
‫بتعدد الق َُّراء)‬ ‫اليوم وهي‪ُّ ( :‬‬
‫تعدد القراءات ‪-‬التفسيرات‪ -‬بعدد الق َُّراء؛ فيقولون‪ :‬أن معاني القرآن َّ‬
‫=وهذا جزء من فلسفة ما بعد الحداثة؛ تلك التي تقول‪( :‬لا حقيقة ولا مركز ية ولا منهجية‪ ،‬وحتى لا عقل‬
‫مركزي معيَّن يُمكن أن يتحاكم إليه)‪.‬‬

‫بأهم كتب التفسير‪:‬‬


‫ِّ‬ ‫سابع ًا‪ :‬التعر يف‬
‫‪-‬هناك كتب متخصصة في علم التفسير؛ وظيفتها التعر يف بأبرز كتب التفسير والمفسرين وطر يقتهم‬
‫ومنهجهم في التفسير‪ ،‬هذه الـكتب ُّ‬
‫تعد مرجع ًا جيدًا ينبغي أن يكون في مكتبة طالب العلم؛ هذه الـكتب‬
‫ت ُ َّ‬
‫سمى بـ(مناهج المفسرين)‪.‬‬

‫‪-8-‬‬
‫أمثلة ُ الـكتب التعر يفية بكتب التفسير ومناهج المفسرين‪:‬‬
‫‪ -1‬كتاب (مناهج المفسرين) لمنيع محمود؛ وهو كتاب جيد مفيد في هذا الباب‪.‬‬
‫‪ -2‬أشهر كتاب في هذا الباب‪ :‬هو (التفسير والمفسرن) لمحمد السيد الذهبي‪ ،‬وهناك كتاب بنفس الإسم‬
‫للدكتور فضل عباس؛ وهو كتاب جيد‪.‬‬

‫أهم الـكتب المطولة في التفسير‪:‬‬


‫الأول‪ :‬كتاب (تفسير الطبري) لإمام المفسرين ابن جرير الطبري‪:‬‬
‫‪-‬قال عنه الدكتور عبد الرحمن الشهري ‪-‬مدير مركز تفسير‪( :-‬هو مدرسة علمية متكاملة في التفسير‪ ،‬وقارئه‬
‫وم ُدمن دراسته ومدراسته يكتسب ملـكة ً في التفسير لا يكاد ُ يغنيه عنه غيره من الـكتب المطولة)‪.‬‬

‫‪-‬هذا الكتاب أعجوبة؛ َّ‬


‫قدمه الإمام الطبري مختصر ًا‪ ،‬وهو مطبوع في أربع وعشرين مجلد ًا؛ حين تقرأه؛ لا‬
‫تكاد ُ تغادر ُ الآية إلا وقد فهمتها وعرفت أقوال أئمة المسلمين بأسانيدها؛ فهو لا يترك قول ًا لابن عباس أو‬
‫لمجاهدٍ أو لقتادة ٍ أو للحسن البصري إلا وجاء به بإسناده‪.‬‬

‫‪-‬من أبرز تقسيمات التفسير؛ التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي ‪-‬المقصود التفسير بالرأي المحمود‪-‬؛ وقد كث ُر في‬
‫الـكتب‪ :‬تصنيف تفسير الطبري على أنه تفسير بالمأثور‪ ،‬و يغفلون عن التفسير بالرأي الموجود فيه؛ (لأن‬
‫الإمام الطبري جمع بين التفسير ‪-‬أي‪ :‬المنقول‪ -‬وبين التفسير بالرأي ‪-‬أي‪ :‬ما كتبه هو بصياغته‪.)-‬‬
‫‪-‬تأتي عبارات الكتاب يسيرة ًّ‬
‫جدا؛ حتى يظن طالب العلم أنه كتاب لأحد المعاصرين‪ ،‬بخلاف ما يُشتر عن‬
‫تفسير الطبري أنه من الـكتب الصعبة‪.‬‬

‫طر يقة الإمام الطبري في كتابه‪:‬‬


‫كل آية ٍ‪( :‬القول في تأو يل قول الله تعالى كذا)؛ وكلمة (تأو يل) عند الطبري بمعنى (تفسير)‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫‪-‬يقول في‬
‫بعض الآيات يفسرها تفسير ًا طو يل ًا‪ ،‬وبعض ُها يفسرها تفسير ًا مجمل ًا قصير ًا وهي الآيات التي لا يكون فيها‬
‫ُ‬
‫خلاف بين العلماء‪.‬‬
‫كل كلمة‪ ،‬و يأتي بأقوال مسندة العلماء الذين أيدوه في تفسير هذه الكلمة‪ ،‬ثم‬
‫‪-‬في بعض الآيات‪ :‬يذكر معنى ِّ‬
‫يأتي بأقوال مسندة للعلماء الذين خالفوه في تفسير هذه الكلمة‪ ،‬ثم ي ِّ‬
‫ُرجح بين القولين؛ فيقول‪ :‬وأولى القولين‬
‫بالصواب هو ما ذكرته ويذكر سبب اختياره وترجيحه لقوله هذا‪.‬‬

‫ل فيها الإسرائيلياـت؛ والإسرائيلياـت توجـد في كتب التفسير من‬ ‫‪ًّ -‬‬


‫يعد تفسير الطبري من الـكتب التي تق ِّ ُ‬
‫ض كتــب التفسير وتـ ُق ِّل‬
‫ب‪ ،‬ولا تُك َذِّبوهم"؛ تُكث ِّر منهاـ بعــ ُ‬
‫ل الـكتاـ ِّ‬
‫باـب قول النبي ﷺ‪" :‬لا تُصَدِّقوا أه َ‬
‫‪-9-‬‬
‫منها بعض ُها؛ كتفسير الطبري‪ ،‬وقد ينقلها بعض المفسرين بالنقد والفحص‪ ،‬و ينقلها آخرون بدون نق ٍد أو‬
‫ص‪ ،‬وتأتي الإسرائيليات على ثلاثة أقسام‪:‬‬
‫فح ٍ‬
‫الـأول‪ :‬ما يوافق القرآن والس َُّنة‪ ،‬فهذا نصدِّقه ونُحدِّث به‪ ،‬فهو مقبول‪.‬‬
‫الثانـي‪ :‬ما يتعارض مع القرآن والس َُّنة‪ ،‬فهذا يجب علينا تكذيبه‪ ،‬فهو مردود‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أخبار لم يكذِّباها القرآن والسُ َّنة ولم يصدِّقاها؛ فهذه نُحدث بها على جهة الاستئناس بها‪ ،‬مع عدم‬
‫تصديقها أو تكذيبها‪.‬‬
‫ل طبعاته‪ :‬طبعة (عالم‬
‫‪-‬لا يُوجد كتاب في التفسير يغني طالب العلم عن كتاب (تفسير الطبري)؛ وأفض ُ‬
‫الـكتب) تحقيق‪ :‬عبدالله التركي‪.‬‬
‫تنبيـه مهم‪ :‬ينبغي لطالب العلم أن يهتم لأمر طبعات الـكتب اهتمام ًا بالغ ًا خاصة ً الـكتب المرجعية‬
‫ل جيدٍ‪.‬‬
‫للنص بشك ٍ‬
‫ٍ‬ ‫وإخراج‬
‫ٍ‬ ‫ق جيدٍ‬
‫الأساسية؛ لابد أن تكون طبعة ً ذاتَ تحقي ٍ‬

‫الثاني‪ :‬كتاب (الجامع لأحكام القرآن) للإمام القرطبي‪:‬‬


‫‪-‬قال عنه الدكتور عبد الرحمن الشهري‪( :‬هو من أعمدة كتب التفسير التي ينبغي للباحث أن يقرأها قراءة ً‬
‫فاحصة‪ ،‬وأن يُعوِّد َ طالب العلم نفسَه أن يصبر َ و يجتهد َ في ختم هذا الكتاب قراءة ً ودراسة ً ومراجعة ً ُّ‬
‫وتفقه ًا؛‬
‫فإنه سوف يت َّخر ُ‬
‫ج به في علم التفسير‪ ،‬وقد تع ِّبَ القرطبي تعبًا شديد ًا في جمع هذا الكتاب وتحريره وتركيبه‬
‫وتهذيبه)‪.‬‬
‫طر يقة الإمام القرطبي في كتابه‪:‬‬
‫‪-‬من أبرز الأشياء في طر يقته‪ :‬عنايته بالأحكام‪ ،‬لذا؛ ُّ‬
‫يعد من مصادر التفسيرات الفقهية للقرآن‪ ،‬لـكنه ليس‬
‫ككتب أحكام القرآن المفردة التي لا تتهم إلا بتفسير الأحكام فقط‪.‬‬
‫‪-‬يقول‪ :‬القول في تفسير هذه الآية في مسائل‪ ،‬ثم يعدِّد هذه المسائل؛ فيذكر مسألة ً أولى ُّلغو ية‪ ،‬وثانية في‬
‫القراءات‪ ،‬وثالثة في الأحكام الفقهية‪ ،‬ورابعة في حل الإشكال بين هذه الآية وآية أخرى‪.‬‬
‫‪-‬أفضل الطبعات لتفسير القرطبي‪ :‬طبعة (مؤسسة الرسالة)‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬كتاب (تفسير ابن كثير) للإمام ابن كثير‪:‬‬


‫‪-‬هو في منزلة ٍ وسطى بين تفسير الطبري وتفسير القرطبي؛ اهتم الإمام ابن كثير في تفسيره بذكر أقوال أئمة‬
‫يعد من مصادر معرفة تفسير الصحابة‬ ‫التفسير من الصحابة والتابعين لـكن بدون أسانيد وبتلخيص‪ ،‬لذا؛ ُّ‬
‫ٍ‬
‫أوسع من تفسير ابن كثير‪.‬‬ ‫ل‬
‫والتابعين‪ ،‬كما هو حال تفسير الطبري؛ لـكن تفسير الطبري بشك ٍ‬

‫‪- 01 -‬‬
‫‪-‬اعتنى الإمام ابن كثير بتفسير القرآن بالقرآن‪ ،‬واعتنى بتفسير القرآن بالس ُ َّنة بصورة ٍ أكبر‪ ،‬لهذا؛ لا يكاد ُ‬
‫بأي صورة ٍ إلا وتجده يأتي به في تفسيره للآية‪( ،‬مع ذكر أسانيد الأحاديث)‪،‬‬
‫يوجد حديث له ارتباط بالآية ِّ‬
‫ل مختصر‪.‬‬
‫وكذلك اعتنى بتفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين بشك ٍ‬

‫‪ُّ -‬‬
‫يعد الإمام ابن كثير إمام ًا ناقدًا؛ فلا تجده يجمع الروايات دون نقد وتحليل‪ ،‬كما يفعل الإمام الذهبي في‬
‫كتابه (سير أعلام النبلاء)؛ حيث يظهر في هذا الكتاب قيمة الإمام الذهبي ك ٍ‬
‫جامع للروايات وناقدٍ لها‪.‬‬
‫‪-‬ي ُ َّ‬
‫صنف تفسير ابن كثير على أنه تفسير متوسط ليس مختصر ًا ولا مطول ًا كتفسير الطبري والقرطبي‪ ،‬و يمتاز‬
‫محش ُو ًا بالإسرائيليات‪ ،‬وأنه تبنى منظومة ً عقدية ً صحيحة ً في التفسير‪ ،‬لذا؛ يعتبر‬
‫تفسير ابن كثير بأنه ليس َ‬
‫مرجع ًا مركزي ًا‪.‬‬
‫‪-‬أفضل الطبعات لتفسير ابن كثير‪ :‬طبعة (دار ابن الجوزي) تحقيق‪ :‬حكمت بشير‪ ،‬وطبعة (دار طيبة)‬
‫تحقيق‪ :‬ياسر سلامه‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬كتاب (الـكشاف) للإمام الزمخشري‪:‬‬


‫‪-‬كان الإمام الزمخشري معتزلي العقيدة‪ ،‬لذا؛ يوجد في تفسيره اعتزال عقدي‪ ،‬ومع ذلك؛ لم يعتني تفسير‬
‫بالبلاغة وإبرازها مثلما اعتنى بها كتاب الزمخشري‪ ،‬لذا؛ ُّ‬
‫يعد مرجع ًا أساسي ًا في باب البلاغة‪ ،‬ولا يكاد ُ يوجد ُ‬
‫م ُفس ِّر بعد الزمخشري إلا استفاد منه من ناحية بلاغية‪.‬‬
‫فاـئدة‪ :‬من الإشكاليات التي يحرم طالب العلم بها نفسه عن شيء مهمٍ من العلم‪ :‬أن لا يقرأ لعال ٍم إذا كان‬
‫مات‬ ‫َّ‬
‫مسل ٍ‬ ‫كتبه بعض الأخطاء‪ ،‬بل على الطالب أن يقرأ لـكن لا أن يأخذ كل ما في الـكتب على أنها‬
‫في ُ‬
‫يقبل بها العقل ويحملها في اعتقاده‪ ،‬كما يجب أن يحرص الطالب على فهم العلم بدليله الصحيح‪ ،‬وألا يكون‬
‫مقلد ًا في كل شيءٍ‪ ،‬وهذا الذي يزيد من قيمة التأصيل العلمي قبل الانطلاق في قراءة الـكتب‪.‬‬
‫تنبيـه‪ :‬لا يقرأ طالبُ العلم في كتاب الزمخشري إلا بعد مرحلة التأصيل العلمي ومعرفة الاعتقاد الصحيح‬
‫إشارات ولطائف منهجية‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫والقواعد المنهجية‪ ،‬ثم يبدأ في الاستفادة بما في كتاب الزمخشري من‬
‫جلدات‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫‪-‬ي ُ َّ‬
‫صنف كتاب (الـكشاف) أنه كتاب متوسط‪ ،‬جاء مطبوعًا في أربع م‬

‫الخامس‪ :‬كتاب (التحرير والتنوير) للإمام الطاهر ابن عاشور‪:‬‬


‫‪-‬يعد علم التفسير من أكثر العلوم الشرعية من ناحية المؤلفات‪ ،‬لهذا؛ َّلما جاء الإمام الطاهر ابن عاشور‬
‫ل للآخر)؛ والمعنى‪َّ :‬أنه قد يفتح الله على‬
‫بتفسيره على وجه ٍ من الإتقان والإبداع يُذكرك بقول‪( :‬كم ترك َ الأو ُ‬
‫بعض المتأخِّرين ما لم يفتحه على المتقدمين‪ ،‬ذلك أن العلم َ منح إلهية يهبها الله لمَن يشاء من عباده‪.‬‬

‫‪- 00 -‬‬
‫‪-‬قيل أن الإمام الطاهر كتب تفسيره في ٍ‬
‫تسع وثلاثين سنة‪.‬‬
‫‪-‬جمع كتاب (التحرير والتنوير) كثير ًا من المميزات؛ فلا تستطيع أن تُحدد تميزه في البلاغة على حساب‬
‫شيء ٍ آخر‪ ،‬فقد حاول جمع مختلف العلوم المتعل ِّقة بالآية‪ ،‬لذا تجده ي ُم ِّ‬
‫سك بالآية فلا ي ُغادرها القارئ إلا وقد‬
‫فهمها واستوعبها وعرف سبب سياقها في هذا المكان‪ ،‬وما علاقتها بما قبلها‪ ،‬وما وجوه البلاغة المتعل ِّقة بها‪،‬‬
‫كل آية ٍ‪.‬‬
‫وكذلك إعرابها إذا كان فيه شيء مستشكل؛ إذ أنه لم يتتبع إعراب ِّ‬
‫تنبيـه‪ :‬قد يجد طالب العلم المبتدئ ‪-‬الذي لم يمارس لغة العلم كثير ًا‪ -‬نوعًا من الصعوبة في تفسير الإمام‬
‫الطاهر لبعض الآيات‪.‬‬
‫فاـئدة‪ :‬يمكن أن يجعل الطالب قراءة َ كتاب (التحرير والتنو ير) من مشار يع القراءة الـكبرى في ع ُم ُره؛‬
‫ذلك لأن القراءة في تفسير القرآن ليست قراءة في علم ٍ واحدٍ‪ ،‬إنما قراءة بعدد موضوعات القرآن؛ فتقرأ في‬
‫العقيدة‪ ،‬والسيرة‪ ،‬والفقه‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬

‫أهم الـكتب المختصرة في التفسير‪:‬‬


‫الأول‪ :‬كتاب (المختصر في التفسير) لمركز تفسير‪:‬‬
‫فسر َّ‬
‫كل آية ٍ في القرآن في صياغة ٍ جيدة ٍ مع ذكرٍ لفوائد بعض‬ ‫‪-‬يمتاز بكونه مطبوع ًا مع المصحف‪ ،‬كما أنه َّ‬
‫الآيات‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬كتاب (تفسير السعدي) للشيخ عبد الرحمن بن سعدي‪:‬‬
‫‪-‬لم يعتني ببيان الألفاظ‪ ،‬لـكنه يصوغ جمل ًا مناسبة ً في مقاصد وظلال الآيات‪ ،‬و يعتبر مكمل ًا لكتاب‬
‫(المختصر في التفسير) في بداية القراءة في تفسير القرآن‪.‬‬
‫فاـئدة‪ :‬هناك أيضًا بعض من التفسيرات المختصرة الشائعة؛ كتفسير (الجلالين)‪ ،‬وتفسير (ابن جُز َي)؛‬
‫وهو من المختصرات الجيدة ًّ‬
‫جدا‪ ،‬وتفسير (الوجيز) للواحدي‪.‬‬

‫ثامن ًا‪ :‬كيفية قراءة كتب التفسير‪:‬‬


‫‪-‬هناك طر يقتان في قراءة كتب التفسير‪ ،‬يحتاج طالبُ العلم إليهما مع ًا‪:‬‬
‫الأولى‪ :‬الطر يقة البحثية‪:‬‬
‫آيات معينة ٍ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫‪-‬يحتاج إليها طالبُ العلم عندما يريد الرجوع إلى تفسير‬
‫أمثـلة ُ ذلك‪:‬‬
‫‪-‬إذا أردت أن تعرف أقوال المفسرين ومذاهبهم في تفسير آية ٍ =ترجـع إلى كتاب (زاد المسير) لابن الجوزي‬

‫‪- 02 -‬‬
‫‪ ،‬وإذا أردت التحقيقات ُّ‬
‫اللغو ية =ترجع إلى كتاب (البحر المحيط) لأبي حيان‪ ،‬وكذلك؛ كتاب‬
‫(الـكشاف) للزمخشري وكتاب (التحرير والتنوير) للطاهر ابن عاشور‪.‬‬
‫كتب أحكام القرآن التي تُفسر آيات الأحكام فقط؛‬
‫‪-‬وإذا أردت معرفة أحكام الآية الفقهية =ترجع إلى ُ‬
‫ككتاب (أحكام القرآن) للجصاص‪ ،‬وكتاب (أحكام القرآن) لابن العربي المالـكي؛ وهو كتاب مركزي‪،‬‬
‫وكذلك؛ من كتب أحكام القرآن المعاصرة‪ :‬كتاب (تفسير آيات الأحكام) للشيخ عبد العزيز الطر يفي‪.‬‬
‫‪-‬وإذا أردت معرفة الأحاديث والآثار الواردة في الآية =ترجع إلى كتاب (تفسير ابن كثير)‪ ،‬وإذا أردت‬
‫معرفة الآثار عن الصحابة والتابعين =ترجع إلى كتاب (تفسير الطبري)‪ ،‬وكتاب (الدر المنثور) للسيوطي‪،‬‬
‫وموسوعة (التفسير بالمأثور)؛ وهي موسوعة ضخمة‪.‬‬
‫‪-‬كذلك؛ يمكن البحث في موقع (المصحف الجامع)؛ يمتاز بجمعه لعددٍ من التفاسير في الآية الواحدة في‬
‫موضوع واحد‪ ،‬مع إمكانية ترتيب هذه التفاسير ترتيبًا تار يخيًا حتى كتب المعاصرين‪ ،‬كذلك؛ يمكن البحث‬
‫في تطبيق (آياـت) على الجوال؛ فهو يتيح هذه الخدمة بصورة ٍ مختصرة ٍ‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الطر يقة الشمولية‪:‬‬
‫‪-‬والمقصود بها‪ :‬هو قراءة كتاب تفسير كامل؛ و يحتاج ذلك إلى قراءة في المقدِّمات المتعل ِّقة ُّبأصول التفسير‪.‬‬
‫‪-‬يمكن أن ت ُ َّ‬
‫قسم الـكتب الشمولية في هذه الطر يقة إلى ثلاثة أقسام‪:‬‬
‫القسم الأول‪ :‬كتب التأسيس والبناء‪ :‬مثل‪ :‬كتاب (المختصر في التفسير) لمركز تفسير‪ ،‬وكتاب (الوجيز)‬
‫للواحدي‪ ،‬وكتاب (تفسير السعدي) للشيخ عبد الرحمن السعدي‪ ،‬وكتاب (السراج في بيان غريب القرآن)‬
‫للدكتورمحمد الخضيري‪.‬‬
‫القسم الثاـني‪ :‬كتـــــب التمكين‪ :‬مثل‪ :‬كتاب (تفسير ابن كثير) وكتاب (تفسير البيضاوي)‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬كتب التخصص‪ :‬مثل‪ :‬كتاب (تفسير الطبري)‪ ،‬وكتاب (الجامع لأحكام القرآن)‬
‫للقرطبي‪ ،‬وكتاب (التحرير والتنوير) لابن عاشور‪.‬‬

‫تاسع ًا‪ :‬الخطة المقترحة لدراسة علم التفسير‪:‬‬


‫‪-‬تأتي هذه الخطة على َّ‬
‫عدة مراحل؛ منها‪:‬‬
‫المرحلة الأولى‪ :‬تبدأ بقراءة كتاب (المختصر في التفسير) لمركز تفسير‪ ،‬مع كتاب (السراج في بيان غريب‬
‫القرآن) للدكتورمحمد الخضيري‪ ،‬ومن الجيد أن ي ُضاف إليهما كتاب (تفسير السعدي)‪ ،‬لـكن ليس ضروري ًا‪.‬‬
‫فاـئدة‪ :‬ي ُنصح الطالب أن يبدأ بالمشار يع التفسير ية قبل رمضان؛ حتى يدخل شهر القرآن برصيدٍ جيدٍ من‬
‫المعاني القرآنية‪ ،‬وت ُ ُّ‬
‫عد هذه المرحلة من هذه المشار يع‪.‬‬
‫‪- 03 -‬‬
‫المرحلة الثانيــة‪ :‬كتاب (ف ُصول في ُّأصول التفسير) للدكتور م ُساعد َّ‬
‫الط َّيار‪ ،‬مع كتاب (مقدِّمة في ُّأصول‬
‫التفسير) لشيخ الإسلام ابن تيمية‪ ،‬ومن الجيد أن يُضاف لهما كتاب (المحرر في علوم القرآن) للدكتور م ُساعد‬
‫الط َّيار‪ ،‬لـكن ليس ضروري ًا‪.‬‬
‫َّ‬

‫المرحلة الثالثــة‪ :‬القراءة في التفاسير المتوسطة؛ ككتاب (تفسير ابن كثير) للإمام ابن كثير‪.‬‬

‫كتاب من التفاسير المطولة على فترة ٍ طو يلة ٍ؛ فيتخذ الطالب واحدًا من الـكتب‬
‫ٍ‬ ‫المرحلة الرابعة‪ :‬القراءة في‬
‫التالية على الترتيب؛ إما كتاب (تفسير الطبري) للطبري أو كتاب (التحرير والتنوير) لابن عاشور أو كتاب‬
‫(الجامع لأحكام القرآن) للقرطبي‪.‬‬
‫تنبيـه‪:‬‬
‫‪-‬لا يُغني أحد هذه الـكتب عن الآخر‪ ،‬مع إستحالة الجمع بين قراءة كتابين من هذه الـكتب المطولة في العُم ُر‪.‬‬
‫‪-‬قد يستثقل غير المتخصص في العلوم الشر يعة كتاب (تفسير الطبري) للطبري؛ وذلك لـكثرة الأحاديث‬
‫المُسندة فيه‪ ،‬أما الكتاب الأقرب للغة العصر الآن هو كتاب (التحرير والتنوير) لابن عاشور؛ من حيث‬
‫النفس ُّ‬
‫اللغوي والطر يقة البلاغية فيه‪.‬‬

‫لمزيدٍ من التلخيصات تابع القناة على التيليجرام من الرابط التالي|‬

‫‪https://t.me/swaadelaalwaai‬‬

‫تم تلخيص المدخل بفضل الله‪..‬‬

‫‪- 04 -‬‬

You might also like