Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 28

‫المحاضرة رقم ‪:01‬الخط العربي عند العرب المسلمين وإنتقاله للعجم‪.

‬‬
‫سمات الخط العربي عند األمويين وبروزه بالكوفة‪.‬‬
‫‪.1‬أثر فن الخط العربي في بناء الدولة األموية‪:‬‬
‫إنتقلت اخلالف ة بع د زمن قلي ل من واستش هاد علي ك رم اهلل وجه ه إىل « معاوي ة بن ايب س فيان رض ي اهلل‬
‫عنه» مؤسس حكم األسرة األموية‪ ،‬من «‪40‬ـ ‪132‬ه» «‪660‬مـ ‪749‬م» ‪.‬‬
‫"وأول عمل قام به معاوية هو نقل احلكم من الكوفة إىل الشام ‪ ،‬فتسعت رقعة الدولة اإلسالمية كثريا‪،‬‬
‫ومتددت إىل جب ال ال ربانز بش مال إس بانيا ‪ ،‬وإىل ح دود الص ني ش رقا واحمليط األطلس ي غرب ا ‪ ،‬كم ا متيز ه ذا‬
‫العص ر بإنص راف املس لمني ‘الدنيوي ة واإلبتع اد عن ال رتف واملل ذات واإلهتم ام بالروحاني ة وم ا تعل ق ب روع‬
‫اإلس الم‪ ،‬ويف ه ذه الف رتة م ال الع رب املس لمون إىل اخلط والزحرف ة والفن ون‪ ،‬وق د جتنب وا الب ذخ وال رتف ‪،‬‬
‫واهتم وا بال دين ‪ ،‬ويف ه ذا العص ر أيض ا أث ر ه ذا األم ر على ب روز ج انب روح اين من اإلهتم ام باخلط الع ريب‬
‫حيث تطورت اخلطوط العربية ومنها بعض احلروف « ب ‪ ،‬و‪ ،‬ي ‪ ،‬ك ‪ ،‬ف « دون تطبري أو تطوير"‪. i‬‬
‫‪.2‬اشهر الخطاطين في عصر الدولة األموية‪:‬‬
‫لقد تبوء اخلطاطون يف زمن األمويني مكانة رفيعة ومرموقة يف العامل العريب اإلسالمي ‪.‬‬
‫"ومن اخلط اطني األوائ ل مؤس س الدول ة األموي ة «معاوي ة بن أيب س فيان رض ي اهلل عن ه»‪ ،‬وخال د بن أيب‬
‫اهلياج‪ ،‬الذي كان يكتب املصاحف ويتألق فيها ويذهبها ‪ ،‬كما كتب يف قبة قرب النيب صلى اهلل عليه وسلم «‬
‫والش مس وض حاها» ويف ه ذا م ا ي دل على تفتح اخلط الع ريب وإس تخدامه يف ت زيني املس اجد يف وقت مبك ر‬
‫جدا‪ ،‬من تاريخ فن اخلط عند املسلمني ‪ ،‬كعكس ما يقال اليوم بأنه بدعة"‪.ii‬‬
‫شعيب بن حم;زة الك;اتب‪ :‬تويف سنة ‪162‬هـ كان خطاطا جميدا ماهرا عرف بأمانته وأناقته يف الكتابة وقوة‬
‫حرفه وإتزان فراغاته وسحر سطوره ‪" ،‬حيث كان كاتب اخلليفة هشام بن عبد اهلل امللك ‪ ،‬بإمالء من احملدث‬
‫الزهري‪ ،‬والذي تويف سنة ‪124‬هـ‪ .‬وبقيت كتابات شعيب إىل القرن ‪3‬هـ واليت أخذ منها بن مقلة‪ .‬وقيل هو‬
‫من ابتكر النسخ"‪.iii‬‬
‫قال أمحد بن حنبل‪ :‬تويف ‪142‬هـ إن كتابات شعيب مضبوط مقيدة ‪.‬‬
‫النساخ مالك بن دينار‪ :‬تويف ‪130‬هـ كان يكتب املصاحف ويأخذ عليها أجرا وهذا يدل على خط أن خط‬
‫النسخ بدأ يظهر يف الدولة األموية قبل العباسية ‪.‬‬
‫اخلطاط قطبة احملرر‪" :‬تويف ‪154‬هـ كان أكتب الناس على األرض يف بالد العرب‪ ،‬كما جاء يف الفهرست‬
‫إلبن الن دمي ‪ ،‬وك ان ك اتب املص احف للولي د بن عب د اهلل املل ك‪ ،‬حيث كتب األش عار وال دواوين أيض ا‪،‬‬
‫واس تطاع أن يول د خطني ومها ‪ :‬الطوم ار‪ ،‬واجللي ل‪ ،‬فلق د بل غ اخلط الع ريب بكتاب ة املص احف الش ريفة مبلغ ا‬
‫عظيما يف العصر األموي"‪.iv‬‬
‫لقد أصبح اخلطاط يراعي املسافات بني الكلمات وبني األسطر بشكل جيد‪" .‬وكذلك يراعي املسافات بني‬
‫احلرف واآلخر والذي يليه مع االهتمام مبنح كل حرف حقه يف الكتابة‪ ،‬ويعطيه نصيبه من الطول والعرض‪،‬‬
‫والدقة والغلظة واالنكسار‪ ،‬وظهرت مدات يف بعض احلروف املتصلة مثل النون والياء ‪ ،‬حيث أضافت للكتابة‬
‫حس نا وتفخيم ا‪ ،‬وح افظت على مجال ش كل الس طر ونظام ه‪ ،‬نتيج ة حلس ن اس تخدامها لبعض احلروف دون‬
‫غريها ويف بعض الكلمات كما استخدمت املدات ملأل الفراغات وألهناء السطر"‪.v‬‬
‫وقد ظهر يف هذا الصر املشق وهو قدمي يف الكتبة حيث قال عمر بن اخلطاب‪:‬‬
‫« شر اخلطوط املشق» ألنه يؤدي اىل اخللط والغلط أحيانا‪.‬‬
‫‪.3‬انتشار فن الخط في العالم أثناء العصر األموي‪:‬‬
‫لقد فصل األمويون بني نوعني من اخلطوط‪ :‬خط لشؤون الدولة وكتابة الرسائل‪ ،‬وما حيتاجونه يف الدواوين‪.‬‬
‫وخط جليل عظيم يأخذ هاله قدسية واجلاللة والعظمة ‪ ،‬يكتب به املصاحف وهذا ما أطلق عليه العلماء اخلط‬
‫اليابس مث يف العصر العباسي أصبح يسمى باخلط احملقق ‪.‬‬
‫"وإذا كان ظهر بالشام خط لني مسي باخلط الشامي تكتب به املصاحف الشريفة ‪ ،‬فقد ظهت خطوط يف‬
‫األق اليم املفتوح ة اجملاورة‪ ،‬واص بحت ط رق جدي دة من اخلط الك ويف الي ابس منه ا‪ :‬إفتت اح مص ر س نة ‪22‬هـ‬
‫ودخول املصحف الشريف إليها ومسي خبط مدين رسيم حيث بدأ اخلط يتطور ويأخذ ابعادا جديدة"‪.vi‬‬
‫ولقد أنشأ عقبة بن نافع سنة ‪50‬هـ مبدينة القريوان ‪" ،‬وسرعان ما ظهر فيها اخلط الكويف القريوان والذي‬
‫حتدث عن ه أيض ا ابن الن دمي يف الفهرس ت وأب و حي ان التوحي دي يف رس الته‪ ،‬وإبن خل دون يف مقدم ه ‪،‬‬
‫والقلقشندي يف كتابه الصبح األعشى اجلزء ‪.3‬‬
‫وانتقال اخلط العريب إلة مشال إفريقيا ‪ ،‬جاء عن طريق املدينة املنورة أوال والشام ثانيا وليس عن طريق بغداد‬
‫‪vii‬‬
‫كما جاري يف بعض الذكر؟"‬
‫وأن اخلط البغدادي العراقي مل يظهر إىل منتصف القرن الثاين بعد تأسيس بغداد وحتول املنصور إليها سنة‬
‫‪146‬هـ ‪ ،‬ومنذ تأسيس القريوان يف سنة ‪50‬هـ وحىت سقوط الدولة األموية ‪ ،‬واخلط العريب يف تطور وثبات‬
‫وتقدم‪.‬‬
‫"ولقد وصل إلينا منذ العهد األموي مجلة من الصفحات واملصاحف والنماذج اليت تدل على طريقة كتابة‬
‫املصاحف املتطورة عما هي عليه زمن اخللفاء الراشدسن‪ ،‬متحف « طوب قبو» بستامبول املصحف برقم‪،40‬‬
‫وق د كتب ه س نة ‪52‬هـ أي الق رن األول وال ذي خط ه اخلط اط عقب ة بن ع امر من س اللة معاوي ة ‪ ،‬والكتاب ة في ه‬
‫أندلس ية متط ورة ووه ذا دلي ل على أن ب ين أمي ة ك انوا م اهرين يف الكتاب ة"‪ .viii‬وق د إهتم األموي ون بفواص ل‬
‫اآليات حيث وض عوا النقط الثالثة واملد وك ان يوض ع لتحقيق التوازن بني البداي ة والنهاية يف الس طر ‪ ،‬حيث‬
‫ظهر النسخي املدور واملستنبط من الكويف ‪ ،‬والذي كتبه حذيج بن معاوية بن مسلمة األنصاري‪ ،‬والذي كتبة‬
‫لألم ري عقب ه بن ن افع س نة ‪49‬هـ فك ان مص حفا مش كوال بنق ط محراء وم ذهب ‪ ،‬ويف خط ه خص ائص أخ رى‬
‫التوجد يف املصاحف األخرى ‪،‬لقد أصبح اخلط العريب يف العصر األموي غاية يف اجلمال والكمال‪.‬‬
‫‪.4‬ازدهار الخط العربي في العصر األموي‪:‬‬
‫"لقد ازدهر اخلط العريب يف العصر األموي‪ ،‬وساعد اخللفاء األمويون على ازدهار الفنون التشكيلية مبا بنوه‬
‫من مساجد وقصور‪ ،‬وزخرفتها بالفسيفساء‪ ،‬واحلفر على املرمر‪ ،‬وكتابة اآليات القرآنية عليها‪ ،‬كقبة الصخرة‪،‬‬
‫واجلامع األموي‪ ،‬وقصر املشىت ‪ ،‬وقصر عمرة احلرية‪ ،‬وقصر اجلوسق‪ ،‬والقالع‪ ،‬وغريها‪ ،‬كما نشط الناس يف‬
‫تزويق املصاحف وجلودها‪ ،‬وتطريز املالبس والكتابة على األنسجة‪ ،‬واألواين النحاسية والسرج"‪ ،ix‬وغريها ‪.‬‬
‫"وإن اخلط يف هذا العصر جاء موحدا‪ ،‬بالنسبة خلصائص الكتابة األساسية‪ ،‬سواء ما كتب على احلجر أو‬
‫النق ود أو النس يج أو غريه ا من املواد‪ ،‬وإن ك انت هن اك عوام ل جانبي ة ق د ت ؤثر على أداء احلرف من حيث‬
‫ليونته ويبوسته من جهة‪ ،‬ومن حيث رداءة أدائه وجودته من جهة أخرى جلماله ورونقته‪ ،‬كاملادة اليت يكتب‬
‫عليها وشخصية الكاتب وحالته النفسية والثقافية واإلجتماعية"‪.x‬‬
‫الخط بين اليبوسة والليونة ‪:‬‬
‫ومما يدل على تقدم ورقي اخلط يف العصر األموي عما كان عليه يف صدر اإلسالم والعصر اجلاهلي‪" ،‬فاخلط‬
‫األم وي من خالل كتاباهتا املختلف ة‪ ،‬ب دءا من مراع اة املس افات بني الكلم ات وبني األس طر بش كل جي د‪،‬‬
‫وكذلك مراعاة املسافة بني احلرف واحلرف اآلخر الذي يليه‪ ،‬مع االهتمام يف منح كل حرف نصيبه املعقول‬
‫من الطول والقصر أو الدقة والغلظ‪ ،‬مما أدى إىل انتظام السطور وتساوي املسافات"‪.xi‬‬
‫وظهرت يف الكتابة مدات يف بعض احلروف‪ ،‬أضافت إىل الكتابة حسنا وتفخيما من جهة‪ ،‬وحافظت على‬
‫مجال شكل السطر من جهة أخرى‪ ،‬ومد احلروف يف الكتابة يسمى (املشق)‪" ، xii‬وكان معروفا منذ القدمي‪،‬‬
‫فيقال إن أهل األنبار‪ xiii‬كانت تكتب باملشق‪ ،‬أما الكتابات القدمية فامتازت باخلط اليابس‪ ،‬نتيجة إنتشار‬
‫الكتابة يف هذا العصر ظهرت احلاجة للميل إىل الليونة نتيجة للسرعة يف النفيذ‪ ،‬وخاصة يف املراسالت‬
‫والعقود وغريها من الكتابات اليت ال تتطلب عناية كبرية يف التجويد والتأين" ‪ .xiv‬حيث شاع منذ القدمي هذان‬
‫املصطلحان ‪ :‬اليبوسة والليونة‪ ،‬فما الفرق بينهما؟‬
‫"يراد باليبوسة أو باخلط اليابس عدة معان ‪ ،‬منها احلروف املبسوطة "‪ ، xv‬أ‪" ,‬اليت تتصف بالرتبيع" ‪، xvi‬‬
‫‪.xvii‬‬ ‫أ‪" ,‬اخلط ذو الزوايا أو اخلط املزوي ‪ ،‬أو اخلط اجلاف"‬
‫وي ;;راد بالليون ;;ة ‪ :‬أن احلروف مق ورة ‪ ،xviii‬أو ال يت تتص ف بالت دوير ‪ ،xix‬ومن املالح ظ أن املي ل إىل ليون ة‬
‫احلروف اليابس ة ب دأ ي زداد وبص ورة عفوي ة من ذ ص در اإلس الم‪ ،‬نتيج ة إلزدي اد احلاج ة إىل الكتاب ة ال يت‬
‫تتطلب السرعة وال تتطلب مهارة كبرية‪ ،‬ككتابة املراسالت والعقود‪ ،‬ويظن أن ليونة بعض احلروف اليابسة‬
‫يف الكتابة كان سببا يف ظهور( قلم النسخ)‪ ،‬وخاصة أن بعض احلروف اليابسة قد تطورت يف أشكاهلا‬
‫باإلض افة اىل ميله ا لليون ة‪ ،‬وأص بحت ص ورها اللين ة جدي دة األش كال الرمسية لتل ك احلروف من ذ العص ر‬
‫األموي‪ ،‬وقد ظهر أن بعض اخلطاطني كان إهتمامهم بضبط اخلط العريب ووضع القواعد واألصول ثابتة يف‬
‫رس م أش كال حروف ه‪ ،‬ويعت رب ( األح ول احملرر) ال ذي ع اش يف الق رن الث اين أول من إهتم هبذا األم ر ‪ ،‬فجع ل‬
‫للحروف اللينة قلما خاصا مساه ( قلم النسخ)‪ ،‬أي أن تطور اخلط وظهور أقالم جديدة كان قبل إبن مقلة ‪،‬‬
‫وذلك ما يقرره القلقشندي يف قوله ‪ " :‬إن الكثري من كتاب زماننا يزعمون أن الوزير أبا علي بن مقلة هو‬
‫أول من إبتدع ذلك ‪ ،‬وهو غلط‪ ،‬فإننا جند الكتب خبط لني فيما قبل املائتني ماليس على صورة الكويف‪ ،‬بل‬
‫تغري عنه إىل حنو هذه األوضاع املستقرة ‪ ،‬وإن كان هو الذي كتب الكويف فأنا أميل لقربه من نقله عنه"‪،xx‬‬
‫وسنعود هلذا املوضوع عند احلديث عن األقالم الستة وأنواع اخلطوط يف موضعها‪.‬‬
‫"لق د ع رف يف العص ر األم وي كت اب وخط اطون تق دموا باخلط خط وات حنو التط ور‪ ،‬ولكن مل يص لنا من‬
‫كتاباهتم شيء يذكر‪ ،‬وأول هؤالء الكتاب اخلطاطني ‪ ،‬الذين إش تهروا جبودة اخلط هو " قطبة احملرر" املتوىف‬
‫س نة ‪154‬ه ال ذي وص ف بأن ه ك ان أكتب الن اس على األرض العربي ة‪ ،‬مث "مال ك بن دين ار" املت وىف س نة‬
‫‪130‬ه‪ ،‬وال ذي ك ان يكتب املص احف ب األجرة ‪ ...‬واخلط اط " خال د بن أيب اهلي اج" يف زمن الولي د بن عب د‬
‫املل ك ‪ ،‬وال ذي ك ان يكتب املص احف والش عر وي دون األخب ار ال يت ختص املل ك الولي د" ‪ ،xxi‬وك ان يتفنن يف‬
‫كتابة املصاحف ويذهبها‪ ،‬وقد كتب يف قبلة مسجد النيب صلى اهلل عليه وسلم باملدينة املنورة بداية من‬
‫وق د رأى إبن الن دمي يف الق رن الراب ع‬ ‫س ورة الش مس إىل آخ ر آي ة يف الق رآن الك رمي بال ذهب ‪،‬‬
‫مص حفا خبط ه‪" ،‬وك ذلك "ش عيب بن محزة" الك اتب املت ويف س نة ‪162‬ه‪ ،‬وال ذي اش تهر بأناق ة ومجال‬
‫خط ه ‪ ،‬وك ان يكتب للخليف ة هاش م بن عب د املل ك ش يئا كث ريا ب إمالء احملدث "الزه ري" ال ذي ت ويف س نة‬
‫‪124‬ه‪ ،xxii‬وقد رأى اإلمام "أمحد بن حنبل" والذي تويف سنة ‪241‬ه يف القرن الثالث كتابات شعيب هذا حيث‬
‫وصفوها بأهنا مضبوطة مقيدة وحتقق اجلمال" ‪.xxiii‬‬

‫المحاضرة رقم‪:02‬الخط العربي بالكوفة‪:‬‬


‫منذ نزول الوحي على رسولنا الكرمي‪ ،‬أعترب اخلط الكويف مفضال لكتابة كالم اهلل تعاىل‪ ،‬فكتبوه على املواد‬
‫املتيس رة هلم‪ ،‬فلم ا مجع الق رآن بني دفيت كت اب يف زمن عثم ان بن عف ان‪ ،‬حيث كتب باخلط الك ويف‪ ،‬وأرسل‬
‫إىل األمص ار‪ ،‬وك ان ذل ك نقط ة انطالق للكتاب ة العربي ة‪ ،‬باالنتش ار واالزده ار والتط ور‪ ،‬وبع د متص ري البص رة‬
‫والكوف ة‪ ،‬ونش وء احلرك ة العلمي ة ال يت ارتبطت بك ل من املدينتني‪ ،‬ب ذلت عناي ة كب رية لتجوي د اخلط الك ويف‪،‬‬
‫"ذلك اخلط الذي تأقلم بأشكال األقاليم اليت امتدت مابني ما وراء النهر شرقا‪ ،‬إىل الشمال اإلفريقي غربا‪،‬‬
‫حىت بلغت أمساء أنواعه األنثى عشرة" ‪ ،xxiv‬كما ذكرها "أبو حيان التوحيدي" ‪.‬‬
‫لذا ترخصت الكتابة يف العصر العباسي ‪ ،‬وازدهرت اخلطوط وتنوعت ‪ ،‬وبقي اخلط الكويف هو السائد يف‬
‫كتابة املصاحف‪" ،‬والكتابة على املساجد واملآذن والقباب ‪ ،‬والقصور والقالع وغريها‪ ،‬وإذا به يتغري أحوال‬
‫اخلط إذ ب دأ خ ط الثلث ي دخل يف ت زيني املس اجد واحملاريب والقب اب ‪ ،‬وظ ل خ ط النس خي الق دمي يف خدم ة‬
‫ال دواوين الرمسية ‪ ،‬وأول الكت اب اخلط اطني ال ذين ظه روا يف ه ذا العص ر‪ ( ،‬الض حاك بن عجالن الك اتب)‪،‬‬
‫حيث كان يف خالفة السفاح أول خلفاء بين عباس ‪ ،‬مث ملع بعده (إسحاق بن محاد الكاتب) يف أيام املنصور‬
‫واملهدي ‪ ،‬حيث كانا يكتبان وخيطان (اجلليل)"‪ ، xxv‬وقد بلغ عدد األقالم يف عهدمها اثين عشر قلما ‪ ،‬كان‬
‫لكل قلم عمل خاص به‪.‬‬

‫‪.1‬رواد الخط العربي في بغداد‪:‬‬


‫م ا ك اد اخلط اطون ي رتبعون على ع رش اخلط الع ريب يف دمش ق ح ىت زل زل العباس يون ع رش اخلالف ة األموي ة‬
‫فيه ا‪ ،‬ف اجتهت أنظ ار اخلط اطني والفن انني املب دعني إىل بغ داد عاص مة الدول ة العباس ية‪ ،‬ومدين ة اخللف اء العظ ام‬
‫(املنص ور والرش يد واملأمون) ‪ ،‬ومن ط بيعي أن يرح ل إليه ا اخلط اطون كم ا رح ل إليه ا األدب اء والعلم اء‪،xxvi‬‬
‫ليكونوا أقرب إىل اخلليفة والدولة وينالوا أجر إبداعهم من اخللفاء واألمراء واملوسرين وغريهم ‪.‬‬
‫" ف إذا ك ان عص ر الدول ة األموي ة عص ر التأس يس والبن اء‪ ،‬ف إن عص ر الدول ة العباس ية ك ان عص ر االزده ار‬
‫والرخ اء حيث ب زغ وانفتح على خمتل ف احلض ارات والثقاف ات العاملي ة آن ذاك‪ ،‬فك ان ال ب د أن ينب غ لك ل من‬
‫ميتلك أدىن ملكة فنية أو علمية يف خمتلف اجملاالت‪ ،‬ولقد ذاعت شهرة اخلطاط (الضحاك بن عجالن) يف خالفة‬
‫أيب العب اس الس فاح‪ ،‬واخلط اط ( إس حاق بن محاد) يف خالفت ه للمنص ورة"‪ ،xxvii‬وتع ددت أقالم اخلط اطني‬
‫وخطوطهم يف عهدمها حىت كانت مضرب املثل يف إظهار ملكتهم باحلرف العريب‪ ،‬وملا جاء عصر الرشيد‬
‫واملأمون ضجت العلوم والفنون واملعارف‪ ،‬وراح اخلطاطون جيوبون خطوطهم ‪ ،xxviii‬ويتنافسون يف ذلك حىت‬
‫زادت اخلطوط على عشرين خطا‪ ،‬منها املستحدث ومنها املطور‪ ،‬فقد عزز اخلطاط إبراهيم الشجري (الثلث‬
‫والثلثني) أكثر مما أبدعه اآلخرون‪.‬‬
‫"على طول هذه احلقبة أصبح اخلط العريب يتصدر سائر الفنون جبماليته اليت اشتهر هبا بني مشارق األرض‬
‫ومغارهبا‪ ،‬فقد حافظ اخلط العريب على تقاليده الفنية املتمثلة بالقواعد واألصول واجلماليات‪ ،‬وكذلك حرص‬
‫اخلط اطني على جودت ه وإجياد أن واع جدي دة في ه‪ ،‬كالطوم ار وخفي ف الثلث والثقي ل والغب ار وال يت ان دثر‬
‫معظمها‪ ،‬وكما أن اخلطاطني املسلمني ببغداد قد أدركوا أثر اجلمال يف النفس‪ ،‬فسخروا أدواته اخلطية لتزيني‬
‫اآليات الكرمية"‪ ،xxix‬فأدركته العيون بروعة فنهم وإبداعاهتم وجعلوا من احلرف العريب لوحات فني ة ينظ ر إليه ا‬
‫املشاهد ليتابع دقة الكتابة وعبقرية اخلطاط املبدع‪ ،‬ومسيت هذه األعمال باملرقعات‪ ،‬وهكذا كان اخلط اجلميل‬
‫موازيا ألمهيته للتجويد يف القرآن وسالمة قراءته‪ ،‬وبذلك جعلت اخلطاط يتطلع لتجويد حروفه وحتسينها‪ ،‬من‬
‫أجل الوصول هبا إىل الكمال‪ ،‬حيث أصبح اخلط يف هذا العصر فنا غايته اجلمال‪ ،‬حيث أن الكلمات الكامنة‬
‫يف التن اغم املوس يقي اخلفي‪ ،‬ال ذي ينبعث من إيق اع احلروف يف تكراره ا واتص اهلا‪ ،‬وتطابقه ا وتش اهبها‪،‬‬
‫وحركاهتا واجتاهاهتا‪ ،‬كما يكمن يف رقعة أشكال احلروف لتناسب أجزائها‪(.xxx‬الصورة ‪.)10‬‬
‫‪.2‬إبراهيم الشجري ‪:‬‬
‫ق ال أب و حي ان التوحي دي ‪ " :‬مسعت ابن املش رف البغ دادي يق ول ‪ ( :‬رأيت خ ط امحد بن ايب خال د ك اتب‬
‫املأمون‪ ،‬وكان ملك الروم خيرجه – يف يوم عيده – يف مجلة زينته‪ ،‬ويعرض على العيون قال‪:‬وكانت ألفاته‬
‫والماته على غاية اإلنتصاب والتقومي‪ ،‬ومل أجد يف مجيع حروف خطه عيبا إال يف الواوات املوصولة والياءات‬
‫املفصولة" ‪.xxxi‬‬
‫ومن كت اب العص ر العباس ي املذكورين (اب راهيم الش جري)‪ ،xxxii‬ال ذي وص ف بأن ه أخ ط أه ل ده ره‪ ،‬حيث‬
‫أخذ عن اسحاق بن محاد خط اجلليل‪ ،‬اخرتع منه قلما أخف منه مساه (قلم الثلثني)‪ ،‬مث اخرتع من قلم الثلثني‬
‫قلما مساه (الثلث) ‪.xxxiii‬‬
‫أما أخوه (يوسف الشجري) فقد أخذ القلم اجلليل عن اسحاق أيضا‪ ،‬واخرتع منه قلما أدق منه‪ ،‬وكتبه‬
‫كتابة حسنة‪ ،‬فأعجب به ذو الرياستني الفضل بن سهل الوزير املأمون وأمر أن حترر الكتاب السلطانية به ‪،‬‬
‫وال يكتب بغريه‪ ،‬ومساه (القلم الرياسي)‪ ،‬وقيل هو (قلم التوقيعات)‪.xxxiv‬‬
‫‪.3‬الوزير أبو علي بن محمد المعروف(بابن مقلة) ‪:‬‬
‫كان للوزير بن مقلة مهة كبرية جعلت منه األصل واملرجع خلط الثلث‪ ،‬ويف رأس الثالمثائة انتهت رئاسة اخلط‬
‫إىل الوزير أيب علي (حممدبن مقلة) واملتويف سنة ‪328‬ه‪ ،xxxv‬أخذ عن األحول اليت عاشها مهة يف ممارسة‬
‫فن ومجاليات اخلط العريب‪" ،‬وإخرتع طريقة جديدة‪ ،‬حيث كتب يف زمانه فلم يقاربه أحدا مبستواه وقوة‬
‫يده‪ ،‬وقد تفرد عن غريه يف خط النسخ بدرجة عالية املقام‪ ،‬وكان أنذاك وزيرا يف اخلالفة‪ ،‬وهو الذي‬
‫هن دس احلروف وأج اد حتريره ا‪ ،‬ومن ه انتش ر اخلط يف مش ارق األرض ومغارهبا" ‪ ،xxxvi‬وق د وص فها ي اقوت‬
‫احلموي بقوله‪ " :‬كان الوزير بن مقلة ‪ ،‬أوحد الدنيا يف كتابته (قلم الرقاع) و(التوقيعات) ال ينازعه يف‬
‫ذلك منازع‪ ،‬وال يسمو إىل مساماته ذو فضل بارع مثله ‪ ،‬وكان أكتب الناس وأجودهم (لقلم الدفرت) يف‬
‫‪ .xxxvii‬وكان أبو علي بن حممد‬ ‫(قلم النسخ)‪ ،‬مسلما له يف فضيلته‪ ،‬غري مفاضل وال مفرط يف كتابته"‬
‫بن مقلة الوزير ( ‪273‬هـ ‪328-‬هـ) يضبط اخلط العريب ويضع له أسس ومقاييس جديدة‪ ،‬ونبغ يف خط‬
‫الثلث حىت بلغ ذروته"‪ ،‬وقيل أحدث ثورة يف اخلط وضرب به املثل‪ ،‬حيث حسده اآلخرون‪ ،‬كما أحكم‬
‫خط احملق ق‪ ،‬وح رر خط ال ذهب وأتقنه وأب دع يف خط الرقاع وخ ط الرحيان‪ ،‬وم يز خ ط املنت ‪ ،xxxviii‬وأنشأ‬
‫‪xxxix‬‬
‫اخلط النسخي وأدخله يف دواوين اخلالفة‪" ،‬وقد ترك ابن مقلة يف اخلط والقلم رسالة هندسية"‪.‬‬
‫كما اس تخدمابن مقلة الدقة والقياس من خالل القواعد املوجودة‪ ،‬واملتع ارف عليها يف اخلط العريب أثناء‬
‫كتابة احلروف على علم وقواعد كما يقول القلقشندى‪" :‬كان مبثابة خطوة أوىل للتالعب والرتاشق بالقاعدة‬
‫بل كسرها واخرتع تناسبات أخرى للحرف املستخدم"‪.xl‬‬
‫وقد زاد ابن مقلة يف األوساط الفنية كخطاط حينما غضب عليه اخلليفة وقطع يده اليمىن‪ ،‬لكنه مل يرتك‬
‫اخلط‪ ،‬ب ل ك ان يرب ط على ي ده املقطوع ة القلم ويش رع يف الكتاب ة‪ ،‬مث يأخ ذ يكتب بي ده اليس رى فأج اد كم ا‬
‫كتب بيمن اه‪ ،‬واستمرترئاس ته للخ ط الع ريب ح ىت هناي ة الق رن اخلامس عش ر‪ ،‬مث ج اء بع ده " علي ابن اهلالل"‬
‫املعروف بابن البواب واملتوىف سنة ‪413‬هـ‪ ،‬فهذب طريقة ابن مقلة وأنشأ مدرسة اخلط واخ رتع اخلط الرحياين‪،‬‬
‫ولو أردنا سرب املصاحف اليت خطت يف العصر العباسي لتبني أن معظمها ترجع للقرن التاسع امليالدي ‪ ،‬وهي‬
‫مكتوب ة على ال ورق بلون ه الط بيعي أو ملون ة ب األزرق والبنفس جي أو األمحر‪ ،‬ومبداد أس ود أو ذه يب‪ ،‬وتظه ر‬
‫احلروف فيها غليظة ومستديرة‪ ،‬وذات مدات قصرية‪ ،‬وجرات طويلة‪( . xli‬الصورة ‪.xlii)11‬‬
‫‪.4‬أبوحسن علي بن هالل المعروف (بابن البواب)‪:‬‬
‫"هو أبو احلسن علي بن هالل املعروف بابن البواب نسبة ألبيه الذي كان بوابا بالقصر امللكي واملتوىف سنة‬
‫‪413‬ه‪ ،‬وه و ال ذي ح رر (قلم ال ذهب وأتقن ه وب رع يف (الثلث)و(الرق اع)و(الرحيان)‪ ،‬وم يز قلم املنت‬
‫واملصاحف وكتب بـ (الكويف) فأجاد وأبدع فيه"‪.xliii‬‬
‫وقد وصف ابن الكثري خط ابن البواب فقال‪ " :‬أما خطه وطريقته فيه فأشتهرت من أن تنبه عليها‪ ،‬وخطه‬
‫أوضح تعريبا من خط بن مقلة‪ ،‬ومل يكن ابن مقلة أكتب منه‪ ،‬وعلى طريقته الناس اليوم يف سائر األقاليم إال‬
‫القلي ل‪ ،xliv‬وابن الب واب ه و ال ذي ه ذب طريق ة ابن مقل ة ونقحه ا وكس اها طالوة وهبج ة‪ ،‬كم ا يق ول ابن خلك ان‬
‫متح دثا عن ابن مقل ة‪ ،‬إن ه‪ " :‬مل يوجد يف املتق دمني وال املت أخرين من كتب مثله وال قارب ه‪ ،‬ولكن ابن البواب‬
‫‪" ،xlv‬وقد بلغت األقالم العربية اليت أتقنها ابن الب واب وأدخ ل عليه ا‬‫هذب طريقته ونقحها وكساها طالوة وهبجة "‬
‫التحسني ثالثة عشر قلما" ‪( ،xlvi‬الصورة ‪.xlvii)12‬‬
‫وقد عاشت أثناء قيام الدولة العباسية طريقة ابن البواب وراج خطه فتبعه جمموعة كبرية من اخلطاطني‪،‬‬
‫"من أمث ال‪ :‬أيب علي اجلي ويب ‪ ،‬وعلي بن محزة البغ دادي‪ ،‬وال وزير ابن الص دقة‪ ،‬وعم ر بن احلس ني غالم ابن‬
‫خرنقا‪ ،‬وبين العدمي احللبيني ومنهم احلسن بن علي ‪ ،‬وعبد القاهر بن علي ‪ ،‬وفاطمة بنت األنقر‪ ،‬وأيب منصور‬
‫الفض ل بن عمر ‪ ،‬وأيب طالب الكرخي‪ ،‬وابن الربفطني وحممد مب سعد الرازي"‪ ،xlviii‬وبينمان األصفهاين‪ ،‬وابن‬
‫التبئي‪ ،‬وياقوت بن عبد اهلل املعروف بامللكي‪ ،‬وياقوت بن عبد اهلل الرومي نزيل املوصل‪ ،‬وأخذ عن ابن البواب‬
‫أيضا حممد بن منصور بن عبد امللك‪ ،‬الذي أخذت عنه الكاتبة زينب ‪ ،‬ويقال فاطمة‪ ،‬وتعرف بشهة األبري‬
‫‪.xlix‬‬
‫اليت توفيت سنة ‪574‬ه‪ ،‬وغريهم‪ ،‬على هؤالء مجيعا هو الياقوت املستعصمي‬
‫والي اقوت ه و مجال ال دين أب و ال در ( وقي ل أب و اجملد) ي اقوت بن عب د اهلل املستعص مي البغ دادي‪ ،‬ك ان من‬
‫مماليك املستعصم باهلل‪ ،‬آخر اخللفاء العباسيني ببغداد‪ ،‬فاستنسب إليه‪ ،‬عرف الياقوت باألدب والشعر وجودة‬
‫اخلط‪ ...‬ق ال إبن العم اد‪ " :‬ه و آخ ر من انتهت إلي ه رئاس ة اخلط املنس وب‪ ،‬ك ان يكتب على طريق ة ابن الب ‪،l‬واب"‬
‫كتب عليه خلق من أوالد األكابر‪" ،‬وكان حمرتما معظما وسيما مجيال طويل القامة حسن الوجه أزرق العينني أبيض‬
‫‪li‬‬
‫مشرب مسح يف أخالقه وجليل يف أدبه تويف سنة ‪698‬ه"‪.‬‬
‫"فلن ا أن نفتخ ر بفن اخلط الع ريب يف بغ داد فق ط تع ددت أنواع ه‪ ،‬حيث يعرفن ا الت اريخ ب أن االقالم الس تة‬
‫ظه رت خالل الق رن الث الث عشـ ـ ـــر وهي ( الثلث ‪ ،‬النس خ ‪ ،‬الرق اع ‪ ،‬الرحياين ‪ ،‬التواقي ع ‪ ،‬احملق ق) ‪ ،‬حيث‬
‫ج اءت اخ تزاال من أقالم كث رية على ي د " الي اقوت املستعص مي " وه ذا االخ تزال والرتك يز حتق ق مع ه نقل ة‬
‫إحسان وإجادة للخط العريب وتطوره فنيا يف املخطوطات والعمارة وكل منتج فين الذي تزين به اخلط العريب‬
‫خالل احلقبة العباسية"‪.lii‬‬
‫حقبة الياقوت المستعصمي ‪( :‬وهو أبو الدرمجال الدين ياقوت بن عبد اهلل الرومي املستعصمي الكاتب وهو‬
‫أحد مماليك اخلليفة العباسي املستعصم باهلل )‪ ،liii‬فقد حذق فن اخلط العريب وأتقنه وجوده حىت استحق عن‬
‫جدارة لقب( قبلة الكتاب)‪،‬حيث درع يف جتويد اخلط كثريا وهذب أوضاع احلروف و رفعها وبسطها واستلقا‬
‫ببعضها‪" .‬بعد فراره من بغداد تبنوه السالجقة مدة يسرية من الزمن إىل أن فتحت القسطنطينية من طرف‬
‫العثمانيون لتصري بعد ذلك باسم (استانبول) ‪ ...‬دخلها الياقوت املستعصمي وهناك وبفضل جهوده سعى‬
‫اخلطاطون األتراك يف اآلفاق يقلدونه ويأخذون منه اخلط وفن الكتابة وميشقون على قاعدته اليت ال تزال‬
‫‪ ،liv‬واستمر اخلطاطون على قاعدته يف‬ ‫حلد اليوم متتاز خبصائصها عن املدرسة العثمانية اليت عقبتها"‬
‫كتاب اهتم ح ىت ظه ر اخلط اط (احلاف ظ عثم ان بن علي ال رتكي) حيث تتلم ذ على الي اقوت يف كتاب ة النس خ‬
‫واش تهر املص حف بامسه (مص حف حاف ظ عثم ان)‪" ،‬حيث ت رك اخلط اط الي اقوت املستعص مي أعم اال جليل ة‬
‫ومص احف غاي ة يف الروع ة والبه اء ولق د مجع املؤرخ ون على أن ل ه الفض ل يف احلف اظ على ثالث ة أقالم‬
‫‪698‬هـ ومل ي ذكر موض ع ق ربه رمحه اهلل)" ‪ ،lv‬وم ا‬ ‫( الثلث ‪ ،‬النس خ ‪ ،‬اإلج ازة)‪ (،‬حيث ك انت وفات ه س نة‬
‫يع اب على املدرس ة العثماني ة أهنا ف رطت يف األقالم األربع ة األخ رى (الرحياين‪ ،‬التواقي ع‪ ،‬الرق اع‪ ،‬احملق ق)‬
‫(الصورة ‪.lvi)13‬‬
‫األتراك وفن الخط العربي ‪" :‬ورث األتراك فن اخلط عن مدرسة تربيز اليت ازدهرت ليس يف فن اخلط العريب‬
‫فحسب وإمنا يف صناعة الكتاب أيضا‪ ،‬بل نشطت فيما يتعلق بالكتاب من صناعة الورق والكرتون‪ ،‬واخلط‬
‫والزخرفة والتجليد والرسوم والتذهيب وغري ذلك‪...‬وصار األتراك ميثلون مدرسة مستقلة ذات شهرة متميزة‬
‫يف خط الثلث‪ ،‬ولكبار اخلطاطني األتراك مصاحف كثرية حمفوظة إىل اآلن"‪.lvii‬‬
‫حافظ اخلط العريب على تقاليده الفنية املتمثلة بالقواعد واألصول واجلماليات‪" ،‬وكذلك حرص اخلطاطني‬
‫األتراك على احملافظة عليه من خالل إتقانه واالهتمام بتعليم قواعده‪ ،‬حيث نسب لألتراك هندسة احلرف بطرق‬
‫جدي دة مس تحدثة‪ ،‬كالطوم ار بش كله اجلدي د والتقليص من نس به‪ ،‬فق د ابتك روا اخلط اهلم ايوين ( ال ديواين ‪،‬‬
‫واجللي الديواين)‪ ،‬وابتكروا كذلك الطغراء‪ ،‬والسياقة‪ ،‬كما ينسب إليهم جتديد أسلوب خط الثلث اجللي"‪.lviii‬‬
‫دأب خطاطوا األتراك يبدعون يف خط املصاحف الصغرية اليت توضع يف اجليب‪" ،‬ومسي بالنسخ الغبار‪ ،‬وهو‬
‫خ ط النس خ أق ل من ال دقيق بقي اس ح وايل أق ل بـ ‪0.4‬مم‪ ...،‬لق د انتش رت ثقاف ة اخلط الع ريب بإس طنبول‬
‫وشجعت الدولة العثمانية ه ذا الفن مبا أهنا دولة إسالمية‪ ،‬وأنشأت م دارس ومعاهد يف فن اخلط العريب وهي‬
‫من أكرب املعاهد عامليا‪ ،‬وهبذا أصبحت هناك سياسة رشيدة هبذا البلد يف الفنون اإلسالمية ومطمع كل الباحثني‬
‫وطالب العلم وتعلم فن اخلط العريب"‪.lix‬‬
‫عالق;;ة الخط;;اطون ب;;الملوك في عص;;ر الدول;;ة العلي;;ة‪ :‬ن ال اخلط اطون اح رتام اخللف اء‪ ،‬فأخ ذوا منهم اإلجالل‬
‫واهلدايا والوقار‪ ،‬وجعلوهم من املقربني منهم‪ ،‬وأسندوا هلم وظائف يف الدواوين التابعة للدولة‪" ،‬وأسندت هلم‬
‫كتابة أسرار الفراميل العثمانية اخلاصة بالسلطان‪ ،‬وبرواتب عالية‪ ،‬لكنهم رغم هذه الرفعة واإلكرام مل يبلغوا‬
‫التعايل أو الكربياء‪ ،‬فقط حافظوا على تواضعهم وليونتهم وحبهم للتعلم واخلضوع لروح اخلط العريب جعلت‬
‫منهم حلما وبساطة أزلية وهي قاعدة تستهوي اخلطاط دون أن يشعر"‪ .lx‬فقد تق دم أن تس عة أو عش رة من‬
‫الس الطني األت راك ك انوا جيي دون فن اخلط‪ ،‬وميث ل اخلط اط يف الدول ة م ا ميثل ه الرس امون املب دعون يف‬
‫عص رنا من ناحي ة الش هرة‪" ،‬وك ان فن اخلط ه و الفن األمسى عن د املس لمني العجم فال خيل بيت ت ركي من‬
‫لوح ة خطي ة " والن اس على دين مل وكهم"‪ ،‬ب ل ص ارت مدين ة إس تانبول متحف ا بفن اخلط الع ريب‪ .lxi‬وك انت‬
‫املكتب ات من دي وان مرك ز اخلالف ة اإلس المية‪ ،‬إىل األق اليم املرتامي ة‪ ،‬أعظم وس يلة إلش اعة فن اخلط الع ريب‬
‫‪.lxii‬‬ ‫اجلميل‪ ،‬وبالتايل أصبحت دواوين احلواضر تبعا لألصل يف إختيار أبوع اخلطاطني للقيام مبهام الديونة"‬
‫المحاضرة رقم‪ :03‬مدارس فن الخط العربي‪.‬‬
‫ع رفت مس رية فن اخلط الع ريب طيلة رحلته عرب الع امل ‪ ،‬وخاص ة أثناء نشر اإلسالم تنوعا بالغ األمهية مما‬
‫جعلت منه قبلة لظهور مدارس عديدة‪.‬‬
‫‪1/‬المدرس;;ة الش;;امية‪" :‬إن للش ام دورا يف جتوي د الكتاب ة‪ ،‬فيق ول القلقش ندي‪":‬أن ج ودة اخلط الع رب الع ريب‬
‫إنتهت إىل رجلني من أهل الشام يقاللهما‪ :‬الضحاك وإسحاق بن محاد‪ ،‬وأوهلما يف خالفة السفاح‪ ،‬والثاين يف‬
‫يف خالفيت املنصور واملهدي‪ ،‬حيث كان الدور الثاين للمدرسة الشامية بعد غنب مقلة يف جتويد اخلط النسخي‪،‬‬
‫مث إنتقل عهد اللوحات املركبة باخلط الثلثي"‪ ،‬نذكر اخلطاطني الشوام الذين إشتهروا بذلك‪ ،‬وعلى رأسهم‬
‫"ممدوح الش ريف( ‪ )1934-1353-1886-1304‬وق د تلقى دروس ا عن اخلط اط "يوس ف رس ا"‪،lxiii‬‬
‫"ومص طفى احلس ن الس باعي ( ت ‪ )1918-1336‬مؤل ف " رس الة اليقني" وق د اش تهر يف خ ط التعلي ق‪،‬‬
‫واخلطاطون الذين ذكرهم أمحد الباري هم‪ ،‬حممد بدوي الديراين وحممد حسين‪ ،‬وسليم احلنفي‪،‬وصبحي البيالين‪،‬‬
‫وموس ى الش بلي‪ ،‬والش يخ ص ادق اخلي اط‪ .‬حيث ق ال الس باعي‪ :‬إن أص ل "عب د اهلل الزه دي من ن ابلس‪ ،‬وذهب إىل‬
‫اآلستانة‪ ،‬وقال عنه درمان من احملتمل أنه ولد بالشام‪ ،‬مث رحل مع عائلته إىل إستانبول" ‪ ،lxiv‬لذلك أدرج‬
‫إمسه ضمن املدرسة الشامية‪ .‬ومن لبنان إشتهر خطاطون‪ ،‬منهم الشيخ" نسيب مكارم" ‪ ،‬وفؤاد نوفل أسطفان‪،‬‬
‫وكامل البابا‪ ،‬وتنسب هلذه املدرسة مناهج الكتابة الشامية‪.‬‬
‫باسم‪ ":‬وضاحة األصول يف فن اخلط العريب"‪ ،lxv‬ومن املدرسة أيضا رسالة اليقني يف معرفة أنواع اخلطوط‪،‬‬
‫وذك ر بعض اخلطاطني من الرتك والف رس والع رب رمحهم اهلل أمجعني‪ .‬وسوف نقدم من ه ذه اللوح ات أعمال‬
‫الزهدي(الصورة ‪،lxvi)14‬وحسين(الصورة ‪ ،lxvii)15‬وبدوي(الصورة‪ lxviii)16‬والبابا(الصورة ‪.lxix")17‬‬
‫‪2/‬المدرسة العراقية‪ :‬بعد انتقال اخلالفة اإلسالمية من بغداد اىل مصر‪" ،‬مل تنقرض الفنون اإلسالمية هبا‪ ،‬فإن‬
‫بل دا عريق ا يف احلض ارة مث ل الع راق‪ ،‬وفن اخلط الع ريب يف ربوعه ا ق د نش أ وش ب‪ ،‬مل يكن ليخل و من األجماد‬
‫الفنية‪ ،‬فجيل بعد جيل يرث تلك البدائع وينميها‪ ،‬وتواصلت العالقات بني األقطار اإلسالمية‪ ،‬وتتابعت مسرية‬
‫فن اخلط العريب ‪ ،‬وتشاركت يف تطويره‪ ،‬وترد أمساء اخلطاطني األواخر‪ ،‬الذين حافظوا على أسلوب املدرسة‬
‫البغدادي ة أمث ال‪ ":‬الش يخ ص احل الس عدي"‪ ،lxx‬املوص لي(‪1245‬ه‪1830-‬م) واحلاج حمم د علي ص ابر(‪136‬‬
‫‪0‬ه‪1961-‬م)‪ ،‬واملال ع ارف الش يخي ‪ )1942‬وص ربي اهلاليل ‪1953‬م)‪ ،‬وغ ريهم ال ذين معهم وبع دهم‪،‬‬
‫وتالهم خط اطون أخ ذوا املش عل‪ ،‬واس رتجعوا األجماد الس ابقة‪ ،‬كم ا ب رز يف املقدم ة ( هاش م حمم د البغ دادي)‬
‫فبلغ درجات مقدرة جبده ومثابرته وتفانيه يف إظهار قوة احلروف العربية‪ ،‬وصفاء حتبريها‪ ،‬وإن فضل األسبقية‬
‫هلذه املدرسة اليت طورت اخلطوط اليابسة‪ ،‬فنسبت إىل مدينة الكوفة بالعراق"‪.lxxi‬‬
‫"فكتملت خصائص الفن اخلط وكفى املدرسة العراقية فخرا‪ ،‬مضيا وحاضرا‪ ،‬هباشم البغدادي ‪ ،‬ينبوع يف‬
‫فن اخلط وبإحياء هذا الفن األصيل يف ربوع البالد‪ ،‬ونشره يف سائر األقطار"‪.lxxii‬‬
‫‪3/‬المدرس;;ة التركي;;ة العثماني;;ة‪ :‬دخ ل األت راك يف اإلس الم يف الق رن الراب ع اهلج ري‪ ،‬فص اروا عون ا لإلس الم‬
‫واملسلمني‪" ،‬إن الذين كانت هلم رحلة مع اخلط العريب برتكيا ‪ ،‬أظهروا من خالهلا مق درهتم الفنية يف جتويد‬
‫اخلطوط العربية القدمية خبطوط من ابتكارهم محلت أمساءهم‪ ،‬وسيبقى تاريخ اخلط العريب يفخر مبا قدمه هذا‬
‫اجليل املتتايل باإلجازات والتعلم هلذا الفن البديع من معقل بلدهم تركيا ومن عاصمة الفن اإلسالمي إستامبول"‬
‫‪.lxxiii‬‬
‫ومن هنا أصبح للخط العريب أصول ومبادئ مدروسة تعتمد على قواعد مضبوطة خاصة جاء هبا املرحوم‬
‫شوقي أفندي خبطي النسخ والثلث واليت مل يأيت هبا أحدا ال قبله وال بعده‪ ،‬حىت قيل فيه ‪ " :‬إن اهلل إذا أراد أن‬
‫يبعث وليا أن يعلمه‪ ،‬وشوقي كان وليا من أولياء اهلل فعلمه " ‪ ،lxxiv‬وهذا دليل قاطع على ذلك‪.‬‬
‫ورغم لغ اء احلروف العربي ة من ذ س نة ‪1928‬م ‪ ،‬فق د حف ظ العثم انيون اآلث ار اإلس المية يف املس اجد‬
‫واملت احف‪ ،‬وال تزال اخلط وط قائم ة على جبه ات الس احات‪ ،‬وأن الفن اخلط الع ريب أص بح فنا خال دا‪ ،‬مرتبط‬
‫باإلسالم‪ ،‬التغيبه جرة قلم‪ ،‬وما أنفك القلم العريب خبط بإذن اهلل تعاىل ‪ ،‬وأن فن اخلط مل ينقطع من إستانبول‪،‬‬
‫"بل من حسن املقادير أن عادت إىل إستظهار جمده من جديد بإحتضاهنا مركزا لألحباث يف التاريخ والفنون‬
‫والثقافة اإلسالمية‪ ،‬الذي أنشأ بدوره ألول مرة يف تاريخ اإلسالم مسابقة دولية يف فن اخلط العريب يقيمها كل‬
‫ثالثة سنوات‪ .‬حيث كان الدكتور(سهيل أنور)"‪ lxxv‬وهو حفيد املرحوم اخلطاط حممد شوقي‪"،‬الذي تتخذه‬
‫كل املنظمات التابعة للفنون اإلسالمية مثاال شاهدا يف احلفاظ على اصالة فن اخلط العريب عامليا‪ ...‬فهو‬
‫طبيب متخصص بالعيون خترج من فرنسا مث درس إختصاصه يف جامعة إستانبول‪ ،‬ولكنه شغف حبب فن‬
‫اخلط العريب والزخرفة ‪ ،‬ومنح له يف اجلامعة قسم خاص يدرس فيه فن اخل ط والزخرفة ‪،‬ومكتبان‬
‫لكتب ه وإنتاج ه ينش ر من ه دراس ات يف فن اخلط الع ريب‪ ،‬وعلى بع د خطوامتن ه مع رض دائم ملقتني ات‬
‫الفن ان( ابن األمين) يف فن اخلط الع ريب‪ ،‬وك ل املمتلك ات الفني ة وم ا تش ملها من أص ول خطي ة وأدوات جلده‬
‫شوقي رمحه اهلل"‪.lxxvi‬‬
‫خط;اطو العص;ر ال;ذهبي ‪" :‬لقد برز طاقما مذهبا من اخلطاطون الشرفاء بالدولة العثمانية منهم‪ (:‬محد اهلل بن‬
‫مصطفى دده‪833‬ه‪1429-‬م ‪ ،‬احلافظ عثمان ‪1110‬ه‪1698-‬م‪ ،‬حممد شفيق ‪1297‬ه‪1880-‬م‪ ،‬وعبد‬
‫اهلل الزهدي ‪1296‬هـ‪ ،‬احلاج حممد عارف بك" جارشنبة" ‪1310‬ه‪1892-‬م‪،‬حممد علي حيدر ‪1320‬ه‪-‬‬
‫‪1902‬م‪ ،‬س امي أفندي ‪1330‬هـ‪1838-‬م‪ ،‬حمم د فهمي أفندي ‪1333‬ه‪1915-‬م‪ ،‬وإب راهيم عالء الدين‬
‫‪1305‬هـ‪ ،‬ومص طفى نظي ف ‪1331‬ه‪1913-‬م‪ ،‬وإمساعيل حقي ‪1365‬هـ‪1928-‬م‪ ،‬مص طفى عب د احلليم‬
‫أوزي ازجيي‪1310‬ه‪1898-‬م‪ ،‬وحمم د أمني ‪1372‬هـ‪ ،‬وحمم د خلوص ي وتلمي ذه وه و خ ال حمم د ش وقي‬
‫‪1291‬ه‪1874 -‬م‪ ،‬حممد أمني بازجيي ‪1300‬ه‪1883 -‬م‪،‬والشيخ حممد عبد العزيز الرفاعي ‪1288‬ه‪-‬‬
‫‪1871‬م‪ ،‬ومص طفى راقم امللقب ب رئيس اخلط اطني ‪1241‬ه‪1826-‬موزه دي ش قيق مص طفى ع زت‪،‬‬
‫وحمم ود ي ازر وعب د العزي ز الرف اعي وأمحد كام ل وتلمي ذه حام د اآلم دي ‪1980‬م وتلمي ذه حليم وغ ريهم‬
‫رمحهم اهلل )‪.lxxvii‬‬
‫‪4/‬المدرسة اإليرانية الفارسية‪ :‬احلديث عن خط "النستعليق" مشوق جدا‪ ،‬حيث جيسد مدرسة مجالية بديعة‬
‫يف الظ اهر ويفيض مبعنوي ات ومف اهيم إنس انية س امية يف داخل ه‪ ،‬ومن ه ذا املنطل ق يس مى بع روس اخلط وط‬
‫‪.‬‬ ‫المية‪.‬‬ ‫اإلس‬
‫"يعرف خ ُط النستعليق األن بأنه أوُل اخلطوط االيرانية وهو دمج خلط النسخ وخط التعليق‪ ،‬قام به مري‬
‫علي تربيزي يف القرن الثامِن اهلجري ليشكل أحَد اهم فنون اخلط يف العامل االسالمي‪...‬ويستخدمه عادة أثناء‬
‫يين‪.‬‬ ‫احلرب الص‬ ‫ةب‬ ‫الكتاب‬
‫وأكثر ما مييز خط النستعليق االيراين هو حفظه آلالف املتون العربية و الفارسية القدمية يف الدين واالدب و‬
‫الفلس فة وامتالك ه خصوص ية ق ل نظريه ا يف اي ران االس المية وجواره ا كأح د الفن ون االص يلة ل دى‬
‫يني"‪.lxxviii‬‬ ‫االيران‬
‫خيّطوهنا روي دًا روي دا يف عملي ة هي اق رُب للرس م منه ا للكتاب ة‪ ،‬عب اراٌت على ش كل لوح اٍت فني ة جتم ع‬
‫تاريَخ احلرف العريب‪ ،‬وتوضح ارتباط تطورِه بظهور االسالم احلنيف ومساراته التارخيية‪ .‬لكنه اليوم ومن‬
‫طه ران يظه ُر بنكه ٍة ايراني ة ع رب التقالي د اإلس المية وفن ون اخلط اإلس المي املتنوع ة‪ ،‬وت رك أث را واض ح‬
‫البص مات على أك ثر من ص عيد ليص ل اىل مؤسس ة اخلط اطني االيران يني‪ ،‬هنال ك حيث حُت ف ظ اهم اآلث اِر لكب ار‬
‫االساتذة‪.‬‬
‫حيث ظه ر يف بالد ف ارس يف الق رن الس ابع اهلج ري (الث الث عش ر امليالدي)‪ ،‬إذ استخلص ه (حس ن‬
‫الفارس ي )من خط وط النس خ والرق اع والثلث‪" .‬وه و خ ط مجي ل متت از حروف ه بالدق ة واالمت داد‪ .‬كم ا ميت از‬
‫بسهولته ووضوحه وانعدام التعقيد فيه‪ .‬وال يتحّم ل التشكيل‪ ،‬رغم اختالفه مع خط الرقعة كما يعد من أفضل‬
‫اخلط وط يف الع امل وأفض لها من دون من افس ويلقي اعج اب الكث ري من اخلط اطني الع رب وال خيل و اي مع رض‬
‫ثقايف أو اديب عن لوحة مكتوبة باخلط الفارسي"‪ .lxxix‬يعد من أمجل اخلطوط اليت هلا طابع خاص يتميز به عن‬
‫غريه‪ ،‬إذ يتميز بالرشاقة يف حروفه فتبدو وكأهنا تنحدر يف اجتاه واحد‪ ،‬وتزيد من مجاله اخلطوط‬
‫اللينة واملدورة فيه‪" ،‬ألهنا أطوع يف الرسم وأكثر مرونة السيما إذا رمست بدقة وأناقة وحسن توزيع‪،‬‬
‫وق د يعم د اخلط اط يف اس تعماله إىل الزخرف ة للوص ول إىل الق وة يف التعب ري باإلف ادة من التقويس ات‬
‫وال دوائر‪ ،‬فض ًال عن رش اقة الرس م‪ ،‬فق د يرب ط الفن ان بني ح روف الكلم ة الواح دة والكلم تني ليص ل إىل‬
‫تأليف إطار أو خطوط منحنية وملتفة ُيظهر فيها عبقريته يف اخليال واإلبداع"‪.‬‬
‫لقد كان اإليرانيون قبل اإلسالم يكتبون باخلط (البهلوي) التی اشتقت من اآلرامیة السامية بنفسها اليت‬
‫تعترب لغة األم للعربية احلديثة‪ ،‬وكان يستعمل الفرس القدماء احرف اآلرامية ‪" ،‬فلما جاء اإلسالم وآمنوا به‪،‬‬
‫انقلب وا على ه ذا اخلط ف أمهلوه"‪ ،lxxx‬وكتب وا باخلط الع ريب‪" ،‬وق د ط ّو ر اإليراني ون ه ذا اخلط‪ ،‬فاقتبس وا ل ه من‬
‫مجاليات خط النسخ ما جعله سلس القياد‪ ،‬مجيل املنظر‪ ،‬مل يسبقهم إىل رسم حروفه أحد‪ ،lxxxi‬وقد (وضع‬
‫أصوله وأبعاده اخلطاط البارع الشهري مري علي اهلراوي التربيزي املتوىف سنة ‪ 919‬هجرية"‪.lxxxii‬‬

‫نتيجة الهنماك اإليرانيني يف فن اخلط الفارسي الذي احتضنوه واختصوا به‪ ،‬فقد م ّر بأطوار خمتلفة‪ ،‬ازداد جتذرًا‬
‫وأصالة‪ ،‬واخرتعوا منه خطوطًا أخرى مأخوذة عنه‪ ،‬أو هي إن صح التعبري امتداد له‪ ،‬فمن تلك اخلطوط‪.‬‬

‫خ ;;ط الشكس ;;تة ‪ :‬اخ رتعوه من خطي التعلي ق وال ديواين‪ .‬ويف ه ذا اخلط ش يء من ص عوبة الق راءة‪ ،‬فبقي‬
‫بس بب ذل ك حمص ورًا يف إي ران‪ ،‬ومل يكتب ب ه أح د من خط اطي الع رب أو ينتش ر بينهم‪(.lxxxiii‬الص ورة ‪1‬‬
‫‪.lxxxiv)8‬‬

‫الخط الفارسي المتناظر ‪ :‬كتبوا به اآليات واألشعار واحلكم املتناظرة يف الكتابة‪ ،‬حبيث ينطبق آخر حرف‬
‫يف الكلمة األوىل مع آخر حرف يف الكلمة األخرية‪ ،‬وكأهنم يطوون الصفحة من الوسط ويطبعوهنا على‬
‫يسارها‪ .‬ويسمى (خط املرآة الفارسي‪( lxxxv.‬الصورة ‪.lxxxvi)19‬‬

‫الخط الفارسي المختزل‪ :‬كتب به اخلطاطون اإليرانيون اللوحات اليت تتشابه حروف كلماهتا حبيث يقرأ‬
‫احلرف الواحد بأكثر من كلمة‪ ،‬ويقوم بأكثر من دوره يف كتابة احلروف األخرى‪ ،‬ويكتب عوض ًا عنها‪.‬‬
‫‪lxxxvii‬‬
‫ويف هذا اخلط صعوبة كبرية للخطاط والقارئ على السواء‪.‬‬

‫الخطاطون اإليرانيون‪) :‬مري علي التربيزي‪ ،‬مري علي اهلرويمري عماداحلسين سیفی‪،‬سلطان علي املشهدي‪،‬‬
‫علي رض ا عباس ي‪ ،‬ش اه حمم ود النيس ابوري‪ ،‬درویش عبداجملید طالق اين‪ ،‬مال ک ال دیلمي‪ ،‬أمحد الن رییزي‪،‬‬
‫مريزا حممد رضا كلهر‪ ،‬مريزا غالم رضا االصفهاين‪ ،‬عماد الكتاب القزويين)‪.‬‬
‫الخط;;اطون اإليراني;;ون المعاص;;رون‪( :‬حس ن م ري خ اين‪ ،‬حمم د ش ريازي ‪،‬علي أك رب ك اوه‪ ،‬غالم حس ني‪،‬‬
‫امريخاين‪ ،‬كيخسرو خروش‪ ،‬جليل رسويل‪ ،‬نصر اهلل افجهاي)‪.‬‬
‫‪/5‬المدرس;;ة المص;;رية‪ :‬إن ملص ر حظ ا واف را يف حتس ني فن اخلط الع ريب‪ ،‬إهنا كنان ة اهلل يف أرض ه‪ ،‬ومن أعظم‬
‫مراك ز العلم‪ ،‬والعلم يتعلم ب القلم‪ ،‬وحلض ارهتا القدمية دور يف مواص لة اإلعتن اء بالكتاب ة من ذ دخوهلا اإلس الم‪،‬‬
‫"ومن نتائج تلك احلضارة ورق الربدي‪ ،‬الذي وفر إحدى أهم وسائل الكتابة‪ ،‬مع توفر القصب على شطآهنا‬
‫وأوديته ا‪ ،‬كما تشهد بذلك رسائل مسطرة على الربدي من الق رن األول اهلجري‪ ،‬واكتشاف شواهد قبور‬
‫املس لمني من ذل ك الق رن منقوش ة حبروف عربي ة‪ ،‬مما ي دل على مكان ة الت دوين يف مص ر‪ ،‬واس تمرار مواكبته ا‬
‫ملس رية الكتاب ة يف عواص م اخلالف ة يف الش ام والع راق‪ ،‬ب ل مناقش تها والتف وق عليه ا يف ف رتة تارخيي ة‪ ،‬وحيدثنا‬
‫القلقش ندي عن ش هرة" طبطب"‪ lxxxviii‬ال ذي انتهت إلي ه رئاس ة اخلط مبص ر" ‪ ،lxxxix‬رواي ة عن النح اس‪" :‬‬
‫وكان أهل مدينة السالم حيسدون مصر على طبطب ‪ ،‬وابن عبد كان‪ ،‬يعنيك كاتب اإلنشاء البن طولون‪،‬‬
‫ويقولون‪ :‬مبصر كاتب وحمرر ليس ألمري املؤمنني مبدينة السالم مثلهما"‪. xc‬‬
‫ومن ناحي ة أخ رى اس تقدام الف اطميني واملمالي ك نف را من اخلط اطني العراق يني إىل مص ر‪ ،‬ملكانته ا العلمي ة‪،‬‬
‫"كم ا ك انت نقط ة انطالق لإلس الم والكتاب ة إىل املغ رب واألن دلس‪ ،‬وأن اآلث ار القائم ة إىل اآلن من املس اجد‬
‫واملدارس ‪ ،‬واأللبس ة املزين ة بالكتابة الش اهدة على النهض ة اخلطية يف تلك العهود‪ ،‬وقد واكبها اعتن اء بكتابة‬
‫املصاحف الكرمية‪ ،‬اجلليلة يف أحجامها الغنية بزخارفها‪ ،‬املوقوفة يف تلك املساجد"‪.xci‬‬
‫وإن املماليك على الرغم من إنشغاهلم باحلروب فقد اهتموا مثل األتراك العثمانيني‪ ،‬باملنشآت الدينية‪ ،‬وتنظيم‬
‫األوقاف‪ ،‬مما ساعد على ازدهار فن املعمار‪ ،‬واخلط‪ ،‬والزخرفة‪" ،‬وملا إنقرضت الدولة العباسية بإستالء هوالكو‬
‫على بغ داد س نة ‪1258‬م‪ ،‬ن زح الكث ري إىل مص ر ‪ ،‬مما دع ا إىل إس ناد اخلالف ة إىل املستنص ر باهلل‪ ،‬والراحل ون‬
‫أوالئك يكنون غالبا من علية القوم‪ ،‬ومن املهرة‪ ،‬من بينهم اخلطاطون والوراقون"‪.xcii‬‬
‫"وقد استنتج أن ما ذهب إليه إستقراء الباحثون ألعمال اخلطاطني الذين حفظ أمساؤهم القلقشندي رمحه‬
‫اهلل‪ ،‬أن ه ي دين مبجموع ة من اخلط اطني س امهوا يف اب راز فن اخلط الع ريب يف مص ر ‪ ،‬ون ذكر من بينهم ‪ ،‬هالل‬
‫ناجي‪ ،‬الذي نشر رسائل األئمة اليت اعتمدت عليها جمموعة من الباحثني ‪ ،‬على أهنا ثروة خطية"‪.xciii‬‬
‫أش ;;هر الخط ;;اطي المدرس ;;ة المص ;;رية‪ ( :‬األس تاذ حمم د رض وان علي ‪1967‬م‪ ،‬األس تاذ حمم د علي املك اوي‬
‫‪1974‬م‪ ،‬األستاذ سيد ابراهيم علي‪1994‬م‪ ،‬األستاذ سيد عبد القوي ‪1965‬م‪ ،‬األستاذ حممد عبد القادر‬
‫عبد اهلل ‪1971‬م)‪.xciv‬‬
‫‪/6‬المدرس;;ة المغاربي;;ة ‪" :‬انتشرت الكتابة العربية يف املغرب العريب بإنتشار اإلسالم‪ ،‬ولقد وفدت يف ركابه‬
‫ودون هبا القرآن الكرمي‪ ،‬وكتبت هبا السنة النبوية‪ ،‬والتفاسري‪ ،‬وشائر العلوم‪ ،‬كما كان للمغاربة حروف هي"‬
‫التيفيناغ" ‪ ،xcv‬لكنها هجرت وتقلص استعماهلا بإقبال الناس على تعلم حروف الدين اجلديد" ‪.xcvi‬‬
‫وتأسست جامعة بالقريوان يف أواخر القرن األول اهلجري يصفها املراكشي بقوله‪:‬‬
‫" وك انت الق ريوان ه ذه من قدمي الزم ان من ذ الفتح إىل أن خربته ا األع راب دار العلم ب املغرب‪ ،‬غليه ا ينسب‬
‫أكابر علمائه‪ ،‬وإليها كانت رحلة أهله يف طلب العلم"‪ .xcvii‬أما الكتابة الوافدة هي ما يطلق عليها اسم الك ويف‬
‫اجملرد من النقط والشكل كما كان يف املشرق وقتها‪ ،‬ولكن ما إن أدخل هذان اإلصطالحان على الكتابة حىت‬
‫تبنامها املغاربة‪" ،‬أما اإلعجام وترتيب احلروف اجلديدة‪ ،‬فقد خالفه املغاربة‪ ،‬ونقطوا الفاء بنقطة واحدة حتتية‪،‬‬
‫والقاف بنقطة فوقية‪ ،‬وجيرد املغاربة حروف الفاء والقاف والنون والياء من النقط يف التطرف‪ ،‬أما األندلسيون‬
‫فباختالف‪" ،‬حيث قام املغاربة إىل تليني الكتابة اليابسة إلحتياج التدوين إىل السرعة يف التنفيذ‪ ،‬ولرمبا للرتطيب‬
‫احملبوب عند النفوس مثل ما حصل يف املشرق"‪ ،xcviii‬إال أن الكتابة اللينة قد استبقت على عدة حروف من‬
‫اليابس يف اخلط املبسوط‪" ،‬إذ كان للمغاربة تعلق بالكويف الذي دون به املصحف الشريف يف القرون األوىل‪،‬‬
‫مع كتابته على الرقوق‪ ،xcix‬لعله أيضا تقليد لرقوق هذه املصاحف‪ ،‬ونتج عن ذلك ازدهار صناعة الرقوق يف‬
‫املغرب"‪.c‬‬
‫وهذه النماذج للكتابة املغربية التامة الليونة اليت عثر عليها كانت باألندلس ‪" ،‬يف كتاب‪ :‬إعراب القرآن‬
‫للزجاج‪ ،‬كتب سنة ‪382‬ه‪992-‬م"‪ ، .ci‬حيث كان تام الشكل الذي استحدثه‪( ،‬اخلليل بن حممد) ووردت‬
‫الش دة على ش كل رأس الس ني‪ ،‬وعلى ش كل دال مقلوب ة‪ ،‬اتباع ا أله ل املدين ة املن ورة‪ .‬إذ ك ان منش اة الكتاب ة‬
‫املغربية يف املغرب اإلسالمي وباألخص عند بوابته‪ ،‬وهي افريقية ‪ ،‬فإن األندلسيني طوروها حنو التحسني‬
‫حىت تفةقت على مثليتها يف املغرب" ‪.cii‬‬
‫أشهر الخطاطي المدرسة المغاربي;;ة‪ (" :‬حممد الصاحل اخلماسي التونسي‪1239‬ه‪1823 -‬م‪ ،‬دالور بن عبد‬
‫اهلل وهو تركي قدم للجزائر ولقب باحلسني ونسب اىل اجلزائر ‪1125‬ه‪ ،‬عبد الكرمي الوزاين ‪1912‬بوزان‬
‫املغربي ة‪ ،‬ناص ر ال دين ديني ه ‪1861‬م‪ ،‬علي راس م ‪ ،1918‬عم ر راس م ‪1302‬ه‪1884 -‬م‪ ،‬الش يخ حمم د‬
‫السفطي ‪1930‬م‪،‬السعدي حكار ‪1920‬م)"‪.ciii‬‬
‫المحاضرة رقم ‪:04‬تأصيل فن الخط العربي بكافة أنواعه‪:‬‬
‫الألقالم الستة والخط;وط العجمي;ة‪ :‬وهكذا جند اخلط العريب يتابع مسريته وتطوره منذ بداية العصر األموي‬
‫وأواخ ر العباس ي‪" ،‬ودخ ول عن د األت راك ال ذين برع وا يف عكس مجاليات ه والتمت ع بس نفونية روعت ه‪ ،‬يف أعم ال‬
‫تباها هبا خطاطوا هذا العصر الذي مسي بالعصر الذهيب ‪ ،‬وقد إزدهر إنتشاره يف جمموعات كبرية من الكتاب‬
‫املسلمني العجم األتراك‪ ،‬حىت وصلنا اليوم ملا هو عليه اآلن منجما ياذعا راقي اجلودة واألبعاد"‪.civ‬‬
‫األقالم الس;;تة ‪ :‬ميث ل اخلط الع ريب اهلوي ة اإلس المية‪" ،‬وه و إرث ا ثقافي ا وحض اريا‪ ،‬اهتم ب ه اخلط اطون بش كل‬
‫ملحوظ‪ ،‬اخرتعوا فيه األقالم الستة ( الثلث ‪،‬النسخ‪ ،‬الرحياين‪ ،‬الرقاع‪ ،‬التواقيع‪ ،‬التعليق) لشدة احلاجة إليها يف‬
‫تدوين القرآن الكرمي‪ ،‬ووجدت هذه األخرية التطور الواسع للخطوط العربية من إبداع عريب"‪ ،cv‬وتشري بداللة‬
‫قدرهتم ملواكبة العالقة املنسجمة بني هذه األقالم و روح اخلط يف عصورهم اليت عاشوا فيها‪" ،‬كما تشري إليه‬
‫املصادر التارخيية‪ ،‬فقد حرص اخلطاط العريب املسلم على كتابة األقالم الستة وأجادهتا أصابعهم وجتود هبا قراء‬
‫القرآن الكرمي"‪" ،cvi‬ولذلك جند أن هناك عالقة بني مجال الكلمة املكتوبة ال يت يتفنن فيه ا اخلطاط ونفسها اليت‬
‫يتغىن هبا املقرأ بصوته العذب وحيسن التصرف معها جبمالية خارقة"‪ ،cvii‬ومن هنا نس تنتج أن األقالم الستة من‬
‫األولوي ات ال يت ختت ار للكتاب ة اآلي ات القرآني ة واألح اديث النبوي ة الش ريفة‪ ،‬فيح اول اخلط اط أن يتنفس هبا‬
‫ليزيد هبا مجاال وكماال ‪.‬‬
‫"مر بنا أن الدراسات العلمية احلديثة‪ ،‬أثبتت أن العرب املسلمني أخذوا طريقتهم يف الكتابة قبل اإلسالم‬
‫من ب ين عم ومتهم األنب اط‪ ،‬وهم ع رب أيض ا‪ ،‬وك ان األنب اط ي نزلون على أط راف املدين ة يف ح وران والب رتاء‬
‫ومعان‪ ،‬وكانوا جيارون يف تبوك ومدائن صاحل والعال‪ ،‬يف مشايل احلجاز‪ ...‬وقد اتضح ذلك من خالل النقوش‬
‫النبطية املكتشفة والقريبة‪ ،‬الشبيهة بأقدم النقوش العربية املعروفة‪ ،‬وبطلت هبذا النظريات القائلة بأن أصل اخلط‬
‫توقيف"‪ ،cviii‬أو أن اخلط العريب مشق ومجال من املسند احلمريي‪،‬‬
‫"أو أن أصل اخلط من احلرية وانتقل إىل األنبار مث انتقل إىل احلجاز‪ ،‬وقد إقتبس اخلط منه أمساء يف فرتة األنباط‬
‫‪ :‬اخلط األنباري‪ ،‬واخلط احلريي‪ ،‬واخلط املدين‪ ،‬واخلط املكي ‪ ،‬وكلها خطوط حذقها العرب قبل اإلسالم"‪.cix‬‬
‫مثل خط الطومار‪ :‬كان لتوقيع اخللفاء على التقاليد واملكتبات‪ ،‬والكتابة السالطني والعظماء‪(.‬الصورة‬
‫‪.cx)20‬‬
‫قلم مختصر الطومار‪ :‬كان لكتابة اعتماد الوزراء والنواب واملراسيم ولكتابة السجالت‪.‬‬
‫قلم الثلتين‪ :‬كان للكتابة عن اخللفاء اىل العمال واألمراء يف اآلفاق‪.‬‬
‫قلم المدور الصغير‪ :‬كان لكتابة الدفاتر ونقل احلديث والشعر‪.‬‬
‫قلم المؤامرات‪ :‬كان لكتابة اإلستشارات اخلاصة باألمراء ومناقشتهم‪.‬‬
‫قلم العهود‪ :‬كان لكتابة العهود والبيعة‪.‬‬
‫قلم الحرم‪ :‬كان للكتابة إىل األمريات من بيت امللك‪.‬‬
‫قلم غبار الحلية ‪ :‬كان لكتابة رسائل احلمام الطائر‪.cxi‬‬
‫‪ /1‬خ;;ط الثلث‪ :‬يعت رب من أمجل اخلط وط العربي ة وأص عبها كتاب ة كم ا أن ه أص ال للخط وط كله ا‪ ،‬فه و امليزان‬
‫الذي يوزن به إبداع اخلطاط‪" ،‬كما ال يعترب اخلطاط خطاطا وفنانا ما مل جييد كتابة هذا اخلط‪ ،‬ومن أنواعه‬
‫الثلث الع ادي‪ ،‬الثلث اجللي‪ ،‬الثلث احملب وك‪ ،‬الثلث اهلندس ي والثلث املت أثر بالرس م‪ ،‬وه و مس تنبط من خ ط‬
‫الطوم ار‪ ،‬حيث حسب بشعرة الفرس (ال ربذون) وأول من ابتك ره ابن مقل ة حيث أخرج منه احملق ق والرحياين‬
‫والرقاع واملسلسل‪ ، cxii‬إذ أنه أبدع فيه كما سبق ذكره من قبل" ‪(،cxiii‬الصورة ‪.cxiv)21‬‬
‫كما يعترب خط الثلث بـ(أب اخلطوط)‪ ،‬وهو أصعب اخلطوط وأجودها‪ ،‬كما يليه النسخ‪ ،‬ويعترب أول من‬
‫وضع قواعده الوزير بن مقلة ‪ ،‬وهو نوعان ‪ :‬قلم الثلث اخلفيف‪ ،‬وقلم الثلث الثقيل‪ ،‬وجاؤو على مذهبني ‪:‬‬
‫المذهب األول ‪ :‬ما نقل عن الوزير ابن مقلة أن األصل يف ذلك للخط الكويف أصلني ومها ‪:‬‬
‫قلم الطوم;;ار‪ :‬وه و قلم مبس وط كل ه ليس في ه ش يء مس تدير‪ ،‬وكث ريا م ا كتبت ب ه مص احف‬ ‫‪‬‬
‫املدينة املنورة ‪.‬‬
‫قلم غب;;ار الحلي;;ة ‪" :‬وه و قلم مس تدير كل ه ليس في ه ش يء مس تقيم‪ ،‬ف األقالم كله ا تأخ ذ من‬ ‫‪‬‬
‫املستقيمة واملستديرة نسبا خمتلفة‪ ،‬فإن كان فيه من اخلطوط املستقيمة الثلث مسي قلم الثلث‪ ،‬وإن‬
‫كان فيه من اخلطوط املستقيمة الثلثان مسي قلم الثلثني"‪(.cxv‬الشكل‪.cxvi)22‬‬
‫المذهب الثاني ‪ :‬ما ذهب إليه بعض الكتاب أن هذه األقالم املنسوبة من نسبة قلم الطومار يف املساحة‪،‬‬
‫"وذل ك أن قلم الطوم ار ال ذي أج ل األقالم مس احة‪ ،‬عرض ه أرب ع وعش رون ش عرة من ش عرة‬
‫(الربذون)‪ ،cxvii‬وقلم الثلث منه مبق دار ثلثه وهو مثان شعرات‪ ،‬وقلم النصف مبق دار نصفه وهو‬
‫‪(. cxviii‬الصورة ‪.cxix)23‬‬ ‫إلثنتان عشرة شعرة‪ ،‬وقلم الثلثني مبقدار ثلثيه وهو مثاين عشرة شعرة"‬
‫خط النسخ ‪ :‬هذا اخلط األقرب كثريا خلط الثلث‪ ،‬بل نستطيع أن نقول أنه فرع من فروع خط الثلث‪ ،‬ولكنه‬
‫أك ثر فعالي ة وقاعدي ة وأق ل ص عوبة‪ ،‬ومنهم من ي رى العكس‪" ،‬ومساه اخلط اطون ب أمري اخلط نظ را ملرونت ه‬
‫وانكس اراته‪ ،‬وه و نس خ الق رآن الك رمي‪ ،‬وأص بح خ ط الطباع ة فه و خ ط مجي ل نس خت ب ه اآلالف املؤلف ة من‬
‫املصاحف الشريفة ويتحمل التشكيل ومن أجاده كان خطاطا"‪(.cxx‬الشكل‪.cxxi)24‬‬
‫"وينسب إخرتاع خط النسخ إىل أيب عبد اهلل احلسن بن مقلة‪ ،‬وقد تفرد به حيث كان يف ذلك هندسة‬
‫مجالية للحروف فأجاد حتريرها‪ ،‬وعنه إنتشر خط النسخ يف كامل مشارق األرض ومغارهبا"‪ ،cxxii‬وقد مسي ه ذا‬
‫القلم بالنسخ ألن الكتاب كانوا ينسخون به املصاحف ‪ ،‬ويكتبون به املؤلفات‪" ،‬وهو مشتق من احلجيال و‬
‫الطومار‪ ،‬أو منهما معا‪ ،‬وكان إبن مقلة يسميه اخلط البديع" ‪ .cxxiii‬حيث نال خط النسخ عناية كبرية يف‬
‫‪545‬ه حىت عرف‬ ‫العراق ويف العصور العباسية‪ ،‬وقد بولغ يف حتسينه وجتويده يف عصر األتابكة سنة‬
‫(بالنس خي األت ابكي)‪ ،‬ال ذي ج رى على نس بة ثابت ه‪" ،‬وه و ال ذي كتبت به املص احف يف العص ور اإلس المية‬
‫الوسطى‪" ،‬وحل حمل اخلط الكويف‪ ،‬وانتشر النسخ يف املشرق العريب واملغرب اإلسالمي بعد ذلك‪ ...‬وأصبح‬
‫هو الذوق املفضل جلمال اخلط العريب عند املولوعني به من اخلطاطني‪ ،‬فهو يساعد اخلطاط على السري‬
‫بقلمه بسرعة أكثر من خط الثلث‪ ،‬وذلك لصغر حروفه وتالحق مداهتا مع احملافظة على تناسق احلروف‬
‫ومجال الرونقه ا‪ ،‬وه و ثالث ة أن واع ‪ ،‬اجللي‪ :‬م ازاد عن واح د ملي م رت‪ ،‬وال دقيق ماك ان أق ل من واح د ملي م رت‪،‬‬
‫‪(.cxxiv‬الصورة ‪.cxxv)25‬‬
‫وأماالغبار ماكان أقل من نصف ملي مرت"‬
‫الخط الريحاني ‪:‬إن مبتدع هذا اخلط هو إبن البواب اخلطاط البغدادي‪ ،‬فقد كتب عدة مصاحف كان أحد‬
‫ه ذه املص احف باخلط الرحياين‪" ،‬وإن الس لطان س ليم األول العثم اين أه دى املص حف اىل ج امع (ال ل ه يل) يف‬
‫استانبول‪ ،‬وهو حمفوظ فيه‪ ،‬واخلط الرحياين الذي كتب به ابن البواب هذا املصحف هو مبتدعه‪ ،‬وهو اخلط‬
‫الديواين نفسهإال أنه خيتلف عنه بتداخل حروفه مع بعضها البعض بأوضاع متناسبة ومتناسقة والسيما ألفاته‬
‫والمه"‪ ،cxxvi‬وقال أبو حيان التوحيدي‪ " :‬مث برع يف الثلث وخفيفه وأبدع يف الرقاع والرحيان وتلطيفه‪،‬‬
‫وميز قلم املنت واملصاحف" ‪،cxxvii‬وهو مشتق من الثلث أيضا كتبه ابن البواب وهو مزيج بني الثلث والنسخ ‪،‬‬
‫لكن تكثر فيه حروف خط الثلث حيث كتبت به تكرميات امللوك والسالطني‪(.‬الصورة‪.cxxviii)26‬‬
‫خ ;;ط المحق ;;ق‪ :‬وه و خ ط واكب خ ط الثلث وخمتل ف عن ه لكن ه اش رتك مع ه يف بعض احلروف‪" ،‬ويق ال أن‬
‫ميالده ك ان جن وب ش ريازي يف حقب ة الدول ة العباس ية‪ ،‬إال أن ه مل ي دم ط ويال وه ذا م ا يع اب على املدرس ة‬
‫الرتكية‪ ،‬لكنه جتدد سنة ‪ 2016‬من طرف مشروع إقامته دولة اإلمارات العربية املتحدة وهو اآلن يظهر من‬
‫جدي د‪ ،‬فق د كتبت ب ه مص احف وأح اديث نبوي ة وه و خ ط جلي ل م رن ومجي ل ويش بع نظ رة العني" ‪. cxxix‬‬
‫(الصورة ‪.cxxx)27‬‬
‫خط الرقاع‪ :‬كتبه ابن البواب وابن مقلة وهو خط مزيج بني الثلث والنسخ ‪ ،‬لكن أغلب حروفه مشتقة من‬
‫النسخ ألنه أصغر حجما من الثلث‪.‬ويكتب بالمرقعات‪(.cxxxi‬الصورة ‪.cxxxii)28‬‬
‫خ; ;;ط التواقي; ;;ع ‪" :‬هوخ ط في ه تش ابه كب ري بني الرحياين والرق اع لكن خيتل ف معهم ا يف النهاي ات ألن في ه‬
‫تدويرات‪ ،‬إال أنه استعمل من طرف امللوك للتوقيع‪ ،‬حيث كان يكتبه أسفل النص يف دائرة وهو يشبه اخلط‬
‫الرحياين"‪ ،cxxxiii‬إال أن هذه اخلطوط األربعة وحسب املصادر أهنا أمهلت بعد حقب ة سقوط بغ داد (الرقاع‪،‬‬
‫‪.cxxxiv)29‬‬ ‫التواقيع‪ ،‬الرحياين‪ ،‬احملقق)‪(.‬الصورة‬
‫ولو أن خطاطي العصر الذهيب ومنهم حافظ عثمان برتكيا مجعوا مجاليات اخلطوط الثالثة (الرقاع ‪ ،‬التواقيع‪،‬‬
‫الرحياين) يف خط واحد وأص بح يس مى خبط اإلج ازة‪ ،‬والذي ه و خط م رن كتبت به اإلج ازات والتكرميات‬
‫التكرمي‪(.‬الصورة‬
‫‪3‬‬ ‫ومازال اليوم يرتاشق به اخلطاطون للمتعة واإلبداع‪ cxxxv،‬وكتابات اإلجازات للتالميذ وشهادات‬
‫‪.cxxxvi)0‬‬
‫خ;;ط اإلج;;ازة (التوقي;;ع)‪ :‬خ ط اإلج ازة ومساه البعض التوقي ع‪ ،‬وه و م ا ك ان بني الثلث‪ ،‬وق د وض ع قواع ده‬
‫يوسف الشجري املتوىف سنة ‪210‬ه‪" ،‬فإنه ولد من اخلط اجلليل‪ ،‬ومساه اخلط الرياسي‪ ،‬أخذ يوسف الشجري‬
‫القلم اجلليل عن إسحاق بن محاد‪ ،‬وإخرتع منه قلما أدق منه‪ ،‬وكتبه كتابة حسنة فأعجب به ذو الرياستني‬
‫اخلطاط املرحوم (الفضل بن سهل وزير املأمون)‪ ،‬وأمر أن حترر الكتب السلطانية به‪ ،‬وال تكتب بغريه‪ ،‬ومساه‬
‫(القلم الرئاس ي)‪ ،‬ق ال بعض املت أخرين‪ :‬وأظن ه (قلم التوقيع ات)"‪ ،cxxxvii‬مث ج اء "م ري علي س لطان الت ربيزي‬
‫(املتوىف سنة ‪919‬ه) وامللقب بقبلة الكتاب‪ ،‬فوضع قواعده اجلديدة‪ ،‬ويقول الكردي‪":‬وليس يف تعلمه‬
‫شيء من الصعوبة‪ ،‬وال حيتاج الكاتب إال لكثرة التمرين فيه لريسخ يف الذهن كيفية املزج واخللط بني‬
‫الثلث والنسخ"‪(.cxxxviii‬الصورة ‪.cxxxix)31‬‬
‫الخط;;وط العجمي;;ة‪ :‬إن الكث ري من األش خاص خيلط ون بني اخلط وط العربي ة والعجمي ة‪ ،‬ف اخلطوط العربي ة هي‬
‫منسوبة للعرب املسلمني‪ ،‬واخلطوط العجمية منسوبة للعجم املسلمني‪ ،‬وبالتايل فاخلطوط العجــمية هي أربعة ‪:‬‬
‫( الديواين‪ ،‬اجللي الديواين‪ ،‬الرقعة ‪ ،‬النستعليق‪،‬الشكسته‪،‬الطغراء‪ ،‬املغريب‪،‬السنبلي)‪.‬‬
‫خط الديواني ‪ :‬مسي هذا اخلط بالديواين إلستعماله يف الديوان العثماين اهلمايوين السلطاين‪" ،‬فجميع األوامر‬
‫امللكي ة واإلنعام ات و(الفرمان ات)‪ cxl‬الرتكي ة س ابقا تكتب ب ه‪ ،‬وك ان ه ذا اخلط يف اخلالف ة العثماني ة س را من‬
‫أسرار القص ور الس لطانية ال يع رف قراءت ه إال كاتبه‪ ،‬أو من ندرةالطلب ة األذكياء‪ ،‬مث انتشر يف عص رنا انتشارا‬
‫بليغا بفضل مدرسة اخلطوط العربية امللكية مبصر‪.cxli‬عرف اخلط الديواين بصفة رمسية لدى األتراك بعد فتح‬
‫السلطان حممد فاتح العثماين القسطنطينية يف عام ‪857‬هـ‪ ،‬وأول من وضع قواعده " إبراهيم منيف" الذي عاش‬
‫يف حقب ة الس لطان حمم د الث اين‪ ،‬مث إنتهت اإلج ادة في ه إىل "ش هال باش ا" وحلاف ظ عثم ان وحمم د ع زت"‪،cxlii‬‬
‫ووض ع قواع ده يف بالد العربي ة اخلط اط "مص طفى غ زالن"‪ ،‬حيث ك ان يس مى اخلط الغ زالين وه و خ ايل من‬
‫الشكل والزخرفة ‪ ،‬والبد من إستقامة سطوره من األسفل فقط ‪(.‬الصور‪.cxliii)32‬‬
‫خصائصه ‪ :‬للديواين مجالية يستمدها من حروفه املستديرة واملتداخلة‪ ،‬إال أن ذلك يكون على حساب سهولة‬
‫القراءة‪ ،‬حىت أنه ليصعب أحيانا التمييز بني األلف والالم‪ ،‬وإن كان يف بداية الكلمة‪" ،‬كما وضع لكتابات‬
‫ال دواوين والفرامي ل امللكي ة اخلاص ة ب ديوان الس لطان‪ ،‬وق د يلج أ اخلط اط إىل رب ط احلروف املتص لة مث ل ال راء‬
‫والواو‪ ،‬ونسب للدواوين ألنه خط عثماين"‪.cxliv‬‬
‫خ;;ط الجلي ال;;ديواني ‪" :‬تكثر يف هذا اخلط العالمات الزخرفية ملأل الفراغات بني احلروف‪ ،‬وهو يستعمل يف‬
‫الزخارف‪ ،‬ابتكره األتراك وكتبه شهال باشا بأمر من السلطان حممد الثاين‪ ،‬استعمل للرسائل احلربية واألوامر‪،‬‬
‫نظرا لصعوبة قراءة وفك رموزه"‪ ،cxlv‬فقد تفرع عن الديواين وهو أحد اخلطوط العربية اليت أصبحت شائعة‬
‫هلذا اليوم‪ ،‬وتتميز حروفه بالتداخل يف بعض الكلمات وتكون سطوره مستقيمة من األعلى وأسفل‪ ،‬والبد من‬
‫تشكيله باحلركات وزخرفته بالنقط حىت يكون كالقطعة الواحدة ‪" ،‬وغالبا ما يكون شكله يشبه‬
‫الس فينة أو ال زورق‪ ،‬وينتهي براي ة يف أعاله ا‪ ،‬وق د يك ون يف ش كل مس تدير أو بيض وي" ‪(. cxlvi‬الص ورة ‪3‬‬
‫‪.cxlvii)3‬‬
‫خصائصه‪" :‬للخط اجللي الديواين نفس خصائص الديواين من حيث اعتماده على االستدارة للحرف وتداخله‬
‫إال أنه يتميز بكثرة عالمات الزخرفة اليت متأل مابني احلروف‪ ،‬وهو بذلك خط زخريف باألساس‪ ،‬وقد ظهر‬
‫الديواين اجللي يف هناية القرن العاشر ‪16‬م حيث أبدع فيه شهال باشا "‪.cxlviii‬‬
‫خط الرقعة ‪:‬الرقعة من اخلطوط املتأخرة املستحدثة ‪ ،‬قيل‪ " :‬إخرتعه ووضع قواعده األستاذ ممتاز بك مصطفى‬
‫أفندي املستشار‪ ،‬وكان يف عهد السلطان عبد اجمليد خان‪ ،‬حوايل سنة ‪1280‬ه‪ ،‬وكان خط الرقعة قبل ذلك‬
‫خليط ا بني ال ديواين وخط س ياقت‪ ،‬وك ان ممتاز بك مش هورا بإج ادة اخلط ال ديواين‪ ،‬وقد ربط بعض هم خط‬
‫الرقعة خبط الرقاع القيدم‪ ،‬ولكن ليس صحيحا وكما قيل ‪ :‬ليس هذا من ذاك"‪.cxlix‬هو خط كتبه األت راك يف‬
‫كتاب اهتم اليومي ة الس ريعة‪ ،‬وس هولة قراءت ه وكتابت ه‪ ،‬وبع ده عن التعقي د ويعتم د على النق ط فهي تكتب‬
‫ملمومة أو ترسم بالقلم بشكل معروف" ‪(،cl‬الصورة ‪.cli)34‬‬
‫حيث أن الكثري يعتقدون أن تسميته من خط الرقاع‪ ،‬لكن هذه التسمية مل تالق استحسانا لدى الباحثني‬
‫والنقاد الذين قالوا‪ " :‬إَّن اآلراء غري متفقة‪ ،‬على بدء نشوء الرقعة وتسميته‪ ،‬اليت ال عالقة هلا هبا خبط الرقاع‬
‫الق دمي‪ ،‬ألن ه قص ري احلروف‪ ،‬حيتم ل أن يك ون ق د اش تق من خ ط ال ديواين وم ا بينهم ا‪ ،‬لكن من ابتك ره هم‬
‫األت راك س نة ‪850‬هـ ليك ون خ ط املع امالت الرمسية يف مجي ع دوائ ر الدول ة العثماني ة‪ ،‬المتي از حروف ه بالقص ر‬
‫وس رعة كتابته ا‪ ،‬حيث يس تعمل يف كتاب ات اجملالت والالفت ات وغريه ا"‪ ،clii‬وه و يعت رب من اخلط وط املت أخرة‬
‫النشأة‪ ،‬حيث وضع له قواعده وأصوله الرتكي الشهي ــر ( ممتاز بك) وهو مستشار يف عهد السلطان عبد اجمليد‬
‫خان سنة ‪1280‬هـ وقد ابتكره من خط الديواين وخط (السياقت)‪ cliii،‬وتفنن فيهما كما أبدع‪.‬‬
‫ك ان الف رس ق دميا يكتب ون خبط (الفهال) ‪" ،clv‬وعن د الفتح‬ ‫‪cliv‬‬
‫خ;;ط النس;;تعليق (الفارس;;ي)‪(:‬الص ورة ‪)35‬‬
‫العريب لبالد فارس انتقلت الكتابة واحلروف العربية إليهم‪ ،‬وأصبحت الكتابة العربية كتابتهم الرمسية والقومية‪،‬‬
‫وحلت احلروف العربي ة حمل احلروف الفهلوي ة الفارس ية‪ ،‬وأفنت اإليراني ون يف اإلبتك ار ومنهم اخلط اط (أب و‬
‫العال) الذي زاد يف احلروف الباء والزاي واجليم بثالث نقط (ب‪ ،‬ز‪،‬ج)‪ ،‬واليت مل تكن موجودة قبل ذلك‬
‫‪،‬وه و من اخلط وط العجمي ة‬ ‫يف اإلس تعمال يف احلروف العربي ة‪ ،‬فلفظوه ا حبس ب لغتهم على ش كل الش دة‬
‫اليت تنسب للخطوط العربية‪ ،‬وهو كلمة مركبة من كلمتني ‪( :‬نسخ‪ ،‬تعليق)‪ ،‬وحذفت اخلاء للثقل فأصبح‬
‫يسمى نستعليق‪ ،‬وهذا اخلط عبارة عن كتابات معلقة ابتكرها الفرس واستقوها من خط التعليق الذي تشكل هناك‬
‫هناية القرن اخلامس عشر‪ ،‬فأبدع فيه أمري عماد الدين سلطان التربيزي‪ ،‬والذي كان له الفضل يف ابتكاره‬
‫حيث كان رجال صاحلا صاحب علم وإمام وفقيها بالفرس‪ ،‬وكان دوما يدعوا اهلل تعاىل بالفتح عليه‪ ،‬حيث‬
‫شاهد يف منامه اإلمام علي كرم اهلل وجهه يأمره مبشاهدة طائر ويشتق منه احلروف‪ ،‬ويقال وجد وزة‪،‬‬
‫لذلك جند حروفه متناثرة كأهنا سراب من الطيور‪،‬حيث نشاهد هناية اهلاء كأنه عنق طائر وفيه كثري من‬
‫األسرار‪ ،‬وقد أصبحت هذه الكتابات منذ ذلك الزمن مبثابة اخلط القومي الفارسي‪ ،‬ولكن نادرا ما جلأ اخلطاطون‬
‫إىل النس تعليق‪ ،‬من أج ل نس خ الق رآن الك رمي‪ ،‬فق د وج د فق ط مص حف باهلن د يع ود للق رن الث امن عش رة‪،‬‬
‫ولكنه غري مستخدم لكتابة النص العريب املوحي وإمنا استخدمه لكتابة اهلوامش وبني السطور ‪ clvi‬وكان ذلك‬
‫شائعا بأحناء الفرس وما جاورها" ‪.clvii‬‬
‫خط الشكس;ته‪ :‬وله قواعده اخلاصة به‪ ،‬وهو خط صغري ورفيع‪" ،‬وهو صعب القراءة ومل تطبق عليه قواعد‬
‫اخلط‪ ،‬وك ان خالي ا من األعج ام أي التنقي ط‪ ،‬وتص عب في ه الق راءة والكتاب ة‪ ،‬وتع ين كلم ة الشكس ته يف اللغ ة‬
‫العربية ‪ :‬احلروف املكسورة أو الراجعة إىل اخللف‪ ،‬وتسمى بالرتكية قرمة تعليق‪ ،‬ويعد هذا النوع طلسما ولغزا‬
‫من األلغاز املعقدة عند اإليرانيني القدامى‪ ،‬حيث ال يعرفه كل شخص‪ ،‬وليس يف بالد العرب من يعرفه كتابته‬
‫وال قراءت ه‪ ،‬أم ا يف بالد الف رس والعجم فال يعرف ه إال من تعلم ه ومارس ه"‪ ،clviii‬وك ان أول من وض ع قواع ده‬
‫شخص يسمى (شفيع) ويقال له(شفيعا) أيضا بألف الطالق‪ ،‬مث جاء بعده درويش عبد اجمليد طالقاين‬
‫فأكمل قواعده‪( .‬الصورة ‪.clix)36‬‬
‫خ ;;ط شكس ;;ته آم ;;يز‪( :‬أي الش بيه بالشكس ته املكس ر)‪ ،‬وه و ماك ان خليط ا بني خ ط النس تعليق‪ ،‬وبني خ ط‬
‫الشكس ته‪ ،‬وه و أيض ا (كالطلس م)‪ clx‬إال أن ه أخ ف من الن وع الث اين‪ ،‬وه ذان النوع ان ال يعرف ان إال يف بالد‬
‫الفرس‪ ،‬وأشهر من جييدمها اآلن هو حممد داود احلسيين اخلطاط بأفغنستان بكابل‪ ،‬وعلى العموم فإن خطاطي‬
‫الفرس والعجم أشد اعتناء باخلط الفارسي بكل أنواعه‪ ،‬وأشهر خطاطيهم القدماء جنسم الدين أبو بكر حممد‬
‫الراون دي‪ ،‬فإن ه كم ا يق ال ‪ ،‬ك ان يع رف س بعني نوع ا من أن واع اخلط‪ ،clxi‬ومن خط اطيهم املش هورين ال ذين‬
‫طرزوا وحسنوا اخلط الفارسي ومن بينهم اخلطاط سلطان علي املشهدي‪ ،‬الذي أدخل حتسينات كثرية عليه‪.‬‬
‫(الصورة‪.clxii)37‬‬
‫الطرة أو (خط الطغراء)‪" :‬الطرة أو الطغراء أو الطغرى‪ :‬كتابة صغرية خبط الثلث على شكل خمصوص‪ ،‬وهي‬
‫معروفة ومشهورة‪ ،‬وأصلها عالمة سلطانية(شارة ملكية) مستحدثة‪ ،‬تكتب يف األوامرالسلطانية أو على النقود‬
‫اإلسالمية أو غريها‪ ،‬يذكر فيها اسم السلطان أو امللك أو اسم أبيه ولقبه"‪(.clxiii‬الصورة ‪.clxiv)38‬‬
‫"وأول ذكر للطغراء يأيت مرتبطا باسم الشاعر أيب امساعيل احلسني بن علي املعروف بالطغرائي املتوىف سنة‬
‫‪515‬ه صاحب المية العجم‪ ،‬قال إبن خلكان يف ترمجته‪ " :‬ذكره أبو الربكات ابن املستوىف يف تاريخ أربلن‬
‫وق ال‪ :‬إن ه ويل ال وزراء مبدين ة أرب ل م دة قب ل مخس عش رة ومخس مائ ة ‪ ...‬و(الطغ رائي) بض م الط اء املهمل ة‬
‫وسكون الغني املعجمة وفتح الراء بعدها ألف مقصورة‪ ،‬هذه النسبة اىل من يكتب الطغرى‪ ،‬وهي الطرة اليت‬
‫تكتب يف أعلى الكتب فوق البسملة بالقلمالغليظ‪ ،‬مضموهنا نعوت امللك الذي صدر الكتاب عنه‪ ،‬وهي لفظة‬
‫أعجمية"‪(،clxv‬الصورة ‪.clxvi)39‬‬
‫المحاضرة رقم‪:05‬أنواع الخطوط المغربية‪:‬‬
‫الخط المبسوط‪" :‬مسي املبسوط لبساطته وسهولة قراءته فهو خط يتسم بالوضوح بإعتبار أن حروفه تنسجم‬
‫والقاعدة اخلطية اليت أرساها ابن مقلة وهي الدائرة اليت حتتوي مجيع احلروف‪ ،‬ويتسم هذا اخلط بروح أندلسية‬
‫جلية املعامل تربز خاصة يف الطابع العام للكتابة الذي اكتسى صبغة لينة ومن خالل اختفاء الصالبة اليت عرف‬
‫هبا اخلط املغريب"‪( ،clxvii‬الصورة ‪.clxviii)40‬‬
‫الخ;;ط المج;;وهر‪" :‬ويس مى اجملوهر ‪ ،‬نس بة لعق د اجلوهر‪ ،‬جلمال ه وتناس ب س طوره‪ ،‬وه و للرس ائل والظه ائر‬
‫امللوكية‪ ،‬وأكثر اخلخطوط إستعماال"‪( ،clxix‬الصورة ‪.clxx)41‬‬
‫"ورغم هذا اإلتالف بني جممل العناصر فإن اخلط املغريب اجملوهر تنوعت بعض أشكاله عن اخلط املبسوط‬
‫فه ذا اخلط ختتل ف طوابع ه من خط اط آلخ ر فنج د أنواع ه خمتلف ة من املغ ريب اجملوهر ال ذي اتس مت خاص بته‬
‫بتف اعالت خطاطيه ا وت أثراهتم احلركي ة والتكويني ة يف مرون ة الي د وأيض ا مرجعي ة املدرس ة ال يت تعلم فيه ا‪ ،‬وإذا‬
‫رجعنا ملقولة ابن خلدون حني يصف اخلط املغريب يقول‪ " :‬إن اخلط املغريب يقوم على حماكاة املتعلم أستاذه إىل‬
‫أن حتصل له اإلجادة‪ ،‬وليس الشأن يف تعليم اخلط باألندلس واملغرب كذلك؟‪...‬يف تعلم كل حرف بإنفراده‬
‫على قوانني يلقيها املعلم للمتعلم‪ ،‬وإمنا حماكاة اخلط من كتابة الكلمات مجلة‪ ،‬ويكون ذلك من تعلم ومطالعة‬
‫املعلم له إىل أن حتصل له اإلجادة وتتمكن يف بنانه امللكة فيسمى جميدا"‪.clxxi‬‬
‫الخ;;ط المش;;رقي المتغ;;رب‪ :‬وه و م اتزخرف به العن اوين‪" ،‬وتكتب به ال رتاجم‪ ،‬ويرس م ع ادة حبروف غليظ ة‬
‫متخالفة ومتداخلة مع بعض ‪ ،‬ويزوق ويشجر بألوان وأشكال خمتلفة‪ ،‬مما يربز به يف حلة تفنت الناظرين‪ ،‬ومسي‬
‫املش رقي ‪ ،‬ألن أص له من بالد الش رق‪ ،‬ولكن مغربيت ه ي د املب دعني املتق دمني‪ ،‬وتص رف في ه أذواقهم"‪.clxxii‬‬
‫(الصورة ‪.clxxiii)42‬‬
‫الخ;;ط المس;;ند الزم;;امي‪" :‬كما يسميه بعضهم (خط الع دول أو خط الّْطْلبة بتسكني الالم) هو خط يتميز‬
‫بالسالس ة والس رعة‪ ،‬ويس تعمل يف كتاب ات عق ود ال بيوع والش راء واملواثي ق والعه ود وك ل م ا يتص ل بالوث ائق‬
‫العدلية ويف كل أنواع املعامالت اليومية والتقاييد الشخصية نظرا لسرعته"‪(clxxiv‬الصورة ‪ ،clxxv)43‬ويستعمله‬
‫العلماء والفقهاء والطلبة يف خمطوطاهتم اليومية‪" ،‬سطوره متقاربة فيما بينها‪ ،‬وتتسم حروفه بصغر‬
‫حجمها وبكثرة اإلماالت إىل اليمني يف تسلسل دقيق ومتداخل‪ ،‬وتتميز بالتشابك واالختزاالت حىت تصل إىل حد‬
‫الطلسمية أحيانا‪ ،‬مما يصعب قراءته على عامة الناس وال يستطيع قراءته إال خاصتهم‪ .‬وهو خط مشتق من‬
‫اخلط املغريب اجملوهر وهو أصغر منه حجما‪ .‬ونظرا خلصوصياته التقييدية اليت تذهب حد الطلسمية واليت‬
‫تتسم بالكتمان؛ فإن املغاربة ال يستعملونه يف الكتابات العلمية إال يف حاالت قصوى ‪ ،clxxvi‬وقد نشط‬
‫كث ريا يف املن اطق اجلبلي ة ويف س وس ويف األس واق املغربي ة األس بوعية ويف دوائ ر احلكم الرتباط ه‬
‫باملعامالت اليومية واألحكام العدلية وكل ما يقتضي التقييد والسرعة يف آن واحد" ‪.clxxvii‬‬
‫وه و يتخ ذ من الناحي ة اجلمالي ة نس قا فني ا‪ ،‬حيث يتخ ذ ص يغة إبداعي ة خمتلف ة عن األن واع اخلطي ة املغربي ة‬
‫األخ رى‪ ،clxxviii‬فه و غالب ا م ا يتج اوز وظيفت ه الكتابي ة االعتيادي ة األساس ية إىل م ادة إبداعي ة وأداة لبن اء‬
‫عالمات أيقونية‪" ،‬وذلك بفعل تشابك حروفه وطلسمتها مما جيعله يشكل يف مظهره بؤرة فنية متميزة‬
‫ال يوجد هلا نظري يف اخلطوط العربية برمتها‪ ...‬وبذلك غالبا ما يتمظهر البعد الداليل للنسق اخلطي‬
‫املسندي الذي تصعب قراءته على عامة الناس‪ ،‬وال يقرأه ويفك شفرته إال كاتبه أو اخلطاط املتخصص‪،‬‬
‫وهو ما يصعب أيضا ختطي إطاره اجلمايل املغلف للنصوص املغربية املتنوعة يف شكلها ويف مضامينها‬
‫دون اخلضوع لشروط املرور عرب االستدالل اجلمايل الذي يشكل القيم البالغية" ‪.clxxix‬‬
‫"وإذا ك انت النص وص املخطوط ة باخلط املس ند املغ ريب يكتنفه ا ظاهري ا بعض الغم وض والتعقي د املقص ودين‬
‫ألهنما خاصيتان يف خط املسند املغريب الذي اندرج بعض منه يف أحضان التصوف بشكل تلقائي‪ ،‬فإنه لذلك‬
‫مت اعتباره خطا مغربيا خنبويا أصبح مكونا هاما من مكونات الثقافة يف اجملتمع املغريب‪ ،‬إذ له آثاره يف احلضارة‬
‫املغربية القدمية‪ ،‬وله آثاره يف خمتلف النصوص اجلمالية املغربية على مر التاريخ املغريب العريق"‪.clxxx‬‬
‫وق د اس تغله علم اء احلرف وبعض املتص وفة فوظف وه توظيف ات خمتلف ة‪" ،‬منه ا م ا ارتب ط بعلم أس رار احلروف‬
‫ومنهــا ما تعلق بعلم الطالسم واالقرتانات والسيمياء واألوفاق وغريها‪ ،‬لكن توظيفاته الشكلية بنت جماال مجاليا‬
‫من خالل الكشف عن مدلوالته وتصاريفه يف املقتضيات اجلمالية عند فك شفرة الكتابة املسندية اليت تتحقق‬
‫هبا الدالالت اجلديدة"‪.clxxxi‬‬
‫إن غموض النصوص وتشابك حروفها يكمن يف طريقة رسم خط املسند‪" ،‬وإن لكل كلمة عالقة بالشكل‬
‫املرسوم‪ .‬وقد جلأ الُك تاب واخلطاطون إىل هذه احلروف‪ ،‬ليخفوا مضامينها وأسرارها حلاجة تقتضيها الظروف‬
‫االجتماعية واالقتصادية واألخالقية‪ .clxxxii‬وهبذا؛ ُعرف هذا اخلط بأنه مركب تركيبا دقيقا باستخدام نظام‬
‫التداخل املرتب‪ ،‬وحيتوي على قوة مجالية هائلة‪ ،‬يتم استعماله لتحقيق أهداف ال ميكن الكشف عنها إالبالرتكيز‬
‫‪.clxxxiii‬‬
‫اهلائل للذهن‪ ،‬أو من خالل كاتبه أو ذوي التخصص"‬
‫الخط الكوفي المغربي‪ :‬يقصد به أنه الكويف املكتوب يف املغرب العريب‪(.‬الصورة‪.clxxxiv)44‬‬
‫خ;;ط الثلث المغ;;ربي أو المغ;;ربي المتمش;;رق‪ :‬وه و خ ط ح ديث العه د يأخ ذ من احلروف املغربي ة األص يلة‬
‫وتس قط علي ه قاع دة خ ط الثلث اجللي يف احلرك ات والت داخل وق د أس تعمل ح ديثا وه و اآلن قي د البحث‬
‫والتطوير‪ ،clxxxv‬وأشهر اخلطاطني به املعاصرون‪ ،‬عبد اهلل محني ‪ ،‬وعبد القادر كولني" ‪(.clxxxvi‬اصورة ‪4‬‬
‫‪clxxxvii‬‬
‫‪)5‬‬

‫الخالصة ‪:‬‬
‫مر بنا أن الدراس ات العلمي ة احلديث ة‪ ،‬أثبتت أن الع رب أخذوا ط ريقتهم يف الكتابة قبل اإلسالم من بين‬
‫عمومتهم األنباط وهذه املعلومات اليت صدرناها تعطي صورة واضحة عن هذه اخلطوط القدمية واملتنوعة بني‬
‫األقالم الس تة ‪ ،‬وال يت ك ان مص درها عربي ا ‪ ،‬وبني اخلط وط العجمي ة وال يت ك ان مص درها عجمي ‪ ،‬وحنن ال‬
‫نعرف عن خص ائص كل خط إال اليسري ‪ ،‬وذلك ما وجدناه عند شرح ابن الندمي والذي يص ف اخلط بأنه‬
‫مكي وم دين على أهنم ا خ ط واح د‪ ،‬ومهم ا اختلفت احلض ارات وتن وعت أس اليب الكتاب ة جند أن فن اخلط‬
‫العريب يبقى حمافظا على شخصيته املعربة على مر العصور‪ ،‬وعلى الرغم من أن اخلطوط العربية أحرزت تطورا‬
‫كبريا عرب عصور املتتابعة‪ ،‬من التجريد واالبتكار واإلبداع فقد وجدنا "التوحيدي " يف وقت مبكر يقول يف‬
‫اخلط العريب على لسان ابن املرزبان‪ " :‬اخلط هندسة صعبة وصناعة شاقة‪ ،‬ألنه إن كان حلوا كان ضعيفا‪ ،‬وإن‬
‫ك ان متين ا ك ان مغس وال‪ ،‬وإن ك ان خليال ك ان جاف ا‪ ،‬وإن ك ان رفيع ا ك ان منتش را‪ ،‬وإن ك ان ممدودا ك ان‬
‫غليظا‪ ،‬فليس له شكل جامع لصفاته‪ ،‬الكرب والصغر إال يف الشاذ املستفرد"‪.clxxxviii‬‬
‫ف إن يف اخلط الع ريب جذاب ة وق وة تش د الن اظرين والعجم املس لمني وغ ريهم‪ ،‬ج اءت ه ذه الق وة من الق رآن‬
‫الكرمي‪ ،‬الوحي اخلالد الذي أعز اهلل به هذه األمة‪ ،‬ورفع شأهنا بني األمم‪.clxxxix‬‬

‫قال تعاىل ‪َ﴿ :‬و ِإَّنُه َلِذ ْك ٌر َّلَك َو ِلَق ْو ِم َك َۖو َسْو َفُتْس َأُلوَن ﴾‪.cxc‬‬
‫ومن فضل اهلل على املسلمني عرب وعجم وسائر املخلوقات أن جعل القرآن باللغة العربية‪ ،‬ومن ذلك اليوم‬
‫ولدت قداسة احلرف العريب – حروف القرآن – وبدأ تأثري القرآن يف اخلط‪ ،‬فكان هذا املوضوع عنوانه حبثا‬
‫أردت به أن أوجه مسات السحر‪،‬واجلمال فيه وأطوف بني املدرستني البغدادية والرتكية‪.‬‬
‫‪.‬كامل بابا‪ ،‬روح الخط العربي‪ ،‬دار العلم للماليين للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪،1994،‬ص‪54‬‬
‫‪i‬‬

‫‪ .‬حسن مسعود‪ ،‬الخط العربي‪ ،‬ترجمة الفرنسية(ايزابيل نيتول)‪،‬دار النشر فالماريون‪،‬باريس‪،1981،‬ص‪110‬‬


‫‪ii‬‬

‫‪iii‬‬
‫‪.‬حسن مسعود‪ ،‬الخط العربي‪ ،‬ص‪112‬‬
‫‪iv‬‬
‫‪.‬محمد بن السعيد الشريفي‪ ،‬اللوحات الخطية في الفن اإلسالمي المركبة بخط الثلث الجلي‪ ،‬الجزائر‪،1981،‬ص‪93‬‬
‫‪v‬‬
‫‪.‬حسن مسعود‪ ،‬الخط العربي‪ ،‬ص‪115‬‬
‫‪vi‬‬
‫‪.‬حسن مسعود‪ ،‬الخط العربي‪ ،‬ص‪153‬‬
‫‪vii‬‬
‫‪.‬محمد بن السعيد الشريفي‪ ،‬اللوحات الخطية في الفن اإلسالمي المركبة بخط الثلث الجلي‪،‬ص‪91‬‬
‫‪ viii‬أياد حسين عبد هللا الحسين‪ ،‬التكوين الفني للخط العربي وفق أسس التصميم‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة‪ ،‬درور برس‪،‬‬
‫طرابلس‪ ،‬بيروت‪،2003،‬ص‪.220‬‬
‫‪ ix‬ناجي زين الدين مصرف‪ ،‬بدائع الخط العربي ‪ ،‬ترجمة عبد الرزاق عبد الواحد ‪ ،‬مكتبة النهضة ببغداد‪ ،‬دار القلم‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫بيروت ‪،1981،‬ص‪.21‬‬
‫‪ x‬يح‪::‬يى رهيب الجب‪::‬وري ‪ ،‬الخ‪::‬ط والكتاب‪::‬ة في الحض‪::‬ارة العربي‪::‬ة ‪ ،‬دار الغ‪::‬رب اإلس‪::‬المي ‪ ،‬الطبع‪::‬ة األولى ‪ ،‬ب‪::‬يروت ‪ ،‬لبن‪::‬ان ‪،‬‬
‫‪ ،1994‬ص‪.96‬‬
‫‪ xi‬أبوعي‪::‬اش ش‪::‬هاب بن علي بن أحم‪::‬د القلقش‪::‬ندي ‪ ،‬الص‪::‬بح األعش‪::‬ى ‪ ،‬الج‪::‬زء ‪ ، 3‬محافظ‪::‬ة القيلوبي‪::‬ة ‪ ،‬مص‪::‬ر ‪ ،‬إع‪::‬ادة الطب‪::‬ع‬
‫‪،1981‬ص‪.149-144‬‬
‫‪ xii‬المشق ‪:‬في كتاب لسان العرب والتاج ‪ ،‬قيل المشق هو إعادة التمرين مع المران والتكرار واإلع‪::‬ادة ‪ ،‬والمش‪::‬ق ه‪::‬و الت‪::‬دريب‬
‫على الكتابة ‪.‬‬
‫‪xiii‬‬
‫‪:‬األنبار‪ :‬مدينة عراقية تقع بالغرب‬
‫‪xiv‬‬
‫‪.‬أياد حسين عبد هللا الحسين‪ ،‬التكوين الفني للخط العربي وفق أسس التصميم‪ ،‬ص‪207‬‬
‫‪xv‬‬
‫‪.‬القلقشندي‪،‬الصبح األعشى ‪،‬ج ‪ / 3‬ص‪144‬‬
‫‪xvi‬‬
‫ناهض عبد الرزاق ‪ ،‬تاريخ الخط العربي ‪ ،‬شارع الملك حسين ‪ ،‬دائرة الكتبات والوثائق الوطنية ‪ ،‬المملكة االردنية‬
‫‪.‬الهاشمية ‪،‬دار المناهج‪ ،‬عمان ‪ ،‬ص‪14-13‬‬
‫‪xvii‬‬
‫‪.‬القلقشندي‪ ،‬الصبح األعشى‪ ،‬ج ‪، / 3‬ص‪114‬‬
‫‪xviii‬‬
‫‪.‬القلقشندي ‪،‬الصبح األعشى ‪ ،‬ج‪ /3‬ص‪155‬‬
‫‪xix‬‬
‫‪ .‬المقورة ‪ :‬أي الحروف الدائرية كالفاء والقاف والميم والتي يتوسطها فراغ بالوسط ‪.‬يسمى فراغ الواو والفاء بعين الصوص‬
‫‪xx‬‬
‫‪.‬ناهض عبد الرزاق قيس ‪،‬تاريخ الخط العربي‪،‬دار المناهج للنشر والتوزيع(ط‪،)1‬عمان‪،‬األردن‪ ،2008،‬ص‪99-98‬‬
‫‪xxi‬‬
‫‪.‬أياد حسين عبد هللا الحسين‪ ،‬التكوين الفني للخط العربي وفق أسس التصميم‪ ،‬ص‪208‬‬
‫‪xxii‬‬
‫‪.‬القلقشندي ‪ ،‬الصبح األعشى‪ ،‬ج‪،3‬ص‪: 166-165‬‬
‫‪xxiii‬‬
‫‪.‬ناهض عبد الرزاق قيس ‪،‬تاريخ الخط العربي‪،‬ص‪101‬‬
‫‪xxiv‬‬
‫‪.‬القلقشندي‪ ،‬الصبح األعشى ‪ ،‬ج‪،3/‬ص‪112‬‬
‫‪xxv‬‬
‫‪ .‬الجليل ‪ :‬ويراد به خط الطومار أو قريب منه ‪ ،‬يكتب في مساحة كبيرة ويقاس بشعرة البرذون ‪ ،‬أي شعرة الفرس‬
‫‪xxvi‬‬
‫‪ .‬إبن النديم ‪ ،‬فهرس في الخط العربي‪ ،‬جامعة قر يونس ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي موسوعة الصبح األعشى ‪،‬ط‪ ،1‬السودان‪،‬لم يذكر التاريخ‪ ،‬ص‪10‬‬
‫‪xxvii‬‬
‫‪.‬إبن النديم‪ ،‬فهرس في الخط العربي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪xxviii‬‬
‫‪.‬القلقشندي‪ ،‬الصبح األعشى‪،.‬ج‪ ، 3/‬ص ‪22-21‬‬
‫‪ xxix‬ابوبكر سراج الدين‪ ،‬روائع فن الخط العربي وتذهيب القرآن‪ ،‬دار مكنز الجزيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مص‪::‬ر‪،2011،‬ص‬
‫‪.85‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.‬ابو بكر سراج الدين‪ ،‬روائع فن الخط العربي وتذهيب القرآن‪،‬ص‪87‬‬
‫‪xxxi‬‬
‫‪.‬القلشندي ‪،‬الصبح األعشى‪ ،‬ج‪،/3‬ص‪181‬‬
‫‪xxxii‬‬
‫‪ .‬خيال الجوري ‪ ،‬أحمد الشوحان ‪ ،‬تاريخ الخط العربي ‪ ،‬دار الطبع الشهاب ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪،2001،‬ص‪203‬‬
‫‪xxxiii‬‬
‫‪.‬محي الدين بن علي ‪ :‬كتاب الميم والواو والنون ‪ ،‬مجموعة رسائل ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ،1989 ،‬ص‪102‬‬
‫‪xxxiv‬‬
‫‪.‬محمد حناش ‪ :‬دور الخط العربي في اللغات‪ ،‬مبحث في اإلنقرائية والمكنية ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ،2013 ،‬ص‪52‬‬
‫‪xxxv‬‬
‫‪ xxxv‬يحيى رهيب الجبوري‪ ،‬الخط والكتابة في الحضارة العربية‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي ‪( ،‬ط‪ ،)1‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ، 1994،‬ص‬
‫‪130.‬‬
‫‪xxxvi‬‬
‫حامد سالم الرواشدة‪ :‬أساسيات في قواعد الخط العربي واإلمالء والترقيم‪ ،‬مطبعة حالوة ‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫‪.‬األردن‪،‬ص‪132‬‬
‫‪xxxvii‬‬
‫‪.‬حامد سالم الرواشدة ‪،‬أساسيات في قواعد العربي‪ ،‬ص‪123‬‬
‫‪xxxviii‬‬
‫خط المتن أو المتن‪ :‬وهو مكانت كتلته من الجمل المرصوصة تحت بعضها داخل مربع‪ ،‬دائرة أو مستطيل وتسمى بالمتن‬
‫‪..‬وهي مازادت عن ستة سطور‬
‫‪xxxix‬‬
‫‪.‬محمد حناش ‪ :‬دور الخط العربي في اللغات‪ ،‬ص‪. 103‬‬
‫‪xl‬‬
‫‪.‬القلقشندي ‪،‬المرجع السابقج‪ /3‬ر ‪821‬هـ ‪،‬ص‪12‬‬
‫‪xli‬‬
‫‪.‬مركز الفنون والثقافة بقصر رؤساء البحر‪ ،‬المهرجان الدولي األول لفن الخط العربي والزخرفةاإلسالمية‪،‬الجزائر‪.2007،‬ص‪77‬‬
‫‪xlii‬‬
‫‪.‬الصورة رقم ‪ 11 :‬ص‪129‬‬
‫‪xliii‬‬
‫‪ .‬خضر عباس دلي ‪،‬عدي ناظم قرمان ‪ ،‬النظرية الجمالية في فن الخط العربي والفن اإلسالمي‪،‬ص‪105‬‬
‫‪xliv‬‬
‫خضر عباس دلي ‪،‬عدي ناظم قرمان ‪ ،‬النظرية الجمالية ‪ ،‬في فن الخط العربي والفن اإلسالمي ‪ ،‬كلية الفنون الجميلة ‪ ،‬جامعة‬
‫‪.‬بغداد‪،1999 ،‬ص‪23‬‬
‫‪xlv‬‬
‫‪.‬تاج زين الدين المصرف ‪ :‬بدائع الخط العربي ‪ ،‬مكتبة النهضة ‪،‬بغداد ‪ ،‬دار القلم بيروت‪( ،‬ط‪ ،)2‬لبنان ‪ ،1981،‬ص‪11‬‬
‫‪xlvi‬‬
‫‪.‬ناجي زين الدين مصرف‪،‬بدائع الخط العربي ‪ ،‬ص‪13‬‬
‫‪xlvii‬‬
‫‪.‬الصورة رقم ‪، 12 :‬ص‪129‬‬
‫‪xlviii‬‬
‫أحمد صبري‪ ،‬أمير الخط العربي الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي حياته وشخصيته وبعض أعماله‪،‬دار الفضيلة للنشر‬
‫‪.‬والتوزيع والتصوير‪،‬القاهرة ‪،‬مصر‪.2000،‬ص‪95‬‬
‫‪xlix‬‬
‫‪.‬جهاد محمد أمين ‪ ،‬الدراسات العربية في الخط العربي ‪ ،‬جامعة نيجيريا للفنون‪،‬ط‪ ، 1‬نيجيريا ‪،2011 ،‬ص‪112‬‬
‫‪l‬‬
‫‪.‬يحيى رهيب الجبوري‪،‬الخط والكتابة في الحضارة العربية‪ ،‬ص‪203‬‬
‫‪ li‬نصار منصور ‪ ،‬التكوينات الفنية القائمة على الحب في أعمال الخط العربي ‪ ،‬معهد الفنون والعمارة اإلسالمية‪ ،‬جامعة عمان‪،‬ط‬
‫‪ ، 1‬األردن ‪ ،1986 ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ lii‬ثائر شاكر األطرجي ‪،‬جمال الخط العربي‪ ،‬مقالة صادرة عن مجلة المهرجان الدولي لفن الخط العربي‪ ،‬الجزائ‪::‬ر‪.2015،‬ص‬
‫‪.51‬ص‪.9‬‬
‫‪liii‬‬
‫‪.‬عمر نوح كهيه‪ ،‬إمبراطورية فن الخط العربي في العهد العثماني‪ ،‬مركز الكويت للفنون اإلسالمية (ط‪ ،)1‬الكويت‪،2015،‬ص‪60‬‬
‫‪liv‬‬
‫‪.‬نفس المرجع‪،‬ص‪66‬‬
‫‪lv‬‬
‫‪.‬نصار منصور‪ ،‬التكوينات الفنية القائمة على الحب في أعمال الخط العربي ص‪95‬‬
‫‪lvi‬‬
‫‪.‬الصورة رقم ‪،13‬ص‪130‬‬
‫‪lvii‬‬
‫‪.‬أحمد الشوحان‪ ،‬تاريخ الخط العربي‪ ،‬ص‪31‬‬
‫‪lviii‬‬
‫‪.‬ثائر شاكر األطرجي ‪ ،‬جماليات الخط العربي ‪ ،‬ص‪10‬‬
‫‪lix‬‬
‫‪.‬جهاد محمد امين‪،‬الدراسات العربية في الخط العربي‪ ،‬ص‪36‬‬
‫‪lx‬‬
‫‪.‬نصار منصور‪ ،‬التكوينات الفنية القائمة على الحب في أعمال الخط العربي ص‪96‬‬
‫‪lxi‬‬
‫‪.‬نفس المرجع‪،‬ص‪105‬‬
‫‪lxii‬‬
‫‪.‬نفس المرجع‪،‬ص‪109‬‬
‫‪lxiii‬‬
‫‪.‬القلقشندي ‪ ،‬الصبح األعشى‪،‬ج‪،3‬ص‪156‬‬
‫‪lxiv‬‬
‫‪.‬نصار منصور‪ ،‬التكوينات الفنية القائمة على الحب في أعمال الخط العربي ص‪99‬‬
‫‪lxv‬‬
‫‪.‬عمر نوح كهيه‪ ،‬إمبراطورية فن الخط العربي في العهد العثماني‪،‬ص‪160‬‬
‫‪lxvi‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ ،14‬ص‪130‬‬
‫‪lxvii‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ ،15‬ص‪131‬‬
‫‪lxviii‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪،16‬ص‪131‬‬
‫‪lxix‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪،17‬ص‪132‬‬
‫‪lxx‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪،162‬‬
‫‪lxxi‬‬
‫‪.‬عمر نوح كهيه‪ ،‬إمبراطورية فن الخط العربي في العهد العثماني‪،‬ص‪201‬‬
‫‪lxxii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪156‬‬
‫‪lxxiii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪172 ،‬‬
‫‪lxxiv‬‬
‫‪.‬حسام مطر(خط النسخ)‪ ،‬من محاضرات الملتقى الدولي للخط العربي بقطر ‪،‬ج‪ ،2‬سنة ‪2003‬‬
‫‪lxxv‬‬
‫‪.‬دراسة فنية في تاريخ فن الخط العربي‪ ،‬العصر الذهبي‪ ،‬دار ابن الكثيرن(ط‪ )1‬دمشق‪ ،‬سوريا‪،1998،‬ص‪89‬‬
‫‪lxxvi‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪92‬‬
‫‪lxxvii‬‬
‫‪.‬مشاري بن صالح الغيداني ‪ ،‬تاريخ الخط العربي ‪ ،‬ط‪،2‬حلب‪ ،‬سوريا‪،2003،‬ص‪66‬‬
‫‪lxxviii‬‬
‫‪.‬دراسة فنية في تاريخ فن الخط العربي‪ ،‬العصر الذهبي‪ ،‬ص‪83‬‬
‫‪lxxix‬‬
‫‪.‬مشاري بن صالح الغيداني ‪ ،‬تاريخ الخط العربي ‪،‬ص‪66‬‬
‫‪ lxxx‬أحمد صبري زايد‪ ،‬أمير الخط العربي‪،‬ص‪.119‬‬
‫‪lxxxi‬‬
‫‪.‬أحمد زايد‪ ،‬لوحات فنية من روائع فن الخط العربي‪،‬دار الكتب العلمية‪،‬بيروت‪.2012،‬ص‪21‬‬
‫‪lxxxii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪22‬‬
‫‪lxxxiii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪23‬‬
‫‪lxxxiv‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ ،18‬ص‪132‬‬
‫‪lxxxv‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪25‬‬
‫‪lxxxvi‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪،19‬ص‪133‬‬
‫‪lxxxvii‬‬
‫‪.‬مشاري بن صالح الغيداني ‪ ،‬تاريخ الخط العربي ‪،‬ص‪54‬‬
‫‪lxxxviii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪60‬‬
‫‪ lxxxix‬أبو بكر سراج الدين‪ ،‬روائع فن الخط العربي وتذهيب القرآن‪،‬ص‪.102‬‬
‫‪xc‬‬
‫‪.‬أحمد صبري زايد‪ ،‬أمير الخط العربي‪،‬ص‪123‬‬
‫‪xci‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪124‬‬
‫‪xcii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪126‬‬
‫‪ xciii‬أبو بكر سراج الدين‪ ،‬روائع فن الخط العربي وتذهيب القرآن‪،‬ص‪.102‬‬
‫‪xciv‬‬
‫‪.‬محمد بن السعيد الشريفي‪ ،‬خطوط المصاحف عند المشارقة والمغاربة من القرآن‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2011،‬ص‪93‬‬
‫‪xcv‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪96،‬‬
‫‪xcvi‬‬
‫‪.‬أبو بكر سراج الدين‪ ،‬روائع فن الخط العربي وتذهيب القرآن‪،‬ص‪103‬‬
‫‪xcvii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪106‬‬
‫‪ xcviii‬طارق عبيد‪( ،‬أنواع الخطوط المغربية) تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2011‬ص‪.43‬‬
‫‪xcix‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪45‬‬
‫‪c‬‬
‫‪.‬محمد بن السعيد الشريفي‪ ،‬خطوط المصاحف‪،‬ص‪203‬‬
‫‪ci‬‬
‫‪.‬طارق عبيد‪ ،‬أنواع الخطوط المغربية‪ ،‬تلمسان‪،‬الجزائر‪،‬ص‪46‬‬
‫‪cii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪48‬‬
‫‪ciii‬‬
‫‪.‬المتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات والخط العربي‪ ،‬الخط رموز وألوان‪،‬الجزائر‪،2007،‬ص‪36‬‬
‫‪ civ‬إدهام محمد حنش ‪ :‬كتابة المصحف الشريف عند الخطاطين العثمانيين ‪ ،‬دراس‪::‬ة تاريخي‪::‬ة وفني‪::‬ة ‪ ،‬جامع‪::‬ة العل‪::‬وم اإلس‪::‬المية ‪،‬‬
‫العدد‪ ،7‬عمان‪ ،‬األردن‪،2014،‬ص‪.84‬‬
‫‪ cv‬إدهام محمد حنش ‪ :‬كتابة المصحف الشريف عند الخطاطين العثمانيين ‪ ،‬دراسة تاريخية وفني‪::‬ة ‪ ،‬جامع‪::‬ة العل‪::‬وم اإلس‪::‬المية ‪،‬‬
‫العدد‪ ،7‬عمان‪ ،‬األردن‪،2014،‬ص‪.84‬‬
‫‪cvi‬‬
‫‪..‬المرجع نفسه‪،‬ص‪87‬‬
‫‪cvii‬‬
‫‪.‬إدهام محمد حنش ‪ :‬كتابة المصحف الشريف عند الخطاطين العثمانيين ‪،‬ص‪36‬‬
‫‪cviii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪39‬‬
‫‪cix‬‬
‫‪.‬عدي ناظم قرمان‪،‬النظرة الجمالية في فن الخط العربي‪ ،‬ص‪119‬‬
‫‪cx‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪،20‬ص‪133‬‬
‫‪cxi‬‬
‫‪.‬محمد علي حامد بيومي‪ :‬الحلية النبوية الشريفة في فن الخط العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ،1987 ،‬ص‪41‬‬
‫‪cxii‬‬
‫‪ .‬جماليات الخطوط اإلسالمية وتوظيفها في تصميم اللوحة الزخرفية – بحث في مجال التخصص‪ ،2008،‬ص‪110‬‬
‫‪cxiii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪112‬‬
‫‪cxiv‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ ،21 :‬ص‪134‬‬
‫‪cxv‬‬
‫‪ .‬جماليات الخطوط اإلسالمية وتوظيفها في تصميم اللوحة الزخرفية – بحث في مجال التخصص‪،‬ص‪113‬‬
‫‪cxvi‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ 22 :‬ص‪134‬‬
‫‪cxvii‬‬
‫‪.‬شعرة البرذون‪ :‬وهي شعرة الفرس كانت تستعمل لقياس عرض القلم ‪ ،‬واستعملت في قياس عرض قلم الطومار ‪ ،‬والثلث‬
‫‪cxviii‬‬
‫جماليات الخطوط اإلسالمية وتوظيفها في تصميم اللوحة الزخرفية – بحث في مجال التخصصنص‪114‬‬
‫‪cxix‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ 23 :‬ص‪135‬‬
‫‪cxx‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪115‬‬
‫‪cxxi‬‬
‫‪.‬الصورة رقم ‪ 24 :‬ص‪135‬‬
‫‪cxxii‬‬
‫‪.‬القلقشندي‪ ،‬الصبح األعشى‪،‬ص‪183‬‬
‫‪cxxiii‬‬
‫‪.‬القلقشندي‪ ،‬الصبح األعشى ‪،‬ج‪،3‬ص‪194‬‬
‫‪cxxiv‬‬
‫‪.‬االقلقشندي‪ ،‬الصبح األعشى ‪،‬لمرجع نفسه‪ ، :‬ص‪203‬‬
‫‪cxxv‬‬
‫‪.‬الصورة رقم ‪ 25 :‬ص‪136‬‬
‫‪cxxvi‬‬
‫‪.‬جماليات الخطوط اإلسالمية وتوظيفها في تصميم اللوحة الزخرفية – بحث في مجال التخصصنص‪116‬‬
‫‪cxxvii‬‬
‫‪.‬عمر نوح قاسم كهيه‪ ،‬إمبراطورية الخط العربي في العهد العثماني ‪ ،‬ص‪201‬‬
‫‪cxxviii‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ 26 :‬ص‪136‬‬
‫‪cxxix‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪118‬‬
‫‪cxxx‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ 27 :‬ص‪137‬‬
‫‪.‬المرقعات‪ :‬هي كتابة على ورق مقهر يحدث فيه التزاوج بين خطين من األقالم الستة‬
‫‪cxxxi‬‬

‫‪cxxxii‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ 28 :‬ص‪138‬‬
‫‪cxxxiii‬‬
‫‪.‬القلقشندي ‪ ،‬الصبح األعشى ‪،‬ج‪ ،3‬ص‪137‬‬
‫‪cxxxiv‬‬
‫‪.‬الصورة رقم ‪،29‬ص‪139‬‬
‫‪cxxxv‬‬
‫نصار منصور ‪ ،‬التكوينات الفنية القائمة على الحب في أعمال الخط العربي ‪ ،‬معهد الفنون والعمارة اإلسالمية‪ ،‬جامعة‬
‫‪.‬عمان‪،‬ط‪ ،1‬األردن‪ ،1986 ،‬ص‪37‬‬
‫‪cxxxvi‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ 30 :‬ص‪139‬‬
‫‪cxxxvii‬‬
‫‪ .‬جماليات الخطوط اإلسالمية وتوظيفها في تصميم اللوحة الزخرفية – بحث في مجال التخصص‪،‬ص‪119‬‬
‫‪cxxxviii‬‬
‫‪.‬يحيى وهيب الجبوري‪ ،‬الخط والكتابة في الحضارة العربية ‪ ،‬ص‪156‬‬
‫‪cxxxix‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ 31 :‬ص‪140‬‬
‫‪cxl‬‬
‫الفرامانات‪ :‬وهي المراسيم التي يصدرها السلطان أو الباشا‪ ،‬تكتب وتعلق على شكل فرمان مكتوب على شكل سفينة مبسوطة‬
‫من األسفل ومرتفعة في األعلى وتنتهي براية‬
‫‪cxli‬‬
‫‪.‬عمر نوح قاسم كهيه ‪،‬إمبراطورية الخط الخط العربي في عهد الدولة العثمانية‪ ،‬ص‪120‬‬
‫‪cxlii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسهنص‪121‬‬
‫‪cxliii‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ 32 :‬ص‪140‬‬
‫‪cxliv‬‬
‫‪.‬بتصرف شخصي‬
‫‪cxlv‬‬
‫‪.‬نصار منصور‪ ،‬التكوينات الفنية القائمة على الحب في اعمال الخط العربي ‪،‬ص‪39-38‬‬
‫‪cxlvi‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪40‬‬
‫‪cxlvii‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ 33 :‬ص‪141‬‬
‫‪cxlviii‬‬
‫‪.‬عمر نوح كهيه ‪ ،‬امبراطورية الخط العربي في عهد الدولة العثمانية‪،‬ص‪41‬‬
‫‪cxlix‬‬
‫‪.‬القلقشندي ‪ ،‬الصبح األعشى‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ج‪،3/‬ص‪401‬‬
‫‪cl‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪402‬‬
‫‪cli‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪،34‬ص‪141‬‬
‫‪clii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪403‬‬
‫‪ cliii‬كمال جاسم الصالح الجميلي‪ ،‬أثر القرآن في الخط العربي ‪ ،‬قسم الدراسات العليا للفنون اإلسالمية الجامعة اإلسالمية بغداد‪،‬ص‬
‫‪.115‬‬
‫‪cliv‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪،35‬ص‪142‬‬
‫‪clv‬‬
‫‪.‬فهال‪ :‬مدينة واقعة بين همدان وأصفهان وأدربيجان‪ ،‬وانتسبت إليها فهلوي أو بهلوي‬
‫‪clvi‬‬
‫‪.‬نصار منصور‪،‬التكوينات الفنية القائمة على الحب في أعمال الخط العربي‪،‬ص‪46‬‬
‫‪clvii‬‬
‫‪.‬كمال جاسم الصالح الجميلي‪ ،‬أثر القرآن في الخط العربي ‪ ،‬ص‪105‬‬
‫‪clviii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪107‬‬
‫‪clix‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ 36 :‬ص‪142‬‬
‫‪clx‬‬
‫‪.‬الطلسم‪ :‬هي ما تراه خافتا كأن ترى الكواكب من بعيد‬
‫‪clxi‬‬
‫‪.‬يحيى رهيب جبوري‪،‬الخط والكتابة في الحضارة العربية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪163‬‬
‫‪clxii‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ 37 :‬ص‪143‬‬
‫‪clxiii‬‬
‫‪.‬يحيى رهيب الجبوري‪ ،‬الخط والكتابة في الحضارة العربية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪166‬‬
‫‪clxiv‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ 37 :‬ص‪143‬‬
‫‪clxv‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ 38 :‬ص‪143‬‬
‫‪clxvi‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪ 39 :‬ص‪144‬‬
‫‪clxvii‬‬
‫‪.‬كمال جاسم الصالح الجميلي‪ ،‬أثر القرآن في الخط العربي‪،‬ص‪116‬‬
‫‪clxviii‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪،40‬ص‪144‬‬
‫‪clxix‬‬
‫‪.‬كمال جاسم الصالح الجميلي‪ ،‬أثر القرآن في الخط العربي ص‪118‬‬
‫‪clxx‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪،41‬ص‪145‬‬
‫‪clxxi‬‬
‫‪.‬بتصرف شخصي‬
‫‪clxxii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪119‬‬
‫‪clxxiii‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪،42‬ص‪145‬‬
‫‪clxxiv‬‬
‫‪.‬نصار منصور‪ ،‬التكوينات الفنية القائمة على الحب في أعمال الخط العربينص‪207‬‬
‫‪clxxv‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪،43‬ص‪146‬‬
‫‪clxxvi‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪209‬‬
‫‪clxxvii‬‬
‫‪.‬ابوبكر سراج الدين‪ ،‬روائع فن الخط العربي وتذهيب القرآن‪ ،‬ص‪208‬‬
‫‪clxxviii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪217‬‬
‫‪clxxix‬‬
‫‪.‬محي الدين بن علي ‪ :‬كتاب الميم والواو والنون ‪ ،‬ص‪89‬‬
‫‪clxxx‬‬
‫‪.‬ابوبكر سراج الدين‪ ،‬روائع فن الخط العربي وتذهيب القرآن‪ ،‬ص‪201‬‬
‫‪clxxxi‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪،‬ص‪205‬‬
‫‪clxxxii‬‬
‫‪.‬محي الدين بن علي ‪ :‬كتاب الميم والواو والنون ‪ ،‬ص‪90‬‬
‫‪clxxxiii‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪96‬‬
‫‪clxxxiv‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪،44‬ص‪146‬‬
‫‪clxxxv‬‬
‫‪.‬ابوبكر سراج الدين‪ ،‬روائع فن الخط العربي وتذهيب القرآن‪ ،‬ص‪204‬‬
‫‪clxxxvi‬‬
‫‪.‬بتصرف شخصي‬
‫‪clxxxvii‬‬
‫‪.‬الصورة رقم‪،45‬ص‪147‬‬
‫‪clxxxviii‬‬
‫‪.‬القلقشندي‪ ،‬الصبح األعشى‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ج‪ ،3/‬ص‪520‬‬
‫‪clxxxix‬‬
‫‪.‬نصار منصور‪ ،‬الفنية القائمة على الحب في اعمال الخط العربي ‪،‬ص‪55‬‬
‫‪cxc‬‬
‫‪.‬سورة الزحرف اآلية‪44‬‬

You might also like