Professional Documents
Culture Documents
االاقتصاد الجزائري
االاقتصاد الجزائري
2020-2021
خطة البحث
مقدمة -
خـاتمـة الفـصـل
مقـــــــدمــــــة
شهد اإلقتصاد اجلزائري مند اإلستقالل حتوالت و تغريات هامة أملهتا الظروف و التحوالت اليت سهدهتا لك من الساحتني الوطنية و ادلولية و هدا عىل اكفة األصعدة
اإلقتصادية ’ اإلديولوجية ,السياسية ....فنجدها غداة اإلستقالل قد تبنت اسرتاتيجية وفق نظرةاسرتاكبة قاءمة عىل أساس التخطيط املركزي و همينة القطاع العام عىل
اإلقتصاد ,لكن رسعان ما بدأت هده اإلسرتاتيجية تكسف عن بوادر الصعف و اإلختالل و هدا ابتداء من سنة 1986بفعل األزمة النفطية املعاكسة و تأثريها السليب عىل
الأل قتصاد اجلزاءري ادلي دخل يف أزمة حادة جفعت ابجلزار ابتداء من مطلع التسعينات إىل تبين خيار اقتصاد السوق كبديل ألقتصاد املوجه.
و قد رافق هذا التحول قيام اجلزائر جبمةل من التدابري و الاصالحات الاقتصادية املتتالية و الواسعة و الىت مست مجبع جوانب الناطات الاقتاصدية مبختلف القطاعات ,سواء
تكل الاصالحات الىت اكنت ابرادة ادلوةل أو أصطلح علهيا ابإلصالحات ادلاتية و الىت بدات معاملهاا مند سنة , 1986أو الىت جاءت يف اطار االتفاقيلت املربمة مع الصندوق
النقد ادلويل و البنك العاملي.
كام أن مسار اإلصالحات مل يتوقف إب هناء تطبيق برامج التعديل الهيلكي سنة 1986ادلي طبق من قبل اجلزاءر حتت إﺷراف صندوق النقد ادلويل ,بل الزال التغري مسمتر و
متواصل إيل حد اليوم و أن الاقتصاد اجلزاءري هيد حاليا انفتاحا مزتايدا عىل العامل اخلاريج
سنحاول من خالل هادا الفصل تسليك الضوء عيل مسرية تطور الاقتصاد اجلزاءري مند الاستقالل اىل غاية اليوم مع الرتكزي عيل فرتة التسعينات ,و هادا من خالل حتديد
أمه املراحل الىت مر هبا و كدا تبيان أمه اإلصالحات و التدابري الىت قامت هبا اجلزاءر خاصة يف السوق التحول إيل اقتصاد السوق.
متهيد:
هدت الساحة اجلزاءرية مند الاستقالل حتوالت و تغريات هامة إملهتا الظروف و التحوالت الىت اكنت عيل الساحتني الوطنية و ادلولية و هادا عىل اكفة الاصعدة الاقتصادية
,الايديولوجية ,السياسية ,وحىت التخطيط املركزي و همينة القطاع العام عىل اقتصاد مع الرتكزي عىل الصناعات الثقيةل و استبعاد الاسامثر الاجنيب.
نظرا حملدودية موارد ادلوةل و ارتباطها بصفة أساسية ابملداخيل الناجتة عن تصدير احملروقات اليت تتحدد أسعارها خارج ارادة اجلزائر ،وابلتايل تذبذب عائداهتا ،اكن عىل
احلكومة اتباع سياسة مالية حممكة وصارمة ،التعمل عىل تقليص العجز املسجل ،بل تعمل عىل انشاء فوائض للمزيانية .
ففي جانب اإلنفاق ،معلت اجلزائر عىل ترشيد اإلنفاق احلكويم من خالل اختاد عدة اجراءات من بيهنا اتباع سياسة دخول مشددة ،حترير األسعار وحتسينرتترتيب األولوايت
ملشاريع اإلستسامرات العامة .أما من جانب الواردات فقد استمثر اعامتدها عىل حمصالت الصادرات الهيدرواكربونية وذكل بدرجة مرتفعة ،غري أن هذا مل مينع السلطات من
حماوةل حتسني مواردها خارج احملروقات ،وهذا عن طريق ترقية النظام الرضييب وجعهل أكرث فعالية ،مفنذ عام ،1993اجتهت اإلصالحات أساسا اىل حتسني هيلك النظام
الرضييب اذلي طبق سنة 1992وذكل ابختاذ عدة تدابري مهنا:
-1منح قانون اإلستامثرات سنة 1993معامةل خاصة لالستامثر يف جماالت حمددة ابإلضافة إىل نظام يعطي مزااي رضيبية للمستمثرين املقميني وغري املقميني ابلنسبة مجليع القطاعات
خبالف القطاعات احملجوزة دلى احلكومة .
-2جرى تبصري رضيبة القمية املضاف يف ، 1995إبلغاء أعىل نسبة ويه %40وحتديد احلداألقىص ب ،%21وتوسيع نطاق الرضيبة تدرجييا لتشمل قطاعي املصاريف
والتأمني واألنشطة املهنية واملنتوجات البرتولية .إضافة إىل ذكل ،فابتداء من جانفي ، 1997مت رفع املعدل من %13إىل % 14ونقل عدد املنتجات اخلاضعة ملعدل خاص وهو
%7إىل ، %اما يف الوقت احلايل فتطبق ثالث معدالت للرضيبة عىل القمية املضافة ويه %1 ، %7و. %21
3ـ أعيدت هيلكة معدالت رضيبة ادلخل عةل األفراد والرشاكت يف عام 1994لتخفيف الوقع الرضييب وزايدة القاعدة الرضيبية ،فقد خفض معدل الرضيبة عىل أرابح
الرشاكت من % 42إىل % 38ليصل حاليا إىل ، % 30أما ابلنسبة إىل األرابح املعاد استامثرها فاكن ، % 33أما حاليا فيقدر بـ . % 15
الفرع الثاين :إصالح السياسة النقدية والقطاع املايل :
ابلرمغ من التغريات املؤسسية اليت مست القطاع املايل يف اجلزائر ،خاصة بعد اصدار قانون النقد والقرض ،إال أنه ظل مثقل يف وقت مبكر من عام 1994ابلرتكة املتوارثة
عن عدة عقود من الادارة الاقتصادية للحكومة ،وبصفة خاصة ظلت الضوابط املبارشة عىل أسعار الفائدة عند مستوايت أقل من مستوايت السوق ،مما حد من استخدام
األدوات الغري مبارشة عىل النقد والقرض ،وعالوة عىل ذكل ،مل يمتكن اجلهاز املرصيف من العمل وفقا لقواعد السوق يف وقت اكن فيه الكثري من العمالء ( املؤسسات العامة )
يف وضع مايل متعرس ،فإصالح القطاع املايل ال ميكن أن ينجح إال إذا نفذت إصالحات املؤسسات العامة يف الوقت نفسه ،وقد مت اختاذ مجةل من التدابري الاصالحية أمهها :
1ـ حترير أسعار الفائدة :
حررت أسعار الفائدة عىل ودائع البنوك التجارية يف ماي ، 1990ولكن أسعار الفائدة عىل الاقرتاض من البنوك التجارية ظلت خاضعة حلد أقىص نسبته % 20سنواي ،
ونتيجة ذلكل ظل هذان النوعان من أسعار الفائدة سالبني من حيث القمية احلقيقية خالل الفرتة [ ] 1994 – 1993ألهنام مل يعكسا الضغوط التضخمية املزتايدة ،لكن اختذت
خطوة هامة مبوجب برانمج الاصالح لعام ، 1994عندما أزيل احلد األقىص عىل أسعار اإلقرتاض من البنوك التجارية للجمهور .
ويف الهناية أدى حترير أسعار الفائدة مع تراجع معدالت التضخم بفعل سياسة إدارة الطلب األكرث تشددا إىل ظهور أسعار الفائدة احلقيقية املوجبة منذ بداية . )1( 1996
الفرع الثالث :الرتتيب اخلاص ابلنقد األجنيب :
حيث ألغيت جلسات حتديد أسعار النقد األجنيب يف بنك اجلزائر ،وإ نشاء حملها سوق النقد األجنيب بني البنوك يف ديسمرب ، 1995ولتحسني احلصول عىل النقد األجنيب ،
مسح بنك اجلزائر إبنشاء ماكتب الرصف يف ديسمرب ، 1996وقد ساعدت هذه اإلجراءات يف تعزيز نظام سعر الرصف .
– 3التنظمي النقدي :
لقد فرض البنك املركزي يف أكتوبر 1994عىل البنوك التجارية رشطا ينص بوجود احتياطي ممول دلهيا بنسبة % 3من مجموع الودائع مع استبعاد الودائع ابلعمةل الصعبة ،وبدأ
العمل مبزادات إعادة الرشاء يف ماي 1995لتوفري السيوةل للبنوك التجارية ،واكن الهدف من املزادات هو زايدة دور أسعار الفائدة من خالل تطبيق ممارسات السوق
التنافسية ،وضامن املزيد من الشفافية خبصوص معايري توزيع اإلئامتن .
وأخريا ،طبقت معليات السوق املفتوحة رمسي يف أواخر ، 1996واليت اكنت بداية نشاطها صعبة بسبب السيوةل الزائدة يف اجلهاز املرصيف وقةل عرض األوراق القابةل
للتداول
– 4إعـادة هـيكـةل البـنـوك :
اكن أبرز متطلبات اجلهاز املرصيف للقروض الهالكة الكبرية احلجم ،اليت منحهتا البنوك للمؤسسات العمومية ،ونتيجة ذلكل عرفت البنوك تدفقات مالية كبرية خالل التسعينات
بفضل تطبيق احلكومة إلجراءات إعادة الرمسةل ورشاء القروض مقابل تاكليف أرهقت كثريا اخلزينة ،ويقدر صندوق النقد ادلويل أن هذه اإلجراءات اسهتلكت % 45من
إجاميل الناجت احمليل بني عايم 1991و . 1999وإ ضافة إىل مشلكة معاجلة ادليون ،فإنه مت العمل عىل وضع اسرتاتيجية منذ 1997لتحسني أكرث ألداء القطاع املايل واليت معلت
عىل :
تأسيس بنوك جديدة وفتح رؤوس أموال البنوك احلكومية .
دخول البنوك األجنبية التدرجيي إىل البالد .
إنشاء سوق األوراق املالية .
متابعة إعادة الهيلكة التنظميية للبنوك العمومية .
وابلنظر إىل نتاجئ هذه السياسة ،فإننا نالحظ أن البنوك العمومية مل تعد مبنأى عن املنافسة ،فقد عرفت الساحة املرصفية تدفق مسمتر ومزتايد للمؤسسات املالية احمللية
اخلاصة ،عىل غرار << اخلليفة بنك >> املؤسسة الوطنية للبنك " " CAB
البنك اجلزائري الصناعي والتجاري " ، "BCIAواألجنبية مثل :سييت بنك ،يونيون بنك ،املؤسسة العربية املرصفية " .... " ABC
وقد سامهت هذه املنافسة يف إعطاء دفع جديد إلصالح البنوك العمومية من خالل حتسني أداءها ونوعية اخلدمات ،وحماوةل القضاء عىل األسلوب البريوقراطي يف التعامل مع
خمتلف املتعاملني معها .
أما اإلجرءات املتعلقة إبصالح املؤسسات املالية لسنة ، 2002فتعلقت مبرشع فتح رأسامل البنوك العمومية ،ويف سياق هذه التحوالت مت اعامتد ثالث بنوك معومية من قبل
جملس القرض والنقد ،وهذا قصد تطهريها واعامتد رمسلهتا متهيدا لفتح رأساملها ودخولها يف رشاكة مع بنوك أجنبية ،وتضاف هذه القامئة إىل البنك الوطين واجلزائري والقرض
الشعيب اجلزائري الذلان استفادا من نفس اإلجراء
كام جتدر اإلشارة أن السوق املالية شهدت انظالق معلها حىت وإ ن اكن يف بداية الطريق ،وذكل إبنشاء بورصة اجلزائر سنة ، 1998واليت تتداول فهيا أسهم ثالث رشاكت
ويه :صيدال ،رايض سطيف ،سوانطراك ،ابإلضافة إىل فندق األورايس ،وهدف البورصة يف الوقت احلايل هو الرتكزي عىل إعادة متويل القطاعات اإلقتصادية واملشاركة
يف معليات اخلوصصة عن طريق فتح رأسامل الرشاكت
الفـرع الثـالث :اإلصـالحات الهـيكـلية للمـؤسسات العـمومـيـة :
لقد بذلت السلطة هجودا قبل سنة 1994حنو إعادة هيلكة املؤسسات العمومية ،إذ قامت مبنح معظم املؤسسات العامة اإلستقاللية القانونية واملالية ،مع إعادة تأهيل هذه
املؤسسات إبعفاهئا من ادليون من خالل اخلزينة العمومية ،واستبدال ادليون القامئة يف ذمهتا اجتاه البنوك التجارية بسندات حكومية ،غري أن هذه اإلصالحات مل تثبت فعالية
لسببني رئيسيني هام :
مل تمتكن السلطات من منع الرتامك املزتايد يف خسائر املؤسسات العمومية .
مل تشمل اإلصالحات عىل إعادة الهيلكة الفعلية للمؤسسات العامة .
ولكن منذ سنة ، 1994بدأت السلطات يف التصدي لهذه النقائص وذكل أساسا إبخضاع مجيع الرشاكت العامة لقيود مالية أكرث تشددا ،خاصة مع تطبيق آلية البنوك /
املؤسسات يف سبمترب ) Dispositif . Banques . Entreprises ( 1996
واكن الهدف الفوري من اآللية التصدي لعمليات السحب عىل الكشوف املرتامكة بأسعار فائدة عالية من جانب املؤسسات العاملة ،مث استعادة أوضاعها املالية بشلك تدرجيي .
وبعد إجراء لتدقيق مايل حلساابت 399مؤسسة ،قامت البنوك التجارية والرشاكت القابضة ( ) Holdingاليت تضم مجيع املؤسسات العاملة ،ابإلشرتاك ممثلني عن البنك
املركزي واخلزينة لتحديد الوحدات اإلنتاجية القادرة عىل اإلسمترار وتكل املتعرثة ،ووضعت خطة لتطبيع العالقة املالية بني املؤسسات القوية اقتصاداي واجلهاز املرصيف ،مع
جتميع نسبة كبرية من املسحوابت عىل املكشوف يف شلك قروض متوسطة األجل بأسعار فائدة منخفضة ،وقد بلغ عدد املؤسسات اليت استفادت من هذه اخلطة حوايل 206
مؤسسة ،أما املبلغ اخملصص لهذه العملية فقدر بـ 160مليار دج
كام عرفت املؤسسات العمومية حتوال كبريا من خالل اعامتد السلطات العمومية اخلوصصة كوسيةل وخيارا تمنواي ال ميكن الرتاجع عنه ،حيث مت وضع اإلطار القانوين والتنظميي
لها إبصدار األمر 22 – 95املؤرخ يف 26أوت 1995واذلي عدل ابألمر 12 – 97املتعلق خبصوصة املؤسسات العمومية ،ابإلضافة إىل األمر 25 – 95املتعلق بتسيري
رؤوس األموال التجارية لدلوةل .
وجاء عرض أول قامئة للخوصصة يف سنة 1995واكنت تعين مخس فنادق ،كتجربة أوىل ،إال أن العملية فشلت ومل تتلقى عروضا لرشاهئا سواء من طرف املتعاملني احملليني
أو األجانب ،واكن هذا ألسباب خمتلفة مهنا األمنية والتنظميية ابعتبار أن العملية األوىل من نوعها ،وبعد مرور ثالث سنوات تقريبا عن إقرار اخلوصصة ( سنة ، ) 1995
بقي الغموض ميزي مسار هذه العملية ،وإ ن اكن البعض يرجعها إىل الغياب الطويل اذلي جسهل قيام بورصة القمي املنقوةل بوصفها املاكن اذلي تتداول فيه رؤوس األموال بني
املدخرين واملستمثرين ،مفن غري املنطقي احلديث عن بيع أسهم مؤسسة اقتصادية دون وجود بورصة لأل وراق املالية اليت حتدد مياكنزيمات السوق املايل .
كام أن التأخر يف وضع جملس وطين للخوصصة خلق نوع من الرتدد يف إعداد القوامئ للمؤسسات القابةل للخوصصة اذلي اكن جيب اإلنتظار حىت سنة ، 1998ليعلن السيد عبد
الرمحن مبتول (*) عن قامئة تضم 140مؤسسة ستعرض للخوصصة .
وما يالحظ هو أن السلطات العمومية ركزت أكرث عىل حل وتصفية املؤسسات العمومية احمللية ( ) EPLبدل إعامتد خيار اخلوصصة ،فقد مت حل 935مؤسسة من أصل
1324مؤسسة ،ومعلية احلل هذه مرت مبرحلتني
املـرحـةل األولـى :وكـانت تـعين املـؤسسات احملـلية الغـري مـستقـةل ، ) EPL Non Autonome ،حيث مت حل 696مؤسسة ما بني 1994و . 1997
املـرحـةل الثـانية :خصصت املؤسسات العمومية احمللية املستقةل ،حيث انطلقت يف ديسمرب ، 1997ومست 293مؤسسة .
وما جيدر ذكره أن 486مؤسسة معومية حملية مت التنازل عهنا لصاحل األجراء ،واليت مبوجهبا مت إنشاء 1152مؤسسة جديدة للعامل .
إذن فعملية اخلوصصة يف اجلزائر تتسم ابلبطء ومل ترىق بعد إىل مستوى التطلعات ،حيث أن هناك تداخل املهام والصالحيات ،إذ جند هناك ثالث هيئات ترشف عىل
العملية :جملس مساهامت ادلوةل ،اجمللس الوطين للخوصصة ،الرشاكت القابضة ،ابإلضافة إىل وزارة املساهامت وتنسيق اإلصالحات .فهذا يؤدي بنا إىل التساؤل عن ما يه
السلطة اخملول لها القيام بعملية اخلوصصة ؟ غري أن هذا ال مينعنا من ذكر بعض العمليات الناحجة ويه أساسا معليات خوصصة جزئية ،تمتثل يف فتح رأسامل بعض الرشاكت
العمومية الكربى :كرشكة صيدال اليت فتحت % 20من رأساملها وذكل بعرض 2,5مليون سهم للتداول يف البورصة ،ورشكة رايض سطيف وكذا فندق األورايس .
ابإلضافة إىل دخول بعض املؤسسات العمومية يف رشاكة مع مؤسسات أجنبية ،كام هو احلال ابلنسبة لرشكة ENADلصناعة املنظفات ومواد الصباغة مع رشكة هنلك
HENKELاألملانية ،وكذا مركب احلجار مع رشكة هندية للصلب . ISPAT
وكام قلنا سابقا ,مفسار اخلوصصة ابجلزائر الزال يف بداية طريقه وتواهجه عدة معوقات حتول دون جناحه ،ميكن حرصها يف
معوقات داخلية متعلقة ابملؤسسة املراد خوصصهتا :تمتثل فـي :
.مشلك خضامة العامةل يف املؤسسات العمومية ،فقد مت ترسحي أكرث من 500.000عامل دون توفري البديل الالئق ،فبالنسبة للعامل اخلوصصة تعين مبارشة إحالهتم عىل
البطاةل ،مما جيعلها تلقى معارضة حادة من قبلهم ومن قبل النقاابت .
.العجز املايل للمؤسسات العمومية ،حفوايل % 98من املؤسسات العمومية اجلزائرية تعاين من صعوبة مالية ،فبالرمغ من املبالغ املالية اليت رصفت يف إطار التطهري املايل لها ،
إال أهنا بقيت عاجزة ،فكيف يمت خوصصهتا ؟ فاملستمثر ال ميكل الشجاعة لرشاء مؤسسة مفلسة .
معوقات خارجية متعلقة مبحيط املؤسسة :تمتثل هذه املعوقات يف النقاط التالية :
.عدم المتكن من وضع اسرتاتيجية واحضة لعملية اخلوصصة عىل املدى القصري والطويل .
.مشلك العقار ونقص التحفزي للمستمثرين ،فأغلب املؤسسات الاقتصادية من هذا املشلك ،ولها نزاعات حول العقار مع املصاحل اخملتصة ،كام أن نقص التحفزي لإل ستامثر جيعل
املستمثرين ساء احملليني أو األجانب مرتددين يف رشاء املؤسسات املراد خوصصهتا .
.غياب سوق مالية ذات فعالية ،ميثل عائق أما تنفيذ اخلوصصة بلك فعالية وجناح كبري ،حيث ستواجه معلية عرض األسهم للجمهور صعوابت عديدة عند تطبيقها .
وبغية إعطاء دفع جديد لعملية اخلوصصة يف اجلزائر مت اختاذ تدابري جديدة ممتثةل عىل وجه اخلصوص يف إصدار األمر 04 – 01املؤرخ يف 20أوت 2001والتعلق بتنظمي
املؤسسات العمومية الاقتصادية وتسيريها وخوصصهتا ،ولعل أمه ما جاء به هذا األمر هو إعادة تنظمي القطاع العمويم الاقتصادي واذلي اكن منظام كام ذكران سابقا عن طريق
الرشاكت القابضة الوطنية اإلحدى عرش والرشاكت القابضة اجلهوية امخلسة وهذا خالل الفرتة [ ، ] 2001 – 1996فمبوجب هذا األمر مت حل الشـراكت القـابضة الوطنية
وتـعويضهـا بـ 83جمـمع صـنـاعي ) ) Groupes industrielsتضم 615فرع ( ، ( Filialeكام مت حل الرشاكت القابضة اجلهوية واليت تضم 377مؤسسة اقتصادية حملية (*)
.
حيث أن التنظمي اجلديد املقرتح للقطاع العام يتكون من 47مؤسسة اقتصادية معومية من بيهنـا 28مؤسسـة فـي شـلك شـركة تـسيـيـر املـسـاهـمـات Société de gestion
( ) de participationو 11مؤسسة مالية ( بنوك عامة ،مؤسسات التأمني ) (. )1
ابإلضافة إىل أن هذا األمر يعترب مبثابة إطار قانوين جديد لتنظمي معلية اخلوصصة وفقا للمعايري املعمول هبا دوليا ،حيث مت من خالهل إعطاء صالحيات حمددة للهيئات امللكفة
بعملية اخلوصصة ،وكذا تبسيط اإلجراءات اخلاصة لهذه العملية وإ بعادها عن الطابع البريوقراطي ،ففي هذا الصدد مت إنشاء جملس مساهامت ادلوةل ( )CPEاذلي عـوض
املـجلس الوطين ملساهامت ادلوةل ( ) CNPEواذلي تمتثل همامه أساسا يف
حيدد الاسرتاتيجية الشامةل يف جمال مساهامت ادلوةل واخلوصصة .
حيدد السياسات والربامج فامي خيص مساهامت ادلوةل وينفذها .
يدرس ملفات اخلوصصة ويوافق علهيا .
أما فامي خيص معلية تنفيذ برامج اخلوصصة اليت مت إعدادها كام قلنا عن جملس مساهامت ادلوةل واملصادق علهيا من قبل جملس الوزراء فتمت عن طريق وزارة املساهامت وتنسيق
اإلصالحات .
حفسب السيد نور ادلين بوكروح (*) فإن السلطات اجلزائرية بصدد حتضري برانمج وسياسة وطنية للخوصصة وهذا ابشرتاك ما يقارب % 90من مدراء املؤسسات العمومية
وخرباء من البنك العاملي والاحتاد األورويب
إذن ميكن القول بأن الهدف من وراء لك هذه التدابري هو حمتية ادلخول يف مرحةل جديدة لتطوير وإ رساع وترية هذه العملية ،وهذا بغية إعطاء ضامانت أكرث للمستمثرين
احملليني أو األجانب وتشجيعهم عىل اإلستامثر يف اجلزائر ،خاصة يف ظل اإلنفتاح الكبري اذلي يعرفه اإلقتصاد الوطين بعد اتفاقية الرشاكة مع اإلحتاد األورويب واإلنضامم احملمتل إىل
املنظمة العاملية للتجارة
الفـرع الرابـع :إصـالح السيـاسـة التـجاريـة :
لقد اسمتر العمل ابلتعلمية رمق 625اليت أعلنت من جديد العودة ملراقبة التجارة اخلارجية إىل أن أصدرت التعلمية رمق 13املؤرخة يف 12أفريل 1994لتلغي التعلمية السابقة ،
وأمه ما احتوته هذه التعلمية هو السامح بلك معلية اسرتاد للبضائع دون أي قيد إداري وهذا انطالقا من 01جانفي . 1995
وابملوازاة مع ذكل معلت احلكومة ابتداء من هذه السنة الفارطة عىل حتسني احلساب اجلاري يف املدى املتوسط والتحرير الاكمل للتجارة اخلارجية والسعي إىل ختفيض املديونية
،وكذا العمل عىل ترقية الصادرات خارج احملروقات ودمعها بلك الوسائل حىت تلعب دورها الاكمل يف التمنية الاقتصادية .
وإلجناز هذا الهدف مت وضع اإلطار التنظميي املمتثل يف مؤسسات لتمنية الصادرات مثل :
" ، " CAGEXالغرفة اجلزائرية للصناعة والتجارة " ، " CACIادليوان الوطين لرتقية التجارة اخلارجية " ، ... " PROMEXكام مت اختاذ إجراءات لتحرير التجارة
اخلارجية أمهها ختفيض نسب التعريفة امجلركية ،فبعدما اكنت حتتوي قبل 1992عىل 19معدل ( ،)1مت ختفيضها سنة 1992ليصل املعدل األعىل ، % 60مث % 50سنة
، 1996مث % 45سنة 1997
ومتاشيا مع عقد اتفاقية الرشاكة مع اإلحتاد األورويب ،واإلستعداد لإل نضامم املرتقب إىل املنظمة العاملية للتجارة ،فإنه مت حتديد نسب جديدة للتعريفة امجلركية ويه 5 ، % 0
، )3( % 30 ، % 15 ، %وهذا يف انتظار التفكيك التدرجيي للحواجز امجلركية يف إطار اإلنضامم إىل منطقة التبادل احلر األورومتوسطية يف آفاق ، 2010كام مت إلغاء القمية
احملددة إداراي ويه عبارة عن رمس مت إنشاءه بغرض حامية اإلنتاج الوطين ويفرض عىل املنتوجات األجنبية املنافسة للمنتوجات الوطنية ،ومت تعويضه ابلرمس اإلضايف التقديري
) )DAPواذلي تقدر نسبته حاليا ( ) 2003بـ ، % 36مع العمل أن هذا الرمس يمت ختفيضه سنواي مبعدل % 12إىل أن يمت إلغاؤه هنائيا يف سنة . 2006
خـامتـة الفـصـل :
بعد تطرقنا ألمه املراحل اليت مر هبا اإلقتصاد اجلزائري وكذا أمه اإلصالحات الاقتصادية اليت مت تطبيقها خاصة يف سياق التحول من اإلقتصاد املوجه إىل اقتصاد السوق ،ميكننا
القول بأنه ابلرمغ من القبول املبديئ ابلنتاجئ اإلجيابية اليت مت حتقيقها خاصة عىل املستوى اللكي و املمتثةل أساسا يف انتقال اجلزائر من وضعية العجز عن تسديد ديوهنا سنة 1994
إىل وضعية تمتتع فهيا برتامك معترب الحتياطات النقد األجنيب واليت بلغت حوايل 18مليار دوالر سنة ، 2001وكذا اخنفاض املديونية اخلارجية من 32,09مليار دوالر سنة
1996إىل 25,26مليار دوالر سنة 2000لتصل 22,57مليار دوالر سنة ، 2001مع اخنفاض نسبة خدمة ادليون من دخل ادلوةل من العمةل الصعبة اليت اكنت % 95,5
سنة % 47 ( 1994بعد معلية إعادة اجلدوةل ) مث % 29سنة 1996لتصل % 21 ، 22سنة ، 2001إضافة إىل اخنفاض معدالت التضخم من % 29,8سنة 1995إىل
% 7 ، 5سنة 1997إىل % 0,3سنة . 2000
إال أن اإلقتصاد الوطين مل يعرف اإلنعاش اذلي اكن من املنتظر حتقيقه من جراء تطبيق هذه اإلصالحات ألنه مازال مرتبطا بسعر برميل النفط يف األسواق العاملية ،فتحسن
الوضعية املالية للجـزائر وكـذا استعادة التوازانت اللكية اكن مرده ارتفاع أسعار النفط يف سنيت . 2001 – 2000
فالوضع املايل املستقر نسبيا مل يسهم إىل حد اليوم يف إعادة بعث اإلستامثر املنتج الكفيل بتوفري مناصب العمل املطلوبة عن طريق حتقيق المنو املرغوب وبذكل جتاوز اآلاثر
والانعاكسات السلبية النامجة عن السياسة املتبعة منذ مطلع التسعينات واليت ترتمج يف ارتفاع معدالت البطاةل ( حوايل % 30سنة ) 2001وزايدة الفقر وتدين القدرة
الرشائية للقرد اجلزائري ،بل أكرث من ذكل فإن القطاع اإلنتايج يف اجلزائر عرف تدهور كبري كام بينته معدالت المنو السلبية اليت جسلهتا خمتلف القطاعات اإلنتاجية خالل
السنوات األخرية .
فنتاجئ اإلصالحات الاقتصادية اليت تعتربها السلطات إجيابية قد ال تدوم مظاهرها اإلجيابية فهيا إذا مل تقم بوضع اسرتاتيجية اقتصادية شامةل هادفة إىل تأهيل إنعاش اقتصادها
وخاصة يف ظل الانفتاح الاقتصادي الكبري واذلي تعرفه اجلزائر وهذا يف إطار التوقيع عىل اتفاقية الرشاكة مع اإلحتاد األورويب ودخولها حزي التنفيذ يف املستقبل القريب وكذا
انظامهما احملمتل إىل املنظمة العاملية للتجارة .
إذن ما يه الاسرتاتيجية اليت ميكن بواسطهتا تأهيل الاقتصاد الوطين حىت جننبه اآلاثر السلبية اليت قد تلحق به من جراء هذا الانفتاح ؟ هذا ما سنجيب عنه يف الفصل
املوايل .