Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 10

‫امجلهــــورية اجلـــــــزائرية ادلميقـــــراطية الشعبيـــــــــــة‬

‫املعهد الوطين املتخصص يف التكوين املهين‬


‫محدي بن حيي‬

‫تطور الاقتصاد اجلزائري‬

‫من اعداد الطلبة‬


‫‪ -‬صالح ادلين بوطريق‬
‫‪ -‬عبد الرؤف مباريك‬
‫‪ -‬شعاب أيوب‬
‫‪ -‬عباهلل عبشيش‬

‫حتت إرشاف األستاذة ‪ :‬شعاب شهرية‬

‫‪2020-2021‬‬
‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬ ‫‪-‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬مسيرة االقتصاد الوطني قبل التسعينات‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬االقتصاد الوطني دو التوجه االشتراكي – ‪1979 *1962‬‬

‫المطلب التاني ‪ :‬مسيرة التنمية اإلقتصادية خالل عشرية الثمنيات‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التحول من االقتصاد موجهإ إلي اقتصاد السوق‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬الدوافع الداخلية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلصالحات اإلقتصادية بعد ‪1994‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬السياسة المالية‬ ‫‪‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬إصالح السياسة النقدية والقطاع المالي‬ ‫‪‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الترتيب الخاص بالنقد األجنبي‬ ‫‪‬‬

‫الفـرع الرابـع ‪ :‬إصـالح السيـاسـة التـجاريـة‬ ‫‪‬‬

‫خـاتمـة الفـصـل‬
‫مقـــــــدمــــــة‬

‫شهد اإلقتصاد اجلزائري مند اإلستقالل حتوالت و تغريات هامة أملهتا الظروف و التحوالت اليت سهدهتا لك من الساحتني الوطنية و ادلولية و هدا عىل اكفة األصعدة‬
‫اإلقتصادية ’ اإلديولوجية ‪ ,‬السياسية ‪....‬فنجدها غداة اإلستقالل قد تبنت اسرتاتيجية وفق نظرةاسرتاكبة قاءمة عىل أساس التخطيط املركزي و همينة القطاع العام عىل‬
‫اإلقتصاد ‪ ,‬لكن رسعان ما بدأت هده اإلسرتاتيجية تكسف عن بوادر الصعف و اإلختالل و هدا ابتداء من سنة ‪ 1986‬بفعل األزمة النفطية املعاكسة و تأثريها السليب عىل‬
‫الأل قتصاد اجلزاءري ادلي دخل يف أزمة حادة جفعت ابجلزار ابتداء من مطلع التسعينات إىل تبين خيار اقتصاد السوق كبديل ألقتصاد املوجه‪.‬‬
‫و قد رافق هذا التحول قيام اجلزائر جبمةل من التدابري و الاصالحات الاقتصادية املتتالية و الواسعة و الىت مست مجبع جوانب الناطات الاقتاصدية مبختلف القطاعات ‪ ,‬سواء‬
‫تكل الاصالحات الىت اكنت ابرادة ادلوةل أو أصطلح علهيا ابإلصالحات ادلاتية و الىت بدات معاملهاا مند سنة ‪ , 1986‬أو الىت جاءت يف اطار االتفاقيلت املربمة مع الصندوق‬
‫النقد ادلويل و البنك العاملي‪.‬‬
‫كام أن مسار اإلصالحات مل يتوقف إب هناء تطبيق برامج التعديل الهيلكي سنة ‪ 1986‬ادلي طبق من قبل اجلزاءر حتت إﺷراف صندوق النقد ادلويل ‪ ,‬بل الزال التغري مسمتر و‬
‫متواصل إيل حد اليوم و أن الاقتصاد اجلزاءري هيد حاليا انفتاحا مزتايدا عىل العامل اخلاريج‬
‫سنحاول من خالل هادا الفصل تسليك الضوء عيل مسرية تطور الاقتصاد اجلزاءري مند الاستقالل اىل غاية اليوم مع الرتكزي عيل فرتة التسعينات ‪ ,‬و هادا من خالل حتديد‬
‫أمه املراحل الىت مر هبا و كدا تبيان أمه اإلصالحات و التدابري الىت قامت هبا اجلزاءر خاصة يف السوق التحول إيل اقتصاد السوق‪.‬‬
‫متهيد‪:‬‬
‫هدت الساحة اجلزاءرية مند الاستقالل حتوالت و تغريات هامة إملهتا الظروف و التحوالت الىت اكنت عيل الساحتني الوطنية و ادلولية و هادا عىل اكفة الاصعدة الاقتصادية‬
‫‪ ,‬الايديولوجية ‪ ,‬السياسية ‪ ,‬وحىت التخطيط املركزي و همينة القطاع العام عىل اقتصاد مع الرتكزي عىل الصناعات الثقيةل و استبعاد الاسامثر الاجنيب‪.‬‬

‫املبحث الاول ‪ :‬مسرية الاقتصاد الوطين قبل التسعينات‬

‫املطلب األول ‪ :‬الاقتصاد الوطين دو التوجه الاشرتايك – ‪1979 *1962‬‬


‫لقد اكن برانمج طربلس سنة ‪ 1962‬أول النصوص الاساسية الىت حتمك السياسية الاقتصادية و الاجامتعية لدلول اجلزارية ‪ ,‬و دون التخطيط املركزي الاقتصاد الوطين مث‬
‫تلته الرتيعيات الاخري املظمة للحياة الاقتصادية وفق املهنج الاترايك مكيثاق اجلزاءر سنة ‪ 1964‬و املثاق الوكين سنة ‪.1976‬‬
‫اتبعت اجلزائر غداة الاستقالل منودجا اشرتاكيا للتمنية ‪ ,‬قامئ عىل احتاكر ادلوةل ملعظم الناط الاقتصادي مع الرتكزي عىل الصناعات املصنعة و خفظ الاعامتد عىل الاستامثر‬
‫الاجنيب‪ ,‬و يقوم هادا المنودج اساسا عىل التخطيط املركزي اإلقتصاد من خالل اخملطاطات التمنوية‬
‫)اخملطط الثاليث األول و اخملطط الرابعي األول و التاين ( كام علمت اجلزائر انداك عىل إرساء قواعد اإلقتصاد املوجه من خالل الفيام بسلسةل من التامينات الىت مست جل‬
‫القطاعات اإلقتصادية إبتداء من قطاع املامج سنة ‪ 1966‬و قاكع البنوك سنة ‪ 1967‬و احملروقات سنة ‪.1971‬‬
‫ابالظافة اىل هادا فإهنا معدت إيل أعادة تنظيد الاقتصاد اوطين من خالل إعادة تنظي القطاعات الاقتصادية ‪ ,‬فنجد قطاع الفالحة متت إعادة هيلكته و تنظميه من خلل ميثاق‬
‫الثورة الزراعية سنة ‪ , 1971‬بعدما اكن هادا القطاع يسري ةفق نظام التسري ادلايت سنة ‪ , 1963‬أما القطاع العام متت هيلكته من خالل إصدار قانون التسري الاشرتايك‬
‫للمؤسسات الاقتصادية سنة‪.1971‬‬
‫و يف إطار التخطيط املل اكن يعمتد عىل املؤسسات العمومية يف توفري معظم اإلحتياجات و اخلدامات ‪ ,‬حبث اكنت للك مؤسسة خطهتا السنوية‪ ,‬و اكنت مجيع املرتايت من‬
‫لوازم اإلنتاج و توزيع املنتجات لهده ااخرية ختظع ملوافقة السلطات املركزية‪ ,‬و خظعت مجيع األسعار للمراقبة ‪ ,‬و اكنت معظم إستامثرات املؤسسة العامة متول مبارشة من‬
‫اخلزينة العمومية‪.‬‬
‫لقد حققت هده الاسرتاتيجية بعظ النجاح خاصة من الناحية الاجامتعية ‪ ,‬و قد تستند يف متويلها عىل ارادات صادرات احملروقات الىت عرفت إرتفاعا كبري بفعل إرتفاع اسعلر‬
‫احملروقات من اإليرادات الصادرة سنة ‪ ,1978‬ما يعادل ‪. 96.1‬‬

‫املطلب التاين ‪ :‬مسرية التمنية اإلقتصادية خالل عرشية المثنيات‬


‫جاءت عرشية الامثنينات مع إنطالق اخملطط امخلايس األول )‪ (84-80‬معلنة بداية اإلصالحات جذرية نرضا لكون اإلقتصاد اجلزائري بدأ يكشف عن عالمات من الضعف ‪.‬‬
‫فقد اكنت املؤسسة مسهتدفة بعملية إصالح شامل نرضا لكون النتاجئ احملققة من الاستامثرات الضخمة الىت قامت هبا اجلزائر خالل السبعينات مل تكن يف مستوي الطموحات ‪,‬‬
‫فاالمؤسسات الىت اكن ينتظر مهنا ان تبلغ مستةي النضج يف بداية الثامينات مل تقم ابدلور املنوط هبا‪.‬‬
‫فبداية الاصالحات اكنت ابصدار املرسوم رمق ‪ 242-80‬بتارخي ‪ 14/10/1980‬خاص بأعادة هيلكة املؤسسات العمومية‪ ,‬اذ يف هناية سنة ‪ 1983‬متت جتزئة حنو ‪ 100‬مؤسسة‬
‫معومية تظم ‪ 4/3‬من النشاط الاقتصادي إيل ‪ 500‬مؤسسة جديدة تقريبا‬
‫و قد اكنت الغاية من سياسة اعادة الهيلكة انذاك يه ‪:‬‬
‫ادخال املزيد من املرونة ابلسعي اىل ختصيص املؤسسات ‪ ,‬و الفصل بني همام اإلنتاج و التوزيع و تقليص أجحاهما‬
‫اعامتد الال مركزية قصد الهنوض ابالقتصاد احملليو اجلهوي ‪ ,‬و هادا ما جسده أقامت مقرات للرشاكت يف خمتلف أحناء الوطن‪.‬‬
‫لقد اكن لالزمة البرتولية املعاكسة سنة ‪ 1986‬اثثري ابلغ الامهية عىل األقتصاد الوطين ‪ ,‬حيث اصبحت مظاهر امجلود و الضعف يف نظام التخطيط املركزي اطرث و ضوحا‬
‫الىشء ادلي ادي ابجلزائر اىل ادلخول يف موجة جديدة من األصالحات الاقتصادية الىت عرفت التجسيد يف هناية ‪ 1987‬إب صدار قانون رمق ‪ 87/19‬املتعلق ابعادة هيلكة القطاع‬
‫الفاليح حيث مت تقسمي حوايل ‪ 350‬مزرعة حكومية كبرية اىل تعاونيات خاصة و مزارع فردية‪ ,‬تمتتع حبقوق الاستغالل الطويةل الاجل و هادا بغية الهنوض هبادا القطاع ادلي‬
‫عاىن اإلهامل يف اخملطاطات التمنوية السابقة ‪ ,‬فنجد ان نصيب القطاع الفاليح من الاموال املستمثرة اكن ضعيفا جدا ‪ %20‬يف الفرتة ] ‪ %1 ,[ 1969 -1967‬يف الفرتة‬
‫] ‪ [1970-1973‬و ‪ %7.3‬يف الفرتة الفرتة ]‪. [1977 – 1974‬‬
‫كام مت اصدار القوانني جانفي ‪ 1988‬املتعلقة ابستقاللية العمومية ‪ ,‬كمنط جديد لتنظمي القطاع الاقتصادي يف اجلزائر حيث منحت مجيع املؤسسات العمومية تقريبا استقالل من‬
‫الوهجتني القنونية و التشغلية ميكن القول أن الاصالحات الاقتصادية الىت انهتجت يف اجلزائر منذ مطلع المثنينات عرفت فاشل عىل املستوي اإلقتصادي ‪,‬فند ان مثال سياسة‬
‫اعادة الهيلكة املتعلقة ابملؤسسات العمومية مل تريق اىل مستوي الاهداف املنتظرة حيت بلغ العجز املايل ما بني الفرتة ]‪ [ 1987-1984‬لهاذه املؤسسات ‪ 125‬مليار دينار او ما‬
‫يعادل ‪ 18,5‬مليار دوالر كام ان رضوف اخلارجية مل تكن يف صاحل اجلزائر ‪ ,‬اذن ان اخنفاض اسعار النفط سنة ‪ 1986‬و قمية ادلوالر الىت اكنت معةل العامل يف جمال احملروقات‬
‫اداي اىل اخنفاض كبري يف ارادات اجلزائر من ‪ 13‬مليار سنة ‪ 1985‬اىل ‪ 7‬مليار دوالر سنة ‪1986‬‬
‫و بفعل الاختالت الكبرية الىت بدا يعرفها الاقتصاد الو طين ‪ ,‬اكن جيب اجاد البديل للسياسة املهنجة منذ الاستقالل‪ ,‬و داكل ابلقيام بسلسمل من الاصالحات الهيلكية قصد‬
‫حتول من الاقتصاد موجه اىل اقتصاد السوق‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬التحول من الاقتصاد موهجإ إيل اقتصاد السوق‬


‫متهيد ‪:‬‬
‫نظرا للرضوف اليت عايشهتا اجلزائر اثناء تبنهيا النظامم الاشرتايك و ماأدثه من تصدعات يف الاقتصاد‪ ,‬اكن الب عيل اجلزائر من تغري نظاهما الاقتصادي اىل الاحسنو قد رافق‬
‫هاذا التحسن قيام اجلزائر جبمةل من التدلبري و الاصالحات الاقتصادية املتتالية و الواسعة النطاق و اليت مست مجيع جوانب النشاطات اإلقتصادية مبختلف القطاعات‪.‬‬
‫املطلب الاول ‪ :‬دوافع التحول إىل اقتاص السوق‬
‫تعدالفرتة الثانية من عرشية الامثنيات بداية انعطاف عنيف لظروف اجلزائر الاقتصادية و الاجامتعية و بني الاخنفاض املسمتر لسعر البرتول و قمية ادلوالر يف منتصف هاذه‬
‫العرشية عن و جود إختالالت هيلكية يف الاقتاد الوطين ادت هبا اىل اجراء سلسةل من الاصالحات الاقتصادية بغية التحول ايل اقتصاد السوق ‪ ,‬و لعل امه هذه ادلوافع الىت‬
‫ادت اىل هذا التحول اجلدري ماييل ‪:‬‬

‫املبحث الاول ‪ :‬ادلوافع ادلاخلية‬


‫أرتفاع معدل التضخم ‪ :‬السبب يعود اىل التوسع املسمتر للكتةل النقدية ‪ M2‬حيث عرفت زايدة ب ‪ % 20‬لك سنة و هاذا منذ بداية الامثنينات و يرجع هذا ايل ‪:‬‬
‫* العجز النقدي للخزينة حيث بلغ ‪ 190‬مليار دج ) ما يعادل ‪ 9,5‬مليار دوالر( و كدا العجز املايل للوؤسسات العمومية املغطي من طرف البنوك اإلبتدائية بواسطة متويل من‬
‫البنك‬
‫* اجلزائر و البالغ ‪ 126‬مليار دينار) ما يعادل ‪ 6‬مليار دوالر(‬
‫* نقص التسري البنيك ‪ ,‬ففي هناية ‪ ,1990‬اكنت ‪ % 50‬من الكتةل النقدية املتداوةل خارج املسار البنيك أي ما يعادل ‪ 170‬مليار دج ‪.‬‬
‫* التطور الكبري لأل جور من دون أن يقابهل تطور يف الانتاجية‪,‬إذ يف الوقت اذلي عرفت فيه هذه األخرية إخنفاضات ‪ ,‬فإن األجور عرفت إرتفاع بنسبة ‪% 33‬‬
‫‪ -2‬العجز املتواصل يف املوازنة العامة ‪ :‬حيث اكن رصيد املزيانية يف أغلب األوقات لفرتة المثنينات يف حاةل جعز كام يوحضه اجلدول التا ‪:‬‬
‫السنوات‬
‫البيان ‪89 89 88 87 86 85‬‬
‫مجموع اإليرادات ‪28,4 27,6 26,7 30,5 32,3 36,8‬‬
‫مجموع النفقات ‪25.3 29.6 31.4 37.8 37.8 46.4‬‬
‫الرصــــيد ‪3.1 -2 -4.7 -3.9 -5.5 -9,6‬‬
‫إعامتد املزيانية يف مواريدها عى إيرادات احملروقات ‪ ,‬اليت تعترب غري مستقرة و مرتبطة بأسواق عاملية ‪ ,‬حيث أن إخنفاض سعر الربميل الواحد من البرتول من ‪ 27‬دوالر سنة‬
‫‪ 1985‬إىل ‪ 14‬دوالر سنة ‪ 1986‬أدى إىل تقليص يف املوارد قدره ‪ 4.8‬مليار دوالر‬
‫تزايد النفقات العامة بفعل تزايد النفقات التجارية‪ ,‬وعدم كفاءة اإلدارة اجلبائية يف التحصيل الرضييب نظرا للسلبيات الكبرية للجهاز الرضييب ‪.‬و كذكل انتشار ظاهرة الهترب‬
‫اجلبايئ‪.‬‬
‫ركود اجلهاز اإلنتايج و عدم مرونته ‪ ,‬حيث ميكن ترمجة هذا الركود يف الرتاجع الكبري لنسبة المنو اإلقتصادي ‪ ,‬كام بينه اجلدول التايل ‪:‬‬
‫السنوات‬
‫البيان ‪1990 1989 1988 1987 1986 1985‬‬
‫إجاميل الناجت ادلاخيل ‪PIB 5.6 -0.2 -0.7 -1.9 -4.9 -1.3‬‬
‫نالحظ من اجلدول أنه ابستتناء ‪ 1989‬اكن إجاميل الناجت ادلاخيل يمنوا خالل بقية الفرتات مبعدالت سلبية‬
‫و كنتيجة لركود اجلهاز اإلنتايج و إخنفاض جحم اإلستامثرات ‪ ,‬فإنه أصبح من الصعب تلبية طلبات التشغيل اليت بدأت تعرف إرتفاعا مند ‪ , 1986‬و هكذا بدأت أزمة البطاةل‬
‫تظهر للعيان ‪,‬فارتفعت معدالت البطاةل من ‪ %16.5‬سنة ‪ 1985‬إىل ‪ %17‬سنة ‪ %19 , 1987‬سنة ‪1989‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬ادلوافع اخلارجية‬
‫بعد التطرق لأل سباب ادلاخلية ‪ ,‬فإنه سوف نربر أمه األسباب اخلارجية و هذا من خالل إظهار اإلختالالت الهيلكية اخلارجية و اليت مىن أمهها ‪:‬‬
‫تفامق املديونية و عبء خدمة ادلين ‪ ,‬حيث إرتفعت ادليون إيل ‪ 18.46‬مليار دوالر سنة ‪ 1985‬بعد أن اكنت ‪ 16.16‬مليار دوالر ‪ , 1981‬إىل أن وصلت ‪ 24.94‬مليار دوالر‬
‫سنة ‪ 1989‬و اجلدول أدانه يبني ذكل ‪:‬‬
‫السنوات‬
‫‪1989 1988 1987 1986 1985 1984 1980‬‬
‫مجموع ادليون‬
‫‪24,94 24,66 26,94 22,77 18,44 16,16 19,23‬‬
‫‪, l , edition CASBAH , Alger 1998,‬‬
‫أ‬
‫كام أن خدمة ادلين عرفت معدالهتا تزايدا كبريا ‪ ,‬فأصبحت تلهتم كرث من ‪ %80‬من حصيةل الصادرات ‪ ,‬فتطورت من ‪0.3‬مليار دوالر سنة ‪ 1970‬إىل ‪ 5‬مليار دوالر سنة‬
‫‪ 1987‬إىل أن وصلت ‪ 7‬ماليري دوالر سنة ‪.1989‬‬
‫‪ -‬صعوبة دخول اجلزائر إىل األسواق العاملية ‪ ,‬و هذا إبتداء من سنة ‪ , 1987‬و ذكل لتشكيك دائنو اجلزائر يف مقدرهتا عىل الوفاء ابدلين خاصة بعد إهنيار اهنيار أسعار النفطة‬
‫يف السوق العاملية يف منتص الامثنينات ‪.‬‬
‫إبتداء من سنة ‪ 1987‬معلت الصلطات املالية للبالد ابالمركزية يف تسري املديونية اخلارجية ‪ ,‬و مسحت للمؤسسات العمومية بتحويل القروض التجارية يف رشوط غري املالمئة ‪,‬‬
‫أي قروض حموةل بتاكليف عالية أو قصرية األجال ‪.‬‬
‫عدم التنوع العمالت املكونة ابدليون اخلارجية ‪ ,‬حبيث تتكون من أربعة معالت الرئيسية ويه ‪:‬‬
‫ادلوالر األمرييك ’ الني اليباين مارك األملاين و الفرنك الفرنيس حيث أن هذه الهيلكة أثرت بشلك سليب عىت جحم املديونية فاخنفاض قمية ادلوالر مابني ‪ 87‬و‪88‬‬
‫مما أدى إىل زايدة جحم ادليون بنسبة ‪ %30‬من دون إقرتاض جديد ‪valorisation de la dette‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬اإلصالحات اإلقتصادية بعد ‪1994‬‬


‫يف بداية ‪ , 1994‬طرأ تدهور أخر يف اإلختالالت الشديدة اليت اكنت سائدة يف اإلقتصاد اجلزائري ‪ ,‬إذ حدث اخنفاض أخر يف األسعار النفط و صاحبه تدهور الوضع األمين‬
‫هترب المتويل اخلاريج ‪ ,‬مما قاد اإلقتصاد عىل حافة األزمة يف مزيان املدفوعات ‪ ,‬و اذلي اتسم خبسائر يف اإلحتياطات و اليت وصلت إىل أقل من ‪ 1.5‬مليار دوالر ‪ ,‬أي حوايل‬
‫شهر من الواردات ‪ ,‬و من جراء هذه الوضعية املزرية ‪ ,‬اضطرت السلطات إيل صياغة برانمج شامل للتصحيح الهيلكي و اذلي حظي مبساندة صندوق النقد ادلويل يف ماي‬
‫‪.1994‬‬
‫و ذكل من خالل عقد اتفاق لال ستعداد اإلنامتيئ مدته سنة ‪ ,‬مت ابتداء من ‪ 1995‬من خالل عقد اتفاق المتويل املوسع ملدة ثالت سنوات ‪.‬‬
‫لقد اكن الربانمج اإلصالح القامئ مند ‪ 1994‬يريم إىل أربعة أهداف رئيسية ‪:‬‬
‫رفع معدل المنو الا قتصادي بغية استيعاب الزايدة يف القوة العامةل و خفض البطاةل تدرجييا ‪.‬‬
‫‪ -‬الارساع يف حتقيق التقارب بني معدالت التضخم السائدة يف اجلزائر مع املعدالت السائدة يف البدلان الصناعية ‪.‬‬
‫‪ -‬خفض التاكليف الانتقالية للتصحيح الهيلكي للقطاعات الساكنية الاكرث ترضرا ‪.‬‬
‫‪ -‬استعادة قوة مزيان ادلفوعات مع حتقيق مستوايت مالمئة من احتياجات النقد الاجنيب ‪.‬‬
‫والجناز هذهاالهداف قررت اجلزائر ختفيف الضغوط الفورية الناجتة عن ارتفاع اعباء خدمة ادلين ‪.‬وذكل بتطبيق برانمج شامل العادة جدوةل ادليون مبا يزيد عن ‪ 17‬مليار‬
‫دوالر عىل مدى سنوات الربامج الاربع ‪ .‬خاصة واهنا وجدت نفسها امام توقف شبه لكي عن تسديد ديوهنا ‪ ،‬اذ جتاوزت نسبة خدمة ‪ % 100‬من مداخيل التصدير خالل‬
‫الثاليث الاول من سنة ‪.1994‬وعليه ‪،‬رشعت اجلزائر يف تطبيق برانمج شامل الصالح الاقتصادي مس خمتلف اجلوالت ‪.‬‬

‫الفرع الاول ‪ :‬السياسة املالية ‪:‬‬

‫نظرا حملدودية موارد ادلوةل و ارتباطها بصفة أساسية ابملداخيل الناجتة عن تصدير احملروقات اليت تتحدد أسعارها خارج ارادة اجلزائر ‪ ،‬وابلتايل تذبذب عائداهتا ‪ ،‬اكن عىل‬
‫احلكومة اتباع سياسة مالية حممكة وصارمة ‪ ،‬التعمل عىل تقليص العجز املسجل ‪ ،‬بل تعمل عىل انشاء فوائض للمزيانية ‪.‬‬
‫ففي جانب اإلنفاق ‪،‬معلت اجلزائر عىل ترشيد اإلنفاق احلكويم من خالل اختاد عدة اجراءات من بيهنا اتباع سياسة دخول مشددة ‪،‬حترير األسعار وحتسينرتترتيب األولوايت‬
‫ملشاريع اإلستسامرات العامة ‪ .‬أما من جانب الواردات فقد استمثر اعامتدها عىل حمصالت الصادرات الهيدرواكربونية وذكل بدرجة مرتفعة ‪،‬غري أن هذا مل مينع السلطات من‬
‫حماوةل حتسني مواردها خارج احملروقات ‪،‬وهذا عن طريق ترقية النظام الرضييب وجعهل أكرث فعالية ‪،‬مفنذ عام ‪،1993‬اجتهت اإلصالحات أساسا اىل حتسني هيلك النظام‬
‫الرضييب اذلي طبق سنة ‪ 1992‬وذكل ابختاذ عدة تدابري مهنا‪:‬‬
‫‪-1‬منح قانون اإلستامثرات سنة ‪1993‬معامةل خاصة لالستامثر يف جماالت حمددة ابإلضافة إىل نظام يعطي مزااي رضيبية للمستمثرين املقميني وغري املقميني ابلنسبة مجليع القطاعات‬
‫خبالف القطاعات احملجوزة دلى احلكومة ‪.‬‬
‫‪ -2‬جرى تبصري رضيبة القمية املضاف يف‪ ، 1995‬إبلغاء أعىل نسبة ويه ‪%40‬وحتديد احلداألقىص ب ‪ ،%21‬وتوسيع نطاق الرضيبة تدرجييا لتشمل قطاعي املصاريف‬
‫والتأمني واألنشطة املهنية واملنتوجات البرتولية ‪ .‬إضافة إىل ذكل ‪ ،‬فابتداء من جانفي ‪، 1997‬مت رفع املعدل من ‪%13‬إىل ‪ % 14‬ونقل عدد املنتجات اخلاضعة ملعدل خاص وهو‬
‫‪ %7‬إىل ‪ ، %‬اما يف الوقت احلايل فتطبق ثالث معدالت للرضيبة عىل القمية املضافة ويه ‪ %1 ، %7‬و‪. %21‬‬
‫‪ 3‬ـ أعيدت هيلكة معدالت رضيبة ادلخل عةل األفراد والرشاكت يف عام ‪ 1994‬لتخفيف الوقع الرضييب وزايدة القاعدة الرضيبية ‪ ،‬فقد خفض معدل الرضيبة عىل أرابح‬
‫الرشاكت من ‪ % 42‬إىل ‪ % 38‬ليصل حاليا إىل ‪ ، % 30‬أما ابلنسبة إىل األرابح املعاد استامثرها فاكن ‪ ، % 33‬أما حاليا فيقدر بـ ‪. % 15‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬إصالح السياسة النقدية والقطاع املايل ‪:‬‬
‫ابلرمغ من التغريات املؤسسية اليت مست القطاع املايل يف اجلزائر ‪ ،‬خاصة بعد اصدار قانون النقد والقرض ‪ ،‬إال أنه ظل مثقل يف وقت مبكر من عام ‪ 1994‬ابلرتكة املتوارثة‬
‫عن عدة عقود من الادارة الاقتصادية للحكومة ‪ ،‬وبصفة خاصة ظلت الضوابط املبارشة عىل أسعار الفائدة عند مستوايت أقل من مستوايت السوق ‪ ،‬مما حد من استخدام‬
‫األدوات الغري مبارشة عىل النقد والقرض ‪ ،‬وعالوة عىل ذكل ‪ ،‬مل يمتكن اجلهاز املرصيف من العمل وفقا لقواعد السوق يف وقت اكن فيه الكثري من العمالء ( املؤسسات العامة )‬
‫يف وضع مايل متعرس ‪ ،‬فإصالح القطاع املايل ال ميكن أن ينجح إال إذا نفذت إصالحات املؤسسات العامة يف الوقت نفسه ‪ ،‬وقد مت اختاذ مجةل من التدابري الاصالحية أمهها ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ حترير أسعار الفائدة ‪:‬‬
‫حررت أسعار الفائدة عىل ودائع البنوك التجارية يف ماي ‪ ، 1990‬ولكن أسعار الفائدة عىل الاقرتاض من البنوك التجارية ظلت خاضعة حلد أقىص نسبته ‪ % 20‬سنواي ‪،‬‬
‫ونتيجة ذلكل ظل هذان النوعان من أسعار الفائدة سالبني من حيث القمية احلقيقية خالل الفرتة [ ‪ ] 1994 – 1993‬ألهنام مل يعكسا الضغوط التضخمية املزتايدة ‪ ،‬لكن اختذت‬
‫خطوة هامة مبوجب برانمج الاصالح لعام ‪ ، 1994‬عندما أزيل احلد األقىص عىل أسعار اإلقرتاض من البنوك التجارية للجمهور ‪.‬‬
‫ويف الهناية أدى حترير أسعار الفائدة مع تراجع معدالت التضخم بفعل سياسة إدارة الطلب األكرث تشددا إىل ظهور أسعار الفائدة احلقيقية املوجبة منذ بداية ‪. )1( 1996‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الرتتيب اخلاص ابلنقد األجنيب ‪:‬‬
‫حيث ألغيت جلسات حتديد أسعار النقد األجنيب يف بنك اجلزائر ‪ ،‬وإ نشاء حملها سوق النقد األجنيب بني البنوك يف ديسمرب ‪ ، 1995‬ولتحسني احلصول عىل النقد األجنيب ‪،‬‬
‫مسح بنك اجلزائر إبنشاء ماكتب الرصف يف ديسمرب ‪ ، 1996‬وقد ساعدت هذه اإلجراءات يف تعزيز نظام سعر الرصف ‪.‬‬
‫‪ – 3‬التنظمي النقدي ‪:‬‬
‫لقد فرض البنك املركزي يف أكتوبر ‪ 1994‬عىل البنوك التجارية رشطا ينص بوجود احتياطي ممول دلهيا بنسبة ‪ % 3‬من مجموع الودائع مع استبعاد الودائع ابلعمةل الصعبة ‪ ،‬وبدأ‬
‫العمل مبزادات إعادة الرشاء يف ماي ‪ 1995‬لتوفري السيوةل للبنوك التجارية ‪ ،‬واكن الهدف من املزادات هو زايدة دور أسعار الفائدة من خالل تطبيق ممارسات السوق‬
‫التنافسية ‪ ،‬وضامن املزيد من الشفافية خبصوص معايري توزيع اإلئامتن ‪.‬‬
‫وأخريا ‪ ،‬طبقت معليات السوق املفتوحة رمسي يف أواخر ‪ ، 1996‬واليت اكنت بداية نشاطها صعبة بسبب السيوةل الزائدة يف اجلهاز املرصيف وقةل عرض األوراق القابةل‬
‫للتداول‬
‫‪ – 4‬إعـادة هـيكـةل البـنـوك ‪:‬‬
‫اكن أبرز متطلبات اجلهاز املرصيف للقروض الهالكة الكبرية احلجم ‪ ،‬اليت منحهتا البنوك للمؤسسات العمومية ‪ ،‬ونتيجة ذلكل عرفت البنوك تدفقات مالية كبرية خالل التسعينات‬
‫بفضل تطبيق احلكومة إلجراءات إعادة الرمسةل ورشاء القروض مقابل تاكليف أرهقت كثريا اخلزينة ‪ ،‬ويقدر صندوق النقد ادلويل أن هذه اإلجراءات اسهتلكت ‪ % 45‬من‬
‫إجاميل الناجت احمليل بني عايم ‪ 1991‬و‪ . 1999‬وإ ضافة إىل مشلكة معاجلة ادليون ‪ ،‬فإنه مت العمل عىل وضع اسرتاتيجية منذ ‪ 1997‬لتحسني أكرث ألداء القطاع املايل واليت معلت‬
‫عىل ‪:‬‬
‫تأسيس بنوك جديدة وفتح رؤوس أموال البنوك احلكومية ‪.‬‬
‫دخول البنوك األجنبية التدرجيي إىل البالد ‪.‬‬
‫إنشاء سوق األوراق املالية ‪.‬‬
‫متابعة إعادة الهيلكة التنظميية للبنوك العمومية ‪.‬‬
‫وابلنظر إىل نتاجئ هذه السياسة ‪ ،‬فإننا نالحظ أن البنوك العمومية مل تعد مبنأى عن املنافسة ‪ ،‬فقد عرفت الساحة املرصفية تدفق مسمتر ومزتايد للمؤسسات املالية احمللية‬
‫اخلاصة ‪ ،‬عىل غرار << اخلليفة بنك >> املؤسسة الوطنية للبنك " ‪" CAB‬‬
‫البنك اجلزائري الصناعي والتجاري " ‪ ، "BCIA‬واألجنبية مثل ‪ :‬سييت بنك ‪ ،‬يونيون بنك ‪ ،‬املؤسسة العربية املرصفية " ‪.... " ABC‬‬
‫وقد سامهت هذه املنافسة يف إعطاء دفع جديد إلصالح البنوك العمومية من خالل حتسني أداءها ونوعية اخلدمات ‪ ،‬وحماوةل القضاء عىل األسلوب البريوقراطي يف التعامل مع‬
‫خمتلف املتعاملني معها ‪.‬‬
‫أما اإلجرءات املتعلقة إبصالح املؤسسات املالية لسنة ‪ ، 2002‬فتعلقت مبرشع فتح رأسامل البنوك العمومية ‪ ،‬ويف سياق هذه التحوالت مت اعامتد ثالث بنوك معومية من قبل‬
‫جملس القرض والنقد ‪ ،‬وهذا قصد تطهريها واعامتد رمسلهتا متهيدا لفتح رأساملها ودخولها يف رشاكة مع بنوك أجنبية ‪ ،‬وتضاف هذه القامئة إىل البنك الوطين واجلزائري والقرض‬
‫الشعيب اجلزائري الذلان استفادا من نفس اإلجراء‬
‫كام جتدر اإلشارة أن السوق املالية شهدت انظالق معلها حىت وإ ن اكن يف بداية الطريق ‪ ،‬وذكل إبنشاء بورصة اجلزائر سنة ‪ ، 1998‬واليت تتداول فهيا أسهم ثالث رشاكت‬
‫ويه ‪ :‬صيدال ‪ ،‬رايض سطيف ‪ ،‬سوانطراك ‪ ،‬ابإلضافة إىل فندق األورايس ‪ ،‬وهدف البورصة يف الوقت احلايل هو الرتكزي عىل إعادة متويل القطاعات اإلقتصادية واملشاركة‬
‫يف معليات اخلوصصة عن طريق فتح رأسامل الرشاكت‬
‫الفـرع الثـالث ‪ :‬اإلصـالحات الهـيكـلية للمـؤسسات العـمومـيـة ‪:‬‬
‫لقد بذلت السلطة هجودا قبل سنة ‪ 1994‬حنو إعادة هيلكة املؤسسات العمومية ‪ ،‬إذ قامت مبنح معظم املؤسسات العامة اإلستقاللية القانونية واملالية ‪ ،‬مع إعادة تأهيل هذه‬
‫املؤسسات إبعفاهئا من ادليون من خالل اخلزينة العمومية ‪ ،‬واستبدال ادليون القامئة يف ذمهتا اجتاه البنوك التجارية بسندات حكومية ‪ ،‬غري أن هذه اإلصالحات مل تثبت فعالية‬
‫لسببني رئيسيني هام ‪:‬‬
‫مل تمتكن السلطات من منع الرتامك املزتايد يف خسائر املؤسسات العمومية ‪.‬‬
‫مل تشمل اإلصالحات عىل إعادة الهيلكة الفعلية للمؤسسات العامة ‪.‬‬
‫ولكن منذ سنة ‪ ، 1994‬بدأت السلطات يف التصدي لهذه النقائص وذكل أساسا إبخضاع مجيع الرشاكت العامة لقيود مالية أكرث تشددا ‪ ،‬خاصة مع تطبيق آلية البنوك ‪/‬‬
‫املؤسسات يف سبمترب ‪) Dispositif . Banques . Entreprises ( 1996‬‬
‫واكن الهدف الفوري من اآللية التصدي لعمليات السحب عىل الكشوف املرتامكة بأسعار فائدة عالية من جانب املؤسسات العاملة ‪ ،‬مث استعادة أوضاعها املالية بشلك تدرجيي ‪.‬‬
‫وبعد إجراء لتدقيق مايل حلساابت ‪ 399‬مؤسسة ‪ ،‬قامت البنوك التجارية والرشاكت القابضة ( ‪ ) Holding‬اليت تضم مجيع املؤسسات العاملة ‪ ،‬ابإلشرتاك ممثلني عن البنك‬
‫املركزي واخلزينة لتحديد الوحدات اإلنتاجية القادرة عىل اإلسمترار وتكل املتعرثة ‪ ،‬ووضعت خطة لتطبيع العالقة املالية بني املؤسسات القوية اقتصاداي واجلهاز املرصيف ‪ ،‬مع‬
‫جتميع نسبة كبرية من املسحوابت عىل املكشوف يف شلك قروض متوسطة األجل بأسعار فائدة منخفضة ‪ ،‬وقد بلغ عدد املؤسسات اليت استفادت من هذه اخلطة حوايل ‪206‬‬
‫مؤسسة ‪ ،‬أما املبلغ اخملصص لهذه العملية فقدر بـ ‪ 160‬مليار دج‬
‫كام عرفت املؤسسات العمومية حتوال كبريا من خالل اعامتد السلطات العمومية اخلوصصة كوسيةل وخيارا تمنواي ال ميكن الرتاجع عنه ‪ ،‬حيث مت وضع اإلطار القانوين والتنظميي‬
‫لها إبصدار األمر ‪ 22 – 95‬املؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪ 1995‬واذلي عدل ابألمر ‪ 12 – 97‬املتعلق خبصوصة املؤسسات العمومية ‪ ،‬ابإلضافة إىل األمر ‪ 25 – 95‬املتعلق بتسيري‬
‫رؤوس األموال التجارية لدلوةل ‪.‬‬
‫وجاء عرض أول قامئة للخوصصة يف سنة ‪ 1995‬واكنت تعين مخس فنادق ‪ ،‬كتجربة أوىل ‪ ،‬إال أن العملية فشلت ومل تتلقى عروضا لرشاهئا سواء من طرف املتعاملني احملليني‬
‫أو األجانب ‪ ،‬واكن هذا ألسباب خمتلفة مهنا األمنية والتنظميية ابعتبار أن العملية األوىل من نوعها ‪ ،‬وبعد مرور ثالث سنوات تقريبا عن إقرار اخلوصصة ( سنة ‪، ) 1995‬‬
‫بقي الغموض ميزي مسار هذه العملية ‪ ،‬وإ ن اكن البعض يرجعها إىل الغياب الطويل اذلي جسهل قيام بورصة القمي املنقوةل بوصفها املاكن اذلي تتداول فيه رؤوس األموال بني‬
‫املدخرين واملستمثرين ‪ ،‬مفن غري املنطقي احلديث عن بيع أسهم مؤسسة اقتصادية دون وجود بورصة لأل وراق املالية اليت حتدد مياكنزيمات السوق املايل ‪.‬‬
‫كام أن التأخر يف وضع جملس وطين للخوصصة خلق نوع من الرتدد يف إعداد القوامئ للمؤسسات القابةل للخوصصة اذلي اكن جيب اإلنتظار حىت سنة ‪ ، 1998‬ليعلن السيد عبد‬
‫الرمحن مبتول (*) عن قامئة تضم ‪ 140‬مؤسسة ستعرض للخوصصة ‪.‬‬
‫وما يالحظ هو أن السلطات العمومية ركزت أكرث عىل حل وتصفية املؤسسات العمومية احمللية ( ‪ ) EPL‬بدل إعامتد خيار اخلوصصة ‪ ،‬فقد مت حل ‪ 935‬مؤسسة من أصل‬
‫‪ 1324‬مؤسسة ‪ ،‬ومعلية احلل هذه مرت مبرحلتني‬
‫املـرحـةل األولـى ‪ :‬وكـانت تـعين املـؤسسات احملـلية الغـري مـستقـةل ‪ ، ) EPL Non Autonome ،‬حيث مت حل ‪ 696‬مؤسسة ما بني ‪ 1994‬و ‪. 1997‬‬
‫املـرحـةل الثـانية ‪ :‬خصصت املؤسسات العمومية احمللية املستقةل ‪ ،‬حيث انطلقت يف ديسمرب ‪ ، 1997‬ومست ‪ 293‬مؤسسة ‪.‬‬
‫وما جيدر ذكره أن ‪ 486‬مؤسسة معومية حملية مت التنازل عهنا لصاحل األجراء ‪ ،‬واليت مبوجهبا مت إنشاء ‪ 1152‬مؤسسة جديدة للعامل ‪.‬‬
‫إذن فعملية اخلوصصة يف اجلزائر تتسم ابلبطء ومل ترىق بعد إىل مستوى التطلعات ‪ ،‬حيث أن هناك تداخل املهام والصالحيات ‪ ،‬إذ جند هناك ثالث هيئات ترشف عىل‬
‫العملية ‪ :‬جملس مساهامت ادلوةل ‪ ،‬اجمللس الوطين للخوصصة ‪ ،‬الرشاكت القابضة ‪ ،‬ابإلضافة إىل وزارة املساهامت وتنسيق اإلصالحات ‪ .‬فهذا يؤدي بنا إىل التساؤل عن ما يه‬
‫السلطة اخملول لها القيام بعملية اخلوصصة ؟ غري أن هذا ال مينعنا من ذكر بعض العمليات الناحجة ويه أساسا معليات خوصصة جزئية ‪ ،‬تمتثل يف فتح رأسامل بعض الرشاكت‬
‫العمومية الكربى ‪ :‬كرشكة صيدال اليت فتحت ‪ % 20‬من رأساملها وذكل بعرض ‪ 2,5‬مليون سهم للتداول يف البورصة ‪ ،‬ورشكة رايض سطيف وكذا فندق األورايس ‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل دخول بعض املؤسسات العمومية يف رشاكة مع مؤسسات أجنبية ‪ ،‬كام هو احلال ابلنسبة لرشكة ‪ ENAD‬لصناعة املنظفات ومواد الصباغة مع رشكة هنلك‬
‫‪ HENKEL‬األملانية ‪ ،‬وكذا مركب احلجار مع رشكة هندية للصلب ‪. ISPAT‬‬
‫وكام قلنا سابقا ‪ ,‬مفسار اخلوصصة ابجلزائر الزال يف بداية طريقه وتواهجه عدة معوقات حتول دون جناحه ‪ ،‬ميكن حرصها يف‬
‫معوقات داخلية متعلقة ابملؤسسة املراد خوصصهتا ‪ :‬تمتثل فـي ‪:‬‬
‫‪ .‬مشلك خضامة العامةل يف املؤسسات العمومية ‪ ،‬فقد مت ترسحي أكرث من ‪ 500.000‬عامل دون توفري البديل الالئق ‪ ،‬فبالنسبة للعامل اخلوصصة تعين مبارشة إحالهتم عىل‬
‫البطاةل ‪ ،‬مما جيعلها تلقى معارضة حادة من قبلهم ومن قبل النقاابت ‪.‬‬
‫‪ .‬العجز املايل للمؤسسات العمومية ‪ ،‬حفوايل ‪ % 98‬من املؤسسات العمومية اجلزائرية تعاين من صعوبة مالية ‪ ،‬فبالرمغ من املبالغ املالية اليت رصفت يف إطار التطهري املايل لها ‪،‬‬
‫إال أهنا بقيت عاجزة ‪ ،‬فكيف يمت خوصصهتا ؟ فاملستمثر ال ميكل الشجاعة لرشاء مؤسسة مفلسة ‪.‬‬
‫معوقات خارجية متعلقة مبحيط املؤسسة ‪ :‬تمتثل هذه املعوقات يف النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ .‬عدم المتكن من وضع اسرتاتيجية واحضة لعملية اخلوصصة عىل املدى القصري والطويل ‪.‬‬
‫‪ .‬مشلك العقار ونقص التحفزي للمستمثرين ‪ ،‬فأغلب املؤسسات الاقتصادية من هذا املشلك ‪ ،‬ولها نزاعات حول العقار مع املصاحل اخملتصة ‪ ،‬كام أن نقص التحفزي لإل ستامثر جيعل‬
‫املستمثرين ساء احملليني أو األجانب مرتددين يف رشاء املؤسسات املراد خوصصهتا ‪.‬‬
‫‪ .‬غياب سوق مالية ذات فعالية ‪ ،‬ميثل عائق أما تنفيذ اخلوصصة بلك فعالية وجناح كبري ‪ ،‬حيث ستواجه معلية عرض األسهم للجمهور صعوابت عديدة عند تطبيقها ‪.‬‬
‫وبغية إعطاء دفع جديد لعملية اخلوصصة يف اجلزائر مت اختاذ تدابري جديدة ممتثةل عىل وجه اخلصوص يف إصدار األمر ‪ 04 – 01‬املؤرخ يف ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬والتعلق بتنظمي‬
‫املؤسسات العمومية الاقتصادية وتسيريها وخوصصهتا ‪ ،‬ولعل أمه ما جاء به هذا األمر هو إعادة تنظمي القطاع العمويم الاقتصادي واذلي اكن منظام كام ذكران سابقا عن طريق‬
‫الرشاكت القابضة الوطنية اإلحدى عرش والرشاكت القابضة اجلهوية امخلسة وهذا خالل الفرتة [ ‪ ، ] 2001 – 1996‬فمبوجب هذا األمر مت حل الشـراكت القـابضة الوطنية‬
‫وتـعويضهـا بـ ‪ 83‬جمـمع صـنـاعي ‪ ) ) Groupes industriels‬تضم ‪ 615‬فرع ( ‪ ، ( Filiale‬كام مت حل الرشاكت القابضة اجلهوية واليت تضم ‪ 377‬مؤسسة اقتصادية حملية (*)‬
‫‪.‬‬
‫حيث أن التنظمي اجلديد املقرتح للقطاع العام يتكون من ‪ 47‬مؤسسة اقتصادية معومية من بيهنـا ‪ 28‬مؤسسـة فـي شـلك شـركة تـسيـيـر املـسـاهـمـات ‪Société de gestion‬‬
‫‪ ( ) de participation‬و‪ 11‬مؤسسة مالية ( بنوك عامة ‪ ،‬مؤسسات التأمني ) (‪. )1‬‬
‫ابإلضافة إىل أن هذا األمر يعترب مبثابة إطار قانوين جديد لتنظمي معلية اخلوصصة وفقا للمعايري املعمول هبا دوليا ‪ ،‬حيث مت من خالهل إعطاء صالحيات حمددة للهيئات امللكفة‬
‫بعملية اخلوصصة ‪ ،‬وكذا تبسيط اإلجراءات اخلاصة لهذه العملية وإ بعادها عن الطابع البريوقراطي ‪ ،‬ففي هذا الصدد مت إنشاء جملس مساهامت ادلوةل ( ‪ )CPE‬اذلي عـوض‬
‫املـجلس الوطين ملساهامت ادلوةل ( ‪ ) CNPE‬واذلي تمتثل همامه أساسا يف‬
‫حيدد الاسرتاتيجية الشامةل يف جمال مساهامت ادلوةل واخلوصصة ‪.‬‬
‫حيدد السياسات والربامج فامي خيص مساهامت ادلوةل وينفذها ‪.‬‬
‫يدرس ملفات اخلوصصة ويوافق علهيا ‪.‬‬
‫أما فامي خيص معلية تنفيذ برامج اخلوصصة اليت مت إعدادها كام قلنا عن جملس مساهامت ادلوةل واملصادق علهيا من قبل جملس الوزراء فتمت عن طريق وزارة املساهامت وتنسيق‬
‫اإلصالحات ‪.‬‬
‫حفسب السيد نور ادلين بوكروح (*) فإن السلطات اجلزائرية بصدد حتضري برانمج وسياسة وطنية للخوصصة وهذا ابشرتاك ما يقارب ‪ % 90‬من مدراء املؤسسات العمومية‬
‫وخرباء من البنك العاملي والاحتاد األورويب‬
‫إذن ميكن القول بأن الهدف من وراء لك هذه التدابري هو حمتية ادلخول يف مرحةل جديدة لتطوير وإ رساع وترية هذه العملية ‪ ،‬وهذا بغية إعطاء ضامانت أكرث للمستمثرين‬
‫احملليني أو األجانب وتشجيعهم عىل اإلستامثر يف اجلزائر ‪ ،‬خاصة يف ظل اإلنفتاح الكبري اذلي يعرفه اإلقتصاد الوطين بعد اتفاقية الرشاكة مع اإلحتاد األورويب واإلنضامم احملمتل إىل‬
‫املنظمة العاملية للتجارة‬
‫الفـرع الرابـع ‪ :‬إصـالح السيـاسـة التـجاريـة ‪:‬‬
‫لقد اسمتر العمل ابلتعلمية رمق ‪ 625‬اليت أعلنت من جديد العودة ملراقبة التجارة اخلارجية إىل أن أصدرت التعلمية رمق ‪ 13‬املؤرخة يف ‪ 12‬أفريل ‪ 1994‬لتلغي التعلمية السابقة ‪،‬‬
‫وأمه ما احتوته هذه التعلمية هو السامح بلك معلية اسرتاد للبضائع دون أي قيد إداري وهذا انطالقا من ‪ 01‬جانفي ‪. 1995‬‬
‫وابملوازاة مع ذكل معلت احلكومة ابتداء من هذه السنة الفارطة عىل حتسني احلساب اجلاري يف املدى املتوسط والتحرير الاكمل للتجارة اخلارجية والسعي إىل ختفيض املديونية‬
‫‪ ،‬وكذا العمل عىل ترقية الصادرات خارج احملروقات ودمعها بلك الوسائل حىت تلعب دورها الاكمل يف التمنية الاقتصادية ‪.‬‬
‫وإلجناز هذا الهدف مت وضع اإلطار التنظميي املمتثل يف مؤسسات لتمنية الصادرات مثل ‪:‬‬
‫" ‪ ، " CAGEX‬الغرفة اجلزائرية للصناعة والتجارة " ‪ ، " CACI‬ادليوان الوطين لرتقية التجارة اخلارجية " ‪ ، ... " PROMEX‬كام مت اختاذ إجراءات لتحرير التجارة‬
‫اخلارجية أمهها ختفيض نسب التعريفة امجلركية ‪ ،‬فبعدما اكنت حتتوي قبل ‪ 1992‬عىل ‪ 19‬معدل (‪ ،)1‬مت ختفيضها سنة ‪ 1992‬ليصل املعدل األعىل ‪ ، % 60‬مث ‪ % 50‬سنة‬
‫‪ ، 1996‬مث ‪ % 45‬سنة ‪1997‬‬
‫ومتاشيا مع عقد اتفاقية الرشاكة مع اإلحتاد األورويب ‪ ،‬واإلستعداد لإل نضامم املرتقب إىل املنظمة العاملية للتجارة ‪ ،‬فإنه مت حتديد نسب جديدة للتعريفة امجلركية ويه ‪5 ، % 0‬‬
‫‪ ، )3( % 30 ، % 15 ، %‬وهذا يف انتظار التفكيك التدرجيي للحواجز امجلركية يف إطار اإلنضامم إىل منطقة التبادل احلر األورومتوسطية يف آفاق ‪ ، 2010‬كام مت إلغاء القمية‬
‫احملددة إداراي ويه عبارة عن رمس مت إنشاءه بغرض حامية اإلنتاج الوطين ويفرض عىل املنتوجات األجنبية املنافسة للمنتوجات الوطنية ‪ ،‬ومت تعويضه ابلرمس اإلضايف التقديري‬
‫‪ ) )DAP‬واذلي تقدر نسبته حاليا (‪ ) 2003‬بـ ‪ ، % 36‬مع العمل أن هذا الرمس يمت ختفيضه سنواي مبعدل ‪ % 12‬إىل أن يمت إلغاؤه هنائيا يف سنة ‪. 2006‬‬
‫خـامتـة الفـصـل ‪:‬‬
‫بعد تطرقنا ألمه املراحل اليت مر هبا اإلقتصاد اجلزائري وكذا أمه اإلصالحات الاقتصادية اليت مت تطبيقها خاصة يف سياق التحول من اإلقتصاد املوجه إىل اقتصاد السوق ‪ ،‬ميكننا‬
‫القول بأنه ابلرمغ من القبول املبديئ ابلنتاجئ اإلجيابية اليت مت حتقيقها خاصة عىل املستوى اللكي و املمتثةل أساسا يف انتقال اجلزائر من وضعية العجز عن تسديد ديوهنا سنة ‪1994‬‬
‫إىل وضعية تمتتع فهيا برتامك معترب الحتياطات النقد األجنيب واليت بلغت حوايل ‪ 18‬مليار دوالر سنة ‪ ، 2001‬وكذا اخنفاض املديونية اخلارجية من ‪ 32,09‬مليار دوالر سنة‬
‫‪ 1996‬إىل ‪ 25,26‬مليار دوالر سنة ‪ 2000‬لتصل ‪ 22,57‬مليار دوالر سنة ‪ ، 2001‬مع اخنفاض نسبة خدمة ادليون من دخل ادلوةل من العمةل الصعبة اليت اكنت ‪% 95,5‬‬
‫سنة ‪ % 47 ( 1994‬بعد معلية إعادة اجلدوةل ) مث ‪ % 29‬سنة ‪ 1996‬لتصل ‪ % 21 ، 22‬سنة ‪ ، 2001‬إضافة إىل اخنفاض معدالت التضخم من ‪ % 29,8‬سنة ‪ 1995‬إىل‬
‫‪ % 7 ، 5‬سنة ‪ 1997‬إىل ‪ % 0,3‬سنة ‪. 2000‬‬
‫إال أن اإلقتصاد الوطين مل يعرف اإلنعاش اذلي اكن من املنتظر حتقيقه من جراء تطبيق هذه اإلصالحات ألنه مازال مرتبطا بسعر برميل النفط يف األسواق العاملية ‪ ،‬فتحسن‬
‫الوضعية املالية للجـزائر وكـذا استعادة التوازانت اللكية اكن مرده ارتفاع أسعار النفط يف سنيت ‪. 2001 – 2000‬‬
‫فالوضع املايل املستقر نسبيا مل يسهم إىل حد اليوم يف إعادة بعث اإلستامثر املنتج الكفيل بتوفري مناصب العمل املطلوبة عن طريق حتقيق المنو املرغوب وبذكل جتاوز اآلاثر‬
‫والانعاكسات السلبية النامجة عن السياسة املتبعة منذ مطلع التسعينات واليت ترتمج يف ارتفاع معدالت البطاةل ( حوايل ‪ % 30‬سنة ‪ ) 2001‬وزايدة الفقر وتدين القدرة‬
‫الرشائية للقرد اجلزائري ‪ ،‬بل أكرث من ذكل فإن القطاع اإلنتايج يف اجلزائر عرف تدهور كبري كام بينته معدالت المنو السلبية اليت جسلهتا خمتلف القطاعات اإلنتاجية خالل‬
‫السنوات األخرية ‪.‬‬
‫فنتاجئ اإلصالحات الاقتصادية اليت تعتربها السلطات إجيابية قد ال تدوم مظاهرها اإلجيابية فهيا إذا مل تقم بوضع اسرتاتيجية اقتصادية شامةل هادفة إىل تأهيل إنعاش اقتصادها‬
‫وخاصة يف ظل الانفتاح الاقتصادي الكبري واذلي تعرفه اجلزائر وهذا يف إطار التوقيع عىل اتفاقية الرشاكة مع اإلحتاد األورويب ودخولها حزي التنفيذ يف املستقبل القريب وكذا‬
‫انظامهما احملمتل إىل املنظمة العاملية للتجارة ‪.‬‬
‫إذن ما يه الاسرتاتيجية اليت ميكن بواسطهتا تأهيل الاقتصاد الوطين حىت جننبه اآلاثر السلبية اليت قد تلحق به من جراء هذا الانفتاح ؟ هذا ما سنجيب عنه يف الفصل‬
‫املوايل ‪.‬‬

You might also like