Professional Documents
Culture Documents
التقنيات العلمية لتثمين النفايات
التقنيات العلمية لتثمين النفايات
من خالل ما تناولناه في قضية التأثيرات للنفايات الصلبة الحضرية سوآءا على اإلنسان أو
البيئة بشكل يجعلنا نفكر في كيفية االستفادة من هذه المواد بطرق سليمة و علمية ،وأرت أن أشير
إلى أهم هذه التقنيات التي أراها مهمة و محافظة على البيئة آخذا بعين االعتبار تحقيقها لهدف
المحافظة على الموارد الطبيعية أو بما يسمى تحقيق التنمية المستدامة .
أهم التقنيات العلمية من أجل االستفادة و التخلص من النفايات المطروحة على مستوى المحيط
الحضري ،تتم ب جمعها بالطرق المذكورة سالفا ،و تثمن هذه النفايات بثالث طرق ،و هي إما
التثمين المادي ( استرجاع المواد ،الورق ،البالستيك . )...أو التثمين البيولوجي (انتاج السماد
العضوي الذي يستعمل في الزراعة) .أو التثمين الطاقوي ( عن طريق حرق النفايات واالستفادة
من الطاقة الحرارية الناتجة) ،و عندما تستخدم هذه الطرق حتى أقصى درجة ممكنة ،يتحتم علينا
تصريف النفايات الباقية في المفرغة ،و التي يمكن أن نستفيد منها عن طريق االستفادة من الغاز
الناتج عن دفنها.
"عملية اختيار طريقة تثمين النفايات خاضعة لعدة عناصر لخصها أحد الباحثين في ما
يلي" :
و على ذلك فإعادة التدوير يعني مدى قابلية استعادة مادة خام من نفاية ما يمكن استخدامها
كمادة خام تدخل في إنتاج المواد التي أنتج منها نفس خامة النفاية ،و على ذلك يجب:
-أ ن تكون مواصفات المواد الخام في النفاية قابلة لالستعادة و تستوفي المواصفات المطلوبة
و لذلك ليس من الضروري أن تحقق عملية التدوير مكاسب مادية فقد يفوق أثر هذه
العملية على اإلنسان و البيئة أي مكاسب مادية مهما كانت ضخمة ،وفي نفس الوقت قد يفوق
بكثير إجمالي الخسائر الناجمة عن تدوير مادة ضارة بالبيئة ،فالعبرة هنا ليس قيمة العائد الجاري
من هذه العملية و لكن العبرة بالقيمة االجتماعية و الصحية و االقتصادية الكاملة التي سوف تعود
على المجتمع و البيئة حاليا و مستقبال .
نالحظ أن عملية التدوير ،قد ترفع من فاعلية المواد من خالل االستخدام الطويل لهذه
المواد ،حيث في السابق كانت قيمة المواد تزول و ترمى عند انتهاء صالحيتها ،لكن مع اعادة
التدوير أصبحت هذه المواد مهمة اقتصاديا في عملية انتاج أخرى.
أ -أن عملية الفصل يجب أن تكون تامة و أن تكون المادة المسترجعة نقية حتى تكون ذات
قيمة .
جـ-إذا احتاج األمر لعمليات ميكانيكية فيجب أن يكون ذلك بتصميمات هندسية بسيطة حتى
تكون التكاليف أرخص .
يراعى في اإلنتاج المتولد من عملية إعادة التدوير أن يكون المنتج قياسي و يمكن التحقق د-
من مكوناته على أن ال يحتوي على بقايا ضارة بالصحة أو البيئة .
تعتبر المشاكل التمويلية هي أخطر المشاكل التي دائما ما تقابل القائم بعملية الجمع و
التدوير خصوصا إذا وضعت إستراتيجية منضبطة إلعادة التدوير في مدينة أو قرية ،فأول ما
سيواجه السلطات هي المصاريف التي يجب توفيرها لشراء معدات الجمع و التخزين و إيجار
مركز التجميع ،فالبيع ال يتم إال بعد التجميع و الفرز وقد يتأخر البيع طويال لمسترجع و لفترة
طويلة ،و لذلك يجب عند وضع اإلستراتيجية أن يوضع في االعتبار مصادر التكاليف التالية :
كما يجب بحث مصادر الدخل التي يمكن أن يجنيها المشروع و هي :
الورق و الورق المقوى :حيث سيعاد ضخهما في محضر التصنيع للورق و الورق -
المقوى كمواد أولية ثانوية .
بقايا الزجاج يمكن أن تصلح كمواد أولية ثانوية لتصنيع الزجاج الجديد .
معادن :حيث نقوم برسكلتها بواسطة صناعة الحديد و الصلب . -
القماش :إعادة االستعمال لأللبسة المستعملة أو إعادة رسكلتها في الصناعة كمادة أولية -
ثانوية .
الزيوت ،بطاريات الشحن ،عوائق مختلفة ،آالت قديمة كهر ومنزلية ....الخ . -
عند القيام بتدوير األوراق القديمة فيجب أوال أن تنظف من أجل إزالة األلوان و
اللطخات و كذا المساكات ،و أشياء أخرى دخيلة ،فعند تصنيع الورق نجد أن %50كمعدل من
المواد األولية المستعملة هي من الورق القديم ،و نجد أن الورق المرسكل أقل بقليل بالنسبة
للورق ذو الجودة العالية ،أما ورق الجرائد يمكن أن يستعمل في إنتاج ورق جرائد آخر أو في
إنتاج ورق المرحاض و هي تعتبر عملية اقتصادية من الدرجة األولى؛ "وذلك ألنه طبًقا إلحصائية
وكالة حماية البيئة بالواليات المتحدة األمريكية سنة 1994فإن إنتاج طن واحد من الورق من
المخلفات الورقية سوف يوفر 4100كيلو وات /ساعة طاقة ،وكذلك سيوفر 28متًر ا مكعًبا من
المياه ،باإلضافة إلى نقص في التلوث الهوائي الناتج بمقدار 24كغ من الملوثات الهوائية . ،
وبالرغم من ذلك ،فإنه يتم في الواليات المتحدة األمريكية إعادة تدوير 20.9طًّنا ورقًّيا سنوًّيا فقط
مقابل 52.4طًّن ا من الورق يتم التخلص منها دون إعادة تدوير".
و مراحل رسكلة الورق ،تبدأ من ايجاد مصدر الورق القابل للتدوير الناتج عن استعماله في
المطابع ،الجرائد ،....ليتم جمعه بعد استخدامه عن طريق الجمع االختياري أي الفرز و من ثم
يتم تحويله إلى خيوط مفصولة وأخيرا يتم استخراجه كورق مقوى مرسكل .
-1-3-2رسكلة الزجاج المستعمل :في صناعة الزجاج ،المواد األساسية في إنتاجه بالصفة
العادية هي :الرمل ،التلحيم و الحرارة ،وهذه المواد تستهلك كمية كبيرة من الطاقة عند
االنصهار بالمقابل فعند إذابة الزجاج المستعمل ،االحتياجات الطاقوية تكون أقل ،و الشكل 06
يوضح ذلك ،فالزجاج يسحق و يفصل عن المواد الدخيلة بحيث يتم فرزها ثم نزعها بعد تجميعه
انتقائيا ،ثم يوضع هذا الزجاج في فرن درجة حرارته تصل إلى °1400م من أجل إذابته و
إستعماله مرة أخرى .
-1-3-3رسكلة النفايات البالستيكية :ينقسم البالستيك إلى أنواع عديدة يمكن اختصارها في
نوعين رئيسين هما البالستيك الناشف وأكياس البالستيك ،ويتم قبل إعادة التدوير غسل
البالستيك بمادة الصودا الكاوية المضاف إليها الماء الساخن .وبعد ذلك يتم تكسير البالستيك
الناشف وإ عادة استخدامه في صنع مشابك الغسيل ،والشماعات ،وخراطيم الكهرباء البالستيكية،
وال ينصح باستخدام مخلفات البالستيك في إنتاج منتجات تتفاعل مع المواد الغذائية .أما بالستيك
األكياس فيتم إعادة بلورته في ماكينات البلورة.
و بشكل مبسط مراحل إعادة تدوير البالستيك تنطلق من تجميع النفايات البالستيكية يد بيد و من
ثم تخزن ،ثم تفصل هذه المواد حسب التماثل الموجود بينها ،بعدها تأتي مرحلة أخرى متمثلة في
المعالجة و هي إما أن تكون فيزيائية أو كيمائية على حسب نوعية البالستيك ،ليمكننا في األخير
من الحصول على مواد الشمع و الشموع و مواد بالستيكية مرسكلة.