المصلحة في رفع الدعوى[1]

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫مجزوءة‪ :‬القانون المدني المعمق‬ ‫الجدع المشترك لمسالك الماستر‬

‫‪ ‬قانون المنازعات‬
‫الفصل الثامن‬
‫‪ ‬االسرة و القانون‬
‫‪ ‬القانون الدولي الخاص و الهجرة‬
‫‪ ‬القانون الجنائي و التعاون الجنائي‬
‫الدولي‬

‫عرض تحت عنوان‬

‫المصلحة في رفع‬
‫الدعوى‬
‫من إعداد الطلبة ‪:‬‬
‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬
‫فاطمة الزهراء أزغار‬
‫المعزوز البكاي‬
‫أحالم بنعلي‬

‫فردوس راشيدي علوي‬

‫‪2024/2023‬‬
‫بسم اله الرحمان الرحيم "وقل اعملوا فسيرى هللا عملكم ورسوله‬
‫والمؤمنون" صدق هللا العظيم‬

‫سورة التوبة اآلية ‪105‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫تعتبر الدعوى وسيلة قانونية يقرها المشرع باعتبارها الطريق االصلي لالتجاه‬
‫الى القضاء حيث يعرض االشخاص منازعاتهم بشان الحقوق او المركز القانوني‬
‫لحمايتها‪.‬‬

‫و قد درجت جل التشريعات على منح االشخاص حق اللجوء الى القضاء‬


‫للحصول على الحماية القانونية و مرجع هذا الى ان االشخاص يمتنع عليهم اقتضاء‬
‫حقوقهم و حماية انفسهم و اموالهم بطرائقهم الخاصة و اما عن طريق سلطات الدولة‬
‫المجسدة في سلطة القضاء‪.‬‬

‫من هنا فوسيلة االفراد القانونية في استيفاء الحقوق او حمايتها هي الدعوى‪ ،‬فهي‬
‫الوسيلة التي يجب ان يتبعها المرء للحصول على حقه او الدفاع عنه‪ ،‬و الوسيلة الى‬
‫تحقيق الحماية التي يقررها القانون‪.1‬‬

‫فالدعوى رغم التالزم و بين الحق اال انها ال تقبل مسطريا اال اذا استجمعت الشروط المستوجبة‬
‫قانونا‪ ،‬فان لم يستوفيها توجب على القاضي اعمال المققر نتيجة االخالل و هو عدم قبول‬
‫الدعوى‪ ،‬فشروط اقامة الدعوى اما ان تكون شروطا عامة يلزم توفرها فب كل دعوى كيف ما‬
‫كان نوعها‪ ،‬و اما شروط خاصة يلزم توفرها في بعض الدعاوى المحددة حصرا و دون باقي‬
‫الدعاوى‪ ،‬و نظرا الهمية هذه الشروط العامة فقد خصها المشرع بنص خاص حيث نص باقي‬
‫ال دعاوى‪ ،‬و اما شروط عاصة يلزم توفرها في بعض الدعاوى المحددة حصرا و دون باقي‬
‫الدعاوى‪ ،‬و نظرا ألهمية هذه الشروط العامة فقد خصها المشرع بنص خاص حيث نص عليها‬

‫‪ - 1‬المعزوز البكاي‪ ،‬المختصر في المسطرة المدنية‪ ،‬طبعة ‪ ،2022‬ص‪.10:‬‬


‫‪2‬‬
‫صراحة من خالل الفصل االول من قانون المسطرة المدنية‪ ،1‬فال يصح التقاضي االممن له‬
‫الصفة‪ ،‬و االهلية‪ ،‬والمصلحة‪ ،‬إلثبات حقوقه‪ ،‬و ما يهمنا في هذا العرض هوشرط المصلحة‪.‬‬

‫فالمصلحة اذن هي الفائدة او المنفعة مادية كانت او معنوية التي يتوخى المتقاضي الحصول عليها‬
‫من وراء رفع دعواه الى القضاء‪ ،‬و هي الزمة ليس فقط في الدعوى‪ ،‬بل كذلك في الدفع و‬
‫الطعن‪ ،‬كنا ان تحققها رهين بكونها قانونية‪ ،‬و شخصية و مباشرة‪ ،‬و قائمة و حالة‪.2‬‬

‫ان ظهور المصلحة كشرط يرتبط اساس بظهور الدعوى فتحديد المراحل التي يمر منها شرط‬
‫المصلحة يبتغي منا مالمسة المبادئ القانونية االساسية الدالة عليها‪ ،‬و قد ظهر اشتراط المصلحة‬
‫من القرن التاسع عشر في القانون االداري في اذار وضع حد للشطط في استعمال السلطة و قد‬
‫استخدمت محكمة النقض هذا الشرط كاداة اساسية لقبول الدعوى من عدمها‪.3‬‬

‫فللمصلحة اهمية بالغة لتحديد الدعوى التي سيبث فيها القاضي من عدمها اذ تكمن االهمية‬
‫النظرية تتمثل في العناية التي اعطيت من طرف المشرع الذي نص عليه مسطريا في المحاكم‬
‫سواء على المستوى الوطني او الدولي كون المصلحة شرط موضوعي القامة الدعوى المدنية و‬
‫كذا جعلها قيمة مضافة لتحديد الغاية من اللجوء الى القضاء اما االهمية العلمية تتجلى في مدى‬
‫مسايرة االجتهاد القضائي في اقرار شرط المصلحة أي كيفية تعامل القضاء مع شروط الدعوى‪،‬‬
‫شرط المصلحة بصفة خاصة و كذا االشكاالت العملية التي تطرحها على ارض الواقع‪.‬‬

‫وتبعا لما سبق فان شرط المصلحة يرد عليه عدة تفرعات اال اننا ما سنتطرق اليه فيما‬
‫يخص شرط المصلحة سيكون في اطار الدعوى المدنية‪.‬‬

‫في ضوء ما سبق يطرح موضوع الذي بين أيدينا إشكالية جوهرية مفادها‪:‬‬

‫الى اي حد كان المشرع موفق في تنظيم شرط المصلحة؟‬

‫‪" - 1‬ال يصح التقاضي ال ممن له الصفة‪ ،‬واالهلية ‪ ،‬والمصلحة ‪،‬إلثبات حقوقه‪ ،‬يثير المحكمة تلقائيا انعدام الصفة او االهلية او المصلحة او اإلذن‬
‫بالتقاضي ان كان ضروريا وتنذر الطرف بتصحيح المسطرة داخل اجل يحدده ‪ .‬اذا تم تصحيح المسطرة اعتبرت الدعوى كأنها اقيمت بصفة صحيحة واال‬
‫صرحت المحكمة بعدم قبول الدعوى‪"" .‬‬

‫‪ - - 2‬نورة غزالن الشنيوي‪ ،‬دراسة في قانون المسطرة المدنية المغربي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2013 ،‬ص‪.54 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Melis Maas Stéphanie , thèse : pour un renouvellement de la notion d action en justice , université de Metz ,‬‬
‫‪2004 ,p 34‬‬

‫‪3‬‬
‫لدراسة هذا الموضوع بدقة ارتأينا االعتماد على مناهج رئيسية متمثلة في المنهج الوصفي‬
‫التحليلي الذي يقوم على وصف و تحليل االحكام القانونية‪ ،‬و المنهج الوظيفي من خالل عرض‬
‫النصوص القانونية الناظمة لشرط المصلحة‪.‬‬

‫لمعالجة االشكالية و باقي االسئلة الفرعية نقترح التصميم التالي‪:‬‬

‫المطلب االول‪ :‬عناصر المصلحة و شروطها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المصلحة بين التطبيقات و االشكاالت التي تطرحها و اثارها‬

‫‪4‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬عناصر المصلحة و شروطها‬

‫نظرا ألهمية عنصر المصلحة عبر عنها بعض الفقه بالمقولة التالية ال دعوى بدون‬
‫مصلحة‪ ،‬حيث يترتب عن انعدامها عدم قبول الدعوى مما يجعلها على صلة بالنظام العام‪ ،‬وهذا‬
‫ما يستدعي منا ضرورة الوقوف على تحديد دقيق لمفهوم المصلحة (الفقرة األولى ) وكذا أهم‬
‫شروطها (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬شرط المصلحة‬

‫سنتناول في هذه الفقرة لما المقصود بشرط المصلحة وكذا تمييزها عن شرط الصفة‬

‫أوال ‪ :‬المقصود بشرط المصلحة‬

‫بداية فقد عرف بعض فقهاء الشريعة االسالمية المصلحة بأنها هي المحافظة على مقصود‬
‫الشرع‪ ،‬ومقصود الشرع من الخلق خمسة ‪ ،‬هو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم‬
‫ومالهم ‪ ،‬فكل ما يتضمن حفظ هذه االصول الخمس فهو مصلحة وكل ما يفوت هذه المصلحة فهو‬
‫مفسدة ودفعها مصلحة‬

‫ومن خالل هذا ا لتعريف يتبين أن القانون بتضمينه شرط المصلحة لرفع الدعوى فإنه يرى‬
‫في ذلك أن ينصب هذا الشرط على حماية إحدى المقاصد السالفة الذكور‬

‫ومن هذا المنطلق يقصد بشرط المصلحة تلك الفائدة العملية التي يتوصل بها المدعي عند‬
‫الحكم له بطلبه النه يهدف من وراء رفع دعواه ومن تحريك المسطرة إما تحسين مركزه القانوني‬
‫أو تأكيد حق من حقوقه ‪ ،1‬وقد تم التعبير عن هذا الشرط بالمقولة التالية بأنه ال دعوى بدون‬
‫مصلحة ‪ ،‬كما تم اعتبارهذه االخيرة من النظام العام ‪ ،‬بحيث يترتب عن انعدامها أو تخلفها الدفع‬
‫بعدم قبول الدعوى‬

‫إذن شرط المصلحة يعد أهم ما تقوم عليه الدعوى إذ ال دعوى بدون مصلحة‬

‫‪ - 1‬المعزوز البكاي ‪,‬المختصر في شرح المسطرة المدنية ‪,‬مطبعة سجلماسة ‪ 2022,‬ص ‪24‬‬
‫‪5‬‬
‫هذا االمرهو الذي دفع بعض الفقه المسطري للقول أن شرط المصلحة هو الشرط الوحيد‬
‫لقبول الدعوى أما شرط الصفة واألهلية تعدو أن تكون صورة من صور المصلحة وهي شروط‬
‫النعقاد الخصومة وليست شروط لقبول الدعوى ‪.1‬‬

‫على أي حال يمكن القول أن النص واضح وال يمكن تحميل النص أكثر مما يحتمل أو‬
‫إعطاءه قراءة أخرى فهو واضح و اشترط ثالثة شروط لقبول الدعوى إذ فضال عن الصفة‬
‫واالهلية هناك شرط ضروري وحاسم وهو شرط المصلحة‪.‬‬

‫وهذا ما أكد عليه القرار الصادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 06‬ماي ‪ 2014‬الذي جاء فيه‬
‫"لكن حيث إنه بموجب الفصل االول من قانون المسطرة المدنية ال يصح التقاضي اال ممن له‬
‫المصلحة الثبات حقوقه‪ ،‬وأنه ال يستفاد من وثائق الملف أن الطاعن استأنف الحكم االبتدائي‬
‫القاضي بما اشير إليه أعاله وأن القرار المطعون فيه إنما أيد الحكم المذكور في جميع مقتضياته‬
‫ولم يقضي بشيء يمس مصلحة الطاعن االمرالذي يكون معه الطلب غير مقبول ‪.2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تميز شرط المصلحة عن الصفة‬

‫يرى بعض الفقهاء ان شرط الصفة و االهلية تعدو ان تكون مجرد صورة من صور‬
‫المصلحة ‪،‬ولما كان االمر كذلك عمدت بعض التشريعات الى اشتراط المصلحة المباشرة دون‬
‫التنصيص على الصفة أنه في هذه الحالة ال يمكن التمييز والتفريق بدقة بين ما يعد مصلحة وما‬
‫يعني صفة إذ تتداخالن الى حد التطابق فصفة االدعاء في صاحب الحق نفسه ال تعدو سوى‬
‫المصلحة الشخصية المباشرة التي ترمي إلى الحفاظ عليها و حمايتها‪.‬‬

‫من خالل ما سلف أعاله يمكن القول أن االمر مخالف في التشريع و القضاء المغربي‬
‫وعليه فإن الصفة في نظر االستاذ و الفقيه موسى عبود هي والية مباشرة الدعوى وهي الصفة‬
‫التي يتحلى بها طالب الحق في إجراءات الخصومة يستمدها المدعي من كونه صاحب الحق أو‬

‫‪ 1‬موسى عبود ومحمد السمحاوي ‪,‬المختصر في المسطرة المدنية ةالتنظيم القضائي ‪,‬الطبعة الثانية ‪,1999,‬ص ‪126‬‬
‫‪ 2‬قرار محكمة النقض يتاريخ ‪ 6‬ماي ‪ 2014‬مشار اليه في مؤلف الدكتور عبد الرحمان الشرقاوي ‪,‬قانون المسطرة المدنية ‪,‬الطبعة الثانية ‪2017,‬‬
‫ص‪40‬‬
‫‪6‬‬
‫خلفا له اونائبه القانوني إضافة لذلك فالصفة هي التي يتحلى بها طالب الحق في إجراءات‬
‫الخصومة بكونها ما صاحب حق او خلف له او نائبه القانوني‬

‫أما المصلحة فهي أوسع نطاق مقارنة مع الصفة على اعتبارالمصلحة تتحرى المنفعة في‬
‫الدعوى ‪ ،‬ولكل منهما خصوصية تنفرد بها ‪ ،‬كما نالحظ ان المشرع فصل بينهما في الفصل‬
‫االول من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق التقبل الدعوى إال إذا كان المدعى يدعي حقا أو مركزا قانونيا لنفسه ‪ ،‬أما‬
‫الدعوى التي يكون الغرض منها حماية مصالح الغير فإن مصيرها عدم القبول حتى ولو كان‬
‫للمدعى عالقة مع أطراف الدعوى‬

‫عاالوة عى أن الصفة تقع على صاحب الحق وحده ‪ ،‬ف للوالدين مصلحة في تطليق ابنتهم‬
‫من زوجها السكير‪ ،‬اال أن الدعوى ال يتم قبولها بدون الزوجة الواقع عليها الضرر نفسه‪ ،‬وذلك‬
‫النها هي من تملك صفة الزوجة الشرعية دون غيرها ‪ ،‬كما ال تقبل الدعوى المقامة على غير‬
‫ذي صفة‪ ،‬مثل الدعوى التي ترفع على اال باء للمطالبة بالتعويض عن الضررالذي سببه ابنه‬
‫البالغ‪ .‬لهذا فأن الدعوى القضائية تقام من األشخاص أصحاب الصفة والحق االصلي لها‪،‬‬
‫وتعتبرالصفة في إقامة الدعوى شرط جوهري من النظام العام‪ ،‬حتى وإذا لم يقرها الخصم‪ ،‬قام‬
‫القاضي بإثارته بنفسه‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط قبول المصلحة‬

‫ال يمكن قبول المصلحة كشرط في الدعوى بشكل مطلق وإنما البد من توفرها هي االخرى‬
‫على شروط أن تكون مصلحة قانونية ‪ ،‬و أن تكون مصلحة شخصية مباشرة(اوال)‪ ،‬أن تكون‬
‫مصلحة قائمة وحالة (ثانيا)‬

‫‪7‬‬
‫أوال ‪ :‬أن تكون مصلحة قانونية وشخصية قائمة‬

‫ان تكون مصلحة قانونية‬

‫حتى تتحقق المصلحة ينبغي أن تكون قانونية بمعنى مستمدة من حق أو مركز قانوني ومن‬
‫ثم فإن المصلحة القانونية هي التي تعتمد القانون أساسا لها وتكون متصلة بحق معين ‪،‬أو على حد‬
‫تعبير بعض الفقه‪ ،‬فإن المقصود بهذا العنصر هو ضرورة أن ترتكز الدعوى على حق أو مركز‬
‫قانوني وأن يكون الهدف منها إقرار هذا الحق أو المركز القانوني‬

‫ومؤدى هذا الشرط كذلك أن تكون المصلحة مبنية على حق يطالب به رافع الدعوى‪ ،‬واال‬
‫يكفي أن تكون مشروعة‪ ،‬فحسب الن المصلحة غير المشروعة ال يعتد بها ال تسعف المتمسك‬
‫برفع الدعوى وقبولها من طرف المحكمة‪ ،‬وقد تكون المصلحة القانونية مادية او مالية كدعوى‬
‫المطالبة بالدين ‪,‬وقد تكون أدبية او معنوية كالدعوى التي يرفعها شخص على صحفي نشر مقاال‬
‫يمس شرفه يطلب فيها الزام الصحفي بان يدفع اليه درهما واحدا على سبيل التعويض الرمزي‬
‫مع نشر الحكم في الجريدة التي نشر فيها ذلك المقال‪. 1‬‬

‫وقد حرصت بعض التشريعات الوضعية على التنصيص على هذه القاعدة بشكل صريح ‪،‬‬
‫كما هو الشأن بالنسبة للمادة ‪ 13‬من قانون المسطرة المدنية الفرنسي‪ ،‬وأيضا المادة الثانية من‬
‫قانون اإلجراءات االماراتي‪ ،‬التي ذهبت إلى أنه يشترط لقبول الدعوى أن تكون المصلحة‬
‫مشروعة‪.‬‬

‫أن تكون المصلحة شخصية مباشرة‬

‫يرى بعض الفقه أن المقصود بهذا الشرط أن يكون المتقاضي نفسه أو من يمثله قانونا هو‬
‫صاحب الحق المراد حمايته‪ ،‬ومن ثم فال يحق للشخص ان يطالب بحق الغير حتى ولو تعلق‬
‫االمر بحق الحد أقاربه كأمه او أبيه مالم يكن مكلف بذلك في إطار النيابة‪.‬‬

‫‪ 1‬موسى عبود ومحمد السمحاوي‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪127‬‬


‫‪8‬‬
‫في حين يرى الفقيه عبد الكريم الطالب‪ ،‬مفاد هذا الشرط أن يبرر الطالب أن له مصلحة‬
‫شخصية‬

‫ومباشرة في الدعوى وال يقبل أن يطالب بحق الغير ولو كان حق أبيه أو أخيه أو زوجه‪،‬‬
‫مالم يكن نائبا عن هذا الغير‪.‬‬

‫في هذا السياق نجد قرار محكمة النقض الذي جاء فيه ما يلي‪ ":‬المصلحة المباشرة هي مناط‬
‫الدعوى بحيث لو تخلفت كانت الدعوى غير مقبولة"‪.‬‬

‫ففي العقود القابلة لالبطال ال يجوز لغير من قرر لمصلحته أن يرفع الدعوى للمطالبة‬
‫بالحكم بإبطال تلك العقود‪ .‬الن شرط المصلحة المباشرة والشخصية غير متوافر‪.‬‬

‫وقد يعتقد أن المصلحة المباشرة يجب أن تكون دائما فردية‪ ،‬لكن الحقيقة غير ذلك‪ ،‬فيمكن‬
‫أن تكون جماعية كما هو الحال بالنسبة لمصلحة النقابات والجمعيات‪ ،‬وفي هذا االطار أجاز‬
‫المشرع المغربي للنقابات المهنية إذا ما تضررت مصلحتها كنقابات بصورة مباشرة أو‬
‫غيرمباشرة أن تقدم الدعوى بناء على المصلحة غير المباشرة‪.‬‬

‫و للتوضيح أكثر فإن هذه االستثناءات التي ترد على ضرورة تحقق شرط المصلحة‬
‫الشخصية والمباشرة يمكن الوقوف على أهمها‪ ،‬والمتمثلة في الدعاوى غي المباشرة‪ ،‬ودعاوى‬
‫النقابات المهنية للدفاع عن صالح المهنة ‪ ،‬وأيضا الدعاوى القضائية المرفوعة من طرف الجامعة‬
‫الوطنية وجمعيات حماية المستهلك‪.‬‬

‫الدعاوى غيرالمباشرة‬

‫يقصد بها تلك الدعاوى التي يرفعها شخص ليطالب بما هو متوجب لمدينه في ذمة شخص‬
‫ثالث‪ ،‬أي مدين هذا المدين‪ .‬وقد اعترفت بهذه الدعاوى بعض التشريعات‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة‬
‫للقانون المدني الفرنسي‪ ،‬سواء في نسخته االصلية من خالل المادة ‪ 1166‬من مدونة نابليون أو‬
‫بمقتضى المادة ‪، 1341_1‬من االمر الصادر بتاريخ ‪ 10‬فبراير ‪ 2016‬المعدل للقانون المدني‬
‫‪،‬والقانون المدني المصري بمقتضى المادة ‪ 235‬منه‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫فقد نصت هذه المادة االخيرة على أن‬

‫_لكل دائن ولو لم يكن حقه مستحق االداء أن يستعمل باسم مدينه جميع حقوق هذا المدين‪،‬‬
‫إال ما كان منها متصال بشخصه خاصة أو غيرقابل للحجز‬

‫_ ان ال يكون استعمال الدائن لحقوق مدينه إال إذا أثبت أن المدين لم يستعمل هذه الحقوق‬
‫وأنعدم استعماله لها من شأنه أن يسبب إعساره أو أن يزيد في هذا االعسار‪ ،‬واال يشترط إعذار‬
‫المدين الستعمال حقه ولكن يجب إدخاله خصا في الدعوى"‪.‬‬

‫‪ -‬دعاوى النقابات والجمعيات‬

‫يجوز للنقابة ان تدافع عن المصالح الجماعية العضائها اذا كانت من النقابات االجبارية‬
‫التي تحتكر تمثيل مهنة معينة كنقابة المحامين او نقابة األطباء اما اذا كان االنضمام الى النقابة‬
‫اختياريا فال تقبل منها الدعوى اال اذا طالبت بحق لنفسها باعتبارها شخصا معنويا اما بالنسبة‬
‫للجمعيات فال تقبل منها الدعوى اال اذا كانت هذه الجمعية الوحيدة التي تمثل الغرض الذي انشات‬
‫من اجله او كان الهدف من الدعوى الدفاع عن لمصلحة المشتركة العضاء الجمعية ‪.1‬‬

‫‪ -‬الدعاوى القضائية المرفوعة من طرف الجامعة الوطنية وجمعيات حماية المستهلك‬

‫ا عترف المشرع المغرب بهذا النوع من الدعاوى مؤخرا‪ ،‬بمقتضى القانون رقم ‪31.08‬‬
‫القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلكين‪ ،‬كما يتضح لنا من مراجعة المادة منه‪ ،‬والتي جاء بها‬
‫بأنه يمكن للجامعة الوطنية والجمعيات حماية المستهلك المعترف لها بصفة المنفعة العامة طبقا‬
‫االحكام المادة ‪ 154‬أن ترفع دعاوى قضائية‪ ،‬أو أن تتدخل في دعاوى جارية أو أن تنصب نفسها‬
‫طرفا مدنيا أمام قاضي التحقيق‪ ،‬للدفاع عن مصالح المستهلك‪ ،‬وتمارس كل الحقوق المخولة‬
‫للطرف المدني والمتعلقة باالفعال والتصرفات التي تلحق ضررا بالمصلحة الجماعية للمستهلكين ‪.‬‬
‫و في األخير‪ ،‬تنبغي اإلشارة إلى أنه‪ ،‬وعلى غرار عنصري الصفة واألهلية‪ ،‬فإن شرط المصلحة‬
‫له مساس بالنظام العام؛ ولذلك‪ ،‬فإنه يجب على القاضي أن يثير عدم تحقق هذا العنصر تلقائيا؛‬

‫‪ 1‬راجع الطيب الفصايلي ‪,‬القانون القضائي الخاص ‪,‬ج ‪, 1‬الطبعة الثالثة ‪,‬السنة ‪,1999‬ص‪200‬‬
‫‪10‬‬
‫وهذا ما أكد عليه المشرع المغربي بمقتضى الفقرة الثانية من الفصل األول‪" 1‬يثير القاضي تلقائيا‬
‫انعدام الصفة أو األهلية أو المصلحة‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬ان تكون المصلحة قائمة وحالة‬

‫يقصد بهذا الشرط‪ ،‬أن تكون المصلحة موجودة وقت رفع الدعوى بمعني أن تكون مصلحة‬
‫المدعي في الدعوى مؤكدة غير احتمالية وأن تكون حالة وغير مستقبلية‪ ،‬أي أن‪ ،‬يكون‬
‫المركزالقانوني أو حق المدعي الذي يسعى لحمايته قد وقع االعتداء عليه فعال‪.‬‬

‫غير وخالفا لالصل العام الذي يقتضي ضرورة قيام ووجود مصلحة قائمة وحالة‪ ،‬يمكن أن‬
‫تكون هذه المصلحة مقبولة كشرط لقبول الدعوى ولو لم تكن قائمة في الحال‪.‬‬

‫كما لو كانت هذه المصلحة معرضة لضرر محتمل‪ ،‬كقيام الدائن ببعض التصرفات التي‬
‫تضر بحقوق الدائن‪.‬‬

‫ففي هذه الحالة تكون المصلحة غير مهددة في الحال ولكن يجوز االعتداد بها واعتبارها‬
‫شرطا لرفع الدعوى وهناك بعض التشريعات التي أخذت بها صراحة كالمشرع المصري‪.‬‬

‫وبالمقابل تركت هناك بعض التشريعات االمر للفقه والقضاء‪ ،‬كالمشرع الفرنسي اما بالنسبة‬

‫للمشرع المغربي فقد فضل السكوت عن االمر وقد ذهب الفقه والقضاء للقول بإمكانية‬
‫االعتداد‬

‫بالمصلحة المحتملة في حالتين‪:‬‬

‫إما أن تقام الدعوى على سبيل االحتياط لدفع ضرر قد يقع في المستقبل‬

‫إما أن تقام الدعوى على سبيل االستيثاق لحق يخشى زوال دليله عند قيام النزاع فيه‬
‫‪2‬‬

‫‪ - 1‬لفقرة الثانية من الفصل األول من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬


‫‪ 2‬البكاي المعزوز ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪30‬‬
‫‪11‬‬
‫وخالصة القول أن المصلحة هي شرط أساسي و جوهري لقبول الدعوى‪ ،‬ففي حالة انعدامها‬
‫يقضي القاضي بعدم قبول الدعوى و ذلك بعد إنذار الطرف المعني بتصحيح المسطرة واالداالء‬
‫بما يثبت مصلحته في الدعوى‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المصلحة بين التطبيقات واإلشكاالت التي تطرحها و اثارها‬

‫الفقرة االولى‪ :‬تكبيقات المصلحة و اشكاالتها‬

‫يعتبر شرط المصلحة من أهم الشروط الموضوعية التي يقف عليها قبول الدعوى من عدمه‪،‬‬
‫فهي الضابط الضامن لجدية الدعوى وعدم خروجها عن الغاية التي سطرها لها القانون‪ ،‬طبقا‬
‫للقاعدة الفقهية " ال دعوى بدون مصلحة* وقد يطرح سؤال حول مدى استمرار شرط المصلحة‬
‫في سائر مراحل الدعوى فبالرجوع الى بعض التشريعات المقارنة نجد في هذا السياق اجتهاد‬
‫المحكمة النقض المصرية التي وبعدما أقرت مبدأ يقضي باعتبار شرط المصلحة شرط ابتداء فقط‪،‬‬
‫حيث قضت في قرار لها صادر سنة ‪ : 1996‬تخضع الدعوى من حيث شروط قبولها وإجراءاتها‬
‫للقانون الساري وقت رفعها فإذا انعقدت الدعوى صحيحة بين طرفيها فال محل من بعد للتمسك‬
‫بانتفاء صفة المدعي أو مصلحته في رفعها ‪ ...‬ويكفي لتحقق المصلحة والصفة في الطعن قيامها‬
‫وقت صدور الحكم المطعون فيه وال عبرة بزوالها من بعد "‪ ،‬واستمرت على تأكيد موقفها هذا‬
‫فترة طويلة من الزمن إلى أن عدلت عنه وأكدت على أن شرط المصلحة هو شرط استمرار فيتعين‬
‫عليه البقاء في جميع مراحل الدعوى لحين الفصل فيها وهذا لتعلقها بالنظام العام‪ ، 1‬أما بخصوص‬
‫القضاء المغربي فقد سار في نفس االتجاه الذي سارت عليه المحاكم المصرية واعتبر أن المصلحة‬
‫شرط أساسي يجب توفره في سائر مراحل الدعوى ‪ ،‬فهي مناط الدعوى ويتعين توافرها في رافع‬
‫الدعوى ومثير الدفوع كذلك‪ ،‬منذ قيام النزاع بين الطرفين وفي جميع المراحل إلى حين انتهائه‪ ،‬إذ‬
‫ال يسوغ قانونا للمحافظ أو ألحد طرفي الدعوى التمسك بدفع يناقضه الواقع‪ ،‬أو بشرط مقرر‬
‫لمصلحة غيره‪ ،‬وهذا ما أكدته ابتدائية مراكش فى حكم لها عندما رفضت طلب فسخ عقد بيع عقار‬
‫محفظ بعلة أن تحقيق شرط الحصول على شهادة انعدام الصبغة الفالحية يقع على كاهل المشتري‬

‫‪ - 1‬مجلة االجتهاد القضائي المجلد ‪ 12‬العدد ‪ 02‬شرط المصلحة واثر زواله أثناء السير في الدعوى ‪ ،‬بن طاع هللا زهرة ‪ ،‬ص ‪399‬‬
‫‪12‬‬
‫تطبيقا للقواعد العامة لاللتزامات الخاصة بعقود البيع وال يجوز بالتالي للمرء االستفادة من خطئه‬
‫وسوء تصرفه‪.‬‬

‫كما يط رح تساؤل حول توفر المصلحة في كافة أطراف الدعوى سواء رئيسيين آم غير‬
‫رئيسيين ‪ ،‬نجد في هذا الصدد قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 2022/11/27‬ملف عدد‬
‫الذي قضى برفض الطلب وتحميل الطرف الطالب‬ ‫‪ 2988-1-4-2001‬قرار عدد ‪3622‬‬
‫الصائر وذلك لكون الطعون توجه بصفة عامة ضد من له مصلحة في الحكم المطعون فيه ‪ ،‬وان‬
‫المطلوبة حينما لم تذكر بمقالها االستئنافي السيد المحافظ على االمالك العقارية وأرملة عباس‬
‫جوافري ‪ ،‬والحال انهما لم يكونا طرفين رئيسيين في الحكم وإنما كان مطلوب حضورهما فقط‬
‫ولم يقض لهما بشيء ‪ ،‬فان المحكمة بعدم إثارتها ذلك في قرارها لم تخرق مقتضيات الفصل الثالث‬
‫من ق م م المحتج بخرقه ‪ ،‬وقد علل المجلس األعلى قراره القاضي برفض الطلب بكون قاعدة‬
‫جمع الخصوم ال تكون إلزامية إال في دعاوى القسمة ال في دعاوى االستحقاق التي تكون في‬
‫مواجهة من بيده الشيء المطلوب استحقاقه ‪ ،‬فان المطعون توجه بصفة عامة ضد من له مصلحة‬
‫في الحكم المطعون فيه ‪ ،‬وان المطلوبة حينما لم تذكر بمقالها االستئنافي السيد المحافظ على‬
‫األمالك العقارية وأرملة عباس جوافري ‪ ،‬والحال أنهما لم يكونا طرفين رئيسيين في الحكم ‪ ،‬وإنما‬
‫كان مطلوب حضورهما فقط ولم يقض لهما بشيء فان المحكمة بعدم إثارتها ذلك في قرارها لم‬
‫تخرق مقتضيات الفصل الثالث من ق م م المحتج بخرقه فالوسيلة بذلك غير جديرة باالعتبار ‪.‬‬

‫وكما هو معلوم فإن المشرع المغربي سبق ان فضل الصمت على موضوع المصلحة‬
‫المحتملة‪ ،‬لذلك من التوجهات الحديثة التي تهيب على المشرع والقضاء المغربي أن يسير على‬
‫نفس خطى القضاء الفرنسي‪ ،‬وبالتالي القول بإمكانية تأسيس الدعوى المدنية على المصلحة‬
‫اإلحتمالية وعليه‪ ،‬يمكن القول أن المشرع المغربي أجاز قبول الدعوى المبنية على المصلحة‬
‫اإلحتمالية‪ ،‬وعضد خطوته هذه‪ ،‬بتبنيه في إطار مشروع قانون المسطرة المدنية المغربي الحالي‬
‫الذي نص في مادته الثانية أنه "ال يقبل أي طلب أو دفع ال تكون لصاحبه فيه مصلحة قائمة‬
‫ومشروعة ومع ذلك تكفي المصلحة المحتملة إذا كان الغرض من الطلب أو الدفع من اإلحتياط‬
‫لدرء ضرر محدق يخشى زوال دليل وآثار إثباته عند المنازعة فيه " بقبول الدعوى المبنية على‬
‫المصلحة اإلحتمالية وفق حالتين‪:‬‬
‫‪ -‬الحالة األولى ‪ :‬أن تقام الدعوى على سبيل اإلحتياط لدفع ضرر قد يقع في المستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثانية ‪ :‬إما أن تقام الدعوى على سبيل اإلستيثاق لحق يخشى زوال دليله عند قيام‬
‫النزاع‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وصور المصلحة المحتملة يمكن حصرها عامة التقريرية ‪ ،‬ودعاوى المطالبة بأداء‬
‫التزامات مستقبلية‪ ،‬دعاوى قطع النزاع ‪ ،‬ودعاوى حفظ الدليل‪ ،‬ودعاوى سماع شاهد‪،‬‬
‫ودعاوى تحقيق الدليل‪ ،‬ودعاوى تحقيق الخطوط األصلية ‪ ،‬ودعاوى التزوير األصلية‪،‬‬
‫وفي القضاء المستعجل أمثلة كثيرة للمصلحة المحتملة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االثار المترتبة عن انتفاء المصلحة في الدعوى‬


‫قبل الخوض في لحديث عن االثار التي تترتب عن انتفاء شرط المصلحة في الدعوى ‪،‬‬
‫يجب قبل ذلك توضيح حول طبيعة الدفع بانعدام المصلحة ‪ ،‬حيث نجد ان هناك ثالثة فروع يعرفها‬
‫قانون المسطرة المدنية هي‪ :‬دفوع موضوعية وهي دفوع يمكن أن تثار في أي مرحلة عليها‬
‫الدعوى‪ ،‬ودفوع شكلية وهذه الدفوع يجب أن تتم إثارتها قبل الدخول في الموضوع فإذا تغاضى‬
‫األطراف عن إثارتها ابتداء ال يجوز لهم إثارتها بعد الدخول في الموضوع‪ ،‬وأخيرا دفوع بعدم‬
‫القبول ولكن ما هو التكييف القانوني للدفع بانعدام المصلحة ؟ وبعبارة أخرى إلى أي نوع من هذه‬
‫الدفوع يدرج الدفع بانعدام المصلحة ؟‬

‫من المستقر عليه فقهاء وقضاء أن الدفع بانعدام المصلحة ال يعد من الدفوع الشكلية التي‬
‫تسقط بالتحدث في الموضوع ولكن يبقى معرفة هل هذا الدفع هو دفع موضوعي أم هو دفع بعدم‬
‫القبول ؟ استقراء ألحكام القضاء اإلداري تظهر بوضوح أن الدفع بانتفاء المصلحة هو دفع‬
‫موضوعي‪ ،‬هذا التكييف عبرت عليه محكمة القضاء اإلداري قائلة "بأنه ال يؤثر في هذا الدفع‬
‫التأخر في إبدائه إلى ما بعد مواجهة موضوع الدعوى ألنه من الدفوع التي ال تسقط بالتكلم في‬
‫الموضوع ويجوز إبداؤه في أية حالة تكون عليها الدعوى" ‪.‬‬
‫و كما سبقت اإلشارة إلى أن المصلحة شرط أساسي لقبول الدعوى ‪،‬وإال في حالة انعدامها‬
‫قضى القاضي بعدم القبول وذلك بعد إنذار الطرف المعني بتصحيح المسطرة باإلدالء بما يثبت‬
‫مصلحته في الدعوى ‪ ،‬وهذا هو اول اثار يترتب عن انتفاء المصلحة وهو انذار المعني باالمر من‬
‫طرف القاضي ‪ ،‬ثم أن المصلحة من النظام العام‪ ،‬يجب رفض الدعوى في حالة ما إذا كانت مبنية‬
‫على مصلحة غير مشروعة ‪ ،‬وأن الشروط الموضوعية للدعوى تستوجب من القاضي أن يأذن‬
‫بتصحيح المسطرة داخل أجل يحدد تبعا لكل حالة‪ ،‬بشكل يكون كافيا لتصحيحها تحت طائلة عدم‬
‫قبول الدعوى الذي يعتبر من النظام العام‪ ،‬ويمكن إثارة تصحيح المسطرة أمام كل درجات‬
‫التقاضي حتى أمام مجلس األعلى سابقا ومحكمة النقض حاليا ألول مرة وتصحيح المسطرة يتم بعد‬

‫‪14‬‬
‫إنذار القاضي للطرف يترتب عنه النظر في القضية إذا تم ذلك أو عدم القبول في حالة عدم‬
‫االستجابة‪.‬‬

‫و األصل في المصلحة أن تكون شخصية ‪ ،‬أي اتصال موضوع الدعوى مساسه بمركزه‬
‫القانوني‪ ،‬ثم إن الشرعية أن يكون موضوع المصلحة يحميه القانون وال يعتبر من التصرفات الغير‬
‫المشروعة أو المنافية للنظام العام وآلداب العامة كدعوى استحقاق دين مترتب على بيع المخدرات‬
‫مثال ألن المصلحة غير المشروعة ال يعيد بها وال نسعف المتمسك برفع الدعوى قبولها من طرف‬
‫المحكمة وأن تكون شخصية ومباشرة ‪ ،‬فالمدعي ال يقبل منه أن يطالب بحق الغير ولو كان حق‬
‫أبيه أو أخيه أو زوجه‪ ،‬ما لم يكن نائب عن هذا الغير ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫خاتمة‬

‫يمكن القول أن المصلحة في رفع الدعوى تعتبر من أهم الشروط األساسية في رفع الدعوى‬
‫اذ ال يمكن تصور دعوی بدون هذا الشرط أي شرط المصلحة ‪.‬و اذا كان مقررا فقها وقضاء انه‬
‫ال يمكن اللجوء إلى رفع الدعوى اال عند حصول الضرر أي وقوع االعتداء فان هذا األمر‬
‫كقاعدة مرسخة ف ي اذهان الجميع بدأت تعرف نوع من التصدع بحيث تم خلق ما يصطلح عليه‬
‫بالمصلحة االحتمالية الشأن بالنسبة ‪.‬هذا أن دل على شيء فهو يدل أن القواعد المسطرية بدأت‬
‫بالتراجع كما هو الشأن بالنسبة لمبادئ النظرية العامة للعقد التي عصفت بها رياح التغيير تحت‬
‫وطئت التطورات االقتصادية و القانونية‪.‬‬

‫تــم بعون هللا‬

‫‪16‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ -1‬المعزوز البكاي‪ ،‬المختصر في المسطرة المدنية‪ ،‬طبعة ‪.2022‬‬


‫‪ -2‬موسى عبود ومحمد السمحاوي ‪,‬المختصر في المسطرة المدنية ةالتنظيم القضائي‬
‫‪,‬الطبعة الثانية ‪.1999,‬‬
‫‪ -3‬راجع الطيب الفصايلي ‪,‬القانون القضائي الخاص ‪,‬ج ‪, 1‬الطبعة الثالثة ‪,‬السنة ‪.1999‬‬
‫‪4- -Melis Maas Stéphanie , thèse : pour un renouvellement de la‬‬
‫‪notion d action en justice , université de Metz , 2004.‬‬
‫‪ -5‬نورة غزالن الشنيوي‪ ،‬دراسة في قانون المسطرة المدنية المغربي‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪.2013‬‬

‫القوانين‪:‬‬

‫‪ -1‬قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪2............................................................................................‬‬

‫المطلب االول‪ :‬عناصر المصلحة و شروطها‪5................................................‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬شرط المصلحة‪5.................................................................‬‬

‫اوال‪ :‬المقصود بشرط المصلحة‪5................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز شرط المصلحة عن الصفة‪6........................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط قبول المصلحة‪7...........................................................‬‬

‫اوال‪ :‬أن تكون مصلحة قانونية و شخصية مباشرة‪8............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬ان تكون المصلحة قائمة و حالة‪11.......................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المصلحة بين التطبيقات و االشكاالت التي تطرحها و اثارها‪12..............‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬تطبيقات المصلحة و اشكاالتها‪12................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االثار المترتبة عن انتفاء المصلحة في الدعوى‪14..................................‬‬

‫الخاتمة‪16...................................................................................................‬‬

‫‪18‬‬

You might also like