Professional Documents
Culture Documents
المصلحة في رفع الدعوى[1]
المصلحة في رفع الدعوى[1]
المصلحة في رفع الدعوى[1]
قانون المنازعات
الفصل الثامن
االسرة و القانون
القانون الدولي الخاص و الهجرة
القانون الجنائي و التعاون الجنائي
الدولي
المصلحة في رفع
الدعوى
من إعداد الطلبة :
تحت إشراف الدكتور:
فاطمة الزهراء أزغار
المعزوز البكاي
أحالم بنعلي
2024/2023
بسم اله الرحمان الرحيم "وقل اعملوا فسيرى هللا عملكم ورسوله
والمؤمنون" صدق هللا العظيم
1
مقدمة:
تعتبر الدعوى وسيلة قانونية يقرها المشرع باعتبارها الطريق االصلي لالتجاه
الى القضاء حيث يعرض االشخاص منازعاتهم بشان الحقوق او المركز القانوني
لحمايتها.
من هنا فوسيلة االفراد القانونية في استيفاء الحقوق او حمايتها هي الدعوى ،فهي
الوسيلة التي يجب ان يتبعها المرء للحصول على حقه او الدفاع عنه ،و الوسيلة الى
تحقيق الحماية التي يقررها القانون.1
فالدعوى رغم التالزم و بين الحق اال انها ال تقبل مسطريا اال اذا استجمعت الشروط المستوجبة
قانونا ،فان لم يستوفيها توجب على القاضي اعمال المققر نتيجة االخالل و هو عدم قبول
الدعوى ،فشروط اقامة الدعوى اما ان تكون شروطا عامة يلزم توفرها فب كل دعوى كيف ما
كان نوعها ،و اما شروط خاصة يلزم توفرها في بعض الدعاوى المحددة حصرا و دون باقي
الدعاوى ،و نظرا الهمية هذه الشروط العامة فقد خصها المشرع بنص خاص حيث نص باقي
ال دعاوى ،و اما شروط عاصة يلزم توفرها في بعض الدعاوى المحددة حصرا و دون باقي
الدعاوى ،و نظرا ألهمية هذه الشروط العامة فقد خصها المشرع بنص خاص حيث نص عليها
فالمصلحة اذن هي الفائدة او المنفعة مادية كانت او معنوية التي يتوخى المتقاضي الحصول عليها
من وراء رفع دعواه الى القضاء ،و هي الزمة ليس فقط في الدعوى ،بل كذلك في الدفع و
الطعن ،كنا ان تحققها رهين بكونها قانونية ،و شخصية و مباشرة ،و قائمة و حالة.2
ان ظهور المصلحة كشرط يرتبط اساس بظهور الدعوى فتحديد المراحل التي يمر منها شرط
المصلحة يبتغي منا مالمسة المبادئ القانونية االساسية الدالة عليها ،و قد ظهر اشتراط المصلحة
من القرن التاسع عشر في القانون االداري في اذار وضع حد للشطط في استعمال السلطة و قد
استخدمت محكمة النقض هذا الشرط كاداة اساسية لقبول الدعوى من عدمها.3
فللمصلحة اهمية بالغة لتحديد الدعوى التي سيبث فيها القاضي من عدمها اذ تكمن االهمية
النظرية تتمثل في العناية التي اعطيت من طرف المشرع الذي نص عليه مسطريا في المحاكم
سواء على المستوى الوطني او الدولي كون المصلحة شرط موضوعي القامة الدعوى المدنية و
كذا جعلها قيمة مضافة لتحديد الغاية من اللجوء الى القضاء اما االهمية العلمية تتجلى في مدى
مسايرة االجتهاد القضائي في اقرار شرط المصلحة أي كيفية تعامل القضاء مع شروط الدعوى،
شرط المصلحة بصفة خاصة و كذا االشكاالت العملية التي تطرحها على ارض الواقع.
وتبعا لما سبق فان شرط المصلحة يرد عليه عدة تفرعات اال اننا ما سنتطرق اليه فيما
يخص شرط المصلحة سيكون في اطار الدعوى المدنية.
في ضوء ما سبق يطرح موضوع الذي بين أيدينا إشكالية جوهرية مفادها:
" - 1ال يصح التقاضي ال ممن له الصفة ،واالهلية ،والمصلحة ،إلثبات حقوقه ،يثير المحكمة تلقائيا انعدام الصفة او االهلية او المصلحة او اإلذن
بالتقاضي ان كان ضروريا وتنذر الطرف بتصحيح المسطرة داخل اجل يحدده .اذا تم تصحيح المسطرة اعتبرت الدعوى كأنها اقيمت بصفة صحيحة واال
صرحت المحكمة بعدم قبول الدعوى"" .
- - 2نورة غزالن الشنيوي ،دراسة في قانون المسطرة المدنية المغربي ،الطبعة الثانية ،2013 ،ص.54 :
3
-Melis Maas Stéphanie , thèse : pour un renouvellement de la notion d action en justice , université de Metz ,
2004 ,p 34
3
لدراسة هذا الموضوع بدقة ارتأينا االعتماد على مناهج رئيسية متمثلة في المنهج الوصفي
التحليلي الذي يقوم على وصف و تحليل االحكام القانونية ،و المنهج الوظيفي من خالل عرض
النصوص القانونية الناظمة لشرط المصلحة.
4
المطلب األول :عناصر المصلحة و شروطها
نظرا ألهمية عنصر المصلحة عبر عنها بعض الفقه بالمقولة التالية ال دعوى بدون
مصلحة ،حيث يترتب عن انعدامها عدم قبول الدعوى مما يجعلها على صلة بالنظام العام ،وهذا
ما يستدعي منا ضرورة الوقوف على تحديد دقيق لمفهوم المصلحة (الفقرة األولى ) وكذا أهم
شروطها (الفقرة الثانية).
سنتناول في هذه الفقرة لما المقصود بشرط المصلحة وكذا تمييزها عن شرط الصفة
بداية فقد عرف بعض فقهاء الشريعة االسالمية المصلحة بأنها هي المحافظة على مقصود
الشرع ،ومقصود الشرع من الخلق خمسة ،هو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم
ومالهم ،فكل ما يتضمن حفظ هذه االصول الخمس فهو مصلحة وكل ما يفوت هذه المصلحة فهو
مفسدة ودفعها مصلحة
ومن خالل هذا ا لتعريف يتبين أن القانون بتضمينه شرط المصلحة لرفع الدعوى فإنه يرى
في ذلك أن ينصب هذا الشرط على حماية إحدى المقاصد السالفة الذكور
ومن هذا المنطلق يقصد بشرط المصلحة تلك الفائدة العملية التي يتوصل بها المدعي عند
الحكم له بطلبه النه يهدف من وراء رفع دعواه ومن تحريك المسطرة إما تحسين مركزه القانوني
أو تأكيد حق من حقوقه ،1وقد تم التعبير عن هذا الشرط بالمقولة التالية بأنه ال دعوى بدون
مصلحة ،كما تم اعتبارهذه االخيرة من النظام العام ،بحيث يترتب عن انعدامها أو تخلفها الدفع
بعدم قبول الدعوى
إذن شرط المصلحة يعد أهم ما تقوم عليه الدعوى إذ ال دعوى بدون مصلحة
- 1المعزوز البكاي ,المختصر في شرح المسطرة المدنية ,مطبعة سجلماسة 2022,ص 24
5
هذا االمرهو الذي دفع بعض الفقه المسطري للقول أن شرط المصلحة هو الشرط الوحيد
لقبول الدعوى أما شرط الصفة واألهلية تعدو أن تكون صورة من صور المصلحة وهي شروط
النعقاد الخصومة وليست شروط لقبول الدعوى .1
على أي حال يمكن القول أن النص واضح وال يمكن تحميل النص أكثر مما يحتمل أو
إعطاءه قراءة أخرى فهو واضح و اشترط ثالثة شروط لقبول الدعوى إذ فضال عن الصفة
واالهلية هناك شرط ضروري وحاسم وهو شرط المصلحة.
وهذا ما أكد عليه القرار الصادر عن محكمة النقض بتاريخ 06ماي 2014الذي جاء فيه
"لكن حيث إنه بموجب الفصل االول من قانون المسطرة المدنية ال يصح التقاضي اال ممن له
المصلحة الثبات حقوقه ،وأنه ال يستفاد من وثائق الملف أن الطاعن استأنف الحكم االبتدائي
القاضي بما اشير إليه أعاله وأن القرار المطعون فيه إنما أيد الحكم المذكور في جميع مقتضياته
ولم يقضي بشيء يمس مصلحة الطاعن االمرالذي يكون معه الطلب غير مقبول .2
يرى بعض الفقهاء ان شرط الصفة و االهلية تعدو ان تكون مجرد صورة من صور
المصلحة ،ولما كان االمر كذلك عمدت بعض التشريعات الى اشتراط المصلحة المباشرة دون
التنصيص على الصفة أنه في هذه الحالة ال يمكن التمييز والتفريق بدقة بين ما يعد مصلحة وما
يعني صفة إذ تتداخالن الى حد التطابق فصفة االدعاء في صاحب الحق نفسه ال تعدو سوى
المصلحة الشخصية المباشرة التي ترمي إلى الحفاظ عليها و حمايتها.
من خالل ما سلف أعاله يمكن القول أن االمر مخالف في التشريع و القضاء المغربي
وعليه فإن الصفة في نظر االستاذ و الفقيه موسى عبود هي والية مباشرة الدعوى وهي الصفة
التي يتحلى بها طالب الحق في إجراءات الخصومة يستمدها المدعي من كونه صاحب الحق أو
1موسى عبود ومحمد السمحاوي ,المختصر في المسطرة المدنية ةالتنظيم القضائي ,الطبعة الثانية ,1999,ص 126
2قرار محكمة النقض يتاريخ 6ماي 2014مشار اليه في مؤلف الدكتور عبد الرحمان الشرقاوي ,قانون المسطرة المدنية ,الطبعة الثانية 2017,
ص40
6
خلفا له اونائبه القانوني إضافة لذلك فالصفة هي التي يتحلى بها طالب الحق في إجراءات
الخصومة بكونها ما صاحب حق او خلف له او نائبه القانوني
أما المصلحة فهي أوسع نطاق مقارنة مع الصفة على اعتبارالمصلحة تتحرى المنفعة في
الدعوى ،ولكل منهما خصوصية تنفرد بها ،كما نالحظ ان المشرع فصل بينهما في الفصل
االول من قانون المسطرة المدنية .
ومن هذا المنطلق التقبل الدعوى إال إذا كان المدعى يدعي حقا أو مركزا قانونيا لنفسه ،أما
الدعوى التي يكون الغرض منها حماية مصالح الغير فإن مصيرها عدم القبول حتى ولو كان
للمدعى عالقة مع أطراف الدعوى
عاالوة عى أن الصفة تقع على صاحب الحق وحده ،ف للوالدين مصلحة في تطليق ابنتهم
من زوجها السكير ،اال أن الدعوى ال يتم قبولها بدون الزوجة الواقع عليها الضرر نفسه ،وذلك
النها هي من تملك صفة الزوجة الشرعية دون غيرها ،كما ال تقبل الدعوى المقامة على غير
ذي صفة ،مثل الدعوى التي ترفع على اال باء للمطالبة بالتعويض عن الضررالذي سببه ابنه
البالغ .لهذا فأن الدعوى القضائية تقام من األشخاص أصحاب الصفة والحق االصلي لها،
وتعتبرالصفة في إقامة الدعوى شرط جوهري من النظام العام ،حتى وإذا لم يقرها الخصم ،قام
القاضي بإثارته بنفسه
ال يمكن قبول المصلحة كشرط في الدعوى بشكل مطلق وإنما البد من توفرها هي االخرى
على شروط أن تكون مصلحة قانونية ،و أن تكون مصلحة شخصية مباشرة(اوال) ،أن تكون
مصلحة قائمة وحالة (ثانيا)
7
أوال :أن تكون مصلحة قانونية وشخصية قائمة
حتى تتحقق المصلحة ينبغي أن تكون قانونية بمعنى مستمدة من حق أو مركز قانوني ومن
ثم فإن المصلحة القانونية هي التي تعتمد القانون أساسا لها وتكون متصلة بحق معين ،أو على حد
تعبير بعض الفقه ،فإن المقصود بهذا العنصر هو ضرورة أن ترتكز الدعوى على حق أو مركز
قانوني وأن يكون الهدف منها إقرار هذا الحق أو المركز القانوني
ومؤدى هذا الشرط كذلك أن تكون المصلحة مبنية على حق يطالب به رافع الدعوى ،واال
يكفي أن تكون مشروعة ،فحسب الن المصلحة غير المشروعة ال يعتد بها ال تسعف المتمسك
برفع الدعوى وقبولها من طرف المحكمة ،وقد تكون المصلحة القانونية مادية او مالية كدعوى
المطالبة بالدين ,وقد تكون أدبية او معنوية كالدعوى التي يرفعها شخص على صحفي نشر مقاال
يمس شرفه يطلب فيها الزام الصحفي بان يدفع اليه درهما واحدا على سبيل التعويض الرمزي
مع نشر الحكم في الجريدة التي نشر فيها ذلك المقال. 1
وقد حرصت بعض التشريعات الوضعية على التنصيص على هذه القاعدة بشكل صريح ،
كما هو الشأن بالنسبة للمادة 13من قانون المسطرة المدنية الفرنسي ،وأيضا المادة الثانية من
قانون اإلجراءات االماراتي ،التي ذهبت إلى أنه يشترط لقبول الدعوى أن تكون المصلحة
مشروعة.
يرى بعض الفقه أن المقصود بهذا الشرط أن يكون المتقاضي نفسه أو من يمثله قانونا هو
صاحب الحق المراد حمايته ،ومن ثم فال يحق للشخص ان يطالب بحق الغير حتى ولو تعلق
االمر بحق الحد أقاربه كأمه او أبيه مالم يكن مكلف بذلك في إطار النيابة.
ومباشرة في الدعوى وال يقبل أن يطالب بحق الغير ولو كان حق أبيه أو أخيه أو زوجه،
مالم يكن نائبا عن هذا الغير.
في هذا السياق نجد قرار محكمة النقض الذي جاء فيه ما يلي ":المصلحة المباشرة هي مناط
الدعوى بحيث لو تخلفت كانت الدعوى غير مقبولة".
ففي العقود القابلة لالبطال ال يجوز لغير من قرر لمصلحته أن يرفع الدعوى للمطالبة
بالحكم بإبطال تلك العقود .الن شرط المصلحة المباشرة والشخصية غير متوافر.
وقد يعتقد أن المصلحة المباشرة يجب أن تكون دائما فردية ،لكن الحقيقة غير ذلك ،فيمكن
أن تكون جماعية كما هو الحال بالنسبة لمصلحة النقابات والجمعيات ،وفي هذا االطار أجاز
المشرع المغربي للنقابات المهنية إذا ما تضررت مصلحتها كنقابات بصورة مباشرة أو
غيرمباشرة أن تقدم الدعوى بناء على المصلحة غير المباشرة.
و للتوضيح أكثر فإن هذه االستثناءات التي ترد على ضرورة تحقق شرط المصلحة
الشخصية والمباشرة يمكن الوقوف على أهمها ،والمتمثلة في الدعاوى غي المباشرة ،ودعاوى
النقابات المهنية للدفاع عن صالح المهنة ،وأيضا الدعاوى القضائية المرفوعة من طرف الجامعة
الوطنية وجمعيات حماية المستهلك.
الدعاوى غيرالمباشرة
يقصد بها تلك الدعاوى التي يرفعها شخص ليطالب بما هو متوجب لمدينه في ذمة شخص
ثالث ،أي مدين هذا المدين .وقد اعترفت بهذه الدعاوى بعض التشريعات ،كما هو الشأن بالنسبة
للقانون المدني الفرنسي ،سواء في نسخته االصلية من خالل المادة 1166من مدونة نابليون أو
بمقتضى المادة ، 1341_1من االمر الصادر بتاريخ 10فبراير 2016المعدل للقانون المدني
،والقانون المدني المصري بمقتضى المادة 235منه.
9
فقد نصت هذه المادة االخيرة على أن
_لكل دائن ولو لم يكن حقه مستحق االداء أن يستعمل باسم مدينه جميع حقوق هذا المدين،
إال ما كان منها متصال بشخصه خاصة أو غيرقابل للحجز
_ ان ال يكون استعمال الدائن لحقوق مدينه إال إذا أثبت أن المدين لم يستعمل هذه الحقوق
وأنعدم استعماله لها من شأنه أن يسبب إعساره أو أن يزيد في هذا االعسار ،واال يشترط إعذار
المدين الستعمال حقه ولكن يجب إدخاله خصا في الدعوى".
يجوز للنقابة ان تدافع عن المصالح الجماعية العضائها اذا كانت من النقابات االجبارية
التي تحتكر تمثيل مهنة معينة كنقابة المحامين او نقابة األطباء اما اذا كان االنضمام الى النقابة
اختياريا فال تقبل منها الدعوى اال اذا طالبت بحق لنفسها باعتبارها شخصا معنويا اما بالنسبة
للجمعيات فال تقبل منها الدعوى اال اذا كانت هذه الجمعية الوحيدة التي تمثل الغرض الذي انشات
من اجله او كان الهدف من الدعوى الدفاع عن لمصلحة المشتركة العضاء الجمعية .1
ا عترف المشرع المغرب بهذا النوع من الدعاوى مؤخرا ،بمقتضى القانون رقم 31.08
القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلكين ،كما يتضح لنا من مراجعة المادة منه ،والتي جاء بها
بأنه يمكن للجامعة الوطنية والجمعيات حماية المستهلك المعترف لها بصفة المنفعة العامة طبقا
االحكام المادة 154أن ترفع دعاوى قضائية ،أو أن تتدخل في دعاوى جارية أو أن تنصب نفسها
طرفا مدنيا أمام قاضي التحقيق ،للدفاع عن مصالح المستهلك ،وتمارس كل الحقوق المخولة
للطرف المدني والمتعلقة باالفعال والتصرفات التي تلحق ضررا بالمصلحة الجماعية للمستهلكين .
و في األخير ،تنبغي اإلشارة إلى أنه ،وعلى غرار عنصري الصفة واألهلية ،فإن شرط المصلحة
له مساس بالنظام العام؛ ولذلك ،فإنه يجب على القاضي أن يثير عدم تحقق هذا العنصر تلقائيا؛
1راجع الطيب الفصايلي ,القانون القضائي الخاص ,ج , 1الطبعة الثالثة ,السنة ,1999ص200
10
وهذا ما أكد عليه المشرع المغربي بمقتضى الفقرة الثانية من الفصل األول" 1يثير القاضي تلقائيا
انعدام الصفة أو األهلية أو المصلحة.
يقصد بهذا الشرط ،أن تكون المصلحة موجودة وقت رفع الدعوى بمعني أن تكون مصلحة
المدعي في الدعوى مؤكدة غير احتمالية وأن تكون حالة وغير مستقبلية ،أي أن ،يكون
المركزالقانوني أو حق المدعي الذي يسعى لحمايته قد وقع االعتداء عليه فعال.
غير وخالفا لالصل العام الذي يقتضي ضرورة قيام ووجود مصلحة قائمة وحالة ،يمكن أن
تكون هذه المصلحة مقبولة كشرط لقبول الدعوى ولو لم تكن قائمة في الحال.
كما لو كانت هذه المصلحة معرضة لضرر محتمل ،كقيام الدائن ببعض التصرفات التي
تضر بحقوق الدائن.
ففي هذه الحالة تكون المصلحة غير مهددة في الحال ولكن يجوز االعتداد بها واعتبارها
شرطا لرفع الدعوى وهناك بعض التشريعات التي أخذت بها صراحة كالمشرع المصري.
وبالمقابل تركت هناك بعض التشريعات االمر للفقه والقضاء ،كالمشرع الفرنسي اما بالنسبة
للمشرع المغربي فقد فضل السكوت عن االمر وقد ذهب الفقه والقضاء للقول بإمكانية
االعتداد
إما أن تقام الدعوى على سبيل االحتياط لدفع ضرر قد يقع في المستقبل
إما أن تقام الدعوى على سبيل االستيثاق لحق يخشى زوال دليله عند قيام النزاع فيه
2
يعتبر شرط المصلحة من أهم الشروط الموضوعية التي يقف عليها قبول الدعوى من عدمه،
فهي الضابط الضامن لجدية الدعوى وعدم خروجها عن الغاية التي سطرها لها القانون ،طبقا
للقاعدة الفقهية " ال دعوى بدون مصلحة* وقد يطرح سؤال حول مدى استمرار شرط المصلحة
في سائر مراحل الدعوى فبالرجوع الى بعض التشريعات المقارنة نجد في هذا السياق اجتهاد
المحكمة النقض المصرية التي وبعدما أقرت مبدأ يقضي باعتبار شرط المصلحة شرط ابتداء فقط،
حيث قضت في قرار لها صادر سنة : 1996تخضع الدعوى من حيث شروط قبولها وإجراءاتها
للقانون الساري وقت رفعها فإذا انعقدت الدعوى صحيحة بين طرفيها فال محل من بعد للتمسك
بانتفاء صفة المدعي أو مصلحته في رفعها ...ويكفي لتحقق المصلحة والصفة في الطعن قيامها
وقت صدور الحكم المطعون فيه وال عبرة بزوالها من بعد " ،واستمرت على تأكيد موقفها هذا
فترة طويلة من الزمن إلى أن عدلت عنه وأكدت على أن شرط المصلحة هو شرط استمرار فيتعين
عليه البقاء في جميع مراحل الدعوى لحين الفصل فيها وهذا لتعلقها بالنظام العام ، 1أما بخصوص
القضاء المغربي فقد سار في نفس االتجاه الذي سارت عليه المحاكم المصرية واعتبر أن المصلحة
شرط أساسي يجب توفره في سائر مراحل الدعوى ،فهي مناط الدعوى ويتعين توافرها في رافع
الدعوى ومثير الدفوع كذلك ،منذ قيام النزاع بين الطرفين وفي جميع المراحل إلى حين انتهائه ،إذ
ال يسوغ قانونا للمحافظ أو ألحد طرفي الدعوى التمسك بدفع يناقضه الواقع ،أو بشرط مقرر
لمصلحة غيره ،وهذا ما أكدته ابتدائية مراكش فى حكم لها عندما رفضت طلب فسخ عقد بيع عقار
محفظ بعلة أن تحقيق شرط الحصول على شهادة انعدام الصبغة الفالحية يقع على كاهل المشتري
- 1مجلة االجتهاد القضائي المجلد 12العدد 02شرط المصلحة واثر زواله أثناء السير في الدعوى ،بن طاع هللا زهرة ،ص 399
12
تطبيقا للقواعد العامة لاللتزامات الخاصة بعقود البيع وال يجوز بالتالي للمرء االستفادة من خطئه
وسوء تصرفه.
كما يط رح تساؤل حول توفر المصلحة في كافة أطراف الدعوى سواء رئيسيين آم غير
رئيسيين ،نجد في هذا الصدد قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 2022/11/27ملف عدد
الذي قضى برفض الطلب وتحميل الطرف الطالب 2988-1-4-2001قرار عدد 3622
الصائر وذلك لكون الطعون توجه بصفة عامة ضد من له مصلحة في الحكم المطعون فيه ،وان
المطلوبة حينما لم تذكر بمقالها االستئنافي السيد المحافظ على االمالك العقارية وأرملة عباس
جوافري ،والحال انهما لم يكونا طرفين رئيسيين في الحكم وإنما كان مطلوب حضورهما فقط
ولم يقض لهما بشيء ،فان المحكمة بعدم إثارتها ذلك في قرارها لم تخرق مقتضيات الفصل الثالث
من ق م م المحتج بخرقه ،وقد علل المجلس األعلى قراره القاضي برفض الطلب بكون قاعدة
جمع الخصوم ال تكون إلزامية إال في دعاوى القسمة ال في دعاوى االستحقاق التي تكون في
مواجهة من بيده الشيء المطلوب استحقاقه ،فان المطعون توجه بصفة عامة ضد من له مصلحة
في الحكم المطعون فيه ،وان المطلوبة حينما لم تذكر بمقالها االستئنافي السيد المحافظ على
األمالك العقارية وأرملة عباس جوافري ،والحال أنهما لم يكونا طرفين رئيسيين في الحكم ،وإنما
كان مطلوب حضورهما فقط ولم يقض لهما بشيء فان المحكمة بعدم إثارتها ذلك في قرارها لم
تخرق مقتضيات الفصل الثالث من ق م م المحتج بخرقه فالوسيلة بذلك غير جديرة باالعتبار .
وكما هو معلوم فإن المشرع المغربي سبق ان فضل الصمت على موضوع المصلحة
المحتملة ،لذلك من التوجهات الحديثة التي تهيب على المشرع والقضاء المغربي أن يسير على
نفس خطى القضاء الفرنسي ،وبالتالي القول بإمكانية تأسيس الدعوى المدنية على المصلحة
اإلحتمالية وعليه ،يمكن القول أن المشرع المغربي أجاز قبول الدعوى المبنية على المصلحة
اإلحتمالية ،وعضد خطوته هذه ،بتبنيه في إطار مشروع قانون المسطرة المدنية المغربي الحالي
الذي نص في مادته الثانية أنه "ال يقبل أي طلب أو دفع ال تكون لصاحبه فيه مصلحة قائمة
ومشروعة ومع ذلك تكفي المصلحة المحتملة إذا كان الغرض من الطلب أو الدفع من اإلحتياط
لدرء ضرر محدق يخشى زوال دليل وآثار إثباته عند المنازعة فيه " بقبول الدعوى المبنية على
المصلحة اإلحتمالية وفق حالتين:
-الحالة األولى :أن تقام الدعوى على سبيل اإلحتياط لدفع ضرر قد يقع في المستقبل.
-الحالة الثانية :إما أن تقام الدعوى على سبيل اإلستيثاق لحق يخشى زوال دليله عند قيام
النزاع.
13
وصور المصلحة المحتملة يمكن حصرها عامة التقريرية ،ودعاوى المطالبة بأداء
التزامات مستقبلية ،دعاوى قطع النزاع ،ودعاوى حفظ الدليل ،ودعاوى سماع شاهد،
ودعاوى تحقيق الدليل ،ودعاوى تحقيق الخطوط األصلية ،ودعاوى التزوير األصلية،
وفي القضاء المستعجل أمثلة كثيرة للمصلحة المحتملة.
من المستقر عليه فقهاء وقضاء أن الدفع بانعدام المصلحة ال يعد من الدفوع الشكلية التي
تسقط بالتحدث في الموضوع ولكن يبقى معرفة هل هذا الدفع هو دفع موضوعي أم هو دفع بعدم
القبول ؟ استقراء ألحكام القضاء اإلداري تظهر بوضوح أن الدفع بانتفاء المصلحة هو دفع
موضوعي ،هذا التكييف عبرت عليه محكمة القضاء اإلداري قائلة "بأنه ال يؤثر في هذا الدفع
التأخر في إبدائه إلى ما بعد مواجهة موضوع الدعوى ألنه من الدفوع التي ال تسقط بالتكلم في
الموضوع ويجوز إبداؤه في أية حالة تكون عليها الدعوى" .
و كما سبقت اإلشارة إلى أن المصلحة شرط أساسي لقبول الدعوى ،وإال في حالة انعدامها
قضى القاضي بعدم القبول وذلك بعد إنذار الطرف المعني بتصحيح المسطرة باإلدالء بما يثبت
مصلحته في الدعوى ،وهذا هو اول اثار يترتب عن انتفاء المصلحة وهو انذار المعني باالمر من
طرف القاضي ،ثم أن المصلحة من النظام العام ،يجب رفض الدعوى في حالة ما إذا كانت مبنية
على مصلحة غير مشروعة ،وأن الشروط الموضوعية للدعوى تستوجب من القاضي أن يأذن
بتصحيح المسطرة داخل أجل يحدد تبعا لكل حالة ،بشكل يكون كافيا لتصحيحها تحت طائلة عدم
قبول الدعوى الذي يعتبر من النظام العام ،ويمكن إثارة تصحيح المسطرة أمام كل درجات
التقاضي حتى أمام مجلس األعلى سابقا ومحكمة النقض حاليا ألول مرة وتصحيح المسطرة يتم بعد
14
إنذار القاضي للطرف يترتب عنه النظر في القضية إذا تم ذلك أو عدم القبول في حالة عدم
االستجابة.
و األصل في المصلحة أن تكون شخصية ،أي اتصال موضوع الدعوى مساسه بمركزه
القانوني ،ثم إن الشرعية أن يكون موضوع المصلحة يحميه القانون وال يعتبر من التصرفات الغير
المشروعة أو المنافية للنظام العام وآلداب العامة كدعوى استحقاق دين مترتب على بيع المخدرات
مثال ألن المصلحة غير المشروعة ال يعيد بها وال نسعف المتمسك برفع الدعوى قبولها من طرف
المحكمة وأن تكون شخصية ومباشرة ،فالمدعي ال يقبل منه أن يطالب بحق الغير ولو كان حق
أبيه أو أخيه أو زوجه ،ما لم يكن نائب عن هذا الغير .
15
خاتمة
يمكن القول أن المصلحة في رفع الدعوى تعتبر من أهم الشروط األساسية في رفع الدعوى
اذ ال يمكن تصور دعوی بدون هذا الشرط أي شرط المصلحة .و اذا كان مقررا فقها وقضاء انه
ال يمكن اللجوء إلى رفع الدعوى اال عند حصول الضرر أي وقوع االعتداء فان هذا األمر
كقاعدة مرسخة ف ي اذهان الجميع بدأت تعرف نوع من التصدع بحيث تم خلق ما يصطلح عليه
بالمصلحة االحتمالية الشأن بالنسبة .هذا أن دل على شيء فهو يدل أن القواعد المسطرية بدأت
بالتراجع كما هو الشأن بالنسبة لمبادئ النظرية العامة للعقد التي عصفت بها رياح التغيير تحت
وطئت التطورات االقتصادية و القانونية.
16
الئحة المراجع
الكتب:
القوانين:
17
الفهرس
مقدمة2............................................................................................
الخاتمة16...................................................................................................
18