Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫البطالن في قرارات التحكيم‪ :‬دراسة في التشريع المغربي‬


‫ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ )ﺭﻣﺎﺡ( ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺗﺄﺻﻴﻞ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ د‪.‬محمد العلمي‬
‫أستاذ التعليم العالي‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫دكتوراه في القانون الخاص‬
‫ﻉ‪1‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬أكادير‪ -‬جامعة ابن زهر – المغرب‬
‫‪2020‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪30 - 50‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪1338450‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫أصبح التحكيم في العصر الحالي من بين الوسائل المنتشرة لحسم المنازعـات التجاريـة‪ .‬ويعتبر التحكيم نوعا‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫بديلـة عن قضاء الدولـة يقـوم فيه أطراف النزاع بمحض إرادتهما الحرة باالتفاق‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬القضاء الخاص‪ ،‬فهو وسيلة‬
‫‪Arabic‬‬ ‫من‬
‫ـور من خالف أو نزاع في المستقبل بمقتضى قرار له قيمة قضائية وقابل‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ :‬التحكيم لحل ما قد يث‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ اللجوء إلى‬
‫على‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ يختارها‬
‫بأنه‪ ":‬وسيلة‬
‫التحكيمﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥريف‬
‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪،‬‬ ‫يمكن تع‬ ‫الدولة‪ .‬ولذلك‬
‫ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ‪،‬‬ ‫محاكم‬
‫ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ عن‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‪،‬‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪ :‬شأنه شأن الق اررات الصادرة‬
‫للتنفيذ‬
‫‪ http://search.mandumah.com/Record/1338450‬ملزم لهم من قبل شخص أو‬
‫األط ارف لفض المنازعـات الناشئة بينهم عن طريق طرح النزاع للبت فيه بقرار‬
‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫أشخـاص يعينـونهم باالتفاق ويسمـون بالمحكمين وذلك ضمن قواعد يختارها األطراف أو يتركون تلك القواعد‬
‫للقوانين ذات الصلة لتحديدها "‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أحكام عامة حول التحكيم في ضوء التشريع المغربي‬

‫مبدئيا‪ ،‬وطبقا لقانون المسطرة المدنية يجوز لجميع األشخاص من ذوي األهلية الكاملة سواء كانوا طبيعيين أو‬
‫معنويين أن يبرموا اتفاق تحكيم في الحقوق التي يملكون حرية التصرف فيها ضمن الحدود ووفق اإلجراءات‬
‫والمساطر المنصوص عليها في هذا الباب وذلك مع التقيد بمقتضيات الظهير الشريف الصادر في‪ 9‬رمضان‬
‫‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ )1913‬بمثابة قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬كما وقع تغييره وتتميمه وال سيما الفصل ‪62‬‬
‫منه‪.‬‬

‫يمكن بوجه خاص أن تكون محل اتفاق تحكيم النزاعات الداخلة في اختصاص المحاكم التجارية عمال بالمادة ‪5‬‬
‫من القانون رقم ‪ 53.95‬القاضي بإحداث محاكم تجارية يكتسي اتفاق التحكيم شكل عقد تحكيم أو شرط تحكيم‪.‬‬
‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫البطالن في قرارات التحكيم‪ :‬دراسة في التشريع المغربي‬


‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ‪ .(2020) .‬ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪.‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪،‬‬
‫د‪.‬محمد العلمي‬
‫‪1338450/Record/com.mandumah.search//:http‬‬ ‫ﻉ‪ .50 - 30 ،1‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ‪" .‬ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪".‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥﻉ‪1‬‬
‫دكتوراه في القانون الخاص‬
‫)‪ .50 - 30 :(2020‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪1338450/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫‪ -‬أكادير‪ -‬جامعة ابن زهر – المغرب‬

‫أصبح التحكيم في العصر الحالي من بين الوسائل المنتشرة لحسم المنازعـات التجاريـة‪ .‬ويعتبر التحكيم نوعا‬
‫من القضاء الخاص‪ ،‬فهو وسيلة بديلـة عن قضاء الدولـة يقـوم فيه أطراف النزاع بمحض إرادتهما الحرة باالتفاق‬
‫على اللجوء إلى التحكيم لحل ما قد يثـور من خالف أو نزاع في المستقبل بمقتضى قرار له قيمة قضائية وقابل‬
‫للتنفيذ شأنه شأن الق اررات الصادرة عن محاكم الدولة‪ .‬ولذلك يمكن تعريف التحكيم بأنه‪ ":‬وسيلة يختارها‬
‫األط ارف لفض المنازعـات الناشئة بينهم عن طريق طرح النزاع للبت فيه بقرار ملزم لهم من قبل شخص أو‬
‫أشخـاص يعينـونهم باالتفاق ويسمـون بالمحكمين وذلك ضمن قواعد يختارها األطراف أو يتركون تلك القواعد‬
‫للقوانين ذات الصلة لتحديدها "‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أحكام عامة حول التحكيم في ضوء التشريع المغربي‬

‫مبدئيا‪ ،‬وطبقا لقانون المسطرة المدنية يجوز لجميع األشخاص من ذوي األهلية الكاملة سواء كانوا طبيعيين أو‬
‫معنويين أن يبرموا اتفاق تحكيم في الحقوق التي يملكون حرية التصرف فيها ضمن الحدود ووفق اإلجراءات‬
‫والمساطر المنصوص عليها في هذا الباب وذلك مع التقيد بمقتضيات الظهير الشريف الصادر في‪ 9‬رمضان‬
‫‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ )1913‬بمثابة قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬كما وقع تغييره وتتميمه وال سيما الفصل ‪62‬‬
‫منه‪.‬‬

‫يمكن بوجه خاص أن تكون محل اتفاق تحكيم النزاعات الداخلة في اختصاص المحاكم التجارية عمال بالمادة ‪5‬‬
‫من القانون رقم ‪ 53.95‬القاضي بإحداث محاكم تجارية يكتسي اتفاق التحكيم شكل عقد تحكيم أو شرط تحكيم‪.‬‬
‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫البطالن في قرارات التحكيم‪ :‬دراسة في التشريع المغربي‬

‫د‪.‬محمد العلمي‬
‫أستاذ التعليم العالي‬
‫دكتوراه في القانون الخاص‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫‪ -‬أكادير‪ -‬جامعة ابن زهر – المغرب‬

‫أصبح التحكيم في العصر الحالي من بين الوسائل المنتشرة لحسم المنازعـات التجاريـة‪ .‬ويعتبر التحكيم نوعا‬
‫من القضاء الخاص‪ ،‬فهو وسيلة بديلـة عن قضاء الدولـة يقـوم فيه أطراف النزاع بمحض إرادتهما الحرة باالتفاق‬
‫على اللجوء إلى التحكيم لحل ما قد يثـور من خالف أو نزاع في المستقبل بمقتضى قرار له قيمة قضائية وقابل‬
‫للتنفيذ شأنه شأن الق اررات الصادرة عن محاكم الدولة‪ .‬ولذلك يمكن تعريف التحكيم بأنه‪ ":‬وسيلة يختارها‬
‫األط ارف لفض المنازعـات الناشئة بينهم عن طريق طرح النزاع للبت فيه بقرار ملزم لهم من قبل شخص أو‬
‫أشخـاص يعينـونهم باالتفاق ويسمـون بالمحكمين وذلك ضمن قواعد يختارها األطراف أو يتركون تلك القواعد‬
‫للقوانين ذات الصلة لتحديدها "‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أحكام عامة حول التحكيم في ضوء التشريع المغربي‬

‫مبدئيا‪ ،‬وطبقا لقانون المسطرة المدنية يجوز لجميع األشخاص من ذوي األهلية الكاملة سواء كانوا طبيعيين أو‬
‫معنويين أن يبرموا اتفاق تحكيم في الحقوق التي يملكون حرية التصرف فيها ضمن الحدود ووفق اإلجراءات‬
‫والمساطر المنصوص عليها في هذا الباب وذلك مع التقيد بمقتضيات الظهير الشريف الصادر في‪ 9‬رمضان‬
‫‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ )1913‬بمثابة قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬كما وقع تغييره وتتميمه وال سيما الفصل ‪62‬‬
‫منه‪.‬‬

‫يمكن بوجه خاص أن تكون محل اتفاق تحكيم النزاعات الداخلة في اختصاص المحاكم التجارية عمال بالمادة ‪5‬‬
‫من القانون رقم ‪ 53.95‬القاضي بإحداث محاكم تجارية يكتسي اتفاق التحكيم شكل عقد تحكيم أو شرط تحكيم‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫ويمكن لألطراف االتفاق على اللجوء للتحكيم عند بدء العالقة بينهم وقبل حصول نزاع‪ ،‬كأن يوردوا بنداً في‬
‫عقدهم يشير إلى موافقتهم على إحالة أي خالف ينشـأ بينهم للتحكيم( شرط التحكيم)‪ ،‬كما يمكن لهـم إبرام‬
‫‪1‬‬
‫اتفاقيـة تحكيم بعد نشوء الخالف يبينوا فيـها تفاصيـل الخالف وموافقتهـم على إحالته للتحكـيم (عقد التحكيم)‪.‬‬

‫ولم يعد خافيا أن التحكيم قد أضحى طريقة مألوفة ومرغوبة لفض المنازعات والتـي تنشأ في الغالب عن‬
‫عالقات تعاقدية وذلك عوضـا عن اللجوء إلى القضاء‪ ،‬بل أصبـح التحكيم أكثر ضرورة في مجال عالقات‬
‫التجـارة الدوليـة ألن كال طرفي هذه العالقـة ال يرغب عادة الخضوع لقضاة محاكم الطرف األخر‪2.‬‬
‫يعود االهتمام بالتحكيم التجاري في المغرب إلى عهد المولى إسماعيل‪ 3،‬وتحديدا إلى سنة ‪ 1693‬تاريخ إبرام‬
‫معاهدة سان جرمان مع الدولة الفرنسية‪ ،‬التي تضمنت إمكانية الفصل في بعض النزاعات الخاصة عن طريق‬
‫التحكيم‪ ،‬إال أن أول تنظيم قانوني للتحكيم من طرف المشرع المغربي‪ ،‬كان بمقتضى ظهير المسطرة المدنية ‪-‬‬
‫الملغى‪ -‬الصادر في ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬والذي خصص له الفصول من ‪ 527‬إلى ‪ 4،543‬ثم جاء قانون‬
‫المسطرة المدنية الحالي الصادر في ‪ 28‬شتنبر ‪ 1974‬واهتم كذلك بالتحكيم‪ ،‬فخصص له الفصول ‪ 306‬إلى‬

‫‪ -1‬يمكن إبرام العقد المذكور ولو خالل دعوى جارية أمام المحكمة‪.‬‬

‫إذا تم االتفاق على التحكيم أثناء نظر النزاع من قبل المحكمة‪ ،‬فعلى المحكمة أن تقرر إحالة األطراف على التحكيم‪ .‬ويعد هذا‬
‫القرار بمثابة اتفاق تحكيم مكتوب‪.‬‬
‫رحال البوعناني “التحكيم االختياري في القانون المغربي الداخلي” رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ .1997 – 1996‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬الرباط‪ .‬الصفحة‪ 6 .‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ - 2‬مراد محمود المواجدة " التحكيم في عقود الدولة ذات الطابع الدولي" دار الثقافة للنشر والتوزيع – الطبعة األولى ‪.2010‬‬
‫ص‪ 13 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ - 3‬إسماعيل بن الشريف والمعروف بموالي إسماعيل(‪ (1645 - 1727‬م‪ ،‬كان سلطاناً مغربياً من ساللة العلويين ‪.‬حكم منذ‬
‫عام ‪ 1672‬حتى‪ 1727‬م‪ ،‬بعد أخيه الرشيد بن الشريف‪.‬‬

‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki/‬‬

‫‪ - 4‬خالف ما يذهب إليه بعض الفقه من أن التحكيم لم ينظم بالمغرب إال بمقتضى قانون المسطرة المدنية الصادر في سنة‬
‫‪ .1974‬راجع في هذا اإلطار شعيبي المذكوري “االتفاق على التحكيم في قانون المسطرة المدنية” مقال منشور بمجلة المحاكم‬
‫المغربية‪ ،‬العدد ‪ .74‬ص‪.42 .‬‬
‫‪31‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫‪ .327‬ثم بعدها قانون ‪ 08.05‬الصادر بتاريخ ‪ 30‬نوفمبر‪ 2007‬الذي نظم التحكيم والوساطة االتفاقية بشكل‬
‫جديد‪5.‬‬

‫ويشترط لقيام االتفاق على التحكيم التجاري الشروط التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األهليـة‪:‬‬
‫نص الفصل ‪ 306‬من قانون المسطرة المدنية على أنه‪“ :‬يمكن لألشخاص الذين يتمتعون باألهلية أن يوافقوا‬
‫على التحكيم في الحقوق التي يملكون التصرف فيها‪”.‬‬

‫مما يفيد أنه ال يكفي أن يتمتع األشخاص (األطراف) بأهلية التعاقد إلبرام اتفاق التحكيم‪ ،‬أو أهلية التقاضي‪ ،‬وال‬
‫يستلزم كذلك أن تكون لهم أهلية التبرع‪ ،‬ألن عقد التحكيم ليس من قبيل التبرع بالحق‪ ،‬أي يجب أن يكون‬
‫الشخص متمتعا بأهلية التصرف في الحق موضوع النزاع‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فاألشخاص الذين ال تتوفر لديهم هذه األهلية كالقصر والمحجور عليهم ليسوا أهال إلبرام‬
‫اتفاقات التحكيم‪ .‬فإذا ما أبرم أحدهم اتفاقا كان االتفاق باطال‪ 6،‬كما ال يجوز للوكيل بغير إذن خاص إبرام هذا‬
‫‪7‬‬
‫العقد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الكتابـة‪:‬‬

‫‪ -5‬حلت أحكام الفصول من ‪ 306‬إلى ‪ 327-70‬من قانون المسطرة المدنية المغربي‪ ،‬محل أحكام الباب الثامن بالقسم‬
‫الخامس (الفصول من ‪ 306‬إلى ‪ )327‬من قانون المسطرة المدنية المصادق عليه بالظهير الشريف المعتبر بمثابة قانون رقم‬
‫‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬من رمضان ‪ 28( 1394‬سبتمبر ‪ ،)1974‬والتي تم نسخها بمقتضى المادة األولى من القانون رقم‬
‫‪ 08.05‬الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم ‪ 1.07.169‬بتاريخ ‪ 19‬من ذي الحجة ‪ 30( 1428‬نوفمبر‪ ،)2007‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 5584‬بتاريخ ‪ 25‬ذو القعدة ‪ 6( 1428‬ديسمبر ‪ ،)2007‬ص ‪.3894‬‬

‫وبمقتضى المادة الثانية من نفس القانون ‪ ،08.05‬ظلت مقتضيات الباب الثامن من القسم الخامس من قانون المسطرة‬
‫المدنية المشار إليه أعاله مطبقة‪ ،‬بصورة انتقالية‪ ،‬على‪:‬‬

‫‪ -‬اتفاقات التحكيم المبرمة قبل تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ؛‬

‫‪ -‬الدعاوى التحكيمية الجارية أمام الهيئات التحكيمية أو المعلقة أمام المحاكم في التاريخ المذكور إلى حين تسويتها النهائية‬
‫واستنفاذ جميع طرق الطعن‪.‬‬

‫‪ 6‬عبد هللا درميش‪“ :‬محاضرات في التحكيم التجاري”‪ ،‬ألقيت على الملحقين القضائيين بالمعهد الوطني للدراسات القضائية –‬
‫‪ – 2001‬غير منشورة‪.‬‬
‫‪ 7‬فتحي والي‪“ :‬الوسيط في قانون القضاء المدني”‪ ،‬الطبعة الثانية‪ .1981 ،‬ص‪.41 .‬‬
‫‪32‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫يستوجب المشرع صياغة االتفاق على التحكيم في محرر مكتوب (الفصل ‪ 313‬من قانون المسطرة المدنية)‬
‫‪8‬‬

‫وهكذا ال يجوز إثبات عقد التحكيم بالقرائن أو بشهادة الشهود‪ ،‬ويبقى التساؤل مطروحا حول إمكانية إثبات عقد‬
‫التحكيم باإلقرار وأداء اليمين القانونية من جهة‪ ،‬ويطرح تساؤل آخر من جهة أخرى‪ ،‬حول ما إن كانت الكتابة‬
‫‪9‬‬
‫شرط إثبات‪ ،‬أم هي شرط انعقاد وصحة؟‬
‫وعليه فعقد التحكيم يمكن أن يرد في محرر عرفي بمقتضى محضر يقام أمام المحكم أو المحكمين المختارين‪،‬‬
‫أو في محرر رسمي بمقتضى وثيقة أمام موثق أو عدلين‪ ،‬أو بأي سند كالرسائل المتبادلة أو البرقيات‪ ،‬شريطة‬
‫أن تكون إرادة الطرفين ظاهرة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لشرط التحكيم فإن الفصل ‪ 317‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬يستوجب أن يكون شرط التحكيم ‪ ،‬تحت‬
‫طائلة البطالن ‪:‬‬

‫‪ -‬أن يضمن شرط التحكيم كتابة في االتفاق األصلي أو في وثيقة تحيل إليه‪ ،‬بشكل ال لبس فيه؛‬

‫‪ -‬أن ينص في شرط التحكيم إما على تعيين المحكم أو المحكمين وإما على طريقة تعيينهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أحكام البطالن في األحكام التحكيمية‬

‫فعلى الرغم من حتمية خضوع الحكم التحكيمي إلى رقابة قضاء الدولة إال أن الطبيعة الخاصة للعدالة التي‬
‫تسعى إليها الهيئة التحكيمية والمستندة فيها إلى إرادة األطراف‪ ،‬تضفى على أوجه الطعن على الحكم التحكيمي‬
‫‪10‬‬
‫ذاتية وخصوصية مستمدة من الهدف من طرق الطعن ومن كيفية تنظيمها من الناحية الفنية والقانونية‪.‬‬

‫فإذا كان الهدف من الطعن ضد األحكام الصادرة عن القضاء العادي للدولة‪ ،‬تدارك ما قد يقع فيه القضاة من‬
‫أخطاء سواء في القانون أو الواقع عن طريق طرق الطعن التي قررتها األنظمة القضائية سواء بطرق الطعن‬

‫‪ - 8‬جاء في الفصل ‪ 313‬من قانون المسطرة المدنية أنه‪ ":‬يجب أن يبرم اتفاق التحكيم كتابة‪ ،‬إما بعقد رسمي أو عرفي وإما‬
‫بمحضر يحرر أمام الهيئة التحكيمية المختارة‪.‬‬
‫يعتبر اتفاق التحكيم مبرما كتابة إذا ورد في وثيقة موقعة من األطراف أو في رسائل متبادلة أو اتصال بالتلكس أو برقيات أو أية‬
‫وسيلة أخرى من وسائل االتصال والتي تعد بمثابة االتفاق تثبت وجوده أو حتى بتبادل مذكرات الطلب أو الدفاع التي يدعي فيها‬
‫أحد الطرفين بوجود اتفاق تحكيم دون أن ينازعه الطرف اآلخر في ذلك‪.‬‬
‫ويعد في حكم اتفاق التحكيم المبرم كتابة كل إحالة في عقد مكتوب إلى أحكام عقد نموذجي أو اتفاقية دولية‪ ،‬أو إلى أي وثيقة‬
‫أخرى تتضمن شرطا تحكيميا إذا كانت اإلحالة واضحة في اعتبار هذا الشرط جزءا من العقد‪.‬‬
‫‪ - 9‬شعيبي المذكوري‪“ :‬االتفاق على التحكيم في قانون المسطرة المدنية”‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.52 .‬‬

‫‪ -‬التحكيم والقضاء سسلسلة تصدر عن المحكمة الدولية للتحكيم والوساطة في المنازعات التجارية ومجلة العلوم القانونية تحت‬ ‫‪10‬‬

‫اشراف الدكتور محمد العواد – ع ‪.2017 1‬‬


‫‪33‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫العادية أو بالطرق الغير العادية‪ ،‬فإنه على العكس من ذلك فاألحكام التحكيمية بطبيعتها الخاصة ال تخضع‬
‫لنفس طرق الطعن التي تخضع لها األحكام القضائية بصفة عامة‪ ،‬وهو ما كرسه المشرع المغربي من خالل‬
‫الفصل ‪ 34-327‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬المعدل بقانون ‪ 08-05‬المتعلق بالتحكيم والوساطة االتفاقية‪ ،‬حيث أجاز الطعن‬
‫بإعادة النظر والتعرض الغير عن الخصومة والطعن بالبطالن‪.‬‬

‫وما يهمنا في مداخلتنا هذه هو حاالت بطالن الحكم التحكيمي وفق القانون الداخلي (القانون رقم ‪،)08-05‬‬
‫والتي نص عليها المشرع المغربي في الفصل ‪.36-327‬‬

‫إذن هذه الحاالت التي نص عليها المشرع المغربي في قانون المسطرة المدنية المعدل بقانون ‪-05‬‬ ‫فما هي‬
‫‪08‬؟‪.‬‬

‫وهذا ما سيتم التطرق إليه من خالل مبحثين‪ ،‬نخصص (المبحث األول) لحاالت الطعن بالبطالن المرتبطة‬
‫باتفاق التحكيم‪ ،‬في حين سنتناول (في المبحث الثاني) لحاالت الطعن بالبطالن المرتبطة بإجراءات التحكيم‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬حاالت البطالن الراجعة التفاق التحكيم‬


‫وتبعا لما يكتسيه االتفاق على التحكيم من أهمية فإن المشرع المغربي قد جعل تخلفه في طليعة األسباب التي‬
‫تجيز طلب إبطال حكم التحكيم وعليه نتناول هذا المبحث في مطلبين نخصص (األول) لغياب االتفاق على‬
‫في (الثاني) لعدم تقيد الهيئة‬ ‫التحكيم أو بطالنه أو صدور الحكم بعد انتهاء أجل التحكيم‪ ،‬على أن نتعرض‬
‫التحكيمية بالمهمة المسندة إليها أو تجاوزها لحدود االتفاق‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬غياب االتفاق على التحكيم أو بطالنه أو صدور الحكم بعد انتهاء أجل التحكيم‬
‫جاء في الفصل ‪ 327-36‬في الفقرة الثالثة البند األول من قانون المسطرة المدنية المعدل بقانون رقم ‪08-05‬‬
‫المتعلق بالتحكيم والوساطة االتفاقية‪ ،‬على هذه الحاالت‪ ،‬وهو ما سنتطرق إليه بتفصيل‪:‬‬

‫‪ -‬الحالة األولى‪ :‬غياب اتفاق التحكيم‬


‫يمكن الطعن بالبطالن في حكم المحكم في هذه الحالة على أساس انعدام الرضا في االلتجاء إلى التحكيم من‬
‫جانب الطرف الذي يمارس حق الطعن بالبطالن‪ ،‬وتتحقق هذه الحالة بصدور حكم المحكم دون اتفاق التحكيم‪،‬‬
‫أو انعدامه‪ ،‬وتتخذ هذه الحالة صو ار متعددة منها‪ :‬صورة تمسك أحد األطراف في مواجهة الطرف اآلخر بشرط‬
‫التحكيم على الرغم من عدم توقيع هذا الطرف على العقد الذي يتضمن هذا الشرط‪ ،‬كذلك من صور عدم وجود‬
‫اتفاق تحكيمي حالة ما لو أبرم الطرفان مجموعة عقود‪ ،‬وكان من بينها عقد نموذجي ‪ contrat-type‬يتضمن‬
‫شرط التحكيم لم يوافق عليه أحد الطرفين صراحة أو ضمنا ‪ ،‬أو أن يدعي أحد األطراف أن االتفاق الذي أبرمه‬

‫‪34‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫هذا الخصم ليس اتفاق تحكيمي‪ ،‬ألن المهمة موكولة لشخص آخر للقيام بعمل قانوني أو تعيين خبير‪ ،‬فتعتبر‬
‫صلحا أو وكالة أو خبرة أو وساطة‪.‬‬

‫‪ -‬الحالة الثانية‪ :‬كون اتفاق التحكيمي باطال‬

‫إن أول مالحظة يمكن أن نقررها بخصوص هذه الصورة هي اقتصار المشرع المغربي على حالة كون اتفاق‬
‫كونه قابال لالبطال‪ ،‬كما فعل نظيره المصري حيث نص في المادة ‪( 1/53‬أ) من‬ ‫التحكمي باطال ولم يذكر‬
‫قانون التحكيم المصري على أنه‪:‬‬

‫" ال تقبل دعوى بطالن حكم لتحكيم إال في األحوال اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬إذا لم يوجد اتفاق تحكيم أو كان هذا االتفاق باطال أو قابال البطال أو أسقط بانتهاء مدته"‪.‬‬

‫فحبذا لو نهج المشرع المغربي مسلك المشرع المصري‪ ،‬على اعتبار أن االتفاق على التحكيم هو عقد من‬
‫عقود القانون الخاص تسري عليه النظرية العامة لاللتزمات والعقود‪ ،‬فقد يقع باطال لتخلف ركن من أركانه‪،‬‬
‫وقد يقع قابال لإلبطال لمصلحة رافع الدعوى حالة كون الركن موجود ولكنه معيب غير سليم بأحد عيوب‬
‫اإلرادة‪ ،‬هذا ويكون اتفاق التحكيم باطال لغياب شرط من الشروط الموضوعية أو الشكلية الالزمة لقيامه أو‬
‫كونه ورد على ما ال يجوز التحكيم بشأنه‪ ،‬كما يكون قابال لالبطال حالة كون الرضا موجود لكنه مشوب‬
‫بعيب من عيوب اإلرادة من غلط أو تدليس أو غبن أو إكراه‪.‬‬

‫كما نفرق بخصوص الشروط الشكلية بين عقد التحكيم وشرط التحكيم حيث أنه يشترط في األول حسب‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 315‬من القانون الجديد ‪ 05-08‬أن يتضمن تحت طائلة البطالن تحديد موضوع النزاع‪،‬‬
‫وتعيين الهيئة التحكيمية أو التنصيص على طريقة تعيينها‪.‬‬

‫كما نجد الفصل ‪ 315‬السابق اإلشارة إليه لم يشترط أن يكون عقد التحكيم مكتوبا‪ ،‬وهو ما يدفعنا للتساؤل‬
‫عن كتابة عقد التحكيم هل هي شكلية انعقاد أم شكلية إثبات فقط؟‬

‫برجوعنا للفصل ‪ 313‬من نفس القانون نجده قد أورد عبارة " أو أية وسيلة أخرى من وسائل االتصال والتي‬
‫تعد بمثابة االتفاق تثبت وجوده" مما يفيد أن شكلية الكتابة في عقد التحكيم أصبحت شكلية انعقاد فقط‬
‫وليست شكلية اثبات‪.‬‬

‫وأردف المشرع بالنص في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 315‬من قانون ‪ 05-08‬على أنه " يكون العقد ال غيا‬
‫إذا رفض محكم معين فيه للقيام بالمهمة المسندة إليه"‪ .‬ونرى أن هذه الفقرة جاءت غامضة حيث أن المشرع‬
‫لم يبين هل رفض المحكم هنا كان قبل قبوله المهمة المسندة إليه أم بعد قبولها‪ ،‬كذلك القول باإللغاء يجعلنا‬

‫‪35‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫نتساءل هل يمكن ألحد طرفي عقد التحكيم رفض محكم معين فيه القيام بالمهمة المسندة إليه‪ ،‬أن يتمسك‬
‫بهذا اإللغاء ويعرض النزاع على القضاء المختص‪ ،‬أم للطرف القابل أن يجبره على سلوك مسطرة التحكيم‬
‫باالستناد على العبارة العامة التي ورد التنصيص عليها في الفصل ‪ 327-3‬كما يلي‪ ":‬أو ألي سبب آخر‬
‫يحول دون تشكيل الهيئة التحكيمية"‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ومن وجهة نظرنا نعتقد‬ ‫إن تعيين المحكمين يتم إما باتفاق األطراف وإما وفقا للفصل ‪ 327-2‬وما بعده‪.‬‬
‫أن االلتزام بسلوك التحكيم بدل القضاء المختص يبقى قائما‪ ،‬وأنه يمكن للطرف القابل أن يلزم الطرف‬
‫الرافض بسلوك مسطرة التحكيم‪ ،‬وذلك بتعيين هيئة تحكيمية أخرى باالستناد إلى مقتضيات الفصل ‪327-3‬‬
‫السابق االشارة إليه‪.‬‬

‫‪ - 11‬تتشكل الهيئة التحكيمية من محكم واحد أو عدة محكمين‪ ،‬تكون لألطراف حرية تحديد إجراءات تعيينهم وعددهم إما في‬
‫االتفاق التحكيمي وإما باالستناد إلى نظام التحكيم الموضوع للمؤسسة المختارة‪.‬‬
‫فإذا لم يتفق األطراف على عدد المحكمين كان العدد ثالثة‪.‬‬
‫إذا تعدد المحكمون وجب أن يكون عددهم وت ار وإال كان التحكيم باطال‪.‬‬
‫الفصل ‪327-3‬‬
‫إذا ثبت أن المحكم أو المحكمين المعينين في اتفاق التحكيم ال تتوافر فيهم الشروط القانونية لممارسة هذه المهمة أو ألي سبب‬
‫آخر يحول دون تشكيل الهيئة التحكيمية‪ ،‬فإن تعيين المحكمين يتم إما باتفاق األطراف وإما وفقا للفصل ‪ 327-4‬بعده‪.‬‬
‫الفصل ‪327-4‬‬
‫إذا عين األطراف ع ددا مزدوجا من المحكمين‪ ،‬وجب تكميل تشكيل الهيئة التحكيمية بمحكم يتم اختياره إما طبقا لما اتفق عليه‬
‫األطراف وإما من لدن المحكمين المعينين في حالة عدم حصول هذا االتفاق وإما من لدن رئيس المحكمة بناء على أمر غير قابل‬
‫للطعن‪ ،‬إن لم يحصل اتفاق بين المحكمين المذكورين‪.‬‬
‫في حالة تحكيم مؤسساتي‪ ،‬يطبق على مسطرة تعيين المحكمين بالهيئة التحكيمية وعددهم نفس ما هو مقرر من لدن المؤسسة‬
‫التحكيمية المختارة‪.‬‬
‫الفصل ‪327-5‬‬
‫إذا لم يتم تعيين الهيئة التحكيمية مسبقا وكيفية وتاريخ اختيار المحكمين أو لم يتفق األطراف على ذلك‪ ،‬تتبع اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫إذا كانت هيئة التحكيم تتكون من محكم واحد يتولى رئيس المحكمة المختصة تعيين المحكم بناء على طلب أحد الطرفين‪.‬‬
‫إذا كانت هيئة التحكيم مشكلة من ثالثة محكمين يعين كل طرف محكما ويتفق المحكمان المعينان على تعيين المحكم الثالث‪،‬‬
‫فإذا لم يعين أحد الطرفين محكمه خالل ‪ 15‬يوما التالية لتسلمه طلبا بذلك من الطرف اآلخر أو إذا لم يتفق المحكمان المعينان‬
‫على اختيار المحكم الثالث خالل ‪ 15‬يوما التالية لتاريخ تعيين آخرهما‪ ،‬تولى رئيس المحكمة المختصة تعيينه بناء على طلب أي‬
‫من الطرفين‪ ،‬وتكون رئاسة هيئة التحكيم للمحكم الذي اختاره المحكمان المعينان أو الذي عينه رئيس المحكمة‪.‬‬
‫تتبع اإلجراءات المذكورة في الفقرة ‪ 2‬أعاله من هذه المادة إذا كانت هيئة التحكيم مشكلة من أكثر من ثالثة محكمين‪.‬‬
‫‪-4‬‬

‫‪36‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫أما بخصوص شرط التحكيم فيجب أن يضمن تحت طائلة البطالن‪ -‬طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 317‬من‬
‫قانون ‪ -05-08‬كتابة في االتفاق األصلي أو في وثيقة تحيل إليه بشكل ال لبس فيه وأن ينص فيه على‬
‫تعيين المحكم أو المحكمين أو على طريقة تعيينهم‪ ،‬ولم يشترط المشرع تحديد موضوع النزاع في شرط‬
‫‪12‬‬
‫التحكيم على اعتبار أن هذا األخير يكون سابقا على موضوع النزاع مما يستحيل معه التكهن بموضوعه‪.‬‬

‫ونفس الشيء بالنسبة لعقد التحكيم فإن الكتابة في شرط التحكيم هي شكلية انعقاد وليست شكلية إثبات‪ ،‬وهو ما‬
‫يستشف من الفصل ‪ 317‬من ق ‪ 05 -08‬الذي يستوجب كتابة شرط التحكيم تحت طائلة البطالن‪ ،‬ويتجلى‬
‫جديد الفصل المذكور في إعطائه إمكانية التعيين المسبق للهيئة التحكيمية في شرط التحكيم في المسائل المدنية‬
‫والتجارية على حد سواء‪ ،‬على خالف الفصل ‪ 309‬من ق م م (الملغى) الذي كان يجيزه في الميدان التجاري‬
‫فقط ( [‪.)]11‬‬

‫وحيث باإلمكان ورود شرط التحكيم في اإلتفاق األصلي‪ ،‬نثير تساؤال حول الحكم في حالة بطالن أو فسخ أو‬
‫إنهاء العقد األصلي‪ ،‬فهل يؤدي إلى بطالن شرط التحكيم؟ أم يظل شرط التحكيم قائما وصحيحا رغم بطالن‬
‫االتفاق األصلي؟‬

‫لقد أجاب المشرع بشكل صريح عن هذه التساؤالت بنصه في الفصل ‪ 318‬من ق ‪ 05 -08‬على أنه "يعتبر‬
‫شرط التحكيم اتفاقا مستقال عن شروط العقد األخرى‪ ،‬وال يترتب على بطالن العقد أو فسخه أو إنهائه أي أثر‬
‫على شرط التحكيم الذي يتضمنه إذا كان هذا الشرط صحيحا في ذاته"‪ .‬فالمشرع فرض ضرورة كون شرط‬
‫التحكيم صحيحا في ذاته ‪ ،‬مما يعني وجوب توافره على الشروط الموضوعية والشكلية الالزمة لقيامه وترتيبه‬
‫آلثاره‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أن يراعي رئيس المحكمة المختصة في المحكم الذي يختاره الشروط التي يتطلبها هذا القانون وتلك التي اتفق عليها‬ ‫‪12‬‬

‫الطرفان ويصدر ق ارره بعد استدعاء األطراف وال يكون هذا القرار قابال للطعن فيه بأي طريق من طرق الطعن‪.‬‬
‫تطبق نفس المقتضيات كلما اعترض تشكيل الهيئة التحكيمية صعوبة بسبب أحد األطراف أو صعوبة في تطبيق إجراءات‬
‫التعيين‪.‬‬
‫الفصل ‪327-6‬‬
‫ال يعتبر تشكيل الهيئة التحكيمية كامال إال إذا قبل المحكم أو المحكمون المعينون المهمة المعهود إليهم بها‪.‬‬
‫ويجب على المحكم الذي قبل مهمته أن يفصح كتابة عند قبوله عن أي ظروف من شأنها إثارة شكوك حول حياده واستقالله‪.‬‬
‫يثبت قبول المهمة كتابة بالتوقيع على اتفاق التحكيم أو بتحرير عقد ينص على الشروع في القيام بالمهمة‪.‬‬
‫يجب على كل محكم أن يستمر في القيام بمهمته إلى نهايتها‪ .‬وال يجوز له‪ ،‬تحت طائلة دفع تعويضات أن يتخلى عنها دون سبب‬
‫مشروع بعد قبولها‪ ،‬وذلك بعد إرساله إشعا ار يذكر فيه أسباب تخليه‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬صدور الحكم بعد انتهاء أجل التحكيم‪.‬‬

‫هذا هو السبب الثالث من أسباب بطالن حكم المحكم الذي يرجع إلى األساس االتفاقي للتحكيم‪ ،‬وهو صدور‬
‫حكم المحكم بناء على اتفاق تحكيم انقضى ميعاده‪ .‬فإذا صدر حكم التحكيم بعد انتهاء المهلة المحددة اتفاقا أو‬
‫قانونا لصدوره فإنه يكون قد صدر بعد انتهاء والية المحكم بالنزاع ‪ ،‬وبالتالي يجوز ألي من الطرفين رفع دعوى‬
‫بطالنه ( [‪.)]13‬‬

‫فطبقا للفصل ‪ 327 -20‬من قانون ‪ 05 -08‬فإن األجل الذي يتعين على المحكم أو المحكمين أن يصدروا‬
‫فيه حكمهم التحكيمي متروك إلرادة األطراف‪ ،‬على أنه في حالة عدم تحديده تنتهي صالحية المحكمين بعد ‪6‬‬
‫أشهر على اليوم الذي قبل فيه آخر محكم مهمته‪ ،‬على خالف الفصل ‪ 308‬من قانون المسطرة المدنية من‬
‫قانون التحكيم الملغى‪.‬‬

‫كما جاء في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 327 -20‬أنه يمكن تمديد األجل االتفاقي أو القانوني بنفس المدة إما‬
‫باتفاق األطراف وإما من لدن رئيس المحكمة بناء على طلب من أحد األطراف أو من الهيئة التحكيمية"‪،‬‬
‫فبمقارنة النصين أعاله نالحظ أن المشرع المغربي قد رفع أجل التحكيم حالة عدم تحديد ذوي الشأن له – أي‬
‫األجل القانوني‪ -‬من ثالثة أشهر إلى ستة أشهر‪ ،‬وجعل قبول آخر محكم لمهمته كأساس لبداية احتسابه بدل‬
‫تاريخ تعيين المحكمين ‪ ،‬كما أعطى إمكانية تمديد األجل االتفاقي أو القانوني إما باتفاق األطراف وإما من لدن‬
‫رئيس المحكمة بناء على طلب األطراف أو من الهيئة التحكيمية‪.‬‬

‫وعليه فإذا صدر الحكم التحكيمي بعد انتهاء األجل االتفاقي أو القانوني مع مراعاة مدة التمديد في كلتا‬
‫الحالتين‪ ،‬ينهض ذلك سببا لرفع دعوى بطالن حكم التحكيم‪.‬‬

‫إن ما يسجل على المشرع المغربي في هذا المقام هو أنه أعطى للهيئة التحكيمية إمكانية تمديد األجل القانوني‬
‫أو االتفاقي بناء على طلب يقدمه إلى رئيس المحكمة دون أن يربط مد األجل بعدم تجاوزه لمدة معينة مما يفسح‬
‫المجال أمام المحكم أو المحكمين لتمديد األجل مرات عدة لالستفادة أكثر بشكل تضيع معه حقوق األطراف‬
‫وينتفي معه الهدف المرجو من التحكيم والمتمثل في السرعة في البث في النزاع‪.‬‬

‫وكان على المشرع المغربي أن يسلك نهج نضيره المصري الذي نص في المادة ‪ 1/45‬على جواز أن تقرر‬
‫هيئة التحكيم مد الميعاد على أن ال تزيد فترة الميعاد على ستة أشهر ما لم يتفق الطرفان على مدة تزيد على‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عدم تقيد الهيئة التحكيمية بالمهمة المسندة إليها أو تجاوزها لتحديد االتفاق‪.‬‬

‫لقد تم التنصيص على هاتين الحالتين في البند ‪ 3‬من الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 327 -36‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية المعدل بمقتضى القانون رقم ‪ 08 -05‬المتعلق بالتحكيم والوساطة االتفاقية‪ ،‬حيث جاء فيها " ال يكون‬
‫الطعن بالبطالن ممكنا إال في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -3‬إذا بثت الهيئة التحكيمية دون التقيد بالمهمة المسندة إليها أو بثت في مسائل ال يشملها التحكيم أو تجاوزت‬
‫حدود هذا االتفاق‪."...‬‬

‫وهذا ما سيتم التطرق إليه في هذا المطلب حيث نخصص (الحالة األولى) لبث الهئية التحكيمية دون التقيد‬
‫بالمهمة المسندة إليها‪ ،‬ونخصص (الحالة الثانية) للحديث عن تجاوز الهيئة التحكيم لحدود االتفاق‪.‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬بث الهيئة التحكيمية دون التقيد بالمهمة المسندة إليها‪:‬‬

‫الفرض في هذه الحالة أن الهيئة التحكيمية قد أصدرت حكمها دون أن تتقيد بالمرة باالتفاق وتكون بذلك قد‬
‫قضت بشيء لم يطلبه الخصوم منها‪.‬‬

‫ونجد أن هذه الحالة ال تعدو أن تكون إال تطبيقا خاصا للحالة األولى التي أشرنا إليها سابقا‪ ،‬وهي المتعلقة‬
‫بصدور الحكم التحكيمي في غياب اتفاق التحكيم‪ ،‬حيث أن بث الهيئة التحكيمية دون التقيد بالمهمة المسندة‬
‫إليها يعني بتها في أمور ليس بشأنها أي اتفاق وال تمت لالتفاق التحكيمي بصلة في المسألة التي فصلت‬
‫‪13‬‬
‫فيها‪.‬‬

‫وحسنا فعل المشرع المغربي بنصه على هذه الحالة كسبب بطالن الحكم التحكيمي‪ ،‬رغم كونه قد نص معها‬
‫على حالة تجاوز المحكمين المهمة المنوطة بهم كسبب للبطالن كذلك على اعتباره أن هذه الحالة األخيرة ال‬
‫تستوعب حالة قضاء الهيئة التحكيمية بشيء لم يطلبه الخصوم منها‪ ،‬وهذا على خالف المشرع المصري الذي‬
‫اقتصر بالنص على حالة "تجاوز هيئة التحكيم لحدود إتفاق التحكيم"‪ ،‬طبقا لعبارة نص المادة ‪ 1/53‬من قانون‬
‫التحكيم المصري‪.‬‬

‫‪ - 13‬نبيل اسماعيل عمر‪ ،‬التحكيم في المواد المدنية والتجارية الوطنية والدولية‪ ،‬دار الجامعة الجديد الطبعة ‪ ،2005 ،2‬ص‬
‫‪.396‬‬
‫‪39‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫وقد ساير المشرع المغربي في ذلك نظيره الفرنسي الذي نص في المادة ‪ 3/1484‬من قانون المرافعات الفرنسي‬
‫على ما يلي‪ :‬يكون حكم التحكيم قابال للطعن "إذا كانت هيئة التحكيم قد حكمت دون أن تلتزم بحدود المهمة‬
‫المخولة لها"‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬تجاوز الهيئة التحكيمية لحدود االتفاق‪:‬‬

‫والفرض في هذه الحالة أن هيئة التحكيم قد أصدرت حكما له صلة باتفاق التحكيم لكن الهيئة تجاوزت حدود هذا‬
‫االتفاق‪ ،‬وتكون بذلك قد أصدرت حكما في غياب اتفاق تحكيم بالنسبة للجزء الذي حدث فيه التجاوز‪.‬‬

‫على أنه إذا أمكن فصل أجزاء الحكم الخاصة بالمسائل الخاضعة للتحكيم عن أجزائه الخاصة بالمسائل غير‬
‫الخاضعة له‪ ،‬فال يقع البطالن إال على األجزاء األخيرة وحدها‪ .‬فصل ‪.3/36-327‬‬

‫ونشير على أن اإلخالل العادي كالخطأ المادي أو الخطأ في الحساب أو الكتابة‪ ،‬أو إغفال البث في بعض‬
‫طلبات الخصوم ال يعتبر من قبيل تجاوز الهيئة التحكيمية لحدود االتفاق‪ ،‬حيث يمكن لها أن تقوم بإصالح ذلك‬
‫إما داخل أجل الثالثين يوما التالية للنطق بالحكم التحكيمي تلقائيا أو إما داخل نفس األجل التالية لتبليغ الحكم‬
‫‪14‬‬
‫التحكمي بناءا على طلب أصل األطراف ودون فتح أي نقاش جديد‪.‬‬

‫ومن التطبيقات العملية لهذه الحالة من حاالت بطالن حكم التحكيم ايضا ما قضت به محكمة استئناف باريس ‪،‬‬
‫من أنه تعتبر قد تجاوزت حدود مهمتها محكمة التحكيم التي تقدر التعويض الذي يلتزم به أحد الخصوم في‬
‫حين أن المهمة المسندة إليها كانت تقتصر على إصدار حكم مبدئي بتحديد أصل المسؤولية واألسس التي سيتم‬
‫‪15‬‬
‫على أساسها حساب االلتزامات المالية‪.‬‬

‫وقضت محكمة النقض المصرية على أنه‪" :‬إذا كان الحكم المطعون فيه (بالنقض) قد أبطل حكم هيئة التحكيم‬
‫ببطالن عقد شركة لعدم مشروعية الفرض منها‪ ،‬وذلك بناء على مشارطة التحكيم لم تكن لتجيز ذلك ألنها‬
‫تقصر والية المحكمين على بحث المنازعات الخاصة بتنفيذ عقد الشركة‪ ،‬فضال عما اعترض به أمام هيئة‬
‫‪16‬‬
‫التحكيم من النظر في الكيان القانوني لعقد الشركة‪ ،‬فإن هذا الحكم ال يكون قد خالف القانون في شيء"‪.‬‬

‫‪ - 14‬راجع الفصل ‪ 28/327‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬المعدل بقانون ‪.08-05‬‬


‫‪ - 15‬معمر نعمان‪ :‬الرقابة القضائية على التحكيم في التشريعين المغربي واليمنى‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬كلية وجدة‪ ،‬سنة ‪ ،2007‬ص‪.114 :‬‬
‫‪ - 16‬أنظر حكم النقض المدني في القضية رقم ‪ 149‬لسنة ‪ ،1952‬جلسة ‪ ،1952/1/3‬مجموعة أحكام‪ ،‬ص‪.337 :‬‬
‫‪40‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫وفي هذا الصدد نجد أن المشرع اليمنى ألزم هيئة التحكيم بالتقيد باتفاق التحكيم وعدم الحكم بما لم يشمله‬
‫االتفاق أو بما لم يطلبه الخصوم‪.‬‬

‫ففصل المحكم في مسائل ال يشملها اتفاق التحكيم يعد مخالفا للمهمة التي عهد بها األطراف إليه في حالة‬
‫فصله في مسائل تخرج عن نطاق هذه المهمة ‪ .‬وهذا السبب من أسباب بطالن الحكم التحكيمي يجب أال‬
‫يختلط مع ذلك المتمثل في تجاوز المحكم لنطاق اتفاق التحكيم‪ ،‬ألنه قد يحدث أن يكون االتفاق على التحكيم‬
‫عاما‪ ،‬وعلى الرغم من التزام المحكم بحدود هذا االتفاق إال أن المحكمين يتصدون للفصل في مسائل وطلبات لم‬
‫يعرضها األطراف على هيئة التحكيم‪ ،‬وقيام المحكمين بالحكم بما لم يطلبه الخصوم ليجعل حكم المحكم قائما‬
‫‪17‬‬
‫سبب من أسباب البطالن‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حاالت الطعن المرتبطة بإجراءات التحكيم أو الحكم التحكيمي‪:‬‬

‫كما قد يكون الطعن بالبطالن في الحكم التحكيمي استنادا إلى اتفاق التحكيم‪ ،‬قد يكون الطعن بالبطالن في‬
‫ا لحكم التحكيمي استنادا إلى بطالن إجراءات التحكيم أو بطالن الحكم التحكيمي‪ ،‬وهذا ما سنتناوله في مبحثنا‬
‫هذا‪ ،‬من خالل مطلبين نخصص المطلب األول حاالت الطعن بالبطالن المرتبطة بإجراءات التحكيم‪ ،‬والمطلب‬
‫الثاني لحاالت الطعن بالبطالن المرتبطة بحكم التحكيم‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حاالت الطعن بالبطالن المرتبطة بإجراءات التحكيم‪:‬‬

‫سنتطرق في هذا المطلب لحاالت الطعن بالبطالن المرتبطة بإجراءات التحكيم التي نص عليها المشرع المغربي‬
‫في قانون ‪.08-05‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬بطالن تشكيل هيئة التحكيم‪:‬‬

‫لقد حدد المشرع المغربي كباقي التشريعات في قانون التحكيم الشروط والضوابط التي يتعين اإللتزام بها في‬
‫تشكيل هيئة التحكيم‪.‬‬

‫‪ - 17‬حفيظة السيد الحداد‪ :‬الموجز في النظرية العامة في التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬منشورات الجبلي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص‪.190 :‬‬
‫‪41‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫ففي الفصل ‪ 2.327‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬بين المشرع الصور العامة والغالبة التي يكون عليها تشكيل‬
‫الهيئة التحكيمية‪ ،‬فنص على أن تشكيل هيئة التحكيم يكون باتفاق من محكم واحد أو أكثر وإذا لم يتم االتفاق‬
‫بين األطراف كان العدد ثالثة‪ ،‬وفي حالة تعدد المحكمين وجب أن يكون عددهم وترا‪.‬‬

‫أما في الفصل ‪ 327-5‬فنجد المشرع قد أرسى مبدأ عام وهو أن لطرفي التحكيم االتفاق على اختيار المحكمين‬
‫وعلى كيفية اختيارهم‪ ،‬أما في حالة عدم اتفاق بين األطراف على كيفية اختيار المحكمين فقد وضع المشرع‬
‫إجراءات خاصة يجب اتبعها‪.‬‬

‫وبالرجوع على الفصل ‪ 320‬نجد الشروط الالزم توافر في شخص المحكم إذ ينص هذا الفصل على أنه يشترط‬
‫في المحكم أن يكون كامل األهلية لم يسبق أن صدر عليه حكم نهائي أو من أجل ارتكاب أفعال تجل بالشرق‬
‫أو صفات االستقامة أو اآلداب العامة أو الحرمان من أهلية ممارسة التجارة أو من حقوقه المدنية‪.‬‬

‫باستقراءنا لهذه الفصول والتمعن في معانيها يمكن الخروج باستنتاج عام مفاده أن لتشكيل هيئة التحكيم صور‬
‫وطرق متعددة‪ ،‬يتفق عليها األطراف ويحددونها في صلب اتفاق التحكيم فقد يتفق األطراف على أن يعهدوا‬
‫بالتحكيم إلى محكم فرد أو عدد من المحكمين‪ ،‬والشك أن االختيار المباشر للمحكمين من قبل األطراف يعد‬
‫أقرب صورة للتحكيم ‪،‬وفي حالة عدم اتفاق األطراف على صورة من هذه الصور فإن المحكمة المختصة هي‬
‫التي تتولى تعيين المحكم أو المحكمين بناء على طلب األطراف أو أحدهم أو تعيين الجهة التي يتفق األطراف‬
‫أنم لها سلطة تعيين المحكم في حالة عدم اتفاقهم على تعيينه‪.‬‬

‫وسواء اكان المحكم اتفاقيا أم قضائيا‪ ،‬فردا أم عددا من المحكمين فيشترط فيه احترام مقتضيات الفصل ‪320‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وعليه فإنه يمكننا تعداد بعض الحاالت التي يكون فيها الطعن بالبطالن ممكنا استنادا إلى بطالن إجراءاته‬
‫وهي‪:‬‬

‫* حالة عدم االلتزام بالشكل العام المطلوب في هيئة التحكيم‪ ،‬كما لو كان عدد المحكمين زوجيا‪ ،‬إذ ال يتصور‬
‫سواء من الناحية القانونية أو الواقعية أن يكون عدد المحكمين زوجيا‪ ،‬لذلك نجد المشرع قد نص على هذا المبدأ‬
‫حيث اشترط في الفقرة (‪ )3‬من الفصل ‪ 327-2‬أنه‪" :‬في حالة تعدد المحكمون وجب أن يكون عددهم وث ار وإال‬
‫كان التحكيم باطال"‪ ،‬وكذلك الفصل ‪ 327-22‬حيث اشترط المشرع أن يصدر التحكيم بأغلبية األصوات وذلك‬
‫إعماال للفصل ‪.327-2‬‬

‫‪42‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫* حالة عدم صالحية الشخص الذي تم اختياره ألن يكون محكما كما لو كان هذا الشخص قاص ار أو محجو ار‬
‫عليه أو محروما من ممارسة التجارة أو حق من حقوقه المدنية أو صدر عليه حكم نهائي باإلدانة في الجرائم‬
‫التي حددها المشرع‪ ،‬وزاد المشرع المصري عن المشرع المغربي في المادة "‪ "16‬من قانون التحكيم المصري‬
‫عبارة ما لم يرد إليه اعتباره ليكون بذلك المشرع المصري أكثر دقة من نظيرة المغربي‪.‬‬

‫* البطالن يرجع الى كيفية اختيار المحكمين‪ ،‬كما لو عين أحد الطرفين المحكم الوحيد الذي تتشكل من هيئة‬
‫التحكيم أو إذا كانت هيئة التحكيم مشكلة من ثالث محكمين وعين أحد الطرفين محكما دون الطرف اآلخر‪،‬أو‬
‫عينت المحكمة أو المحكم دون االلتزام بالضوابط المقررة قانونا أو اتفاقا من طرف األطراف‪.‬‬

‫* حالة عدم إفصاح المحكمين أثناء تعيينه عن كل ما يمس حيدته أو استقالله فإن هذا يؤدي والحالة هذه إلى‬
‫إمكانية الطعن بالبطالن في الحكم التحكيمي أما في حالة إفصاح المحكم بعد تعيينه عن كل ما يمس حياده أو‬
‫استقالله وارتضاء األطراف بذلك فإنه يعد من وجهة نظرنا بمثابة تطهير العيب وبالتالي عدم إمكانية تصور‬
‫البطالن‪.‬‬

‫يظهر مما سلف أن هناك نصوص مقررة تكمل إرادة األطراف‪ ،‬ونصوص آمرة سطرها المشرع تعد من النظام‬
‫العام ال يجب الحيدة عنها‪ ،‬وذلك كاستلزام وترية العدد واشتراط اكتمال أهلية المحكم وعدم وجود ما يحرمه من‬
‫حقوقه المدنية أو أهلية ممارسة التجارة أو صدر عليه حكم نهائي في الجرائم‪.‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬استبعاد تطبيق القانون المتفق على تطبيقه على موضوع النزاع‪.‬‬

‫لقد اعتبر المشرع المغربي استبعاد تطبيق القانون المتفق عليه بين األطراف على تطبيقه على موضوع النزاع من‬
‫األسباب الموجبة للبطالن‪ ،‬وذلك في الفقرة السابعة من الفصل ‪ 327-36‬من قانون ‪ ،08-05‬وتعد هذه الحالة‬
‫من أرقى صور التحكيم والتي يظهر فيها بجالء مبدأ سلطان اإلدارة والذي يتواءم وطبيعة التحكيم االتفاقية‪.‬‬

‫فبالرجوع إلى الفصل ‪ 327/18‬نجد المشرع يتحدث وبصراحة عن هذا المبدأ الراسخ في قانون التحكيم والذي‬
‫‪18‬‬
‫فتتمثل مقتضياته في التزام الهيئة التحكيمية على تطبيق القواعد القانونية التي‬ ‫نصت عليه غالبية التشريعات ‪،‬‬
‫اتفق األطراف على تطبيقها على موضوع النزاع‪ ،‬أما في حالة عدم اتفاقهم على ذلك فإن الهيئة التحكيمية تطبق‬
‫على موضوع النزاع القواعد القانونية التي ترى أنه األكثر اتصاال على النزاع‪ ،‬وعليها في جميع األحوال أن‬

‫‪ - 18‬وردت هذه الحالة في المادة ‪ 53‬من قانون التحكيم المصري التي نصت على جواز رفع دعوى بطالن حكم التحكيم إذا‬
‫استبعد "تطبيق القانون الذي اتفق األطراف على تطبيقه على موضوع النزاع‪".‬‬
‫‪43‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫تراعي شروط العقد موضوع النزاع وتأخذ بعين االعتبار األعراف التجارية والعادات وما جرى عليه التعامل بين‬
‫الطرفين‪ ،‬وإذا اتفق طرفا التحكيم صراحة على تفويض هيئة التحكيم صفة وسطاء بالتراضي‪ .‬تفصل في هذه‬
‫الحالة في موضوع النزاع بناء على قواعد العدالة واإلنصاف دون التقيد بالقانون‪.‬‬

‫والغرض من ذلك أن يحترم المحكم القانون الموضوعي الذي حدده الطرفان في اتفاق التحكيم للتطبيق على‬
‫موضوع النزاع‪ ،‬ويفترض ذلك تعلق النص بالتحكيم والقضاء حيث يكون المحكم مقيدا بقانون إرادة الطرفين إن‬
‫إذا استبعد تطبيق هذا القانون فإنه يكون قد جاوز حدود مهمته حين يبنى حكمه على قانون‬ ‫وجد‪ ،‬بحيث‬
‫موضوعي آخر مما يستتبع بطالن هذا الحكم‪.‬‬

‫وإذا أرجعنا البصر وأمعنا النظر في مفهوم االستبعاد الذي أشار إليه الفصل ‪ 327-36‬في فقرته الثالثة البند‬
‫السابع‪ ،‬فيمكننا طرح اإلشكال اآلتي‪ :‬ماذا يقصد المشرع باالستبعاد؟ فهل يقصد له ترك المحكم للقانون المتفق‬
‫عليه بين األطراف واألخذ بقانون آخر؟ كما هو الشأن في حالة تفويض المحكم صفة وسيط بالتراض فقام‬
‫بتطبيق القانون دون قواعد العدالة واإلنصاف‪ ،‬أم أن الخطأ في التفسير والتأويل يعد من قبيل االستبعاد‪.‬‬

‫في هذا اإلطار ذهب بعض الفقه المصري إلى القول بأن تشويه نصوص قانون اإلرادة الواجب تطبيقه على‬
‫موضوع النزاع هو معادل لعدم إعماله‪.‬‬

‫وقد سار الدكتور عيد محمد القصاص في نفس االتجاه إذ يقول أنه ال يهم في تحقيق سبب البطالن أي قانون‬
‫طبقته بعد أن استبعد القانون الذي اتفق عليه الخصوم على تطبيقه على موضوع النزاع‪ ،‬مما يسمح الطعن‬
‫بالبطالن سواء طبقت على هذا النزاع قانون آخر أو فصلت فيه على مقتضى العدالة واإلنصاف دون التقيد‬
‫بقواعد القانون الذي اتفق األطراف على تطبيقه‪.‬‬

‫وبدورنا فإننا نؤيد هذا الطرح الذي جاء به الفقه المصري لوجاهته القانونية ولقوة علله‪ ،‬وبالتالي القول بأن الخطأ‬
‫في التفسير وتأويل إرادة األطراف يعادل االستبعاد فهو من جهة يوسع من حالة البطالن في الحكم التحكيمي‪،‬‬
‫ومن جهة ثانية يشكل قيد على سلطات المحكم‪ ،‬ومن جهة ثالثة يدعم الثقة في مؤسسة التحكيم وبالتالي تشجيع‬
‫إقبال الناس عليه ‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬اإلخالل بحق الدفاع‪.‬‬

‫حق الدفاع هو حق إجرائي أصيل يتمثل في مجموعة من الضمانات اإلجرائية التي تتيح للخصم تقديم وجهة‬
‫نظره في الخصومة التي يكون طرفا فيها وأن يناقش ما قدم فيها من عناصر قانونية وواقعية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫ولحق الدفاع بهذا المعنى جوانب كثيرة فهو يشمل حق الخصم في العلم بإجراءات وعناصر الخصومة وحقه في‬
‫الحضور والدفاع عن وجهة نظره وحقه في االستعانة بمحام يعبر عن وجهة نظره القانونية في الدعوى وحقه في‬
‫الوقوف على األسباب التي بني عليها القاضي حكمه إلى غير ذلك من الجوانب المتعددة لحق الدفاع‪.‬‬

‫وقد نص المشرع المغربي على هذا الحق في القانون ‪ 08 -05‬المتعلق بالتحكيم والوساطة االتفاقية في عدة‬
‫فصول من بينها الفقرة الثالثة من الفصل ‪":327 -10‬يعامل أطراف التحكيم على قدم المساواة وتهيئ لكل منهم‬
‫فرصة كاملة ومتكافئة لعرض دعواه ودفوعاته وممارسة حقه في الدفاع"‪ .‬والفصل ‪ 327 -14‬الذي يبين كيفية‬
‫تبادل األطراف العلم بشأن ما يستند كل واحد منهم من أدلة ومستندات ‪،‬وإذ ينص على أن المدعي يرسل خالل‬
‫الميعاد المتفق عليه بين الطرفين أو الذي تعينه هيئة التحكيم للمدعي عليه وإلى كل واحد من المحكمين بمذكرة‬
‫مكتوبة تتضمن عالوة على البيانات الشخصية لألطراف ‪ ،‬بيان الوقائع الدعوى والمسائل محل النزاع وطلباته‪،‬‬
‫وبالمقابل يجب على المدعي عليه إرسال مذكرة جوابية مكتوبة بدفاعه ‪ ،‬ردا على ما جاء بمذكرة الدعوى‪،‬‬
‫وأعطى المشرع هنا لكل من الطرفين أن يرفق بمذكرة دعواه أو بمذكرة دفاعه الوثائق وأدلة اإلثبات التي يعتزم‬
‫تقديمها‪ ،‬وعالوة على ذلك فإنه ترسل صورة مما يقدمه األطراف إلى هيئة التحكيم من مذكرات أو مستندات أو‬
‫أوراق أخرى إ لى الطرف اآلخر‪ ،‬كما يجب أن ترسل إلى كل من الطرفين صورة من كل ما تقدم إلى هيئة‬
‫التحكيم من تقارير الخبراء وغيرها من األدلة مع منحهم أجال لتقديم ما لديهم من ردود ومالحظات وتقوم هيئة‬
‫التحكيم بعد ذلك بعقد جلسات المرافعة لتمكن أطراف النزاع من شرح موضوع الدعوى وبالتالي عرض حججه‬
‫وأدلته‪ ،‬ونص المشرع على االكتفاء بتقديم المذكرات والوثائق المكتوبة ما لم يتفق أطراف النزاع على خالف ذلك‬
‫ويتم إخبار األطراف بهذه الجلسات قبل انعقادها بوقت كاف ال يقل عن خمسة أيام وتسلم إليهم صورة من‬
‫محاضرها‪.‬‬

‫ونجد المشرع المصري قد أخذ بنفس المبدأ وذلك بنصه في المادة ‪ 1/53‬من قانون التحكيم على عدم قبول‬
‫دعوى بطالن حكم المحكم إال إذا تعذر على أحد طرفي التحكيم تقديم دفاعه بسبب عدم إعالنه إعالنا صحيحا‬
‫بتعيين محكم أو بإجراءات التحكيم ألي سبب آخر خارج عن إرادته ‪ .‬وما تنص عليه هذه المادة هو بعينه حق‬
‫الدفاع وضرورات احترامه‪ ،‬وذلك يرجع إلى أن المحكم رغم اإلطار التعاقدي األصلي الذي يعمل في ظله يعد‬
‫ويقوم بنفس الدور الذي يقوم به قاضي الدولة عند الفصل في المنازعات‬ ‫بمثابة قاضي يؤدي ذات الوظيفة‬
‫ويتقيد ببعض المبادئ األساسية التي تنظم الخصومة المدنية أمام المحاكم وفي مقدمتها احترام حقوق الدفاع ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حاالت الطعن المرتبطة بحكم التحكيم‪:‬‬

‫إذا كان وجود التحكيم يتحقق بوجود عقد اتفاق تحكيمي أو شرط التحكيم في العقل فإن نتيجة التحكيم تظهر‬
‫بصدور حكم تحكيمي‪.‬‬

‫وقبل التطرق لتعريف الحكم التحكيمي أو أحكام التحكيم كان من المفيد التطرق إلى الخالف اللغوي حول تسمية‬
‫حكم المحكمين بالقرار التحكيمي‪ ،‬أو المقرر التحكيمي‪ ،‬أو الحكم التحكيمي‪ ،‬وهذه التسميات هي مجرد تسميات‬
‫لمسمى واحد‪ ،‬إال أن هناك من الفقه يحبذ تسميته بالقرار التحكيمي لتمييزه فقط عن الحكم القضائي‪)]32[ ( .‬‬

‫ويمكن تعريف أحكام التحكيم بأنها تشمل جميع الق اررات الصادرة عن المحكم والتي تفصل بشكل قطعي في‬
‫المنازعة المعروضة عليه‪ ،‬سواء أكانت أحكاما كلية تفصل في موضوع المنازعة ككل أم أحكام تفصل في شق‬
‫منها‪ ،‬سواء تعلقت هذه الق اررات بموضوع المنازعة باالختصاص أو بمسألة تتعلق باإلجراءات التي أدت إلى‬
‫الحكم بإنهاء الخصومة‪.‬‬

‫في الحكم التحكيمي في‬ ‫وبالرجوع الى المشرع المغربي في ق‪.‬م‪.‬م نجده قد حصر حاالت الطعن بالبطالن‬
‫الفقرة الثالثة (البند ‪ 4‬و‪ )6‬من الفصل ‪ ،36-327‬فالبند الرابع الذي يجيز الطعن بالبطالن إذا لم تحترم‬
‫مقتضيات الفصلين ‪ 23-327‬الفقرة الثانية‪ ،‬والفصل ‪ 24-327‬فيما يخص أسماء المحكمين وتاريخ الحكم‬
‫التحكيمي في الفصل ‪( 25-327‬الحالة األولى)‪ ،‬أما البند السادس من الفصل ‪ 36-327‬في فقرتها الثالثة‬
‫الذي يجيز الطعن بالبطالن إذا صدر الحكم التحكيمي خالفا لقاعدة من قواعد النظام العام (الحالة‬
‫الثانية) ‪.‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬غياب الشكليات الجوهرية للحكم التحكيمي‪:‬‬

‫لقد حدد المشرع المغربي في ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬المعدل بقانون ‪ 08-05‬الشكليات والبيانات التي يجب توفرها في الحكم‬
‫التحكيمي وذلك في الفصول ‪ 23-327‬إلي‪.25- 327‬‬

‫وباستقرائنا لهذه الفصول نجد المشرع قد قصر الطعن بالبطالن على الحكم التحكيمي في حالة عدم احترامه‬
‫لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل ‪ 23-327‬والفصل ‪ 24-237‬فيما يخص فقط أسماء المحكمين وتاريخ‬
‫الحكم التحكيمي إضافة إلى الفصل ‪.25-327‬‬

‫‪46‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من الفصل ‪ 23-327‬نجدها تنص على مايلي‪" :‬يجب أن يكون الحكم التحكيمي‬
‫معلال ما لم يتم إتفاق األطراف على خالف ذلك في اتفاق التحكيم‪ ،‬أو كان القانون الواجب التطبيق على مسطرة‬
‫التحكيم ال يشترط تعليل الحكم"‪.‬‬

‫وبناء على ذلك يتضح أن المبدأ هو وجوب تعليل اإلطار التحكيمي ما لم يتفق األطراف على عدم صدورها‬
‫معللة أو كان القانون الواجب التطبيق على مسطرة التحكيم ال يشترط التعليل‪ ،‬وذلك مع مراعاة االستثناء الوارد‬
‫في الفقرة الثالثة من نفس الفصل والتي تقضي بأنه يجب دائما تعليل الحكم التحكيمي المتعلق بنزاع يكون أحد‬
‫األشخاص من الخاضعين للقانون العام طرفا فيه‪.‬‬

‫على أنه ال يكفي العتبار حكم التحكيم مؤيد بأي سبب من األسباب كيفما كانت بل يجب أن تكون علل الحكم‬
‫كافية فضال على أن تكون متسقة فيما بينها وبين منطوق الحكم‪ ،‬ومن جهة أخرى يجب أن يكون التعليل مساي ار‬
‫للمنطق أي من شأنه أن يؤدي إلى الحكم الذي انتهت اليه هيئة التحكيم ‪.‬‬

‫بيد أن المالحظ أن القضاء الفرنسي قد أبدى شامال كبي ار فيها يتعلق بالمواصفات التي يجب أن تتوافر في‬
‫تنسيق حكم التحكيم وال سيما شرط منطقية األسباب فقد استق ار القضاء الفرنسي على أن محكمة االستئناف‬
‫عندما يقضي أمامها بالبطالن على حكم من أحكام التحكيم فإنها ال تراقب صحة أسباب الحكم وإنما يقتر دورها‬
‫على مراقبة وجود هذه األسباب‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى المشرع المغربي نجده يجيز إضافة إلى ذلك إمكانية الطعن بالبطالن على الحكم التحكيمي في‬
‫حالة عدم احترام مقتضيات الفصل ‪ 24 -327‬فيما يخص فقط أسماء المحكمين وتاريخ الحكم التحكيمي ‪،‬‬
‫ونؤيد هذا النهج الذي سار عليه المشرع وذلك باعتبار أن إغفال تضمين الحكم التحكيمي البيانات من قبيل‬
‫أسماء الحضور وعناوينهم ‪ ...‬ال يؤدي إلى اإلضرار باألطراف ومصالحهم على خالف عدم ذكر أسماء‬
‫المحكمين وتاريخ الحكم التحكيمي والتي تعد من البيانات األساسية التي تتعلق بمصلحة األطراف في الدعوى‬
‫بشكل مباشر‪.‬‬

‫إضافة إلى كل هذا نجد عدم احترام مقتضيات الفصل ‪ 25 -327‬ينهض بدوره سببا للطعن بالبطالن عن‬
‫الحكم التحكيمي‪ ،‬إذ نستشف من مقتضياته على أن عدم توقيع الحكم من قبل جميع المحكمين يجعله معرضا‬
‫للبطالن‪ ،‬غير أنه في حالة رفض األقلية التوقيع في حالة تعدد المحكمين‪ ،‬فإن األغلبية تقوم بتوقيع الحكم‬
‫التحكيمي وبيان أسباب ذلك‪ ،‬حيث يكون الحكم والحالة هاته ولو كان موقعا من لدن كل محكم من المحكمين‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫وما يالحظ على المشرع المغربي في هذا الفصل أنه لم يبين لنا مكان وكيفية التوقيع وبالتالي يكون هنا الوضوح‬
‫والبساطة والدقة مطلوبين والغموض والتعقيد مكروهين إلى حد كبير‪ ،‬وبالتالي يمكن القول على أن التوقيع يجب‬
‫أن يأتي في أسفل الورقة وأن يكون يدويا‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬مخالفة الحكم التحكيمي لقاعدة من قواعد النظام العام‪.‬‬

‫طبقا لنص الفصل ‪ 327 -36‬في فقرته الثالثة البند السادس فإن الحكم التحكيمي يكون عرضة للطعن‬
‫بالبطالن إذا خالف قاعدة من قواعد النظام العام‪.‬‬

‫ونفس النهج نهجه المشرع اللبناني في المادة ‪ 2/800‬من أصول المحاكمات المدنية الذي نص على أن من‬
‫أسباب االستئناف اإلبطال وهو مخالفة القرار لقاعدة وتتعلق بالنظام العام‪.‬‬

‫وال شك أن مخالفة القرار التحكيمي لقاعدة موضوعية تتعلق بالنظام العام أو لضمانة أساسية من الضمانات‬
‫التي يعطيها القانون للخصم للدفاع عن حقه‪ ،‬فمثل هذا العيب يجعل للمجتمع مصلحة يتوجب معها توفير سبيل‬
‫للطعن أمامه دون االعتداد باالتفاق المسبق على عدم الطعن باعتبار أن المصالح الفردية ال يجوز أن تتقدم‬
‫أمام المصلحة العامة‪.‬‬

‫والنظام العام فكرة يستعصي على الفقه أن يجد لها مدلوال موحدا والسبب في هذا ما يثيره مضمونه من ضوابط‬
‫تختلف حسب الزمان والمكان‪ ،‬ولهذا فإن منظور النظام العام ال يستقر على حال‪ ،‬بل هو يختلف ويتطور‬
‫مضمونه عند تطبيقها‪ ،‬وهذا ما يثير الخالف في تحديد مفهومه ويطرح إشكاليات في الواقع العلمي إذا تعلق‬
‫بعالقة ذات عنصر أجنبي‪.‬‬

‫ويمكن تعريف النظام العام بأنه مجموعة المصالح العليا األساسية التي يقوم عليها بنيان المجتمع وكيانه المادي‬
‫‪19‬‬
‫سواء من الناحية السياسية أو االقتصادية أو االجتماعية‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد يقول الدكتور عبد الرزاق السنهوري ‪":‬يكاد القاضي أن يكون مشرعا في هذه الدائرة المرنة‪ ،‬بل‬
‫هو المشرع يتقيد بآداب عصره ونظم أمته األساسية ومصالحها العامة‪.20 "...‬‬

‫‪- 19‬أستاذنا إدريس الفاخوري‪ ،‬المدخل لدراسة القانون الوضعي‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،‬الطبعة ‪ ،2004‬ص‪.106 :‬‬
‫‪ - 20‬عبد الرزاق السنهوري ‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬المجمع العربي اإلسالمي‪ ،‬منشورات محمد الراية‪ ،‬مطبعة دار الكتاب المصرية‪،‬‬
‫بيروت‪ /‬لبنان‪ ،‬الجزء األول‪ 6 ،‬نونبر ‪ ،1934‬ص‪.493 :‬‬
‫‪48‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫وبالرجوع إلى الفصل ‪ 327 /36‬نجدها تنص على أن محكمة االستئناف التي تنظر في الطعن بالبطالن تحكم‬
‫من تلقاء نفسها ببطالن الحكم التحكيم إذا تضمن ما يخالف النظام العام في المملكة المغربية‪."...‬‬

‫وما يجب التأكيد عليه في هذا الخصوص هو أن بطالن الحكم التحكيمي لمخالفته لقاعدة من قواعد النظام‬
‫العام‪ ،‬يفترض وقوع المخالفة فيما قضى به الحكم ذاته حتى يمكن تأسيس دعوى البطالن على نص الفصل‬
‫‪ 327 -36‬الفقرة السادسة‪ .‬أما بطالن الحكم التحكيمي لمخالفة النظام العام حالة كون موضوع النزاع من‬
‫المسائل التي ال يجوز التحكيم فيها‪ 21‬فإن دعوى البطالن في هذه الحالة تؤسس على نص الفصل ‪327 -36‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ ،‬والتي يجيز الطعن بالبطالن إذا كان اتفاق التحكيم باطال‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫هكذا يتضح من كل ما سبق أن األحكام التحكيمية التي تصدر طبقا للقانون المغربي ال تقبل الطعن فيها بأي‬
‫طريق من طرق الطعن المنصوص عليها في ق‪.‬م‪.‬م كما أشار إليها الفصل ‪ ،34-327‬إال فيما يخص طلب‬
‫إبطاله بدعوى مبتدأة إذا ما توافرت الحاالت السالفة الذكر والتي هي واردة على سبيل الحصر‪ ،‬ولقد أسند‬
‫المشرع المغربي االختصاص لمحكمة االستئناف وللنظر في دعوى البطالن بصفة استعجالية في األحكام التي‬
‫صدرت في دائرتها‪.‬‬

‫أما عن أطراف دعوى البطالن فإنه يعود رفع الدعوى لصاحب المصلحة التي كان طرفا في الخصومة وله‬
‫الصفة أو ال يحول دون قبول دعوى البطالن‪ ،‬نزول المدعي عن حقه في رفعها قبل صدور الحكم‪ ،‬وذلك حماية‬
‫للطرف الضعيف في العالقة القانونية‪.‬‬

‫على أنه إذا تعلق البطالن بالنظام العام‪ ،‬بمعنى أن المصلحة المقصود حمايتها هي مصلحة عامة وليست‬
‫خاصة باألفراد فقط‪ ،‬فإنه يحق ألي من الخصوم التمسك به ‪ ،‬ويجب على المحكمة أن تقضي من تلقاء نفسها‪،‬‬
‫وما يؤكد أو يؤيد قولنا هذا هو نص الفصل ‪ .4-36-327‬على أنه ‪" :‬تحكم محكمة االستئناف التي تنظر في‬
‫الطعن بالبطالن من تلقاء نفسها ببطالن حكم التحكيم إذا تضمن ما يخالف النظام العام في المملكة المغربية أو‬
‫إذا وجدت موضوع النزاع من المسائل التي ال يجوز التحكيم فيها"‪.‬‬

‫‪ - 21‬راجع الفصلين ‪ 310 -309‬من قانون ‪ 08 -05‬المتعلق بالتحكيم والوساطة االتفاقية‪.‬‬


‫‪49‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫‪2020‬‬

‫أما فيما يخص أجل رفع دعوى البطالن‪ ،‬فيمكن رفع الدعوى بمجرد صدور الحكم التحكيمي‪ ،‬وال يتم قبولها إذا‬
‫لم تقدم داخل أجل ‪ 15‬يوما من تبليغ الحكم التحكيمي‪ ،‬المذيل بالصيغة التنفيذية‪ ،‬وتبث محكمة االستئناف طبق‬
‫لمسطرة االستعجال‪.‬‬

‫ويترتب على رفع دعوى البطالن وقف تنفيذ الحكم التحكيمي‪ ،‬كما توقف ممارسة هذا الطعن داخل أجل تنفيذ‬
‫الحكم التحكيمي‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like