Professional Documents
Culture Documents
Syamsul Bahri Abd Hamid
Syamsul Bahri Abd Hamid
رسالة الدكتوراه
قي ٌدمت استكمالن دلتطلبات احلصوؿ على شهادة ال ٌدكتوراه
العرب
قسم ال ٌدراسات اإلسالميٌة ختصص اللٌغة ك األدب ٌ
جبامعة عالء ال ٌدين اإلسالميٌة احلكوميٌة
مكاسر
إعداد :
شمس البحري بن عبد الحميد
رقم القيد31011801108 :
المشرفون :
األستاذ ال ٌدكتور احلاج زلمد رشدم خالد ،ـ.أ.
األستاذ ال ٌدكتور احلاج صرب الدين غراجننغ. ،ـ.أ
ال ٌدكتورة احلاجة ىعمره قاسم ،ـ.أ.
أ
اإلقرار على أصالة األطروحة
بكل كعي كأمانة كصدؽ ،أ ٌف األطركحة من نتاج عملو كتصنيفو كتفصيلو
أقر الباحث ٌ
كلقد ٌ
كإف ثبت بعد فًتة من الفًتات أهنا مزكرة أك منتحلة من أطركحة اآلخرين كلٌها أك بعضها فهي
كالدرجة العلمية اليت يمنحت لو غَت شرعيتُت ،ككلتامها لغية دلقتضى القانوف.
ب
التصديق على أطروحة الدكتوراه
لقد جاءت األطركحة بعنواف :سورة القصص في ضوء علم اللغة االجتماعي (دراسة
تحليلية وتطبيقية من اآليات القرآنية) كاليت كتبها الطالب :مشس البحرم بن عبد احلميد ،بقسم
الدراسات اإلسالمية ،ختصص اللغة كاألدب العرب ،رقم القيد ،80100310053 :كقد متٌ
نقاشها كدفاع الطالب ذلا يف جلسة المتحاف للحصوؿ على درجة الدكتوراه ،ادلنعقدة يف اخلميس،
26مجادل األكؿ 1435ق ،ادلوافق يف 27مارس 2014ـ ،كقد ٌقررت اللٌجنة أف أطركحة
الدكتوراه للطالب قد استوفت شركطها العلمية الالزمة الٌيت ييستحق لو قبوذلا استكمال للحصوؿ على
درجة الدكتوراه.
المشرف :
(،).................. .1األستاذ الدكتور احلاج زلمد رشدم خالد ،ـ.أ.
المشرفان المتابعان :
(،).................. .1األستاذ الدكتور احلاج صرب الدين غراجننغ. ،ـ.أ.
(،).................. .2الدكتورة احلاجة عمره قاسم ،ـ.أ.
السادة المناقشون :
(،).................. .1األستاذ الدكتور احلاج زلمد ناصر زلمود ،ـ.أ.
(،).................. .2الدكتور احلاج كماؿ الدين أبو نواس ،ـ.أغ.
(،).................. .3الدكتور احلاج حبر الدين بن عبد الصفا ،ـ.أغ.
(،).................. .4الدكتور منَت ،ـ.أغ.
(،).................. .5األستاذ الدكتور احلاج سويتو ،ـ.أ.
(،).................. .6األستاذ الدكتور احلاج زلمد رشدم خالد ،ـ.أ.
(،).................. .7األستاذ الدكتور احلاج صرب الدين غراجننغ ،ـ.أ.
(،).................. .8الدكتورة احلاجة عمره قاسم ،ـ.أ.
ه
ق -كل أنسى أف اهلل قد رأىفٍت بالوالدة احلنوف احلاجة حارمين حفظها اهلل اليت َّ
أمدتٍت حببٌها
الصادؽ؛ كمل تزؿ ىي تدعو اهلل ي بأف أكوف من ادلوفَّقُت يف الرسالة ىذه كغَتىا ،كل أنسى أف
أشكر كالدم احلاج عبد الحميد الذم قد رمحو اهلل يف الدار الربزخية ىو اآلخر زلطة جرأيت كمحاسي
يف إجناز اخلَتات ،كىو الذم كاف حريصا على عوين طواؿ حياتو ،كأحيل الفضل يف إجناز الرسالة إىل
زكجيت ادلخلصة أيفي فطرية اليت مؤلت حيايت جبملة من تضحياهتا كرلهوداهتا يشهد اهلل قيمها يف
تتحملها يف بعض مش ٌقاهتا ككذا أبنائي محمد فتحي إسالمي مشاركيت برحلة ثقافية حبثية كانت ٌ
وحلية أولياء اهلل ،كأقارب مجيعا الذين امت ىؤلى يحبُّهم يف عوين كمسانديت كاهلل حفظهم يف مجيع أحواذلم
كتقلباهتم.
يكم يئ إىل من قد ق ٌدـ ي العوف كالتسهيالت مجيعا حفظهم اهلل؛ من بداية خطوة كمن ىنا أ ً
أمشي هبا لاللتحاؽ بااجامعة يف قسم الدراسات العليا إىل اليوـ الذم تقرر ااجامعة بنجاحي فيها
بإذف اهلل تعاىل ،كمن ىنا أيقًٌر كأق ٌدـ جزيل الشكر للجميع متمنٌيان من اهلل أف يكرمهم بالثواب الوفَت
فإنو مثيب لعباده الطيٌبُت الذين كانوا على صراط اهلل منتهجُت .كآخر دعوام أف احلمد هلل رب
العادلُت.
و
محتويات األطروحة
الواجهة .. .........................................................أ
اإلقرار على أصالة الرسالة ...........................................ب
التصديق على األطركحة ...............................................ج
شكر كتقدير .......................................................د
صفحات احملتويات ..................................................ق
ملخص البحث .....................................................ك ٌ
الباب األول :التمهيد 0 .............................................
أ .خلفيٌة البحث 1 ...............................................
ب .فهم الظواىر ك الستشكالت 5 ................................
ج .توضيح معامل األطركحة 5 ......................................
د .مراجعة الدراسات السابقة 11 ....................................
ق .الرسم الفكرم التوضيحي 14 ....................................
16 ك .مناىج حبث الرسالة .........................................
ز .أىداؼ البحث كجداكيو 17 .....................................
.ادلخطط الرئيسي لؤلطركحة19 .....................................
الباب الثاني :نظرية علم اللغة االجتماعي 40 .........................
أ .علم اللغة العام و المجتمع 40 ....................................
. 1حتوؿ حبث اللغة إىل علم اللغة 21 .........................
. 2علم اللغة كاجملتمع اإلنساين 32 ............................
ب .تلويح بنظرية علم اللغة االجتماعي 82 ............................
ج -المعاني في المستويات اللغوية 21 ..................................
. 1مستول األصوات 41 .....................................
. 2مستول الكلمة 49 .......................................
. 3ادلستول الًتكييب 56 ......................................
. 4ادلستول الدلي 62 .......................................
ز
د .طبيعة المعنى وأنواعو 83 ..........................................
. 1ادلعٌت الضمٍت 68 ..........................................
. 2ادلعٌت اإلشارم 69 .........................................
. 3مفهوـ ادلعٌت كمداه 70 .....................................
. 4مدلوؿ ادلعٌت 71 ...........................................
الباب الثالث :التحاليل اللغوية في آيات القرآن 73 .........................
أ .جدكل الدراسات اللغوية يف اآليات القرآنية 73 ........................
ب .مالحظات اللغويُت عن سورة القصص 79 ...........................
. 1التنبيو ادلعنوم يف السور 79 ..................................
. 2إشكالية اإلعراب كأثرىا يف تغيَت ادلعاين 80 ....................
. 3التحليل ادلضموين كدللتو يف اآليات 82 ........................
. 4التوجيو البياين التفسَتم 82 .................................
. 5احلكمة من استخداـ ااجمل كالصيغ كالعبارات 84 .............
ج .كعي النص كالسياؽ 85 ............................................
. 1كعي النص 85 .............................................
. 2كعي السياؽ 90 ............................................
98 الباب الرابع :الصور التطبيقية في آيات سورة القصص....................
أ -الدللت اللفظية كادلعنوية يف السورة 98 ..............................
. 1البنية الصوتية يف نصوص السورة 98 ...........................
. 2السمات الصرفية الدالة على الطابع الجتماعي يف السورة 124 ....
. 3السمات الًتكيبية الدالة على الطابع الجتماعي يف السورة 147 ....
. 4السمات النحوية قي مجل السورة 177 ..........................
ب .التخاطب ادلاثلة يف السورة 186 .......................................
. 1اخلطاب يف التحذير الجتماعي يف من جاكز احلدكد186 ..........
. 2خطاب اإلمياف كالكفر يف اجملتمع اإلنساين 187 .................
. 3اخلطاب يف نداء ادلشركُت على رؤكس األشهاد 188 ..............
. 4ألفاظ ااجمل ختاطب العاطفة 189 .............................
ح
. 5العبارات ادلكررة يف اخلطاب القرآين 190 ........................
. 6اخلطاب اإلنساين 191 ........................................
. 7ختاطب بُت موسى كأسرة شعيب 193 ..........................
. 8ختاطب بُت قاركف كبُت قوـ موسى 195 ........................
ج .ادلفهوـ الزائد كادلعٌت الجتماعي ضمن آيات السورة 195 .................
. 1صور من ادلعاين الزائدة 195 ...................................
. 2صور من ادلعاين الجتماعية يف السورة 199 .....................
د .التغَت الجتماعي كالتنشئة الجتماعية يف آيات السورة 206 ...............
. 1التغَت الجتماعي 206 .......................................
. 2التنشئة الجتماعية 221 ......................................
الخاتمة 448 .......................................... الباب الخامس :
أ .أىم نتائج البحث 226 .............................................
ب .اآلثار ادلًتتبة على البحث 228 ........................................
ادلراجع كادلصادر 229 .......................................................
مالحق البحث :
نبذة من سَتة الطالب العلمية
قرارات ىامة
ط
ملخص البحث
مشس البحرم بن عبد احلميد : اإلسم
80100310053 : رقم القيد
سورة القصص يف ضوء علم اللغة الجتماعي : ادلوضوع
( دراسة حتليلية ك تطبيقية من اآليات القرآنية)
الرسالة توضيحة يف اآليات القرآنية على ضوء علم اللغة الجتماعي ،كىو فرع من العلوـ
يلمح إىل فكرة النهوض يف الدراسة التحليلية كالتطبيقية ادللحقة بعلم اللغة العاـ ،ك موضوع األطركحة ٌ
من الزكايا اللغوية اليت ترتبط بعلم اللغة الجتماعي يف آيات القرآف ،ك من بين أىداف البحث ىو
حتليل الظواىر اللغوية ذكات الطابع الجتماعي آليات القرآف اليت تفتٌحت للبحث كالتنقيب؛
فيحتوم التحليل على كيفية التعامل مع أية نصوص أصبحت موقعة التصورات كظلت زلطة
الىتمامات كالتفكَتات عرب القركف سواء أكانت النصوص مقدسةن كمساكيةن (كالقراف كالكتب
ادلقدسة) أـ كانت انطباعية كابتكارية (كاألشعار كاخلطب كالرسائل األدبية) ،فكل نص قابل
للتحليل اللغوم؛ كالبحث ىنا منوذج يهدف إلى اإلثبات للجميع أف النص القرآين كما ىو شأف
قص ود يف شيء من النتقاص كالستهانة التصحف دكف ٍ نصوص أخرل قابل للدراسة كالشر كالنظر ك ُّ
قيمو يف اجملتمع اإلنساين كأف تىثبيت فضليو [فيما ُيتويوُت ي من شأنو ،بل العكس ىو ادلنشود أف تيستىٍبػ ىى
ثم ىدف آخر من رموز اجتماعية] باحملاذاة مع النصوص الواردة كادلعركفة يف تاريخ األمم كاألقواـ .و َّ
تفه هم يف نوعية التخاطب كمنطو يف سورة القصص ومن ثم النهوض مبراجعة النصوص القرآنية، وىو ٌ
يتفهم ادلعٌت الزائد كادلعٌت الجتماعي يف ألفاظ اآليات كمعانيها ،وىدف أخير ىو ليجعل القارئ ٌ
استجالء مظاىر التغَت الجتماعي كالتنشئة الجتماعية يف آيات السورة ،فييظهر ىذا الستجالء
رلموعة من ادلفاىيم اخلاصة بعد استقراء الدللت اللغوية.
ضع عدة ادلناىج البحثية :العامة كاخلاصة ،كأما العامة فمن غَت كسَت البحث باإلمجاؿ يُي ً
استنباطات متنوعة؛ لفظيةن كانت أـ معنويةن ،ألف احلاجة قد اقتضت ٌ ادلستبعد أن تكون في البحث
عتمد يف كث وَت من ادلواقع يف الرسالة إخضاعُ المنهج االستقرائي الذم لب ٌد من ذلك ،ك بينما يي ي
النتهاج فيو ،فقد كانت طبيعة البحث تستلزـ بتتبُّع جزئيات األلفاظ كادلعاين لتصل إىل الكليات؛
فاحلركؼ كالكلمات كااجمل كأحواؿ النص من مرايا إخضاع ادلنهج الستقرائي ،كعيالكة على ذلكم
في البحث ظواىر استردادية كىي نوع من اإلشارة إىل قيم تارُيية يف بعض مواقع اآليات ادلعااجة،
كهبذه الظاىرة امتثالة من اللجوء كاقتضاء السَت بقليل يف ادلنهج السًتدادم أك التارُيي .كأما اخلاصة
فهو السَت يف ادلنهج اللغوم احلديث بأف يتتبع الباحث يف مستويات التحليل اللغوم احلديث مبعااجة
ي
قضايا األصوات يف القرآف ،كمن بعدىا الوقوؼ يف حتليل بناء الكلمة يف آيات السورة مع ادلالحظة
يف القضايا الصرفية كالًتكيبية ،كمن مث النتقاؿ إىل التحليل ااجملي كالدلي ،كاحلكمة يف تتبع كل
ادلستويات ىو إظهار بعض القيم كادلوضوعات كاخلصائص الجتماعية اليت ضمن القرآف يف طياتو.
كمن نتائج ىذه الدراسة أف ادلعاين يف الكلمات العربية تدرؾ صنوفها كىي تتوزع داخل ما
يسميها ادلتأخركف بادلستويات اللغوية؛ كفهم ادلعاين يف ادلستويات اللغوية يؤدم إىل تسليس فهم
ادلعاين يف النصوص العربية بل يف النصوص القرآنية ،كما أف ادلعاين اليت تتمايز بالطابع الجتماعي
فإهنا
البحث يف سورة القصص ٌ ي صرمن ادلهمات حيث تبٍت مفهوما خاصا للنصوص القرآنية ،كإف ح ً
ي
من السور اليت كانت أكثر موضوعاهتا تصور األحواؿ الجتماعية ،كىذا يعٍت أف السورة لبد أهنا قد
احتوت مجلة من الدلئل الجتماعية (اللفظية كادلعنوية)؛ كالدراسة التطبيقية يف السورة خاصة من ٍ
منظار علم اللغة الجتماعي ىي عُت الدراسة التطبيقية يف القرآف عامة؛ ألف الصيغ األسلوبية يف
سورة القصص كويهنا ل ُيتلف مما يكجد يف سائر أخواهتا من سور القرآف.
كأما اآلثار ادلًتتِّبة على البحث يف مثل ىذه الدراسة كيف مثل ىذا التحليل ،فهي أف تظهر
صور اإلعجاز اليت فاضت آيات سورة القصص هبا للناس؛ كأف تتمثٌل الرموز اللفظية كالدلئل ادلعنوية
الدلئل ثركنة لغوية علمية يف جزئيات آيات السورة ،باإلضافة إىل ىذا فإف بالوضو فتيظٍ ًهر ي
الرموز ك ي
ادلصطلحات اللغوية احلديثة اليت مشل البحث هبا ىي من ادلواد اذلامة ،ل مانع لدل الناس
استخدامها يف حتليل اآليات يف ىذا العصر؛ ألف آيات القرآف الكرمي مليئة بادلواد العلمية كاللغوية اليت
تتطلٌب إىل كثَت من ادلصطلحات لكشف مضامينها الجتماعية ،فادلصطلحات تعرب عن ادلدلوؿ
ظل شيئا ثابتا يف اآليات ،فادلدلوؿ اللغوم يف القرآف عامة كيف سورة القصص خاصة اللغوم الذم ٌ
قد ثبت للجميع أنو يًتسخ يف القوالب من الفونيم ،كادلورفيم ،كادلقطع ،كالنرب ،كالتنغيم كما شابو ما
ذيكر ،مذ نزكلو يف غار احلراء؛ مث إف ما يسميو اللغويوف بادلسميات قد اتٌضحت حقائقها كىي يف
يف رلاؿ علم األصوات تيطلق عليها مبصطلح الفونيم الذم عرفو القدماء باسم بالصائت كالصامت
ُت ،كرلهور،كمهموس ،كرخاكة ،كاستعالء ،كغَتىا ،كما قد عيرؼ يف كمواصفاتو اخلاصة من شدة ،كلًٍ و
علم بناء الكلمة مورفيم الكلمة الذم اصطلحو القدماء مبعاين الصيغ يف الكلمات ،فأبناء العصر
اليوـ بجب عليهم اإلدراؾ بأمهية ادلدلوؿ كادلسميات ،كعليهم ادلراقبة يف تطور ادلصطلحات ،كأف
يلتزموا الرقابة بالدقة يف دكراف التحاليل اللغوية يف عصر من العصور.
ك
ABSTRACT
Name : Syamsul Bahri Abd. Hamid
NIM : 80100310053
Title : Sura Al-Qasas in Sociolinguistics Perspective (Analysis Study and Application
of the Verses of the Qur'an)
This dissertation is a discussion of the verses of the Quran in sociolinguistics
perspective, which is a branch of Linguistics. The topic focuses on the implementation of the
analysis study and the implementation of the verses of the Qur'an through the sociolinguistics
perspective. One of the objectives of the dissertation is analyzing of the verses of the Qur'an
in relation to the elements of the social language, in order to analyze and then to implement
them into daily life. This dissertation examines how common verses have been paid attention
for centuries, either all texts from the revelation such as: Al-Qur’an and the previous holy
books or manuscripts such as: poetry, prose, sermons and literary correspondence by
assuming that all existing manuscripts can be analyzed according to language of the Qur'an.
The second purpose of this dissertation is to understand the patterns and types of the verses of
the Qur'an. The third target is to review the Qur'an regarding the the additional and social
meanings of those Quranic verses. The last purpose is to reveal patterns of social change and
social development phases of the heroes mentioned in sura Al - Qasas .
This study uses two methods and several approaches. Those two methods are general
and specific methods. The general method consist of some approaches, those are deduction
(istinbaat/istidlaal), induction, and historical approach. Deductive approach is used to
analyze sentences at the level verses. However, inductive approach is commonly used since
this research has to analyze language of the sura Al-Qasas, especially the study of letters,
words, and sentences. The historical approach is also used in line with the history of the
verses of sura Al-Qasas. The specific method refers to modern philological research using
contemporary language. This method uses standard modern language analysis. The method
start from the sound of the Qur'an. The second step of this philological research is
observation of structure of verses of the Qur'an in Sura Al-Qasas, Also, this method focuses
on changes of words and sentences structure as well as meaning of words.
The findings of this research show the different level of meanings of each word either
in Arabic or in Qur'an, The differentiation of meaning of each level were found through
language analysis. By understanding those meanings through different level of language
analysis will lead people to understand easier of the Arabic script and even the manuscript of
the Qur'an. Similarly, the symbols and meanings of social context will guide people to be
easier understand the meaning of texts of the Qur'an. Therefore, study is only discussed and
analyzed the verses of Sura Al-Qasas, since this Sura describes social conditions which
definitely contain a lot of social symbols, either in pronunciation or meaning. The approach
ل
of sociolinguistics perspective to analyze the Sura of Al-Qasas in sociolinguistics is equal to
analysis on other suras of the Qur'an. The reason of this because of the style of language in
sura Al-Qasas is similarly identical on the other suras in the Qur'an.
The implications of this study is the conspicuousness and the clarity of the miracle in
the verses of the Qur'an, such as pronunciations and meanings that has been transformed into
a language of the various verses of the Qur'an, especially in sura Al-Qasas. Another
implication is that modern terminology that usually used in this study, is unrestricted to use in
the study of the verses of the Qur'an in the contemporary era. That is because the Qur'an
contain various scientific and language materials. Also, by the time, Al Quran has a lot of
terminology that contain social meanings that can be revealed. In fact the terminology covey
the intended meaning (Madlul) of the verses of the Qur'an. The intended meaning (madlul) of
the language of the Qur'an / in Sura Al-Qasas, since the verses came to Muhammad first time
at the cave of Hira, have been divided into various elements of the language such as
phonemes, syllables, stress, intonation, and other morpheme.
Therefore terminology which is called al-musammayaat in this study is clearly
known, such as the level of study of sounds, phonemes that similarly to the terminology in
linguistic field, for example the expression Shait (vocals), Shamit (consonants) and its
character or properties include: Syiddah (hard), Liyn (soft), Majhur (voice), Mahmus
(voiceless), Rokhawat (humiliation ) and Isti'laa (elevation) and others as well as at the level
of study of stucture of the word. Long ago, the term morpheme is also called by the term
Maani shiyagil kalimaat (meanings in the forms of words). Therefore, for the current experts
should understand the importance of the intended meanings (Madlul) and the meaning of the
named (Al-Musammayaat). Also, the experts should always observe the development of
terminology of language and they should observe the rotation of it from period to other
period.
.
م
ABSTRAK
ن
Qur’an. Jika penelitian ini terbatas pada ayat-ayat Surat Al-Qasas, karena temanya banyak
menggambarkan kondisi-kondisi sosial, secara pasti di dalamnya memuat banyak simbol
simbol sosial, baik pada lafal atau maknanya. Studi terapan secara khusus pada surat Al-
Qasas dalam perspektif ilmu Sosiolinguistik identik dengan studi terapan pada surah-surah
Al-Qur’an secara umum, gaya bahasa dalam surah Al-Qasas, tidak berbeda dengan gaya
bahasa yang tertera pada surah-surah lainnya di dalam Al-Qur’an.
Adapun implikasi penelitian ini adalah lebih jelasnya gambaran mu’jizat memenuhi
ayat ayat Al-Qur’an, yaitu berupa konotasi lafal-lafal dan makna-makna yang telah menjadi
kekayaan materi bahasa yang tertera di dalam bagian ayat-ayat Al-Qur’an khususnya pada
surat Al-Qasas. Implikasi lain ialah peristilahan modern yang terdapat di dalam penelitian ini,
pada hakekatnya tidak terlarang untuk dipergunakan dalam telaah ayat-ayat Al-Qur’an di
zaman kontemporer, karena Al-Qur’an sarat dengan materi ilmiah dan materi bahasa, Al-
Qur’an membutuhkan banyak peristilahan, agar kandungan makna sosialnya dapat terungkap.
Pada kenyataannya peristilahan tersebut telah banyak mengungkap makna yang dituju (
Madlul ) di dalam ayat-ayat Al-Qur’an, makna yang dituju (madlul) tersebut dalam bahasa
Al-Qur’an/surah Al-Qasas terbukti telah terbagi pada unsur unsur bahasa dalam Fonem,
Suku-kata, Tekanan, Intonasi, Morfem dan lainnya, sejak diturunkan ayat-ayat tersebut di gua
Hira. Lalu materi yang disebut Al-Musammayaat (hal yang dinamai) dalam penelitian ini
semakin jelas diketahui substansinya, seperti pada tingkat kajian ilmu tentang bunyi, maka
istilah Fonem semakna dengan yang diungkap oleh para ahli bahasa dahulu kala dengan
istilah Sait ( vokal), Shamit (konsonan,) dengan karakter sifat-sifatnya antara lain : Syiddah
(keras), Liyn (lembut), Majhur (jelas), Mahmus (bisikan), Rokhawat (perendahan) dan Isti’laa
(peninggian), dan lainnya, demikian pula pada tingkat kajian ilmu kontruksi kata, istilah
Morfem disebut sejak dahulu dengan istilah maani shiyagil kalimaat (arti-arti dalam bentuk-
bentuk kata). Oleh itu para ahli saat ini hendaknya mengerti pentingnya makna yang dituju (
Madlul) dan makna yang dinamai (Al-Musammayaat), serta para ahli hendaknya senantiasa
mengamati perkembangan istilah bahasa, dan mereka hendaknya tetap memperhatikan rotasi
analisis bahasa dalam kurun waktu yang silih berganti.
س
الباب األول
التمهيد
خلفية البحث آ.
اغبمد هلل اؼبنعم على عباده دبا ىداىم إليو اإليباف ،كاؼبتمم إحسانو دبا أقاـ ؽبم
من جلٌي الربىاف ،فلو الشكر على إحسانو كعظيم مننو كالصبلة كالسبلـ على سيدنا
ؿبمد اؼبصطفى ك على آلو كأصحابو أىل الصدؽ ك الوفاء كسلٌم تسليما كثَتا.
كؼبا كانت اآليات القرآنية ُب ديبومة العطاء للباحثُت ك الباحثات من الذين
خاضوا ُب كشف مضامينها اللفظيٌة ك اؼبعنويٌة حاكلت –رغم صعوبات اعًتضتٍت-
لعت على اؼبعاين الواردة [اؼبفردة اؼبشاركة ُب استخراج بياناهتا كاستخبلصها ،فما إف اطٌ ي
ك اؼبركبة] ُب التصوير القرآين [لدل دراسة أيٌة آيات قرآنية] إذا اؼبعٌت اآلخر تفتٌ ٕب ك
أيقظ انتباىي ُب دالالت اآليات ،ىذا اؼبعٌت من اؼبعاين الزائدة اؽبامة اليت ذبلت إيباءاهتا
على كبو شبرة من شبرات ُب أشجار مثمرة قربت قطوفها تتجلى ُب أجزاء اآليات القرآنيٌة
كاضحة جلٌية ىي اؼبعٌت االجتماعي.
فاؼبعٌت االجتماعي قد يتض ُب ألفاظ اآليات كال يسهل ألحد معرفتو من خبلؿ
قراءة سردية كلكن إذا أيمعن النظر ُب تراكيب األلفاظ كعبلقة األلفاظ بعضها ببعض
درؾ عنو بأف كينونتو جزء ال يتجزأ من كاإلؼباـ باإلشارات اؼبوحية لو لفظينا أك معنوينا ،يي ى
لب معٌت كل آية.
ضمن ٌ
فعلى سبيل اؼبثاؿ جاء ُب سورة السجدة كسور أخرل باألسلوب نفسو ،كصف
القرآف منزلةن من عند اهلل تعأب ُب قولو تعأب {:
1} إتياف لفظ التنزيل ُب مقدمة السورة متبوع باعبار كاَّركر الٌذين
يوضحاف معٌت التنزيل بأنو ؛ فمن ناحية اؼبفردة كلمة (التنزيل) اليت
تدؿ على كزف التفعيل كىي إشارة إٔب تفعيل حركة خارجية غَت ذاتية ،فتنشأ ىذه اغبركة
من تأثَت ،كفبا يؤٌكد على ىذا؛ إتياف الًتكيب الذم ىو بياف لو ُب اآلية بقولو تعأب {
،} إذف حدكث اغبركة بفعل منو تعأب كغَت نازؿ طبيعي بل يم َّنزلة؛
تدؿ بعد ذلك على إشارات اجتماعية كما دامت اغبركة مؤكدة ُب الًتكيب ،فهي ٌ
منزؿ لنبينا ؿبمد صلى كينكشف بعدئذ اؼبعٌت االجتماعي ُب اآلية ،ىو أف القرآف عطاء ٌ
تتم
اهلل عليو كسلم كىو بشر ـبتار من كتلة إنسانية يرتبط عليو ىذا التنزيل ،ىكذا ٌ
الدراسة ُب آيات سور القرآف ضمن علم اللغة االجتماعي.
كانطبلقا من أنبية من مثل اؼبعٌت االجتماعي كغَته من معاين كظواىر ذات طابع
اجتماعي ،كضركرة الوقوؼ ُّا كالتحديد على بعدىا ىنا كىناؾ ،ككعي مفهومها
التكاملي فمن اعبدير القياـ بالبحث الدقيق ك استخراجها استخراجا سليما من خبلؿ
دراسة ربليلية كتطبيقية ُب اآليات القرآنية على ضوء علم اللغة االجتماعي ،كاجتنابا من
التوسع ببل حدكد كالتقعَت ببل قعر ،فمن األحسن دبكاف؛ أف ترتكز الدراسة باختيار
سورة من سور القرآف الكرمي أبذؿ فيها كل اعبهود ،ك أربط فيها إزارم ُب اإلؼباـ بالسورة
كالتقصي ُب إبراز ظواىرىا كاضحا كضوح الشمس ُب هنار مشمس ،فكاف االختيار –
مٍت -من سور القرآف ىي سورة القصص ،من حيث استبينت فيها من تسميتها بسورة
القصص ،فالقصص موضوع اجتماعي سردىا القرآف الكرمي الب ٌد أف وبمل ُب طياهتا
ظواىر كمعاين اجتماعية ُب دالالهتا اؼبتنوعة ،كمن ىنا كاف اختيار السورة ىنا مناسبا
للبحث ُب ىذا اؼبوضوع.
فطبيعة الدراسة ُب البحث تقتضي بالوقوؼ على دالالت الكلمات كأبعادىا ُب
اللغة العربية ،كإذا عوعبت آية من اآليات فبلب ٌد أف تيلم اإلشارة إٔب نوعيها اؼبعنويُت؛
كيب ،كمن ىنا كاف من اؼبمكن بعد ذلك ربديد اؼبعجمي) كاؼبعٌت الًت ٌ
ٌ اؼبعٌت اؼبفردم ( أك
الدالٕب) كغَته من ظواىر كمعاف ذات
ٌ اؼبعٌت الزيادم االجتماعي (كىو جزء من اؼبعٌت
إشارة اجتماعية من خبلؿ اإلوباء من معناه اؼبفردم أك الًتكيب.
تفهم مراد اآليات قد يستشكل على بعض القراء ُب التحديد من مثل اؼبعٌت كُب ٌ
االجتماعي من غَت تعريج على ألفاظ اآلية اؼبتلوة ،لذلك يتحتم للفظ اؼبعاِب مادتو أف
ييكتىشف معناه اؼبعجمي العديد كبعد ذلك التوجو كبو فهم داللتها الًتكيبية دبا فيها من
تقدمي أك تأخَت ،كشرط أك قسم كجواُّما ،كمسند أك مسند إليو ،كعمدة أك فضلة،
كحذؼ أك تصري كمتعلقات جار كؾبركر أك الظركؼ إْب ؛ بل قد يكوف من الضركرم
3
التنبيو إٔب ؿبسنات معنوية ك لفظية قد تظهر بركعة معانيها كزخارفها اللفظية أك اؼبعنوية
كل ىذه الظواىر من اؼبق ٌدمات اليت تؤدم إٔب تبسيط اليت ىي ذات إوباء اجتماعيٌ ،
فهم الظواىر االجتماعية ُب اآليات كمعانيها.
ك آيات القرآف صبيع سوره ُب غٌت من نوع بيانات ًبٌ كصفها آنفا ،كسورة
القصص خَت مثاؿ يبكن التمثيل ُب نوع ىذه الدراسة ،كمن بُت إشارة مبوذجية ما
بلحظ فيها إتياف داللة األلفاظ اليت تيعٌت باألشخاص اؼبشاركُت ُب اػبطاب الربٌاين ُب يي ى
قولو تعأب {:
}كلفظ الضمَتين ؛ (نػ) ،ك(ؾ) ،يدالف على متكلم كـباطب ،أم ىناؾ من يتكلم 2
كاآلخر مستمع ىذا من الظواىر االجتماعية ،كذكر اسم العلمُت اعبامدين (موسى،
كفرعوف) كوهنما دبثابة ضمَت (نبا) إف أطلقا ُب سياؽ غائب ،يوحياف إٔب معٌت
اجتماع ًي ،كذلك داللة اللفظ (قوـ) الذم يعٍت اعبماعة بطبائعهم اغبسنة اجتماعية
كىي مؤكدةه بكلمة (يؤمنوف).
فالسورة ربمل معٌت يشَت إٔب كجود أصناؼ اجتماعية من الناس ،كفيها صاحب
اػبرب ىو اؼبتكلم (اهلل) ،كفيها اؼبتلو على النب صلى اهلل عليو كسلم ،كىو اػبرب عن
الفردين اؼبتباينُت ُب صفة فرعوف كموسى ،كفيها اؼبخاطب ىو النب صلى اهلل عليو كسلم،
فيكوف دكره ىو اؼبستمع ،كبعد ذلك ىنالك أصناؼ من الناس تكوف كظيفتهم ُب اآلية
غايات ُب بناء اَّتمع ،ىم اؼبؤمنوف.
كمن ناحية الًتكيب قد تضمنت اآلية باعبار كاَّركر (باغبق) ،اؼبتعلقُت حباؿ
من فاعل الفعل قبلهما ،فاآلية ربمل داللةن اجتماعية رائعة إذ اتٌض فيها ىم ٍعٌت (نتلو)
كىو مربوط باعبار كاَّركر اللذين تعلقا بالفعل فتنكشف فيها داللةه اجتماعية توض
معٌت الصدؽ ُب اػبرب دكف الكذب ،كالصدؽ كالكذب صفتاف من صفات البشر ُب
تعاملهم داخل ؾبتمع ما ،فاؼبعٌت اؼبستنتج من اآلية ُب سياؽ اؼبفردة كالًتكيب يبٍت معٌت
حسن توضي اؼبصطلحات كالتعريفات اليت كقبل اغبوض إٔب ليباب البحث ييست ى
َّس ىم موضوع الرسالة من ناحية اؼبراد ،ذبنبا من الوقوع ُب غَت ما يسعي إليو من معٌت ات ى
مقصود ،فالرسالة موضوعها :سورة القصص في ضوء علم اللغة االجتماعي (دراسة
تحليلية وتطبيقية من اآليات القرآنية)؛ كأما سورة القصص فهي من سور القرآف اليت
فاضت دبوضوعات اجتماعية ُب بًنىاىا اللفظية كاؼبعنوية ،كمن حيث ترتيبها بُت سور
القرآف ىو أهنا السورة الثامنة كالعشركف ،كعدد آياتها ثماني وثمانون آية ،كال يباثلها ُب
عدد آياهتا إال سورة (ص) ،كعدد حركفها خمسة آالف وثمانمئة حرؼ 3،كعدد
كلماهتا ألف وأربعمئة وكلمة واحدة 4،كقد ذكر ابن اعبوزم أعدادان أخرل مقاربة ال
5
زبرج عما يكًرد ىاىنا.
كأما اؼبراد بكلمة (الضوء) فمفهومها سياقي ،ككلمة (الضوء) تأصيلها ىي مشتقة
كضوءنا ،6كقد أيطلقت كلمة الضوء ُب معٌتضوءا ي من ضاء يضوء أم ضاءت النار ى
ؾبازم ،7كىو ؾباز مرسل عبلقتو البلزمية كاؼبلزكمية أم من البلزمة أف تكوف النار تضوء
منونرا من علم اللغة االجتماعي ،كليس من الذم يلزـ الضوء ُب كلكن أصب الضوء ىنا ٌ
أم مضيء ُب استنارة من النار؛ فقد ييعٌت ُّا الصواب كالسديد كقوؿ أحد ( :لفبلف ر ه
عبلء الدٍّيٍن ىعلً ٌي بن يؿبى َّمد بن إبراىيم البغدادم الصوُب اؼبعركؼ باػبازف ،لباب التَّأكيًل ُب معاين 3
التنزيل( ،ط 2؛ القاىرة :مطبعة مصطفى البايب اغبلب 1955،ـ) ،ج ،3ص . 423
4ؾبد الدين ؿبمد بن يعقوب الفَتكزآبادم ،بصائر ذكم التمييز ُب لطائف كتاب العزيز ( ،ط 3؛
القاىرة :عبنة إحياء الًتاث العريب 1996 ،ـ )،ج ،1ص . 353
الر ٍضبن بن ىعلً ٌي بن اعبوزم .ت 597ىػ ،فنوف األفناف ُب عجائب عيليوٍـ القيرٍآف ،ربقيق
أبو الفرج ىعٍبد َّ
5
اَّ ىمع العلمي العراقي1988 .ـ) ،ص.118-117 الر ٍضبىن العبيدم (بغداد :مطبعة ٍ رشيد ىعٍبد َّ
6زين الدين ؿبمد بن عبد القادر الرازم ,ـبتار الصحاح( ، ،بَتكت :مؤسسة الرسالة،
1417ق1996/ـ) ،ص .385
7جار اهلل أبو القاسم ؿبمود بن عمر الزـبشرم ،أساس الببلغة بُت اؼبعاجم (بَتكت :دار اؼبعرفة ،دكف
سنة) ،،ص .272
6
دجى اؼبشكبلت كاستضأت برأيو) 8،فالضوء ىنا قياسان من معناه اَّازم يبكن إطالقو
بمعنى المجال أو النهج أو المسلك أو ما ىنالك من اؼبعاين حسب السياؽ الذم
يتناسب مع مقتضى الكبلـ.
أما علم اللغة االجتماعي فييعٌت بو من مفهوـ علم اللغةٍ ،ب من مفهوـ ىذا العلم
بعد زيادة الصفة ( االجتماعي) ،فعلم اللغة ُب أبسط تعريفاتو ىو دراسة اللغة [أية لغة]
على كبو علمي ،كيىعٍت ىذا التعريف أف الدراسات اللغوية موضوعية كليست انطباعية
ذاتية 9.كؾباؿ علم اللغة اغبديث ،بنية اللغة من اعبوانب اآلتية :األصوات ،بناء الكلمة،
بناء اعبملة كالداللة ،فعلم اللغة االجتماعي ىو فرع من فركع علم اللغة العاـ ،ىو فرع
حديث العهد برز على الساحة العلمية ُب أكاخر الستينيات كأكائل السبعينيات من القرف
العشرين اؼباضي ،كليس يعٍت أف ىذا الفرع من علم اللغة ٓب يكن معركفان من قبل ،أك أف
نقاط البحث فيو ٓب تكن مطركقة أك خاضعة للنظر قبل التاريخ اؼبشار إليو سابقان ،إف
معظم مواضيعو كانت ؿبل نظر اللغويُت بصورة أك بأخرل ،كلكن ىذه النقاط كانت
تعاِب من خبلؿ اإلطار العاـ لعلم اللغة على أساس أن اللغة ظاىرة اجتماعية وأن
10
بينها وبين المجتمع الذي تعيش فيو اللغة تبادالً مستمراً من حيث التأثير والتأثر.
المعني بعلم اللغة االجتماعي ىنا فهو دراسة الواقع االجتماعي من ّ كأما
نواحي ربليل احملادثات كتأثَت األبنية االجتماعية ُب األنظمة اللغوية ،كاؼبعجم ،كالعكس،
كالتغَت االجتماعي كاللغوم ،كالذخَتة اللغوية ،كاؼبعٌت االجتماعي ،كالتنشئة االجتماعية.
11
8جار اهلل أبو القاسم ؿبمود بن عمر الزـبشرم ،أساس الببلغة بُت اؼبعاجم (بَتكت :دار اؼبعرفة ،
دكف سنة) ،،ص .272
9ؿبمود فهمي حجازم ،مدخل إٔب علم اللغة( ،ط ،4دار القباء اغبديثة :القاىرة؛ 2007ـ) ص
. 21
10
انظر إٔب التوضيحات الواسعة ؽبذا العلم اعبديد على ما كتبو د .ؿبمد أضبد ضباد ُب كتابو علم اللغة
العاـ( ،ط 1؛ الرياض :دار أشبيليا 1424،ق2003/ـ) ،ص .199
11ؿبمد أضبد ضباد ُب كتابو علم اللغة العاـ ،ص.202
7
كاؼبعٍتٌ بعبارة (دراسة) ،ىو عملية التحليل كالتأصيل اللغوم ،كلكي يتوافق اؼبراد
ىنا مع اؼبفهوـ اؼبعجمي ُب العربية ،فيلزـ تتبٌع لفظ الدراسة لدل جهابذة اللغة
كأساطينها؛ فلفظ (دراسة) عند اػبليل بن أضبد الفراىيدم (ت 170ق) ،مصدر من
الزـبشرم (ت )538كقد زاد الحظ بينما ، 12 ً
الكتاب للحفظ س
ٌ فعل درس أم ىد ٍر ي
كدرس
كرر قراءتو درسا كدراساٌ ، الكتاب للحفظ :أم ٌ
ى س
للكلمة كضوحا فقاؿ " :ىد ىر ى
كدارستيو الكتاب يمدارسة ،كتدارسوه حىت حفظوه".13 غَته ٍ
كض مصدر اؼبادة [ الدرس] 14بأهنا الراغب األصفهاين (ت ،)501فقد َّ أما ٌ
تشَت إٔب مداكمة القراءة ك تؤدم القارئ [ ألم نص كاف] إٔب تناكؿ العلم كحفظو،15
فلهذا اؼبفهوـ ينطبق قولو تعأب { :كدرسوا ما فيو} 16كقولو تعأب { :دبا كنتم تعلٌموف
الكتاب كدبا كنتم تدرسوف} 17مع ما قد فهمو اللغويوف القدامى من فهم الدرس الذم
يبلحظ أ ٌف كلمة الدراسة ُب مفهومها اللغوم ال تبتعد من
على ىذا النطاؽ ،فمن ىنا ى
معناىا اليت تناكؽبا القرآف الكرمي ُب اآليتُت السابقتُت ،ككما أف كلمة الدراسة ُب معناىا
العصرم اآلف؛ ما زالت مطابقة كفق ما أشار القرآف إليو ،كؽبذا يبكن ربديد اؼبراد من
لتفهم ما قرئكلمة الدراسة اصطبلحيا بوصفها؛ من عملية التكرار وإعادة القراءة ُّ
المعني في
ُّ صل العلم والفهم من النص المقروء منو ،وىا ىو ذا تح ّ
لو أو لتحفظّو فيُ َ
صدد البحث المقدم مني -الباحث -ىذا.
12خليل بن أضبد الفراىيدم ،كتاب العُت مرتبا على حركؼ اؼبعجم ( ،ط 1؛ بَتكت :دار الكتب
العلمية 1434،ق2003/ـ)،ج ،2ص .20
13جار اهلل أبو القاسم ؿبمود بن عمر الزـبشرم ،أساس الببلغة بُت اؼبعاجم (بَتكت :دار اؼبعرفة ،
دكف سنة) ،ص .128
14اؼبعقوفاف ىنا يوضع بينهما أم كبلـ زائد لتوضي أك لتأكيد كبلـ سابق.
15أبو القاسم اغبسُت بن ؿبمد بن اؼبضل اؼبشهور بالراغب األصفهاين ،معجم مفردات ألفاظ القرآف
(بَتكت :دار الفكر ،دكف سنة) ،ص .169
16سورة مرمي ،اآلية التاسعة كالسبعوف بعد اؼبائة.
17سورة آؿ عمراف ،اآلية التاسعة كالسبعوف.
8
18زين الدين ؿبمد بن عبد القادر الرازم ،ـبتار الصحاح ،ص .37
19سورة البقرة ،اآلية السادسة بعد اؼبائة.
20عبد اهلل ؿبمد بن اؼبكرـ بن أيب اغبسن ابن أضبد األنصارم اؼبعركؼ بابن منظور ،لساف العرب
(القاىرة :دار اؼبعارؼ ،دكف سنة) ،ج ،5ص . 3563
9
ك{ 21
}،
.22}
)2مصدر فعل (قرأ) دبعٌت صبع ،كقرأ الشيء قرآنا صبعو كضمو ك منو ظبي
23
ضم اغبركؼ كالكلمات بعضها إٔب بعض ىٍ ٌ ن م كىو القرآف ألنو هبمع السور كيضمها،
ُب الًتتيل.
)3مشتق من (القرء) أيضا دبعٌت اعبمع ،كؽبذا ظبي قرؤ العدة قرءا؛ الجتماع
دـ اغبيض ُب الرحم ،كقاؿ بعض العلماء :تسمية ىذا الكتاب قرآنا من بُت كتب اهلل
24
لكونو جامعا لثمرة كتبو بل عبمعو شبرة صبيع العلوـ.
ب) منهم من يرل أهنا مصدر غَت مهموز كاشتقاقو ما يأٌب:
)1مشتق من (قرل) كقوؿ عريب :قرل اؼباء ُب اغبوض أم صبعو كمن ىذا
25
األصل ظبيت القرية قرية الجتماع الناس فيها.
)2مشتق من قرف أم قرنت الشيء بالشيء أم ضممتو؛ كالقرآف ظبي بو
لًًقراف السور كاآليات كاغبركؼ فيو ،كُّذا األصل ظبٌي حج القراف ألنو قرف اغبج كالعمرة
26
سواء بسواء.
)3مشتق من (قراف) بغَت اؽبمز ألف اآليات القرآنية يصدؽ بعضها بعضا
كما يتشابو بعضها عن بعض كيسمى ىذا التصادؽ كالتشابو قرائن ،كىذا مذىب
القرطب. 27
كأما الذين يركف كلمة (قرآف) بعدـ اشتقاقها؛ فهم يصنفوف على أهنا اسم علم،
كىي موضوعة اظبا لكتاب اهلل العزيز ،على ىذا الرأم هنج ابن كثَت[ 28القارئ]
كالشافعيٌ [اإلماـ] ،كرأيا أ ٌف (القرآف) ك (قرآف) اؼبعرؼ كغَت اؼبعرؼ كوهنما بنقل حركة
29
اؽبمزة إٔب ما قبلها كحذفها كىذا الرأم ما اختاره السيوطي ُب اإلتقاف.
فاؼبعٌت االصطبلحي لكلمة (قرآف) ىو كما أصبع عليو العلماء من أف القرآف
كبلـ اهلل اؼبوحى لو إٔب النب صلى اهلل عليو كسلم باللفظ العريب اؼبكتوب ُب اؼبصاحف
30
اؼبتعبد بتبلكتو اؼبنقوؿ إلينا بالتواتر اؼبعجز ُب لفظو كمعناه.
. 2تركيز مجال الدراسة.
علي
ٌ دبا أ ٌف القرآف الكرمي احتوت آياتو على معاف اجتماعية كمتنوعة ينبغي
كباحث أف أتبيٌنها باالستقراء التاـ على ىذه اؼبعاين لذلك تستلزـ ٕب الدراسة العميقة
لآليات اؼبدركسة بدءنا من مفرداهتا كصوالن إٔب تراكيبها النحوية اليت ربمل مدلوالت
سبرف ُب فهم الًتاكيب النحوية ،فاكتشاؼ اؼبعٌت خاصة يفهم بو من ٓبٌ النظر ك ٌ
االجتماعي ليس أمران سلسان ،كالبد من الوقوؼ على الظواىر اللغوية اليت عرفها من تتبٌع
الدراسة كفق منهج علم اللغة االجتماعي؛ ليصل إٔب النتيجة اليت ىي إجبلء مضامُت
السورة ،فدراسة سورة القصص حقيقتها دراسة القرآف الكرمي ،كاجتنابان من إطناب
فيكتفي الباحث بدراسة ربليلية كتطبيقية تتم صياغتها ضمن سورة القصص اليت ىو جزء
من دراسة شاملة آليات القرآف.
27بدر الدين ؿبمد بن عبد اهلل الزركشي ،الربىاف ُب علوـ القراف ( ،ط 3؛ القاىرة :دار الًتاث،
1404ق 1984/ـ ) ،ج . 278 ،1
28ىو عبد اهلل بن كثَت الدارم اؼبكي كاف عطارا ُب مكة كىو أحد القراء السبعة ،قرأ على ؾباىد كغَته
ت 120ق انظر أضبد بن حجر العسقبلين ،هتذيب التهذيب ( ،بَتكت :مؤسسة الرسالة 1995ـ) ،ج 2
ص .408
29
اإلماـ جبلؿ الدبن عبد الرضبن بن أيب بكر السيوطي ،اإلتقاف ُب علوـ القرآف ( ،ط 1؛ اؼبدينة
اؼبنورة :ؾبمع اؼبلك فهد لطباعة اؼبصحف الشريف ،دكف سنة ) ،ج ، 2ص.339
30موسى إبراىيم اإلبراىيم ،حبوث منهجية ُب علوـ القرآف( ،ط ،2دار عمار :عماف ؛ 1416ق/
1996ـ) ،ص .14
00
31ك ىي رسالة اؼبذكرة اؼبع ٌدة لنيل شهادة اؼباجستَتُ ،ب جامعة اعبزائر من كلية اآلداب ك اللغات،
قسم اللغة العربية كآداُّا ،بالسنة اعبامعية 2006-2005ـ ،اليت قدمتها الباحثة مرمي سعود ،بإشراؼ الدكتور
يوسف عركج.
32حبث جامعي أع ٌد لنيل درجة الدكتوراهُ ،ب اللغة العربية كآداُّا من كلية اآلداب جامعة بغداد ،اؼبقدـ
صداـ حسُت علواف الديلمي ،دكف سنة.
02
كشبة مواصفات بيَّنٍتها السيدة مرمي سعود ُب رسالتها اليت تكشف مظاىر
الفٍت ُب القرآف الكرمي ضمن سورة يوسف ،كىذه اؼبواصفات ذبلو ُب مظهر التصوير ٌ
الكلمات كاآليات كالتخييبلت كالتجسيمات كالتناسقات ،كلب البحث ُب رسالتها إمبا
ىو استيضاح للتصوير الفٍت كأشكالو ُب سورة يوسف ،كليس من ىذا القبيل ما أسعى
إليو ُب حبثي عن سورة القصص ،بل اؼبقصود ىنا ىو استجبلء اؼبعٌت اؼبستنتج من رموز
داللية اجتماعية من القرآف الكرمي.
أما ُب الثاين ففيو الًتكيز على فن من فنوف اؼبشاكبلت ُب القرآف ،فأسلوب
االلتفات فبا الشك فيو ،ظاىر إعجازم تفنن ُّا القرآف الكرمي ،فالبحث [ أسلوب
االلتفات ُب القرآف] ذك أنبية من ناحية اؼبوضوع ؛ إذ يظهر فيو اإلبداع القرآين يبدك ُب
البداية ذكر االلتفات ُب الضمائر القرآنية ،كفيو إشارة إٔب أشكاؿ التفاتات كقع ذكرىا
ُب القرآف ،من أمثاؿ االلتفات من اؼبتكلم إٔب اؼبخاطب ،كمن اؼبتكلم إٔب الغائب ،كمن
اؼبخاطب إٔب اؼبتكلم كالغائب ،كمن الغائب إٔب اؼبتكلم ك اؼبخاطب ،كىكذا يقع دكراف
33
التفاتات ،على شكل دكراف تفاعيل اػبليل بن أضبد الفراىيدم.
فرسالة ( أسلوب االلتفات ُب القرآف الكرمي) فيها استعراضات على صبيع أشكاؿ
التفات ،من التأنيث إٔب التذكَت كعكسو ،من اؼبفرد كاؼبثٌت إٔب اعبمع كعكسهما ،من
االسم إٔب الضمَت كعكسو ،من اؼباضي كاؼبضارع إٔب األمر كعكسهما ،كغَتىا من
مبلحظة ُب القرآف ،كمثل ىذا البحث ٓب يتجو كبو الكشف عن دالالت التفاتات ى
معنوية بعد الوقوؼ ُب دراسة الظواىر اللفظية من السورة ،كال يتوافق مع طبيعة البحث
ُب علم اللغة االجتماعي إال من جزئيات كأسلوبيات بسيطة قد يتوافق مع ىذا اؼبسعى.
اطلعت على حبث كىو رسالة تناكلت معاين ي ك ٌأما ُب ؾباؿ العلم االجتماعي
إنسانية بل نزعة إنسانية بعنواف "النزعة اإلنسانية ُب الشعر بُت أيب القاسم الشايب كبُت
غازم القاصيب" 34البحث وبتوم على معاف اجتماعية بشكل عاـ الذم ظهر ُب
يبلحظ منو بعد تتبع الباحث سياؽ الشعر نصوص الشعر للرجلُت الشاعرين ،ىذا ما ى
منهما ،ىذه اؼبعاين تتجلٌى من خبلؿ موقفهما ذباه اؼبلم اإلنساين ُب شعرنبا كما
كل منهما يتفاءؿ بوجود اؼببدأ اإلنساين ُب تتجلى قضاياه كنبومو كإٔب أم مدل كاف ه
اَّتمع ،باإلضافة إٔب استعراض اؼبنعطفات كاؼبنحنيات النفسية كالعملية اليت كجدت ُب
شعرنبا ،نتيجة إحساسهما بانعداـ اإلنسانية ُب بعض جوانب اغبياة؛ مثل ىذا البحث
إمبا ينحو كبو مبدأ ربليل النصوص كقد برع ُب ذلك علماء التفسَت ك شراح األحاديث
بل الفقهاء ىم البارزكف ُب ىذا اؼبضمار ،كالذم أسعى إليو ُب البحث ىو كشف
دالالت إنسانية تربز ُب األساليب اللغوية من بعد تتبع جزئيات النصوص فهذا ما ٓب
صرح ُب موضوع (النزعة اإلنسانية ُب الشعر بُت أيب القاسم الشايب كبُت غازم يي ٌ
القاصيب ).
فأنا ُب ىذا البحث –ىنا -إنٍت ال ٌأدعي السبق ُب دراسة اآليات القرآنية من
منظار علم اللغة االجتماعي؛ كإف عجزت على إتياف باألحباث التطبيقية اؼببلئمة اليت
ستمكنٍت من إلقاء الضوء على ما قد ًب حبثو خبلؿ شرح الدراسات السابقة ،فذلك من
مت ُب ربليل دراسات سابقة (ىنا) ىو ما ريب عليو ،كما ق ٌد ي
تقصَتم فأستغفر اهلل تعأب ٌ
يكفٌق ٕب إهباده من حبوث ،من بعد استقراء مواضيع كتب اؼبكتبات اؼبتناكلة األيدم.
فهذا البحث اؼبتواضع ىو ؿباكلة ؼبزيد من اػبدمة للمعرفة كالعلم بل ىو خدمة ضيئلة
للقرآف الكرمي كإف كاف ىذا ؾبهودا كبَتا كمشاقة عظمى مٍت ،إليو تعأب أنيب كإليو
اؼبصَت.
الرسم الفكريّ التوضيحي ه.
تصويره بالرسوـ البيانية اليت يسبثٍّل لبنات
ي كلتوضي مسار البحث كبيانو ،ييستىحسن
سبهد فقرة ما تليها كمتممة ؼبا قبلها؛ كشجرة فكرية يتٌض أصلها ،فأساسها كمن ٍبٌ بنائية ٌ
34رسالة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة أـ القرل السعودية ،مقدمتها ىيفاء بنت رشيد عطا اهلل
اعبهٍت،كلية اآلداب قسم الدراسات العليا العربية ،بإشراؼ أ .د .عبد اهلل بن أضبد بقازم ،عاـ دراسي
1426ـ1427-ـ2005/ـ2006-ـ.
04
كل أنظمة كقيم،فرعها كغصوهنا كأكراقها ،فالقرآف مصدر العلوـ كاؼبعرفة؛ بل ىو مصدر ٌ
كدبا أف القرآف ذبزأ بأجزاء كسور فإف تقسيمها إٔب سور ىو فبا تابع الباحث خطوتو
للتقصي فيها بدراستها على ضوء علم اللغة ٌ بتجريد سورة القصص من أخواهتا
االجتماعي.
كمسار البحث ُب سورة القصص ىو دراسة اآليات ،فاتػَّبى ىع اؼبسار الدالالت
االجتماعية؛ اللفظية كاؼبعنوية ،كمن ٍب الوقوؼ على البنية االجتماعية ُب آم السورة
فييبلحظ خبلؿ الدراسة كياف التخاطب بُت أفراد اعبماعات من جهة كبُت اػبالق مع
األنبياء كاؼبؤمنُت من جهة أخرل ،كما أ ٌف الدراسة تصور مظاىر التنشئة االجتماعية ُب
السورة ،كفوؽ ذلك ُب الدراسة إظهار على اؼبعٌت االجتماعي على ضوء علم اللغة
االجتماعي.
كااللتزاـ ُّذا اؼبسار يقود الباحث إٔب كجاه ظاىرتُت متقابلتُت نبا الصعوبات
كالعراقيل ُب جهة ،مقابل اؼبقومات كالدكافع ُب جهة ثانية ،كالصعوبات كالعراقيل ناصبة
كمع ًًتضة ُب عدـ توفر النماذج الدراسية ،كما أف اؼبعاين زبتبئ كراء صبلة من الدالالت
اللغوية ،باإلضافة إٔب ذلكم يتحتم البحث تفقوى األلفاظ كاؼبعاين أثناء دراسة اآلم ككاف
من تكليفات الباحث الثقيلة االلتزاـ دبنهج البحث اللغوم قديبا كحديثا كُب النهاية
تكوف الدراسة متوازيا كمعتدال باحتواء على اؼبعاين كاأللفاظ على حد سواء كاعتداؿ.
أما اؼبقومات كالدكافع فهي اليت يسبً ٌد الباحث القدرة الكافية ُب دراسة اآلم ،كمن
بُت ىذه الدكافع كاؼبقومات ىو أف القرآف الكرمي عطاؤه متواصل ُب ىيئة االقبازات
كالكشوؼ عن مضامُت اآلم ،ككانت اؼبكتبات اإلسبلمية خَت شاىدة على توفر ىذا
العطاء ،لذلكم فمن السهل بدء صبع اؼبواد اؼبدركسة من اؼبصادر ،كبدكر ىذه اؼبصادر
ينمي الباحث كفاءتو الكتابية ،كمن بعد االحتواء على الصعوبات كالعراقيل أصبحت ٍّ
الرسالة مصنفة كمرتبة كمفصلة.
كأما اؼبسار الدراسي الذم عليو عامة اؼبفسرين كمن قاـ بدراسة اآلم دبنهج
التفسَت اؼبوضوعي فيختلف مبطو من النمط الدراسي الذم قاـ الباحث ُب ىذا الصدد
فاؼبسار عندىم ىو دراسة اآلم كالوقوؼ على اؼبعٌت العاـ كمن شبة تتبع اؼبنهج التفسَت
05
الفكرم
ٌ العاـ ،كلتوضي ما يكصف ُب ىذا الشرح البسيط ،فينبغي باالطٌبلع على الرسم
التوضيحي ما يأٌب:
وضيحي
ّ الفكري التّ
ّ الرسم
ّ
القرآن الكريم
سورة القصص
سور أخرل
35بدأ استخداـ ىذه اؼبناىج منذ سنوات قليلة ُب ربليل اؼبضامُت الفعلية لظواىر اجتماعية كسلوكية ك
اقتصادية كسياسية ُب اَّتمعات اإلنسانية ،انظر منهج البحث العلمي ،القواعد كاؼبراحل كالتطبيقات ،د .ؿبمد
عبيدات كرفيقاه (ط 2؛ األردف :دار كائل 1999 ،ـ) ،ص .49
08
كالباب الثالث فيو التحاليل اللغوية ُب آيات القرآف كالباب ثبلثة أقساـ :األلف
تبحث عن جدكل الدراسات اللغوية ،كالباء فيها مبلحظات اللغويُت عن سورة
القصص كُب اعبيم كعي النص كالسياؽ.
الباب الرابع الصور التطبيقية ُب آيات السورة ؛ كلو أربعة أقساـ األلف :
الدالالت اللفظية كاؼبعنوية ضمن آيات السورة ،كالباء :التخاطبات اؼباثلة ضمن آيات
السورة ،كاعبيم :اؼبفهوـ الزائد كاؼبعٌت االجتماعي ُب عبارات السورة ،كالداؿ :مظاىر
التغَت االجتماعي ك التنشئة االجتماعية ُب عبارات السورة.
الباب اػبامس ىو اػباسبة ،كلو قسماف األلف تبحث عن أىم نتائج البحث
كالباء تبحث عن اآلثار اؼبًتتٌبة على البحث ،كمن ىٍبَّ تيسرد اؼبصادر كاؼبراجع ،كالسَتة
الذاتية كغَتىا تواجدت ُب اؼببلحق.
الباب الثاني
طبائعها ،فقد كاف العرب معركفُت بأف وبفظوف سليقتهم اللغوية من خبلؿ تنظيم الشعر
كالنثر الٌ ىذين يػي ىع ٌداف علمهم الوحيد كثقافتهم اللغوية الفريدة ،حيث حفظوا لغتهم ُب نيظيم
الشعر ،كظبوىا اؼبعلقات بعد تعليقها على جدار من جدراف الكعبة اؼبشرفةُ ،ب فًتة من
فًتات جاىلية قبل نشوء اإلسبلـ ُب اعبزيرة العربية.
أما شعوب األمم اآلسيوية الشرقية كاؽبند كالصُت كشعوب األمم ُب جنوب شرؽ
اآلسيا مثل إندكنيسيا كماليزيا كغَتنبا ،فقد كانوا وبتفظوف لغتهم من خبلؿ كتاباهتم
كونفوتشوية الصينية
ي بالفنوف األدبية اآلسيوية؛ كما ُب ملحمة مهاباراتا اؽبندية 37،كأشعار
كارسا [ SULUK ( ، )Confuciusكالقصص الشعبية اإلندكنيسية ( سلوؾ ىس ٍ
،] SAKARSAسلوؾ يكًج ٍل [ ،] SULUK WUJILكسلوؾ ماالنٍغ غيومَتانٍ ٍغ
[ 38،) ]MALANG GUMIRANGكحكاياهتا اؼبتنوعة ُب جزر األرخبيل األندكنيسية
كحكاية إًىال ىغالًٍيػغى ٍوا ( ) ILAGALIGOالبوقيسية ،كىذه الفنوف األدبية كلها ربفظ أصالة
لغات شعوب األمم اآلسيوية؛ أضف إٔب ذلكم ربتفظ ىذه الفنوف اؼبواد اللغوية
كثقافتها.
عرب
جٍت (اؼبتوَب 392ق) عن اللغة بعبارة " حد اللغة أصوات يي ٍّ كقد عرؼ ابن ٌ
كل قوـ عن أغراضهم" 39كقد توض ُب ىذا التعريف أف للٌغة عناصر أساسية ىي ُّا ٌ
فعزؿ طفلُت حديثي الوالدة ُب مكاف منعزؿ (كوخ) ال يسمعاف فيو أحدان كتعاىدنبا بالطعاـ كالشراب ،فلما
اكتمل مبونبا أمر بإخراجهما؛ فكانت أكؿ كلمة قاالىا :بيكوس ( )BECOSكىي كلمة يونانية قديبة معناىا
اػببز! ،انظر ىيرودوت ،تاريخ ىيرودوت ،ترصبة عبد اإللو اؼببلح ( ،ط 1؛ أبو ظب :اَّمع الثقاُب2001 ،
ـ) ،ص . 134 -133
37
سجل
كقد الحظ الباحث ىذه اغبقائق من سجبلت رحلة ابن البطوطة الرحاؿ اؼبغريب الذم ٌ
األحداث كفنوف الثقافة ُب جنوب شرؽ آسيا ،انظر إٔب مشس الدين ؿبمد بن عبداهلل الطاقبي (ابن بطوطة) ،ربفة
النظار ُب غرائب األمصار كعجائب األسفار ( ،الرباط :أكاديبية اؼبملكة اؼبغربية 1997 ،ـ) ،ج ،4ص 116
. 120 -
38
من أقدـ الًتاث الثقاُب النثرم ُب جزيرة اعباكة اإلندكنيسية يتحدث عن قيم أخبلقية ُب التصوؼ
كالسلوؾ.
39
عثماف بن جٍت ،اػبصائص ( ،القاىرة :اؼبكتبة العلمية 1995 ،ـ) ،ج ،1ص . 31
20
األصوات ،كيستبعد التعريف عن الفهم الشائع؛ أف اللغة البد أف تكوف ظاىرة مكتوبة
لدل اَّتمع ،كمن ىنا كاف ابن جٍت يوض طبيعة اللغة من جانب ،ككظيفتها من
جانب آخر ،كمن بعد ابن حٍت عرؼ اللغة ابن خلدكف فقاؿ :
اعلم أف اللغة ُ-ب اؼبتعارؼ عليو -ىي عبارة اؼبتكلم عن اؼبقصود ،كتلك
قرىرة
العبارة فعل لساين ناشئ عن القصد بإفادة الكبلـ؛ فبل ب ٌد أف تصَت ىملى ىك40ة يمتى ٌ
ُب العضو الفاعل ؽبا كىو اللساف ،كىو ُب كل أمة حبسب اصطبلحاهتم.
ككاف لؤلكركبيُت تعريفات للغة يساقونو ضمن فهمهم الثقاُب كمن بُت ىذه
التعريفات ىي ما كصفها أندرم مارتنييو [ " : ] ANDRE MARTINETإف اللغة أداة
ذبمع إنساين عرب كحدات كل ٌ تواصل ،ربلل كفقها خربة اإلنساف بصورة ـبتلفة ُب ٌ
تشتمل على ؿبتول دالٕب كعلى عبارة صوتية" 41كرأل أنطواف مييو [] Antoine Meillet
أف اللغة تنظيم متماسك مرتبط بسائل التعبَت اؼبشًتؾ بُت ؾبموعة متكلمُت ،كبينما عرب
فردناند دم سوسَت [ ]Ferdinand de Saussureأف اللغة كاقع مكتسب كاصطبلحي،
كمؤسسة اجتماعية كىي تنظيم من اإلشارات اؼبغايرةُ ،ب حُت أدكارد سابَت [ Edward
42
] Sapirرأل أف اللغة غَت غريزية إليصاؿ األفكار.
عرؼ طبيعة اللغة أهنا رموز ،أم ؾبموعة من الرموز كمن التعريفات السابقة تي ى
تكوف نظامان متكامبلن ،كىذه الرموز تتمثل ُب حياة اإلنساف ،دبا يراه ُب يومو مثل :
إشارات اؼبركر ىي رموز ضوئية ،كاإلشارة الضوئية الصادرة من السفن ،كأعبلـ اعبيوش
كالكشافة؛ كُب اإلنساف أصوات صادرة عن طريق نطق اإلنساف ،كىي تيعترب رموز تتألف
عرب بذلك عن من عدد كبَتة من األصوات اليت تتكوف ُب الكلمات كمن ٍب ُب اعبمل ،فتي ٌ
اغبضارة اإلنسانية كالفكر اإلنساين.
ك ٌأما البحث العلمي ُب اللغة فهو ظاىرة حديثة نسبيان ،كشبيو ُّذا األمر البحث
العلمي ُب فركع اؼبعرفة األخرل ،فاإلنساف يناـ ُب راحة الليل كالنهار منذ أف يكلد من
40عبد الرضبن بن خلدكف ،تاريخ ابن خلدكف (مقدمة) ( ،بَتكت :دار الفكر2001 ،ـ ) ،ج ،1ص
.753
41
ؿبمد أضبد ضباد ،علم اللغة العاـ ( ،،ط 1؛ الرياض :دار اإلشبيليا 2003 ،ـ) ،ص . 36
42ؿبمد أضبد ضباد ،علم اللغة العاـ ،ص . 35
22
كحلم كتريٌ ُب أعضاء اعبسم بطن أمو ،كلكن النوـ اغبقيقي كما جرل فيو من يسبات ي
كالدماغ ،اليعرفو اإلنساف إال بعد حبثو كسعيو العميق لئلدراؾ عن حقيقتو كأسراره،
ككذلكم بالنسبة إٔب اللغة ،قد عرفتها األمم كالشعوب ُب ـبتلف أطراؼ البلداف ،فاللغة
قديبة قدـ اَّتمع اإلنساين ،أم منذ أف خلق اهلل آدـ أب البشر؛ كلكن البحث ُب اللغة
كُب علمها ٓب يظهر إال ُب إطار التقدـ العلمي ،كلذلكم فهو أمر حديث نسبيا ُب تاريخ
43
اإلنساف.
تعرؼ على اللغة كأنواعها ُب اَّتمع البشرم ،بل إ ٌف حبث اللغة اليكتفي بال ٌ
البحث يتسع إٔب معرفة كصف مادهتا ،كطبيعتها ،كنشأهتا ،كعمليات تغَتىا؛ أضف إٔب
عرؼ إٔب البٌت كالنظم كاؼبعايَت اليت ربكم عمليات النشأة ىذا ،من الضركرة أف تيػتى ٌ
كالتغيَتات ُب مبو اللغة ،كالنتيجة ُب عملية البحث اللغوية تتحقق ُب صدكر عدد من
أنظمة علمية تنتج فركعان من العلوـ منها :علوـ اللغة اغبديثة ،كُب مقدمتها ىو علم
اللغة العاـ.
كعلم اللغة العاـ ُب أبسط ربديده دبفهومو العلمي ىو" :دراسة اللغة على كبو
علمي" 44،كيعٍت ُّذا التحديد أف الدراسات اللغوية موضوعية كليست انطباعية ذاتية.
كقد أدت ىذه الدراسة إٔب بركز كثَت من اغبقائق كاَّاالت كإٔب ظهور من اؼبناىج كثَتة؛
كمن ؾباالت الدراسات اللغوية بالًتتيب :األصوات ،كبناء الكلمة ،كبناء اعبملة،
كالداللة .كىذا الًتتيب ىبتلف عما كاف عليو القدماء من قبل ،فقد كانوا منطلقُت ُب
البحث اللغوم –كأمثاؿ سيبويو كصبهور كباة العرب -من قضية اعبملة كاإلعراب إٔب
45
قضية البٌت الصرفيةٍ ،ب األصوات ،أم الوحدات األكرب إٔب الوحدات األصغر.
كمن مناىج الدراسات ُب علم اللغة اغبديث تلكم اليت تتفرع عند أغلب اللغويُت
احملدثُت إٔب أفرع أربعة على ما يأٌب :
43
ؿبمود فهمي حجازم ،مدخل إٔب علم اللغة ( ،ط 4؛ القاىرة :دار قباء اغبديثة 2007 ،ـ )،
ص.14 .
44
ؿبمود فهمي حجازم ،مدخل إٔب علم اللغة ،ص .21
45ؿبمود فهمي حجازم ،مدخل إٔب علم اللغة ،ص . 23
23
مشًتكة ُب بناء الكلمات كما أهنم الحظوا كجوه شبو قوية بُت العربية كالسنسكريتية
47
إليثارنبا منهجا مشًتكا ُب تصريف الكلمات.
إف دراسة الشبو بُت كل ؾبموعة من اللغات قد انتهى أهنا تتشعب عن لغة
امتدت فركعها شيئا فشيئا مع الزمن كقد أصب ُب مقدكر علم اللغة اؼبقارف أف كاحدة َّ
يعيد بناء لغة األـ Reconstruction.
ب ) منهج علم اللغة الوصفي . Descriptive Linguistics
موضوع البحث ُب اؼبنهج الوصفي يقع على أساس تفسَت الوضع القائم للظاىرة
اللغوية كيكوف الوصف ُب الظواىر اللغوية ،كُب ربديد ظركفها ،كأبعادىا ،كُب توصيف
العبلقات بينهاُّ ،دؼ التوصل إٔب كصف علمي دقيق متكامل للظاىرة ،كيقوـ على
اغبقائق العلمية اؼبرتبطة ُّا ،فتوصيف لغة ما أك ؽبجة ما ُب مستول كاحد أك عدة
مستوياهتا يكوف ُّدؼ التوصل إٔب معرفة بنيتها الصوتية ،أك طريقة تضاـ أصواهتا
[صوامت ،كصوائت ] لتكوين كحدات لغوية أكرب ،أك ُّدؼ توصيف طرؽ بناء
مفرداهتا ( اؼبستول اؼبورفولوجي أك الصرُب ) أك ُّدؼ توصيف عبلقة مفرداهتا بعضها
البعض ُب كحدات أكرب ( اؼبستول النحوم ) أك ُّدؼ التعرؼ على أساليبػها ( اؼبستول
األسلويب) .تنتهي الدراسة العلمية للغة عندىا بالوقوؼ على طبيعة ما ىًبَّ كصفو من
جوانب اللغة كما ىو ُب كاقعو الفعلي ،دكف التطرؽ ؼبا هبب أف تكوف عليو الظاىرة
اللغوية أك مدل صحتها أك عدمها ،كذلك ألف الوصف للظاىرة اللغوية ىو اؽبدؼ
األكؿ كاآلخر حسب مقررات اؼبنهج الوصفي.48
كؽبذا يعتمد أساس البحث ُب ىذا ؼبنهج على تركيز مبادئ أساسية ُب البحث:
) 1ربديد مكاف الدراسة
هبب على الباحث اللغوم أف يوب ٍّدد ُب كصفو عن االستعماالت اللغوية اليت
تنتمي إٔب بيئة لغوية معينة.
بعكس الكبلـ الذم يتوقف على إرادة الفرد كذكائو 50كبناء على ذلك فاللساف (اللغة)
عنده يبثل اعبانب التحيت ألف يشتمل على أمباط منتظمة ( 51الصوتية كالصرفية،
كالنحوية ،ك الداللية ،كالًتكيبية ،كاألسلوبية...إْب).
Transformation Generative التحويلي
ٌ ليدم
(ب) مدرسة النحو التو ٌ
Grammar
َّفرؽ ىاريس) 52(Zelliq Harrisبُت ؾبموعتُت من اعبمل كىو منشئ اؼبدرسة
التحويلية التوليدية ،كىي اعبمل النواة ،كاعبمل غَت النواة اليت يتم اشتقاقها من اعبمل
الدرس ،صبلة نواة ،كتشتق منها عن
ى ب التلمي يذالنواة بواسطة القواعد التحويلية ،مثاؿ :ىكتى ى
الدرس ،فالعبلقة التحويلية بُت اعبملتُت ىي فعل ب ً
ي طريق التحويل صبلة غَت نواة ىي يكت ى
مبٌت للمعلوـ +مورفيم اؼبعلوـ +اسم "" + 1اسم " ،"2كفعل مبٌت للمجهوؿ + متع ٌد ٌ
مورفيم اَّهوؿ +اسم " ،"2فهنا عن طريق التحويل اي ً
ستبد ىؿ مورفيم البناء للمعلوـ
كحذؼ االسم " "1ككضع بدالن عنو االسم " ، "2كمن بعده دبورفيم البناء للمجهوؿ ،ي
جاء نعوـ تشومسكي [ ] AVRAM NOAM CHOMSKYكقفز باؼبدرسة التحويلية قفزة
نوعية ،كذلك دبهاصبة اؼبنهج البنيوم ُب اعتماده على الفونيمات كاؼبورفيمات ُب الدراسة
كل لغة فيها عدد ؿب ٌدد من الفونيمات و
،فهو يرل أف ىذا غَت يٍؾبد بسبب أ ٌف ٌ
حد لعدد اعبملكاؼبورفيمات ،غَت أف عدد اعبمل ُب أم لغة ىو عدد غَت متناهو ،إذ ال ٌّ
اعبديدة اليت يبكن إنشاؤىا ،كما يرل أف اؼبدرسة البنيوية غَت قادرة على شرح العبلقات
اليت يبكن أف تقوـ بُت ـبتلف اعبمل ،فقد تشًتؾ صبلتاف ُب الشكل ،كزبتلفاف ُب اؼبعٌت
اختبلفان جذريان ،فاعبملتاف من حيث الشكل اػبارجي متطابقتاف ،بينما زبتلفاف ُب اؼبعٌت
كليان ،كما يرل أف ىناؾ صببل ربتمل معنيُت ـبتلفُت ،دكف أف يبيٍّز الشكل اػبارجي
قاب خالد صارمان ) ،فهنا وبتمل أف يكوف معٌت اعبملة ً
بينهما مثل قوؿ أحد ( :كاف ع ي
(معاقىب ) أم ىو ىم ٍن كقع عليو العًقاب ،كمن احملتمل أيضان أف يكوف خالد أف خالدا ه
53
ىو من عاقب غَته عقابان صارمان.
قادت تشومسكي إٔب التفريق بُت بنيتُت للجمل، ىذه األمور كغَتىا ىي اليت ٍ
األكٔب ظباىا البنية السطحية الظاىرة ) ، ( surface structureكىو الذم يينطق فعبلن من
كبلـ .كالثانية ظباىا البنية العميقة ) (deep structureكىي اليت تكوف فيها العبلقات
اؼبعنوية ( الداللية ) كاضحة ،كما يينظٍّم العبلقة بُت ىاتُت البنيتُت ىو القوانُت اليت تيطبق
على النوع الثاين( العميق) فيتحوؿ إٔب ( سطحي) ،كىذه القوانُت ظباىا القوانُت
التحويلية ( .)Transformation Ruleكلذا يظبيت مدرستو باؼبدرسة التوليدية التحويلية .
نيت على األسس كمن ذلك ييفهم أف نظرية تشومسكي ( النظرية التوليدية التحويلية) بي ٍ
54
اآلتية:
( ) 1التوليدية (Generative):
ألم لغة أف تنتج عددان من اعبمل الصحيحة كبويان ،كعليو يستطيع أم فرد يبكن ٌ
قبل ،مع صحتها كمطابقتها لقوانُت إنتاج صبلة أك صبل ٓب يسبق أف نطق ُّا أح هد من ي
ً
السقف حبثان لغويان فلسفيان فبيزان كنالت عليو درجة كتبت مركحةياللغة مثل قوؿ أحد ٍ " :
اؼباجستَت" .ككذلك يرل اعبملة ُب اللغة ،فكل صبلة ُب لغة ما ىي عبارة عن ىيكل
يبثل قانوف الًتكيب ،كيأٌب اؼبتكلم دبلء ىذا اؽبيكل دبادتو اللفظية (اؼبفردات) ،كال يص ٌ
أف نقوؿ أف ىذه اعبملة أك تلك غَت صحيحة ما دامت ملتزمة بالقواعد النحوية للجملة
ُب لغة ما.
( )2التحويليٌة ( Transformation):
مكونات اعبملة من مواضعها ما دامت ربتفظ بالعبلقات اليت ي كىو أف يرب َّوؿ
تربطها مع بعضها بعضا ،كىذا مطابق على أغلب اللغات خاصة العربية اليت تتميز
53رمضاف عبد التواب ،اؼبدخل إٔب علم اللغة كمناىج البحث اللغوم ،ص . 190 -187
54أنظر إٔب نعوـ تشومسكي ،أفاؽ جديدية ُب دراسة اللغة كالعقل ،ترصبة عدناف حسن من اؼبوضوع
األصلي ( ( ،) New Horizons in the study of language and mindط 1؛ البلذقية سوريا :دار
اغبوار 2009 ،ـ ) ص . 61 – 31
28
بطواعية عالية ُب تغيَت أكضاع اؼبفردات داخل الًتكيب بوجود العبلمات اإلعرابية اليت سبيٍّز
الوظائف النحوية للمفردات داخل الًتكيب مهما كانت مواضع تلك اؼبفردات داخل
يفر يؽ
الًتكيب ،كما اعتمد تشومسكي فكرة أقرب إٔب ما ذىب إليو دم سوسَت كىو أنو ٍّ
بُت نوعُت من البٌت :البنية العميقة ، Deep structureكالبنية السطحية Surface
،structureكالبنية العميقة عنده ىي القواعد النحوية كالداللية للغة بينما البنية السطحية
ىي الكبلـ
( )3مدرسة القوالب
تشًتؾ ىذه اؼبدرسة مع تشومسكي ُب ما ذىب إليو ُب أف ىناؾ جانبُت ُب
دراسة اللغة نبا الكفاءة Competenceكاألداء Performanceكترل ىذه اؼبدرسة أف
مهمة القواعد اللغوية ىي تقدمي مبوذج للكفاءة ،بينما األداء يتمثل ُب تنزيل تلك
الكفاءة إٔب الواقع (الكبلـ) ،كترل أف التحليل اللغوم يعٌت طائفة من اإلجراءات
لوصف اللغة ،كيعتمد على كحدة كبوية أساسية تسمى القالب ،كترد ىذه الوحدة
ضمن مركب على ىيئة سلسلة من العناصر تقع ضمن مستويات ؿبددة من اؼبستويات
النحوية اؼبختلفة ،كالقالب ىو عبارة عن ارتباط اؼبوقع الوظيفي كالوحدات اليت تشغل ىذا
اؼبوقع ،كالوحدات اليت تشغل اؼبوقع مؤلفة من كظيفة كشكل .فمثاؿ للمواقع الوظيفية
ب ؿبم هد خالً ندا ) ثبلثة مواقع :ىي:
ضىر ى
ُب قوؿ أحد ( ى
(( أ ) موقع اؼبسند :تشغلو كلمة ( ضرب) ( /كظيفة +شكل).
(( ب ) موقع اؼبسند إليو :تشغلو كلمة ( ؿبمد)( /كظيفة+شكل).
(( ج ) موقع اؼبفعوؿ :تشغلو كلمة ( خالد) ( /كظيفة +شكل).
فهنا يبكن أف تتغَت مواضع اؼبواقع الوظيفية ،فالوظيفة كالشكل تتمثبلف ُب أف
اؼبوقع الوظيفي يبكن أف يشغلو كاحد من فئة الشاغبلت القابلة للتبادؿ بينها ،كتصنف
إٔب أشكاؿ ،مثبلن موقع اؼبسند إليو يبكن أف يشغلو شاغل ( ضمَت ،أك علم ،أك عبارة
اظبية ..اْب).
تشكلها ،منها القالب اإلجبارم الذم يرد كالقوالب أنواع حسب مكوناهتا اليت ٍّ
ُب كل حاالت ظهور البنية اللغوية ،كمنها القالب االختيارم ،كالقالب األساسي ،
29
كالقالب الثانوم ،كالقالب الثابت كىو الذم يثبت موضعو ُب الًتكيب كال يتغَت .
كنأخذ اؼبثاؿ اآلٌب ؽبذه األنواع من القوالب كىو( :المثال( :المناىج الجامعية
الجديدة نقلت طالبات اآلداب عبر المؤسسات العام الماضي ،فاعبملة السابقة
نت من سلسلة من القوالب كىي :مسند إليو :عبارة اظبية ( اؼبناىج اعبامعية تكو ٍ
َّ
اعبديدة ) +مسند :فعل متعدم (نقلت) +مفعوؿ بو :عبارة اظبية ( طالبات
اآلداب) +مفعوؿ فيو ظرؼ مكاف ( عرب اؼبؤسسات) +عبارة ظرفية +مفعوؿ فيو
ظرؼ زماف ( العاـ اؼباضي).
فهنا القوالب اإلجبارية ُب الًتكيب السابق ىي :اؼبسند إليو ( اؼبناىج ) ،كالفعل
اؼبتعدم ( نقلت) .كالقوالب االختيارية ىي اؼبفعوؿ فيو ( عرب اؼبؤسسات ) ك ( العاـ
اؼباضي) .كالقوالب األساسية ىي :اؼبسند كاؼبسند إليو معان ُب قالب كاحد ،كالقوالب
الثانوية ىي الصفات ( اعبامعية ،كاعبديدة )،إضافة لئلضافة ( اؼبضاؼ إليو ) كلمة (
اآلداب) .كقد يتٍّم ترتيب اؼبركبات القالبية ( قوالب الًتكيب) ُب شكل عدد من
ٍّل اؼبستول النحوم ،كالذم يوبلَّل إٔب
اؼبستويات – أكثرىا شيوعاي -ىي الكلمة :اليت سبث ي
اؼبكونة ؽبا (اؼبورفيمات) ،العًبارة :كىو اؼبستول النحوم الذم يوبَّلل إٔب مستوياهتا ٍّ
ؾبموعات الكلمات ذات األبنية إٔب مكوناهتا الصغرل ( الكلمات) ،كمستول الًتكيب :
مكوناهتا ( مسند كمسند إليو ،كتكملة أك كىو اؼبستول النحوم الذم يربلَّل عناصره إٔب ٍّ
ضلىى ،كمستول اعبملة :كىو اؼبستول النحوم الذم يكبلٍّل فيو اعبمل ال يك ىربل إٔب في ٍ
تراكيب أصغر.55
فإذف علم اللغة العاـ اغبديث يرجع مصطلحو إٔب الرائد اللغوم السويسرم
بُت من خبلؽبا طبيعة اللغة ككظيفتها،فَتدناند دكسوسَت الذم ألقى احملاضرات ُب أكركبا ٌى
كمن بعده تتابعت عديدة من مؤلفات كثَتة ،من أيدم أعبلـ اللغة األكركبيُت الذين
تناكلوا ُب مؤلفاهتم نظرية اللغة كمناىج التحليل اللغوم مثل بلومفيلد [ Leonard
55رمضاف عبد التواب ،اؼبدخل إٔب علم اللغة كمناىج البحث اللغوم ،ص . 196 -191
31
] ،كليونز [ Robins ] ،تشومسكي ،ركبينس [ Jacobson ] ،ياكوبسوف [ Martinet
.] Lions
ج ) علم اللغة التارىبي
ك ترتكز دراسة علم اللغة التارىبي على دراسة تاريخ اللغة من أقدـ نصوصها
اؼبدكنة إٔب الوقت اغباضر ،أم إنو يبحث ُب اللغة منذ بداية اكتشافها ،يقصد بعلم اللغة
التغَت من فًتة إٔب أخرل كتطور اللغة عرب الزمن الذم تسلكو اللغات ُب ٌ التارىبي دراسة ٌ
أسباب التغَت كنتائجو ،كييقصد بتتبع التطور الذم يطرأ على اللغة ،ىو ما يطرأ على
األصوات ك الصرؼ ك النحو ك الداللة؛ فيعتمد علم اللغة التارىبي ُب دراستو على
الوثائق الثابتة تارىبيان ك تظهر ىذه الوثائق ُب عدة أشكاؿ ،مثل النقوش احملفورة على
56
الصخور كاغبجارة ك على جوانب اعبباؿ كُب األلواح اػبشبية أك الطينية احملفورة.
د ) علم اللغة التقابلي
يتناكؿ ىذا العلم عن دراسة للغتُت أك أكثر أك للهجتُت ـبتلفتُت من لغة معينة،
ُّدؼ إهباد أكجو االختبلؼ؛ ككجو التفريق بُت اؼبقارف كالتقابلي ىو أف اؼبنهج اؼبقارف
ىدفو اؼبقارنة بُت لغتُت أك أكثر من فصيلة كاحدة لبياف شكل اللغة األـ ،أما اؼبنهج
التقابلي فهو يقابل لغتُت من فصيلتُت ـبتلفتُت كالعربية كاإلندكنيسية،كما أف اؼبنهج
اؼبقارف يركز على أكجو االتفاؽ بُت اللغات بينما اؼبنهج التقابلي فَتكز على أكجو
االختبلؼ بُت اللغات بغرض تعليمي.
كفبا الشك فيو أف اكتشاؼ منهج التحليل التقابلي كتأصيلو كتطوير أدكاتو قد
عاد على علم اللسانيات كعلى اؼبتخصصُت فيو بالنفع الكثَت .فقد أسهم ىذا اؼبنهج ُب
تصنيف لغات العآب اؼبختلفة إٔب عائبلت لغوية متعددة كذلك من خبلؿ دراستها دراسة
تقابلية مقارنة أظهرت بوضوح قواظبها اؼبشًتكة اليت سهلت عملية فرزىا كتصنيفها ربت
57
عائبلت ـبتلفة.
58رمضاف عبد التواب ،اؼبدخل إٔب علم اللغة كمناىج البحث اللغوم ،ص.126 .
32
األىم عن ثقافة اَّتمع ،إف تعليم اللغة يراعي خصوصيات اَّتمع ،سواء ألبنائها أك
لغَتىم .كاللغة اتفاؽ ُب اَّتمع الكبلمي؛ كاؼبقصود بو االتفاؽ اللغوم مع تعدد
الثقافات ،كاللغات ،كما ىو الشأف ُب اللغة اإلندكنيسية اليت تعد اللغة الرظبية للعديد من
احملافظات مع تنوع ُب الثقافات ،كاللغات احمللية ،كاللغة اتصاؿ كىذا االتصاؿ ىو
االىتماـ بأنواع االتصاؿ اؼبختلفة اليت يطبقها كل ؾبتمع بطريقتو اػباصة .كاللغة أحداث
كبلمية أم اللغة حدث هبرم كفق ضوابط اجتماعية ؿبددة ،كاؼبقصود بو مراعاة اؼبقاـ
فلكل مقام مقال ،كاللغة تأدية لوظائفالذم تتم فيو عملية التخاطب بُت اؼبتكلمُتٌ ،
عديدة ،كمنها الوظائف اآلتية :التوجيو ،كاإلحالة ،كاإلببلغ ،كاَّاملة كىي ـبتلفة عن
بعضها البعض،كما أف لغة التحية كالشكر زبتلف من ؾبتمع إٔب آخر.
إف اللغة قانوف اجتماعي أم مؤسسة اجتماعية تنفذ إٔب كل جوانب اغبياة،
كىي اليت تفض عن العبلقات الشخصية كالقيم الثقافية كاالجتماعية ،بل لعلها ىي
الوسيلة الوحيدة لئلفصاح عن ىذه القيم كتلك العبلقات "كىي نظاـ من العبلمات
الذم يعرب عن األفكار" 59.كاللغة ؽبا دكر كبَت ُب اَّتمع ،حيث يلقى ىذا الدكر عبئا
ثقيبل على خرباء علم اللغة كعلم االجتماع للكشف عن أبعادىا كتفسَت اذباىاهتا
لتحديد كجوه التأثَت اؼبتبادؿ بُت علم اللغة كاَّتمع ،كىذا ما يعلل ظهور علم اللغة
االجتماعيٍ .ب إف لغة الشخص ربددىا عوامل كثَتة منها اؼبوقف االقتصادم ،كاؼبستول
التعليمي ،كالتقييم الذاٌب ،كالرغبة اػباصة ،كاغبالة اػباصة ،كعوامل أخرل ،فاللغة ىي
السلوؾ االجتماعي الكامل كال مناص من فهم اللغة من اَّتمع كمن فهم اَّتمع من
60
اللغة.
ب -تلويح ِبنَظَريّة علم اللغة االجتماعي
59فردناف دم سوسَت ،فصوؿ ُب علم اللغة العاـ ،ترجم الكتاب إٔب العربية أضبد نعيم الكراعُت،
(اسكندرية :دار اؼبعرفة اعبامعية ،د .ت) ،ص . 40
60ؿبمد أضبد ضباد ،علم اللغة العاـ ،ص . 205
33
ليس اؼبقصود ُّذا العلم أنو تركيبة من كلميت من علم اللغة كعلم االجتماعي أك
أنو مزج بينهما ،كإمبا يعٍت ذاؾ العلم الذم "يدرس اللغة في عالقتها بالمجتمع"، 61
كل جوانب بنية اللغة ،كطرائق استعماؽبا اليت ترتبط بوظائفها االجتماعية إنو ينتظم ٌ
كالثقافية .كلكن ينبغي التنبيو أف دراسة اللغة كعبلقتها بالثقافة كاَّتمع حقل عريض
ككاسع األطراؼ ،كال يسع حبثها من خبلؿ فرع كاحد من العلم للقياـ ُّذه اؼبسؤكلية
كتوٕب شؤكهنا ،فهنالك من العلوـ تتناكؿ موضوع اَّتمع كاللغة قد يتفق مع اؼبضموف
بشكل أك بآخر مع علم اللغة االجتماعي؛ كقد ىبتلف ُب اؼبنطوؽ مع علم اللغة
االجتماعي ،مثل علم اجتماع اللغة ،أك علم االجتماع اللغوم ،علم األنثربولوجي أك
62
األنثركبوجية اللغوية ،علم اللغة األثنولوجي.
كمصطل علم اجتماع اللغة كعلم االجتماعي اللغوم قد درج بعض الباحثُت
على استخدامو على أنو مًتادؼ مع علم اللغة االجتماعي ،بينما قاؿ بعضهم إنو ـبتلف
ُب درجة االىتماـ ،ذلك أف الفرؽ بُت اؼبدلولُت يظهر ُب الًتكيز على جانب دكف آخر ،
كاالىتماـ باعبانب اللغوم أك اعبانب االجتماعي يتميز أم باحث من غَته ُب اعبانب
الذم ىو أقدر من غَته أم اعبانب اللغوم أك اعبانب االجتماعي.
تطورىا ال يبكن كعيها دبعزؿ عن حركة اَّتمع الناطق ُّا ُب الزماف كاللغة كقوانُت ٌ
كاؼبكاف اؼبعيٌنُت ،ألف فيها من اإلنساف فكره كطرائقو الذىنية ،كفيها من العآب اػبارجي
تنوعو كألوانو ،كىذه النظرة االجتماعية إٔب اللغة أكدىا العآب (فَتث) بقولو:
ٌ
مفصوال عن العآب اػبارجي الذم يعي فيو ،إنو ليس ن "لنبدأ نعترب اإلنساف ليس
إالٌ جزءان منو ...فكبلمك ليس ؾبرد ربريك اللساف أك اىتزاز ُب اغبنجرة ،إنو
أكثر من ذلك نتيجة لعمل العقل ُب تأدية كظيفتو كمدير للعبلقات ،لتحفظ
عليك سَتؾ ُب احمليط الذم تعي فيو"63.
61ىدسوف ،علم اللغة االجتماعي ،ترصبة ؿبمود العياد من موضوع ( Sociolinguisticsط 1
؛ القاىرة :عآب الكتب 1990 ،ـ ) ،ص .12
62كما ؿبمد بشر ،علم اللغة االجتماعي( ،ط3؛ القاىرة :دار الغريب 1997 ،ـ ) ،ص.41 .
63ىادم هنر ،علم اللغة االجتماعي ( ،ط 1؛ بغداد :اعبامعة اؼبستنصرية 1988 ،ـ ) ،ص -18 .
. 19
34
كتكمن كظيفة ىذا العلم ُب ىذه اؼبقولة عن الكيفيات اليت تتفاعل ُّا اللغة مع اَّتمع
كالنظر ُب التغَتات اليت تصيب بنية اللغة استجابة لوظائفها االجتماعية اؼبختلفة مع بياف
ىذه الوظائف كربديدىا. 64فاللغة ال يبكن فهمها أك درسها كربليلها أك تعليمها كتعلمها
كمن فيو؛ البد أف يؤثر ُب اللغة بكل
منعزلة عن سياقها االجتماعي ،كاَّتمع بكل ما فيو ى
مستوياهتا أصواتا ،كصرفا ،ككبوا ،كداللة ،كألفاظا.
كىناؾ معنياف ىاماف لفهم موضوع علم اللغة االجتماعي كعلم مستقل
كمستقر عن علوـ اللغة العاـ كالعلوـ االجتماعية بصورة عامة ،إذ إف ىذا العلم بمعناه
الواسع ييعٌت بدراسة الواقع اللغوم ُب أشكالو اؼبتنوعة باعتبارىا صادرة عن معاف
اجتماعية كثقافية مألوفة كغَت مألوفة 65،كيشمل ىذا العلم دراسة العبلئق بُت اللغة
كاَّتمع ،كمن ضمن ىذا العبلئق موضوع علم األعراؼ الذم يدرس اللغة ال لذاهتا،
كإمبا باعتبارىا تعبَتا عن سبللة معينة عن شعب كعن حضارة ،ككما يشمل ىذا العلم
بدراسة تلك احملاكالت اليت يبكن أف تلحق بعلم اللغة العاـ؛ منها طرق التكلم ،وموقف
المتكلم والمخاطب ،واللهجات ،وصور المحكومة بقواعد استخدام اللغة،
ومشكالت االتصال اللغوي ،والتغيرات اللغوية على المستوى الجغرافي
واالجتماعي والثقافي للغات المختلفة أو داخل اللغات كل واحدة ،وتحديد مواطن
اللهجات واألطالس اللغوية والتعددية اللغوية 66.باإلضافة إٔب ذلكم يدخل ضمن
علم اللغة االجتماعي دبعناه الواسع ميادين أخرل كتحليل الخطاب السياسي واألدبي
والديني واإلعالمي إْب ،مع االعتماد على سوسيوعبيا ظاىرة الكبلـ اليت ال تتعرض
للمعطيات اللسانية إال كوسيلة اجتماعية.
أما فهم ىذا العلم بمعناىا الضيق فيهتم باػبطوط العامة اليت سبيز اَّموعات
االجتماعية من حيث إهنا زبتلف وتدخل في تناقضات داخل المجموعة اللسانية
العامة نفسها ،والوقوف على القوانين التي تخضع لها الظاىرة اللغوية ُب حياهتا
كتطورىا كما يعتورىا من شؤكف اغبياة ،ومدى تأثرىا بما عداىا من الظواىر
االجتماعية ،اليت ؽبا تأثَت على اختيار الناس اللغة وما تحملو ىذه اللغة من طوابع
الحياة اليت وبياىا اؼبتكلموف ،ومن طرائق االستعمال اللغوي اليت يكتسبها اإلنساف من
67
اَّتمع.
كمن أىم اؼبوضوعات اليت تشغل اػبرباء اللغويُت ُب علم اللغة االجتماعي على
درجة اىتمامهم حسب ما كصفو اللغوم اغبديث ؿبمد حسن عبد العزيز :تحليل
المحادثات ،وتأثير األبنية االجتماعية في األنظمة اللغوية المعجم ،والعكس ،التغير
االجتماعي واللغوي ،الكفاية االتصالية ،المعنى االجتماعي ،التنشئة
االجتماعية68.كعلم اللغة العاـ كأصل من علم اللغة االجتماعي ىبتلف بينهما من
حيث موضوعهما ،ككما ييعلم أف علم اللغة العاـ ال يهتم إال ببنية اللغة دكف االىتماـ
بالسياقات االجتماعية اليت تكتسب فيها اللغة كتستخدمها ،إف مهمة علم اللغة أف
يكشف قواعد أية لغة ٍب بعدئذ يستطيع بعد ذلك بالنسبة ػبرباء علم اللغة االجتماعي
أف وبددكف نقاط ىذه القواعد ُب اَّتمع.
تنبع أىمية ىذا العلم من اعتبارات عملية ذات نفع كبَت على اللغات
كاعبماعات كاألمم ،من خبلؿ سعي ىذا العلم إٔب أف يبد التحليل اللغوم بعدان يتجاكز
اؼبدل الذم بلغو علم اللسانيات اغبديثة ،كيربز اؼبشكبلت اللغوية ُب اَّتمعات النامية
كاالزدكاجية اللغوية كالثنائية اللغوية ،كُب حل كثَت من مشكبلت التعليم كالعبلقات
االجتماعية ُب اَّتمعات اؼبتقدمة ؼبا للغة من دكر فاعل ُب اإلفصاح عن العبلقات
االجتماعية كالثقافية للمجتمع ،كتربز أنبيتو أيضا ُب دكره الفاعل ُب دراسة كسائل
االتصاؿ اؼبختلفة على أساس أف االتصاؿ ىو الوسيلة اؽبامة اليت تنقل ُّا اغبضارة من
جيل إٔب جيل ،فعلم اللغة االجتماعي ينظر أيضا ُب التغَتات اليت تصيب بنية اللغة
استجابة لوظائفها االجتماعية اؼبختلفة مع بياف ىذه الوظائف كربديدىا.
كمن اعبدير بالذكر أف علم اللغة االجتماعي علم ذك أنبية فهو يلقي ضوءا
على السلوؾ االجتماعي ،كاػبواص االجتماعية من عادات كتقاليد ُب اَّتمع اؼبعُت،
كىو أيضا ذك أنبية ُب دراسة لغات اَّتمعات النامية ،كىي دراسة من شأهنا أف تعُت
اؼبعنيُت بشؤكف التعليم ُب ىذه البيئات على اكتشاؼ الشكل اللغوم الذم يبكن أف
يتخذ أساسا أك معيارا للغة التعليم.
كما سبق القوؿ أف جل اىتماـ علم اللغة االجتماعي ينصب ُب قضايا اللغة
كاَّتمع كما أكثر القضايا اليت تدخل ُب ىذا اإلطار ،كقد حدد ىوليدام مواطن
اللسانيات االجتماعية كىو كاآلٌب: 69
اللغوم ،أك تعدد اللهجات.
ٌ أ ) االزدكاجية اللغوية كثنائيتها ،أك التعددم
ب ) التخطيط كالتنمية اللغوية.
ج ) علم اللهجات االجتماعي ( اؼبتنوعات غَت اؼبعيارية).
د ) اللسانيات االجتماعية كالًتبية.
ق ) الدراسات الوصفية لؤلكضاع اللغوية (طريقة كأسلوب الكبلـ)
ك ) السجبلت كالفهارس الكبلمية كاالنتقاؿ من لغة إٔب أخرل.
ز ) العوامل االجتماعية ُب التغَت الصوٌب كاالجتماعي.
ح ) اللساف كاَّتمع كالتواصل اغبضارم.
ط ) النظرية الوظيفية.
م ) اللسانيات العرفية.
ؾ ) دراسات النصوص
كىناؾ ؾباؿ كبَت للبحوث اللغوية االجتماعية ُب دكؿ العآب كإندكنيسيا
ككالدكؿ اإلفريقية حيث تتعدد اللغات ُب داخل الدكلة الواحدة فبا يفرض على الباحثُت
ضركرة االىتماـ باؼبشكبلت اللغوية االجتماعية ُب ؿباكلة لفهمها كإلهباد اغبلوؿ اؼبناسبة
ؽبا ُب إطار اعبهود اؽبادفة إٔب إقامة الدكلة اغبديثة.
كىذا التقسيم ينطلق من الوحدات الصغَتة إٔب الوحدات الكبَتة ،فاللغة الواحدة
كوف اعبملكوف الكلمات كالكلمات تي ٌ تتكوف من كحدات صوتية ،كالوحدات الصوتية تي ٌ
معٌت دالليا.
ك اعبمل ربمل ن
كىذا التقسيم ينطلق من الوحدات الصغَتة إٔب الوحدات الكبَتة ،فاللغة الواحدة
كوف اعبملكوف الكلمات كالكلمات تي ٌ تتكوف من كحدات صوتية ،كالوحدات الصوتية تي ٌ
معٌت دالليا.
ك اعبمل ربمل ن
-1مستوى األصوات
يتناكؿ البحػث اللغوم ُب ىذا اؼبستول األصوات -الىت يتكوف منها الكبلـ-
باعتبارات ـبتلفة :
أنـها وحدات صوتية مجردة منعزلة عن سياقها أ)
كىو ما يهتم بو علم" ،"Phoneticsكيهتم ىذا العلم ببياف ـبرج كل صوت
كطريقة نطقو كصفة الصوت ،ىذا العلم يطلق عليو بعلم األصوات الذم يبحث اعبوانب
العلمية من األصوات ،علم األصوات ييعٌت بدراسة صبيع األصوات الكونية الطبيعية
الصادرة من صبيع اؼبصادر الكونية اؼبختلفة ،كاغبيوانات كالبشر كاعبمادات ،كالغازات
كاإلشارات السلكية كالبلسلكية ...اْب ،كسائر األصوات الصادرة من كافة العناصر
الطبيعية ُب الكوف ،أم األصوات الصادرة من صبيع العناصر الكونية مهما اختلفت مادة
تلك العناصر ،أم صبيع األصوات اإلرادية ،كغَت اإلرادية ( الفطرية ،الطبيعية ) اػباصة
باالنفعاالت ،كأصوات التعبَت عن صبيع االنفعاالت اإلنسانية كغَت اإلنسانية من
الكائنات اغبية األخرل ،كغَتىا من أصوات. 71
كمن اؼبعركؼ أف لكل صوت لغوم أثره ُب ربديد اؼبعٌت كإبراز الداللة ،فهو
يؤدم دكرا ىاما ككظيفة أساسية ُب الكلمة ،تنظم ىذه الوظيفة قواعد اللغة العامة
كنظامها الفونولوجي ،إال أف كثَتا من دارسي الصوتيات ال يهتموف ُّذا اَّاؿ من
71
أنظر موسى حامد موسى خليفة ،مدخل اللغويات( ،ط 1؛ الرياض :مكتبو الرشد،)2009 ،
ص .75
39
الدراسة ،بل إهنم ينظركف إٔب األصوات اللغوية من جانبها اؼبادم ،بغض النظر عن
قيمتها الوظيفية ُب الكبلـ.
ب) ىو دراسة الصوت باعتباره وحدة في نسق صوتي
كيهتم بو علم" "Phonology؛ حيث يربط بُت الصوت كطرؽ تشكيلو ككظائفو،
فربط الصوت باؼبعٌت من أىم ظبات ىذا العلم ،كيهدؼ البحث الفونولوجي إٔب ربديد
العناصر الصوتية اؼبكونة للكلمةُ ،ب ضوء التمييز اؼبوضوعي بُت الوحدة الصوتية
،Phonemeكالصورة الصوتية Allophoneعلى أساس التقابل الدالٕب؛ فالفرؽ بُت
(ناؿ) ك (قاؿ) فرؽ صوٌب متمثل ُب الوحدة الصوتية "ف" كالوحدة الصوتية "ؽ" ،كىو
فرؽ يؤثر ُب اؼبعٌتُ ،ب حُت أف تعدد درجات االختبلؼ ُب كحدة صوتية مثل" :البلـ"
بُت درجات التفخيم كالًتقيق ُب السياقات الصوتية اؼبختلفة كل ىذه الدرجات تيع ٌد صور
72
صوتية Allophoneال تؤثر ُب اؼبعٌت.
كمن اللغويُت من اعترب اؼبصطلحُت مًتادفُت ،كمنهم من وباكؿ ترصبتو بشكل
دقيق حىت يدؿ على اؼبعٌت اؼبقصود ،فلو أيخذ مثبل مصطل ي فونولوجي Phonology
اإلنكليزية ،ك أريد ربديد ما يقابلو ُب العربية ،قبده يينقل مرة كما ىو ُب اللغة اإلنكليزية،
فيسمى الفنولوجيا ،كيًتجم مرة أخرل إٔب تسميات عدة منها :التشكيل الصوٌب ،كعلم
كظائف األصوات ،كعلم األصوات التنظيمي ،كعلم األصوات ،كدراسة اللفظ الوظيفي،
كعلم النظم الصوتية؛ كترصبات أخرل مدرجة ُب الًتصبات السابقة مثل :علم األصوات
التشكيلي ،الذم ىو ربوير للًتصبة السابقة أم التشكيل الصوٌب ،ككذلك علم األصوات
الوظيفي ،الذم ىو ربوير للًتصبة :علم كظائف األصوات ،كقد ترصبو ؾبمع اللغة العربية
73
ُب القاىرة :النطقيات.
72
ؿبمد أضبد ضباد ،علم اللغة العاـ( ،ط1؛ الرياض :دار أشبيليا للنشر كالتوزيع 1424،ىجرية)،
ص. 170
73
مشتق من كلمة النطق دبعٌت اللفظ بالقوؿ ٍب أضيفت بياء النسبة ،ؾبمع اللغة العربية ،اؼبعجم
الوسيط( ،ط4؛ القاىرة :مكتبة الشركؽ الدكلية ،)2004 ،ص . 931
41
74أبو اللسانيات كرائدىا العريب اغبديث أتقن اإلنكليزية كالفرنسية كالعربية،رئيس ؾبمع اللغة العربية ُب
اعبزائر ،حصل على جائزة اؼبلك فيصل عاـ2010ـ :كقد ربصل على اعبائزة تقديران عبهوده العلمية اؼبتميزة ُب
ربليلو النظرية اػبليلية النحوية كعبلقتها بالدراسات اللسانية اؼبعاصرة ،كدفاعًو عن أصالة النحو العريب ،كإجرائو
مقارنات علميةن بُت الًتاث كـبتلف النظريات ُب ىذا اؼبوضوع ،فضبل عن مشاركاتو ُب الدراسات اللسانية حبثان
ً
كجهوده البارزة ُب حركة التعريب. كتقويبان كتعليمان،
75انظر مقالة األستاذ منصورم ميلود ,ؾبلة العلوـ اإلنسانية :الفكراللساين عند الدكتور عبد الرضبن
اغباج صاّب من خبلؿ ؾبلة اللسانيات -جامعة ؿبمد خيضر بسكرة ،العدد السابع،جنفي 2005ـ ,ص-1
.10
40
بعلم الصرؼ ،كعلم بنية الكلمة ىو العلم الذم يبحث ُب بناء الكلمة ك طريقة صياغتها
ك القوانُت اليت ربكم ىذه الكلمة 76،فالكبلـ الذم يتحدثو اإلنساف يتألف من كلمات،
األساسي ُب تركيب الكلمة ىو ما يسمى ٌ ككلمات تتألف منها أصوات ،كاؼبكوف
بالوحدة الصرفية اليت سبقت تسميتها اآلنفة باؼبورفيم ،كىذه الوحدة أصغر كحدة ُب
النظاـ الصرُب ،كما أف أصغر كحدة ُب النظاـ الصوٌب يقاؿ بالفوٖب .فاؼبورفيم ىو أصغر
77
كحدة لغوية وبمل معٌت ك كظيفة ُب الكلمة.
كإذا أيمعن النظر ُب كياف اؼبورفيم؛ يكجد ُب الكلمة الواحدة قد تتكوف مورفيما
كاحدا أك أكثر،على سبيل اؼبثاؿ قوؿ الباحث ( :اؼبناقشوف ُب رسالة الدكتوراه جبامعة
عبلء الدين اإلسبلمية سبعة أشخاص) ،كلمة (اؼبناقشوف) تتكوف ُب ناحية اعبزء من
الكبلـ من أربع مورفيمات كىي (اؿ) اليت تدؿ على اؼبعرفة ،ك(مناق ) تدؿ على أستاذ
يقوـ على نقاش الطالب ،ك(الواك) تدؿ على اعبمع ،ك (النوف) تدؿ على عوض عن
التنوين ُب اسم مفرد النكرة أك على عدـ اإلضافة ،ك مثاؿ آخر ،كلمة (ربت) ك (فوؽ)
فيهما مورفيم كاحد وبمل معٌت ككظيفة ،إذف كجود اؼبورفيم ُب الكلمة يفيد بركز معٌت ُب
الكلمة.
فاؼبورفيم ُب الكلمات ىو الذم يغزم الكلمات باؼبعاين ،ىذه اؼبعاين تنبعث من
رموز تدؿ عليها الوحدات الصرفية ُب الكلمة ،فاللغة العربية ىي من أغٌت لغة تصور
تتوجد ُب لغة من لغات البشر .كاؼبورفيمات ُب أشكاؿ كأنواع اؼبورفيمات اليت قد ال ٌ
لغات غَت العربية كاإلنكليزية ك اإلندكنيسية زبتلف صورىا اختبلفا بينا من الذم يكوف
ُب العربية ،ذلك أف بعض اللغات ال تنتظم جبذكر ثبلثية أك ثنائية ُب الكلمة كاليت تنتظم
76انظر صباؿ حسُت أمُت إبراىيم ،بنية الكلمة العربية( ،ط1؛ دمشق :دار الرسالة2008 ،ـ ) ،ص
.15-5
77
ماريو بام ،أسس علم اللغة ،ترصبة د.أضبد ـبتار عمر( ،ط 8؛ القاىرة :عآب الكتب1419،
ق 1998-ـ) ،ص 101ـ .
42
ُب العربية ك ُب بعض اللغات السامية من العربية كالفارسية كالسريانية كغَتىا 78.كللتعرؼ
على أشكاؿ اؼبورفيمات ُب العربية يبكن إهبازىا ما يأٌب:
أ ) اؼبورفيم اغبر
اؼبورفيم اغبر ىو الذم يبكن أف يأٌب كلمة كاحدة منفردة كمستقلة كبو :كراء،
رجل ,كأمثاؽبما.
ب ) اؼبورفيم اؼبقيَّد
اؼبورفيم اؼبقيَّد ىو الوحدة الصرفية ال يبكن أف يأٌب ككلمة مستقلة منفردة ،كال
كوف كلمة مستقلة ،كبو :اؿ التعريف ُب بد أف يأٌب ىذا اؼبورفيم مع مورفيمات أخرل لتي ٌ
كلمة (البحث) من اؼبورفيمات اؼبقيدة ،كذلك (ات) ُب صبع اؼبؤنث السآب مثل ىيئات،
كجامعات ،ك كاك اعبماعة مع النوف من مورفيمات مقيدة ،ىذه اؼبورفيمات ال تدؿ على
اؼبنسقوف
معانيها اؼبعينة إال بعد إسبامها دبورفيم آخر أك دبورفيمات عدة مثل كلمة ( ٍّ
79
كالعابدات) ،كماشابو ذلك .
ج ) اؼبورفيم الصفرم
اؼبورفيم الصفرم 80ىو الذم اليظهر كمستًت مقدـ ُب الكلمة ،كجوده ُب الكلمة
ذىٍت ييدرؾ من خبلؿ داللة الكلمة .كعند ما يقوؿ أحد كلمة (الباحث) ،يتبادر ُب ٌ
ذىن السامع أنو ىو الذم يقوـ بعملية البحث ،كالذم هبعل السامع بازباذ القرار أف
الباحث ىو الذم يقوـ بعملية البحث؛ ىو ًع ٍلمو اؼبسبىق ُب كلمة (الباحث) بأهنا على
كزف فاعل ،ككزف (فاعل) تدؿ على من قاـ بو الفعل ،إذف كجود الوزف ُب الكلمة اؼبعربة
78ال نستعرض كجو التباين ُب جذكر الكلمات بُت اللغات ُب ىذا البحث ذبنبا من االستطراد ُب غَت
موضعو ،فهنالك حبوث ُب مقارنات بُت جذكر الكلمات عند بعض اللغات السامية كبعض اللغات غَت السامية
ُب اؼبكتبات العربية ،يبكن اإلطبلع عليها كتشفي الغليل بإذف اهلل تعأب.
79كقد نبو ماريو بام ثبوت اؼبورفيمُت باصطبلح خاص ىو مورفيم اغبرة كاآلخر اؼبورفيم اؼبتصل كىذا
األخَت ما ظباه بعض الباحثُت باؼبورفيم اؼبقيد ،انظر ماريو بام ،أسس علم اللغة ،ص . 103-102
80بعض اللغويُت احملدثُت ال يع ٌدكف اؼبورفيم الصفرم مورفيما ،كرأكا أنو ليس ىنالك مورفيما صفريا
ككصفوا بعدـ كجوده ،كبعضهم قالوا بوجود اؼبورفيم الصفرم غَت االظاىر ،ذلك بداللة بعض الكلمات عليها سواء
أ كانت دالالهتا ظاىرة أـ كانت مستًتة.
43
مستًت مقدـ كتيعترب ىذه الداللة مورفيما صفريا ،كذا ُب سائر األظباء اليت ؽبا كزف وبمل
كل معٌت متضمن داخلو ،كمكتوب ،كؾبلس ،كمرمى كغَتىا.
يدؿ على اؼبورفيم الصفرم هبرم ما جرل ُب األظباء من كجود الوزف الذم ٌ
كذلك ُب األفعاؿ اليت الشك أهنا خاضعة ألنظمة األكزاف ،كفعل (غلٌق) ك(قاتل) مثبل
نبا وبمبلف اؼبورفيم الصفرم الذم يدؿ عليو الوزف ،كيعٍت بذلك التفعيل ُب كلمة غلق
كما يعٌت اؼبشاركة ُب كلمة (قاتل) .كاألفعاؿ بصيغها الثبلثة؛ اؼباضي ،كاؼبضارع ك األمر،
بأكزاهنا اؼبختلفة ُب كل صيغة منها ،ىي من اؼبورفيمات اؼبستًتة الصفرية باإلضافة إٔب
كياف مورفيمات أخرل لدل صيغ األفعاؿ الثبلثة.
كالوحدات الصرفية قد تكوف ؽبا صيغ متعددة ،فالوحدة الصرفية الواحدة قد
تظهر ُب صيغ أخرل مثل مسلماف كمسلمُت فمورفيم (اف) صورهتا األخرل ىو (ين)
كىو من نفس الوحدة الصرفية أم اؼبورفيم الذم يدؿ على العدد اؼبثٌت.
أما من حيث توزيع الوحدات الصرفية ( اؼبورفيمات) كتواجدىا ُب العربية
فبإمكاف اكتشافها من خبلؿ السرب ُب تكوف الوحدات الصرفية من يمتأىلَّفات الكلمة ُب
اعبميع أف الكلمة ُب العربية إما الفعل أك االسم أك اغبرؼ. ي العربية .ككما يىفهم
فالوحدات الصرفية ُب األفعاؿ قد زبتلف صورىا نوعيا مع صورىا ُب األظباء ك اغبركؼ.
ففي األفعاؿ تكوف ىذه الوحدات ُب الصيغ؛ اؼباضي ٍب اؼبضارع ٍب األمر.
المستوى التركيبي (بناء الجملة) -3
م ُب ىذا اؼبستول دراسة نظاـ بناء اعبملة كدكر كل جزء َب
يتناكؿ البحث اللغو ٌ
ىذا البناء ،كعبلقة أجزاء اعبملة بعضها ببعض ،كأثر كل جزء ُب اآلخر مع العناية
بالعبلمة اإلعرابية .كيضاؼ إٔب ىذا عناية البحث اللغوم اغبديث ،81على مستول
81كأىم فرؽ َب حبث اعبملة بُت القدماء كاحملدثُت ىو زبلص احملدثُت من التأثر بنظرية العامل،
كاذباىهم إٔب دراسة الوصفية لعناصر اعبملة ،الىت تعتمد على الواقع اؼبنطوؽ ،كمعرفة دكر ىذه العناصر َب اؼبعٌت؛
كمن ىنا أصب تفسَت الظواىر النحوية يقوـ على أساس كصفى بدالن من االعتماد على اؼبنطق كالتأكيبلت الىت
زبرج باللغة من إطارىا إٔب علوـ كؾباالت أخرل.
44
82ؿبمد إبراىيم عبادة ،اعبملة العربية مكوناهتا -أنواعها ،ربليلها ( ،ط1؛ القاىرة :مكتبة اآلداب،
2007ـ ) ،ص . 57
45
كأكؿ خطوة للتحديد عن الفئة النحوية للكلمة؛ التعرؼ دبعٌت الكلمة ،إذا كانت
الكلمة تدؿ على األشياء اؼبوجودة اؼبادية احملسوسة ،مثل :األشخاص ،أك اؼبعاين
اَّردة ،83كانت عادة اظبا .إف جاءت كلمة تدؿ على األحداث ك النشاطات مع داللة
على الزمن فهي تكوف من األفعاؿ ،مثل (أكل) :دؿ على النشاط كاغبدث ىو األكل،
كدؿ على الزمن ىو اؼباضي ،يأكل :دؿ على النشاط كاغبدث ىو األكل كدؿ على
الزمن ىو اؼبضارع ،اشرب :دؿ على النشاط كاغبدث ىو الشرب ،كدؿ على ما يشبو
الزمن ىو األمر.كذلك الصفات إف استخدمت الكلمة لوصف األظباء مثل جاء رجل
ذكي فذكي كصف لولد فكاف الوصف اظبا فيهم منو معٌت الوصف.
كثاين خطوة ؼبعرفة الفئة النحوية عملية التصريف كبالتصريف يسبيٌز الكلمة من
الفعل كاالسم كاغبرؼ فمثبل كلمة مسلم يبكن أف يضاؼ عليها اللواحق مثل ات ،أم
مسلمات ك اف أم مسلماف؛ كؼبا أضيف عليها ات أك اف عرفت من األظباء ألف من
خصائص األظباء إضافة من مثل ىذه اللواحق ،كزبتلف صورىا ُب األفعاؿ .كلو أيخذ
كتْب ،ك ىي تدؿ على صبع اإلناث الغائب ،فوجود نوف النسوة مثبل ٍ :ف (النسوة) كبو ٍ
ُب الكلمة من خصائص األفعاؿ دكف األظباء ،فمعرفة ما يلزـ من األفعاؿ ك األظباء ُب
التصريف ىي ما ربدد الفئة النحوية من الكلمات.
كثالث خطوة ؼبعرفة الفئة النحوية للكلمة ىي التوزيعية ك صورهتا أف تتوزع
الكلمة مع كلمات أك أدكات أخرل مثل األظباء اليت تأٌب مع أداة التحديد مثل اؿ كذا
(اإلشارة) ك اؿ ك ذا ال تدخبلف على األفعاؿ .ىنالك كلمة تدؿ على الدرجة اليت تتوزع
مع الصفات مثل كلمة (جدا) ال تأٌب إال عن طريق كصف ؼبا قبلها مثل ذكي جدا ،
كفقَت جدا.
إذف بناء اعبملة يستلزـ منو ؼبن ىبوض حديثو حولو ،أف يتعرؼ بالفئات اللغوية
ُب العربية ،ليتمكن من تكوين اعبملة الصحيحة ُب الًتكيب ،ك السليمة من حيث اؼبعٌت
كاؼبراد .ك اعبملة ال تتم صيغتها بشكل عشوائي ،ك ليس ؾبرد كلمات ال ترتبط بعضها
83اؼبعٌت اَّرد الذم اليكوف ملموسا كالؿبسوسا مثل الكثافة ،اػبَت ،الفشل؛ ال ييرل بالعُت كال ييلمس
باليد ،كلكن ىذا اؼبعٌت موجود.
46
عن بعض ،فهناؾ ركابط بُت الكلمات 84،فاعبملة ؽبا تصميم تركيب شجرم تتكوف من
بناء ،ك ىذا البناء يتكوف من كحدات أصغر كل كحدة تتكوف من كحدات أخرل بشكل
اؼبرَّكبىات ،كاالسم مثبل َّ
مكو هف من كيسمى ى
تكوف من كحدات أكرب ٌ تفاعلي؛ فالكلمات ٍّ
اسم كىو يبكن أف يأٌب منفردة أك يكوف أساسو ه مرَّكب كيسمى اؼبرَّكب االظبي الذم ٍّ
يبكن أف يأٌب مع كلمة أخرل أك أدكات أخرل .فكلمة طالًب ىذه الكلمة مع اؼبركب
االظبي مثل اؿ فيصَت الطالب مكونا من مركب اظبي طالب كأداة ربديد اؿ جزء ،كإذا
كاف االسم من النكرة أك كاف علما مثل ؿبمد يأٌب منفردة بكونو مركبا اظبيا فقط.
أما اؼبركب الفعلي فيكوف أساسو فعبل لذا يكوف الفعل مع أجزاء أخرل مركبا
فعليا أك يبكن الفعل دكف أجزاء أخرل منفردا أف يكوف مركبا فعليا ،لو أيخذف مثاال :
أكل التفاح ،فهو مركب فعلي مع أجزاء من اؿ كتفاح نبا مركباف اظبياف كمثاؿ كلمة ناـ
دلت على اؼبركب الفعلي منفردا.
ىنالك مركب آخر يسمى باؼبركب اعبر ىو حرؼ اعبر مع اؼبركب االظبي؛ مثاؿ
ُ :ب اغبديقة ،اؿ أداة ربديد ،حديقة مركب اظبي ،ففي اغبديقة حرؼ اعبر مع اؼبركب
يكوف مركبا منفردا كما ُب االظبي يسمى مركب اعبر ،ألف حرؼ اعبر ال يستطيع أف ٌ
االسم ك الفعل.
فهناؾ صور من مركبات اظبية منفردة تتوزع ُب أظباء العلم مثل :ؿبمد كأظباء
النكرات كما تتوزع اؼبركب الفعلي اؼبنفرد ُب األفعاؿ البلزـ دكف اؼبتعدم.
ىناؾ قانوف خاص حبيث يبكن أف يكوف اؼبركب االظبي ؿبتاجا إٔب مركب اظبي؛
ىو ُب حالة اإلضافة مثاؿ :جامعة عبلء الدين؛ فعبلء الدين مكمل من مركب اظبي
السم جامعة ،كجامعة عبلء الدين ىي مركب اظبي كاحد مع مكمبلهتا ،كذلك قوؿ
أحد :عاصمة ؿبافظة سبلكيسي اعبنوبية مكاسر ،ىذه اعبملة تتألف فيها من اؼبركباف
االظبياف األكؿ عاصمة كمكمبلهتا؛ كالثاين مكاسر مركب اظبي دكف مبُت ك مكمل.
84تفصيل كاسع يستفاد من الباحث اغباذؽ ؿبمد ضباسة عبد اللطيفُ ،ب بناء اعبملة العربية( ،
القاىرة ،دار الغريب2003 ،ـ) ،ص . 150 - 50
47
كقد يرب َّوؿ قوانُت اعبملة من التوليدية إٔب التحويلية أم تغيَت اعبملة من شكل إٔب
آخر ،كُب التوليدية مثبل اعبملة تبدأ باؼبركب االظبي؛ كبو :الولد يدرس مادة الرياضيات،
ففي التحويلية تكوف اعبملة تبدأ باؼبركب الفعلي بعد ربوؽبا؛ مثاؿ يدرس الطالب مادة
الرياضيات ،كمن فوائد القوانُت التحويلية ىي تساعد على تغيَت اعبملة إٔب شكل آخر،
فمثبل الولد أكل التفاحة ىذه اعبملة إف أريد تغيَتىا إٔب مبٍت ؾبهوؿ فتحوؿ اعبملة
بادئ ذم البدء إٔب الفعلية ٍب تطبق قوانُت اؼببٍت اَّهوؿ ىي حذؼ الفاعل كإحبلؿ ؿبلو
اؼبفعوؿ بو ،فهو نائب عن الفاعل ،فبل تتم صيغة مبٍت ؾبهوؿ إال بعد أف تكوف اعبملة
ؿبولة إٔب فعلية كىذا يعٍت أف القوانُت التحويلية يبكن أف يطبق أكثر من مرة على اعبملة
الواحدة.
فالقوانُت التوليدية ىي البنية األساسية أك العميقة للجملة ُب العربية كبو الولد
أكل التفاحة؛ كىي أصل اعبملة قبل ربوؽبا إٔب صيغة أخرل ،كالقوانُت التحويلية تعطي
شيئا آخر تسمى البنية السطحية كىي البنية اليت تستخدـ ُب الكبلـ بعد تطبيق قانوف
ربويلي؛ فإذا كانت صبلة ( الولد أكل التفاحة) ،ىي البنية العميقة فتكوف البنية
السطحية منها بعد تطبيق قانوف ربويلي بصورة (أكل الولد التفاحة) ،كعندما تستخدـ
اعبملة الفعلية ُب الكبلـ البد أف تكوف ؽبا أصل من البنية األساسية ،كاؼبثاؿ السابق
أكل الولد التفاح أصلها الولد أكل التفاح ،كذلك ُب اعبملة اؼببنية للمجهوؿ أصلها
اؼببنية للمعلوـ اليت طبقت فيها القوانُت التحولية من اؼبعلوـ إٔب اَّهوؿ ،كُب اؼبعلوـ طيبٌق
أيضا قانوف ربويلي من االظبية إٔب الفعلية ،إذف البنية (غَت األصلية) اليت تستخدـ ُب
الكبلـ كلها تسمى البنية السطحية ،بينما ُب اعبملة االظبية العادية اليت ال ذبرم فيها أية
تغيَتة؛ فالبنية السطحية فيها ىي بعينها البنية العميقة ،مثاؿ :قوؿ أحد :جامعة عبلء
الدين أرقى جامعة إسبلمية إندكنيسية.
فبناء اعبملة تتكوف من تركيب اؼبواد اؼبعجمية أك بعبارة أخرل ؛ أف ُب العربية
تقوـ اعبملة السليمة على أسس من البناء اللغوم من اؼبعجم ٍب تطبق قوانُت بنية العبارة
حسب متطلبات كبلمية على اؼبواد اؼبعجمية فتص العبارة كييفهم اؼبراد منها كييؤَّكد اؼبعٌت
حسب صدارتو ُب الكبلـ.
48
85
منقور عبد اعبليل ،علم الداللة أصولو كمباحثو( ،دمشق :ارباد كتاب العرب 2001 ،ـ ) ،ص
.15
86
منذ فجر األكؿ ُب التاريخ العلمي من علم التفسَت ظهر تفسَت لكتاب اهلل اؼبسمى بركح اؼبعاين ُب
تفسَت القرآف العظيم كالسبع اؼبثاين للعبلمة اآللوسي البغدادم اؼبتوَب سنة 127للهجرة عاِب فيو معاين القرآف من
جوانب متعددة.
49
جديدة مثل فلسفة اللغة كاؼبنطق الرياضي كغَتنبا ،كلها يتناكؿ موضوعو دراسة معٌت من
اؼبعاين .كُب ىذا البحث ييكتفى باإلشارة إٔب موضوع علم الداللة ضمن ؾبهر العبلقات
الداللية بُت الكلمات ك اعبمل ( 87العبلقات بُت األلفاظ -آنفة الذكر )-اجتنابا من
التوسع دكف حد.
فالعبلقات الداللية قد تى يكوف موجودة بُت الكلمات أك العبارات ك بُت اعبمل،
كىذه العبلقات قد تكوف بُت الكلمات أك كقد تكوف بُت اعبملة:
العبلقات الداللية بُت الكلمات أك العبارات أ)
كالعبلقات بُت الكلمات كالتعابَت ىي تنقسم إٔب أنواع :
)1عبلقة الًتادؼ
ك ىي العبلقة بُت كلمات أك بُت التعابَت اليت سبلك اؼبعٌت نفسو ُب كل أك بعض
السياقات،مثبل الكلمتاف اؼبًتادفتاف إذا جاءتا ُب سياؽ معُت ال يتغَت معٌت اعبملة،كعلى
سبيل اؼبثاؿ كلمة الكتاب كالسفر؛ إذا استيعمبل ُب سياؽ اعبملة ،كبو :قرأت كتابا
فكلمة الكتاب يبكن استبداؽبا بالسفر فيقاؿ قرأت سفرا فبل يتغَت معٌت اعبملة كاؼبفهوـ
ىو ىو.كُب بعض السياقات كلمة الكتاب كالسفر قد ال تًتادفاف ترادفا كليا ،88فالكتاب
فبكن أف يكوف ؾبموعة من صفحات قليلة قد ال يتجاكز عشرين صفحة ؛ كالسفر ينبغي
أف يكوف على األقل ؾبلدا كاحدا فالًتادؼ بُت الكلمتُت ىاىنا ترادؼ ُب بعض
السياقات.
كُب تبياف الًتادؼ ُب السياقات كلها أك بعضها ،كثَت ما يوجد ُب الكلمات
اؼبعربة أك الدخيلة ؛ فكلمة اؼبرناة تًتادؼ مع التلفيزيوف (تلفاز)؛ ك اؼبرناة من رنا يرنو
87ينبغي التمييز من بُت مفهوـ الكلمة كالعبارة ك اعبملة فالكلمة ىي ؾبموعة من األصوات كىذه
األصوات ؽبا معٌت معينا ،كيبكن أف تفصل اؼبسافة من بدايتها اك هنايتها مثل فوؽ....أك ...الطاكلة؛ بينما العبارة
كو يف معٌت كامبل يبكن الوقوؼ عندىا ،مثل إف تدرس باجتهاد كصرب....ىذه عبارة، ؾبموعة من الكلمات ال تي ٌ
كاعبملة ؾبموعة من كلمات تعطي أحدا معٌت يستطيع الوقوؼ عندىا ،مثل إف تدرس تنج .
88الباحث اليؤمن بالًتادؼ الكلي ُب العربية لغٌت كخصوبة الكلمات العربية فكل كلمة برأم الباحث
ىبتلف عما قد يراه بعض الناس مًتادفا ،ككلمة عربية بل قرآنية ؽبا ميزة خاصة ال تًتادؼ مع بعضها فيختلف من
كلمة مع أية كلمة كانت حُت تدقَّق الكلمة عن معناىا.
51
أم نظرة بعض الناس إٔب البعض ،كالتلفيزيوف ربمل ىذا اؼبعٌت ،ككلمة فاكس تًتادؼ مع ٍ
الناسوخ ؼبا فيها من معٌت النسخ ،ككلمة اؽباتف تًتادؼ مع كلمة تليفوف ألف تليفوف
اؼبتكلم؛ بينما ىاتف كلمة يطلق ُب العربية للصوت الذم ي الصوت كال ييرل
ي ييسمع منها
ٓب يظهر قائلو كقوؿ عريب ظبعت صوتا ىاتفا ًجنٍّػيَّا؛ ففي كلمة التليفوف تًتادؼ ُب سياؽ
حاؿ عدـ ظهور قائلو ،ككلمة تًيىاتًر مع كلمة اؼبسرح قد تًتادفاف ُب سياؽ كقد ال
تًتادؼ ُب سياؽ آخر؛ مثل ذىبت إٔب تياتر أك اؼبسرح ؼبشاىدة اؼبسرحية ،كال يقاؿ
ذىبت إٔب تياتر األحداث بل مسرح األحداث .ىذه الكلمات اؼبعربة مع نظَتىا األصلية
ُب العربية تًتادؼ كليا أك بعضا ُب سياقات كبلمية أك قد ال تًتادفاف.
)2عبلقة التخالف
ك قدتكوف العبلقة الداللية بُت الكلمات عالقة التخالف ضد الًتادؼ ،كىي
بعض جوانب الكلمة األكٔب على عكس جوانب الكلمة الثانية ،مثاؿ :كلمة الولد ك
البنت ،الليل ك النهار يتم التخالف ُب بعض اعبوانب؛ كليس بكل اعبوانب ،فالولد
كالبنت مشًتكاف ُب بعض اعبوانب أيضا؛ فهما بشراف كنبا من الطلبة بل نبا من
العاقلُت ،كلكن يتخالفاف ُب بعض اعبوانب ،خاصة من ناحية اعبنس كالقدرة كالصفة،
كالليل كالنهار مشًتكاف أهنما من أظباء الوقت اليت تتبادؿ يوميا كلكن يتخالفاف ُب بعض
اعبوانب؛ نبا من النور كالظبلـ ،كاغبرارة كالربكدة ،كعمل الناس فيهما كراحتهم
كغَتىا،ىذا ىو اؼبعٍت بالتخالف.
)3عبلقة البوليسمي
ىناؾ عبلقة داللية أخرل بُت الكلمات تسمى عبلقة البوليسمي ىي حالة تكوف
فيها الكلمة ؽبا معنياف متقارباف أك أ كثر ، 89مثل كلمة الربؽ تدؿ على ظاىرة طبيعية
ؽبا شعلة نارية بُت الغيوـ؛ كتعٍت أيضا نوع من طريقة إرساؿ األنباء اليت تسمى بالربقية،
كُّا قد تسمى كزارة اؽباتف ك الربؽ.كرغم اختبلؼ اؼبعٌت بينهما؛ فإف فيو شيء من
89كتوسعت الطالبة آالف ظبُت ؾبيد زن ىكنة ُب رسالتها شرحا ؽبذه العبلقة ،العبلقات الداللية بُت ألفاظ
الطبيعة ُب القرآف الكرمي ،رسالة لنيل درجة اؼباجستَت جبامعة بغداد ُب اللغة العربية كآداُّا عاـ 1423ىػ ...أيلوؿ
2002ـ .ص .167
50
التقارب ،ىو أف الربؽ سبر بسرعة فائقة ،كأف إرساؿ برقية كذلك يتم بسرعة ترمز سرعة
الربؽ؛ ىذا ىو كجو التقارب بُت اؼبعنيُت ،فكلمة الربؽ سبثل عبلقة البوليسمي.
ككلمة أخرل سبثل العبلقة البوليسمية ىي الشبكة ،فالشبكة ؾبموعة من اػبيوط
اؼبتشابكة اؼبتداخلة اليت تي ىك ٍّوف أداة تستخدـ ُب صيد األظباؾ كاغبيوانات عموما؛
كالًشبكة تعٍت ؾبموعة من أجهزة اغباسوب اؼبتصلة بعضها ببعض عرب نظاـ االتصاؿ،
كزبىَّزف فيها اؼبعلومات ُب اغباسوب اؼبركزم (اإلنًتنيت) ،كاؼبعٌت اؼبتقارب بينهما ىو أفي
الشبكة ؾبموعة متداخلة من اػبيوط؛ كشبكة اغباسوب ىي ؾبموعة من األسبلؾ
اؼبتداخلة كؾبموعة من األجهزة اؼبتداخلة ببعضها كتتبادؿ فيها اؼبعلومات.
)4عبلقة اؽبومومبي
كعبلقة اؽبومومبي ىي ظاىرة أخرل يكوف فيها اؼبعنياف أك أكثر؛ كلكن اؼبعنيُت
ـبتلفاف سباما.كىذه الظاىرة يطلق عليها عند العرب اسم اللفظ اؼبشًتؾ أم لفظ كاحد
يكوف فيو أكثر من معٌت ،كأمثلة ذلك كلمة (العُت) ىذه الكلمة ؽبا أكثر من معٌت؛
فالعُت تعٍت العضو الذم يبصر ُّا ،كالعُت تعٍت البئر ،كالعُت تعٍت اعباسوس؛ كمثاؿ آخر
ىو كلمة غرب تعٌت اعبهة ،كغرب دبعٌت الدلو ،كفيما يركل من الشواىد ُب ذلك قوؿ
شاعر :
يا كي قلب من دكاعي اؽبول إذا رحل اعبَتاف عند الغركب
كدمع عيٍت كفيض الغركب اتبعتهم طرُب كقد أزمعوا
تفًت عن مثل أقاصي الغركب كانوا كفيهم طفلة حرة
فالغركب األكٔب غركب الشمس ،كالغركب الثانية صبع غرب ،كىو الدلو الكبَتة
اؼبملوءة 90.الكلمتاف ال عبلقة داللية بينهما أبدا ،كالسياؽ ُب ىذه العبلقة ىو الذم
يبُت اؼبقصود من الكلمة؛ كبو جئت من العُت الب ٌد أف ىبتلف معناىا من مثل (عيٍت
تؤؼبٍت) ،ألف السياؽ حدد اؼبراد ُب ذىن سامعي الكبلـ.
ب) العالقات الداللية بين الجمل
90ك غرب الثالثة كىي الوىاد اؼبنخفضة ،اؼبزىر ُب علوـ اللغة العربية ( .ط 3؛ القاىرة ،دار الًتاث ،
د .ت) ،ج ،1ص.381 .
52
يبلحظ أف العبلقات الداللية بُت اعبمل ،متعددة األنواع كما تتعدد العبلقات
الداللية بُت الكلمات أك التعابَت 91،فأنواعها ما يلي:
)1عبلقة إعادة التعابَت
اعبملتاف اللتاف تعرباف عن اؼبعٌت نفسو تقاؿ أف بينهما عبلقة إعادة التعابَت ،أم
اعبملة األكٔب تعرب عن اعبملة الثانية كاؼبثاؿ عن ىذه العبلقة كبو :اعبملة األكٔب :تبلحق
الشرطة السارقةى بالسيارة؛ كاعبملة الثانية :السارقةي تبلىحق من قًبل الشرطة بالسيارة،
فاعبملة الثانية ىي اؼبعٌت نفسو ُب اعبملة األكٔب أك ىي إعادة ؽبا من حيث
اؼبضموف.كذلك ُب كبو اعبملة األكٔب :ستبدأ اؼبباراة ُب الساعة الرابعة ؛ كالثانية ُ:ب
الساعة الرابعة اؼبباراة ستبدأ ،فاعبملة الثانية ىي اعبملة األكٔب نفسها ُب اؼبعٌت.فمن
اعبملتُت تبلحظ إذا كانت اعبملة األكٔب صحيحة صادقة تستلزـ اعبملة الثانية صحيحة
صادقة دبثلها ككذا العكس بالعكس.
فالتعبَت ُب اعبملة األكٔب ىو نفس التعبَت ُب اعبملة الثانية باختبلؼ بسيط ُب
الصيغة دكف اؼبعٌت؛ كاختبلؼ الصيغة دكف اؼبعٌت ىا ىو ذا ما يكصف عنو بإعادة اعبملة
اليت تكوف عبلقتو الداللية عبلقة إعادة اعبملة.كللتوضي عن اؼبعٌت اؼبعاد ينبغي أف ال
ىبرج اؼبعٌت من مضموف اعبملة األكٔب فبدء اؼبباراة يكوف ُب الساعة الرابعة غَت اػبامسة
أك غَت كقت أخر ،فإف خرج اؼبعٌت ُب اعبملة الثانية من مضموف اعبملة األكٔب ،فقد
خطأت إعادة اعبملة ،كمن فوائد اإلعادة ىي الًتكيز ُب معٌت اعبملة أم اعبملة األكٔب
زبتلف عن الثانية ُب الًتكيز كُب اؼبثاؿ ستبدأ اؼبباراة...تركيز فيها أف ىناؾ شيئا سيبدأ،
أما ُب اؼبثاؿ ُب الساعة الرابعة ستبدأ...الًتكيز فيها ىو الوقت الذم تبدأ اؼبباراة.
)2عبلقة التبلزـ
كىذه العبلقة تنقسم إٔب قسمُت :
( أ ) عبلقة التبلزـ ذات اذباه كاحد
91زين كامل اػبويسكيُ ،ب اَّاالت الداللية ُب القرآف الكرمي( ،ط 1؛ اسكندرية :دار اؼبعرفة ،
1989ـ ) ،ص . 15
53
كىي عبلقة يؤدم فيها صدؽ اعبملة األكٔب إٔب صدؽ اعبملة الثانية ،كصدؽ
اعبملة الثانية ال يؤدم بالتأكيد صدؽ اعبملة األكٔب كبو :فتحت جامعة عبلء الدين
قسم اللغة العربية كآداُّا؛ فاشتهرت اعبامعة.كُب ىذا اؼبثاؿ يظهر اشتهار اعبامعة قد
يكوف من سبب آخر ال عبلقة لو بافتتاح قسم اللغة اؼبقصود ،كأما افتتاح القسم فهو
سبب لبلشتهار اؼبذكور.
(ب) عبلقة التبلزـ ذات اذباىُت اثنُت
ىذه العبلقة يؤدم فيها صدؽ صبلة معينة إٔب صدؽ صبلة أخرل كالعكس
بالعكس ،كمثاؿ ذلك كما ُب عبلقة إعادة التعابَت ُب اعبملة :جامعة عبلء الدين أكٔب
جامعة سبلكيسية تفت دراسة قسم اللغة العربية كآداُّا ،كاعبملة األخرل :تفت دراسة
قسم اللغة العربية كآداُّا أكٔب جامعة سبلكيسية جامعة عبلء الدين ،فاعبملة الثانية فيها
تبلزـ مع اعبملة األكٔب من حيث صدقية اعبملة كصحة اؼبعٌت ،ككذا بالعكس ؛ ففيهما
عبلقة ذات االذباىُت كما فيهما عبلقة إعادة التعابَت.
(ج) عبلقة التعارض
ىذه العبلقة يؤدم فيها صدؽ صبلة معينة إٔب عدـ صدؽ صبلة أخرل
كبالعكس صدؽ صبلة ثانية يودم إٔب عدـ صدؽ صبلة أكٔب ،كعلى سبيل اؼبثاؿ زيد
أعزب كزيد متزكج ىتاف اعبملتاف تتعارضاف ُب اؼبعٌت فبٌا يستلزـ عدـ صحة إحدل
اعبملة من حيث اؼبعٌت.
(د) عبلقة التوازم
كىي يؤدم فيها كقوع أك ظهور شيئُت ُب زمن كاحد مثل تعمل الدكلة على
النهوض باعبانب االقتصادم ،كُب الوقت الذم تعمل اعبامعات اإلسبلمية على النهوض
بالتعليم ألنو األساس.
(ق) عبلقة التطابق
كىي اليت تؤدم فيها التشابو الكبَت بُت شيئُت أك بُت حدثُت ،مثاؿ ينادم
ؿبافظ سبلكيسي اعبنوبية بالعودة إٔب العرؼ احمللي لشكلو كمضمونو ،كُب جاكرتا ظهر
نداء رئيس اعبمهورية بالتمسك بالعرؼ الوطٍت.
54
92ظبَت شريف استيتية ،اللسانيات :اَّاؿ ،كالوظيفة ،كاؼبنهج ( ط 2؛ عماف :عآب الكتب اغبديث
جدارا للكتاب العاؼبي للنشر كالتوزيع 2009ـ ) ،ص . 337
55
كالطاكلة ىو نوع من اؼبكتب اػباص حسب العرؼ ُب كطن عريب ،كذلك ُب القط ك
اغبصاف كغَتىا مفهومها ما تشَت إليو ىذه الكلمات.
ىنالك بعض ألفاظ أك عبارة بل صبل ما تشَت إليو ىذه األلفاظ أك العبارة أك
النب
صبل اليت ىي غَت ظاىر أك غَت موجودة ُب العآب اػبارجي مثل كلمة الرباؽ مركب ٌ
صلى اهلل عليو كسلم ُب معراجو ،ككذا كلمة العفريت من اعبن ك إبليس؛ غَت ظاىر ُب
العآب اػبارجي 93كىو ظاىر ُب يقُت مسلم؛ كمثلها كلمة أسطورية اليت ال تعرؼ ُب
العآب اػبارجي مثل العنقاء ىو طائر عمبلؽ عظيم ييعرؼ اظبو كؾبهوؿ اعبسم ،94كىو
ُب خياؿ ،كمثلو ُب العبارة قوؿ أحدنا جاء ملك سبلكيسي اعبنوبية لرجل معركؼ يبلك
قيم اؼبلوؾ كاألخبلؽ كالصفات ،ففي العآب اػبارجي ملك سبلكيسي اعبنوبية ال كجود لو
ُب الواقع؛ كلكن العبارة تشَت إٔب رجل يبلك مواصفات اؼبلوؾ؛ كنظاـ البلد نظاـ صبهورم
كالواقع أف سبلكيسي وبكمها ؿبافظ سبلكيسي اعبنوبية ،إذف ىذه من نوع العبارات
اليت تشَت إليو العبارة.
من اؼبمكن أف تكوف الكلمتاف أك العبارتاف تشَتاف إٔب مشار إليو كاحد؛ مثاؿ
ذلك ُب العبارتُت مثل :رئيس ؾبلس اؼبناقشة ُب رسالة دكتوراه ،كرئيس اعبامعة عبلء
الدين اإلسبلمية ؛ىاتاف العبارتاف قد تشَتاف إٔب مشار كاحد أ ك إٔب مشارين اثنُت ،إذا
ترأس رئيس اعبامعة ؾبلس اؼبناقشة فهذا يعٍت بالعبارتُت تشَتاف إٔب مشار كاحد كإال فبل.
.3مفهوم المعنى ومداه
كىو مفهوـ الكلمة أك العبارة تقصد فيها اؼبفاىيم أك الصفات اليت تعرب عنها
الكلمة أك العبارة اؼبرتبطة بالكلمة أك العبارة اؼبعينة ،كمدل اؼبعٌت ما تشَت إليو الكلمة أك
العبارة ام اؼبعٌت اإلشارم ،كمثاؿ ذلك كلمة امرأة كرجل ،مفهوـ اؼبعٌت فيهما أف كلمة
93لو أتى رجل إلينا كيقوؿ ركبت الرباؽ حىت كصلت إٔب جامعة عبلء الدين اإلسبلمية؛ كلسوؼ نقوؿ
أف ىذا الرجل ـبتل العقل لعدـ كجود الرباؽ ُب عاؼبنا اػبارجي إال ُب حق حياة نبينا ؿبمد عليو الصبلة كالسبلـ ،
فالرباؽ كلمة تشَت إٔب معٌت إشارم الكجود بالظاىر ُب عاؼبنا اآلف كلكن ثبت كجودىا باليقُت ُب حق النب من
األنبياء السابقُت صلوات اهلل عليهم كسبلمهم .
94زين الدين الرازم ،ـبتار الصحاح ،ص .458
56
اؼبرأة فيها معٌت األنوثة ك اغبياء كاللُت؛ بينما كلمة الرجل فيها معٌت الرجولة كالقوة
كالصرامة ،أما مدل اؼبعٌت ُب الكلمتُت فهما اؼبشار إليهما بالكلمتُت اؼبرأة ك الرجل،
كعلى سبيل اؼبثاؿ ُب مفهوـ معٌت العبارة؛ رئيس جامعة عبلء الدين اإلسبلمية ُب الفًتة
1915 -1911للميبلدم رجل نشيط عميل؛ كمفهوـ معٌت العبارة حسب مواصفات
الرئيس ام ىو الذم ًبٌ فوزه ُب انتخاب الرئاسة اعبامعة كيكوف من أعضاء ىيئة التدريس
أك من اؼبوظفُت الرظبيُت حُت ينتخب ،ككاف فبن امتاز ُب لقب الدرجة األستاذية من
الدرجات العلمية ُب اعبامعة ،كأما مدل معٌت العبارة برئيس اعبامعة فهو اؼبعٌت نفسو
اؼبشار إليو ،أم شخصيتو بالذات.
كلكي يوب َّدد مفهوـ الكلمة أك العبارة ينبغي أف تبلحظ الصور الىت تًتافق مع
الكلمة أك العبارة اؼبعينة ُب األذىاف حُت تلفظ الكلمة أك العبارة ،فكلمة القاعة ك غرفة
النوـ مفهومهما يًتافقاف ُب األذىاف حسب مواصفاهتما ،كلكن كيف إذا كاف الكلمة أك
العبارة ال كجود ؽبا ُب العآب اػبارجي أك ال كجود ؽبا ُب الظاىر اآلف؟ ،ككيف تكوف ؽبا
صورة عقلية؟ مثل كلمة العنقاء كالرباؽ؛ فالكلمتاف ال كجود ؽبما ُب الصور العقلية اؼبتفقة
ُب األذىاف.
فالصور تكوف بُت الرأيُت ؛ الرأم األكؿ :البد أف ىبتلف الناس ُب أذىاهنم
حوؿ الصور اليت تًتافق مع الكلمة ألهنا غَت ظاىر كال رأل أحد ُب العآب اػبارجي اآلف،
كالرأم الثاين ىو مفهوـ الكلمة اليت يبكن الوصوؿ إليها من خبلؿ ربليل أك تفكيك
معٌت الكلمة إٔب شيء يسمى بالسمات الداللية أك اؼبكونات الداللية للمعٌت؛ 95مثل
كلد كبنت ،كرجل كامرأة؛ فالولد ُب التفكيك الدالٕب إنساف ،ذكر ،غَت بالغ؛ كالبنت
إنساف ،مؤنث ،غَت بالغة؛ ككذا الرجل ىو إنساف ،ذكر ،بالغ؛ كاؼبرأة ىي إنساف،
مؤنث ،بالغة ؛ ففي العنقاء كالرباؽ مفهوـ الكلمتُت ُب التحليل الدالٕب على الشكل
اآلٌب :العنقاء طائر ،أسطورم ،عمبلؽ ،ضخم ،ـبيف؛ كالرباؽ مركب النب صلى اهلل
95
ؿبمد علي اػبوٕب ،علم الداللة (علم اؼبعاين )( ،ط 1؛ عماف :دار الفبلح 2001 ،ـ ) ،ص
. 205
57
عليو كسلم ،دابة ،شبيهة باغبصاف حسب مواصفات اغبديث النبوم ،ينطلق بسرعة
كالربؽ إذا أتى ،فهكذا يبكن أف توضع للكلمتُت صورة ذىنية بعد التفكيك الدالٕب.
.4مدلول المعنى
البد أف نفرؽ بُت الداؿ كاؼبدلوؿ إف أريد إلقاء الضوء على مدلوؿ اؼبعٌت؛ فالداؿ
هبمع بالداالت فهي تعابَت رمزية تدؿ على مدلوالت بعينها مثل (النهر) فهي عبارة عن
رموز صوتية يعرب ُّا عن مدلوؿ مادم ؿبدد ك ىو النهر كلكن الفارؽ بُت الداؿ كاؼبدلوؿ
ىنا ىو طريقة استخدامها ؽبذا الداؿ كارتباطو باؼبدلوؿ كالتعاطي اؼبعرُب كاللغوم معو،
كالنهر إمبا ىو رمز لغوم للنهر األصلي كالدليل على ذلك أف أفبا أخرل تستخدـ رموز
صوتية أخرل عن ىذا النهر كاآلٌب:
بالعربية هنر
Riverباإلنكليزية
بالبوقيسية Salo
Binangaباؼبكاسرم إْب.
فالداالت ما ىي إال تعبَتات ـبتلفة حسب البيئة ؼبدلوؿ ثابت كغَت متغَت،
عندما يتم تعميم ىذه الفكرة اؼببسطة على مستول الكتابة اإلبداعية اليت تتناكؿ
االستعارات ك التشبيهات كالرمزية فإف األمر يصب أكثر تعقيدا كتبُت الفوارؽ بُت
الداالت كاؼبدلوالت أكثر فأكثر.
الباب الثالث
شامبل ُّر بو العقوؿ ،ككجدكا نظاما كالتئاما كإحكاما عجز عنو الناس كصفو كصنع مثلو
ُب صنعتهم الكتابية .كلقد أصب بل غدا مصدرا لكثَت الدراسات اللغوية كاإلسبلمية
فهو – ال شك فيو -مصدر التشريع األكثق بالدرجة األكٔب ،كأكؿ مصادر اللغة العربية
كعلمها بالدرجة الثانية ،كلذلكم صار الورد اؼبوركد للباحثُت ،فيجدكف ُب خفايا أسراره
كبياف إعجازه اؼبواد اللغوية كالعلمية كالعقائدية.
كإف كل دراسة ُب موضوع من موضوعات القرآف كسوره ،سيبقى ناقصة ُب
الوصوؿ إٔب ظبو الكتاب كعظمتو ،إذ تبُت للباحث من خبلؿ قراءة التؤدة ك اؼبطالعة
باألناة ،أف كثَتا من الذين عرضوا لدراسة النص القرآين غالب يرٌكزكف من قضايا فكرية
كدينية كىم يعززكف بالوقوؼ ُب بعض التفسَتات اللغوية العابرة ،كما أف الوقوؼ
باعبوانب اللغوية من صوت ،كصرؼ ،كتركيب ،كداللة ،قد يبركف عليها مركرا عابرا ،أك
يتناكلوهنا بكيفية ال تشفي الغليل ،كلذلكم من اغبكمة أف يهب ىعل إلقاء الضوء على جانب
لغوم أساسا ُب كل دراسة لغوية.
ب .مالحظات اللغويين عن سورة القصص
التنبيو المعنوي في السورة .1
من الواض للعياف أف السمة الغالبة على سورة القصص ىي نظاـ اعبملة
الطويلة ،اؼبؤدية للبياف ُب تفخيم اللفظ كتعظيم اؼبعٌت ،كذلك أف اختبلؼ سياؽ قصة
نب اهلل موسى عليو السبلـ فيها ،ىبتلف كل االختبلؼ عن قصة النب الكرمي نفسو ُب
باقي مواضعها من القرآف الكرمي .كقد علل ذلك السيد راجي رفاعي بقولو:
كقصة نب اهلل موسى عليع السبلـ ُب سورة القصص تأخذ بعدان مشوليان مؤديان لذاتية
حقيقة القصة ُب إطالة مقصودة بذاهتا ،لتشمل فيما تشملو من أشياء:
أكالن :زيادة التبيُت للسياؽ الذم تسَت فيو القصة بأسلوب جديد.
ثانيان :اإلكثار من ذكر اعبزئيٌات القصصية اليت ٓب تعرؼ من قبل.
96
ثالثان :إعادة الركاية اغبقيقية اليت حرفت ُب التوراة اؼبنحولة .
96راجي رفاعي ،موسى عليو السبلـ ُب الكتاب كالسنة ( ،ط 1؛ الطبعة األكٔب .دار النشر
األكاديبية .القاىرة 1992 .ـ) ،ص.238
59
97مقالة ىحمل َّمد بن إبراىيم بن ىس ىعد اهلل بن صباعة 639( .ػ ُ ،)727ب رسالة ُب فضائل السٌور ،انظر
إٔب غاٖب قدكرم اغبمد ،رسم اؼبصحف دراسة لغوية تارىبية ( ..ط 1؛ القاىرة :اللجنة الوطنية لبلحتفاؿ دبطلع
القرف اػبامس عشر اؽبجرم ،مؤسسة اؼبطبوعات العربية 1402 ،ىػ 1982 /ـ) ،ص .48-47
98سليم سليماف ،الوحدة اؼبوضوعية ُب الىقيرٍآف ال ىك ًرمي(..ط 2؛ تونس :الدار التونسية للنشر1988 ،
ـ) ،ص.391
61
نص آيات سورة القصص ُب أسلوبو وبمل من أكجو اإلعجاز ما يفت اؼبعاين
99
لتنساب انسيابان كفق البناء اللغوم اؼبعنوم.
إشكالية اإلعراب وأثرىا في تغيير المعاني .2
الحظ القدماء أف اإلعراب يدؿ على اؼبعٌت الكامن ُب اعبملة لذا جعلوا اإلعراب
كما يقوؿ الدكتور ثركت سعيد" :بابان للولوج إٔب باحة النص كضياءن ينَت ظلمة اؼبخفي،
فاإلعراب ليس كما فهمو بعض الناس أنو ؾبرد معرفةي أماكن الرفع كالنصب كاػبفض ،بل
ىو ُب حقيقة األمر مفتاح فهم النص كتأكيلو كشرحو 100 " .كقد اىتم القدماء من
اللغويُت بتسيَت إعراب سورة القصص كبو اؼببٌت كاؼبعٌت ،كخرجوا من ذلك بنتائج مهمة
نص متعدد جدان على صعيد الببلغة كاؼبعاين ،كمن اؼببلحظ كبويان أف سورة القصص ٌ
اؼبعاين ،لذلك كاف اختبلؼ القدماء كاحملدثُت ُب تسيَت اإلعراب أحد أسباب ثراء النص
اؼبعرب رغم أهنم أكجدكا مشكبلن ُب اإلعراب( ىكذا بزعمهم) ،كلكن كل ذلك كاف ُب
النص القرآين ُب سورة القصص ُب حد ذاهتا ،كُب ذلك يقوؿ بعض الباحثُت: خدمة ٌ
إف ُب سورة القصص مواطن أشكلت إعرابيان على بعض اؼبعربُت القدماء
إال أف ذلك اإلشكاؿ كاالختبلؼ أثرل معاين اآليات ،فبا جعل اؼبفسرين
يستعينوف بنتائج تلك اإلشكاالت اإلعرابية ُب زيادة اؼبعاين اؼبؤداة ،كمن ذلك
اغبى ٍّق لًىق ٍووـ
وسى ىكفًٍر ىع ٍو ىف بً ٍ اختبلفهم ُب إعراب{ :نىػٍتػليو علىي ى ً
ك م ٍن نىػبىأ يم ى ىٍ
يػي ٍؤًمنيو ىف} ،101فقد أشكل ُب النص إضمار الفاعل (كىو اهلل جل جبللو) ،فأعرب
بعضهم (نتلو) فعبلن مضارعان كفاعلو ؿبذكؼ تقديره كبن ،كلكن بعضهم أعربوا
99يؿبى َّمد عبد اػبالق عضيمة ،دراسات ُب أساليب القرآف الكرمي (،ط 3؛ القاىرة :ىمكٍتىبىة اػباقبي،
1986ـ) ،ج ،5ص . 351
100ثركت أضبد سعيد ،أثر اإلعراب ُب علم اؼبعاين ( ،ط 2؛القاىرة :دار النشر اغبديث1996 ،
ـ) ،ص .177
101سورة القصص اآلية الثالثة.
60
(نتلو) بأف فاعلو ظاىر ،ألهنم ٓب يستحلوا دينيان أف يقدركا حذؼ الفاعل ُب أكؿ
102
النص .
كُب ذلك يقوؿ الدكتور عبد اهلل عبد اهلل:
إف استنباط اؼبعٌت من ذاتية اإلعراب يفيد ُب فهم ذات اآلية ،كىو علم
تنبو لو القدماء إال أهنم ٓب يطوركه بل نقلوا علم اؼبعاين من علم النحو إٔب علوـ
الببلغة ،كلو أهنم أبقونبا سويان ؼبا اضطركا إٔب التنازع ُب عائد الضمَت ُب قولو تعأب
{ع يد ٌّك ىؽبيىما}،فلو أهنم أعربوه فاعبلن مقًتنان جاره بضمَت موسى
ُب سورة القصص ى
كاؼبصرم ،لتوصلوا إٔب ربديد اؼبراد من خبلؿ داللة اإلعراب،كىناؾ آيات أخرل ال
103
يبكن حل مشكبلهتا اؼبعنوية إال بالعودة إٔب اإلعراب كتوجيو اؼبعٌت.
كل ىذا أدل إٔب أف تكوف عملية إعراب كلمات آيات سورة القصص ذات
ً
خاصية استلهامية ُب بناء معٌت النص اؼبعرب ،مثل قولو تعأب{ :فىػلى َّما أى ٍف أ ىىر ىاد أى ٍف يىػٍبط ى
يد إًالٌ ت نىػ ٍفسان بًاأل ٍىم ً ً ً
س إً ٍف تيًر ي وسى أىتيًر ي
يد أى ٍف تىػ ٍقتيػلىًٍت ىك ىما قىػتىػ ٍل ى بالَّذم يى ىو ىع يد ٌّك ىؽبيىما قى ىاؿ يىا يم ى
ُت} 104،فاف اإلعراب ىو يد أى ٍف تى يكو ىف ًمن الٍم ً ً أى ٍف تى يكو ىف ىجبَّاران ًُب األ ٍىر ً
ض ىكىما تيًر ي
صلح ى ى ي ٍ
يد أى ٍف تىػ ٍقتيػلىًٍت} ىل ىو وسى أىتيًر ي الذم كشف عن العائد إٔب الضمَت ُب {قى ىاؿ يىا يم ى
اإلسرائيلي أـ ىو اؼبصرم؟ فإف قولو{ :بًالَّ ًذم يى ىو ىع يد ٌّك ىؽبيىما} ،كىي صبلة مكونة من
كل باعبار كاَّركر (ؽبما) ،كفاعل (جار كؾبركر لبلسم اؼبوصوؿ كمبتدأ كخربه مرتبط ذلك ٌ
يدؿ عليو النص ىو اؼبراد معرفتو) دلت على أف الثاين (أم اؼبصرم اآلخر ليس ىو الذم ٌ
القرآين بصيغة (عدك ؽبما) أبدان بل ىو اإلسرائيلي نفسو .
التحليل المضموني وداللتو في اآليات .3
102عماد علي خربوطلي ،اؼبشكبلت اإلعرابية ُب النصٌ الىقيرٍآين( ،ط 2؛ القاىرة . :مؤسسة النشر
اغبديث 1986 ،ـ) ،ص . 317
103ىعٍبد اهلل ىعٍبد اهلل ،اؼبعاين الكامنة ُب النصٌ الىقيرٍآينٌ دراسة ربليلية ( ،ط 1؛ طرابلس :الدار
اعبماىَتية .طرابلس 1412ق) ،ػ ص . 321-318
104سورة القصص اآلية التاسعة عشر.
62
كقد كاف التحليل اؼبضموين يتعلق دبوضوع الوحدة اؼبوضوعية ،كبتعبَت أدؽ
التحليل اؼبضموين ىو " ربليل نص بإعادة صياغتو من جديد كإبراز مكامن االتصاؿ فيو
باعتباره كحدة عفوية متكاملة " .105كيبدك أف ىذا اؼبوضوع متعلق كما ييعتقد دبا أظباه
القدماء (تناسق كتناسب اآليات السور) ،كفبن صنف فيو البقاعي،كالسيوطي ،ككتابانبا
مطبوعاف كفيهما فوائد مهمة ُب باُّما ،كقد ذكر السيوطي ذلك كلو ُب اإلتقاف كأشاد
بو 106 ،كتنبغي االستفادة من اعبمع بُت التحليل الًتاثي كاؼبعاصر لفهم كلي للنص
القرآين ،كخباصة ُب اؼبوضوع ىنا عن سورة القصص الشريفة.
كقد لوحظ أف البناء اؼبضموين لسورة القصص يسَت ُب اذباه كاحد ،مثل قافلة من
اؼبعاين اؼبتدفقة اؼبتبلحقة ،فبا أكسب النص اإلؽبي إعجازان إٔب إعجازه ،ألف ىذه
الصفات ليست من صفات البشر ُب كبلمهم يعًتيو النقص كاالختبلؼ ُب مصادر
توجد ُب الربط الوحدكم موارده .ككيف لئلنساف أف يكوف لو كبلـ متكامل مثل ما َّ
ً
ُت} كقولو تعأب فيها كاللغومُ ،ب قولو تعأب ُب سورة القصص{ :إً ٍّين أىنىا اللَّوي ىرب الٍ ىعالىم ى
{كيى ىو اللَّوي ال إًلىوى إًالَّ يى ىو أيضان{ :كال تى ٍدعي مع اللَّ ًو إً ىؽبان ى ً ً
آخىر ال إلىوى إالَّ يى ىو} ،كقولو تعأب :ى ىى ى
يكٔب ىكاآلخىرةً} ،فاآليات الثبلث على رغم اختبلؼ موضوعها ُب داخل ً اغبى ٍم يد ًُب األ ى
لىوي ٍ
يكمل بعضها بعضان ،كيأخذ أحدىا دبعٌت اآلخر ُب كحدة موضوعية مشولية ذات السورةٌ ،
داللة كلية كوهنا صبيعان آيات توحيد خالص.
دراسة النص والسياق ج.
وعي النص .1
النص ُب أصل مفهومو ُب اللغة :أقصى الشيء كغايتو ٍب ظبي بو ضرب من
كنص
السَت السريع ،كنصصت اغبديث إٔب فبلف ،رفعتو إليو ،فالنص رفع الشيءٌ ،
105سليمة اغبكيم ،اؼبصطلحات النقدية ( ،ط 1؛ دمشق :دار البياف 1989 ،ـ) ،ص.121
106السيوطي ،اإلتقاف ُب علوـ القرآف ،ج .2 .ص . 118
63
ص 107 ،كقاؿ عمرك بن دينار " :ما رأيت اغبديث ينصو نصان رفعو .ككل ما أظهر فقد ني ٌ
رجبلن أنص للحديث من الزىرم أم أرفع لو كأسند" ،كقاؿ أبو عبيد" :النص التحريك،
كنص الرجل نصان
النص التوقيف ،كالنص التعُت على شيء ماٌ ، كالسَت الشديد ،كاغبث ،ك ٌ
إذا سألو عن شيء حىت يستقصى ما عنده ،كنص كل شيء منتهاه" ،قاؿ األزىرم:
"النص أصلو منتهى األشياء كمبلغ أقصاىا ،كُب حديث ىرقل :ينصهم أم يستخرج
السنة أم ما دؿ ظاىر لفظهما عليورأيهم كيظهره ،كمنو قوؿ الفقهاء :نص القرآف كنص ٌ
من األحكاـ" ،108كعلى ىذا يفهم النص على مستول اؼبصطلحات ،ىو ما ال وبتمل
ٌت كاحدان كقيل ما ال وبتمل التأكيل ،كقيل ىو ما زاد كضوحان على الظاىر ؼبعٌت ُب
ن إال مع
109
اؼبتكلم كىو سوؽ الكبلـ ألجل اؼبعٌت.
لذلك كقد ذكر التهاكين أف النص لو معاف متعددة كىي:
مفهوـ اؼبعٌت من الكتاب كالسنة سواء أكاف ظاىران أك و
ملفوظ أ ) كل
ي
نصان أك م ىفسران ،حقيقة أك ؾبازان عامان أك خاصان اعتبارا للغالب ألف عامة
ما كرد من صاحب الشرع نصوص كىذا اؼبعٌت ىو اؼبراد بالنصوص ُب
اصطبلحات :عبارة النص ،إشارة النص ،داللة النص ،اقتضاء النص.
ب ) كالنص دبعٌت الظهور.
ج ) ما ال يتطرؽ إليو احتماؿ أصبل.
د ) ما ال يتطرؽ إليو احتماؿ مقبوؿ يعضده دليل.
أم ما يقابل اإلصباع كالقياس .كالنص ىبتص دبا ىو قطعي الكتاب كالسنة ٍ
الثبوت كقطعي الداللة ُب الثوابت كفهم النص ضركرم إلنزاؿ أحكامو
107
ؾبمع اللغة العربية ،اؼبعجم الوجيز ( ،طبعة خاصة؛ القاىرة :كزارة الًتبية كالتعليم 1994 ،ـ)،
ص. 619
108
ابن منظور االفريقي .لساف العرب ج ،7ص.98-97
109الشريف أبو اغبسن بن علي اعبرجاين .التعريفات ( ط 1؛ الرياض :دار عآب الكتب ك النشر،
1996ـ ) ،ص . 260
64
110ؿبمد علي التهاكين ،كشف اصطبلحات الفنوف كالعلوـ( ،ط ،1بَتكت :مكتبة لبناف 1996 ،
ـ) ،ص .1696
111احملقق اغبلي ،معارج األصوؿ ،ربقيق ؿبمد حسُت الرضوم ( ،ط1؛ 1403 ،ق ) ،ص
. 105
65
اؼبعٌت يعد اآلف ُب الغرب من الكشوؼ اليت جاءت نتيجة ؼبغامرات العقل اؼبعاصر
112
ُب دراسة اللغة
كيقوؿ ُب موضع آخر من كتابو :
كحُت قاؿ الببلغيوف لكل مقاـ مقاؿ ،كلكل كلمة مع صاحبها مقاؿ،
كقعوا على العبارتُت من جوامع الكلم تصدقاف على دراسة اؼبعٌت ُب كل اللغات ال
ُب العربية الفصيحة فقط ،كتصلحاف للتطبيق ُب إطار كل الثقافات على حد سواء
كٓب يكن ملينفسكي كىو يصوغ مصطلحو context of situationيعلم أنو مسبوؽ
إٔب مفهوـ ىذا اؼبصطل بألف سنة أك ما فوقو إف الذين عرفوا ىذا اؼبصطل من
قبل ،سجلوه ُب كتب ؽبم ربت اصطل اؼبقاـ ،كلكن كتبهم ىذه ٓب ذبد من
الدعاية على اؼبستول العاؼبي ما كجد اصطبلح مليونفسكي من تلك الدعاية،
بسب انتشار نفوذ العآب الغريب ُب كل االذباىات ،كبراعة الدعاية الغربية
113
الدائبة.
كلكن اغبديث حوؿ السياؽ ُب الًتاث العريب كاإلسبلمي ال يقتصر على مفهوـ
اؼبقاـ عند الببلغيُت فقد كاف الببلغيوف مسبوقُت برؤية تشبو نظرية سياقية تامة ُب أصوؿ
الفقو كالنحو العريب؛ إف النحو العريب ُب نشأتو األكٔب قد أكٔب السياؽ أنبيتو ُب ربليل
معٌت اعبملة فبا هبعل معاعبات اؼبتقدمُت مثل سيبويو ردا على متأخرم النحاة الذم
جردكا اعبملة من سياقها ،يقوؿ سيبويو :
...كذلك أف رجبل من إخوانك ك معرفتك لو أراد أف ىبربؾ عن نفسو كعن غَته
بأمر فقاؿ :أنا عبد اهلل منطلقا ،كىو زيد منطلقا ،كاف ؿباال ألنو إمبا أراد أف
ىبربؾ باالنطبلؽ كٓب يقل ىو كأنا حىت استغنيت عن التسمية ألف ىو كأنا عبلمتاف
للمضمر كإمبا يضمر إذا علم أنك عرفت من يعٍت ،إال أف رجبل لو أف خلف
حائط أك ُب موضع ذبهل فيو فقلت من أنت؟ فقاؿ أنا عبد اهلل منطلقا ُب
114
حاجتك،كاف حسنا.
فجعل سيبويو معٌت اعبملة كصوابو كاستقامتو ،متعلقا بالسياؽ الذم كردت ىذه اعبملة.
112سباـ حساف ،اللغة العربية معناىا كمبناىا ( ،الدار البيضاء :دار الثقافة 1994 ,ـ ) ،ص. 337 .
113سباـ حساف ،اللغة العربية معناىا كمبناىا ،ص . 372 .
114سيبويو ،الكتاب ( ،القاىرة :اػباقبي1988 ،ـ )،ج ،2ص . 81-80
66
كقد ربدث عبد الفتاح الربكاكم ُب كتابو (داللة السياؽ) إٔب اؼبعاين اؼبعجمية
للسياؽٍ ،ب تناكؿ معٌت السياؽ عند اللغويُت كمن ٍب أشار إٔب التفات الزـبشرم إٔب
اؼبعٌت اَّازم لكلمة السياؽ ،اليت تعٍت السياؽ اليت كرد فيو الكبلـٍ 115،ب استخلص من
ىذا العرض أف السياؽ يتوزع بُت اؼبفاىيم اآلتية :
تتابع الكلمات ُب اعبمل أك اعبمل ُب النصوص كاؼبقاـ الذم يصحب الكبلـ،
كالقصة ،كالظرؼ اػبارجي ،الذم يبكن فهم الكبلـ على ضوئها ،مستندا ُب ذلك كلو
116
إٔب ركايات ابن جٍت ك السيوطي.
أما تقسيم السياؽ ُب الكبلـ يبكن حصرىا حسب ما كردت أحواؿ السياؽ ُب
كتاب اهلل كما يأٌب :
ياؽ اؼبكاين
الس ي
ٍّ أ)
ىو سياؽ الكلمة أك اعبملة داخل النص ،كإف حصر اغبديث داخل النص
السابًق ًم ىن اآليات ت داخل السورةً ، اآلية بُت اآليا ً
ياؽ ً القرآين فهو يعٍت ًس ى
ُت ٌ كم ٍوق ىعها ب ى
ى ى ٌ
اعبملة ُب موقعًها من
ً السورةً ،كسياؽ ً
كالبلٌحق؛ أم :يمراعاة سياؽ اآلية ُب موقعها من ٌ
ً
عما قبلىها كما بعدىا.بالسياؽ الذم ىكىرىدت فيو ،كال تيقطع ٌ ط اآليةي ٌ اآلية ،فيجب أف تيربى ى
ب ) السياؽ الزماين للجمل أك الكلمات
ياؽ
كيعٍت س ى ً السياؽ َّ ً
ٍت لآليات أك سياؽ التَّػٍنزيل ٍ الزىم ٌ بالنسبة إٔب النص القرآين ىو ٍّ
اآلية بُت اآليات حبسب تىػ ٍرتيب النزكؿ.
السياؽ اؼب ٍوضوع ٌي
ج ) ك ٍّ
السياؽ اؼبوضوعي كمعناه دراسة الكلمات أك اعبمل اليت ُب النص حبسب
ً ً ً
اسةي اآليىة أك اآليات اليت ىٍهب ىمعيها ىم ٍوضوعه كاح هد؛ سواءه
كم ٍعناه در ى
اؼبوضوع الذم هبمعها ؛ ى
خاصا ً
األحكاـ الفقهيٌة ،أـ كا ىف ًّ عاما كالقصص القرآينٌ أك األمثاؿ أك أكا ىف اؼب ٍوضوعي ًّ
ى
كالظواىر االجتماعية ذات العبلقة باللغة كالسلوؾ اللغول ؼبن يشارؾ َب اؼبوقف
الكبلمى كحالة اعبو إف كاف لػها دخل ،ككالوضع السياسى ،ككمكاف الكبلـ.117
أما اىتماـ القدماء بالسياؽ غَت اللغوم (سياؽ اؼبوقف) فواض عند الببلغيُت
عرفوا الببلغة بأنػها مطابقة الكبلـ ؼبقتضى اغباؿ مع فصاحػتو ،كذكر أبو ىػبلؿحيث َّ
العسكرم كغَته عبارة (لكل مقاـ مقاؿ) ،118كدعا اعباحظ إٔب مطابقة الكبلـ ؼبقتضى
اغباؿ ككرر ذلك ُب كتبو ،كنقل قوؽبم" :كمن علم حق اؼبعٌت أف يكوف االسم لو طب نقا
كتلك اغباؿ لو كف نقا ..كمدار األمر على إفهاـ كل قوـ دبقدار طاقتهم ،كاغبمل عليهم
119
أيضا يهتدم إٔب سياؽ اؼبوقف ،كىو كعلى أقدار منازلو" .ككذلكم ابن خلدكف ن
سياؽ غَت لغول كيسميو بساط اغباؿ ،يقوؿ ابن خلدكف:
األلفاظ بأعيانػها دالة على اؼبعاين بأعياهنا ،كيبقى ما تقتضيو األحواؿ كيسمى
ؿبتاجا إٔب ما يدؿ عليو ،ككل معٌت ال بد كأف تكتنفو أحواؿ زبصو،بساط اغباؿ ن
120
فيجب أف تعترب تلك األحواؿ ُب تأدية اؼبقصود؛ ألنػها صفاتو.
الرابع
الباب ّ
الصور التطبيقيّة في آيات سورة القصص
ّ
ال ّدالالت اللّفظية والمعنويّة في السّورة أ.
ييستحسن لفهم النص القرآين جليٌا ُب مضمار اؼبعاين ذكات الطابع االجتماعي
فصل اآليات بشكل تقطيعي لآليات اؼبدركسة، ظل اؼبنهج التحليلي اللغوم ،أف تي َّ
ُب ٌ
ضمن مفهوـ راسخ يتوافق مع ما يدرؾ بو علماؤنا القدماء ُب إعراُّم ك تفسَتىم كبياهنم
لآليات ضمن مناىجهم الدراسية اليت اتفقت األمة على ثبوهتا كحجيتها
117ؿبمود السعراف ،علم اللغة (مقدمة إٔب القارئ العرىب) ( ،ط 2؛ القاىرة :دار الفكر العريب :
1997ـ ) ،ص .338
121
أ ) التقطيع الصوتي للسورة
[-2 ،] [-1
[ -3 ، ]
[ -4 ،]
[ -5 ،]
[ -6 ،]
[ -7 ،]
121كلقد اقتطع الباحث السورة صوتيا حسب أحكاـ كبوية درج عليها العلماء من قبل بالبحث
كالدراسة الوافية ،كىذه األحكاـ ليست إال إشارات بل تنبيهات قامت اغبجة اللغوية عليها كتشفي الغليل ُب
كشف معاين اآلم عرب العصور اؼبتبلحقة ،كاؼبعتمد لدل الباحث بعد االختيار اؼبتأين كىو تقطيع إعرايب كتبو
اؼبؤلف األستاذ الفاضل ؿبيي الدين الدركي ُب كتابو إعراب القرآف كبيانو ؼبا فيو من معلومات إعرابية استخلصها
فهما كإدراكا مؤلفو من جهابذة النحويُت القدامى من أمثاؿ الزجاج ك اؼبكي بن أيب طالب ،كابن األنبارم،
كالعكربم ،كابن حياف األندلسي ،كغَتىم .
71
[ -9 ،] [ -8 ،]
[ -10 ،]
[ -11 ،]
[ -12 ،]
[ -14 ،] [ -13 ،]
[ -15 ،]
[ -16 ،]
[ -16 ،]
[ -17 ،]
،]
[ -19 ،] [ -18
[ -20 ،]
[ -21 ،]
[ -22 ،]
[ -23 ،]
[ -24 ،]
[ -25 ،]
.العلي العظيم
ٌ صدؽ اهلل،... ] إٔب آخر سورة القصص
النظر إٔب التقطيعات اؼبتقدمة ييبلحظ بشكل ملموس مدل دكر كإذا أيمعن ي
يفوجد ىذا التقطيع ـبتلف ألوانو بُت كل،الصوت ُب بناء مفهوـ معُت للنصوص القرآنية
كالتقطيع يك ٌوف حسب،عآب لغوم ككل مفسر متقن كبُت كل عآب آخر ككل مفسر آخر
كُب اآليات اليت تدؿ على،التنظيم النحوم الذم فهمو العلماء من اآليات اؼبذكورة
: اؼبعٌت االجتماعي تبلحظ صور ىذه التقطيعات اؼبختلفة فيما يلي
[- ،] [- : ُب قولو تعأب
أكؿ مبلحظة ُب،]
70
( ) أنو من مقاطع صوتية ُب بداية السور كىذا اؼبقطع تيستهل بو ىذه السور كما
استهلت سور أخرل من أمثاؽبا كىي 29موقعا من سور القرآف كىي أربعة عشر حرفا ٍ
كليس من اؼبستبعد أف تكوف اؼبقاطع ىي من رموز صوتية لتوجيو الًتتيل.
ك أما كونو مقطعا فمتفق عند العلماء أنو ييقرأ باالتفاؽ من دكف اتفاؽ ُب
معناىا ،ك قاؿ الشعب ( عامر بن شرحبيل اغبمَتم ت 105ىػ) ":هلل ُب كل و
كتاب
كسره ُب القرآف حركؼ اؽبجاء اؼبذكورة ُب أكائل السورة 122 "،كأبواغبسن األخف سر ٌ ٌّ
كصف أنو مقطع يستهل بو الكبلـ كقوؿ العرب ُب شعرىم (أال) لبلستفتاح كالتنبيو ،أما
قطرب ؿبمد بن اؼبستنَت(تلميذ سيبويو) فَتل ىذه األحرؼ تدؿ على أف القرآف يتألف
من ىذه اغبركؼ اؼبقطعة اليت ىي حركؼ اؼبعجم ؛ ا،ب،ث،ج ...إْب ،كاليت كاف
123
العرب يعقلوهنا الريب ُب ذلك ،فهي للتحدم اإلعجازم ُب القرآف على العرب.
ك بعد االفتتاح باؼبقطع (طسم) ك ( ،) جاءت اآلية
التالية [ ُ ] ... ب ىذا التقطيع الصوٌب من اعبملتُت الفعليتُت؛ األكٔب
ىي العمدة كالثانية صبلة كصفية صفة من قوـ ،كاعبار كاَّركر (باغبق) متعلقاف حباؿ من
صوت مدلولو اجتماعي فاعل نتلوا ،فاؼبعٌت متماسك بعضها بعضا أم تدؿ اآلية على و
بصيغة نبأ يقُت من قصة الصراع االجتماعي عامة بُت موسى كأتباعو كبُت فرعوف
كشيعتو ،فالقصة ىي خرب مليء بالعرب للمؤمنُت ،بينما إذا قيرئت اآلية بتقطيع كبوم آخر
؛ 124مثل [ ] فهي تدؿ على معٌت (شيء من خرب
موسى) ،دكف قصد التعرض غبكاية آثار فرعوف كجنوده ,كإف كاف البد من ذكر فرعوف
ظاىرا ُب اآلية ،ذلك ألنو اعًتض دعوة موسى للحق ،فيكوف ذكر موسى يلزـ ذكر
عدكه اللدكد ،أما النحاس فيقطع اآلية على كبو [
122أيب إسحاؽ إبراىيم السرم الزجاج ،ت 311ىػ ،معاين القرآف كإعرابو( ،ط 1؛ بَتكت :عآب
الكتب 1988 ،ـ ) ،اعبزء ص. 56 .
123 123أيب إسحاؽ إبراىيم السرم الزجاج ،ت 311ىػ ،معاين القرآف كإعرابو ،ج ،1ص . 56
124شيخ اإلسبلـ زكريا األنصارم [ ت ،] 926إعراب القرآف الكرمي ،دراسة كربقيق موسى علي
موسى مسعود( ،القاىرة ،رسالة جامعية ُب جامعة دار العلوـ 2001 ،ـ ) ،ص. 428 .
72
، 125]. ىذا التقطيع على مبط كما يقاؿ زيدا
بت أم هبوز أف يكوف [ُ ]ب موضع نصب ك [ ]بدؿ منصوب مثلو بفعل ضر ي
نتلو .
كاآلية [ ،] يدؿ التقطيع
على صوت ابتدائي خربم يؤكد غطرسة فرعوف مع إجباره متبعيو بأكامر كنواىيو على حد
سواء ،بينما إذا قطعت اآلية كبو [ ] تكوف اؼبعٌت صوتيا
كمنبها على الوقوؼ باؼبعٌت االستكبار دكف اقًتاف معٌت اإلجبار كإلزاـ التشيع ،فتأٌب بقية
اآلية دبعٌت تابع ؽبا أك معٌت مستقل عنها أم تأٌب بعيدة من معٌت االقًتاف [ ،
] ،ىذه األية تبدك معناىا ُّذا اؼبقطع الصوٌب االجتماعي تتألف ُب التنظيم النحوم من
فعل كفاعل كمفعوؿ (يستضعف كضمَت مستًت كطائفة) ٍب جاء بدؿ االشتماؿ (يذب )
126
كىبتم التقطيع ي من مبدؿ منو (يستضعف) ،كصبلة يستحي معطوفة على صبلة يذب ،
دبعٌت مًتابط جبملة تعليلية تفسَتية ؼبا سبقتها (إنو كاف من اؼبفسدين) فالتقطيع ؿبكم
اؼبعٌت اجتماعيا ،فيها فرعوف كأتباعو كطائفة من اؼبؤمنُت من الرجاؿ ك النساء كاألبناء
اؼبضطهدين.
ى
بينما إذا قطعت األية بتقطيع صوٌب كبو [ ،
،] يكوف الًتكيز ُب التقطيع 127يتضمن معٌت اإلشارة إٔب
نوع االستضعاؼ الذم مارسو فرعوف ذباه ؾبتمعو كاؼبعارضُت عليو ،كظاىرة االستضعاؼ
الشك سبارسها الطبقة القوية اؼبتسلطة على الطبقة الضعيفة اؼبعارضة ،فكلما تيقطَّ يع اآلية
صوتيا يأٌب اؼبعٌت يساير التقطيع الصوٌب فيبدك فيها معٌت اآلية اؼبركز كاؼبنبو عليو .كمثل
125أيب جعفر أضبد بن ؿبمد بن إظباعيل النحاس ت 338ىػ ،إعراب القرآف ( ،ط 2؛ بَتكت :
دار اؼبعرفة 2008 ،ـ ) ،ص .711
126بدؿ ( يذب ) من مبدؿ منو (يستضعف) ،انظر ُّجت عبد الواحد صاّب ،اإلعراب اؼبفصل
لكتاب اهلل اؼبرتل ( ،دمشق :دار الفكر،د.ت) ،ص . 358
127أيب إسحاؽ الزجاج ،معاين القرآف كإعرابو ،ص . 131
73
ىذه التقطيعات ُب اآلم من سورة القصص يبكن تطبيقها ُب آية إثر آية بأصبعها ،كقد
أشار الباحث الف ٌذ كماؿ ؿبمد بشر بثبوت مثل ىذه التقطيعات الصوتية ُب البحث
128
القرآين دبا يسميو بالفواصل الصوتية .
128ؿبمد كماؿ بشر ،دراسات ُب علم اللغة (0ط 9 .؛ دار اؼبعارؼ 1986ـ) ،ص.28 -26 .
129ياسر اؼببلح ،التشكيل الصوٌب ُب اللغة العربية فنولوجية العربية( ،ط 1؛ جدة :النادم األديب
الثقاُب 1983 ،ـ) ،ص .133
130اآلية الواحدة كالستوف من سورة القصص.
74
ساكنة كحركة طويلة كساكنة كساكنة مثل ر ٌاد ،كالتحليل ُب الكلمة ر ا )6
د د ،فالنمط ييتواجد ُب اآلية ؛ 7من السورة رآدكه إليك.
فاؼبقاطع الصوتية ُب السورة تيػتىواجد ُب ألفاظ ؽبا بعد اجتماعي ُب اؼبعٌت ،مثل ؿ
(لقوـ) ،كمن (دبعٌت التبعيض ؛ من نبأ موسى كفرعوف)؛ كمثل ما ( ما كانوا ...ىو
اسم دبعٌت الشيء أم فعل من األفعاؿ)؛ كمثل كاف ،قاؿ ،جاء كىي ألفاظ السورة تنبٍت
من األفعاؿ اليت تدؿ على اغبدث كالزماف ،كللحدث كالزماف أشخاص فاعلوف ُب
األحداث إذف ىي اجتماعية .ككذلك ُب كلمة (قوـ) ك(ر ٌاد) كلتانبا اجتماعيتاف لداللة
اللفظ اؼبراد ُب قوـ كداللة األحرؼ اؼبلحقة ُب ( رادكه )...اليت تفيد معٌت اعبماعة.
حسان بأنو "كوف صوت من تمام ّ أما النرب فهو الذم يشَت إليو الباحث ّ
األصوات ُب الكلمة أقول من بقيٌتها"131،ك النرب ُب السورة يعٍت مقدار قوة الصوت
على مقاطع كل لفظ اآليات ،كيبكن توقٌع صوت النرب ُب مستويات معينة كما ثبت
كجود ىذه اؼبستويات ُب لغة القرآف .فقد يكجد لدل إمعاف النظر كالسمع ُب مقاطع كل
آية من السورة؛ إمكاف معرفة ثبلث درجات من العلو بسبب النرب ُب اآلم ما يأٌب :
األكٕب يبكن أف يرمز لو ( .) /
النرب َّ )1
الثانوم يبكن أف يرمز لو ( \ ).
ٌ النرب )2
النرب الضعيف كليس لو رمز )-( . )3
كمن اؼبمكن أف يكوف ُب كل لفظ اآليات مقطع منبور لذاتو كيستقبل ىذا
اؼبقطع النرب األكٕب كتتأثر توزيعاتو ك مواقعو بعدد مقاطع كبلـ اهلل كأنواعها .فلفظ اآليات
كقوـ .أما ألفاظ اآليات
منٍ ، كم ٍ ،ذك اؼبقطع الواحد تستقبل نربا أكليا كىو مفرد مثل ٍ :
ذكات اؼبقاطع الكثَتة أك اليت تؤلف مقطعُت فقط فتستقبل نوعُت من النرب الثانوم
132
األكٕب.
كالضعيف باإلضافة إٔب النرب ٌ
131
سباـ حساف ،مناىج البحث ُب اللغة ( ،ط 1 .؛القاىرة :مكتبة األقبلو 1990 ،ـ ) ،ص.
. 170
132
أكرب عدد من للمقاطع ُب العربية ىو تسعة دبا ُب ذلك من الزكائد .أنظر ياسر اؼببلح ،التشكيل
الصوٌب ُب اللغة العربية فنولوجية العربية ،ص. 134 .
75
كالقواعد اليت تضبط نرب اآليات ىي نفسها القواعد اليت تضبط الكبلـ ُب العربية
ما يأٌب :
عندما يتألف لفظ اآليات من سلسلة من اؼبقاطع مثل :س ح فإف )1
اؼبقطع األكؿ ينرب نربا ٌأكليا كتنرب اؼبقاطع الباقية أنبارا ضعيفة مثل :جعل ؛ س ح س ح
س ح [ ،] كذلك بلغ ؛ س ح س ح س ح [.]
)2عندما وبتوم لفظ اآلم مقطعا طويبل كاحدا فقط فإف اؼبقطع الطويل
األكٕب كتستقبل بقية اؼبقاطع أنبارا ضعيفة ،مثل :
يستقبل النرب َّ
ب س ح ح س ح س ح [،] ىجانً ً
فىػنىتَّبً ىع س ح س ح س س ح س ح س ح [
.]
عندما وبتوم لفظ اآلم مقطعُت طولُت أك أكثر فإف اؼبقطع الطويل )3
األقرب إٔب آخر الكلمة (غَت اؼبقطع األخَت) يستقبل النرب األكٕب كُب أغلب اغباالت
يستقبل اؼبقطع األقرب إٔب بداية الكلمة نربا ثانويا ،مثل :
ذينػي ٍوًًُّ ٍم س ح س ح ح س ح س ح س ح س ح ح [
]...
[ يتساءلوف س ح س ح س ح ح س ح س ح ح س ح
.]
اؼبقاطع من كلمات
ي فاؼبقاطع كاألنبار ذبذب انتباىات السامعُت حُت تيلفظ ىذه
اآليات حسب الصفات من ـبارج اغبركؼ ،ككانت اؼبقاطع كاألنبار تساعد إرساؿ اؼبعٌت
دبجرد السماع ُب مسابقاتمن الكلمات اؼبنطوقة باعبودة ،كلذلكم قد يتأثر اؼبستمعوف ٌ
لتبلكة آيات القرآف حيث يتمايز القارئ سبايزا دقيقا دكف اآلخر حبسن أداء التبلكة ُب
ضغطهم اؼبقاطع كاألنبار خبلؿ اؼبسابقات .كإذا يسلٌم األمر أف للمقاطع ك األنبار أدكارا
ذبدم إرساؿ اؼبعٌت ك جرس الصوت إٔب اآلخرين ىذا يعٍت أف ؽبا دكر اجتماعي بل
عد من داللة اجتماعية كلغوية على حدة. كظيفة اجتماعية ينبغي أف يي َّ
76
يؤدم إٔب إحداث تغيَت ُب اؼبعاين ،باإلضافة إٔب ما طرأ على تلك األلفاظ تغَت الفونيمي
ٌ
فوؽ الًتكيب ،الذم يرافق كبلـ اهلل من مثل النرب ك التنغيم ،كالذم سبق أف ذيكًرا ُب
اؼببحث السابق من ىذا اؼببحث.
تغَت
التغَت الفونيمي كأنبيةى الصوت ُب ٌ
إف علماء العربية األكائل قد أدركوا أيضا ى
و
لطائفة من األلفاظ ُب مؤلفاهتم حيث تنطبق اؼبعٌت ،ك ذلك فيما يكجد من شرح لغوم
بالتغَت
التغَت الصوٌب ٌعليها عملية االستبداؿ الفونيمي .فاالستبداؿ الفونيمي ىو ربط ٌ
الدالٕب كقد أشار مصطفى صادؽ الرافعي إٔب براعة اغبركؼ كاغبركات ُب تصوير اؼبعٌت
ُب النفس حيث قاؿ :
مادة الصوت ىي مظهر االنفعاؿ النفسي ،كأف ىذا االنفعاؿ بطبيعتو إمبا ىو
سبب ُب تنويع الصوت دبا ىبرجو فيو مدا أك غنة أك لينا أك شدة كدبا يهيئ لو من
اغبركات اؼبختلفة ُب اضطرابو كتتابعو على مقادير تناسب ما ُب النفس من
135
أصوؽبا.
إال أف الصوت لدل الرافعي يقتصر لتفسَت اغباالت النفسية لئلنساف فقط ،دكف
ذكره ما ُب الطبيعة كُب حُت يبلحظ كياف األصوات ُب مفردات القرآف أثناء التبلكة
يعرب اإلنساف كالطبيعة بأكملها فهي حية بكل معانيها .اعبهرية يعرب عن كل شيء ،أم ٌ
فالصوت ُب مفردات السورة لو ارتباط دائم باؼبعٌت ،كىو ذك أنبية ضركرية اجتماعيا ُب
تغَت اؼبعٌت ُب األلفاظ الكثَتة أثناء النطق
ضبل اؼبعٌت من قائلو إٔب سامعو ،بل لو دكر ُب ٌ
أك التبلكة للسورة.
كعندما تيتابع أنبيةي الصوت اجتماعيا ُب تغَت معٌت اآليات البد أف تيذكر قرينة
صوتية اليت ذبسد اؼبعٌت ،كىي ما قد أيطلق بالفونيم السابق ذكره ،كالفونيم غالبا يأٌب
فيكوف دليبل على اؼبعٌت .إذف القرائن الصوتية أك الفونيمات كاحدة من القرائن الدالٕب،
حي كاض جلٌي ماثل اليت تقوـ بإحياء اللفظة كجعل النص ينبض باغبياة؛ كأنو مشهد ٌ
أماـ أعُت الناس .كلتتمثٌل الفونيمات بالوجود اجتماعيا ُب آيات السورة البد أف ربيلل
135مصطفى صادؽ الرافعي ،إعجاز القرآف ك الببلغة النبوية ،راجعو كصححو كضبطو :ؿبمد سعيد
العرياف ( ط 9؛ بَتكت :دالر الكتاب العريب ،)1973 ،ص. 215
78
(م ٍن ) ُب اآلية األكٔب حبركة الفتحة لبلستفهاـ الشخصي } فػ ى
(االجتماعي)؛ اغبركة ُب صدر اللفظة خفيفة الوقع ُب اللساف ألف طبيعة الفتحة ىي
أخف من الكسرة ،أم يناسب معٌت االستفهاـ بصدارة الفتحة ُب اللفظة .بينما ًم ٍن ُب
ليتم فهمو .كمن حيث اغبركة اآلية الثانية حرؼ اعبر اليت وبتاج إٔب ؾبركر لييفهم معناه أك ٌ
يستبدؿ الواحد على اآلخر فيتغَت اؼبعٌت الدالٕب كىو عُت استبداؿ فونيمي ُب الصائت
(اغبركة) الواحد .فالكسرة ُب صدراة اللفظة اجتماعيا أثقل من الفتحة فيها ،فناسبت
(م ٍن) اعبارة لعدـ كتماؿ معناىا إال ما بعد ؾبيء اَّركر منو أم ناسبت الكسرة بػ ً
الكسرة ثقل معٌت ً
حرؼ اعبر الذم وبتاج إٔب ؾبركر ُب اإلسباـ.
استبدال فونيمي مزدوج )2
ىح ىس ىن كىو استبداؿ قد حصل استبداؿ فونيمي مزدكج ُب اللفظتُت أ ً
ىحس ٍن ك أ ٍ ٍ
ُب عُت الفعل كالمو ،كما كردت ُب اآلية اآلتية {
(أحس ٍن) ،} كلفظة ً
أحس ىن بصيغة فعل جاءت بصيغة فعل األمر دبعٌت طلب اإلحساف؛ بينما جاءت كلمة ى
ماض دبعٌت الشخص الذم قد فعل اإلحساف؛ فاستبداؿ عُت الفعل كالمو من الكسرة
التغَت الدالٕب من األمر إٔب اؼباضي ،ك قدرة ك السكوف بالفحتة اؼبتتاليتُت أدل إٔب ٌ
اإلنساف على نطقو اجتماعيا؛تراعي الثقل ك اػبفة ،ككاف استبداؿ الفونيمي اؼبزدكج من
الكسرة ك السكوف إٔب الفتحتُت اؼبتتاليتُت ُب صيغة الفعل اؼباضي أخف للنطق كلؤلداء
اللساين أل ٌف حركة الفتحة ىي أخف نطقا من حركة الكسرة كالسكوف كما ىو معركؼ.
كما أف ُب السورة كردت كلمة (ُ ) ب اآلية الرابعة عشر ؛ {
،} كتأٌب
ُ ) ب السورة من بعدىا ُب اآلية الثامنة بعد السبعُت؛ {
كلمة (
81
،}
فكلمة (ُ )ب اآلية السابقة بضم الشُت اليت ىي فاء الكلمة كفت البلـ
القوة أم منتهى القوة ُب اإلنساف ( مستول اجتماعي ما بُت شباين عشرة سنة كىي تعٍت ٌ
إٔب ثبلثُت) ،كىي كلمة صبع عند أكثر علماء اللغة ال مفرد ؽبا كأبابيل ،باستثناء سيبويو
الذم قاؿ مفردىا الشٍّدَّة 136،فناسب الفونيم الصائيت (الضمة الثقيلة قبل حركة
التشديد) معٌت الكلمة الذم يدؿ على كماؿ قوة اؼبنطوؽ ُب اآلية .كإذا قورنت بكلمة
( خفيف ُب الشُت أم الفتحة ُ ) ب اآلية اليت من بعدىا كانت كلمة ( (
أخف من الضمة قبل حركة التشديد بعدىا؛ فناسب فونيم اغبركة (الصائت) اؼبعٌت الذم
جاء ُب صيغة التفضيل أم إنو ؾبرد تفضيل للقوة من كاحد على اآلخر كتكوف اللفظة
اؼبستعملة ُب اسم التفضيل أخف من اللفظة الدالة على منتهى القوة كالثبات ُب صيغة
اعبمع.
ُ ( ب التحليل اللغوم االجتماعي قد ًب بينهما )ك (
فكلمتاف؛ (
استبدال فونيمي مزدوج ُب الشُت ،اليت ىي فاء الكلمة كاستبداؿ ُب الـ الكلمة بعد
كل منهما ،كاالستبداؿ ىنا يفيد التشديد بسبب موقعهما اإلعرايب باختبلؼ العامل ٍّ
الدالٕب ُب أظباع كمفاىيم عند الناس.
َّ التغَت
اجتماعيا ى
السمات الصرفية الدالة على الطابع االجتماعي في السورة -2
اغبديث عن السمات الصرفيية ُب اللغة ىو عُت اغبديث عن ؾباؿ الصرؼ ُب
لغة القرآف ،فمجاؿ الصرؼ عند القدماء يتناكؿ الكلمة اؼبتصرفة غالبا ،كال يتناكؿ ُب
األغلب الكلمات اعبامدة؛كاألدكات كاألفعاؿ اعبامدة كبعض األظباء اليت ال تنصرؼ.
كالواقع أف الصرؼ أك التصريف أكسع من ذلك ألف موضوعو ىو دراسة الكلمة
كمعاعبتها ،فينبغي أف يشمل كل ما يتعلق بالكلمة ،فيتناكؿ مكوناهتا من زيادة كنقص،
136زين الدين ؿبمد بن عبد القادر الرازم ,ـبتار الصحاح( ، ،بَتكت :مؤسسة الرسالة،
1417ق1996/ـ) ،ص .332
80
كتبدؿ ,كتقلباهتا من صيغة إٔب صيغة ،كالقوانُت اليت ربكم ذلك ،كالكلمة اليت ىي
موضوع الصرؼ تتكوف من كحدة صرفية كاحدة أك أكثر ،كىي ما يعرب عنها باؼبورفيم
اليت تعد أصغر كحدة صرفية ،فكلمة (مسلم) ذات كحدة صرفية كاحدة ككلمة (اؼبسلم)
مكونة من كحدتُت صرفيتُت (اؿ ) ( مسلم) ،فالسمات الصرفية اليت ىي ربت ؾبهر
البحث ُب السورة ىنا ،تنساؽ ُب اؼببحثُت الرئيسُت نبا :صورة اؼبورفيمات ُب اآلم،
كصور من الصرفية األخرل فيها.
صور المورفيمات في آي السورة أ)
كإف ربليل آم السورة من حيث السمات الصرفية فيها ،على ضوء علم اللغة
االجتماعي ،يقتضي دراسة مبوذجية ُب مورفيمات اآلم ،ك مورفيمات اآلم كما سبق
القوؿ؛ ىي كحدات صرفية ُب ألفاظها تتبٌت عليها معاين األلفاظ من خبلؽبا ،ككل جزء
من أجزاء األلفاظ؛ لو كظيفة يتميز معناىا من غَته ُب ىذا السياؽ.
كإف البحث اؼبورفيمي ؽبو عملية التحليل ُب البنية الداخلية للؤللفاظ القرآنية،
فاؼبورفيمات ُب القرآف ربمل مدلوال معنويا ،فكل مورفيم ذك كظيفة ُب الكشف عن
معٌت خاص ُب ألفاظ القرآف ،كىو ما تتميز بو اللغة العربية من غٌت مادهتا الغزيرة عن
سائر اللغات اليت كاف الدين السماكم السابق قد أينزؿ ُّا كالعربية ك السريانية.
ك كيفية ربليل اؼبورفيم ُب السورة ىبتلف عن الدراسة على الظواىر الصوتية ُب
السورة اليت تقتضي بالوقوؼ على اؼببلم الصوتية ُب السورة من التقطيع ،كاؼبقطع،
كالنرب كالنغم ،كاستبداؿ فونيمي؛ إذ تكوف الدراسة على اؼبورفيمات تكمن ُب البحث
عن ؿباكر اؼبورفيمات كأشكاؽبا حسب اؼبوضوعات اليت قاـ علماء اللغة بتسميتها
كتقسيمها كتفريعها .فاؼبورفيمات متواجدة ُب كل من آيات السورة من أكؽبا ٔب آخرىا،
بل كانت متواجدة ُب القرآف كلو ،ك العمل ُب البحث ىو إبراز اؼبورفيمات بالتحليل
اللغوم اؼبباشر ُب ألفاظ السورة حسب ما كصفو اللغويوف احملدثوف ُب مؤلفاهتم اؼبتنوعة.
صور من السمات الصرفية األخرى في السورة ب)
82
نار
قبل العرض ُب بعض أحباث الصرؼ اؼبتنوعة ُب السورة البد أف ييستوقىد ي
اؼبعٍت عند علماء اللغة137؛ كلقد حصر ابن جٍت مفهوـ الصرؼ بأنو الفهم ُب الصرؼ ٌ
تصريف إذ يقوؿ ...":ألف كلمة التصريف إمبا ىو أف ذبيء إٔب الكلمة الواحدة
فتصرفها إٔب كجوه شىت ،مثاؿ ذلك أف تأٌب إٔب ضرب فتبٌت منو مثل جعفر ،فتقوؿ
ب" 138.كشريف اعبورجاين رأل الصرؼ بأهنا "علم يعرؼ ُّا أحواؿ الكلم من ض ٍربى ى
ى
139
كىذا األمشوين يقوؿ " :التصريف التغيَت ُب اللغة كمنو تصريف حيث اإلعبلؿ".
الرياح" ،140ك قاؿ صاحب التصري " 141 :التصريف ُ...ب اللغة تغيَت مطلق ،ك ُب
الصناعة تغيَت خاص ُب بنية الكلمة لغرض معنوم أك لفظي".
كاؼبراد بغرض معنوم عند األمشوين ىو كتغيَت اؼبفرد إٔب اؼبثٌت كاعبمع مثل :زيد،
بك ضىر ى
الضرب إٔب ى
كزيداف كزيدكف ،كتغيَت اؼبصدر إٔب الفعل ك الوصف .كمثاؿ الفعلٍ :
كضراب ،كمضراب، ب ،كاضطرب ،كأضرب ،كضارب .كمثاؿ ُب الوصف :مضركبٌ ، ضَّر ىى
كضركب ،كضريب ،كض ًرب للمبالغة ُب الوصف ،أما اؼبراد بغرض لفظي عنده فهو
كغزىك إٔب غزا.
كتغيَت حرؼ األجوؼ كالناقص ُب :قوؿ إٔب قاؿ ،ى
فالتغيَت اؼبعنوم ىو ما يتعلق بتحويل الكلمة إٔب أبنية ـبتلفة لضركب من اؼبعاين
كالتصغَت ك التكسَت ك اظبي الفاعل كاؼبفعوؿ ،كالتثنية كاعبمع ،بينما التغيَت اللفظي يعٍت
137الصرؼ عند القدماء ىبتلف ضمنيا ُب اؼبعٌت من الصرؼ لدل اللغويُت اؼبتأخرين؛ فالقدماء يعوف
الصرؼ منحصرا ضمن الصورة الشكلية بينما لدل اؼبتأخرين ذباكزكا القدماء بضم الصرؼ إٔب الكشف عن أبنية
ـبتلفة الختبلؼ اؼبعاين كالتصغَت ك التكسَت إْب .
138أبو الفت عثماف ابن اعبٍت ،اؼبنصف شرح التصريف للمازين ،ت .إبراىيم مصطفى كعبد اهلل
أمُت( ط ،1مطبعة كمكتبة مصطفى الباب اغبلب1357 ،ىػ1937/ـ) ج ،1ص. 4-3 .
139الشريف اعبورجاين ،كتاب التعريفات ( ،ط 1؛ الرياض :دار عآب الكتب ك النشر1996 ،
ـ ) ،ص . 90
140األمشوين ،منهج السالك إٔب ألفية ابن مالك (شرح األمشوين) ( بَتكت :دار الكتب العريب1955،
ـ ) ،ج ،3 .ص. 779 .
141خالد األزىرم ،شرح التصري على التوضي (،القاىرة ،مطبعة مصطفى ؿبمد 358 ،ىػ) جػ ،2
ص .357
83
تغيَت ُب شكل الكلمة كصورىا ،دكف أف يًتتب على ذلك تغيَت ُب قيمتها كمعانيها
142
غزىك إٔب غزا.
الصرفية ،كتغيَت الكلمة إٔب كزف معُت إغباقا ُّا بكلمة أخرل مثل :ى
)1البناء للمجهول :ىو ظاىرة تظهر فيو إشارة إٔب اؼبعاين االجتماعية ُب كثَت
من األحايُت ُب اآلية:
{
}
ككلمة ( ،) من اؼببٍت اَّهوؿ ،ىذا يعٍت استخداـ القرآف الكرمي
الفعل ك ذبنب ذكر الفاعل .كالبد ىنالك من حكمة ُب إبراز اؼبعٌت اجتماعيا ُّذه
الصيغة .كالذم الحظ ابن عاشور ُب مثل ىذا اؼبوقع ىو أف حذؼ الفاعل ُب أسلوب
القرآف جاء الستعظاـ األمر للتنبيو ،حيث يقوؿ " :كنكتة إظهار الذين استضعفوا دكف
إيراد ضمَت الطائفة للتنبيو 143 " ...أم حذؼ الفاعل ُب اآلية الذم ىو (الطائفة)،
كذكر ىوؿ األمر الذم ىو االستضعاؼ بالصيغة للمجهوؿ ،دؿ ذلك على تعلق الغرض
لغَت الفاعل ،كذبريد الفاعل (طائفة) أك حذفو الستعظاـ األمر من السلوؾ اػبطابية بل
االجتماعية بالنسبة لئلنساف ،أما بالنسبة إٔب اهلل فهو غبكمة التنبيو ُب السياؽ .
إف اؼببلحظة ُب قضية الصرؼ من حيث بناء الفعل للمجهوؿ ىي ما قد انتشر
ُب أسلوب بياف القرآف عامة ،كُب أسلوب بياف السورة خاصة ،كالتنبيو على حذؼ
الفاعل لتعلق الغرض بغَت الفاعل تكوف ُب اآلم اآلتية أم ُب 20موقعا ُب السورة
باختبلؼ الغرض ُب كل كلمة ،منها:
( -
) ىنا جاء لتأكيد الرؤية.
( ) لتنبيو نفي ربقق الرجوع. -
142للتفصيل األكسع انظر إٔب :كماؿ ؿبمد بشر ،دراسات ُب علم اللغة ( ،القاىرة ،دار اؼبعارؼ،
1973ـ ) ،ص. 229 .
143ؿبمد طاىر بن عاشور ( الشيخ) ،التحرير كالتنوير ( تونس ،دار التونيسية للنشر 1984 ،ـ )،
مج ، 20ص .70
84
أما باقية كلمة (اؼبفسدين ،اؼبؤمنُت ،اَّرمُت ُ ) ...ب السورة ،من صيغة اسم
الفاعل من فعل ثبلثي مزيد حبرؼ كاحد على كزف أفعل ،جاءت لتأكيد بصيغة صباعية
للموصوؼ اؼبذكور ،ككلمة (اؼبفسدين) اسم فاعل من فعل (أفسد) ،فهم الذين ثبتوا
فعلهم بالفساد ك العبث ،كُب اآلية داللة صباعية ()
كبيانة بأف القتل ما كاف إال فعل اؼبفسدين فحسب ،ألنو فعل ال طائل ربتو صدؽ
الكاىن أـ كذب 146.فصيغة اسم الفاعل جاءت لتأكد ربقق صفة اإلفساد ُب صباعة
من الناس ُب السورة.
كاسم الفاعل (رادكه) على كزف فاعل ُب اآلية (
) جاء اسم الفاعل كصيغة لتأكيد اغبدث
رده كجاعلوه من كاغبدث ،ىو تعبَت عن اغبقيقة ُب اغباؿ ،أم دبعٌت ُب اغباؿ إنا فاعلوف ٌ
اؼبرسلُت 147،كاآلية ( ،) اَّرموف اسم
الفاعل من (أجرـ) فهم من ربققت عليهم صفات اإلجراـ كتأكدت ،كاَّرموف ُب اآلية
تأكيد صفة ُب اؼبوصوؼ فالكلمة فيها إيباء إٔب علة مايىػىزت صباعةى اَّرمُت عن صباعة
احملسنُت ك الصابرين بأهنم اَّرموف الذين ربقق عليهم الذنوب ك األكزار .كعلى ىذا
اؼبنواؿ يكوف اسم الفاعل كلو ُب السورة مبوذجا تثبت تواجد السمة الصرفية ُب ىذا
الصدد ذات الطابع االجتماعي.
)3اسم المفعول ىو ما دؿ على اغبدث كاغبدكث كذات اؼبفعوؿ كمقتوؿ
كمأسور 148.ككزنو (مفعوؿ) ُب الثبلثي اَّرد ك كبضم اؼبيم كفت قبل األخَت ُب صيغة
الزبادة .كاسم اؼبفعوؿ ُب السورة متنوع الصيغة على كما يأٌب ( :
146جار اهلل أبو القاسم ؿبمود بن عمر الزـبشرم ،الكشاؼ عن حقائق غوامض التنزيل عن عيوف
األقاكيل ُب كجوه التأكيل( ،ط 1؛ الرياض :مكتبة العبيكاف 1418 ،ىػ 1998 -ـ ) ،ج ،4ص . 482
147أبو الفضل السيد ؿبمود اآللوسي ،ركح اؼبعاين ُب تفسَت القرآف العظيم كالسبع اؼبثاين ( ،بَتكت :
دار إحياء الًتاث العريب ،د.ت) ،ج ،20ص . 45
148فاضل صاّب السامرائي ،معاين اؼبباين ُب العربية ( ط ، 2عماف ،دار عمار 1428ىػ 2007-
) ،ص. 52 .
86
)( ، ( ( ، ) ،)
.) ( ،)
فػكلمة (اؼبباركة ) اسم مفعوؿ على كزف مفاعلة ىو اسم من غَت الثبلثي ،دبعٌت
العناية باػبَت من اهلل تعأب ك(اؼبباركة ) ،ككصفت بالربكة ؼبا خصت بو من أيات اهلل عز
كجل كأنواره ،أك ؼبا حوت من األرزاؽ كالثمار الطيب 149،فاؼبعٌت الضمٍت اليت تعربه
الصيغة ُب اآلية ىو ما يدؿ على حاؿ الربكة ُب اؼبوصوؼ ،كاغباؿ ُب الغالب يدؿ على
ظركؼ إنسانية كىو تعبَت باسم اؼبفعوؿ الذم قد تدؿ على اغباؿ 150 ،ك(مفًتل) ُب
اآلية اسم اؼبفعوؿ فيدؿ على إثبات حدث السحر ُب اؼبوصوؼ ,كاؼبفًتل ىو دبعٌت
الشيء الذم أحدثو اإلنساف كصيغة اسم اؼبفعوؿ (مفًتل) تضمنت معٌت اجتماعيا.
ك(اؼبرسلُت ) اسم مفعوؿ جاءت صيغتو من الفعل غَت الثبلثي ،كىي لفظة تشمل كل ما
جاء من عند اهلل تعأب أك أرسل :ك من أشخاص كىم صبع من اؼبرسلُت .أم صبع
اؼبذكر السآب تدؿ على داللة اإلرساؿ .ىذه الصيغة زبدـ اؼبعٌت بأنو من صباعة من
اؼبرسلُت.
السمات التركيبية الدالة على الطابع االجتماعي في السورة -3
قبل ربليل السمات الًتكيبية ُب آيات السورة يسحسن التعرؼ دبفهوـ اعبملة
تعريفا ،للتحديد على مفهومها باؼبقارنة مع مفهوـ الكبلـ الذم قد يلتبس عند علماء
العربية ُب تعريف و
كل من مفهوـ اعبملة ك الكبلـ معا ،فمنهم من يرل الًتادؼ بينهما
كقوؿ الزـبشرم :
149
ابو الفضل السيد ؿبمود اآللوسي ،ركح اؼبعاين ُب تفسَت القرآف العظيم كالسبع اؼبثاين ج، 20 .
ص. 73 .
150
فاضل صاّب السامرائي ،معاين اؼبباين ُب العربية.52 ،
87
" الكبلـ ىو اؼبركب من كلمتُت ،أسندت إحدانبا إٔب األخرل ،كذلك ال يتأتى إال
ُب اظبُت ،كقولك زيد أخوؾ ،كبشر صاحبك ،أك فعل ك اسم كبو قولك :ضرب
زيد ،كانطلق بكر ،وسمى جملة ".151
كذا عند ابن جٍت ُب اللمع حيث قاؿ " :كأما اعبملة فهي كل كالم مفيد
مستقل بنفسو" ،152كتابعو أبو البقاء العكربم حيث قاؿ " :كاعبملة ىي الكالم الذم
ربصل منو فائدة تامة".153
بينما رأل صبهور علماء اللغة اؼبتقدمُت ك اؼبتأخرين اعبملة زبتلف عن الكبلـ
فاعبملة عندىم ما يكًجد فيو الًتكيب اإلسنادم أفاد أـ ٓب ييفد ،فمثاؿ الًتكيب اإلسنادم
ُت)، (ٱغبم يد للَّ ًو ر ٍّ ً ت يى ىدآ أًىىب ىؽبى و
ب ٱلٍ ىعػٰلىم ى ى ب) ،كقولو تعأب ٍ :ى ٍ ب ىكتى َّ اؼبفيد قولو تعأب( :تىػبَّ ٍ
كمثاؿ الًتكيب اإلسنادم غَت اؼبفيد جػملة (إىف تىػتَّػ يقواٍ ٱللَّوى) الشرطية ُب قولو تعأب :
ين ءى ىامنيػۤواٍ إىف تىػتَّػ يقواٍ ٱللَّوى ىٍهب ىعل لَّ يك ٍم فيػ ٍرقىا نا ىكيي ىكف ٍٍّر ىعن يك ٍم ىسيٍّئىاتً يك ٍم ىكيػى ٍغ ًف ٍر لى يك ٍم َّ ً
(يىػٰۤأىيػ ىها ٱلذ ى
ض ًل ٱلٍ ىع ًظي ًم). ىكٱللَّوي ذيك ٱلٍ ىف ٍ
كمن كبل الرأيُت كاف مذىب اعبمهور ىو األجدر كاألدؽ؛ إذ ؿبصل األمر أ ٌف
اعبملة كالكبلـ يشًتكاف ُب اشًتاط الًتكيب اإلسنادم ُب كل منهما ،كيفًتقاف ُب اشًتاط
اإلفادة ُب الكبلـ دكف (اعبملة) ،كىذا معٌت قوؿ ابن ىشاـ األنصارم ُب اؼبغٍت " :كُّذا
يظهر لك أهنما ليسا مًتادفُت كما يتونبو كثَت من الناس ...كالصواب أنو أعم منو إذ
شرطو اإلفادة خببلفها" 154.أم اعبملة أعم من الكبلـ ،ألف حد الكبلـ أف يكوف قوال
مفيداُ ،ب حُت أف اعبملة تكوف مفيدة أك ال تكوف كما تيوض .
151أبوالقاسم ؿبمود بن عمر الزـبشرم ،اؼبفصل ُب صنعة اإلعراب ( ط 1؛ بَتكت :مكتبة اؽببلؿ،
1993ـ ) ،ص . 23
152أبو الفت عثماف بن جٍت ،اللمع ُب العربية ( عماف :دار ؾبدالكم 1988 ،ـ ) ،ص . 30
153عبداهلل بن اغبسُت أبو البقاء العكربم ،اللباب ُب علل اإلعراب كالبناء ( ،ط 1؛ دمشق :دار
الفكر 1995 :ـ )،ج ،1ص .138
154أبو ؿبمد عبداهلل صباؿ الدين بن يوسف بن أضبد بن عبداهلل بن ىشاـ األنصارم اؼبصرم ،مغٍت
اللبيب عن كتب األعاريب ،ربقيق د .مازف مبارؾ كؿبمد علي ضبد اهلل( ،ط 6؛ بَتكت :دار الفكر 1985 ،
ـ) ج ،1ص . 490
88
أما التحليل ُب تراكيب اآلم من منظار علم اللغة االجتماعي من ؿبورين رئيسُت
نبا التحليل على اؼبستول اعبملي كىو ما ىبص الًتكيب كاؼبقابلة ك التقدمي كالتأخَت ،ك
الفصل ،كالتناسب ...إْب ،كعلى التحليل ُب اؼبستول اإلفرادم كىو استثمار ما ىبص
الكلمات ؛ كالتناسق كالتناسب ...إْب.
السمات النحوية في جمل السورة -4
تنوع المعاني في وجوه اإلعراب أ)
اإلعراب ُب األصل ىو اإلبانة عما ُب النفس كىو مصدر من الفعل (أعرب)
كمعٌت أعرب :أباف يقاؿ :أعرب الرجل عن حاجتو أم أباف عنها 155جاء معٌت
اإلعراب ُب أسرار الببلغة بثبلثة أكجو :أف سبب تسميتو باإلعراب ألنو يبُت اؼبعاين مثبل
عند ما يقاؿ :أعرب الرجل عن حجتو إذا بينها ،كىناؾ حديث شريف يؤكد ذلك ُب
قولو (صلى اهلل عليو كآلو كسلم)"الثيب تعرب عن نفسها" ،أم تبُت كتوضحها ،فلما
كاف اإلعراب يبُت اؼبعاين ظبي إعرابا .الوجو الثاين :ظبي إعرابا ألنو تغَت يلحق أكاخر
الكلم كالدليل على ذلك قوؿ أحد العرب :أعربت الكبلـ أم أزلت عربو كىو فساده
كقوؿ أحد :أعجمت الكتاب إذا أزلت عجمتو ،كأشكيت الرجل إذا أزلت شاكيتو.
كالوجو الثالث :أف يكوف ظبي إعرابا ألف اؼبعرب للكبلـ كأنو يتحبب إٔب السامع بإعرابو
156
من قوؽبم :امرأة عركب إذا كانت متحببة ( إٔب زكجها).
أما اؼبعٌت النحوم لئلعراب فقاؿ ابن جٍت :اإلعراب ىو اإلبانة عن اؼبعاين
باأللفاظ أال ترل أنك إذا ظبعت :أكرـ سعيد أباه كشكر سعيدا أبوه علمت برفع
أحدنبا كنصب اآلخر ؛ أم الفاعل من اؼبفعوؿ كلو كاف الكبلـ شرجا كاحدا
ألستبهم أحدنبا من صاحبها".157
155ؾبمع اللغة العربية ،اؼبعجم الوجيز ( ،القاىرة :كزارة الًتبية كالتعليم 1994 ،ـ)،ص .411
156عبد الرضباف بن ؿبمدبن عبد اهلل األنصارم األنبارم ،أسرار العربية ( ،ط 1؛ بَتكت :دار الكتب
العلمية ،)1997 ،ص . 32 -31
157عثماف بن اعبٍت ،اػبصائص ،ص . 16
89
ك العرب جعلت ىذه اغبركات دالئل على اؼبعاين ليتسعوا ُب كبلمهم كليقدموا
الفاعل إذا أرادكا ذلك ،أك اؼبفعوؿ عند اغباجة إٔب تقديبو كىذا مذىبهم صبيعا .لذا ؼبا
كانت النصوص القرآنية تتنوع ُب كجوه اإلعراب كجد اؼبعربوف عن حركات أكاخر آم
القرآف حباجة إٔب التحديد اؼبوثق مستندكف بالعلوـ العربية اؼبوركثة كقواعدىا الراسخة ليتم
استنباط اؼبعاين بشكل صحي ككاؼ.
كإذا أعيد النظر بالتمعن ُب اآلم من سورة القصص ىنالك بعض اآلم تعددت
كجوه اإلعراب فيو كسوؼ ينجلي -إف شاء اهلل -اؼبعٌت االجتماعي ُب ىذه الوجوه
بكياف ىذا اؼبعٌت من ضمنها ،كاآلية (
،) إعراُّا :الواك استئنافية ،ؼبا :ظرؼ ؼبا مضى من الزماف
متضمن معٌت الشرط خافض لشرطو متعلق بفعل الشرط ،مبٍت ُب ؿبل نصب على
الظرفية ،توجو :فعل كفاعلو ضمَت مستًت تقدير ىو عائد إٔب ما سبقو ،تلقاء :ظرؼ
مكاف متعلق بتوجو ،مدين :مضاؼ إليو ؾبركر كىو فبنوع من الصرؼ ،كقاؿ :فعل
كفاعلو ضمَت مستًت ،عسى :فعل ماض ناقص جامد عامل عمل كاف؛ قيل متعد دبنزلة
قارب معٌت ك عمبل ،أك قاصرا دبنزلة قرب من أف يفعل كحذؼ اعبار توسعا كىو رأم
سيبويو كاؼبربد 158.ريب اسم عسى مضاؼ كالياء مضاؼ إليو ،كأف كما ُب حيزىا خربىا،
سواء السبيل :مفعوؿ ثاف أك منصوب بنزع اغبافظ.
كاؼبهم ُب ىذا الصدد ىو إعراب عسى كمعمولو بوجوه عديدة :
)1أف يهديٍت :أف كما بعدىا ُب تأكيل اؼبصدر خرب (عسى) كىو األغلب.
كلكن ىذا الرأم مقصور لدل من يرل أف اؼبصدر الىبرب عهد الذات فبل يقاؿ عسى
ريب ىداييت سواء السبيل.
)2أف (ريب) ىنا مضاؼ إليو عن اؼبضاؼ احملذكؼ تقديره أمر كُّذا يصب
التقدير عسى أمر ريب ىداييت ساء السبيل.
)3اف يكوف اؼبصدر اؼبؤكؿ (ىداية) مضاؼ إليو من مضاؼ ؿبذكؼ تقديره "
صاحب" كبو :عسى ىداييت سواء اسبيل.
)4عسى فعل الزـ دبعٌت قرب ،كاؼبصدر اؼبؤكؿ بدؿ االشتماؿ من فاعل عسى
كالتقدير عسى ريب ىداييت أم قرب ىداييت.
)5عسى فعل الزـ تاـ ك ىناؾ (من) ،كحرؼ جر ؿبذكؼ قبل ( أف) ،
اؼبصدرية ،كالتقدير عسى ريب من أف يهديٍت أم قرب من ىداييت.
)6عسى فعل ماض ناقص ،كاؼبصدر اؼبؤكؿ ،بدؿ اشتماؿ من اسم (عسى)،
كاسم سد مسد اسم عسى كخربىا كالتقدير :عسى ريب ىداييت ،أم عسى ىداية ريب
كمايسر اؼبصدر اؼبؤكؿ اؼبفعولُت ،ففي قوؿ أحد ٌ كيكوف (ىداية ريب) سد مسد اعبزأين
علمت أنك مسافر أم علمت سفرؾ.
)7ىو رأم ابن ىشاـ ُب ىذه اؼبسألة ،فهو مؤكؿ اؼبصدر اؼبشتق فيكوف تأكيبل
159
لتأكيل ،أم عسى ريب أف يهديٍت ،أم عسى ريب نائبا ٕب.
كاؼبعاين اجتماعية ُب اآلية تتلخص ُب تأكيل عسى كمعمولو حيث ىبتلف التأكيل
كشعورا ُب ىذا اؼبوقع،
ن حسا
من كجو إٔب كجو آخر حسب ما يدركو الفهم كاؼبعاين ًّ
فالػتأكيل األكؿ ىو الشعور أف اؽبداية ليست مصدرىا آتية من جهة الناس كلكن من رب
العاؼبُت ،كالناس يتلقوف اؽبداية حسب موقع قربو أك بعده من ربو ،كالتأكيل الثاين قيدر
قبل مفهوـ اؽبداية بوجود كلمة (أمر) ؿبذكؼ ،فيدؿ باؼبعٌت االجتماعي على صفات اهلل
كأفعاؿ عباده،بأف اؽبداية ىي من شأف تدبَته سبحانو ،إذف ىنالك مدبٍّر كالناس صبيعا
أمورىم مدبرة من عنده تعأب جل كعبل.كالتأكيل الثالث ىناؾ إدراؾ دبحذكؼ الكبلـ
ىو صاحب اؽبداية ،إذ كصف الرب بالصفة اؼبالك للهداية ،كاؼبعٌت االجتماعي ىو
إشارة إٔب اؼبالك ،ككأف ىذه اإلشارة توجو إٔب بشر.
كالتأكيل الرابع ىو تقدير ( عسى) من الفعل البلزـ دبعٌت قرب أم قرب ىداية،
كاؼبعٌت االجتماعي ىو اإلدراؾ بأف اؽبداية قد اقًتبت ُب الناس ،كاالقًتاب شخص
159كجوه اإلعراب ُب اآلية مفصلة مثلها ُب سورة التوبة اآلية الثانية بعد اؼبائة انظر ُّجت عبد الواحد
صاّب ،اإلعراب اؼبفصل لكتاب اهلل اؼبرتل ،مج ،4ص .378
90
بشخص آخر حُت يقًتب .كالتأكيل اػبامس ىو تقدير (من) بعد الفعل التاـ (عسى)
دبعٌت قرب ،كاؼبعٌت االجتماعي أف الشعور يدرؾ كالوجداف وبس بكياف اؽبداية حبرؼ
اعبار (من) احملذكؼ قبل (أف) كما ُب حيز (أف) ،كحرؼ (من) بوظيفة تعليل الوجود
كاغبس كاؽبداية من عند تعأب ،كذلك حيث قدر (أف) كما ُب حيزىا سد مسد اسم
(عسى) كخربه على حد سواء؛ كالفعل ناقص ،كالتقدير :عسى ىداية ريب أم مباشرة من
غَت إمهاؿ كدكف ركيد .كالتأكيل السابع البن ىشاـ 160،ىو أف اؽبداية قائمة دبثابة النيابة
عن اهلل ُب إصبلح الناس أم عسى ريب نائبا ٕب؛ كاؼبعٌت االجتماعي ىنا تشخص أمر
اؽبداية بنائب كاهلل أعلم.
التقديم والتأخير ب)
كيعٍت بو تغيَت نظاـ اعبملة فعلية كانت أك اظبية؛ كالسورة تتألف من اؽباتُت
الظاىرتُت ُب اؼبواقع الكثَتة منها (:
)
قيدـ اؼبسند إليو على اؼبسند ىو لغرض االىتماـ أكالتفخيم أكالتخصيص ُب اؼبعٌت
اؼبقدـ ،ك(أعمالنا) مبتدأ مؤخر كلنا متعلقاف خبرب ؿبذكؼ قبلو ، 161إذ اؼبعٌت االجتماعي
ىنا ىو تفخيم قوؿ اهلل ( لنا) يدؿ القوؿ على صباعة من اؼبتكلمُت كقوؿ (لكم) يدؿ
تبلحظ ُب اآلية ( : على صباعة من اؼبخاطبُت .بينما ى
) كلمة (ما) ُب
اآلية ىي اسم موصوؿ كشرط جازـ مبٍت ُب ؿبل نصب مفعوؿ بو مقدـ من فعل
بعده 162،كقد قدـ اؼبفعوؿ ىنا لبلىتماـ كللصدارة بكونو اسم موصوؿ تضمن معٌت
الشرط ،فاؼبسند ( ) بصيغة اعبماعة إشارة إٔب اؼبعٌت االجتماعي.
160كصف صاحب اإلعراب اؼبفصل لكتاب اهلل اؼبرتل ،أف التأكيل ىو البن ىشاـ دكف إشارة إٔب
مصدر كاهلل أعلم.
ُّ 161جت عبد الواحد صاّب ،اإلعراب اؼبفصل لكتاب اهلل اؼبرتل ، ،مج ،8 .ص. 422 .
ُّ 162جت عبد الواحد صاّب ،اإلعراب اؼبفصل لكتاب اهلل اؼبرتل ، ،مج ،8 .ص. 429 .
92
فالسورة غنية من مظاىر التقدمي ك التأخَت اليت زبدـ إٔب إبراز اؼبعٌت االجتماعي
بشكل كاض ك خاص ك م ً
فخم ككبوه. ي
تعليق شبو الجملة ج)
شبو اعبملة ىي الظرؼ أك اعبار األصلي مع اَّركر ظبيت بذلك ألهنا مركبة
كاعبملة فهي تتألف من كلمتُت أك أكثر ،لفظا أك تقديرا ككانت تدؿ على الزماف
أكاؼبكاف 163كىي ليست من اعبملة ك ليست من الكلمة ،كالبد من تعليقها باالسم أك
الفعل أك اغبرؼ،كىي قريبة من الفعل إذا ما تعلقت بالفعل كقريبة من اؼبفرد إذا ما
تعلقت باالسم ،كؼبا كانت أكثر ماتعلقت بالفعل كتدؿ على اعبملة ،كانت أشبو
باعبملة منها باؼبفردات ،ككما كانت العبلقة بُت كلماهتا غَت إسنادية كالشرطية خرجت
من كوهنا صبلة .كتعليق شبو اعبملة ُب الكلمة اليت يتم فيها اؼبعٌت سواء كانت ىذه
164
الكلمة ظاىرة أـ مقدرة ،كالتعليق ىو تعدية الفعل بشبو اعبملة إٔب اؼبعٌت.
كالتعليق ىذا عبارة عن ارتباط شبو اعبملة باغبدث الذم يدؿ عليو الفعل ،أك ما
يشبهو ،باإلضافة إٔب داللتو على اغبيز الذم يقع فيو الفعل ،كالظرؼ أكاعبار كاَّركر
يدالف على معٌت فرعي يتمم نقصاف اؼبعٌت الذم يدؿ عليو الفعل أك ماشاُّو ،أم أف
ىذا اؼبعٌت الفرعي يرتبط دبعٌت الفعل أم يتعلق بو ،كالفعل كما يشبهو يدؿ على اغبدث،
كاغبدث ال وبدث ُب فراغ ،كإمبا وبدث ُب زماف كمكاف ،كقوؿ أحد :سافر عمر،
دلت ىذه اعبملة على معٌت مستقل ،فإذا قيل سافر عمر يوـ اعبمعة دؿ الظرؼ ىنا
على معٌت فرعي مرتبط بالفعل (سافر) ألنو يضيف إٔب معناه معٌت جديداٍ ،ب إف اغبدث
" السفر" قد حدث يوـ اعبمعة أم ُب زماف معُت .كإذا قيل سافر عمر من مكاسر إٔب
تى ىك ىاال ٍر فإف حرؼ اعبر (من) يدؿ على معٌت جديد ،باإلضافة إٔب داللتو على أف
163فخر الدين قباكة ،إعراب اعبمل كشبو اعبمل ( ط 51؛ حلب :دارالقلم العريب 1989،ـ )،
ص.271 .
164
شوقي اؼبعرم ،إعراب اعبمل كشبو اعبمل ( ط 1.؛ دمشق :دارر اغبارث 1997 ،ـ ) ،ص.
.133
93
اغبدث الذم يدؿ عليو الفعل قد بدأ حدكثو من ىذا اؼبكاف ،ككذلك اغبرؼ اآلخر
(إٔب) أم أف اغبدث ينتهي عند ىذا اؼبكاف كىكذا.
كتتمم نقصاف اؼبعٌت الذم دؿ عليو كما دامت شبو اعبملة تدؿ على معٌت فرعي ٍّ
الفعل أك ماشاُّو،فإهنا بدكرىا تيػتى ٍّم يم ظهور اؼبعٌت االجتماعي ُب آم السورة كمن ذلك
مثبل اآلية ( :
،165) فاعبار كاَّركر (ُب اليم) متعلقاف بفعل (نبذناىم) كلوال التعليق
ؼبا سبت اؼبعاين ُب اعبار كاَّركر كؼبا ظهرت اؼبفاىيم ُب اآلية أف فرعوف كصباعتهم منبوذكف
فيتم اؼبعٌت بشبو اعبملة بعد أف
معُت باعبار كاَّركر ٌ كغريقوف ُب البحر األضبر ،كاغبدث َّ
كاف ناقصا دكهنا .كىكذا فإف شبو اعبملة من ظبات كبوية ُب السورة اليت زبدـ ظهور
اؼبعاين العديدة منها ما يدؿ على معٌت اجتماعي أك على داللة اجتماعية.
ب .التخاطبات الماثلة في السورة
من ضمن سورة القصص ظواىر لغوية جاءت بصيغة التخاطب ،كقد تنوعت
أشكاؿ التخاطب ُب السورة من بداية السورة إٔب هنايتها ،كيبكن تصنيف ىذا التخاطب
دبجمل حسب مصدره كحسب من جرل عليو التخاطبات من جهات عديدة ُب اآلم، و
مثل :خطاب الرب أنبياءه ك خطاب موسى عليو السبلـ كالنب صلى اهلل عليو كسلم
قومهما ،كحوارات جرت بُت األفراد ُب السورة ،كصور التخاطب تتوض ُب التحاليل
اآلتية:
. 1التحذير االجتماعي في َم ْن جاوز الحدود
ناشد اهلل عباده اؼبؤمنُت بأف ال يكونوا ُب الدار الدنيا من الذين ذباكزكا حدكد
اؼبسموح ،كأف يلتزموا بفعل اؼبألوؼ الذم تعارؼ الناس عليو ،كخاصة االبتعاد فبا حرـ
اهلل كاالجتناب من مظاىر الظلم كاالستهتار ،كالبياف اإلؽبي ُب السورة ظهر من خبلؿ
صبلة من اإلشارات التنبيهية االجتماعية ،منها :تنبيو ُب استعبلء فرعوف كإفساده ُب
األرض كاستضعافو بٍت إسرائيل كقتلو أبناءىم كاستبقائو نساءىم ُب اؽبواف؛ كلقد خاطب
اهلل نبيو ؿبمد صلى االو عليو كسلم ُب مقدمة السورة بصيغة اؼبخاطب اؼبفرد ( نتلو
عليك من نبأ موسى كفرعوف) أم بعبارة اػبطاب اؼبباشر ٍب تابع اهلل بسرد القصة ى
بأسلوب التأكيد بقولو تعأب ( ،]
[ -4
.166) كالغاية من ىذا السرد ىي أف ينتبو الرسوؿ كمن معو من اؼبؤمنُت
دبضموف اػبطاب اللغوم اإلؽبي الذم يوض معآب الطغياف كاالستهتار فيو ليتحذر
اؼبسلموف صبيعا من مغبة ىذه الصفات.
.2اإليمان والكفر في المجتمع اإلنساني
الشك أف سورة القصص ربتوم على ؾبموعة من معلومات ىامة تتمحور حوؿ
خطاب عن مظاىر اإليباف كالكفر ُب اَّتمع اإلنساين كما سبحور سائر سور القرآف ُّما
ألف قضية اإليباف كالكفر نبا موضوعاف أساسياف جاء القرآف الكرمي ُب ربديد معاؼبها
كحل قضايانبا ليحصل النص القرآين غايتها ُب تربية اَّتمع اإلنساين أينما كجد كحيثما
كاف.
كما ىو معلوـ أف اإليباف باهلل العزيز ىو تصديق بالغيب كإطاعة ؼبا ص ٌدؽ بو
اإلنساف ُب قراره قلبو ،أما الكفر فهو جحود ُب اػبالق ،كالشرؾ تثنية إلو أك آؽبة مع اهلل
عز كجل .167فقضية اإليباف قد حفلت سور القصص ُب خطاُّا دبقومات اإليباف
كخصائصها كقد حفلت بآليات الكفر كالشرؾ ،كعواقب الكافرين كاؼبشركُت على حد
سواء.
كمن بُت الدالئل اإليبانية ُب األساليب اللغوية للسورة جاءت اآلم ُب تقرير إؽبي
بصيغة اعبمع لقصة رسوؿ كرمي (موسى) مع كافر (
168) فالتبلكة القصصية إمبا ىي خطاب
يكوف للمؤمنُت حصرا ألهنم ص ٌدقوا القصة كٓب يرتابوا ُب شيء منها ،كأما الكفار كاليهود
فهم اليقيسوف القصة كٓب يصدقوىا 169لذلك كاف البياف اإلالىي ُب اآلية منحصر لقوـ
يؤمنوف باهلل ظاىرة كباطنة كىم اؼبسلموف من الصحابة الكراـ .اآلية ربمل داللة لغوية
كربل ألف قصة موسى كفرعوف ىي قصة رسوؿ موحد جاء إٔب رجل ادعى األلوىية ُب
نفسو ،كىل ىناؾ قضية أكرب من قضية التوحيد؟ كبل ،ليس ىنالك أىم من مسألة
170
التوحيد ألهنا يعترب قمة مسألة ُب اإلسبلـ.
كلو أعيد االنتباه ُب مسألة الدعاء يلوجد ُب السورة أف من اإليباف الدعاء الدائم
كاؼبستمر؛ كمبلزمة الدعاء شعور بقوة اإلاله ُب كياف اإلنساف كُب عاؼبو احمليط حولو ،
كموسى ُب اآلية الكريبة يدرؾ سباـ اإلدراؾ ىذه اغبقيقة أم اجتماعيا اليشعر باالنفراد
كإمبا يشعر دبصاحبة ربو الدائمة فلييتأمل ما يلي:
ك لقد خاطب كتوجو موسى عليو السبلـ ُب كل مواقفو إٔب هلل سبحانو كتعأب
كىباطبو بالدعاء :اآلية (
171
، ) اآلية (
173 172
، )اآلية ( ، ) اآلية (
174
، )،] اآلية (
،175) كسياؽ ىذه اآليات يدؿ على أف شخصية موسى
عليو السبلـ كانت شخصية مطمئنة راضية مرضية ،فهو ال يهتم بشيء قبل البعثة كال
169سيجموند فركيد ،موسى كالتوحيد ،ترصبة :جورج طرابيشي( ،ط 6.؛ بَتكت :دار الطليعة
1985ـ) ،ص .58 – 57
170متوٕب شعراكم ،خواطرم حوؿ القرآف الكرمي( ،ط 1 .؛ القاىرة :دار أخبار اليوـ1991 ،ـ )،
ج ،19 .ص. 10870 .
171اآلية السادسة عشرمن سورة القصص.
172اآلية السادسة عشرمن سورة القصص.
173اآلية الواحدة كالعشركف من سورة القصص.
174اآلية الرابعة كالعشركف من سورة القصص.
175اآلية الثانية كالعشركف من سورة القصص.
96
بعدىا ما دامت تعرؼ اهلل عز كجل حق معرفتو دببلزمة اػبطاب اؼبباشر ك الدعاء
كالعبادة إليو تعأب .
ج .المفهوم الزائد والمعنى االجتماعي ضمن آي السورة
كقد استوعب البحث فيما سبق من اؼبفاىيم كاؼبعاين اليت أشارت إليها الدالالت
اللفظية ك اؼبعنوية ُب السورة ،كموضوع الًتكيز فيها -كما سبق القوؿ -يرتبط بطبيعة
اؼبعٌت 176أم؛ تغَت اؼبعٌت ،كمظاىر ىذا التغَت ،كدراسة العبلقات الداللية بُت األلفاظ،
ك غَتىا من أنواع اؼبعٌت الدالٕب االجتماعي كلكي تتجلى ما هتدم إليو الداللة
االجتماعية من اؼبعاين الزائدة كاالجتماعية على حد سواء؛ البد من العودة بإعادة
االنتباه إٔب ألفاظ اآلم لدراستها دراسة داللية آتية.
.1صور من المعانى الزائدة
تفهمو احملللوف بوجود صلة اؼببٌت باؼبعٌت أك االرتباط
من اؼبعاين الزائدة ىو ما قد ٌ
بُت الشكل كالوظيفة ،كعندعلماء أصوؿ الفقو اإلسبلمي يدركوف اؼبعاين الزائدة اليت بنوىا
ُب كثَت من مواقفهم باسم مفهوـ اؼبوافقة ك مفهوـ اؼبخالفة ،كالعاـ كاػباص ،كاؼبطلق
كاؼبقيد كغَتىا من اؼبصطلحات اليت تشَت إٔب اؼبعٌت الزائد ،كُب عصر اغباضر ىنالك
ربليبلت عن اؼبعاين ُب نص من النصوص كاليت يظهر فيها اؼبعٌت الزائد ىو ما يدخل ُب
ؾباؿ كبو النص ،كمهمة كبو النص تكاد تنحصر ُب أمرين ،فاألكؿ الوصف النصي،
كالثاين التحليل النصي ،كلكل ما يتعلق بالنص اؼبدركس ،177كمن ىنا ال بد من مبلحظة
ـبتصرة أف اؼبعٌت الزائد ىو ذلك اؼبعٌت الذم استيخرج من بعد مبلحظة القواعد اؼبعيارية.
كُب السورة جاءت اآلم بعدد من اؼبعاين الزائدة اليت تنوعت أبعادىا الداللية
لدل مفسريها كؿبلليها ُب اآلم منها على ما يلي :
حكم اإلجارة أ)
176طبيعة اللغة كماىيتها من مضامُت اللغة اليت تكشفها الدالئل اللفظية كاؼبعنوية انظر ،أ .ىادم
هنر ،علم اللغة االجتماعي عند العرب( ،ط ؛ ،1بغداد :جامعة اؼبصتنصرية ،)1988 ،ص.71 .
177عثماف أبو زيد ،كبو النص( ،ط ؛ عماف :عآب الكتب2010 ،ـ ) ،ص. 50- 10 .
97
تبدك ُب السورة كلمتاف من اآلم اللتُت ربمبلف مدلوالت زائدة ،كلمة (استأجره)
ككلمة (تأجرين) ُب اآلية (
178) كاؼبعٌت الزائد فيها داؿ
على حكم فقهي ُب مسألة جواز اإلجارة ُب العمل اليومي [اإلجارة كلمة ذات داللة
اجتماعية] ،كفوؽ ذلك دؿ اؼبعٌت على جواز جعل العمل اليومي مهرا ُب النكاح
اإلسبلمي ،ك قد استنبط اإلماـ الشافعي من النص ُب منظار مفهوـ اؼبوافقة حبكم شرعي
سليم؛ كىو كل ما هبوز ازباذه شبن أجر من عقد إهبارم هبوز أف يكوف مهرا ُب النكاح
كىذا األمر صواب من رأيو رضبو اهلل تعأب الرفيع 179،فحكم اإلجارة ُب اآلية من اؼبعاين
الزائدة تدؿ عليها داللة كلميت ( ،)ك(.)
ب) الوحي بمعنى االلهام
قد كردت ُب السورة كلمة (الوحي) ليست ُب معناىا العاـ اليت تعارؼ عليو كثَت
من الناس ) (،إذ الوحي ىبص نبيا من أنبياء اهلل،
كقد ثبت أف أـ موسى ككذا السيدة مرمي العذراء ٓب تكونا من األنبياء 180،كقد دؿ اللفظ
على اؼبعٌت الزائد كىو عند علماء األصوؿ يطلقونو بلفظ (اػباص) أم ما يقابل العاـ،
فالوحي ىنا باؼبعٌت اػباص ىو عن طريق اإلؽباـ 181كما ثبت إتياف ىذا اؼبعٌت ُب السورة
النحل ( :
182) إذف فاؼبعٌت الزائد ىو الوحي دبعٌت اإلؽباـ ُب السورة كىو اؼبعٍت
اؼبلهم بالعلوـ من جهة اػبارجة من نفسو؛ سواء من عند اهلل أك من الذم يدؿ على تزكد ى
عاؼبو احمليط حولو كاألشياء اآلتية من جهة أخرل تدؿ على طابع اجتماعي لدل
اإلنساف كىذا الطابع من داللة معنوية اجتماعية.
ج) المبالغة في التجبر والغواية
كمظهر آخر يكوف اؼبعٌت زائدا ُب السورة ىو ما وبمل كل الصيغ اؼببالغة من
معاف داللية زائدة ،كعلى سبيل اؼبثاؿ قوؿ اهلل تعأب ( :
،183) كلمة (جبار) تدؿ على
ككجو اجتماعيةزيادة التجرب ُب اَّتمع كىذا من اؼبعٌت الزائد كاالجتماعي ُب اللفظٍ ،
184
لفظ (جبار) دبعٌت ىو الذم يقتل على الغضب .كقولو تعأب ( :
185)، فالغواية كقعت من رجل من بٍت اسرائيل استنجد كلىب
موسى نداءه فوكز موسى عدكه فقتلو فأصب من النادمُت ،كقد أثبت موسى غواية ذاؾ
صرخ ىو اآلخر ،كقاؿ لو موسى :تريد أف تغويٍت بأف أفعل كما فعلت الرجل ؼبا ٌ
باألمس ،186أم إنك ألنت غوم مبُت فصيغة اؼببالغة تشَت إٔب زيادة اؼبعٌت (الغواية) كما
سبق اإلشارة آنفا.
. 2صور من المعاني االجتماعية في آي السورة
كلقد سبق أف استيعرضت مبلم عن اؼبعٌت االجتماعي اليت تكمن ُب السورة
بأشكاؽبا كأمباطها كإشاراهتا كعبلقاهتا باللفظ كاعبملة ،كقد ثبت بالفعل كياف ىذا اؼبعٌت
ُب اآلم رغم تعسر ربديده كتشخيصو على بعض الناس فإف ألىل الذكؽ العإب كاغبس
اؼبدرؾ تناكال ك فهما يزيده إدراكا فيما كراء النص القرأين من كعظ كعربة كحكمة
الينبغي تغافلها ألهنا جزء أكرب من اإلعجاز القرآين البياين الذم يظل متفتحا إٔب يوـ ال
ينفع ماؿ كالبنوف للتنقيب كالتفكَت كالتحليل ُب أبعادىا كمراميها اؼبعنوية.
كاؼبعاين االجتماعية البد أف سبتطي فوؽ الرموز الدالة على صبع أك كياف آخر أك
شخص معُت ،ككانت تربط النص القرآين بأكضاع كظركؼ كأحواؿ ؽبا عبلقة بالنص
(خارجية كانت أـ داخلية بالنسبة للنص) كحبسب ىذا البحث فيما قد ًب استعراض
معاؼبها كتنوعاهتا ُب ألفاظ اآلم ك مضامينها ضمن سياؽ الدراسة التحليلية كالتوضيحية
ُب ىذا لصدد.
كقد تنوعت أشكاؽبا ُب السورة كما سبق تقديبها ُب البحث منها ما ىو مستنتج
من مظاىر األصوات اللغوية كمنها ما ىو مستنتج من بنية كلمة اآلم كألفاظها اليت قد
تعسر تعثػ يرىا ُب اآلم دكف مزيد من التنبيو كإعادة النظر ،كفحص اؼبواد باستخداـ يى َّ
منهج التحليل اللغوم اؼبوركث.كفوؽ ذلك قد تيستنتج تلك اؼبعاين دبظاىر الربط
كبالعبلقة القائمة بُت اعبمل ُب شكلهاكمضموهنا؛ فتحتاج معرفة كياهنا إٔب إضعاؼ
التفحيص كالتصف ُب الًتاكيب الظاىر ة كاؼبضمرة على حد سواء كباإلضافة إٔب
الوقوؼ ُب الظواىر العديدة تتعلق بًتكيب اعبملة من حذؼ كتقدير،أك تقدمي كتأخَت أك
كصل كفصل ،أك تكرار كتنويع ،أك إضافة الكلمة كإفرادىا كما شابو ذلك من ظواىر
تركيبة ُب السورة.
كعبلكة على ذلك ىنالك حقائق ماثلة قد يكوف ؽبا دكر فعاؿ -كما سبق
توضيحهاُ -ب إبراز اؼبعاين العديدة من بينها اؼبعٌت االجتماعي أال كىو الوقوؼ بظواىر
الداللة اؼبعنوية ،كىذه اغباؿ من أكرب ما كقف عليو احملللوف ُب العصر اغبديث ُب
الدراسة التحليلة عربا كاف أك أعجميا كخاصة لدل اؼبستشرقُت الغربيُت لقصور بعضهم
ُب اغبيطة بالعلوـ العربية العريقة ،لتداركهم الفلسفة اللغوية الغربية ،لذلك سبكنوا بعضهم
بالتقدـ ُب التحليل الداللية مبارزين علماء العرب اؼبسلمُت.
كعلى أية حاؿ إف ظواىر الداللة اؼبعنوية تعطي النص مفهوما زائدا عما تكمن
ألفاظو كصبلو كبالوقوؼ عل مدلوالتو كىي من اقبازات ربليلية ُب النص القرآين كخاصة
ُب اؼبعٌت االجتماعي كىي تربط ىذه الداللة باألمكنة كاألزمنة كالظركؼ الظاىرة
011
187أيب اغبسُت أضبد بن فارس ،مقاييس اللغة ( ،دمشق :دار الفكر ،د .ت) ،ج ،3ص . 410
188الشيخ فخر الدين الطروبي ،ؾبمع البحرين( ،طهراف :موقع مكتبة الشيعة ،صبيع اغبقوؽ ؿبفوظة
ؼبؤسسة آية اهلل العظمى اؼبيبلين إلحياء الفكر الشيعي2011 ،ـ ) ،ج ،3ص.22-21 .
189الشيخ ناصر مكارـ الشَتازم ،األمثل ُب تفسَت كتاب اهلل اؼبنزؿ (موقع مكتبة الشيعة( ، ،موقع
مكتبة الشيعة ،صبيع اغبقوؽ ؿبفوظة ؼبؤسسة آية اهلل العظمى اؼبيبلين إلحياء الفكر الشيعي2011 ،ـ ) ،ج ،5
ص.185 -184 .
190اآلية السابعة ك التسعوف من سورة النساء
010
ضعً يفوا لًلَّ ًذين استى ٍكبػركا بل مكٍر اللَّي ًل كالنَّها ًر إً ٍذ تىأٍمركنىنا أى ٍف نى ٍك يفر بًاهللً استي ٍ ك ى َّ ً
ى يي ى ٍ ىي ى ٍ ى ي ٍ ى ين ٍ قاؿ الذ ى ى
191
ىكىٍقب ىع ىل لىوي أىنٍدادان) .
على صباعة عارفة ظل ظركؼ كقيود قاسية يفرضها احمليط ٰ كمنها ،ىو العي ُب ٌ
بعقيدهتا ،يعجز فيها أفرادىا عن أداء كاجباهتم اليت يكلٌفوا ُّا بصورة كاملة ،كدليلو قولو
ف طائًىفةن ًمٍنػ يه ٍم)،192 ىرض كجعل أىىلىها ًشيعان يستى ٍ ً ً
ضع ي ى ىٍ تعا ٰٔب( :إً َّف ف ٍر ىع ٍو ىف ىعبل ًُب اٍأل ً ى ى ى ى ٍ
(كنيًر ي
يد أى ٍف ىمبي َّن ىعلىى كىوالء ىم من ينعم اهلل عليهم بالنصػر ككراثة األرض لقولو تعا ٰٔب :ى
ً ً ضعً يفوا ًُب ٍاأل ً َّ ً
ُت) .193إضافةن لذلك َّ
فإف اآلية ىرض ىكىٍقب ىعلى يه ٍم أىئ َّمةن ىكىٍقب ىعلى يه يم الٍوا ًرث ى استي ٍ
ين ٍ الذ ى
معٌت الضعف كالقهر كقلَّة اغبيلة ُب التغيَت أف االستضعاؼ ىنا ال يرشد إ ٰٔب ٰ تكشف عن َّ
كقوة العزيبة.194 التقول كاإليباف َّ ٰ فحسب ،بل يرشد إ ٰٔب معٌت زائد نفساين ىو جوىر
ب) ظاىرة االستئناس
االستئناس ُب اللغة آنس فبلف إيناسا الطفو كأزاؿ كحشتو فهو مؤنس كأنيس
كالشئ أحس بو يقاؿ آنست منو فزعا كأبصره كمنو (آنست منو نارا) كالصوت ظبعو ك
األمر علمو يقاؿ آنست منو رشدا 195،كاستأنس دبعٌت استأذف ،كقد استعمل القرآف
فعل آنس طبس مرات أربع منها حُت رأل موسى النار كما يلي :
جاءت ُب سورة القصص اآلية التاسعة كالعشرين كىي مكررة مرتُت [
،
،] كتكرر ىذا األسلوب ُب آم السور منها سورة طو اآلية
العاشرة ،كسورة النمل اآلية السابعة ،كمن ٍب ُب سورة النساء جاءت فعل آنس مقًتنة
بلفظ الرشد ،كاإليناس ُب ىذه السور كلها ليس ؾبرد اإلبصار بظواىر اغبسية اؼبادية
فحسب كما فهمو بعد مفسريها لغويا ك إمبا ذباكز اؼبعٌت اؼبعحمي حدكده ،فيكوف
اؼبعٌت االجتماعي ىهنا داال بالطمأنينية اؼبؤنسة باالبتبلء كاالمتحاف على أهنم قد رشدكا
حقا 196،كموسى عليو الصبلة كالسبلـ إمبا أدرؾ باليقُت ما رأتو عيناه ُب النار من
حقيقة ذباكزت حد البصر كازبذ موقفا اجتماعيا فصابر أىلو ُب تركو إياه ُب مكاف بعيد
من موقع النار.
ج) مفهوم اجتماعي في كلمتي زوج و امرأة
كمن اؼبعاين اجتماعية اليت أكحت بالداللة اللغوية ىي داللة كلمة (زكج) ككلمة
(امرأة) ُب القرآف ،كما يبكن مبلحظتو ُب السورة ىو استعماؿ كلمة (امرأة) بدؿ
أت ً 197
(زكج) بالنسبة المرأة فرعوف ،حُت كصف اهلل عنها بقولو تعأب { :كقالت امر ي
لك} ،198تلك الكلمة ربمل فيها معٌت اجتماعيا تدؿ إليو داللتها ت عُت ٌٕب ك ى فرعو ىف ٌقر ي
اؼبفردة ،كقد ربدثت عائشة بنت عبد الرضبن اؼبلقب ببنت الشاطىء[ باحثة مصرية] عن
كلمة (زكج) ك(امرأة) ُب التعبَت القرآين ،خاصة ُب قصة األنبياء الذين اكبرفت زكجاهتم
عن األخبلؽ السامية كعن القيم النبيلة ،كُب مقدمتها امرأة فرعوف [مثلها امرأة نوح كامرأة
سر الداللة ُب كلمة (زكج) تأٌب حيث ت حديثىها ككصفت بإشارة إٔب ٌ لوط] ،فأحسنى ٍ
تكوف الزكجية مناط اؼبوقف من ىؤالء األنبياء ؽبن ،فيتضمن -اجتماعيا -معٌت آية
الزكجية كحكمتها كالتشريع كاغبيكٍم الزكجي ُب كلمة (الزكج) ،كؼباٌ اكبرفن بأخبلقهن أك
تباينت معتقداهتن من معتقدات األنبياء الذين ىم أزكاجهن أمست أكلئك متصفات
196بنت عبد الرضبن بنت الشاطىء ،اإلعجاز البياين للقرآف كمسائل ابن األزرؽ( ،ط1؛ القاىرة :دار
اؼبعارؼ1391 ،ق1971/ـ) ،ص. 201 .
197الزكج ُب التعبَت القرآين دبعٌت الزكجة ،ككذا يأٌب البياف ُب سورة النور.
198سورة القصص اآلية التاسعة.
013
عد؛ لسبب تعطلت عبلمة الزكجية من السكن كاؼبودة ك الرضبة بعق وم ك بامرأة ال زكج ب ي
199
ترم ول أك خبيانتهن كتباينهن بالعقيدة .
التغيّر االجتماعيّ والتنشئة االجتماعية في آي السورة د.
التغير االجتماعي .1
ال شك أف سورة القصص مليئة دبظاىر التغَت االجتماعي كتلكم اؼبظاىر تندرج
ُب صبلة من اؼببادئ السامية كُب صبلة من العرب كاغبكم اليت يبكن االىتداء ُّا ،كمصداؽ
القوؿ ُب ىذا الشأف ىو أف سورة القصص تكمن ُب ضمنها ربذيرات كإرشادات،
كمأمورات ،كمنهيات ،كإصبلحات كذباكزات ،كحكم كعرب ،كاغببلؿ كاغبراـ بل أكرب من
ذلك فيها قصص الصراع بُت اػبَت كالشر ،ك الصراع بُت اؼبؤمنُت كبُت الكفار ،باإلضافة
إٔب عدة قيم يبكن أخذىا كعقيدة راسخة منبعها رب العباد .كىذه اؼببادئ أك العرب
كاغبكم ،تتجلى ُب البنية اللغوية ك تتجلى ُب تأثَت البنية األسلوبية ُب األنظمة اللغوية
كاؼبعاجم ،كمن ىنا كاف البحث يقتضي بالوقوؼ عليها من خبلؿ استقراءات لغوية .
المبادئ أ)
إف السورة ربتوم على مبادئ صبة سيكوف استجبلء اؼببادئ ُب ىذا البحث
بقدر ما يسم لئلشارة إٔب تنوعها كبقدر ما يسم إلبداء كثرهتا ،فاآلم كلها مبادئ
كدركس فينقطع اغبرب احتواء الكل كاالتياف بتفاصلها فتحتاج إٔب ؾبهودات من الراسخُت
عرب زماف ماض كحاضر كمستقبل الستيفاء حق بياهنا ُب العلم ُب استخراج مضامينها ٍ
اإلعجازم ،كمن ىنا كاف حق الباحث يكتفي باإلشارة إٔب تواجدىا.
تأمين السلم )1
كقد حوت السورة بأف السلم قد ربققت ُب قوـ قري من قبلُ ،ب كقت كانت
ؾبتمع العرب يغَتكف بعضهم على بعض كقبائلهم متقاتلُت ببعض 200،ككانت مكة ُب
199عائشة بنت عبد الرضبن بنت الشاطىء ،التفسَت البياين ،ص.214-212 .
200القرطب ،اعبامع ألحكاـ القرآف ،ص . 300
014
اعباىلية ُب أمن كسبلـ يأٌب رزقها رغدا من جهات شىت ،كذلك فضل من اهلل تعأب
حبفظهم مبادئ ملة إبراىيم ،كلذلك ما ينبغي أف يًتددكا باإلسبلـ ،ألف اهلل سيحفظ ؽبم
الكرامة ك الشرؼ إذا التزموا بالدين اغبنيف .فقأب تعأب ( :
). 201
فكلمة (مبكن) تدؿ على التمكُت أم تدؿ الكلمة على بنية لغوية يًتاكح اؼبعٌت
االجتماعي فيها بُت فبيى ٍّكن كبُت َّ
اؼبمك ين منو ،ام بُت الفاعل كاؼبفعوؿ ،فتأمُت السلم
قبل ،كلقد أشارت يقصد من كرائو إحداث التغَت االجتماعي إٔب ما ىو أحسن من ي
بذلك داللة لفظ (مبكن).
الدعوة بالحجة والبرىان )2
التشويق كالًتغيب من أسلوب القرآف اللغوم ُب بياف اغبقيقة اإلؽبية ،كقد أتت
السورة باغبجة البالغة ببياف عواقب اغبياة للبشر كلهم ،أهنم سعداء ُب آخر اؼبطاؼ من
حياهتم األخركية ،كالناس صبيعا يتمنوف السعادة كالفبلح ُب الدار اآلخرة ،كقد أكدت
السورة بالبياف الساطع باغبجة كالربىاف كىو من اؼببادئ السامية ُب تقنيع النفس اإلنساين
ُب تقبل ما يقضي رب العاؼبُت من قضاء كحكمة فقاؿ تعأب ( :
،202 )
أم ىبرب اهلل تعأب أف الدار اآلخرة كنعيمها اؼبقيم الذم الوبوؿ كال يزكؿ كجعلها لعباده
اؼبؤمنُت اؼبتواضعُت الذين ال يريدكف علوا ُب األرض 203،فجاء أسلوب التشويق كالًتىيب
لتخدـ غاية التغَت االجتماعي من خبلؿ األبنية اللغوية االجتماعية أال كىي استخداـ
أسلوب التشويق كالًتىيب لتنيو غفبلت بعض الناس.
اؼبميزات اليت مشل القرآف ُّا معظم سوره لئلدراؾ كالوقوؼ داللة التوحيد ميزة من ٍ
دبدلوالهتا ،كلعل سورة القصص من السور اليت تضمنت جوانب متعددة من داللة
التوحيد لبلتعاظ كاالعتبار كبو التغَت االجتماعي ،كاليت كصفها بعض الباحثُت ،فقاؿ:
إف سورة القصص قد احتوت ُب ذاهتا على جوانب تشريعية ُب باطن النص ،كُب
نفس الوقت فقد احتوت على جوانب توحيدية ُب ظاىر النص دبا ال يدع ؾباال
للشك ُب أف سورة القصص تضمنت ُب ؾبملها ركحا إيبانيا يفيض على اؼبؤمنُت
بوداعة كسكينة.205
كتلك ىي ميزة النص ُب سورة القصص كوهنا وبتوم على أسلوب خطاب
اجتماعي يقرر حقيقة التوحيد بأسلوب غَت مباشر ،كحقيقة التوحيد ىي من أكرب العرب
كاغبكم اليت وبتاجها اؼبؤمن ُب إصبلح نفسو كمن ىٍبَّ أف يقوـ ُب إصبلح ؾبتمعو أك
العمل ُب التغَت االجتماعي .كمن ذلكم توضحت ىذه اغبقيقة كما ُب قولو تعأب فيها
(:
،206) فمفهوـ النص ُب ىذه اآليات لو ظاىر
وباطن معنوي ،فأما اؼبفهوـ الظاىر ،فهو إف اهلل عز كجل ىو الذم يصرؼ الكوف
كيقدر تصرفو فيو كما هبرم فيو ،أك ما يتغَت عنو ،أما اؼبفهوـ الداخلي اإلشارم
كاالجتماعي 207،فيقرر حقيقة توحيدية أخرل ،ىي أف إرجاع موسى عليو السبلـ إٔب
أمو ،ليجتمع مع أسرتو اليت افتقدتو كاف لقدرة إؽبية ،ليكوف فرعوف كقومو الذين التقطوه
من اليم ُب عجز كحَتة،كيف أهنم ال يشعركف تدبَت اإللو بُت جواكبهم ،أم موسى ىو
رسوؿ اهلل تعأب ؽبم ،كىو اغبقيقي الذم ىبافو فرعوف كالدتو ،فتبَّت يداىم.
205سعد يوسف أبو عزيز ،قصص القرآف( ،ط 1؛ القاىرة :دار الفجر للًتاث 1420،ىػ )،
ص 224 .كما بعدىا.
206اآلية الثالثة عشر من سورة القصص.
207اؼبقصود من مفهوـ النص الداخلي ىو معرفة إشارات النص الكامنة فيو كليس اؼبراد باؼبعٌت اإلشارم
اؼبعٌت الصوُب الذم كقف عليو الباطنيوف من أمثاؿ فرقة اإلظباعيلية ،كليينظر إٔب كتاب اإلمام الغزالي حجة
اإلسبلـ ،فضائ الباطنية ( ،الكويت :مؤسسة دار الكتب الثقافية ( ،د .ت ) : ،ص . 45
017
كمن بُت اآليات اليت تتضمن ُب صيغها جوانب توحيدية ُب السورة ىي بعض
الكلمات اؼبوحية -اجتماعيا -بالتوحيد منها :اآلية (
208) كعبارة ( ) فيها
بياف توحيدم أف الوعد اإلؽبي سيتحقق فعبل دكف ريب بعد ردكد موسى إٔب أمو أنو
سيكوف نبيا كرسوال ُب اؼبستقبل لبٍت اسرئيل ألنو سبحانو كتعأب ىو كحده صاحب
الوعد الواُب 209.فاعبملة االظبية تدؿ على اعبانب التوحيدم اؼبؤكد حبرؼ أف ،لكي
يعترب اؼبعتربكف بأف اإليباف بوعد اهلل عربة صحيحة وبقق الضماف اؼبستقبلي كبو التغَت
االجتماعي اؼبرجو .كاآلية (
210) أم إرجاع إٔب اهلل ُب اؼبشيئة الكلية إف يشأ اهلل فكل شيء يكوف
ك إال فبل يكوف ،حقيقة توحيدية أخرل ذات حكمة سليمة تدؿ عليو عبارة (إف شاء
كعد بعد إشهاد اهلل بتلك العبارة، اهلل) كالعبارة من الناحية االجتماعية تدؿ على تأكيد و
كاآلية ( 211) الوكالة اإلؽبية توحيد ،كالعبارة ىنا تدؿ
على االسًتجاع إٔب اهلل ،كاآلية (
212)التوحيد اػباص بالربوبية ،كىو -اجتماعيا -الذم ٓب يكن لو كفوا أحد ،كاآلية
(
213) اهلل معطي اؽبدل كحده ،كاؼبعٌت التوحيدم على
سبيل قوؿ اهلل تعأب ( :كلكن اهلل يهدم من يشاء كىو أعلم باؼبهتدين) ،كمن ًح ىكم
ىذه اآليات كلها ،منها ما يدؿ على تعاليم سديدة كبو التغَت االجتماعي كمنبع ىذه
التغَت ىو اإلصبلح الفردم ُب التوحيد الربويب كمن ٍب االنتقاؿ إٔب إصبلح األسرة ٍب
اَّتمع على نطاؽ أكسع.
كقد كاف آلية (
214
داللة توحيدية تنزيهية تشبو داللة قولو تعأب ( : )
215
، ) أك داللة قولو تعأب (:
،) فإثبات الوجو هلل تعأب دكف كيفية ىو قمة من
قمم التوحيد .فالسورة مليئة بالعرب التوحيدية 216،ىذه العرب الشك تفيد –اجتماعيا-
ُب هتيئة جيل مستقبلي كقوم ُب اإليباف؛ كعبارة (كجو اهلل) ىي من الداللة اللغوية على
يتم بعد أف ترسخت قيم التوحيد اؼبعٌت التوحيد كاليت زبدـ كبو التغَت االجتماعي ،ذلكم ٌ
ُب كجداف الناس عامة ،كيكتفى باإلشارة السريعة اآلنفة إٔب بعض األبنية االجتماعية ُب
بعض آيات السورة اليت فيها عرب كحكم دكف اتساع كاسع ُب الشرح كالتنقيب ذبنبا من
الوقوع ُب االستطراد القبي ُب ىذه الرسالة.
إشكالية اليهود االجتماعية في السورة )2
اغبديث حوؿ بٍت إسرائيل ُب سورة القصص ىو اغبديث عن اليهود بعينو ،كىم
من أىل الكتاب كما أف من اؼبعركؼ النصارل ىم أيضا من أىل الكتاب،كالشخصية
اليهودية اإلسرائيلية نسبا ،من الشخصيات احملورية اؼبعقدة اجتماعيا ُب القرآف الكرمي،
كقد صور القرآف ُب كثَت من آم سور القرآف أهنم معركفوف باػبيانة كاالستهتار ،كالكفر،
كالشرؾ ،كاإلغباد ،كاالستهزاء الديٍت ،كربليل اغبراـ كربرمي اغببلؿ ،كاالنغماس ُب اللذات
كاألخذ بالدنيا ،كالغركر بالنسب كالدين ،كفعل اإلجراـ كمواصفات أخرل .كإٔب جانب
ذلك كانت اللعنة اإلؽبية ؿبيطة بالشخصية اليهودية ُب كل أطوارىا كنزاالهتاُب القرآف إال
217
من اتبع اهلل سبلو .
كمن اؼبعركؼ أف سيدنا موسى عليو السبلـ ىو من نسل بٍت إسرائيل كلكن ىو
من اؼبصطفُت األخيار من بٍت اسرائيل كإف خطاب اهلل ؽبم الذم يدؿ على عدـ الرضى
بأفعاؽبم الشنيعة اليعٍت أف اؼبؤمنُت منهم (موسى كىاركف) غَت مستثن منهم بل اهلل عز
جل اليزاؿ مكرما على عباده الصاغبُت ،فموسى عليو السبلـ كىو الشخصية احملورية ُب
ضحت سورة القصص سورة القصص ،كقصتو ىي األساس الذم بينيت السورة ،ككما ك ٌ
من بعد استقراء ؽبا بصورة عمومية يتمحور من حوؽبا اليهود كبنو إسرائيل ،دبؤمنيهم
ككافريهم ،كطغاهتم.
ك من اؼبفيد جدا أف تيفهم كيفية تطور الشخصية اليهودية دينيا كاجتماعيا ،
ككظيفة بعض آيات القرآف الكرمي ُب التحذير منهم ،كُب التنبيو إٔب اغبكمة اإلؽبية اليت
أكجبت أف يتحولوا إٔب قردة كخنازير ،على ما كرد ُب النص القرآين على اغبقيقة ال على
اَّاز على ما أخرب اهلل سبحانو كتعأب (:
،218) لذلك يبكن أف تتوض ُب
ىذا الصدد السمات الشخصية العامة للشخصية اليهودية ُب سورة القصص ،باستقراء
كلي مشوٕب ُب الدالالت االجتماعية ك ُب األلفاظ اللغوية ؼبعٌت اآليات اػباص ُّذا
اؼبوضوع .كفائدة ىذا اؼبوضوع تتجلى ُب كونو معينا على التصور العاـ كاالجتماعي لكل
يهودم من بٍت إسرائيل ُب اؼبضموف احمللل من الداللة اللغوية ،كفق آليات الفهم الداخلي
كاػبارجي للمعٌت ،كمعٌت اؼبعٌت ُب آيات سورة القصص .
إف من عادات اليهود فبارسة أنواع االستنكارات كالبلَّمباالت بالقيم النبيلة دينية
كانت أـ اجتماعية ،لذلك من غَت اؼبستبعد أف تيػ ٍعثىر ُب سلوكهم اكبرافات أخبلقية
217
اجع كتابو :بنو إسرائيل ُب الكتاب كالسنة،
فلَت ٍ
.حملمد السيد طنطاكم كبلـ مفصل ُب ىذا األمر ي
(ط 4 .؛ القاىرة 1988 ،ـ) ،ج ،1.ص.198– 197 .
218اآلية الستوف من سورة اؼبائدة.
001
كتناقضات اجتماعية كعربة ؿبذرة كحكمة مرفوضة للناس أصبعُت ،كما صورهتا سورة
القصص :
أكال :إف البنية اللغوية ُب سورة القصص تربز الشخصية اليهودية لبٍت إسرائيل
متجسدة كل التجسد ُب اإليغاؿ ُب الشر كالقتاؿ بسبب أك بدكف سبب على كبو قولو
تعأب (
219.) كعبارة ( ) ىي الدالة اللغوية
على صفة اليهود الذين ثبت أهنم ُب اَّتمع يبارسوف اػببلؼ التخاصم بُت أبناء
الشعب ،إذف فالعرب كاغبكم ُب اآلية ىي ؾبانبة اقتتاؿ الذم مارسو اليهود ك االجتناب
من فعل فعلتهم من مفهومات لغوية ـبالفة لكلمة (يقتتبلف) ،إذف العربة ىنا ىي اليت
زبدـ ظهور اؼبعٌت التغَت االجتماعي.
ثانيا :من العرب القرآنية ُب السورة ىو أف الشخصية اليهودية كانت ال تزاؿ
طبيعتهم متوغلُت باػبيانة ك العودة لصنع الفنت كاؼبشاكل كافتعاؿ الشر كالتكرار البالغ فيو
(
.220)،]ككلمة ( ) من الداللة اللفظية اليت تدؿ على صفات اليهود
العدكانية ،كالعربة من ىذه الصفات تركها ليتم التغَت االجتماعي إٔب كبو أفضل.
ثالثا :الشخصية اليهودية كإف كانوا متصنعُت بالصبلح كىم يقابلوف الناس
بالغدر كنكراف اؼبعركؼ (.
.)فعبارة ( ،) ىي من اعًتاضات لفظية؛ كالعربة ُب
االعًتاضات اللفظية السيئة ؾباكزهتا فبل يبكن أخذ العرب كاغبكم من ىذه االعًتاضات إال
إنباؽبا كبعد اإلنباؿ ىذا يبكن االصرار إٔب التغَت االجتناعي.
رابعا :كمن العرب اؽبامة أهنم يبارسوف الكذب دكف شعور باالنتقاص األخبلقي
كدكف شعور بالوقوع ُب الوزر؛ فالكذب على اإلنساف ُب كجهو كصنع البهتاف شيء
عادم ؽبم كما ُب قوؿ اهلل تعأب ( :
221.) كىذا باب من أبواب نكر اعبميل ،
صورت ُب سورة القصص ال ينفع معها معركؼ أبدا .كعبارة فالشخصية ىاىنا كما ي
( ) ىي من الداللة اللغوية اليت تدؿ على نكراف اعبميل ،ك نكراف اعبميل يدؿ
على سوء الطبيعة البشرية كىو يبنع اؼبثوؿ ُب التغَت االجتماعي.
خامسا :كمن مواقفهم اؼبنحرفة عدـ اؼبوازنة بُت الدنيا كاآلخرة (.
،222) فإف
الشخصية اليهودية سبيل إٔب عدـ التوازف بُت الدنيا كاآلخرة ،كجعل جل االىتماـ بالدنيا
كعبادهتم للماؿ كاؼبظاىر الدنيوية .كعبارة ( ) ىي من األسلوب اإلنشائي ُب
األمر كىي من الداللة اللغوية اليت ربمل معٌت العربة ُب األمر ،أم أمر ُب ابتغاء اآلخرة
خَت من الدنيا ،كالعربة فيها الثبات ُب عبادة اهلل ليتحقق اػبَت كالتغَت كبو األفضل.
سادسا :إهنم مذبذبوف كاؼبنافقُت سباما كموقفهم ىو االكبيازية كعدـ الثبات على
رأم (.
223.) إف الشخصية اليهودية سبيزت حببهم
على التصنع باالكبراؼ األخبلقي كفوؽ ذلك إهنا شخصية مليئة بالظغينة كاغبسد كاغبقد
على اؼبؤمنُت ُب كل عصور ،كسورة القصص من بُت السور اليت تفض أحواؽبم الباطنية
فبا هبعل اؼبسلمُت يدركوف سباما كيف يتعامل اؼبسلم بالشخصية اليهودية حيثما كجد.
إف التعرؼ بالشخصية اليهودية اليت أشارت إليها العبارة اللغوية ُب عبارة (
)من العرب كاغبكم اؽبامة؛ كالعبارة تدؿ على اؼبعٌت ُب تغَت اؼبوقف االجتماعي
سبٌت اليهود بشيئ فأصب يغَتكف موقفهم بعد يوـ من األياـ؛ كمن خبلؿ ىذا بعد أف َّ
األسلوب يتعرؼ البشر إٔب حقائق تارىبية بصفات عامة عن اليهود ،كىذه الصفات إف
كجدت ُب ؾبتمع من اَّتمعات الشك أهنا تعرقل تطوره كسبنع التغَت كبو األفضل .
.2التنشئة االجتماعيّة
كقد كاف من عظمة اهلل تعأب أف ىيأ حياة كليمو موسى عليو السبلـ ُب ؿبن
شديدة كأياـ بدا قاسيا ُب الظاىر ،كلكن ٓب تكن احملن كالتقلبات كبلًّ فوؽ ظهره كما
يبدك بالنسبة إٔب نب اهلل موسى عليو السبلـ ،فهو يظل صامدا يناضل من أجل ربقيق
تردد تردد اعبباف كالنفاؽ من نعومة أظفاره حىت قباحو ُب سد العدالة االجتماعية كما َّ
عدكاف فرعوف كشيعتو.
كأحواؿ موسى ُب التنشئة االجتماعية تتض حُت ييتأمل ُب قصتو عليو السبلـ
كبٍت إسرائيل من أكائل السورة بقولو تعأب( :إً َّف فًٍر ىع ٍو ىف ىعبل ًُب األ ٍىر ً
ض ىك ىج ىع ىل أ ٍىىلى ىها ًشيىػ نعا
ًً ً ً ً ً ً ً يستى ٍ ً
ين) ،كقد ف طىائ ىفةن مٍنػ يه ٍم يي ىذبٍّ ي أىبٍػنىاءى يى ٍم ىكيى ٍستى ٍحيي ن ىساءى يى ٍم إنَّوي ىكا ىف م ىن الٍ يم ٍفسد ى
ضع ي ىٍ
سجل ُب كل امرأة حامل فإذا قرب كقت حدث االستضعاؼ قبل كالدة موسى ،كيي َّ
ذكرا
مركا عليهن كل حُت ،لينظركا أين ذىب اغبمل ،فإذا كاف ن كالدهتا كاف فرعوف كملى يؤهي ٌ
دخل الذبَّاحوف بشفراهتم ليذحبوا الرضيع ،كاستضعاؼ الطائفة –اجتماعيا -يكوف ذليبل
مهانا؛ ليس لشيء إال ألهنا آمنت باهلل ،أك إ ٌف منها ىمن آمن باهلل ،فيدخل الذباحوف
فيذحبوف الذكور كيًتكوف اإلناث للخدمة كالذؿ ،كقد استمر ىذا االستضعاؼ ًمن ٍقبل
كالدة موسى عليو السبلـ إٔب أف كلد موسى عليو السبلـ كمن ٍب جاء إٔب فرعوف
ناصحا بعد حوإب 40سنة ،فكانت أحواؿ موسى رحلة طويلة من االستضعاؼ.
كلقد قبَّى اهلل موسى عليو السبلـ بقدرتو عندما أكحى اهلل إٔب أمو{ :أى ٍف أ ٍىر ًضعً ًيو
اعليوهي ًم ىن ك كج ً ً ً ً ً ً ً ً ًً
فىإ ىذا خ ٍفت ىعلىٍيو فىأىلٍقيو ًُب الٍيى ٍّم ىكال ىزبى ًاُب ىكال ىٍربىزًين إنَّا ىرادكهي إلىٍي ى ى
ُت} ،224كلييتأمل ُب حكمة اهلل فيما ىيأه لبٍت إسرائيل بعد أكثر من 40سنة، ً
الٍ يم ٍر ىسل ى
نصرا كسبكيننا ،بدأ بوالدة موسى ُب عاـ اػبطر كالقتل ،كالدة يىبشى منها ،ككالدة ىيأ ؽبا ن
نفعا ،كال يبلك لو أىلو شيئنا ،ذلك ألف ىرٍميو ُب البحر كانت ضرا كال ن ىمن ال يبلك لنفسو ن
أقل من مفسدة حضنو كعيشو ُب بيت أبيو كأمو ،حيث يقوؿ اهلل تعأب: مفسدتو ٌ
ت ىعلىٍي ًو فىأىلٍ ًق ًيو ًُب الٍيى ٍّم ىكال ىزبى ًاُب ىكال ىٍربىزًين إًنَّا {كأىكحيػنىا إً ىٔب أ ٍّيـ موسى أى ٍف أىر ًضعً ًيو فىًإذىا ًخ ٍف ً
ٍ ي ى ى ٍ ىٍ
آؿ فًٍر ىع ٍو ىف لًيى يكو ىف ىؽبي ٍم ىع يد ًّكا ىك ىحىزنا} ،
225
ُت .فىالٍتىػ ىقطىوي ي ً ً ً
ك ىك ىجاعليوهي م ىن الٍ يم ٍر ىسل ى رادكه إًلىي ً
ى ي ٍ
كىذه منة من اهلل عز كجل على موسى عليو السبلـ ،كمنة سابقة منو عز كجل على بٍت
إسرائيل ،كىو جل كعبل يريد قباهتم على يد فرعوف ،كقبل أف يذكر اهلل عز كجل قباهتم،
َّ ً
يد أى ٍف ىمبي َّن ىعلىى الذ ى
ين كقبل أف تقع ىذه النجاة بػ 40سنة أك أكثر قاؿ تعأب { :ىكنيًر ي
م فًٍر ىع ٍو ىفض ىكنيًر ىُت .ىكيمبى ٍّك ىن ىؽبي ٍم ًُب األ ٍىر ً ً ً
ض ىكىٍقب ىعلى يه ٍم أىئ َّمةن ىكىٍقب ىعلى يه يم الٍ ىوا ًرث ى ضعً يفوا ًُب األ ٍىر ًاستي ٍ
ٍ
ود ينبىا ًمٍنػ يه ٍم ىما ىكانيوا ىٍوب ىذ يرك ىف} ؛ كقع ما كانوا ىبافوف منو كوبذركف،
226
ىكىى ىاما ىف ىك يجني ى
ًً ً
ُت). 227 ود ينبىا ىكانيوا ىخاطئ ى فاغبذر ال يغٍت عن القدر (إً َّف ف ٍر ىع ٍو ىف ىكىى ىاما ىف ىك يجني ى
حبرماف ظاىرةو كانت سببنا ُب عطاء ً كرب موسى عليو السبلـ ُب بيت فرعوف كقد ي
اض ىع ًم ٍن قىػٍب يل) ،كفرعوف كشيعتو أتوا باؼبرضعات يريدف أف مستمر( :كحَّرمنىا علىي ًو الٍمر ً
ى ى ٍ ى ٍ ىى
يرضعنو ،كموسى عليو السبلـ يأىب ،حىت كاد أف ييهلك؛ كاغبقيقة أف اغبياة تيكتب لو ُّذا
ت يى ٍك يفليونىوي لى يك ٍمت ىل أىدل يكم علىى أىى ًل بػي و ً ً ً
اغبرماف ( ىك ىحَّرٍمنىا ىعلىٍيو الٍ ىمىراض ىع م ٍن قىػٍب يل فىػ ىقالى ٍ ى ٍ ي ٍ ى ٍ ىٍ
ىف ىك ٍع ىد اللَّ ًو ىح ٌّقاص يحو ىف .فىػىرىد ٍدنىاهي إً ىٔب أ ٍّيم ًو ىك ٍي تىػ ىقَّر ىعٍيػنيػ ىها ىكال ىٍربىز ىف ىكلًتىػ ٍعلى ىم أ َّ كىم لىو نى ً
ىي ٍ ي
ً
ك ىٍقب ًزم ٍما ىك ًع ٍل نما ىكىك ىذل ى استىػ ىول آتىػٍيػنىاهي يحك ن ىشدَّهي ىك ٍ ىكلى ًك َّن أى ٍكثىػىريى ٍم ال يىػ ٍعلى يمو ىف .ىكلى َّما بىػلى ىغ أ ي
ُت) .228كىذا يعٍت أف حياة موسى -اجتماعيا -كاف ُب غاية من اػبطر ،كىو ًً
الٍ يم ٍحسن ى
يعي ُب مواطن الشبهات كالفنت ،فأحسن ُب عبادة ربو تعأب ،كمن ىٍبٌ كفقو اهلل تعأب
ًً ً
ُت) ،كموسى قد ك ىٍقب ًزم الٍ يم ٍحسن ى بالنصر كالتمكُت ،كقد أكد ذلك اهلل بقولو ( :ىكىك ىذل ى
أحسن اؼبعاملة ُب الناس هلل تعأب ،فدعا كمعو أخوه ىاركف ،فرعوف بإحساف لعلو يسمع
النداء كيقبل النص ؛ كٓب يتقبل فرعوف الوعظ كالنص ،كمع ذلك كتب اهلل ؼبوسى كقومو
النجاة من ظلم االستضعاؼ كاالسضطهاد ،كجزاه اهلل بالنصر ك التمكُت.
شريك للتصديق فيما سيقوؿ لفرعوف ،فقبل اهلل تعأب طموحو اعبهادم ،كأ ً
يرسل ىاركف
معو ردءا يصدقو.
فالسورة إذف تصور الغاية السامية ىي اغباؿ الصمودية ببياف كاض ُب معجزات
موسى من العصا كاليد البيضاء ،ك طلبو من ربو أف يرسل معو أخاه ىركف ،ليكوف لو
كزيرا كإجابتو إٔب ذلك ،كتبليغو رسالة ربو إٔب فرعوف ،كتكذيب فرعوف لو ،كاستكباره ُب
األرض بغَت اغبق .ففًتة الصمود جزء ىاـ ُب تنشئة موسى االجتماعية؛ فالييتأمل اآلم
( :
231
.)
ج ) منة اهلل تعالى عز وجل على موسى وعلى بني إسرائيل
كقد مرت على موسى األحداث من صغره كىو مطلوب قتلو من فرعوف كلكن
األحداث كلها ليست إالَّ منتو تعأب عز كجل على موسى عليو السبلـ كعلى بٍت
كجعلهم أئمة ُب أمر الدين كالدنيا ككراثتهم أرض إسرائيل بنجاهتم من بأس فرعوف ى
اليم ،كالتقاط آؿ فرعوف لو، ً ً
قبل ُب ٌ الشاـ ،كإغراؽ فرعوف كجنوده بعد إلقاء موسى م ٍن ي
رده إٔب أمو ،ىذه األحداث جرت من دكف صدفة بل كانت تدبَتات إؽبية ينبغي ٍب ٌ
اإليباف ُّا ؼبن ألقى السمع على كتاب اهلل العزيز كىو شهيد ،كىذه خبلصة نشأة موسى
ربت تدبَت من اهلل العزيز؛ فلييتأمل قولو تعأب (
232
)
الباب الخامس
الخاتمة
أىمُّ النتائج في البحث أ.
-1إف الدالالت اللفظية كاؼبعنوية ذكات الطابع االجتماعي تتجزأ ُب
جزئيات القرآف من سورة القصص كىي ُب طبسة قوالب من قوالب علم اللغة :الصوتية،
كالصرفية ،كالًتكيبية ،كالنحوية ،كالداللية ؛ فدارسة البنية الصوتية ُب السورة يذبلي معآب
التقطيع الصوٌب ( الفواصل الصوتية) كمن ٍب ذبلي أحواؿ اؼبقاطع الصوتية كأنبارىا اليت
وض العنصر األصغر من الوحدات الصوتية ( الفونيمات) ُب السورة ،كإضافة إٔب ىذا تي ٍّ
فالدراسة ربدد الذبذبات الصوتية اليت تتنغٌم ُب ألفاظ اآليات من السورة ،كىذه
الذبذبات تفيد ُب توضي اؼبعاين ُب أساليب اعبمل الطلبيٌة ،كعبلكة على ما ذيكر أف
البنية الصوتية ربدد التغَت الفونيمي ُب ألفاظ اآلم تبعا لتغَت اؼبعاين مثل تاب كغاب
كطاب.
كأما دراسة البنية الصرفية ُب السورة ذبلي كحدات الصرؼ الصغرل اليت ربدد
عنصرا أصغرا وبمل اؼبعٌت كالوظيفة ،فهذا العنصر يتجزأ ُب الكلمات من أظباء ،كأفعاؿ،
كحركؼ داخل السورة؛ كىو يساعد بركز اؼبعاين منها اؼبعٌت ذك الطابع االجتماعي.
مع نٌت
كدراسة البنية الًتكيبية ُب اآلم تصور بناء الكلمات العربية اليت تشكل ُب كل تركيبة ٍ
يبٍت أجزاء كلمة كاحدة من الكلمات ،كوبدد اؼبفهوـ من الكلمة مثل دكر (اؿ) التعريف
ربمل اؼبعٌت التحديد ُب الكلمة .كأما دراسة السمات النحوية ربدد تنوع اؼبعاين ُب
تراكيب اعبملة اؼبعيٌنة ُب السورة ،كربدد أحواؿ اعبمل من حذؼ كتقدمي كتعليق؛ ككلٌّ
وبمل مفهوما دقيقا ُب كشف اؼبعاين منها اؼبعٌت االجتماعي ،كُب األخَت كانت الدراسة
ت عبلقة النص ُب الداللة غايةن من الدقة ُب ربديد معاين شىت؛ كُب السورة قد ذبلٌ ٍ
باألحواؿ االجتماعية ُب إشارات داللية ،معنوية كانت أـ لفظية.
-2تتمثل صور التخاطب ُب السورة من خبلؿ تتبٌع الكبلـ بُت األفراد
اؼبذكورة ُب السورة ،سواء كاف الذكر فيها صروبا أـ كاف تلميحا دكف ذكر أظباء فيها؛
007
عليو السبلـ ،كنشأتو كترعرعو كبلوغو ُب ببلط فرعوف كامت ٌد التصوير إٔب بعد غرؽ فرعوف
كجنوده.
ب .اآلثار المترتّبة على البحث
-1يكمن األثر الذم ترتٌب على البحث ُب مستول توسع الثقافة اللغوية
كتنمية الفكر اإلنساين بأف تتمثٌل الرموز اللفظية كالدالئل اؼبعنوية بالوضوح فتيظٍ ًهر ي
الرموز
الدالئل ثركةن لغوية علمية عند تدقيق النظر ُب آيات السورة،
ك ي
-2ك ترتٌب أثر البحث على مستول نتائج البحث عامة بأف اؼبصطلحات
اللغوية قد تزايدت ػبدمة البياف كاإليضاح بل إف اؼبصطلحات اللغوية اغبديثة اليت مشل
البحث ُّا ىي من اؼبواد اؽبامة حيث ال مانع بالناس استخدامها ُب ربليل اآليات ُب
ىذا العصر؛ ألف آيات القرآف الكرمي مليئة باؼبواد العلمية كاللغوية اليت تتطلٌب إٔب كثَت
من اؼبصطلحات لكشف مضامينها االجتماعية،
-3كعلى مستول الدراسة اعبامعية يضمن ىذا البحث أنبية دراسة اللغة
ربوؿ إٔب مادة
كعلمها بل يشيد إٔب ضركرة ربط اللغة ُب عبلقتها باَّتمع ،فالبحث اآلف ٌ
صاغبة أل ٍف تيدرس دبجاؿ تطبيقي على ضوء علم اللغة االجتماعي ُب جامعات
إندكنيسية.
009
المصادر والمراجع
الشريف للقرآف الكرمي. اؼبصحف ٌ
إبراىيم ،صباؿ حسُت أمُت .بنية الكلمة العربية .ط 1؛دمشق :دار الرسالة،
2008ـ .
ابن األثَت ،ضياء الدين .اؼبثل السائر ُب أدب الكاتب ك الشاعر ،ربقيق د .أضبد
اغبوُب ،ك د .بدكم طبانة .القاىرة :هنضة مصر ،د.ت .
ابن بطوطة ،مشس الدين ؿبمد بن عبد اهلل الطاقبي .ربفة النظار ُب غرائب
األمصار كعجائب األسفار .الرباط :أكاديبية اؼبملكة اؼبغربية 1997 ،ـ.
ابن جٍت ،أبو الفت عثماف (ت 392ق) .اللمع ُب العربية .عماف :دار
ؾبدالكم 1988 ،ـ .
،----------اؼبنصف شرح التصريف للمازين ،ت .إبراىيم مصطفى
كعبد اهلل أمُت .ط ،1مطبعة كمكتبة مصطفى الباب اغبلب1357 ،ىػ1937/ـ.
،----------سر صناعة اإلعراب .ربقيق الدكتور حسن ىنداكم.
(دمشق :دار القلم 1405 ،ق1980/ـ).
الر ٍضبىن بن ىعلً ٌي .فنوف األفناف ُب عجائب عيلي ٍوـ
ابن اعبوزم ،أبو الفرج ىعٍبد َّ
الر ٍضبىن العبيدم .بغداد :مطبعة اؼب ٍج ىمع العلمي العراقي.القي ٍرآف ،ربقيق رشيد ىعٍبد َّ
ى 1988ـ).
ابن خلدكف ،عبد الرضبن .تاريخ ابن خلدكف (مقدمة) .بَتكت :دار الفكر ،
2001ـ .
ؿبمد طاىر ( الشيخ) .التحرير كالتنوير .تونس :دار التونسية ابن عاشورٌ ،
للنشر 1984 ،ـ.
ابن عمر البقاعي ،برىاف الدين أيب اغبسن إبراىيم .نظم الدرر ُب تناسب
اآليات ك السور .القاىرة :دار الكتب اإلسبلمي ،د.ت.
ابن علي اعبوزم ،صباؿ الدين عبد الرضبن .زاد اؼبسَت ُب علم التفسَت .ط
1؛ بَتكت :اؼبكتب اإلسبلمي.1984/1404 ،
،----------أضبد أيب اغبسُت .الصاحبٌ ُب فقو اللغة العربية .ط 1؛
بَتكت :دار الكتب العلمية1997 ،ـ.
ابن فارس .،معجم مقاييس اللغة ربقيق عبد السبلـ ىاركف .ج . 4دمشق :
دكف سنة.
021
ابن كثَت ،أبو الفداء إظباعيل بن عمر .تفسَت القرآف الكرمي .ط 2؛ الرياض:
دار الطيبة1999 ،ـ.
ابن مالك ،صباؿ الدين ؿبمد بن عبدا هلل بن عبدا هلل .شرح التسهيل ،ت.عبد
الرضبن السيد ،كؿبمد بدكل اؼبختوف .ط 1؛ جيزة :ىجر للطباعة ،
1410ىػ1990/ـ.
ابن منظور ،عبد اهلل ؿبمد بن اؼبكرـ بن أيب اغبسن ابن أضبد األنصارم .
لساف العرب .القاىرة :دار اؼبعارؼ ،دكف سنة.
ابن ىشاـ األنصارم ،أبو ؿبمد عبد اهلل صباؿ الدين بن يوسف بن أضبد بن عبد
اهلل .أكض اؼبسالك إٔب ألفية ابن مالك .بَتكت :دار اعبيل 1979 ،ـ .
،----------مغٍت اللبيب عن كتب األعاريب ،ربقيق د.أبو عزيز ،سعد
يوسف .قصص القرآف .ط 1؛ القاىرة :دار الفجر للًتاث 1420،ىػ .
أبو منظور ،ؿبمد بن أضبد األزىرم .هتذيب اللغة ربقيق ؿبمد غوض مرعب
.ط 1؛ بَتكت :دار إحياء الًتاث العريب2001 ،ـ
ؿبمد .التصوير البياين دراسة ربليلية ؼبسائل البياف ،ط 6؛
ؿبمد ٌ
أبو موسىٌ ،
القاىرة :مكتبة كىبة1427 ،ق2006/ـ.
أبو زيد ،عثماف .كبو النص .ط 1؛ عماف :عآب الكتب2010 ،ـ .
اإلبراىيم ،موسى إبراىيم .حبوث منهجية ُب علوـ القرآف .ط 2؛ عماف :دار
عمار 1416 :ق1996 /ـ.
اإلربلى ،عبلء الدين .جواىر األدب ُب معرفة كبلـ العرب ،شرح كربقيق
د.حامد أضبد نيل .القاىرة :مكتبة النهضة اؼبصرية 1404 ،ىػ1984/ـ.
األزىرم ،أبو منظور ؿبمد بن أضبد .هتذيب اللغة ،ربقيق ؿبمد غوض مرعب .
ط 1؛ بَتكت :دار إحياء الًتاث العريب2001 ،ـ.
األزىرم ،خالد .شرح التصري على التوضي .القاىرة ،مطبعة مصطفى ؿبمد،
358ىػ.
م ،أبو بكر ؿبمد بن قاسم .كتاب األضداد .ط 1؛ بَتكت :مكتبة األنبار ٌ
العصرية 1987 ،ـ.
األنبارم ،كماؿ الدين أبو الربكات عبد الرضبن بن ؿبمد أيب سعيد ٌ
اإلماـ.اإلنصاؼ ُب مسائل اػببلؼ بُت النحويُت :البصريُت كالكوفيُت .دمشق. :دار
الفكر ،دكف سنة .
020
أنيس ،إبراىيم .داللة األلفاظ.ط 5؛القاىرة :مكتبة األقبلو اؼبصرية 1984 ،
ـ.
،----------األصوات اللغوية .ط 4؛ القاىرة :مطبعة األقبلو اؼبصرية،
1971ـ .
بام ،ماريو .أسس علم اللغة ،ترصبة د.أضبد ـبتار عمر .ط 8؛ القاىرة :عآب
الكتب 1419،ق 1998-ـ.
باشا ،ابن كماؿ .رسالة ُب الببلغة ،ت نور الدين حسن .ط 1؛ القاىرة :
منشورات كلية اآلداب جامعة القاىرة 1991 .ـ .
الباقبلين ،أبو بكر ؿبمد بن الطيب .إعٍجىاز القي ٍرآف .ط1؛ القاىرة :دار
اؼبعارؼ اؼبصرية 1971 ،ـ.
بشر ،ؿبمد كماؿ .دراسات ُب علم اللغة .ط 9؛ القاىرة :دار اؼبعارؼ،
1986ـ.
،-----------التفكَت اللغوم بُت القدمي كاعبديد(.،القاىرة :مكتبة
الشباب 1991،ـ.
،-----------علم اللغة العاـ ك األصوات ،القاىرة :دار اؼبعارؼ،
1405ق2004 /ـ.
الربكاكم ،عبد الفتاح .داللة السياؽ بُت الكبلـ كعلم اللغة اغبديث .ط 1؛
القاىرة :درا اؼبنار1411 ،ق .
بيطار ،عاصم .النحو ك الصرؼ .من مطبوعات جامعة دمشق.1981 ،
بنت الشاطئ ،عائشة بنت عبد الرضبن .اإلعجاز البياين للقرآف كمسائل ابن
األزرؽ .ط1؛ القاىرة :دار اؼبعارؼ1391 ،ق1971/ـ.
تشومسكي ،نعوـ .أفاؽ جديدة ُب دراسة اللغة كالعقل ،.ترصبة عدناف حسن
من اؼبوضوع األصلي ( .) New Horizons in the study of language and mindط 1؛
البلذقية سوريا :دار اغبوار 2009 ،ـ .
الثعالبٔ ،ابو منصور عبد اؼبلك بن ؿبمد .فقو اللغة كأسرار العربية .ط 1؛
صيدا-بَتكت ،اؼبكتبة العصرية 1420،ىػ.
التهاكين ،ؿبمد علي .كشف اصطبلحات الفنوف كالعلوـ .ط ،1بَتكت :
مكتبة لبناف 1996 ،ـ.
اعباحظ ،أبو عثماف عمرك بن حبر .البيػاف كالتبػيُت .ط 7؛ القاىرة :مكتبة
اػباقبي 1998 ،ـ .
022
اعبليل ،منقور عبد .علم الداللة أصولو كمباحثو( ،دمشق :ارباد كتاب العرب،
2001ـ )
اعبرجاين ،الشريف أبو اغبسن عبد القاىر بن علي .أسرار الببلغة ،الكتاب
صح على نسخة األستاذ اإلماـ الشيخ ؿبمد عبده كعلق حواشيو السيد ؿبمد رشيد ي
رضا ،ط 2؛ بَتكت:دار اؼبعرفة1404 ،ق.
صح على نسخة األستاذ اإلماـ .----------دالئل اإلعجاز ،الكتاب ي
الشيخ ؿبمد عبده كعلق حواشيو السيد ؿبمد رشيد رضا ،ط 1؛ بَتكت:دار
اؼبعرفة 1398،ق1978/ـ.
.---------التعريفات .ط 1؛ الرياض :دار عآب الكتب ك النشر،
1996ـ .
اعبهٍت ،ىيفاء بنت رشيد عطا اهلل .النزعة اإلنسانية ُب الشعر بُت أيب القاسم
الشايب كبُت غازم القاصيب .رسالة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة أـ القرل السعودية،
مكة اؼبكرمة :كلية اآلداب قسم الدراسات العليا العربية ،عاـ دراسي 1426ـ-
1427ـ2005/ـ2006-ـ.
حجازم ،ؿبمود فهمي .مدخل إٔب علم اللغة .ط ،4دار القباء اغبديثة :القاىرة؛
2007ـ.
حساف ،سباـ .اللغة العربية معناىا كمبناىا .الدار البيضاء :دار الثقافة1994 ،
ـ.
حسن ،سليمة أضبد .اإلنساف اغبضارم ُب القرآف الكرمي .ط2 .؛ تونس :دار
اؽبدل 1991 ،ـ.
اغبكيم ،سليمة .اؼبصطلحات النقدية .ط1؛ دمشق :دار البياف 1989 ،ـ.
، اغبلي ،احملقق .معارج األصوؿ .ربقيق ؿبمد حسُت الرضوم ،ط1؛
1403ق ).
ضباد ،ؿبمد أضبد .علم اللغة العاـ .ط 1؛ الرياض :دار أشبيليا 1424 :
ق2003/ـ.
اغبمد ،غاٖب قدكرم .رسم اؼبصحف دراسة لغوية تارىبية .ط 1؛ القاىرة :اللجنة
الوطنية لبلحتفاؿ دبطلع القرف اػبامس عشر اؽبجرم ،مؤسسة اؼبطبوعات العربية،
1402ىػ 1982 /ـ.
اغبمد ،ؿبمد بن إبراىيم .فقو اللغة :مفهومو ،موضوعاتو ،قضاياه .ط: 1
الرياض :دار ابن خزيبة 2005 ،ـ.
023
اػبازف ،عبلء الدٍّيٍن ىعلً ٌي بن يؿبى َّمد بن إبراىيم البغدادم الصوُب .لباب التَّأكيًل ُب
معاين التنزيل .ط 2؛ القاىرة :مطبعة مصطفى البايب اغبلب1955،ـ.
اػبوٕب ،ؿبمد علي .علم الداللة (علم اؼبعاين )( .ط 1؛ عماف :دار الفبلح،
2001ـ ).
اػبطيب القزكيٍت ،ؿبمد بن عبد الرضبن .اإليضاح ُب علوـ الببلغة .ط1؛
بَتكت :دار الكتب العلمية2003 ،ـ.
اػبماش .،سآب سليماف .اؼبعجم كعلم الداللة ،كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية
قسم اللغة العربية جامعة اؼبلك بن عبد العزيز جبدة.
اػبويسكي ،زين كاملُ .ب اَّاالت الداللية ُب القرآف الكرمي( ،ط 1؛
إسكندرية :دار اؼبعرفة 1989 ،ـ ).
خربوطلي ،عماد علي .اؼبشكبلت اإلعرابية ُب النصٌ الىقي ٍرآين .ط 2؛ القاىرة. :
مؤسسة النشر اغبديث 1986 ،ـ .
دايك ،توف فاف .النص كالسياؽ( ،استقصاء البحث ُب اػبطاب الدالٕب
كالتداكٕب) ،ترصبة كربقيق عبد القادر قنيٍت .ط 1؛ اؼبغرب ،الدار البيضاء :،إفريقيا الشرؽ
2000 ،ـ.
دم سوسَت ،فردناند .فصوؿ ُب علم اللغة العاـ ،ترجم الكتاب إٔب العربية
أضبد نعيم الكراعُت .إسكندرية :دار اؼبعرفة اعبامعية ،د .ت.
الديلمي ،صداـ حسُت علواف .أسلوب االلتفات ُب القرآف الكرمي حبث جامعي
أع ٌد لنيل درجة الدكتوراه .بغداد :كلية اآلداب جامعة بغداد ، ،دكف سنة.
ريتشارد ،أ .أ .مبادئ النقد األديب ك العلم كالشعر ,ترصبة ؿبمد مصطفى
بدكم .ط1؛ القاىرة :اَّلس األعلى للثقافة 2005 ،ـ.
الراغب األصفهاين ،أبو القاسم اغبسُت بن ؿبمد بن اؼبفضل .معجم مفردات
ألفاظ القرآف .بَتكت :دار الفكر ،دكف سنة.
الرافعي ،مصطفى صادؽ .إعجاز القرآف ك الببلغة النبوية ،راجعو كصححو
كضبطو :ؿبمد سعيد العرياف .ط9؛ بَتكت :دار الكتاب العريب.1973 ،
الرازم ،زين الدين ؿبمد بن عبد القادر .ـبتار الصحاح .بَتكت :مؤسسة ٌ
الرسالة1417 ،ق1996/ـ.
الرازم ،الفخر .هناية اإلهباز ُب دراية اإلعجاز .مصر :مطبعة اآلداب كاؼبؤيد،
1317ـ.
024
رزكقي ،أبو بكر .داللة االرتباط ُب أسلوب الشرط .اعبزائر ،قسم اللغة ،كلية
اآلداب كاللغات ،جامعة ؿبمد خيض2010 ،ـ.
الزجاج ،أيب إسحاؽ إبراىيم السرم ت 311ىػ .معاين القرآف كإعرابو .ط 1؛
بَتكت :عآب الكتب 1988 ،ـ .
الزركشي ،بدر الدين ؿبمد بن عبد اهلل .الربىاف ُب علوـ القراف .ط 3؛
القاىرة :دار الًتاث1404 ،ق 1984/ـ .
زكريا األنصارم [ ت ،] 926شيخ اإلسبلـ .إعراب القرآف الكرمي ،دراسة
كربقيق موسى علي موسى مسعود .القاىرة ،رسالة جامعية ُب جامعة دار العلوـ،
2001ـ.
الزـبشرم ،جار اهلل أبو القاسم ؿبمود بن عمر .أساس الببلغة بُت اؼبعاجم.
بَتكت :دار اؼبعرفة ،دكف سنة.
،-------الكشاؼ عن حقائق غوامض التنزيل عن عيوف األقاكيل ُب كجوه
التأكيل .ط 1؛ الرياض :مكتبة العبيكاف 1418 ،ىػ 1998 -ـ.
،-------اؼبفصل ُب صنعة اإلعراب .ط 1؛ بَتكت :مكتبة اؽببلؿ،
1993ـ.
زلوـ ،عبد اغبي .نذر العوؼبة .ط2.؛ بَتكت :مؤسسة 1998ـ .
الزين ،أضبد حسن .التوحيد كاؼبعرفة ُب الفكر اإلسبلمي .ط 2.؛ بَتكت :دار
العرفاف1988 ،ـ.
زيداف ،جورجي .تاريخ آداب اللغة العربية .ط 1؛ القاىرة :دار اؽببلؿ ،د.ت.
السامرائي ،فاضل صاّب .معاين اؼبباين ُب العربية .ط ، 2عماف ،دار عمار
1428ىػ 2007-ـ .
، ،-------------معاين النحو (ط 1.؛ عماف :دار الفكر للطباعة
كالنشر2000 ،ـ.
،-------------التعبَت القرآين .بغداد :بيت اغبكمة 1989 ،ـ.
السعراف ،ؿبمود .علم اللغة (مقدمة إٔب القارئ العريب) .ط 2؛ القاىرة :دار
الفكر العريب 1997 :ـ.
025
الصليب ،ؿبمد علي .فهم النص على ضوء اؼبصاّب كاؼبقاصد ُب الواقع اؼبعاصر
ي
للمؤسبر العلمي اؼبنعقد ُب رحاب اعبامعة األردنية( .مؤسبر النصوص الشرعية) ُب الفًتة
ُب الفًتة 2008/11/6-4ـ.
ضيف ،شوقي .اؼبدارس النحوية .ط 10؛ القاىرة :دار اؼبعارؼ2008 ،ـ.
الطروبي ،الشيخ فخر الدين .ؾبمع البحرين .موقع مكتبة الشيعة ،صبيع اغبقوؽ
ؿبفوظة ؼبؤسسة آية اهلل العظمى اؼبيبلين إلحياء الفكر الشيعي2011 ،ـ .
عبادة ،ؿبمد إبراىيم .اعبملة العربية مكوناهتا -أنواعها ،ربليلها .ط1؛ القاىرة :
مكتبة اآلداب 2007 ،ـ .
عبد التواب ،رمضاف .اؼبدخل إٔب علم اللغة كمناىج البحث اللغوم .ط 3؛
القاىرة :اػباقبي1997 ،ـ .
عبد اللطيف ،كؿبمد ضباسة .النحو كالداللة مدخل لدراسة اؼبعٌت النحوم
الدالٕب .القاىرة :مكتبة كمطبعة اؼبدينة1983 ،ـ.
ُ ،----------------ب بناء اعبملة العربية .القاىرة :دار
الغريب2003،ـ.
ىعٍبد اهلل ،ىعٍبد اهلل .اؼبعاين الكامنة ُب النصٌ الىقي ٍرآينٌ دراسة ربليلية .ط 1؛
طرابلس :الدار اعبماىَتية .طرابلس1412ق.
عبد الرضبن بن ؿبمد الثعالب ؿباسن اغبساف ُب تفسَت القرآف .ط 1؛ بَتكت
:دار إحياء الًتاث العريب1997 ،ـ .
عبد الواحد صاّبُّ ،جت .اإلعراب اؼبفصل لكتاب اهلل اؼبرتل .دمشق :دار
الفكر ،د.ت.
عبيدات ،ؿبمد كرفيقاه .منهج البحث العلمي القواعد كاؼبراحل كالتطبيقات .ط
2؛ األردف :دار كائل1999 ،ـ.
العسقبلين ،أضبد بن حجر .هتذيب التهذيب .بَتكت :مؤسسة الرسالة 1995
ـ.
عضيمة ،يؿبى َّمد عبد اػبالق .دراسات ُب أساليب القرآف الكرمي .ط 3؛ القاىرة
:ىمكٍتىبىة اػباقبي 1986 ،ـ.
علي الصغَت ،ؿبمد حسُت .الصوت اللغوم ُب القرآف الكرمي .ط؛ 1بَتكت :
دار اؼبؤرخ العريب1420 ،ق.
عمر ،أضبد ـبتار .علم الداللػة .ط 5؛ القاىرة :علم الكتب 1998 ،ـ .
027
عمر ،يوسف حسن .شرح الرضي على كافية ابن اغباجب .بَتكت :
منشورات جامعة فاريونس ،مطابع الشركؽ ،د.ت
الغزإب حجة اإلسبلـ ،اإلماـ .فضائ الباطنية .الكويت :مؤسسة دار الكتب
الثقافية ( ،د .ت ).
غبلـ ،مطيع اهلل .القاعدة المدنية في تجويد كالم رب البرية .ط 2؛ اؼبدينة
اؼبنورة :مطابع الرشيد1424،ق2003/ـ .
فاف دايك ،توف .النص كالسياؽ( ،استقصاء البحث ُب اػبطاب الدالٕب
كالتداكٕب) ،ترصبت كربقيق عبد القادر قنيٍت .ط 1؛ اؼبغرب ،الدار البيضاء :،إفريقيا
الشرؽ 2000 ،ـ.
الفراىيدم ،خليل أضبد .كتاب العُت مرتبا على حركؼ اؼبعجم ،ج.2ط 1؛
بَتكت :دار الكتب العلمية 1434 ،ق2003/ـ.
فركيد ،سيجموند .موسى كالتوحيد ،ترصبة :جورج طرابيشي .ط 6.؛ بَتكت
:دار الطليعة 1985ـ.
الفَتكزآبادم ،ؾبد الدين ؿبمد بن يعقوب .بصائر ذكم التمييز ُب لطائف
كتاب العزيز .ط 3؛ القاىرة :عبنة إحياء الًتاث العريب 1996 ،ـ .
قباكة ،فخر الدين .إعراب اعبمل كأشباه اعبمل .ط 5؛ حلب :دار القلم
العريب 1409 ،ىػ 1989 -ـ .
القطب ،سيدُ .ب ظبلؿ القرآف .ط 13؛ القاىرة :دار الشركؽ 987 ،ـ.
القرطب ،اإلماـ .اعبامع ألحكاـ القرآف .بَتكت :دار إحياء الًتاث العريب،
1985ـ.
القاظبي ،صباؿ الدين .ؿباسن التأكيل .ط 1؛ بَتكت :دار إحياء الكتب
العربية 1957 ،ـ.
لطفي ،مصطفى .اللغة العربية ُب إطارىا االجتماعي .ط 1؛ بَتكت :معهد
األمباء العريب 1976 ،ـ.
ليونز ،جوف .نظرية تشومسكي اللغوية ،ترصبة كتعليق حلمي خليل .ط 1؛
اإلسكندرية :دار اؼبعرفة اعبامعيٌة.1985 ،
ؾبمع اللغة العربية ،اؼبعجم الوجيز .طبعة خاصة؛ القاىرة :كزارة الًتبية كالتعليم،
1994ـ).
،----------اؼبعجم الوسيط .ط ،4القاىرة :مكتبة الشركؽ
الدكلية 2004،ـ .
028
ؾبيد زن ىكنة ،آالف ظبُت .العبلقات الداللية بُت ألفاظ الطبيعة ُب القرآف الكرمي،
رسالة لنيل درجة اؼباجستَت جبامعة بغداد ُب اللغة العربية كآداُّا عاـ 1423ىػ ...أيلوؿ
2002ـ.
.ؿبمد ،عبد اهلل .الصورة القرآنية لئلنساف .ط 1.؛ بَتكت :دار اؽبدم
اإلسبلمي1992 ،ـ.
ؿبمود اآللوسي ،أبو الفضل السيد .ركح اؼبعاين ُب تفسَت القرآف العظيم كالسبع
اؼبثاين .بَتكت :دار إحياء الًتاث العريب ،د.ت.
اؼبراغي ،أضبد مصطفى .تفسَت اؼبراغي .ط1؛ القاىرة :البايب اغبلب 1946 ،
ـ.
مكرـ ،عبد العاؿ سآب .القرآف الكرمي كأثره ُب الدراسات النحوية ،القاىرة :دار
اؼبعارؼ1968 ،ـ.
اؼبرداكم الدمشقي الصاغبي اغبنبلي ،عبلء الدين أبو اغبسن علي بن سليماف .
اإلنصاؼ ُب معرفة الراج من اػببلؼ .بَتكت :دار إحياء الًتاث العريب 1986ـ.
مصطفى قوجى ،ؿبمد بن مصل الدين .حاشية ؿبي الدين شيخ زاده ( ،ط 1
؛ بَتكت :دار الكتب العلمية1999 ،ـ.
اؼبعرم ،شوقي .إعراب اعبمل كأشباه اعبمل .ط 1؛ دمشق :دار اغبديث،
.1997
اؼببلح ،ياسر .التشكيل الصوٌب ُب اللغة العربية فونولوجية العربية ط 1؛ جدة:
النادم األديب الثقاُب 1983 ،ـ.
موسى خليفة ،موسى حامد .مدخل اللغويات .ط 1؛ الرياض :مكتبو الرشد،
.2009
موسى ،فرح .اإلنساف كاغبضارة ُب القرآف الكرمي بُت العاؼبية كالعوؼبة .بَتكت :
ٰ
دار اؽبادم2008 ،ـ.
ميلود ،منصورم .ؾبلة العلوـ اإلنسانية :الفكر اللساين عند الدكتور عبد الرضبن
اغباج صاّب من خبلؿ ؾبلة اللسانيات -جامعة ؿبمد خيضر بسكرة ،العدد
السابع،جنفي 2005ـ.
النحاس ت 338ىػ ،أيب جعفر أضبد بن ؿبمد بن إظباعيل .إعراب القرآف .ط
2؛ بَتكت :دار اؼبعرفة 2008 ،ـ.
نصار ،حسُت .اؼبعجم العريب نشأتو كتطوره ،ط 1؛ القاىرة :دار مصر
للطباعة1956،ـ.
029
النقراط ،عبد اهلل ؿبمد الشامل ُب اللغة العربية .ط 1؛ دمشق :دار قتيبة،
2003ـ.
هنر ،ىادم .علم اللغة االجتماعي عند العرب .ط ؛ ،1بغداد :جامعة
اؼبستنصرية1408 ،ق1988/ـ.
مبارؾ ،مازف .كؿبمد علي ضبد اهلل ........،ط 6؛ بَتكت :دار الفكر1985 ،
ـ.
كاُب ،علي عبد الواحد .فقو اللغة .ط 2؛القاىرة :دار هنضة مصر1945،ـ.
يعقوب ،إميل بديع .فقو اللغة العربية كخصائصها.بَتكت :دار الثقافة ،دكف
سنة.
ىدسوف .علم اللغة االجتماعي ،ترصبة ؿبمود العياد من موضوع
Sociolinguistics
.ط 1؛ القاىرة :عآب الكتب 1990 ،ـ.
ىَتكدكت .تاريخ ىَتكدكت ،ترصبة عبد اإللو اؼببلح .ط 1؛ أبو ظب :اَّمع
الثقاُب 2001 ،ـ.
كتزكد ُب بعض ىذهبعض الشيء من أصوؿ العربية كالشريعةَّ ،تفهم ى دركس اؼبساجد حىت َّ
األصوؿ ،فالتحق جبامعة العلوـ اإلسبلمية ك العربية (األىلية) ،كزبرج منها من كلية
الشريعة كالقانوف اؼبقارف ُب أكؿ عاـ ،1996كتابع دبلوـ الدراسات العليا كناؿ شهادة
دبلوـ الدراسات العليا ُب آخر السنة نفسها ،كخبلؿ دراستو اعبامعية قاـ بتدريس اللغة
كالشريعة ُب اؼبدرسة اإلندكنيسية بدمشق ؼبدة شباين سنوات لبعض جاليات اإلندكنيسيُت،
ككما قد يس ٌجل ُب جامعة دمشق (اغبكومية) بكلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية قسم اللغة
اجو إٔب
العربية كآداُّا ،كحصل على إجازة الليسانس ُب أكؿ عاـ ،1999كرجع أدر ى
الوطن ألمر طارئ بعد كفاة كالده بشهر.
بعد فًتات من انقطاع علمي ُب مدينة مكاسر ،قاـ بتدريس علم التفاسَت ُب
اؼبعهد الشرعي التابع لرابطة اؼبساجد اؼبصليات اإلندكنيسية اؼبتحدة ؼبدة بُت عاـ
2008- 2005ـ ٍ ،ب التحق جبامعة اؼبسلمُت اإلندكنيسية بكلية الدراسات
اإلسبلمية كحصل على شهادة اؼباجستَت عاـ 2009ـ ٍب أمضى بالتحاؽ إٔب جامعة
عبلء الدين اإلسبلمية اغبكومية مكاسر ُب آخر عاـ 2010ـ بدراسة مرحلة الدكتوراه،
كقد أكشك اآلف إسبامها ُب أكائل ىذه السنة كهلل اغبمد.