Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 145

‫سورة القصص في ضوء علم اللغة االجتماعي‬

‫دراسة تحليلية وتطبيقية من اآليات القرآنية‬

‫رسالة الدكتوراه‬
‫قي ٌدمت استكمالن دلتطلبات احلصوؿ على شهادة ال ٌدكتوراه‬
‫العرب‬
‫قسم ال ٌدراسات اإلسالميٌة ختصص اللٌغة ك األدب ٌ‬
‫جبامعة عالء ال ٌدين اإلسالميٌة احلكوميٌة‬
‫مكاسر‬
‫إعداد ‪:‬‬
‫شمس البحري بن عبد الحميد‬
‫رقم القيد‪31011801108 :‬‬

‫المشرفون ‪:‬‬
‫األستاذ ال ٌدكتور احلاج زلمد رشدم خالد‪ ،‬ـ‪.‬أ‪.‬‬
‫األستاذ ال ٌدكتور احلاج صرب الدين غراجننغ‪. ،‬ـ‪.‬أ‬
‫ال ٌدكتورة احلاجة ىعمره قاسم‪ ،‬ـ‪.‬أ‪.‬‬

‫بروجرام الدراسات العليا‬


‫جامعة عالء الدين اإلسالمية الحكومية‬
‫مكاسر‬
‫‪4102‬م‬

‫‌أ‬
‫اإلقرار على أصالة األطروحة‬

‫بكل كعي كأمانة كصدؽ‪ ،‬أ ٌف األطركحة من نتاج عملو كتصنيفو كتفصيلو‬
‫أقر الباحث ٌ‬
‫كلقد ٌ‬
‫كإف ثبت بعد فًتة من الفًتات أهنا مزكرة أك منتحلة من أطركحة اآلخرين كلٌها أك بعضها فهي‬
‫كالدرجة العلمية اليت يمنحت لو غَت شرعيتُت‪ ،‬ككلتامها لغية دلقتضى القانوف‪.‬‬

‫مكاسر‪ ،‬الثالثاء يف ‪ 1‬مجادل اآلخر ‪ 1435‬ق‪،‬‬


‫ادلوافق يف ‪ 1‬أبريل ‪2014‬ـ‪،‬‬
‫اعتماد‪ ،‬مدير بركجراـ الدراسات العليا‬
‫جامعة عالء الدين اإلسالمية احلكومية مكاسر‪،‬‬
‫الباحث ‪،‬‬

‫مشس البحرم بن عبد احلميد‬


‫رقم القيد‪80100310053 :‬‬

‫‌ب‬
‫التصديق على أطروحة الدكتوراه‬

‫لقد جاءت األطركحة بعنواف ‪ :‬سورة القصص في ضوء علم اللغة االجتماعي (دراسة‬
‫تحليلية وتطبيقية من اآليات القرآنية) كاليت كتبها الطالب ‪ :‬مشس البحرم بن عبد احلميد‪ ،‬بقسم‬
‫الدراسات اإلسالمية‪ ،‬ختصص اللغة كاألدب العرب‪ ،‬رقم القيد ‪ ،80100310053 :‬كقد متٌ‬
‫نقاشها كدفاع الطالب ذلا يف جلسة المتحاف للحصوؿ على درجة الدكتوراه‪ ،‬ادلنعقدة يف اخلميس‪،‬‬
‫‪ 26‬مجادل األكؿ ‪ 1435‬ق‪ ،‬ادلوافق يف ‪ 27‬مارس ‪ 2014‬ـ‪ ،‬كقد ٌقررت اللٌجنة أف أطركحة‬
‫الدكتوراه للطالب قد استوفت شركطها العلمية الالزمة الٌيت ييستحق لو قبوذلا استكمال للحصوؿ على‬
‫درجة الدكتوراه‪.‬‬
‫المشرف ‪:‬‬
‫(‪،)..................‬‬ ‫‪ .1‬األستاذ الدكتور احلاج زلمد رشدم خالد‪ ،‬ـ‪.‬أ‪.‬‬
‫المشرفان المتابعان ‪:‬‬
‫(‪،)..................‬‬ ‫‪ .1‬األستاذ الدكتور احلاج صرب الدين غراجننغ‪. ،‬ـ‪.‬أ‪.‬‬
‫(‪،)..................‬‬ ‫‪ .2‬الدكتورة احلاجة عمره قاسم‪ ،‬ـ‪.‬أ‪.‬‬
‫السادة المناقشون ‪:‬‬
‫(‪،)..................‬‬ ‫‪ .1‬األستاذ الدكتور احلاج زلمد ناصر زلمود‪ ،‬ـ‪.‬أ‪.‬‬
‫(‪،)..................‬‬ ‫‪ .2‬الدكتور احلاج كماؿ الدين أبو نواس‪ ،‬ـ‪.‬أغ‪.‬‬
‫(‪،)..................‬‬ ‫‪ .3‬الدكتور احلاج حبر الدين بن عبد الصفا‪ ،‬ـ‪.‬أغ‪.‬‬
‫(‪،)..................‬‬ ‫‪ .4‬الدكتور منَت‪ ،‬ـ‪.‬أغ‪.‬‬
‫(‪،)..................‬‬ ‫‪ .5‬األستاذ الدكتور احلاج سويتو‪ ،‬ـ‪.‬أ‪.‬‬
‫(‪،)..................‬‬ ‫‪ .6‬األستاذ الدكتور احلاج زلمد رشدم خالد‪ ،‬ـ‪.‬أ‪.‬‬
‫(‪،)..................‬‬ ‫‪ .7‬األستاذ الدكتور احلاج صرب الدين غراجننغ‪ ،‬ـ‪.‬أ‪.‬‬
‫(‪،)..................‬‬ ‫‪ .8‬الدكتورة احلاجة عمره قاسم‪ ،‬ـ‪.‬أ‪.‬‬

‫مكاسر‪ ،‬الثالثاء يف ‪ 1‬مجادل اآلخر ‪ 1435‬ق‪،‬‬


‫ادلوافق يف ‪ 1‬أبريل ‪2014‬ـ‪،‬‬
‫اعتماد‪ ،‬مدير بركجراـ الدراسات العليا‬
‫جامعة عالء الدين اإلسالمية احلكومية مكاسر‪،‬‬

‫األستاذ الدكتور الحاج محمد ناصر محمود‪ ،‬م‪.‬أ‪.‬‬


‫رقم القيد ‪195408161983031004 :‬‬
‫‌ج‬
‫الشكر والتقدير‬
‫احلمد هلل محدا أمحده جبميع زلامده كلها ما علمت منها كما مل أعلم‪ ،‬كأثٍت عليو سبحانو‬
‫جبميع صفاتو كأمسائو‪ ،‬كالصالة كالسالـ على خامت األنبياء كادلرسلُت‪ ،‬سيدنا زلمد الفاتح دلا أغلق‪ ،‬ك‬
‫اخلامت دلا سبق‪ ،‬ناصر احلق باحلق‪ ،‬كاذلادم إىل صراط اهلل ادلستقيم‪ ،‬كعلى آلو كصحبو حق قدره‬
‫كمقداره العظيم‪ ،‬صالة كسالما دائمُت متالزمُت إىل يوـ الدين‪.‬‬
‫ض ًمن‬‫كلقد رافقتٍت السعادة يف رحلة حبثية طويلة يف التقصي عن موضوع من موضوعات ى‬
‫القرآف الكرمي يف طياتو معاين كعربان‪ ،‬ككاف من جهودم مجع كاستجالء كتقدمي‪ ،‬يف بعض الرموز‬
‫كالدللت كالقيم اليت ختدـ يف فتح مرامي ادلوضوع‪ ،‬لغاية نبيلة مٍت بادلشاركة يف النتباه كالتنظَت‬
‫كالوعي يف أمر كتاب اهلل العزيز الذم مل يزؿ منارة للهدل كالربىاف‪ ،‬كالذم يظل بابو مفتوحا لذكم‬
‫العقوؿ النابغة كالتفكَت السديد كاإلدراؾ الراسخ‪.‬‬
‫كيف أكؿ كىلة كاف الشعور بالعجز كالًتدد يف ادلوقف الذم ينتابٍت يف بدء عملية البحث اليت‬
‫كلٌفت هبا ااجامعة إلدتاـ شرط النجا كاستكماؿ ما بجب ي استكمالو‪ ،‬كىذا الشعور نابع من‬
‫كاقعي أنٍت رلرد طالب من طالب حاكلت تقدمي شيء يف ااجامعة‪ ،‬كادلوضوع الذم اخًتتو ىو من‬
‫ادلوضوعات النادرة اليت مل يقف كثَت من الباحثُت العرب بالبحث عنو ىذا من ناحية‪ ،‬مث إف البحث‬
‫اللغوم حتتاج طبيعتو إىل مزيد من الفهم العميق يف اللغة كالنحو كالصرؼ كالبالغة‪ ،‬ككنت على علم‬
‫بعد يف مستول النباغة كادلهارة كاإلتقاف كما يتقن العرب فهم لغتهم‬ ‫بأنٍت من الذين مل يكتمل ي‬
‫كتراثهم‪ ،‬ىذا من ناحية ثانية؛ فاحملصل أنٍت مًتدد يف ااجرأة كاإلقداـ؛ كلكن بادلصادفة من خالؿ‬
‫القراءة ادلتواصلة فيما يتعلق بادلوضوع كغَته فإذا لبن عاشور(طاىر بن عاشور) مقولة رائعة نسبها‬
‫أهنا مقولة للعلماء‪ ،‬كقد اشتدت مهَّيت هبا كتيقظت جرأيت منها كادلقولة ىي " إنو ميكن الطِّالع على‬
‫مراد اهلل‪ ،‬كالقصد ىو اإلمكاف الوقوعي ل العقلي‪ ،‬فال مانع من التكليف باستقصاء البحث عنو‬
‫تعذر الطٌالع على دتامو"؛ كذلذا تابعت يف اإلقداـ حىت كفٌقٍت اهلل‬ ‫حبسب الطاقة كمبلغ العلم مع ُّ‬
‫بإهناء الرسالة‪.‬‬
‫كالرسالة نوع من الدراسة التطبيقية لآليات القرآنية يف ضوء علم اللغة الجتماعي‪ ،‬فهي‬
‫دراسة حتليلية يف استجالء عدد من الدلئل الجتماعية يف القرآف‪ ،‬بالوقوؼ عند ادلظاىر الصوتية‬
‫كالصرفية كالًتكيبية كالنحوية كالدلئل البالغية ادلعنوية ذات الطابع الجتماعي‪ ،‬يف مجل اآليات‪ ،‬كقد‬
‫أم ٌدين اهلل كرسولو رك الصمود ادلناع كاجملاىدة الدائمة يف العمل دلا فيو خَت لؤلمة كادلسلمُت‪ ،‬كمن‬
‫علي بأنٌٍت قد شاركٍت يف الفضل عدد الفاضلُت كيف مقدمتهم ‪:‬‬ ‫بعد قد أنعم اهلل ٌ‬‫ي‬
‫‌د‬
‫أ ‪ -‬رئيس جامعة عالء الدين اإلسالمية احلكومية مكاسر‪ ،‬األستاذ الدكتور الحاج عبد القادر‬
‫غاسينغ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬حفظو اهلل‪ ،‬الذم ظل زلافظا دؤكبا يف تنسيق أمور الطلبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬كمن بعده رئيس بركجراـ الدراسات العليا األستاذ الدكتور الحاج محمد ناصر محمود‪،‬‬
‫م‪.‬أ‪ ،.‬حفظو اهلل‪ ،‬كأركاف ادلوظفُت يف بركجراـ الدراسات العليا الذين أسرعوا يف معاكنيت كتقدمي‬
‫كل حاجيايت كطلبايت أثناء قضاء مهمة إجناز األطركحة‪.‬‬ ‫اخلدمات الالزمة يف ٌ‬
‫ج ‪ -‬كشاركٍت يف الفضل من أساتذة ااجامعة الذين ذلم الفضل يف اإلرشاد كالتشجيع كالتحريض‬
‫على إدتاـ الرسالة كيف مقدمتهم السادة األساتذة ادلوكلوف من ااجامعة يف رقابة إنشاء الرسالة‬
‫كاإلشراؼ عليها ىم ‪:‬‬
‫‪ -0‬األستاذ الدكتور الحاج محمد رشدي خالد‪ ،‬م‪.‬أ‪ ،.‬حفظو اهلل‪.‬‬
‫‪ -4‬األستاذ الدكتور الحاج صبر الدين غرانجنغ‪ ،‬م‪.‬أ‪ ،.‬حفظو اهلل‪.‬‬
‫‪ -8‬الدكتورة الحاجة َعمره قاسم‪ ،‬م‪.‬أ‪ ،.‬حفظها اهلل‪.‬‬
‫د ‪ -‬مبا أف الرسالة قد دتت مناقشتها من األفاضل الدكاترة الكراـ يف امتحاف نتيجة البحث‬
‫باألخص للمناقشة؛ ففضلهم يف تقومي‬ ‫ٌ‬ ‫كالمتحاف ادلغلق لو‪ ،‬كىم الذين قد اختارهتم ااجامعة‬
‫كرلزم من عند اهلل تعاىل كىم‪:‬‬
‫األطركحة مشهود ٌ‬
‫‪ -0‬الدكتور الحاج كمال الدين أبو نواس‪ ،‬م‪.‬أغ‪ ،.‬حفظو اهلل‪.‬‬
‫‪ -4‬الدكتور الحاج بحر الدين بن عبد الصفا‪ ،‬م‪.‬أغ‪ ،.‬حفظو اهلل‪.‬‬
‫‪ -8‬الدكتور منير‪ ،‬م‪.‬أغ‪ ،.‬حفظو اهلل‪.‬‬
‫‪ -2‬األستاذ الدكتور الحاج سويتو‪ ،‬م‪.‬أ‪ .‬حفظو اهلل‪( .‬المناقش الخارجي)‬
‫ق ‪ -‬كما أنٍت أحيل الفضل إىل األستاذ الذم كاف يشرؼ على تدريس مادة علم اللغة‬
‫الجتماعي يف فصل من الدراسة ااجامعية‪ ،‬كىو األستاذ الدكتور الحاج نجم الدين بن عبد الصفا‪،‬‬
‫م‪.‬أ‪ ،.‬حفظو اهلل الذم أشار إيٌ بإمكاف القياـ بالبحث يف علم اللغة الجتماعي كجعل آيات‬
‫القرآف الكرمي مضمارا يُييط الدراسة البحثية حولو‪.‬‬
‫د ‪ -‬كما أحيل إىل أستاذم الدكتور الحاج مصطفى محمد نوري‪ ،‬حفظو اهلل الذم ٌ‬
‫شجعٍت‬
‫للجهود الرامية إىل إدتاـ الرسالة‪ ،‬ككذلك كاف الفضل لصديقي الدكتور الحاج أمير الدين تمرين‬
‫م‪.‬أ‪ ،.‬حفظو اهلل‪ ،.‬كعقيلتو الدكتورة الحاجة ىدى السراقبي م‪.‬أ‪ ،.‬حفظها اهلل ؛ فهما قد اطٌلعا‬
‫على ىذه األطركحة كق ٌدما خَت مالحظتهما‪.‬‬

‫‌ه‬
‫ق ‪ -‬كل أنسى أف اهلل قد رأىفٍت بالوالدة احلنوف احلاجة حارمين حفظها اهلل اليت َّ‬
‫أمدتٍت حببٌها‬
‫الصادؽ؛ كمل تزؿ ىي تدعو اهلل ي بأف أكوف من ادلوفَّقُت يف الرسالة ىذه كغَتىا‪ ،‬كل أنسى أف‬
‫أشكر كالدم احلاج عبد الحميد الذم قد رمحو اهلل يف الدار الربزخية ىو اآلخر زلطة جرأيت كمحاسي‬
‫يف إجناز اخلَتات‪ ،‬كىو الذم كاف حريصا على عوين طواؿ حياتو‪ ،‬كأحيل الفضل يف إجناز الرسالة إىل‬
‫زكجيت ادلخلصة أيفي فطرية اليت مؤلت حيايت جبملة من تضحياهتا كرلهوداهتا يشهد اهلل قيمها يف‬
‫تتحملها يف بعض مش ٌقاهتا ككذا أبنائي محمد فتحي إسالمي‬ ‫مشاركيت برحلة ثقافية حبثية كانت ٌ‬
‫وحلية أولياء اهلل‪ ،‬كأقارب مجيعا الذين امت ىؤلى يحبُّهم يف عوين كمسانديت كاهلل حفظهم يف مجيع أحواذلم‬
‫كتقلباهتم‪.‬‬
‫يكم يئ إىل من قد ق ٌدـ ي العوف كالتسهيالت مجيعا حفظهم اهلل؛ من بداية خطوة‬ ‫كمن ىنا أ ً‬
‫أمشي هبا لاللتحاؽ بااجامعة يف قسم الدراسات العليا إىل اليوـ الذم تقرر ااجامعة بنجاحي فيها‬
‫بإذف اهلل تعاىل‪ ،‬كمن ىنا أيقًٌر كأق ٌدـ جزيل الشكر للجميع متمنٌيان من اهلل أف يكرمهم بالثواب الوفَت‬
‫فإنو مثيب لعباده الطيٌبُت الذين كانوا على صراط اهلل منتهجُت‪ .‬كآخر دعوام أف احلمد هلل رب‬
‫العادلُت‪.‬‬

‫مشس البحرم بن عبد احلميد‬

‫‌و‬
‫محتويات األطروحة‬

‫الواجهة ‪ .. .........................................................‬أ‬
‫اإلقرار على أصالة الرسالة ‪ ...........................................‬ب‬
‫التصديق على األطركحة ‪ ...............................................‬ج‬
‫شكر كتقدير ‪ .......................................................‬د‬
‫صفحات احملتويات ‪ ..................................................‬ق‬
‫ملخص البحث ‪ .....................................................‬ك‬ ‫ٌ‬
‫الباب األول ‪ :‬التمهيد ‪0 .............................................‬‬
‫أ ‪ .‬خلفيٌة البحث ‪1 ...............................................‬‬
‫ب ‪ .‬فهم الظواىر ك الستشكالت ‪5 ................................‬‬
‫ج‪ .‬توضيح معامل األطركحة ‪5 ......................................‬‬
‫د ‪ .‬مراجعة الدراسات السابقة ‪11 ....................................‬‬
‫ق ‪ .‬الرسم الفكرم التوضيحي ‪14 ....................................‬‬
‫‪16‬‬ ‫ك ‪ .‬مناىج حبث الرسالة ‪.........................................‬‬
‫ز ‪ .‬أىداؼ البحث كجداكيو ‪17 .....................................‬‬
‫‪ .‬ادلخطط الرئيسي لؤلطركحة‪19 .....................................‬‬
‫الباب الثاني ‪ :‬نظرية علم اللغة االجتماعي ‪40 .........................‬‬
‫أ ‪ .‬علم اللغة العام و المجتمع ‪40 ....................................‬‬
‫‪ . 1‬حتوؿ حبث اللغة إىل علم اللغة ‪21 .........................‬‬
‫‪ . 2‬علم اللغة كاجملتمع اإلنساين ‪32 ............................‬‬
‫ب ‪ .‬تلويح بنظرية علم اللغة االجتماعي ‪82 ............................‬‬
‫ج ‪ -‬المعاني في المستويات اللغوية ‪21 ..................................‬‬
‫‪ . 1‬مستول األصوات ‪41 .....................................‬‬
‫‪ . 2‬مستول الكلمة ‪49 .......................................‬‬
‫‪ . 3‬ادلستول الًتكييب ‪56 ......................................‬‬
‫‪ . 4‬ادلستول الدلي ‪62 .......................................‬‬
‫‌ز‬
‫د‪ .‬طبيعة المعنى وأنواعو ‪83 ..........................................‬‬
‫‪ . 1‬ادلعٌت الضمٍت ‪68 ..........................................‬‬
‫‪ . 2‬ادلعٌت اإلشارم ‪69 .........................................‬‬
‫‪ . 3‬مفهوـ ادلعٌت كمداه ‪70 .....................................‬‬
‫‪ . 4‬مدلوؿ ادلعٌت ‪71 ...........................................‬‬
‫الباب الثالث ‪ :‬التحاليل اللغوية في آيات القرآن ‪73 .........................‬‬
‫أ ‪ .‬جدكل الدراسات اللغوية يف اآليات القرآنية ‪73 ........................‬‬
‫ب ‪ .‬مالحظات اللغويُت عن سورة القصص ‪79 ...........................‬‬
‫‪ . 1‬التنبيو ادلعنوم يف السور ‪79 ..................................‬‬
‫‪ . 2‬إشكالية اإلعراب كأثرىا يف تغيَت ادلعاين ‪80 ....................‬‬
‫‪ . 3‬التحليل ادلضموين كدللتو يف اآليات ‪82 ........................‬‬
‫‪ . 4‬التوجيو البياين التفسَتم ‪82 .................................‬‬
‫‪ . 5‬احلكمة من استخداـ ااجمل كالصيغ كالعبارات ‪84 .............‬‬
‫ج ‪ .‬كعي النص كالسياؽ ‪85 ............................................‬‬
‫‪ . 1‬كعي النص ‪85 .............................................‬‬
‫‪ . 2‬كعي السياؽ ‪90 ............................................‬‬
‫‪98‬‬ ‫الباب الرابع ‪ :‬الصور التطبيقية في آيات سورة القصص‪....................‬‬
‫أ ‪ -‬الدللت اللفظية كادلعنوية يف السورة ‪98 ..............................‬‬
‫‪ . 1‬البنية الصوتية يف نصوص السورة ‪98 ...........................‬‬
‫‪ . 2‬السمات الصرفية الدالة على الطابع الجتماعي يف السورة ‪124 ....‬‬
‫‪ . 3‬السمات الًتكيبية الدالة على الطابع الجتماعي يف السورة ‪147 ....‬‬
‫‪ . 4‬السمات النحوية قي مجل السورة ‪177 ..........................‬‬
‫ب‪ .‬التخاطب ادلاثلة يف السورة ‪186 .......................................‬‬
‫‪ . 1‬اخلطاب يف التحذير الجتماعي يف من جاكز احلدكد‪186 ..........‬‬
‫‪ . 2‬خطاب اإلمياف كالكفر يف اجملتمع اإلنساين ‪187 .................‬‬
‫‪ . 3‬اخلطاب يف نداء ادلشركُت على رؤكس األشهاد ‪188 ..............‬‬
‫‪ . 4‬ألفاظ ااجمل ختاطب العاطفة ‪189 .............................‬‬

‫‌ح‬
‫‪ . 5‬العبارات ادلكررة يف اخلطاب القرآين ‪190 ........................‬‬
‫‪ . 6‬اخلطاب اإلنساين ‪191 ........................................‬‬
‫‪ . 7‬ختاطب بُت موسى كأسرة شعيب ‪193 ..........................‬‬
‫‪ . 8‬ختاطب بُت قاركف كبُت قوـ موسى ‪195 ........................‬‬
‫ج ‪ .‬ادلفهوـ الزائد كادلعٌت الجتماعي ضمن آيات السورة ‪195 .................‬‬
‫‪ . 1‬صور من ادلعاين الزائدة ‪195 ...................................‬‬
‫‪ . 2‬صور من ادلعاين الجتماعية يف السورة ‪199 .....................‬‬
‫د‪ .‬التغَت الجتماعي كالتنشئة الجتماعية يف آيات السورة ‪206 ...............‬‬
‫‪ . 1‬التغَت الجتماعي ‪206 .......................................‬‬
‫‪ . 2‬التنشئة الجتماعية ‪221 ......................................‬‬
‫الخاتمة ‪448 ..........................................‬‬ ‫الباب الخامس ‪:‬‬
‫أ‪ ‌ .‬أىم نتائج البحث ‪226 .............................................‬‬
‫ب‪ ‌ .‬اآلثار ادلًتتبة على البحث ‪228 ........................................‬‬
‫ادلراجع كادلصادر ‪229 .......................................................‬‬
‫مالحق البحث ‪:‬‬
‫نبذة من سَتة الطالب العلمية‬
‫قرارات ىامة‬

‫‌ط‬
‫ملخص البحث‬
‫مشس البحرم بن عبد احلميد‬ ‫‪:‬‬ ‫اإلسم‬
‫‪80100310053‬‬ ‫‪:‬‬ ‫رقم القيد‬
‫سورة القصص يف ضوء علم اللغة الجتماعي‬ ‫‪:‬‬ ‫ادلوضوع‬
‫( دراسة حتليلية ك تطبيقية من اآليات القرآنية)‬

‫الرسالة توضيحة يف اآليات القرآنية على ضوء علم اللغة الجتماعي‪ ،‬كىو فرع من العلوـ‬
‫يلمح إىل فكرة النهوض يف الدراسة التحليلية كالتطبيقية‬ ‫ادللحقة بعلم اللغة العاـ‪ ،‬ك موضوع األطركحة ٌ‬
‫من الزكايا اللغوية اليت ترتبط بعلم اللغة الجتماعي يف آيات القرآف‪ ،‬ك من بين أىداف البحث ىو‬
‫حتليل الظواىر اللغوية ذكات الطابع الجتماعي آليات القرآف اليت تفتٌحت للبحث كالتنقيب؛‬
‫فيحتوم التحليل على كيفية التعامل مع أية نصوص أصبحت موقعة التصورات كظلت زلطة‬
‫الىتمامات كالتفكَتات عرب القركف سواء أكانت النصوص مقدسةن كمساكيةن (كالقراف كالكتب‬
‫ادلقدسة) أـ كانت انطباعية كابتكارية (كاألشعار كاخلطب كالرسائل األدبية)‪ ،‬فكل نص قابل‬
‫للتحليل اللغوم؛ كالبحث ىنا منوذج يهدف إلى اإلثبات للجميع أف النص القرآين كما ىو شأف‬
‫قص ود يف شيء من النتقاص كالستهانة‬ ‫التصحف دكف ٍ‬ ‫نصوص أخرل قابل للدراسة كالشر كالنظر ك ُّ‬
‫قيمو يف اجملتمع اإلنساين كأف تىثبيت فضليو [فيما ُيتويو‬‫ُت ي‬ ‫من شأنو‪ ،‬بل العكس ىو ادلنشود أف تيستىٍبػ ىى‬
‫ثم ىدف آخر‬ ‫من رموز اجتماعية] باحملاذاة مع النصوص الواردة كادلعركفة يف تاريخ األمم كاألقواـ‪ .‬و َّ‬
‫تفه هم يف نوعية التخاطب كمنطو يف سورة القصص ومن ثم النهوض مبراجعة النصوص القرآنية‪،‬‬ ‫وىو ٌ‬
‫يتفهم ادلعٌت الزائد كادلعٌت الجتماعي يف ألفاظ اآليات كمعانيها‪ ،‬وىدف أخير ىو‬ ‫ليجعل القارئ ٌ‬
‫استجالء مظاىر التغَت الجتماعي كالتنشئة الجتماعية يف آيات السورة‪ ،‬فييظهر ىذا الستجالء‬
‫رلموعة من ادلفاىيم اخلاصة بعد استقراء الدللت اللغوية‪.‬‬
‫ضع عدة ادلناىج البحثية ‪ :‬العامة كاخلاصة‪ ،‬كأما العامة فمن غَت‬ ‫كسَت البحث باإلمجاؿ يُي ً‬
‫استنباطات متنوعة؛ لفظيةن كانت أـ معنويةن‪ ،‬ألف احلاجة قد اقتضت‬ ‫ٌ‬ ‫ادلستبعد أن تكون في البحث‬
‫عتمد يف كث وَت من ادلواقع يف الرسالة إخضاعُ المنهج االستقرائي الذم لب ٌد من‬ ‫ذلك‪ ،‬ك بينما يي ي‬
‫النتهاج فيو‪ ،‬فقد كانت طبيعة البحث تستلزـ بتتبُّع جزئيات األلفاظ كادلعاين لتصل إىل الكليات؛‬
‫فاحلركؼ كالكلمات كااجمل كأحواؿ النص من مرايا إخضاع ادلنهج الستقرائي‪ ،‬كعيالكة على ذلكم‬
‫في البحث ظواىر استردادية كىي نوع من اإلشارة إىل قيم تارُيية يف بعض مواقع اآليات ادلعااجة‪،‬‬
‫كهبذه الظاىرة امتثالة من اللجوء كاقتضاء السَت بقليل يف ادلنهج السًتدادم أك التارُيي‪ .‬كأما اخلاصة‬
‫فهو السَت يف ادلنهج اللغوم احلديث بأف يتتبع الباحث يف مستويات التحليل اللغوم احلديث مبعااجة‬

‫‌ي‬
‫قضايا األصوات يف القرآف‪ ،‬كمن بعدىا الوقوؼ يف حتليل بناء الكلمة يف آيات السورة مع ادلالحظة‬
‫يف القضايا الصرفية كالًتكيبية‪ ،‬كمن مث النتقاؿ إىل التحليل ااجملي كالدلي‪ ،‬كاحلكمة يف تتبع كل‬
‫ادلستويات ىو إظهار بعض القيم كادلوضوعات كاخلصائص الجتماعية اليت ضمن القرآف يف طياتو‪.‬‬
‫كمن نتائج ىذه الدراسة أف ادلعاين يف الكلمات العربية تدرؾ صنوفها كىي تتوزع داخل ما‬
‫يسميها ادلتأخركف بادلستويات اللغوية؛ كفهم ادلعاين يف ادلستويات اللغوية يؤدم إىل تسليس فهم‬
‫ادلعاين يف النصوص العربية بل يف النصوص القرآنية‪ ،‬كما أف ادلعاين اليت تتمايز بالطابع الجتماعي‬
‫فإهنا‬
‫البحث يف سورة القصص ٌ‬ ‫ي‬ ‫صر‬‫من ادلهمات حيث تبٍت مفهوما خاصا للنصوص القرآنية‪ ،‬كإف ح ً‬
‫ي‬
‫من السور اليت كانت أكثر موضوعاهتا تصور األحواؿ الجتماعية‪ ،‬كىذا يعٍت أف السورة لبد أهنا قد‬
‫احتوت مجلة من الدلئل الجتماعية (اللفظية كادلعنوية)؛ كالدراسة التطبيقية يف السورة خاصة من‬ ‫ٍ‬
‫منظار علم اللغة الجتماعي ىي عُت الدراسة التطبيقية يف القرآف عامة؛ ألف الصيغ األسلوبية يف‬
‫سورة القصص كويهنا ل ُيتلف مما يكجد يف سائر أخواهتا من سور القرآف‪.‬‬
‫كأما اآلثار ادلًتتِّبة على البحث يف مثل ىذه الدراسة كيف مثل ىذا التحليل‪ ،‬فهي أف تظهر‬
‫صور اإلعجاز اليت فاضت آيات سورة القصص هبا للناس؛ كأف تتمثٌل الرموز اللفظية كالدلئل ادلعنوية‬
‫الدلئل ثركنة لغوية علمية يف جزئيات آيات السورة‪ ،‬باإلضافة إىل ىذا فإف‬ ‫بالوضو فتيظٍ ًهر ي‬
‫الرموز ك ي‬
‫ادلصطلحات اللغوية احلديثة اليت مشل البحث هبا ىي من ادلواد اذلامة‪ ،‬ل مانع لدل الناس‬
‫استخدامها يف حتليل اآليات يف ىذا العصر؛ ألف آيات القرآف الكرمي مليئة بادلواد العلمية كاللغوية اليت‬
‫تتطلٌب إىل كثَت من ادلصطلحات لكشف مضامينها الجتماعية‪ ،‬فادلصطلحات تعرب عن ادلدلوؿ‬
‫ظل شيئا ثابتا يف اآليات‪ ،‬فادلدلوؿ اللغوم يف القرآف عامة كيف سورة القصص خاصة‬ ‫اللغوم الذم ٌ‬
‫قد ثبت للجميع أنو يًتسخ يف القوالب من الفونيم‪ ،‬كادلورفيم‪ ،‬كادلقطع‪ ،‬كالنرب‪ ،‬كالتنغيم كما شابو ما‬
‫ذيكر‪ ،‬مذ نزكلو يف غار احلراء؛ مث إف ما يسميو اللغويوف بادلسميات قد اتٌضحت حقائقها كىي يف‬
‫يف رلاؿ علم األصوات تيطلق عليها مبصطلح الفونيم الذم عرفو القدماء باسم بالصائت كالصامت‬
‫ُت‪ ،‬كرلهور‪،‬كمهموس‪ ،‬كرخاكة‪ ،‬كاستعالء‪ ،‬كغَتىا‪ ،‬كما قد عيرؼ يف‬ ‫كمواصفاتو اخلاصة من شدة‪ ،‬كلًٍ و‬
‫علم بناء الكلمة مورفيم الكلمة الذم اصطلحو القدماء مبعاين الصيغ يف الكلمات‪ ،‬فأبناء العصر‬
‫اليوـ بجب عليهم اإلدراؾ بأمهية ادلدلوؿ كادلسميات‪ ،‬كعليهم ادلراقبة يف تطور ادلصطلحات‪ ،‬كأف‬
‫يلتزموا الرقابة بالدقة يف دكراف التحاليل اللغوية يف عصر من العصور‪.‬‬

‫‌ك‬
ABSTRACT
Name : Syamsul Bahri Abd. Hamid
NIM : 80100310053
Title : Sura Al-Qasas in Sociolinguistics Perspective (Analysis Study and Application
of the Verses of the Qur'an)
This dissertation is a discussion of the verses of the Quran in sociolinguistics
perspective, which is a branch of Linguistics. The topic focuses on the implementation of the
analysis study and the implementation of the verses of the Qur'an through the sociolinguistics
perspective. One of the objectives of the dissertation is analyzing of the verses of the Qur'an
in relation to the elements of the social language, in order to analyze and then to implement
them into daily life. This dissertation examines how common verses have been paid attention
for centuries, either all texts from the revelation such as: Al-Qur’an and the previous holy
books or manuscripts such as: poetry, prose, sermons and literary correspondence by
assuming that all existing manuscripts can be analyzed according to language of the Qur'an.
The second purpose of this dissertation is to understand the patterns and types of the verses of
the Qur'an. The third target is to review the Qur'an regarding the the additional and social
meanings of those Quranic verses. The last purpose is to reveal patterns of social change and
social development phases of the heroes mentioned in sura Al - Qasas .
This study uses two methods and several approaches. Those two methods are general
and specific methods. The general method consist of some approaches, those are deduction
(istinbaat/istidlaal), induction, and historical approach. Deductive approach is used to
analyze sentences at the level verses. However, inductive approach is commonly used since
this research has to analyze language of the sura Al-Qasas, especially the study of letters,
words, and sentences. The historical approach is also used in line with the history of the
verses of sura Al-Qasas. The specific method refers to modern philological research using
contemporary language. This method uses standard modern language analysis. The method
start from the sound of the Qur'an. The second step of this philological research is
observation of structure of verses of the Qur'an in Sura Al-Qasas, Also, this method focuses
on changes of words and sentences structure as well as meaning of words.
The findings of this research show the different level of meanings of each word either
in Arabic or in Qur'an, The differentiation of meaning of each level were found through
language analysis. By understanding those meanings through different level of language
analysis will lead people to understand easier of the Arabic script and even the manuscript of
the Qur'an. Similarly, the symbols and meanings of social context will guide people to be
easier understand the meaning of texts of the Qur'an. Therefore, study is only discussed and
analyzed the verses of Sura Al-Qasas, since this Sura describes social conditions which
definitely contain a lot of social symbols, either in pronunciation or meaning. The approach

‫‌ل‬
of sociolinguistics perspective to analyze the Sura of Al-Qasas in sociolinguistics is equal to
analysis on other suras of the Qur'an. The reason of this because of the style of language in
sura Al-Qasas is similarly identical on the other suras in the Qur'an.
The implications of this study is the conspicuousness and the clarity of the miracle in
the verses of the Qur'an, such as pronunciations and meanings that has been transformed into
a language of the various verses of the Qur'an, especially in sura Al-Qasas. Another
implication is that modern terminology that usually used in this study, is unrestricted to use in
the study of the verses of the Qur'an in the contemporary era. That is because the Qur'an
contain various scientific and language materials. Also, by the time, Al Quran has a lot of
terminology that contain social meanings that can be revealed. In fact the terminology covey
the intended meaning (Madlul) of the verses of the Qur'an. The intended meaning (madlul) of
the language of the Qur'an / in Sura Al-Qasas, since the verses came to Muhammad first time
at the cave of Hira, have been divided into various elements of the language such as
phonemes, syllables, stress, intonation, and other morpheme.
Therefore terminology which is called al-musammayaat in this study is clearly
known, such as the level of study of sounds, phonemes that similarly to the terminology in
linguistic field, for example the expression Shait (vocals), Shamit (consonants) and its
character or properties include: Syiddah (hard), Liyn (soft), Majhur (voice), Mahmus
(voiceless), Rokhawat (humiliation ) and Isti'laa (elevation) and others as well as at the level
of study of stucture of the word. Long ago, the term morpheme is also called by the term
Maani shiyagil kalimaat (meanings in the forms of words). Therefore, for the current experts
should understand the importance of the intended meanings (Madlul) and the meaning of the
named (Al-Musammayaat). Also, the experts should always observe the development of
terminology of language and they should observe the rotation of it from period to other
period.
.

‫‌م‬
ABSTRAK

Nama : Syamsul Bahri Abd. Hamid


NIM : 80100310053
Judul : Surah Al-Qasas dalam Tinjauan Ilmu Sosiolinguistik ( Studi Analisis dan
Terapan pada Ayat-ayat Al-Qur’an )

Disertasi ini membahas ayat-ayat Al-Quran dalam perspektif Ilmu Sosiolinguistik,


ilmu ini merupakan cabang dari Ilmu Linguistik Umum. Tema disertasi menggambarkan
tentang studi analisis dan terapan pada sendi-sendi bahasa yang terkait dengan Ilmu
Sosiolinguistik pada bagian ayat-ayat Al-Qur’an. Bahagian tujuan disertasi adalah
menganalisa elemen-elemen bahasa yang bernuansa sosial di ayat-ayat Al-Qur’an, agar ayat-
ayat tersebut dapat dimengerti dan diambil pemaknaannya. Analisis disertasi mencakup cara
mengkaji naskah umum, yaitu naskah-naskah yang menjadi pusat perhatian dan renungan
berabad-abad, baik naskah suci yang berasal dari langit, seperti : Al-Qur”an dan kitab-kitab
suci terdahulu atau naskah buatan dan naskah hasil kreasi seperti : syair, prosa, khutbah-
khutbah dan sastra surat menyurat; dengan asumsi bahwa semua naskah yang ada dapat
dianalisa menurut bahasa, khususnya Al-Qur’an. Pengertian lain adalah memahami corak dan
tipe pembicaraan dalam ayat-ayat Al-Qur’an, serta mengkaji ulang naskah Al-Qur’an dengan
cara memaknai makna tambahan dan makna sosial yang terkandung dalam lafal-lafal tiap
ayat. Dapat pula mengungkap pola perubahan sosial dan fase-fase perkembangan sosial para
tokoh dalam surah Al-Qasas.
Penelitian ini menggunakan beberapa metode, ada yang bersifat umum dan ada yang
bersifat khusus; yang bersifat umum terdapat kajian dengan metode deduksi
(Istinbaat/Istidlaal) ditingkat kajian kalimat pada tiap ayat, tetapi yang paling dominan dalam
penelitian ini menggunakan metode induksi, karena tuntutan penelitian berkenaan pada
penelusuran bagian-bagian kecil dari materi bahasa pada surah Al-Qasas hingga ke bagian
besar pada materi bahasanya; maka kajian huruf, kata, kalimat hingga konteks sebagai bentuk
penerapan metode induksi. Lebih dari itu penggunaan metode historis tidak dapat dihindari,
karena ada beberapa isyarat historis tertera dalam ayat-ayat surah Al-Qashas, namun metode
historis sedikit sekali terpakai di dalam penelitian ini. Adapun yang dimaksud metode bersifat
khusus, adalah pendekatan filologi modern yang menggunakan metode penelitian bahasa
kontemporer, yaitu metode menggunakan standar analisa bahasa modern, dan metode yang
membuka kajian dari hal-hal yang berhubungan dengan bunyi di dalam Al-Qur’an, metode
filologi juga menampakkan kontruksi kata pada ayat-ayat al-Qur’an dalam surat al-Qasas,
disamping metode tersebut memperjelas perubahan dan struktur pembentukan kata, juga
menselaraskan susunan kalimat dan konotasi-konotasi makna pada bagian-bagian kata yang
tertera.
Adapun hasil penelitian ialah bahwa setiap makna pada tiap kata dalam bahasa Arab
atau Al-Qur’an diketahui tingkatannya, yaitu tersebar dalam standar analisa bahasa, dan
mengerti makna pada standar analisa bahasa memudahkan pemahaman pada naskah bahasa
Arab, bahkan naskah Al-Qur’an. Demikian pula halnya simbol-simbol dan makna-makna
bernuansa sosial akan mempermudah terbentuknya pemaknaan khusus pada naskah Al-

‫‌ن‬
Qur’an. Jika penelitian ini terbatas pada ayat-ayat Surat Al-Qasas, karena temanya banyak
menggambarkan kondisi-kondisi sosial, secara pasti di dalamnya memuat banyak simbol
simbol sosial, baik pada lafal atau maknanya. Studi terapan secara khusus pada surat Al-
Qasas dalam perspektif ilmu Sosiolinguistik identik dengan studi terapan pada surah-surah
Al-Qur’an secara umum, gaya bahasa dalam surah Al-Qasas, tidak berbeda dengan gaya
bahasa yang tertera pada surah-surah lainnya di dalam Al-Qur’an.
Adapun implikasi penelitian ini adalah lebih jelasnya gambaran mu’jizat memenuhi
ayat ayat Al-Qur’an, yaitu berupa konotasi lafal-lafal dan makna-makna yang telah menjadi
kekayaan materi bahasa yang tertera di dalam bagian ayat-ayat Al-Qur’an khususnya pada
surat Al-Qasas. Implikasi lain ialah peristilahan modern yang terdapat di dalam penelitian ini,
pada hakekatnya tidak terlarang untuk dipergunakan dalam telaah ayat-ayat Al-Qur’an di
zaman kontemporer, karena Al-Qur’an sarat dengan materi ilmiah dan materi bahasa, Al-
Qur’an membutuhkan banyak peristilahan, agar kandungan makna sosialnya dapat terungkap.
Pada kenyataannya peristilahan tersebut telah banyak mengungkap makna yang dituju (
Madlul ) di dalam ayat-ayat Al-Qur’an, makna yang dituju (madlul) tersebut dalam bahasa
Al-Qur’an/surah Al-Qasas terbukti telah terbagi pada unsur unsur bahasa dalam Fonem,
Suku-kata, Tekanan, Intonasi, Morfem dan lainnya, sejak diturunkan ayat-ayat tersebut di gua
Hira. Lalu materi yang disebut Al-Musammayaat (hal yang dinamai) dalam penelitian ini
semakin jelas diketahui substansinya, seperti pada tingkat kajian ilmu tentang bunyi, maka
istilah Fonem semakna dengan yang diungkap oleh para ahli bahasa dahulu kala dengan
istilah Sait ( vokal), Shamit (konsonan,) dengan karakter sifat-sifatnya antara lain : Syiddah
(keras), Liyn (lembut), Majhur (jelas), Mahmus (bisikan), Rokhawat (perendahan) dan Isti’laa
(peninggian), dan lainnya, demikian pula pada tingkat kajian ilmu kontruksi kata, istilah
Morfem disebut sejak dahulu dengan istilah maani shiyagil kalimaat (arti-arti dalam bentuk-
bentuk kata). Oleh itu para ahli saat ini hendaknya mengerti pentingnya makna yang dituju (
Madlul) dan makna yang dinamai (Al-Musammayaat), serta para ahli hendaknya senantiasa
mengamati perkembangan istilah bahasa, dan mereka hendaknya tetap memperhatikan rotasi
analisis bahasa dalam kurun waktu yang silih berganti.

‫‌س‬
‫الباب األول‬
‫التمهيد‬
‫خلفية البحث‬ ‫آ‪.‬‬
‫اغبمد هلل اؼبنعم على عباده دبا ىداىم إليو اإليباف‪ ،‬كاؼبتمم إحسانو دبا أقاـ ؽبم‬
‫من جلٌي الربىاف‪ ،‬فلو الشكر على إحسانو كعظيم مننو كالصبلة كالسبلـ على سيدنا‬
‫ؿبمد اؼبصطفى ك على آلو كأصحابو أىل الصدؽ ك الوفاء كسلٌم تسليما كثَتا‪.‬‬
‫كؼبا كانت اآليات القرآنية ُب ديبومة العطاء للباحثُت ك الباحثات من الذين‬
‫خاضوا ُب كشف مضامينها اللفظيٌة ك اؼبعنويٌة حاكلت –رغم صعوبات اعًتضتٍت‪-‬‬
‫لعت على اؼبعاين الواردة [اؼبفردة‬ ‫اؼبشاركة ُب استخراج بياناهتا كاستخبلصها ‪ ،‬فما إف اطٌ ي‬
‫ك اؼبركبة] ُب التصوير القرآين [لدل دراسة أيٌة آيات قرآنية] إذا اؼبعٌت اآلخر تفتٌ ٕب ك‬
‫أيقظ انتباىي ُب دالالت اآليات‪ ،‬ىذا اؼبعٌت من اؼبعاين الزائدة اؽبامة اليت ذبلت إيباءاهتا‬
‫على كبو شبرة من شبرات ُب أشجار مثمرة قربت قطوفها تتجلى ُب أجزاء اآليات القرآنيٌة‬
‫كاضحة جلٌية ىي اؼبعٌت االجتماعي‪.‬‬
‫فاؼبعٌت االجتماعي قد يتض ُب ألفاظ اآليات كال يسهل ألحد معرفتو من خبلؿ‬
‫قراءة سردية كلكن إذا أيمعن النظر ُب تراكيب األلفاظ كعبلقة األلفاظ بعضها ببعض‬
‫درؾ عنو بأف كينونتو جزء ال يتجزأ من‬ ‫كاإلؼباـ باإلشارات اؼبوحية لو لفظينا أك معنوينا‪ ،‬يي ى‬
‫لب معٌت كل آية‪.‬‬
‫ضمن ٌ‬
‫فعلى سبيل اؼبثاؿ جاء ُب سورة السجدة كسور أخرل باألسلوب نفسو‪ ،‬كصف‬
‫القرآف منزلةن من عند اهلل تعأب ُب قولو تعأب ‪      {:‬‬
‫‪ 1} ‬إتياف لفظ التنزيل ُب مقدمة السورة متبوع باعبار كاَّركر الٌذين‬
‫يوضحاف معٌت التنزيل بأنو ‪   ‬؛ فمن ناحية اؼبفردة كلمة (التنزيل) اليت‬
‫تدؿ على كزف التفعيل كىي إشارة إٔب تفعيل حركة خارجية غَت ذاتية‪ ،‬فتنشأ ىذه اغبركة‬
‫من تأثَت‪ ،‬كفبا يؤٌكد على ىذا؛ إتياف الًتكيب الذم ىو بياف لو ُب اآلية بقولو تعأب {‬
‫‪ ،}   ‬إذف حدكث اغبركة بفعل منو تعأب كغَت نازؿ طبيعي بل يم َّنزلة؛‬

‫‪ 1‬سورة السجدة اآلية الثانية‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫تدؿ بعد ذلك على إشارات اجتماعية‬ ‫كما دامت اغبركة مؤكدة ُب الًتكيب‪ ،‬فهي ٌ‬
‫منزؿ لنبينا ؿبمد صلى‬ ‫كينكشف بعدئذ اؼبعٌت االجتماعي ُب اآلية‪ ،‬ىو أف القرآف عطاء ٌ‬
‫تتم‬
‫اهلل عليو كسلم كىو بشر ـبتار من كتلة إنسانية يرتبط عليو ىذا التنزيل‪ ،‬ىكذا ٌ‬
‫الدراسة ُب آيات سور القرآف ضمن علم اللغة االجتماعي‪.‬‬
‫كانطبلقا من أنبية من مثل اؼبعٌت االجتماعي كغَته من معاين كظواىر ذات طابع‬
‫اجتماعي‪ ،‬كضركرة الوقوؼ ُّا كالتحديد على بعدىا ىنا كىناؾ‪ ،‬ككعي مفهومها‬
‫التكاملي فمن اعبدير القياـ بالبحث الدقيق ك استخراجها استخراجا سليما من خبلؿ‬
‫دراسة ربليلية كتطبيقية ُب اآليات القرآنية على ضوء علم اللغة االجتماعي‪ ،‬كاجتنابا من‬
‫التوسع ببل حدكد كالتقعَت ببل قعر‪ ،‬فمن األحسن دبكاف؛ أف ترتكز الدراسة باختيار‬
‫سورة من سور القرآف الكرمي أبذؿ فيها كل اعبهود‪ ،‬ك أربط فيها إزارم ُب اإلؼباـ بالسورة‬
‫كالتقصي ُب إبراز ظواىرىا كاضحا كضوح الشمس ُب هنار مشمس‪ ،‬فكاف االختيار –‬
‫مٍت ‪ -‬من سور القرآف ىي سورة القصص‪ ،‬من حيث استبينت فيها من تسميتها بسورة‬
‫القصص‪ ،‬فالقصص موضوع اجتماعي سردىا القرآف الكرمي الب ٌد أف وبمل ُب طياهتا‬
‫ظواىر كمعاين اجتماعية ُب دالالهتا اؼبتنوعة‪ ،‬كمن ىنا كاف اختيار السورة ىنا مناسبا‬
‫للبحث ُب ىذا اؼبوضوع‪.‬‬
‫فطبيعة الدراسة ُب البحث تقتضي بالوقوؼ على دالالت الكلمات كأبعادىا ُب‬
‫اللغة العربية‪ ،‬كإذا عوعبت آية من اآليات فبلب ٌد أف تيلم اإلشارة إٔب نوعيها اؼبعنويُت؛‬
‫كيب‪ ،‬كمن ىنا كاف من اؼبمكن بعد ذلك ربديد‬ ‫اؼبعجمي) كاؼبعٌت الًت ٌ‬
‫ٌ‬ ‫اؼبعٌت اؼبفردم ( أك‬
‫الدالٕب) كغَته من ظواىر كمعاف ذات‬
‫ٌ‬ ‫اؼبعٌت الزيادم االجتماعي (كىو جزء من اؼبعٌت‬
‫إشارة اجتماعية من خبلؿ اإلوباء من معناه اؼبفردم أك الًتكيب‪.‬‬
‫تفهم مراد اآليات قد يستشكل على بعض القراء ُب التحديد من مثل اؼبعٌت‬ ‫كُب ٌ‬
‫االجتماعي من غَت تعريج على ألفاظ اآلية اؼبتلوة‪ ،‬لذلك يتحتم للفظ اؼبعاِب مادتو أف‬
‫ييكتىشف معناه اؼبعجمي العديد كبعد ذلك التوجو كبو فهم داللتها الًتكيبية دبا فيها من‬
‫تقدمي أك تأخَت‪ ،‬كشرط أك قسم كجواُّما‪ ،‬كمسند أك مسند إليو‪ ،‬كعمدة أك فضلة‪،‬‬
‫كحذؼ أك تصري كمتعلقات جار كؾبركر أك الظركؼ إْب ؛ بل قد يكوف من الضركرم‬
‫‪3‬‬

‫التنبيو إٔب ؿبسنات معنوية ك لفظية قد تظهر بركعة معانيها كزخارفها اللفظية أك اؼبعنوية‬
‫كل ىذه الظواىر من اؼبق ٌدمات اليت تؤدم إٔب تبسيط‬ ‫اليت ىي ذات إوباء اجتماعي‪ٌ ،‬‬
‫فهم الظواىر االجتماعية ُب اآليات كمعانيها‪.‬‬
‫ك آيات القرآف صبيع سوره ُب غٌت من نوع بيانات ًبٌ كصفها آنفا‪ ،‬كسورة‬
‫القصص خَت مثاؿ يبكن التمثيل ُب نوع ىذه الدراسة‪ ،‬كمن بُت إشارة مبوذجية ما‬
‫بلحظ فيها إتياف داللة األلفاظ اليت تيعٌت باألشخاص اؼبشاركُت ُب اػبطاب الربٌاين ُب‬ ‫يي ى‬
‫قولو تعأب‪        {:‬‬
‫‪ }‬كلفظ الضمَتين ؛ (نػ)‪ ،‬ك(ؾ)‪ ،‬يدالف على متكلم كـباطب‪ ،‬أم ىناؾ من يتكلم‬ ‫‪2‬‬

‫كاآلخر مستمع ىذا من الظواىر االجتماعية‪ ،‬كذكر اسم العلمُت اعبامدين (موسى‪،‬‬
‫كفرعوف) كوهنما دبثابة ضمَت (نبا) إف أطلقا ُب سياؽ غائب‪ ،‬يوحياف إٔب معٌت‬
‫اجتماع ًي‪ ،‬كذلك داللة اللفظ (قوـ) الذم يعٍت اعبماعة بطبائعهم اغبسنة اجتماعية‬
‫كىي مؤكدةه بكلمة (يؤمنوف)‪.‬‬
‫فالسورة ربمل معٌت يشَت إٔب كجود أصناؼ اجتماعية من الناس‪ ،‬كفيها صاحب‬
‫اػبرب ىو اؼبتكلم (اهلل)‪ ،‬كفيها اؼبتلو على النب صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬كىو اػبرب عن‬
‫الفردين اؼبتباينُت ُب صفة فرعوف كموسى‪ ،‬كفيها اؼبخاطب ىو النب صلى اهلل عليو كسلم‪،‬‬
‫فيكوف دكره ىو اؼبستمع‪ ،‬كبعد ذلك ىنالك أصناؼ من الناس تكوف كظيفتهم ُب اآلية‬
‫غايات ُب بناء اَّتمع‪ ،‬ىم اؼبؤمنوف‪.‬‬
‫كمن ناحية الًتكيب قد تضمنت اآلية باعبار كاَّركر (باغبق)‪ ،‬اؼبتعلقُت حباؿ‬
‫من فاعل الفعل قبلهما‪ ،‬فاآلية ربمل داللةن اجتماعية رائعة إذ اتٌض فيها ىم ٍعٌت (نتلو)‬
‫كىو مربوط باعبار كاَّركر اللذين تعلقا بالفعل فتنكشف فيها داللةه اجتماعية توض‬
‫معٌت الصدؽ ُب اػبرب دكف الكذب‪ ،‬كالصدؽ كالكذب صفتاف من صفات البشر ُب‬
‫تعاملهم داخل ؾبتمع ما‪ ،‬فاؼبعٌت اؼبستنتج من اآلية ُب سياؽ اؼبفردة كالًتكيب يبٍت معٌت‬

‫‪ 2‬سورة القصص اآلية الثالثة‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫اجتماعينا على اؼبستول الدالٕب كيكشف أ ٌف ُب النبأ أخباران لؤلشخاص ٍّ‬


‫اؼبلتفُت ضمن‬
‫إطار القصة فتبدك طبائعهم حسب ما يدؿ عليو السياؽ اللفظي كاؼبعنوم‪.‬‬
‫يشَت ىنا وبتوم القرآف من سورة الفاربة إٔب سورة الناس على‬‫كعلى مبط ما أ ى‬
‫دالالت اجتماعية [ لفظية كانت أـ معنوية]‪ ،‬يبكن استبياهنا ُب مضمار علم اللغة‬
‫االجتماعي‪ ،‬كلكن إذا حاكؿ أحد اكتشافها دبجرد قراءة سردية يستشكل حتما إال إذا‬
‫مدربا بتحليل النصوص مثل الذم‬ ‫ملما بالثقافات الواسعة ُب التفسَت؛ أك َّ‬
‫كاف القارئ ًّ‬
‫يتوجب ُب صدد ىذا البحث‪ ،‬فبل سهل ألحد أف ىبطو خطوة كبو فهم الداللة‬
‫االجتماعية ُب اآليات دكف توفر النماذج الدراسية أمامو‪ ،‬فالبحث ُب ىذا الصدد إمبا ىو‬
‫ؿباكلة تقدمي الدراسة النموذجية ؼبن أراد فهم الدالالت االجتماعية آليات القرآف‬
‫كاالكتفاء بسورة القصص ىو عُت ربديد اؼبسار الدراسي إهبازا من إطناب البحث‪.‬‬

‫ب‪ .‬فهم الظواىر و االستشكاالت‬


‫انطبلقا من ضركرة فهم الظواىر اؼبدركسة ك تشخيص ما قد استشكل ُب تفهم‬
‫كدراسة اآليات القرآنية من سورة القصص ُب ضوء علم اللغة االجتماعي‪ ،‬كمن اغباجة‬
‫اؼباسة إٔب كشف مضامُت اآليات اللفظية كاؼبعنوية‪ ،‬للوصوؿ إٔب األبعاد االجتماعية فإ ٌف‬
‫من البلزـ أف ذبيء طبيعة البحث تتجاكب مع أسئلة جديرة طرحها تقود الباحث إٔب‬
‫كحل صبيع مسائل البحث اؼبطركحة كحيثياتو اؼبتنوعة كىي تساؤالت ما يلي‪:‬‬ ‫كصف ٌ‬
‫‪ -1‬كيف ظهرت الدالالت اللفظية كاؼبعنوية ذكات الطابع االجتماعي ُب‬
‫سورة القصص؟‬
‫‪ -2‬كيف ذبلٌى التخاطب اؼباثل ُب السورة ؟‬
‫‪ -3‬كيف الح اؼبفهوـ الزائد ك اؼبعٌت االجتماعي ُب عبارات السورة؟‬
‫ت مظاىر التغَت ك التنشئة االجتماعية ُب آم السورة؟‬ ‫‪ - 4‬كيف تىػبى َّد ٍ‬
‫توضيح معالم البحث‬ ‫ج‪.‬‬
‫‪ . 1‬التعريف في موضوع البحث المطروح‬
‫‪5‬‬

‫حسن توضي اؼبصطلحات كالتعريفات اليت‬ ‫كقبل اغبوض إٔب ليباب البحث ييست ى‬
‫َّس ىم موضوع الرسالة من ناحية اؼبراد ‪ ،‬ذبنبا من الوقوع ُب غَت ما يسعي إليو من معٌت‬ ‫ات ى‬
‫مقصود‪ ،‬فالرسالة موضوعها ‪ :‬سورة القصص في ضوء علم اللغة االجتماعي (دراسة‬
‫تحليلية وتطبيقية من اآليات القرآنية)؛ كأما سورة القصص فهي من سور القرآف اليت‬
‫فاضت دبوضوعات اجتماعية ُب بًنىاىا اللفظية كاؼبعنوية‪ ،‬كمن حيث ترتيبها بُت سور‬
‫القرآف ىو أهنا السورة الثامنة كالعشركف‪ ،‬كعدد آياتها ثماني وثمانون آية‪ ،‬كال يباثلها ُب‬
‫عدد آياهتا إال سورة (ص)‪ ،‬كعدد حركفها خمسة آالف وثمانمئة حرؼ‪ 3،‬كعدد‬
‫كلماهتا ألف وأربعمئة وكلمة واحدة‪ 4،‬كقد ذكر ابن اعبوزم أعدادان أخرل مقاربة ال‬
‫‪5‬‬
‫زبرج عما يكًرد ىاىنا‪.‬‬
‫كأما اؼبراد بكلمة (الضوء) فمفهومها سياقي‪ ،‬ككلمة (الضوء) تأصيلها ىي مشتقة‬
‫كضوءنا‪ ،6‬كقد أيطلقت كلمة الضوء ُب معٌت‬‫ضوءا ي‬ ‫من ضاء يضوء أم ضاءت النار ى‬
‫ؾبازم‪ ،7‬كىو ؾباز مرسل عبلقتو البلزمية كاؼبلزكمية أم من البلزمة أف تكوف النار تضوء‬
‫منونرا من علم اللغة االجتماعي‪ ،‬كليس من الذم يلزـ الضوء ُب‬ ‫كلكن أصب الضوء ىنا ٌ‬
‫أم مضيء ُب‬ ‫استنارة من النار؛ فقد ييعٌت ُّا الصواب كالسديد كقوؿ أحد ‪( :‬لفبلف ر ه‬

‫عبلء الدٍّيٍن ىعلً ٌي بن يؿبى َّمد بن إبراىيم البغدادم الصوُب اؼبعركؼ باػبازف‪ ،‬لباب التَّأكيًل ُب معاين‬ ‫‪3‬‬

‫التنزيل‪( ،‬ط ‪2‬؛ القاىرة ‪ :‬مطبعة مصطفى البايب اغبلب‪ 1955،‬ـ)‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪. 423‬‬
‫‪ 4‬ؾبد الدين ؿبمد بن يعقوب الفَتكزآبادم‪ ،‬بصائر ذكم التمييز ُب لطائف كتاب العزيز‪ ( ،‬ط ‪3‬؛‬
‫القاىرة ‪ :‬عبنة إحياء الًتاث العريب‪ 1996 ،‬ـ )‪،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 353‬‬
‫الر ٍضبن بن ىعلً ٌي بن اعبوزم‪ .‬ت ‪ 597‬ىػ‪ ،‬فنوف األفناف ُب عجائب عيليوٍـ القيرٍآف‪ ،‬ربقيق‬
‫أبو الفرج ىعٍبد َّ‬
‫‪5‬‬

‫اَّ ىمع العلمي العراقي‪1988 .‬ـ)‪ ،‬ص‪.118-117‬‬ ‫الر ٍضبىن العبيدم (بغداد ‪ :‬مطبعة ٍ‬ ‫رشيد ىعٍبد َّ‬
‫‪ 6‬زين الدين ؿبمد بن عبد القادر الرازم‪ ,‬ـبتار الصحاح‪( ، ،‬بَتكت ‪ :‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫‪1417‬ق‪1996/‬ـ)‪ ،‬ص ‪.385‬‬
‫‪ 7‬جار اهلل أبو القاسم ؿبمود بن عمر الزـبشرم‪ ،‬أساس الببلغة بُت اؼبعاجم (بَتكت ‪ :‬دار اؼبعرفة ‪ ،‬دكف‬
‫سنة)‪ ،،‬ص ‪.272‬‬
‫‪6‬‬

‫دجى اؼبشكبلت كاستضأت برأيو)‪ 8،‬فالضوء ىنا قياسان من معناه اَّازم يبكن إطالقو‬
‫بمعنى المجال أو النهج أو المسلك أو ما ىنالك من اؼبعاين حسب السياؽ الذم‬
‫يتناسب مع مقتضى الكبلـ‪.‬‬
‫أما علم اللغة االجتماعي فييعٌت بو من مفهوـ علم اللغة‪ٍ ،‬ب من مفهوـ ىذا العلم‬
‫بعد زيادة الصفة ( االجتماعي)‪ ،‬فعلم اللغة ُب أبسط تعريفاتو ىو دراسة اللغة [أية لغة]‬
‫على كبو علمي‪ ،‬كيىعٍت ىذا التعريف أف الدراسات اللغوية موضوعية كليست انطباعية‬
‫ذاتية‪ 9.‬كؾباؿ علم اللغة اغبديث‪ ،‬بنية اللغة من اعبوانب اآلتية ‪ :‬األصوات‪ ،‬بناء الكلمة‪،‬‬
‫بناء اعبملة كالداللة‪ ،‬فعلم اللغة االجتماعي ىو فرع من فركع علم اللغة العاـ‪ ،‬ىو فرع‬
‫حديث العهد برز على الساحة العلمية ُب أكاخر الستينيات كأكائل السبعينيات من القرف‬
‫العشرين اؼباضي‪ ،‬كليس يعٍت أف ىذا الفرع من علم اللغة ٓب يكن معركفان من قبل‪ ،‬أك أف‬
‫نقاط البحث فيو ٓب تكن مطركقة أك خاضعة للنظر قبل التاريخ اؼبشار إليو سابقان‪ ،‬إف‬
‫معظم مواضيعو كانت ؿبل نظر اللغويُت بصورة أك بأخرل‪ ،‬كلكن ىذه النقاط كانت‬
‫تعاِب من خبلؿ اإلطار العاـ لعلم اللغة على أساس أن اللغة ظاىرة اجتماعية وأن‬
‫‪10‬‬
‫بينها وبين المجتمع الذي تعيش فيو اللغة تبادالً مستمراً من حيث التأثير والتأثر‪.‬‬
‫المعني بعلم اللغة االجتماعي ىنا فهو دراسة الواقع االجتماعي من‬ ‫ّ‬ ‫كأما‬
‫نواحي ربليل احملادثات كتأثَت األبنية االجتماعية ُب األنظمة اللغوية‪ ،‬كاؼبعجم‪ ،‬كالعكس‪،‬‬
‫كالتغَت االجتماعي كاللغوم‪ ،‬كالذخَتة اللغوية‪ ،‬كاؼبعٌت االجتماعي‪ ،‬كالتنشئة االجتماعية‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ 8‬جار اهلل أبو القاسم ؿبمود بن عمر الزـبشرم‪ ،‬أساس الببلغة بُت اؼبعاجم (بَتكت ‪ :‬دار اؼبعرفة ‪،‬‬
‫دكف سنة)‪ ،،‬ص ‪.272‬‬
‫‪ 9‬ؿبمود فهمي حجازم‪ ،‬مدخل إٔب علم اللغة‪( ،‬ط‪ ،4‬دار القباء اغبديثة‪ :‬القاىرة؛ ‪2007‬ـ) ص‬
‫‪. 21‬‬
‫‪10‬‬
‫انظر إٔب التوضيحات الواسعة ؽبذا العلم اعبديد على ما كتبو د‪ .‬ؿبمد أضبد ضباد ُب كتابو علم اللغة‬
‫العاـ‪( ،‬ط ‪1‬؛ الرياض‪ :‬دار أشبيليا‪ 1424،‬ق‪2003/‬ـ)‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ 11‬ؿبمد أضبد ضباد ُب كتابو علم اللغة العاـ‪ ،‬ص‪.202‬‬
‫‪7‬‬

‫كاؼبعٍتٌ بعبارة (دراسة)‪ ،‬ىو عملية التحليل كالتأصيل اللغوم‪ ،‬كلكي يتوافق اؼبراد‬
‫ىنا مع اؼبفهوـ اؼبعجمي ُب العربية‪ ،‬فيلزـ تتبٌع لفظ الدراسة لدل جهابذة اللغة‬
‫كأساطينها؛ فلفظ (دراسة) عند اػبليل بن أضبد الفراىيدم (ت ‪170‬ق)‪ ،‬مصدر من‬
‫الزـبشرم (ت ‪)538‬كقد زاد‬ ‫الحظ‬ ‫بينما‬ ‫‪،‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ً‬
‫الكتاب للحفظ‬ ‫س‬
‫ٌ‬ ‫فعل درس أم ىد ٍر ي‬
‫كدرس‬
‫كرر قراءتو درسا كدراسا‪ٌ ،‬‬ ‫الكتاب للحفظ ‪ :‬أم ٌ‬
‫ى‬ ‫س‬
‫للكلمة كضوحا فقاؿ ‪ " :‬ىد ىر ى‬
‫كدارستيو الكتاب يمدارسة‪ ،‬كتدارسوه حىت حفظوه"‪.13‬‬ ‫غَته ٍ‬
‫كض مصدر اؼبادة [ الدرس]‪ 14‬بأهنا‬ ‫الراغب األصفهاين (ت ‪ ،)501‬فقد َّ‬ ‫أما ٌ‬
‫تشَت إٔب مداكمة القراءة ك تؤدم القارئ [ ألم نص كاف] إٔب تناكؿ العلم كحفظو‪،15‬‬
‫فلهذا اؼبفهوـ ينطبق قولو تعأب ‪{ :‬كدرسوا ما فيو}‪ 16‬كقولو تعأب ‪ { :‬دبا كنتم تعلٌموف‬
‫الكتاب كدبا كنتم تدرسوف}‪ 17‬مع ما قد فهمو اللغويوف القدامى من فهم الدرس الذم‬
‫يبلحظ أ ٌف كلمة الدراسة ُب مفهومها اللغوم ال تبتعد من‬
‫على ىذا النطاؽ‪ ،‬فمن ىنا ى‬
‫معناىا اليت تناكؽبا القرآف الكرمي ُب اآليتُت السابقتُت‪ ،‬ككما أف كلمة الدراسة ُب معناىا‬
‫العصرم اآلف؛ ما زالت مطابقة كفق ما أشار القرآف إليو‪ ،‬كؽبذا يبكن ربديد اؼبراد من‬
‫لتفهم ما قرئ‬‫كلمة الدراسة اصطبلحيا بوصفها؛ من عملية التكرار وإعادة القراءة ُّ‬
‫المعني في‬
‫ُّ‬ ‫صل العلم والفهم من النص المقروء منو‪ ،‬وىا ىو ذا‬ ‫تح ّ‬
‫لو أو لتحفظّو فيُ َ‬
‫صدد البحث المقدم مني ‪-‬الباحث ‪ -‬ىذا‪.‬‬

‫‪ 12‬خليل بن أضبد الفراىيدم‪ ،‬كتاب العُت مرتبا على حركؼ اؼبعجم‪ ( ،‬ط ‪ 1‬؛ بَتكت ‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪ 1434،‬ق‪2003/‬ـ)‪،‬ج‪ ،2‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 13‬جار اهلل أبو القاسم ؿبمود بن عمر الزـبشرم‪ ،‬أساس الببلغة بُت اؼبعاجم (بَتكت ‪ :‬دار اؼبعرفة ‪،‬‬
‫دكف سنة)‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ 14‬اؼبعقوفاف ىنا يوضع بينهما أم كبلـ زائد لتوضي أك لتأكيد كبلـ سابق‪.‬‬
‫‪ 15‬أبو القاسم اغبسُت بن ؿبمد بن اؼبضل اؼبشهور بالراغب األصفهاين‪ ،‬معجم مفردات ألفاظ القرآف‬
‫(بَتكت ‪ :‬دار الفكر ‪ ،‬دكف سنة)‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫‪ 16‬سورة مرمي ‪ ،‬اآلية التاسعة كالسبعوف بعد اؼبائة‪.‬‬
‫‪ 17‬سورة آؿ عمراف‪ ،‬اآلية التاسعة كالسبعوف‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫كالتحليلية ىي دراسة مفصلة ك شاملة تضم صبيع ؾباالت البحث اؼبطركح‬


‫كالنقاط اؼبهمة كالفرعية فيو‪ ،‬كربديد سورة القصص على سبيل الشرح النموذجي اجتناب‬
‫من التطويل‪ .‬كالتطبيقي ىو إشارة إٔب القضايا اللغوية ُب منظار علم اللغة االجتماعي‪،‬‬
‫كىذه القضايا تتضمنها جزئيات اآليات من رموز لغوية ؿبصورة بُت ضفيت النص القرآين‬
‫ضفة أكائل السور كضفة أكاخر السور‪ ،‬دكف قصد ُب شيء من نصوص غَت قرآنية‬
‫فالبحث تطبيق عن قوالب لغوية اجتماعية تلوح ُب الظواىر اللفظية كاؼبعنوية ُب القرآف‪.‬‬
‫اآليام‪ ،‬كاآلية عند‬ ‫اآلم ك ي‬ ‫ك ٌأما اآليات فجمع من آية كنظَتىا ُب اعبمع ىو ي‬
‫الرازم دبعٌت العبلمة‪ ،‬كىي تعٍت أيضا اعبماعة‪ ،‬كقوؿ عريب ‪ :‬خرج القوـ بآياهتم أم‬ ‫ٌ‬
‫‪18‬‬
‫جبماعتهم‪ ،‬كمعٌت اآلية من كتاب اهلل صباعة حركؼ ‪ ،‬كقولو تعأب ‪  {:‬‬
‫‪،19}                 ‬‬
‫كل منها يتألف من‬ ‫فعلى ىذا يستقر اؼبعٌت اؼبراد منها‪ .‬فاآلم إذف ؾبموعة من الكلمات ٌ‬
‫متضمن فيها‪.‬‬ ‫صباعة اغبركؼ كؽبا معٌت ٌ‬
‫كالقرآنية تيقصد ألفاظو كمعانيو كأساليبو اإلعجازية؛ ك(القرآنية) نسبة إٔب القرآف‬
‫كجاءت صفةن لكلمة (اآليات)‪ ،‬فالقرآف من زاكية التعريفة بو فيو آراء بُت جهابذة اللغة‬
‫كأىإب العلم‪ ،‬كؽبذا فمن ناحية اشتقاؽ الكلمة كعدمو أقواؿ‪ ،‬كمن رأكا باشتقاقها‬
‫ـبتلفوف ُب أصل االشتقاؽ ‪:‬‬
‫منهم من يرل أهنا مصدر مهموز كيكوف اشتقاقها ما يأٌب‪:‬‬ ‫أ)‬
‫‪ )1‬مصدر (قرأ) دبعٌت تبل ك ىو (القرآف) دبعٌت القراءة أك التبلكة على كزف‬
‫‪20‬‬
‫فعبلف كرجحاف كغفراف ‪ ،‬على معٌت قوؿ اهلل تعأب‪    { :‬‬

‫‪ 18‬زين الدين ؿبمد بن عبد القادر الرازم‪ ،‬ـبتار الصحاح‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ 19‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية السادسة بعد اؼبائة‪.‬‬
‫‪ 20‬عبد اهلل ؿبمد بن اؼبكرـ بن أيب اغبسن ابن أضبد األنصارم اؼبعركؼ بابن منظور‪ ،‬لساف العرب‬
‫(القاىرة ‪ :‬دار اؼبعارؼ‪ ،‬دكف سنة)‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪. 3563‬‬
‫‪9‬‬

‫ك{‪           ‬‬ ‫‪21‬‬
‫}‪،‬‬
‫‪.22}    ‬‬
‫‪ )2‬مصدر فعل (قرأ) دبعٌت صبع‪ ،‬كقرأ الشيء قرآنا صبعو كضمو ك منو ظبي‬
‫‪23‬‬
‫ضم اغبركؼ كالكلمات بعضها إٔب بعض‬ ‫ىٍ ٌ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫كىو‬ ‫القرآف ألنو هبمع السور كيضمها‪،‬‬
‫ُب الًتتيل‪.‬‬
‫‪ )3‬مشتق من (القرء) أيضا دبعٌت اعبمع‪ ،‬كؽبذا ظبي قرؤ العدة قرءا؛ الجتماع‬
‫دـ اغبيض ُب الرحم‪ ،‬كقاؿ بعض العلماء ‪ :‬تسمية ىذا الكتاب قرآنا من بُت كتب اهلل‬
‫‪24‬‬
‫لكونو جامعا لثمرة كتبو بل عبمعو شبرة صبيع العلوـ‪.‬‬
‫ب) منهم من يرل أهنا مصدر غَت مهموز كاشتقاقو ما يأٌب‪:‬‬
‫‪ )1‬مشتق من (قرل) كقوؿ عريب‪ :‬قرل اؼباء ُب اغبوض أم صبعو كمن ىذا‬
‫‪25‬‬
‫األصل ظبيت القرية قرية الجتماع الناس فيها‪.‬‬
‫‪ )2‬مشتق من قرف أم قرنت الشيء بالشيء أم ضممتو؛ كالقرآف ظبي بو‬
‫لًًقراف السور كاآليات كاغبركؼ فيو‪ ،‬كُّذا األصل ظبٌي حج القراف ألنو قرف اغبج كالعمرة‬
‫‪26‬‬
‫سواء بسواء‪.‬‬
‫‪ )3‬مشتق من (قراف) بغَت اؽبمز ألف اآليات القرآنية يصدؽ بعضها بعضا‬
‫كما يتشابو بعضها عن بعض كيسمى ىذا التصادؽ كالتشابو قرائن‪ ،‬كىذا مذىب‬
‫القرطب‪. 27‬‬

‫‪ 21‬سورة القيامة اآلية السابعة عشرة‪.‬‬


‫‪ 22‬سورة اإلسراء اآلية الثامنة بعد السبعُت‪.‬‬
‫‪ 23‬زين الدين ؿبمد بن عبد القادر الرازم‪ ،‬ـبتار الصحاح‪ ،‬ص‪.526‬‬
‫‪ 24‬الراغب األصفهاين‪ ،‬معجم مفردات ألفاظ القرآف‪ ،‬ص ‪.414‬‬
‫‪ 25‬أضبد أبو اغبسُت بن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة[قرا] ربقيق عبد السبلـ ىاركف‪( ،‬دمشق ‪ :‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ، ).‬ج ‪ ،4‬ص ‪.78‬‬
‫‪ 26‬أبو منظور ؿبمد بن أضبد األزىرم ‪ ،‬هتذيب اللغة ربقيق ؿبمد غوض مرعب ‪ ( ،‬ط ‪1‬؛ بَتكت ‪:‬‬
‫دار إحياء الًتاث العريب‪2001 ،‬ـ )‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص‪.271‬‬
‫‪01‬‬

‫كأما الذين يركف كلمة (قرآف) بعدـ اشتقاقها؛ فهم يصنفوف على أهنا اسم علم‪،‬‬
‫كىي موضوعة اظبا لكتاب اهلل العزيز ‪،‬على ىذا الرأم هنج ابن كثَت‪[ 28‬القارئ]‬
‫كالشافعيٌ [اإلماـ]‪ ،‬كرأيا أ ٌف (القرآف) ك (قرآف) اؼبعرؼ كغَت اؼبعرؼ كوهنما بنقل حركة‬
‫‪29‬‬
‫اؽبمزة إٔب ما قبلها كحذفها كىذا الرأم ما اختاره السيوطي ُب اإلتقاف‪.‬‬
‫فاؼبعٌت االصطبلحي لكلمة (قرآف) ىو كما أصبع عليو العلماء من أف القرآف‬
‫كبلـ اهلل اؼبوحى لو إٔب النب صلى اهلل عليو كسلم باللفظ العريب اؼبكتوب ُب اؼبصاحف‬
‫‪30‬‬
‫اؼبتعبد بتبلكتو اؼبنقوؿ إلينا بالتواتر اؼبعجز ُب لفظو كمعناه‪.‬‬
‫‪ . 2‬تركيز مجال الدراسة‪.‬‬
‫علي‬
‫ٌ‬ ‫دبا أ ٌف القرآف الكرمي احتوت آياتو على معاف اجتماعية كمتنوعة ينبغي‬
‫كباحث أف أتبيٌنها باالستقراء التاـ على ىذه اؼبعاين لذلك تستلزـ ٕب الدراسة العميقة‬
‫لآليات اؼبدركسة بدءنا من مفرداهتا كصوالن إٔب تراكيبها النحوية اليت ربمل مدلوالت‬
‫سبرف ُب فهم الًتاكيب النحوية‪ ،‬فاكتشاؼ اؼبعٌت‬ ‫خاصة يفهم بو من ٓبٌ النظر ك ٌ‬
‫االجتماعي ليس أمران سلسان‪ ،‬كالبد من الوقوؼ على الظواىر اللغوية اليت عرفها من تتبٌع‬
‫الدراسة كفق منهج علم اللغة االجتماعي؛ ليصل إٔب النتيجة اليت ىي إجبلء مضامُت‬
‫السورة‪ ،‬فدراسة سورة القصص حقيقتها دراسة القرآف الكرمي‪ ،‬كاجتنابان من إطناب‬
‫فيكتفي الباحث بدراسة ربليلية كتطبيقية تتم صياغتها ضمن سورة القصص اليت ىو جزء‬
‫من دراسة شاملة آليات القرآف‪.‬‬

‫‪ 27‬بدر الدين ؿبمد بن عبد اهلل الزركشي ‪ ،‬الربىاف ُب علوـ القراف‪ ( ،‬ط ‪ 3‬؛ القاىرة‪ :‬دار الًتاث‪،‬‬
‫‪1404‬ق ‪1984/‬ـ )‪ ،‬ج ‪. 278 ،1‬‬
‫‪ 28‬ىو عبد اهلل بن كثَت الدارم اؼبكي كاف عطارا ُب مكة كىو أحد القراء السبعة‪ ،‬قرأ على ؾباىد كغَته‬
‫ت ‪120‬ق انظر أضبد بن حجر العسقبلين‪ ،‬هتذيب التهذيب ‪ ( ،‬بَتكت ‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪ 1995‬ـ)‪ ،‬ج ‪2‬‬
‫ص ‪.408‬‬
‫‪29‬‬
‫اإلماـ جبلؿ الدبن عبد الرضبن بن أيب بكر السيوطي ‪ ،‬اإلتقاف ُب علوـ القرآف ‪ ( ،‬ط ‪ 1‬؛ اؼبدينة‬
‫اؼبنورة ‪ :‬ؾبمع اؼبلك فهد لطباعة اؼبصحف الشريف‪ ،‬دكف سنة )‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.339‬‬
‫‪ 30‬موسى إبراىيم اإلبراىيم‪ ،‬حبوث منهجية ُب علوـ القرآف‪( ،‬ط‪ ،2‬دار عمار ‪ :‬عماف ؛ ‪ 1416‬ق‪/‬‬
‫‪1996‬ـ)‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪00‬‬

‫مراجعة الدراسات السابقة‬ ‫د‪.‬‬


‫كلقد حاكلت استقصاء ما قد ًبٌ حبثو‪ُ ،‬ب دراسة تطبيقية لآليات القرآنية ربت‬
‫معطيات علم اللغة االجتماعي؛ فلم أىتد إٔب العثور على حبث مستقل سبت دراستو من‬
‫قبل‪ ،‬كبالطبع ىذا ال يعٍت عدـ ىكلوع الباحثُت على مثل نوع ىذه الدراسة‪ ،‬كأنا على‬
‫يقُت أف ىنالك من الباحثُت العرب أك العجم من عبٌد طريقا على النمط اؼبذكور‪ ،‬كلسوء‬
‫أحصل على أم مبط يبكن تقديبو مبوذجا دراسيا يتوافق مع ما ييطلب عليو‬ ‫ٍ‬ ‫ظ ؼباٌ‬
‫اغب ٌ‬
‫اؼبنهاج اعبامعي من حبث الرسالة اعبامعية ُب اؼبوضوع اؼبختار عليو‪ ،‬فالتقصي ُب‬
‫اؼبكتبات اعبامعية كُب شبكة اإلنًتنيت [من فت مكتبات اإللكًتكين العربية كاإلسبلمية‬
‫من مثل اؼبكتبة اإلسكندرية اؼبصريٌة‪ ،‬ك اؼبكتبة الوقفية السعودية‪ ،‬كمكتبة جامعة األردف‬
‫كغَتىا] ؼباٌ أكفٌق رجائي كلكن قد ًبٌ العثور على مبط تلك الدراسة كموضوع علم اللغة‬
‫ُب جانب كمبط العلم االجتماعي من جانب آخر ‪،‬كعلى ىذين النمطُت اؼبستقلُت‬
‫أمكنٍت اآلف تقدمي مبوذج من دراسات سابقة عن موضوع الرسالة‪.‬‬
‫ُب ؾباؿ علم اللغة كاللغويات عثرت على حبوث من مثل البعد التصويرم ُب‬
‫القرآف ُب سورة يوسف مبوذجي [للسيدة مرمي سعود]‪ 31 ،‬كأسلوب االلتفات ُب القرآف‬
‫الكرمي ‪ ،32‬ففي األكؿ أجد أف باحثتو رَّكزت اىتمامها بإبراز فنوف التصوير ُب القرآف‬
‫الكرمي من خبلؿ تتبع مبلم التصوير ُب آيات سورة يوسف‪ ،‬كىي ربلل ك تصف‬
‫مكونات النص اللغوية كيف تركت آثارا ُب كجداف قارئيو من متعة كإثارة كما إٔب ذلك‪،‬‬
‫فالبحث ٓب ىبل(كذلكم) من كصف نظرم ُب فن التصوير؛ ففيو استعراض نظرات‬
‫كتٌاب كملحوظاهتم‪ ،‬كمن ٍب تستعرض فيها التعريفات كبياف مفهوـ التصوير شاملة‪.‬‬

‫‪ 31‬ك ىي رسالة اؼبذكرة اؼبع ٌدة لنيل شهادة اؼباجستَت‪ُ ،‬ب جامعة اعبزائر من كلية اآلداب ك اللغات‪،‬‬
‫قسم اللغة العربية كآداُّا‪ ،‬بالسنة اعبامعية ‪2006-2005‬ـ‪ ،‬اليت قدمتها الباحثة مرمي سعود‪ ،‬بإشراؼ الدكتور‬
‫يوسف عركج‪.‬‬
‫‪ 32‬حبث جامعي أع ٌد لنيل درجة الدكتوراه‪ُ ،‬ب اللغة العربية كآداُّا من كلية اآلداب جامعة بغداد‪ ،‬اؼبقدـ‬
‫صداـ حسُت علواف الديلمي‪ ،‬دكف سنة‪.‬‬
‫‪02‬‬

‫كشبة مواصفات بيَّنٍتها السيدة مرمي سعود ُب رسالتها اليت تكشف مظاىر‬
‫الفٍت ُب القرآف الكرمي ضمن سورة يوسف‪ ،‬كىذه اؼبواصفات ذبلو ُب مظهر‬ ‫التصوير ٌ‬
‫الكلمات كاآليات كالتخييبلت كالتجسيمات كالتناسقات‪ ،‬كلب البحث ُب رسالتها إمبا‬
‫ىو استيضاح للتصوير الفٍت كأشكالو ُب سورة يوسف‪ ،‬كليس من ىذا القبيل ما أسعى‬
‫إليو ُب حبثي عن سورة القصص‪ ،‬بل اؼبقصود ىنا ىو استجبلء اؼبعٌت اؼبستنتج من رموز‬
‫داللية اجتماعية من القرآف الكرمي‪.‬‬
‫أما ُب الثاين ففيو الًتكيز على فن من فنوف اؼبشاكبلت ُب القرآف‪ ،‬فأسلوب‬
‫االلتفات فبا الشك فيو‪ ،‬ظاىر إعجازم تفنن ُّا القرآف الكرمي‪ ،‬فالبحث [ أسلوب‬
‫االلتفات ُب القرآف] ذك أنبية من ناحية اؼبوضوع ؛ إذ يظهر فيو اإلبداع القرآين يبدك ُب‬
‫البداية ذكر االلتفات ُب الضمائر القرآنية‪ ،‬كفيو إشارة إٔب أشكاؿ التفاتات كقع ذكرىا‬
‫ُب القرآف‪ ،‬من أمثاؿ االلتفات من اؼبتكلم إٔب اؼبخاطب‪ ،‬كمن اؼبتكلم إٔب الغائب‪ ،‬كمن‬
‫اؼبخاطب إٔب اؼبتكلم كالغائب‪ ،‬كمن الغائب إٔب اؼبتكلم ك اؼبخاطب‪ ،‬كىكذا يقع دكراف‬
‫‪33‬‬
‫التفاتات ‪ ،‬على شكل دكراف تفاعيل اػبليل بن أضبد الفراىيدم‪.‬‬
‫فرسالة ( أسلوب االلتفات ُب القرآف الكرمي) فيها استعراضات على صبيع أشكاؿ‬
‫التفات‪ ،‬من التأنيث إٔب التذكَت كعكسو‪ ،‬من اؼبفرد كاؼبثٌت إٔب اعبمع كعكسهما‪ ،‬من‬
‫االسم إٔب الضمَت كعكسو‪ ،‬من اؼباضي كاؼبضارع إٔب األمر كعكسهما‪ ،‬كغَتىا من‬
‫مبلحظة ُب القرآف‪ ،‬كمثل ىذا البحث ٓب يتجو كبو الكشف عن دالالت‬ ‫التفاتات ى‬
‫معنوية بعد الوقوؼ ُب دراسة الظواىر اللفظية من السورة‪ ،‬كال يتوافق مع طبيعة البحث‬
‫ُب علم اللغة االجتماعي إال من جزئيات كأسلوبيات بسيطة قد يتوافق مع ىذا اؼبسعى‪.‬‬
‫اطلعت على حبث كىو رسالة تناكلت معاين‬ ‫ي‬ ‫ك ٌأما ُب ؾباؿ العلم االجتماعي‬
‫إنسانية بل نزعة إنسانية بعنواف "النزعة اإلنسانية ُب الشعر بُت أيب القاسم الشايب كبُت‬

‫‪ 33‬انظر إٔب ربليل طريقة تفعيبلت اػبليل ُب مقدمة كتاب العُت‪.‬‬


‫‪03‬‬

‫غازم القاصيب"‪ 34‬البحث وبتوم على معاف اجتماعية بشكل عاـ الذم ظهر ُب‬
‫يبلحظ منو بعد تتبع الباحث سياؽ الشعر‬ ‫نصوص الشعر للرجلُت الشاعرين‪ ،‬ىذا ما ى‬
‫منهما‪ ،‬ىذه اؼبعاين تتجلٌى من خبلؿ موقفهما ذباه اؼبلم اإلنساين ُب شعرنبا كما‬
‫كل منهما يتفاءؿ بوجود اؼببدأ اإلنساين ُب‬ ‫تتجلى قضاياه كنبومو كإٔب أم مدل كاف ه‬
‫اَّتمع‪ ،‬باإلضافة إٔب استعراض اؼبنعطفات كاؼبنحنيات النفسية كالعملية اليت كجدت ُب‬
‫شعرنبا‪ ،‬نتيجة إحساسهما بانعداـ اإلنسانية ُب بعض جوانب اغبياة؛ مثل ىذا البحث‬
‫إمبا ينحو كبو مبدأ ربليل النصوص كقد برع ُب ذلك علماء التفسَت ك شراح األحاديث‬
‫بل الفقهاء ىم البارزكف ُب ىذا اؼبضمار‪ ،‬كالذم أسعى إليو ُب البحث ىو كشف‬
‫دالالت إنسانية تربز ُب األساليب اللغوية من بعد تتبع جزئيات النصوص فهذا ما ٓب‬
‫صرح ُب موضوع (النزعة اإلنسانية ُب الشعر بُت أيب القاسم الشايب كبُت غازم‬ ‫يي ٌ‬
‫القاصيب )‪.‬‬
‫فأنا ُب ىذا البحث –ىنا‪ -‬إنٍت ال ٌأدعي السبق ُب دراسة اآليات القرآنية من‬
‫منظار علم اللغة االجتماعي؛ كإف عجزت على إتياف باألحباث التطبيقية اؼببلئمة اليت‬
‫ستمكنٍت من إلقاء الضوء على ما قد ًب حبثو خبلؿ شرح الدراسات السابقة‪ ،‬فذلك من‬
‫مت ُب ربليل دراسات سابقة (ىنا) ىو ما‬ ‫ريب عليو‪ ،‬كما ق ٌد ي‬
‫تقصَتم فأستغفر اهلل تعأب ٌ‬
‫يكفٌق ٕب إهباده من حبوث‪ ،‬من بعد استقراء مواضيع كتب اؼبكتبات اؼبتناكلة األيدم‪.‬‬
‫فهذا البحث اؼبتواضع ىو ؿباكلة ؼبزيد من اػبدمة للمعرفة كالعلم بل ىو خدمة ضيئلة‬
‫للقرآف الكرمي كإف كاف ىذا ؾبهودا كبَتا كمشاقة عظمى مٍت‪ ،‬إليو تعأب أنيب كإليو‬
‫اؼبصَت‪.‬‬
‫الرسم الفكريّ التوضيحي‬ ‫ه‪.‬‬
‫تصويره بالرسوـ البيانية اليت يسبثٍّل لبنات‬
‫ي‬ ‫كلتوضي مسار البحث كبيانو‪ ،‬ييستىحسن‬
‫سبهد فقرة ما تليها كمتممة ؼبا قبلها؛ كشجرة فكرية يتٌض أصلها‪ ،‬فأساسها كمن ٍبٌ‬ ‫بنائية ٌ‬
‫‪ 34‬رسالة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة أـ القرل السعودية‪ ،‬مقدمتها ىيفاء بنت رشيد عطا اهلل‬
‫اعبهٍت‪،‬كلية اآلداب قسم الدراسات العليا العربية‪ ،‬بإشراؼ أ‪ .‬د‪ .‬عبد اهلل بن أضبد بقازم‪ ،‬عاـ دراسي‬
‫‪1426‬ـ‪1427-‬ـ‪2005/‬ـ‪2006-‬ـ‪.‬‬
‫‪04‬‬

‫كل أنظمة كقيم‪،‬‬‫فرعها كغصوهنا كأكراقها‪ ،‬فالقرآف مصدر العلوـ كاؼبعرفة؛ بل ىو مصدر ٌ‬
‫كدبا أف القرآف ذبزأ بأجزاء كسور فإف تقسيمها إٔب سور ىو فبا تابع الباحث خطوتو‬
‫للتقصي فيها بدراستها على ضوء علم اللغة‬ ‫ٌ‬ ‫بتجريد سورة القصص من أخواهتا‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫كمسار البحث ُب سورة القصص ىو دراسة اآليات‪ ،‬فاتػَّبى ىع اؼبسار الدالالت‬
‫االجتماعية؛ اللفظية كاؼبعنوية‪ ،‬كمن ٍب الوقوؼ على البنية االجتماعية ُب آم السورة‬
‫فييبلحظ خبلؿ الدراسة كياف التخاطب بُت أفراد اعبماعات من جهة كبُت اػبالق مع‬
‫األنبياء كاؼبؤمنُت من جهة أخرل‪ ،‬كما أ ٌف الدراسة تصور مظاىر التنشئة االجتماعية ُب‬
‫السورة‪ ،‬كفوؽ ذلك ُب الدراسة إظهار على اؼبعٌت االجتماعي على ضوء علم اللغة‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫كااللتزاـ ُّذا اؼبسار يقود الباحث إٔب كجاه ظاىرتُت متقابلتُت نبا الصعوبات‬
‫كالعراقيل ُب جهة‪ ،‬مقابل اؼبقومات كالدكافع ُب جهة ثانية‪ ،‬كالصعوبات كالعراقيل ناصبة‬
‫كمع ًًتضة ُب عدـ توفر النماذج الدراسية‪ ،‬كما أف اؼبعاين زبتبئ كراء صبلة من الدالالت‬
‫اللغوية‪ ،‬باإلضافة إٔب ذلكم يتحتم البحث تفقوى األلفاظ كاؼبعاين أثناء دراسة اآلم ككاف‬
‫من تكليفات الباحث الثقيلة االلتزاـ دبنهج البحث اللغوم قديبا كحديثا كُب النهاية‬
‫تكوف الدراسة متوازيا كمعتدال باحتواء على اؼبعاين كاأللفاظ على حد سواء كاعتداؿ‪.‬‬
‫أما اؼبقومات كالدكافع فهي اليت يسبً ٌد الباحث القدرة الكافية ُب دراسة اآلم‪ ،‬كمن‬
‫بُت ىذه الدكافع كاؼبقومات ىو أف القرآف الكرمي عطاؤه متواصل ُب ىيئة االقبازات‬
‫كالكشوؼ عن مضامُت اآلم‪ ،‬ككانت اؼبكتبات اإلسبلمية خَت شاىدة على توفر ىذا‬
‫العطاء‪ ،‬لذلكم فمن السهل بدء صبع اؼبواد اؼبدركسة من اؼبصادر‪ ،‬كبدكر ىذه اؼبصادر‬
‫ينمي الباحث كفاءتو الكتابية‪ ،‬كمن بعد االحتواء على الصعوبات كالعراقيل أصبحت‬ ‫ٍّ‬
‫الرسالة مصنفة كمرتبة كمفصلة‪.‬‬
‫كأما اؼبسار الدراسي الذم عليو عامة اؼبفسرين كمن قاـ بدراسة اآلم دبنهج‬
‫التفسَت اؼبوضوعي فيختلف مبطو من النمط الدراسي الذم قاـ الباحث ُب ىذا الصدد‬
‫فاؼبسار عندىم ىو دراسة اآلم كالوقوؼ على اؼبعٌت العاـ كمن شبة تتبع اؼبنهج التفسَت‬
‫‪05‬‬

‫الفكرم‬
‫ٌ‬ ‫العاـ‪ ،‬كلتوضي ما يكصف ُب ىذا الشرح البسيط‪ ،‬فينبغي باالطٌبلع على الرسم‬
‫التوضيحي ما يأٌب‪:‬‬

‫وضيحي‬
‫ّ‬ ‫الفكري التّ‬
‫ّ‬ ‫الرسم‬
‫ّ‬

‫القرآن الكريم‬

‫سورة القصص‬
‫سور أخرل‬

‫سورة القصص في ضوء علم اللغة االجتماعي‬

‫اؼبعٌت العاـ لآليات القرآنية‬


‫الدالالت االجتماعية اؼبختلفة؛ اللفظية ك اؼبعنوية ‪:‬‬
‫‪ -‬البنية االجتماعية‬
‫‪ -‬التخاطب بُت األفراد كمع اػبالق‬
‫االجتماعية‬
‫‪ -‬التنشئة ‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبعٌت االجتماعي‬
‫التفسَت ضمن اؼبناىج اؼبعركفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة اعبوانب اؼبعينة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مكاشفات على قيم القرآف‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫اؼبقومات كالدكافع ‪:‬‬ ‫الصعوبات ك العراقيل ‪:‬‬


‫‪ -‬تواصل العطاءات القرآنية‪.‬‬ ‫‪ -‬عدـ توفر النماذج الدراسية‪.‬‬
‫‪ -‬توفر اؼبعلومات ُب اؼبصادر كاؼبراجع‪.‬‬ ‫‪ -‬اختفاء اؼبعاين كراء الدالالت‪.‬‬
‫‪ -‬توفر اؼبصادر كاؼبراجع‪.‬‬ ‫‪ -‬حتمية دراسة أجزاء اآليات ك تفقهها لفظيا‬
‫‪ -‬إمكانية صبع اؼبواد اؼبدركسة بالتصنييف‪.‬‬ ‫كمعنويا‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية تنمية الكفاءات الدراسية‪.‬‬ ‫‪ -‬االلتزاـ دبنهج البحث اللغوم‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبساكات بُت اللفظ كاؼبعٌت‪.‬‬

‫إعجاز القرآف العلمي ك البياين‪ ،‬كالعددم‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫إْب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪06‬‬

‫تصنيف اؼبواد كربليلها‬ ‫احتواء الصعوبات‬

‫‪ -‬رسالة مصنفة‪ ،‬مرتبة‪ ،‬مفصلة‪.‬‬


‫‪ -‬إهباد التصنيف التطبيقي ُب اؼبعاين االجتماعية من دالالت آيات‬
‫القرآف ربت معطيات علم اللغة االجتماعي‬

‫مناىج بحث الرسالة‬ ‫و‪.‬‬


‫أما اؼبنهج اؼبتبع ُب استخبلص مراد البحث فهو تتبع اغبوار اإلؽب ٌي كاغبوار‬
‫اإلنساين الذم يشَت إٔب الدالالت اللغوية كأبعادىا اؼبعنوية ضمن اآليات‪ ،‬على أسلوب‬
‫اؼبنهج االستقرائي كالتحليلي كقد يتم التطرؽ باللجوء إٔب اؼبنهج االستنباطي كاالستدالٕب‬
‫إف اقتضت اغباؿ إليهما‪ ،‬فيصاغ أحدنبا صياغة ربت معطيات علم اللغة االجتماعي ‪.‬‬
‫كأكؿ منهج مستخدـ ُب البحث االستقراء‪ ،‬كىو استقراء ما أمكن من تأكيبلت‬
‫آيات السورة من مادهتا اللغوية كأبعادىا الًتكيبية البيانية كاؼبعنوية باستعانة فبا كتبو‬
‫اللغويٌوف كاؼبفسركف‪ ،‬من إشارات أك ظواىر قد تلوح ُب جزئيات اآليات كحاالهتا ‪ ،‬كمن‬
‫ٍب استجبلء اؼبعاين اليت الحظها النحاة القدامى بقوانُت كبوية؛ كصفية أك معيارية‪ .‬كبعد‬
‫تصنيف اؼبواد دبقتضاىا يأٌب بعدئذ دكر تفعيل ىذه اؼبواد اؼبصنفة باستخداـ منهج‬
‫التحليل‪ ،‬كىو ربليل جزئيات دبا ربملها من دالالت يبكن االىتداء ُّا‪ ،‬فإف ذبلٌت‬
‫الدالالت تتم بعد ذلك االستدالالت دبا توحي ُّا نصوص القرآف إٔب توجيهات ‪ ،‬كمن‬
‫ىنا ينكشف اؼبراد ُب آية إثر آية‪.‬‬
‫ىاىي ذه اؼبناىج اؼبتبعة ُب الدراسة كإف اقتضت اغباجة إٔب الركوف إٔب مناىج‬
‫أخرل ال مانع لذلك إذ القرآف تعاِب آياتو بإخضاع مناىج عدة لتستضاء معانيو‪.‬‬
‫أىداف البحث وجداويو‬ ‫ز‪.‬‬
‫‪07‬‬

‫أىداف البحث ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫كل حبث ىدفا أك أىدافا كراءه‪ ،‬وباكؿ منشؤه الوصوؿ إليها‪،‬‬ ‫كمن اؼبعلوـ أ ٌف ل ٌ‬
‫كاألىداؼ اليت يسعى الباحث ىنا يبكن إصباؽبا ما يأٌب‪:‬‬
‫أ ) توضي دالالت آيات القرآف االجتماعية اليت تتفت للبحث كالتنقيب‪ ،‬ؼبن كاف‬
‫يصا على استبيانة اؼبعارؼ القرآنية‪.‬‬
‫شأنو حر ن‬
‫ب ) تفهم نوعية التخاطب كمبطو ُب سورة القصص ليتجلى منو أساليب اػبطاب ُب‬
‫كأنبيتو ُب بياف األكامر كالنواىي ُب اآليات‪.‬‬
‫ج ) مراجعة النصوص القرآنية‪ ،‬هبعل القارئ يتفهم اؼبعٌت الزائد كاؼبعٌت االجتماعي ُب‬
‫ألفاظ اآليات كمعانيها‪.‬‬
‫د ) استجبلء مظاىر التغَت االجتماعي كالتنشئة االجتماعية ُب آم السورة‪ ،‬فييظهر‬
‫‪35‬‬
‫ىذا االستجبلء ؾبموعة من اؼبفاىيم اػباصة بعد استقراء الدالالت اللغوية‪.‬‬
‫جدوى البحث‬ ‫‪.2‬‬
‫أما من حيث ما أفاد البحث فيمكن حصره بفائدتُت؛ من خبلؿ اؼبطلبُت‬
‫اآلتيُت‪:‬‬
‫الفائدة الخاصة‪:‬‬ ‫أ)‬
‫‪ )1‬يفيد الباحث الستيفاء شركط الزمة إلسباـ الدراسة اعبامعية‪.‬‬
‫‪ )2‬سبريس الطالب ُب دراسة ظواىر معينة ُب أساليب القرآف‪.‬‬
‫‪ )3‬تنمية موىبة الباحث الكتابية على مبط علمي للخوض ُب حل‬
‫مشكبلت ناصبة مستحدثة‪.‬‬
‫الفائدة العامة ‪:‬‬ ‫ب)‬
‫كأما الفائدة العامة؛ فحصرىا ما يلي‪:‬‬

‫‪ 35‬بدأ استخداـ ىذه اؼبناىج منذ سنوات قليلة ُب ربليل اؼبضامُت الفعلية لظواىر اجتماعية كسلوكية ك‬
‫اقتصادية كسياسية ُب اَّتمعات اإلنسانية‪ ،‬انظر منهج البحث العلمي‪ ،‬القواعد كاؼبراحل كالتطبيقات‪ ،‬د‪ .‬ؿبمد‬
‫عبيدات كرفيقاه (ط ‪ 2‬؛ األردف‪ :‬دار كائل ‪1999 ،‬ـ)‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪08‬‬

‫‪ )1‬تقدمي اؼبراجع للناس كللجامعات حيث تفيد من أراد االطٌبلع على‬


‫دراسة تطبيقية من القرآف من منظار علم اللغة االجتماعي‪.‬‬
‫‪ )2‬إسهاـ ‪-‬كلو بقدر ضئيل‪ُ -‬ب تطوير العلوـ العربية كاإلسبلمية على صورة‬
‫إتياف البحث ُب ؾباؿ علم اللغة عامة‪.‬‬
‫تشجييع األجانب فبن يلم بالعربية ؼبمارسة العطاءات الكتابية ُب‬ ‫‪)3‬‬
‫ؾباالت زبصصهم‪ ،‬كإلبراز مقوالهتم غبل مسائل ناصبة ُب البلداف على ساحة العرب ك‬
‫اؼبسلمُت‪.‬‬
‫مخطط الرسالة ‪:‬‬ ‫ح‪.‬‬
‫تأٌب الرسالة على صورة من اؼبخططات اآلتية ‪ :‬كىي تتألف من طبسة أبواب‪،‬‬
‫الباب األكؿ ىو التمهيد‪ ،‬كلو شبانية أقساـ؛ األلف ربتوم على خلفيات البحث بينما‬
‫تأٌب الباء توض كيف تيفهم الظواىر كاالستشكاالت أم يتم ربديد اؼبشكبلت فيو‪ ،‬كُب‬
‫وض‬
‫اعبيم يتم التوضي ي فيها على تعريفات مطركحة كعلى تركيز ؾباؿ الدراسة أم بأف تت َّ‬
‫معآب البحث فيها‪ ،‬كالداؿ تتم فيها مراجعةي الدراسات السابقة من ىذا البحث‪ ،‬ك ُب‬
‫اؽباء صورة عن البناء الشجرم ُب ـبططات الرسالة بالبياف كالرسم الفكرم التوضيحي‪،‬‬
‫ُب الواك إظهار ؼبناىج البحث العديدة‪ ،‬كُب الزام فيها ربديد أىداؼ البحث كجدكاه‪،‬‬
‫كُب اغباء فيها الضوء العاـ من ـبطط الرسالة‪ ،‬الذم ىا ىو ذا كبن بصدد التعبَت عنو‪.‬‬
‫كالباب الثاين تقدمي نظرية علم اللغة االجتماعي‪ ،‬كُب الباب ثبلثة عناكين‪ :‬األلف‬
‫علم اللغة العاـ كاَّتمع‪ ،‬كالباء‪ :‬تلوي بنظرية علم اللغة االجتماعي‪ ،‬كاعبيم ‪:‬اؼبعاين ُب‬
‫اؼبستويات اللغوية؛ كلو أربعة أقساـ‪ :‬األكؿ ُب مستول األصوات يتناكؿ اؼببحث طبيعة‬
‫األصوات العلمية ‪ ،‬كالثاين ُب اؼبستول الصرُب بدراسة بنية الكلمات من ٍب التعرؼ على‬
‫اؼبركبات فيها‪ ،‬كالثالث ُب اؼبستول الًتكيب كىو إيضاح عن تكوين اعبملة كبنائها كٍب‬
‫أم اإلوباء االجتماعي‪ ،‬كمن خبلؿ‬ ‫الربط بأحواؽبا ُب الكبلـ‪ ،‬كالرابع ُب اؼبستول الدالٕب ٍ‬
‫البحث يتعرؼ القارئ على العديد من دالئل لفظية كمعنوية ذات بعد اجتماعي‪.‬‬
‫‪09‬‬

‫كالباب الثالث فيو التحاليل اللغوية ُب آيات القرآف كالباب ثبلثة أقساـ‪ :‬األلف‬
‫تبحث عن جدكل الدراسات اللغوية‪ ،‬كالباء فيها مبلحظات اللغويُت عن سورة‬
‫القصص كُب اعبيم كعي النص كالسياؽ‪.‬‬
‫الباب الرابع الصور التطبيقية ُب آيات السورة ؛ كلو أربعة أقساـ األلف ‪:‬‬
‫الدالالت اللفظية كاؼبعنوية ضمن آيات السورة‪ ،‬كالباء ‪ :‬التخاطبات اؼباثلة ضمن آيات‬
‫السورة‪ ،‬كاعبيم ‪ :‬اؼبفهوـ الزائد كاؼبعٌت االجتماعي ُب عبارات السورة‪ ،‬كالداؿ‪ :‬مظاىر‬
‫التغَت االجتماعي ك التنشئة االجتماعية ُب عبارات السورة‪.‬‬
‫الباب اػبامس ىو اػباسبة‪ ،‬كلو قسماف األلف تبحث عن أىم نتائج البحث‬
‫كالباء تبحث عن اآلثار اؼبًتتٌبة على البحث‪ ،‬كمن ىٍبَّ تيسرد اؼبصادر كاؼبراجع‪ ،‬كالسَتة‬
‫الذاتية كغَتىا تواجدت ُب اؼببلحق‪.‬‬
‫الباب الثاني‬

‫نظرية علم اللغة االجتماعي‬


‫علم اللغة العام والمجتمع‬ ‫أ‪.‬‬
‫‪ . 1‬تحول بحث اللغة إلى بحث علم اللغة‬
‫غدت اللغة ؿبطة النظرات ؼبن يهتم بالثقافة اللغوية منذ أقدـ العصور‪ ،‬فقد أنتج‬
‫عربكه‪ُ ،‬ب عديد من األفكار‬
‫األقواـ نظريات ُب فهم لغتهم كفهم مبلم ما تكلموه ك ٌ‬
‫عن اللغة حسب بنائهم الفكرم كإدراكهم الثقاُب ُب أقطارىم احمليطة ُّم ُب كرة ىذه‬
‫األرض‪ ،‬كقد كاف اليونانيٌوف يعربكف عن اللغة من منظار الفكر الفلسفي؛ فقد كصف‬
‫أفبلطوف )‪ (PLATO‬أف اللغة ظاىرة طبيعية الشأف لئلنساف ُب كجودىا؛ بينما الحظ‬
‫أرسطو )‪ (ARESTOTELES‬بأف اللغة ظاىرة اجتماعية نشأت نتيجة لبلجتماع‬
‫البشرم‪ 36.‬فالبيئة العربية ٓب تكن معزكلة من فكر النظر بوصف اللغة كالتعبَت عن‬
‫‪ 36‬أثبت ىَتكدكت )‪( (HERODOTUS‬مؤرخ يوناين مهتم بتاريخ مصر كما حوؽبا) دكر اإلنساف‬
‫كالطبيعة على حد سواء ُب نشوء اللغة؛ يذكر ىَتكدكت أ ٌف الفرعوف (‪ ،)PESMITAC‬كاف يعتقد أف شعب‬
‫اؼبصريُت ىم أعرؽ الشعوب ك اعتقد أف اللغة اؼبصرية القديبة ىي أصل لغات البشر‪ ،‬كأراد أف يربىن على ذلكم ‪،‬‬
‫‪21‬‬

‫طبائعها‪ ،‬فقد كاف العرب معركفُت بأف وبفظوف سليقتهم اللغوية من خبلؿ تنظيم الشعر‬
‫كالنثر الٌ ىذين يػي ىع ٌداف علمهم الوحيد كثقافتهم اللغوية الفريدة‪ ،‬حيث حفظوا لغتهم ُب نيظيم‬
‫الشعر ‪ ،‬كظبوىا اؼبعلقات بعد تعليقها على جدار من جدراف الكعبة اؼبشرفة‪ُ ،‬ب فًتة من‬
‫فًتات جاىلية قبل نشوء اإلسبلـ ُب اعبزيرة العربية‪.‬‬
‫أما شعوب األمم اآلسيوية الشرقية كاؽبند كالصُت كشعوب األمم ُب جنوب شرؽ‬
‫اآلسيا مثل إندكنيسيا كماليزيا كغَتنبا‪ ،‬فقد كانوا وبتفظوف لغتهم من خبلؿ كتاباهتم‬
‫كونفوتشوية الصينية‬
‫ي‬ ‫بالفنوف األدبية اآلسيوية؛ كما ُب ملحمة مهاباراتا اؽبندية‪ 37،‬كأشعار‬
‫كارسا [ ‪SULUK‬‬ ‫(‪ ، )Confucius‬كالقصص الشعبية اإلندكنيسية ( سلوؾ ىس ٍ‬
‫‪ ،] SAKARSA‬سلوؾ يكًج ٍل [ ‪ ،] SULUK WUJIL‬كسلوؾ ماالنٍغ غيومَتانٍ ٍغ‬
‫[‪ 38،) ]MALANG GUMIRANG‬كحكاياهتا اؼبتنوعة ُب جزر األرخبيل األندكنيسية‬
‫كحكاية إًىال ىغالًٍيػغى ٍوا (‪ ) ILAGALIGO‬البوقيسية‪ ،‬كىذه الفنوف األدبية كلها ربفظ أصالة‬
‫لغات شعوب األمم اآلسيوية؛ أضف إٔب ذلكم ربتفظ ىذه الفنوف اؼبواد اللغوية‬
‫كثقافتها‪.‬‬
‫عرب‬
‫جٍت (اؼبتوَب ‪ 392‬ق) عن اللغة بعبارة " حد اللغة أصوات يي ٍّ‬ ‫كقد عرؼ ابن ٌ‬
‫كل قوـ عن أغراضهم"‪ 39‬كقد توض ُب ىذا التعريف أف للٌغة عناصر أساسية ىي‬ ‫ُّا ٌ‬

‫فعزؿ طفلُت حديثي الوالدة ُب مكاف منعزؿ (كوخ) ال يسمعاف فيو أحدان كتعاىدنبا بالطعاـ كالشراب‪ ،‬فلما‬
‫اكتمل مبونبا أمر بإخراجهما؛ فكانت أكؿ كلمة قاالىا‪ :‬بيكوس (‪ )BECOS‬كىي كلمة يونانية قديبة معناىا‬
‫اػببز!‪ ،‬انظر ىيرودوت‪ ،‬تاريخ ىيرودوت‪ ،‬ترصبة عبد اإللو اؼببلح‪ ( ،‬ط ‪ 1‬؛ أبو ظب ‪ :‬اَّمع الثقاُب‪2001 ،‬‬
‫ـ)‪ ،‬ص ‪. 134 -133‬‬
‫‪37‬‬
‫سجل‬
‫كقد الحظ الباحث ىذه اغبقائق من سجبلت رحلة ابن البطوطة الرحاؿ اؼبغريب الذم ٌ‬
‫األحداث كفنوف الثقافة ُب جنوب شرؽ آسيا‪ ،‬انظر إٔب مشس الدين ؿبمد بن عبداهلل الطاقبي (ابن بطوطة)‪ ،‬ربفة‬
‫النظار ُب غرائب األمصار كعجائب األسفار‪ ( ،‬الرباط ‪ :‬أكاديبية اؼبملكة اؼبغربية‪ 1997 ،‬ـ)‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪116‬‬
‫‪. 120 -‬‬
‫‪38‬‬
‫من أقدـ الًتاث الثقاُب النثرم ُب جزيرة اعباكة اإلندكنيسية يتحدث عن قيم أخبلقية ُب التصوؼ‬
‫كالسلوؾ‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫عثماف بن جٍت‪ ،‬اػبصائص‪ ( ،‬القاىرة‪ :‬اؼبكتبة العلمية‪ 1995 ،‬ـ)‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 31‬‬
‫‪20‬‬

‫األصوات‪ ،‬كيستبعد التعريف عن الفهم الشائع؛ أف اللغة البد أف تكوف ظاىرة مكتوبة‬
‫لدل اَّتمع‪ ،‬كمن ىنا كاف ابن جٍت يوض طبيعة اللغة من جانب‪ ،‬ككظيفتها من‬
‫جانب آخر‪ ،‬كمن بعد ابن حٍت عرؼ اللغة ابن خلدكف فقاؿ ‪:‬‬
‫اعلم أف اللغة ‪ُ-‬ب اؼبتعارؼ عليو‪ -‬ىي عبارة اؼبتكلم عن اؼبقصود‪ ،‬كتلك‬
‫قرىرة‬
‫العبارة فعل لساين ناشئ عن القصد بإفادة الكبلـ؛ فبل ب ٌد أف تصَت ىملى ىك‪40‬ة يمتى ٌ‬
‫ُب العضو الفاعل ؽبا كىو اللساف‪ ،‬كىو ُب كل أمة حبسب اصطبلحاهتم‪.‬‬
‫ككاف لؤلكركبيُت تعريفات للغة يساقونو ضمن فهمهم الثقاُب كمن بُت ىذه‬
‫التعريفات ىي ما كصفها أندرم مارتنييو [ ‪ " : ] ANDRE MARTINET‬إف اللغة أداة‬
‫ذبمع إنساين عرب كحدات‬ ‫كل ٌ‬ ‫تواصل‪ ،‬ربلل كفقها خربة اإلنساف بصورة ـبتلفة ُب ٌ‬
‫تشتمل على ؿبتول دالٕب كعلى عبارة صوتية"‪ 41‬كرأل أنطواف مييو [‪] Antoine Meillet‬‬
‫أف اللغة تنظيم متماسك مرتبط بسائل التعبَت اؼبشًتؾ بُت ؾبموعة متكلمُت‪ ،‬كبينما عرب‬
‫فردناند دم سوسَت [‪ ]Ferdinand de Saussure‬أف اللغة كاقع مكتسب كاصطبلحي‪،‬‬
‫كمؤسسة اجتماعية كىي تنظيم من اإلشارات اؼبغايرة‪ُ ،‬ب حُت أدكارد سابَت [ ‪Edward‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ ] Sapir‬رأل أف اللغة غَت غريزية إليصاؿ األفكار‪.‬‬
‫عرؼ طبيعة اللغة أهنا رموز‪ ،‬أم ؾبموعة من الرموز‬ ‫كمن التعريفات السابقة تي ى‬
‫تكوف نظامان متكامبلن‪ ،‬كىذه الرموز تتمثل ُب حياة اإلنساف‪ ،‬دبا يراه ُب يومو مثل ‪:‬‬
‫إشارات اؼبركر ىي رموز ضوئية‪ ،‬كاإلشارة الضوئية الصادرة من السفن‪ ،‬كأعبلـ اعبيوش‬
‫كالكشافة؛ كُب اإلنساف أصوات صادرة عن طريق نطق اإلنساف‪ ،‬كىي تيعترب رموز تتألف‬
‫عرب بذلك عن‬ ‫من عدد كبَتة من األصوات اليت تتكوف ُب الكلمات كمن ٍب ُب اعبمل‪ ،‬فتي ٌ‬
‫اغبضارة اإلنسانية كالفكر اإلنساين‪.‬‬
‫ك ٌأما البحث العلمي ُب اللغة فهو ظاىرة حديثة نسبيان‪ ،‬كشبيو ُّذا األمر البحث‬
‫العلمي ُب فركع اؼبعرفة األخرل‪ ،‬فاإلنساف يناـ ُب راحة الليل كالنهار منذ أف يكلد من‬
‫‪ 40‬عبد الرضبن بن خلدكف‪ ،‬تاريخ ابن خلدكف (مقدمة)‪ ( ،‬بَتكت‪ :‬دار الفكر‪2001 ،‬ـ )‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‬
‫‪.753‬‬
‫‪41‬‬
‫ؿبمد أضبد ضباد ‪ ،‬علم اللغة العاـ ‪ ( ،،‬ط ‪ 1‬؛ الرياض ‪ :‬دار اإلشبيليا‪ 2003 ،‬ـ) ‪ ،‬ص ‪. 36‬‬
‫‪ 42‬ؿبمد أضبد ضباد ‪ ،‬علم اللغة العاـ ‪ ،‬ص ‪. 35‬‬
‫‪22‬‬

‫كحلم كتريٌ ُب أعضاء اعبسم‬ ‫بطن أمو‪ ،‬كلكن النوـ اغبقيقي كما جرل فيو من يسبات ي‬
‫كالدماغ‪ ،‬اليعرفو اإلنساف إال بعد حبثو كسعيو العميق لئلدراؾ عن حقيقتو كأسراره‪،‬‬
‫ككذلكم بالنسبة إٔب اللغة‪ ،‬قد عرفتها األمم كالشعوب ُب ـبتلف أطراؼ البلداف‪ ،‬فاللغة‬
‫قديبة قدـ اَّتمع اإلنساين‪ ،‬أم منذ أف خلق اهلل آدـ أب البشر؛ كلكن البحث ُب اللغة‬
‫كُب علمها ٓب يظهر إال ُب إطار التقدـ العلمي‪ ،‬كلذلكم فهو أمر حديث نسبيا ُب تاريخ‬
‫‪43‬‬
‫اإلنساف‪.‬‬
‫تعرؼ على اللغة كأنواعها ُب اَّتمع البشرم‪ ،‬بل‬ ‫إ ٌف حبث اللغة اليكتفي بال ٌ‬
‫البحث يتسع إٔب معرفة كصف مادهتا‪ ،‬كطبيعتها‪ ،‬كنشأهتا‪ ،‬كعمليات تغَتىا؛ أضف إٔب‬
‫عرؼ إٔب البٌت كالنظم كاؼبعايَت اليت ربكم عمليات النشأة‬ ‫ىذا‪ ،‬من الضركرة أف تيػتى ٌ‬
‫كالتغيَتات ُب مبو اللغة‪ ،‬كالنتيجة ُب عملية البحث اللغوية تتحقق ُب صدكر عدد من‬
‫أنظمة علمية تنتج فركعان من العلوـ منها ‪ :‬علوـ اللغة اغبديثة‪ ،‬كُب مقدمتها ىو علم‬
‫اللغة العاـ‪.‬‬
‫كعلم اللغة العاـ ُب أبسط ربديده دبفهومو العلمي ىو‪" :‬دراسة اللغة على كبو‬
‫علمي"‪ 44،‬كيعٍت ُّذا التحديد أف الدراسات اللغوية موضوعية كليست انطباعية ذاتية‪.‬‬
‫كقد أدت ىذه الدراسة إٔب بركز كثَت من اغبقائق كاَّاالت كإٔب ظهور من اؼبناىج كثَتة؛‬
‫كمن ؾباالت الدراسات اللغوية بالًتتيب ‪ :‬األصوات‪ ،‬كبناء الكلمة‪ ،‬كبناء اعبملة‪،‬‬
‫كالداللة‪ .‬كىذا الًتتيب ىبتلف عما كاف عليو القدماء من قبل‪ ،‬فقد كانوا منطلقُت ُب‬
‫البحث اللغوم –كأمثاؿ سيبويو كصبهور كباة العرب‪ -‬من قضية اعبملة كاإلعراب إٔب‬
‫‪45‬‬
‫قضية البٌت الصرفية‪ٍ ،‬ب األصوات‪ ،‬أم الوحدات األكرب إٔب الوحدات األصغر‪.‬‬
‫كمن مناىج الدراسات ُب علم اللغة اغبديث تلكم اليت تتفرع عند أغلب اللغويُت‬
‫احملدثُت إٔب أفرع أربعة على ما يأٌب ‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫ؿبمود فهمي حجازم‪ ،‬مدخل إٔب علم اللغة‪ ( ،‬ط ‪4‬؛ القاىرة‪ :‬دار قباء اغبديثة‪ 2007 ،‬ـ )‪،‬‬
‫ص‪.14 .‬‬
‫‪44‬‬
‫ؿبمود فهمي حجازم‪ ،‬مدخل إٔب علم اللغة‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 45‬ؿبمود فهمي حجازم‪ ،‬مدخل إٔب علم اللغة‪ ،‬ص ‪. 23‬‬
‫‪23‬‬

‫أ ) منهج علم اللغة اؼبقارف ( ‪) Comparative Linguistics‬‬


‫يقصد بو دراسة اللغة أك دراسة ظاىرة منها‪ُ ،‬ب فًتة زمنية معينة أك فًتة متعددة‪،‬‬
‫ُب ضوء لغة أخرل‪ ،‬شريطة أف تكوف اللغتاف اؼبدركستاف من فصيلة كاحدة‪ ،‬أك من أسرة‬
‫لغوية كاحدة؛ كلغة صينية كاليابانية‪ ،‬أك اؼببليوية اإلندكنيسية كالطغالوغية الفلبينية‬
‫كالتايبلندية‪ ،‬أك العربية كالعربية‪ ،‬أك االنكليزية كاألؼبانية‪ ،‬كالفرنسية كاإلسبانية‪ .‬كليس من‬
‫شأف ىذا اؼبنهج الدراسي أف يقارف بُت اللغات اليت ترجع إٔب أصوؿ ـبتلفة كاؼبقارنة بُت‬
‫العربية كاإلندكنيسية‪ .‬كعلم اللغة اؼبقارف قد يستخدـ ُب مقارنة ؽبجات لغة كاحدة بعضها‬
‫ببعض ُب فًتة زمنية ؿبددة كلهجة ماليزية كإندكنيسية‪ ،‬كؽبجة جزائرية كسورية ‪.‬‬
‫ك قد صنف علماء اللغة لغات العآب كفقا ؼبا بينها من عبلقات كقد حددكا ىذه‬
‫‪46‬‬
‫العبلقات دبا يأٌب‪:‬‬
‫‪ )1‬عبلقات قرابة ‪. Genetical Relations‬‬
‫كقد الحظ اللغويوف سباثبلن ُب بعض العناصر اللغوية بُت األؼبانية كاإلنكليزية‪ ،‬كقد‬
‫عدكا ىذا إٔب أف اللغتُت تنتمياف إٔب أصل مشًتؾ تطلق عليو اللغة اعبرمانية كبُت اللغتُت‬
‫قرابة‪ ،‬كالقرابة ىنا تيػ ىعد ؾبموعة من العبلقات اللغوية تقع ُب اؼبستويات أك تقع على‬
‫درجات أشبو ما تكوف بالعبلقات األسرية بُت األـ كاالبن أك األخت بأختها‪.‬‬
‫‪ ) 2‬عبلقات ثقافية ‪. Cultural Relations‬‬
‫تنشأ ىذه العبلقة نتيجة اتصاالت كاقعية بُت ؾبموعات بشرية ُب قضية اللغة‪.‬‬
‫فالعربية كالفارسية لغتاف ؽبما عبلقات ثقافية مشًتكة تبدك فيما اقًتضتو كل لغة من‬
‫األخرل من ألفاظ تتصل بثقافتهما أم ثقافة العرب كالفرس‪ .‬كليس بُت العربية كالفارسية‬
‫قرابة‪ ،‬فالعربية لغة سامية كالفارسية لغة ىندية أكركبية‪.‬‬
‫‪ ) 3‬عبلقات بنيوية أك شكلية‬
‫تكوف ىذه العبلقات بُت لغات ليس بينها عبلقة قرابة أك عبلقة ثقافية‪ ،‬كعلى‬
‫سبيل اؼبثاؿ الحظ اللغويوف كجوه شبو قوية بُت اللغة اإلنكليزية كالصينية إليثارنبا طريقة‬

‫‪ 46‬ؿبمد أضبد ضباد ‪ ،‬علم اللغة العاـ ‪ ،‬ص ‪. 250‬‬


‫‪24‬‬

‫مشًتكة ُب بناء الكلمات كما أهنم الحظوا كجوه شبو قوية بُت العربية كالسنسكريتية‬
‫‪47‬‬
‫إليثارنبا منهجا مشًتكا ُب تصريف الكلمات‪.‬‬
‫إف دراسة الشبو بُت كل ؾبموعة من اللغات قد انتهى أهنا تتشعب عن لغة‬
‫امتدت فركعها شيئا فشيئا مع الزمن كقد أصب ُب مقدكر علم اللغة اؼبقارف أف‬ ‫كاحدة َّ‬
‫يعيد بناء لغة األـ ‪Reconstruction.‬‬
‫ب ) منهج علم اللغة الوصفي ‪. Descriptive Linguistics‬‬
‫موضوع البحث ُب اؼبنهج الوصفي يقع على أساس تفسَت الوضع القائم للظاىرة‬
‫اللغوية كيكوف الوصف ُب الظواىر اللغوية‪ ،‬كُب ربديد ظركفها‪ ،‬كأبعادىا‪ ،‬كُب توصيف‬
‫العبلقات بينها‪ُّ ،‬دؼ التوصل إٔب كصف علمي دقيق متكامل للظاىرة‪ ،‬كيقوـ على‬
‫اغبقائق العلمية اؼبرتبطة ُّا‪ ،‬فتوصيف لغة ما أك ؽبجة ما ُب مستول كاحد أك عدة‬
‫مستوياهتا يكوف ُّدؼ التوصل إٔب معرفة بنيتها الصوتية‪ ،‬أك طريقة تضاـ أصواهتا‬
‫[صوامت‪ ،‬كصوائت ] لتكوين كحدات لغوية أكرب ‪ ،‬أك ُّدؼ توصيف طرؽ بناء‬
‫مفرداهتا ( اؼبستول اؼبورفولوجي أك الصرُب ) أك ُّدؼ توصيف عبلقة مفرداهتا بعضها‬
‫البعض ُب كحدات أكرب ( اؼبستول النحوم ) أك ُّدؼ التعرؼ على أساليبػها ( اؼبستول‬
‫األسلويب)‪ .‬تنتهي الدراسة العلمية للغة عندىا بالوقوؼ على طبيعة ما ىًبَّ كصفو من‬
‫جوانب اللغة كما ىو ُب كاقعو الفعلي‪ ،‬دكف التطرؽ ؼبا هبب أف تكوف عليو الظاىرة‬
‫اللغوية أك مدل صحتها أك عدمها‪ ،‬كذلك ألف الوصف للظاىرة اللغوية ىو اؽبدؼ‬
‫األكؿ كاآلخر حسب مقررات اؼبنهج الوصفي‪.48‬‬
‫كؽبذا يعتمد أساس البحث ُب ىذا ؼبنهج على تركيز مبادئ أساسية ُب البحث‪:‬‬
‫‪ ) 1‬ربديد مكاف الدراسة‬
‫هبب على الباحث اللغوم أف يوب ٍّدد ُب كصفو عن االستعماالت اللغوية اليت‬
‫تنتمي إٔب بيئة لغوية معينة‪.‬‬

‫‪ 47‬ؿبمد أضبد ضباد ‪ ،‬علم اللغة العاـ ‪ ،‬ص ‪. 251‬‬


‫‪ 48‬موسى حامد موسى خليفة‪ ،‬مناىج البحث العلمي‪ ( ،‬ط‪1‬؛ الرياض‪ :‬درا الرشيد‪2009 ،‬ـ )‪ ،‬ص‬
‫‪. 35‬‬
‫‪25‬‬

‫‪ ) 2‬ربديد زماف الدراسة‪:‬‬


‫الباحث اللغوم هبب عليو أف وبدد كصفو عن االستعماالت اللغوية ُب فًتة‬
‫زمانية ؿبددة‬
‫‪ ) 3‬ربديد اؼبستول اللغوم كاؼبدركس‬
‫دبعٌت التوجو إٔب الدراسة الظاىرة اؼبعينة ُب لغة النص (القرآف‪ ،‬كاغبديث‪ ،‬كالشعر‪،‬‬
‫كالنثر‪ ،‬كالرسائل األدبية كغَتىا) أك الفرؽ بُت الفصي كاللهجات‪ ،‬أك اللغة العلمية‪،‬‬
‫كاللغة األدبية أك الفنية إٔب آخر ىذه اؼبستويات اليت زبتلف فيها الظواىر أك زبتلف فيها‬
‫‪49‬‬
‫كظائف اللغة‪.‬‬
‫كتطور اؼبنهج الوصفي ُب دارسة اللغة حىت صار اليوـ علمان لو أسسو كنظمو‬
‫كضوابطو ‪ ،‬كأصب يسمى علم اللغة الوصفي ‪ ،‬كنتج عن ذلك التطور ظهور عدد من‬
‫اؼبدارس الوصفية منها اؼبدرسة البنيوية ‪ ،‬كمدرسة النحو التحويلي التوليدم ‪ ،‬كمدرسة‬
‫القوالب‪.‬‬
‫( أ ) اؼبدرسة البنيوية ‪Structuralism‬‬
‫مؤسس ىذه اؼبدرسة يرجع إٔب فَتدناند دم سوسَت من ؿباضراتو ُب جامعة‬
‫جنيف بُت ‪1911-1906‬ـ‪ ،‬إذ قاـ تبلميذه جبمع ؿباضراتو ‪1913‬ـ‪ ،‬كنشرىا ُب‬
‫كتاب بعنواف " ؿباضرات ُب علم اللغة " ‪1916‬ـ‪ ،‬كتتلخص مبادئ ىذه اؼبدرسة‪،‬‬
‫التفريق بُت ما ييسمى باللساف )‪ (La Langue‬كما ظباه بالكبلـ )‪ ،(La Parole‬فاللساف‬
‫ىو‪ :‬األنظمة كأمباط األبنية اليت ترجع إٔب منطوقات اللغة ‪ ،‬أم أف اللساف ىو نظاـ من‬
‫اؼبواضعات كاإلشارات اليت اشًتؾ فيها صبيع أفراد ؾبتمع لغة ما ‪ ،‬كتتي ؽبم االتصاؿ‬
‫اللغوم فيما بينهم ‪ .‬أما الكبلـ فهو اؼبنطوؽ الفعلي من اللغة‪ ،‬أم ما ينطقو الفرد‬
‫حقيقية تنزيبلن ؼبا ىبتزنو ُب ذىنو ‪ ،‬كأذىاف صبيع أفراد ؾبتمعو اللغوم‪ ،‬كما ذكر دم‬
‫ربوؿ اللساف إٔب كاقع منطوؽ‪.‬‬
‫سوسَت ُب تعريفو للغة ( اللساف ) ىو اللغة‪ ،‬كالكبلـ ىو َّ‬
‫كيتصف اللساف (اللغة) عند سوسَت بأنو اجتماعي كجوىرم ‪ ،‬كمستقل عن الفرد‪،‬‬

‫‪ 49‬ؿبمد أضبد ضباد ‪ ،‬علم اللغة العاـ ‪ ،‬ص ‪. 247‬‬


‫‪26‬‬

‫بعكس الكبلـ الذم يتوقف على إرادة الفرد كذكائو‪ 50‬كبناء على ذلك فاللساف (اللغة)‬
‫عنده يبثل اعبانب التحيت ألف يشتمل على أمباط منتظمة‪ ( 51‬الصوتية كالصرفية‪،‬‬
‫كالنحوية‪ ،‬ك الداللية‪ ،‬كالًتكيبية‪ ،‬كاألسلوبية‪...‬إْب)‪.‬‬
‫‪Transformation Generative‬‬ ‫التحويلي‬
‫ٌ‬ ‫ليدم‬
‫(ب) مدرسة النحو التو ٌ‬
‫‪Grammar‬‬
‫َّفرؽ ىاريس) ‪ 52(Zelliq Harris‬بُت ؾبموعتُت من اعبمل كىو منشئ اؼبدرسة‬
‫التحويلية التوليدية‪ ،‬كىي اعبمل النواة‪ ،‬كاعبمل غَت النواة اليت يتم اشتقاقها من اعبمل‬
‫الدرس‪ ،‬صبلة نواة‪ ،‬كتشتق منها عن‬
‫ى‬ ‫ب التلمي يذ‬‫النواة بواسطة القواعد التحويلية‪ ،‬مثاؿ‪ :‬ىكتى ى‬
‫الدرس‪ ،‬فالعبلقة التحويلية بُت اعبملتُت ىي فعل‬ ‫ب‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫طريق التحويل صبلة غَت نواة ىي يكت ى‬
‫مبٌت للمعلوـ ‪ +‬مورفيم اؼبعلوـ ‪ +‬اسم "‪" + 1‬اسم "‪ ،"2‬كفعل مبٌت للمجهوؿ ‪+‬‬ ‫متع ٌد ٌ‬
‫مورفيم اَّهوؿ ‪ +‬اسم "‪ ،"2‬فهنا عن طريق التحويل اي ً‬
‫ستبد ىؿ مورفيم البناء للمعلوـ‬
‫كحذؼ االسم "‪ "1‬ككضع بدالن عنو االسم " ‪ ، "2‬كمن بعده‬ ‫دبورفيم البناء للمجهوؿ ‪ ،‬ي‬
‫جاء نعوـ تشومسكي [‪ ] AVRAM NOAM CHOMSKY‬كقفز باؼبدرسة التحويلية قفزة‬
‫نوعية ‪،‬كذلك دبهاصبة اؼبنهج البنيوم ُب اعتماده على الفونيمات كاؼبورفيمات ُب الدراسة‬
‫كل لغة فيها عدد ؿب ٌدد من الفونيمات‬ ‫و‬
‫‪ ،‬فهو يرل أف ىذا غَت يٍؾبد بسبب أ ٌف ٌ‬
‫حد لعدد اعبمل‬‫كاؼبورفيمات ‪ ،‬غَت أف عدد اعبمل ُب أم لغة ىو عدد غَت متناهو‪ ،‬إذ ال ٌّ‬
‫اعبديدة اليت يبكن إنشاؤىا‪ ،‬كما يرل أف اؼبدرسة البنيوية غَت قادرة على شرح العبلقات‬
‫اليت يبكن أف تقوـ بُت ـبتلف اعبمل‪ ،‬فقد تشًتؾ صبلتاف ُب الشكل‪ ،‬كزبتلفاف ُب اؼبعٌت‬
‫اختبلفان جذريان‪ ،‬فاعبملتاف من حيث الشكل اػبارجي متطابقتاف‪ ،‬بينما زبتلفاف ُب اؼبعٌت‬
‫كليان‪ ،‬كما يرل أف ىناؾ صببل ربتمل معنيُت ـبتلفُت‪ ،‬دكف أف يبيٍّز الشكل اػبارجي‬
‫قاب خالد صارمان )‪ ،‬فهنا وبتمل أف يكوف معٌت اعبملة‬ ‫ً‬
‫بينهما مثل قوؿ أحد ‪( :‬كاف ع ي‬

‫‪ 50‬موسى حامد موسى خليفة‪ ،‬مناىج البحث العلمي‪ ،‬ص ‪. 15‬‬


‫‪ 51‬رمضاف عبد التواب ‪ ،‬اؼبدخل إٔب علم اللغة كمناىج البحث اللغوم‪( ،‬ط ‪ 3‬؛ القاىرة ‪ :‬اػباقبي‪،‬‬
‫‪1997‬ـ )‪ ،‬ص‪. 184 - 183 .‬‬
‫‪ 52‬أستاذ تشومسكي ك أحد مؤيدم نظريتو‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫(معاقىب ) أم ىو ىم ٍن كقع عليو العًقاب‪ ،‬كمن احملتمل أيضان أف يكوف خالد‬ ‫أف خالدا ه‬
‫‪53‬‬
‫ىو من عاقب غَته عقابان صارمان‪.‬‬
‫قادت تشومسكي إٔب التفريق بُت بنيتُت للجمل‪،‬‬ ‫ىذه األمور كغَتىا ىي اليت ٍ‬
‫األكٔب ظباىا البنية السطحية الظاىرة ) ‪ ، ( surface structure‬كىو الذم يينطق فعبلن من‬
‫كبلـ ‪.‬كالثانية ظباىا البنية العميقة ) ‪ (deep structure‬كىي اليت تكوف فيها العبلقات‬
‫اؼبعنوية ( الداللية ) كاضحة‪ ،‬كما يينظٍّم العبلقة بُت ىاتُت البنيتُت ىو القوانُت اليت تيطبق‬
‫على النوع الثاين( العميق) فيتحوؿ إٔب ( سطحي)‪ ،‬كىذه القوانُت ظباىا القوانُت‬
‫التحويلية ( ‪ .)Transformation Rule‬كلذا يظبيت مدرستو باؼبدرسة التوليدية التحويلية ‪.‬‬
‫نيت على األسس‬ ‫كمن ذلك ييفهم أف نظرية تشومسكي ( النظرية التوليدية التحويلية) بي ٍ‬
‫‪54‬‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫( ‪ ) 1‬التوليدية ‪(Generative):‬‬
‫ألم لغة أف تنتج عددان من اعبمل الصحيحة كبويان ‪ ،‬كعليو يستطيع أم فرد‬ ‫يبكن ٌ‬
‫قبل ‪ ،‬مع صحتها كمطابقتها لقوانُت‬ ‫إنتاج صبلة أك صبل ٓب يسبق أف نطق ُّا أح هد من ي‬
‫ً‬
‫السقف حبثان لغويان فلسفيان فبيزان كنالت عليو درجة‬ ‫كتبت مركحةي‬‫اللغة مثل قوؿ أحد ‪ٍ " :‬‬
‫اؼباجستَت" ‪ .‬ككذلك يرل اعبملة ُب اللغة‪ ،‬فكل صبلة ُب لغة ما ىي عبارة عن ىيكل‬
‫يبثل قانوف الًتكيب‪ ،‬كيأٌب اؼبتكلم دبلء ىذا اؽبيكل دبادتو اللفظية (اؼبفردات)‪ ،‬كال يص ٌ‬
‫أف نقوؿ أف ىذه اعبملة أك تلك غَت صحيحة ما دامت ملتزمة بالقواعد النحوية للجملة‬
‫ُب لغة ما‪.‬‬
‫(‪ )2‬التحويليٌة ‪( Transformation):‬‬
‫مكونات اعبملة من مواضعها ما دامت ربتفظ بالعبلقات اليت‬ ‫ي‬ ‫كىو أف يرب َّوؿ‬
‫تربطها مع بعضها بعضا ‪ ،‬كىذا مطابق على أغلب اللغات خاصة العربية اليت تتميز‬

‫‪ 53‬رمضاف عبد التواب ‪ ،‬اؼبدخل إٔب علم اللغة كمناىج البحث اللغوم‪ ،‬ص ‪. 190 -187‬‬
‫‪ 54‬أنظر إٔب نعوـ تشومسكي‪ ،‬أفاؽ جديدية ُب دراسة اللغة كالعقل‪ ،‬ترصبة عدناف حسن من اؼبوضوع‬
‫األصلي ( ‪( ،) New Horizons in the study of language and mind‬ط ‪ 1‬؛ البلذقية سوريا ‪ :‬دار‬
‫اغبوار ‪ 2009 ،‬ـ ) ص ‪. 61 – 31‬‬
‫‪28‬‬

‫بطواعية عالية ُب تغيَت أكضاع اؼبفردات داخل الًتكيب بوجود العبلمات اإلعرابية اليت سبيٍّز‬
‫الوظائف النحوية للمفردات داخل الًتكيب مهما كانت مواضع تلك اؼبفردات داخل‬
‫يفر يؽ‬
‫الًتكيب‪ ،‬كما اعتمد تشومسكي فكرة أقرب إٔب ما ذىب إليو دم سوسَت كىو أنو ٍّ‬
‫بُت نوعُت من البٌت‪ :‬البنية العميقة ‪ ، Deep structure‬كالبنية السطحية ‪Surface‬‬
‫‪ ،structure‬كالبنية العميقة عنده ىي القواعد النحوية كالداللية للغة بينما البنية السطحية‬
‫ىي الكبلـ‬
‫(‪ )3‬مدرسة القوالب‬
‫تشًتؾ ىذه اؼبدرسة مع تشومسكي ُب ما ذىب إليو ُب أف ىناؾ جانبُت ُب‬
‫دراسة اللغة نبا الكفاءة ‪ Competence‬كاألداء ‪ Performance‬كترل ىذه اؼبدرسة أف‬
‫مهمة القواعد اللغوية ىي تقدمي مبوذج للكفاءة‪ ،‬بينما األداء يتمثل ُب تنزيل تلك‬
‫الكفاءة إٔب الواقع (الكبلـ)‪ ،‬كترل أف التحليل اللغوم يعٌت طائفة من اإلجراءات‬
‫لوصف اللغة ‪ ،‬كيعتمد على كحدة كبوية أساسية تسمى القالب‪ ،‬كترد ىذه الوحدة‬
‫ضمن مركب على ىيئة سلسلة من العناصر تقع ضمن مستويات ؿبددة من اؼبستويات‬
‫النحوية اؼبختلفة‪ ،‬كالقالب ىو عبارة عن ارتباط اؼبوقع الوظيفي كالوحدات اليت تشغل ىذا‬
‫اؼبوقع ‪ ،‬كالوحدات اليت تشغل اؼبوقع مؤلفة من كظيفة كشكل ‪ .‬فمثاؿ للمواقع الوظيفية‬
‫ب ؿبم هد خالً ندا ) ثبلثة مواقع‪ :‬ىي‪:‬‬
‫ضىر ى‬
‫ُب قوؿ أحد ( ى‬
‫(( أ ) موقع اؼبسند ‪ :‬تشغلو كلمة ( ضرب) ‪ ( /‬كظيفة ‪ +‬شكل)‪.‬‬
‫(( ب ) موقع اؼبسند إليو‪ :‬تشغلو كلمة ( ؿبمد)‪( /‬كظيفة‪+‬شكل)‪.‬‬
‫(( ج ) موقع اؼبفعوؿ ‪ :‬تشغلو كلمة ( خالد)‪ ( /‬كظيفة ‪ +‬شكل)‪.‬‬
‫فهنا يبكن أف تتغَت مواضع اؼبواقع الوظيفية‪ ،‬فالوظيفة كالشكل تتمثبلف ُب أف‬
‫اؼبوقع الوظيفي يبكن أف يشغلو كاحد من فئة الشاغبلت القابلة للتبادؿ بينها‪ ،‬كتصنف‬
‫إٔب أشكاؿ‪ ،‬مثبلن موقع اؼبسند إليو يبكن أف يشغلو شاغل ( ضمَت ‪ ،‬أك علم ‪ ،‬أك عبارة‬
‫اظبية ‪ ..‬اْب)‪.‬‬
‫تشكلها‪ ،‬منها القالب اإلجبارم الذم يرد‬ ‫كالقوالب أنواع حسب مكوناهتا اليت ٍّ‬
‫ُب كل حاالت ظهور البنية اللغوية ‪ ،‬كمنها القالب االختيارم ‪ ،‬كالقالب األساسي ‪،‬‬
‫‪29‬‬

‫كالقالب الثانوم ‪ ،‬كالقالب الثابت كىو الذم يثبت موضعو ُب الًتكيب كال يتغَت ‪.‬‬
‫كنأخذ اؼبثاؿ اآلٌب ؽبذه األنواع من القوالب كىو‪( :‬المثال( ‪ :‬المناىج الجامعية‬
‫الجديدة نقلت طالبات اآلداب عبر المؤسسات العام الماضي‪ ،‬فاعبملة السابقة‬
‫نت من سلسلة من القوالب كىي‪ :‬مسند إليو ‪ :‬عبارة اظبية ( اؼبناىج اعبامعية‬ ‫تكو ٍ‬
‫َّ‬
‫اعبديدة ) ‪ +‬مسند ‪ :‬فعل متعدم (نقلت) ‪ +‬مفعوؿ بو ‪ :‬عبارة اظبية ( طالبات‬
‫اآلداب) ‪ +‬مفعوؿ فيو ظرؼ مكاف ( عرب اؼبؤسسات) ‪ +‬عبارة ظرفية ‪ +‬مفعوؿ فيو‬
‫ظرؼ زماف ( العاـ اؼباضي)‪.‬‬
‫فهنا القوالب اإلجبارية ُب الًتكيب السابق ىي‪ :‬اؼبسند إليو ( اؼبناىج )‪ ،‬كالفعل‬
‫اؼبتعدم ( نقلت)‪ .‬كالقوالب االختيارية ىي اؼبفعوؿ فيو ( عرب اؼبؤسسات ) ك ( العاـ‬
‫اؼباضي)‪ .‬كالقوالب األساسية ىي‪ :‬اؼبسند كاؼبسند إليو معان ُب قالب كاحد‪ ،‬كالقوالب‬
‫الثانوية ىي الصفات ( اعبامعية‪ ،‬كاعبديدة‪ )،‬إضافة لئلضافة ( اؼبضاؼ إليو ) كلمة (‬
‫اآلداب)‪ .‬كقد يتٍّم ترتيب اؼبركبات القالبية ( قوالب الًتكيب) ُب شكل عدد من‬
‫ٍّل اؼبستول النحوم ‪ ،‬كالذم يوبلَّل إٔب‬
‫اؼبستويات – أكثرىا شيوعاي‪ -‬ىي الكلمة ‪ :‬اليت سبث ي‬
‫اؼبكونة ؽبا (اؼبورفيمات)‪ ،‬العًبارة ‪ :‬كىو اؼبستول النحوم الذم يوبَّلل إٔب‬ ‫مستوياهتا ٍّ‬
‫ؾبموعات الكلمات ذات األبنية إٔب مكوناهتا الصغرل ( الكلمات)‪ ،‬كمستول الًتكيب ‪:‬‬
‫مكوناهتا ( مسند كمسند إليو ‪ ،‬كتكملة أك‬ ‫كىو اؼبستول النحوم الذم يربلَّل عناصره إٔب ٍّ‬
‫ضلىى‪ ،‬كمستول اعبملة ‪ :‬كىو اؼبستول النحوم الذم يكبلٍّل فيو اعبمل ال يك ىربل إٔب‬ ‫في ٍ‬
‫تراكيب أصغر‪.55‬‬
‫فإذف علم اللغة العاـ اغبديث يرجع مصطلحو إٔب الرائد اللغوم السويسرم‬
‫بُت من خبلؽبا طبيعة اللغة ككظيفتها‪،‬‬‫فَتدناند دكسوسَت الذم ألقى احملاضرات ُب أكركبا ٌى‬
‫كمن بعده تتابعت عديدة من مؤلفات كثَتة‪ ،‬من أيدم أعبلـ اللغة األكركبيُت الذين‬
‫تناكلوا ُب مؤلفاهتم نظرية اللغة كمناىج التحليل اللغوم مثل بلومفيلد [ ‪Leonard‬‬

‫‪ ،] Bloomfield‬جليسوف[‪ ،] Brendan Gleeson‬ىوكيت [ ‪ ،]Hookt‬مارتينيو [‬

‫‪ 55‬رمضاف عبد التواب ‪ ،‬اؼبدخل إٔب علم اللغة كمناىج البحث اللغوم‪ ،‬ص ‪. 196 -191‬‬
‫‪31‬‬

‫]‪ ،‬كليونز [‬ ‫‪Robins‬‬ ‫]‪ ،‬تشومسكي‪ ،‬ركبينس [‬ ‫‪Jacobson‬‬ ‫]‪ ،‬ياكوبسوف [‬ ‫‪Martinet‬‬
‫‪.] Lions‬‬
‫ج ) علم اللغة التارىبي‬
‫ك ترتكز دراسة علم اللغة التارىبي على دراسة تاريخ اللغة من أقدـ نصوصها‬
‫اؼبدكنة إٔب الوقت اغباضر‪ ،‬أم إنو يبحث ُب اللغة منذ بداية اكتشافها‪ ،‬يقصد بعلم اللغة‬
‫التغَت من فًتة إٔب أخرل ك‬‫تطور اللغة عرب الزمن الذم تسلكو اللغات ُب ٌ‬ ‫التارىبي دراسة ٌ‬
‫أسباب التغَت كنتائجو‪ ،‬كييقصد بتتبع التطور الذم يطرأ على اللغة‪ ،‬ىو ما يطرأ على‬
‫األصوات ك الصرؼ ك النحو ك الداللة؛ فيعتمد علم اللغة التارىبي ُب دراستو على‬
‫الوثائق الثابتة تارىبيان ك تظهر ىذه الوثائق ُب عدة أشكاؿ‪ ،‬مثل النقوش احملفورة على‬
‫‪56‬‬
‫الصخور كاغبجارة ك على جوانب اعبباؿ كُب األلواح اػبشبية أك الطينية احملفورة‪.‬‬
‫د ) علم اللغة التقابلي‬
‫يتناكؿ ىذا العلم عن دراسة للغتُت أك أكثر أك للهجتُت ـبتلفتُت من لغة معينة‪،‬‬
‫ُّدؼ إهباد أكجو االختبلؼ؛ ككجو التفريق بُت اؼبقارف كالتقابلي ىو أف اؼبنهج اؼبقارف‬
‫ىدفو اؼبقارنة بُت لغتُت أك أكثر من فصيلة كاحدة لبياف شكل اللغة األـ‪ ،‬أما اؼبنهج‬
‫التقابلي فهو يقابل لغتُت من فصيلتُت ـبتلفتُت كالعربية كاإلندكنيسية‪،‬كما أف اؼبنهج‬
‫اؼبقارف يركز على أكجو االتفاؽ بُت اللغات بينما اؼبنهج التقابلي فَتكز على أكجو‬
‫االختبلؼ بُت اللغات بغرض تعليمي‪.‬‬
‫كفبا الشك فيو أف اكتشاؼ منهج التحليل التقابلي كتأصيلو كتطوير أدكاتو قد‬
‫عاد على علم اللسانيات كعلى اؼبتخصصُت فيو بالنفع الكثَت‪ .‬فقد أسهم ىذا اؼبنهج ُب‬
‫تصنيف لغات العآب اؼبختلفة إٔب عائبلت لغوية متعددة كذلك من خبلؿ دراستها دراسة‬
‫تقابلية مقارنة أظهرت بوضوح قواظبها اؼبشًتكة اليت سهلت عملية فرزىا كتصنيفها ربت‬
‫‪57‬‬
‫عائبلت ـبتلفة‪.‬‬

‫‪ 56‬ؿبمد أضبد ضباد ‪ ،‬علم اللغة العاـ ‪ ،‬ص ‪. 249‬‬


‫‪ 57‬ؿبمود فهمي حجازم‪ ،‬مدخل إٔب علم اللغة ‪ ،‬ص ‪. 30‬‬
‫‪30‬‬

‫علم اللغة والمجتمع اإلنساني‬ ‫‪.2‬‬


‫كأما عبلقة علم اللغة ك اَّتمع اإلنساين فيمكن إهبازىا ضمن ىذه الدراسة‪ ،‬كقد‬
‫أشَت سابقا أف اللغة نشاط إنساين‪ ،‬إهنا استجابة ضركرية غباجة االتصاؿ بُت الناس‬
‫صبيعا‪ ،‬كؽبذا السبب يتصل علم اللغة اتصاال شديدا بالعلوـ االجتماعية‪ ،‬كأصبحت‬
‫بعض حبوثو تدرس ُب علم االجتماع‪ ،‬فتينشئ فرعا من العلوـ يسمى علم االجتماع‬
‫اللغوم‪ ،‬الذم عرؼ الحق باسم علم اللغة االجتماعي‪ ،‬كاؼبوضوع الرئيس ؽبذا العلم ىو‬
‫ؿباكلة الكشف عن عبلقة بُت اللغة كاغبياة االجتماعية كأثر اغبياة االجتماعية ُب الظواىر‬
‫اللغوية اؼبختلفة؛ كيقوؿ فندريس [‪: ] Joseph Vendryes‬‬
‫أحس الناس باغباجة إٔب التفاىم‬
‫تكونت اللغة ككجدت يوـ ٌ‬ ‫ُب أحضاف اَّتمع ٌ‬
‫بينهم‪ ،‬كتنشأ من احتكاؾ بعض األشخاص الذين يبلكوف أعضاء اغبواس‬
‫كيستعملوف ُب عبلقاهتم الوسائل اليت كضعتها الطبيعة ربت تصرفاهتم‪ ،‬اإلشارة إذا‬
‫‪58‬‬
‫أعوزهتم الكلمة كالنظرة إذا ٓب تكف اإلشارة‪.‬‬
‫ىذا يعٍت أف االرتباط بُت اللغة كاغبياة اإلنسانية قوم‪ ،‬فاإلنساف بدكف لغة ال يتمتع‬
‫باإلنسانية الكاملة‪ ،‬كلو كاف عقلو كأفكاره ُب مستول أعلى بكثَت من مستول النباغة ‪،‬‬
‫كل إنساف أف العقل ال يبلغ مبوه إال بعد أف يتمكن اإلنساف من‬ ‫كمن البديهي أف يعرؼ ٌ‬
‫كل التم ٌكن‪.‬‬
‫النطق ٌ‬
‫بشكل عاـ إف عبلقة علم اللغة باَّتمع تظهر بوظائف ىذا العلم ُب ربليل‬
‫لغات البشر كبناء أنظمتها كالتعليل كالتحليل ُب موادىا اللغوية لتتض اللغة ُب شكلها‬
‫ككظيفتها ُب اَّتمع اإلنساين‪ ،‬باإلضافة إٔب ضركرة التوضي ُب العبلقة بُت اللغة ذاهتا‬
‫باَّتمع اإلنساين ُب ىذا البحث‪.‬‬
‫فاللغة ظاىرة تتحقق ُب ؾبتمع إنساين‪ ،‬أم دراسة الظاىرة اللغوية تتم حُت يكوف‬
‫ىناؾ تفاعل لغوم بُت متكلم كمستمع على األقل‪ ،‬كموقف لغوم وبدث فيو الكبلـ‬
‫كتتوزع فيو األدكار كالوظائف كفق قواعد متعارؼ عليها داخل اَّتمع‪ .‬فاللغة مستول من‬
‫الثقافة‪ ،‬كاؼبقصود ُّا أنظمة التقاليد كالعادات كاألفعاؿ كردكد األفعاؿ‪ ،‬فاللغة ىي اؼبميز‬

‫‪ 58‬رمضاف عبد التواب ‪ ،‬اؼبدخل إٔب علم اللغة كمناىج البحث اللغوم‪ ،‬ص‪.126 .‬‬
‫‪32‬‬

‫األىم عن ثقافة اَّتمع‪ ،‬إف تعليم اللغة يراعي خصوصيات اَّتمع‪ ،‬سواء ألبنائها أك‬
‫لغَتىم‪ .‬كاللغة اتفاؽ ُب اَّتمع الكبلمي؛ كاؼبقصود بو االتفاؽ اللغوم مع تعدد‬
‫الثقافات‪ ،‬كاللغات‪ ،‬كما ىو الشأف ُب اللغة اإلندكنيسية اليت تعد اللغة الرظبية للعديد من‬
‫احملافظات مع تنوع ُب الثقافات‪ ،‬كاللغات احمللية‪ ،‬كاللغة اتصاؿ كىذا االتصاؿ ىو‬
‫االىتماـ بأنواع االتصاؿ اؼبختلفة اليت يطبقها كل ؾبتمع بطريقتو اػباصة‪ .‬كاللغة أحداث‬
‫كبلمية أم اللغة حدث هبرم كفق ضوابط اجتماعية ؿبددة‪ ،‬كاؼبقصود بو مراعاة اؼبقاـ‬
‫فلكل مقام مقال‪ ،‬كاللغة تأدية لوظائف‬‫الذم تتم فيو عملية التخاطب بُت اؼبتكلمُت‪ٌ ،‬‬
‫عديدة‪ ،‬كمنها الوظائف اآلتية‪ :‬التوجيو‪ ،‬كاإلحالة‪ ،‬كاإلببلغ‪ ،‬كاَّاملة كىي ـبتلفة عن‬
‫بعضها البعض‪،‬كما أف لغة التحية كالشكر زبتلف من ؾبتمع إٔب آخر‪.‬‬
‫إف اللغة قانوف اجتماعي أم مؤسسة اجتماعية تنفذ إٔب كل جوانب اغبياة‪،‬‬
‫كىي اليت تفض عن العبلقات الشخصية كالقيم الثقافية كاالجتماعية‪ ،‬بل لعلها ىي‬
‫الوسيلة الوحيدة لئلفصاح عن ىذه القيم كتلك العبلقات "كىي نظاـ من العبلمات‬
‫الذم يعرب عن األفكار"‪ 59.‬كاللغة ؽبا دكر كبَت ُب اَّتمع‪ ،‬حيث يلقى ىذا الدكر عبئا‬
‫ثقيبل على خرباء علم اللغة كعلم االجتماع للكشف عن أبعادىا كتفسَت اذباىاهتا‬
‫لتحديد كجوه التأثَت اؼبتبادؿ بُت علم اللغة كاَّتمع‪ ،‬كىذا ما يعلل ظهور علم اللغة‬
‫االجتماعي‪ٍ .‬ب إف لغة الشخص ربددىا عوامل كثَتة منها اؼبوقف االقتصادم‪ ،‬كاؼبستول‬
‫التعليمي‪ ،‬كالتقييم الذاٌب‪ ،‬كالرغبة اػباصة‪ ،‬كاغبالة اػباصة‪ ،‬كعوامل أخرل‪ ،‬فاللغة ىي‬
‫السلوؾ االجتماعي الكامل كال مناص من فهم اللغة من اَّتمع كمن فهم اَّتمع من‬
‫‪60‬‬
‫اللغة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تلويح ِبنَظَريّة علم اللغة االجتماعي‬

‫‪ 59‬فردناف دم سوسَت‪ ،‬فصوؿ ُب علم اللغة العاـ‪ ،‬ترجم الكتاب إٔب العربية أضبد نعيم الكراعُت‪،‬‬
‫(اسكندرية ‪ :‬دار اؼبعرفة اعبامعية‪ ،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ص ‪. 40‬‬
‫‪ 60‬ؿبمد أضبد ضباد‪ ،‬علم اللغة العاـ‪ ،‬ص ‪. 205‬‬
‫‪33‬‬

‫ليس اؼبقصود ُّذا العلم أنو تركيبة من كلميت من علم اللغة كعلم االجتماعي أك‬
‫أنو مزج بينهما‪ ،‬كإمبا يعٍت ذاؾ العلم الذم "يدرس اللغة في عالقتها بالمجتمع"‪، 61‬‬
‫كل جوانب بنية اللغة‪ ،‬كطرائق استعماؽبا اليت ترتبط بوظائفها االجتماعية‬ ‫إنو ينتظم ٌ‬
‫كالثقافية‪ .‬كلكن ينبغي التنبيو أف دراسة اللغة كعبلقتها بالثقافة كاَّتمع حقل عريض‬
‫ككاسع األطراؼ‪ ،‬كال يسع حبثها من خبلؿ فرع كاحد من العلم للقياـ ُّذه اؼبسؤكلية‬
‫كتوٕب شؤكهنا‪ ،‬فهنالك من العلوـ تتناكؿ موضوع اَّتمع كاللغة قد يتفق مع اؼبضموف‬
‫بشكل أك بآخر مع علم اللغة االجتماعي؛ كقد ىبتلف ُب اؼبنطوؽ مع علم اللغة‬
‫االجتماعي‪ ،‬مثل علم اجتماع اللغة‪ ،‬أك علم االجتماع اللغوم‪ ،‬علم األنثربولوجي أك‬
‫‪62‬‬
‫األنثركبوجية اللغوية‪ ،‬علم اللغة األثنولوجي‪.‬‬
‫كمصطل علم اجتماع اللغة كعلم االجتماعي اللغوم قد درج بعض الباحثُت‬
‫على استخدامو على أنو مًتادؼ مع علم اللغة االجتماعي‪ ،‬بينما قاؿ بعضهم إنو ـبتلف‬
‫ُب درجة االىتماـ‪ ،‬ذلك أف الفرؽ بُت اؼبدلولُت يظهر ُب الًتكيز على جانب دكف آخر ‪،‬‬
‫كاالىتماـ باعبانب اللغوم أك اعبانب االجتماعي يتميز أم باحث من غَته ُب اعبانب‬
‫الذم ىو أقدر من غَته أم اعبانب اللغوم أك اعبانب االجتماعي‪.‬‬
‫تطورىا ال يبكن كعيها دبعزؿ عن حركة اَّتمع الناطق ُّا ُب الزماف‬ ‫كاللغة كقوانُت ٌ‬
‫كاؼبكاف اؼبعيٌنُت‪ ،‬ألف فيها من اإلنساف فكره كطرائقو الذىنية‪ ،‬كفيها من العآب اػبارجي‬
‫تنوعو كألوانو‪ ،‬كىذه النظرة االجتماعية إٔب اللغة أكدىا العآب (فَتث) بقولو‪:‬‬
‫ٌ‬
‫مفصوال عن العآب اػبارجي الذم يعي فيو‪ ،‬إنو ليس‬ ‫ن‬ ‫"لنبدأ نعترب اإلنساف ليس‬
‫إالٌ جزءان منو ‪ ...‬فكبلمك ليس ؾبرد ربريك اللساف أك اىتزاز ُب اغبنجرة‪ ،‬إنو‬
‫أكثر من ذلك نتيجة لعمل العقل ُب تأدية كظيفتو كمدير للعبلقات‪ ،‬لتحفظ‬
‫عليك سَتؾ ُب احمليط الذم تعي فيو‪"63.‬‬

‫‪ 61‬ىدسوف‪ ،‬علم اللغة االجتماعي‪ ،‬ترصبة ؿبمود العياد من موضوع ‪ ( Sociolinguistics‬ط ‪1‬‬
‫؛ القاىرة ‪ :‬عآب الكتب‪ 1990 ،‬ـ )‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 62‬كما ؿبمد بشر‪ ،‬علم اللغة االجتماعي‪( ،‬ط‪3‬؛ القاىرة‪ :‬دار الغريب‪ 1997 ،‬ـ )‪ ،‬ص‪.41 .‬‬
‫‪ 63‬ىادم هنر‪ ،‬علم اللغة االجتماعي ‪( ،‬ط‪ 1‬؛ بغداد‪ :‬اعبامعة اؼبستنصرية‪ 1988 ،‬ـ )‪ ،‬ص ‪-18 .‬‬
‫‪. 19‬‬
‫‪34‬‬

‫كتكمن كظيفة ىذا العلم ُب ىذه اؼبقولة عن الكيفيات اليت تتفاعل ُّا اللغة مع اَّتمع‬
‫كالنظر ُب التغَتات اليت تصيب بنية اللغة استجابة لوظائفها االجتماعية اؼبختلفة مع بياف‬
‫ىذه الوظائف كربديدىا‪. 64‬فاللغة ال يبكن فهمها أك درسها كربليلها أك تعليمها كتعلمها‬
‫كمن فيو؛ البد أف يؤثر ُب اللغة بكل‬
‫منعزلة عن سياقها االجتماعي‪ ،‬كاَّتمع بكل ما فيو ى‬
‫مستوياهتا أصواتا‪ ،‬كصرفا‪ ،‬ككبوا‪ ،‬كداللة‪ ،‬كألفاظا‪.‬‬
‫كىناؾ معنياف ىاماف لفهم موضوع علم اللغة االجتماعي كعلم مستقل‬
‫كمستقر عن علوـ اللغة العاـ كالعلوـ االجتماعية بصورة عامة‪ ،‬إذ إف ىذا العلم بمعناه‬
‫الواسع ييعٌت بدراسة الواقع اللغوم ُب أشكالو اؼبتنوعة باعتبارىا صادرة عن معاف‬
‫اجتماعية كثقافية مألوفة كغَت مألوفة‪ 65،‬كيشمل ىذا العلم دراسة العبلئق بُت اللغة‬
‫كاَّتمع‪ ،‬كمن ضمن ىذا العبلئق موضوع علم األعراؼ الذم يدرس اللغة ال لذاهتا‪،‬‬
‫كإمبا باعتبارىا تعبَتا عن سبللة معينة عن شعب كعن حضارة‪ ،‬ككما يشمل ىذا العلم‬
‫بدراسة تلك احملاكالت اليت يبكن أف تلحق بعلم اللغة العاـ؛ منها طرق التكلم‪ ،‬وموقف‬
‫المتكلم والمخاطب‪ ،‬واللهجات‪ ،‬وصور المحكومة بقواعد استخدام اللغة‪،‬‬
‫ومشكالت االتصال اللغوي‪ ،‬والتغيرات اللغوية على المستوى الجغرافي‬
‫واالجتماعي والثقافي للغات المختلفة أو داخل اللغات كل واحدة‪ ،‬وتحديد مواطن‬
‫اللهجات واألطالس اللغوية والتعددية اللغوية‪ 66.‬باإلضافة إٔب ذلكم يدخل ضمن‬
‫علم اللغة االجتماعي دبعناه الواسع ميادين أخرل كتحليل الخطاب السياسي واألدبي‬
‫والديني واإلعالمي إْب‪ ،‬مع االعتماد على سوسيوعبيا ظاىرة الكبلـ اليت ال تتعرض‬
‫للمعطيات اللسانية إال كوسيلة اجتماعية‪.‬‬
‫أما فهم ىذا العلم بمعناىا الضيق فيهتم باػبطوط العامة اليت سبيز اَّموعات‬
‫االجتماعية من حيث إهنا زبتلف وتدخل في تناقضات داخل المجموعة اللسانية‬
‫العامة نفسها‪ ،‬والوقوف على القوانين التي تخضع لها الظاىرة اللغوية ُب حياهتا‬

‫‪ 64‬ؿبمد أضبد ضباد‪ ،‬علم اللغة العاـ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬


‫‪ 65‬ؿبمد أضبد ضباد‪ ،‬علم اللغة العاـ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬
‫‪ 66‬ىادم هنر‪ ،‬علم اللغة االجتماعي‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪35‬‬

‫كتطورىا كما يعتورىا من شؤكف اغبياة‪ ،‬ومدى تأثرىا بما عداىا من الظواىر‬
‫االجتماعية‪ ،‬اليت ؽبا تأثَت على اختيار الناس اللغة وما تحملو ىذه اللغة من طوابع‬
‫الحياة اليت وبياىا اؼبتكلموف‪ ،‬ومن طرائق االستعمال اللغوي اليت يكتسبها اإلنساف من‬
‫‪67‬‬
‫اَّتمع‪.‬‬
‫كمن أىم اؼبوضوعات اليت تشغل اػبرباء اللغويُت ُب علم اللغة االجتماعي على‬
‫درجة اىتمامهم حسب ما كصفو اللغوم اغبديث ؿبمد حسن عبد العزيز ‪ :‬تحليل‬
‫المحادثات‪ ،‬وتأثير األبنية االجتماعية في األنظمة اللغوية المعجم‪ ،‬والعكس‪ ،‬التغير‬
‫االجتماعي واللغوي‪ ،‬الكفاية االتصالية‪ ،‬المعنى االجتماعي‪ ،‬التنشئة‬
‫االجتماعية‪68.‬كعلم اللغة العاـ كأصل من علم اللغة االجتماعي ىبتلف بينهما من‬
‫حيث موضوعهما‪ ،‬ككما ييعلم أف علم اللغة العاـ ال يهتم إال ببنية اللغة دكف االىتماـ‬
‫بالسياقات االجتماعية اليت تكتسب فيها اللغة كتستخدمها‪ ،‬إف مهمة علم اللغة أف‬
‫يكشف قواعد أية لغة ٍب بعدئذ يستطيع بعد ذلك بالنسبة ػبرباء علم اللغة االجتماعي‬
‫أف وبددكف نقاط ىذه القواعد ُب اَّتمع‪.‬‬
‫تنبع أىمية ىذا العلم من اعتبارات عملية ذات نفع كبَت على اللغات‬
‫كاعبماعات كاألمم‪ ،‬من خبلؿ سعي ىذا العلم إٔب أف يبد التحليل اللغوم بعدان يتجاكز‬
‫اؼبدل الذم بلغو علم اللسانيات اغبديثة‪ ،‬كيربز اؼبشكبلت اللغوية ُب اَّتمعات النامية‬
‫كاالزدكاجية اللغوية كالثنائية اللغوية‪ ،‬كُب حل كثَت من مشكبلت التعليم كالعبلقات‬
‫االجتماعية ُب اَّتمعات اؼبتقدمة ؼبا للغة من دكر فاعل ُب اإلفصاح عن العبلقات‬
‫االجتماعية كالثقافية للمجتمع‪ ،‬كتربز أنبيتو أيضا ُب دكره الفاعل ُب دراسة كسائل‬
‫االتصاؿ اؼبختلفة على أساس أف االتصاؿ ىو الوسيلة اؽبامة اليت تنقل ُّا اغبضارة من‬
‫جيل إٔب جيل‪ ،‬فعلم اللغة االجتماعي ينظر أيضا ُب التغَتات اليت تصيب بنية اللغة‬
‫استجابة لوظائفها االجتماعية اؼبختلفة مع بياف ىذه الوظائف كربديدىا‪.‬‬

‫‪ 67‬ىادم هنر‪ ،‬علم اللغة االجتماعي‪ ،‬ص ‪25‬‬


‫‪ 68‬ؿبمد أضبد ضباد‪ ،‬علم اللغة العاـ‪ ،‬ص ‪. 203‬‬
‫‪36‬‬

‫كمن اعبدير بالذكر أف علم اللغة االجتماعي علم ذك أنبية فهو يلقي ضوءا‬
‫على السلوؾ االجتماعي‪ ،‬كاػبواص االجتماعية من عادات كتقاليد ُب اَّتمع اؼبعُت‪،‬‬
‫كىو أيضا ذك أنبية ُب دراسة لغات اَّتمعات النامية‪ ،‬كىي دراسة من شأهنا أف تعُت‬
‫اؼبعنيُت بشؤكف التعليم ُب ىذه البيئات على اكتشاؼ الشكل اللغوم الذم يبكن أف‬
‫يتخذ أساسا أك معيارا للغة التعليم‪.‬‬
‫كما سبق القوؿ أف جل اىتماـ علم اللغة االجتماعي ينصب ُب قضايا اللغة‬
‫كاَّتمع كما أكثر القضايا اليت تدخل ُب ىذا اإلطار‪ ،‬كقد حدد ىوليدام مواطن‬
‫اللسانيات االجتماعية كىو كاآلٌب‪: 69‬‬
‫اللغوم‪ ،‬أك تعدد اللهجات‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أ ) االزدكاجية اللغوية كثنائيتها‪ ،‬أك التعددم‬
‫ب ) التخطيط كالتنمية اللغوية‪.‬‬
‫ج ) علم اللهجات االجتماعي ( اؼبتنوعات غَت اؼبعيارية)‪.‬‬
‫د ) اللسانيات االجتماعية كالًتبية‪.‬‬
‫ق ) الدراسات الوصفية لؤلكضاع اللغوية (طريقة كأسلوب الكبلـ)‬
‫ك ) السجبلت كالفهارس الكبلمية كاالنتقاؿ من لغة إٔب أخرل‪.‬‬
‫ز ) العوامل االجتماعية ُب التغَت الصوٌب كاالجتماعي‪.‬‬
‫ح ) اللساف كاَّتمع كالتواصل اغبضارم‪.‬‬
‫ط ) النظرية الوظيفية‪.‬‬
‫م ) اللسانيات العرفية‪.‬‬
‫ؾ ) دراسات النصوص‬
‫كىناؾ ؾباؿ كبَت للبحوث اللغوية االجتماعية ُب دكؿ العآب كإندكنيسيا‬
‫ككالدكؿ اإلفريقية حيث تتعدد اللغات ُب داخل الدكلة الواحدة فبا يفرض على الباحثُت‬
‫ضركرة االىتماـ باؼبشكبلت اللغوية االجتماعية ُب ؿباكلة لفهمها كإلهباد اغبلوؿ اؼبناسبة‬
‫ؽبا ُب إطار اعبهود اؽبادفة إٔب إقامة الدكلة اغبديثة‪.‬‬

‫‪ 69‬ىادم هنر‪ ،‬علم اللغة االجتماعي‪ ،‬ص ‪. 25‬‬


‫‪37‬‬

‫ج ‪ .‬المعاني في المستويات اللغوية‬


‫للحديث عن اؼبعٌت ُب العربية ال ب ٌد من الوقوؼ على القوالب اليت ينجلي منها‬
‫اؼبعٌت‪ ،‬فكما ييعرؼ أف اؼبعٌت ليس شيئا قائما بذاتو بل لو مستندات يقوـ عليها فيسكن‬
‫فيها كىو كركح اإلنساف اليت يستقر ُب اعبسد ك يستند عليو طواؿ اغبياة‪ ،‬كمعرفة اؼبعٌت‬
‫يكمن اؼبعٌت‬‫ُب نص من النصوص يستلزـ معرفة الظاىر الذم وبمل اؼبعٌت‪ ،‬كُب العربية ي‬
‫سمى ما ييظهر اإلنساف‬ ‫داخل اللفظ أك الكلمة‪ ،‬كاللفظ حُت يطلق عليو ربمل اؼبعٌت‪ ،‬فيي ٌ‬
‫يعرب عما ىبتلج ُب نفسو ك ـبىٍيًلتو‬‫معٌت لغةن ‪ ،‬فاللغة مليئة باؼبعاين ألف اؼبرء حُت ٌ‬
‫من ن‬
‫يستخدـ اللغة كأداة إلببلغ ك توصيل اؼبعٌت‪.‬‬
‫عندما يتوجو اؼبرء ُب كشف عن مدلوؿ اؼبعٌت كانواعو البد أف يعرج ‪-‬كذلك‪-‬‬
‫ليتم الكشف ُب صبيع ما يػؤدم إٔب إخراج اؼبعٌت‪،‬‬ ‫على فهم اللغة كربليل مفهومها ٌ‬
‫كذلك حُت أريد إدراؾ أنواع اؼبعٌت ال تنفت تلك اإلرادة إال بعد إدراؾ موقف اللغة‬
‫من اؼبعٌت‪ ،‬فاللغة مادة موضوعة ؛ منها يتم اإلجبلء للمعٌت‪.‬‬
‫اللغة [لغة القراف الكرمي] دبثابة البناء القائم الثابت‪ ،‬ىذا البناء ؿبكم أجزاؤه‬
‫كتشد عناصره بعضها ببعض فيتألف ىذا البناء من طبقات عيلوية من حيث اؼبظهر ك‬
‫الشكل‪ ،‬فهذه الطبقات اؼبتمثلة ُب اللغة‪ ،‬دبا يطلق اللغويوف اليوـ بػ (اؼبستويات)‪،‬‬
‫كيدرسوف اللغة من خبلؽبا‪ ،‬فهي[اؼبستويات] إذف مًتابطة كمتداخلة ؛ كتداخل الطبقات‬
‫ُب بناء معمارم كاحد‪ ،‬كقد كصف ؿبمود فهمي حجازم أحد الباحثُت اللغويُت العرب‬
‫‪70‬‬
‫مستويات اللغة بأهنا جانب من جوانب بنية اللغة األربع‪:‬‬
‫‪ -1‬األصوات )‪(Phonetics, Phonology‬‬
‫‪ -2‬بناء الكلمة )‪(Morphology‬‬
‫‪ -3‬بناء اعبملة )‪(Syntax‬‬
‫‪ -4‬الداللة )‪(Semantic‬‬

‫‪ 70‬انظر ؿبمود فهمي حجازم‪ ،‬اؼبصدر السابق‪ ،‬ص ‪.23-22‬‬


‫‪38‬‬

‫كىذا التقسيم ينطلق من الوحدات الصغَتة إٔب الوحدات الكبَتة‪ ،‬فاللغة الواحدة‬
‫كوف اعبمل‬‫كوف الكلمات كالكلمات تي ٌ‬ ‫تتكوف من كحدات صوتية‪ ،‬كالوحدات الصوتية تي ٌ‬
‫معٌت دالليا‪.‬‬
‫ك اعبمل ربمل ن‬
‫كىذا التقسيم ينطلق من الوحدات الصغَتة إٔب الوحدات الكبَتة‪ ،‬فاللغة الواحدة‬
‫كوف اعبمل‬‫كوف الكلمات كالكلمات تي ٌ‬ ‫تتكوف من كحدات صوتية‪ ،‬كالوحدات الصوتية تي ٌ‬
‫معٌت دالليا‪.‬‬
‫ك اعبمل ربمل ن‬
‫‪ -1‬مستوى األصوات‬
‫يتناكؿ البحػث اللغوم ُب ىذا اؼبستول األصوات‪ -‬الىت يتكوف منها الكبلـ‪-‬‬
‫باعتبارات ـبتلفة ‪:‬‬
‫أنـها وحدات صوتية مجردة منعزلة عن سياقها‬ ‫أ)‬
‫كىو ما يهتم بو علم"‪ ،"Phonetics‬كيهتم ىذا العلم ببياف ـبرج كل صوت‬
‫كطريقة نطقو كصفة الصوت‪ ،‬ىذا العلم يطلق عليو بعلم األصوات الذم يبحث اعبوانب‬
‫العلمية من األصوات‪ ،‬علم األصوات ييعٌت بدراسة صبيع األصوات الكونية الطبيعية‬
‫الصادرة من صبيع اؼبصادر الكونية اؼبختلفة‪ ،‬كاغبيوانات كالبشر كاعبمادات‪ ،‬كالغازات‬
‫كاإلشارات السلكية كالبلسلكية ‪...‬اْب‪ ،‬كسائر األصوات الصادرة من كافة العناصر‬
‫الطبيعية ُب الكوف‪ ،‬أم األصوات الصادرة من صبيع العناصر الكونية مهما اختلفت مادة‬
‫تلك العناصر‪ ،‬أم صبيع األصوات اإلرادية ‪ ،‬كغَت اإلرادية ( الفطرية ‪ ،‬الطبيعية ) اػباصة‬
‫باالنفعاالت‪ ،‬كأصوات التعبَت عن صبيع االنفعاالت اإلنسانية كغَت اإلنسانية من‬
‫الكائنات اغبية األخرل‪ ،‬كغَتىا من أصوات‪. 71‬‬
‫كمن اؼبعركؼ أف لكل صوت لغوم أثره ُب ربديد اؼبعٌت كإبراز الداللة‪ ،‬فهو‬
‫يؤدم دكرا ىاما ككظيفة أساسية ُب الكلمة‪ ،‬تنظم ىذه الوظيفة قواعد اللغة العامة‬
‫كنظامها الفونولوجي‪ ،‬إال أف كثَتا من دارسي الصوتيات ال يهتموف ُّذا اَّاؿ من‬

‫‪71‬‬
‫أنظر موسى حامد موسى خليفة‪ ،‬مدخل اللغويات‪( ،‬ط ‪1‬؛ الرياض ‪ :‬مكتبو الرشد‪،)2009 ،‬‬
‫ص ‪.75‬‬
‫‪39‬‬

‫الدراسة‪ ،‬بل إهنم ينظركف إٔب األصوات اللغوية من جانبها اؼبادم‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫قيمتها الوظيفية ُب الكبلـ‪.‬‬
‫ب) ىو دراسة الصوت باعتباره وحدة في نسق صوتي‬
‫كيهتم بو علم"‪ "Phonology‬؛ حيث يربط بُت الصوت كطرؽ تشكيلو ككظائفو‪،‬‬
‫فربط الصوت باؼبعٌت من أىم ظبات ىذا العلم‪ ،‬كيهدؼ البحث الفونولوجي إٔب ربديد‬
‫العناصر الصوتية اؼبكونة للكلمة‪ُ ،‬ب ضوء التمييز اؼبوضوعي بُت الوحدة الصوتية‬
‫‪ ،Phoneme‬كالصورة الصوتية ‪ Allophone‬على أساس التقابل الدالٕب؛ فالفرؽ بُت‬
‫(ناؿ) ك (قاؿ) فرؽ صوٌب متمثل ُب الوحدة الصوتية "ف" كالوحدة الصوتية "ؽ"‪ ،‬كىو‬
‫فرؽ يؤثر ُب اؼبعٌت‪ُ ،‬ب حُت أف تعدد درجات االختبلؼ ُب كحدة صوتية مثل" ‪:‬البلـ"‬
‫بُت درجات التفخيم كالًتقيق ُب السياقات الصوتية اؼبختلفة كل ىذه الدرجات تيع ٌد صور‬
‫‪72‬‬
‫صوتية ‪ Allophone‬ال تؤثر ُب اؼبعٌت‪.‬‬
‫كمن اللغويُت من اعترب اؼبصطلحُت مًتادفُت‪ ،‬كمنهم من وباكؿ ترصبتو بشكل‬
‫دقيق حىت يدؿ على اؼبعٌت اؼبقصود‪ ،‬فلو أيخذ مثبل مصطل ي فونولوجي ‪Phonology‬‬
‫اإلنكليزية‪ ،‬ك أريد ربديد ما يقابلو ُب العربية‪ ،‬قبده يينقل مرة كما ىو ُب اللغة اإلنكليزية‪،‬‬
‫فيسمى الفنولوجيا‪ ،‬كيًتجم مرة أخرل إٔب تسميات عدة منها‪ :‬التشكيل الصوٌب‪ ،‬كعلم‬
‫كظائف األصوات‪ ،‬كعلم األصوات التنظيمي‪ ،‬كعلم األصوات‪ ،‬كدراسة اللفظ الوظيفي‪،‬‬
‫كعلم النظم الصوتية؛ كترصبات أخرل مدرجة ُب الًتصبات السابقة مثل‪ :‬علم األصوات‬
‫التشكيلي‪ ،‬الذم ىو ربوير للًتصبة السابقة أم التشكيل الصوٌب‪ ،‬ككذلك علم األصوات‬
‫الوظيفي‪ ،‬الذم ىو ربوير للًتصبة‪ :‬علم كظائف األصوات‪ ،‬كقد ترصبو ؾبمع اللغة العربية‬
‫‪73‬‬
‫ُب القاىرة ‪:‬النطقيات‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ؿبمد أضبد ضباد‪ ،‬علم اللغة العاـ‪( ،‬ط‪1‬؛ الرياض ‪ :‬دار أشبيليا للنشر كالتوزيع‪ 1424،‬ىجرية)‪،‬‬
‫ص‪. 170‬‬
‫‪73‬‬
‫مشتق من كلمة النطق دبعٌت اللفظ بالقوؿ ٍب أضيفت بياء النسبة‪ ،‬ؾبمع اللغة العربية ‪ ،‬اؼبعجم‬
‫الوسيط‪( ،‬ط‪4‬؛ القاىرة ‪ :‬مكتبة الشركؽ الدكلية‪ ،)2004 ،‬ص ‪. 931‬‬
‫‪41‬‬

‫كاألمر كذلك بالنسبة لػ ‪: Phonetics‬حُت تناكؽبا بعض الدارسُت دخيبل‪ ،‬فقاؿ‬


‫فونيتيك دكف تعريب‪ ،‬كغالبا تيرجم إٔب علم الصوت‪ ،‬كمنهج األصوات‪ ،‬كعلم األصوات‬
‫العاـ‪ ،‬كعلم األصوات‪ ،‬كعلم األصوات اللغوية‪ ،‬كالصوتيات‪ ،‬كالصوتية‪ .‬كقد كصف عبد‬
‫الرضبن اغباج صاّب اعبزائرم‪ 74،‬الذم يقوؿ ‪:‬‬
‫أدؽ ترصبة ؼبصطل ‪ Phonetics‬ىي الصوتيات‪ ،‬كىي كلمة من قسمُت‪ :‬صوت ‪:‬‬
‫للداللة على اؼبادة اؼبدركسة ك‪( :‬ات) للداللة على العلم‪ ،‬فيكوف اؼبعٌت بذلك‪:‬‬
‫علم الصوت‪ ،‬أك علم األصوات‪ ،‬قياسا على كلمات كثَتة منها‪ :‬لسانيات‪،‬‬
‫‪75‬‬
‫رياضيات كغَتنبا‪.‬‬
‫المستوى الكلمة‬ ‫‪-2‬‬
‫كيتناكؿ البحث اللغوم ُب ىذا اؼبستول الكلمة خارج الًتكيب‪ ،‬فيىدرس صيغ‬
‫الكلمات من حيث بناؤىا‪ ،‬كالتغَتات اليت تطرأ عليها من نقص أك زيادة‪ ،‬كأثر ذلك ُب‬
‫اؼبعٌت ؛ فكل ؾبموعة من اغبركؼ تكتب ؾبتمعة كتأخذ شكبلن مستقبلن ُب الكتابة‪،‬‬
‫اعتربىا القدماء كلمة‪ُ ،‬ب حُت يتعامل البحث اللغوم اغبديث مع الوحدة الصرفية أم‬
‫أيضا من اغبقائق اليت أقبزىا علم اللغة اغبديث ُب‬
‫مورفيم‪ .‬ك اؼبورفيم )‪ )Morpheme‬ن‬
‫ربليل األمباط الصرفية اػباصة بكل لغة أك ؽبجة‪ ،‬بقصد الوصوؿ إٔب أسلوب كل لغة ُب‬
‫بناء كلماهتا‪.‬‬
‫ك للبحث عن بناء الكلمة ينبغي اغبوض ُب معرفة العلم الذم يتناكؿ دراسة بنية‬
‫الكلمة كتركيبها؛ كىو علم بنية الكلمة‪ ،‬كيقابل تسميتو بذلك ُب علم اللغة التقليدم‬

‫‪ 74‬أبو اللسانيات كرائدىا العريب اغبديث أتقن اإلنكليزية كالفرنسية كالعربية‪،‬رئيس ؾبمع اللغة العربية ُب‬
‫اعبزائر‪ ،‬حصل على جائزة اؼبلك فيصل عاـ‪2010‬ـ ‪ :‬كقد ربصل على اعبائزة تقديران عبهوده العلمية اؼبتميزة ُب‬
‫ربليلو النظرية اػبليلية النحوية كعبلقتها بالدراسات اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬كدفاعًو عن أصالة النحو العريب‪ ،‬كإجرائو‬
‫مقارنات علميةن بُت الًتاث كـبتلف النظريات ُب ىذا اؼبوضوع‪ ،‬فضبل عن مشاركاتو ُب الدراسات اللسانية حبثان‬
‫ً‬
‫كجهوده البارزة ُب حركة التعريب‪.‬‬ ‫كتقويبان كتعليمان‪،‬‬
‫‪ 75‬انظر مقالة األستاذ منصورم ميلود‪ ,‬ؾبلة العلوـ اإلنسانية‪ :‬الفكراللساين عند الدكتور عبد الرضبن‬
‫اغباج صاّب من خبلؿ ؾبلة اللسانيات ‪ -‬جامعة ؿبمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد السابع‪،‬جنفي ‪2005‬ـ‪ ,‬ص‪-1‬‬
‫‪.10‬‬
‫‪40‬‬

‫بعلم الصرؼ‪ ،‬كعلم بنية الكلمة ىو العلم الذم يبحث ُب بناء الكلمة ك طريقة صياغتها‬
‫ك القوانُت اليت ربكم ىذه الكلمة‪ 76،‬فالكبلـ الذم يتحدثو اإلنساف يتألف من كلمات‪،‬‬
‫األساسي ُب تركيب الكلمة ىو ما يسمى‬ ‫ٌ‬ ‫ككلمات تتألف منها أصوات‪ ،‬كاؼبكوف‬
‫بالوحدة الصرفية اليت سبقت تسميتها اآلنفة باؼبورفيم‪ ،‬كىذه الوحدة أصغر كحدة ُب‬
‫النظاـ الصرُب‪ ،‬كما أف أصغر كحدة ُب النظاـ الصوٌب يقاؿ بالفوٖب‪ .‬فاؼبورفيم ىو أصغر‬
‫‪77‬‬
‫كحدة لغوية وبمل معٌت ك كظيفة ُب الكلمة‪.‬‬
‫كإذا أيمعن النظر ُب كياف اؼبورفيم؛ يكجد ُب الكلمة الواحدة قد تتكوف مورفيما‬
‫كاحدا أك أكثر‪،‬على سبيل اؼبثاؿ قوؿ الباحث ‪( :‬اؼبناقشوف ُب رسالة الدكتوراه جبامعة‬
‫عبلء الدين اإلسبلمية سبعة أشخاص)‪ ،‬كلمة (اؼبناقشوف) تتكوف ُب ناحية اعبزء من‬
‫الكبلـ من أربع مورفيمات كىي (اؿ) اليت تدؿ على اؼبعرفة‪ ،‬ك(مناق ) تدؿ على أستاذ‬
‫يقوـ على نقاش الطالب‪ ،‬ك(الواك) تدؿ على اعبمع‪ ،‬ك (النوف) تدؿ على عوض عن‬
‫التنوين ُب اسم مفرد النكرة أك على عدـ اإلضافة‪ ،‬ك مثاؿ آخر‪ ،‬كلمة (ربت) ك (فوؽ)‬
‫فيهما مورفيم كاحد وبمل معٌت ككظيفة‪ ،‬إذف كجود اؼبورفيم ُب الكلمة يفيد بركز معٌت ُب‬
‫الكلمة‪.‬‬
‫فاؼبورفيم ُب الكلمات ىو الذم يغزم الكلمات باؼبعاين‪ ،‬ىذه اؼبعاين تنبعث من‬
‫رموز تدؿ عليها الوحدات الصرفية ُب الكلمة‪ ،‬فاللغة العربية ىي من أغٌت لغة تصور‬
‫تتوجد ُب لغة من لغات البشر‪ .‬كاؼبورفيمات ُب‬ ‫أشكاؿ كأنواع اؼبورفيمات اليت قد ال ٌ‬
‫لغات غَت العربية كاإلنكليزية ك اإلندكنيسية زبتلف صورىا اختبلفا بينا من الذم يكوف‬
‫ُب العربية‪ ،‬ذلك أف بعض اللغات ال تنتظم جبذكر ثبلثية أك ثنائية ُب الكلمة كاليت تنتظم‬

‫‪ 76‬انظر صباؿ حسُت أمُت إبراىيم‪ ،‬بنية الكلمة العربية‪( ،‬ط‪1‬؛ دمشق‪ :‬دار الرسالة‪2008 ،‬ـ )‪ ،‬ص‬
‫‪.15-5‬‬
‫‪77‬‬
‫ماريو بام ‪ ،‬أسس علم اللغة ‪ ،‬ترصبة د‪.‬أضبد ـبتار عمر‪( ،‬ط ‪ 8‬؛ القاىرة ‪ :‬عآب الكتب‪1419،‬‬
‫ق ‪ 1998-‬ـ)‪ ،‬ص ‪ 101‬ـ ‪.‬‬
‫‪42‬‬

‫ُب العربية ك ُب بعض اللغات السامية من العربية كالفارسية كالسريانية كغَتىا‪ 78.‬كللتعرؼ‬
‫على أشكاؿ اؼبورفيمات ُب العربية يبكن إهبازىا ما يأٌب‪:‬‬
‫أ ) اؼبورفيم اغبر‬
‫اؼبورفيم اغبر ىو الذم يبكن أف يأٌب كلمة كاحدة منفردة كمستقلة كبو‪ :‬كراء‪،‬‬
‫رجل‪ ,‬كأمثاؽبما‪.‬‬
‫ب ) اؼبورفيم اؼبقيَّد‬
‫اؼبورفيم اؼبقيَّد ىو الوحدة الصرفية ال يبكن أف يأٌب ككلمة مستقلة منفردة‪ ،‬كال‬
‫كوف كلمة مستقلة‪ ،‬كبو‪ :‬اؿ التعريف ُب‬ ‫بد أف يأٌب ىذا اؼبورفيم مع مورفيمات أخرل لتي ٌ‬
‫كلمة (البحث) من اؼبورفيمات اؼبقيدة‪ ،‬كذلك (ات) ُب صبع اؼبؤنث السآب مثل ىيئات‪،‬‬
‫كجامعات‪ ،‬ك كاك اعبماعة مع النوف من مورفيمات مقيدة‪ ،‬ىذه اؼبورفيمات ال تدؿ على‬
‫اؼبنسقوف‬
‫معانيها اؼبعينة إال بعد إسبامها دبورفيم آخر أك دبورفيمات عدة مثل كلمة ( ٍّ‬
‫‪79‬‬
‫كالعابدات)‪ ،‬كماشابو ذلك ‪.‬‬
‫ج ) اؼبورفيم الصفرم‬
‫اؼبورفيم الصفرم‪ 80‬ىو الذم اليظهر كمستًت مقدـ ُب الكلمة‪ ،‬كجوده ُب الكلمة‬
‫ذىٍت ييدرؾ من خبلؿ داللة الكلمة‪ .‬كعند ما يقوؿ أحد كلمة (الباحث)‪ ،‬يتبادر ُب‬ ‫ٌ‬
‫ذىن السامع أنو ىو الذم يقوـ بعملية البحث‪ ،‬كالذم هبعل السامع بازباذ القرار أف‬
‫الباحث ىو الذم يقوـ بعملية البحث؛ ىو ًع ٍلمو اؼبسبىق ُب كلمة (الباحث) بأهنا على‬
‫كزف فاعل‪ ،‬ككزف (فاعل) تدؿ على من قاـ بو الفعل‪ ،‬إذف كجود الوزف ُب الكلمة اؼبعربة‬

‫‪ 78‬ال نستعرض كجو التباين ُب جذكر الكلمات بُت اللغات ُب ىذا البحث ذبنبا من االستطراد ُب غَت‬
‫موضعو‪ ،‬فهنالك حبوث ُب مقارنات بُت جذكر الكلمات عند بعض اللغات السامية كبعض اللغات غَت السامية‬
‫ُب اؼبكتبات العربية ‪ ،‬يبكن اإلطبلع عليها كتشفي الغليل بإذف اهلل تعأب‪.‬‬
‫‪ 79‬كقد نبو ماريو بام ثبوت اؼبورفيمُت باصطبلح خاص ىو مورفيم اغبرة كاآلخر اؼبورفيم اؼبتصل كىذا‬
‫األخَت ما ظباه بعض الباحثُت باؼبورفيم اؼبقيد ‪ ،‬انظر ماريو بام‪ ،‬أسس علم اللغة‪ ،‬ص ‪. 103-102‬‬
‫‪ 80‬بعض اللغويُت احملدثُت ال يع ٌدكف اؼبورفيم الصفرم مورفيما‪ ،‬كرأكا أنو ليس ىنالك مورفيما صفريا‬
‫ككصفوا بعدـ كجوده‪ ،‬كبعضهم قالوا بوجود اؼبورفيم الصفرم غَت االظاىر‪ ،‬ذلك بداللة بعض الكلمات عليها سواء‬
‫أ كانت دالالهتا ظاىرة أـ كانت مستًتة‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫مستًت مقدـ كتيعترب ىذه الداللة مورفيما صفريا‪ ،‬كذا ُب سائر األظباء اليت ؽبا كزف وبمل‬
‫كل معٌت متضمن داخلو‪ ،‬كمكتوب‪ ،‬كؾبلس ‪ ،‬كمرمى كغَتىا‪.‬‬
‫يدؿ على اؼبورفيم الصفرم هبرم‬ ‫ما جرل ُب األظباء من كجود الوزف الذم ٌ‬
‫كذلك ُب األفعاؿ اليت الشك أهنا خاضعة ألنظمة األكزاف‪ ،‬كفعل (غلٌق) ك(قاتل) مثبل‬
‫نبا وبمبلف اؼبورفيم الصفرم الذم يدؿ عليو الوزف‪ ،‬كيعٍت بذلك التفعيل ُب كلمة غلق‬
‫كما يعٌت اؼبشاركة ُب كلمة (قاتل)‪ .‬كاألفعاؿ بصيغها الثبلثة؛ اؼباضي‪ ،‬كاؼبضارع ك األمر‪،‬‬
‫بأكزاهنا اؼبختلفة ُب كل صيغة منها‪ ،‬ىي من اؼبورفيمات اؼبستًتة الصفرية باإلضافة إٔب‬
‫كياف مورفيمات أخرل لدل صيغ األفعاؿ الثبلثة‪.‬‬
‫كالوحدات الصرفية قد تكوف ؽبا صيغ متعددة‪ ،‬فالوحدة الصرفية الواحدة قد‬
‫تظهر ُب صيغ أخرل مثل مسلماف كمسلمُت فمورفيم (اف) صورهتا األخرل ىو (ين)‬
‫كىو من نفس الوحدة الصرفية أم اؼبورفيم الذم يدؿ على العدد اؼبثٌت‪.‬‬
‫أما من حيث توزيع الوحدات الصرفية ( اؼبورفيمات) كتواجدىا ُب العربية‬
‫فبإمكاف اكتشافها من خبلؿ السرب ُب تكوف الوحدات الصرفية من يمتأىلَّفات الكلمة ُب‬
‫اعبميع أف الكلمة ُب العربية إما الفعل أك االسم أك اغبرؼ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫العربية‪ .‬ككما يىفهم‬
‫فالوحدات الصرفية ُب األفعاؿ قد زبتلف صورىا نوعيا مع صورىا ُب األظباء ك اغبركؼ‪.‬‬
‫ففي األفعاؿ تكوف ىذه الوحدات ُب الصيغ؛ اؼباضي ٍب اؼبضارع ٍب األمر‪.‬‬
‫المستوى التركيبي (بناء الجملة)‬ ‫‪-3‬‬
‫م ُب ىذا اؼبستول دراسة نظاـ بناء اعبملة كدكر كل جزء َب‬
‫يتناكؿ البحث اللغو ٌ‬
‫ىذا البناء‪ ،‬كعبلقة أجزاء اعبملة بعضها ببعض‪ ،‬كأثر كل جزء ُب اآلخر مع العناية‬
‫بالعبلمة اإلعرابية‪ .‬كيضاؼ إٔب ىذا عناية البحث اللغوم اغبديث‪ ،81‬على مستول‬

‫‪ 81‬كأىم فرؽ َب حبث اعبملة بُت القدماء كاحملدثُت ىو زبلص احملدثُت من التأثر بنظرية العامل‪،‬‬
‫كاذباىهم إٔب دراسة الوصفية لعناصر اعبملة‪ ،‬الىت تعتمد على الواقع اؼبنطوؽ‪ ،‬كمعرفة دكر ىذه العناصر َب اؼبعٌت؛‬
‫كمن ىنا أصب تفسَت الظواىر النحوية يقوـ على أساس كصفى بدالن من االعتماد على اؼبنطق كالتأكيبلت الىت‬
‫زبرج باللغة من إطارىا إٔب علوـ كؾباالت أخرل‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫الًتكيب ‪ Syntactic‬بدراسة الًتاكيب الصغرل‪ ،‬مثل‪ :‬اؼبضاؼ كاؼبضاؼ إليو‪ ،‬كالنعت‬


‫كمنعوتو‪ ،‬كالًتكيب مع حرؼ اعبر أك الظرؼ‪ ،‬كالتعبَتات السياقية‪ ،‬كالتعبَتات‬
‫االصطبلحية‪.‬‬
‫كالعلم الذم يتناكؿ البحث حوؿ اعبملة ىو علم بناء اعبملة كىو علم يدرس‬
‫بنية اعبملة كتركيبتها؛ أم كيف يتم تكوين اعبملة من الكلمات‪ 82.‬كعلم بناء اعبملة‬
‫مكوف من فئات ك قوانُت؛ كىي أسس بناء اعبملة ُب علم اللغة‪ ،‬كعن طريق ىذه الفئات‬ ‫ٌ‬
‫كالقوانُت يستطيع أحد من العرب أك دارس العربية أف يي ىك ٍّوف صبلة ما ُب اغبياة اليومية‪.‬‬
‫كالفئات صنوؼ‪ ،‬كىنالك فئة معجمية ك فئة كبوية؛ كفئة معجمية كل شيء يتم‬
‫تقسيم الكلمة على أساس اؼبعٌت كالصيغة ك الصفة ك الوزف كاغبرؼ كالفعل ك االسم‬
‫تقسم الكلمات فيها على أساس أكسع من فئة معجمية حبيث ت يك ٍوف‬ ‫كغَتىا‪ ،‬كفئة كبوية ٍّ‬
‫امل من مثل السوابق ك اللواحق‪ ،‬ك طريقة تصريف الكلمة‪،‬‬ ‫الكلمات مقسومة بعو ى‬
‫كإضافتها كما شابو ذلك‪ ،‬كفئة كبوية تشمل فئة معجمية فكل حديث عن فئة معجمية‬
‫ىو بعينو حديث عن فئة كبوية كما ُب اؼبثاؿ ‪ :‬إف ىيئة التدريس الرظبي ُب جامعة عبلء‬
‫الدين اإلسبلمية ىم موظفوف ُب اغبكومة اعبمهورية‪.‬‬
‫ففئة كبوية قد ال تعرؼ معناىا إال من خبلؿ موقعها ُب الًتكيب مثل (اؿ ) اليت‬
‫تاٌب أداة للتحديد‪ ،‬كبو‪( :‬ىل أتاؾ حديث الغاشية)‪( ،‬اؿ) إذا جاءت مع الكلمة فهي‬
‫تدؿ على صاحب اغباؿ حتما يكوف من اؼبعرفة مثل جاء الرجل ماشيا‪،‬كذلك كلمة‬
‫جدا تكوف معناىا اػباص إف جاء بعد الصفة اؼبعينة مثل صبيل جدا‪ ،‬ككسيم جدا ىذه‬
‫الفئات النحوية ال تعرؼ دبجرد العودة بكشفها ُب القواميس بل بالتعرؼ موقعها‬
‫النحوية ُب الكلمات‪ ،‬كىناؾ كلمات تيكتب كتبدك أهنا تنتمي إٔب فئات كبوية عدة مثل‬
‫يد‪ ،‬فهي تنتمي إٔب‬ ‫قصد منها طىلب زي هد كقد يقصد منها طلب ز و‬
‫ي‬ ‫ى‬ ‫طلب زيد النجاح؛ قد يي ي‬
‫احتمالتُت ُب اؼبعٌت‪.‬‬

‫‪ 82‬ؿبمد إبراىيم عبادة‪ ،‬اعبملة العربية مكوناهتا‪ -‬أنواعها‪ ،‬ربليلها ‪( ،‬ط‪1‬؛ القاىرة ‪ :‬مكتبة اآلداب‪،‬‬
‫‪ 2007‬ـ )‪ ،‬ص ‪. 57‬‬
‫‪45‬‬

‫كأكؿ خطوة للتحديد عن الفئة النحوية للكلمة؛ التعرؼ دبعٌت الكلمة‪ ،‬إذا كانت‬
‫الكلمة تدؿ على األشياء اؼبوجودة اؼبادية احملسوسة‪ ،‬مثل ‪ :‬األشخاص‪ ،‬أك اؼبعاين‬
‫اَّردة‪ ،83‬كانت عادة اظبا‪ .‬إف جاءت كلمة تدؿ على األحداث ك النشاطات مع داللة‬
‫على الزمن فهي تكوف من األفعاؿ‪ ،‬مثل (أكل) ‪ :‬دؿ على النشاط كاغبدث ىو األكل‪،‬‬
‫كدؿ على الزمن ىو اؼباضي‪ ،‬يأكل ‪ :‬دؿ على النشاط كاغبدث ىو األكل كدؿ على‬
‫الزمن ىو اؼبضارع‪ ،‬اشرب ‪ :‬دؿ على النشاط كاغبدث ىو الشرب‪ ،‬كدؿ على ما يشبو‬
‫الزمن ىو األمر‪.‬كذلك الصفات إف استخدمت الكلمة لوصف األظباء مثل جاء رجل‬
‫ذكي فذكي كصف لولد فكاف الوصف اظبا فيهم منو معٌت الوصف‪.‬‬
‫كثاين خطوة ؼبعرفة الفئة النحوية عملية التصريف كبالتصريف يسبيٌز الكلمة من‬
‫الفعل كاالسم كاغبرؼ فمثبل كلمة مسلم يبكن أف يضاؼ عليها اللواحق مثل ات‪ ،‬أم‬
‫مسلمات ك اف أم مسلماف؛ كؼبا أضيف عليها ات أك اف عرفت من األظباء ألف من‬
‫خصائص األظباء إضافة من مثل ىذه اللواحق‪ ،‬كزبتلف صورىا ُب األفعاؿ‪ .‬كلو أيخذ‬
‫كتْب ‪،‬ك ىي تدؿ على صبع اإلناث الغائب‪ ،‬فوجود نوف النسوة‬ ‫مثبل ‪ٍ :‬ف (النسوة) كبو ٍ‬
‫ُب الكلمة من خصائص األفعاؿ دكف األظباء‪ ،‬فمعرفة ما يلزـ من األفعاؿ ك األظباء ُب‬
‫التصريف ىي ما ربدد الفئة النحوية من الكلمات‪.‬‬
‫كثالث خطوة ؼبعرفة الفئة النحوية للكلمة ىي التوزيعية ك صورهتا أف تتوزع‬
‫الكلمة مع كلمات أك أدكات أخرل مثل األظباء اليت تأٌب مع أداة التحديد مثل اؿ كذا‬
‫(اإلشارة) ك اؿ ك ذا ال تدخبلف على األفعاؿ‪ .‬ىنالك كلمة تدؿ على الدرجة اليت تتوزع‬
‫مع الصفات مثل كلمة (جدا) ال تأٌب إال عن طريق كصف ؼبا قبلها مثل ذكي جدا ‪،‬‬
‫كفقَت جدا‪.‬‬
‫إذف بناء اعبملة يستلزـ منو ؼبن ىبوض حديثو حولو‪ ،‬أف يتعرؼ بالفئات اللغوية‬
‫ُب العربية‪ ،‬ليتمكن من تكوين اعبملة الصحيحة ُب الًتكيب‪ ،‬ك السليمة من حيث اؼبعٌت‬
‫كاؼبراد‪ .‬ك اعبملة ال تتم صيغتها بشكل عشوائي‪ ،‬ك ليس ؾبرد كلمات ال ترتبط بعضها‬
‫‪ 83‬اؼبعٌت اَّرد الذم اليكوف ملموسا كالؿبسوسا مثل الكثافة‪ ،‬اػبَت‪ ،‬الفشل؛ ال ييرل بالعُت كال ييلمس‬
‫باليد‪ ،‬كلكن ىذا اؼبعٌت موجود‪.‬‬
‫‪46‬‬

‫عن بعض‪ ،‬فهناؾ ركابط بُت الكلمات‪ 84،‬فاعبملة ؽبا تصميم تركيب شجرم تتكوف من‬
‫بناء‪ ،‬ك ىذا البناء يتكوف من كحدات أصغر كل كحدة تتكوف من كحدات أخرل بشكل‬
‫اؼبرَّكبىات‪ ،‬كاالسم مثبل َّ‬
‫مكو هف من‬ ‫كيسمى ى‬
‫تكوف من كحدات أكرب ٌ‬ ‫تفاعلي؛ فالكلمات ٍّ‬
‫اسم كىو يبكن أف يأٌب منفردة أك‬ ‫يكوف أساسو ه‬ ‫مرَّكب كيسمى اؼبرَّكب االظبي الذم ٍّ‬
‫يبكن أف يأٌب مع كلمة أخرل أك أدكات أخرل‪ .‬فكلمة طالًب ىذه الكلمة مع اؼبركب‬
‫االظبي مثل اؿ فيصَت الطالب مكونا من مركب اظبي طالب كأداة ربديد اؿ جزء‪ ،‬كإذا‬
‫كاف االسم من النكرة أك كاف علما مثل ؿبمد يأٌب منفردة بكونو مركبا اظبيا فقط‪.‬‬
‫أما اؼبركب الفعلي فيكوف أساسو فعبل لذا يكوف الفعل مع أجزاء أخرل مركبا‬
‫فعليا أك يبكن الفعل دكف أجزاء أخرل منفردا أف يكوف مركبا فعليا‪ ،‬لو أيخذف مثاال ‪:‬‬
‫أكل التفاح‪ ،‬فهو مركب فعلي مع أجزاء من اؿ كتفاح نبا مركباف اظبياف كمثاؿ كلمة ناـ‬
‫دلت على اؼبركب الفعلي منفردا‪.‬‬
‫ىنالك مركب آخر يسمى باؼبركب اعبر ىو حرؼ اعبر مع اؼبركب االظبي؛ مثاؿ‬
‫‪ُ :‬ب اغبديقة‪ ،‬اؿ أداة ربديد‪ ،‬حديقة مركب اظبي‪ ،‬ففي اغبديقة حرؼ اعبر مع اؼبركب‬
‫يكوف مركبا منفردا كما ُب‬ ‫االظبي يسمى مركب اعبر‪ ،‬ألف حرؼ اعبر ال يستطيع أف ٌ‬
‫االسم ك الفعل‪.‬‬
‫فهناؾ صور من مركبات اظبية منفردة تتوزع ُب أظباء العلم مثل ‪ :‬ؿبمد كأظباء‬
‫النكرات كما تتوزع اؼبركب الفعلي اؼبنفرد ُب األفعاؿ البلزـ دكف اؼبتعدم‪.‬‬
‫ىناؾ قانوف خاص حبيث يبكن أف يكوف اؼبركب االظبي ؿبتاجا إٔب مركب اظبي؛‬
‫ىو ُب حالة اإلضافة مثاؿ‪ :‬جامعة عبلء الدين؛ فعبلء الدين مكمل من مركب اظبي‬
‫السم جامعة‪ ،‬كجامعة عبلء الدين ىي مركب اظبي كاحد مع مكمبلهتا‪ ،‬كذلك قوؿ‬
‫أحد‪ :‬عاصمة ؿبافظة سبلكيسي اعبنوبية مكاسر‪ ،‬ىذه اعبملة تتألف فيها من اؼبركباف‬
‫االظبياف األكؿ عاصمة كمكمبلهتا؛ كالثاين مكاسر مركب اظبي دكف مبُت ك مكمل‪.‬‬

‫‪ 84‬تفصيل كاسع يستفاد من الباحث اغباذؽ ؿبمد ضباسة عبد اللطيف‪ُ ،‬ب بناء اعبملة العربية‪( ،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬دار الغريب‪2003 ،‬ـ)‪ ،‬ص ‪. 150 - 50‬‬
‫‪47‬‬

‫كقد يرب َّوؿ قوانُت اعبملة من التوليدية إٔب التحويلية أم تغيَت اعبملة من شكل إٔب‬
‫آخر ‪،‬كُب التوليدية مثبل اعبملة تبدأ باؼبركب االظبي؛ كبو‪ :‬الولد يدرس مادة الرياضيات‪،‬‬
‫ففي التحويلية تكوف اعبملة تبدأ باؼبركب الفعلي بعد ربوؽبا؛ مثاؿ يدرس الطالب مادة‬
‫الرياضيات‪ ،‬كمن فوائد القوانُت التحويلية ىي تساعد على تغيَت اعبملة إٔب شكل آخر‪،‬‬
‫فمثبل الولد أكل التفاحة ىذه اعبملة إف أريد تغيَتىا إٔب مبٍت ؾبهوؿ فتحوؿ اعبملة‬
‫بادئ ذم البدء إٔب الفعلية ٍب تطبق قوانُت اؼببٍت اَّهوؿ ىي حذؼ الفاعل كإحبلؿ ؿبلو‬
‫اؼبفعوؿ بو‪ ،‬فهو نائب عن الفاعل‪ ،‬فبل تتم صيغة مبٍت ؾبهوؿ إال بعد أف تكوف اعبملة‬
‫ؿبولة إٔب فعلية كىذا يعٍت أف القوانُت التحويلية يبكن أف يطبق أكثر من مرة على اعبملة‬
‫الواحدة‪.‬‬
‫فالقوانُت التوليدية ىي البنية األساسية أك العميقة للجملة ُب العربية كبو الولد‬
‫أكل التفاحة؛ كىي أصل اعبملة قبل ربوؽبا إٔب صيغة أخرل‪ ،‬كالقوانُت التحويلية تعطي‬
‫شيئا آخر تسمى البنية السطحية كىي البنية اليت تستخدـ ُب الكبلـ بعد تطبيق قانوف‬
‫ربويلي؛ فإذا كانت صبلة ( الولد أكل التفاحة)‪ ،‬ىي البنية العميقة فتكوف البنية‬
‫السطحية منها بعد تطبيق قانوف ربويلي بصورة (أكل الولد التفاحة)‪ ،‬كعندما تستخدـ‬
‫اعبملة الفعلية ُب الكبلـ البد أف تكوف ؽبا أصل من البنية األساسية‪ ،‬كاؼبثاؿ السابق‬
‫أكل الولد التفاح أصلها الولد أكل التفاح‪ ،‬كذلك ُب اعبملة اؼببنية للمجهوؿ أصلها‬
‫اؼببنية للمعلوـ اليت طبقت فيها القوانُت التحولية من اؼبعلوـ إٔب اَّهوؿ‪ ،‬كُب اؼبعلوـ طيبٌق‬
‫أيضا قانوف ربويلي من االظبية إٔب الفعلية ‪ ،‬إذف البنية (غَت األصلية) اليت تستخدـ ُب‬
‫الكبلـ كلها تسمى البنية السطحية‪ ،‬بينما ُب اعبملة االظبية العادية اليت ال ذبرم فيها أية‬
‫تغيَتة؛ فالبنية السطحية فيها ىي بعينها البنية العميقة ‪ ،‬مثاؿ ‪ :‬قوؿ أحد ‪ :‬جامعة عبلء‬
‫الدين أرقى جامعة إسبلمية إندكنيسية‪.‬‬
‫فبناء اعبملة تتكوف من تركيب اؼبواد اؼبعجمية أك بعبارة أخرل ؛ أف ُب العربية‬
‫تقوـ اعبملة السليمة على أسس من البناء اللغوم من اؼبعجم ٍب تطبق قوانُت بنية العبارة‬
‫حسب متطلبات كبلمية على اؼبواد اؼبعجمية فتص العبارة كييفهم اؼبراد منها كييؤَّكد اؼبعٌت‬
‫حسب صدارتو ُب الكبلـ‪.‬‬
‫‪48‬‬

‫المستوى الداللي‬ ‫‪.4‬‬


‫يتناكؿ البحث اللغوم ُب ىذا اؼبستول دراسة اؼبعٌت بكل جوانبو ‪( :‬اؼبعٌت الصوٌب‬
‫كما يتصل بو من نرب كتنغيم‪ ،‬كاؼبعٌت الصرُب‪ ،‬كاؼبعٌت النحوم‪ ،‬كاؼبعٌت اؼبعجمي‪ ،‬كاؼبعٌت‬
‫السياقي)؛ كذلك ألف اؼبعٌت اللغوم ىو حصيلة ىذه اؼبستويات كلها‪،‬كمع دراسة اؼبعٌت‬
‫كجوانبو يهتم البحث الدالٕب بالقضايا اآلتية ‪:‬طبيعة اؼبعٌت ؛ تغَت اؼبعٌت‪ ،‬كأسباب ىذا‬
‫التغَت‪ ،‬كمظاىر ىذا التغَت‪ ،‬كدراسة العبلقات الداللية بُت األلفاظ‪ ،‬كصناعة اؼبعجمات‬
‫بأنواعها كل ىذه القضايا تسهل للباحث ىنا ُب سرب ك كعي ما كراء اؼبعٌت الذم ىو‬
‫من نتاج ما يسمى بعلم الداللة‪.‬‬
‫كنبذة تارىبية ؽبذا العلم ىي كاف ىنالك جهود ك ؿباكالت من اؼبثقفُت ك العلماء‬
‫لدراسة اؼبعٌت بدءا من أفبلطوف ك أرسطو حىت عصر اغبديث‪ ،85‬كذلك ُب إطار العلماء‬
‫اؼبسلمُت كانت ىنالك اىتمامات قد ظهرت عند الببلغيُت كظهرت عند علماء أصوؿ‬
‫الدين كعند علماء التفسَت من تفسَت آيات القرآف باؼبعٌت ‪ ،86‬إذف موضوع ىذا العلم‬
‫موجود لدل اؼبسلمُت من قبل‪ ،‬كلكن ٓب يتطور لتصب دراسة مستقلة إال ُب العصر‬
‫اغبديث حيث ظهرت دراسة مستقلة عن اؼبعٌت ‪.‬‬
‫أما اؼبادة األساسية ؼبوضوع ىذا العلم الكبلـ؛ كالكبلـ ُب العربية ليس ؾبرد‬
‫عبارة ينطقو قائل دكف معٌت كمفهوـ (ككذا كبلـ اهلل جل كعبل شأنو) ‪ ،‬فبل بد لو من‬
‫معٌت وبمل مفهوما معينا إٔب ـباطب‪ ،‬كالعلم الذم يدرس اؼبعٌت ىو علم الداللة ؛ أم‬
‫العلم الذم يهتم بدراسة اؼبعٌت دراسة علمية؛ فيعاِب ىذا العلم جوانب معاف متعددة‪،‬‬
‫كىو علم (ُب عصر اغبديث اآلف) الىبتصر على ؾباؿ لغوية فحسب؛ بل وبتاج إٔب‬
‫زبصصات علمية أخرل كالرياضيات‪،‬كالفلسفة‪،‬كاؼبنطق كغَتىا؛ حيث تظهر مصطلحات‬

‫‪85‬‬
‫منقور عبد اعبليل‪ ،‬علم الداللة أصولو كمباحثو‪( ،‬دمشق‪ :‬ارباد كتاب العرب‪ 2001 ،‬ـ )‪ ،‬ص‬
‫‪.15‬‬
‫‪86‬‬
‫منذ فجر األكؿ ُب التاريخ العلمي من علم التفسَت ظهر تفسَت لكتاب اهلل اؼبسمى بركح اؼبعاين ُب‬
‫تفسَت القرآف العظيم كالسبع اؼبثاين للعبلمة اآللوسي البغدادم اؼبتوَب سنة ‪ 127‬للهجرة عاِب فيو معاين القرآف من‬
‫جوانب متعددة‪.‬‬
‫‪49‬‬

‫جديدة مثل فلسفة اللغة كاؼبنطق الرياضي كغَتنبا‪ ،‬كلها يتناكؿ موضوعو دراسة معٌت من‬
‫اؼبعاين‪ .‬كُب ىذا البحث ييكتفى باإلشارة إٔب موضوع علم الداللة ضمن ؾبهر العبلقات‬
‫الداللية بُت الكلمات ك اعبمل‪ ( 87‬العبلقات بُت األلفاظ‪ -‬آنفة الذكر‪ )-‬اجتنابا من‬
‫التوسع دكف حد‪.‬‬
‫فالعبلقات الداللية قد تى يكوف موجودة بُت الكلمات أك العبارات ك بُت اعبمل‪،‬‬
‫كىذه العبلقات قد تكوف بُت الكلمات أك كقد تكوف بُت اعبملة‪:‬‬
‫العبلقات الداللية بُت الكلمات أك العبارات‬ ‫أ)‬
‫كالعبلقات بُت الكلمات كالتعابَت ىي تنقسم إٔب أنواع ‪:‬‬
‫‪ )1‬عبلقة الًتادؼ‬
‫ك ىي العبلقة بُت كلمات أك بُت التعابَت اليت سبلك اؼبعٌت نفسو ُب كل أك بعض‬
‫السياقات‪،‬مثبل الكلمتاف اؼبًتادفتاف إذا جاءتا ُب سياؽ معُت ال يتغَت معٌت اعبملة‪،‬كعلى‬
‫سبيل اؼبثاؿ كلمة الكتاب كالسفر؛ إذا استيعمبل ُب سياؽ اعبملة‪ ،‬كبو‪ :‬قرأت كتابا‬
‫فكلمة الكتاب يبكن استبداؽبا بالسفر فيقاؿ قرأت سفرا فبل يتغَت معٌت اعبملة كاؼبفهوـ‬
‫ىو ىو‪.‬كُب بعض السياقات كلمة الكتاب كالسفر قد ال تًتادفاف ترادفا كليا‪ ،88‬فالكتاب‬
‫فبكن أف يكوف ؾبموعة من صفحات قليلة قد ال يتجاكز عشرين صفحة ؛ كالسفر ينبغي‬
‫أف يكوف على األقل ؾبلدا كاحدا فالًتادؼ بُت الكلمتُت ىاىنا ترادؼ ُب بعض‬
‫السياقات‪.‬‬
‫كُب تبياف الًتادؼ ُب السياقات كلها أك بعضها‪ ،‬كثَت ما يوجد ُب الكلمات‬
‫اؼبعربة أك الدخيلة ؛ فكلمة اؼبرناة تًتادؼ مع التلفيزيوف (تلفاز)؛ ك اؼبرناة من رنا يرنو‬
‫‪ 87‬ينبغي التمييز من بُت مفهوـ الكلمة كالعبارة ك اعبملة فالكلمة ىي ؾبموعة من األصوات كىذه‬
‫األصوات ؽبا معٌت معينا‪ ،‬كيبكن أف تفصل اؼبسافة من بدايتها اك هنايتها مثل فوؽ‪....‬أك ‪...‬الطاكلة؛ بينما العبارة‬
‫كو يف معٌت كامبل يبكن الوقوؼ عندىا‪ ،‬مثل إف تدرس باجتهاد كصرب‪....‬ىذه عبارة‪،‬‬ ‫ؾبموعة من الكلمات ال تي ٌ‬
‫كاعبملة ؾبموعة من كلمات تعطي أحدا معٌت يستطيع الوقوؼ عندىا‪ ،‬مثل إف تدرس تنج ‪.‬‬
‫‪ 88‬الباحث اليؤمن بالًتادؼ الكلي ُب العربية لغٌت كخصوبة الكلمات العربية فكل كلمة برأم الباحث‬
‫ىبتلف عما قد يراه بعض الناس مًتادفا‪ ،‬ككلمة عربية بل قرآنية ؽبا ميزة خاصة ال تًتادؼ مع بعضها فيختلف من‬
‫كلمة مع أية كلمة كانت حُت تدقَّق الكلمة عن معناىا‪.‬‬
‫‪51‬‬

‫أم نظرة بعض الناس إٔب البعض‪ ،‬كالتلفيزيوف ربمل ىذا اؼبعٌت‪ ،‬ككلمة فاكس تًتادؼ مع‬ ‫ٍ‬
‫الناسوخ ؼبا فيها من معٌت النسخ‪ ،‬ككلمة اؽباتف تًتادؼ مع كلمة تليفوف ألف تليفوف‬
‫اؼبتكلم؛ بينما ىاتف كلمة يطلق ُب العربية للصوت الذم‬ ‫ي‬ ‫الصوت كال ييرل‬
‫ي‬ ‫ييسمع منها‬
‫ٓب يظهر قائلو كقوؿ عريب ظبعت صوتا ىاتفا ًجنٍّػيَّا؛ ففي كلمة التليفوف تًتادؼ ُب سياؽ‬
‫حاؿ عدـ ظهور قائلو‪ ،‬ككلمة تًيىاتًر مع كلمة اؼبسرح قد تًتادفاف ُب سياؽ كقد ال‬
‫تًتادؼ ُب سياؽ آخر؛ مثل ذىبت إٔب تياتر أك اؼبسرح ؼبشاىدة اؼبسرحية‪ ،‬كال يقاؿ‬
‫ذىبت إٔب تياتر األحداث بل مسرح األحداث‪ .‬ىذه الكلمات اؼبعربة مع نظَتىا األصلية‬
‫ُب العربية تًتادؼ كليا أك بعضا ُب سياقات كبلمية أك قد ال تًتادفاف‪.‬‬
‫‪ )2‬عبلقة التخالف‬
‫ك قدتكوف العبلقة الداللية بُت الكلمات عالقة التخالف ضد الًتادؼ‪ ،‬كىي‬
‫بعض جوانب الكلمة األكٔب على عكس جوانب الكلمة الثانية ‪ ،‬مثاؿ ‪ :‬كلمة الولد ك‬
‫البنت‪ ،‬الليل ك النهار يتم التخالف ُب بعض اعبوانب؛ كليس بكل اعبوانب‪ ،‬فالولد‬
‫كالبنت مشًتكاف ُب بعض اعبوانب أيضا؛ فهما بشراف كنبا من الطلبة بل نبا من‬
‫العاقلُت‪ ،‬كلكن يتخالفاف ُب بعض اعبوانب‪ ،‬خاصة من ناحية اعبنس كالقدرة كالصفة‪،‬‬
‫كالليل كالنهار مشًتكاف أهنما من أظباء الوقت اليت تتبادؿ يوميا كلكن يتخالفاف ُب بعض‬
‫اعبوانب؛ نبا من النور كالظبلـ‪ ،‬كاغبرارة كالربكدة‪ ،‬كعمل الناس فيهما كراحتهم‬
‫كغَتىا‪،‬ىذا ىو اؼبعٍت بالتخالف‪.‬‬
‫‪ )3‬عبلقة البوليسمي‬
‫ىناؾ عبلقة داللية أخرل بُت الكلمات تسمى عبلقة البوليسمي ىي حالة تكوف‬
‫فيها الكلمة ؽبا معنياف متقارباف أك أ كثر‪ ، 89‬مثل كلمة الربؽ تدؿ على ظاىرة طبيعية‬
‫ؽبا شعلة نارية بُت الغيوـ؛ كتعٍت أيضا نوع من طريقة إرساؿ األنباء اليت تسمى بالربقية‪،‬‬
‫كُّا قد تسمى كزارة اؽباتف ك الربؽ‪.‬كرغم اختبلؼ اؼبعٌت بينهما؛ فإف فيو شيء من‬

‫‪ 89‬كتوسعت الطالبة آالف ظبُت ؾبيد زن ىكنة ُب رسالتها شرحا ؽبذه العبلقة‪ ،‬العبلقات الداللية بُت ألفاظ‬
‫الطبيعة ُب القرآف الكرمي‪ ،‬رسالة لنيل درجة اؼباجستَت جبامعة بغداد ُب اللغة العربية كآداُّا عاـ ‪1423‬ىػ ‪ ...‬أيلوؿ‬
‫‪2002‬ـ‪ .‬ص ‪.167‬‬
‫‪50‬‬

‫التقارب‪ ،‬ىو أف الربؽ سبر بسرعة فائقة‪ ،‬كأف إرساؿ برقية كذلك يتم بسرعة ترمز سرعة‬
‫الربؽ؛ ىذا ىو كجو التقارب بُت اؼبعنيُت‪ ،‬فكلمة الربؽ سبثل عبلقة البوليسمي‪.‬‬
‫ككلمة أخرل سبثل العبلقة البوليسمية ىي الشبكة‪ ،‬فالشبكة ؾبموعة من اػبيوط‬
‫اؼبتشابكة اؼبتداخلة اليت تي ىك ٍّوف أداة تستخدـ ُب صيد األظباؾ كاغبيوانات عموما؛‬
‫كالًشبكة تعٍت ؾبموعة من أجهزة اغباسوب اؼبتصلة بعضها ببعض عرب نظاـ االتصاؿ‪،‬‬
‫كزبىَّزف فيها اؼبعلومات ُب اغباسوب اؼبركزم (اإلنًتنيت)‪ ،‬كاؼبعٌت اؼبتقارب بينهما ىو أف‬‫ي‬
‫الشبكة ؾبموعة متداخلة من اػبيوط؛ كشبكة اغباسوب ىي ؾبموعة من األسبلؾ‬
‫اؼبتداخلة كؾبموعة من األجهزة اؼبتداخلة ببعضها كتتبادؿ فيها اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪ )4‬عبلقة اؽبومومبي‬
‫كعبلقة اؽبومومبي ىي ظاىرة أخرل يكوف فيها اؼبعنياف أك أكثر؛ كلكن اؼبعنيُت‬
‫ـبتلفاف سباما‪.‬كىذه الظاىرة يطلق عليها عند العرب اسم اللفظ اؼبشًتؾ أم لفظ كاحد‬
‫يكوف فيو أكثر من معٌت‪ ،‬كأمثلة ذلك كلمة (العُت) ىذه الكلمة ؽبا أكثر من معٌت؛‬
‫فالعُت تعٍت العضو الذم يبصر ُّا‪ ،‬كالعُت تعٍت البئر‪ ،‬كالعُت تعٍت اعباسوس؛ كمثاؿ آخر‬
‫ىو كلمة غرب تعٌت اعبهة‪ ،‬كغرب دبعٌت الدلو‪ ،‬كفيما يركل من الشواىد ُب ذلك قوؿ‬
‫شاعر ‪:‬‬
‫يا كي قلب من دكاعي اؽبول إذا رحل اعبَتاف عند الغركب‬
‫كدمع عيٍت كفيض الغركب‬ ‫اتبعتهم طرُب كقد أزمعوا‬
‫تفًت عن مثل أقاصي الغركب‬ ‫كانوا كفيهم طفلة حرة‬
‫فالغركب األكٔب غركب الشمس‪ ،‬كالغركب الثانية صبع غرب‪ ،‬كىو الدلو الكبَتة‬
‫اؼبملوءة‪ 90.‬الكلمتاف ال عبلقة داللية بينهما أبدا‪ ،‬كالسياؽ ُب ىذه العبلقة ىو الذم‬
‫يبُت اؼبقصود من الكلمة؛ كبو جئت من العُت الب ٌد أف ىبتلف معناىا من مثل (عيٍت‬
‫تؤؼبٍت)‪ ،‬ألف السياؽ حدد اؼبراد ُب ذىن سامعي الكبلـ‪.‬‬
‫ب) العالقات الداللية بين الجمل‬
‫‪ 90‬ك غرب الثالثة كىي الوىاد اؼبنخفضة‪ ،‬اؼبزىر ُب علوـ اللغة العربية ‪ ( .‬ط ‪3‬؛ القاىرة‪ ،‬دار الًتاث ‪،‬‬
‫د‪ .‬ت)‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.381 .‬‬
‫‪52‬‬

‫يبلحظ أف العبلقات الداللية بُت اعبمل‪ ،‬متعددة األنواع كما تتعدد العبلقات‬
‫الداللية بُت الكلمات أك التعابَت‪ 91،‬فأنواعها ما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬عبلقة إعادة التعابَت‬
‫اعبملتاف اللتاف تعرباف عن اؼبعٌت نفسو تقاؿ أف بينهما عبلقة إعادة التعابَت‪ ،‬أم‬
‫اعبملة األكٔب تعرب عن اعبملة الثانية كاؼبثاؿ عن ىذه العبلقة كبو ‪ :‬اعبملة األكٔب‪ :‬تبلحق‬
‫الشرطة السارقةى بالسيارة؛ كاعبملة الثانية ‪ :‬السارقةي تبلىحق من قًبل الشرطة بالسيارة‪،‬‬
‫فاعبملة الثانية ىي اؼبعٌت نفسو ُب اعبملة األكٔب أك ىي إعادة ؽبا من حيث‬
‫اؼبضموف‪.‬كذلك ُب كبو اعبملة األكٔب‪ :‬ستبدأ اؼبباراة ُب الساعة الرابعة ؛ كالثانية ‪ُ:‬ب‬
‫الساعة الرابعة اؼبباراة ستبدأ‪ ،‬فاعبملة الثانية ىي اعبملة األكٔب نفسها ُب اؼبعٌت‪.‬فمن‬
‫اعبملتُت تبلحظ إذا كانت اعبملة األكٔب صحيحة صادقة تستلزـ اعبملة الثانية صحيحة‬
‫صادقة دبثلها ككذا العكس بالعكس‪.‬‬
‫فالتعبَت ُب اعبملة األكٔب ىو نفس التعبَت ُب اعبملة الثانية باختبلؼ بسيط ُب‬
‫الصيغة دكف اؼبعٌت؛ كاختبلؼ الصيغة دكف اؼبعٌت ىا ىو ذا ما يكصف عنو بإعادة اعبملة‬
‫اليت تكوف عبلقتو الداللية عبلقة إعادة اعبملة‪.‬كللتوضي عن اؼبعٌت اؼبعاد ينبغي أف ال‬
‫ىبرج اؼبعٌت من مضموف اعبملة األكٔب فبدء اؼبباراة يكوف ُب الساعة الرابعة غَت اػبامسة‬
‫أك غَت كقت أخر ‪،‬فإف خرج اؼبعٌت ُب اعبملة الثانية من مضموف اعبملة األكٔب‪ ،‬فقد‬
‫خطأت إعادة اعبملة ‪ ،‬كمن فوائد اإلعادة ىي الًتكيز ُب معٌت اعبملة أم اعبملة األكٔب‬
‫زبتلف عن الثانية ُب الًتكيز كُب اؼبثاؿ ستبدأ اؼبباراة‪...‬تركيز فيها أف ىناؾ شيئا سيبدأ‪،‬‬
‫أما ُب اؼبثاؿ ُب الساعة الرابعة ستبدأ‪...‬الًتكيز فيها ىو الوقت الذم تبدأ اؼبباراة‪.‬‬
‫‪ )2‬عبلقة التبلزـ‬
‫كىذه العبلقة تنقسم إٔب قسمُت ‪:‬‬
‫( أ ) عبلقة التبلزـ ذات اذباه كاحد‬

‫‪ 91‬زين كامل اػبويسكي‪ُ ،‬ب اَّاالت الداللية ُب القرآف الكرمي‪( ،‬ط ‪ 1‬؛ اسكندرية ‪ :‬دار اؼبعرفة ‪،‬‬
‫‪ 1989‬ـ )‪ ،‬ص ‪. 15‬‬
‫‪53‬‬

‫كىي عبلقة يؤدم فيها صدؽ اعبملة األكٔب إٔب صدؽ اعبملة الثانية‪ ،‬كصدؽ‬
‫اعبملة الثانية ال يؤدم بالتأكيد صدؽ اعبملة األكٔب كبو‪ :‬فتحت جامعة عبلء الدين‬
‫قسم اللغة العربية كآداُّا؛ فاشتهرت اعبامعة‪.‬كُب ىذا اؼبثاؿ يظهر اشتهار اعبامعة قد‬
‫يكوف من سبب آخر ال عبلقة لو بافتتاح قسم اللغة اؼبقصود‪ ،‬كأما افتتاح القسم فهو‬
‫سبب لبلشتهار اؼبذكور‪.‬‬
‫(ب) عبلقة التبلزـ ذات اذباىُت اثنُت‬
‫ىذه العبلقة يؤدم فيها صدؽ صبلة معينة إٔب صدؽ صبلة أخرل كالعكس‬
‫بالعكس‪ ،‬كمثاؿ ذلك كما ُب عبلقة إعادة التعابَت ُب اعبملة ‪ :‬جامعة عبلء الدين أكٔب‬
‫جامعة سبلكيسية تفت دراسة قسم اللغة العربية كآداُّا‪ ،‬كاعبملة األخرل ‪ :‬تفت دراسة‬
‫قسم اللغة العربية كآداُّا أكٔب جامعة سبلكيسية جامعة عبلء الدين‪ ،‬فاعبملة الثانية فيها‬
‫تبلزـ مع اعبملة األكٔب من حيث صدقية اعبملة كصحة اؼبعٌت ‪ ،‬ككذا بالعكس ؛ ففيهما‬
‫عبلقة ذات االذباىُت كما فيهما عبلقة إعادة التعابَت‪.‬‬
‫(ج) عبلقة التعارض‬
‫ىذه العبلقة يؤدم فيها صدؽ صبلة معينة إٔب عدـ صدؽ صبلة أخرل‬
‫كبالعكس صدؽ صبلة ثانية يودم إٔب عدـ صدؽ صبلة أكٔب‪ ،‬كعلى سبيل اؼبثاؿ زيد‬
‫أعزب كزيد متزكج ىتاف اعبملتاف تتعارضاف ُب اؼبعٌت فبٌا يستلزـ عدـ صحة إحدل‬
‫اعبملة من حيث اؼبعٌت‪.‬‬
‫(د) عبلقة التوازم‬
‫كىي يؤدم فيها كقوع أك ظهور شيئُت ُب زمن كاحد مثل تعمل الدكلة على‬
‫النهوض باعبانب االقتصادم‪ ،‬كُب الوقت الذم تعمل اعبامعات اإلسبلمية على النهوض‬
‫بالتعليم ألنو األساس‪.‬‬
‫(ق) عبلقة التطابق‬
‫كىي اليت تؤدم فيها التشابو الكبَت بُت شيئُت أك بُت حدثُت‪ ،‬مثاؿ ينادم‬
‫ؿبافظ سبلكيسي اعبنوبية بالعودة إٔب العرؼ احمللي لشكلو كمضمونو‪ ،‬كُب جاكرتا ظهر‬
‫نداء رئيس اعبمهورية بالتمسك بالعرؼ الوطٍت‪.‬‬
‫‪54‬‬

‫طبيعة المعنى أو أنواعو‬ ‫د‪.‬‬


‫أما اؼبوضوع اآلخر الذم ينبغي اإلشارة إليو ُب ىذا البحث ىو طبيعة اؼبعٌت ُب‬
‫الكبلـ‪ .‬ىنالك ؿباكالت ُب تفسَت اؼبعٌت لدل اللغويُت فيقسموف اؼبعٌت إٔب تقسيم عديد‬
‫من األنواع‪:92‬‬
‫‪ .1‬المعنى الضمني‬
‫كىذا اؼبعٌت يرتبط بالكلمة عند النطق ُّا أك عند استخدامها؛ فكلمة (الشتاء)‬
‫ُب بعض الدكؿ اإلسكاندينافية من مثل سكوتبلندا تعٍت معٌت ضمنيا فإذا أينطقت كلمة‬
‫(الشتاء) فيتبادر ُب ذىن سامعيها ىناؾ؛ أهنا تعٍت الربد الشديد‪ ،‬الليلة القصَتة‪ ،‬تساقط‬
‫الثلوج كغَتىا؛ بينما ُب مكاسر إندكنيسيا كلمة (الشتاء) تعٍت شيئا آخر ىي غزارة‬
‫األمطار كأىطاؽبا‪ ،‬الفيضانات‪ ،‬الرياح العاصفة اؼبدكرة‪ ،‬كطوؿ األمواج ُب الشواطئ‪ ،‬كأزمة‬
‫توفر الغذاء من األظباؾ ؛ كىذه اؼبعاين زبتلف ضمنيا من اليت يفهمها السكوتبلنديوف‬
‫ُب كلمة الشتاء‪.‬‬
‫كذلك قبد ُب كلمة الصيف ُب إندكنيسيا تعٍت ضمنيا كثرة اغبرائق‪ ،‬أزمة‬
‫اعبفاؼ من اؼبياه ُب بعض اؼبناطق‪ ،‬كاغبرارة العالية حيث يفر الناس من أشعة الشمس‬
‫الساطعة بينما ُب بريطانيا كلمة الصيف تعٍت ضمنيا خركج الناس إٔب اغبدائق حبثا عن‬
‫أشعة الشمس‪،‬كانبساط الناس كسركرىم ُب التنزه؛ أم الصيف ضمنيا ُب انكلًتا لو قيمة‬
‫فبتعة‪ ،‬إذف ىذه من اؼبعاين الضمنية اليت ىو اؼبعٌت اؼبتبادر ُب الذىن عند استخدامها أك‬
‫عند ظبعها‪.‬‬
‫‪ .2‬المعنى اإلشاري‬
‫ىو اؼبعٌت الذم يدؿ على ما تشَت إليو الكلمة أك العبارة ُب العآب اػبارجي؛ مثل‬
‫كلمة القلم كالطاكلة فمعنانبا ما تشَت إليهما ىاتاف الكلمتاف فالقلم ىو آلة للكتابة‬

‫‪ 92‬ظبَت شريف استيتية‪ ،‬اللسانيات‪ :‬اَّاؿ‪ ،‬كالوظيفة‪ ،‬كاؼبنهج ( ط ‪ 2‬؛ عماف ‪:‬عآب الكتب اغبديث‬
‫جدارا للكتاب العاؼبي للنشر كالتوزيع ‪ 2009‬ـ )‪ ،‬ص ‪. 337‬‬
‫‪55‬‬

‫كالطاكلة ىو نوع من اؼبكتب اػباص حسب العرؼ ُب كطن عريب‪ ،‬كذلك ُب القط ك‬
‫اغبصاف كغَتىا مفهومها ما تشَت إليو ىذه الكلمات‪.‬‬
‫ىنالك بعض ألفاظ أك عبارة بل صبل ما تشَت إليو ىذه األلفاظ أك العبارة أك‬
‫النب‬
‫صبل اليت ىي غَت ظاىر أك غَت موجودة ُب العآب اػبارجي مثل كلمة الرباؽ مركب ٌ‬
‫صلى اهلل عليو كسلم ُب معراجو‪ ،‬ككذا كلمة العفريت من اعبن ك إبليس؛ غَت ظاىر ُب‬
‫العآب اػبارجي‪ 93‬كىو ظاىر ُب يقُت مسلم؛ كمثلها كلمة أسطورية اليت ال تعرؼ ُب‬
‫العآب اػبارجي مثل العنقاء ىو طائر عمبلؽ عظيم ييعرؼ اظبو كؾبهوؿ اعبسم‪ ،94‬كىو‬
‫ُب خياؿ‪ ،‬كمثلو ُب العبارة قوؿ أحدنا جاء ملك سبلكيسي اعبنوبية لرجل معركؼ يبلك‬
‫قيم اؼبلوؾ كاألخبلؽ كالصفات‪ ،‬ففي العآب اػبارجي ملك سبلكيسي اعبنوبية ال كجود لو‬
‫ُب الواقع؛ كلكن العبارة تشَت إٔب رجل يبلك مواصفات اؼبلوؾ؛ كنظاـ البلد نظاـ صبهورم‬
‫كالواقع أف سبلكيسي وبكمها ؿبافظ سبلكيسي اعبنوبية‪ ،‬إذف ىذه من نوع العبارات‬
‫اليت تشَت إليو العبارة‪.‬‬
‫من اؼبمكن أف تكوف الكلمتاف أك العبارتاف تشَتاف إٔب مشار إليو كاحد؛ مثاؿ‬
‫ذلك ُب العبارتُت مثل‪ :‬رئيس ؾبلس اؼبناقشة ُب رسالة دكتوراه ‪،‬كرئيس اعبامعة عبلء‬
‫الدين اإلسبلمية ؛ىاتاف العبارتاف قد تشَتاف إٔب مشار كاحد أ ك إٔب مشارين اثنُت‪ ،‬إذا‬
‫ترأس رئيس اعبامعة ؾبلس اؼبناقشة فهذا يعٍت بالعبارتُت تشَتاف إٔب مشار كاحد كإال فبل‪.‬‬
‫‪ .3‬مفهوم المعنى ومداه‬
‫كىو مفهوـ الكلمة أك العبارة تقصد فيها اؼبفاىيم أك الصفات اليت تعرب عنها‬
‫الكلمة أك العبارة اؼبرتبطة بالكلمة أك العبارة اؼبعينة‪ ،‬كمدل اؼبعٌت ما تشَت إليو الكلمة أك‬
‫العبارة ام اؼبعٌت اإلشارم‪ ،‬كمثاؿ ذلك كلمة امرأة كرجل‪ ،‬مفهوـ اؼبعٌت فيهما أف كلمة‬

‫‪ 93‬لو أتى رجل إلينا كيقوؿ ركبت الرباؽ حىت كصلت إٔب جامعة عبلء الدين اإلسبلمية؛ كلسوؼ نقوؿ‬
‫أف ىذا الرجل ـبتل العقل لعدـ كجود الرباؽ ُب عاؼبنا اػبارجي إال ُب حق حياة نبينا ؿبمد عليو الصبلة كالسبلـ ‪،‬‬
‫فالرباؽ كلمة تشَت إٔب معٌت إشارم الكجود بالظاىر ُب عاؼبنا اآلف كلكن ثبت كجودىا باليقُت ُب حق النب من‬
‫األنبياء السابقُت صلوات اهلل عليهم كسبلمهم ‪.‬‬
‫‪94‬زين الدين الرازم‪ ،‬ـبتار الصحاح‪ ،‬ص ‪.458‬‬
‫‪56‬‬

‫اؼبرأة فيها معٌت األنوثة ك اغبياء كاللُت؛ بينما كلمة الرجل فيها معٌت الرجولة كالقوة‬
‫كالصرامة‪ ،‬أما مدل اؼبعٌت ُب الكلمتُت فهما اؼبشار إليهما بالكلمتُت اؼبرأة ك الرجل‪،‬‬
‫كعلى سبيل اؼبثاؿ ُب مفهوـ معٌت العبارة؛ رئيس جامعة عبلء الدين اإلسبلمية ُب الفًتة‬
‫‪ 1915 -1911‬للميبلدم رجل نشيط عميل؛ كمفهوـ معٌت العبارة حسب مواصفات‬
‫الرئيس ام ىو الذم ًبٌ فوزه ُب انتخاب الرئاسة اعبامعة كيكوف من أعضاء ىيئة التدريس‬
‫أك من اؼبوظفُت الرظبيُت حُت ينتخب ‪،‬ككاف فبن امتاز ُب لقب الدرجة األستاذية من‬
‫الدرجات العلمية ُب اعبامعة‪ ،‬كأما مدل معٌت العبارة برئيس اعبامعة فهو اؼبعٌت نفسو‬
‫اؼبشار إليو‪ ،‬أم شخصيتو بالذات‪.‬‬
‫كلكي يوب َّدد مفهوـ الكلمة أك العبارة ينبغي أف تبلحظ الصور الىت تًتافق مع‬
‫الكلمة أك العبارة اؼبعينة ُب األذىاف حُت تلفظ الكلمة أك العبارة ‪ ،‬فكلمة القاعة ك غرفة‬
‫النوـ مفهومهما يًتافقاف ُب األذىاف حسب مواصفاهتما‪ ،‬كلكن كيف إذا كاف الكلمة أك‬
‫العبارة ال كجود ؽبا ُب العآب اػبارجي أك ال كجود ؽبا ُب الظاىر اآلف؟‪ ،‬ككيف تكوف ؽبا‬
‫صورة عقلية؟ مثل كلمة العنقاء كالرباؽ؛ فالكلمتاف ال كجود ؽبما ُب الصور العقلية اؼبتفقة‬
‫ُب األذىاف‪.‬‬
‫فالصور تكوف بُت الرأيُت ؛ الرأم األكؿ ‪ :‬البد أف ىبتلف الناس ُب أذىاهنم‬
‫حوؿ الصور اليت تًتافق مع الكلمة ألهنا غَت ظاىر كال رأل أحد ُب العآب اػبارجي اآلف‪،‬‬
‫كالرأم الثاين ىو مفهوـ الكلمة اليت يبكن الوصوؿ إليها من خبلؿ ربليل أك تفكيك‬
‫معٌت الكلمة إٔب شيء يسمى بالسمات الداللية أك اؼبكونات الداللية للمعٌت؛‪ 95‬مثل‬
‫كلد كبنت‪ ،‬كرجل كامرأة؛ فالولد ُب التفكيك الدالٕب إنساف‪ ،‬ذكر‪ ،‬غَت بالغ؛ كالبنت‬
‫إنساف‪ ،‬مؤنث‪ ،‬غَت بالغة؛ ككذا الرجل ىو إنساف‪ ،‬ذكر‪ ،‬بالغ؛ كاؼبرأة ىي إنساف‪،‬‬
‫مؤنث‪ ،‬بالغة ؛ ففي العنقاء كالرباؽ مفهوـ الكلمتُت ُب التحليل الدالٕب على الشكل‬
‫اآلٌب‪ :‬العنقاء طائر‪ ،‬أسطورم‪ ،‬عمبلؽ‪ ،‬ضخم‪ ،‬ـبيف؛ كالرباؽ مركب النب صلى اهلل‬

‫‪95‬‬
‫ؿبمد علي اػبوٕب‪ ،‬علم الداللة (علم اؼبعاين )‪( ،‬ط ‪1‬؛ عماف ‪:‬دار الفبلح‪ 2001 ،‬ـ )‪ ،‬ص‬
‫‪. 205‬‬
‫‪57‬‬

‫عليو كسلم‪ ،‬دابة‪ ،‬شبيهة باغبصاف حسب مواصفات اغبديث النبوم‪ ،‬ينطلق بسرعة‬
‫كالربؽ إذا أتى‪ ،‬فهكذا يبكن أف توضع للكلمتُت صورة ذىنية بعد التفكيك الدالٕب‪.‬‬
‫‪ .4‬مدلول المعنى‬
‫البد أف نفرؽ بُت الداؿ كاؼبدلوؿ إف أريد إلقاء الضوء على مدلوؿ اؼبعٌت؛ فالداؿ‬
‫هبمع بالداالت فهي تعابَت رمزية تدؿ على مدلوالت بعينها مثل (النهر) فهي عبارة عن‬
‫رموز صوتية يعرب ُّا عن مدلوؿ مادم ؿبدد ك ىو النهر كلكن الفارؽ بُت الداؿ كاؼبدلوؿ‬
‫ىنا ىو طريقة استخدامها ؽبذا الداؿ كارتباطو باؼبدلوؿ كالتعاطي اؼبعرُب كاللغوم معو‪،‬‬
‫كالنهر إمبا ىو رمز لغوم للنهر األصلي كالدليل على ذلك أف أفبا أخرل تستخدـ رموز‬
‫صوتية أخرل عن ىذا النهر كاآلٌب‪:‬‬
‫بالعربية‬ ‫هنر‬
‫‪ River‬باإلنكليزية‬
‫بالبوقيسية‬ ‫‪Salo‬‬
‫‪ Binanga‬باؼبكاسرم إْب‪.‬‬
‫فالداالت ما ىي إال تعبَتات ـبتلفة حسب البيئة ؼبدلوؿ ثابت كغَت متغَت‪،‬‬
‫عندما يتم تعميم ىذه الفكرة اؼببسطة على مستول الكتابة اإلبداعية اليت تتناكؿ‬
‫االستعارات ك التشبيهات كالرمزية فإف األمر يصب أكثر تعقيدا كتبُت الفوارؽ بُت‬
‫الداالت كاؼبدلوالت أكثر فأكثر‪.‬‬
‫الباب الثالث‬

‫التحاليل اللغوية في آيات القرآن‬


‫جدوى الدراسة اللغوية في اآليات القرآنية‬ ‫أ‪.‬‬
‫إف القرآف الكرمي نص معجز عجز أساطُت الفصاحة‪ ،‬كالببلغة‪ ،‬كالبياف‪ ،‬كاللغة‪،‬‬
‫عن أف يأتوا دبثلو لو كاف بعضهم لبعضهم ظهَتا‪ ،‬كلقد انبهركا صبيعا ببنائو اؼبنفرد‪ُ ،‬ب‬
‫حركؼ آياتو احملكمة كُب مقاطعو العجيبة كألفاظو الغزيرة فتأمل اؼبتأملوف كالباحثوف منذ‬
‫زماف بعيد كحديث؛ فلم هبدكا ُب آيات القرآف كلمة نابية عن مكاهنا؛ بل كجدكا اتساقا‬
‫‪58‬‬

‫شامبل ُّر بو العقوؿ‪ ،‬ككجدكا نظاما كالتئاما كإحكاما عجز عنو الناس كصفو كصنع مثلو‬
‫ُب صنعتهم الكتابية‪ .‬كلقد أصب بل غدا مصدرا لكثَت الدراسات اللغوية كاإلسبلمية‬
‫فهو – ال شك فيو‪ -‬مصدر التشريع األكثق بالدرجة األكٔب‪ ،‬كأكؿ مصادر اللغة العربية‬
‫كعلمها بالدرجة الثانية‪ ،‬كلذلكم صار الورد اؼبوركد للباحثُت‪ ،‬فيجدكف ُب خفايا أسراره‬
‫كبياف إعجازه اؼبواد اللغوية كالعلمية كالعقائدية‪.‬‬
‫كإف كل دراسة ُب موضوع من موضوعات القرآف كسوره‪ ،‬سيبقى ناقصة ُب‬
‫الوصوؿ إٔب ظبو الكتاب كعظمتو‪ ،‬إذ تبُت للباحث من خبلؿ قراءة التؤدة ك اؼبطالعة‬
‫باألناة‪ ،‬أف كثَتا من الذين عرضوا لدراسة النص القرآين غالب يرٌكزكف من قضايا فكرية‬
‫كدينية كىم يعززكف بالوقوؼ ُب بعض التفسَتات اللغوية العابرة‪ ،‬كما أف الوقوؼ‬
‫باعبوانب اللغوية من صوت‪ ،‬كصرؼ‪ ،‬كتركيب‪ ،‬كداللة‪ ،‬قد يبركف عليها مركرا عابرا‪ ،‬أك‬
‫يتناكلوهنا بكيفية ال تشفي الغليل‪ ،‬كلذلكم من اغبكمة أف يهب ىعل إلقاء الضوء على جانب‬
‫لغوم أساسا ُب كل دراسة لغوية‪.‬‬
‫ب‪ .‬مالحظات اللغويين عن سورة القصص‬
‫التنبيو المعنوي في السورة‬ ‫‪.1‬‬
‫من الواض للعياف أف السمة الغالبة على سورة القصص ىي نظاـ اعبملة‬
‫الطويلة‪ ،‬اؼبؤدية للبياف ُب تفخيم اللفظ كتعظيم اؼبعٌت‪ ،‬كذلك أف اختبلؼ سياؽ قصة‬
‫نب اهلل موسى عليو السبلـ فيها‪ ،‬ىبتلف كل االختبلؼ عن قصة النب الكرمي نفسو ُب‬
‫باقي مواضعها من القرآف الكرمي‪ .‬كقد علل ذلك السيد راجي رفاعي بقولو‪:‬‬
‫كقصة نب اهلل موسى عليع السبلـ ُب سورة القصص تأخذ بعدان مشوليان مؤديان لذاتية‬
‫حقيقة القصة ُب إطالة مقصودة بذاهتا‪ ،‬لتشمل فيما تشملو من أشياء‪:‬‬
‫أكالن‪ :‬زيادة التبيُت للسياؽ الذم تسَت فيو القصة بأسلوب جديد‪.‬‬
‫ثانيان‪ :‬اإلكثار من ذكر اعبزئيٌات القصصية اليت ٓب تعرؼ من قبل‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫ثالثان‪ :‬إعادة الركاية اغبقيقية اليت حرفت ُب التوراة اؼبنحولة ‪.‬‬

‫‪ 96‬راجي رفاعي‪ ،‬موسى عليو السبلـ ُب الكتاب كالسنة‪ ( ،‬ط ‪ 1‬؛ الطبعة األكٔب‪ .‬دار النشر‬
‫األكاديبية‪ .‬القاىرة‪ 1992 .‬ـ) ‪ ،‬ص‪.238‬‬
‫‪59‬‬

‫كمن قبل قد تنبو القدماء لذلك‪ ،‬فقاؿ ابن صباعة اؼبقدسي‪:‬‬


‫كقد تضمنت سورة القصص صباع قصة موسى عليو كعلى نبينا أفضل الصبلة‬
‫كالسبلـ‪ ،‬كجاءت القصة ُب موضعها ناصعة كالشمس ُب رابعة السماء‪ٍ ،‬ب بعد‬
‫ذلك أثٌت اهلل جل جبللو على نفسو كعدد على رسولو صلى اهلل عليو كسلم نعمو‬
‫‪97‬‬
‫حىت انتهاء السورة ‪.‬‬
‫َّ‬
‫كيزيد السرد كضوحان ما ذكره بعض الباحثُت احملدثُت‪:‬‬
‫كاؼبتتبع ؼبا احتجنتو سورة القصص هبد جانبان من جوانب إبراز النص اؼبكرر‬
‫بصيغة ال تشعر بتكراره‪ ،‬كٓب يأت ذلك إال ُب كبلـ اهلل تعأب‪ ،‬فقصة نب اهلل‬
‫موسى صلى اهلل عليو كسلم متفرقة ُب عدة آيات‪ ،‬إال أف صيغتها اإلؽبية ُب سورة‬
‫القصص ذبعلها من الركعة دبكاف‪ٍ ،‬ب إف كجو اإلعجاز يظهر بعد ذلك ُب اؼبقارنة‬
‫القرآنية بُت فرعوف كجنوده كقري كأظن ظنان يقرب من اليقُت أف خواتيم سورة‬
‫القصص اليت احتوت على قصة قاركف‪ ،‬ىي إشارة لقري كعظماء أغنياء رجاؽبا‬
‫بأهنم إف ٓب يسلموا كيؤمنوا كيتقوا‪ ،‬فإهنم سيواجهوف اػبسف‪ ،‬مصَت قاركف ػ كُب‬
‫ذلك ما يدؿ للمتأمل على الرابط اؼبعنوم ألكائل السور بنهاياهتا‪ ،‬كما فيها من‬
‫‪98‬‬
‫إشارات‪.‬‬
‫كللباحثُت اللغويُت مقالة مستنَتة تلقي الضوء الساطع حوؿ التنبيو اؼبعنوم ُب‬
‫أسلوب سورة القصص‪ ،‬منهم ‪ :‬يؿبى َّمد عبد اػبالق عضيمة إذ قاؿ ‪:‬‬
‫إف األسلوب القرآين ُب سورة القصص من أكؽبا إٔب آخرىا جاء ُب شكل‬
‫من أشكاؿ التعبَت االنسيايب الذم فت اؼبعٌت الكامن ُب سياؽ األلفاظ؛ ليتوجو‬
‫تأكيل قدماء اؼبفسرين كؿبدثيهم‪ ،‬فاؼبعٌت ُب سورة القصص هبرم ُب شكل يأخذ‬
‫دبجامع القلوب‪ ،‬كقد تنبو دارسو األسلوب القرآين على حقيقة ذلك‪ ،‬كقرركا أف‬

‫‪ 97‬مقالة ىحمل َّمد بن إبراىيم بن ىس ىعد اهلل بن صباعة‪ 639( .‬ػ ‪ُ ،)727‬ب رسالة ُب فضائل السٌور‪ ،‬انظر‬
‫إٔب غاٖب قدكرم اغبمد‪ ،‬رسم اؼبصحف دراسة لغوية تارىبية‪ ( ..‬ط ‪1‬؛ القاىرة ‪ :‬اللجنة الوطنية لبلحتفاؿ دبطلع‬
‫القرف اػبامس عشر اؽبجرم‪ ،‬مؤسسة اؼبطبوعات العربية‪ 1402 ،‬ىػ ‪ 1982 /‬ـ)‪ ،‬ص ‪.48-47‬‬
‫‪ 98‬سليم سليماف‪ ،‬الوحدة اؼبوضوعية ُب الىقيرٍآف ال ىك ًرمي‪(..‬ط ‪ 2‬؛ تونس ‪ :‬الدار التونسية للنشر‪1988 ،‬‬
‫ـ)‪ ،‬ص‪.391‬‬
‫‪61‬‬

‫نص آيات سورة القصص ُب أسلوبو وبمل من أكجو اإلعجاز ما يفت اؼبعاين‬
‫‪99‬‬
‫لتنساب انسيابان كفق البناء اللغوم اؼبعنوم‪.‬‬
‫إشكالية اإلعراب وأثرىا في تغيير المعاني‬ ‫‪.2‬‬
‫الحظ القدماء أف اإلعراب يدؿ على اؼبعٌت الكامن ُب اعبملة لذا جعلوا اإلعراب‬
‫كما يقوؿ الدكتور ثركت سعيد‪" :‬بابان للولوج إٔب باحة النص كضياءن ينَت ظلمة اؼبخفي‪،‬‬
‫فاإلعراب ليس كما فهمو بعض الناس أنو ؾبرد معرفةي أماكن الرفع كالنصب كاػبفض‪ ،‬بل‬
‫ىو ُب حقيقة األمر مفتاح فهم النص كتأكيلو كشرحو‪ 100 " .‬كقد اىتم القدماء من‬
‫اللغويُت بتسيَت إعراب سورة القصص كبو اؼببٌت كاؼبعٌت‪ ،‬كخرجوا من ذلك بنتائج مهمة‬
‫نص متعدد‬ ‫جدان على صعيد الببلغة كاؼبعاين‪ ،‬كمن اؼببلحظ كبويان أف سورة القصص ٌ‬
‫اؼبعاين‪ ،‬لذلك كاف اختبلؼ القدماء كاحملدثُت ُب تسيَت اإلعراب أحد أسباب ثراء النص‬
‫اؼبعرب رغم أهنم أكجدكا مشكبلن ُب اإلعراب( ىكذا بزعمهم)‪ ،‬كلكن كل ذلك كاف ُب‬
‫النص القرآين ُب سورة القصص ُب حد ذاهتا‪ ،‬كُب ذلك يقوؿ بعض الباحثُت‪:‬‬ ‫خدمة ٌ‬
‫إف ُب سورة القصص مواطن أشكلت إعرابيان على بعض اؼبعربُت القدماء‬
‫إال أف ذلك اإلشكاؿ كاالختبلؼ أثرل معاين اآليات‪ ،‬فبا جعل اؼبفسرين‬
‫يستعينوف بنتائج تلك اإلشكاالت اإلعرابية ُب زيادة اؼبعاين اؼبؤداة‪ ،‬كمن ذلك‬
‫اغبى ٍّق لًىق ٍووـ‬
‫وسى ىكفًٍر ىع ٍو ىف بً ٍ‬ ‫اختبلفهم ُب إعراب‪{ :‬نىػٍتػليو علىي ى ً‬
‫ك م ٍن نىػبىأ يم ى‬ ‫ىٍ‬
‫يػي ٍؤًمنيو ىف}‪ ،101‬فقد أشكل ُب النص إضمار الفاعل (كىو اهلل جل جبللو)‪ ،‬فأعرب‬
‫بعضهم (نتلو) فعبلن مضارعان كفاعلو ؿبذكؼ تقديره كبن‪ ،‬كلكن بعضهم أعربوا‬

‫‪ 99‬يؿبى َّمد عبد اػبالق عضيمة‪ ،‬دراسات ُب أساليب القرآف الكرمي ‪ (،‬ط ‪ 3‬؛ القاىرة ‪ :‬ىمكٍتىبىة اػباقبي‪،‬‬
‫‪ 1986‬ـ)‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪. 351‬‬
‫‪ 100‬ثركت أضبد سعيد‪ ،‬أثر اإلعراب ُب علم اؼبعاين‪ ( ،‬ط ‪ 2‬؛القاىرة ‪ :‬دار النشر اغبديث‪1996 ،‬‬
‫ـ)‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ 101‬سورة القصص اآلية الثالثة‪.‬‬
‫‪60‬‬

‫(نتلو) بأف فاعلو ظاىر‪ ،‬ألهنم ٓب يستحلوا دينيان أف يقدركا حذؼ الفاعل ُب أكؿ‬
‫‪102‬‬
‫النص ‪.‬‬
‫كُب ذلك يقوؿ الدكتور عبد اهلل عبد اهلل‪:‬‬
‫إف استنباط اؼبعٌت من ذاتية اإلعراب يفيد ُب فهم ذات اآلية‪ ،‬كىو علم‬
‫تنبو لو القدماء إال أهنم ٓب يطوركه بل نقلوا علم اؼبعاين من علم النحو إٔب علوـ‬
‫الببلغة‪ ،‬كلو أهنم أبقونبا سويان ؼبا اضطركا إٔب التنازع ُب عائد الضمَت ُب قولو تعأب‬
‫{ع يد ٌّك ىؽبيىما}‪،‬فلو أهنم أعربوه فاعبلن مقًتنان جاره بضمَت موسى‬
‫ُب سورة القصص ى‬
‫كاؼبصرم‪ ،‬لتوصلوا إٔب ربديد اؼبراد من خبلؿ داللة اإلعراب‪،‬كىناؾ آيات أخرل ال‬
‫‪103‬‬
‫يبكن حل مشكبلهتا اؼبعنوية إال بالعودة إٔب اإلعراب كتوجيو اؼبعٌت‪.‬‬
‫كل ىذا أدل إٔب أف تكوف عملية إعراب كلمات آيات سورة القصص ذات‬
‫ً‬
‫خاصية استلهامية ُب بناء معٌت النص اؼبعرب‪ ،‬مثل قولو تعأب‪{ :‬فىػلى َّما أى ٍف أ ىىر ىاد أى ٍف يىػٍبط ى‬
‫يد إًالٌ‬ ‫ت نىػ ٍفسان بًاأل ٍىم ً‬ ‫ً ً‬
‫س إً ٍف تيًر ي‬ ‫وسى أىتيًر ي‬
‫يد أى ٍف تىػ ٍقتيػلىًٍت ىك ىما قىػتىػ ٍل ى‬ ‫بالَّذم يى ىو ىع يد ٌّك ىؽبيىما قى ىاؿ يىا يم ى‬
‫ُت}‪ 104،‬فاف اإلعراب ىو‬ ‫يد أى ٍف تى يكو ىف ًمن الٍم ً ً‬ ‫أى ٍف تى يكو ىف ىجبَّاران ًُب األ ٍىر ً‬
‫ض ىكىما تيًر ي‬
‫صلح ى‬ ‫ى ي ٍ‬
‫يد أى ٍف تىػ ٍقتيػلىًٍت} ىل ىو‬ ‫وسى أىتيًر ي‬ ‫الذم كشف عن العائد إٔب الضمَت ُب {قى ىاؿ يىا يم ى‬
‫اإلسرائيلي أـ ىو اؼبصرم؟ فإف قولو‪{ :‬بًالَّ ًذم يى ىو ىع يد ٌّك ىؽبيىما} ‪ ،‬كىي صبلة مكونة من‬
‫كل باعبار كاَّركر (ؽبما)‪ ،‬كفاعل‬ ‫(جار كؾبركر لبلسم اؼبوصوؿ كمبتدأ كخربه مرتبط ذلك ٌ‬
‫يدؿ عليو النص‬ ‫ىو اؼبراد معرفتو) دلت على أف الثاين (أم اؼبصرم اآلخر ليس ىو الذم ٌ‬
‫القرآين بصيغة (عدك ؽبما) أبدان بل ىو اإلسرائيلي نفسو ‪.‬‬
‫التحليل المضموني وداللتو في اآليات‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ 102‬عماد علي خربوطلي‪ ،‬اؼبشكبلت اإلعرابية ُب النصٌ الىقيرٍآين‪( ،‬ط ‪ 2‬؛ القاىرة ‪ . :‬مؤسسة النشر‬
‫اغبديث‪ 1986 ،‬ـ)‪ ،‬ص ‪. 317‬‬
‫‪ 103‬ىعٍبد اهلل ىعٍبد اهلل‪ ،‬اؼبعاين الكامنة ُب النصٌ الىقيرٍآينٌ دراسة ربليلية‪ ( ،‬ط ‪ 1‬؛ طرابلس ‪ :‬الدار‬
‫اعبماىَتية‪ .‬طرابلس‪ 1412‬ق) ‪،‬ػ ص ‪. 321-318‬‬
‫‪ 104‬سورة القصص اآلية التاسعة عشر‪.‬‬
‫‪62‬‬

‫كقد كاف التحليل اؼبضموين يتعلق دبوضوع الوحدة اؼبوضوعية‪ ،‬كبتعبَت أدؽ‬
‫التحليل اؼبضموين ىو " ربليل نص بإعادة صياغتو من جديد كإبراز مكامن االتصاؿ فيو‬
‫باعتباره كحدة عفوية متكاملة "‪ .105‬كيبدك أف ىذا اؼبوضوع متعلق كما ييعتقد دبا أظباه‬
‫القدماء (تناسق كتناسب اآليات السور)‪ ،‬كفبن صنف فيو البقاعي‪،‬كالسيوطي‪ ،‬ككتابانبا‬
‫مطبوعاف كفيهما فوائد مهمة ُب باُّما‪ ،‬كقد ذكر السيوطي ذلك كلو ُب اإلتقاف كأشاد‬
‫بو‪ 106 ،‬كتنبغي االستفادة من اعبمع بُت التحليل الًتاثي كاؼبعاصر لفهم كلي للنص‬
‫القرآين‪ ،‬كخباصة ُب اؼبوضوع ىنا عن سورة القصص الشريفة‪.‬‬
‫كقد لوحظ أف البناء اؼبضموين لسورة القصص يسَت ُب اذباه كاحد‪ ،‬مثل قافلة من‬
‫اؼبعاين اؼبتدفقة اؼبتبلحقة‪ ،‬فبا أكسب النص اإلؽبي إعجازان إٔب إعجازه‪ ،‬ألف ىذه‬
‫الصفات ليست من صفات البشر ُب كبلمهم يعًتيو النقص كاالختبلؼ ُب مصادر‬
‫توجد ُب الربط الوحدكم‬ ‫موارده‪ .‬ككيف لئلنساف أف يكوف لو كبلـ متكامل مثل ما َّ‬
‫ً‬
‫ُت} كقولو تعأب فيها‬ ‫كاللغوم‪ُ ،‬ب قولو تعأب ُب سورة القصص‪{ :‬إً ٍّين أىنىا اللَّوي ىرب الٍ ىعالىم ى‬
‫{كيى ىو اللَّوي ال إًلىوى إًالَّ يى ىو‬ ‫أيضان‪{ :‬كال تى ٍدعي مع اللَّ ًو إً ىؽبان ى ً ً‬
‫آخىر ال إلىوى إالَّ يى ىو}‪ ،‬كقولو تعأب‪ :‬ى‬ ‫ىى‬ ‫ى‬
‫يكٔب ىكاآلخىرةً} ‪ ،‬فاآليات الثبلث على رغم اختبلؼ موضوعها ُب داخل‬ ‫ً‬ ‫اغبى ٍم يد ًُب األ ى‬
‫لىوي ٍ‬
‫يكمل بعضها بعضان‪ ،‬كيأخذ أحدىا دبعٌت اآلخر ُب كحدة موضوعية مشولية ذات‬ ‫السورة‪ٌ ،‬‬
‫داللة كلية كوهنا صبيعان آيات توحيد خالص‪.‬‬
‫دراسة النص والسياق‬ ‫ج‪.‬‬
‫وعي النص‬ ‫‪.1‬‬
‫النص ُب أصل مفهومو ُب اللغة ‪ :‬أقصى الشيء كغايتو ٍب ظبي بو ضرب من‬
‫كنص‬
‫السَت السريع‪ ،‬كنصصت اغبديث إٔب فبلف‪ ،‬رفعتو إليو‪ ،‬فالنص رفع الشيء‪ٌ ،‬‬

‫‪ 105‬سليمة اغبكيم‪ ،‬اؼبصطلحات النقدية‪ ( ،‬ط‪ 1‬؛ دمشق ‪ :‬دار البياف‪ 1989 ،‬ـ)‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ 106‬السيوطي ‪ ،‬اإلتقاف ُب علوـ القرآف‪ ،‬ج‪ .2 .‬ص ‪. 118‬‬
‫‪63‬‬

‫ص‪ 107 ،‬كقاؿ عمرك بن دينار ‪" :‬ما رأيت‬ ‫اغبديث ينصو نصان رفعو‪ .‬ككل ما أظهر فقد ني ٌ‬
‫رجبلن أنص للحديث من الزىرم أم أرفع لو كأسند"‪ ،‬كقاؿ أبو عبيد‪" :‬النص التحريك‪،‬‬
‫كنص الرجل نصان‬
‫النص التوقيف‪ ،‬كالنص التعُت على شيء ما‪ٌ ،‬‬ ‫كالسَت الشديد‪ ،‬كاغبث‪ ،‬ك ٌ‬
‫إذا سألو عن شيء حىت يستقصى ما عنده‪ ،‬كنص كل شيء منتهاه" ‪ ،‬قاؿ األزىرم‪:‬‬
‫"النص أصلو منتهى األشياء كمبلغ أقصاىا‪ ،‬كُب حديث ىرقل‪ :‬ينصهم أم يستخرج‬
‫السنة أم ما دؿ ظاىر لفظهما عليو‬‫رأيهم كيظهره‪ ،‬كمنو قوؿ الفقهاء‪ :‬نص القرآف كنص ٌ‬
‫من األحكاـ"‪ ،108‬كعلى ىذا يفهم النص على مستول اؼبصطلحات‪ ،‬ىو ما ال وبتمل‬
‫ٌت كاحدان كقيل ما ال وبتمل التأكيل‪ ،‬كقيل ىو ما زاد كضوحان على الظاىر ؼبعٌت ُب‬
‫ن‬ ‫إال مع‬
‫‪109‬‬
‫اؼبتكلم كىو سوؽ الكبلـ ألجل اؼبعٌت‪.‬‬
‫لذلك كقد ذكر التهاكين أف النص لو معاف متعددة كىي‪:‬‬
‫مفهوـ اؼبعٌت من الكتاب كالسنة سواء أكاف ظاىران أك‬ ‫و‬
‫ملفوظ‬ ‫أ ) كل‬
‫ي‬
‫نصان أك م ىفسران‪ ،‬حقيقة أك ؾبازان عامان أك خاصان اعتبارا للغالب ألف عامة‬
‫ما كرد من صاحب الشرع نصوص كىذا اؼبعٌت ىو اؼبراد بالنصوص ُب‬
‫اصطبلحات ‪ :‬عبارة النص‪ ،‬إشارة النص‪ ،‬داللة النص‪ ،‬اقتضاء النص‪.‬‬
‫ب ) كالنص دبعٌت الظهور‪.‬‬
‫ج ) ما ال يتطرؽ إليو احتماؿ أصبل‪.‬‬
‫د ) ما ال يتطرؽ إليو احتماؿ مقبوؿ يعضده دليل‪.‬‬
‫أم ما يقابل اإلصباع كالقياس‪ .‬كالنص ىبتص دبا ىو قطعي‬ ‫الكتاب كالسنة ٍ‬
‫الثبوت كقطعي الداللة ُب الثوابت كفهم النص ضركرم إلنزاؿ أحكامو‬

‫‪107‬‬
‫ؾبمع اللغة العربية‪ ،‬اؼبعجم الوجيز ‪ ( ،‬طبعة خاصة؛ القاىرة ‪ :‬كزارة الًتبية كالتعليم‪ 1994 ،‬ـ)‪،‬‬
‫ص‪. 619‬‬
‫‪108‬‬
‫ابن منظور االفريقي‪ .‬لساف العرب ج‪ ،7‬ص‪.98-97‬‬
‫‪ 109‬الشريف أبو اغبسن بن علي اعبرجاين‪ .‬التعريفات ( ط ‪1‬؛ الرياض ‪ :‬دار عآب الكتب ك النشر‪،‬‬
‫‪ 1996‬ـ )‪ ،‬ص ‪. 260‬‬
‫‪64‬‬

‫منازؽبا ىو أمر ال مناص منو مع أم نص من النصوص قطعية الداللة‬


‫‪110‬‬
‫كالثبوت‪.‬‬
‫كقد قاؿ صاحب اؼبعارج ‪ " :‬ىو الكبلـ الذم يظهر إفادتو ؼبعناه كال يتناكؿ أكثر‬
‫‪111‬‬
‫فبا ىو مقوؿ فيو"‪.‬‬
‫كأما ضركرة كعي النصوص فهي تنبع أنبيتها من أف فهم النصوص األدبية‬
‫كاؼبعرفية تفت ؾباال كاسعا بأنواع اؼبعرفة كالثقافة العربية؛ كفوؽ ىذا ىو أف فهم النصوص‬
‫الشرعية يؤدم إٔب ربقيق مقاصد الشريعة كذلك جبلب اؼبصاّب كدرء اؼبفاسد كربقيق‬
‫التوازف ُب حياة األمة اإلسبلمية بعيدان عن اؽبول كالعبث كبعيدان عن التّزمت اؼبقيت الذم‬
‫يقود إٔب التنازع كالتدابر‪ ،‬كأنبية فهم النصوص كاالحتكاـ إليها يؤدم إٔب شيوع األمن‬
‫كالطمأنينة‪ ،‬كمن اؼبؤكد أف عدـ فهم النص أدل ما يؤديو اليوـ من فقداف األمن‬
‫كالسكينة ُب اَّتمعات اليت ٓب ربتكم إٔب النصوص الشرعية أك ٓب ترؽ إٔب فهم اؼبراد‬
‫منها‪.‬‬
‫‪ . 2‬وعي السياق‬
‫إف دراسات العلوـ العربية كاإلسبلمية اليت قامت حوؿ فهم السياؽ ُب نص من‬
‫النصوص أسبق كأعمق من نظَتهتا ُب اؼبعرفة الغربية بالعصر اغبديث ‪ ،‬كأف النظريات‬
‫العربية اليت أسست لدراسة السياؽ كانت أكَب من النظريات الغربية اغبديثة اليت قامت‬
‫على يد مليونفسكي‪ ،‬كفَتث كفاـ ديك‪ ،‬كغَتىم‪ ،‬كقد تنبو بذلك الباحثوف منهم سباـ‬
‫حساف إذ قاؿ ‪:‬‬
‫لقد كاف الببلغيوف عند اعًتافهم بفكرة اؼبقاـ متقدمُت ألف سنة تقريبا من زماهنم‪،‬‬
‫ألف االعًتاؼ بفكرة اؼبقاـ كاؼبقاؿ بوصفهما أساسيُت متميزين من أسس ربليل‬

‫‪ 110‬ؿبمد علي التهاكين‪ ،‬كشف اصطبلحات الفنوف كالعلوـ‪( ،‬ط‪ ،1‬بَتكت ‪ :‬مكتبة لبناف ‪1996 ،‬‬
‫ـ)‪ ،‬ص ‪.1696‬‬
‫‪ 111‬احملقق اغبلي‪ ،‬معارج األصوؿ‪ ،‬ربقيق ؿبمد حسُت الرضوم‪ ( ،‬ط‪1‬؛ ‪ 1403 ،‬ق )‪ ،‬ص‬
‫‪. 105‬‬
‫‪65‬‬

‫اؼبعٌت يعد اآلف ُب الغرب من الكشوؼ اليت جاءت نتيجة ؼبغامرات العقل اؼبعاصر‬
‫‪112‬‬
‫ُب دراسة اللغة‬
‫كيقوؿ ُب موضع آخر من كتابو ‪:‬‬
‫كحُت قاؿ الببلغيوف لكل مقاـ مقاؿ‪ ،‬كلكل كلمة مع صاحبها مقاؿ‪،‬‬
‫كقعوا على العبارتُت من جوامع الكلم تصدقاف على دراسة اؼبعٌت ُب كل اللغات ال‬
‫ُب العربية الفصيحة فقط‪ ،‬كتصلحاف للتطبيق ُب إطار كل الثقافات على حد سواء‬
‫كٓب يكن ملينفسكي كىو يصوغ مصطلحو ‪ context of situation‬يعلم أنو مسبوؽ‬
‫إٔب مفهوـ ىذا اؼبصطل بألف سنة أك ما فوقو إف الذين عرفوا ىذا اؼبصطل من‬
‫قبل‪ ،‬سجلوه ُب كتب ؽبم ربت اصطل اؼبقاـ‪ ،‬كلكن كتبهم ىذه ٓب ذبد من‬
‫الدعاية على اؼبستول العاؼبي ما كجد اصطبلح مليونفسكي من تلك الدعاية‪،‬‬
‫بسب انتشار نفوذ العآب الغريب ُب كل االذباىات‪ ،‬كبراعة الدعاية الغربية‬
‫‪113‬‬
‫الدائبة‪.‬‬
‫كلكن اغبديث حوؿ السياؽ ُب الًتاث العريب كاإلسبلمي ال يقتصر على مفهوـ‬
‫اؼبقاـ عند الببلغيُت فقد كاف الببلغيوف مسبوقُت برؤية تشبو نظرية سياقية تامة ُب أصوؿ‬
‫الفقو كالنحو العريب؛ إف النحو العريب ُب نشأتو األكٔب قد أكٔب السياؽ أنبيتو ُب ربليل‬
‫معٌت اعبملة فبا هبعل معاعبات اؼبتقدمُت مثل سيبويو ردا على متأخرم النحاة الذم‬
‫جردكا اعبملة من سياقها‪ ،‬يقوؿ سيبويو ‪:‬‬
‫‪...‬كذلك أف رجبل من إخوانك ك معرفتك لو أراد أف ىبربؾ عن نفسو كعن غَته‬
‫بأمر فقاؿ ‪ :‬أنا عبد اهلل منطلقا‪ ،‬كىو زيد منطلقا‪ ،‬كاف ؿباال ألنو إمبا أراد أف‬
‫ىبربؾ باالنطبلؽ كٓب يقل ىو كأنا حىت استغنيت عن التسمية ألف ىو كأنا عبلمتاف‬
‫للمضمر كإمبا يضمر إذا علم أنك عرفت من يعٍت‪ ،‬إال أف رجبل لو أف خلف‬
‫حائط أك ُب موضع ذبهل فيو فقلت من أنت؟ فقاؿ أنا عبد اهلل منطلقا ُب‬
‫‪114‬‬
‫حاجتك‪،‬كاف حسنا‪.‬‬
‫فجعل سيبويو معٌت اعبملة كصوابو كاستقامتو‪ ،‬متعلقا بالسياؽ الذم كردت ىذه اعبملة‪.‬‬

‫‪ 112‬سباـ حساف‪ ،‬اللغة العربية معناىا كمبناىا‪ ( ،‬الدار البيضاء‪ :‬دار الثقافة‪ 1994 ,‬ـ )‪ ،‬ص‪. 337 .‬‬
‫‪ 113‬سباـ حساف‪ ،‬اللغة العربية معناىا كمبناىا‪ ،‬ص ‪. 372 .‬‬
‫‪ 114‬سيبويو‪ ،‬الكتاب ‪ ( ،‬القاىرة ‪ :‬اػباقبي‪1988 ،‬ـ )‪،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 81-80‬‬
‫‪66‬‬

‫كقد ربدث عبد الفتاح الربكاكم ُب كتابو (داللة السياؽ) إٔب اؼبعاين اؼبعجمية‬
‫للسياؽ‪ٍ ،‬ب تناكؿ معٌت السياؽ عند اللغويُت كمن ٍب أشار إٔب التفات الزـبشرم إٔب‬
‫اؼبعٌت اَّازم لكلمة السياؽ‪ ،‬اليت تعٍت السياؽ اليت كرد فيو الكبلـ‪ٍ 115،‬ب استخلص من‬
‫ىذا العرض أف السياؽ يتوزع بُت اؼبفاىيم اآلتية ‪:‬‬
‫تتابع الكلمات ُب اعبمل أك اعبمل ُب النصوص كاؼبقاـ الذم يصحب الكبلـ‪،‬‬
‫كالقصة‪ ،‬كالظرؼ اػبارجي‪ ،‬الذم يبكن فهم الكبلـ على ضوئها‪ ،‬مستندا ُب ذلك كلو‬
‫‪116‬‬
‫إٔب ركايات ابن جٍت ك السيوطي‪.‬‬
‫أما تقسيم السياؽ ُب الكبلـ يبكن حصرىا حسب ما كردت أحواؿ السياؽ ُب‬
‫كتاب اهلل كما يأٌب ‪:‬‬
‫ياؽ اؼبكاين‬
‫الس ي‬
‫ٍّ‬ ‫أ)‬
‫ىو سياؽ الكلمة أك اعبملة داخل النص‪ ،‬كإف حصر اغبديث داخل النص‬
‫السابًق ًم ىن اآليات‬ ‫ت داخل السورة‪ً ،‬‬ ‫اآلية بُت اآليا ً‬
‫ياؽ ً‬ ‫القرآين فهو يعٍت ًس ى‬
‫ُت ٌ‬ ‫كم ٍوق ىعها ب ى‬
‫ى‬ ‫ى ٌ‬
‫اعبملة ُب موقعًها من‬
‫ً‬ ‫السورةً‪ ،‬كسياؽ‬ ‫ً‬
‫كالبلٌحق؛ أم‪ :‬يمراعاة سياؽ اآلية ُب موقعها من ٌ‬
‫ً‬
‫عما قبلىها كما بعدىا‪.‬‬‫بالسياؽ الذم ىكىرىدت فيو‪ ،‬كال تيقطع ٌ‬ ‫ط اآليةي ٌ‬ ‫اآلية‪ ،‬فيجب أف تيربى ى‬
‫ب ) السياؽ الزماين للجمل أك الكلمات‬
‫ياؽ‬
‫كيعٍت س ى‬ ‫ً‬ ‫السياؽ َّ ً‬
‫ٍت لآليات أك سياؽ التَّػٍنزيل ٍ‬ ‫الزىم ٌ‬ ‫بالنسبة إٔب النص القرآين ىو ٍّ‬
‫اآلية بُت اآليات حبسب تىػ ٍرتيب النزكؿ‪.‬‬
‫السياؽ اؼب ٍوضوع ٌي‬
‫ج ) ك ٍّ‬
‫السياؽ اؼبوضوعي كمعناه دراسة الكلمات أك اعبمل اليت ُب النص حبسب‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اسةي اآليىة أك اآليات اليت ىٍهب ىمعيها ىم ٍوضوعه كاح هد؛ سواءه‬
‫كم ٍعناه در ى‬
‫اؼبوضوع الذم هبمعها ؛ ى‬
‫خاصا‬ ‫ً‬
‫األحكاـ الفقهيٌة‪ ،‬أـ كا ىف ًّ‬ ‫عاما كالقصص القرآينٌ أك األمثاؿ أك‬ ‫أكا ىف اؼب ٍوضوعي ًّ‬
‫ى‬

‫‪ 115‬جار اهلل الزـبشرم‪ ،‬أساس الببلغة ‪ ،‬ص ‪. 225‬‬


‫‪ 116‬عبد الفتاح الربكاكم‪ ،‬داللة السياؽ بُت الكبلـ كعلم اللغة اغبديث‪( ،‬ط ‪ 1‬؛ القاىرة ‪ :‬درا اؼبنار‪،‬‬
‫‪1411‬ق)‪ ،‬ص ‪. 27- 25‬‬
‫‪67‬‬

‫ك‪ ،‬كتتب يع مواقًعًها ُب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫األحكاـ أك غ ًَت ذل ى‬ ‫األنبياء كحك وم من‬ ‫بنب من‬ ‫كالقصة اؼبىخصوصة ٍّ‬ ‫ٌ‬
‫رآف ً‬
‫الكرمي يكلٍّو‪.‬‬ ‫ال يق ً‬
‫م‬‫السياؽ اؼبقاصد ٌ‬ ‫د ) ك ٍّ‬
‫كمعناه النظر إٔب اعبملة أك اعبمل حبسب النيات كبواعث القوؿ كمقاصده‪،‬‬
‫اآليات ال يقرآنيٌ ًة من خبلؿ ىمقاصد‬ ‫ً‬ ‫اؼبقاصدم لآليات القرآنية م ٍعناه النَّظىير إٔب‬ ‫فالسياؽ‬
‫ٌ‬
‫العامة للموضوع اؼبعا ىًِب ‪.‬‬ ‫ً‬
‫القرآنية َّ‬ ‫رمي كالرٍؤي ًة‬ ‫القرآف ال ىك ً‬
‫السياؽ التٌار ًىب ٌي‬ ‫ق ) ك ٍّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًدبىٍعنىػيىػٍيو ٍّ‬
‫األحداث التٌارىبيٌة القديبة اليت ىحكاىا القرآ يف ال ىكرميي‬ ‫ياؽ ٍ‬ ‫ىو س ي‬ ‫العاـ ك ى‬
‫أسباب الن ِ‬
‫ُّزول ‪.‬‬ ‫كىو‬ ‫اؼبعاصرة ىلزىم ًن التَّػٍنز ًيل‪ ،‬ك ٍّ‬ ‫ك ً‬
‫ُ‬ ‫اػباص ى‬
‫م‬‫السياؽ اللغو ٌ‬ ‫ك) ك ٌ‬
‫ات‬‫ػض‪ ،‬كاألدك ً‬ ‫عضها ببع و‬ ‫ص ال يقرآين من خبلؿ عبلقات ألفاظو ب ً‬ ‫كىو دراسة النٌ ٍّ‬
‫ٌ‬
‫و‬
‫دالالت جزئيٌ وة‬ ‫َّب على تلك العبلئق من‬ ‫بُت ىػذه األلفاظ‪ ،‬كما يًتت ي‬ ‫للربط ى‬ ‫اؼبي ٍس ٍتع ىملة ٌ‬
‫ككلٌيٌ وة‪.‬‬
‫نهج‬
‫ص ال يقرآينٍّ دبى و‬‫السياؽ عٍند إرادة دراسة النٌ ٍّ‬ ‫كل ىػذه األنو ًاع من ٌ‬ ‫ػيم ٍّ‬ ‫كيٍنبغي ىٍربك ي‬
‫ص كال‬ ‫حوؿ النٌ ٍّ‬‫ػوـ ٍ‬ ‫ارىبي ىسيىح ي‬ ‫السياؽ التٌ ٍّ‬ ‫االقتصار على ٌ‬ ‫ى‬ ‫كامل‪ ،‬كإال فإ ٌف‬ ‫سياقي يمتى و‬ ‫ٍّ‬
‫كحده دكف االلتفات إٔب األحػداث التٌارىبيٌة‬ ‫اخلي ى‬ ‫السياؽ ال ٌد ٍّ‬‫االقتصار ىعلى ٌ‬ ‫ي‬ ‫يىػ ٍعدكه‪ .‬ك ٌأما‬
‫تقتصر على ما تيفيده‬ ‫ي‬ ‫ص بنيةن لغويٌةن يم ٍغلىقةن‬ ‫صاح ًبة لًنيزكلو فسيجع يل النٌ َّ‬ ‫حيطة بو أك اؼب ً‬ ‫اؼب ً‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ظ من ىمعاف كدالالت ‪.‬‬ ‫األلفا ي‬
‫كأما السياؽ غَت اللغوم "سياؽ اؼبوقف‪" Context of Situation:‬‬
‫فهو يبثل الظركؼ كاؼببلبسات كاؼبواقف اليت ًب فيها اغبدث اللغوم كتتصل بو كىو ما‬
‫أطلق عليو كماؿ بشر اؼبسرح اللغوم‪ ،‬كيسميو فَتث ‪ Firth‬سياؽ اغباؿ" كيعرفو بأنو‪:‬‬
‫صبلة العناصر اؼبكونة للموقف الكبلمي‪ ،‬كمن ىذه العناصر شخصية‬
‫اؼبتكلم كالسامع‪ ،‬كتكوينهما الثقاَب‪ ،‬كشخصيات من يشهد الكبلـ غَت اؼبتكلم‬
‫كالسامع ػ إف كجدكا ػ كبياف ما لذلك من عبلقة بالسلوؾ اللغول‪ ،‬كالعوامل‬
‫‪68‬‬

‫كالظواىر االجتماعية ذات العبلقة باللغة كالسلوؾ اللغول ؼبن يشارؾ َب اؼبوقف‬
‫الكبلمى كحالة اعبو إف كاف لػها دخل‪ ،‬ككالوضع السياسى‪ ،‬ككمكاف الكبلـ‪.117‬‬
‫أما اىتماـ القدماء بالسياؽ غَت اللغوم (سياؽ اؼبوقف) فواض عند الببلغيُت‬
‫عرفوا الببلغة بأنػها مطابقة الكبلـ ؼبقتضى اغباؿ مع فصاحػتو‪ ،‬كذكر أبو ىػبلؿ‬‫حيث َّ‬
‫العسكرم كغَته عبارة (لكل مقاـ مقاؿ)‪ ،118‬كدعا اعباحظ إٔب مطابقة الكبلـ ؼبقتضى‬
‫اغباؿ ككرر ذلك ُب كتبو‪ ،‬كنقل قوؽبم‪" :‬كمن علم حق اؼبعٌت أف يكوف االسم لو طب نقا‬
‫كتلك اغباؿ لو كف نقا‪ ..‬كمدار األمر على إفهاـ كل قوـ دبقدار طاقتهم‪ ،‬كاغبمل عليهم‬
‫‪119‬‬
‫أيضا يهتدم إٔب سياؽ اؼبوقف‪ ،‬كىو‬ ‫كعلى أقدار منازلو"‪ .‬ككذلكم ابن خلدكف ن‬
‫سياؽ غَت لغول كيسميو بساط اغباؿ‪ ،‬يقوؿ ابن خلدكف‪:‬‬
‫األلفاظ بأعيانػها دالة على اؼبعاين بأعياهنا‪ ،‬كيبقى ما تقتضيو األحواؿ كيسمى‬
‫ؿبتاجا إٔب ما يدؿ عليو‪ ،‬ككل معٌت ال بد كأف تكتنفو أحواؿ زبصو‪،‬‬‫بساط اغباؿ ن‬
‫‪120‬‬
‫فيجب أف تعترب تلك األحواؿ ُب تأدية اؼبقصود؛ ألنػها صفاتو‪.‬‬
‫الرابع‬
‫الباب ّ‬
‫الصور التطبيقيّة في آيات سورة القصص‬
‫ّ‬
‫ال ّدالالت اللّفظية والمعنويّة في السّورة‬ ‫أ‪.‬‬
‫ييستحسن لفهم النص القرآين جليٌا ُب مضمار اؼبعاين ذكات الطابع االجتماعي‬
‫فصل اآليات بشكل تقطيعي لآليات اؼبدركسة‪،‬‬ ‫ظل اؼبنهج التحليلي اللغوم‪ ،‬أف تي َّ‬
‫ُب ٌ‬
‫ضمن مفهوـ راسخ يتوافق مع ما يدرؾ بو علماؤنا القدماء ُب إعراُّم ك تفسَتىم كبياهنم‬
‫لآليات ضمن مناىجهم الدراسية اليت اتفقت األمة على ثبوهتا كحجيتها‬

‫‪ 117‬ؿبمود السعراف‪ ،‬علم اللغة (مقدمة إٔب القارئ العرىب)‪ ( ،‬ط‪ 2‬؛ القاىرة ‪ :‬دار الفكر العريب ‪:‬‬
‫‪ 1997‬ـ )‪ ،‬ص ‪.338‬‬

‫‪ 118‬أبو ىبلؿ العسكرل‪ ،‬الصناعتُت‪ ،‬ص‪.27 ،21‬‬


‫‪ 119‬أبو عثماف عمرك بن حبر اعباحظ‪ ،‬البيػاف كالتبػيُت‪ ( ،‬ط ‪ 7‬؛ القاىرة ‪ :‬مكتبة اػباقبي‪ 1998 ،‬ـ‬
‫)‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪. 94‬‬
‫‪ 120‬ابن خلدكف‪ ،‬اؼبقدمة‪ ،‬ص ‪.345 ،344‬‬
‫‪69‬‬

‫كرسوخها‪،‬كالبيانات من علماء التفسَت‪ ،‬كمبلحظات النحويُت عرب األزمنة اؼبتبلحقة ك‬


‫ببلغة الببلغيُت حسا كعاطفا كذكقا ُب الدالالت القرآنية اللفظية ك اؼبعنوية؛ كقد‬
‫امت ٌدت ىذه التفصيبلت لتصب اآليات القرآنية مدركسة ضمن اإليقاعات الصوتية‬
‫كاألبنية الًتكيبية كاعبمل كمن ٍب دراسة اآليات ُب إطار مفهومها كنص من النصوص اليت‬
‫تتناكلو أيدم القراء ككنص قابل للبحث كالشرح كاالستنباط‪ ،‬فنوع الدراسة األخَت يتم‬
‫على منهج البحث اللغوم الذم عيرؼ دبنهج علم اللغة االجتماعي‪.‬‬
‫البنية الصوتية في نصوص السورة‬ ‫‪-1‬‬
‫كلو فيصلت سورة القصص ضمن تأثَت صوٌب بدكره سبيٌز اؼبعاين حُت تتلى اآليات‬
‫على كبو معُت تكوف معانيها حسب اإليقاع كالنرب التقطيعي ُب األنظمة النحوية ما يلي‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫أ ) التقطيع الصوتي للسورة‬
‫‪   ‬‬
‫‪    [-2 ،]      [-1‬‬
‫‪    [ -3 ، ]      ‬‬
‫‪     [ -4 ،]   ‬‬
‫‪    [ -5 ،]        ‬‬
‫‪    [ -6 ،]    ‬‬
‫‪         [ -7 ،] ‬‬

‫‪ 121‬كلقد اقتطع الباحث السورة صوتيا حسب أحكاـ كبوية درج عليها العلماء من قبل بالبحث‬
‫كالدراسة الوافية‪ ،‬كىذه األحكاـ ليست إال إشارات بل تنبيهات قامت اغبجة اللغوية عليها كتشفي الغليل ُب‬
‫كشف معاين اآلم عرب العصور اؼبتبلحقة‪ ،‬كاؼبعتمد لدل الباحث بعد االختيار اؼبتأين كىو تقطيع إعرايب كتبو‬
‫اؼبؤلف األستاذ الفاضل ؿبيي الدين الدركي ُب كتابو إعراب القرآف كبيانو ؼبا فيو من معلومات إعرابية استخلصها‬
‫فهما كإدراكا مؤلفو من جهابذة النحويُت القدامى من أمثاؿ الزجاج ك اؼبكي بن أيب طالب‪ ،‬كابن األنبارم‪،‬‬
‫كالعكربم‪ ،‬كابن حياف األندلسي‪ ،‬كغَتىم ‪.‬‬
71

[ -9 ،]        [ -8 ،]    
        [ -10 ،]      
    [ -11 ،]    
     [ -12 ،]    
 [ -14 ،]         [ -13 ،] 
 [ -15 ،]           
        [ -16 ،]     
     [ -16 ،]     
      [ -17 ،]      
،]           
  [ -19 ،]         [ -18
   [ -20 ،]       
 [ -21 ،]        
      [ -22 ،]     
       [ -23 ،]    
            [ -24 ،]
          [ -25 ،]    
.‫العلي العظيم‬
ٌ ‫ صدؽ اهلل‬،... ‫ ] إٔب آخر سورة القصص‬    
‫النظر إٔب التقطيعات اؼبتقدمة ييبلحظ بشكل ملموس مدل دكر‬ ‫كإذا أيمعن ي‬
‫ يفوجد ىذا التقطيع ـبتلف ألوانو بُت كل‬،‫الصوت ُب بناء مفهوـ معُت للنصوص القرآنية‬
‫ كالتقطيع يك ٌوف حسب‬،‫عآب لغوم ككل مفسر متقن كبُت كل عآب آخر ككل مفسر آخر‬
‫ كُب اآليات اليت تدؿ على‬،‫التنظيم النحوم الذم فهمو العلماء من اآليات اؼبذكورة‬
: ‫اؼبعٌت االجتماعي تبلحظ صور ىذه التقطيعات اؼبختلفة فيما يلي‬
 [- ،]      [- : ‫ُب قولو تعأب‬
‫أكؿ مبلحظة ُب‬،]         
‫‪70‬‬

‫( ‪ ) ‬أنو من مقاطع صوتية ُب بداية السور كىذا اؼبقطع تيستهل بو ىذه السور كما‬
‫استهلت سور أخرل من أمثاؽبا كىي ‪ 29‬موقعا من سور القرآف كىي أربعة عشر حرفا‬ ‫ٍ‬
‫كليس من اؼبستبعد أف تكوف اؼبقاطع ىي من رموز صوتية لتوجيو الًتتيل‪.‬‬
‫ك أما كونو مقطعا فمتفق عند العلماء أنو ييقرأ باالتفاؽ من دكف اتفاؽ ُب‬
‫معناىا‪ ،‬ك قاؿ الشعب ( عامر بن شرحبيل اغبمَتم ت ‪ 105‬ىػ) ‪ ":‬هلل ُب كل و‬
‫كتاب‬
‫كسره ُب القرآف حركؼ اؽبجاء اؼبذكورة ُب أكائل السورة‪ 122 "،‬كأبواغبسن األخف‬ ‫سر ٌ‬ ‫ٌّ‬
‫كصف أنو مقطع يستهل بو الكبلـ كقوؿ العرب ُب شعرىم (أال) لبلستفتاح كالتنبيو‪ ،‬أما‬
‫قطرب ؿبمد بن اؼبستنَت(تلميذ سيبويو) فَتل ىذه األحرؼ تدؿ على أف القرآف يتألف‬
‫من ىذه اغبركؼ اؼبقطعة اليت ىي حركؼ اؼبعجم ؛ ا‪،‬ب‪،‬ث‪،‬ج ‪...‬إْب‪ ،‬كاليت كاف‬
‫‪123‬‬
‫العرب يعقلوهنا الريب ُب ذلك‪ ،‬فهي للتحدم اإلعجازم ُب القرآف على العرب‪.‬‬
‫ك بعد االفتتاح باؼبقطع (طسم) ك (‪ ،)   ‬جاءت اآلية‬
‫التالية [ ‪ُ ] ... ‬ب ىذا التقطيع الصوٌب من اعبملتُت الفعليتُت؛ األكٔب‬
‫ىي العمدة كالثانية صبلة كصفية صفة من قوـ‪ ،‬كاعبار كاَّركر (باغبق) متعلقاف حباؿ من‬
‫صوت مدلولو اجتماعي‬ ‫فاعل نتلوا‪ ،‬فاؼبعٌت متماسك بعضها بعضا أم تدؿ اآلية على و‬
‫بصيغة نبأ يقُت من قصة الصراع االجتماعي عامة بُت موسى كأتباعو كبُت فرعوف‬
‫كشيعتو‪ ،‬فالقصة ىي خرب مليء بالعرب للمؤمنُت‪ ،‬بينما إذا قيرئت اآلية بتقطيع كبوم آخر‬
‫؛‪ 124‬مثل [‪ ]     ‬فهي تدؿ على معٌت (شيء من خرب‬
‫موسى)‪ ،‬دكف قصد التعرض غبكاية آثار فرعوف كجنوده ‪,‬كإف كاف البد من ذكر فرعوف‬
‫ظاىرا ُب اآلية‪ ،‬ذلك ألنو اعًتض دعوة موسى للحق‪ ،‬فيكوف ذكر موسى يلزـ ذكر‬
‫عدكه اللدكد ‪ ،‬أما النحاس فيقطع اآلية على كبو [‪    ‬‬

‫‪ 122‬أيب إسحاؽ إبراىيم السرم الزجاج‪ ،‬ت ‪311‬ىػ ‪ ،‬معاين القرآف كإعرابو‪( ،‬ط‪ 1‬؛ بَتكت ‪ :‬عآب‬
‫الكتب‪ 1988 ،‬ـ )‪ ،‬اعبزء ص‪. 56 .‬‬
‫‪ 123 123‬أيب إسحاؽ إبراىيم السرم الزجاج‪ ،‬ت ‪311‬ىػ ‪ ،‬معاين القرآف كإعرابو‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 56‬‬
‫‪ 124‬شيخ اإلسبلـ زكريا األنصارم [ ت ‪ ،] 926‬إعراب القرآف الكرمي ‪ ،‬دراسة كربقيق موسى علي‬
‫موسى مسعود‪( ،‬القاىرة‪ ،‬رسالة جامعية ُب جامعة دار العلوـ‪ 2001 ،‬ـ ) ‪ ،‬ص‪. 428 .‬‬
‫‪72‬‬

‫‪ ، 125].    ‬ىذا التقطيع على مبط كما يقاؿ زيدا‬
‫بت أم هبوز أف يكوف [‪ُ ]‬ب موضع نصب ك [‪ ]‬بدؿ منصوب مثلو بفعل‬ ‫ضر ي‬
‫نتلو ‪.‬‬
‫كاآلية [ ‪ ،]       ‬يدؿ التقطيع‬
‫على صوت ابتدائي خربم يؤكد غطرسة فرعوف مع إجباره متبعيو بأكامر كنواىيو على حد‬
‫سواء‪ ،‬بينما إذا قطعت اآلية كبو [‪ ]    ‬تكوف اؼبعٌت صوتيا‬
‫كمنبها على الوقوؼ باؼبعٌت االستكبار دكف اقًتاف معٌت اإلجبار كإلزاـ التشيع‪ ،‬فتأٌب بقية‬
‫اآلية دبعٌت تابع ؽبا أك معٌت مستقل عنها أم تأٌب بعيدة من معٌت االقًتاف‪ [ ،‬‬
‫‪           ‬‬
‫]‪ ،‬ىذه األية تبدك معناىا ُّذا اؼبقطع الصوٌب االجتماعي تتألف ُب التنظيم النحوم من‬
‫فعل كفاعل كمفعوؿ (يستضعف كضمَت مستًت كطائفة) ٍب جاء بدؿ االشتماؿ (يذب )‬
‫‪126‬‬
‫كىبتم التقطيع‬ ‫ي‬ ‫من مبدؿ منو (يستضعف)‪ ،‬كصبلة يستحي معطوفة على صبلة يذب ‪،‬‬
‫دبعٌت مًتابط جبملة تعليلية تفسَتية ؼبا سبقتها (إنو كاف من اؼبفسدين) فالتقطيع ؿبكم‬
‫اؼبعٌت اجتماعيا‪ ،‬فيها فرعوف كأتباعو كطائفة من اؼبؤمنُت من الرجاؿ ك النساء كاألبناء‬
‫اؼبضطهدين‪.‬‬
‫ى‬
‫بينما إذا قطعت األية بتقطيع صوٌب كبو‪    [ ،‬‬
‫‪،]   ‬يكوف الًتكيز ُب التقطيع‪ 127‬يتضمن معٌت اإلشارة إٔب‬
‫نوع االستضعاؼ الذم مارسو فرعوف ذباه ؾبتمعو كاؼبعارضُت عليو‪ ،‬كظاىرة االستضعاؼ‬
‫الشك سبارسها الطبقة القوية اؼبتسلطة على الطبقة الضعيفة اؼبعارضة‪ ،‬فكلما تيقطَّ يع اآلية‬
‫صوتيا يأٌب اؼبعٌت يساير التقطيع الصوٌب فيبدك فيها معٌت اآلية اؼبركز كاؼبنبو عليو‪ .‬كمثل‬

‫‪ 125‬أيب جعفر أضبد بن ؿبمد بن إظباعيل النحاس ت ‪ 338‬ىػ ‪ ،‬إعراب القرآف ‪( ،‬ط ‪2‬؛ بَتكت ‪:‬‬
‫دار اؼبعرفة‪ 2008 ،‬ـ )‪ ،‬ص ‪.711‬‬
‫‪ 126‬بدؿ ( يذب ) من مبدؿ منو (يستضعف)‪ ،‬انظر ُّجت عبد الواحد صاّب‪ ،‬اإلعراب اؼبفصل‬
‫لكتاب اهلل اؼبرتل ‪( ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪،‬د‪.‬ت) ‪ ،‬ص ‪. 358‬‬
‫‪ 127‬أيب إسحاؽ الزجاج‪ ،‬معاين القرآف كإعرابو‪ ،‬ص ‪. 131‬‬
‫‪73‬‬

‫ىذه التقطيعات ُب اآلم من سورة القصص يبكن تطبيقها ُب آية إثر آية بأصبعها‪ ،‬كقد‬
‫أشار الباحث الف ٌذ كماؿ ؿبمد بشر بثبوت مثل ىذه التقطيعات الصوتية ُب البحث‬
‫‪128‬‬
‫القرآين دبا يسميو بالفواصل الصوتية ‪.‬‬

‫ب) المقطع الصوتي والنبر في ألفاظ السورة‬


‫اؼبقاطع ُب السورة تامة أركاف حيث تيػتىواجد أمباطها ُب ألفاظ اآليات كلها فهذه‬
‫‪129‬‬
‫األمباط اليت تتوزع ُب السورة على كما يأٌب ‪:‬‬
‫ب‪ ،‬ك ًؿ‪ ،‬تي ىرمزاف ُّما ربليليا ُب اآليات ‪/‬س‬ ‫‪ )1‬ساكنة كحركة قصَتة مثل ً‬
‫ح‪ /‬ك ُب ألفاظ السورة يكوف النمط اؼبقطعي ىذا" متواجدا من بداية السورة إٔب هنايتها‬
‫أم من طسم‪ ...‬إٔب (كإليو ترجعوف)‪......‬أم كل اآليات فيها اؼبقطع ؛ ساكنة كحركة‪.‬‬
‫‪ )2‬ساكنة كحركة قصَتة كساكنة مثل ىع ٍن ك ىك ٍم ك ًم ٍن ؛ كاؼبقاطع ترمز ُّا‬
‫ربليليا ُب اآلم ‪/‬س ح س‪ /‬فيكوف النمط كاضحا ُب سائر حركؼ اعبر ُب السورة ك ىي‬
‫اؼبكونة من اغبرفُت كآخرنبا ساكن‪.‬‬
‫‪ )3‬ساكنة كحركة طويلة مثل ‪ :‬ىما‪ ،‬ترمز ُّا ربليليا ُب اآلم ‪ /‬س ح ح‪/‬‬
‫توض ُب اآلية السادسة من السورة كىي (ما كانوا وبذركف)‪.‬‬ ‫فيكوف النمط قد ٌ‬
‫‪ )4‬ساكنة كحركة طويلة كساكنة مثل قىاؿ ك كاف (ُب قراءة الوقف)‪ ،‬كىذا‬
‫النمط كثَت ُب السورة‪.‬‬
‫أين (ُب قراءة‬
‫‪،‬كيوـ‪،‬ك ٍ‬
‫قوـ ٍ‬‫ساكنة كحركة قصَتة كساكنة ك ساكنة مثل ٍ‬ ‫‪)5‬‬
‫الوقف)‪ ( ،‬كيوـ يناديهم فيقوؿ أين شركائي‪ ،130)...‬فيكوف النمط ظاىرا ُب بعض‬
‫اآليات‪.‬‬

‫‪ 128‬ؿبمد كماؿ بشر‪ ،‬دراسات ُب علم اللغة ‪(0‬ط‪ 9 .‬؛ دار اؼبعارؼ ‪ 1986‬ـ)‪ ،‬ص‪.28 -26 .‬‬
‫‪ 129‬ياسر اؼببلح‪ ،‬التشكيل الصوٌب ُب اللغة العربية فنولوجية العربية‪( ،‬ط ‪1‬؛ جدة ‪ :‬النادم األديب‬
‫الثقاُب‪ 1983 ،‬ـ)‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ 130‬اآلية الواحدة كالستوف من سورة القصص‪.‬‬
‫‪74‬‬

‫ساكنة كحركة طويلة كساكنة كساكنة مثل ر ٌاد‪ ،‬كالتحليل ُب الكلمة ر ا‬ ‫‪)6‬‬
‫د د‪ ،‬فالنمط ييتواجد ُب اآلية ؛ ‪ 7‬من السورة رآدكه إليك‪.‬‬
‫فاؼبقاطع الصوتية ُب السورة تيػتىواجد ُب ألفاظ ؽبا بعد اجتماعي ُب اؼبعٌت‪ ،‬مثل ؿ‬
‫(لقوـ)‪ ،‬كمن (دبعٌت التبعيض ؛ من نبأ موسى كفرعوف)؛ كمثل ما ( ما كانوا ‪ ...‬ىو‬
‫اسم دبعٌت الشيء أم فعل من األفعاؿ)؛ كمثل كاف‪ ،‬قاؿ‪ ،‬جاء كىي ألفاظ السورة تنبٍت‬
‫من األفعاؿ اليت تدؿ على اغبدث كالزماف‪ ،‬كللحدث كالزماف أشخاص فاعلوف ُب‬
‫األحداث إذف ىي اجتماعية‪ .‬ككذلك ُب كلمة (قوـ) ك(ر ٌاد) كلتانبا اجتماعيتاف لداللة‬
‫اللفظ اؼبراد ُب قوـ كداللة األحرؼ اؼبلحقة ُب ( رادكه ‪ )...‬اليت تفيد معٌت اعبماعة‪.‬‬
‫حسان بأنو "كوف صوت من‬ ‫تمام ّ‬ ‫أما النرب فهو الذم يشَت إليو الباحث ّ‬
‫األصوات ُب الكلمة أقول من بقيٌتها"‪131،‬ك النرب ُب السورة يعٍت مقدار قوة الصوت‬
‫على مقاطع كل لفظ اآليات‪ ،‬كيبكن توقٌع صوت النرب ُب مستويات معينة كما ثبت‬
‫كجود ىذه اؼبستويات ُب لغة القرآف‪ .‬فقد يكجد لدل إمعاف النظر كالسمع ُب مقاطع كل‬
‫آية من السورة؛ إمكاف معرفة ثبلث درجات من العلو بسبب النرب ُب اآلم ما يأٌب ‪:‬‬
‫األكٕب يبكن أف يرمز لو ( ‪.) /‬‬
‫النرب َّ‬ ‫‪)1‬‬
‫الثانوم يبكن أف يرمز لو ( \ )‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫النرب‬ ‫‪)2‬‬
‫النرب الضعيف كليس لو رمز ‪)-( .‬‬ ‫‪)3‬‬
‫كمن اؼبمكن أف يكوف ُب كل لفظ اآليات مقطع منبور لذاتو كيستقبل ىذا‬
‫اؼبقطع النرب األكٕب كتتأثر توزيعاتو ك مواقعو بعدد مقاطع كبلـ اهلل كأنواعها‪ .‬فلفظ اآليات‬
‫كقوـ ‪ .‬أما ألفاظ اآليات‬
‫من‪ٍ ،‬‬ ‫كم ‪ٍ ،‬‬‫ذك اؼبقطع الواحد تستقبل نربا أكليا كىو مفرد مثل ‪ٍ :‬‬
‫ذكات اؼبقاطع الكثَتة أك اليت تؤلف مقطعُت فقط فتستقبل نوعُت من النرب الثانوم‬
‫‪132‬‬
‫األكٕب‪.‬‬
‫كالضعيف باإلضافة إٔب النرب ٌ‬
‫‪131‬‬
‫سباـ حساف ‪ ،‬مناىج البحث ُب اللغة‪ ( ،‬ط ‪ 1 .‬؛القاىرة ‪ :‬مكتبة األقبلو‪ 1990 ،‬ـ )‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪. 170‬‬
‫‪132‬‬
‫أكرب عدد من للمقاطع ُب العربية ىو تسعة دبا ُب ذلك من الزكائد‪ .‬أنظر ياسر اؼببلح‪ ،‬التشكيل‬
‫الصوٌب ُب اللغة العربية فنولوجية العربية‪ ،‬ص‪. 134 .‬‬
‫‪75‬‬

‫كالقواعد اليت تضبط نرب اآليات ىي نفسها القواعد اليت تضبط الكبلـ ُب العربية‬
‫ما يأٌب ‪:‬‬
‫عندما يتألف لفظ اآليات من سلسلة من اؼبقاطع مثل ‪ :‬س ح فإف‬ ‫‪)1‬‬
‫اؼبقطع األكؿ ينرب نربا ٌأكليا كتنرب اؼبقاطع الباقية أنبارا ضعيفة مثل ‪ :‬جعل ؛ س ح س ح‬
‫س ح [‪ ،]  ‬كذلك بلغ ؛ س ح س ح س ح [‪.]  ‬‬
‫‪ )2‬عندما وبتوم لفظ اآلم مقطعا طويبل كاحدا فقط فإف اؼبقطع الطويل‬
‫األكٕب كتستقبل بقية اؼبقاطع أنبارا ضعيفة‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫يستقبل النرب َّ‬
‫ب س ح ح س ح س ح [‪،]    ‬‬ ‫ىجانً ً‬
‫فىػنىتَّبً ىع س ح س ح س س ح س ح س ح [ ‪  ‬‬
‫‪.] ‬‬
‫عندما وبتوم لفظ اآلم مقطعُت طولُت أك أكثر فإف اؼبقطع الطويل‬ ‫‪)3‬‬
‫األقرب إٔب آخر الكلمة (غَت اؼبقطع األخَت) يستقبل النرب األكٕب كُب أغلب اغباالت‬
‫يستقبل اؼبقطع األقرب إٔب بداية الكلمة نربا ثانويا‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫ذينػي ٍوًًُّ ٍم س ح س ح ح س ح س ح س ح س ح ح [ ‪  ‬‬
‫‪]... ‬‬
‫[ ‪  ‬‬ ‫‪ ‬يتساءلوف س ح س ح س ح ح س ح س ح ح س ح‬
‫‪.] ‬‬
‫اؼبقاطع من كلمات‬
‫ي‬ ‫فاؼبقاطع كاألنبار ذبذب انتباىات السامعُت حُت تيلفظ ىذه‬
‫اآليات حسب الصفات من ـبارج اغبركؼ‪ ،‬ككانت اؼبقاطع كاألنبار تساعد إرساؿ اؼبعٌت‬
‫دبجرد السماع ُب مسابقات‬‫من الكلمات اؼبنطوقة باعبودة‪ ،‬كلذلكم قد يتأثر اؼبستمعوف ٌ‬
‫لتبلكة آيات القرآف حيث يتمايز القارئ سبايزا دقيقا دكف اآلخر حبسن أداء التبلكة ُب‬
‫ضغطهم اؼبقاطع كاألنبار خبلؿ اؼبسابقات‪ .‬كإذا يسلٌم األمر أف للمقاطع ك األنبار أدكارا‬
‫ذبدم إرساؿ اؼبعٌت ك جرس الصوت إٔب اآلخرين ىذا يعٍت أف ؽبا دكر اجتماعي بل‬
‫عد من داللة اجتماعية كلغوية على حدة‪.‬‬ ‫كظيفة اجتماعية ينبغي أف يي َّ‬
‫‪76‬‬

‫أثر التنغيم الموسيقي في ألفاظ اجتماعية للسورة‬ ‫ج)‬


‫إ ٌف الذم ييعٌت بالتنغيم ىو ارتفاع الصوت كالبفاضو أثناء الكبلـ كردبا كاف لو‬
‫‪133‬‬
‫كظيفة كبوية ىي ربديد اإلثبات كالنفي ُب صبلة ٓب تستعمل فيها أداة االستفهاـ‪،‬‬
‫كقوؿ اعبندم القابض على رئيس العراؽ السابق ‪:‬أنت صداـ‪ ،‬أنت صداـ‪.‬‬
‫كأما التنغيم اؼبوسيقي ُب آيات القرآف عامة كُب السورة خاصة فهو فبا أتقن عليو‬
‫اختبلؼ التنغبم‬
‫ي‬ ‫القراء ُب أداء تبلكة آيات اغبكيم كمن حيث اؼبعٌت قد ييؤثٌر معٌت اآليات‬
‫اؼبسلَّم كفبا الشك فيو لدل اعبميع أف تيفيد موجةي‬ ‫كتنويعو ك ُب صياغة معناىا؛ كمن ى‬
‫التنغيم اؼبوسيقي عند أداء تبلكة سور القرآف ترسيخ كتوطيد اؼبعاين اؼبرسلة ُب اآلم اؼبتلوة‬
‫حسن التنغيم لدل بعض‬ ‫عند سامعيها؛ كحىت كاف النب صل اهلل عليو كسلم ً‬
‫يبلحظ‬
‫ى‬
‫علي‬
‫الصحايب اعبليل عبد اهلل بن مسعود بعض السور فقاؿ ‪":‬اقرأ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫الصحابة فيست ٍق ًرئ‬
‫من القرآن‪ ،‬قال عبد اهلل بن مسعود‪ :‬فقلت لو ‪ :‬يا رسول اهلل أليس عليك أُنزل‬
‫أحب أن أسمعو من غيري‪ (".‬ركاه أضبد)‪ 134.‬كإذا‬ ‫ومنك تعلّمناه ‪ ،‬قال بلى ولكنّي ّ‬
‫كاف التنغيم يساعد ُب توطيد كترسيخ اؼبعاين اؼبرسلة بشكل ملموس كما ثبت دكر‬
‫اؼبقاطع كاألنبار ُب إرساؿ اؼبعٌت اؼبنطوؽ؛ ىذا يعٍت أف للتنغيم داللةن ذات الطابع‬
‫االجتماعي ُب اآليات القرآنية‪.‬‬

‫التغيّر الفونيمي في السورة وأىمية الصوت‬ ‫د)‬


‫في تغيّر المعنى فيها‬
‫يبلحظ من كجود الظواىر‬ ‫لتفحص ما يبكن أف ى‬ ‫كإذا قيرئت السورة بإمعاف ٌ‬
‫الفونيمية ُب ألفاظ اآلم لي ً‬
‫وحظت كلمات كألفاظ اآلم اليت طرأ عليها تغَت الفونيمي‬
‫الًتكيب الذم يقوـ على اؼبقاببلت االستبدالية من أمثاؿ تاب‪ ،‬طاب‪ ،‬ك غاب ‪ ،‬إْب فهو‬

‫‪ 133‬سباـ حساف‪ ،‬مناىج البحث ُب اللغة‪ ،‬ص‪.164 .‬‬


‫‪ 134‬أضبد بن حنبل‪ ،‬مسند اإلماـ أضبد‪ ( ،‬ط‪ 1‬؛ بَتكت ‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،)2008 ،‬ج ‪ 5‬ص‬
‫‪. 185‬‬
‫‪77‬‬

‫يؤدم إٔب إحداث تغيَت ُب اؼبعاين‪ ،‬باإلضافة إٔب ما طرأ على تلك األلفاظ تغَت الفونيمي‬
‫ٌ‬
‫فوؽ الًتكيب ‪ ،‬الذم يرافق كبلـ اهلل من مثل النرب ك التنغيم‪ ،‬كالذم سبق أف ذيكًرا ُب‬
‫اؼببحث السابق من ىذا اؼببحث‪.‬‬
‫تغَت‬
‫التغَت الفونيمي كأنبيةى الصوت ُب ٌ‬
‫إف علماء العربية األكائل قد أدركوا أيضا ى‬
‫و‬
‫لطائفة من األلفاظ ُب مؤلفاهتم حيث تنطبق‬ ‫اؼبعٌت‪ ،‬ك ذلك فيما يكجد من شرح لغوم‬
‫بالتغَت‬
‫التغَت الصوٌب ٌ‬‫عليها عملية االستبداؿ الفونيمي‪ .‬فاالستبداؿ الفونيمي ىو ربط ٌ‬
‫الدالٕب كقد أشار مصطفى صادؽ الرافعي إٔب براعة اغبركؼ كاغبركات ُب تصوير اؼبعٌت‬
‫ُب النفس حيث قاؿ ‪:‬‬
‫مادة الصوت ىي مظهر االنفعاؿ النفسي‪ ،‬كأف ىذا االنفعاؿ بطبيعتو إمبا ىو‬
‫سبب ُب تنويع الصوت دبا ىبرجو فيو مدا أك غنة أك لينا أك شدة كدبا يهيئ لو من‬
‫اغبركات اؼبختلفة ُب اضطرابو كتتابعو على مقادير تناسب ما ُب النفس من‬
‫‪135‬‬
‫أصوؽبا‪.‬‬
‫إال أف الصوت لدل الرافعي يقتصر لتفسَت اغباالت النفسية لئلنساف فقط‪ ،‬دكف‬
‫ذكره ما ُب الطبيعة كُب حُت يبلحظ كياف األصوات ُب مفردات القرآف أثناء التبلكة‬
‫يعرب اإلنساف كالطبيعة بأكملها فهي حية بكل معانيها ‪.‬‬‫اعبهرية يعرب عن كل شيء‪ ،‬أم ٌ‬
‫فالصوت ُب مفردات السورة لو ارتباط دائم باؼبعٌت‪ ،‬كىو ذك أنبية ضركرية اجتماعيا ُب‬
‫تغَت اؼبعٌت ُب األلفاظ الكثَتة أثناء النطق‬
‫ضبل اؼبعٌت من قائلو إٔب سامعو‪ ،‬بل لو دكر ُب ٌ‬
‫أك التبلكة للسورة‪.‬‬
‫كعندما تيتابع أنبيةي الصوت اجتماعيا ُب تغَت معٌت اآليات البد أف تيذكر قرينة‬
‫صوتية اليت ذبسد اؼبعٌت‪ ،‬كىي ما قد أيطلق بالفونيم السابق ذكره‪ ،‬كالفونيم غالبا يأٌب‬
‫فيكوف دليبل على اؼبعٌت ‪.‬إذف القرائن الصوتية أك الفونيمات كاحدة من القرائن الدالٕب‪،‬‬
‫حي كاض جلٌي ماثل‬ ‫اليت تقوـ بإحياء اللفظة كجعل النص ينبض باغبياة؛ كأنو مشهد ٌ‬
‫أماـ أعُت الناس‪ .‬كلتتمثٌل الفونيمات بالوجود اجتماعيا ُب آيات السورة البد أف ربيلل‬

‫‪ 135‬مصطفى صادؽ الرافعي ‪،‬إعجاز القرآف ك الببلغة النبوية‪ ،‬راجعو كصححو كضبطو ‪ :‬ؿبمد سعيد‬
‫العرياف ( ط‪ 9‬؛ بَتكت ‪ :‬دالر الكتاب العريب‪ ،)1973 ،‬ص‪. 215‬‬
‫‪78‬‬

‫اجدىا ُب ألفاظ شىت من أيات اغبكيم ُب السورة‪ ،‬من خبلؿ‬


‫اآلم ربليبل لغويا ييربز تو ي‬
‫ي‬
‫الوقوؼ على ظاىرتُت من استبداؿ فونيمي نبا‪:‬‬
‫استبدال فونيمي مفرد‬ ‫‪)1‬‬
‫أكؿ مبلحظة ُب استبداؿ فونيمي مفرد ىو أف يكوف موضع التغَت بُت اللفظتُت‬
‫من اآليتُت يربز ُب ُب الصائت من الصوائت ( اغبركات) كبو ‪:‬‬
‫كردة كلمة (إليك) بكسر الكاؼ ُب اآلية {‪      ‬‬
‫‪ }    ‬ك اآلية ‪ :‬ككردت(إليك) بفت الكاؼ ُب‬
‫‪   ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫اآلية { ‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ،}        ‬فوجو التغَت الفونيمي‬
‫ىو أف تستبدؿ القرينة االجتماعية الصوتية اؼبفردة (‪ُ )   ‬ب اآلية‬
‫‪ُ )‬ب اآلية‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬‫‪ ‬‬ ‫السابعة من القصص بالقرينة االجتماعية الصوتية اؼبفردة ( ‪   ‬‬
‫الثانية كالعشرين من القصص‪ ،‬أم حصل استبداؿ فونيمي ُب اؼبضاؼ إليو من حرؼ‬
‫التغَت الدالٕب ُب الكافُت‪.‬‬ ‫اعبر (إٔب) بعد اتصالو بكاؼ ُب اللفظتُت أدل إٔب ٌ‬
‫كالكافاف ُب اآليتُت تدالف على الضمَت اؼبخاطب (من الضمائر ذات الطابع‬
‫االجتماعي)‪ ،‬فبالفتحة تعٍت اؼبخاطب اؼبذكر‪ ،‬كبالكسرة تعٍت اؼبخاطب اؼبؤنث‪ ،‬كمن‬
‫ناحية اػبفة كالثقل عند أدائهما ُب اللساف‪ ،‬الفتحة أخف من الكسرة‪ .‬أم األلفاظ الدالة‬
‫على الرجاؿ‪ ،‬ىي أخف من اليت تدؿ على اإلناث؛ كردبا ىذا قد يكوف السبب ُب‬
‫اآليات أسلوب الرجاؿ كػ (يا‬ ‫ي‬ ‫تعميم اػبطاب العاـ ُب كل أيات ُب القرآف خيث يزبضع‬
‫أيها الذين آمنوا ‪ )...‬فيضمن أسلوب الرجاؿ من حيث داللتو على أسلوب نداء‬
‫للنساء‪ .‬كمن اآليتُت يبلحظ أف لئلبداؿ الفونيمي بُت اللفظتُت من شبو اعبملة قرينة‬
‫صوتية‪ ،‬لتغَت الداللة بُت اآليتُت‪ ،‬كأف القرينة الصوتية ؽبا أثر كبَت ُب تغيَت اؼبعٌت‬
‫كزبصيصو كاستداللو‪.‬‬
‫كثاين مبلحظة ُب السورة من حدكث استبداؿ فونيمي مفرد ىو بُت اسم‬
‫استفهاـ ىم ٍن كبُت حرؼ اعبر ًم ٍن ُب آيتُت ‪     { :‬‬
‫‪79‬‬

‫‪                ‬‬
‫‪             ‬‬
‫(م ٍن ) ُب اآلية األكٔب حبركة الفتحة لبلستفهاـ الشخصي‬ ‫‪ }  ‬فػ ى‬
‫(االجتماعي)؛ اغبركة ُب صدر اللفظة خفيفة الوقع ُب اللساف ألف طبيعة الفتحة ىي‬
‫أخف من الكسرة‪ ،‬أم يناسب معٌت االستفهاـ بصدارة الفتحة ُب اللفظة‪ .‬بينما ًم ٍن ُب‬
‫ليتم فهمو‪ .‬كمن حيث اغبركة‬ ‫اآلية الثانية حرؼ اعبر اليت وبتاج إٔب ؾبركر لييفهم معناه أك ٌ‬
‫يستبدؿ الواحد على اآلخر فيتغَت اؼبعٌت الدالٕب كىو عُت استبداؿ فونيمي ُب الصائت‬
‫(اغبركة) الواحد‪ .‬فالكسرة ُب صدراة اللفظة اجتماعيا أثقل من الفتحة فيها‪ ،‬فناسبت‬
‫(م ٍن) اعبارة لعدـ كتماؿ معناىا إال ما بعد ؾبيء اَّركر منو أم ناسبت‬ ‫الكسرة بػ ً‬
‫الكسرة ثقل معٌت ً‬
‫حرؼ اعبر الذم وبتاج إٔب ؾبركر ُب اإلسباـ‪.‬‬
‫استبدال فونيمي مزدوج‬ ‫‪)2‬‬
‫ىح ىس ىن كىو استبداؿ‬ ‫قد حصل استبداؿ فونيمي مزدكج ُب اللفظتُت أ ً‬
‫ىحس ٍن ك أ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُب عُت الفعل كالمو‪ ،‬كما كردت ُب اآلية اآلتية { ‪    ‬‬
‫‪             ‬‬
‫(أحس ٍن)‬‫‪ ،}            ‬كلفظة ً‬
‫أحس ىن بصيغة فعل‬ ‫جاءت بصيغة فعل األمر دبعٌت طلب اإلحساف؛ بينما جاءت كلمة ى‬
‫ماض دبعٌت الشخص الذم قد فعل اإلحساف؛ فاستبداؿ عُت الفعل كالمو من الكسرة‬
‫التغَت الدالٕب من األمر إٔب اؼباضي‪ ،‬ك قدرة‬ ‫ك السكوف بالفحتة اؼبتتاليتُت أدل إٔب ٌ‬
‫اإلنساف على نطقو اجتماعيا؛تراعي الثقل ك اػبفة‪ ،‬ككاف استبداؿ الفونيمي اؼبزدكج من‬
‫الكسرة ك السكوف إٔب الفتحتُت اؼبتتاليتُت ُب صيغة الفعل اؼباضي أخف للنطق كلؤلداء‬
‫اللساين أل ٌف حركة الفتحة ىي أخف نطقا من حركة الكسرة كالسكوف كما ىو معركؼ‪.‬‬
‫كما أف ُب السورة كردت كلمة (‪ُ ) ‬ب اآلية الرابعة عشر ؛ { ‪ ‬‬
‫‪ ،}         ‬كتأٌب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ُ )    ‬ب السورة من بعدىا ُب اآلية الثامنة بعد السبعُت؛ { ‪ ‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬‫كلمة ( ‪ ‬‬
‫‪81‬‬

‫‪              ‬‬
‫‪،}  ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪           ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫فكلمة (‪ُ )‬ب اآلية السابقة بضم الشُت اليت ىي فاء الكلمة كفت البلـ‬
‫القوة أم منتهى القوة ُب اإلنساف ( مستول اجتماعي ما بُت شباين عشرة سنة‬ ‫كىي تعٍت ٌ‬
‫إٔب ثبلثُت)‪ ،‬كىي كلمة صبع عند أكثر علماء اللغة ال مفرد ؽبا كأبابيل‪ ،‬باستثناء سيبويو‬
‫الذم قاؿ مفردىا الشٍّدَّة‪ 136،‬فناسب الفونيم الصائيت (الضمة الثقيلة قبل حركة‬
‫التشديد) معٌت الكلمة الذم يدؿ على كماؿ قوة اؼبنطوؽ ُب اآلية‪ .‬كإذا قورنت بكلمة‬
‫‪ ( ‬خفيف ُب الشُت أم الفتحة‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ُ )    ‬ب اآلية اليت من بعدىا كانت كلمة ( ‪ ‬‬ ‫( ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫أخف من الضمة قبل حركة التشديد بعدىا؛ فناسب فونيم اغبركة (الصائت) اؼبعٌت الذم‬
‫جاء ُب صيغة التفضيل أم إنو ؾبرد تفضيل للقوة من كاحد على اآلخر كتكوف اللفظة‬
‫اؼبستعملة ُب اسم التفضيل أخف من اللفظة الدالة على منتهى القوة كالثبات ُب صيغة‬
‫اعبمع‪.‬‬
‫‪ُ ( ‬ب التحليل اللغوم االجتماعي قد ًب بينهما‬ ‫‪ )‬ك ( ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫فكلمتاف؛ ( ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫استبدال فونيمي مزدوج ُب الشُت‪ ،‬اليت ىي فاء الكلمة كاستبداؿ ُب الـ الكلمة بعد‬
‫كل منهما ‪ ،‬كاالستبداؿ ىنا يفيد‬ ‫التشديد بسبب موقعهما اإلعرايب باختبلؼ العامل ٍّ‬
‫الدالٕب ُب أظباع كمفاىيم عند الناس‪.‬‬
‫َّ‬ ‫التغَت‬
‫اجتماعيا ى‬
‫السمات الصرفية الدالة على الطابع االجتماعي في السورة‬ ‫‪-2‬‬
‫اغبديث عن السمات الصرفيية ُب اللغة ىو عُت اغبديث عن ؾباؿ الصرؼ ُب‬
‫لغة القرآف‪ ،‬فمجاؿ الصرؼ عند القدماء يتناكؿ الكلمة اؼبتصرفة غالبا‪ ،‬كال يتناكؿ ُب‬
‫األغلب الكلمات اعبامدة؛كاألدكات كاألفعاؿ اعبامدة كبعض األظباء اليت ال تنصرؼ‪.‬‬
‫كالواقع أف الصرؼ أك التصريف أكسع من ذلك ألف موضوعو ىو دراسة الكلمة‬
‫كمعاعبتها‪ ،‬فينبغي أف يشمل كل ما يتعلق بالكلمة‪ ،‬فيتناكؿ مكوناهتا من زيادة كنقص‪،‬‬

‫‪ 136‬زين الدين ؿبمد بن عبد القادر الرازم‪ ,‬ـبتار الصحاح‪( ، ،‬بَتكت ‪ :‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫‪1417‬ق‪1996/‬ـ)‪ ،‬ص ‪.332‬‬
‫‪80‬‬

‫كتبدؿ‪ ,‬كتقلباهتا من صيغة إٔب صيغة‪ ،‬كالقوانُت اليت ربكم ذلك‪ ،‬كالكلمة اليت ىي‬
‫موضوع الصرؼ تتكوف من كحدة صرفية كاحدة أك أكثر‪ ،‬كىي ما يعرب عنها باؼبورفيم‬
‫اليت تعد أصغر كحدة صرفية‪ ،‬فكلمة (مسلم) ذات كحدة صرفية كاحدة ككلمة (اؼبسلم)‬
‫مكونة من كحدتُت صرفيتُت (اؿ ) ( مسلم)‪ ،‬فالسمات الصرفية اليت ىي ربت ؾبهر‬
‫البحث ُب السورة ىنا‪ ،‬تنساؽ ُب اؼببحثُت الرئيسُت نبا ‪ :‬صورة اؼبورفيمات ُب اآلم‪،‬‬
‫كصور من الصرفية األخرل فيها‪.‬‬
‫صور المورفيمات في آي السورة‬ ‫أ)‬
‫كإف ربليل آم السورة من حيث السمات الصرفية فيها‪ ،‬على ضوء علم اللغة‬
‫االجتماعي‪ ،‬يقتضي دراسة مبوذجية ُب مورفيمات اآلم‪ ،‬ك مورفيمات اآلم كما سبق‬
‫القوؿ؛ ىي كحدات صرفية ُب ألفاظها تتبٌت عليها معاين األلفاظ من خبلؽبا‪ ،‬ككل جزء‬
‫من أجزاء األلفاظ؛ لو كظيفة يتميز معناىا من غَته ُب ىذا السياؽ‪.‬‬
‫كإف البحث اؼبورفيمي ؽبو عملية التحليل ُب البنية الداخلية للؤللفاظ القرآنية‪،‬‬
‫فاؼبورفيمات ُب القرآف ربمل مدلوال معنويا‪ ،‬فكل مورفيم ذك كظيفة ُب الكشف عن‬
‫معٌت خاص ُب ألفاظ القرآف‪ ،‬كىو ما تتميز بو اللغة العربية من غٌت مادهتا الغزيرة عن‬
‫سائر اللغات اليت كاف الدين السماكم السابق قد أينزؿ ُّا كالعربية ك السريانية‪.‬‬
‫ك كيفية ربليل اؼبورفيم ُب السورة ىبتلف عن الدراسة على الظواىر الصوتية ُب‬
‫السورة اليت تقتضي بالوقوؼ على اؼببلم الصوتية ُب السورة من التقطيع‪ ،‬كاؼبقطع‪،‬‬
‫كالنرب كالنغم‪ ،‬كاستبداؿ فونيمي؛ إذ تكوف الدراسة على اؼبورفيمات تكمن ُب البحث‬
‫عن ؿباكر اؼبورفيمات كأشكاؽبا حسب اؼبوضوعات اليت قاـ علماء اللغة بتسميتها‬
‫كتقسيمها كتفريعها‪ .‬فاؼبورفيمات متواجدة ُب كل من آيات السورة من أكؽبا ٔب آخرىا‪،‬‬
‫بل كانت متواجدة ُب القرآف كلو‪ ،‬ك العمل ُب البحث ىو إبراز اؼبورفيمات بالتحليل‬
‫اللغوم اؼبباشر ُب ألفاظ السورة حسب ما كصفو اللغويوف احملدثوف ُب مؤلفاهتم اؼبتنوعة‪.‬‬
‫صور من السمات الصرفية األخرى في السورة‬ ‫ب)‬
‫‪82‬‬

‫نار‬
‫قبل العرض ُب بعض أحباث الصرؼ اؼبتنوعة ُب السورة البد أف ييستوقىد ي‬
‫اؼبعٍت عند علماء اللغة‪137‬؛ كلقد حصر ابن جٍت مفهوـ الصرؼ بأنو‬ ‫الفهم ُب الصرؼ ٌ‬
‫تصريف إذ يقوؿ ‪ ...":‬ألف كلمة التصريف إمبا ىو أف ذبيء إٔب الكلمة الواحدة‬
‫فتصرفها إٔب كجوه شىت‪ ،‬مثاؿ ذلك أف تأٌب إٔب ضرب فتبٌت منو مثل جعفر‪ ،‬فتقوؿ‬
‫ب"‪ 138.‬كشريف اعبورجاين رأل الصرؼ بأهنا "علم يعرؼ ُّا أحواؿ الكلم من‬ ‫ض ٍربى ى‬
‫ى‬
‫‪139‬‬
‫كىذا األمشوين يقوؿ ‪" :‬التصريف التغيَت ُب اللغة كمنو تصريف‬ ‫حيث اإلعبلؿ"‪.‬‬
‫الرياح"‪ ،140‬ك قاؿ صاحب التصري ‪" 141 :‬التصريف ‪ُ...‬ب اللغة تغيَت مطلق‪ ،‬ك ُب‬
‫الصناعة تغيَت خاص ُب بنية الكلمة لغرض معنوم أك لفظي"‪.‬‬
‫كاؼبراد بغرض معنوم عند األمشوين ىو كتغيَت اؼبفرد إٔب اؼبثٌت كاعبمع مثل ‪ :‬زيد‪،‬‬
‫بك‬ ‫ضىر ى‬
‫الضرب إٔب ى‬
‫كزيداف كزيدكف‪ ،‬كتغيَت اؼبصدر إٔب الفعل ك الوصف‪ .‬كمثاؿ الفعل‪ٍ :‬‬
‫كضراب‪ ،‬كمضراب‪،‬‬ ‫ب‪ ،‬كاضطرب‪ ،‬كأضرب‪ ،‬كضارب‪ .‬كمثاؿ ُب الوصف‪ :‬مضركب‪ٌ ،‬‬ ‫ضَّر ى‬‫ى‬
‫كضركب‪ ،‬كضريب‪ ،‬كض ًرب للمبالغة ُب الوصف‪ ،‬أما اؼبراد بغرض لفظي عنده فهو‬
‫كغزىك إٔب غزا‪.‬‬
‫كتغيَت حرؼ األجوؼ كالناقص ُب ‪ :‬قوؿ إٔب قاؿ‪ ،‬ى‬
‫فالتغيَت اؼبعنوم ىو ما يتعلق بتحويل الكلمة إٔب أبنية ـبتلفة لضركب من اؼبعاين‬
‫كالتصغَت ك التكسَت ك اظبي الفاعل كاؼبفعوؿ‪ ،‬كالتثنية كاعبمع‪ ،‬بينما التغيَت اللفظي يعٍت‬

‫‪ 137‬الصرؼ عند القدماء ىبتلف ضمنيا ُب اؼبعٌت من الصرؼ لدل اللغويُت اؼبتأخرين؛ فالقدماء يعوف‬
‫الصرؼ منحصرا ضمن الصورة الشكلية بينما لدل اؼبتأخرين ذباكزكا القدماء بضم الصرؼ إٔب الكشف عن أبنية‬
‫ـبتلفة الختبلؼ اؼبعاين كالتصغَت ك التكسَت إْب ‪.‬‬
‫‪ 138‬أبو الفت عثماف ابن اعبٍت ‪ ،‬اؼبنصف شرح التصريف للمازين‪ ،‬ت‪ .‬إبراىيم مصطفى كعبد اهلل‬
‫أمُت( ط‪ ،1‬مطبعة كمكتبة مصطفى الباب اغبلب‪1357 ،‬ىػ‪1937/‬ـ) ج‪ ،1‬ص‪. 4-3 .‬‬
‫‪ 139‬الشريف اعبورجاين ‪ ،‬كتاب التعريفات ‪ ( ،‬ط ‪1‬؛ الرياض ‪ :‬دار عآب الكتب ك النشر‪1996 ،‬‬
‫ـ )‪ ،‬ص ‪. 90‬‬
‫‪ 140‬األمشوين‪ ،‬منهج السالك إٔب ألفية ابن مالك (شرح األمشوين) ( بَتكت ‪ :‬دار الكتب العريب‪1955،‬‬
‫ـ )‪ ،‬ج‪ ،3 .‬ص‪. 779 .‬‬
‫‪ 141‬خالد األزىرم‪ ،‬شرح التصري على التوضي ‪ (،‬القاىرة‪ ،‬مطبعة مصطفى ؿبمد‪ 358 ،‬ىػ) جػ ‪،2‬‬
‫ص ‪.357‬‬
‫‪83‬‬

‫تغيَت ُب شكل الكلمة كصورىا‪ ،‬دكف أف يًتتب على ذلك تغيَت ُب قيمتها كمعانيها‬
‫‪142‬‬
‫غزىك إٔب غزا‪.‬‬
‫الصرفية‪ ،‬كتغيَت الكلمة إٔب كزف معُت إغباقا ُّا بكلمة أخرل مثل ‪ :‬ى‬
‫‪ )1‬البناء للمجهول ‪ :‬ىو ظاىرة تظهر فيو إشارة إٔب اؼبعاين االجتماعية ُب كثَت‬
‫من األحايُت ُب اآلية‪:‬‬
‫{ ‪         ‬‬
‫‪}   ‬‬
‫ككلمة (‪ ،) ‬من اؼببٍت اَّهوؿ‪ ،‬ىذا يعٍت استخداـ القرآف الكرمي‬
‫الفعل ك ذبنب ذكر الفاعل‪ .‬كالبد ىنالك من حكمة ُب إبراز اؼبعٌت اجتماعيا ُّذه‬
‫الصيغة‪ .‬كالذم الحظ ابن عاشور ُب مثل ىذا اؼبوقع ىو أف حذؼ الفاعل ُب أسلوب‬
‫القرآف جاء الستعظاـ األمر للتنبيو‪ ،‬حيث يقوؿ ‪" :‬كنكتة إظهار الذين استضعفوا دكف‬
‫إيراد ضمَت الطائفة للتنبيو‪ 143 " ...‬أم حذؼ الفاعل ُب اآلية الذم ىو (الطائفة)‪،‬‬
‫كذكر ىوؿ األمر الذم ىو االستضعاؼ بالصيغة للمجهوؿ‪ ،‬دؿ ذلك على تعلق الغرض‬
‫لغَت الفاعل‪ ،‬كذبريد الفاعل (طائفة) أك حذفو الستعظاـ األمر من السلوؾ اػبطابية بل‬
‫االجتماعية بالنسبة لئلنساف‪ ،‬أما بالنسبة إٔب اهلل فهو غبكمة التنبيو ُب السياؽ ‪.‬‬
‫إف اؼببلحظة ُب قضية الصرؼ من حيث بناء الفعل للمجهوؿ ىي ما قد انتشر‬
‫ُب أسلوب بياف القرآف عامة‪ ،‬كُب أسلوب بياف السورة خاصة‪ ،‬كالتنبيو على حذؼ‬
‫الفاعل لتعلق الغرض بغَت الفاعل تكوف ُب اآلم اآلتية أم ُب ‪ 20‬موقعا ُب السورة‬
‫باختبلؼ الغرض ُب كل كلمة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫(‪      ‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ )  ‬ىنا جاء لتأكيد الرؤية‪.‬‬
‫( ‪ )      ‬لتنبيو نفي ربقق الرجوع‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪142‬للتفصيل األكسع انظر إٔب ‪ :‬كماؿ ؿبمد بشر‪ ،‬دراسات ُب علم اللغة ‪( ،‬القاىرة‪ ،‬دار اؼبعارؼ‪،‬‬
‫‪ 1973‬ـ )‪ ،‬ص‪. 229 .‬‬
‫‪ 143‬ؿبمد طاىر بن عاشور ( الشيخ)‪ ،‬التحرير كالتنوير ( تونس‪ ،‬دار التونيسية للنشر‪ 1984 ،‬ـ )‪،‬‬
‫مج ‪ ، 20‬ص ‪.70‬‬
‫‪84‬‬

‫لتنبيو دحض النصر ‪.‬‬ ‫‪    ‬‬


‫‪          ‬‬ ‫(‬ ‫‪-‬‬
‫)‪ .‬لتنبيو ما أكٌب موسى من الكتاب‪.‬‬ ‫‪    ‬‬
‫( ‪        ‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .)     ‬لتثبيت اتياف األجر‪.‬‬
‫(‪           ‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ )  ‬إلثبات اعبباء‪.‬‬
‫(‪.)           ‬‬ ‫‪-‬‬
‫لتنبيو عدـ السكن‪.‬‬
‫‪ )2‬اسم الفاعل ‪ :‬ىوصفة تشتق من الفعل اؼببٍت للمعلوـ للداللة على من كقع‬
‫عليو الفعل أك تعلق بو على كجو اغبدكث‪ 144.‬فاسم الفاعل ُب السورة كثَت ك متنوع ُب‬
‫الصيغ ‪ ،‬خاصة الذم جاء بصيغة اعبمع أك الداؿ على اعبماعة‪ ،‬كاسم الفاعل ُب سورة‬
‫لتعرب الغرضُت ‪ :‬األكؿ ثبوت الصفة ُب اؼبوصوؼ كالثاين تأكيد كقوع‬ ‫القصص جاء ٌ‬
‫اغبدث أك الصفة‪ .‬فألفاظ اسم الفاعل ُب السورة ‪ ، ( :‬ك‪،‬‬
‫ك‪ ،‬ك‪ ،‬ك‪ ،‬ك‪ ،‬ك‪ ،‬ك‪،‬‬
‫ك‪ ،‬ك‪ ،‬ك ‪ ،‬إْب)‪.‬‬
‫بلحظ ىنا كلمة ( اؼببُت) تتكرر مرارا ُب السورة ‪،  ( :‬‬ ‫كأكؿ ما تي ى‬
‫‪ ،  ، ‬ك‪ ،)، ‬اآليات حوت اسم الفاعل ( اؼببُت)‬
‫كالذم وبمل داللة ُب كل مرة ىي الوضوح‪ ،‬كالظهور‪ ،‬كالكشف‪ 145.‬فاسم الفاعل جاء‬
‫لتأكيد الصفة للموصوؼ قبلو ىو كلمة ( الكتاب‪ ،‬مضل‪ ،‬غوم‪ ،‬ضبلؿ)‪ ،‬فداللة‬
‫الوضوح كالكشف كالظهور لئلنساف‪،‬كل وبمل اؼبستول اؼبعُت ُب الفهم اإلنساين الذم‬
‫يتميز الواحد من غَته ككىي إذف من الداللة اللفظية كاالجتماعية‪.‬‬

‫‪ 144‬عاصم بيطار‪ ،‬النحو كالصرؼ‪ ،‬ص ‪.268‬‬


‫‪ 145‬زين الدين الرازم ‪ ،‬ـبتار الصحاح‪ ،‬ص‪.72 .‬‬
‫‪85‬‬

‫أما باقية كلمة (اؼبفسدين‪ ،‬اؼبؤمنُت‪ ،‬اَّرمُت ‪ُ ) ...‬ب السورة‪ ،‬من صيغة اسم‬
‫الفاعل من فعل ثبلثي مزيد حبرؼ كاحد على كزف أفعل ‪ ،‬جاءت لتأكيد بصيغة صباعية‬
‫للموصوؼ اؼبذكور‪ ،‬ككلمة (اؼبفسدين) اسم فاعل من فعل (أفسد)‪ ،‬فهم الذين ثبتوا‬
‫فعلهم بالفساد ك العبث‪ ،‬كُب اآلية داللة صباعية (‪)       ‬‬
‫كبيانة بأف القتل ما كاف إال فعل اؼبفسدين فحسب‪ ،‬ألنو فعل ال طائل ربتو صدؽ‬
‫الكاىن أـ كذب‪ 146.‬فصيغة اسم الفاعل جاءت لتأكد ربقق صفة اإلفساد ُب صباعة‬
‫من الناس ُب السورة‪.‬‬
‫كاسم الفاعل (رادكه) على كزف فاعل ُب اآلية (‪      ‬‬
‫‪ )     ‬جاء اسم الفاعل كصيغة لتأكيد اغبدث‬
‫رده كجاعلوه من‬ ‫كاغبدث‪ ،‬ىو تعبَت عن اغبقيقة ُب اغباؿ‪ ،‬أم دبعٌت ُب اغباؿ إنا فاعلوف ٌ‬
‫اؼبرسلُت‪ 147،‬كاآلية ( ‪ ،)      ‬اَّرموف اسم‬
‫الفاعل من (أجرـ) فهم من ربققت عليهم صفات اإلجراـ كتأكدت‪ ،‬كاَّرموف ُب اآلية‬
‫تأكيد صفة ُب اؼبوصوؼ فالكلمة فيها إيباء إٔب علة مايىػىزت صباعةى اَّرمُت عن صباعة‬
‫احملسنُت ك الصابرين بأهنم اَّرموف الذين ربقق عليهم الذنوب ك األكزار‪ .‬كعلى ىذا‬
‫اؼبنواؿ يكوف اسم الفاعل كلو ُب السورة مبوذجا تثبت تواجد السمة الصرفية ُب ىذا‬
‫الصدد ذات الطابع االجتماعي‪.‬‬
‫‪ )3‬اسم المفعول ىو ما دؿ على اغبدث كاغبدكث كذات اؼبفعوؿ كمقتوؿ‬
‫كمأسور‪ 148.‬ككزنو (مفعوؿ) ُب الثبلثي اَّرد ك كبضم اؼبيم كفت قبل األخَت ُب صيغة‬
‫الزبادة‪ .‬كاسم اؼبفعوؿ ُب السورة متنوع الصيغة على كما يأٌب ‪ ( :‬‬

‫‪ 146‬جار اهلل أبو القاسم ؿبمود بن عمر الزـبشرم‪ ،‬الكشاؼ عن حقائق غوامض التنزيل عن عيوف‬
‫األقاكيل ُب كجوه التأكيل‪( ،‬ط‪ 1‬؛ الرياض ‪ :‬مكتبة العبيكاف‪ 1418 ،‬ىػ ‪ 1998 -‬ـ )‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪. 482‬‬
‫‪ 147‬أبو الفضل السيد ؿبمود اآللوسي‪ ،‬ركح اؼبعاين ُب تفسَت القرآف العظيم كالسبع اؼبثاين‪ ( ،‬بَتكت ‪:‬‬
‫دار إحياء الًتاث العريب‪ ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج ‪ ،20‬ص ‪. 45‬‬
‫‪ 148‬فاضل صاّب السامرائي‪ ،‬معاين اؼبباين ُب العربية ( ط ‪ ، 2‬عماف‪ ،‬دار عمار ‪1428‬ىػ ‪2007-‬‬
‫)‪ ،‬ص‪. 52 .‬‬
‫‪86‬‬

‫‪   ‬‬ ‫)‪( ،‬‬ ‫(‪ ( ، )  ‬‬ ‫‪،)‬‬
‫‪.)    ( ،)  ‬‬
‫فػكلمة (اؼبباركة ) اسم مفعوؿ على كزف مفاعلة ىو اسم من غَت الثبلثي‪ ،‬دبعٌت‬
‫العناية باػبَت من اهلل تعأب ك(اؼبباركة )‪ ،‬ككصفت بالربكة ؼبا خصت بو من أيات اهلل عز‬
‫كجل كأنواره‪ ،‬أك ؼبا حوت من األرزاؽ كالثمار الطيب‪ 149،‬فاؼبعٌت الضمٍت اليت تعربه‬
‫الصيغة ُب اآلية ىو ما يدؿ على حاؿ الربكة ُب اؼبوصوؼ‪ ،‬كاغباؿ ُب الغالب يدؿ على‬
‫ظركؼ إنسانية كىو تعبَت باسم اؼبفعوؿ الذم قد تدؿ على اغباؿ‪ 150 ،‬ك(مفًتل) ُب‬
‫اآلية اسم اؼبفعوؿ فيدؿ على إثبات حدث السحر ُب اؼبوصوؼ ‪,‬كاؼبفًتل ىو دبعٌت‬
‫الشيء الذم أحدثو اإلنساف كصيغة اسم اؼبفعوؿ (مفًتل) تضمنت معٌت اجتماعيا‪.‬‬
‫ك(اؼبرسلُت ) اسم مفعوؿ جاءت صيغتو من الفعل غَت الثبلثي‪ ،‬كىي لفظة تشمل كل ما‬
‫جاء من عند اهلل تعأب أك أرسل ‪ :‬ك من أشخاص كىم صبع من اؼبرسلُت‪ .‬أم صبع‬
‫اؼبذكر السآب تدؿ على داللة اإلرساؿ‪ .‬ىذه الصيغة زبدـ اؼبعٌت بأنو من صباعة من‬
‫اؼبرسلُت‪.‬‬
‫السمات التركيبية الدالة على الطابع االجتماعي في السورة‬ ‫‪-3‬‬
‫قبل ربليل السمات الًتكيبية ُب آيات السورة يسحسن التعرؼ دبفهوـ اعبملة‬
‫تعريفا‪ ،‬للتحديد على مفهومها باؼبقارنة مع مفهوـ الكبلـ الذم قد يلتبس عند علماء‬
‫العربية ُب تعريف و‬
‫كل من مفهوـ اعبملة ك الكبلـ معا‪ ،‬فمنهم من يرل الًتادؼ بينهما‬
‫كقوؿ الزـبشرم ‪:‬‬

‫‪149‬‬
‫ابو الفضل السيد ؿبمود اآللوسي‪ ،‬ركح اؼبعاين ُب تفسَت القرآف العظيم كالسبع اؼبثاين ج‪، 20 .‬‬
‫ص‪. 73 .‬‬
‫‪150‬‬
‫فاضل صاّب السامرائي‪ ،‬معاين اؼبباين ُب العربية‪.52 ،‬‬
‫‪87‬‬

‫" الكبلـ ىو اؼبركب من كلمتُت‪ ،‬أسندت إحدانبا إٔب األخرل‪ ،‬كذلك ال يتأتى إال‬
‫ُب اظبُت‪ ،‬كقولك زيد أخوؾ‪ ،‬كبشر صاحبك‪ ،‬أك فعل ك اسم كبو قولك ‪ :‬ضرب‬
‫زيد‪ ،‬كانطلق بكر‪ ،‬وسمى جملة "‪.151‬‬
‫كذا عند ابن جٍت ُب اللمع حيث قاؿ ‪" :‬كأما اعبملة فهي كل كالم مفيد‬
‫مستقل بنفسو"‪ ،152‬كتابعو أبو البقاء العكربم حيث قاؿ ‪" :‬كاعبملة ىي الكالم الذم‬
‫ربصل منو فائدة تامة"‪.153‬‬
‫بينما رأل صبهور علماء اللغة اؼبتقدمُت ك اؼبتأخرين اعبملة زبتلف عن الكبلـ‬
‫فاعبملة عندىم ما يكًجد فيو الًتكيب اإلسنادم أفاد أـ ٓب ييفد‪ ،‬فمثاؿ الًتكيب اإلسنادم‬
‫ُت)‪،‬‬ ‫(ٱغبم يد للَّ ًو ر ٍّ ً‬ ‫ت يى ىدآ أًىىب ىؽبى و‬
‫ب ٱلٍ ىعػٰلىم ى‬ ‫ى‬ ‫ب)‪ ،‬كقولو تعأب ‪ٍ :‬ى ٍ‬ ‫ب ىكتى َّ‬ ‫اؼبفيد قولو تعأب‪( :‬تىػبَّ ٍ‬
‫كمثاؿ الًتكيب اإلسنادم غَت اؼبفيد جػملة (إىف تىػتَّػ يقواٍ ٱللَّوى) الشرطية ُب قولو تعأب ‪:‬‬
‫ين ءى ىامنيػۤواٍ إىف تىػتَّػ يقواٍ ٱللَّوى ىٍهب ىعل لَّ يك ٍم فيػ ٍرقىا نا ىكيي ىكف ٍٍّر ىعن يك ٍم ىسيٍّئىاتً يك ٍم ىكيػى ٍغ ًف ٍر لى يك ٍم‬ ‫َّ ً‬
‫(يىػٰۤأىيػ ىها ٱلذ ى‬
‫ض ًل ٱلٍ ىع ًظي ًم)‪.‬‬ ‫ىكٱللَّوي ذيك ٱلٍ ىف ٍ‬
‫كمن كبل الرأيُت كاف مذىب اعبمهور ىو األجدر كاألدؽ؛ إذ ؿبصل األمر أ ٌف‬
‫اعبملة كالكبلـ يشًتكاف ُب اشًتاط الًتكيب اإلسنادم ُب كل منهما‪ ،‬كيفًتقاف ُب اشًتاط‬
‫اإلفادة ُب الكبلـ دكف (اعبملة)‪ ،‬كىذا معٌت قوؿ ابن ىشاـ األنصارم ُب اؼبغٍت ‪" :‬كُّذا‬
‫يظهر لك أهنما ليسا مًتادفُت كما يتونبو كثَت من الناس‪ ...‬كالصواب أنو أعم منو إذ‬
‫شرطو اإلفادة خببلفها"‪ 154.‬أم اعبملة أعم من الكبلـ ‪،‬ألف حد الكبلـ أف يكوف قوال‬
‫مفيدا‪ُ ،‬ب حُت أف اعبملة تكوف مفيدة أك ال تكوف كما تيوض ‪.‬‬

‫‪ 151‬أبوالقاسم ؿبمود بن عمر الزـبشرم‪ ،‬اؼبفصل ُب صنعة اإلعراب ( ط ‪ 1‬؛ بَتكت ‪ :‬مكتبة اؽببلؿ‪،‬‬
‫‪ 1993‬ـ )‪ ،‬ص ‪. 23‬‬
‫‪ 152‬أبو الفت عثماف بن جٍت‪ ،‬اللمع ُب العربية ( عماف ‪ :‬دار ؾبدالكم‪ 1988 ،‬ـ )‪ ،‬ص ‪. 30‬‬
‫‪ 153‬عبداهلل بن اغبسُت أبو البقاء العكربم‪ ،‬اللباب ُب علل اإلعراب كالبناء‪ ( ،‬ط ‪ 1‬؛ دمشق ‪ :‬دار‬
‫الفكر ‪1995 :‬ـ )‪،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.138‬‬
‫‪ 154‬أبو ؿبمد عبداهلل صباؿ الدين بن يوسف بن أضبد بن عبداهلل بن ىشاـ األنصارم اؼبصرم ‪ ،‬مغٍت‬
‫اللبيب عن كتب األعاريب‪ ،‬ربقيق د‪ .‬مازف مبارؾ كؿبمد علي ضبد اهلل‪( ،‬ط ‪ 6‬؛ بَتكت ‪ :‬دار الفكر ‪1985 ،‬‬
‫ـ) ج ‪ ،1‬ص ‪. 490‬‬
‫‪88‬‬

‫أما التحليل ُب تراكيب اآلم من منظار علم اللغة االجتماعي من ؿبورين رئيسُت‬
‫نبا التحليل على اؼبستول اعبملي كىو ما ىبص الًتكيب كاؼبقابلة ك التقدمي كالتأخَت‪ ،‬ك‬
‫الفصل‪ ،‬كالتناسب ‪...‬إْب‪ ،‬كعلى التحليل ُب اؼبستول اإلفرادم كىو استثمار ما ىبص‬
‫الكلمات ؛ كالتناسق كالتناسب ‪...‬إْب‪.‬‬
‫السمات النحوية في جمل السورة‬ ‫‪-4‬‬
‫تنوع المعاني في وجوه اإلعراب‬ ‫أ)‬
‫اإلعراب ُب األصل ىو اإلبانة عما ُب النفس كىو مصدر من الفعل (أعرب)‬
‫كمعٌت أعرب ‪ :‬أباف يقاؿ‪ :‬أعرب الرجل عن حاجتو أم أباف عنها‪ 155‬جاء معٌت‬
‫اإلعراب ُب أسرار الببلغة بثبلثة أكجو‪ :‬أف سبب تسميتو باإلعراب ألنو يبُت اؼبعاين مثبل‬
‫عند ما يقاؿ‪ :‬أعرب الرجل عن حجتو إذا بينها‪ ،‬كىناؾ حديث شريف يؤكد ذلك ُب‬
‫قولو (صلى اهلل عليو كآلو كسلم)"الثيب تعرب عن نفسها"‪ ،‬أم تبُت كتوضحها‪ ،‬فلما‬
‫كاف اإلعراب يبُت اؼبعاين ظبي إعرابا‪ .‬الوجو الثاين‪ :‬ظبي إعرابا ألنو تغَت يلحق أكاخر‬
‫الكلم كالدليل على ذلك قوؿ أحد العرب ‪ :‬أعربت الكبلـ أم أزلت عربو كىو فساده‬
‫كقوؿ أحد‪ :‬أعجمت الكتاب إذا أزلت عجمتو‪ ،‬كأشكيت الرجل إذا أزلت شاكيتو‪.‬‬
‫كالوجو الثالث‪ :‬أف يكوف ظبي إعرابا ألف اؼبعرب للكبلـ كأنو يتحبب إٔب السامع بإعرابو‬
‫‪156‬‬
‫من قوؽبم‪ :‬امرأة عركب إذا كانت متحببة ( إٔب زكجها)‪.‬‬
‫أما اؼبعٌت النحوم لئلعراب فقاؿ ابن جٍت ‪ :‬اإلعراب ىو اإلبانة عن اؼبعاين‬
‫باأللفاظ أال ترل أنك إذا ظبعت‪ :‬أكرـ سعيد أباه كشكر سعيدا أبوه علمت برفع‬
‫أحدنبا كنصب اآلخر ؛ أم الفاعل من اؼبفعوؿ كلو كاف الكبلـ شرجا كاحدا‬
‫ألستبهم أحدنبا من صاحبها"‪.157‬‬

‫‪ 155‬ؾبمع اللغة العربية‪ ،‬اؼبعجم الوجيز‪ ( ،‬القاىرة ‪ :‬كزارة الًتبية كالتعليم‪ 1994 ،‬ـ)‪،‬ص ‪.411‬‬
‫‪ 156‬عبد الرضباف بن ؿبمدبن عبد اهلل األنصارم األنبارم‪ ،‬أسرار العربية‪ ( ،‬ط ‪ 1‬؛ بَتكت ‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،)1997 ،‬ص ‪. 32 -31‬‬
‫‪ 157‬عثماف بن اعبٍت‪ ،‬اػبصائص‪ ،‬ص ‪. 16‬‬
‫‪89‬‬

‫ك العرب جعلت ىذه اغبركات دالئل على اؼبعاين ليتسعوا ُب كبلمهم كليقدموا‬
‫الفاعل إذا أرادكا ذلك‪ ،‬أك اؼبفعوؿ عند اغباجة إٔب تقديبو كىذا مذىبهم صبيعا‪ .‬لذا ؼبا‬
‫كانت النصوص القرآنية تتنوع ُب كجوه اإلعراب كجد اؼبعربوف عن حركات أكاخر آم‬
‫القرآف حباجة إٔب التحديد اؼبوثق مستندكف بالعلوـ العربية اؼبوركثة كقواعدىا الراسخة ليتم‬
‫استنباط اؼبعاين بشكل صحي ككاؼ‪.‬‬
‫كإذا أعيد النظر بالتمعن ُب اآلم من سورة القصص ىنالك بعض اآلم تعددت‬
‫كجوه اإلعراب فيو كسوؼ ينجلي ‪-‬إف شاء اهلل‪ -‬اؼبعٌت االجتماعي ُب ىذه الوجوه‬
‫بكياف ىذا اؼبعٌت من ضمنها‪ ،‬كاآلية (‪       ‬‬
‫‪ ،)    ‬إعراُّا ‪ :‬الواك استئنافية‪ ،‬ؼبا ‪ :‬ظرؼ ؼبا مضى من الزماف‬
‫متضمن معٌت الشرط خافض لشرطو متعلق بفعل الشرط‪ ،‬مبٍت ُب ؿبل نصب على‬
‫الظرفية‪ ،‬توجو ‪ :‬فعل كفاعلو ضمَت مستًت تقدير ىو عائد إٔب ما سبقو‪ ،‬تلقاء‪ :‬ظرؼ‬
‫مكاف متعلق بتوجو‪ ،‬مدين‪ :‬مضاؼ إليو ؾبركر كىو فبنوع من الصرؼ‪ ،‬كقاؿ ‪ :‬فعل‬
‫كفاعلو ضمَت مستًت‪ ،‬عسى ‪ :‬فعل ماض ناقص جامد عامل عمل كاف؛ قيل متعد دبنزلة‬
‫قارب معٌت ك عمبل‪ ،‬أك قاصرا دبنزلة قرب من أف يفعل كحذؼ اعبار توسعا كىو رأم‬
‫سيبويو كاؼبربد‪ 158.‬ريب اسم عسى مضاؼ كالياء مضاؼ إليو‪ ،‬كأف كما ُب حيزىا خربىا‪،‬‬
‫سواء السبيل ‪ :‬مفعوؿ ثاف أك منصوب بنزع اغبافظ‪.‬‬
‫كاؼبهم ُب ىذا الصدد ىو إعراب عسى كمعمولو بوجوه عديدة ‪:‬‬
‫‪ )1‬أف يهديٍت ‪ :‬أف كما بعدىا ُب تأكيل اؼبصدر خرب (عسى) كىو األغلب‪.‬‬
‫كلكن ىذا الرأم مقصور لدل من يرل أف اؼبصدر الىبرب عهد الذات فبل يقاؿ عسى‬
‫ريب ىداييت سواء السبيل‪.‬‬
‫‪ )2‬أف (ريب) ىنا مضاؼ إليو عن اؼبضاؼ احملذكؼ تقديره أمر كُّذا يصب‬
‫التقدير عسى أمر ريب ىداييت ساء السبيل‪.‬‬

‫‪ 158‬السيوطي‪ ،‬معجم األدكات النحوية ُب القرآف‪ ،‬ص ‪.119‬‬


‫‪91‬‬

‫‪ )3‬اف يكوف اؼبصدر اؼبؤكؿ (ىداية) مضاؼ إليو من مضاؼ ؿبذكؼ تقديره "‬
‫صاحب" كبو‪ :‬عسى ىداييت سواء اسبيل‪.‬‬
‫‪ )4‬عسى فعل الزـ دبعٌت قرب‪ ،‬كاؼبصدر اؼبؤكؿ بدؿ االشتماؿ من فاعل عسى‬
‫كالتقدير عسى ريب ىداييت أم قرب ىداييت‪.‬‬
‫‪ )5‬عسى فعل الزـ تاـ ك ىناؾ (من)‪ ،‬كحرؼ جر ؿبذكؼ قبل ( أف) ‪،‬‬
‫اؼبصدرية‪ ،‬كالتقدير عسى ريب من أف يهديٍت أم قرب من ىداييت‪.‬‬
‫‪ )6‬عسى فعل ماض ناقص‪ ،‬كاؼبصدر اؼبؤكؿ‪ ،‬بدؿ اشتماؿ من اسم (عسى)‪،‬‬
‫كاسم سد مسد اسم عسى كخربىا كالتقدير‪ :‬عسى ريب ىداييت ‪،‬أم عسى ىداية ريب‬
‫كمايسر اؼبصدر اؼبؤكؿ اؼبفعولُت‪ ،‬ففي قوؿ أحد‬ ‫ٌ‬ ‫كيكوف (ىداية ريب) سد مسد اعبزأين‬
‫علمت أنك مسافر أم علمت سفرؾ‪.‬‬
‫‪ )7‬ىو رأم ابن ىشاـ ُب ىذه اؼبسألة‪ ،‬فهو مؤكؿ اؼبصدر اؼبشتق فيكوف تأكيبل‬
‫‪159‬‬
‫لتأكيل‪ ،‬أم عسى ريب أف يهديٍت‪ ،‬أم عسى ريب نائبا ٕب‪.‬‬
‫كاؼبعاين اجتماعية ُب اآلية تتلخص ُب تأكيل عسى كمعمولو حيث ىبتلف التأكيل‬
‫كشعورا ُب ىذا اؼبوقع‪،‬‬
‫ن‬ ‫حسا‬
‫من كجو إٔب كجو آخر حسب ما يدركو الفهم كاؼبعاين ًّ‬
‫فالػتأكيل األكؿ ىو الشعور أف اؽبداية ليست مصدرىا آتية من جهة الناس كلكن من رب‬
‫العاؼبُت‪ ،‬كالناس يتلقوف اؽبداية حسب موقع قربو أك بعده من ربو‪ ،‬كالتأكيل الثاين قيدر‬
‫قبل مفهوـ اؽبداية بوجود كلمة (أمر) ؿبذكؼ‪ ،‬فيدؿ باؼبعٌت االجتماعي على صفات اهلل‬
‫كأفعاؿ عباده‪،‬بأف اؽبداية ىي من شأف تدبَته سبحانو‪ ،‬إذف ىنالك مدبٍّر كالناس صبيعا‬
‫أمورىم مدبرة من عنده تعأب جل كعبل‪.‬كالتأكيل الثالث ىناؾ إدراؾ دبحذكؼ الكبلـ‬
‫ىو صاحب اؽبداية‪ ،‬إذ كصف الرب بالصفة اؼبالك للهداية‪ ،‬كاؼبعٌت االجتماعي ىو‬
‫إشارة إٔب اؼبالك‪ ،‬ككأف ىذه اإلشارة توجو إٔب بشر‪.‬‬
‫كالتأكيل الرابع ىو تقدير ( عسى) من الفعل البلزـ دبعٌت قرب أم قرب ىداية‪،‬‬
‫كاؼبعٌت االجتماعي ىو اإلدراؾ بأف اؽبداية قد اقًتبت ُب الناس‪ ،‬كاالقًتاب شخص‬
‫‪ 159‬كجوه اإلعراب ُب اآلية مفصلة مثلها ُب سورة التوبة اآلية الثانية بعد اؼبائة انظر ُّجت عبد الواحد‬
‫صاّب ‪ ،‬اإلعراب اؼبفصل لكتاب اهلل اؼبرتل‪ ،‬مج ‪ ،4‬ص ‪.378‬‬
‫‪90‬‬

‫بشخص آخر حُت يقًتب‪ .‬كالتأكيل اػبامس ىو تقدير (من) بعد الفعل التاـ (عسى)‬
‫دبعٌت قرب‪ ،‬كاؼبعٌت االجتماعي أف الشعور يدرؾ كالوجداف وبس بكياف اؽبداية حبرؼ‬
‫اعبار (من) احملذكؼ قبل (أف) كما ُب حيز (أف)‪ ،‬كحرؼ (من) بوظيفة تعليل الوجود‬
‫كاغبس كاؽبداية من عند تعأب‪ ،‬كذلك حيث قدر (أف) كما ُب حيزىا سد مسد اسم‬
‫(عسى) كخربه على حد سواء؛ كالفعل ناقص‪ ،‬كالتقدير‪ :‬عسى ىداية ريب أم مباشرة من‬
‫غَت إمهاؿ كدكف ركيد‪ .‬كالتأكيل السابع البن ىشاـ‪ 160،‬ىو أف اؽبداية قائمة دبثابة النيابة‬
‫عن اهلل ُب إصبلح الناس أم عسى ريب نائبا ٕب؛ كاؼبعٌت االجتماعي ىنا تشخص أمر‬
‫اؽبداية بنائب كاهلل أعلم‪.‬‬
‫التقديم والتأخير‬ ‫ب)‬
‫كيعٍت بو تغيَت نظاـ اعبملة فعلية كانت أك اظبية؛ كالسورة تتألف من اؽباتُت‬
‫الظاىرتُت ُب اؼبواقع الكثَتة منها ‪        (:‬‬
‫‪)   ‬‬
‫قيدـ اؼبسند إليو على اؼبسند ىو لغرض االىتماـ أكالتفخيم أكالتخصيص ُب اؼبعٌت‬
‫اؼبقدـ‪ ،‬ك(أعمالنا) مبتدأ مؤخر كلنا متعلقاف خبرب ؿبذكؼ قبلو‪ ، 161‬إذ اؼبعٌت االجتماعي‬
‫ىنا ىو تفخيم قوؿ اهلل ( لنا) يدؿ القوؿ على صباعة من اؼبتكلمُت كقوؿ (لكم) يدؿ‬
‫تبلحظ ُب اآلية ‪    ( :‬‬ ‫على صباعة من اؼبخاطبُت‪ .‬بينما ى‬
‫‪ )             ‬كلمة (ما) ُب‬
‫اآلية ىي اسم موصوؿ كشرط جازـ مبٍت ُب ؿبل نصب مفعوؿ بو مقدـ من فعل‬
‫بعده‪ 162،‬كقد قدـ اؼبفعوؿ ىنا لبلىتماـ كللصدارة بكونو اسم موصوؿ تضمن معٌت‬
‫الشرط‪ ،‬فاؼبسند ( ‪ ) ‬بصيغة اعبماعة إشارة إٔب اؼبعٌت االجتماعي‪.‬‬

‫‪ 160‬كصف صاحب اإلعراب اؼبفصل لكتاب اهلل اؼبرتل‪ ،‬أف التأكيل ىو البن ىشاـ دكف إشارة إٔب‬
‫مصدر كاهلل أعلم‪.‬‬
‫‪ُّ 161‬جت عبد الواحد صاّب‪ ،‬اإلعراب اؼبفصل لكتاب اهلل اؼبرتل‪ ، ،‬مج‪ ،8 .‬ص‪. 422 .‬‬
‫‪ُّ 162‬جت عبد الواحد صاّب‪ ،‬اإلعراب اؼبفصل لكتاب اهلل اؼبرتل‪ ، ،‬مج‪ ،8 .‬ص‪. 429 .‬‬
‫‪92‬‬

‫فالسورة غنية من مظاىر التقدمي ك التأخَت اليت زبدـ إٔب إبراز اؼبعٌت االجتماعي‬
‫بشكل كاض ك خاص ك م ً‬
‫فخم ككبوه‪.‬‬ ‫ي‬
‫تعليق شبو الجملة‬ ‫ج)‬
‫شبو اعبملة ىي الظرؼ أك اعبار األصلي مع اَّركر ظبيت بذلك ألهنا مركبة‬
‫كاعبملة فهي تتألف من كلمتُت أك أكثر‪ ،‬لفظا أك تقديرا ككانت تدؿ على الزماف‬
‫أكاؼبكاف‪ 163‬كىي ليست من اعبملة ك ليست من الكلمة‪ ،‬كالبد من تعليقها باالسم أك‬
‫الفعل أك اغبرؼ‪،‬كىي قريبة من الفعل إذا ما تعلقت بالفعل كقريبة من اؼبفرد إذا ما‬
‫تعلقت باالسم‪ ،‬كؼبا كانت أكثر ماتعلقت بالفعل كتدؿ على اعبملة‪ ،‬كانت أشبو‬
‫باعبملة منها باؼبفردات‪ ،‬ككما كانت العبلقة بُت كلماهتا غَت إسنادية كالشرطية خرجت‬
‫من كوهنا صبلة‪ .‬كتعليق شبو اعبملة ُب الكلمة اليت يتم فيها اؼبعٌت سواء كانت ىذه‬
‫‪164‬‬
‫الكلمة ظاىرة أـ مقدرة‪ ،‬كالتعليق ىو تعدية الفعل بشبو اعبملة إٔب اؼبعٌت‪.‬‬
‫كالتعليق ىذا عبارة عن ارتباط شبو اعبملة باغبدث الذم يدؿ عليو الفعل‪ ،‬أك ما‬
‫يشبهو‪ ،‬باإلضافة إٔب داللتو على اغبيز الذم يقع فيو الفعل‪ ،‬كالظرؼ أكاعبار كاَّركر‬
‫يدالف على معٌت فرعي يتمم نقصاف اؼبعٌت الذم يدؿ عليو الفعل أك ماشاُّو‪ ،‬أم أف‬
‫ىذا اؼبعٌت الفرعي يرتبط دبعٌت الفعل أم يتعلق بو‪ ،‬كالفعل كما يشبهو يدؿ على اغبدث‪،‬‬
‫كاغبدث ال وبدث ُب فراغ‪ ،‬كإمبا وبدث ُب زماف كمكاف ‪ ،‬كقوؿ أحد ‪ :‬سافر عمر‪،‬‬
‫دلت ىذه اعبملة على معٌت مستقل‪ ،‬فإذا قيل سافر عمر يوـ اعبمعة دؿ الظرؼ ىنا‬
‫على معٌت فرعي مرتبط بالفعل (سافر) ألنو يضيف إٔب معناه معٌت جديدا‪ٍ ،‬ب إف اغبدث‬
‫" السفر" قد حدث يوـ اعبمعة أم ُب زماف معُت ‪ .‬كإذا قيل سافر عمر من مكاسر إٔب‬
‫تى ىك ىاال ٍر فإف حرؼ اعبر (من) يدؿ على معٌت جديد‪ ،‬باإلضافة إٔب داللتو على أف‬

‫‪ 163‬فخر الدين قباكة ‪ ،‬إعراب اعبمل كشبو اعبمل ( ط‪ 51‬؛ حلب ‪ :‬دارالقلم العريب ‪ 1989،‬ـ )‪،‬‬
‫ص‪.271 .‬‬
‫‪164‬‬
‫شوقي اؼبعرم‪ ،‬إعراب اعبمل كشبو اعبمل ( ط‪ 1.‬؛ دمشق ‪ :‬دارر اغبارث ‪ 1997 ،‬ـ )‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪.133‬‬
‫‪93‬‬

‫اغبدث الذم يدؿ عليو الفعل قد بدأ حدكثو من ىذا اؼبكاف‪ ،‬ككذلك اغبرؼ اآلخر‬
‫(إٔب) أم أف اغبدث ينتهي عند ىذا اؼبكاف كىكذا‪.‬‬
‫كتتمم نقصاف اؼبعٌت الذم دؿ عليو‬ ‫كما دامت شبو اعبملة تدؿ على معٌت فرعي ٍّ‬
‫الفعل أك ماشاُّو‪،‬فإهنا بدكرىا تيػتى ٍّم يم ظهور اؼبعٌت االجتماعي ُب آم السورة كمن ذلك‬
‫مثبل اآلية ‪         ( :‬‬
‫‪ ،165)  ‬فاعبار كاَّركر (ُب اليم) متعلقاف بفعل (نبذناىم) كلوال التعليق‬
‫ؼبا سبت اؼبعاين ُب اعبار كاَّركر كؼبا ظهرت اؼبفاىيم ُب اآلية أف فرعوف كصباعتهم منبوذكف‬
‫فيتم اؼبعٌت بشبو اعبملة بعد أف‬
‫معُت باعبار كاَّركر ٌ‬ ‫كغريقوف ُب البحر األضبر‪ ،‬كاغبدث َّ‬
‫كاف ناقصا دكهنا‪ .‬كىكذا فإف شبو اعبملة من ظبات كبوية ُب السورة اليت زبدـ ظهور‬
‫اؼبعاين العديدة منها ما يدؿ على معٌت اجتماعي أك على داللة اجتماعية‪.‬‬
‫ب ‪ .‬التخاطبات الماثلة في السورة‬
‫من ضمن سورة القصص ظواىر لغوية جاءت بصيغة التخاطب‪ ،‬كقد تنوعت‬
‫أشكاؿ التخاطب ُب السورة من بداية السورة إٔب هنايتها‪ ،‬كيبكن تصنيف ىذا التخاطب‬
‫دبجمل حسب مصدره كحسب من جرل عليو التخاطبات من جهات عديدة ُب اآلم‪،‬‬ ‫و‬
‫مثل ‪ :‬خطاب الرب أنبياءه ك خطاب موسى عليو السبلـ كالنب صلى اهلل عليو كسلم‬
‫قومهما ‪ ،‬كحوارات جرت بُت األفراد ُب السورة‪ ،‬كصور التخاطب تتوض ُب التحاليل‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ . 1‬التحذير االجتماعي في َم ْن جاوز الحدود‬
‫ناشد اهلل عباده اؼبؤمنُت بأف ال يكونوا ُب الدار الدنيا من الذين ذباكزكا حدكد‬
‫اؼبسموح‪ ،‬كأف يلتزموا بفعل اؼبألوؼ الذم تعارؼ الناس عليو‪ ،‬كخاصة االبتعاد فبا حرـ‬
‫اهلل كاالجتناب من مظاىر الظلم كاالستهتار‪ ،‬كالبياف اإلؽبي ُب السورة ظهر من خبلؿ‬
‫صبلة من اإلشارات التنبيهية االجتماعية‪ ،‬منها‪ :‬تنبيو ُب استعبلء فرعوف كإفساده ُب‬
‫األرض كاستضعافو بٍت إسرائيل كقتلو أبناءىم كاستبقائو نساءىم ُب اؽبواف؛ كلقد خاطب‬

‫‪ 165‬اآلية األربعوف من سورة القصص‪.‬‬


‫‪94‬‬

‫اهلل نبيو ؿبمد صلى االو عليو كسلم ُب مقدمة السورة بصيغة اؼبخاطب اؼبفرد ( نتلو‬
‫عليك من نبأ موسى كفرعوف) أم بعبارة اػبطاب اؼبباشر ٍب تابع اهلل بسرد القصة‬ ‫ى‬
‫بأسلوب التأكيد بقولو تعأب ( ‪،]       ‬‬
‫‪           [ -4‬‬
‫‪ .166) ‬كالغاية من ىذا السرد ىي أف ينتبو الرسوؿ كمن معو من اؼبؤمنُت‬
‫دبضموف اػبطاب اللغوم اإلؽبي الذم يوض معآب الطغياف كاالستهتار فيو ليتحذر‬
‫اؼبسلموف صبيعا من مغبة ىذه الصفات‪.‬‬
‫‪ .2‬اإليمان والكفر في المجتمع اإلنساني‬
‫الشك أف سورة القصص ربتوم على ؾبموعة من معلومات ىامة تتمحور حوؿ‬
‫خطاب عن مظاىر اإليباف كالكفر ُب اَّتمع اإلنساين كما سبحور سائر سور القرآف ُّما‬
‫ألف قضية اإليباف كالكفر نبا موضوعاف أساسياف جاء القرآف الكرمي ُب ربديد معاؼبها‬
‫كحل قضايانبا ليحصل النص القرآين غايتها ُب تربية اَّتمع اإلنساين أينما كجد كحيثما‬
‫كاف‪.‬‬
‫كما ىو معلوـ أف اإليباف باهلل العزيز ىو تصديق بالغيب كإطاعة ؼبا ص ٌدؽ بو‬
‫اإلنساف ُب قراره قلبو‪ ،‬أما الكفر فهو جحود ُب اػبالق ‪ ،‬كالشرؾ تثنية إلو أك آؽبة مع اهلل‬
‫عز كجل‪ .167‬فقضية اإليباف قد حفلت سور القصص ُب خطاُّا دبقومات اإليباف‬
‫كخصائصها كقد حفلت بآليات الكفر كالشرؾ ‪ ،‬كعواقب الكافرين كاؼبشركُت على حد‬
‫سواء‪.‬‬
‫كمن بُت الدالئل اإليبانية ُب األساليب اللغوية للسورة جاءت اآلم ُب تقرير إؽبي‬
‫بصيغة اعبمع لقصة رسوؿ كرمي (موسى) مع كافر ( ‪    ‬‬
‫‪ 168)    ‬فالتبلكة القصصية إمبا ىي خطاب‬
‫يكوف للمؤمنُت حصرا ألهنم ص ٌدقوا القصة كٓب يرتابوا ُب شيء منها‪ ،‬كأما الكفار كاليهود‬

‫‪ 166‬اآلية الرابعة من سورة القصص‪.‬‬


‫‪ 167‬عبد القاىر اعبرجاين‪ ،‬التعريفات ‪ ،‬ص‪. 170 .‬‬
‫‪ 168‬اآلية الثالثة من سورة القصص‪.‬‬
‫‪95‬‬

‫فهم اليقيسوف القصة كٓب يصدقوىا‪ 169‬لذلك كاف البياف اإلالىي ُب اآلية منحصر لقوـ‬
‫يؤمنوف باهلل ظاىرة كباطنة كىم اؼبسلموف من الصحابة الكراـ‪ .‬اآلية ربمل داللة لغوية‬
‫كربل ألف قصة موسى كفرعوف ىي قصة رسوؿ موحد جاء إٔب رجل ادعى األلوىية ُب‬
‫نفسو‪ ،‬كىل ىناؾ قضية أكرب من قضية التوحيد؟ كبل‪ ،‬ليس ىنالك أىم من مسألة‬
‫‪170‬‬
‫التوحيد ألهنا يعترب قمة مسألة ُب اإلسبلـ‪.‬‬
‫كلو أعيد االنتباه ُب مسألة الدعاء يلوجد ُب السورة أف من اإليباف الدعاء الدائم‬
‫كاؼبستمر؛ كمبلزمة الدعاء شعور بقوة اإلاله ُب كياف اإلنساف كُب عاؼبو احمليط حولو ‪،‬‬
‫كموسى ُب اآلية الكريبة يدرؾ سباـ اإلدراؾ ىذه اغبقيقة أم اجتماعيا اليشعر باالنفراد‬
‫كإمبا يشعر دبصاحبة ربو الدائمة فلييتأمل ما يلي‪:‬‬
‫ك لقد خاطب كتوجو موسى عليو السبلـ ُب كل مواقفو إٔب هلل سبحانو كتعأب‬
‫كىباطبو بالدعاء ‪ :‬اآلية ( ‪           ‬‬
‫‪171‬‬
‫‪ ، )   ‬اآلية ( ‪       ‬‬
‫‪173‬‬ ‫‪172‬‬
‫‪ ، )‬اآلية (‪ ، )      ‬اآلية (‪‬‬
‫‪174‬‬
‫‪ ، )،]        ‬اآلية (‪   ‬‬
‫‪ ،175)   ‬كسياؽ ىذه اآليات يدؿ على أف شخصية موسى‬
‫عليو السبلـ كانت شخصية مطمئنة راضية مرضية ‪ ،‬فهو ال يهتم بشيء قبل البعثة كال‬

‫‪ 169‬سيجموند فركيد‪ ،‬موسى كالتوحيد‪ ،‬ترصبة ‪ :‬جورج طرابيشي‪( ،‬ط‪ 6.‬؛ بَتكت ‪ :‬دار الطليعة‬
‫‪ 1985‬ـ)‪ ،‬ص ‪.58 – 57‬‬
‫‪ 170‬متوٕب شعراكم‪ ،‬خواطرم حوؿ القرآف الكرمي‪( ،‬ط‪ 1 .‬؛ القاىرة ‪ :‬دار أخبار اليوـ‪1991 ،‬ـ )‪،‬‬
‫ج‪ ،19 .‬ص‪. 10870 .‬‬
‫‪ 171‬اآلية السادسة عشرمن سورة القصص‪.‬‬
‫‪ 172‬اآلية السادسة عشرمن سورة القصص‪.‬‬
‫‪ 173‬اآلية الواحدة كالعشركف من سورة القصص‪.‬‬
‫‪ 174‬اآلية الرابعة كالعشركف من سورة القصص‪.‬‬
‫‪ 175‬اآلية الثانية كالعشركف من سورة القصص‪.‬‬
‫‪96‬‬

‫بعدىا ما دامت تعرؼ اهلل عز كجل حق معرفتو دببلزمة اػبطاب اؼبباشر ك الدعاء‬
‫كالعبادة إليو تعأب ‪.‬‬
‫ج ‪ .‬المفهوم الزائد والمعنى االجتماعي ضمن آي السورة‬
‫كقد استوعب البحث فيما سبق من اؼبفاىيم كاؼبعاين اليت أشارت إليها الدالالت‬
‫اللفظية ك اؼبعنوية ُب السورة ‪ ،‬كموضوع الًتكيز فيها‪ -‬كما سبق القوؿ ‪ -‬يرتبط بطبيعة‬
‫اؼبعٌت‪ 176‬أم؛ تغَت اؼبعٌت‪ ،‬كمظاىر ىذا التغَت‪ ،‬كدراسة العبلقات الداللية بُت األلفاظ‪،‬‬
‫ك غَتىا من أنواع اؼبعٌت الدالٕب االجتماعي كلكي تتجلى ما هتدم إليو الداللة‬
‫االجتماعية من اؼبعاين الزائدة كاالجتماعية على حد سواء؛ البد من العودة بإعادة‬
‫االنتباه إٔب ألفاظ اآلم لدراستها دراسة داللية آتية‪.‬‬
‫‪ .1‬صور من المعانى الزائدة‬
‫تفهمو احملللوف بوجود صلة اؼببٌت باؼبعٌت أك االرتباط‬
‫من اؼبعاين الزائدة ىو ما قد ٌ‬
‫بُت الشكل كالوظيفة‪ ،‬كعندعلماء أصوؿ الفقو اإلسبلمي يدركوف اؼبعاين الزائدة اليت بنوىا‬
‫ُب كثَت من مواقفهم باسم مفهوـ اؼبوافقة ك مفهوـ اؼبخالفة‪ ،‬كالعاـ كاػباص‪ ،‬كاؼبطلق‬
‫كاؼبقيد كغَتىا من اؼبصطلحات اليت تشَت إٔب اؼبعٌت الزائد‪ ،‬كُب عصر اغباضر ىنالك‬
‫ربليبلت عن اؼبعاين ُب نص من النصوص كاليت يظهر فيها اؼبعٌت الزائد ىو ما يدخل ُب‬
‫ؾباؿ كبو النص‪ ،‬كمهمة كبو النص تكاد تنحصر ُب أمرين‪ ،‬فاألكؿ الوصف النصي‪،‬‬
‫كالثاين التحليل النصي‪ ،‬كلكل ما يتعلق بالنص اؼبدركس‪ ،177‬كمن ىنا ال بد من مبلحظة‬
‫ـبتصرة أف اؼبعٌت الزائد ىو ذلك اؼبعٌت الذم استيخرج من بعد مبلحظة القواعد اؼبعيارية‪.‬‬
‫كُب السورة جاءت اآلم بعدد من اؼبعاين الزائدة اليت تنوعت أبعادىا الداللية‬
‫لدل مفسريها كؿبلليها ُب اآلم منها على ما يلي ‪:‬‬
‫حكم اإلجارة‬ ‫أ)‬

‫‪ 176‬طبيعة اللغة كماىيتها من مضامُت اللغة اليت تكشفها الدالئل اللفظية كاؼبعنوية انظر‪ ،‬أ‪ .‬ىادم‬
‫هنر‪ ،‬علم اللغة االجتماعي عند العرب‪( ،‬ط ؛ ‪ ،1‬بغداد ‪ :‬جامعة اؼبصتنصرية‪ ،)1988 ،‬ص‪.71 .‬‬
‫‪ 177‬عثماف أبو زيد‪ ،‬كبو النص‪( ،‬ط ؛ عماف ‪ :‬عآب الكتب‪2010 ،‬ـ )‪ ،‬ص‪. 50- 10 .‬‬
‫‪97‬‬

‫تبدك ُب السورة كلمتاف من اآلم اللتُت ربمبلف مدلوالت زائدة‪ ،‬كلمة (استأجره)‬
‫ككلمة (تأجرين) ُب اآلية (‪       ‬‬
‫‪            ‬‬
‫‪              ‬‬
‫‪ 178)         ‬كاؼبعٌت الزائد فيها داؿ‬
‫على حكم فقهي ُب مسألة جواز اإلجارة ُب العمل اليومي [اإلجارة كلمة ذات داللة‬
‫اجتماعية]‪ ،‬كفوؽ ذلك دؿ اؼبعٌت على جواز جعل العمل اليومي مهرا ُب النكاح‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬ك قد استنبط اإلماـ الشافعي من النص ُب منظار مفهوـ اؼبوافقة حبكم شرعي‬
‫سليم؛ كىو كل ما هبوز ازباذه شبن أجر من عقد إهبارم هبوز أف يكوف مهرا ُب النكاح‬
‫كىذا األمر صواب من رأيو رضبو اهلل تعأب الرفيع‪ 179،‬فحكم اإلجارة ُب اآلية من اؼبعاين‬
‫الزائدة تدؿ عليها داللة كلميت (‪ ،)‬ك(‪.) ‬‬
‫ب) الوحي بمعنى االلهام‬
‫قد كردت ُب السورة كلمة (الوحي) ليست ُب معناىا العاـ اليت تعارؼ عليو كثَت‬
‫من الناس‪ )       (،‬إذ الوحي ىبص نبيا من أنبياء اهلل‪،‬‬
‫كقد ثبت أف أـ موسى ككذا السيدة مرمي العذراء ٓب تكونا من األنبياء‪ 180،‬كقد دؿ اللفظ‬
‫على اؼبعٌت الزائد كىو عند علماء األصوؿ يطلقونو بلفظ (اػباص) أم ما يقابل العاـ‪،‬‬
‫فالوحي ىنا باؼبعٌت اػباص ىو عن طريق اإلؽباـ‪ 181‬كما ثبت إتياف ىذا اؼبعٌت ُب السورة‬
‫النحل ‪           ( :‬‬

‫‪ 178‬اآلية السادسة كالسابعة بعد العشرين من سورة القصص‪.‬‬


‫‪ 179‬أيب عبد اهلل ؿبمد بن إدريس اؼبطلب الشافعي‪ ،‬تفسَت اإلماـ الشافعي‪ ،‬ت‪ .‬أضبد مصطفى الفراف‬
‫(ط ‪1‬؛ الرياض ‪ :‬دار التدمرية‪ 2006 ،‬ـ)‪ ،‬مج ‪ ،3‬ص ‪1169‬‬
‫‪ 180‬الشيخ كىبة الزحيلي ‪ ،‬التفسَت اؼبنَت ُب العقيدة كالشريعة كاؼبنهج‪( ،‬ط ‪ 10 .‬؛ دمشق ‪ :‬دار‬
‫الفكر‪ ،)2009 ،‬ج ‪ ،20‬ص ‪. 428‬‬
‫‪ 181‬ؿبمد سيد الطنطاكم‪ ،‬تفسَت الوسيط للقرآف الكرمي‪ ( ،‬ط ‪ 1‬؛ القاىرة ‪ :‬دار هنضة مصر‪1998 ،‬‬
‫ـ )‪ ،‬ج ‪ ، 10‬ص ‪. 378‬‬
‫‪98‬‬

‫‪ 182)  ‬إذف فاؼبعٌت الزائد ىو الوحي دبعٌت اإلؽباـ ُب السورة كىو اؼبعٍت‬
‫اؼبلهم بالعلوـ من جهة اػبارجة من نفسو؛ سواء من عند اهلل أك من‬ ‫الذم يدؿ على تزكد ى‬
‫عاؼبو احمليط حولو كاألشياء اآلتية من جهة أخرل تدؿ على طابع اجتماعي لدل‬
‫اإلنساف كىذا الطابع من داللة معنوية اجتماعية‪.‬‬
‫ج) المبالغة في التجبر والغواية‬
‫كمظهر آخر يكوف اؼبعٌت زائدا ُب السورة ىو ما وبمل كل الصيغ اؼببالغة من‬
‫معاف داللية زائدة‪ ،‬كعلى سبيل اؼبثاؿ قوؿ اهلل تعأب ‪     ( :‬‬
‫‪ ،183)        ‬كلمة (جبار) تدؿ على‬
‫ككجو اجتماعية‬‫زيادة التجرب ُب اَّتمع كىذا من اؼبعٌت الزائد كاالجتماعي ُب اللفظ‪ٍ ،‬‬
‫‪184‬‬
‫لفظ (جبار) دبعٌت ىو الذم يقتل على الغضب ‪ .‬كقولو تعأب ‪  ( :‬‬
‫‪ 185)،   ‬فالغواية كقعت من رجل من بٍت اسرائيل استنجد كلىب‬
‫موسى نداءه فوكز موسى عدكه فقتلو فأصب من النادمُت ‪ ،‬كقد أثبت موسى غواية ذاؾ‬
‫صرخ ىو اآلخر‪ ،‬كقاؿ لو موسى‪ :‬تريد أف تغويٍت بأف أفعل كما فعلت‬ ‫الرجل ؼبا ٌ‬
‫باألمس‪ ،186‬أم إنك ألنت غوم مبُت فصيغة اؼببالغة تشَت إٔب زيادة اؼبعٌت (الغواية) كما‬
‫سبق اإلشارة آنفا‪.‬‬
‫‪ . 2‬صور من المعاني االجتماعية في آي السورة‬
‫كلقد سبق أف استيعرضت مبلم عن اؼبعٌت االجتماعي اليت تكمن ُب السورة‬
‫بأشكاؽبا كأمباطها كإشاراهتا كعبلقاهتا باللفظ كاعبملة‪ ،‬كقد ثبت بالفعل كياف ىذا اؼبعٌت‬
‫ُب اآلم رغم تعسر ربديده كتشخيصو على بعض الناس فإف ألىل الذكؽ العإب كاغبس‬
‫اؼبدرؾ تناكال ك فهما يزيده إدراكا فيما كراء النص القرأين من كعظ كعربة كحكمة‬

‫‪ 182‬اآلية الثامنة ك الستوف من سورة النحل‪.‬‬


‫‪ 183‬اآلية التاسعة عشر من سورة القصص‬
‫‪ 184‬زين الدين ؿبمد أبو بكر بن عبد القادر الرازم‪ ،‬ـبتار الصحاح‪ ،‬ص ‪. 91‬‬
‫‪ 185‬اآلية الثامنة عشر من سورة القصص‪.‬‬
‫‪ 186‬متوٕب شعراكم ‪ ،‬خواطرم حوؿ القرآف الكرمي‪ ،‬مج ‪ ،18‬ص ‪. 10901‬‬
‫‪99‬‬

‫الينبغي تغافلها ألهنا جزء أكرب من اإلعجاز القرآين البياين الذم يظل متفتحا إٔب يوـ ال‬
‫ينفع ماؿ كالبنوف للتنقيب كالتفكَت كالتحليل ُب أبعادىا كمراميها اؼبعنوية‪.‬‬
‫كاؼبعاين االجتماعية البد أف سبتطي فوؽ الرموز الدالة على صبع أك كياف آخر أك‬
‫شخص معُت‪ ،‬ككانت تربط النص القرآين بأكضاع كظركؼ كأحواؿ ؽبا عبلقة بالنص‬
‫(خارجية كانت أـ داخلية بالنسبة للنص) كحبسب ىذا البحث فيما قد ًب استعراض‬
‫معاؼبها كتنوعاهتا ُب ألفاظ اآلم ك مضامينها ضمن سياؽ الدراسة التحليلية كالتوضيحية‬
‫ُب ىذا لصدد‪.‬‬
‫كقد تنوعت أشكاؽبا ُب السورة كما سبق تقديبها ُب البحث منها ما ىو مستنتج‬
‫من مظاىر األصوات اللغوية كمنها ما ىو مستنتج من بنية كلمة اآلم كألفاظها اليت قد‬
‫تعسر تعثػ يرىا ُب اآلم دكف مزيد من التنبيو كإعادة النظر‪ ،‬كفحص اؼبواد باستخداـ‬ ‫يى َّ‬
‫منهج التحليل اللغوم اؼبوركث‪.‬كفوؽ ذلك قد تيستنتج تلك اؼبعاين دبظاىر الربط‬
‫كبالعبلقة القائمة بُت اعبمل ُب شكلهاكمضموهنا؛ فتحتاج معرفة كياهنا إٔب إضعاؼ‬
‫التفحيص كالتصف ُب الًتاكيب الظاىر ة كاؼبضمرة على حد سواء كباإلضافة إٔب‬
‫الوقوؼ ُب الظواىر العديدة تتعلق بًتكيب اعبملة من حذؼ كتقدير‪،‬أك تقدمي كتأخَت أك‬
‫كصل كفصل‪ ،‬أك تكرار كتنويع‪ ،‬أك إضافة الكلمة كإفرادىا كما شابو ذلك من ظواىر‬
‫تركيبة ُب السورة‪.‬‬
‫كعبلكة على ذلك ىنالك حقائق ماثلة قد يكوف ؽبا دكر فعاؿ ‪ -‬كما سبق‬
‫توضيحها‪ُ -‬ب إبراز اؼبعاين العديدة من بينها اؼبعٌت االجتماعي أال كىو الوقوؼ بظواىر‬
‫الداللة اؼبعنوية ‪ ،‬كىذه اغباؿ من أكرب ما كقف عليو احملللوف ُب العصر اغبديث ُب‬
‫الدراسة التحليلة عربا كاف أك أعجميا كخاصة لدل اؼبستشرقُت الغربيُت لقصور بعضهم‬
‫ُب اغبيطة بالعلوـ العربية العريقة‪ ،‬لتداركهم الفلسفة اللغوية الغربية‪ ،‬لذلك سبكنوا بعضهم‬
‫بالتقدـ ُب التحليل الداللية مبارزين علماء العرب اؼبسلمُت‪.‬‬
‫كعلى أية حاؿ إف ظواىر الداللة اؼبعنوية تعطي النص مفهوما زائدا عما تكمن‬
‫ألفاظو كصبلو كبالوقوؼ عل مدلوالتو كىي من اقبازات ربليلية ُب النص القرآين كخاصة‬
‫ُب اؼبعٌت االجتماعي كىي تربط ىذه الداللة باألمكنة كاألزمنة كالظركؼ الظاىرة‬
‫‪011‬‬

‫كاؼبعنوية فينجلي ُب السورة مفهوـ التنشئة االجتماعية ‪،‬ك اؼبقومات كالعوارض‪،‬‬


‫عُت ككثَت من البيانات اليت ربمل كظيفة توض النص أكثر‬‫كالفلسفات للموضوع اؼب ٌ‬
‫فأكثر‪.‬‬
‫كمن ىنا يبلحظ أف اؼبعٌت االجتماعي بشكل عاـ ُب السورة من اؼبفهومات‬
‫النصية اليت ىي من شبرة التحليل اللغوم للسورة ‪.‬‬
‫االستضعاف‬ ‫أ)‬
‫القوة‪ 187 ،‬كلكنَّها‬ ‫االستضعاؼ ُب اللغة‪ ،‬كلمة مشت ٌقة من الضعف كىو خبلؼ َّ‬
‫كهبر إ ٰٔب الضعف‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ؼبا استيعملت ُب باب (االستفعاؿ) دلت على من يكبٌل بالقيد ٌ‬
‫فاستضعف الشػيء‪ :‬أم ع ٌده ضعيفا‪ ،‬كاؼبستضعف ىو الذم ال يستطيع حيلة الكفر‬
‫فيكفر‪ ،‬كال يهتدم سبيبل إٔب االيباف ‪،‬كالصبياف‪ ،‬كمن كاف من الرجاؿ مثل عقوؿ‬
‫فإف االستضعاؼ يراد بو جعل الشػيء يفقد‬ ‫الصبياف‪ ،‬مرفوع القلم عنهم‪ .188‬كعلى ىذا َّ‬
‫َّقوتو من خبلؿ هتوينو‪.‬‬
‫اؼبفسركف إ ٰٔب عدَّة معاين احتماعية لكلمة االستضعاؼ منها‪ :‬ىو أف يقوـ‬ ‫كيشَت ٌ‬
‫تستغل اعبماعة الضعيفة ُب‬ ‫َّ‬ ‫حىت يبى ٌكن للجماعة األيك ٰٔب أف‬ ‫يخرل َّ ٰ‬
‫صباعة بإضعاؼ صباعة أ ٰ‬
‫اى يم الٍ ىمبلئً ىكةي ظالً ًمي‬ ‫ين تىػ ىوفَّ ي‬
‫ى‬
‫سبيل مآرُّا كمصاغبها‪ 189 .‬كمصداقو قولو تعا ٰٔب‪( :‬إً َّف الَّ ً‬
‫ذ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُت ًُب اٍأل ً‬ ‫أىنٍػ يف ًس ًهم قاليوا فًيم يكٍنتم قاليوا يكنَّا مست ٍ ً‬
‫ض اهلل كاس ىعةن‬ ‫ىرض قاليوا أى ىٓبٍ تى يك ٍن أ ٍىر ي‬ ‫ض ىعف ى‬ ‫ي ٍى‬ ‫ى يٍ‬ ‫ٍ‬
‫ً‬ ‫ت ىمصَتان) ‪ ،‬كقولو تعا ٰٔب‪ :‬ى َّ‬ ‫‪190‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ين‬
‫(قاؿ الذ ى‬ ‫ك ىمأٍك ياى ٍم ىج ىهن ي‬
‫َّم ىكساءى ٍ‬ ‫فىػتيهاج يركا فيها فىأيكلئ ى‬
‫ً‬ ‫ًً‬
‫ُت ‪.‬‬‫ص ىد ٍدنا يك ٍم ىع ًن ا ٍؽبيدل بىػ ٍع ىد إً ٍذ جاءى يك ٍم بى ٍل يكنٍتي ٍم يٍؾب ًرم ى‬ ‫ضعً يفوا أ ىٍ‬
‫ىكب ين ى‬ ‫استي ٍ‬
‫ين ٍ‬ ‫استى ٍكبىػ يركا للَّذ ى‬
‫ٍ‬

‫‪ 187‬أيب اغبسُت أضبد بن فارس‪ ،‬مقاييس اللغة‪ ( ،‬دمشق ‪ :‬دار الفكر‪ ،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪. 410‬‬
‫‪ 188‬الشيخ فخر الدين الطروبي‪ ،‬ؾبمع البحرين‪( ،‬طهراف‪ :‬موقع مكتبة الشيعة‪ ،‬صبيع اغبقوؽ ؿبفوظة‬
‫ؼبؤسسة آية اهلل العظمى اؼبيبلين إلحياء الفكر الشيعي‪2011 ،‬ـ )‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص‪.22-21 .‬‬
‫‪ 189‬الشيخ ناصر مكارـ الشَتازم‪ ،‬األمثل ُب تفسَت كتاب اهلل اؼبنزؿ (موقع مكتبة الشيعة‪( ، ،‬موقع‬
‫مكتبة الشيعة‪ ،‬صبيع اغبقوؽ ؿبفوظة ؼبؤسسة آية اهلل العظمى اؼبيبلين إلحياء الفكر الشيعي‪2011 ،‬ـ )‪ ،‬ج ‪،5‬‬
‫ص‪.185 -184 .‬‬
‫‪ 190‬اآلية السابعة ك التسعوف من سورة النساء‬
‫‪010‬‬

‫ضعً يفوا لًلَّ ًذين استى ٍكبػركا بل مكٍر اللَّي ًل كالنَّها ًر إً ٍذ تىأٍمركنىنا أى ٍف نى ٍك يفر بًاهللً‬ ‫استي ٍ‬ ‫ك ى َّ ً‬
‫ى‬ ‫يي‬ ‫ى ٍ ىي ى ٍ ى ي ٍ ى‬ ‫ين ٍ‬ ‫قاؿ الذ ى‬ ‫ى‬
‫‪191‬‬
‫ىكىٍقب ىع ىل لىوي أىنٍدادان) ‪.‬‬
‫على صباعة عارفة‬ ‫ظل ظركؼ كقيود قاسية يفرضها احمليط ٰ‬ ‫كمنها‪ ،‬ىو العي ُب ٌ‬
‫بعقيدهتا‪ ،‬يعجز فيها أفرادىا عن أداء كاجباهتم اليت يكلٌفوا ُّا بصورة كاملة‪ ،‬كدليلو قولو‬
‫ف طائًىفةن ًمٍنػ يه ٍم)‪،192‬‬ ‫ىرض كجعل أىىلىها ًشيعان يستى ٍ ً‬ ‫ً‬
‫ضع ي‬ ‫ى ىٍ‬ ‫تعا ٰٔب‪( :‬إً َّف ف ٍر ىع ٍو ىف ىعبل ًُب اٍأل ً ى ى ى ى ٍ‬
‫(كنيًر ي‬
‫يد أى ٍف ىمبي َّن ىعلىى‬ ‫كىوالء ىم من ينعم اهلل عليهم بالنصػر ككراثة األرض لقولو تعا ٰٔب‪ :‬ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ضعً يفوا ًُب ٍاأل ً‬ ‫َّ ً‬
‫ُت)‪ .193‬إضافةن لذلك َّ‬
‫فإف اآلية‬ ‫ىرض ىكىٍقب ىعلى يه ٍم أىئ َّمةن ىكىٍقب ىعلى يه يم الٍوا ًرث ى‬ ‫استي ٍ‬
‫ين ٍ‬ ‫الذ ى‬
‫معٌت الضعف كالقهر كقلَّة اغبيلة ُب التغيَت‬ ‫أف االستضعاؼ ىنا ال يرشد إ ٰٔب ٰ‬ ‫تكشف عن َّ‬
‫كقوة العزيبة‪.194‬‬ ‫التقول كاإليباف َّ‬ ‫ٰ‬ ‫فحسب‪ ،‬بل يرشد إ ٰٔب معٌت زائد نفساين ىو جوىر‬
‫ب) ظاىرة االستئناس‬
‫االستئناس ُب اللغة آنس فبلف إيناسا الطفو كأزاؿ كحشتو فهو مؤنس كأنيس‬
‫كالشئ أحس بو يقاؿ آنست منو فزعا كأبصره كمنو (آنست منو نارا) كالصوت ظبعو ك‬
‫األمر علمو يقاؿ آنست منو رشدا‪ 195،‬كاستأنس دبعٌت استأذف‪ ،‬كقد استعمل القرآف‬
‫فعل آنس طبس مرات أربع منها حُت رأل موسى النار كما يلي ‪:‬‬
‫جاءت ُب سورة القصص اآلية التاسعة كالعشرين كىي مكررة مرتُت [ ‪‬‬
‫‪  ،         ‬‬
‫‪            ‬‬
‫‪ ،] ‬كتكرر ىذا األسلوب ُب آم السور منها سورة طو اآلية‬ ‫‪‬‬

‫‪ 191‬اآلية الثانية كالثالثة بعد الثبلثُت من سورة السبأ‪.‬‬


‫‪ 192‬اآلية الرابعة من سورة القصص‪.‬‬
‫‪ 193‬اآلية اػبامسة من سورة القصص‬
‫موسى‪ ،‬اإلنساف كاغبضارة ُب القرآف الكرمي بُت العاؼبية كالعوؼبة ( بَتكت ‪ :‬دار اؽبادم‪،‬‬‫ٰ‬ ‫‪ 194‬فرح‬
‫‪2008‬ـ )‪ ،‬ص‪.215 .‬‬
‫‪ 195‬ؾبمع اللغة العربية‪ ،‬اؼبعجم الوسيط ( ط ‪ 4‬؛ القاىرة ‪ :‬مكتبة الشركؽ الدكلية‪ 2004 ،‬ـ )‪، ،‬‬
‫ص ‪. 29‬‬
‫‪012‬‬

‫العاشرة‪ ،‬كسورة النمل اآلية السابعة ‪ ،‬كمن ٍب ُب سورة النساء جاءت فعل آنس مقًتنة‬
‫بلفظ الرشد‪ ،‬كاإليناس ُب ىذه السور كلها ليس ؾبرد اإلبصار بظواىر اغبسية اؼبادية‬
‫فحسب كما فهمو بعد مفسريها لغويا ك إمبا ذباكز اؼبعٌت اؼبعحمي حدكده‪ ،‬فيكوف‬
‫اؼبعٌت االجتماعي ىهنا داال بالطمأنينية اؼبؤنسة باالبتبلء كاالمتحاف على أهنم قد رشدكا‬
‫حقا‪ 196،‬كموسى عليو الصبلة كالسبلـ إمبا أدرؾ باليقُت ما رأتو عيناه ُب النار من‬
‫حقيقة ذباكزت حد البصر كازبذ موقفا اجتماعيا فصابر أىلو ُب تركو إياه ُب مكاف بعيد‬
‫من موقع النار‪.‬‬
‫ج) مفهوم اجتماعي في كلمتي زوج و امرأة‬
‫كمن اؼبعاين اجتماعية اليت أكحت بالداللة اللغوية ىي داللة كلمة (زكج) ككلمة‬
‫(امرأة) ُب القرآف‪ ،‬كما يبكن مبلحظتو ُب السورة ىو استعماؿ كلمة (امرأة) بدؿ‬
‫أت‬ ‫ً‬ ‫‪197‬‬
‫(زكج) بالنسبة المرأة فرعوف‪ ،‬حُت كصف اهلل عنها بقولو تعأب ‪{ :‬كقالت امر ي‬
‫لك}‪ ،198‬تلك الكلمة ربمل فيها معٌت اجتماعيا تدؿ إليو داللتها‬ ‫ت عُت ٌٕب ك ى‬ ‫فرعو ىف ٌقر ي‬
‫اؼبفردة‪ ،‬كقد ربدثت عائشة بنت عبد الرضبن اؼبلقب ببنت الشاطىء[ باحثة مصرية] عن‬
‫كلمة (زكج) ك(امرأة) ُب التعبَت القرآين‪ ،‬خاصة ُب قصة األنبياء الذين اكبرفت زكجاهتم‬
‫عن األخبلؽ السامية كعن القيم النبيلة‪ ،‬كُب مقدمتها امرأة فرعوف [مثلها امرأة نوح كامرأة‬
‫سر الداللة ُب كلمة (زكج) تأٌب حيث‬ ‫ت حديثىها ككصفت بإشارة إٔب ٌ‬ ‫لوط]‪ ،‬فأحسنى ٍ‬
‫تكوف الزكجية مناط اؼبوقف من ىؤالء األنبياء ؽبن‪ ،‬فيتضمن ‪-‬اجتماعيا‪ -‬معٌت آية‬
‫الزكجية كحكمتها كالتشريع كاغبيكٍم الزكجي ُب كلمة (الزكج)‪ ،‬كؼباٌ اكبرفن بأخبلقهن أك‬
‫تباينت معتقداهتن من معتقدات األنبياء الذين ىم أزكاجهن أمست أكلئك متصفات‬

‫‪ 196‬بنت عبد الرضبن بنت الشاطىء‪ ،‬اإلعجاز البياين للقرآف كمسائل ابن األزرؽ‪( ،‬ط‪1‬؛ القاىرة ‪ :‬دار‬
‫اؼبعارؼ‪1391 ،‬ق‪1971/‬ـ)‪ ،‬ص‪. 201 .‬‬
‫‪ 197‬الزكج ُب التعبَت القرآين دبعٌت الزكجة‪ ،‬ككذا يأٌب البياف ُب سورة النور‪.‬‬
‫‪ 198‬سورة القصص اآلية التاسعة‪.‬‬
‫‪013‬‬

‫عد؛ لسبب تعطلت عبلمة الزكجية من السكن كاؼبودة ك الرضبة بعق وم ك‬ ‫بامرأة ال زكج ب ي‬
‫‪199‬‬
‫ترم ول أك خبيانتهن كتباينهن بالعقيدة ‪.‬‬
‫التغيّر االجتماعيّ والتنشئة االجتماعية في آي السورة‬ ‫د‪.‬‬
‫التغير االجتماعي‬ ‫‪.1‬‬
‫ال شك أف سورة القصص مليئة دبظاىر التغَت االجتماعي كتلكم اؼبظاىر تندرج‬
‫ُب صبلة من اؼببادئ السامية كُب صبلة من العرب كاغبكم اليت يبكن االىتداء ُّا‪ ،‬كمصداؽ‬
‫القوؿ ُب ىذا الشأف ىو أف سورة القصص تكمن ُب ضمنها ربذيرات كإرشادات‪،‬‬
‫كمأمورات‪ ،‬كمنهيات‪ ،‬كإصبلحات كذباكزات‪ ،‬كحكم كعرب‪ ،‬كاغببلؿ كاغبراـ بل أكرب من‬
‫ذلك فيها قصص الصراع بُت اػبَت كالشر‪ ،‬ك الصراع بُت اؼبؤمنُت كبُت الكفار‪ ،‬باإلضافة‬
‫إٔب عدة قيم يبكن أخذىا كعقيدة راسخة منبعها رب العباد‪ .‬كىذه اؼببادئ أك العرب‬
‫كاغبكم‪ ،‬تتجلى ُب البنية اللغوية ك تتجلى ُب تأثَت البنية األسلوبية ُب األنظمة اللغوية‬
‫كاؼبعاجم‪ ،‬كمن ىنا كاف البحث يقتضي بالوقوؼ عليها من خبلؿ استقراءات لغوية ‪.‬‬
‫المبادئ‬ ‫أ)‬
‫إف السورة ربتوم على مبادئ صبة سيكوف استجبلء اؼببادئ ُب ىذا البحث‬
‫بقدر ما يسم لئلشارة إٔب تنوعها كبقدر ما يسم إلبداء كثرهتا‪ ،‬فاآلم كلها مبادئ‬
‫كدركس فينقطع اغبرب احتواء الكل كاالتياف بتفاصلها فتحتاج إٔب ؾبهودات من الراسخُت‬
‫عرب زماف ماض كحاضر كمستقبل الستيفاء حق بياهنا‬ ‫ُب العلم ُب استخراج مضامينها ٍ‬
‫اإلعجازم‪ ،‬كمن ىنا كاف حق الباحث يكتفي باإلشارة إٔب تواجدىا‪.‬‬
‫تأمين السلم‬ ‫‪)1‬‬
‫كقد حوت السورة بأف السلم قد ربققت ُب قوـ قري من قبل‪ُ ،‬ب كقت كانت‬
‫ؾبتمع العرب يغَتكف بعضهم على بعض كقبائلهم متقاتلُت ببعض‪ 200،‬ككانت مكة ُب‬

‫‪ 199‬عائشة بنت عبد الرضبن بنت الشاطىء‪ ،‬التفسَت البياين‪ ،‬ص‪.214-212 .‬‬
‫‪ 200‬القرطب‪ ،‬اعبامع ألحكاـ القرآف‪ ،‬ص ‪. 300‬‬
‫‪014‬‬

‫اعباىلية ُب أمن كسبلـ يأٌب رزقها رغدا من جهات شىت‪ ،‬كذلك فضل من اهلل تعأب‬
‫حبفظهم مبادئ ملة إبراىيم‪ ،‬كلذلك ما ينبغي أف يًتددكا باإلسبلـ‪ ،‬ألف اهلل سيحفظ ؽبم‬
‫الكرامة ك الشرؼ إذا التزموا بالدين اغبنيف‪ .‬فقأب تعأب ‪   ( :‬‬
‫‪             ‬‬
‫)‪. 201‬‬
‫فكلمة (مبكن) تدؿ على التمكُت أم تدؿ الكلمة على بنية لغوية يًتاكح اؼبعٌت‬
‫االجتماعي فيها بُت فبيى ٍّكن كبُت َّ‬
‫اؼبمك ين منو‪ ،‬ام بُت الفاعل كاؼبفعوؿ‪ ،‬فتأمُت السلم‬
‫قبل‪ ،‬كلقد أشارت‬ ‫يقصد من كرائو إحداث التغَت االجتماعي إٔب ما ىو أحسن من ي‬
‫بذلك داللة لفظ (مبكن)‪.‬‬
‫الدعوة بالحجة والبرىان‬ ‫‪)2‬‬
‫التشويق كالًتغيب من أسلوب القرآف اللغوم ُب بياف اغبقيقة اإلؽبية‪ ،‬كقد أتت‬
‫السورة باغبجة البالغة ببياف عواقب اغبياة للبشر كلهم‪ ،‬أهنم سعداء ُب آخر اؼبطاؼ من‬
‫حياهتم األخركية‪ ،‬كالناس صبيعا يتمنوف السعادة كالفبلح ُب الدار اآلخرة‪ ،‬كقد أكدت‬
‫السورة بالبياف الساطع باغبجة كالربىاف كىو من اؼببادئ السامية ُب تقنيع النفس اإلنساين‬
‫ُب تقبل ما يقضي رب العاؼبُت من قضاء كحكمة فقاؿ تعأب ‪  ( :‬‬
‫‪،202 )            ‬‬
‫أم ىبرب اهلل تعأب أف الدار اآلخرة كنعيمها اؼبقيم الذم الوبوؿ كال يزكؿ كجعلها لعباده‬
‫اؼبؤمنُت اؼبتواضعُت الذين ال يريدكف علوا ُب األرض‪ 203،‬فجاء أسلوب التشويق كالًتىيب‬
‫لتخدـ غاية التغَت االجتماعي من خبلؿ األبنية اللغوية االجتماعية أال كىي استخداـ‬
‫أسلوب التشويق كالًتىيب لتنيو غفبلت بعض الناس‪.‬‬

‫‪ 201‬اآلية السابعة كالسبعوف من سورة القصص‪.‬‬


‫‪ 202‬اآلية الثانية بعد الثمانُت من سورة القصص‪.‬‬
‫‪ 203‬أبو الفداء إظباعيل بن عمر بن كثَت‪ ،‬تفسَت القرآف الكرمي‪( ،‬ط ‪2‬؛ الرياض‪ :‬دار الطيبة ‪،‬‬
‫‪1999‬ـ)‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.258‬‬
‫‪015‬‬

‫ب) العبر والحكم‬


‫سورة القصص ربتوم باالختصار على قصة سيدنا موسى كىاركف ُب مقارعة‬
‫سلطنة فرعوف‪ ،‬كقد بدأت القصة بسرد األحواؿ االجتماعية قبل كالدة موسى عليو‬
‫السبلـ ‪ ،‬ككانت مظاىر الطغياف كاالضطهاد قد عمت ببلد مصر كحوؽبا اليت سيطرهتا‬
‫قبضة فرعوف ‪،‬كييبلحظ ذلك بقوؿ اهلل تعأب ‪     ( :‬‬
‫‪          ‬‬
‫‪ ،204)   ‬كالسورة فصلت مراحل اغبياة اليت عاشها موسى من‬
‫الوالدة مركرا سن الرشد إٔب أف أكحى إليو اهلل بالرسالة حىت بعد أف أغرقو اهلل فرعوف‪.‬‬
‫كاألحداث تتوأب ُب مراحل حياة موسى عليو السبلـ‪ ،‬كُب كل حدث عربة كحكمة‬
‫كدركس النظَت ؽبا لؤلخذ بعُت االعتبار كعُت االستلهاـ‪.‬‬
‫فجمل اآلم القرآنية أقساـ متنوعة؛ كالدالالت اليت تكمن ُب اعبمل يٍذبلي‬
‫مظاىر التنبيو ُب العرب كاغبكم من ذكر صفة العلو كاالستضعاؼ كاإلفساد كغَتىا‪ ،‬من‬
‫مواصفات ُب فرعوف ليتٌعظ الناس من جربكتو كغطرستو كليكوف نب اهلل موسى كقومو‬
‫مصرين ُب ربقيق التغَت االجتماعي بعيدين عن اؼبيوؿ السيئة‪ ،‬فآم السورة مليئة‬ ‫بعدئذ ٍّ‬
‫بالعرب كاغبكم تصورىا البنية اللغوية لبلتعاظ‪.‬‬
‫كسورة القصص ربتوم على إشارات إٔب اؼبسلمُت أف اؼباؿ كاعباه كالقوة إمبا ىي‬
‫متاع الدنيا كما ادخر اهلل ُب الدار اآلخرة أعظم كأبقى آالءا لذلكم على اؼبسلمُت صبيعا‬
‫اغبفاظ إليباهنم كيقينهم‪ ،‬كىو أفضل من سعيهم اؼبتواصل ُب صبع اؼباؿ كاؼبتاع كغَتىا‬
‫فحسب‪ ،‬كباإلضافة إٔب ذلكم‪ ،‬فإف السورة تبُت كيف أف اهلل سلٌى على اؼبؤمنُت‬
‫الصحابة يإخبارىم منو تعأب أف بلدهتم مكة سيكوف ُب قبضتهم بعد ىجرهتم باذف اهلل‬
‫تعأب‪ ،‬ىذا كلو ؿبطة استجبلء العرب كاغبكم من خبلؿ النظرة ُب البنية اللغوية ضمن‬
‫السورة‪ ،‬لتضمن ىذه البنية اؽبدؼ السامي ُب التغَت االجتماعي ‪.‬‬
‫جوانب التوحيد المتعددة في سورة القصص‬ ‫‪)1‬‬

‫‪ 204‬اآلية الرابعة من سورة القصص‪.‬‬


‫‪016‬‬

‫اؼبميزات اليت مشل القرآف ُّا معظم سوره لئلدراؾ كالوقوؼ‬ ‫داللة التوحيد ميزة من ٍ‬
‫دبدلوالهتا‪ ،‬كلعل سورة القصص من السور اليت تضمنت جوانب متعددة من داللة‬
‫التوحيد لبلتعاظ كاالعتبار كبو التغَت االجتماعي‪ ،‬كاليت كصفها بعض الباحثُت‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬
‫إف سورة القصص قد احتوت ُب ذاهتا على جوانب تشريعية ُب باطن النص‪ ،‬كُب‬
‫نفس الوقت فقد احتوت على جوانب توحيدية ُب ظاىر النص دبا ال يدع ؾباال‬
‫للشك ُب أف سورة القصص تضمنت ُب ؾبملها ركحا إيبانيا يفيض على اؼبؤمنُت‬
‫بوداعة كسكينة‪.205‬‬
‫كتلك ىي ميزة النص ُب سورة القصص كوهنا وبتوم على أسلوب خطاب‬
‫اجتماعي يقرر حقيقة التوحيد بأسلوب غَت مباشر ‪ ،‬كحقيقة التوحيد ىي من أكرب العرب‬
‫كاغبكم اليت وبتاجها اؼبؤمن ُب إصبلح نفسو كمن ىٍبَّ أف يقوـ ُب إصبلح ؾبتمعو أك‬
‫العمل ُب التغَت االجتماعي‪ .‬كمن ذلكم توضحت ىذه اغبقيقة كما ُب قولو تعأب فيها‬
‫‪             (:‬‬
‫‪ ،206)     ‬فمفهوـ النص ُب ىذه اآليات لو ظاىر‬
‫وباطن معنوي ‪ ،‬فأما اؼبفهوـ الظاىر‪ ،‬فهو إف اهلل عز كجل ىو الذم يصرؼ الكوف‬
‫كيقدر تصرفو فيو كما هبرم فيو‪ ،‬أك ما يتغَت عنو‪ ،‬أما اؼبفهوـ الداخلي اإلشارم‬
‫كاالجتماعي‪ 207،‬فيقرر حقيقة توحيدية أخرل‪ ،‬ىي أف إرجاع موسى عليو السبلـ إٔب‬
‫أمو‪ ،‬ليجتمع مع أسرتو اليت افتقدتو كاف لقدرة إؽبية‪ ،‬ليكوف فرعوف كقومو الذين التقطوه‬
‫من اليم ُب عجز كحَتة‪،‬كيف أهنم ال يشعركف تدبَت اإللو بُت جواكبهم‪ ،‬أم موسى ىو‬
‫رسوؿ اهلل تعأب ؽبم‪ ،‬كىو اغبقيقي الذم ىبافو فرعوف كالدتو‪ ،‬فتبَّت يداىم‪.‬‬

‫‪ 205‬سعد يوسف أبو عزيز‪ ،‬قصص القرآف‪( ،‬ط ‪ 1‬؛ القاىرة ‪ :‬دار الفجر للًتاث ‪ 1420،‬ىػ )‪،‬‬
‫ص‪ 224 .‬كما بعدىا‪.‬‬
‫‪ 206‬اآلية الثالثة عشر من سورة القصص‪.‬‬
‫‪ 207‬اؼبقصود من مفهوـ النص الداخلي ىو معرفة إشارات النص الكامنة فيو كليس اؼبراد باؼبعٌت اإلشارم‬
‫اؼبعٌت الصوُب الذم كقف عليو الباطنيوف من أمثاؿ فرقة اإلظباعيلية‪ ،‬كليينظر إٔب كتاب اإلمام الغزالي حجة‬
‫اإلسبلـ‪ ،‬فضائ الباطنية‪ ( ،‬الكويت ‪ :‬مؤسسة دار الكتب الثقافية‪ ( ،‬د ‪ .‬ت )‪ : ،‬ص ‪. 45‬‬
‫‪017‬‬

‫كمن بُت اآليات اليت تتضمن ُب صيغها جوانب توحيدية ُب السورة ىي بعض‬
‫الكلمات اؼبوحية ‪-‬اجتماعيا‪ -‬بالتوحيد منها ‪ :‬اآلية (‪    ‬‬
‫‪ 208)    ‬كعبارة ( ‪ )    ‬فيها‬
‫بياف توحيدم أف الوعد اإلؽبي سيتحقق فعبل دكف ريب بعد ردكد موسى إٔب أمو أنو‬
‫سيكوف نبيا كرسوال ُب اؼبستقبل لبٍت اسرئيل ألنو سبحانو كتعأب ىو كحده صاحب‬
‫الوعد الواُب‪ 209.‬فاعبملة االظبية تدؿ على اعبانب التوحيدم اؼبؤكد حبرؼ أف‪ ،‬لكي‬
‫يعترب اؼبعتربكف بأف اإليباف بوعد اهلل عربة صحيحة وبقق الضماف اؼبستقبلي كبو التغَت‬
‫االجتماعي اؼبرجو‪ .‬كاآلية (‪          ‬‬
‫‪ 210) ‬أم إرجاع إٔب اهلل ُب اؼبشيئة الكلية إف يشأ اهلل فكل شيء يكوف‬
‫ك إال فبل يكوف‪ ،‬حقيقة توحيدية أخرل ذات حكمة سليمة تدؿ عليو عبارة (إف شاء‬
‫كعد بعد إشهاد اهلل بتلك العبارة‪،‬‬ ‫اهلل) كالعبارة من الناحية االجتماعية تدؿ على تأكيد و‬
‫كاآلية (‪ 211)      ‬الوكالة اإلؽبية توحيد‪ ،‬كالعبارة ىنا تدؿ‬
‫على االسًتجاع إٔب اهلل‪ ،‬كاآلية (‪      ‬‬
‫‪ 212)‬التوحيد اػباص بالربوبية‪ ،‬كىو‪ -‬اجتماعيا‪ -‬الذم ٓب يكن لو كفوا أحد‪ ،‬كاآلية‬
‫(‪              ‬‬
‫‪ 213)    ‬اهلل معطي اؽبدل كحده‪ ،‬كاؼبعٌت التوحيدم على‬
‫سبيل قوؿ اهلل تعأب ‪ ( :‬كلكن اهلل يهدم من يشاء كىو أعلم باؼبهتدين)‪ ،‬كمن ًح ىكم‬
‫ىذه اآليات كلها‪ ،‬منها ما يدؿ على تعاليم سديدة كبو التغَت االجتماعي كمنبع ىذه‬

‫‪ 208‬اآلية الثالثة عشر من سورة القصص‪.‬‬


‫‪ 209‬أبو حياف األندلسي‪ ،‬البحر احمليط‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪.103‬‬
‫‪ 210‬اآلية السابعة كالعشركف من سورة القصص‪.‬‬
‫‪ 211‬اآلية الثامنة كالعشركف من سورة القصص‪.‬‬
‫‪ 212‬اآلية الثبلثوف من سورة القصص‪.‬‬
‫‪ 213‬اآلية السابعة كالثبلثوف من سورة القصص‪.‬‬
‫‪018‬‬

‫التغَت ىو اإلصبلح الفردم ُب التوحيد الربويب كمن ٍب االنتقاؿ إٔب إصبلح األسرة ٍب‬
‫اَّتمع على نطاؽ أكسع‪.‬‬
‫كقد كاف آلية ( ‪          ‬‬
‫‪214‬‬
‫داللة توحيدية تنزيهية تشبو داللة قولو تعأب ‪    ( :‬‬ ‫)‬
‫‪215‬‬
‫‪ ، )  ‬أك داللة قولو تعأب ‪      (:‬‬
‫‪ ،)        ‬فإثبات الوجو هلل تعأب دكف كيفية ىو قمة من‬
‫قمم التوحيد‪ .‬فالسورة مليئة بالعرب التوحيدية‪ 216،‬ىذه العرب الشك تفيد –اجتماعيا‪-‬‬
‫ُب هتيئة جيل مستقبلي كقوم ُب اإليباف؛ كعبارة (كجو اهلل) ىي من الداللة اللغوية على‬
‫يتم بعد أف ترسخت قيم التوحيد‬ ‫اؼبعٌت التوحيد كاليت زبدـ كبو التغَت االجتماعي‪ ،‬ذلكم ٌ‬
‫ُب كجداف الناس عامة‪ ،‬كيكتفى باإلشارة السريعة اآلنفة إٔب بعض األبنية االجتماعية ُب‬
‫بعض آيات السورة اليت فيها عرب كحكم دكف اتساع كاسع ُب الشرح كالتنقيب ذبنبا من‬
‫الوقوع ُب االستطراد القبي ُب ىذه الرسالة‪.‬‬
‫إشكالية اليهود االجتماعية في السورة‬ ‫‪)2‬‬
‫اغبديث حوؿ بٍت إسرائيل ُب سورة القصص ىو اغبديث عن اليهود بعينو‪ ،‬كىم‬
‫من أىل الكتاب كما أف من اؼبعركؼ النصارل ىم أيضا من أىل الكتاب‪،‬كالشخصية‬
‫اليهودية اإلسرائيلية نسبا‪ ،‬من الشخصيات احملورية اؼبعقدة اجتماعيا ُب القرآف الكرمي‪،‬‬
‫كقد صور القرآف ُب كثَت من آم سور القرآف أهنم معركفوف باػبيانة كاالستهتار‪ ،‬كالكفر‪،‬‬
‫كالشرؾ‪ ،‬كاإلغباد‪ ،‬كاالستهزاء الديٍت‪ ،‬كربليل اغبراـ كربرمي اغببلؿ‪ ،‬كاالنغماس ُب اللذات‬
‫كاألخذ بالدنيا‪ ،‬كالغركر بالنسب كالدين‪ ،‬كفعل اإلجراـ كمواصفات أخرل‪ .‬كإٔب جانب‬

‫‪ 214‬اآلية الثامنة كالثمانوف من سورة القصص‪.‬‬


‫‪ 215‬اآلية السابعة كالعشركف من سورة الرضباف‬
‫‪ 216‬العرب التوحيدية ربملها داللة التوحيد ُب اآلم كىي كثَتة كقد أشار إليها الباحث أضبد حسن الزين‬
‫ُب كتابو التوحيد كاؼبعرفة ُب الفكر اإلسبلمي‪( ،‬ط‪ 2.‬؛ بَتكت ‪ :‬دار العرفاف‪ ،1988 ،‬ص‪.224 – 222 .‬‬
‫‪019‬‬

‫ذلك كانت اللعنة اإلؽبية ؿبيطة بالشخصية اليهودية ُب كل أطوارىا كنزاالهتاُب القرآف إال‬
‫‪217‬‬
‫من اتبع اهلل سبلو ‪.‬‬
‫كمن اؼبعركؼ أف سيدنا موسى عليو السبلـ ىو من نسل بٍت إسرائيل كلكن ىو‬
‫من اؼبصطفُت األخيار من بٍت اسرائيل كإف خطاب اهلل ؽبم الذم يدؿ على عدـ الرضى‬
‫بأفعاؽبم الشنيعة اليعٍت أف اؼبؤمنُت منهم (موسى كىاركف) غَت مستثن منهم بل اهلل عز‬
‫جل اليزاؿ مكرما على عباده الصاغبُت‪ ،‬فموسى عليو السبلـ كىو الشخصية احملورية ُب‬
‫ضحت سورة القصص‬ ‫سورة القصص‪ ،‬كقصتو ىي األساس الذم بينيت السورة‪ ،‬ككما ك ٌ‬
‫من بعد استقراء ؽبا بصورة عمومية يتمحور من حوؽبا اليهود كبنو إسرائيل‪ ،‬دبؤمنيهم‬
‫ككافريهم‪ ،‬كطغاهتم‪.‬‬
‫ك من اؼبفيد جدا أف تيفهم كيفية تطور الشخصية اليهودية دينيا كاجتماعيا ‪،‬‬
‫ككظيفة بعض آيات القرآف الكرمي ُب التحذير منهم‪ ،‬كُب التنبيو إٔب اغبكمة اإلؽبية اليت‬
‫أكجبت أف يتحولوا إٔب قردة كخنازير ‪ ،‬على ما كرد ُب النص القرآين على اغبقيقة ال على‬
‫اَّاز على ما أخرب اهلل سبحانو كتعأب ‪       (:‬‬
‫‪             ‬‬
‫‪ ،218)        ‬لذلك يبكن أف تتوض ُب‬
‫ىذا الصدد السمات الشخصية العامة للشخصية اليهودية ُب سورة القصص‪ ،‬باستقراء‬
‫كلي مشوٕب ُب الدالالت االجتماعية ك ُب األلفاظ اللغوية ؼبعٌت اآليات اػباص ُّذا‬
‫اؼبوضوع‪ .‬كفائدة ىذا اؼبوضوع تتجلى ُب كونو معينا على التصور العاـ كاالجتماعي لكل‬
‫يهودم من بٍت إسرائيل ُب اؼبضموف احمللل من الداللة اللغوية‪ ،‬كفق آليات الفهم الداخلي‬
‫كاػبارجي للمعٌت ‪ ،‬كمعٌت اؼبعٌت ُب آيات سورة القصص ‪.‬‬
‫إف من عادات اليهود فبارسة أنواع االستنكارات كالبلَّمباالت بالقيم النبيلة دينية‬
‫كانت أـ اجتماعية‪ ،‬لذلك من غَت اؼبستبعد أف تيػ ٍعثىر ُب سلوكهم اكبرافات أخبلقية‬
‫‪217‬‬
‫اجع كتابو‪ :‬بنو إسرائيل ُب الكتاب كالسنة‪،‬‬
‫فلَت ٍ‬
‫‪ .‬حملمد السيد طنطاكم كبلـ مفصل ُب ىذا األمر ي‬
‫(ط‪ 4 .‬؛ القاىرة ‪ 1988 ،‬ـ)‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.198– 197 .‬‬
‫‪ 218‬اآلية الستوف من سورة اؼبائدة‪.‬‬
‫‪001‬‬

‫كتناقضات اجتماعية كعربة ؿبذرة كحكمة مرفوضة للناس أصبعُت‪ ،‬كما صورهتا سورة‬
‫القصص ‪:‬‬
‫أكال ‪ :‬إف البنية اللغوية ُب سورة القصص تربز الشخصية اليهودية لبٍت إسرائيل‬
‫متجسدة كل التجسد ُب اإليغاؿ ُب الشر كالقتاؿ بسبب أك بدكف سبب على كبو قولو‬
‫تعأب ( ‪          ‬‬
‫‪            ‬‬
‫‪             ‬‬
‫‪ 219.)  ‬كعبارة (‪ )   ‬ىي الدالة اللغوية‬
‫على صفة اليهود الذين ثبت أهنم ُب اَّتمع يبارسوف اػببلؼ التخاصم بُت أبناء‬
‫الشعب‪ ،‬إذف فالعرب كاغبكم ُب اآلية ىي ؾبانبة اقتتاؿ الذم مارسو اليهود ك االجتناب‬
‫من فعل فعلتهم من مفهومات لغوية ـبالفة لكلمة (يقتتبلف)‪ ،‬إذف العربة ىنا ىي اليت‬
‫زبدـ ظهور اؼبعٌت التغَت االجتماعي‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬من العرب القرآنية ُب السورة ىو أف الشخصية اليهودية كانت ال تزاؿ‬
‫طبيعتهم متوغلُت باػبيانة ك العودة لصنع الفنت كاؼبشاكل كافتعاؿ الشر كالتكرار البالغ فيو‬
‫( ‪           ‬‬
‫‪ .220)،]‬ككلمة (‪ )  ‬من الداللة اللفظية اليت تدؿ على صفات اليهود‬
‫العدكانية ‪ ،‬كالعربة من ىذه الصفات تركها ليتم التغَت االجتماعي إٔب كبو أفضل‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الشخصية اليهودية كإف كانوا متصنعُت بالصبلح كىم يقابلوف الناس‬
‫بالغدر كنكراف اؼبعركؼ‪         (.‬‬
‫‪ .)‬فعبارة (‪ ،)    ‬ىي من اعًتاضات لفظية؛ كالعربة ُب‬
‫االعًتاضات اللفظية السيئة ؾباكزهتا فبل يبكن أخذ العرب كاغبكم من ىذه االعًتاضات إال‬
‫إنباؽبا كبعد اإلنباؿ ىذا يبكن االصرار إٔب التغَت االجتناعي‪.‬‬

‫‪ 219‬اآلية اػبامسة عشر من سورة القصص‪.‬‬


‫‪ 220‬اآلية الثامنة عشر من سورة القصص‬
‫‪000‬‬

‫رابعا ‪ :‬كمن العرب اؽبامة أهنم يبارسوف الكذب دكف شعور باالنتقاص األخبلقي‬
‫كدكف شعور بالوقوع ُب الوزر؛ فالكذب على اإلنساف ُب كجهو كصنع البهتاف شيء‬
‫عادم ؽبم كما ُب قوؿ اهلل تعأب ‪        ( :‬‬
‫‪ 221.)      ‬كىذا باب من أبواب نكر اعبميل ‪،‬‬
‫صورت ُب سورة القصص ال ينفع معها معركؼ أبدا ‪ .‬كعبارة‬ ‫فالشخصية ىاىنا كما ي‬
‫(‪ )  ‬ىي من الداللة اللغوية اليت تدؿ على نكراف اعبميل‪ ،‬ك نكراف اعبميل يدؿ‬
‫على سوء الطبيعة البشرية كىو يبنع اؼبثوؿ ُب التغَت االجتماعي‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬كمن مواقفهم اؼبنحرفة عدـ اؼبوازنة بُت الدنيا كاآلخرة ‪  (.‬‬
‫‪ ،222)          ‬فإف‬
‫الشخصية اليهودية سبيل إٔب عدـ التوازف بُت الدنيا كاآلخرة ‪ ،‬كجعل جل االىتماـ بالدنيا‬
‫كعبادهتم للماؿ كاؼبظاىر الدنيوية‪ .‬كعبارة (‪ )  ‬ىي من األسلوب اإلنشائي ُب‬
‫األمر كىي من الداللة اللغوية اليت ربمل معٌت العربة ُب األمر‪ ،‬أم أمر ُب ابتغاء اآلخرة‬
‫خَت من الدنيا‪ ،‬كالعربة فيها الثبات ُب عبادة اهلل ليتحقق اػبَت كالتغَت كبو األفضل‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬إهنم مذبذبوف كاؼبنافقُت سباما كموقفهم ىو االكبيازية كعدـ الثبات على‬
‫رأم ‪         (.‬‬
‫‪ 223.)      ‬إف الشخصية اليهودية سبيزت حببهم‬
‫على التصنع باالكبراؼ األخبلقي كفوؽ ذلك إهنا شخصية مليئة بالظغينة كاغبسد كاغبقد‬
‫على اؼبؤمنُت ُب كل عصور‪ ،‬كسورة القصص من بُت السور اليت تفض أحواؽبم الباطنية‬
‫فبا هبعل اؼبسلمُت يدركوف سباما كيف يتعامل اؼبسلم بالشخصية اليهودية حيثما كجد‪.‬‬
‫إف التعرؼ بالشخصية اليهودية اليت أشارت إليها العبارة اللغوية ُب عبارة (‪‬‬
‫‪ )‬من العرب كاغبكم اؽبامة؛ كالعبارة تدؿ على اؼبعٌت ُب تغَت اؼبوقف االجتماعي‬
‫سبٌت اليهود بشيئ فأصب يغَتكف موقفهم بعد يوـ من األياـ؛ كمن خبلؿ ىذا‬ ‫بعد أف َّ‬

‫‪ 221‬اآلية التاسعة عشر من سورة القصص‪.‬‬


‫‪ 222‬اآلية السابعة كالسبعوف من سورة القصص‪.‬‬
‫‪ 223‬اآلية الثانية كالثمانوف من سورة القصص‪.‬‬
‫‪002‬‬

‫األسلوب يتعرؼ البشر إٔب حقائق تارىبية بصفات عامة عن اليهود‪ ،‬كىذه الصفات إف‬
‫كجدت ُب ؾبتمع من اَّتمعات الشك أهنا تعرقل تطوره كسبنع التغَت كبو األفضل ‪.‬‬
‫‪ .2‬التنشئة االجتماعيّة‬
‫كقد كاف من عظمة اهلل تعأب أف ىيأ حياة كليمو موسى عليو السبلـ ُب ؿبن‬
‫شديدة كأياـ بدا قاسيا ُب الظاىر‪ ،‬كلكن ٓب تكن احملن كالتقلبات كبلًّ فوؽ ظهره كما‬
‫يبدك بالنسبة إٔب نب اهلل موسى عليو السبلـ‪ ،‬فهو يظل صامدا يناضل من أجل ربقيق‬
‫تردد تردد اعبباف كالنفاؽ من نعومة أظفاره حىت قباحو ُب سد‬ ‫العدالة االجتماعية كما َّ‬
‫عدكاف فرعوف كشيعتو‪.‬‬
‫كأحواؿ موسى ُب التنشئة االجتماعية تتض حُت ييتأمل ُب قصتو عليو السبلـ‬
‫كبٍت إسرائيل من أكائل السورة بقولو تعأب‪( :‬إً َّف فًٍر ىع ٍو ىف ىعبل ًُب األ ٍىر ً‬
‫ض ىك ىج ىع ىل أ ٍىىلى ىها ًشيىػ نعا‬
‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً ً‬ ‫يستى ٍ ً‬
‫ين)‪ ،‬كقد‬ ‫ف طىائ ىفةن مٍنػ يه ٍم يي ىذبٍّ ي أىبٍػنىاءى يى ٍم ىكيى ٍستى ٍحيي ن ىساءى يى ٍم إنَّوي ىكا ىف م ىن الٍ يم ٍفسد ى‬
‫ضع ي‬ ‫ىٍ‬
‫سجل ُب كل امرأة حامل فإذا قرب كقت‬ ‫حدث االستضعاؼ قبل كالدة موسى‪ ،‬كيي َّ‬
‫ذكرا‬
‫مركا عليهن كل حُت‪ ،‬لينظركا أين ذىب اغبمل‪ ،‬فإذا كاف ن‬ ‫كالدهتا كاف فرعوف كملى يؤهي ٌ‬
‫دخل الذبَّاحوف بشفراهتم ليذحبوا الرضيع‪ ،‬كاستضعاؼ الطائفة –اجتماعيا‪ -‬يكوف ذليبل‬
‫مهانا؛ ليس لشيء إال ألهنا آمنت باهلل‪ ،‬أك إ ٌف منها ىمن آمن باهلل‪ ،‬فيدخل الذباحوف‬
‫فيذحبوف الذكور كيًتكوف اإلناث للخدمة كالذؿ‪ ،‬كقد استمر ىذا االستضعاؼ ًمن ٍقبل‬
‫كالدة موسى عليو السبلـ إٔب أف كلد موسى عليو السبلـ كمن ٍب جاء إٔب فرعوف‬
‫ناصحا بعد حوإب ‪ 40‬سنة‪ ،‬فكانت أحواؿ موسى رحلة طويلة من االستضعاؼ‪.‬‬
‫كلقد قبَّى اهلل موسى عليو السبلـ بقدرتو عندما أكحى اهلل إٔب أمو‪{ :‬أى ٍف أ ٍىر ًضعً ًيو‬
‫اعليوهي ًم ىن‬ ‫ك كج ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً ً ًً‬
‫فىإ ىذا خ ٍفت ىعلىٍيو فىأىلٍقيو ًُب الٍيى ٍّم ىكال ىزبى ًاُب ىكال ىٍربىزًين إنَّا ىرادكهي إلىٍي ى ى‬
‫ُت}‪ ،224‬كلييتأمل ُب حكمة اهلل فيما ىيأه لبٍت إسرائيل بعد أكثر من ‪ 40‬سنة‪،‬‬ ‫ً‬
‫الٍ يم ٍر ىسل ى‬
‫نصرا كسبكيننا‪ ،‬بدأ بوالدة موسى ُب عاـ اػبطر كالقتل‪ ،‬كالدة يىبشى منها‪ ،‬ككالدة‬ ‫ىيأ ؽبا ن‬
‫نفعا‪ ،‬كال يبلك لو أىلو شيئنا‪ ،‬ذلك ألف ىرٍميو ُب البحر كانت‬ ‫ضرا كال ن‬ ‫ىمن ال يبلك لنفسو ن‬

‫‪ 224‬اآلية السابعة من سورة القصص‪.‬‬


‫‪003‬‬

‫أقل من مفسدة حضنو كعيشو ُب بيت أبيو كأمو‪ ،‬حيث يقوؿ اهلل تعأب‪:‬‬ ‫مفسدتو ٌ‬
‫ت ىعلىٍي ًو فىأىلٍ ًق ًيو ًُب الٍيى ٍّم ىكال ىزبى ًاُب ىكال ىٍربىزًين إًنَّا‬ ‫{كأىكحيػنىا إً ىٔب أ ٍّيـ موسى أى ٍف أىر ًضعً ًيو فىًإذىا ًخ ٍف ً‬
‫ٍ‬ ‫ي ى‬ ‫ى ٍ ىٍ‬
‫آؿ فًٍر ىع ٍو ىف لًيى يكو ىف ىؽبي ٍم ىع يد ًّكا ىك ىحىزنا} ‪،‬‬
‫‪225‬‬
‫ُت ‪.‬فىالٍتىػ ىقطىوي ي‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫ك ىك ىجاعليوهي م ىن الٍ يم ٍر ىسل ى‬ ‫رادكه إًلىي ً‬
‫ى ي ٍ‬
‫كىذه منة من اهلل عز كجل على موسى عليو السبلـ‪ ،‬كمنة سابقة منو عز كجل على بٍت‬
‫إسرائيل‪ ،‬كىو جل كعبل يريد قباهتم على يد فرعوف‪ ،‬كقبل أف يذكر اهلل عز كجل قباهتم‪،‬‬
‫َّ ً‬
‫يد أى ٍف ىمبي َّن ىعلىى الذ ى‬
‫ين‬ ‫كقبل أف تقع ىذه النجاة بػ‪ 40‬سنة أك أكثر قاؿ تعأب‪ { :‬ىكنيًر ي‬
‫م فًٍر ىع ٍو ىف‬‫ض ىكنيًر ى‬‫ُت ‪ .‬ىكيمبى ٍّك ىن ىؽبي ٍم ًُب األ ٍىر ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ض ىكىٍقب ىعلى يه ٍم أىئ َّمةن ىكىٍقب ىعلى يه يم الٍ ىوا ًرث ى‬ ‫ضعً يفوا ًُب األ ٍىر ً‬‫استي ٍ‬
‫ٍ‬
‫ود ينبىا ًمٍنػ يه ٍم ىما ىكانيوا ىٍوب ىذ يرك ىف} ؛ كقع ما كانوا ىبافوف منو كوبذركف‪،‬‬
‫‪226‬‬
‫ىكىى ىاما ىف ىك يجني ى‬
‫ًً‬ ‫ً‬
‫ُت)‪. 227‬‬ ‫ود ينبىا ىكانيوا ىخاطئ ى‬ ‫فاغبذر ال يغٍت عن القدر (إً َّف ف ٍر ىع ٍو ىف ىكىى ىاما ىف ىك يجني ى‬
‫حبرماف ظاىرةو كانت سببنا ُب عطاء‬ ‫ً‬ ‫كرب موسى عليو السبلـ ُب بيت فرعوف‬ ‫كقد ي‬
‫اض ىع ًم ٍن قىػٍب يل)‪ ،‬كفرعوف كشيعتو أتوا باؼبرضعات يريدف أف‬ ‫مستمر‪( :‬كحَّرمنىا علىي ًو الٍمر ً‬
‫ى ى ٍ ى ٍ ىى‬
‫يرضعنو‪ ،‬كموسى عليو السبلـ يأىب‪ ،‬حىت كاد أف ييهلك؛ كاغبقيقة أف اغبياة تيكتب لو ُّذا‬
‫ت يى ٍك يفليونىوي لى يك ٍم‬‫ت ىل أىدل يكم علىى أىى ًل بػي و‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫اغبرماف ( ىك ىحَّرٍمنىا ىعلىٍيو الٍ ىمىراض ىع م ٍن قىػٍب يل فىػ ىقالى ٍ ى ٍ ي ٍ ى ٍ ىٍ‬
‫ىف ىك ٍع ىد اللَّ ًو ىح ٌّق‬‫اص يحو ىف ‪ .‬فىػىرىد ٍدنىاهي إً ىٔب أ ٍّيم ًو ىك ٍي تىػ ىقَّر ىعٍيػنيػ ىها ىكال ىٍربىز ىف ىكلًتىػ ٍعلى ىم أ َّ‬ ‫كىم لىو نى ً‬
‫ىي ٍ ي‬
‫ً‬
‫ك ىٍقب ًزم‬ ‫ٍما ىك ًع ٍل نما ىكىك ىذل ى‬ ‫استىػ ىول آتىػٍيػنىاهي يحك ن‬ ‫ىشدَّهي ىك ٍ‬ ‫ىكلى ًك َّن أى ٍكثىػىريى ٍم ال يىػ ٍعلى يمو ىف ‪ .‬ىكلى َّما بىػلى ىغ أ ي‬
‫ُت)‪ .228‬كىذا يعٍت أف حياة موسى ‪-‬اجتماعيا‪ -‬كاف ُب غاية من اػبطر‪ ،‬كىو‬ ‫ًً‬
‫الٍ يم ٍحسن ى‬
‫يعي ُب مواطن الشبهات كالفنت‪ ،‬فأحسن ُب عبادة ربو تعأب‪ ،‬كمن ىٍبٌ كفقو اهلل تعأب‬
‫ًً‬ ‫ً‬
‫ُت)‪ ،‬كموسى قد‬ ‫ك ىٍقب ًزم الٍ يم ٍحسن ى‬ ‫بالنصر كالتمكُت‪ ،‬كقد أكد ذلك اهلل بقولو ‪ ( :‬ىكىك ىذل ى‬
‫أحسن اؼبعاملة ُب الناس هلل تعأب‪ ،‬فدعا كمعو أخوه ىاركف‪ ،‬فرعوف بإحساف لعلو يسمع‬
‫النداء كيقبل النص ؛ كٓب يتقبل فرعوف الوعظ كالنص ‪ ،‬كمع ذلك كتب اهلل ؼبوسى كقومو‬
‫النجاة من ظلم االستضعاؼ كاالسضطهاد‪ ،‬كجزاه اهلل بالنصر ك التمكُت‪.‬‬

‫‪ 225‬اآلية السابعة كالثامنة من سورة القصص‪.‬‬


‫‪ 226‬اآلية اػبامسة كالسادسة من سورة القصص‪.‬‬
‫‪ 227‬اآلية الثامنة من سورة القصص‪.‬‬
‫‪ 228‬اآلية الثالثة عشر إٔب الرابعة عشر من سورة القصص‪.‬‬
‫‪004‬‬

‫أ ) مغامرات جهادية في التصدي عن التسلط الطبقي‬


‫كالسورة تظهر كيف أثبت موسى دكره ُب القصة القرآنية ىذه‪ُ ،‬ب التصدم عن‬
‫التسلط الطبقي الذم مارسو فرعوف كشيعتو على مؤل من بٍت اسرائيل ‪ ،‬كلقد صدؼ‬
‫موسى دكف عمد ُب يوـ من األياـ مظاىر التسلط كالظلم االجتماعي‪ ،‬كحاكؿ منعو‬
‫ض ىي هنبو فبا جعل األمر أكثر تعقيدا‬ ‫حىت اضطر إٔب دفعو بالقسوة‪ ،‬فإذا الظآب قد قي ً‬
‫بالنسة إٔب موسى‪ ،‬ألنو مطلوب من فرعوف بعد اغبادثة‪ .‬كٓب يكن موسى مستسلما تسلم‬
‫نفسو فبا فعلو من أفعاؿ أدت إٔب موت أحد من القبطي‪ ،‬بل كاف يتابع مغامراتو‬
‫اعبهادية مستجَتا شعيبا ُب البلدة اػبارجة من سيطرة فرعوف ؼبا لشعيب من نفوذ جعل‬
‫موسى يطمئن عنده دكف خوؼ كتردد بفًتة من فًتات‪.‬‬
‫كاآليات تصور األحداث االجتماعية من خبلؿ مغامرة موسى بقتلو القبطي ٍب‬
‫ىربو إٔب أرض مدين‪ ،‬كتزكجو ببنت من أجاره‪ ،‬كبقاؤه ُّا عشر سنُت ٍب عودة موسى إٔب‬
‫مصر‪ ،‬كمناجاتو ربو‪ .‬كىذه األحداث من صور التنشئة االجتماعية اليت دلت عليها صبل‬
‫اآلم؛ فاليتأمل اآلية (‪        ‬‬
‫‪          ‬‬
‫(‪      ‬‬ ‫‪ 229.)   ‬كقولو تعأب ‪:‬‬
‫‪          ،]   ‬‬
‫‪230‬‬
‫‪.)  ‬‬
‫ب) الصمود االجتماعي في تحمل األمانة‬
‫بعد قضاء موسى عقد اإلجارة اؼبعهودة بينو كبُت ؾبَته (شعيب)‪ ،‬أتى عنده دكر‬
‫الصمود كاؼببارزة‪ ،‬كلكن تردد ُب بادئ األمر ألنو ٓب يكن لديو عيدة كافية حبسب نفسو‬
‫ُب مبارزة فرعوف كجنوده الصارمُت‪ ،‬كمن غَت اؼبتوقع أف ىيأ اهلل لو القوة اليت ما توقعها‬
‫ىو‪ ،‬جبملة من اػبوارؽ اإلعجازية؛ فاطمأف قلبو كٓب يطمئن ُب السياسة‪ ،‬ألنو ؿبتاج إٔب‬

‫‪ 229‬اآلية اػبامسة عشر من سورة القصص‪.‬‬


‫‪ 230‬اآلية الواحدة كالثانية بعد العشرين من سورة القصص‪.‬‬
‫‪005‬‬

‫شريك للتصديق فيما سيقوؿ لفرعوف‪ ،‬فقبل اهلل تعأب طموحو اعبهادم‪ ،‬كأ ً‬
‫يرسل ىاركف‬
‫معو ردءا يصدقو‪.‬‬
‫فالسورة إذف تصور الغاية السامية ىي اغباؿ الصمودية ببياف كاض ُب معجزات‬
‫موسى من العصا كاليد البيضاء‪ ،‬ك طلبو من ربو أف يرسل معو أخاه ىركف‪ ،‬ليكوف لو‬
‫كزيرا كإجابتو إٔب ذلك‪ ،‬كتبليغو رسالة ربو إٔب فرعوف‪ ،‬كتكذيب فرعوف لو‪ ،‬كاستكباره ُب‬
‫األرض بغَت اغبق‪ .‬ففًتة الصمود جزء ىاـ ُب تنشئة موسى االجتماعية؛ فالييتأمل اآلم‬
‫‪            ( :‬‬
‫‪             ‬‬
‫‪           ‬‬
‫‪231‬‬
‫‪.)   ‬‬
‫ج ) منة اهلل تعالى عز وجل على موسى وعلى بني إسرائيل‬
‫كقد مرت على موسى األحداث من صغره كىو مطلوب قتلو من فرعوف كلكن‬
‫األحداث كلها ليست إالَّ منتو تعأب عز كجل على موسى عليو السبلـ كعلى بٍت‬
‫كجعلهم أئمة ُب أمر الدين كالدنيا ككراثتهم أرض‬ ‫إسرائيل بنجاهتم من بأس فرعوف ى‬
‫اليم‪ ،‬كالتقاط آؿ فرعوف لو‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قبل ُب ٌ‬ ‫الشاـ‪ ،‬كإغراؽ فرعوف كجنوده بعد إلقاء موسى م ٍن ي‬
‫رده إٔب أمو‪ ،‬ىذه األحداث جرت من دكف صدفة بل كانت تدبَتات إؽبية ينبغي‬ ‫ٍب ٌ‬
‫اإليباف ُّا ؼبن ألقى السمع على كتاب اهلل العزيز كىو شهيد‪ ،‬كىذه خبلصة نشأة موسى‬
‫ربت تدبَت من اهلل العزيز؛ فلييتأمل قولو تعأب ( ‪      ‬‬
‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪232‬‬
‫‪)‬‬

‫‪ 231‬اآلية الثالثة كالعشركف إٔب اػبامسة كالعشركف من سورة القصص‪.‬‬


‫‪ 232‬اآلية الثالثة عشر من سورة القصص‪.‬‬
‫‪006‬‬

‫الباب الخامس‬
‫الخاتمة‬
‫أىمُّ النتائج في البحث‬ ‫أ‪.‬‬
‫‪ -1‬إف الدالالت اللفظية كاؼبعنوية ذكات الطابع االجتماعي تتجزأ ُب‬
‫جزئيات القرآف من سورة القصص كىي ُب طبسة قوالب من قوالب علم اللغة ‪ :‬الصوتية‪،‬‬
‫كالصرفية‪ ،‬كالًتكيبية‪ ،‬كالنحوية‪ ،‬كالداللية ؛ فدارسة البنية الصوتية ُب السورة يذبلي معآب‬
‫التقطيع الصوٌب ( الفواصل الصوتية) كمن ٍب ذبلي أحواؿ اؼبقاطع الصوتية كأنبارىا اليت‬
‫وض العنصر األصغر من الوحدات الصوتية ( الفونيمات) ُب السورة‪ ،‬كإضافة إٔب ىذا‬ ‫تي ٍّ‬
‫فالدراسة ربدد الذبذبات الصوتية اليت تتنغٌم ُب ألفاظ اآليات من السورة‪ ،‬كىذه‬
‫الذبذبات تفيد ُب توضي اؼبعاين ُب أساليب اعبمل الطلبيٌة‪ ،‬كعبلكة على ما ذيكر أف‬
‫البنية الصوتية ربدد التغَت الفونيمي ُب ألفاظ اآلم تبعا لتغَت اؼبعاين مثل تاب كغاب‬
‫كطاب‪.‬‬
‫كأما دراسة البنية الصرفية ُب السورة ذبلي كحدات الصرؼ الصغرل اليت ربدد‬
‫عنصرا أصغرا وبمل اؼبعٌت كالوظيفة‪ ،‬فهذا العنصر يتجزأ ُب الكلمات من أظباء‪ ،‬كأفعاؿ‪،‬‬
‫كحركؼ داخل السورة؛ كىو يساعد بركز اؼبعاين منها اؼبعٌت ذك الطابع االجتماعي‪.‬‬
‫مع نٌت‬
‫كدراسة البنية الًتكيبية ُب اآلم تصور بناء الكلمات العربية اليت تشكل ُب كل تركيبة ٍ‬
‫يبٍت أجزاء كلمة كاحدة من الكلمات‪ ،‬كوبدد اؼبفهوـ من الكلمة مثل دكر (اؿ) التعريف‬
‫ربمل اؼبعٌت التحديد ُب الكلمة‪ .‬كأما دراسة السمات النحوية ربدد تنوع اؼبعاين ُب‬
‫تراكيب اعبملة اؼبعيٌنة ُب السورة‪ ،‬كربدد أحواؿ اعبمل من حذؼ كتقدمي كتعليق؛ ككلٌّ‬
‫وبمل مفهوما دقيقا ُب كشف اؼبعاين منها اؼبعٌت االجتماعي‪ ،‬كُب األخَت كانت الدراسة‬
‫ت عبلقة النص‬ ‫ُب الداللة غايةن من الدقة ُب ربديد معاين شىت؛ كُب السورة قد ذبلٌ ٍ‬
‫باألحواؿ االجتماعية ُب إشارات داللية‪ ،‬معنوية كانت أـ لفظية‪.‬‬
‫‪ -2‬تتمثل صور التخاطب ُب السورة من خبلؿ تتبٌع الكبلـ بُت األفراد‬
‫اؼبذكورة ُب السورة‪ ،‬سواء كاف الذكر فيها صروبا أـ كاف تلميحا دكف ذكر أظباء فيها؛‬
‫‪007‬‬

‫العلي الصمد‪ ،‬إذ‬


‫فالتخاطب يتمثٌل أكال بُت النب صلى اهلل عليو كسلم كبُت اهلل اػبالق ٌ‬
‫خاطب اهلل النب صلى اهلل عليو كسلم بصيغة التحذير بأف ال يكوف النب كمن معو من‬
‫الذين ذباكزكا حدكد اؼبسموح كأف يلتزموا بفعل اؼبألوؼ الذم تعارؼ عليها الناس‪ ،‬كثانيا‬
‫أ ٌف صور التخاطب ُب السورة متنوعة‪ ،‬منها التخاطب بُت موسى كبُت أسرة شعيب‪،‬‬
‫كمنها التخاطب بُت قاركف كبُت كموسى‪ ،‬ىذا بالنسبة إٔب التخاطب بُت األفرادػ كثالثا‬
‫ىنالك أسلوب التخاطب ُب السورة ىو اػبطاب اإلنشائي‪ ،‬باستخداـ صبلة طلبيٌة مع‬
‫اعبواب كرابعا أتى أسلوب التخاطب بعد ذلك ُب السورة كىو نوع فريد ىو اػبطاب‬
‫الوجداين بألفاظ مثَتة للغاية‪ ،‬كخامسا كاألخَت الحظ الباحث بوجود أسلوب تكرار‬
‫العبارات ُب اػبطاب اإلؽبي على كبو ما ُب سورة الرضبن بإعادة عبارة (فبأم آالء ربكما‬
‫تكذباف)‪.‬‬
‫كلو وح من األلواح يظهر بوضوح ُب‬ ‫‪ -3‬اؼبعٌت الزائد كاؼبعٌت االجتماعي ٍ‬
‫جزئيات آم سورة القصص‪ ،‬من بعد االستقراء التاـ كالفحص العميق ُب األلفاظ‬
‫كاؼبعاين؛ بالنسبة إٔب اؼبعٌت الزائد يظهر ُب موضوعات اآلم اليت قد اصطلحها اؼبفسركف‬
‫باؼبعٌت اؼبستنبط من اآلم‪ ،‬كتظهر ُب السورة إشارة على حكم اإلجارة ُب النص القرآين‪،‬‬
‫كما أف الوصف عن بعض اؼبفاىيم كالوحي دبعٌت اإلؽباـ‪ ،‬صور التجرب‪ ،‬كاالئتمار‬
‫باآلخر‪ ،‬كتثبيت الفؤاد كلها من اؼبعاين الزائدة ُب السورة‪ .‬ك أما اؼبعٌت االجتماعي فهو‬
‫يلوح من خبلؿ اؼبعاين اليت ربمل معٌت الشراؾ بُت األفراد‪ ،‬كاؼبعاين اليت تصور‬
‫التفاعبلت‪ ،‬كالتبادالت ُب اؼبنافع كاغباجيات كىذه كثَتة ُب السورة مثل ظاىرة‬
‫االستضعاؼ‪ ،‬كاالستئناس‪ ،‬كاالستئجار‪ ،‬كتوصيل القوؿ كغَتىا على ىذا النحو‪.‬‬
‫ت ُب آم‬ ‫‪ -4‬مفاىيم التغَت االجتماعي كمظاىر التنشئة االجتماعية تتب ٌد ٍ‬
‫يبُت مبلم التغَت االجتماعي ُب بٍت إسرائيل‬ ‫السورة‪ ،‬ك أسلوب سرد القصص ُب السورة ٌ‬
‫يتوض ُب‬‫من بعد االضطهاد إٔب اغبرية ُب اغبياة كاالعتقاد‪ ،‬كمبط التغَت االجتماعي ٌ‬
‫اَّتمعات اليت تصورىا السورة مثل ؾبتمع مدين كاَّتمع الذم يعيشو قاركف بل كانت‬
‫السورة تصور ؾبتمع مكة حبتمية عودة النب صلى اهلل عليو كسلم إٔب مكة‪ ،‬كأما التنشئة‬
‫االجتماعية فهي الصورة اليت تقدمها السورة بالكماؿ حيث صورت السورة كالدة موسى‬
‫‪008‬‬

‫عليو السبلـ‪ ،‬كنشأتو كترعرعو كبلوغو ُب ببلط فرعوف كامت ٌد التصوير إٔب بعد غرؽ فرعوف‬
‫كجنوده‪.‬‬
‫ب‪ .‬اآلثار المترتّبة على البحث‬
‫‪ -1‬يكمن األثر الذم ترتٌب على البحث ُب مستول توسع الثقافة اللغوية‬
‫كتنمية الفكر اإلنساين بأف تتمثٌل الرموز اللفظية كالدالئل اؼبعنوية بالوضوح فتيظٍ ًهر ي‬
‫الرموز‬
‫الدالئل ثركةن لغوية علمية عند تدقيق النظر ُب آيات السورة‪،‬‬
‫ك ي‬
‫‪ -2‬ك ترتٌب أثر البحث على مستول نتائج البحث عامة بأف اؼبصطلحات‬
‫اللغوية قد تزايدت ػبدمة البياف كاإليضاح بل إف اؼبصطلحات اللغوية اغبديثة اليت مشل‬
‫البحث ُّا ىي من اؼبواد اؽبامة حيث ال مانع بالناس استخدامها ُب ربليل اآليات ُب‬
‫ىذا العصر؛ ألف آيات القرآف الكرمي مليئة باؼبواد العلمية كاللغوية اليت تتطلٌب إٔب كثَت‬
‫من اؼبصطلحات لكشف مضامينها االجتماعية‪،‬‬
‫‪ -3‬كعلى مستول الدراسة اعبامعية يضمن ىذا البحث أنبية دراسة اللغة‬
‫ربوؿ إٔب مادة‬
‫كعلمها بل يشيد إٔب ضركرة ربط اللغة ُب عبلقتها باَّتمع‪ ،‬فالبحث اآلف ٌ‬
‫صاغبة أل ٍف تيدرس دبجاؿ تطبيقي على ضوء علم اللغة االجتماعي ُب جامعات‬
‫إندكنيسية‪.‬‬
‫‪009‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫الشريف للقرآف الكرمي‪.‬‬ ‫اؼبصحف ٌ‬
‫إبراىيم‪ ،‬صباؿ حسُت أمُت‪ .‬بنية الكلمة العربية‪ .‬ط‪ 1‬؛دمشق ‪ :‬دار الرسالة‪،‬‬
‫‪2008‬ـ ‪.‬‬
‫ابن األثَت‪ ،‬ضياء الدين‪ .‬اؼبثل السائر ُب أدب الكاتب ك الشاعر‪ ،‬ربقيق د ‪.‬أضبد‬
‫اغبوُب ‪ ،‬ك د‪ .‬بدكم طبانة‪ .‬القاىرة ‪ :‬هنضة مصر‪ ،‬د‪.‬ت ‪.‬‬
‫ابن بطوطة‪ ،‬مشس الدين ؿبمد بن عبد اهلل الطاقبي‪ .‬ربفة النظار ُب غرائب‬
‫األمصار كعجائب األسفار‪ .‬الرباط ‪ :‬أكاديبية اؼبملكة اؼبغربية‪ 1997 ،‬ـ‪.‬‬
‫ابن جٍت‪ ،‬أبو الفت عثماف (ت ‪392‬ق)‪ .‬اللمع ُب العربية ‪ .‬عماف ‪ :‬دار‬
‫ؾبدالكم‪ 1988 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ ،----------‬اؼبنصف شرح التصريف للمازين‪ ،‬ت‪ .‬إبراىيم مصطفى‬
‫كعبد اهلل أمُت‪ .‬ط‪ ،1‬مطبعة كمكتبة مصطفى الباب اغبلب‪1357 ،‬ىػ‪1937/‬ـ‪.‬‬
‫‪ ،----------‬سر صناعة اإلعراب‪ .‬ربقيق الدكتور حسن ىنداكم‪.‬‬
‫(دمشق‪ :‬دار القلم‪ 1405 ،‬ق‪1980/‬ـ)‪.‬‬
‫الر ٍضبىن بن ىعلً ٌي‪ .‬فنوف األفناف ُب عجائب عيلي ٍوـ‬
‫ابن اعبوزم‪ ،‬أبو الفرج ىعٍبد َّ‬
‫الر ٍضبىن العبيدم‪ .‬بغداد ‪ :‬مطبعة اؼب ٍج ىمع العلمي العراقي‪.‬‬‫القي ٍرآف‪ ،‬ربقيق رشيد ىعٍبد َّ‬
‫ى‬ ‫‪1988‬ـ)‪.‬‬
‫ابن خلدكف‪ ،‬عبد الرضبن‪ .‬تاريخ ابن خلدكف (مقدمة)‪ .‬بَتكت ‪ :‬دار الفكر ‪،‬‬
‫‪2001‬ـ ‪.‬‬
‫ؿبمد طاىر ( الشيخ)‪ .‬التحرير كالتنوير‪ .‬تونس‪ :‬دار التونسية‬ ‫ابن عاشور‪ٌ ،‬‬
‫للنشر‪ 1984 ،‬ـ‪.‬‬
‫ابن عمر البقاعي‪ ،‬برىاف الدين أيب اغبسن إبراىيم‪ .‬نظم الدرر ُب تناسب‬
‫اآليات ك السور ‪ .‬القاىرة ‪ :‬دار الكتب اإلسبلمي ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ابن علي اعبوزم‪ ،‬صباؿ الدين عبد الرضبن‪ .‬زاد اؼبسَت ُب علم التفسَت‪ .‬ط‬
‫‪ 1‬؛ بَتكت ‪ :‬اؼبكتب اإلسبلمي‪.1984/1404 ،‬‬
‫‪ ،----------‬أضبد أيب اغبسُت ‪ .‬الصاحبٌ ُب فقو اللغة العربية‪ .‬ط ‪ 1‬؛‬
‫بَتكت ‪ :‬دار الكتب العلمية‪1997 ،‬ـ‪.‬‬
‫ابن فارس ‪.،‬معجم مقاييس اللغة ربقيق عبد السبلـ ىاركف‪ .‬ج ‪ . 4‬دمشق ‪:‬‬
‫دكف سنة‪.‬‬
‫‪021‬‬

‫ابن كثَت‪ ،‬أبو الفداء إظباعيل بن عمر‪ .‬تفسَت القرآف الكرمي‪ .‬ط ‪2‬؛ الرياض‪:‬‬
‫دار الطيبة‪1999 ،‬ـ‪.‬‬
‫ابن مالك‪ ،‬صباؿ الدين ؿبمد بن عبدا هلل بن عبدا هلل‪ .‬شرح التسهيل‪ ،‬ت‪.‬عبد‬
‫الرضبن السيد‪ ،‬كؿبمد بدكل اؼبختوف‪ .‬ط ‪ 1‬؛ جيزة ‪ :‬ىجر للطباعة ‪،‬‬
‫‪1410‬ىػ‪1990/‬ـ‪.‬‬
‫ابن منظور ‪ ،‬عبد اهلل ؿبمد بن اؼبكرـ بن أيب اغبسن ابن أضبد األنصارم ‪.‬‬
‫لساف العرب ‪.‬القاىرة ‪ :‬دار اؼبعارؼ‪ ،‬دكف سنة‪.‬‬
‫ابن ىشاـ األنصارم‪ ،‬أبو ؿبمد عبد اهلل صباؿ الدين بن يوسف بن أضبد بن عبد‬
‫اهلل‪ .‬أكض اؼبسالك إٔب ألفية ابن مالك ‪ .‬بَتكت ‪ :‬دار اعبيل ‪1979 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ ،----------‬مغٍت اللبيب عن كتب األعاريب‪ ،‬ربقيق د‪.‬أبو عزيز‪ ،‬سعد‬
‫يوسف ‪ .‬قصص القرآف ‪.‬ط ‪ 1‬؛ القاىرة ‪ :‬دار الفجر للًتاث ‪ 1420،‬ىػ ‪.‬‬
‫أبو منظور‪ ،‬ؿبمد بن أضبد األزىرم ‪ .‬هتذيب اللغة ربقيق ؿبمد غوض مرعب‬
‫‪.‬ط ‪1‬؛ بَتكت ‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪2001 ،‬ـ‬
‫ؿبمد‪ .‬التصوير البياين دراسة ربليلية ؼبسائل البياف‪ ،‬ط ‪6‬؛‬
‫ؿبمد ٌ‬
‫أبو موسى‪ٌ ،‬‬
‫القاىرة‪ :‬مكتبة كىبة‪1427 ،‬ق‪2006/‬ـ‪.‬‬
‫أبو زيد‪ ،‬عثماف‪ .‬كبو النص‪ .‬ط ‪ 1‬؛ عماف ‪ :‬عآب الكتب‪2010 ،‬ـ ‪.‬‬
‫اإلبراىيم‪ ،‬موسى إبراىيم‪ .‬حبوث منهجية ُب علوـ القرآف‪ .‬ط ‪2‬؛ عماف ‪ :‬دار‬
‫عمار ‪ 1416 :‬ق‪1996 /‬ـ‪.‬‬
‫اإلربلى‪ ،‬عبلء الدين ‪ .‬جواىر األدب ُب معرفة كبلـ العرب‪ ،‬شرح كربقيق‬
‫د‪.‬حامد أضبد نيل ‪ .‬القاىرة ‪ :‬مكتبة النهضة اؼبصرية ‪1404 ،‬ىػ‪1984/‬ـ‪.‬‬
‫األزىرم‪ ،‬أبو منظور ؿبمد بن أضبد‪ .‬هتذيب اللغة‪ ،‬ربقيق ؿبمد غوض مرعب ‪.‬‬
‫ط ‪1‬؛ بَتكت ‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪2001 ،‬ـ‪.‬‬
‫األزىرم‪ ،‬خالد‪ .‬شرح التصري على التوضي ‪ .‬القاىرة‪ ،‬مطبعة مصطفى ؿبمد‪،‬‬
‫‪ 358‬ىػ‪.‬‬
‫م‪ ،‬أبو بكر ؿبمد بن قاسم ‪ .‬كتاب األضداد ‪ .‬ط ‪ 1‬؛ بَتكت ‪ :‬مكتبة‬ ‫األنبار ٌ‬
‫العصرية‪ 1987 ،‬ـ‪.‬‬
‫األنبارم‪ ،‬كماؿ الدين أبو الربكات عبد الرضبن بن ؿبمد أيب سعيد‬ ‫ٌ‬
‫اإلماـ‪.‬اإلنصاؼ ُب مسائل اػببلؼ بُت النحويُت ‪ :‬البصريُت كالكوفيُت ‪ .‬دمشق‪. :‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬دكف سنة ‪.‬‬
‫‪020‬‬

‫أنيس‪ ،‬إبراىيم‪ .‬داللة األلفاظ‪.‬ط ‪ 5‬؛القاىرة ‪:‬مكتبة األقبلو اؼبصرية ‪1984 ،‬‬
‫ـ‪.‬‬
‫‪ ،----------‬األصوات اللغوية‪ .‬ط ‪ 4‬؛ القاىرة ‪ :‬مطبعة األقبلو اؼبصرية‪،‬‬
‫‪1971‬ـ ‪.‬‬
‫بام‪ ،‬ماريو‪ .‬أسس علم اللغة‪ ،‬ترصبة د‪.‬أضبد ـبتار عمر‪ .‬ط ‪ 8‬؛ القاىرة ‪ :‬عآب‬
‫الكتب‪ 1419،‬ق ‪ 1998-‬ـ‪.‬‬
‫باشا‪ ،‬ابن كماؿ‪ .‬رسالة ُب الببلغة‪ ،‬ت نور الدين حسن‪ .‬ط ‪1‬؛ القاىرة ‪:‬‬
‫منشورات كلية اآلداب جامعة القاىرة‪ 1991 .‬ـ ‪.‬‬
‫الباقبلين‪ ،‬أبو بكر ؿبمد بن الطيب ‪ .‬إعٍجىاز القي ٍرآف‪ .‬ط‪1‬؛ القاىرة‪ :‬دار‬
‫اؼبعارؼ اؼبصرية‪ 1971 ،‬ـ‪.‬‬
‫بشر‪ ،‬ؿبمد كماؿ‪ .‬دراسات ُب علم اللغة ‪ .‬ط ‪9‬؛ القاىرة ‪ :‬دار اؼبعارؼ‪،‬‬
‫‪ 1986‬ـ‪.‬‬
‫‪ ،-----------‬التفكَت اللغوم بُت القدمي كاعبديد‪(.،‬القاىرة‪ :‬مكتبة‬
‫الشباب ‪1991،‬ـ‪.‬‬
‫‪ ،-----------‬علم اللغة العاـ ك األصوات‪ ،‬القاىرة‪ :‬دار اؼبعارؼ‪،‬‬
‫‪1405‬ق‪2004 /‬ـ‪.‬‬
‫الربكاكم‪ ،‬عبد الفتاح ‪ .‬داللة السياؽ بُت الكبلـ كعلم اللغة اغبديث‪ .‬ط ‪ 1‬؛‬
‫القاىرة ‪ :‬درا اؼبنار‪1411 ،‬ق ‪.‬‬
‫بيطار‪ ،‬عاصم‪ .‬النحو ك الصرؼ‪ .‬من مطبوعات جامعة دمشق‪.1981 ،‬‬
‫بنت الشاطئ‪ ،‬عائشة بنت عبد الرضبن‪ .‬اإلعجاز البياين للقرآف كمسائل ابن‬
‫األزرؽ‪ .‬ط‪1‬؛ القاىرة ‪ :‬دار اؼبعارؼ‪1391 ،‬ق‪1971/‬ـ‪.‬‬
‫تشومسكي‪ ،‬نعوـ ‪ .‬أفاؽ جديدة ُب دراسة اللغة كالعقل‪ ،.‬ترصبة عدناف حسن‬
‫من اؼبوضوع األصلي ( ‪ .) New Horizons in the study of language and mind‬ط ‪ 1‬؛‬
‫البلذقية سوريا ‪ :‬دار اغبوار ‪ 2009 ،‬ـ ‪.‬‬
‫الثعالب‪ٔ ،‬ابو منصور عبد اؼبلك بن ؿبمد ‪ .‬فقو اللغة كأسرار العربية ‪ .‬ط ‪1‬؛‬
‫صيدا‪-‬بَتكت‪ ،‬اؼبكتبة العصرية‪ 1420،‬ىػ‪.‬‬
‫التهاكين‪ ،‬ؿبمد علي‪ .‬كشف اصطبلحات الفنوف كالعلوـ‪ .‬ط‪ ،1‬بَتكت ‪:‬‬
‫مكتبة لبناف ‪ 1996 ،‬ـ‪.‬‬
‫اعباحظ‪ ،‬أبو عثماف عمرك بن حبر‪ .‬البيػاف كالتبػيُت‪ .‬ط ‪ 7‬؛ القاىرة ‪ :‬مكتبة‬
‫اػباقبي‪ 1998 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪022‬‬

‫اعبليل‪ ،‬منقور عبد‪ .‬علم الداللة أصولو كمباحثو‪( ،‬دمشق‪ :‬ارباد كتاب العرب‪،‬‬
‫‪ 2001‬ـ )‬
‫اعبرجاين‪ ،‬الشريف أبو اغبسن عبد القاىر بن علي‪ .‬أسرار الببلغة‪ ،‬الكتاب‬
‫صح على نسخة األستاذ اإلماـ الشيخ ؿبمد عبده كعلق حواشيو السيد ؿبمد رشيد‬ ‫ي‬
‫رضا‪ ،‬ط ‪2‬؛ بَتكت‪:‬دار اؼبعرفة‪1404 ،‬ق‪.‬‬
‫صح على نسخة األستاذ اإلماـ‬ ‫‪ .----------‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬الكتاب ي‬
‫الشيخ ؿبمد عبده كعلق حواشيو السيد ؿبمد رشيد رضا‪ ،‬ط ‪1‬؛ بَتكت‪:‬دار‬
‫اؼبعرفة‪ 1398،‬ق‪1978/‬ـ‪.‬‬
‫‪ .---------‬التعريفات ‪ .‬ط ‪1‬؛ الرياض‪ :‬دار عآب الكتب ك النشر‪،‬‬
‫‪ 1996‬ـ ‪.‬‬
‫اعبهٍت‪ ،‬ىيفاء بنت رشيد عطا اهلل ‪.‬النزعة اإلنسانية ُب الشعر بُت أيب القاسم‬
‫الشايب كبُت غازم القاصيب‪ .‬رسالة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة أـ القرل السعودية‪،‬‬
‫مكة اؼبكرمة ‪ :‬كلية اآلداب قسم الدراسات العليا العربية‪ ،‬عاـ دراسي ‪1426‬ـ‪-‬‬
‫‪1427‬ـ‪2005/‬ـ‪2006-‬ـ‪.‬‬
‫حجازم‪ ،‬ؿبمود فهمي‪ .‬مدخل إٔب علم اللغة‪ .‬ط‪ ،4‬دار القباء اغبديثة‪ :‬القاىرة؛‬
‫‪2007‬ـ‪.‬‬
‫حساف‪ ،‬سباـ‪ .‬اللغة العربية معناىا كمبناىا‪ .‬الدار البيضاء‪ :‬دار الثقافة‪1994 ،‬‬
‫ـ‪.‬‬
‫حسن‪ ،‬سليمة أضبد‪ .‬اإلنساف اغبضارم ُب القرآف الكرمي‪ .‬ط‪2 .‬؛ تونس‪ :‬دار‬
‫اؽبدل‪ 1991 ،‬ـ‪.‬‬
‫اغبكيم‪ ،‬سليمة‪ .‬اؼبصطلحات النقدية‪ .‬ط‪1‬؛ دمشق‪ :‬دار البياف‪ 1989 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪،‬‬ ‫اغبلي‪ ،‬احملقق‪ .‬معارج األصوؿ‪ .‬ربقيق ؿبمد حسُت الرضوم‪ ،‬ط‪1‬؛‬
‫‪ 1403‬ق )‪.‬‬
‫ضباد‪ ،‬ؿبمد أضبد ‪ .‬علم اللغة العاـ‪ .‬ط ‪1‬؛ الرياض ‪ :‬دار أشبيليا ‪1424 :‬‬
‫ق‪2003/‬ـ‪.‬‬
‫اغبمد‪ ،‬غاٖب قدكرم‪ .‬رسم اؼبصحف دراسة لغوية تارىبية‪ .‬ط ‪1‬؛ القاىرة ‪ :‬اللجنة‬
‫الوطنية لبلحتفاؿ دبطلع القرف اػبامس عشر اؽبجرم‪ ،‬مؤسسة اؼبطبوعات العربية‪،‬‬
‫‪ 1402‬ىػ ‪ 1982 /‬ـ‪.‬‬
‫اغبمد‪ ،‬ؿبمد بن إبراىيم‪ .‬فقو اللغة‪ :‬مفهومو‪ ،‬موضوعاتو‪ ،‬قضاياه‪ .‬ط‪: 1‬‬
‫الرياض ‪ :‬دار ابن خزيبة ‪2005 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪023‬‬

‫اػبازف‪ ،‬عبلء الدٍّيٍن ىعلً ٌي بن يؿبى َّمد بن إبراىيم البغدادم الصوُب‪ .‬لباب التَّأكيًل ُب‬
‫معاين التنزيل ‪ .‬ط ‪2‬؛ القاىرة ‪ :‬مطبعة مصطفى البايب اغبلب‪1955،‬ـ‪.‬‬
‫اػبوٕب‪ ،‬ؿبمد علي‪ .‬علم الداللة (علم اؼبعاين )‪( .‬ط ‪1‬؛ عماف‪ :‬دار الفبلح‪،‬‬
‫‪ 2001‬ـ )‪.‬‬
‫اػبطيب القزكيٍت‪ ،‬ؿبمد بن عبد الرضبن‪ .‬اإليضاح ُب علوـ الببلغة‪ .‬ط‪1‬؛‬
‫بَتكت‪ :‬دار الكتب العلمية‪2003 ،‬ـ‪.‬‬
‫اػبماش‪ .،‬سآب سليماف‪ .‬اؼبعجم كعلم الداللة‪ ،‬كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬
‫قسم اللغة العربية جامعة اؼبلك بن عبد العزيز جبدة‪.‬‬
‫اػبويسكي‪ ،‬زين كامل‪ُ .‬ب اَّاالت الداللية ُب القرآف الكرمي‪( ،‬ط ‪1‬؛‬
‫إسكندرية‪ :‬دار اؼبعرفة‪ 1989 ،‬ـ )‪.‬‬
‫خربوطلي‪ ،‬عماد علي ‪ .‬اؼبشكبلت اإلعرابية ُب النصٌ الىقي ٍرآين‪ .‬ط ‪2‬؛ القاىرة‪. :‬‬
‫مؤسسة النشر اغبديث‪ 1986 ،‬ـ ‪.‬‬
‫دايك‪ ،‬توف فاف‪ .‬النص كالسياؽ‪( ،‬استقصاء البحث ُب اػبطاب الدالٕب‬
‫كالتداكٕب)‪ ،‬ترصبة كربقيق عبد القادر قنيٍت‪ .‬ط ‪1‬؛ اؼبغرب‪ ،‬الدار البيضاء‪ :،‬إفريقيا الشرؽ‬
‫‪ 2000 ،‬ـ‪.‬‬
‫دم سوسَت‪ ،‬فردناند ‪ .‬فصوؿ ُب علم اللغة العاـ‪ ،‬ترجم الكتاب إٔب العربية‬
‫أضبد نعيم الكراعُت‪ .‬إسكندرية‪ :‬دار اؼبعرفة اعبامعية‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫الديلمي‪ ،‬صداـ حسُت علواف‪ .‬أسلوب االلتفات ُب القرآف الكرمي حبث جامعي‬
‫أع ٌد لنيل درجة الدكتوراه‪ .‬بغداد ‪ :‬كلية اآلداب جامعة بغداد‪ ، ،‬دكف سنة‪.‬‬
‫ريتشارد‪ ،‬أ‪ .‬أ‪ .‬مبادئ النقد األديب ك العلم كالشعر‪ ,‬ترصبة ؿبمد مصطفى‬
‫بدكم‪ .‬ط‪1‬؛ القاىرة ‪ :‬اَّلس األعلى للثقافة ‪ 2005 ،‬ـ‪.‬‬
‫الراغب األصفهاين‪ ،‬أبو القاسم اغبسُت بن ؿبمد بن اؼبفضل ‪ .‬معجم مفردات‬
‫ألفاظ القرآف ‪.‬بَتكت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬دكف سنة‪.‬‬
‫الرافعي‪ ،‬مصطفى صادؽ‪ .‬إعجاز القرآف ك الببلغة النبوية‪ ،‬راجعو كصححو‬
‫كضبطو‪ :‬ؿبمد سعيد العرياف‪ .‬ط‪9‬؛ بَتكت‪ :‬دار الكتاب العريب‪.1973 ،‬‬
‫الرازم ‪ ،‬زين الدين ؿبمد بن عبد القادر ‪ .‬ـبتار الصحاح‪ .‬بَتكت‪ :‬مؤسسة‬ ‫ٌ‬
‫الرسالة‪1417 ،‬ق‪1996/‬ـ‪.‬‬
‫الرازم‪ ،‬الفخر‪ .‬هناية اإلهباز ُب دراية اإلعجاز‪ .‬مصر ‪ :‬مطبعة اآلداب كاؼبؤيد‪،‬‬
‫‪ 1317‬ـ‪.‬‬
‫‪024‬‬

‫رزكقي‪ ،‬أبو بكر‪ .‬داللة االرتباط ُب أسلوب الشرط ‪ .‬اعبزائر‪ ،‬قسم اللغة‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب كاللغات‪ ،‬جامعة ؿبمد خيض‪2010 ،‬ـ‪.‬‬
‫الزجاج‪ ،‬أيب إسحاؽ إبراىيم السرم ت ‪ 311‬ىػ‪ .‬معاين القرآف كإعرابو‪ .‬ط‪ 1‬؛‬
‫بَتكت ‪ :‬عآب الكتب‪ 1988 ،‬ـ ‪.‬‬
‫الزركشي‪ ،‬بدر الدين ؿبمد بن عبد اهلل‪ .‬الربىاف ُب علوـ القراف‪ .‬ط ‪ 3‬؛‬
‫القاىرة‪ :‬دار الًتاث‪1404 ،‬ق ‪1984/‬ـ ‪.‬‬
‫زكريا األنصارم [ ت ‪ ،] 926‬شيخ اإلسبلـ‪ .‬إعراب القرآف الكرمي ‪ ،‬دراسة‬
‫كربقيق موسى علي موسى مسعود‪ .‬القاىرة‪ ،‬رسالة جامعية ُب جامعة دار العلوـ‪،‬‬
‫‪ 2001‬ـ‪.‬‬
‫الزـبشرم‪ ،‬جار اهلل أبو القاسم ؿبمود بن عمر‪ .‬أساس الببلغة بُت اؼبعاجم‪.‬‬
‫بَتكت ‪ :‬دار اؼبعرفة ‪ ،‬دكف سنة‪.‬‬
‫‪ ،-------‬الكشاؼ عن حقائق غوامض التنزيل عن عيوف األقاكيل ُب كجوه‬
‫التأكيل‪ .‬ط‪ 1‬؛ الرياض ‪ :‬مكتبة العبيكاف‪ 1418 ،‬ىػ ‪ 1998 -‬ـ‪.‬‬
‫‪ ،-------‬اؼبفصل ُب صنعة اإلعراب‪ .‬ط ‪ 1‬؛ بَتكت ‪ :‬مكتبة اؽببلؿ‪،‬‬
‫‪ 1993‬ـ‪.‬‬
‫زلوـ‪ ،‬عبد اغبي‪ .‬نذر العوؼبة‪ .‬ط‪2.‬؛ بَتكت ‪ :‬مؤسسة ‪ 1998‬ـ ‪.‬‬
‫الزين‪ ،‬أضبد حسن‪ .‬التوحيد كاؼبعرفة ُب الفكر اإلسبلمي‪ .‬ط‪ 2.‬؛ بَتكت ‪ :‬دار‬
‫العرفاف‪1988 ،‬ـ‪.‬‬
‫زيداف‪ ،‬جورجي ‪ .‬تاريخ آداب اللغة العربية‪ .‬ط ‪1‬؛ القاىرة‪ :‬دار اؽببلؿ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫السامرائي‪ ،‬فاضل صاّب‪ .‬معاين اؼبباين ُب العربية‪ .‬ط ‪ ، 2‬عماف‪ ،‬دار عمار‬
‫‪1428‬ىػ ‪2007-‬ـ ‪.‬‬
‫‪ ، ،-------------‬معاين النحو (ط‪ 1.‬؛ عماف ‪ :‬دار الفكر للطباعة‬
‫كالنشر‪2000 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ ،-------------‬التعبَت القرآين‪ .‬بغداد‪ :‬بيت اغبكمة‪ 1989 ،‬ـ‪.‬‬
‫السعراف‪ ،‬ؿبمود‪ .‬علم اللغة (مقدمة إٔب القارئ العريب)‪ .‬ط‪ 2‬؛ القاىرة ‪ :‬دار‬
‫الفكر العريب ‪ 1997 :‬ـ‪.‬‬
‫‪025‬‬

‫سعود‪ ،‬مرمي‪ .‬البعد التصويرم ُب القرآف ُب سورة يو سف مبوذجي ك ىي رسالة‬


‫اؼبذكرة اؼبع ٌدة لنيل شهادة اؼباجستَت‪ ،‬اعبزائر ‪ :‬جامعة اعبزائر من كلية اآلداب ك‬
‫اللغات ‪ ،‬قسم اللغة العربية كآداُّا‪ ،‬بالسنة اعبامعية ‪2006-2005‬ـ‪.‬‬
‫سعيد‪ ،‬ثركت أضبد ‪ .‬أثر اإلعراب ُب علم اؼبعاين‪ .‬ط ‪2‬؛ القاىرة ‪ :‬دار النشر‬
‫اغبديث‪ 1996 ،‬ـ‪.‬‬
‫سليماف‪ ،‬سليم‪ .‬الوحدة اؼبوضوعية ُب الىقي ٍرآف ال ىك ًرمي‪ .‬ط ‪ 2‬؛ تونس ‪ :‬الدار‬
‫التونسية للنشر‪ 1988 ،‬ـ‪.‬‬
‫سيبويو‪ ،‬الكتاب ‪ .‬القاىرة ‪ :‬اػباقبي‪1988 ،‬ـ‪.‬‬
‫السيد طنطاكم‪ ،‬ؿبمد‪ .‬بنو إسرائيل ُب الكتاب كالسنة‪ .‬ط‪ 4 .‬؛ القاىرة ‪،‬‬
‫‪ 1988‬ـ‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬اغبافظ أبو الفضل جبلؿ الدين عبد الرضبن بن أيب بكر‪ .‬اإلتقاف ُب‬
‫ٌ‬
‫علوـ القرآف‪ .‬ط ‪1‬؛ اؼبدينة اؼبنورة‪ :‬ؾبمع اؼبلك فهد لطباعة اؼبصحف الشريف‪ ،‬دكف‬
‫سنة‪.‬‬
‫‪ ،----------‬معجم األدكات النحوية كإعراُّا ُب القرآف الكرمي‪.‬ط ‪ 1‬؛‬
‫دمشق ‪ :‬دار ابن ىانئ للطباعة كالنشر ك التوزيع‪1988 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ ،----------‬مراصد اؼبطالع ُب تناسب اؼبقاطع كاؼبطالع‪ ( ،‬ط‪1‬؛ رياض‪:‬‬
‫مكتبة دار اؼبنهاج‪ 1426 ،‬ىػ‪.‬‬
‫‪ ،----------‬اؼبزىر ُب علوـ اللغة العربية ‪ .‬ط ‪3‬؛ القاىرة‪ ،‬دار الًتاث ‪،‬‬
‫د‪ .‬ت‪.‬‬
‫شاىُت‪ ،‬عبد الصبور‪ .‬دراسة علم األصوات ؼباؼبربج‪ .‬القاىرة ‪ :‬مكتبة الشباب‪،‬‬
‫‪1995‬ـ ‪.‬‬
‫شعراكم‪ ،‬متوٕب‪ .‬خواطرم حوؿ القرآف الكرمي‪ .‬ط‪ 1 .‬؛ القاىرة ‪ :‬دار أخبار‬
‫اليوـ‪1991 ،‬ـ ‪.‬‬
‫الشَتازم‪ ،‬الشيخ ناصر مكارـ‪ .‬األمثل ُب تفسَت كتاب اهلل اؼبنزؿ‪ .‬موقع مكتبة‬
‫الشيعة‪. ،‬موقع مكتبة الشيعة‪ ،‬صبيع اغبقوؽ ؿبفوظة ؼبؤسسة آية اهلل العظمى اؼبيبلين‬
‫إلحياء الفكر الشيعي‪2011 ،‬ـ ‪.‬‬
‫الصاّب‪ ،‬صبحي‪ .‬دراسات ُب فقو اللغة‪ .‬ط ‪ 12‬؛ بَتكت ‪ :‬دار العلم‬
‫للمبليُت‪1379 ،‬ق‪1994/‬ـ‪.‬‬
‫الصامل‪ ،‬ؿبمد بن علي بن ؿبمد‪.‬من ببلغة اؼبتشابو اللفظي ُب القرآف الكرمي‪ .‬ط‬‫ٌ‬
‫‪ 1‬؛ الرياض ‪ :‬دار أشبيليا‪1422 ،‬ق‪2001/‬ـ ‪.‬‬
‫‪026‬‬

‫الصليب‪ ،‬ؿبمد علي‪ .‬فهم النص على ضوء اؼبصاّب كاؼبقاصد ُب الواقع اؼبعاصر‬
‫ي‬
‫للمؤسبر العلمي اؼبنعقد ُب رحاب اعبامعة األردنية‪( .‬مؤسبر النصوص الشرعية) ُب الفًتة‬
‫ُب الفًتة ‪2008/11/6-4‬ـ‪.‬‬
‫ضيف‪ ،‬شوقي ‪ .‬اؼبدارس النحوية ‪ .‬ط ‪10‬؛ القاىرة‪ :‬دار اؼبعارؼ‪2008 ،‬ـ‪.‬‬
‫الطروبي‪ ،‬الشيخ فخر الدين‪ .‬ؾبمع البحرين‪ .‬موقع مكتبة الشيعة‪ ،‬صبيع اغبقوؽ‬
‫ؿبفوظة ؼبؤسسة آية اهلل العظمى اؼبيبلين إلحياء الفكر الشيعي‪2011 ،‬ـ ‪.‬‬
‫عبادة‪ ،‬ؿبمد إبراىيم‪ .‬اعبملة العربية مكوناهتا‪ -‬أنواعها‪ ،‬ربليلها‪ .‬ط‪1‬؛ القاىرة ‪:‬‬
‫مكتبة اآلداب‪ 2007 ،‬ـ ‪.‬‬
‫عبد التواب‪ ،‬رمضاف‪ .‬اؼبدخل إٔب علم اللغة كمناىج البحث اللغوم‪ .‬ط ‪ 3‬؛‬
‫القاىرة ‪ :‬اػباقبي‪1997 ،‬ـ ‪.‬‬
‫عبد اللطيف‪ ،‬كؿبمد ضباسة‪ .‬النحو كالداللة مدخل لدراسة اؼبعٌت النحوم‬
‫الدالٕب‪ .‬القاىرة ‪ :‬مكتبة كمطبعة اؼبدينة‪1983 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ُ ،----------------‬ب بناء اعبملة العربية‪ .‬القاىرة‪ :‬دار‬
‫الغريب‪2003،‬ـ‪.‬‬
‫ىعٍبد اهلل‪ ،‬ىعٍبد اهلل‪ .‬اؼبعاين الكامنة ُب النصٌ الىقي ٍرآينٌ دراسة ربليلية‪ .‬ط ‪ 1‬؛‬
‫طرابلس ‪ :‬الدار اعبماىَتية‪ .‬طرابلس‪1412‬ق‪.‬‬
‫عبد الرضبن بن ؿبمد الثعالب ؿباسن اغبساف ُب تفسَت القرآف‪ .‬ط‪ 1‬؛ بَتكت‬
‫‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪1997 ،‬ـ ‪.‬‬
‫عبد الواحد صاّب‪ُّ ،‬جت‪ .‬اإلعراب اؼبفصل لكتاب اهلل اؼبرتل ‪ .‬دمشق‪ :‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫عبيدات‪ ،‬ؿبمد كرفيقاه‪ .‬منهج البحث العلمي القواعد كاؼبراحل كالتطبيقات‪ .‬ط‬
‫‪2‬؛ األردف‪ :‬دار كائل‪1999 ،‬ـ‪.‬‬
‫العسقبلين‪ ،‬أضبد بن حجر‪ .‬هتذيب التهذيب‪ .‬بَتكت‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪1995‬‬
‫ـ‪.‬‬
‫عضيمة‪ ،‬يؿبى َّمد عبد اػبالق‪ .‬دراسات ُب أساليب القرآف الكرمي‪ .‬ط ‪ 3‬؛ القاىرة‬
‫‪ :‬ىمكٍتىبىة اػباقبي‪ 1986 ،‬ـ‪.‬‬
‫علي الصغَت‪ ،‬ؿبمد حسُت‪ .‬الصوت اللغوم ُب القرآف الكرمي ‪ .‬ط؛‪ 1‬بَتكت ‪:‬‬
‫دار اؼبؤرخ العريب‪1420 ،‬ق‪.‬‬
‫عمر‪ ،‬أضبد ـبتار ‪ .‬علم الداللػة‪ .‬ط ‪ 5‬؛ القاىرة ‪ :‬علم الكتب‪ 1998 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪027‬‬

‫عمر‪ ،‬يوسف حسن‪ .‬شرح الرضي على كافية ابن اغباجب ‪ .‬بَتكت ‪:‬‬
‫منشورات جامعة فاريونس ‪ ،‬مطابع الشركؽ ‪ ،‬د‪.‬ت‬
‫الغزإب حجة اإلسبلـ‪ ،‬اإلماـ‪ .‬فضائ الباطنية‪ .‬الكويت‪ :‬مؤسسة دار الكتب‬
‫الثقافية‪ ( ،‬د ‪ .‬ت )‪.‬‬
‫غبلـ‪ ،‬مطيع اهلل‪ .‬القاعدة المدنية في تجويد كالم رب البرية‪ .‬ط ‪2‬؛ اؼبدينة‬
‫اؼبنورة ‪ :‬مطابع الرشيد‪1424،‬ق‪2003/‬ـ ‪.‬‬
‫فاف دايك‪ ،‬توف ‪ .‬النص كالسياؽ‪( ،‬استقصاء البحث ُب اػبطاب الدالٕب‬
‫كالتداكٕب)‪ ،‬ترصبت كربقيق عبد القادر قنيٍت ‪ .‬ط ‪1‬؛ اؼبغرب‪ ،‬الدار البيضاء‪ :،‬إفريقيا‬
‫الشرؽ ‪ 2000 ،‬ـ‪.‬‬
‫الفراىيدم‪ ،‬خليل أضبد‪ .‬كتاب العُت مرتبا على حركؼ اؼبعجم‪ ،‬ج‪.2‬ط ‪1‬؛‬
‫بَتكت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ 1434 ،‬ق‪2003/‬ـ‪.‬‬
‫فركيد‪ ،‬سيجموند‪ .‬موسى كالتوحيد‪ ،‬ترصبة ‪ :‬جورج طرابيشي ‪ .‬ط‪ 6.‬؛ بَتكت‬
‫‪ :‬دار الطليعة ‪ 1985‬ـ‪.‬‬
‫الفَتكزآبادم‪ ،‬ؾبد الدين ؿبمد بن يعقوب ‪ .‬بصائر ذكم التمييز ُب لطائف‬
‫كتاب العزيز‪ .‬ط ‪3‬؛ القاىرة ‪ :‬عبنة إحياء الًتاث العريب‪ 1996 ،‬ـ ‪.‬‬
‫قباكة‪ ،‬فخر الدين‪ .‬إعراب اعبمل كأشباه اعبمل‪ .‬ط ‪ 5‬؛ حلب ‪ :‬دار القلم‬
‫العريب‪ 1409 ،‬ىػ ‪ 1989 -‬ـ ‪.‬‬
‫القطب‪ ،‬سيد‪ُ .‬ب ظبلؿ القرآف‪ .‬ط ‪13‬؛ القاىرة ‪ :‬دار الشركؽ‪ 987 ،‬ـ‪.‬‬
‫القرطب‪ ،‬اإلماـ ‪ .‬اعبامع ألحكاـ القرآف‪ .‬بَتكت ‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪،‬‬
‫‪1985‬ـ‪.‬‬
‫القاظبي‪ ،‬صباؿ الدين‪ .‬ؿباسن التأكيل‪ .‬ط ‪1‬؛ بَتكت‪ :‬دار إحياء الكتب‬
‫العربية‪ 1957 ،‬ـ‪.‬‬
‫لطفي‪ ،‬مصطفى ‪ .‬اللغة العربية ُب إطارىا االجتماعي‪ .‬ط ‪1‬؛ بَتكت ‪ :‬معهد‬
‫األمباء العريب‪ 1976 ،‬ـ‪.‬‬
‫ليونز‪ ،‬جوف‪ .‬نظرية تشومسكي اللغوية‪ ،‬ترصبة كتعليق حلمي خليل‪ .‬ط ‪1‬؛‬
‫اإلسكندرية ‪:‬دار اؼبعرفة اعبامعيٌة‪.1985 ،‬‬
‫ؾبمع اللغة العربية‪ ،‬اؼبعجم الوجيز‪ .‬طبعة خاصة؛ القاىرة‪ :‬كزارة الًتبية كالتعليم‪،‬‬
‫‪ 1994‬ـ)‪.‬‬
‫‪ ،----------‬اؼبعجم الوسيط‪ .‬ط‪ ،4‬القاىرة‪ :‬مكتبة الشركؽ‬
‫الدكلية‪ 2004،‬ـ ‪.‬‬
‫‪028‬‬

‫ؾبيد زن ىكنة‪ ،‬آالف ظبُت‪ .‬العبلقات الداللية بُت ألفاظ الطبيعة ُب القرآف الكرمي‪،‬‬
‫رسالة لنيل درجة اؼباجستَت جبامعة بغداد ُب اللغة العربية كآداُّا عاـ ‪1423‬ىػ ‪ ...‬أيلوؿ‬
‫‪2002‬ـ‪.‬‬
‫‪ .‬ؿبمد‪ ،‬عبد اهلل‪ .‬الصورة القرآنية لئلنساف‪ .‬ط‪ 1.‬؛ بَتكت ‪ :‬دار اؽبدم‬
‫اإلسبلمي‪1992 ،‬ـ‪.‬‬
‫ؿبمود اآللوسي‪ ،‬أبو الفضل السيد‪ .‬ركح اؼبعاين ُب تفسَت القرآف العظيم كالسبع‬
‫اؼبثاين‪ .‬بَتكت ‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫اؼبراغي‪ ،‬أضبد مصطفى‪ .‬تفسَت اؼبراغي ‪ .‬ط‪1‬؛ القاىرة ‪ :‬البايب اغبلب ‪1946 ،‬‬
‫ـ‪.‬‬
‫مكرـ‪ ،‬عبد العاؿ سآب‪ .‬القرآف الكرمي كأثره ُب الدراسات النحوية‪ ،‬القاىرة‪ :‬دار‬
‫اؼبعارؼ‪1968 ،‬ـ‪.‬‬
‫اؼبرداكم الدمشقي الصاغبي اغبنبلي‪ ،‬عبلء الدين أبو اغبسن علي بن سليماف ‪.‬‬
‫اإلنصاؼ ُب معرفة الراج من اػببلؼ‪ .‬بَتكت‪ :‬دار إحياء الًتاث العريب ‪ 1986‬ـ‪.‬‬
‫مصطفى قوجى‪ ،‬ؿبمد بن مصل الدين‪ .‬حاشية ؿبي الدين شيخ زاده‪ ( ،‬ط ‪1‬‬
‫؛ بَتكت ‪ :‬دار الكتب العلمية‪1999 ،‬ـ‪.‬‬
‫اؼبعرم‪ ،‬شوقي‪ .‬إعراب اعبمل كأشباه اعبمل‪ .‬ط ‪1‬؛ دمشق‪ :‬دار اغبديث‪،‬‬
‫‪.1997‬‬
‫اؼببلح‪ ،‬ياسر‪ .‬التشكيل الصوٌب ُب اللغة العربية فونولوجية العربية ط ‪1‬؛ جدة‪:‬‬
‫النادم األديب الثقاُب‪ 1983 ،‬ـ‪.‬‬
‫موسى خليفة‪ ،‬موسى حامد‪ .‬مدخل اللغويات‪ .‬ط ‪1‬؛ الرياض‪ :‬مكتبو الرشد‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫موسى‪ ،‬فرح‪ .‬اإلنساف كاغبضارة ُب القرآف الكرمي بُت العاؼبية كالعوؼبة‪ .‬بَتكت ‪:‬‬
‫ٰ‬
‫دار اؽبادم‪2008 ،‬ـ‪.‬‬
‫ميلود‪ ،‬منصورم ‪ .‬ؾبلة العلوـ اإلنسانية ‪ :‬الفكر اللساين عند الدكتور عبد الرضبن‬
‫اغباج صاّب من خبلؿ ؾبلة اللسانيات ‪ -‬جامعة ؿبمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد‬
‫السابع‪،‬جنفي ‪2005‬ـ‪.‬‬
‫النحاس ت ‪ 338‬ىػ‪ ،‬أيب جعفر أضبد بن ؿبمد بن إظباعيل ‪ .‬إعراب القرآف‪ .‬ط‬
‫‪2‬؛ بَتكت‪ :‬دار اؼبعرفة‪ 2008 ،‬ـ‪.‬‬
‫نصار‪ ،‬حسُت‪ .‬اؼبعجم العريب نشأتو كتطوره‪ ،‬ط ‪ 1‬؛ القاىرة ‪ :‬دار مصر‬
‫للطباعة‪1956،‬ـ‪.‬‬
‫‪029‬‬

‫النقراط‪ ،‬عبد اهلل ؿبمد الشامل ُب اللغة العربية ‪ .‬ط ‪1‬؛ دمشق ‪ :‬دار قتيبة‪،‬‬
‫‪ 2003‬ـ‪.‬‬
‫هنر‪ ،‬ىادم‪ .‬علم اللغة االجتماعي عند العرب‪ .‬ط ؛ ‪ ،1‬بغداد ‪ :‬جامعة‬
‫اؼبستنصرية‪1408 ،‬ق‪1988/‬ـ‪.‬‬
‫مبارؾ‪ ،‬مازف‪ .‬كؿبمد علي ضبد اهلل‪ ........،‬ط ‪6‬؛ بَتكت‪ :‬دار الفكر‪1985 ،‬‬
‫ـ‪.‬‬
‫كاُب‪ ،‬علي عبد الواحد ‪ .‬فقو اللغة ‪ .‬ط ‪ 2‬؛القاىرة ‪ :‬دار هنضة مصر‪1945،‬ـ‪.‬‬

‫يعقوب‪ ،‬إميل بديع‪ .‬فقو اللغة العربية كخصائصها‪.‬بَتكت ‪ :‬دار الثقافة ‪ ،‬دكف‬
‫سنة‪.‬‬
‫ىدسوف‪ .‬علم اللغة االجتماعي‪ ،‬ترصبة ؿبمود العياد من موضوع‬
‫‪Sociolinguistics‬‬
‫‪ .‬ط ‪ 1‬؛ القاىرة ‪ :‬عآب الكتب‪ 1990 ،‬ـ‪.‬‬
‫ىَتكدكت‪ .‬تاريخ ىَتكدكت‪ ،‬ترصبة عبد اإللو اؼببلح‪ .‬ط ‪ 1‬؛ أبو ظب ‪ :‬اَّمع‬
‫الثقاُب‪ 2001 ،‬ـ‪.‬‬

‫مالحق البحث الهامة ‪:‬‬

‫‪ - 1‬السيرة الذاتية للباحث ‪:‬‬


‫نبذة من سيرتو العلمية‬
‫ىو كاف من مواليد عاـ ‪ُ 1968‬ب الثالثة عشر من شهر أبريل‪ ،‬كلقد درس‬
‫اؼبرحلة االبتدائية ُب قرية تانييت‪ ،‬التابعة ؼبدينة بولوكومبا‪ ،‬سبلكيسي اعبنوبية كزبرج عاـ‬
‫‪ ،1982‬فالتحق باؼبعهد الشرعي التابع لرابطة اؼبساجد كاؼبصليات اإلندكنيسية اؼبتحدة‪،‬‬
‫حيث حصل على الشهادة اإلعدادية عاـ ‪ ،1985‬كترعرع ُب نفس اؼبعهد حىت ناؿ‬
‫الشهادة الثانوية التابعة لوزارة الشؤكف الدينية كالشهادة التابعة لوزارة الًتبية الوطنية معا‬
‫كزبرج من اؼبعهد اؼبذكور عاـ ‪. 1988‬‬
‫كسافر إٔب أرض األنبياء الشاـ (دمشق الفيحاء)‪ ،‬كىو درج بالعلم فيها‪ ،‬كجالس‬
‫الفقهاء كاحملدثُت كأخذ العربية دبيجالسة ىمن أىتٍقن فىػ ٍهم نظيم األلفية البن مالك‪ ،‬كتابع‬
‫‪031‬‬

‫كتزكد ُب بعض ىذه‬‫بعض الشيء من أصوؿ العربية كالشريعة‪َّ ،‬‬‫تفهم ى‬ ‫دركس اؼبساجد حىت َّ‬
‫األصوؿ‪ ،‬فالتحق جبامعة العلوـ اإلسبلمية ك العربية (األىلية)‪ ،‬كزبرج منها من كلية‬
‫الشريعة كالقانوف اؼبقارف ُب أكؿ عاـ ‪ ،1996‬كتابع دبلوـ الدراسات العليا كناؿ شهادة‬
‫دبلوـ الدراسات العليا ُب آخر السنة نفسها‪ ،‬كخبلؿ دراستو اعبامعية قاـ بتدريس اللغة‬
‫كالشريعة ُب اؼبدرسة اإلندكنيسية بدمشق ؼبدة شباين سنوات لبعض جاليات اإلندكنيسيُت‪،‬‬
‫ككما قد يس ٌجل ُب جامعة دمشق (اغبكومية) بكلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية قسم اللغة‬
‫اجو إٔب‬
‫العربية كآداُّا‪ ،‬كحصل على إجازة الليسانس ُب أكؿ عاـ ‪ ،1999‬كرجع أدر ى‬
‫الوطن ألمر طارئ بعد كفاة كالده بشهر‪.‬‬
‫بعد فًتات من انقطاع علمي ُب مدينة مكاسر‪ ،‬قاـ بتدريس علم التفاسَت ُب‬
‫اؼبعهد الشرعي التابع لرابطة اؼبساجد اؼبصليات اإلندكنيسية اؼبتحدة ؼبدة بُت عاـ‬
‫‪ 2008- 2005‬ـ ‪ٍ ،‬ب التحق جبامعة اؼبسلمُت اإلندكنيسية بكلية الدراسات‬
‫اإلسبلمية كحصل على شهادة اؼباجستَت عاـ ‪ 2009‬ـ ٍب أمضى بالتحاؽ إٔب جامعة‬
‫عبلء الدين اإلسبلمية اغبكومية مكاسر ُب آخر عاـ ‪2010‬ـ بدراسة مرحلة الدكتوراه‪،‬‬
‫كقد أكشك اآلف إسبامها ُب أكائل ىذه السنة كهلل اغبمد‪.‬‬

‫‪ - 2‬قرارات الجامعة تخص ىذه األطروحة ‪:‬‬

You might also like