Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة-4
المحاضرة-4
عرف العامل على املستوى االقتصادي تغريات عديدة ،وهذا بفعل ظهور متغريات حديثة ذات أثر كبرية
على خمتلف مسارات النشاطات االقتصادية .وهذا التطور يوجب على املقاوالت ركوب هذه املوجة
ومواكبته ،وذلك حىت تضمن استمرارها يف بيئة اقتصادية معقدة.
تعد من بني أهم التوجهات احلديثة للمقاوالتية ،فمن خالل هذه أوال :املقاوالتية االلكرتونية:
الشبكة االلكرتونية ميكن للمقاول فتح آفاق كبرية ملشروعه وحتسني أداء مؤسسته ،فعرب هذه الوسيلة
ميكن للمقاول تسهيل تصريف املنتجات حنو األسواق الداخلية واخلارجية وكذا إدارة خمتلف األعمال عرب
الشبكة الرقمية.
-1مفهوم املقاوالتية االلكرتونية :يرتبط مفهوم املقاوالتية االلكرتونية ابألعمال اليت يقوم هبا املقاول
عرب الشبكة االلكرتونية يف إدارة مؤسسته .وقد مت تعريفها على أهنا قدرة اإلدارات والقطاعات املختلفة
على توفري وتقدمي اخلدمات واملعامالت واإلجراءات بوسائل الكرتونية لألفراد أو مؤسسات األعمال أو
للجهات واإلدارات احلكومية ذاهتا يف إطار من الشفافية والوضوح .وبعبارة أخرى تقدمي اخلدمات
وإدارهتا عرب شبكات املعلومات الدولية (االنرتنيت).
وكما تصف األعمال االلكرتونية األسلوب الذي تستخدمه املؤسسة يف مواكبة ومزاولة أعماهلا ابستخدام
االتصاالت االلكرتونية املعتمدة على االنرتنيت مع املستفيدين أصحاب املصاحل األساسيني من اجل
حتقيق األغراض واألهداف بكفاءة وفاعلية.
-2خصائص األعمال االلكرتونية :هناك العديد من اخلصائص اليت تكتسبها األعمال االلكرتونية
واليت متيزها عن األعمال التقليدية .جند منها:
✓ االعتماد على ركائز الكرتونية يف تنفيذ املعامالت ،حيث أن كافة املعامالت تتم بني طريف
املعاملة الكرتونيا ،أي دون أي أوراق متداولة.
✓ تتم االتفاقيات التجارية عن بعد ،وابلتايل انعدام التالقي املباشرة بني الطرفني ألنه يتم على
مستوى شبكة االتصاالت.
✓ التفاعل املتوازي يف آن واحد بني أطراف املعامالت ،حيث ميكن أن جيتمع عدد كبري من
املشرتكني يف آن واحد أي موقع واحد.
✓ إمكانية التأثري املباشر على أنظمة احلاسبات ابلشركة من خالل ما يسمى التبادل االلكرتوين
للبياانت والواثئق ،مما حيقق انسياب البياانت واملعلومات بني اجلهات املشرتكة يف أي عملية.
✓ إمكانية تنفيذ كل مكوانت العملية التجارية ،مبا فيها تسليم السلع غري املادية على الشبكة
عكس وسائل االتصال األخرى اليت تعجز عن القيام ابلتسليم.
-3أنواع األعمال االلكرتونية :هناك العديد من النشاطات اليت تتم داخل املؤسسة واليت ميكن من أن
نظفي عليها الطابع االلكرتوين .ولكن يبقى جتسيد العمل االلكرتوين حسب كل مؤسسة ،ما يفرز لنا
تصنيفات عديدة .من بينها جند:
-املؤسسات املدعومة ابألعمال االلكرتونية :وهي وحدات أعمال الكرتونية ضمن مؤسسات
تقليدية ،أي أهنا ال تقوم بتحديث النسخ االلكرتونية وتعتمد فقط على التقليدية.
-املؤسسات املمكنة ابألعمال االلكرتونية :تعتمد هذه املؤسسات على حتسني أداء األفراد ابالعتماد
على شبكات اتصال داخلية ،حيث تتيح هلم التواصل واحلصول على كل املعلومات اخلاصة ابملؤسسة.
أو قد تستخدم للتواصل مع الزابئن وتزويدهم ابملعلومات عن منتجاهتا دون بيعها الكرتونيا.
-مؤسسات األعمال االلكرتونية الشاملة :وهنا جند إن الشبكة موزعة على كل مفاصل املؤسسة ،ما
ميكنها من اكتساب دور رئيسي يف مجيع األنشطة اليت تقوم املؤسسة هبا .ابإلضافة إىل متكنها من
حتسني أداءها على املستوى الداخلي واخلارجي.
-4دوافع األعمال االلكرتونية :هناك العديد من الدوافع اليت تلزم املقاوالت لتبين العمل االلكرتوين،
كوسيلة لتحسني أداء املؤسسة .ولعل من أهم هذه الدوافع جند:
-تسيري املعامالت التجارية :إن التجارة االلكرتونية تسمح بتأدية جزء كبري من العمليات املختلفة
واليت تدخل ضمن املعامالت التجارية العادية املادية وغري املادية بني البائع واملشرتي ،مما يقلص اآلاثر
السلبية للزمن واملسافة على املقاول.
-حتقيق الفعالية :وهي االرتقاء ابإلنتاج والتوزيع إىل أعلى املستوايت ،حيث أن اعتماد تكنولوجيات
اإلعالم واالتصال يف إطار الدعم والتطوير يسمح للمؤسسات مبواجهة التحدايت املنتظرة يف بيئة أعمال
عاملية معقدة.كما ميكن للمؤسسة من أن تنشأ بنك معلومات خاص ،وهذا من خالل شبكة املعلومات
اليت تتوفر عليها واستخدامها يف االستشراف والتقييم.
-تطوير أسواق جديدة :هو جعل مؤسسات كثرية تتوجه حنو استخدام العالقات التجارية االلكرتونية
وإدخاهلا يف اسرتاجتياهتا للقيام ابكتساح السوق وإنشاء أسواق جديدة وتطويرها.
وعليه فقد أصبح املقاول جمربا على مواكبة التطورات احلاصلة يف بيئة األعمال احلالية واليت حتتل الوسائل
االلكرتونية مكانة هامة فيها ،وذلك ابلتوجه حنو استخدام خمتلف الشبكات االلكرتونية يف مؤسسته،
حىت يتمكن من حتقيق مستوى عايل من األداء الذي ميكنه من االستمرار واملقاومة.
تعد من بني التوجهات احلديثة للمقاوالتية ،حيث من خالهلا تتجاوز اثنيا :املقاوالتية الدولية:
املقاولة احلدود يف عرض أعماهلا واندماجها مع خمتلف الثقافات والبيئات اخلارجية اليت ختتلف عن موطن
نشأة مؤسسة املقاول.
-1مفهوم املقاوالتية الدولية :تعترب حقال حديثا من حقول املقاوالتية مت التطرق إليه من قبل العديد
من الكتاب على رأسهم Schumpeterو Cantillonعرب قناة حبث املقاول عن قنوات توزيع
جديدة وابلتايل البحث عن أسواق جديدة خارج احلدود الوطنية .ولعل أهم تعريف جاء معربا أكثر على
املقاوالتية الدولية هو ذلك الذي يعرفها على أهنا االنتقال من حتقيق وجتسيد أنشطة اقتصادية جديدة
ومبتكرة هتدف إىل خلق القيمة ومنو املؤسسة عرب احلدود الوطنية ،إىل توليفة من السلوكيات يظهرها أفراد
مبتكرون ،إ ستباقيون ،مبادرون وقادرون على حتمل املخاطر عرب حدودهم اجلغرافية قصد إنشاء قيمة.
وأخريا مت اعتبارها القدرة على اكتشاف وصناعة واستغالل الفرص املوجودة يف األسواق الدولية من أجل
إنشاء منتجات وخدمات.
-2دوافع توجه املقاوالتية حنو التدويل :هناك العديد من العوامل اليت تدفع املقاوالت لكي تنشط
خارج حدودها الوطنية .ولعل من بني أهم هذه العوامل جند:
-عامل اخلربة :إن توجه املقاولة حنو التدويل جيعلها حتتك ابلعديد من املقاوالت اليت تنشط يف السوق
الدويل ،ما ميكنها من كسب مهارات وتقنيات جديدة تساعدها على تطوير نشاطها والرقي حنو العاملية.
وابلتايل احتالل مكانة يف السوق العاملي.
-عوامل جتارية :وقد تكون عوامل داخلية تتمثل يف حالة السوق بني الركود ومومسية السوق مما يضطر
ابملقاول للتوجه حنو األسواق الدولية .أو متديد فرتة حياة املنتج دوليا عرب البحث عن األسواق اليت مل
تشهد بعد منتوجه .أو حبكم التخصص اإلنتاجي الذي قد ينتج عنه حمدودية يف السوق احمللي مما
يضطرها إىل التوجه حنو السوق الدويل الذي يتماشى مع جمال ختصصها.
-العوامل املالية :وهذا لتخفيض تكاليف اإلنتاج والذي يكون من خالل حنو تبين إسرتاجتية غلة
احلجم اليت تقوم على مبدأ زايدة اإلنتاج ما يؤدي إىل ختفيض تكلفة الوحدة الواحدة وابلتايل حتقيق
أسعار تنافسية ميكن من خالهلا اقتحام األسواق الدولية.
-العوامل البيئية :وهي تشمل العالقات واالتفاقيات الدولية الناجتة عن التطور الذي تعرفه بيئة
األعمال الدولية واليت متخض عنها إزالة احلواجز والقيود اليت حتول دون دخول األسواق العاملية.
-3حتدايت املقاوالتية الدولية :ابلرغم من توسع الفكر املقاواليت واحتالله ملكانه مهمة لدى معظم
دول العامل ،إال أن هناك احلديد من التحدايت اليت تقف يف وجه تدويل املقاوالتية .ومن بينها جند:
البيئة القانونية والتشريعية :وتتمثل يف خمتلف القوانني والتشريعات دولة منشأ املقاول ،من حيث
التسهيالت اليت توفرها للمقاول قصد تصدير منتجاته حنو اخلارج ،ومن جهة أخرى القوانني والتشريعات
اليت تفرضها الدولة املستوردة ومدى وقوفها يف وجه املنتجات واخلدمات اليت يعرضها املقاول .ومن هنا
نقف على مدى احرتام الدول لالتفاقيات املربمة فيما بينها ودور منظمة التجارة العاملية املتمثل يف مرافقة
العمليات التجارية اليت تقوم بني الدول.
-املنافسة الدولية :إن احلجم الصغري الذي تتصف به معظم املقاوالت يضعها يف موقف صعب أمام
املنافسة الدولية ،اليت تتطلب توفر عدة شروط ملقاومتها كقوة العالمة التجارية ،توفر الدعاية واإلشهار،
التسويق االلكرتوين وغريها من العوامل اليت تضع املقاول يف موقف جيد للمنافسة .إال أن قلة املوارد
املالية اليت حيوز عليها املقاول بفعل صغر حجم مؤسسته حتول بينه وبني املنافسة على الصعيد الدويل.
-البيئة الثقافية :وتتمثل يف تباين اللغة والعادات والتقاليد واألذواق واليت تؤثر على درجة إقبال
مستهلكي الدول املستقبلة ملنتجات املقاولني األجانب ،والتوجه حنو تفضيل منتجات وخدمات الدول
املتقاربة معهم جغرافيا وثقافيا.
إن التوجه حنو املقاوالتية الدولية أصبح ضروراي على املقاول ،وذلك من اجل تنمية قدرات مؤسسته
والرقي هبا حنو العاملية ،وهذا حىت يف ظل الصعاب والتحدايت اليت قد توجهه إال انه مطالب ابلتكيف
والوقوف يف هذه العراقيل .وهذا حبكم طبيعة العمل املقاواليت الذي يتضمن املغامرة واملخاطرة.
والعوملة :تعترب العوملة من األساليب احلديثة اليت تعمل على جتميع العامل يف قرية اثلثا -املقاوالتية
واحدة ،وهتدف إىل حتقيق احلرية االقتصادية والوصول إىل التكامل بني الدول .واملقاولة ليست مبنأى عن
هذه األحداث بل هي مطالبة ابلتوجه واالندماج يف هذا العامل اجلديد قصد االستفادة من اجيابياته.
-1مفهوم العوملة :خيتلف مفهوم العوملة ابختالف مؤيديها ومناهضيها ،حيث يرى مؤيدوها أبهنا
خطوة حيوية حنو عامل أكثر استقرارا وحنو حياة أفضل للشعوب ،فيما يرى مناهضوها على أهنا تكريس
الستغالل الدول املتقدمة للدول النامية .وعلى العموم تعرف أبهنا مرحلة جديدة من مراحل احلداثة
وتطورها ،تتكاثف فيها العالقات االجتماعية على الصعيد العاملي ،وحدوث تالحم بني الداخل واخلارج،
وربط احمللي والعاملي بروابط اقتصادية وسياسية وثقافية وإنسانية.
وتعرف أيضا على أهنا :اندماج أسواق العامل يف حقول التجارة واالستثمارات املباشرة وانتقال األموال
والقوى العاملة والثقافات والتقانة ضمن إطار رأمسالية حرية األسواق.
ومن التعريفني السابقني نستنج أن العوملة عبارة عن جمموعة من األفكار ذات أبعاد اقتصادية وسياسية
وثقافية واجتماعية وغريها ،حتاول جتميعها حتت مظلة واحدة تنشا حتتها عالقات جديدة.
-2مظاهر وأبعاد العوملة :تتجلى ظاهرة العوملة يف جمموعة من السلوكيات االقتصادية اليت تصدر من
املؤسسة ،واليت تتجاوز احلدود الوطنية لتكتسي طابع العاملية ،ومن بني مظاهر العوملة جند:
-عوملة التجارة :ال خيلو احلديث عن األسس اليت بنيت عليها ظاهرة العوملة من الكالم عن العوملة
التجارية ،هذه األخرية تشتمل على عوملة كل املبادالت السلعية واخلدماتية ،لذلك اعتربت التجارة
الدولية من بني ابرز مسات موجة العوملة ذلك أن التجارة هي حمرك حيوي للنمو االقتصادية.
-عوملة االستثمار :تعترب ظاهرة االستثمار األجنب املباشر قدمية وتتعلق أساسا بتنامي قدرات اإلنتاج
خارج احلدود اإلقليمية للدولة ،وهذا عن طريق الشركات املتعددة اجلنسيات واليت تعمل على نقل قدرات
التسيري وكذا حتويل التكنولوجيا واالبتكار والدخول القوي لألسواق.
-العوملة املالية :وتتمثل يف حرية تنقل رؤوس األموال عرب األسواق املالية الدولية ،وهكذا أصبحت هذه
األخرية أكثر ترابطا وتكامال وحدوث قفزة هائلة يف حجم التدفقات املالية فيما بينها .ويكفي للداللة
على املدى الذي وصلت إليه عوملة األسواق املالية حاليا وهنا نشري إىل وجود مؤشرين ،األول هو تطور
حجم املعا مالت املالية عرب احلدود والثاين يتمثل يف التطور اهلائل يف تداول النقد األجنب على الصعيد
العاملي.
-الثقافة -الشراء
-التجارة -البيع
-اإلستراتجية -التكنولوجيا
-االتصاالت
-توجه املقاولة حنو العوملة :أصبحت العوملة اليوم تشكل السمة الغالبة على جل النشاطات
االقتصادية ،ما يدفع ابملؤسسات االقتصادية إىل ضرورة تبين هذا النهج لدعم حظوظها وتنافسيتها
ولضمان استمرارها وهذا بضمان حصتها يف السوق العاملية.
وال ميكن للمقاولة أن تبقى مبعزل عن هذه التطورات احلاصلة ،بل وجب عليها االندماج والتكيف مع
مسايرة التوجهات احلديثة لالقتصاد العاملي وأن تكون هلا نظرة ذات بعد عاملي .ومن العناصر اليت ينبغي
أن تركز عليها املقاولة لتحقيق ذلك ما يلي:
✓ التوجه حنو استخدام التكنولوجيا احلديثة والبحث والتطوير وهذا لتحسني نوعية املنتجات
واخلدمات وجودهتا.
✓ السعي لتحقيق رغبات املستهلكني املتعددة واملتغرية لكسب ثقتهم وضمان والئهم على املدى
القصري والطويل.
✓ االلتزام ابلشرعية العاملية واليت تتمثل يف خمتلف املعايري واملقاييس الدولية اليت تدعم شرعية
األنشطة االقتصادية.
✓ السعي حنو االنضمام إىل خمتلف املنضمات العاملية اخلاصة مبنح االمتيازات اليت تسهل جتاوز
خمتلف احلدود واالستفادة منها.
✓ النجاح على املستوى احمللي الذي يعين قدرهتا ومتكنها من املنافسة على املستوى الدويل.
إن توجه املقاوالتية حنو تبين األفكار والوسائل االقتصادية احلديثة ،سيمكنها من قيامها بنقلة كمية
ونوعية هامة على مستوى املشاريع املقاوالتية .إال أن حتقيق هذا التوجه يتطلب دعم ومرافقة املقاول
خاصة يف ظل قوة املنافسة واالحتكار واخلربة اليت تتوفر عليها الشركات الكربى ،وابلتايل البد من إنشاء
فضاء اقتصادي خاص ابملؤسسات املقاوالتية يكفل منوها استمرارها.