اخرج حالا من منطقة الراحة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫اخرج حاال من منطقة الراحة!


‫منقول عبر مجموعة "رجال األعمال"‪afaqb.co :‬‬

‫‪ -‬هل تختار البقاء في عمل ال يوافق قدراتك؟‬


‫‪ -‬هل ترى أن هدر طاقاتك خير من عناء البحث؟‬
‫‪ -‬هل تملك الرغبة في التغ ُّير ولكنك ال تملك القرار؟‬
‫‪ -‬هل أنت من األشخاص الذين يرددون عبارات مثل‪" :‬هنا‬
‫أفضل‪ ،‬ال أدري ماذا سيحدث هناك ‪ ..‬ربما أفشل؛ فأنا ال أملك‬
‫عوامل النجاح ‪ ..‬لماذا أجازف؟ ما الضمان؟"‬
‫جل‬
‫يوما لماذا تلغي مواعيدك واجتماعاتك وتؤ ِّ‬
‫‪ -‬هل تساءلت ً‬
‫امتحاناتك؟ ولماذا ينتابك الذعر لمجرد محاولة الخروج لموعد‬
‫أحيانًا تكون أنت من قام بتحديده؟‬

‫اإلجابة باختصار‪ :‬أنت تتش َّبث بمنطقة الراحة!‬

‫منطقة الراحة (‪)Comfort zone‬‬

‫"منطقة الراحة" هو مصطلح تمت‬


‫صياغته عام ‪١٩٩١‬م بواسطة المفكرة‬
‫األمريكية جوديث باردويك في كتابها‬
‫وع ِّرف‬
‫ُ‬ ‫"خطر في منطقة الراحة"‪،‬‬
‫كمصطلح مجازي يعبر عن حال ٍة‬
‫يصنعها اإلنسان بنفسه يكون فيها‬
‫مطمئنًا ال يشعر بالتهديد أو القلق وال‬
‫ضغوطات تدفعه للتغيير‪ ،‬يعتاد فيها المألوف‬
‫ٍ‬ ‫يتعرض ألي‬
‫فقط تجن ًبا للمخاوف والمنهكات وربما األلم‪.‬‬
‫يحدث أن نقرر التوقف عن السعي وخوض التجارب‪،‬‬
‫حيث نقوم فقط بما يضمن لنا أدا ًء ثابتًا ولو كان محدودًا‪ .‬فنظن‬
‫بهذا أننا نضمن االستقرار الذي يبعث فينا شعور الطمأنينة‪،‬‬
‫حتى لو كان هذا االستقرار مزي ًفا وتلك الطمأنينة خادعة‪.‬‬

‫أسباب البقاء في منطقة الراحة‬


‫نحن ِّ‬
‫نفضل المكوث في منطقة الراحة ألسباب‪ ،‬منها‪:‬‬

‫دائما يأتي من الشيء‬


‫ً‬ ‫الخوف من المجهول‪ :‬مصدر الخوف‬
‫المجهول‪ ،‬فنحن نحمي أنفسنا من كل شيء ال نضمن نتائجه‪.‬‬
‫تخيفنا فكرة الخوض في شيء مبهم المعالم‪ ،‬فنختار ما نعتاده‪.‬‬

‫الخوف من الفشل‪ :‬قد يكون السبب في ذلك ضعف الثقة‬


‫بالنفس‪ ،‬فيسعى المر ُء نحو الكمال والمثالية‪ .‬ويفتقد النظرة‬
‫الموضوعية للفشل كتجربة ثرية لها جانب مضيء‪.‬‬

‫الكسل‪ :‬الرغبة الدائمة في الراحة السلبية تدفعنا إلى رفض أي‬


‫محاولة لبذل مجهود ولو بسيط‪ .‬سواء كان الكسل نتيجة‬
‫الضطراب مزاجي أو بسبب الالمباالة وافتقار الطاقة‪.‬‬
‫الجهل بالقدرات‪ :‬جهل الفرد بمواطن القوة لديه‪ ،‬وعدم‬
‫التواصل مع ذاته يبقيه رهينا في منطقة الراحة‪.‬‬

‫رفع سقف التوقعات‪ :‬يحدث ذلك حين يفتقد المر ُء الواقعي َة‬
‫في إدارة األمور‪ ،‬فيضع أهدا ًفا تفوق قدراته‪ ،‬وتجن ًبا لإلحباط‬
‫يفضل المكوث‪.‬‬ ‫ّ‬

‫خطر البقاء في منطقة الراحة‬


‫النمو‬ ‫حركة‬ ‫• يعيق‬
‫ماتت‬ ‫فإذا‬ ‫والتقدم‪،‬‬
‫إمكانيات الفرد وانعدمت‬
‫طاقاته‪ ،‬فكيف له أن‬
‫يشعر بالحياة واالنطالق؟‬
‫بالسعي‬ ‫نزدهر‬ ‫نحن‬
‫وليس بالراحة‪.‬‬

‫• يؤدي إلى فقدان الشغف‪ ،‬ويبقيك في دائر ٍة مغلقة من التع ُّثر‪،‬‬


‫ويمنع عنك متعة التجربة واالكتشاف‪.‬‬

‫• يؤدي إلى إضاعة الفرص ورفض المبادرة ‪.‬‬


‫• يقودك إلى إدمان التسويف الذي سيجعلك تؤ ّ‬
‫جل أهدافك‬
‫وأعمالك‪ ،‬وبالتالي ستفتقد إلى روح اإلنجاز وترتضي بأقل‬
‫القليل‪.‬‬

‫• ينتج عنه التقدير المتدنّي للذات‪.‬‬

‫إن منطقة الراحة لم تكن أبدًا هي ما يح ِّقق النجاح‪ ،‬وال ما‬


‫يبعث في النفس الطمأنينة‪ ،‬بل إنها تولِّد الضغط الذي بدوره‬
‫يعطل عجلة النمو ويطيح بأحالمك وطموحاتك‪.‬‬

‫ويعتبر وجود الحافز والضغط لدرجة معينة من الدوافع‬


‫التي تدفع الفرد ألداء أفضل ما لديه‪ ،‬بينما يؤدي انعدام‬
‫الضغط إلى تباطؤ األداء‪ ،‬وهذا ما أثبته قانون يركيس دودسون‪.‬‬

‫قانون يركيس دودسون‬


‫في عام ‪ ١٩٠٨‬أجرى‬
‫عالما النفس روبرت‬
‫يركيس وچون دودسون‬
‫الفئران‬ ‫على‬ ‫تجربة‬
‫لصدمات‬ ‫بتعريضها‬
‫كهربائية من أجل إ كمال متاهة‪ ،‬فوجدا أن الفئران بدأت في‬
‫الجري بشكل أسرع عند الوصول لدرجة مرتفعة من النبضات‪،‬‬
‫لكن الزيادة التالية أدت إلى تباطؤ األداء واإلصابة بالذعر ومن‬
‫ثم محاولة الهروب‪.‬‬

‫من هذه التجربة يتبين أنه عند توافر الضغط بدرجة معينة‬
‫يكون األداء في أفضل حاالته‪ ،‬أما الراحة وغياب الضغط‪ ،‬أو‬
‫وصول الضغط ألعلى مستوياته‪ ،‬فقد يؤديان إلى التشوش‬
‫والذعر وضعف التركيز وبالتالي ضعف األداء‪.‬‬

‫وهذا يوضح النتيجة الحتمية للمكوث في منطقة الراحة؛‬


‫فنحن نمتلك االختيار إما بالبقاء أو الخروج‪ ،‬ولكل اختيار ثمن‬
‫ستكون مطال ًبا بدفعه‪ ،‬ولكن ال يستوي أبدًا األلم الذي يدفعك‬
‫لألمام واأللم الذي ال يجر معه سوى الصراعات الداخلية‬
‫والعودة للوراء‪.‬‬

‫قد تكلف كثي ًرا مغادرة الفرد لمنطقة يظنها منطقة أمانه‬
‫وثباته واستقراره؛ فمحاوالته لكسر دائرة األمان تلك تجعله‬
‫عرضة للعديد من التحديات التي من شأنها أن تربك حالة‬
‫االستقرار الوهمية التي أحاط بها نفسه‪ .‬وعند الخروج من‬
‫منطقة الراحة ستكون هناك مناطق أخرى الخروج منها ليس‬
‫باليسير ولكنه حتمي‪ ،‬وتختلف قدراتنا في تحمل مصاعب كل‬
‫منطقة‪.‬‬

‫وسوف نتناول تلك المناطق بشيء من الشرح‪ ،‬كما هي‬


‫موضحة في الشكل الموجود في بداية هذا الموضوع‪.‬‬

‫منطقة الخوف‪ :‬هي منطقة وهمية ً‬


‫أيضا سنصطدم بها عند‬
‫الخروج من منطقة الراحة‪ ،‬وقد نشعر فيها بالذعر الشديد‬
‫واالرتباك‪ .‬ولكنها مرحلة شافية وتعد من أصعب المناطق‬
‫وأثقلها على النفس ألننا سنواجه فيها جميع مخاوفنا‬
‫ونكتشفها ألول مرة‪ ،‬وسيولد ذلك حالة من ضعف الثقة‬
‫بالنفس الذي سيجعلنا نتأثر بأي مؤثر خارجي يخبرنا بأننا لن‬
‫نستطيع‪ ،‬وبالتالي سنختلق األعذار للتشبث بمنطقة الراحة‪،‬‬
‫وسيكون فيها حديث مطول مع النفس نجني ثماره في منطقة‬
‫التعلم‪.‬‬

‫التعلم‪ :‬هنا يبدأ الفرد في بناء الثقة والتواصل مع قدراته‬


‫وا كتساب مهارات جديدة واالختيار بين البدائل ومحاولة‬
‫توظيف طاقاته‪ ،‬فيكون فيها أ كثر هدو ًءا من منطقة الخوف‪،‬‬
‫ً‬
‫تقبال للخطأ والتعثر‪ ،‬وسيؤدي هذا بدوره إلى‬ ‫وبالتالي أ كثر‬
‫توسيع منطقة الراحة‪.‬‬
‫منطقة النمو‪ :‬وهنا يجد الفرد ضالته‪ ،‬ويضع أهدافه‪ ،‬ثم يمضي‬
‫قدما نحو تحقيقها‪ ،‬ويتحرر من جميع مخاوفه‪ ،‬ويحقق شعور‬
‫ً‬
‫اإلنجاز الذي طالما كان هدفه أن يبلغه‪ ،‬وسوف يجد شغفه‬
‫ويحقق غايته‪.‬‬

‫طريقة الخروج من منطقة الراحة‬

‫ال يوجد "كتالوج" يرسم طريق الخروج‪ ،‬وال جدول زمني‪،‬‬


‫بل هي رحلة شخصية تعتمد كل ًيا على وعي الفرد وإدرا كه‬
‫وقدرته النفسية على تقبل ضعفه وتخبطاته‪ ،‬ووعيه بحجم‬
‫مخاوفه ومواطن القوة والضعف لديه وكذلك إدرا كه لعقبات‬
‫الخروج وعقبات البقاء ‪.‬‬

‫وسوف يساعده في ذلك وضع أهداف قصيرة المدى‬


‫والبدء بخطوات صغيرة‪.‬‬

‫في البداية سيكون‬


‫التغيير مره ًقا‪ ،‬وسيفيد‬
‫عدم زيادة األعباء دفعة‬
‫واحدة في تحقيق شعور‬
‫اإلنجاز‪ ،‬وسوف يبعث ذلك‬
‫شيئا من الحماس والشعور بتحقيق الذات‪ ،‬ويصبح اإلنجاز‬
‫البسيط مجرد بداية إلنجاز ما هو أ كبر‪.‬‬

‫يجب علينا احترام المحدودية (االعتراف بأننا لسنا أبطاال‬


‫خارقين)‪ ،‬وأن هناك ما نجيد فعله ولكن هناك ما ال نستطيعه‪،‬‬
‫وأن هذه هي طبيعتنا البشرية؛ فنحن لسنا آالت ننهي األمر‬
‫بضغطة زر!‬

‫إن إدرا كنا لهذا األمر سيجعلنا نرضى بمحدوديتنا ونتقبل‬


‫أنفسنا دون شروط مسبقة للقبول‪.‬‬

‫ومن الضروري تحديد األولويات؛ إذ أن تزاحم األفكار‬


‫وسيل الخطط المرجوة سيصيبنا باإلحباط‪ ،‬ولذلك فإن وضع‬
‫األولويات لن يفقدنا التركيز‪ ،‬وسيضعنا أمام خطط مرتبة يرتبط‬
‫تنفيذها بمدى الجدية التي نتعامل بها مع األمر‪.‬‬

‫ويجب علينا أيضا تغيير معتقداتنا حول مفاهيم النجاح‬


‫والفشل؛ فسعينا لتغيير مفاهيمنا الخاصة ومرونة تقبل فكرة‬
‫أن األمور ليست فقط ما نرى‪ ،‬والنظر للفشل بعين القبول‬
‫دافعا للنجاح‪ ،‬بل هو تجربة فعلية إلتمام النجاح‪ ،‬فما‬
‫ً‬ ‫واعتباره‬
‫أخفقنا في فعله مرة سنتخطاه في المرة القادمة‪ .‬ولنضع نصب‬
‫أعيننا أن طاقاتنا المهدرة في عدم قبول الفشل سندفعها‬
‫مضاعفة في قبول النجاح في حد ذاته‪.‬‬

‫جميعا أننا قد نخفق مرات في محاوالت‬


‫ً‬ ‫وليكن في أذهاننا‬
‫الخروج‪ ،‬وربما نعود من حيث بدأنا وتخيب آمالنا‪ ،‬وربما‬
‫يتملكنا الذعر في بعض األحيان فنفقد إيماننا بأنفسنا‪ ،‬لكن ال‬
‫بأس‪ ،‬سيعيد ذلك اتزاننا وسيعيد لنا ذاتنا التي افتقدناها داخل‬
‫منطقة الراحة‪ ،‬فالرحلة تبدأ من هنا‪.‬‬

‫منقول بتصرف عن‪ :‬موقع المحطة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صفحة االشتراك في مجموعة "رجال األعمال"‪afaqb.co :‬‬

You might also like