Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫‪5‬‬ ‫هذه نصيحتي ‪..

‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫المقدمة‬

‫احلمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل‪..‬‬


‫وبعد‪:‬‬
‫فإن فضل العلم وشرف أهله ال خيفي علي عاقل وقد وردت‬
‫اآليات الكثرية الدالة على ذلك مثل‪:‬‬
‫ْم‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين أُوتُوا الْعل َ‬
‫آمنُوا م ْن ُك ْم َوالذ َ‬ ‫ين َ‬‫‪‬يَ ْرفَ ِع اهللُ الذ َ‬
‫َد َر َجات‪.)1(...‬‬
‫شى اهلل ِمن ِعب ِ‬
‫ادهِ الْعُلَ َماءُ‪.)2(‬‬‫وقوله تعاىل‪ :‬إِنَّ َما يَ ْخ َ َ ْ َ‬
‫وأما األحاديث الصحيحة فكثرية يف هذا الباب ومن ذلك قول‬
‫النيب ‪:‬‬
‫علما سلك اهلل له به طري ًقا من‬
‫«من سلك طري ًقا يطلب فيه ً‬
‫رضا بما‬
‫طرق الجنة‪ ،‬وإن المالئكة لتضع أجنحتها لطالب العلم ً‬
‫يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في األرض‬
‫والحيتان في جوف الماء‪ ،‬وإن فضل العالم على العابد كفضل‬
‫القمر ليلة البدر على سائر الكواكب‪ ،‬وإن العلماء ورثة األنبياء‪،‬‬
‫العلَم من أخذه‬‫وإن األنبياء لم يورثوا دينارا وال درهما‪ ،‬إنما ورثوا ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أخذ بحظ وافر»(‪.)3‬‬

‫)‪ (1‬سورة اجملادلة‪ ،‬اآلية رقم ‪.11‬‬


‫)‪ (2‬سورة فاطر‪ ،‬اآلية رقم ‪.22‬‬
‫)‪ (3‬عن أيب الدرداء كما يف مسند اإلمام أمحد بن حنبل وقد رواه األربعة وابن حبان يف‬
‫صحيحه وهو صحيح‪ ،‬وانظر صحيح اجلامع الصغري حتقيق األلباين‪.‬‬
‫يا طالب العلم إن أردت النجاة‬ ‫‪6‬‬
‫ولقد صنف كثري من األئمة املتقدمني واملتأخرين كتبًا يف فضل‬
‫طلب العلم وآداب طالب العلم وما ينبغي أن يتحلى به من األخالق‬
‫والصفات‪.‬‬
‫وهذه الرسالة اليت خلصها وكتبها أخي يف اهلل فيحان بن سليمان‬
‫خريا‪.‬‬
‫الغريب جزاه اهلل ً‬
‫رسالة صغرية احلجم عظيمة الفائدة يف موضوعها إذ أهنا مجعت‬
‫كثريا من اآلداب اليت ينبغي أن يتصف هبا طالب العلم‪.‬‬
‫ً‬
‫خريا على ما صنع واهلل أسأل أن يرزقنا اإلخالص يف‬ ‫فجزاه اهلل ً‬
‫العلم والعمل‪ ،‬إنه مسيع جميب‪.‬‬

‫كتبه الشيخ‬
‫عبد العزيز السدحان‬

‫****‬
‫‪7‬‬ ‫هذه نصيحتي ‪..‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور‬


‫أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده اهلل فال مضل له ومن يضلل فال‬
‫هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن‬
‫تسليما إىل‬
‫ً‬ ‫حممدا عبده ورسوله ‪ ‬وعلى آله وصحبه أمجعني وسلم‬ ‫ً‬
‫يوم الدين أما بعد‪:‬‬
‫فإن أصدق احلديث كتاب اهلل وخري اهلدي هدي حممد ‪ ،‬وشر‬
‫األمور حمدثاهتا وكل حمدثة يف دين اهلل بدعة وكل بدعة ضاللة وكل‬
‫ضاللة يف النار‪ ،‬عياذًا باهلل من ذلك‪.‬‬
‫أخي الحبيب‪:‬‬
‫عن متيم الداري ‪ ‬أن النيب ‪ ‬قال‪« :‬الدين النصيحة‪ .‬قلنا‪:‬‬
‫ملن يا رسول اهلل؟ قال‪ :‬هلل ولكتابه ولرسوله وألئمة المسلمين‬
‫وعامتهم»(‪ )1‬وهذا حديث عظيم الشأن وعليه مدار اإلسالم ومعىن‬
‫احلديث‪( :‬عماد الدين وقوامه النصيحة)(‪ )2‬وقال النووي رمحه اهلل‪:‬‬
‫(أما نصيحة عامة املسلمني وهم من عدا والة األمر‪ :‬فإرشادهم‬
‫ملصاحلهم يف آخرهتم ودنياهم‪ ،‬وكف األذى عنهم‪ ،‬فيعلمهم ما‬
‫جيهلونه من دينهم‪ ،‬ويعينهم عليه بالقول والفعل‪ ،‬وسرت عوراهتم‪ ،‬وسد‬
‫خالهتم‪ ،‬ودفع املضار عنهم‪ ،‬وجلب املنافع هلم‪ ،‬وأمرهم باملعروف‪،‬‬
‫وهنيهم عن املنكر برفق وإخالص‪ ،‬والشفقة عليهم‪ ،‬وتوقري كبريهم –‬
‫)‪ (1‬رواه البخاري ومسلم وغريمها‪.‬‬
‫)‪ (2‬ذكر ذلك النووي يف شرحه لصحيح مسلم ص‪ 33‬طبعة دار الكتب العلمية –‬
‫بريوت – لبنان‪.‬‬
‫يا طالب العلم إن أردت النجاة‬ ‫‪2‬‬
‫قلت‪ :‬وعاملهم – ورمحة صغريهم‪ ،‬وختوهلم باملوعظة احلسنة‪ ،‬وترك‬
‫غشهم وحسدهم وأنه حيب هلم ما حيب لنفسه(‪ ،)1‬من اخلري ويكره‬
‫هلم ما يكره لنفسه من املكروه‪ ،‬والذب عن أمواهلم وأعراضهم وغري‬
‫ذلك من أحواهلم بالقول والفعل‪ ،‬وحثهم على التخلف جبميع ما‬
‫ذكرناه من أنواع النصيحة‪ ،‬وتنشيط مههم إىل الطاعات‪ ،‬وقد كان‬
‫السلف ‪ ‬فيهم من تبلغ به النصيحة إىل اإلضرار بدنياه‪ .‬واهلل‬
‫أعلم)‪ .‬انتهى كالمه رمحه اهلل‬
‫فانطالقًا من هذا احلديث الثابت عن النيب ‪ ،‬والتعليق عليه‬
‫لإلمام النووي ‪-‬أردت أن أنصحك حبًا لك وإشفاقًا عليك‪ ،‬وحيث‬
‫أنك سليم الصدر‪ ،‬طيب النفس‪ ،‬صحيح الفطرة‪ ،‬وقاف عند حدود‬
‫اهلل‪ ،‬قابل للنصيحة‪ ،‬ممتثل ألمر اهلل؛ أردت لك النصيحة‪.‬‬
‫نصيحتي تتلخص في أمور‪،،،،،‬‬
‫األول‪ :‬احذر من التصدر قبل التأهل فهو آفة يف العلم والعمل‪.‬‬
‫كما أحذرك من الرياء يف طلب العلم والوعظ والدعوة وقصد‬
‫التصدر والشهرة‪ ،‬وعالج ذلك الصدق واإلخالص(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وخصوصا يف‬
‫ً‬ ‫الثاني‪ :‬إياك واجلدال‪ ،‬أحذرك من اجلدال‬

‫استنادا على حديث أنس ‪ ‬عن النيب ‪ ‬قال‪« :‬ال يؤمن أحدكم حتى يحب‬ ‫ً‬ ‫)‪(1‬‬
‫ألخيه ما يحب لنفسه» رواه البخاري‪.‬‬
‫)‪ (2‬من «حلية طالب العلم» لـ (بكر عبد اهلل أبو زيد)‪ ،‬ورسالة‪« :‬كيف تطلب العلم»‬
‫للشيخ عائض القرين ص‪.13‬‬
‫استنادا لقول النيب ‪ ‬يف احلديث الذي‬
‫ً‬ ‫)‪ (3‬لعلك أن حتصل على بيت يف ربض اجلنة‬
‫رواه أبو أمامة أن النيب ‪ ‬قال‪« :‬أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء‬
‫مازحا‪ ،‬وبيت‬
‫محقا‪ ،‬وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان ً‬ ‫وإن كان ًّ‬
‫في أعلى الجنة لمن حسن خلقه» رواه أبو داود والرتمذي والنسائي وابن ماجه‪،‬‬
‫وقال الشيخ األلباين‪ :‬حسن بشواهده‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫هذه نصيحتي ‪..‬‬
‫املسائل اليت يسع املسلم فيها السكوت من قلة علمه(‪.)1‬‬
‫الثالث‪ :‬ال تتعجل فالشيطان يدخل مع العجلة‪ ،‬وعليك بالتأين‬
‫يف أمورك كلها؛ ألن األناة خصلة حيبها اهلل عز وجل(‪ )2‬ال تتعجل يف‬
‫احلكم على األمور قبل أن تعرف حقيقتها‪ ،‬وقبل أن تعرف حكم اهلل‬
‫ورسوله فيها‪ ،‬وقبل أن تعرف الراجح من املرجوح‪ ،‬والصحيح من‬
‫الضعيف‪ ،‬والناسخ من املنسوخ‪ ،‬واجلمع بني األدلة‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬ينبغي لطالب العلم أن يقبل احلكمة ممن قاهلا؛ فاحلكمة‬
‫ضالة املؤمن مهما كان قائلها‪ ،‬فإن الشيطان علم أبا هريرة آية‬
‫الكرسي فقبلها‪ ،‬وقال له الرسول ‪« ‬صدقك وهو كذوب»(‪.)3‬‬
‫الخامس‪ :‬كن صادقًا يف حبك ألخيك املسلم وال يكن تكل ًفا أو‬
‫تصنعا منك‪ ،‬وال حتمل يف قلبك على أخيك املسلم شيئًا مهما كان‬ ‫ً‬
‫االختالف بينكما سواء كان يف اآلراء أو يف املسائل أو ما إىل ذلك‪،‬‬
‫طاهرا نقيًّا ال حيمل بني طياته الغش واحلقد‬ ‫وليكن قلبك نظي ًفا ً‬
‫واحلسد [وال يكن قلبك مثل اإلسفنجة يتشرب كل شيء‪ ،‬بل اجعله‬
‫مثل الزجاجة ترى احلقائق من وراءها وال يدخلها شيء؛ يأخذ ما‬
‫ينفعه ويرتك ما يضره يأخذ الصاحل ويرتك الفاسد](‪.)4‬‬
‫السادس‪ :‬أحسن الظن بإخوانك املسلمني القريب منهم والبعيد‪،‬‬
‫اجتَنِبُوا‬ ‫َّ ِ‬
‫وامحل األمور على طبيعتها؛ قال تعاىل‪)5( :‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ين آ ََمنُوا ْ‬
‫ِ‬
‫ض الظَّن إِثْم‪ ‬اآلية ‪.‬‬‫َكثِ ًيرا م َن الظَّن إِ َّن بَ ْع َ‬
‫)‪ (1‬بعضها من رسالة‪« :‬كيف تطلب العلم» للشيخ‪ :‬عائض القرين ص‪.24‬‬
‫استنادا على حديث الرسول ‪ ‬الذي رواه ابن عباس أن الرسول ‪ ‬قال لألشج ‪-‬‬ ‫ً‬ ‫)‪(2‬‬
‫أشج عبد القيس‪« :-‬إن فيك خصلتين يحبهما اهلل الحلم واألناه» رواه مسلم‪.‬‬
‫)‪ (3‬من رسالة‪« :‬كيف تطلب العلم» للشيخ‪ :‬عائض القرين ص‪.26‬‬
‫)‪ (4‬من وصايا ابن تيمية البن القيم رمحهما اهلل وأسكنهما فسيح جناته‪.‬‬
‫)‪ (5‬آية ‪ 12‬سورة احلجرات‪.‬‬
‫يا طالب العلم إن أردت النجاة‬ ‫‪11‬‬
‫ِ ِ‬
‫ْحق َش ْيئًا‪ )1(‬وأقبل عذر‬‫وقال تعاىل‪َ  :‬وإِ َّن الظَّ َّن َال يُغْني م َن ال َ‬
‫من اعتذر منك وال حترجه بكثرة األسئلة عند االعتذار‪ ،‬وال تعطي‬
‫األمور أكرب من حجمها‪.‬‬
‫السابع‪ :‬احذر فبعض الفضوليني مههم تغليط العلماء وتعجيزهم‬
‫باألسئلة‪ ،‬وليس مقصودهم االستفادة‪ ،‬وهؤالء يظهر اهلل عوارهم‬
‫للناس وعثراهتم‪ ،‬وعلمهم قليل الربكة ضحل املنفعة؛ نسأل اهلل‬
‫التوفيق(‪.)2‬‬
‫الثامن‪ :‬احذر ذكر أمساء الناس يف معرض الكالم والنقد‪ :‬من‬
‫احلكمة إهبام أمساء الناس وخاصة العلماء يف معرض الرد أو االنتقاد‬
‫إطفاءً للفتنة‪ ،‬وإهناءً للتشويش‪ ،‬وسدًّا لباب التطفل على جاللة‬
‫العلماء(‪.)3‬‬
‫التاسع‪ :‬بعض الناس مثل الذباب ال يقع إال على اجلرح‪ ،‬بعض‬
‫دائما ينسى حسنات الطوائف واألجناس‬ ‫منتقدا ً‬ ‫الناس ال تراه إال ً‬
‫واألشخاص‪ ،‬ويذكر مثالبهم؛ فهو مثل الذباب يرتك موضع الربء‬
‫والسالمة‪ ،‬ويقع على اجلرح واألذى‪ ،‬وهذا من رداءة النفوس وفساد‬
‫املزاج(‪.)4‬‬
‫جدا وحمرجة‪،‬‬‫العاشر‪ :‬يا طالب العلم تثبت‪ ،‬فالفتوى خطرية ً‬
‫وهي توقيع عن رب العاملني فاحذر أن تقول على اهلل بغري علم‪،‬‬
‫وحذاري حذاري من التسرع فيها‪ ،‬والتهالك منها‪ ،‬وعليك بكلمة ال‬
‫أدري فهي عند أهل التقوى والورع كاملاء البارد(‪.)5‬‬
‫)‪ (1‬آية ‪ 22‬سورة النجم‪.‬‬
‫)‪ (2‬من رسالة الشيخ‪ :‬عائض القرين «كيف تطلب العلم» ص‪.44‬‬
‫)‪ (3‬من رسالة الشيخ‪ :‬عائض القرين «كيف تطلب العلم» ص‪.32‬‬
‫)‪ (4‬من رسالة الشيخ‪ :‬عائض القرين «كيف تطلب العلم» ص‪.25‬‬
‫)‪ (5‬من رسالة الشيخ‪ :‬عائض القرين «كيف تطلب العلم» ص‪.21‬‬
‫‪11‬‬ ‫هذه نصيحتي ‪..‬‬
‫الحادي عشر‪ :‬احذر من الغضب(‪ )1‬وكن ميزان حق تعطي احلق‬
‫من نفسك حىت يف ساعة غضبك‪.‬‬
‫الثاني عشر‪ :‬إن أول ما يتزود به الداعية إىل اهلل عز وجل أن‬
‫يكون على علم مستمد من كتاب اهلل وسنة رسوله ‪ ‬الصحيحة‬
‫املقبولة‪ ،‬وأما الدعوة بدون علم فإهنا دعوة على جهل‪ ،‬والدعوة على‬
‫اجلهل ضررها أكرب من نفعها؛ ألن هذا الداعية قد نصب نفسه‬
‫ومرشدا فإذا كان جاهالً فإنه بذلك يكون ضاالً ُمضالً ‪-‬‬ ‫ً‬ ‫موجها‬
‫ً‬
‫والعياذ باهلل‪ -‬ويكون جهله هذا جهالً مركبًا‪ ،‬واجلهل املركب أشد من‬
‫اجلهل البسيط؛ ُُيسك صاحبه وال يتكلم‪ ،‬وُيكن دفعه بالتعلم‪ ،‬ولكن‬
‫املشكلة كل املشكلة يف حال اجلاهل املركب إذ إن هذا اجلاهل املركب‬
‫مدمرا أكثر مما‬
‫يسكت‪)2،‬بل سيتكلم ولو عن جهل وحينئذ يكون ً‬ ‫لن‬
‫منورا( ‪.‬‬
‫يكون ً‬
‫الثالث عشر‪ :‬إياك أن تستأثر باحلديث يف اجمللس وترتك‬
‫اآلخرين؛ فهذا من قلة العلم وضحالة الفهم‪ ،‬والتربع باحلديث وعدم‬
‫إتاحة الفرصة لآلخرين من الرعونة(‪.)3‬‬
‫الرابع عشر‪ :‬ال تضيع الوقت فالوقت كالسيف إن مل تقطعه‬
‫قطعك‪ ،‬وطالب العلم ليس لديه وقت ٍ‬
‫كاف للبحث واملطالعة‪،‬‬
‫فكيف يُضيع الوقت؟! فاحذر أن يضيع وقتك بدون فائدة أو يف‬

‫استنادا على حديث الرسول ‪ ‬الذي رواه أبو هريرة أن رجالً قال للنيب ‪ :‬أوصين‪،‬‬
‫)‪ً (1‬‬
‫قال‪« :‬ال تغضب‪ ،‬فردد مر ًارا قال‪ :‬ال تغضب» صحيح البخاري‪.‬‬
‫)‪ (2‬من حماضرة الشيخ‪ :‬حممد بن عثيمني ‪-‬رمحه اهلل‪( -‬زاد الداعية إىل اهلل عز وجل)‬
‫ص‪.11‬‬
‫)‪ (3‬من رسالة الشيخ‪ :‬عائض القرين «كيف تطلب العلم» ص‪.35‬‬
‫يا طالب العلم إن أردت النجاة‬ ‫‪12‬‬
‫مسامرة أو جمالسة‪ ،‬وليكن يف القراءة النافعة(‪ ،)1‬وصلة الرحم‪ ،‬والزيارة‬
‫هلل ويف اهلل‪.‬‬
‫الخامس عشر‪ :‬انتبه من الكرب واحذر منه أشد احلذر فإنه آفة‬
‫العلم‪ ،‬واجعل التبسم يف غالب أحوالك سالحك جلذب قلوب الناس‬
‫إليك‪.‬‬
‫السادس عشر‪ :‬ال ُينعك الكرب عن سؤال أهل العلم فيما خفي‬
‫حكمه‪ ،‬واحذر من الشيطان فإنه يدخل معك يف هذه املسألة كأن‬
‫يوسوس عليك ويقول لك مثالً‪ :‬أنت طالب علم‪ ،‬وعندك الكتب‬
‫واملؤلفات واملصنفات؛ فال حتتاج إ ًذا إىل سؤال الناس‪ .‬فتقع يف اخلطأ‪،‬‬
‫وحتيد عن الطريق‪.‬‬
‫السابع عشر‪ :‬ارجع إىل الصواب وإىل احلق مىت ما رأيت أنك‬
‫خمطئ أو مىت ما نبهك أحد هلذا – مهما قل علمه وحتصيله –‬
‫فالرجوع إىل احلق فضيلة‪ ،‬وال تأخذك العزة باإلمث أو يأخذك الكرب عن‬
‫الرجوع إىل احلق‪.‬‬
‫الثامن عشر‪ :‬احرص أن تتلقى – ما استطعت – كل علم من‬
‫أهله‪ ،‬فتتلقى مثالً القرآن من القراء‪ ،‬والتفسري من املفسرين‪ ،‬واحلديث‬
‫من احملدثني‪ ،‬والفقه من الفقهاء‪ ،‬وقد قال اإلمام مالك رمحه اهلل‪ :‬كل‬
‫علم يُسأل عنه أهله(‪.)2‬‬

‫)‪ (1‬أنفع القراءة قراءة كتاب اهلل ‪-‬عز وجل‪ ،-‬وسنة رسوله ‪ ،‬مث ما يتيسر مما ينفعك‬
‫يف دنياك وأخراك‪.‬‬
‫)‪ (2‬هذا إن توافر هؤالء املتخصصون وهم أندر من الكربيت األمحر‪ ،‬وذلك يكفي طالب‬
‫العلم أن يظفر بعامل من األكابر فيتلقى عليه سائر العلوم عند التأسيس؛ فإن الشأن‬
‫يف األكابر [إتقاهنم لكل هذه العلوم مبستوى ُيكنهم من تأسيسها لدى طالب‬
‫=‬
‫‪13‬‬ ‫هذه نصيحتي ‪..‬‬
‫التاسع عشر‪ :‬يا طاب العلم ارسم لنفسك كرب اهلمة‪ ،‬فمن‬
‫سجايا اإلسالم التحلي بكرب اهلمة‪ ،‬وابذل الوسع يف الطلب‬
‫والتحصيل والتدقيق ومهما بلغت من العلم فتذكر [كم ترك األول‬
‫لآلخر] وال تسمع لكالم العامة ما ترك األول لآلخر شيئًا‪ ،‬والصحيح‬
‫أن األول واآلخر تركوا الشيء الكثري ومل يلموا بالعلوم كلها(‪.)1‬‬
‫العشرون‪( :‬تعاهد علمك الذي تعلمته وحفظته من وقت إىل‬
‫آخر؛ فإن عدم التعاهد عنوان الذهاب للعلم مهما كان)(‪.)2‬‬
‫الحادي والعشرون‪ :‬ابذل الوسع يف حفظ العلم‪ ،‬وليكن‬
‫حفظك [حفظ رعاية] بالعمل واالتباع‪ ،‬وليجعل من حفظ احلديث‬
‫حفظه حفظ رعاية ال حفظ رواية؛ فإن رواة العلم كثري ورعاته قليل‪،‬‬
‫ورب حاضر كالغائب‪ ،‬وعامل كاجلاهل‪ ،‬وحامل للحديث ليس معه‬
‫منه شيء [وذلك من قلة العمل مبا يعلم ومن قلة التطبيق مبا علم‬
‫وحفظ](‪.)3‬‬
‫الثاني والعشرون‪ :‬عليك باللجوء إىل اهلل تعاىل‪ ،‬ومضاعفة الرغبة‬
‫والفزع إىل اهلل يف الدعاء إليه واالنكسار بني يديه فبذلك يذلل اهلل‬
‫لك العقبات‪ ،‬ويفتح عليك ما استعصى أمامك فقد تعاصت بعض‬
‫العلوم على بعض األعالم املشاهري‪ ،‬وكان شيخ اإلسالم ابن تيمية‬
‫كثريا ما يقول يف دعائه إذا ما استعصى عليه تفسري آية من‬ ‫رمحه اهلل ً‬
‫كتاب اهلل تعاىل‪[ :‬اللهم يا معلم آدم وإبراهيم علمين‪ ،‬ويا مفهم‬
‫=‬
‫العلم] أما عند التوسع والتخصص فالبد من تلقي كل علم من أهله‪ .‬من رسالة‬
‫الدكتوراة‪ :‬عبد العزيز قارئ «برنامج عملي للمتفقهني» ص‪.42 ،46‬‬
‫)‪ (1‬من «حلية طالب العلم» للشيخ‪ :‬بكر عبد اهلل أبو زيد‪.‬‬
‫)‪ (2‬من «حلية طالب العلم» للشيخ‪ :‬بكر عبد اهلل أبو زيد‪.‬‬
‫)‪ (3‬من «حلية طالب العلم» للشيخ‪ :‬بكر عبد اهلل أبو زيد‪.‬‬
‫يا طالب العلم إن أردت النجاة‬ ‫‪14‬‬
‫سليمان فهمين‪ ،‬فيجد الفتح يف ذلك](‪.)1‬‬
‫الثالث والعشرون‪ُ :‬جنة العامل ال أدري‪ ،‬ويهتك حجاهبا‬
‫االستنكاف منها وقوله‪ :‬يقال أو مسعت أو ما شاهبهمها‪ ،‬وإن كان‬
‫نصف العلم ال أدري‪ ،‬فنصف اجلهل يقال أو أظن فانتبه هلذا وفقك‬
‫اهلل(‪.)2‬‬
‫الرابع والعشرون‪ :‬احذر أن تكون أبا شرب‪ ،‬فقد قيل‪ :‬العلم ثالثة‬
‫أشبار‪ ،‬ومن دخل يف الشرب األول تكرب‪ ،‬ومن دخل يف الشرب الثاين‬
‫تواضع‪ ،‬ومن دخل يف الشرب الثالث علم أنه ال يعلم(‪.)3‬‬
‫الخامس والعشرون‪ :‬من أراد أن جيمع يف طلبه للعلم بني قصد‬
‫الدنيا واآلخرة فقد أراد الشطط وغلط أقبح الغلط‪ ،‬فإن طلب العلم‬
‫من أشرف أنواع العبادة وأجلها وأعالها‪ ،‬وقد قال اهلل سبحانه‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‪ )4(‬فقيد أمر‬ ‫وتعاىل‪َ  :‬و َما أُم ُروا إِال ليَ ْعبُ ُدوا اهللَ ُم ْخلص َ‬
‫ين لَهُ الد َ‬
‫العبادة باإلخالص الذي هو روحها(‪.)5‬‬
‫السادس والعشرون‪ :‬قال ابن القيم رمحه اهلل‪ :‬للعلم ست‬
‫مراتب؛ أوهلا‪ :‬حسن السؤال‪ ،‬والثانية‪ :‬حسن اإلنصات‪ ،‬والثالثة‪:‬‬
‫حسن الفهم‪ ،‬والرابعة‪ :‬احلفظ‪ ،‬واخلامسة‪ :‬التعليم‪ ،‬والسادسة وهي‬
‫(مثرته)‪ :‬العمل به ومراعاة حدوده(‪.)6‬‬
‫السابع والعشرون‪ :‬احرص على سلم التعليم الذي اصطلح عليه‬

‫)‪ (1‬من «حلية طالب العلم» للشيخ‪ :‬بكر عبد اهلل أبو زيد‪.‬‬
‫)‪ (2‬من «حلية طالب العلم» للشيخ‪ :‬بكر عبد اهلل أبو زيد‪.‬‬
‫)‪ (3‬من «تذكرة السامع واملتكلم» لـ‪ :‬ابن مجاعة الكتاين ص‪.65‬‬
‫)‪ (4‬سورة البينة آية رقم (‪.)5‬‬
‫)‪ (5‬من «أدب الطلب ومنتهى األرب» للشوكاين ص‪.22‬‬
‫)‪ (6‬من «مفتاح دار السعادة» البن القيم‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫هذه نصيحتي ‪..‬‬
‫العلماء‪ ،‬فالتدرج يف سلم التعلم ضروري لكل متفقه‪ ،‬والعلم ال ينال‬
‫قفزا‪ ،‬فإذا قفزت من فوق اجلدران فزلت بك قدمك وسقطت على أم‬ ‫ً‬
‫رأسك يف جمال التعلم فال تلومن إال نفسك؛ ألنك بدالً من أن تأيت‬
‫البيوت من أبواهبا أردت أن تقفز من فوق اجلدران(‪.)1‬‬
‫الثامن والعشرون‪ :‬على طالب العلم أن يعزو الكالم إىل‬
‫صاحبه واملقال إذا كتبه إىل مصدره‪ ،‬فإن هذا من األمانة‪ ،‬وخمالفته من‬
‫السرقة العلمية نسأل اهلل العافية من ذلك‪.‬‬
‫التاسع والعشرون‪ :‬ينبغي لطالب العلم أن يتأدب مع أستاذه‬
‫وشيخه ومعلمه‪ ،‬فال يسمعه إال ما حيب‪ ،‬وال ينصرف عنه إال بإذنه‪،‬‬
‫منتقدا يهمه تسجيل ما يرى من أخطاء‬ ‫ً‬ ‫وال يكون متعقبًا‬
‫ومالحظات‪ ،‬وال بأس أن حياور شيخه فيما يرى أنه خالف فيه قول‬
‫من سبقه‪ ،‬ولكن حياوره حماورة لطيفة ظريفة باحلكمة واألسلوب‬
‫احلسن‪ ،‬حماورة تتسم باألدب واالحرتام واحملبة‪ .‬وال ينبغي له أن‬
‫يغضب إذا مل يوافقه الشيخ بل يأخذ ما يقتنع به ويرتك الذي ال يريد‬
‫من غري جتريح وال تعنيف‪ ،‬واعلم وفقك اهلل أن صفة الكمال مل‬
‫يكتبها اهلل ألحد من العاملني‪ ،‬ومهما حبثت بني العلماء وطلبة العلم‬
‫أبدا؛ ألن الكمال صفة من‬ ‫وغريهم على كامل مكتمل فلن جتد ً‬
‫صفات اهلل اليت ال يرضى أن يشاركه فيها أحد‪.‬‬
‫الثالثون‪ :‬ال تأخذ العلم والتوجيه والفتوى إال ِم ْن م ْن يشهد له‬
‫بصحة العقيدة وبتقوى اهلل والورع ومن من أنت على بينة من علمه‬
‫وأمانته وصدقه ونزاهته‪.‬‬
‫الواحد الثالثون‪ :‬على طالب العلم أن يقدم من هو أوىل منه‪،‬‬

‫)‪ (1‬من رسالة‪« :‬برنامج عملي للمتفقهني» للدكتور‪ /‬عبد العزيز قارئ‪.‬‬
‫يا طالب العلم إن أردت النجاة‬ ‫‪16‬‬
‫فال يتصدى للعلم حبضرهتم وهم أحياء‪ ،‬وال يغمطهم حقهم بعد‬
‫املمات؛ بل يرشد إىل األخذ عنهم وقراءة كتبهم وقيل ملعاذ بن جبل‬
‫‪( :‬أللرجل العامل أن يقول ومعه عداده من الناس يف األمر البد‬
‫منه؟ قال‪ :‬إن شاء قال‪ ،‬وإن شاء أمسك؛ حىت يكفيه أصحابه ذلك‬
‫أحب إيل)(‪.)1‬‬
‫آخر المسائل‪ :‬أرجو منك أخي احلبيب أن تتقبل نصيحيت ألنين‬
‫أعتقد أن فيها النجاة بإذن اهلل‪.‬‬
‫أخي الحبيب‪ :‬ال تؤاخذين وال تتضجر مين إن كان يف هذه‬
‫النصيحة شيئًا ُيس شعورك النبيل‪ ،‬واهلل سبحانه وتعاىل يعلم أين ال‬
‫إصالحا وتوفي ًقا‪ ،‬واهلل إين أحبك يف اهلل وهلل‪ ،‬ولكن احلق‬ ‫ً‬ ‫أريد إال‬
‫أحب إىل من كل شيء‪.‬‬
‫أخي الحبيب‪ :‬هذه نصيحيت لك فإن قبلتها فاحلمد هلل‪ ،‬وإن مل‬
‫تقبلها فأسأل اهلل أن يشرح صدرك لقبوهلا‪.‬‬
‫أخي الحبيب‪ :‬ال خيفى عليك أنين كتبتها راجيًا ثواهبا من اهلل عز‬
‫وجل مع قلة علمي وكثرة إسرايف على نفسي‪ ،‬أسأل اهلل يل ولك‬
‫التوبة النصوح وأسأل اهلل سبحانه وتعاىل بأمسائه احلسىن وصفاته العلى‬
‫أن يرينا احلق ح ًقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطالً ويرزقنا اجتنابه‪،‬‬
‫وأن جيعلين وإياك ومجيع املسلمني من الذين يستمعون القول فيتبعون‬
‫أحسنه إنه جواد كرمي‪.‬‬
‫وصلى اهلل وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫أخي طالب العلم بعد قراءتك هلذه اآلداب ينبغي أن تعرف ما‬
‫خيالفها ويكدر صفوها‪ ،‬وقد نفلت لك بعض األمور اليت ينبغي‬
‫)‪ (1‬من «جامع بيان العلم وفضله» البن عبد الرب‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫هذه نصيحتي ‪..‬‬
‫لطالب العلم أن حيذر منها‪ ،‬وإليك هذه األمور ليستقيم لك الطريق‬
‫يف طلب العلم‪.‬‬

‫****‬
‫يا طالب العلم إن أردت النجاة‬ ‫‪12‬‬
‫كلمة طيبة قيمة في الفوضى‬
‫لطلبة العلم‬
‫للشيخ عبد العزيز السدحان (حفظه اهلل)‬
‫احلمد هلل رب العاملني‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن كلمة (فوضى) هلا معان عدة منها‪ :‬أهنا تدل على األمور‬
‫جهدا من الوقت إلعادة األمور إىل‬ ‫املتداخلة غري املرتبة‪ ،‬واليت تأخذ ً‬
‫جماريها‪.‬‬
‫جاء يف لسان العرب عن أيب زيد قوله‪ :‬القوم يف فيضوضا أمرهم‪،‬‬
‫ويف فيضوضا فيما بينهم؛ إذا كانوا خمتلطني فيلبس هذا ثوب هذا‪.‬‬
‫ويأكل هذا طعام هذا‪ .‬ال يأمر واحد منهم صاحبه فيما يفعل يف‬
‫خمتصرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أمره‪ .‬انتهى‬
‫‪ -‬ويف ذم الفوضى قال الشاعر‪:‬‬
‫ال يص ـ ـ ـ ـ ــلح الن ـ ـ ـ ـ ــاس فوض ـ ـ ـ ـ ــى ال سـ ـ ـ ـ ـ ـراة هل ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫وال سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراة إذا جه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهلم س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادوا‬
‫ومن أعظم الفوضى الفوضى يف طلب العلم‪ .‬ففيها إضاعة‬
‫للجهد وإضاعة للوقت واملال‪ .‬فيقرأ كل ما يقع يف يده‪ ،‬وقد يكون‬
‫أياما‬
‫إمثه أكرب من نفعه بل قد يكون ال نفع فيه‪ .‬ويضيع ساعات بل ً‬
‫جهد ال ينفع يف الدنيا وال يف اآلخرة‪.‬‬ ‫يف ٍ‬
‫وينفق أمواله على كل كتاب تقع عليه عيناه‪ ،‬فترتاكم عليه الكتب‬
‫وتزداد فيعجز عن متييز غثها من مسينها‪.‬‬
‫‪ -‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه اهلل تعاىل‪:‬‬
‫(ومن أعماه اهلل مل تزده كثرة الكتب إال حريةً وضالال) فتجد‬
‫‪13‬‬ ‫هذه نصيحتي ‪..‬‬
‫بعض طالب العلم حيفظ عشرات بل مئات األبيات يف كل يوم أو‬
‫أسبوع وُير عليه الشهر والشهران‪ ،‬وال حيفظ منه آية أو حديثًا‪.‬‬
‫ولذلك فعلى طالب العلم احلذر من تلك الفوضى اليت تقتل‬
‫اجلهد والوقت واملال‪.‬‬
‫األسباب التي تعين على التخلص من الفوضى‪:‬‬
‫‪ -1‬الصدق واإلخالص يف طلب العلم‪ .‬وأن يوافق فعله قوله‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلكثار من دعاء اهلل واإلحلاح عليه يف أن يرزقه البصرية يف‬
‫علمه وعمله‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم شراء أي كتاب حىت يستشري من يثق يف علمه‪.‬‬
‫‪ -4‬ترتيب الوقت فيجعل وقتًا للحفظ‪ ،‬ووقتًا للقراءة يف املنزل‪،‬‬
‫ووقتًا حلضور درس عند أهل العلم الذين يدرسون يف حلقاهتم ما‬
‫يفهم ويعود عليهم بالنفع‪.‬‬
‫‪ -‬قال ابن مجاعة الكناين يف كتابه «تذكرة السامع واملتكلم يف‬
‫أدب العامل واملتعلم»‪:‬‬
‫(وأجود األوقات للحفظ األسحار‪ .‬وللبحث األبكار وللكتابة‬
‫وسط النهار وللمطالعة واملذاكرة الليل)‪.‬‬
‫كالما وفيه‪-:‬‬
‫‪ -‬مث نقل عن اخلطيب البغدادي ً‬
‫وأجود أماكن احلفظ الغرف وكل موضع بعيد عن امللهيات‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا عزم على قراءة كتاب فليحذر أن خيلل قراءته تلك ُكتبًا‬
‫أخرى لغري حاجة ماسة فإن ذلك من أسباب تشتيت الفهم وضياع‬
‫الوقت‪ .‬قال ابن مجاعة يف سياق كالم له‪ :‬يعطي الكتاب الذي يقرؤه‬
‫والعلم الذي يأخذه كليته حىت يتقنه‪ ،‬وكذلك حيذر من التنقل من‬
‫كتاب إىل كتاب من غري موجب فإنه عالمة الضجر وعدم الفالح‪.‬‬
‫يا طالب العلم إن أردت النجاة‬ ‫‪21‬‬
‫‪ -6‬أن حيرص طالب العلم على قراءة كتب أدب طلب العلم‬
‫اليت صنفها السلف الصاحل‪ ،‬فإنه سيقرأ عجبًا من سري السلف الصاحل‬
‫يف حرصهم على طلب العلم‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يستشري من يثق يف علمه وورعه فيما أشكل عليه من‬
‫خالل قراءته‪.‬‬
‫‪ -2‬أن حيرص على تقييد الفوائد اليت متر به يف أثناء قراءته‬
‫للكتاب‪ ،‬وأنه عندما ينتهي من قراءته للكتاب الذي بني يديه سريى‬
‫عظيما يف وقت يسري‪.‬‬
‫كنزا ً‬
‫أنه حصل ً‬
‫‪ -3‬أن حياسب طالب العلم نفسه كل يوم حبسبه‪ ،‬فريى ماذا‬
‫قدم وماذا أخر‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫هذه نصيحتي ‪..‬‬

‫المراجع‬

‫‪ -1‬القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ -2‬املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكرمي حممد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬
‫‪ -3‬املعجم املفهرس أللفاظ احلديث الشريف جلماعة من‬
‫املستشرقني‪.‬‬
‫‪ -4‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫‪ -5‬صحيح مسلم‪.‬‬
‫‪ -6‬صحيح سنن أبو داود لأللباين‪.‬‬
‫‪ -7‬سلسلة األحاديث الصحيحة للشيخ ناصر الدين األلباين‬
‫رمحه اهلل‪.‬‬
‫‪ -2‬شرح صحيح مسلم للنووي‪.‬‬
‫‪ -3‬حماضرة الشيخ العالمة حممد صاحل بن عثيمني زاد الداعية‬
‫إىل اهلل عز وجل رمحه اهلل‪.‬‬
‫‪ -11‬رسالة كيف تطلب العلم للشيخ عائض القرين وفقه اهلل‪.‬‬
‫‪ -11‬حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد رمحه اهلل‪.‬‬
‫‪ -12‬برنامج عملي للمتفقهني للدكتور عبد العزيز قارئ وفقه‬
‫اهلل‪.‬‬
‫‪ -13‬تذكرة السامع واملتكلم‪ .‬البن مجاعة الكناين رمحه اهلل‪.‬‬
‫‪ -14‬مفتاح دار السعادة البن القيم رمحه اهلل‪.‬‬
‫‪ -15‬أدب الطلب ومنتهى األرب لإلمام العالمة الشوكاين رمحه‬
‫اهلل‪.‬‬
‫‪ -16‬جامع بيان العلم وفضله البن عبد الرب رمحه اهلل‪.‬‬
‫يا طالب العلم إن أردت النجاة‬ ‫‪22‬‬
‫وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسالم على املرسلني‬
‫واحلمد هلل رب العاملني وصلى اهلل على نبينا حممد وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم‪.‬‬

‫****‬
‫‪23‬‬ ‫هذه نصيحتي ‪..‬‬

‫الفهرس‬

‫املقدمة فضيلة الشيخ عبد العزيز السدحان ‪5 ......................‬‬


‫نصيحيت تتلخص يف أمور‪2 ............................،،،،،‬‬
‫األول‪2 ................................................. :‬‬
‫الثاين‪2 .................................................. :‬‬
‫الثالث‪3 ................................................ :‬‬
‫الرابع‪3 .................................................. :‬‬
‫اخلامس‪3 ............................................... :‬‬
‫السادس‪3 ............................................... :‬‬
‫السابع‪11 .............................................. :‬‬
‫الثامن‪11 ............................................... :‬‬
‫التاسع‪11 .............................................. :‬‬
‫العاشر‪11 .............................................. :‬‬
‫احلادي عشر‪11 ......................................... :‬‬
‫الثاين عشر‪11 .......................................... :‬‬
‫الثالث عشر‪11 ......................................... :‬‬
‫الرابع عشر‪11 ...........................................:‬‬
‫اخلامس عشر‪12 ........................................ :‬‬
‫يا طالب العلم إن أردت النجاة‬ ‫‪24‬‬
‫السادس عشر‪12 ........................................ :‬‬
‫السابع عشر‪12 ......................................... :‬‬
‫الثامن عشر‪12 .......................................... :‬‬
‫التاسع عشر‪13 ......................................... :‬‬
‫العشرون‪13 ............................................. :‬‬
‫احلادي والعشرون‪13 ..................................... :‬‬
‫الثاين والعشرون‪13 .......................................:‬‬
‫الثالث والعشرون‪14 ..................................... :‬‬
‫الرابع والعشرون‪14 .......................................:‬‬
‫اخلامس والعشرون‪14 .................................... :‬‬
‫السادس والعشرون‪14 .................................... :‬‬
‫السابع والعشرون‪14 ..................................... :‬‬
‫الثامن والعشرون‪15 ...................................... :‬‬
‫التاسع والعشرون‪15 ..................................... :‬‬
‫الثالثون‪15 ............................................. :‬‬
‫الواحد الثالثون‪15 ....................................... :‬‬
‫آخر املسائل‪16 ......................................... :‬‬
‫أخي احلبيب‪16 ......................................... :‬‬
‫كلمة طيبة قيمة يف الفوضى لطلب العلم للشيخ عبد العزيز السدحان ‪12..‬‬
‫األسباب اليت تعني على التخلص من الفوضى‪13 ........... :‬‬
‫‪25‬‬ ‫هذه نصيحتي ‪..‬‬
‫املراجع ‪21 ...................................................‬‬
‫الفهرس ‪23 ..................................................‬‬

‫****‬

You might also like