Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫المسرح الجزائري‪ :‬النشأة والتطور‬


‫‪The Algerian theater: emergence and evolution‬‬

‫د‪ .‬قامسي كاهنة‬


‫جامعة حممد بوضياف ‪ -‬املسيلة‬

‫تاريخ القبول‪9102/12/02 :‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪9102/11/14 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫املسرح هو أبو الفنون‪ ،‬ألنه مرآة اجملتمع‪ ،‬يعكس أحواله وصوره‪ ،‬وقد قيل (أعطين‬
‫مر املسرح اجلزائري بعدة مراحل‪ ،‬فقبل الثورة كان مهتما‬
‫مسرحا أعطيك شعبا مثقفا)‪ .‬وقد ّ‬
‫بالتعبري عن آالم وجراح الشعب اجلزائري‪ ،‬أما أثناء الثورة فقد لعب دورا كبريا من خالل‬
‫تبنيه لنضال احلركة الوطنية وعمله على مقاومة االستعمار عن طريق حماولة إيقاظ الشعب‬
‫اجلزائري من غفلته وتوعيته بضرورة التحرر والتخلص من العبودية‪.‬‬

‫وبعد االستقالل اهتمت الدولة بتأميم املسرح الوطين‪ ،‬كما أ ّن األعمال املسرحية‬
‫املعروضة كانت منصبة على متجيد الثورة وختليد ذكرى الشهداء‪ ،‬خاصة بعد تبين الدولة‬
‫للنظام االشرتاكي‪ ،‬وبعد ذلك تلته فرتة غيّب فيها املسرح لفرتة كبرية‪ ،‬وهذا بسبب األوضاع‬
‫السياسية واألمنية للبالد‪ ،‬إالّ أنّه استطاع االنطالق من جديد واالهتمام بواقع احلياة‬
‫االجتماعية للمجتمع اجلزائري‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬املسرح اجلزائري‪ ،‬مقاومة االستعمار‪ ،‬النصوص املسرحية‪ ،‬اللغة‬


‫الفصحى‪ ،‬اللهجة العامية‪ ،‬الشخصية الوطنية‪.‬‬

‫‪062‬‬
0101 ‫ – ديسمبر‬10 :‫العدد‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

Abstract:
Theater is the best of arts since it reflects the society’s conditions
and images. It is said : ‘give me theater and i will give you literate
people’’. The algerian theater underwent several stages. Before
revolution, it was intrigued in expressing the people’s pain and
misery. During revolution the theater played a great role in defending
the national movement and enphasizing on resisting colonization
through waking Algerinas and raising their awarness about the
neccessity of freedom and independence.

After the independence, the state was interested in nationalizing the


national theater. The exposed plays were devoted to honour the
revolution and commemorate the martyrs,especially after the adoption
of communism. Then, theater was absent for a while due to the
sensitive situation of the country. However, it was capable to start
over reflecting the social conditions.

Keywords : the algerian theater, colonization resistence, theater texts,


standard language, slang, national character.

:‫مقدمة‬
‫ يغوص يف اجملتمع من خالل معاجلة خمتلف‬،‫يعترب املسرح من بني الفنون األدبية الراقية‬
‫ وقد ّأدى املسرح اجلزائري دورا كبريا يف مقاومة االستعمار‬،‫القضايا واملشاكل اليت تدور فيه‬
‫ باإلضافة إىل عمله على تثقيف الشعب اجلزائري وربطه مببادئ الدين اإلسالمي‬،‫الفرنسي‬
.‫كما عمل أيضا على التعريف بالقضية اجلزائرية داخل الوطن وخارجه‬

‫ أمثال عاللو ورشيد قسنطيين وحمي‬،‫ولقد ظهر يف هذه الفرتة كتّاب ومسرحيون كثر‬
‫ فهؤالء الثالثة وبفضل جهودهم املتواصلة قاموا بالتّأسيس للمسرح‬،...‫الدين باشطارزي‬
.‫اجلزائري مث جاء بعدهم خنبة أخرى عملوا كذلك على تطويره وترقيته أكثر فأكثر‬

062
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫‪ -0‬مفهوم المسرح‪:‬‬
‫‪ -0.0‬لغة‪ :‬لقد وردت لفظة مسرح يف القرآن الكرمي يف موضعني اثنني حيث قال‬
‫تعاىل‪﴿:‬ولكم فيها مجال حني ترحيون وحني تسرحون﴾(‪ ،)1‬ويف قوله أيضا ‪﴿:‬فتعالني أمتعكن‬
‫وأسرحكن سراحا مجيال﴾)‪ .)2‬وقد أورد ابن منظور يف معجمه (لسان العرب) "املسرح يف مادة‬
‫«سرح» املسرح بفتح امليم مرعى‪ ،‬ومجعه مسارح ‪ ...‬وهو املوضع الذي تسرح فيه املاشية‬
‫للرعي")‪ .(3‬كما أورده اخلليل بن أمحد الفراهيدي صاحب معجم العني بقوله‪" :‬سرحنا‬
‫اإلبل‪ ،‬وسرحت اإلبل سرحا واملسرح مرعى السرح والسرح من املال ما يفدى به ويراح‬
‫واجلميع سروح"(‪.)4‬‬
‫ومع أ ّن املعاين املذكورة يف القران الكرمي ويف املعاجم السابقة‪ ،‬ليس هلا عالقة باملسرح‬
‫كمفهوم اصطالحي‪ ،‬إالّ أهنا تقرتب من حيث الداللة مع مفهوم املسرح‪ ،‬أل ّن أخذ املاشية‬
‫التحرر والتسلية واملرح‪ ،‬ومبا أ ّن املسرح هو فن فأكيد‬
‫إىل املرعى كما ورد سابقا‪ ،‬فيه نوع من ّ‬
‫أنه سيكون هناك نوع من املرح والتسلية فيه أيضا‪.‬‬

‫‪ -9.0‬إصطالحا‪ :‬من الصعب إعطاء تعريف حيدد مفهوم املسرح‪ ،‬ألنّه يستخدم يف‬
‫سياقات متنوعة وخمتلفة‪" ،‬ويعترب املسرحي الروسي نيكوالي إيفرينوف ‪N- EVRONOFFE‬‬

‫(‪ )1194-1781‬أول من استخدم هذا املصطلح عام ‪ ،1122‬وقد اشتق من صفة‬


‫(مسرحي) بالروسية ‪ TEATRONOST‬للداللة على ماهية املسرح")‪ .)9‬ومن التعريفات‬
‫املق ّدمة للمسرح أنّه‪" :‬شكل من أشكال الكتابة يقوم على عرض متخيّل قوامه املمثل‬
‫( ‪)6‬‬
‫فن من الفنون النثرية يقوم على ركنني أساسيني مها املمثل‬ ‫واملتفرج" ‪ .‬وهذا ما يعين أنه ّ‬
‫وحضور املتفرجني‪" .‬املسرح مشتقة من الفعل (سرح) فاملمثلون يسرحون فوق خشبة‬
‫املسرح‪ ...‬واملسرح هبذا املعىن هو املكان الذي يقام فيه العرض املسرحي"(‪.)8‬أي أ ّن املسرح‬
‫هو املكان الذي جتري فيه أحداث املسرحية‪ ،‬والذي يكون دائما فوق خشبة املسرح‪ ،‬ومنه‬
‫فـ "املسرح قاعدة كبرية تنقسم إىل قسمني‪ ،‬القسم األول‪ :‬بناء حيتوي على التجهيزات‬
‫املسرحية من إضـ ـاءة ومناظر وأثاث ‪ ...‬اليت تشارك املمثلني يف تقدمي الصور الفنية املسرحية‬

‫‪066‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫ويزود‬
‫النهائية‪ ،‬والقسم الثاين‪ :‬وهو باقي القاعة‪ ،‬وتبلغ مساحتها نصف مساحة املنصة‪ّ ،‬‬
‫باملقاعد سواء يف الصالة أو يف الساحة‪ ،‬كما ختصص جلماهري املتلقني هذه املقاعد وتطل‬
‫على املنصة"(‪ .)7‬ولعل الشيء املميز يف املسرح هو مشاركة اجلمهور أحيانا يف العروض سواء‬
‫كانت مشاركة فعلية أو أن تكون مشاركة وجدانية‪ ،‬وهذا ألنّه "شكل من أشكال الفنون‬
‫كل أنواع التسلية والسريك‪ ،‬وهناك تعريف تقليدي للمسرح‬‫تؤدى أمام مشاهدين‪ ،‬يشمل ّ‬
‫هو أنّه "شكل من أشكال الفن يرتجم فيه املمثلون نصا مكتوبا إىل عرض متثيلي على‬
‫خشبة املسرح‪ ،‬حيث يقوم املمثلون عادة مبساعدة املخرج على ترمجة الشخصيات"(‪ .)1‬إذن‬
‫فاملسرح هو املكان الذي تدور فيه أحداث العمل املسرحي أين يقوم فيه املمثلون بتقمص‬
‫أدوار معينة وفق أحداث درامية‪.‬‬
‫‪ -9‬نشأة وتطور المسرح الجزائري‪:‬‬
‫مل تعرف اجلزائر املسرح باعتباره نوعا أدبيا وفنا له أصوله إالّ يف مطلع القرن العشرين‬
‫كل الذين كتبوا عن املسرح اجلزائري يتفقون على أن تاريخ ميالده هو مرحلة‬ ‫"يكاد ّ‬
‫العشرينيات من هذا القرن‪ ،‬فرغم مكوث الفرنسيني حوايل قرن يف اجلزائر فإ ّن اجلزائريني مل‬
‫يقلدوهم يف هذا امليدان منذ أول عهدهم"(‪ .)11‬لقد مّر املسرح اجلزائري مبراحل عديدة‬
‫حيث كان يسجل تطورا يف هنوضه ويف إنتاجه املسرحي‪ ،‬وهذه املراحل هي كالتايل‪:‬‬

‫‪ -0.9‬المرحلة األولى (‪ :)0291-0290‬وقد عرف العرب بصفة عامة أشكاال شبه‬


‫مسرحية تتمثل يف خيال الظل والقاراقوز اليت كانت تقدم يف الشوارع واألسواق‪ ،‬إالّ أهنا‬
‫كل هذه األشكال الشعبية قام املستعمر مبنعها‬
‫كانت بعيدة عن املسرح مبفهومه احلديث‪ ،‬و ّ‬
‫بعد احتالله للجزائر‪ ،‬وهذا ألهنا كانت تنتقد سياسته يف اجلزائر‪ ،‬كما أهنا استعملت‬
‫كوسيلة للسخرية من جنود االحتالل‪ ،‬وهذا ما جعل االستعمار مينعها من التداول‪.‬‬

‫"وقد شكلت اجلزائر استثناء خاصا ألهنا الوحيدة يف الدول العربية اليت تعرضت‬
‫الستعمار طويل دام ‪ 132‬سنة‪ ،‬والذي استعمل شىت الوسائل لطمس معامل اهلوية العربية‬
‫واإلسالمية للمجتمع اجلزائري‪ ،‬ويف املقابل أيقظت هذه احملاوالت الشعور اجلزائري بضرورة‬

‫‪062‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫النضال من أجل احلرية‪ ،‬وهذا ما أدته بوضوح وقوة األشكال الشعبية الفرجوية مثل‪ :‬املداح‬
‫القوال‪ ،‬حيث أثبت حضوره أثناء االستعمار الفرنسي‪ ،‬فقد سخر من جنود االحتالل‬
‫وانتقد أعماهلم التعسفية‪ ،‬وهبذا الدور حقق مصداقية عالية يف نفوس اجلزائريني نظرا لنزعته‬
‫التحررية وهذا ما كان يستجيب ملشاعر الناس"(‪.)11‬‬
‫وبالتايل ش ّكلت هذه األشكال الشعبية البسيطة بداية لظهور املسرح يف اجلزائر‪ ،‬ولكن‬
‫هناك من يؤكد أ ّن بذرة املسرح قد ظهرت مبكرا يف اجلزائر وهذا على يد إبراهيم دانينوس‬
‫"بينما يذكر الباحث الربيطاين فيليب ساداجروف احملاضر بقسم الدراسات العربية يف‬
‫جامعة اندنري بأسكتلندا‪ ،‬واملتخصص يف األدب العريب‪ ،‬أنّه عثر على خمطوط ملسرحية يقول‬
‫أهنا األوىل يف هذا الفن يف األدب العريب وهذا مبدرسة اللغات الشرقية واملسرحية وكانت‬
‫بعنوان (نزهة املشتاق وغصة العشاق يف مدينة ترياق بالعراق) لصاحبها اجلزائري إبراهيم‬
‫دانينوس اليت من املرجح أن تكون قد طبعت عام ‪1747‬م"‪ .‬ويعتقد األستاذ ساداجروف أ ّن‬
‫هذه املسرحية تتميز بنفس األمهية من حيث الريادة‪ ،‬إن مل تكن األوىل يف العامل العريب‬
‫بالنظر إىل مسرحية البخيل اليت اقتبسها مارون النقاش واليت عرضت عام ‪1747‬م ببريوت‪.‬‬
‫ويستطرد قائال‪" :‬فمسرحية دانينوس تبدو أكثر أصالة من البخيل ومن العديد من‬
‫املسرحيات العربية املبتكرة اليت كانت تقليدا باهتا لألعمال الغربية كالبخيل املقتبسة من‬
‫موليري‪ .‬لقد وظّف دانينوس يف مسرحيته األساطري الشعبية وكتبها بأسلوب شاعري‪ ،‬على‬
‫غرار املوشحات األندلسية‪ ،‬واستخدم فيها لغة وسيطة بني العربية الفصحى والعامية أي‬
‫اللغة الثالثة املنتقاة‪ ،‬كما استعمل فيها املوسيقى إلعطائها بعدها الدرامي حيث تغين‬
‫الشخصيات على الركح"(‪.)12‬‬
‫وقد تّ طبع املسرحية ضمن كتاب محل عنوان (احلركة املسرحية عند يهود البالد‬
‫العربية يف القرن التاسع عشر)‪ .‬إ ّن العثور على هذه املسرحية ألمر يدعو إىل إعادة النظر يف‬
‫ريادة املسرح العريب‪ ،‬يقول الدكتور أبو القاسم سعد اهلل عنها‪" :‬وعندما حتدثنا عن إبراهام‬
‫دانينوس قلنا إنه نشر (نزهـ ـة املشتاق وغصة العشاق) سنـ ـة ‪ .1147‬وال ندري إن كانت ق ـد‬

‫‪062‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫مثّلت أم ال وفيها أدوار نسوية أيضا‪ ،‬وتدور أحداثها يف العراق‪ ،‬ومتثل قصة حب خيالية‬
‫يبدو أهنا مستوحاة من ألف ليلة وليلة‪ ،‬ومن شخصياهتا نعمة ونعمان‪ ،‬وكان دانينوس متأثرا‬
‫بالبيئة اجلزائرية اليت ولد فيها‪ ،‬ولعله كان من أصل يوناين‪ ،‬وقد انضم إىل الفرنسيني بعد‬
‫االحتالل وأصبح من املرتمجني املقربني إليهم‪ ،‬ولكن عمله يظل حماولة جديرة بالدراسة‬
‫وإمعان النظر يف تاريخ املسرح واملسرحيات"(‪. )13‬‬

‫مث بدأ املسرح اجلزائري يتطور شيئا فشيئا‪ ،‬خاصة عند قيام السلطات االستعمارية ببناء‬
‫عدة مسارح على أرض اجلزائر "قيل عن الفرنسيني إ ّن املسرح يسري معهم حيثما ذهبوا‪،‬فهم‬
‫حيبون املسرح مبختلف أنواعه‪ ،‬ويعتربونه الزمة من الزمات حياهتم االجتماعية‪ ،‬والتمثيل‬
‫عندهم ال يقتصر على املدنيني بل كان العسكريون ميثلون أيضا‪ ،‬وال يقتصر األمر على‬
‫الرجال وقد مثل بعضهم دور النساء‪ ،‬يف كل مدينة احتلها الفرنسيون نصبوا خشبات املسرح‬
‫ومثلوا عليها بأسلوهبم وبطريقتهم حىت يبكي الباكي ويفرح احملزون ويتحرك الساكن‪ ،‬وكان‬
‫(‪)14‬‬
‫اجلنود أنفسهم ميثلون وميرحون‪ ،‬ويؤدون دور النساء يف املسرحية بدون خجل وال وجل"‬

‫وقد كان أول عرض مسرحي عام ‪1793‬م‪ ،‬بعنوان اجلزائر ‪1793-1731‬م‪ .‬وقد كان‬
‫هناك اختالف بني النقاد حول اإلرهاصات األوىل للمسرح اجلزائري‪ ،‬فهناك من يقول بأن‬
‫ظهور املسرح اجلزائري كان انطالقا من تأثره باملسرح الفرنسي‪ ،‬كما أ ّن هناك من يؤكد بأ ّن‬
‫للمسرح العريب دور يف قيام املسرح اجلزائري‪ ،‬فبوادره "ظهرت يف العشرينيات من القرن‬
‫املاضي‪ ،‬قد كانت بناء على تأثره باملسرح العريب وليس الفرنسي"(‪.)19‬‬

‫ويؤكد أمحد بيوض عكس ذلك "أي أن املسرح اجلزائري مل يبادر بالنشأة‪ ،‬بل نشأ‬
‫على يدي احملتلني رغم حماوالت بعض املسرحيني أمثال جورج أبيض‪ ،‬إال أهنا باءت بالفشل‬
‫ألن اجلمهور مل يكن يهتم هلذا الفن الدخيل إضافة إىل قاعات العرض كانت بعيدة عن‬
‫ومقر سكناهم"(‪ .)16‬ويقول الدكتور سعد اهلل يف هذا الصدد‪" :‬واحلق أ ّن مؤرخي‬
‫مداشرهم ّ‬
‫املسرح احلديث يف اجلزائر يرجعونه إىل أوائل العشرينات من هذا القرن‪ ،‬وكلهم يلحون على‬
‫أنّه ظاهرة جديدة‪ ،‬وكان ذلك بعد زيارة فرقة مصرية سنة ‪ 1121‬على رأسها جورج أبيض‬

‫‪061‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫وقد مثلت هذه الفرقة مسرحيتني األوىل ثارت العرب والثانية صالح الدين األيويب‬
‫واملسرحيتان من تأليف جورج حداد"(‪ .)18‬وبالتايل فاملسرح اجلزائري يف بداية تكوينه قد تأثر‬
‫بعدة عوامل‪ ،‬كما أنه استفاد من جتارب األمم األخرى املتمثلة يف زيارة الفرق املسرحية‬
‫العربية للجزائر‪ ،‬حيث زارت فرقة القرداحي كال من تونس واجلزائر سنة ‪ 1117‬واليت‬
‫استطاعت استقطاب مجهور ال بأس به‪ ،‬كما كان لزيارة فرقة جورج أبيض الذي قام بعدة‬
‫جوالت مع فرقته عرب البالد العربية حيث زار ليبيا وتونس مث اجلزائر سنة ‪ ،1121‬فهذه‬
‫الزيارة قد حظيت باهتمام كبري من قبل الدارسني للشأن املسرحي‪،‬حيث يقول عن ذلك‬
‫مرتاض عبد املالك‪" :‬كانت مبثابة هزة كبرية للمثقفني من الشباب اجلزائري يومئذ مما أفضى‬
‫بعد ذلك إىل قيام فرقة التمثيل العريب باجلزائر"(‪.)17‬‬

‫ومع هذه النقلة النوعية اجته أهل املسرح يف نصوصهم املسرحية إىل معاجلة خمتلف‬
‫القضايا‪ ،‬رافعني شعار االلتزام بالقضية الوطنية مرتبطني على مستوى مضمون أعماهلم‬
‫املسرحية بالنضاالت اليت خاضها اجلزائريون بغية إثبات متسكهم هبويتهم املسلوبة مهما‬
‫طال الزمن‪ ،‬يقول غابريال أوديزيو بن فكتور‪ -‬الذي أدار قاعة األوبرا يف اجلزائر‪" :‬إ ّن األهم‬
‫يف ميالد املسرح اجلزائري بعد سنة ‪1121‬م‪ ،‬أ ّن اجلزائريني بدؤوا يعربون مجاهرييا عن‬
‫وجودهم وعن شخصيتهم بلغتهم األم‪ ،‬ويؤكدوهنا بواسطة املسرح‪ ،‬وأ ّن الشعب اجلزائري‬
‫جيب أن يعي خصوصية مصريه وقواه"(‪.)11‬‬

‫ومنه فاملسرح اجلزائري يعد مثرة الوعي الذي وصل إليه الشعب اجلزائري املدرك حلقيقة‬
‫وضعه وبالده‪ ،‬حيث يقول املمثل املسرحي علي ساليل املعروف بعاللو حول نشأة هذا‬
‫الفن يف اجلزائر‪" :‬هو خلق مسرحا لنا‪ ،‬حنن نعرب من خالله عن أنفسنا وبلغتنا‪ ،‬ونعاجل فيه‬
‫مشاكلنا اليومية‪ ،‬ونسلط من خالله الضوء على شخصياتنا التارخيية البارزة‪ ،‬كما نكشف‬
‫فيه عن إخفاقاتنا(‪.)21‬‬

‫لقد كان لعروض جورج أبيض صدى كبري يف أنفس جمموعة من املثقفني والطلبة‬
‫حيث أهنم قاموا بتأسيس (مجعية اآلداب والتمثيل العريب) املعروفة باملهذبة يف‬

‫‪021‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫‪ 1121/14/19‬واليت ق ّدمت عدة مسرحيات برئاسة الطاهر علي الشريف وهي‪( :‬الشفاء‬
‫بعد العناء) سنة ‪ ،1121‬و(حديقة الغرام) سنة ‪ ،1123‬ومسرحية (بديع) سنة ‪" 1124‬وقد‬
‫زارت مدينة اجلزائر فرقة عز الدين املصرية سنة ‪ 1122‬حيث قدمت بعض العروض املسرحية‬
‫مصحوبة مبجموعة من األغاين واملواويل الشرقية اليت كان يؤديها سالمة حجازي"(‪ .)21‬وقد‬
‫القت هذه الفرقة جناحا كبريا وإقباال من طرف اجلزائريني‪.‬‬
‫لقد اختلف الدارسون حول البداية الفعلية هلذا الفن يف اجلزائر غري "أن الثابت وفق‬
‫معظم من ّأرخ للمسرح اجلزائري‪ ،‬هو أ ّن الوالدة الفعلية للمسرح اجلزائري بدأت مع عرض‬
‫فرقة (الزاهية) ملسرحية (جحا) للمسرحي املتميز (ساليل علي) املعروف بكنية (عاللو)‬
‫وذلك يوم ‪1126/14/12‬م بقاعة (الكورسال) بباب الوادي يف اجلزائر العاصمة أمام حوايل‬
‫‪ 1911‬متفرجا"(‪ .)22‬وبالتايل فسنة ‪ 1126‬كانت سنة جيدة على تطور املسرح اجلزائري‬
‫حيث يقول عنها حمي الدين باشطارزي‪" :‬لقد كانت سنة ‪ 1126‬سنة عظيمة يف تاريخ‬
‫املسرح اجلزائري"(‪.)23‬‬
‫فمسرحية "جحا" كان هلا صدى كبريا يف نفسية اجملتمع اجلزائري‪ ،‬ألن الكاتب قد‬
‫استعمل اللغة العامية اليت يفهمها اجلمهور‪ ،‬وهذا نظرا لسياسة التجهيل اليت مارستها‬
‫السلطات االستعمارية على الشعب اجلزائري‪ ،‬هذا ما جعله أميا ال يفهم اللغة العربية‬
‫الفصحى‪ ،‬حيث يقول املسرحي عاللو عن ذلك‪" :‬كنت أكتب اللغة العامية املفهومة من‬
‫طرف اجملتمع‪ ،‬ولكن ليست باللغة السوقية الرديئة‪ ،‬فهي لغة عربية ملحونة ومنتقاة"(‪.)24‬‬
‫فبفضل املسرحي عاللو الذي استطاع التعبري عن حال وطنه من خالل توظيف اللغة‬
‫العامية‪ ،‬وبذلك استطاع التواصل مع اجلمهور بالطريقة اليت يفهمها "وما ميكن مالحظته‬
‫هو استعمال اللهجة العامية وهذا بسبب الواقع السياسي يف تلك الفرتة‪ ،‬ألن السلطات‬
‫االستعمارية كانت حتّرم استعمال اللغة الفصحى‪ ،‬فوجد رجال املسرح اللهجة العامية وسيلة‬
‫لتحطيم الرقابة على اللغة الفصحى والوصول إىل اجلمهور"(‪.)29‬‬

‫‪020‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫ومن هنا كانت البداية الفعلية لنشأة املسرح اجلزائري‪" ،‬ويبدأ تاريخ املسرح احلديث يف‬
‫نظرهم منذ ‪ 1126‬حني وظّف علي ساليل (عاللو) ورشيد قسنطيين اللهجة العامية ألداء‬
‫متثيليات تارخيية ونقدية‪ .‬لقد استعمل اجلزائريون أيضا الفصحى وكان هلا مجهورها ومل يفشل‬
‫املمثلون‪ ،‬والفرق هو أن العامية كانت أكثر جناحا‪ ،‬ولذلك صيغت وعرضت أغلب‬
‫املسرحيات بالعامية"(‪ .)26‬وقد ألّف عاللو مسرحيات أخرى نالت جناحا كبريا وهي‪" :‬زواج‬
‫بوعقلني" وقد عرضت يف ‪ 26‬أكتوبر ‪1126‬م‪ ،‬مسرحية "النائم اليقظان" اليت عرضت يف‬
‫‪ 23‬مارس ‪1128‬م‪" ،‬الصياد والعفريت" اليت عرضت يف ‪ 16‬ماي ‪1127‬م ‪...‬‬
‫وإىل جانب مسرحية "جحا" لعاللو قامت جمموعة من الشباب بتقدمي أعمال‬
‫مسرحية باللغة الفصحى إالّ أنّه مل يكن هلا أي أثر يذكر‪" ،‬وميكن أن نشري إىل أنّه بعد‬
‫احلرب العاملية األوىل عاشت اجلزائر فرتة مزدهرة بالغناء واملوسيقى ساعدت يف بعث احلركة‬
‫الثقافية واملسرحية يف اجلزائر‪ ،‬إذ منذ سنة ‪ 1111‬كانت تقدم استكشافات يف املقاهي‬
‫واألحياء الشعبية‪ ،‬ففي سنة ‪ 1121‬كانت احملاولة األوىل إلنشاء مسرح‪ ،‬حيث ق ّدم املمثل‬
‫عاللو مشهدا هزليا تلته حماوالت عديدة قدمت خالهلا أعمال بسيطة يف شكل هزيل‪،‬ورغم‬
‫سذاجة هذه األعمال إالّ أن اجلمهور تقبلها بسرعة فائقة‪ ،‬وإىل جانب هذه احملاولة قامت‬
‫مبادرة إلنشاء مسرح باللغة العربية الفصحى عام ‪ 1122‬عندما أقدمت بعض العناصر‬
‫املثقفة من الشباب على تقدمي أول جتربة مسرحية جزائرية تقدم بالفصحى‪ ،‬تبعتها‬
‫مبحاوالت أخرى منها مسرحيات (يف سبيل الوطن) مث (فتح األندلس)‪ ،‬إال أ ّن هذه التجربة‬
‫مل يكن هلا أثر‪ ،‬فسرعان ما توقفت بسبب عدم إقبال اجلمهور على عروضها املقدمة‬
‫بالفصحى من جهة ولضعفها املادي من جهة أخرى"(‪.)28‬‬

‫‪ -9.9‬المرحلة الثانية‪0291( :‬م‪0291-‬م)‪ :‬قامت فرقة فاطمة رشدي بزيارة إىل اجلزائر‬
‫سنة ‪" 1132‬حيث قدمت فيها ثالث مسرحيات‪ ،‬اثنتان ألمحد شوقي ومها (مصرع‬
‫كليوباترا) و(جمنون ليلى) مث مسرحية (العباسة أخت الرشيد)‪ ،‬ورغم أ ّن هذه الزيارة جاءت‬
‫بعد تأسيس املسرح اجلزائري وانطالق مسريته‪ ،‬لكن كان هلا تأثري كبري على مسار تطوره‬

‫‪020‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫حيث استفاد الفنانون اجلزائريون من جتربة فاطمة رشدي اليت القت فرقتها ترحابا واحتفاء‬
‫كبريا من قبل اجلمهور اجلزائري‪ ،‬وت تكرميها يف نادي الرتقي باجلزائر العاصمة"(‪.)27‬‬
‫وقد امتازت هذه املرحلة بربوز الثالثي عاللو‪ ،‬بشطارزي‪ ،‬ورشيد القسنطيين الذين‬
‫قاموا بتقريب املسرح إىل اجلمهور اجلزائري وهذا من خالل االهتمام بقضاياه وباملقاومة‬
‫السياسية والثقافية‪ ،‬فبفضل هؤالء الذين يعدون أعمدة املسرح اجلزائري "الذين حتدوهم رغبة‬
‫جاحمة‪ ،‬ال يف الشهرة وال املال‪،‬بل يف خلق مسرح جزائري مناضل وناطق باللغة العربية"(‪.)21‬‬
‫فهذه الفرق املسرحية قد غاصت يف أعماق الواقع اجلزائري مستلهمة منه عروضها‬
‫حيث ق ّدم رشيد القسنطيين عدة مسرحيات منها (شد روحك) و(عائشة باندو) سنة‬
‫‪1132‬م‪" ،‬كما اجته املمثل والكاتب الرائد حمي الدين بشطارزي إىل وجهة أخرى قوامها‬
‫املسرحيات ذات األطروحة األخالقية‪ ،‬اليت كان يهدف من ورائها إىل ترسيخ اهلوية العربية‬
‫اإلسالمية"(‪ )31‬لدى الشعب اجلزائري‪ ،‬وحماولة لفت انتباهه إىل بعض املفاسد واملنكرات‬
‫الطماع) اليت عرضت‬‫كشرب اخلمر وغريها‪ .‬كما ق ّدم رشيد القسنطيين مسرحية (بابا قدور ّ‬
‫يوم ‪ ،1121/12/23‬وبعدها أعقبها مبسرحية ثانية بعنوان (زواج بوبرما)‪ .‬وهكذا استمرت‬
‫الفرق املختلفة يف تقدمي املسرحيات املستلهمة أساسا من الرتاث واليت تتعرض بالدرجة‬
‫األوىل ملبادئ الدين اإلسالمي وهلوية اجملتمع اجلزائري‪.‬‬
‫كما كان جلهود مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني دور يف االهتمام باملسرح‪ ،‬حيث‬
‫إهنا ومنذ تأسيسها يف ‪ 19‬ماي ‪ 1131‬جعلت منه وسيلة لتمرير أفكارها الرافضة للوجود‬
‫االستعماري‪ ،‬واحملافظة يف اآلن ذاته على املقومات الوطنية للشعب اجلزائري‪ ،‬وهذا من‬
‫خالل تشجيع الكتّاب التابعني هلا بإنشاء هذا النوع من املسرحيات‪ ،‬فكانت مدرسة دار‬
‫احلديث بتلمسان ومديرها آنذاك حممد الصاحل رمضان‪ ،‬منوذجا يف غزارة اإلبداع املسرحي‬
‫إضافة إىل ظهور مجعيات ونوادي أخرى تنشط يف جمال العرض املسرحي مثل مجعية نادي‬
‫السعادة بتلمسان اليت ق ّدمت مسرحية (فتح األندلس) وغري ذلك‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫وقد ركزت مجعية العلماء املسمني على تقدمي مواضيع دينية يف مسرحياهتا‪ ،‬فعرضت‬
‫مسرحية (عمر بن اخلطاب) ومسرحية (بالل بن رباح) حملمد عبد اخلليفة وغري ذلك‪.‬‬
‫لقد اتسمت الفرتة املمتدة من سنة ‪ 1132‬إىل غاية سنة ‪ 1136‬بانتشار املسرح‪ ،‬حيث‬
‫تع ّد مرحلة نضج له‪ ،‬فقد "شهد املسرح يف هذه الفرتة نشاطا كبريا على يد القسنطيين‬
‫باشطارزي‪ ،‬وبصفة أقل حممد ولد الشيخ‪ ،‬حممد واضح وحممد الثوري‪ ،‬فيسيطر أوال‬
‫القسنطيين خالل عامي ‪1132‬و‪ 1133‬وهذا بإنتاج تسع مسرحيات منها "تشرش"‬
‫"بوسبسي"‪" ،‬عائشة وباندو"‪ ،‬وعرضت خالل شهر جانفي ‪ ،1132‬وجاء دور باشطارزي‬
‫ليقدم ما بني شهر ماي ‪ ،1134‬و‪ 27‬مارس ‪ ،1139‬مسرحية "فاقو" و"البوزريعي" يف‬
‫العسكرية"(‪ .)31‬يف هذه الفرتة اهتم الفنانون املسرحيون بتقدمي مسرحيات واقعية أمثال‬
‫"رشيد القسنطيين وهو أشهر فنان يف تلك الفرتة‪ ،‬إذ عرف بطريقته الساخرة يف نقد‬
‫األوضاع السائدة حىت قال عنه كاتب ياسني «شابلن اجلزائر»"(‪.)23‬‬
‫شهدت هذه الفرتة نضوجا ونشاطا كبريين "ويبدو أ ّن التمثيل باللغة الفصحى قد‬
‫حظي بإقبال كبري‪ ،‬ابتداء من الثالثينيات‪ ،‬نتيجة تق ّدم احلركة الوطنية واالعتزاز باللغة ولكثرة‬
‫املدارس العربية اليت أنشأهتا مجعية العلماء والتشجيع عليها‪ ،‬وقد كانت هذه املدارس نفسها‬
‫متثل مسرحيات باللغة الفصحى يف املناسبات الدينية والتارخيية واالجتماعية"(‪ .)33‬ويف هذه‬
‫املرحلة انتشر املسرح يف باقي املدن اجلزائرية ومل يبق منحصرا يف اجلزائر العاصمة‪ ،‬وهذا عن‬
‫طريق العروض اليت كان يقدمها باشطارزي عرب خمتلف أحناء الوطن‪ ،‬كما تطرق إىل خمتلف‬
‫املواضيع اليت متس احلركة النضالية واملقاوماتية‪ ،‬وكذا ما يؤكد ويثبت هوية الفرد اجلزائري‪.‬‬

‫‪ -9.9‬المرحلة الثالثة(‪0291‬م‪0291-‬م)‪ :‬ومتيزت بفرتتني‪ ،‬فرتة نشاط وفرتة ركود‪.‬‬


‫أ‪ -‬فترة النشاط (‪ :)0299-0291‬حيث كان لالقتباس من األدب العاملي يف هذه املرحلة‬
‫دور كبري فقد اقتبس باشطارزي عدة مسرحيات ملوليري منها‪" :‬املشحاح"‪" ،‬الشرف"‬
‫و"سليمان اللّوك"‪ ،‬كما تلتها مسرحيات ذات طابع اجتماعي مثل مسرحية‪" :‬الشيب‬
‫والعيب" جللول باش جراح سنة ‪1141‬م‪ ،‬وقد شهدت هذه املرحلة اندالع احلرب العاملية‬

‫‪022‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫الثانية‪ ،‬فشددت فرنسا رقابتها على اجلزائريني ككل‪ ،‬وقد حاولت مجعية العلماء املسلمني‬
‫كسر هذا احلصار من خالل تقدمي بعض العروض املسرحية ذات النزعة االصالحية‪ ،‬إال أن‬
‫إنتاج هذه الفرتة اتسم بالقلة‪.‬‬
‫ب‪ -‬فترة الركود(‪ :)0291 -0299‬وقد اتسمت هذه املرحلة بنوعني من املواضيع‪ ،‬األول‬
‫اجتماعي ّأما الثاين فهو سياسي "أما السبب احلقيقي لركود املسرح يف هذه الفرتة هو‬
‫فقدانه لبعض رجاالته األوائل كإبراهيم دمحون عام ‪ 1142‬الذي اشتهر باألدوار النسائية‬
‫بن شعبان املعروف بابن شوبان ‪1143‬م‪ ،‬أعقبه بعد ذلك الكوميدي الكبري رشيد‬
‫القسنطيين يف ‪12‬جويلية ‪1144‬م‪ ،‬مث تاله حممد منصايل عام ‪.)34("1149‬‬
‫وترجع كذلك أسباب تراجع املسرح اجلزائري يف هذه الفرتة إىل أ ّن السلطات‬
‫االستعمارية استشعرت اخلطر الكبري وراءه‪ ،‬خاصة عند عرض مسرحية (فاقو وعلى‬
‫النيف)‪ ،‬حيث كانت"سنة ‪1138‬م سنة النكسة للمسرح اجلزائري‪ ،‬ولقد بدأت محلة‬
‫املعارضة الفرنسية مع بداية هذا العام‪ ،‬حيث كان يقودها كل من ربول وفرياكس اللذين‬
‫مسيا املسرح اجلزائري باحلركة املضادة للوجود الفرنسي يف اجلزائر"(‪ .)39‬ففرنسا تفطنت إىل‬
‫اخلطر الكبري احملدق هبا‪ ،‬خاصة مع تركيز جهود الفنانني املسرحيني على املواضيع اليت متس‬
‫العقيدة واملقومات الوطنية‪" ،‬وتصاعدت ح ّدة النشاط العدائي بإعالن احلاكم العام للجزائر‬
‫يف أفريل ‪1138‬م عن إيقاف اجلوالت املسرحية اليت كانت تقوم هبا فرقة حمي الدين‬
‫باشطارزي‪ ،‬وهذا بعد عرض مسرحية (اخلداعني)"(‪ .)36‬فكانت هذه املسرحية هي بداية‬
‫نكسة املسرح اجلزائري‪ ،‬غري أ ّن املسرح وكرد فعل على قمع االستعمار له‪ ،‬قام الفنانون‬
‫املسرحيون بالتصعيد أكثر‪ ،‬وهذا من خالل عرض مسرحية (دولة النساء) لباشطارزي‬
‫بتاريخ ‪ 17‬ماي ‪ ،1137‬مث مسرحية ما (ينفع غري الصح) يف ‪ 22‬ماي ‪ ،1131‬مث ق ّدم‬
‫مسرحية (احلاج قاسي حمند) يف ‪ 2‬نوفمرب ‪ ،1131‬ليعرب هبا عن جتنيد اجلزائريني يف احلرب‬
‫العاملية الثانية‪.‬‬

‫‪ -9.9‬المرحلة الرابعة (‪0291‬م‪0299-‬م)‪ :‬ويف هذه املرحلة تأسست عدة فرق مسرحية‬
‫مثل فرقة املسرح اجلزائري‪ ،‬فرقة هواة التمثيل العريب‪ ،‬مسرح الغد‪ ،‬املركز اجلهوي الدرامي‬
‫‪022‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫كما ظهرت مسرحيات باللغة العربية الفصحى مثل (الناشئة املهاجرة) حملمد صاحل رمضان‬
‫مسرحية (حنبعل) لتوفيق املدين‪ ،‬وعبد الرمحان اجلياليل مبسرحية (املولد) فهذه الفرتة تع ّد‬
‫بداية للمسرح اجلاد‪ ،‬كما أ ّن الكتاب املسرحيني اعتمدوا على االقتباس وعلى النصوص‬
‫املرتمجة "فأصبح األدباء ألسنة هلذا الشعب يعربون عن أنفسهم ويصورون حياته أكثر مما‬
‫(‪)38‬‬
‫يصورون حياهتم أنفسهم‪ ،‬فأصبحوا مرآة للشعب ينطقون بلسانه ويصورون آالمه وآماله"‬
‫‪ -9.9‬المرحلة الخامسة (‪0299‬م ‪0219 -‬م)‪ :‬لقد أهلمت ثورة نوفمرب قرحية األدباء‪ ،‬كما‬
‫شحنت املسرح اجلزائري بنريان الثورة على احملتل والوقوف يف وجهه‪ ،‬وقد وقف املسرح إىل‬
‫جانب الثورة‪ ،‬فهو يعد "من بني الفنون اليت استخدمتها الثورة اجلزائرية خلدمتها‪ ،‬فلقد أثّرت‬
‫الثورة التحريرية يف املسرح وأثّر هو اآلخر يف الثورة من خالل املواضيع اليت طرحها"(‪.)37‬‬

‫يقول عبد احلليم رايس‪" :‬إ ّن املسرح بالنسبة لنا ميثل إطارا للكفاح‪ ،‬أل ّن املسرح اجلزائري‬
‫مسرح ملتزم يعمل يف صميم الثورة‪ ،‬وإننا منثل مسرحا شعبيا يعيش يف حالة حرب‪ ،‬ومن‬
‫الطبيعي بالنسبة لنا كفنانني أن نفكر يف أن نفعل كمناضلني‪ ،‬ويف هذه املرحلة من الكفاح‬
‫الوطين‪ ،‬فإ ّن مسرحنا الواقعي جيب أن يكون مسرح جبهة التحرير الوطين‪ ،‬إننا نرتجم عربه‬
‫واقع الشعب اجلزائري"(‪.)31‬‬

‫كل األشكال األدبية اجلزائرية يف الثورة‪ ،‬وشكلت مبا يعرف باملقاومة‬ ‫لقد شاركت ّ‬
‫الثقافية لالستعمار الفرنسي‪ ،‬وهذا عن طريق التمسك بكينونتها وباملقابل رفض التواجد‬
‫االستعماري يف أرضها‪" ،‬يتوقف املنشغلون باملسرح اجلزائري عن رسالتهم النضالية‪ ،‬فكل‬
‫الذين اهتموا بالتأليف والكتابة والتمثيل كانوا يواجهون اإلدارة الفرنسية وقوانينها اجلائرة‬
‫بكل ثبات وعزم‪ ،‬وقد كان هلؤالء الرواد الفضل الكبري يف بقاء عناصر هتتم باملسرح وتكافح‬
‫من أجل بقائه‪ ،‬ومن هؤالء األستاذ مصطفى كاتب الذي أنشأ فرقة مسرحية من اهلواة سنة‬
‫‪ ،1141‬أطلق عليها اسم فرقة املسرح اجلزائري‪ ،‬وقدمت عدة أعمال داخل الوطن وخارجه‬
‫استقرت يف فرنسا نظرا للضغوط املمارسة على كل ما من شأنه أن‬ ‫حىت سنة ‪ ،1192‬مث ّ‬
‫خيدم الثورة‪ ،‬ويف نوفمرب ‪ 1198‬استجابت الفرقة إىل نداء جبهة التحرير الوطين‪ ،‬وهو نداء‬

‫‪026‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫كل الفنانني اجلزائريني إلنشاء الفرقة الفنية جلبهة التحرير الوطين‪ ،‬وكانت فرقة مصطفى‬
‫إىل ّ‬
‫كاتب يف تلك الفرتة تستع ّد للمشاركة يف مهرجان موسكو للشبيبة العاملية عام ‪1198‬‬
‫مبسرحية (حنو النور) لعبد احلليم رايس"(‪.)41‬‬

‫ومنه فقد أصبحت املواضيع اليت تعرضها الفرق املسرحية تدور وتتمحور حول قضية‬
‫النضال من خالل تصوير بطوالت الشعب اجلزائري‪ ،‬يقول مصطفى كاتب‪" :‬إ ّن مسرحيات‬
‫(أبناء القصبة) و(اخلالدون) و(دم األحرار) لعبد احلليم رايس‪ ،‬واليت أخرجها مجيعها‬
‫توضح عناوينها عن خمتلف جوانب كفاح الشعب اجلزائري من أجل هويته‬ ‫تتحدث كما ّ‬
‫واستقالله"(‪.)41‬‬

‫وقد ظهر فنانون آخرون كحسن احلسين املعروف ببوبقرة‪ ،‬وولد عبد الرمحان كاكي‬
‫وكلهم سامهوا يف إثراء املسرح ودفع احلركة النضالية ومقاومة االستعمار "وقد حتدد العمل‬
‫املسرحي إبان الثورة التحريرية وهو املشاركة مع الثورة والعمل على إبرازها بأعمال فنية يكون‬
‫لكل العاملني‬
‫املنطلق فيها الكفاح ومقاومة االستعمار‪ ،‬إ ّن االميان بالثورة أعطى دفعا كبريا ّ‬
‫تصور الشعب اجلزائري البطل ‪...‬‬‫باملسرح إىل التأليف والكتابة يف موضوعات نضالية‪ّ ،‬‬
‫كل الكتاب املسرحيني"(‪.)42‬‬
‫وأصبحت الثورة احملور األساسي الذي التف حوله ّ‬
‫أما مسألة اللغة فلم تعد مشكلة أبدا لكوهنا‪ -‬اللغة الفصحى واللغة العامية‪ -‬عملت‬
‫"ظل يتطور‬
‫على ترقية املسرح أكثر‪ ،‬وقيامه بدوره يف املقاومة الوطنية ض ّد االستعمار‪ ،‬إذ ّ‬
‫ودوره يزداد يف الثقافة ويربز‪ ،‬وأ ّن اللغة مل تعد مشكلة فيه‪ ،‬فقد تقبل اجلميع فيما يبدو‬
‫استعمال اللغة العربية سواء كانت فصيحة أو دارجة"(‪ .)43‬أل ّن اهلدف من العروض‬
‫املسرحية يف األخري هو التمكن من الوصول إىل اجلمهور وخماطبته مبا يفهم به‪ ،‬وهذا ما‬
‫أكده علي ساليل بقوله‪" :‬كنت أكتب باللغة العامية املفهومة من طرف اجلميع ولكن‬
‫ليست باللغة السوقية الرديئة‪ ،‬فهي لغة عربية ملحونة ومنتقاة ‪.)44(" ...‬‬

‫‪022‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫وبالتايل فإ ّن كال من املسرح الناطق باللغة العربية الفصحى‪ ،‬أو الناطق باللغة العامية‪ ،‬قد‬
‫لعب دورا كبريا يف تأسيس وإنشاء املسرح اجلزائري‪ ،‬كما كان هلما دور كبري يف مقاومة‬
‫االستعمار‪ ،‬ويف الدعوة إىل احملافظة على هوية الفرد اجلزائري‪ ،‬أما الصراع القائم بينهما فقد‬
‫كان له أثر إجيايب كونه خلّد املسرح اجلزائري بعدة أعمال رائعة‪ ،‬سيحفظها التاريخ دائما‬
‫أعمال كان هلا فضل كبري يف شحذ ثقافة املقاومة لدى اجملتمع اجلزائري‪ ،‬ومنه فاملسرح هو‬
‫الذي ميلي على املمثلني "كيف يتحركون وميثلون وينطقون لغة حيوية سواء كانت عامية أو‬
‫فصحى‪ ،‬أل ّن اللغة وسيلة وليست هدفا‪ ،‬ذلك أهنا كائن حي يكتسب حيويته باملمارسة‬
‫واالستعمال وحرية االختيار(‪.)49‬‬

‫‪ -1.9‬المرحلة السادسة (‪" :)0219-0219‬مع بزوغ فجر االستقالل ‪ 1162‬برزت أمهية‬


‫النهوض بالثقافة الوطنية‪ ،‬باعتبار أ ّن املسرح أحد روافدها األساسية ّقررت احلكومة اجلزائرية‬
‫تأميمه‪ ،‬وقد تّ ذلك مبقتضى املرسوم رقم ‪ 63-12‬املؤرخ بتاريخ ‪ 7‬جانفي ‪ 1163‬الذي جاء‬
‫فيه أ ّن النهضة املنوطة باملسرح ذات أمهية بالغة لشعبنا وال يسمح بأن يكون املسرح بني‬
‫أيدي املؤسسات اخلاصة"(‪ .)46‬بعد االستقالل أممت اجلزائر املسرح الوطين وتقلده مصطفى‬
‫كاتب‪ ،‬وأسست فرقة املسرح الوطين وأنشأ مركز وطين للمسرح‪ ،‬كما تّ فتح املعهد الوطين‬
‫لفن التمثيل والرقص بربج الكيفان‪ .‬وقد شهدت هذه الفرتة إنتاجا مسرحيا غزيرا‪ ،‬كما‬
‫كانت مواضيعها تتطرق إىل اجلانب االجتماعي‪" ،‬ومن املسرحيات اليت قدمها املسرح‬
‫الوطين يف هذه الفرتة ‪( 1164‬حسان طريو) من تأليف رويشد وإخراج مصطفى كاتب‬
‫تتحدث عن فرتة الكفاح املسلح ‪ ...‬ويف عام ‪ 1169‬أعيد تقدمي عدد من املسرحيات‪ ،‬مثل‬
‫(أبناء القصبة) و(وردة محراء يل)‪ .‬ويف عام ‪ 1166‬قدم املسرح الوطين مسرحية (الغولة) وهي‬
‫من تأليف رويشد وإخراج عبد القادر علولة"(‪.)48‬‬
‫وتعترب هذه املرحلة مرحلة إعادة البناء والتأصيل للمسرح اجلزائري‪ ،‬فأغلب مواضيعه‬
‫كانت تدور حول الشعب وعن الثورة أيضا‪ ،‬وعرفت هذه املرحلة توظيف الرتاث الشعيب‬
‫وذلك من خالل ما جاء به عبد القادر علولة يف مسرحياته منها ديوان الكاراكوز‪ ،‬وكل‬
‫واحد أو حكموا ‪...‬‬
‫‪022‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫‪ -1.9‬المرحلة السابعة(‪ :)0299-0219‬بعد سياسة الالمركزية اليت انتهجتها احلكومة‬


‫اجلزائرية ضعف املسرح وتقهقر كثريا‪" ،‬ورغم االنعكاسات اليت تعرض هلا املسرح يف اجلزائر‬
‫يف هذه الفرتة من آثار الالمركزية ‪ ...‬إال أنه برزت بعض العوامل اليت حققت االنتعاش‪ ،‬فقد‬
‫بدأت باهتمام الدولة باحلركة املسرحية واليت جتسدت يف إقامة ندوات وأيام املسرح‪ ،‬حيث‬
‫أخذت على عاتقها مهمة تطوير املسرح اجلهوي‪ ،‬فعاجلت جمموعة من القضايا العالقة يف‬
‫الفضاء املسرحي‪ :‬النص املسرحي لغة ومضمونا وشكال‪ ،‬اإلخراج والتمثيل‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫تنظيم اهلياكل املسرحية والتكوين املسرحي"(‪ .)47‬ومنه جند أ ّن الركود املسرحي يف هذه الفرتة‬
‫يعود إىل العامل السياسي‪ ،‬حيث يقول مصطفى كاتب‪" :‬ال يشهد املسرح اجلزائري احنسارا‬
‫وضحتها ظروف املرحلة السياسية اجلديدة واملتعلقة‬ ‫بقدر ما يعيش من اجلمود االنتقايل‪ّ ،‬‬
‫بأحداث الالمركزية على مستوى الدولة مما جعل وجيعل األنشطة الفنية امليدانية وعلى رأسها‬
‫املسرح يف حالة امتناع ملحوظ لنتائج هذه السياسة"(‪.)41‬‬

‫التحول السياسي يف البالد وطالق‬ ‫ّ‬ ‫‪ -9.9‬المرحلة الثامنة(‪" :)0229-0299‬بعد‬


‫اجلزائريني لالشرتاكية‪ ،‬حاول املسرح اجلزائري أن يقف من جديد‪ ،‬وساعده يف ذلك اهتمام‬
‫الدولة باحلركة املسرحية‪ ،‬فاستحدثت املديرية الفرعية لألعمال املسرحية التابعة لوزارة الثقافة‬
‫واليت من مهامها تنظيم املسارح اجلهوية وتدعيمها مبختلف الوسائل‪ ،‬وتكوين اإلطارات‬
‫وترقية الفنانني واملبدعني وتنظيم املهرجانات وامللتقيات‪ ،‬مثل مهرجان املسرح املغاريب بباتنة‬
‫سنة ‪ .)91("1177‬ويف هذه الفرتة انتعش املسرح اجلزائري‪ ،‬كما شارك املسرحيون اجلزائريون‬
‫يف احملافل العربية والدولية‪ ،‬حيث حصلوا فيها على عدة جوائز منها‪" :‬جائزة أحسن إخراج‬
‫يف مهرجان قرطاج مبسرحية (ڤالوا العرب ڤالوا)‪ ،‬الزيايت الشريف عياد وعزالدين جمويب‬
‫ومسرحية (الشهداء يعودون هذا األسبوع) حملمد بن ڤطاف"(‪ .)91‬وعموما فقد عاد املسرح‬
‫اجلزائري إىل جمراه‪ ،‬وذلك من خالل إعادة هيكلة اإلدارة املركزية لوزارة الثقافة‪ ،‬وجعل‬
‫املسرح كفن منفصل عن الفنون األخرى‪ ،‬وتشجيع اإلنتاج املسرحي وحتسني نوعيته‪.‬‬

‫‪021‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫وما يالحظ أ ّن إنتاج املسرح اجلزائري خالل فرتة االستقالل قد متيّز مبيزتني أساسيتني‬
‫األوىل تتمثل يف الطابع الساخر الكوميدي‪ ،‬والثانية يف اللغة الدارجة‪ ،‬ورمبا السبب يكمن‬
‫يف وجود عالقة بني الكوميديا والواقعية‪ ،‬فالكوميديا تدور يف جمال اجتماعي واقعي‪ ،‬ألهنا‬
‫تعاجل قضايا تتوافق أو تتعارض مع تقاليد اجملتمع‪ ،‬فاملسرح اجلزائري قد أوجد بعد‬
‫االستقالل عالقة تفاعلية بني الفنان املسرحي واجلمهور اجلزائري‪.‬‬

‫‪ -2.9‬المرحلة التاسعة (مابعد التسعينيات)‪ :‬لقد كان لألحداث السياسية الدموية اليت‬
‫عرفتها العشرية السوداء أثر كبري على املسرح اجلزائري خاصة بعد اغتيال بعض من‬
‫املخرجني واملمثلني‪ ،‬كمحي الدين باشطارزي‪ ،‬مصطفى كاتب‪ ،‬عز الدين جمويب‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل تدمري املسارح وغلقها من طرف الدولة بسبب الوضع السيء الذي كانت متر به اجلزائر‪.‬‬

‫وبعد ذلك بسنوات وبسبب عودة االستقرار السياسي واألمين للبالد‪ ،‬عاد االهتمام‬
‫من جديد بالتظاهرات الثقافية ومنها املسرح "فدخل املسرح االحرتاف وذلك من خالل‬
‫املهرجان الوطين للمسرح احملرتف لدورته األوىل سنة ‪ ،2116‬والثانية ‪ ،2117‬والثالثة ‪2111‬‬
‫وقد سعى الكثري من اللغويني اجلزائريني إىل االرتقاء بلغة املسرح نصا ومتثيال"(‪.)92‬‬
‫كل العقبات واملشاكل اليت واجهها املسرح اجلزائري‪ ،‬خاصة إبان‬
‫كما أنه وبرغم من ّ‬
‫العشرية السوداء إالّ أنه استطاع أن يتطور ويرتقي ويوصل صداه إىل خارج البالد‪ ،‬وأن‬
‫يفتك عدة جوائز وأومسة‪ .‬كما أ ّن املسرح قد ارتبط بالواقع السياسي واالجتماعي للشعب‬
‫اجلزائري حبيث عكست النصوص املسرحية معاناته وآالمه وكذا أفراحه‪.‬‬
‫‪ -9‬عوامل ظهور المسرح الجزائري‪ :‬هناك عدة عوامل سامهت يف ظهوره منها‪:‬‬
‫‪ ‬التأثر باملسرح الفرنسي‪ ،‬فقد كان الفرنسيون مولعني باملسرح‪ ،‬ولذلك قاموا ببناء عدة‬
‫مسارح يف املدن اجلزائرية‪ ،‬وتقدمي عروض مسرحية للجنود هبدف الرتفيه عنهم‪ ،‬وكذا‬
‫حتسني حالتهم املزاجية نظرا لبعدهم عن أوطاهنم وأهلهم‪.‬‬
‫‪ ‬زيارة الفرق العربية اجلزائر‪ ،‬ولعل أهم هذه الفرق هي فرقة جورج أبيض اليت كان هلا‬
‫صدى كبريا أنذاك‪ ،‬خاصة أهنا كانت حتاكي واقع الشعب اجلزائري وأحزانه‪.‬‬

‫‪021‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫‪ ‬الدور الذي لعبته مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني اليت قامت بتحفيز كتّاهبا على‬
‫ضرورة الكتابة املسرحية وكذا تشجيع املسرح‪ ،‬خاصة املسرح الديين والرتبوي‬
‫واملسرحيات اليت تتناول القضية الوطنية الداعية إىل الثورة ض ّد االستعمار الفرنسي‪.‬‬
‫بث احلمية‬ ‫‪ّ ‬‬
‫توجه الكتاب اجلزائريني إىل الكتابة املسرحية بعد أن تفطنوا لدورها يف ّ‬
‫الوطنية وكذا إيقاظ الشعور الوطين‪.‬‬
‫‪ ‬دور املدارس وكذا اجلمعيات والنوادي األدبية اليت عملت على تشجيع املواهب والعمل‬
‫على غرس فن التمثيل عند األطفال وتالميذ املدارس‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور خنبة من املمثلني الذين عملوا على تطوير املسرح واالرتقاء به من خالل تناوهلم‬
‫مواضيع من عمق اجملتمع اجلزائري كرشيد قسنطيين وحمي الدين باشطارزي وغريهم‪.‬‬
‫‪ ‬دور الصحافة املتمثل يف احلديث عن العروض املسرحية وإشهار الفرق املسرحية‪.‬‬
‫‪ ‬اتّسام املسرح اجلزائري بالواقعية‪ ،‬وهذا من خالل احلديث عن أهم املشاكل االجتماعية‬
‫واالقتصادية والسياسية اليت كان يتخبط فيها الفرد اجلزائري‪.‬‬
‫‪ ‬استعمال املسرح اجلزائري اللغة العامية‪ ،‬فمن املعلوم أ ّن الشعب اجلزائري كان يعاين من‬
‫األمية املتفشية فيه ومن اجلهل الذي خيّم عليه‪ ،‬لذلك فإ ّن املسرح الناطق باللهجة‬
‫العامية قد استقطب فئة كبرية من اجملتمع‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫ويف األخري خنلص إىل أ ّن للمسرح يف اجلزائر جذور متتد إىل أعماق التاريخ‪ ،‬فكما‬
‫كانت له بدايات أوىل جتلّت يف بعض التقاليد الشعبية‪ ،‬مث تبلورت بعد ذلك إىل فن مسرحي‬
‫الرواد وقيامهم بتأسيس هذا الفن وإرساء دعائمه فقد كان‬
‫قائم بذاته وذلك بوقوف بعض ّ‬
‫فعالة يف ترويج‬
‫املسرح اجلزائري مسرحا شعبيا ارجتاليا قريبا إىل روح شعبه‪ ،‬ما جعله وسيلة ّ‬
‫الثورة ونشر الوعي بني األهايل‪ ،‬من خالل مواضيعه املختلفة وصموده‪ ،‬وقد ساهم يف البناء‬
‫ليحتل مكانة عربية وعاملية يف‬
‫ّ‬ ‫الثقايف واألديب للجزائر‪ ،‬إذ خطا حنو االزدهار بعد ذلك‬
‫الساحة الفنية واألدبية‪.‬‬

‫‪020‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫الهوامش واإلحاالت‪:‬‬
‫(‪ -)1‬النحل‪.61 ،‬‬
‫(‪ -)2‬األحزاب‪.27 ،‬‬
‫(‪ -)3‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،2114 ،3‬ص‪.117‬‬
‫(‪ -)4‬الفراهيدي‪ ،‬كتاب العني‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،2113 ،1‬ص‪.233‬‬
‫(‪ -)9‬ماري إلياس وحنان قصبان‪ ،‬املعجم املسرحي مفاهيم ومصطلحات املسرح وفنون العرض‪ ،‬مكتبة‬
‫لبنان‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،1118 ،1‬ص‪.426‬‬
‫(‪ -)6‬نفسه‪.424 ،‬‬
‫(‪ -)8‬قواس هند‪ ،‬مدخل إىل املسرح العريب‪ ،‬دار الكتاب اللبناين‪ ،‬بريوت‪ ،1171 ،‬ص‪.29‬‬
‫(‪ -)7‬شكري عبد الوهاب‪ ،‬املكان املسرحي‪ ،‬دار فلور للنشر والتوزيع‪( ،‬د‪ -‬م)‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ -)1‬البكري وليد‪ ،‬موسوعة أعالم املسرح واملصطلحات املسرحية‪ ،‬دار أسامة للنشر‪ ،‬عمان‪.2113 ،‬‬
‫ص‪.233‬‬
‫(‪ -)11‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬تاريخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬ج‪ ،1194-1731 ،9‬دار البصائر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪.6‬‬
‫‪ ،2111‬ص‪.416‬‬
‫(‪ -)11‬اجلابري محدي‪ ،‬مسرح الطفل يف الوطن العريب‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪( ،‬دط)‪2111 ،‬‬
‫ص‪.111‬‬
‫(‪ -)12‬بيوض أمحد‪ ،‬املسرح اجلزائري نشأته وتطوره‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2114 ،‬ص‪.23‬‬
‫(‪ -)13‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬تاريخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.421‬‬
‫(‪ -)14‬نفسه‪ ،‬ص‪.411‬‬
‫(‪ -)19‬ثليالين احسن‪ ،‬املسرح اجلزائري‪ ،‬دراسة تطبيقية يف اجلذور الرتاثية وتطور اجملتمع‪ ،‬دار التنوير‬
‫اجلزائر‪ ،‬ط‪( ،1‬د‪-‬ت)‪ ،‬ص‪. 34‬‬
‫(‪ -)16‬بيوض أمحد‪ ،‬املسرح اجلزائري نشأته وتطوره‪ ،‬دار غرناطة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2‬اجلزائر‪2113 ،‬‬
‫ص ‪.28-26‬‬
‫(‪ -)18‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬تاريخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.422‬‬
‫(‪ -)17‬مرتاض عبد املالك‪ ،‬الثقافة العربية يف اجلزائر بني التأثري والتأثر‪ ،‬دار احلداثة‪ ،‬اجلزائر‪1172 ،‬‬
‫ص‪.71‬‬
‫(‪ -)11‬بيوض أمحد‪ ،‬املسرح اجلزائري النشأة والتطور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.41‬‬

‫‪020‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫(‪ -)21‬ثليالين أحسن‪ ،‬املسرح اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫(‪ -)21‬مرتاض عبد املالك‪ ،‬الثقافة العربية يف اجلزائر بني التأثري والتأثر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ -)22‬ثليالين أحسن‪ ،‬املسرح اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫(‪ -)23‬بيوض أمحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫(‪ -)24‬رمضان بوعالم‪ ،‬املسرح اجلزائري بني املاضي واحلاضر‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬اجلزائر (د‪.‬م)‬
‫ص‪.14‬‬
‫(‪ -)29‬جالوجي عزالدين‪ ،‬النص املسرحي يف األدب اجلزائري‪ ،‬مطبعة هومة‪ ،‬ط‪ ،2111 ،1‬ص‪.39‬‬
‫(‪ -)26‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬تاريخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.423‬‬
‫(‪ -)28‬ملباركية صاحل‪ ،‬املسرح يف اجلزائر‪ ،‬دار هباء الدين‪ ،‬ط‪ ،2‬قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2118 ،‬ص‪. 38‬‬
‫(‪ -)27‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬منطلقات فكرية‪ ،‬الدار العربية للكتاب‪ ،‬ليبيا تونس‪ ،1186 ،‬ص‪.131‬‬
‫(‪ -)21‬بيوض أمحد‪ ،‬املسرح اجلزائري نشأته وتطوره‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫(‪ -)31‬محداوي مجيل‪ ،‬صورة املسرح اجلزائري يف النقد العريب املعاصر‪ ،‬املثقف اجلزائري‪ ،‬ط‪2119 ،1‬‬
‫ص‪.16‬‬
‫(‪ -)31‬جالوجي عز الدين‪ ،‬النص املسرحي يف األدب اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫(‪ -)32‬نور سلمان‪ ،‬األدب اجلزائري يف رحاب الرفض والتحرر‪ ،‬دار األصالة‪ ،‬اجلزائر‪( ،‬دط)‪2111 ،‬‬
‫ص‪.21‬‬
‫(‪ -)33‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬تاريخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.428‬‬
‫(‪ -)34‬بيوض أمحد‪ ،‬املسرح اجلزائري نشأته وتطوره‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫(‪ -)39‬نفسه‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫(‪ -)36‬دحو العريب‪ ،‬إطالالت مقاربة لألدب اجلزائري احلديث‪ ،‬دار اهلدى‪ ،‬عني مليلة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫(‪ -)38‬الطّمار حممد‪ ،‬تاريخ األدب اجلزائري‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬اجلزائر‪( ،‬د‪-‬ط)‪ ،2111 ،‬ص‪.371‬‬
‫(‪ -)37‬بوكروح خملوف‪ ،‬مالمح عن املسرح اجلزائري‪ ،‬جملة آمال‪ ،‬ع‪ ،9‬اجلزائر‪ ،1172 ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ -)31‬ملباركية صاحل‪ ،‬املسرح يف اجلزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫(‪ -)41‬املرجع نفسه والصفحة‪.‬‬
‫(‪ -)41‬نفسه‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫(‪ -)42‬نفسه‪ ،‬ص‪.187‬‬
‫(‪ -)43‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬تاريخ اجلزائر الثقايف ‪ ،1171 -1731‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.431‬‬
‫(‪ -)44‬بيوض أمحد‪ ،‬املسرح اجلزائري نشأته وتطوره‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪022‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫(‪ -)49‬قادة حممد‪ ،‬إشكالية الكتابة املسرحية يف اجلزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫(‪ -)46‬بيوض أمحد‪ ،‬املسرح اجلزائري نشأته وتطوره‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫(‪ -)48‬رمضاين بوعالم‪ ،‬املسرح اجلزائري بني املاضي واحلاضر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.26-29‬‬
‫(‪ -)47‬مفتاح خملوف‪ ،‬االنتاج الداليل يف العرض املسرحي‪ -‬الدالية أمنوذجا‪ ،‬خمطط ماجيستري‪2118،‬‬
‫‪ ،2117‬ص‪.47‬‬
‫(‪ -)41‬فرحات أمحد‪ ،‬أحداث ثقافية‪ ،‬الدار العاملية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،1174 ،1‬ص‪.181‬‬
‫(‪ -)91‬عمرون نور الدين‪ ،‬املسار املسرحي اجلزائري إىل سنة ‪ ،2111‬شركة باتنيت‪ ،‬باتنة‪ ،‬ط‪.2116 ،1‬‬
‫(‪ -)91‬بيوض أمحد‪ ،‬املسرح اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫(‪ -)92‬نفسه‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫(‪ -)1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.2114 ،3‬‬
‫(‪ -)2‬البكري وليد‪ ،‬موسوعة أعالم املسرح واملصطلحات املسرحية‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪( ،‬د‪-‬ط)‪.2113 ،‬‬
‫(‪ -)3‬بيوض أمحد‪ ،‬املسرح اجلزائري نشأته وتطوره‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪.2114 ،‬‬
‫(‪ -)4‬بوكروح خملوف‪ ،‬مالمح عن املسرح اجلزائري‪ ،‬جملة آمال‪،‬ع‪ ،9‬الشركة الوطنية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.1172 ،‬‬
‫(‪ -)9‬اجلابري محدي‪ ،‬مسرح الطفل يف الوطن العريب‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب (د‪-‬ط)‬
‫‪.2111‬‬
‫(‪ -)6‬ثليالين احسن‪ ،‬املسرح اجلزائري‪ ،‬دراسة تطبيقية يف اجلذور الرتاثية وتطور اجملتمع‪ ،‬دار‬
‫التنوير‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪( ،1‬د‪-‬ت)‪.‬‬
‫(‪ -)8‬جالوجي عزالدين‪ ،‬النص املسرحي يف األدب اجلزائري‪ ،‬دراسة نقدية‪ ،‬مطبعة هومة‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪.2111‬‬
‫(‪ -)7‬محداوي مجيل‪ ،‬صورة املسرح اجلزائري يف النقد العريب املعاصر‪ ،‬مكتبة املثقف اجلزائري‬
‫ط‪.2119 ،1‬‬
‫(‪ -)1‬دحو العريب‪ ،‬إطالالت مقاربة لألدب اجلزائري احلديث‪ ،‬دار اهلدى‪ ،‬عني مليلة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫العدد‪ – 10 :‬ديسمبر ‪0101‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫(‪ -)11‬الطّمار حممد‪ ،‬تاريخ األدب اجلزائري‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬اجلزائر‪( ،‬د‪-‬ط)‪.2111 ،‬‬
‫(‪ -)11‬ملباركية صاحل‪ ،‬املسرح يف اجلزائر‪ ،‬دار هباء الدين‪ ،‬ط‪ ،2‬قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪.2118 ،‬‬
‫(‪ -)12‬مرتاض عبد املالك‪ ،‬الثقافة العربية يف اجلزائر بني التأثري والتأثر‪ ،‬دار احلداثة‪ ،‬بالتعاون مع‬
‫ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.1172 ،‬‬
‫(‪ -)13‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬تاريخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬ج‪ ،1194 - 1731 ،9‬دار البصائر‪ ،‬اجلزائر‬
‫ط‪.2111 ،6‬‬
‫(‪ -)14‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬منطلقات فكرية‪ ،‬الدار العربية للكتاب‪ ،‬ليبيا‪.1186 ،‬‬
‫(‪ -)19‬شكري عبد الوهاب‪ ،‬املكان املسرحي‪ ،‬دار فلور للنشر والتوزيع‪( ،‬د‪-‬م)‪.‬‬
‫(‪ -)16‬ماري إلياس وحنان قصبان‪ ،‬املعجم املسرحي مفاهيم ومصطلحات املسرح وفنون العرض‬
‫مكتبة لبنان‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.1118 ،1‬‬
‫(‪ -)18‬مفتاح خملوف‪ ،‬االنتاج الداليل يف العرض املسرحي‪-‬الدالية أمنوذجا‪ ،‬خمطط ماجيستري‬
‫‪.2117-2118‬‬
‫(‪ -)17‬نور سلمان‪ ،‬األدب اجلزائري يف رحاب الرفض والتحرر‪ ،‬دار األصالة للنشر والتوزيع‬
‫اجلزائر‪( ،‬د‪-‬ط)‪.2111 ،‬‬
‫(‪ -)11‬قواس هند‪ ،‬مدخل إىل املسرح العريب‪ ،‬دار الكتاب اللبناين‪ ،‬بريوت‪.1171،‬‬
‫(‪ -)21‬رمضان بوعالم‪ ،‬املسرح اجلزائري بني املاضي واحلاضر‪ ،‬املكتبة الشعبية‪ ،‬املؤسسة الوطنية‬
‫للكتاب‪ ،‬اجلزائر(د‪.‬م)‪.‬‬
‫(‪ -)21‬فرحات أمحد‪ ،‬أحداث ثقافية‪ ،‬الدار العاملية للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1174 ،1‬‬
‫(‪ -)22‬الفراهيدي‪،‬كتاب العني ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.2113 ،1‬‬
‫(‪ -)23‬عمرون نور الدين‪ ،‬املسار املسرحي اجلزائري إىل سنة ‪ ،2111‬شركة باتنيت‪ ،‬باتنة‪ ،‬ط‪1‬‬

‫‪022‬‬

You might also like