Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 10

‫الفارابي‬

‫سطام محمد عبدالعزيز الناصر‬

‫الرقم الجامعي ‪442019249:‬‬


‫الفارابي وُع ِر ف بأبي نصر واسمه األساسي محمد‪ُ ،‬و لد عام ‪ 260‬هـ(‪ 874‬م)‪ ،‬في‬
‫فاراب في إقليم تركستان (كازاخستان حالًيا) وُتوفي عام ‪ 339‬هـ(‪950‬م)‪ُ .‬لقب‬
‫باسم الفارابي نسبًة للمدينة التي ولد فيها وهي فاراب‪ .‬يُعتبر الفارابي فيلسوفَا ومن‬
‫أهم الشخصيات اإلسالمية التي أتقنت العلوم بصورة كبيرة مثل الطب والفيزياء‬
‫والفلسفة والموسيقى وغيرها‪.‬‬
‫عاش الفارابي ُمدًة في بغداد قبل أن ينتقل إلى دمشق ومنها انطلق في جولِة بين‬
‫البلدان قبل أن يعود لدمشق ويستقر فيها حّتى وفاته‪ ،‬خالل وجوده في سوريا قصد‬
‫الفارابي حلب وأقام ببالط سيف الدولة الحمداني وتبوأ مكانًة عاليًة بين العلماِء‬
‫واألدباِء والفالسفة‪ .‬أطلق عليه معاصروه لقب المعلم الثاني‪ ،‬نظرَا الهتمامه بمؤلفات‬
‫أرسطو المعروف بالمعلم األول‪ ،‬وتفسيرها وإضافة التعليقات عليها‪.‬‬
‫ال خالف بين المؤرخين على أن أبي نصٍر الفارابي هو المؤسس األول للفلسفة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فقد تأثر كُّل العلماء الذين أتوا بعده بأفكاره‬

‫تسميته‬
‫اختلف المؤرخون في اسمه وأصله‪ ،‬فقد َو رَد في كتاب عيون األنباء البن أبي‬
‫أصيبعة أّن ه ُد عَي بأبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان‪ ،‬ومن المؤرخين‬
‫من قال أّن ه ُد عَي بأبي نصر محمد بن طرخان بن أوزلغ كابن خلكان‪ ،‬وهناك من‬
‫سَم اه أبا نصر محمد بن محمد بن طرخان كما قال القفطي والبيهقي‪ ،‬وقد قال ابن‬
‫النديم عن اسمه أبا نصر محمد بن محمد بن طرخان في الفهرست‪ .‬ويقول صاعد‬
‫األندلسي في الطبقات األمم أّن ه أبو نصر محمد بن محمد بن نصر‪.‬‬
‫اختلف المؤرخون في والدته‪ ،‬فمثال في كتاب الفهرست البن النديم قال بأن أصله‬
‫من الفارياب من أرض خرسان‪ ،‬وفي كتاب المخطوط في تاريخ‬
‫الحكماء للبيهقي تحَد ث عن أصِل الفارابي بأنه من أرض فارياب في تركستان‪ ،‬وهو‬
‫ما يتعارض مع ما جاء بأسماء العلماء في معجم البلدان حيث كان أبناء فارياب‬
‫ُيَك نون بالفاريابين كمحمد بن يوسف الفاريابي‪.‬‬
‫سيرته‬

‫هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان ويظهر اسم طرخان في نسبه‪ .‬لم‬
‫يكن جده معروفًا في أوساط معاصريه‪ ،‬ولكن ظهر اسم أوزلغ فجأًة فيما بعد في‬
‫كتابات ابن أبي أصيبعة وظهر اسم جده األكبر في كتابات ابن خلكان‪.‬‬
‫تشير االختالفات الموجودة في الروايات األساسية المتعلقة بأصول الفارابي ونسبه‪،‬‬
‫إلى أَن ه لم يتم تسجيلها خالل حياته أو بعد ذلك بوقت قصير من قبل أي شخص لديه‬
‫معلومات محددة‪ ،‬وكل المعلومات المعروفة تستند إلى اإلشاعات أو التخمينات (كما‬
‫هو الحال مع معاصري آل‪ -‬الفارابي)‪ .‬ال ُيعرف الكثير عن حياته‪ ،‬وتشمل المصادر‬
‫المبكرة مقطعًا عن سيرته الذاتية حيث يتتبع الفارابي تاريخ المنطق والفلسفة حتى‬
‫عصره‪ ،‬ويذكر باختصار المسعودي وابن النديم وابن حوقل‪ .‬وقد كتب صاعد‬
‫األندلسي سيرة الفارابي لكن لم يكن لدى كتاب السير العرب في القرنين الثاني‬
‫عشر والثالث عشر سوى القليل من الحقائق لتسليمها‪ ،‬واستخدموا قصصًا مخترعًة‬
‫عن حياته‪.‬‬
‫ومن المعروف من الروايات التي وصلت عن حياته أنه قضى وقًت ا طويًال(معظم‬
‫حياته) في بغداد مع علماء مسيحيين منهم رجل الدين يوحنا بن حيالن ويحيى بن‬
‫عدي وأبو إسحاق إبراهيم البغدادي‪ ،‬بعد ذلك أمضى بعض الوقت‬
‫في دمشق ومصر قبل أن يعود إلى دمشق حيث توفي عام ‪1-950‬‬
‫يمكن أن يكون مسقط رأسه أحد األماكن العديدة في آسيا الوسطى ‪ -‬خراسان‬
‫المعروفة بهذا االسم‪ .‬االسم "باراب ‪ /‬فاراب" هو مصطلح من اللغة الفارسية يشير‬
‫للمنطقة التي تروى بالينابيع السائلة أو تدفقات من نهر قريب وبالتالي فهناك العديد‬
‫من األماكن التي تحمل االسم (أو التطورات المختلفة لهذا االسم الجغرافي‬
‫الهيدرولوجي ‪ /‬الجيولوجي) في تلك المنطقة العامة فمثًال فراب على‬
‫جاكسارتس(سير داريا) في كازاخستان الحديثة أو فاراب (توركمينابات الحديثة)‬
‫على نهر أوكسوس آمو داريا في تركمانستان أو حتى فريب في خراسان الكبرى‬
‫(أفغانستان الحالية)‪ .‬في الفارسية القديمة باراب (في حدود العلم) أو فارياب (أيًضا‬
‫بارياب) هو اسم فارسي شائع لألماكن الجغرافية يعني "األراضي المروية بتحويل‬
‫مياه النهر" بحلول القرن الثالث عشر ُعرف فراب على آل جاكسارت باسم أطرار‪.‬‬
‫يتفق العلماء إلى حد كبير على أن خلفية الفارابي العرقية غير معروفة مع الميل‬
‫لألصل التركي‬
‫نظرية األصل اإليراني‬
‫ذكر المؤرخ العربي في العصور الوسطى ابن أبي أصيبعة (توفي عام ‪)1270‬‬
‫وهو أقدم من كتب سيرة للفارابي في كتاب عيون األنباء أن والد الفارابي كان من‬
‫أصل فارسي‪ ،‬ويذكر شمس الدين الشهرزوري الذي عاش حوالي عام ‪1288‬م في‬
‫[‪[]14‬‬
‫سيرة ذاتية أشار من خاللها أيًض ا إلى أن الفارابي ينحدر من عائلة فارسية‬
‫‪ ]15‬ووفًق ا لما قاله ماجد فخري أستاذ الفلسفة بجامعة جورج تاون فإن والد الفارابي‬
‫كان نقيًبا في الجيش من أصل فارسي‪ ]16[.‬ويالحظ ديميتري غوتاس أن أعمال‬
‫الفارابي تحتوي على مراجع ونصوص باللغة الفارسية والسوقديانية‬
‫[‬
‫وحتى اليونانية‪ ،‬ولكن ليس التركية‪ ]17[]3[ ،‬كما تم اقتراح لغة السوقديان كلغته األم‬
‫‪ ]18‬ولغة سكان فراب‪ ]19[.‬ناقش محمد جواد مشكور أن يكون أصله من آسيا‬
‫الوسطى مع الناطقيين باللغة الفارسية‪ ]20[.‬كما تم ُذ كر األصل الفارسي من قبل‬
‫ًا [‪]21‬‬
‫العديد من المصادر األخرى أيض ‪.‬‬
‫نظرية األصل التركي‬
‫قدم مؤرخ القرون الوسطى ابن خلكان (توفي عام ‪ ،)1282‬أقدم مرجع يشير إلى‬
‫أن الفارابي من أصل تركي وقد ذكر في كتابه وفيات األعيان وأنباء أبناء‬
‫الزمان (اكتمل في ‪ ،)669/1271‬أن الفارابي ولد في قرية واسيج الصغيرة‬
‫بالقرب من فراب (اليوم فاراب‪ ،‬كازاخستان) من أبوين تركيين‪ ،‬بناًء على هذه‬
‫الرواية اعتبر بعض العلماء المعاصرين إنه من أصل تركي‪ .‬ينتقد ديمتري‬
‫غوتاس المستعرب األمريكي من أصول يونانية ذلك قائًال إن رواية ابن‬
‫خلكان تستهدف الروايات التاريخية السابقة لابن أبي أصيبعة وتساعد على "إثبات"‬
‫أن الفارابي من أصل تركي‪ ،‬فمثًال بذكر النسبة اإلضافية (اللقب) "الترك" (عرب‪.‬‬
‫"الترك") ‪ -‬لم تكن هناك نسبة للفارابي‪ ]3[.‬إال أن أبو الفداء الذي قلد ابن‬
‫خلكان صحَح هذا األمر وغّير عبارة التركي إلى عبارة "وكنا رجالن تركيان"‪ ،‬أي‬
‫"كان رجًال تركيًا"‪ ]3[.‬في هذا الصدد‪ُ ،‬يالحظ األستاذ كليفورد إدموند‬
‫بوزورث في جامعة أكسفورد أن "الشخصيات العظيمة مثل‬
‫[‪]28‬‬
‫الفارابي والبيروني وابن سينا قد ارتبطوا بعلماء أتراك متمسكين بعرقهم"‪.‬‬
‫تعليمه[عدل]‬
‫قضى الفارابي حياته كلها تقريبًا في بغداد‪ ،‬وقد بدا ذلك واضحًا في السيرة التي‬
‫كتبها ابن أبي أصيبعة حيث ذكر ان الفارابي تعّلم الّط ب والفلسفة من الّط بيب يوحّن ا‬
‫بن حيالن بما في ذلك تحليالت أرسطو الالحقة‪ ،‬وبـحسب ترتيب الكتب التي درست‬
‫في المنهج فإن الفارابي شرح كتاب إيساغوجي لفرفوريوس وكتاب‬
‫المقوالت ألرسطوطاليس‪ ،‬إضافًة لكتاب العبارة وكتاب القياس والبرهان‪ .‬كان‬
‫معلمه بن حيالن رجل دين نسطوري على األرجح‪ ،‬وبقي طوال هذه الفترة‬
‫في بغداد حيث سجل المسعودي أّن ه بعد وفاة يوحّن ا في عهد المقتدر (‪/ 320-295‬‬
‫‪. )32-908‬كان الفارابي في بغداد على األقل حتى نهاية أيلول (سبتمبر) ‪ 942‬كما‬
‫هو مسجل في مالحظاته التي كتبها في عمله آراء أهل المدينة الفاضلة‪ ،‬والذي أنهى‬
‫كتابته في دمشق في العام التالي (‪ )331‬أي بحلول أيلول (سبتمبر) ‪ .943‬درس‬
‫أيًض ا في تطوان بالمغرب[‪ ]29‬وعاش ودّر س لبعض الوقت في حلب‪ .‬زار‬
‫الفارابي مصر في وقت الحق‪ ،‬وأنهى ستة أقسام تلخص كتاب مبادئ الفلسفة القديمة‬
‫عام ‪ 337‬ما يقارب ‪948‬م‪ .‬في يونيو ‪ 949‬عاد إلى سوريا حيث كان يتلقى دعمًا‬
‫كبيرًا من سيف الدولة الحمداني‪ ،‬ويقول المسعودي في كتابه الذي صدر بعد خمس‬
‫سنوات تقريبًا عام ‪ 956-955‬بعنوان تاريخ تكوين الطنبوح أن الفارابي توفي‬
‫[‪]3‬‬
‫في دمشق في رجب ‪( 339‬بين ‪ 14‬ديسمبر ‪ 950‬و‪ 12‬يناير ‪.)951‬‬

‫ديانته‬
‫وجد هنري كوربان في كتاباته أدلة تدعم الرأي السائد في إيران بأن الفارابي‬
‫كان شيعيًا‪ ،‬وكما يرى وجود شبه كبير بين ما يسميه الفارابي "الفلسفة النبوية" مع‬
‫تعاليم األئمة الشيعة‪ ]30[.‬وقد رأى أيضًا فوزي النجار أن فلسفة الفارابي السياسية‬
‫تأثرت بالتعاليم الشيعية‪ ]31[.‬تعتقد نادية مفتوني [اإلنجليزية] بوجود الجوانب الشيعية في‬
‫كتابات الفارابي على حد تعبيرها‪ ،‬وتقول بأّن ه كان يؤمن في ُك تبه "المالح"‬
‫و"السيارة المدنية" و"تحسين السعادة" بالطوباوية التي يحكمها النبي وخلفاؤه‪:‬‬
‫األئمة‪ ]32[.‬ومن جهة ثانية يؤكد محسن مهدي أنه كان حنفيًا‪ ،‬ملتزما بقواعد‬
‫[‪]33‬‬
‫الفقه الحنفي‪.‬‬

‫حياته وتلمذته‬
‫بدأ الفارابي بدراسة العلوم في مسقط رأسه حيث‬
‫درس العلوم والرياضيات واآلداب والفلسفة واللغات فبرع في اللغة التركية التي‬
‫ُيعتقد أّن ها لغته األساسية إضافة للغات العربية والفارسية واليونانية‪.‬‬
‫حوالي عام ‪310‬هـ غادر مسقط رأسه قاصدًا العراق إلكمال ما بدأ بدراسته في‬
‫مسقط رأسه إضافًة لعلوٍم ُأخرى فدرس في حران الفلسفة والمنطق والطب على يد‬
‫الطبيب يوحنا بن حيالن[‪ ]ar 11‬بعدها ذهب لبغداد ودرس فيها الفلسفة والمنطق على‬
‫يد أبي بشر متى بن يونسالذي كان من أشهر المترجميين عن اللغة اليونانية إضافة‬
‫لتعلمه على يد ابن السراج اللسانية العربية‪.‬‬
‫كما ودرس الموسيقى وأتم دراسة الطب والرياضيات في عمٍر متقدمة فقد كان‬
‫مولعًا باألسفار في طلب العلم ونشره ونعرفة شؤونه فانتقل من العراق إلى بالد‬
‫الشام حوالي ‪ 330‬هـ وبقي متنقًال بين مدن الشام‬
‫خصوصًا حلب عاصمة الحمدانيين ودمشق وقد عاش في ظالل سيف الدولة مقبًال‬
‫على العلم وغير منقطٍع عنه‪ ،‬في األرجح فإّن ه سافر إلى مصرعام ‪338‬هـ قبل أن‬
‫يعود إلى دمشق حيث وافته المنية سنة ‪398‬هـ‬
‫كان الفارابي يميل إلى العزلة فقضى معظم أوقاته في دمشق في البساتين وعلى‬
‫ضفاف المياه كما يذكر ابن خلكان في كتاب وفيات األعيان فال يجدوه إّال عند‬
‫مشتبك رياض حيث يجلس ويؤلف بحوثه ويقصده التالميذ والمساعدين‪.‬‬

‫مساهماته‬
‫الفلسفة‬
‫أنشئ الفارابي ما ُيعتبر المنهج األول في الفلسفة اإلسالمية وقد ُعرف باسم‬
‫«الفارابية» لكن سمعة المنهج بدأت بالتضاؤل بعد ظهور منهج ابن سينا‪ُ ،‬و صف‬
‫منهج الفارابي بأّن ه ُمنسلخ عن منهج الفالسفة اليونانيين‬
‫بخاصة أفالطون وأرسطو وانتقل من الميتافيزيقيا إلى المنهج العلمي‪.‬‬
‫وّح د الفارابي بين النظرية والتطبيق ولكن سياسيًا دعى إلى تحرير التطبيق من قيود‬
‫النظرية‪ ،‬وقد احتوت معتقداته الُمستحدثة عن األفالطونية ما هو أعمق من‬
‫الميتافيزيقيا فأثناء محاوالته التحقيق في الُمسبب األولي للوجود واجه الفارابي حقيقة‬
‫قصور المعرفة البشرية‪.‬‬

‫كان ألعمال الفارابي عظيم األثر على العلوم الطبيعية والفلسفة لعدة قرون فقد ُنعَت‬
‫[‬
‫من الكثيرين بأعلم الناس في زمانه بعد أرسطو وهذا ما يشير له لقب المعلم الثاني‬
‫‪ ]35‬وقد مهدت أعماله الساعية للتوحيد بين الفلسفة والتصوف الطريق أمام‬
‫[‪]36‬‬
‫أعمال ابن سينا‪.‬‬
‫كتب الفارابي تعليقات على أعمال أرسطو‪ ،‬كما وناقش في كتاب «آراء أهل المدينة‬
‫الفاضلة ومضاداتها» تصورًا عن المدينة المثالية كما فعل أفالطون في‬
‫«الجمهورية»‪ .‬واعتبر أن األديان توصل الحقائق لعامة الناس في‬
‫صورة رموز وحكايات ورأى كذلك أنه من واجب الفيلسوف أن يقّد م النصيحة‬
‫والتوجيه للدولة وقد اتفق في هذا أفالطون‪ ،‬فقد ناقش الفارابي منظور أفالطون‬
‫واشتق منه وجهة نظر موازية ومتوافقة مع السياق اإلسالمي‪ ،‬حيث رأى أن مدينته‬
‫الفاضلة يجب أن يحكمها نبي إمام‪ ،‬عوًض ا عن الملك الفيلسوف الذي فضله‬
‫أفالطون‪.‬‬
‫جادل الفارابي والدارسين لمنهجه من بعده بأّن ه في مدينته الفاضلة كان يقصد المدينة‬
‫المنورة حينما كان يحكمها النبي محمد بصفته ولي عهد المسلمين وهو على تخاطب‬
‫مستمر مع هللا حيث يبلغه من آن إلى آخر بأحكامه وقوانينه‪.‬‬
‫المنطق‬
‫رغم اتباع الفارابي لمذهب أرسطو في المنطق إّال أّن ه امتلك أفكارًا من المذاهب‬
‫المنطقية اُألخرى فناقش قضية اإلحتماالت المستقبلية ونظرية األعداد والجموعات‬
‫[‬
‫وعالقة المنطق بعلِم النحو إضافٍة الهتمامه بأساليب اإلستدالل لدى أرسطو‬
‫‪ ]38‬وُيرجح أن الفارابي أول من قسم المنطق لجزأين األول هو "الفكرة" والثاني هو‬
‫"البرهان"‪ ،‬ناقش الفارابي أيضا نظريات األقيسة الشرطية واإلستدالل التشبيهي‬
‫وأضاف للمذهب األرسطي مفهوم القياس الشاعري وقد ذكر ذلك في تعليقاته على‬
‫[‪]39‬‬
‫كتاب أرسطو «فن الشعر»‪.‬‬
‫علم النفس‬
‫كتب الفارابي مقولتين في علم النفس اإلجتماعي إضافة لما ورد في كتبه آراء أهل‬
‫المدينة الفاضلة الذي خاض به في النفس معتبرًا إياها أحد أركان بناء اإلنسان في‬
‫الدولة التي تصورها حيث اعتبر أن المرء يعجز عن بلوغ الكمال لوحده لذلك‬
‫يحتاج للمساعدة من باقي األفراد فاإلنسان بطبيعته يميل للتعاون مع غيره حتى‬
‫يؤدي واجباته‪:‬‬
‫فحتى يقرب المرء من الكمال المنشود‪ ،‬عليه أن يظل بالقرب من غيره من الناس‬
‫وأن يقترن بهم حتى ينال منهم عونهم‪.‬‬
‫واعتبر أن قوة اإلرادة هي المسؤولة عن الرغبات أو عدمها مما يحصل‬
‫في اإلحساس والخيال وبذلك فهي تحفز السلوك اإلجتماعي للفرد وقد فرق بين‬
‫ردات الفعل التلقائية التي تقوم بها الحيوانات وبين ردة الفعل الواعية والنابعة من‬
‫العقالنية عند البشر‪ .‬اعتبر الفارابي أن القلب هو الحاكم في جسم اإلنسان ويقوم‬
‫بمساعدة الدماغ واألعضاء األخرى بإعطاء الحرارة للحواس‪ ،‬هذه الحرارة هي‬
‫نفسها المسؤولة عن الفروقات بين الجنسين حيث أّن ها كلما زادت عند الرجال كلما‬
‫جعلتهم أكثر غضبا وأعنف من النساء اللواتي يتفوقن بالرحمة والرأفة على الرجال‬
‫ومن هنا يبدو اإلرث األفلطوني عند الفارابي حيث يرى أن الجنسيين متساويين في‬
‫قدراتهما اإلدراكية ويعتبر الفارابي أن النساء قادرات على أن يصبحن فيلسوفات‬
‫وكذلك نبيات‪.‬‬
‫تصميم العود بسبع أوتار للفارابي‬
‫وقد قسم الفارابي قوى النفس إلى خمس قوى هي‪:‬‬

‫القوى الغاذية‪ :‬وهي التي ٌتغذي وُتني وُتولد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫القوى الحاسة‪ :‬حيث يتم اإلدراك بالحواس الخمس‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫القوى المتخيلة‪ :‬وعملها حفظ ما ُر سم في النفس بعد غياب الشيء عن الحس‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫القوى الناطقة‪ :‬وهي ما تميز بها اإلنسان عن الحيوان حيث ُيميز الجميل من‬ ‫‪‬‬

‫القبيح والثمين من الزهيد‪.‬‬


‫[‬
‫القوى النزوعية‪ :‬التي ُتساق إلى الشيء وتكرهه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وقد ميز الفارابي في فصله األخير بمدينته الفاضلة الُمعنون «القول في سبب‬
‫المنامات» بين تفسير األحالم وبين طبيعتها وأسبابهاإذا اعتبر لألحالم دور في‬
‫التعبير عن شخصية الفرد وسلوكه‪.‬‬

‫مؤلفاته‬
‫في جعبة الفارابي الكثير من المؤلفات في نواحي العلم كافة إذ أن عددها يتجاوز‬
‫المئة حّت ى أن المستشرق األلماني ستينشنيدر اضطر لتخصيص جزء كبير من كتابه‬
‫تاريخ األدب العربي ألعمال الفارابي لكن بسبب الغزو المغولي للدولة العباسية‬
‫واستيالئهم على بغداد وحرق مكتبة بغداد فقد ضاعت ُج ل مؤلفات الفارابي وما بقي‬
‫لدينا هو عبارة عن بضع مخطوطات محفوظة مع الوثائق التاريخية وعدة ُك تب تم‬
‫إعادة نشرها لما تمثله من أهمية علمية عالية‪.‬‬
‫تشمل مخطوطات الفارابي الباقية‪:‬‬

‫في الشعر والخطابة‬ ‫في المنطق‬ ‫في الفلسفة‬

‫كتاب «ريطوريقا»‬ ‫فيما ينبغي االطالع‬ ‫الموجود اّلذي ليس لوجوده‬


‫(الخطابة)‬ ‫عليه قبل قراءة‬ ‫سبب‬
‫كتاب «بوطيقا»‬ ‫أرسطو‬ ‫العقول الفّعالة‬
‫(الشعر)‬ ‫رسالة في المنطق‪،‬‬ ‫الّن فوس الّسماوّية‬
‫رسالة في قوانين‬ ‫القول في شرائط‬ ‫الّن فوس اإلنسانّية‬
‫صناعة الّشعر‬ ‫اليقين‬ ‫المسائل الفلسفية واألجوبة‬
‫رسالة في القياس‬ ‫عنها‬
‫رسالة في ماهية‬ ‫أغراض فلسفة أفالطون‬
‫الروح‬ ‫وفلسفة أرسطو‬
‫السيرة الفاضلة‬
‫في الموسيقى‬

‫كتاب «صناعة علم‬


‫الموسيقى»‬

‫وفاته‬
‫معظم المؤرخين ذكروا أن وفاة الفارابي كانت عن عمٍر يناهز التسعة والسبعين أو‬
‫الثمانين عام تقريبًا في العام ‪ 339‬هـ وقد دفن في دمشق وقد صلى عليه سيف‬
‫الدولة الحمداني في أربعة عشر أو خمسة عشر من خواصه ودّل كالم المؤرخين‬
‫على أن وفاته كانت طبيعية‪.‬‬
‫يقع ضريح الفارابي في مقبرة الباب الصغير في دمشق التي تحوي عددًا من‬
‫أضرحة أهل البيت والشعراء والعلماء والحكماء المسلمين[‪ ]ar 17‬وقد ُك تب على‬
‫الضريح‪ :‬هذا ضريح العالم والفيلسوف واألديب والموسيقي اإلسالمي محمد بن‬
‫طرخان بن أوزلغ المشهور بأبي نصر الفارابي‪.‬‬
‫المراجع ‪:‬‬
‫أحمد شمس الدين‪ ،‬الفارابي (حياته‪ ،‬أثاره‪ ،‬وفلسفته)‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الكتب‬ ‫‪‬‬
‫العلمية‪ ،‬ص‪ ،61-59 .‬مؤرشف من األصل في ‪ 17‬نوفمبر ‪.2020‬‬
‫مصطفى الجيوسي‪ ،‬موسوعة علماء العرب والمسلمين وأعالمهم‪ ،‬عمان ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫األردن‪ :‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬ص‪284 .‬‬
‫"إنجازات وإسهامات الفارابي – ‪،e3arabi"، e3arabi.com‬‬ ‫‪‬‬

You might also like