Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883 ‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‬

715-696 :‫ص‬.‫ص‬ 03 :‫العدد‬ 04 :‫المجلد‬ 2021 :‫السنة‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية‬
‫المستدامة‬

Délégation of the local public facility as a mechanism to strengthen the


development.local financial and achieving sustainable

fridjat76@gmail.com ،)‫ (الجزائر‬،‫ جامعة عنابة‬،1‫إسماعيل فريجات‬


sabah629@gmail.com ،)‫ (الجزائر‬،‫ جامعة الوادي‬،2‫صباح حمايتي‬

02-12-0201 :‫تاريخ قبول المقال‬ 20-20-0201 :‫تاريخ إرسال المقال‬


:‫الممخص‬
،‫تسعى الدولة الجزائرية في إطار النيوض بالتنمية وبصفة خاصة عمى المستوى المحمي واستدامتيا‬
‫ الذي بفضمو يفتح المجاؿ أماـ القطاع‬،‫اعتماد تقنية التفويض كأحد األساليب الحديثة في اإلدارة والتسيير‬
،‫ عف طريؽ مختمؼ صيغ العقود‬،‫الخاص لممشاركة في تسيير المرافؽ العمومية التابعة لمجماعات المحمية‬
‫ ومف جانب أخر دعـ‬،‫األمر الذي مف شأنو تحسيف أداء الخدمات العمومية المحمية المقدمة لممرتفقيف‬
‫ مما ستعطي ثمارىا مف دوف شؾ متى تـ‬،‫الدور التنموي المستداـ وخاصة االقتصادي ليذه الجماعات‬
.‫تفعيؿ النصوص التطبيقية ليذه التقنية‬
.‫ التنمية المستدامة‬،‫ المالية المحمية‬،‫ تفويض المرفؽ المحمي‬،‫ الجماعات المحمية‬:‫كممات مفتاحية‬
Abstract:
In the context of promoting local development and sustaining it, the Algerian
government has adopted the strategy of procuration, as one of the modern
methods of administration and management. Thanks to this policy, it opens the
way for the private sector to participate in the management of public facilities
within local collectivities through various forms of contracts, aspiring to
improve the level of local services addressed to the public. On the other hand,
this policy aims concomitantly at supporting the sustainable development of the
local collectivities especially at the economic level. This would undoubtedly be
fruitful provided that the legal texts are applied in favour of this policy.
Key words: local collectivities; local facility procuration; local finance;
sustainable development.

.‫إسماعيؿ فريجات‬ 

696
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يقدـ المرفؽ العاـ خدمة عمومية ليا خصوصيتيا وأىدافيا‪ ،‬تتعمؽ بالحياة الجماعية ألفراد المجتمع وتيدؼ‬
‫مباشرة إلى تمبية حاجياتو‪ ،‬وبما أنيا تتكرر وتتطور نوعا وكما‪ ،‬خاصة في ظؿ نمو الوعي المدني فوجب‬
‫أف يواكبيا تطور المرفؽ العاـ السيما في طرؽ تسييره والتي تتماشى مع نوعية النظاـ السائد‪ ،‬ونظ ار لعجز‬
‫األشخاص العامة عف التسيير المباشر لجميع المرافؽ العامة لوجود اختالالت في التسيير المالحظة في‬
‫ىذا المجاؿ‪ ،‬وعدـ قدرتيا عمى مواكبة التغير والتحوؿ الحاصؿ عمييا‪ ،‬األمر الذي نتج عنيا تدني في‬
‫نوعية الخدمات المقدمة ومنو عدـ رضا المرتفقيف‪ ،‬فقد أصبح مف الضروري اليوـ المجوء إلى إدخاؿ‬
‫تغيرات أساسية في أنظمة اإلدارة‪.‬‬
‫ولعؿ أحد أىـ األسباب ىي طرؽ تسيير المرفؽ العامة‪ ،‬حيث ظيرت أساليب جديدة لتسيير المرافؽ العامة‬
‫مف بينيا "تفويض المرفؽ العاـ"‪ ،‬الذي انتشر استخداـ ىذا المفيوـ عبر العديد مف الدوؿ‪ ،‬منيا كندا‪،‬‬
‫إسبانيا‪ ،‬وكذا بعض الدوؿ العربية كمصر‪ ،‬تونس‪ ،‬والجزائر التي حاولت االستفادة مف العقود التي تتيحيا‬
‫في مختمؼ المجاالت‪ ،‬لما ليا مف إيجابيات خاصة مف ناحية إعادة توزيع المياـ بيف القطاع العاـ‬
‫والخاص‪ ،‬فضال عف التخفيؼ مف األعباء عف اإلدارة ومحاولة االستفادة مف خبرة القطاع الخاص في‬
‫التسيير وتقديـ الخدمات‪.‬‬
‫تتجمى أىمية الدراسة في التطرؽ ألحد أىـ الوسائؿ الحديثة التي تحقؽ النجاعة المطموبة لممرفؽ المحمي‬
‫بتحديثو وتطوير طرؽ إدارتو وتسييره‪ ،‬تتجسد حدودىا فيما يعنى بالمرفؽ المحمي عمى مستوى الجماعات‬
‫المحمية‪ ،‬ومف خالؿ النصوص القانونية المنظمة ليا الساري بيا العمؿ‪ ،‬وقد اعتمدنا فييا عمى المنيجيف‬
‫الوصفي وكذا التحميمي‪.‬‬
‫ونظ ار لما تعانيو المرافؽ المحمية مف تدني الخدمة العمومية والمشاكؿ التنموية‪ ،‬وبحث المشرع دائما عف‬
‫اآلليات التي يمكف مف خالليا تدعيـ الجماعات المحمية‪ ،‬باعتبارىا قاعدة التنظيـ اإلداري مست تقنية‬
‫التفويض المرافؽ المحمية قصد الرفع مف أداءىا ومردوديتيا وعميو نطرح التساؤؿ التالي‪ :‬كيؼ تسيـ تقنية‬
‫تفويض المرفؽ المحمي في دعـ المالية المحمية‪ ،‬وبالتالي تحقيؽ التنمية المستدامة عمى المستوى المحمي؟‬
‫ولإلجابة عف ىذه اإلشكالية‪ ،‬تـ ىيكمة الدراسة وفقا لممحاور التالية‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األوؿ‪ :‬التكريس القانوني لمتفويض ومجاالت تطبيقو عمى مستوى الجماعات المحمية‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬أثر تفويض المرافؽ المحمية عمى أداء الجماعات المحمية‪.‬‬

‫‪696‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫المبحث األول‪ :‬التكريس القانوني لمتفويض ومجاالت تطبيقو عمى مستوى الجماعات‬
‫المحمية‬
‫في ظؿ الظروؼ االقتصادية الصعبة التي تعيشيا الجزائر‪ ،‬نتيجة لتراجع أسعار البتروؿ منذ منتصؼ‬
‫سنة ‪ 2014‬واعتماد سياسة التقشؼ وترشيد اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬كاف مف الضروري عمى الدولة الجزائرية اعتماد‬
‫إجراءات وتدابير لممحافظة عمى قدرتيا في تقديـ خدماتيا لألفراد‪ ،1‬ومف بيف التقنيات التي اعتمدتيا‬
‫الجزائر مف أجؿ ذلؾ‪ ،‬ىو إعادة النظر في النظاـ القانوني لتفويض المرافؽ العامة حيث ساىـ غياب‬
‫اإلطار القانوني والتشريعي ليذه التقنية في عدـ وضوح الرؤية فيما يتعمؽ بتفويض المرافؽ العامة‪.2‬‬
‫المطمب األول‪ :‬دوافع تبني فكرة التفويض واطاره القانوني عمى مستوى قانون الجماعات‬
‫اإلقميمية‬
‫لقد بات واضحا في كؿ الدوؿ وبعد انتياج سياسات اقتصادية كثيرة ومتنوعة‪ ،‬أف النيوض بالتنمية‬
‫الشاممة في أي دولة ال يمكف أف يضطمع بو القطاع العاـ لوحده أيا كانت وسائمو البشرية والمادية بؿ‬
‫ينبغي لضماف أطر ناجحة فتح المجاؿ لمقطاع الخاص‪ ،‬وىذا ما تبناه المشرع الجزائري نتيجة لعدة أسباب‬
‫أسيمت في تغيير نمط التسيير‪ ،‬وىذا ما سوؼ يترتب عنو استصدار نصوص قانونية تتوافؽ مع ىذا‬
‫التوجو الجديد‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أسباب المجوء لتقنية تفويض المرافق العامة‬
‫يري الفقو الفرنسي أف سبب تفويض المرفؽ العاـ لمقطاع الخاص السيما في السنوات األخيرة‪ ،‬ىو لجوء‬
‫الدولة لمبحث عف فعالية في تسيير المصالح العامة والحاجة الماسة لتطوير نوعية الخدمة وتقميص العبء‬
‫المالي لمتسيير المباشر عمى الميزانية العامة لمدولة والجماعات المحمية والبحث عف الفعالية االقتصادية‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫خديجة سعيدي‪ ،‬تفويض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسوـ الرئاسي ‪ 247-15‬كأليػة لتحػديث تسػيير الم ارفػؽ العامػة فػي الج ازئػر‪ ،‬المجمػة‬
‫الجزائرية لممالية العامة‪ ،‬العدد‪ ،07‬جامعة أبو بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪2‬‬
‫سوىيمة فوناس‪ ،‬تفويض المرفؽ العاـ في القانوف الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القػانوف‪ ،‬جامعػة مولػود معمػري‪ ،‬تيػزي وزو‪ ،‬الج ازئػر‪،‬‬
‫‪،2018‬ص ‪.04‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الحميـ بػف يػادة‪ ،‬محمػد بصػر بوحامػدة‪ ،‬عقػد التفػويض المرفػؽ العػاـ كأليػة إلقامػة الشػراكة اسػتثمارية بػيف القطػاع العػاـ والخػواص‬
‫وفقا المرسوـ الرئاسي‪ 247-15‬المتعمؽ بالصفقات العمومية وتفويضات المرفؽ العػاـ‪ ،‬الممتقػى الػدولي حػوؿ أليػات تطػوير الشػراكة بػيف‬
‫القطاعيف العاـ والخاص ودوره في تحقيؽ التمويؿ المستديـ‪ ،‬كميػة العمػوـ االقتصػادية والتجاريػة وعمػوـ التسػيير‪ ،‬جامعػة غردايػة‪ ،‬المنعقػد‬
‫يومي ‪ 28‬و‪ 29‬أفريؿ ‪ ،2019‬ص‪.05‬‬
‫‪696‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫يمكف إعماؿ أسباب المجوء إلى تقنية تفويض المرافؽ العامة في الجزائر‪ ،‬إلى جممة مف األسباب منيا ما‬
‫ىو قانوني ومنيا ما ىو تقني باإلضافة إلى عدة أسباب أخرى اجتماعية واقتصادية وحتى خارجية‪ ،‬والتي‬
‫يمكف إيجازىا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -1‬األسباب القانونية‪ :‬إف تفويض المرفؽ العاـ يبقي الدوؿ بمعزؿ جزئي عف تحمؿ المسؤولية‪ ،‬فإف‬
‫المجوء إلى االعتماد عميو يعتمد نقؿ المسؤولية المالية عمى عاتؽ المستثمر لممرفؽ العاـ الذي يتحممو دوف‬
‫سواه مبدئيا أعباء ومخاطر استثماره‪.1‬‬
‫‪ -0‬األسباب التقنية‪ :‬لقد أصبحت معظـ المرافؽ العامة تتطمب تقنيات وخبرات لمقياـ بمياميا‪ ،‬كما‬
‫ىو الحاؿ في مرافؽ عدة كاالتصاالت‪ ،‬الكيرباء‪ ،‬البريد‪ ،‬وىذه التقنيات في حاؿ توفرىا يتطمب االستمرار‬
‫في تأميف مبالغ ضخمة قد يصعب عمى الشخص المعنوي العاـ توفيرىا خاصة إذا كاف يعاني مف عجز‬
‫مالي‪.2‬‬
‫‪ -2‬األسباب االجتماعية‪ :‬نتيجة لمنمو الديمغرافي التي تعرفو الجزائر خالؿ السنوات األخيرة‪ ،‬وعدـ‬
‫مقدرتيا عمى مسايرة ىذا النمو بما أدى إلى ارتفاع معدالت البطالة‪ ،‬النزوح الريفي‪ ،‬واليجرة غير الشرعية‪،‬‬
‫إذ أصبحت الدولة مرغمة عمى إيجاد حموؿ ليذه المشاكؿ‪ ،‬ومنيا تفويض القطاع الخاص لتسيير مرافقيا‬
‫العمومية مف أجؿ تحقيؽ األمف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -0‬األسباب االقتصادية‪ :‬يتضح أف تقنية تفويض المرفؽ العاـ تعد بمثابة إكماؿ لمدور الجديد لمدولة‪،‬‬
‫المتمثؿ في االنسحاب مف الحقؿ االقتصادي‪ 3‬والتي ترجع أف الوضعية االقتصادية لمجزائر تحتـ عمييا‬
‫اعتماد تقنية التفويض‪ ،‬فيذه األخيرة تسمح بتقميؿ األعباء المالية مف جية‪ ،‬ومف جية أخرى وسيمة‬
‫إضافية لتحويؿ استثمارات الدولة وبنياتيا التحتية مما يسيـ في تقوية االقتصاد المالي لمدولة‪.‬‬
‫‪ -0‬األسباب الخارجية‪ :‬أصبح مف الضروري عمى الجزائر مواكبة التطورات العالمية والتحوالت الكبرى‬
‫لمنظاـ العالمي الجديد‪ ،‬مما يجبرىا عمى التخمي عف بعض الوظائؼ اإلدارية‪ ،‬فيي مطالبة بتحسيف‬
‫مكانتيا الخارجية‪ ،‬مما يقتضي البحث عف مستثمريف وتقديـ تحفيزات الستقطابيـ ومنحيـ مسؤولية بعض‬
‫المرافؽ العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Auby et Ducoes; Grands Services publics et entreprises nationales. PUF. Paris.p19.‬‬
‫‪2‬‬
‫وليد حيدر جابر‪ ،‬التفويض في إدارة واستثمار المرافؽ العامة‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬لبناف‪ ،2009 ،‬ص‪.305‬‬
‫‪3‬‬
‫سوىيمة فوناس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.05‬‬
‫‪699‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫كؿ ىذه األسباب جعمت مف تبني تفويض كأحد األساليب المستحدثة ليست عمى المستوى اإلقميمي فقط‬
‫بؿ حتى عمى المستوى الدولي‪ ،‬إال أف ىذا التغيير سوؼ يجعؿ الدوؿ أماـ تحديات وىو منح المستثمريف‬
‫األجانب والمواطنيف عمى السواء كؿ االمتيازات والتسييالت‪ ،‬وذلؾ بتوفير مناخ استثماري مشجع وىو ما‬
‫يعبر عنو دستوريا بتحسيف مناخ األعماؿ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التكريس القانوني لتقنية التفويض عمى مستوى المحمي‬
‫لقد ساىـ غياب اإلطار القانوني والتشريعي ليذه التقنية في عدـ وضوح الرؤية فيما يتعمؽ بمفيوـ تفويض‬
‫المرافؽ العامة‪ ،‬وتحديد العقود التي تدخؿ ضمف ىذه التقنية‪ ،1‬حيث أف فكرة تفويض المرفؽ العمومي‬
‫ليست بحديثة العيد‪ ،‬بؿ تـ اإلشارة إلييا في قوانيف سابقة‪ ،‬حيث أف تطور استخدامات ىذه التقنية وثبوت‬
‫نجاعتيا لدى الدوؿ المتطورة‪ ،‬وعميو قد شكؿ عقد االمتياز الصورة األساسية والمحتكرة لتفويض المرفؽ‬
‫العاـ في الجزائر‪ ،‬والذي عرؼ بدوره تطو ار في النصوص القانونية الخاصة بو‪ ،‬وعميو سوؼ نسمط الضوء‬
‫عمى التكريس القانوني عمى استخداـ تقنية التفويض عمى المستوى المحمي‪ ،‬ونوجز ىذه النصوص كما‬
‫يمي‪:‬‬
‫‪ -‬قانوف البمدية ‪ :24/67‬وفقا لممادة ‪ 220‬مف األمر ‪ 24-67‬المؤرخ في ‪ 1967/01/18‬المتضمف‬
‫القانوف البمدي‪.2‬‬
‫‪ -‬قانوف الوالية ‪ :38-69‬حسب المادة ‪ 136‬مف األمر ‪ 38-69‬المتضمف قانوف الوالية‪ ،‬والتي اعتمدت‬
‫أسموب االمتياز كطريقة استثنائية لتسيير مصالح الجماعات المحمية‪.3‬‬
‫‪ -‬قانوف البمدية لسنة ‪ :1990‬وفقا ألحكاـ المادة ‪ 138‬مف القانوف ‪ 08/90‬المتعمؽ بالبمدية‪ ،4‬والتي‬
‫مباشر‪ ،‬دوف أف ينجـ عف ذلؾ‬
‫ا‬ ‫نصت عمى أنو إذا لـ يكف استغالؿ المصالح العمومية البمدية استغالال‬
‫ضرر جاز لمبمديات منح االمتياز مع مصادقة الوالي عمى ىذه االتفاقية المعموؿ بيا قانونا حسب القواعد‬
‫واإلجراءات المقررة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صباح حمايتي‪ ،‬األليات القانونيػة لترقيػة الخدمػة العموميػة فػي التشػريع الج ازئػري‪ ،‬أطروحػة دكتػوراه فػي الحقػوؽ‪ ،‬كميػة الحقػوؽ والعمػوـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2020/2019 ،‬ص‪.100‬‬
‫‪2‬‬
‫األمر ‪ 24/67‬المؤرخ في ‪ 1967/01/ 18‬المتضمف القانوف البمدي‪ ،‬الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،06‬لسنة ‪.1967‬‬
‫‪3‬‬
‫األمر ‪ 38-69‬المؤرخ في ‪ 1969/05/ 22‬المتضمف قانوف الوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،06‬لسنة ‪.1969‬‬
‫‪4‬‬
‫الق ػػانوف ‪ 08/90‬الم ػػؤرخ ف ػػي ‪ 1990/04/07‬المتعم ػػؽ بالبمدي ػػة‪ ،‬الجري ػػدة الرس ػػمية لمجميوري ػػة الجزائري ػػة‪ ،‬الع ػػدد ‪ ،15‬المؤرخ ػػة فػ ػػي‬
‫‪.1990/04/11‬‬
‫‪677‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫‪ -‬قانوف الوالية لسنة ‪ :1990‬حيث تضمنت المادة ‪ 130‬مف القانوف ‪ 09/90‬المتعمؽ بالوالية‪ ،1‬عمى أنو‬
‫إذا تعذر استغالؿ المصالح العمومية الوالئية في شكؿ استغالؿ مباشر أو مؤسسات يمكف لممجمس‬
‫الشعبي الوالئي أف يرخص باستغالليا عف طريؽ االمتياز‪.‬‬
‫‪ -‬التعميمة الو ازرية ‪ 842.94‬المؤرخة في ‪ 07‬سبتمبر ‪ 1994‬المتعمقة بامتياز المرافؽ العامة المحمية‬
‫عرفت االمتياز عمى أنو عقد تكمؼ‬ ‫وتأجيرىا‪ ،‬الصادرة عف و ازرة الداخمية والجماعات المحمية‪ :‬والتي ّ‬
‫الجية اإلدارية المختصة فردا أو شركة خاصة‪ ،‬بإدارة مرفؽ عاـ واستغاللو لمدة معينة مف الزمف‪ ،‬بواسطة‬
‫عماؿ وأمواؿ يقدميا صاحب االمتياز عمى مسؤوليتو‪ ،‬مقابؿ رسوـ يدفعيا المنتفعوف مف خدماتو وذلؾ في‬
‫إطار النظاـ القانوني الذي يخضع لو ىذا المرفؽ‪.2‬‬
‫‪ -‬قانوف البمدية لسنة ‪ :2011‬حيث تنص المادة ‪ 155‬مف القانوف ‪ 10/11‬المتعمؽ بالبمدية عمى أنو‪:‬‬
‫"يمكف لممصالح البمدية المذكورة في المادة ‪ 149‬أعاله أف تكوف محؿ امتياز طبقا لمتنظيـ الساري‬
‫المفعوؿ‪ ،‬ويخضع االمتياز لدفتر شروط نموذجي يحدد عف طريؽ التنظيـ"‪.3‬‬
‫‪ -‬قانوف الوالية لسنة ‪ :2012‬مف خالؿ المادة ‪ 149‬مف القانوف ‪ 07/12‬المتعمؽ بالوالية‪ ،‬التي تضمنت‬
‫عمى ما يمي‪" :‬إذا تعذر استغالؿ المصالح العمومية الوالئية المذكورة في المادة ‪ 146‬أعاله‪ ،‬عف طريؽ‬
‫االستغالؿ المباشر أو مؤسسة فإنو يمكف المجمس الشعبي الوالئي الترخيص باستغالؿ عف طريؽ االمتياز‬
‫طبقا لمتنظيـ المعموؿ بو‪.4‬‬
‫‪ -‬المرسوـ الرئاسي ‪ 247/15‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية وتفويضات المرفؽ العاـ‪ ،‬حيث نصت‬
‫المادة ‪ 207‬منو عمى أنو يمكف لمشخص المعنوي الخاضع لمقانوف العاـ المسؤوؿ عف المرفؽ العاـ أف‬
‫يقوـ بتفويض تسييره إلى المفوض لو وذلؾ مالـ يجد حكـ تشريعي مخالؼ‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫القػ ػػانوف ‪ 09/90‬المػ ػػؤرخ فػ ػػي ‪ 1990/04/07‬المتعمػ ػػؽ بالواليػ ػػة‪ ،‬الجريػ ػػدة الرسػ ػػمية لمجميوريػ ػػة الجزائريػ ػػة‪ ،‬العػ ػػدد‪ ،15‬المؤرخػ ػػة فػ ػػي‬
‫‪.1990/04/11‬‬
‫‪2‬‬
‫التعميمػػة‪ 842.94.‬المؤرخػػة فػػي ‪ 1994 /09/ 07‬المتعمقػػة بامتيػػاز الم ارفػػؽ العامػػة المحميػػة وتأجيرىػػا‪ ،‬الصػػادرة عػػف و ازرة الداخميػػة‬
‫والجماعات المحمية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫القػ ػػانوف ‪ 10/11‬المػ ػػؤرخ فػ ػػي ‪ 2011/06/22‬المتعمػ ػػؽ بالبمديػ ػػة‪ ،‬الجريػ ػػدة الرسػ ػػمية لمجميوريػ ػػة الجزائريػ ػػة‪ ،‬العػ ػػدد‪ ،37‬المؤرخػ ػػة فػ ػػي‬
‫‪.2011/07/03‬‬
‫‪4‬‬
‫الق ػػانوف ‪ 07/12‬الم ػػؤرخ فػ ػػي ‪ 2012/02/21‬المتعم ػػؽ بالواليػ ػػة‪ ،‬الجري ػػدة الرس ػػمية لمجميوريػ ػػة الجزائري ػػة‪ ،‬العػ ػػدد ‪ ،12‬المؤرخ ػػة فػ ػػي‬
‫‪.2012/02/29‬‬
‫‪5‬‬
‫المرس ػػوـ الرئاس ػػي ‪ 247/15‬الم ػػؤرخ ف ػػي ‪ 2015/09/ 16‬المتعم ػػؽ بتنظ ػػيـ الص ػػفقات العمومي ػػة وتفويض ػػات المرف ػػؽ الع ػػاـ‪ ،‬الجري ػػدة‬
‫الرسمية لمجميورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،50‬المؤرخة في ‪.2015/09/20‬‬
‫‪677‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫‪ -‬المرسوـ التنفيذي ‪ 199/18‬المتعمؽ بتفويض المرفؽ العاـ‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 02‬منو عمى أف‬
‫التفويض ىو تحويؿ بعض المياـ غير السيادية التابعة لمسمطات العمومية‪ ،‬لمدة محددة إلى المفوض لو‬
‫بيدؼ الصالح العاـ‪ ،‬كما أكدت المادة ‪ 04‬مف نفس المرسوـ السالؼ الذكر عمى إمكانية الجماعات‬
‫المحمية والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري التابعة ليا المسؤولة عف المرفؽ العاـ‪ ،‬أف تفويض‬
‫تسيير مرفؽ عاـ إلى المفوض لو سواء كاف شخصا معنويا عاما أو خاصا خاضع لمقانوف الوطني وذلؾ‬
‫بموجب اتفاقية عقد التفويض‪.1‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مجاالت تطبيق تقنية التفويض عمى مستوي المحمي‬
‫إزاء التبايف الواضح بيف المرافؽ العامة‪ ،‬مف حيث طبيعة النشاط أو الخدمة التي تؤدييا‪ ،‬فمف الطبيعي أف‬
‫تتعدد أساليب تسييرىا مف خالؿ اتفاقية التفويض التي تتخذ شكؿ االمتياز‪ ،‬اإليجار‪ ،‬الوكالة المحفزة أو‬
‫عقد التسيير‪ ،‬لذا فقد تعددت أنواع عقود التفويض المرفؽ العاـ وفؽ مساىمة المفوض في إنشاء المرفؽ‬
‫العاـ واستغاللو وحجـ المخاطر التي يتحمميا‪ ،‬والرقابة التي تمارسيا السمطة المفوضة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المرافق المحمية محل التفويض‬
‫يقتضي أف يكوف محؿ التفويض ىو المرفؽ العمومي‪ ،‬فال نكوف بصدد اتفاقية تفويض إذا لـ يكف محؿ‬
‫النشاط ىو مرفؽ عاـ‪ ،‬كما أف تقرير منح تفويض المرفؽ العمومي ىو ترجمة إلرادة الشخص العاـ‬
‫المسؤوؿ عف المرفؽ العمومي‪ ،‬والذي يتمتع بحرية واسعة في إطار تنظيمي أوجده التشريع‪.2‬‬
‫ومف خالؿ التطبيقات التي شممت المرافؽ العامة نجد أف قواـ تفويض المرفؽ العمومي‪ ،‬ىو فكرة‬
‫االستثمار لذا فإف ما يميز المرافؽ العمومية القابمة لمتفويض أنيا مرافؽ اقتصادية‪ ،‬كوف أف ىذه األخيرة‬
‫تتشابو مع المشاريع التابعة لمقطاع الخاص في عدة جوانب كمصادر التمويؿ والتقنيات والطرؽ المالية‪،‬‬
‫والذي يستند إلى رأي الفقو أف المرافؽ العمومية ذات الطابع االستشاري االقتصادي‪ ،‬تعد الميداف األمثؿ‬
‫لتقنية التفويض دوف استبعاد المرافؽ العمومية اإلدارية عمى اإلطالؽ‪.3‬‬
‫بالرجوع لإلطار القانوني العاـ المتعمؽ بتفويض المرافؽ العاـ‪ ،‬ووفقا لممادة ‪ 207‬مف المرسوـ الرئاسي‬
‫‪ 247-15‬المتعمؽ بالصفقات العمومية وتفويضات المرفؽ العاـ‪ ،‬حيث حظر عمى بعض المرافؽ التي ال‬

‫‪1‬‬
‫المرسػػوـ التنفيػػذي ‪ 199/18‬المػػؤرخ فػػي ‪ 2018/08/ 02‬المتعمػػؽ بتف ػػويض المرفػػؽ العػػاـ‪ ،‬الجريػػدة الرسػػمية لمجميوريػػة الجزائري ػػة‪،‬‬
‫العدد‪ ،08‬المؤرخة في ‪.2018/08/05‬‬
‫‪2‬‬
‫الميػػة لعجػػاؿ‪ ،‬إنعػػاش االقتصػػاد عبػػر تقنيػػة تفػػويض المرفػػؽ العمػػومي فػػي التش ػريع الج ازئػػري‪ ،‬حوليػػات جامعػػة الج ازئػػر‪ ،01‬العػػدد‪،03‬‬
‫الجزء‪ ،32‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،2019 ،‬ص‪.158‬‬
‫‪3‬‬
‫المية لعجاؿ‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.159‬‬
‫‪677‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫يجوز أف تكوف محؿ تفويض وذلؾ إذا وجد نص يمنع التفويض‪ ،‬كما كرس المرسوـ التنفيذي رقـ ‪-18‬‬
‫‪ 199‬مف خالؿ نص المادة ‪ 02‬منو عمى وضع حظر عمى المرافؽ التي ال يمكف أف تخضع لمتفويض‪،‬‬
‫وىي تمؾ المرافؽ ذات الطابع السيادي التي يحددىا الدستور كالجيش‪ ،‬الشرطة‪ ،‬مرفؽ السجوف‪ ،‬أما‬
‫المرافؽ غير السيادية فيي تمؾ التي تتعمؽ بإشباع حقوؽ اجتماعية وثقافية مكفولة دستوريا كالتعميـ‪،‬‬
‫الصحة وغيرىا‪.‬‬
‫بناء عمى قانوف الجماعات اإلقميمية في الجزائر‪ ،‬والتي نجد مجاؿ تدخميا واسعة وتشمؿ مختمؼ‬
‫وعميو ً‬
‫الجوانب المتعمقة بالمواطف عمى المستوى المحمي‪ ،‬فنجد لمجانب االجتماعي حيث يقع عمى عاتقيا تشجيع‬
‫كؿ مبادرة تيدؼ لمترقية العقارية‪ ،‬كما أنيا ليا دور كبير في إنجاز المراكز واليياكؿ الثقافية‪ ،‬صيانة‬
‫المساجد والمدارس‪ ،‬وتشجيع كؿ مف شأنو ترقية النقؿ المدرسي والتعميـ الخاص‪.‬‬
‫كما أنو ما تعانيو البمديات في مجاؿ مرفؽ النظافة وحماية الصحة‪ ،‬وفقا ألحكاـ المادة ‪ 123‬مف قانوف‬
‫البمدية‪ ،‬حيث تتكفؿ ىذه األخيرة بالسير عمى صيانة ىذا المرفؽ‪ ،‬وأيضا تسيير األسواؽ‪ ،‬استغالؿ‬
‫القاعات‪ ،‬تطوير السياحة‪ ،‬تنمية المناطؽ‪ ،‬وابراز مؤىالت الجزائر السياحية‪.‬‬
‫كما أنو وبالنظر لمفصؿ الرابع المتعمؽ بصالحيات المجمس الشعبي الوالئي‪ ،‬المحدد لممجاالت التي يتداوؿ‬
‫فييا المجمس الشعبي الوالئي في مجاالت عدة كالصحة العمومية‪ ،‬حماية الطفولة‪ ،‬اإلعالـ واالتصاؿ‪،‬‬
‫السياحة‪ ،‬التربية والتعميـ العالي‪ ،‬التكويف والشباب والرياضة ‪ ،‬السكف‪ ،‬الفالحة‪ ،‬الري والغابات‪ ،‬بما نصت‬
‫عميو المادة ‪ 77‬مف القانوف‪ 07/12‬المتعمؽ بالوالية‪.‬‬
‫مف خالؿ ما سبؽ فإف الجماعات المحمية يمكنيا تفويض ىذه الخدمات المنصوص عمييا قانونا‪ ،‬مف أجؿ‬
‫الرفع مف نوعية الخدمات المقدمة لممواطنيف‪ ،‬كما يحسف مف البنى التحتية الداعمة لمحركة االقتصادية‪،‬‬
‫واالجتماعية لمدولة كما سوؼ تسيـ بإيجاد مصادر تمويؿ لميزانيتيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صور تفويض المرفق المحمي‬
‫بالنسبة لعقود تفويض المرفؽ العاـ نصت المادة ‪ 210‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 247/15‬في فقرتييا األولى‬
‫والثانية‪ ،‬عمى أف تفويض المرفؽ العاـ يأخذ حسب مستوى التفويض والخطر الذي يتحممو المفوض لو‪،‬‬
‫ورقابة السمطة المفوضة شكؿ االمتياز واإليجار أو الوكالة المحفزة أو التسيير‪ ،‬كما يمكف أف يأخذ تفويض‬
‫المرفؽ العاـ أشكاؿ أخرى تحدد عف طريؽ التنظيـ‪ ،‬وبالتالي فالمشرع حدد األشكاؿ التي يتخذىا تفويض‬
‫المرفؽ العاـ عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر‪.‬‬

‫‪ -1‬عقد االمتياز‪ً :‬‬


‫بناء عمى المادة ‪ 210‬قانوف الصفقات العمومية وتفويضات المرفؽ العاـ‪ ،‬حيث‬
‫عرؼ ىذا النوع مف العقود عمى أنو‪":‬الشكؿ الذي تعيد السمطة المفوضة لو إما إنجاز منشآت اقتناء‬
‫‪677‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫ممتمكات ضرورية إلقامة المرفؽ العاـ واستغاللو مف تفويضو الخاص وعما يعيد لو فقط باستغالؿ المرفؽ‬
‫العاـ ىذا األخير يستغمو المفوض لو باسمو وعمى مسؤوليتو وتحت مراقبة مف السمطة المفوضة بالمقابؿ‬
‫يتمقى أتعابو عف طريؽ أتاوى مف مستخدمي ىذا المرفؽ‪.1‬‬
‫ونصت المادة ‪ 53‬مف المرسوـ التنفيذي ‪ 199/18‬المتعمؽ بتفويضات المرفؽ العاـ‪ ،‬عمى أف االمتياز ىو‬
‫الشكؿ الذي تعيد مف خالؿ السمطة المفوضة لممفوض لو إما إنجاز منشآت أو اقتناء ممتمكات ضرورية‬
‫إلقامة المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫لقد حدد المشرع وفقا ألحكاـ المادة المذكورة أعاله في فقرتيا الثانية‪ ،‬بأف مدة االمتياز ال تتجاوز المدة‬
‫القصوى ‪ 30‬سنة‪ ،‬ويمكف تمديد ىذه المدة بموجب ممحؽ واحد بطمب مف السمطة المفوضة‪ ،‬عمى أساس‬
‫تقريب إلنجاز استثمارات مادية غير منصوص عمييا في االتفاقية‪ ،‬شريطة أف ال تتعدى مدة التمديد (‪)04‬‬
‫أربع سنوات كحد أقصى‪.‬‬
‫‪ -0‬عقد اإليجار‪:‬عرؼ ىذا النوع مف التفويض طبقا لألحكاـ الواردة بالمادة ‪ 54‬مف المرسوـ التنفيذي‬
‫‪ 199/18‬المتعمؽ بتفويضات المرفؽ العاـ‪ ،‬بأنو الشكؿ الذي تعيد مف خاللو السمطة المفوضة لممفوض‬
‫لو تسيير وصيانة المرفؽ العاـ‪ ،‬مقابؿ إتاوة سنوية يدفعيا ليا‪ ،‬ويتصرؼ المفوض لو لحسابو مع تحمؿ‬
‫كؿ المخاطر وتحت رقابة جزئية السمطة المفوضة‪ ،‬وعميو وحسب ما سبؽ فإف اتفاقية اإليجار تتضمف‬
‫مجموعة مف الشروط والعناصر التعاقدية التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬السمطة المفوضة ىي مف يموؿ إنشاء وانجاز المرفؽ العاـ‪ ،‬حيث تضع السمطة المفوضة تحت‬
‫تصرؼ المفوض لو كؿ التجييزات الضرورية المتعمقة بالمرفؽ العمومي التي أنجزتيا مسبقا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أجر المفوض لو يكوف مف خالؿ تحصيؿ اإلتاوة مف مستعممي المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫ج‪ -‬يجب عمى المفوض لو تقديـ تقرير مالي وتقني سنوي عف حصيمة تسيير‪.‬‬
‫وخالفا لعقد االمتياز فإف مدتو قصيرة نسبيا مف (‪ 15 -05‬سنة) كحد أقصى‪ ،‬قابؿ لمتمديد بموجب ممحؽ‬
‫مدة واحدة بطمب مف السمطة المفوضة عمى أساس تقرير معمؿ إلنجاز استثمارات مادية منصوص عمييا‬
‫في االتفاقية‪ ،‬شريطة أال تتعدى مدة التمديد (‪ )03‬ثالث سنوات كحد أقصى‪ ،‬بفضؿ مضموف المادة‬
‫‪ 05/04/54‬مف المرسوـ التنفيذي ‪ 199/18‬المتعمؽ بتفويض المرفؽ العاـ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سياـ سميماف‪ ،‬تفويض المرفؽ العاـ كتقنية جديدة في التشريع الجزائري‪ ،‬مجمة الدراسات القانونية‪ ،‬المجمد‪ ،03‬العػدد‪ ،02‬جامعػة يحػي‬
‫فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪677‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫‪ -2‬الوكالة المحفزة‪ :‬الوكالة المحفزة أو ما يعرؼ بعقد اإلدارة بالشراكة أو اإلدارة غير المباشرة‪ ،‬ىو‬
‫العقد الذي يعيد فيو الشخص العاـ إلى شخص آخر يسمى وكيال‪ ،‬إدارة واستغالؿ مرفؽ عاـ لحساب‬
‫الشخص العاـ مانح التفويض‪ ،‬مقابؿ أجرة محددة في العقد يدفعيا الشخص العاـ مانح التفويض‪ ،‬والتي‬
‫تكوف مرتبطة بنتائج استغالؿ المرفؽ العاـ‪ ،‬باإلضافة إلى نسبة مف أرباح االستغالؿ المرفؽ العاـ‪ ،‬بيدؼ‬
‫تشجيع المفوض لو عمى زيادة فاعمية المرفؽ أو زيادة ربحيتو‪ ،‬وبالتالي فمعدؿ األجر الذي يتقاضاه الوكيؿ‬
‫ال يكوف ثابتا بؿ متحركا تتفاوت قيمتو باالستناد لمنتائج المحققة مف إدارة المرفؽ‪.1‬‬
‫أما المشرع الجزائري فقد أعطى تعريؼ ليذا الشكؿ مف التفويض وفقا لممادة ‪ 55‬مف المرسوـ التنفيذي‬
‫‪ 199/18‬المتعمؽ بتفويضات المرفؽ العاـ حيث عرؼ الوكالة المحفزة عمى‪":‬أنيا ىي الشكؿ الذي تعيد‬
‫السمطة المفوضة مف خاللو لممفوض لو تسيير المرفؽ العاـ أو تسييره وصيانتو"‪.‬‬
‫حيث يستغؿ المفوض لو المرفؽ العاـ لحساب السمطة المفوضة التي تتولى بنفسيا المرفؽ العاـ‪ ،‬وتحتفظ‬
‫بإدارتو والرقابة الكمية عميو‪ ،‬وفي المقابؿ يدفع لممفوض لو أجر مباشر مف السمطة المفوضة في شكؿ‬
‫منحة‪ ،‬تحدد بنسبة مئوية مف رقـ األعماؿ تضاؼ إلييا منحة اإلنتاجية‪ ،‬وعند االقتضاء حصة مف‬
‫األرباح‪.‬‬
‫‪ -0‬التسيير‪ :‬طبقا ألحكاـ المادة ‪ 210‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 274/15‬المتضمف قانوف الصفقات‬
‫العمومية وتفويضات المرفؽ العاـ‪ ،‬حيث عرفت التسيير عمى أنو‪" :‬تعيد السمطة المفوضة لممفوض لو‬
‫بتسيير وصيانة المرفؽ العاـ ويستغؿ المفوض لو المرفؽ العاـ لحساب السمطة المفوضة التي تموؿ‬
‫بنفسيا المرفؽ العاـ وتحتفظ بإدارتو"‪ ،‬أما المرسوـ التنفيذي ‪ 199/18‬فقد تضمنو بموجب أحكاـ المادة‬
‫‪ 56‬منو‪.‬‬
‫ال يمكف أف تتجاوز مدة اتفاقية التفويض (‪ )05‬سنوات‪ ،‬غير أنو يمكف تمديد االتفاقية لمدة سنة واحدة‬
‫بموجب ممحؽ‪ ،‬وبطمب مف السمطة المفوضة عمى أساس تقرير معمؿ وذلؾ لحاجات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫وما يمكف قولو أف المشرع‪ ،‬وفي ظؿ التركيز عمى عقود االمتياز دوف غيرىا مف العقود األخرى‪ ،‬راجع‬
‫إلى االفتقار لميياكؿ القاعدية الكبرى في الجزائر‪ ،‬عكس الوضع الحالي في ظؿ نظاـ تفويض المرفؽ‬
‫العاـ‪ ،‬فإف المشرع اتخذ العديد مف التغيرات التي مف شأنيا توسع مجاؿ في تسيير المرفؽ العاـ‪ ،‬مثمما ىو‬

‫‪1‬‬
‫سياـ سميماف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪677‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫معموؿ بو في فرنسا‪ ،‬والتي منيا تعدد مجاالت التدخؿ بالنسبة لممرافؽ القابمة لمتفويض‪ ،‬وتعدد صوره‪،‬‬
‫والذي مف شأنو تحقيؽ نجاح ىذه التقنية‪.1‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أثر تفويض المرافق المحمية عمى أداء الجماعات المحمية‬
‫في إطار تحديث الجماعات المحمية وعصرنتيا‪ ،‬كاف لزاما عمييا تبني والقياـ بإصالح ىيكمي وقانوني‬
‫عميؽ‪ ،‬بغية تطوير آليات وأدوات تسييرىا وادارتيا‪ ،‬وذلؾ بأف تعتمد عمى أساليب جديدة وعصرية لذلؾ‬
‫ضمف مقاربة حكماتية تسعى لتعزيز فكرة المشاركة‪ ،‬ذات فحوى يؤدي إلى إشراؾ جميع الفواعؿ في‬
‫المجتمع المحمي عمى مستوى كؿ المياديف والمجاالت‪ ،‬مف خالؿ األخذ بتقنيات مبتكرة في التسيير القت‬
‫قبوال وحققت نجاعة في إحداث التنمية المحمية مف خالؿ انتعاش ماليتيا وتجويد خدماتيا واستدامتيا‪،‬‬
‫فرأينا أف تفويض إدارة المرافؽ المحمية تتالءـ بشكؿ يخدـ ىذه األىداؼ‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬أىمية تفويض المرفق المحمي في تثمين المالية المحمية‬
‫تعد المالية المحمية الخاصة بالجماعات المحمية والمتمثؿ تطبيقيا في البمدية والوالية في الجزائر‪ ،‬الرافعة‬
‫الرئيسية لصناعة التنمية عمى المستوى المحمي واستدامتيا‪ ،‬فيي بذلؾ بحاجة إلى تمويؿ خاص بيا يؤمف‬
‫ليا استقاللية قرارىا‪ ،‬ونظ ار لما تعانيو مالية البمديات والواليات مف عجز مستديـ‪ ،‬فاف البحث يبقى جاريا‬
‫إليجاد خيارات إضافية لتثمينيا وديمومتيا‪ ،‬حيث ظيرت تقنية التفويض لممرفؽ المحمي كوسيمة مؤىمة‬
‫لممساىمة في ىذا المسعى‪ ،‬لتقميؿ األعباء المحمية وكذا ترشيد النفقات العمومية المحمية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫تحمؿ المفوض لو أو الشريؾ تبعات قيامو بالمياـ المكمؼ بيا بتحمؿ المخاطر والمسؤولية كاممة عف‬
‫تسييرىا‪ ،‬لذا فإنو يساىـ في تعزيز وتثميف المالية المحمية ليذه الجماعات المحمية‪ ،‬باعتبار أف‪:‬‬
‫‪ -‬التفويض أسموب ناجع في تجديد وانعاش المالية المحمية‪ :‬إف المجوء لمتفويض لتسيير وادارة المرفؽ‬
‫العاـ المحمي‪ ،‬يأتي لمسيطرة عمى متطمبات الدولة الحديثة ال سيما في السنوات األخيرة‪ ،‬وكذا البحث عف‬
‫الفعالية في التسيير‪ ،‬واف كاف ويبقى السبب الرئيسي لمقياـ بو ىو تقميص األعباء المالية لمتسيير المباشر‬
‫عمى الميزانية العامة لمدولة والجماعات المحمية‪ ،‬ىذا إلى جانب تحمؿ المفوض لو عبء التسيير‬
‫ومخاطره‪ ،2‬أي تحمؿ المخاطر والمسؤولية عمى ذلؾ‪.‬‬
‫‪ -‬مساىمة الخواص في تمويؿ المرافؽ العامة المحمية‪ :‬تأتي استجابة ألساليب التسيير العمومي الجديدة‪،‬‬
‫والقائمة عمى إدماج الخواص أو رأس الماؿ الخاص في تسيير المرافؽ العامة وصناعة التنمية‪ ،‬وتأكيدا‬

‫‪1‬‬
‫صباح حمايتي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.123‬‬
‫‪2‬‬
‫ناديػػة ضػريفي‪ ،‬تسػػيير المرفػػؽ العػػاـ والتحػوالت الجديػػدة‪ ،‬مػػذكرة ماجسػػتير‪ ،‬كميػػة الحقػػوؽ‪ ،‬جامعػػة الج ازئػػر‪ ،‬الج ازئػػر‪،2008-2007 ،‬‬
‫ص‪.96‬‬
‫‪676‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫لذلؾ فحسب ما ورد في بياف مجمس الوزراء بمناسبة مصادقتو عمى مشروع المرسوـ الرئاسي المتعمؽ‬
‫بالصفقات العمومية وتفويضات المرفؽ العاـ‪ ،‬أف اليدؼ األساسي مف تطبيؽ تقنية التفويض ىو تخفيؼ‬
‫المجوء إلى االقت ارض‪ ،‬بغية الحد مف التمويؿ المباشر لممرافؽ العامة‪ ،‬وتوفير القدرة عمى إنشاء وتسريع‬
‫مباشرة البرامج اإلنمائية بتجسيدىا دوف االنتظار لتوفر االعتمادات المالية‪.1‬‬
‫‪ -‬إنشاء وانجاز البرامج التنموية المحمية‪ :‬يعتبر المفوض لو الذي يقوـ بأداء المياـ المسندة لو مف‬
‫الجماعات المحمية مساىما حقيقيا في التنمية‪ ،‬مما يجعمنا ننظر إلى آلية التفويض كونيا وسيمة ىامة‬
‫لتحقيؽ التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ال مجرد طريؽ قانوني إلدارة المرفؽ المحمي‪.2‬‬
‫غني عف البياف أيضا أف التطور التكنولوجي المتسارع‪ ،‬مف خالؿ الطفرة المعموماتية ومخرجات ظاىرة‬
‫العولمة‪ ،‬زيادة عمى الدور التدخمي لمدولة في كؿ المياديف وكافة أوجو النشاط‪ ،‬افرز مجاال ضخما يشمؿ‬
‫مرافؽ عديدة في الشؤوف االجتماعية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬الرياضية‪ ،‬اقتصادية وادارية‪ ،‬أدى إلى عجز الدولة وكذا‬
‫الجماعات المحمية عف التكفؿ األمثؿ بيا‪ ،‬مما جعؿ فكرة إشراؾ الغير معيا أم ار محبذا ومقبوال لمتصدي‬
‫ليذه المتطمبات‪ ،‬وألنو مف بيف األسباب التي دفعت لألخذ بالتفويض ىو تحسيف أداء المرافؽ العامة عمى‬
‫المستوى الوطني أو المحمي‪ ،‬وخاصة المرافؽ ذات الطابع الصناعي والتجاري‪.3‬‬
‫‪ -‬بعث وانعاش االقتصاد المحمي‪ :‬إف تقنية التفويض ال شؾ أنيا تتيح االستفادة مف إمكانيات القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬وتبعد المرافؽ القابمة لمتفويض عف روتيف التسيير العادي‪ ،‬ال سيما واف طرؽ التسيير التقميدية‬
‫أثبتت فشميا الذريع في تحقيؽ الفاعمية والنجاعة‪ ،‬لذا وفي إطار المنافسة وكذا الشفافية ضمف الضوابط‬
‫القانونية لمطمب العمومي وكذا السوؽ الحرة‪ ،‬بات يؤدي دو ار جوىريا في تحريؾ التنمية المحمية في بعدىا‬
‫االقتصادي‪ ،‬بما توفره مف مناصب شغؿ‪ ،‬وحركية اقتصادية فضال عف اكتساب الميارة والتجربة التقنية‪،‬‬
‫واألثر الناجـ عف ىذه الوضعية التي تستجيب لمحاجات المحمية‪.‬‬
‫في ذات السياؽ فاف تفويض المرفؽ المحمي يوفر مزايا القطاع العاـ وكذا الخاص‪ ،‬نتاج الشراكة‬
‫االستراتيجية لطرفي عقود التفويض‪ ،‬التي تحقؽ مكاسب ىامة ليما‪ ،‬األمر الذي ينتج عنو تحقيؽ تنمية‬
‫اجتماعية‪ ،‬اقتصادية مستدامة‪ ،‬بخمؽ عالقات ذات طابع قانوني وأبعاد متعددة في المياديف المختمفة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حساـ الديف بركبيػة‪ ،‬تفػويض المرفػؽ العػاـ فػي فرنسػا والج ازئػر‪ ،‬أطروحػة دكتػوراه فػي القػانوف العػاـ‪ ،‬جامعػة أبػي بكػر بمقايػد‪ ،‬تممسػاف‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2019/2018 ،‬ص‪.149‬‬
‫‪2‬‬
‫سوىيمة فوناس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.289‬‬
‫‪3‬‬
‫الكاىنة إرزيؿ‪ ،‬عف استخداـ تفويض المرفؽ العاـ فػي الج ازئػر‪ ،‬مجمػة أبحػاث قانونيػة وسياسػية‪ ،‬العػدد‪ ،03‬جامعػة محمػد الصػديؽ بػف‬
‫يحي‪ ،‬جيجؿ‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.26‬‬
‫‪676‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫تظير أىمية وجدية تفويض المرفؽ العاـ اقتصاديا في تعزيز البنى الييكمية التحتية‪ ،‬مف خالؿ استثمارات‬
‫المفوض لو التي تؤدي إلى خمؽ ديناميكية اقتصادية بمضاعفة وتكثيؼ النشاط االقتصادي المحمي‪،‬‬
‫بالتعامؿ مع المتعامميف االقتصادييف واليد العاممة المينية وكذا الشركات المحمية‪ ،‬كما أف ضخ رؤوس‬
‫أمواؿ داخمية أو أجنبية لو األثر الطيب عمى االقتصاد الوطني والمحمي‪ ،‬مف خالؿ العائد اإليجابي عمى‬
‫البنوؾ المحمية وتحفيز االستثمار األجنبي‪.1‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬استخدام تفويض المرفق المحمي كآلية لتحقيق أغراض التنمية المحمية‬
‫المستدامة‬
‫ال أحد يجادؿ في عصرنا الحالي في المركز الوازف الذي يتبوؤه النظاـ اإلداري المحمي‪ ،‬نظير ما يحققو‬
‫مف أىداؼ في تحقيؽ التنمية المحمية المستدامة‪ ،‬ولعؿ أسموب التفويض مؤىؿ لممساىمة في تحقيؽ‬
‫أىدافيا وآلية لتحقيؽ وتجسيد أغراض التنمية المحمية المستدامة‪ ،‬ضمف األطر القانونية المالئمة العصرية‬
‫ووفؽ معايير النوعية والجودة والسالمة‪ ،‬في ظؿ احتراـ حقوؽ اإلنساف ومبادئ الديمقراطية‪.‬‬
‫رأينا أنو مف اإليجابي أف يعتبر التفويض كبنية تحتية قاعدية‪ ،‬يتـ بفضمو تحقيؽ أغراض التنمية‬
‫المستديمة عمى المستوى المحمي‪ ،‬وعميو فانو يميؽ بنا التطرؽ لمنقاط التالية كسبيؿ لبياف ذلؾ‪ ،‬مف خالؿ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ضرورة احترام مبادئ المرفق العام‪ :‬إف نجاح مشاركة القطاع الخاص في إدارة وتسيير المرفؽ‬
‫العاـ المحمي عف طرؽ تقنية التفويض‪ ،‬ال ترتكز فقط عمى توفر اإلمكانيات المادية‪ ،‬المالية‪ ،‬التقنية‪،‬‬
‫والفنية الضرورية إلقامتو‪ ،‬بؿ خضوعو لمضوابط القانونية واحترامو لممبادئ التي تحكـ سير المرفؽ العاـ‬
‫كإطار لمتسيير العمومي‪ ،‬وتتمثؿ ىذه المبادئ التي تميز المرافؽ العامة وطنية كانت أو محمية‪ ،‬وىي‬
‫اعيا وضامنا لممصمحة العامة وىي قيود بالنسبة لمسير المرفؽ العاـ وحدود‬
‫بمثابة قانوف يحكميا فيكوف ر ً‬
‫لو‪ ،‬وىي أساسية كونيا تحرس المصمحة العامة التي وجد المرفؽ ألجميا‪ ،2‬ىذا فضال عف أنيا مرتبطة‬
‫أساسا بو وجوديا‪ ،‬وتفويض ىذه المرافؽ يقوـ عمى أساس منيا ويحترميا مسيرييا ال سيما المفوض لو‪،‬‬
‫فعميو وبالنظر لما ورد في الصفحة الثانية مف التعميمة رقـ (‪ )006‬مؤرخة في ‪ 2019/06/09‬المتضمنة‬
‫تجسيد أحكاـ المرسوـ التنفيذي رقـ (‪ )199/18‬المتعمؽ بتفويض المرفؽ العاـ‪ ،‬الصادرة عف و ازرة الداخمية‬
‫والجماعات المحمية والتييئة العمرانية‪ ،‬فإنو أي تفويض المرفؽ العاـ القائـ عمى مبادئ االستم اررية‬

‫‪1‬‬
‫سوىيمة فوناس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.291‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية ضريفي‪ ،‬المرفػؽ العػاـ بػيف ضػماف المصػمحة العامػة وىػدؼ المردوديػة ‪-‬حالػة عقػود االمتيػاز‪ ، -‬أطروحػة دكتػوراه فػي الحقػوؽ‪،‬‬
‫كمية الحقوؽ بف عكنوف‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬الجزائر‪ ،2012/2011 ،‬ص‪.200‬‬
‫‪676‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫والمساواة والتكيؼ‪ ،‬ال يعني في أي حاؿ مف األحواؿ أف السمطة المفوضة تتخمى عف مسؤولياتيا‪ ،‬بؿ‬
‫تبقى ىذه األخيرة قائمة‪ ،‬كما أف المفوض لو يتصرؼ في جميع األحواؿ‪ ،‬تحت رقابة السمطة المفوضة‪،‬‬
‫المكمفة أساسا بتمبية حاجات المستعمميف والتي تبقى في قمب اىتمامات السمطة العمومية‪.‬‬
‫كما ىو معموـ أف المرفؽ العاـ يحكمو نظاـ خاص بو‪ ،‬وتضبط تسييره مبادئ عامة تقميدية وأخرى حديثة‬
‫فرضيا الواقع أو المحيط الذي يؤثر ويتأثر بو المرفؽ العاـ المحمي‪ ،‬فإذا كانت مبادئ استم اررية المرفؽ‬
‫العاـ‪ ،‬مبدأ المساواة أماـ المرافؽ العامة‪ ،‬مبدأ قابمية التكيؼ والتطور‪ ،1‬باعتبارىا تقميدية وعامة‪ ،‬فاف‬
‫المبادئ الحديثة تراعي جوانب عدة في تحقيؽ المطموب مف ىذه المرافؽ بالشكؿ والصورة والزماف والمكاف‬
‫والثمف المناسب‪ ،‬فيي تتمثؿ في مبدأ الشفافية الذي مف خاللو يجب أف تكوف مسألة تفويض المرفؽ العاـ‬
‫شفافة وأخالقية‪ ،‬يتأتى مف خالؿ اإلتباع السميـ لإلجراءات بكؿ العمميات المتعمقة بيا‪ ،2‬كذلؾ األمر مع‬
‫مبدأ النجاعة وال فعالية الذي يجعؿ مف فكرة تفويض ىذا المرفؽ فعاال في تقديمو لمخدمة المحمية مف خالؿ‬
‫االستعماؿ األفضؿ لمموارد واإلمكانيات‪ ،‬التي تنقسـ إلى فعالية اقتصادية وفعالية اجتماعية‪ ،‬لذا فيي مبدأ‬
‫وقيد عمى المفوض لو لتأميف الخدمة بأفضؿ الوسائؿ والشروط‪ ،3‬أما عف مبدأ النوعية فالمقصود منو‬
‫حصوؿ المرتفؽ عمى خدمة بأفضؿ نوعية وجودة وأحسف سعر‪ ،‬وىو ييدؼ إلى ضماف القدر األدنى مف‬
‫الخدمة ذات نوعية تحت تصرؼ الجميع‪ ،‬ويرتبط بقابمية المرفؽ لمتكيؼ والتطور الذي يفرض تحسيف‬
‫وتطوير نوعية الخدمة وتجويدىا‪.4‬‬
‫ثانيا‪ :‬حوكمة تسيير المرفق العام المحمي‪ :‬يجدر بنا في ىذه النقطة التطرؽ لمفيومي الحكامة‬
‫والتنمية المستدامة‪ ،‬باعتبارىما مصطمحيف رئيسييف ينبغي معو تفكيؾ ولو باختصار بعض الغموض الذي‬
‫يمفيما‪ ،‬فالحكامة (الحكـ الراشد أو الحوكمة أو الحكمانية) عمى المستوى الوطني أو المحمي‪ ،‬عمى‬
‫ا ختالؼ مصطمحاتيا ىي ذلؾ األسموب الجديد في التدبير الذي يشجع التشارؾ بيف المسيريف والمساىميف‬
‫ويكسر الحدود بينيـ‪ ،‬فيي تتوخى حسف التنظيـ وتوزيع المسؤوليات وصقؿ القدرات ودعـ التواصؿ‬

‫‪1‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانوف اإلداري‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار المجدد لمنشر والتوزيع‪ ،‬سطيؼ‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.207-204‬‬
‫‪2‬‬
‫إسػػماعيؿ فريجػػات‪ ،‬آليػػات تطػػوير الجماعػػات اإلقميميػػة فػػي الج ازئػػر‪ ،‬أطروحػػة دكتػػوراه فػػي الحقػػوؽ‪ ،‬كميػػة الحقػػوؽ والعمػػوـ السياسػػية‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2020-2019 ،‬ص‪.355‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية ضريفي‪ ،‬المرفؽ العاـ بيف ضماف المصمحة العامة وىدؼ المردودية ‪-‬حالة عقود االمتياز‪ ،-‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.233‬‬
‫‪4‬‬
‫إسماعيؿ فريجات‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪354‬‬
‫‪679‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫الداخمي والخارجي‪ ،‬فيي بذلؾ وسيمة لضبط وتوجيو تسيير التوجيات الكبرى لمؤسسة ما ويمكف تطبيقيا‬
‫في المجاالت االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬والثقافية‪.1‬‬
‫أما ما تعمؽ بالتنمية المستدامة فيي التي تحقؽ احتياجات الجيؿ الحالي‪ ،‬دوف التضحية بقدرة األجياؿ‬
‫القادمة عمى الوفاء باحتياجاتيا مف الموارد الطبيعية‪ ،‬وال تؤثر سمبا عمى النظـ اإليكولوجية‪ ،‬وتراعي‬
‫األبعاد البيئية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والثقافية‪.2‬‬
‫تعد البمدية والوالية مكاف محوري ومناسب لتفعيؿ الحوكمة المحمية الرشيدة‪ ،‬ولتممس طريؽ ذلؾ ال بدا أف‬
‫احتراـ جممة مف المعايير كمقياس يعبر عف أداء المرافؽ المحمية التي يقوـ عمييا المفوض لو‪ ،‬والجماعات‬
‫المحمية باعتبارىا أصيمة‪ ،‬وانتقؿ دورىا مف كونيا مسيرة إلى مراقبة لألداء والتسيير‪ ،‬كضماف لحسف اإلدارة‬
‫وضماف حؽ المنتفعيف‪.‬‬
‫يتفؽ المتخصصوف في شأف تسيير الجماعات المحمية عمى توفر مجموعة شروط‪ ،‬لمتدليؿ عمى الحكامة‬
‫وسط ىذه الجماعات‪ ،‬وتتمثؿ أىميا في سيادة دولة القانوف‪ ،‬ضماف حؽ المشاركة لمجميع‪ ،‬التزاـ كافة‬
‫األطراؼ المتدخمة في شفافية العمؿ المحمي في التعامؿ‪ ،‬التخطيط‪ ،‬التنفيذ والتقييـ‪ ،‬إلى جانب توافؽ ىذا‬
‫األطراؼ لتيسير مرور ونفاذ الق اررات‪ ،‬كؿ ىذا مع وجود رؤية استراتيجية واضحة تضمف عدـ الحياد عف‬
‫المرامي المنشودة‪ ،‬باعتبارىا خطة طريؽ مدروسة تضمف بموغ األىداؼ بأحسف الظروؼ واألحواؿ‪ ،‬ىذا‬
‫إلى جانب تفعيؿ المساءلة وكذا المحاسبة مف خالؿ المسؤولية مقابؿ السمطة الممارسة‪ ،‬وضماف رقابة‬
‫مستقمة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تجويد الخدمة المحمية‪ :‬يعتبر التفويض وسيمة تمكف مسيري الجماعات المحمية مف تسيير‬
‫المرافؽ التي تقع عمى عاتقيـ بشكؿ فعاؿ ومرف‪ ،‬بغية ضماف خدمة ذات نوعية لمستعممي المرافؽ‬
‫العمومية‪ ،‬فباتت الحاجة ماسة لتطور وترقية نوعية الخدمة المقدمة‪ ،‬ىذا فضال عف تزايد الطمب بشأنيا‬
‫كما وكيفا‪ ،‬نتيجة زيادة الوعي المدني لدى المرتفقيف بسبب تغير األيدولوجيات‪ ،‬الضغط الخارجي في‬
‫إطار العولمة‪.3‬‬
‫أ‪ -‬تحسين أداء المرافق المحمية‪ :‬لعؿ ما يتمخض عف أسموب التفويض لمغير أي دوف األساليب‬
‫التقميدية لمتسيير‪ ،‬ىو تحقيؽ رضا المنتفعيف مف خدمات المرفؽ ذات الجودة العالية المنتظرة مف المفوض‬

‫‪1‬‬
‫عبد المجيد بوشبكة‪ ،‬الحكامة الرشيدة بالجماعات المحمية‪ ،‬مجمة عالـ التربية‪ ،‬العدد‪ ،20‬المغرب‪ ،2011 ،‬ص‪.447‬‬
‫‪2‬‬
‫خديجة عبد الكريـ المجبري‪ ،‬عائشػة عبػد السػالـ العػالـ‪ ،‬البيئػة والتنميػة المسػتدامة‪ ،‬مجمػة البحػوث االقتصػادية‪ ،‬المجمػد‪ ،14‬العػدد‪،01‬‬
‫طرابمس‪ ،‬ليبيا‪ ،2003 ،‬ص‪.65‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية ضريفي‪ ،‬تسيير المرفؽ العاـ والتحوالت الجديدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫‪677‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫لو‪ ،‬ويتـ احتراـ المبادئ التي يقوـ عمى المرفؽ العاـ ال سيما االستم اررية والمساواة‪ ،‬ويتـ تقديميا بأقؿ‬
‫تكمفة وفي أحسف شروط السالمة والجودة‪.1‬‬
‫ب‪ -‬إدخال التكنولوجيات الحديثة‪ :‬إدخاؿ القطاع الخاص في تسيير المرفؽ المحمي عف طريؽ‬
‫تفويضو بذلؾ بدال عف الجماعات المحمية‪ ،‬يمكف ىذه المرافؽ مف االستفادة مف خبرة وتجربة ىذا القطاع‪،‬‬
‫باستثمار اإلمكانيات المتاحة لو سواء فنية‪ ،‬تقنية‪ ،‬مالية‪ ،‬بشرية وغيرىا‪ ،‬بما يعود عميو بشكؿ فعاؿ‬
‫وايجابي مف خالؿ العمؿ عمى ىذه الموارد وحسف استعماليا‪ ،‬ولعمو تظير في جمب تكنولوجيا حديثة‬
‫وتقنيات جديدة في التسيير‪ ،‬وكذا القدرة عمى التكيؼ والتطور مف خالؿ آليات مرنة وسريعة‪ ،‬فعالة‬
‫ومتفاعمة ضمف حقؿ الذكاء االصطناعي وغيرىا مف األساليب واألفكار المستحدثة في ىذا المجاؿ‪.‬‬
‫ج‪-‬ضمانات تجسيد تفويض المرفق العام لمتنمية المحمية المستدامة‪ :‬وتتمثؿ في الحماية‬
‫القانونية المقررة بوصفيا قيودا عمى المفوض لو‪ ،‬أثناء ممارسة ميامو عمى المرفؽ المحمي محؿ‬
‫التفويض‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان حقوق المرتفقين‪:‬إف تحقيؽ النجاعة يظير مف خالؿ السرعة في اإلنجاز‪ ،‬التي تتـ بتمكيف‬
‫دور أساسيًّا في‬
‫المرتفقيف مف الخدمة في أقؿ وقت ممكف‪ ،‬كما أف حيادية ومجانية المرفؽ العاـ يمعباف ًا‬
‫حماية المصمحة العامة‪ ،‬وىي قيود دائمة عمى مسير المرفؽ العاـ‪ ،2‬زيادة عمى ذلؾ فالمرفؽ يبقى خاضعا‬
‫لرقابة الجماعات المحمية‪ ،‬بما يتـ معو مالحظة وتقييـ التسيير المفوض‪ ،‬فضال عف تقيده بالضوابط‬
‫القانونية واإلجرائية والشروط االتفاقية‪ ،‬وفي إطار عقد التفويض‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان السير الجيد والمستديم لممرفق العام‪ :‬إف استدامة الخدمة العمومية المحمية يحكميا مبدأ‬
‫االستم اررية‪ ،‬كأساس وقيد عمى المسير سواء كانت الدولة أو أحد مؤسساتيا أو مف فوض لو بذلؾ‪ ،‬فتدفؽ‬
‫األنشطة داخمو وانسيابيا بانتظاـ واطراد ال جداؿ حولو‪ ،‬وكؿ إخالؿ بو فيو مف قبيؿ اإلخالؿ بالتزاـ‬
‫جوىري يرتب عنو المسؤولية القانونية‪ ،‬وىو مساس بفكرة المرفؽ العاـ مف األساس‪ ،‬فال مجاؿ حينيا ألي‬
‫ادعاء يتسبب في التوقؼ عف تقديـ الخدمة المحمية‪ ،‬ويتـ معالجة كؿ العراقيؿ بشكؿ استباقي يضمف معو‬
‫إزالة العراقيؿ واذابة المعيقات المفترضة‪ ،‬مف قبيؿ اإلضراب وغيره مف المؤثرات التي تحدث التذبذب‬
‫واالضطراب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الكاىنة إرزيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪2‬‬
‫إسماعيؿ فريجات‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.355‬‬
‫‪677‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫يبقى المفوض لو خاضعا لمنصوص التشريعية والتنظيمية الساري بيا العمؿ‪ ،‬وممتزما تجاه القواعد القانونية‬
‫لمعمؿ في اإلطار الذي يضمف معو حقوؽ العماؿ والمستخدميف‪ ،‬وذات األمر لمصالح البمدية أو الوالية‪،‬‬
‫والضرائب‪ ،‬مصالح التجارة‪ ،‬ولكؿ سمطة يعطييا القانوف الحؽ في االضطالع والقياـ بمياـ تدخؿ ضمف‬
‫إطار النشاط الذي يمارسو المفوض لو‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان احترام وحماية البيئة‪ :‬ال مراء في اعتبار حماية البيئة ركف أساسي في نشاط اإلدارة‬
‫المحمية‪ ،‬فال فائدة ترجى مف تنمية تيمؿ األبعاد البيئية‪ ،‬مف خالؿ ما يحدؽ بيا مف أخطار المموثات وكذا‬
‫استنزاؼ لمموارد‪ ،‬وعميو فاف المفوض لو ممزـ باحتراـ معايير صيانة البيئة بما يحقؽ األمف البيئي المحمي‪،‬‬
‫ويمكننا القوؿ في ظؿ ىذه المقاربة بإمكانية الحديث عف تنمية محمية مستدامة‪ ،‬ىذه التنمية التي تراعي‬
‫عدـ التبذير في استخداـ الموارد الناضبة‪ ،‬عدـ تجاوز قدرة الموارد المتجددة عمى تجديد نفسيا‪ ،‬عدـ‬
‫تجاوز قدرة البيئة المحيطة عمى استيعاب ما تمقيو مف مخمفات‪ ،1‬كما أنيا إحدى أىـ حقوؽ اإلنساف في‬
‫جيميا الثالث‪ ،‬التي تضمف معو بيئة نظيفة‪ ،‬مف خالؿ الحصوؿ عمى مياه نظيفة‪ ،‬ىواء نقي‪ ،‬وتربة‬
‫طبيعية‪ ،‬مع عقالنية استخداـ الموارد الطبيعية‪ ،‬والمضي نحو الطاقات النظيفة والمتجددة‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫إذا كانت التنمية المحمية مطمبا منتظ ار وىدفا ممحا مف الدولة والجماعات المحمية‪ ،‬فيما في سعي مستمر‬
‫لتمبية حاجيات الجميور واشباعيا‪ ،‬وفؽ معايير الجودة واألماف وضوابط السالمة‪ ،‬وعمى أساس احتراـ‬
‫المبادئ التي تحكـ سير المرافؽ المحمية‪ ،‬ضمف مقاربة تشاركية تراعي أبعاد التنمية المستدامة وأغراضيا‪.‬‬
‫يعتبر تفويض إدارة وتسيير المرفؽ المحمي تقنية مبتكرة في تقديـ الخدمة المحمية‪ ،‬القت قبوال وحققت عدة‬
‫أىداؼ إيجابية‪ ،‬غطت عمى عجز الجماعات المحمية الرسمية في ممارسة ىذه المياـ‪ ،‬فأثبت جدارتو في‬
‫تحسيف وتجويد المرافؽ المحمية‪ ،‬وقمؿ األعباء المالية والمادية عمييا بتوفير التجييزات وبناء اليياكؿ‬
‫وتمويؿ المشاريع والبرامج التنموية‪ ،‬فضال عف اكتساب التكنولوجيات الحديثة وسيمت ولوجيا فضاء‬
‫الرقمنة واالستفادة مف مخرجات الذكاء الصناعي‪ ،‬وبعث االقتصاد المحمي وتنشيطو مف خالؿ إشراؾ‬
‫الغير في االستثمار المحمي‪ ،‬ىذا زيادة عف نقؿ التجربة وتدريب اليد العاممة لتأىيميا‪ ،‬فبالمحصمة إف‬
‫تحقيؽ التنمية المحمية المستدامة لعب ويمعب التفويض دو ار ميما في بموغ أغراضيا‪ ،‬في ظؿ تطبيؽ‬
‫النصوص القانونية الساري بيا العمؿ‪.‬‬
‫ألجؿ تفعيؿ أدوار تفويض المرفؽ العاـ واالستفادة منو‪ ،‬ىذه بعض التوصيات بخصوصو‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫خديجة عبد الكريـ المجبري‪ ،‬عائشة عبد السالـ العالـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪677‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫‪ -‬إفراد تفويض المرفؽ العاـ وخصو بنظاـ قانوني مستقؿ‪ ،‬يشمؿ كافة األحكاـ المتعمؽ بو ويوضح حقوؽ‬
‫وواجبات كؿ طرؼ‪ ،‬ويتضمف آليات قانونية موحدة وخاصة بعقود التفويض المرفقي‪.‬‬
‫‪ -‬االجتياد في بياف المرافؽ القابمة لمتفويض وغير القابمة لذلؾ‪ ،‬واجراء تقييـ دوري دائـ لتقييـ األداء مف‬
‫جية‪ ،‬واختيار الشكؿ األفضؿ الالئؽ بنظامنا اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬العمؿ عمى فكرة المردودية المالية المرافقة مع األخذ بمعيار تحقيؽ المصمحة العامة‪ ،‬وىذا ربما ما قد‬
‫يحقؽ الوصوؿ لنجاعة المرافؽ العمومية والتنمية المنشودة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز فرص إشراؾ القطاع الخاص أو حتى العاـ الستقطابو‪ ،‬بتوفير متطمبات نجاح تقنية تفويض‬
‫المرفؽ المحمي مف‪ :‬نصوص قانونية‪ ،‬إمكانيات ووسائؿ‪ ،‬نظاـ مصرفي فعاؿ‪ ،‬تحفيزات جبائية‪ ،‬أجيزة‬
‫رقابية مستقمة‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪ -‬بالمغة العربية‬
‫أوال‪ :‬النصوص القانونية‬
‫األمر ‪ 24/67‬المؤرخ في ‪ 1967/01/ 18‬المتضمف القانوف البمدي‪ ،‬الجريدة الرسمية لمجميوريػة‬ ‫‪1‬‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،06‬لسنة ‪.1967‬‬
‫األمر ‪ 38-69‬المؤرخ في ‪ 1969/05/ 22‬المتضمف قػانوف الواليػة‪ ،‬الجريػدة الرسػمية لمجميوريػة‬ ‫‪2‬‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،06‬لسنة ‪.1969‬‬
‫الق ػ ػػانوف ‪ 08/90‬الم ػ ػػؤرخ ف ػ ػػي ‪ 1990/04/07‬المتعم ػ ػػؽ بالبمدي ػ ػػة‪ ،‬الجري ػ ػػدة الرس ػ ػػمية لمجميوري ػ ػػة‬ ‫‪3‬‬
‫الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ،15‬المؤرخة في ‪.1990/04/11‬‬
‫الق ػ ػػانوف ‪ 09/90‬الم ػ ػػؤرخ ف ػ ػػي ‪ 1990/04/07‬المتعم ػ ػػؽ بالوالي ػ ػػة‪ ،‬الجري ػ ػػدة الرس ػ ػػمية لمجميوري ػ ػػة‬ ‫‪4‬‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،15‬المؤرخة في ‪.1990/04/11‬‬
‫الق ػ ػػانوف ‪ 10/11‬الم ػ ػػؤرخ ف ػ ػػي ‪ 2011/06/22‬المتعم ػ ػػؽ بالبمدي ػ ػػة‪ ،‬الجري ػ ػػدة الرس ػ ػػمية لمجميوري ػ ػػة‬ ‫‪5‬‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،37‬المؤرخة في ‪.2011/07/03‬‬
‫الق ػ ػػانوف ‪ 07/12‬الم ػ ػػؤرخ ف ػ ػػي ‪ 2012/02/21‬المتعم ػ ػػؽ بالوالي ػ ػػة‪ ،‬الجري ػ ػػدة الرس ػ ػػمية لمجميوري ػ ػػة‬ ‫‪6‬‬
‫الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ،12‬المؤرخة في ‪.2012/02/29‬‬

‫‪677‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫المرس ػػوـ الرئاس ػػي ‪ 247/15‬الم ػػؤرخ ف ػػي ‪ 2015/09/ 16‬المتعم ػػؽ بتنظ ػػيـ الص ػػفقات العمومي ػػة‬ ‫‪7‬‬
‫وتفويض ػ ػػات المرف ػ ػػؽ الع ػ ػػاـ‪ ،‬الجري ػ ػػدة الرس ػ ػػمية لمجميوري ػ ػػة الجزائري ػ ػػة‪ ،‬الع ػ ػػدد‪ ،50‬المؤرخ ػ ػػة ف ػ ػػي‬
‫‪.2015/09/20‬‬
‫المرسوـ التنفيذي ‪ 199/18‬المؤرخ في ‪ 2018/08/ 02‬المتعمػؽ بتفػويض المرفػؽ العػاـ‪ ،‬الجريػدة‬ ‫‪8‬‬
‫الرسمية لمجميورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،08‬المؤرخة في ‪.2018/08/05‬‬
‫التعميم ػ ػػة‪ 842.94.‬المؤرخ ػ ػػة ف ػ ػػي ‪ 1994 /09/ 07‬المتعمق ػ ػػة بامتي ػ ػػاز الم ارف ػ ػػؽ العام ػ ػػة المحمي ػ ػػة‬ ‫‪9‬‬
‫وتأجيرىا‪ ،‬الصادرة عف و ازرة الداخمية والجماعات المحمية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الكتب‬
‫وليد حيدر جابر‪ ،‬التفويض فػي إدارة واسػتثمار الم ارفػؽ العامػة‪ ،‬منشػورات الحمبػي الحقوقيػة‪ ،‬لبنػاف‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪.2009‬‬
‫ناصػػر لبػػاد‪ ،‬الػػوجيز فػػي القػػانوف اإلداري‪ ،‬الطبعػػة الرابعػػة‪ ،‬دار المجػػدد لمنشػػر والتوزيػػع‪ ،‬سػػطيؼ‪،‬‬ ‫‪0‬‬
‫الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرسائل والمذكرات‬
‫نادية ضريفي‪ ،‬المرفؽ العاـ بيف ضماف المصمحة العامة وىدؼ المردودية ‪-‬حالة عقود االمتيػاز‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ،‬أطروحػ ػ ػػة دكتػ ػ ػػوراه فػ ػ ػػي الحقػ ػ ػػوؽ‪ ،‬كميػ ػ ػػة الحقػ ػ ػػوؽ بػ ػ ػػف عكنػ ػ ػػوف‪ ،‬جامعػ ػ ػػة الج ازئػ ػ ػػر‪ ،1‬الج ازئػ ػ ػػر‪،‬‬
‫‪.2012/2011‬‬
‫سوىيمة فوناس‪ ،‬تفويض المرفؽ العػاـ فػي القػانوف الج ازئػري‪ ،‬أطروحػة دكتػوراه فػي القػانوف‪ ،‬جامعػة‬ ‫‪2‬‬
‫مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫حساـ الديف بركبية‪ ،‬تفويض المرفؽ العاـ فػي فرنسػا والج ازئػر‪ ،‬أطروحػة دكتػوراه فػي القػانوف العػاـ‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،‬الجزائر‪.2019/2018 ،‬‬
‫صباح حمايتي‪ ،‬األليات القانونيػة لترقيػة الخدمػة العموميػة فػي التشػريع الج ازئػري‪ ،‬أطروحػة دكتػوراه‬ ‫‪4‬‬
‫فػ ػ ػػي الحقػ ػ ػػوؽ‪ ،‬كميػ ػ ػػة الحقػ ػ ػػوؽ والعمػ ػ ػػوـ السياسػ ػ ػػية‪ ،‬جامعػ ػ ػػة محمػ ػ ػػد خيضػ ػ ػػر‪ ،‬بسػ ػ ػػكرة‪ ،‬الج ازئػ ػ ػػر‪،‬‬
‫‪.2020/2019‬‬
‫إسػماعيؿ فريجػات‪ ،‬آليػػات تطػوير الجماعػات اإلقميميػػة فػي الج ازئػر‪ ،‬أطروحػػة دكتػوراه فػي الحقػػوؽ‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2020-2019 ،‬‬
‫ناديػػة ض ػريفي‪ ،‬تسػػيير المرفػػؽ العػػاـ والتح ػوالت الجديػػدة‪ ،‬مػػذكرة ماجسػػتير‪ ،‬كميػػة الحقػػوؽ‪ ،‬جامعػػة‬ ‫‪6‬‬
‫الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.2008-2007 ،‬‬
‫‪677‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية ‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪715-696 :‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫المجلد‪04 :‬‬ ‫السنة‪2021 :‬‬

‫تفويض المرفق العام المحمي كآلية لتعزيز المالية المحمية وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫رابعا‪ :‬المقاالت‬
‫خديجة سعيدي‪ ،‬تفويض المرفؽ العػاـ فػي ظػؿ المرسػوـ الرئاسػي ‪ 247-15‬كأليػة لتحػديث تسػيير‬ ‫‪1‬‬
‫الم ارفػػؽ العامػػة فػػي الج ازئػػر‪ ،‬المجمػػة الجزائريػػة لمماليػػة العامػػة‪ ،‬العػػدد‪ ،07‬جامعػػة أبػػو بكػػر بمقايػػد‪،‬‬
‫تممساف‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬
‫المية لعجاؿ‪ ،‬إنعاش االقتصاد عبر تقنية تفويض المرفؽ العمومي في التشريع الجزائري‪ ،‬حوليات‬ ‫‪2‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،01‬العدد‪ ،03‬الجزء‪ ،32‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.2019 ،‬‬
‫سياـ سميماف‪ ،‬تفويض المرفؽ العاـ كتقنية جديدة في التشريع الجزائري‪ ،‬مجمة الد ارسػات القانونيػة‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫المجمد‪ ،03‬العدد‪ ،02‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬
‫الكاىنػػة إرزيػػؿ‪ ،‬عػػف اسػػتخداـ تفػػويض المرفػػؽ العػػاـ فػػي الج ازئػػر‪ ،‬مجمػػة أبحػػاث قانونيػػة وسياسػػية‪،‬‬ ‫‪4‬‬
‫العدد‪ ،03‬جامعة محمد الصديؽ بف يحي‪ ،‬جيجؿ‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬
‫عبد المجيد بوشبكة‪ ،‬الحكامة الرشيدة بالجماعات المحمية‪ ،‬مجمة عالـ التربية‪ ،‬العػدد‪ ،20‬المغػرب‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪.2011‬‬
‫خديجة عبد الكػريـ المجبػري‪ ،‬عائشػة عبػد السػالـ العػالـ‪ ،‬البيئػة والتنميػة المسػتدامة‪ ،‬مجمػة البحػوث‬ ‫‪6‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬المجمد‪ ،14‬العدد‪ ،01‬طرابمس‪ ،‬ليبيا‪.2003 ،‬‬
‫خامسا‪ :‬أشغال الممتقيات‬
‫عبػػد الحمػػيـ بػػف يػػادة‪ ،‬محمػػد بصػػر بوحامػػدة‪ ،‬عقػػد التفػػويض المرفػػؽ العػػاـ كأليػػة إلقامػػة الش ػراكة‬ ‫‪1‬‬
‫اسػ ػػتثمارية بػ ػػيف القطػ ػػاع العػ ػػاـ والخ ػ ػواص وفقػ ػػا المرسػ ػػوـ الرئاسػ ػػي‪ 247-15‬المتعمػ ػػؽ بالصػ ػػفقات‬
‫العمومية وتفويضات المرفؽ العاـ‪ ،‬الممتقى الدولي حوؿ أليات تطوير الشراكة بيف القطاعيف العػاـ‬
‫والخػػاص ودوره فػػي تحقيػػؽ التمويػػؿ المسػػتديـ‪ ،‬كميػػة العمػػوـ االقتصػػادية والتجاريػػة وعمػػوـ التسػػيير‪،‬‬
‫جامعة غرداية‪ ،‬المنعقد يومي ‪ 28‬و‪ 29‬أفريؿ ‪.2019‬‬
‫‪ -‬بالمغة األجنبية‬
‫‪1- Auby et Ducoes; Grands Services publics et entreprises nationales. PUF.‬‬
‫‪Paris.‬‬

‫‪677‬‬

You might also like