تأمين

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 22

‫االم ـنالسيبراني‬

‫إعداد الطالب ‪ :‬صهيب صبحي عبدالهادي‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‬
‫نهاية الحرب الباردة طرحت في الحقل المعرفي العديد من المفاهيم )نهاية التاريخ‪ ،‬ص ارع الحضا ارت‪،‬‬
‫نهاي ة االي ديولوجيات‪ ،‬االمن المجتمعي والجم اعي‪ ،‬الفض اء الس يب ارني(‪ ،‬لكن النقاش ات الطويل ة والعريض ة‬
‫بين المنظرين لتوظيف هذه المفاهيم لبناء نظام عالمي جديد ومواكبة التحوالت‪ ،‬إنتهت في االخير إلى جدل‬
‫فكري ما ازل معلق لحد االن‪ ،‬مما اح ال دون تحديد مفهوم للعديد من المصطلحات التي لها عالق ة مباشرة‬
‫باالمن وأمام هذا الف ارغ ‪،‬تحولت العديد من مناحي الحياة إلى مسرح لكل الفواعل االج ارمية‪.‬‬
‫ف التطور التكنول وجي وان ك ان ل ه الفض ل في توف ير فض اء تالقت في ه الش عوب م ع بعض ها البعض رغم بع د‬
‫المس افات واالختالف في نم ط الحي اة‪ ،‬إال أن ه لم يس تطيع توف ير الحماي ة له ذا المول ود الجدي د )الع الم الغ ريب‬
‫والمتجدد( من عديد الخروقات والتجاوازت التي حولته من فضاء للسلم واالمن إلى مسرح لعدم االستق ارر‬
‫والالمن‪ ،‬من بين ه ذه االخت ارق ات المس اس ب أمن االش خاص من خالل س رقة المعطي ات الشخص ية لالف‬
‫ارد‪ ،‬بحيث كثرت عمليات المساومة ولم يعد يسلم فرد من هذه العمليات القذرة‪ ،‬سواء كان مسئوال أو مواطنا‬
‫مما جعل حياة البشر وخصوصياتهم مالذ لإلبت ازز بشكل ال يصدق‪ ،‬ثم إنتقلت العدو للمساس بامن الدول‬
‫من خالل التجس س والتخ ريب لني ل من المنش ات الحيوي ة‪ ،‬االجه زة األمني ة‪ ،‬المؤسس ة العس كرية‪ ،‬المؤسس ات‬
‫الحكومية‪ ،‬الشركات والبنوك‪ .‬مع العلم أن هذه عمليات االخت ارق بلغت مستويات من شأنها المساس باالمن‬
‫الوطني‪ ،‬القومي والعالمي‪.‬‬
‫أم ام ه ذه المخ اطر ال تي ال تع رف ح دود أص بحت القابلي ة للعطب إح دى اله واجس ال تي تع اني منه ا الدول ة‬
‫لدرجة أنه اصبح من الصعب جدا على الدول توفير الحماية ألنظمتها المعلوماتية خاصة وان التدفق الهائل‬
‫الذي تعرفه عملية االستعمال المت ازيد الجهزة االعالم )الثورة المعلوماتية(‪ ،‬دفع بها إلى إطالق صفا ارت‬
‫االنذار والدخ ول في حالة حرب دائمة مع فواعل ممن يمتلكون المهارة والوسيلة المعلوماتية ولهم القدرة على‬
‫توظيفها إلخت ارق كل االنظمة الحساسة مهما كانت القد ارت واالحتياطات االمنية المتوفرة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ف الج ارئم المس تحدثة على غ ارر ش بكة ويكي ليكس وتس ريبات س نودن في فض اء إعت بره االس ت ارتيجي ون‬
‫االمريكي ون )المج ال الخ امس للح رب( ‪،‬من ش أنه المس اس ب االمن الع المي إن لم تفع ل اليقظ ة المعلوماتي ة‬
‫وتس تبق وض ع االلي ات الكفيل ة للت أقلم م ع التح ديات ال تي تفرزه ا التط وارت التكنولوجي ة وف رض الم ارقب ة‬
‫المستمرة لهذا الميدان ‪.‬‬
‫في هذا اإلطار توجه صناع الق ارر على المستوى الدولي إلى االستعانة بالمجهود العلمي واالكاديمي لتقديم‬
‫البدائل العلمية التي شكلت إحدى اهم مضامين السياسات االمنية )وطنيا‪ ،‬إقليميا ودوليا( المقترحة والتي تجلت‬
‫في طرح تصوارت واست ارتيجيات )االمن السيبارني( ترتكز أساسا على بناء حواجز وجد ارن تقنية لمنع‬
‫هذه الهجمات وبالتالي التحكم في انظمة الم ارقبة لحماية المنظومة المعلوماتية للمؤسسات والمواطنين‪.‬‬

‫سوف نتعرض خالل هذا المشوار العلمي إلى كل الجوانب التي حولت الموقع الجغ ارفية لكبريات الدول إلى‬
‫فض اء مفت وح لتالقي وتق اطع ك ل ان واع التهدي دات ال تي ب دون ش ك س يكون له ا ت داعيات على االمن الوط ني‬
‫واذا أظافن ا إلى ذل ك المخ اطر الس يبارنية ‪،‬ف إن أي دول ة مهم ا ك انت ق د ارته ا ستص بح إح دى ض حايا ه ذه‬
‫التحديات وتبقى الحماية في حاجة إلى إستثما ارت فكرية ومادية هائلة لتصميم وتطوير إست ارتيجية أمنية‬
‫متع ددة التخصص ات )الج وانب التش ريعية‪ ،‬التنظيمي ة‪ ،‬البش رية‪ ،‬المالي ة‪ ،‬التقني ة‪ ،‬والمعلوماتي ة( ح تى تس تطيع‬
‫الدولة تأمين الثورة الرقمية لألف ارد والمؤسسات وبالتالي التصدي لخطر تشتكي منه الي وم ال دول الك برى‬
‫‪1‬‬

‫وعلى أرسها الواليات المتحدة االمريكية التي يعود لها الفضل في إنشاء أول شبكة االنترنت سنة ‪.1969‬‬

‫المحاور الرئيسية للمقياس‬


‫‪ 1‬في أخر تقرير لوكالة تطبيق القانون األوروبية‪ ،‬فإن قراصنة الويندواز سجلوا أضخم هجوم على عشرات آالف أجهزة الكمبيوتر في أكثر من ‪ 100‬دولة‬
‫بتاريخ ‪ 12‬مايو ‪ ، 2017‬من بينها‪ ،‬روسيا‪ ،‬والهند‪ ،‬والصين‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬وألمانيا‪ ،‬والبرتغال‪ ،‬وفيتنام‪ ،‬وت>>ايوان ‪ ،‬بحيث إس>>تطاعت جماع ة‬
‫وسطاء الظل من إطالق برمجية الفدية الخبيثة التي يطلق عليها )‪ ،(Wanna Cry‬والتي تسببت في تعطيل تعامالت وخدمات مؤسسات متعددة وإعط>>اب‬
‫شبكاتها وأجهزتها اإللكترونية‪ ،‬و تكبيد الدول خسائر مالية ضخمة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المحور األول‪ :‬الفضاء السيبارني‬
‫‪-‬تعريف الفضاء السيب ارني‬
‫‪-‬اقسام االخطار والتهديد في الفضاء السيب ارني‬
‫‪-‬االبعاد األمنية للتهديدات والمخاطر‬

‫اني‪ :‬االمن‬ ‫ور الث‬ ‫المح‬


‫السيبارني ‪-‬تعريف االمن الس يب‬
‫ارني‬
‫‪-‬أبعاد االمن السيب ارني‬
‫‪-‬معضلة االمن السيب ارني‬
‫‪-‬التحديات التي يمثلها االمن السيب ارني‬
‫‪-‬التداعيات المستقبلية‬

‫‪4‬‬
‫المحور االول ‪ :‬االطار المفاهيمي والنظري للفضاء السيبارني‬

‫العلم الذي كان قديم ا في حوزة قلة من العلماء اصبح اليوم يعيش في عالم إفت ارضي إذ ما فتئ أن‬

‫مأل أد ارج المك اتب الض خمة والم ارك ز البحثي ة المهم ة ون ال من ه االف ارد بص فة افترض ية‪ ،‬وف رض علين ا‬
‫نمط معين في معاملتنا‪ ،‬مما جعل من هذا اإلنجاز الفذ محل إهتمام الجميع )أف ارد‪ ،‬مؤسسات‪ ،‬أنظمة‪...‬إلخ(‬
‫في أي نقطة من العالم للبحث عن هذه المعلومة بأي ثمن كان‪.‬‬
‫وام ام طغي ان وتط ور المعلوم ة في اك ثر من مج ال‪ ،‬اص بح من الض روري البحث على االط ار‬
‫المناس ب لض مان س المتها ح تى ت ؤدي غرض ها وت ؤمن حماي ة البعض من ن زوات البعض االخ ر‪ .‬ومن ه ذا‬
‫المنطل ق دخلت األنظمة المعلوماتية للقي ام به ذه المهم ة والمتمثل ة في ط رح مجموع ة من الوس ائل ال تي تس مح‬
‫لمجموعة من االف ارد طبيعيين او غير طبيعيين للتواصل والتالقي بصفة مستمرة او مؤقتة من اجل تبادل‬
‫معلومات )صور‪ ،‬صوت ‪،‬تقارير‪...‬إلخ(‪ ،‬ليس فقط عن طريق االلة الفردية )الحاسوب الشخصي( بل تتعدداه‬
‫إلى مجاالت عدة كمتعامل الهاتف النقال‪ ،‬مواقع االنترنت او مجاالت الهيئات الرسمية )وازرة الدفاع الوط ني‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫الوازارت السيادية‪...‬إلخ(‪ ،‬على أن يكون القاسم المشترك بين الجميع )إحت ارم قواعد المعامالت‪(.‬‬
‫‪-‬تعريف الفضاء السيبارني‪:‬‬
‫تتفق جميع الد ارسات العلمية على ان هذا الفضاء‪ 3‬هو بيئة افت ارضية تعتمد في بنيتها على التكنولوجية‬
‫الحديثة في التعامل والتواصل بين العديد من الفواعل سواء كانوا أشخاص أو هيئات حكومية وغير حكومية‬
‫من خالل ش بكة إلكتروني ة )الحاس وب) له ا إس تقالليتها عن وس ائل االتص ال‪ ،‬بمع نى أخ ر أن ك ل المعلوم ات‬
‫والمعامالت المتداولة بقدر ما تسهل عملية اإلندماج بين كل أجهزة االتصاالت واألقمار الصناعية‪ ،‬والفضاء‬
‫اإللكترونى‪ ،‬بقدر ما تفتح المجال لعمليات االخت ارق‬
‫‪4‬‬

‫ومن بين العلماء الذي يعتبره الباحثوين بمثابة االب الروحي والمؤسس لهذا الفضاء‪ ،‬عالم الرياضيات‬

‫‪ 2‬أيريك ليوبولد‪-‬سيرج لوست‪ ،‬ترجمة فتحي علي زمال" ‪،‬أمن المعلومات ‪"،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‪ ،2014 ،‬ص‬

‫‪3 Le terme cybernétique (en anglais cybernetics), formé à partir du grec κῠβερνήτης (kubernêtês) « pilote, gouverneur‬‬
‫‪10‬‬
‫‪», Voir à ce sujet. Le site internet Wikipedia‬‬
‫‪ 4‬عادل عبد الصادق‪" ،‬الفضاء االلكتروني والرأي العام ‪ :‬تغير المجتمع واالدوات والتاثير"‪ ،‬المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني‪ :‬قضايا‬
‫أستراتيجية العدد ‪.(2013) ،2459‬‬

‫‪5‬‬
‫األم ريكي االس تاذ) ‪ (Norbert Wiener's‬ال ذي إس تطاع وض ع تعري ف دقي ق له ذا الفض اء‪ " ،‬علم التحكم‬
‫والتواصل عند الحيوان واآللة‪ ،‬لنقل الرسائل بين اإلنسان واآللة‪ ،‬أو بين اآللة واآللة كم ا يعت بره علم القي ادة‬
‫أو التحكم في كل منهما‪"5‬‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬أحدث التطور التكنولوجي خاصة مع ظهور االنترنت‪ ،‬مجموعة من‬
‫المف اهيم ال تي أص بحت تع بر على ه ذا الفض اء‪ ،‬الفض اء ال رقمي‪ ،‬ال دفاع االلك تروني‪ ،‬الهج وم االلك تروني‪،‬‬
‫الجريمة االلكترونية‪ ،‬وحل الكمبيوتر محل االلة التي تكلم عليها نوربير وينر‪.‬‬
‫كما عبر عن هذه الوضعية بصورة دقيقة كل من االستاذ أالن فريدمان‪ ،‬الباحث في معهد االمن‬
‫الس يب ارني )الوالي ات المتح دة االمريكي ة( وبي تر س يبنجر المتخص ص في السياس ة الخارجي ة في مرك ز‬
‫بروكينجز‪ ،‬بالقول أن هذا الفضاء الجديد بقدر ما يطرح من المرونة والسهولة في التواصل بين المجتمعات‬
‫‪.7‬‬
‫في جميع انحاء العالم وفي جميع المجاالت‪ ،‬بقدر ما يخلق صعوبات من الناحية االمنية لمواجهة الخروقات‬
‫‪-‬الفضاء السيبارني وتوزيع القوى‬
‫أج بر الفض اء الس يب ارني ال دول على االعت ارف ب ه كحلب ة جدي دة للص ارع‪ .‬ولع دة س نوات‬
‫سابقة‪ ،‬كانت هناك تحذي ارت من هجوم رقمي هائل يمكن أن يشل البنية التحتية الحيوية للبالد بدون إطالق‬
‫رصاص ة واح دة ‪،‬وق د تنبهت إلى ذل ك ف رق تحقيق ات في الهيئ ات االمريكي ة‪ ،‬وق د إنطل ق أول تح ذير في عه د‬
‫الرئيس رونالد ريغان في ‪ 1984‬نظ ار لخطر التحديات األمنية الكبيرة في عصر المعلومات المقبل‪ ،‬لكون‬
‫الفضاء تحول من حلبة إلى العمود الفقري للتجارة واالتصاالت العالمية‪ ،‬كونه متصل مباشرة بالبنية التحتية‬
‫المادية التي تشكل شبكة اإلنترنت والبيانات التي تعبرها أسا سا لها‪.‬‬

‫ورغم التهدي دات الحقيقي ة ب الحرب الس يب ارني ة‪ ،‬ورغم ك ل التح ذي ارت الش ديدة من خط ورة‬
‫حدوث "سايبر بيرل هاربور"‪ ،‬إال أن قيل ة االهتم ام بمث ل هذه التح ذي ارت‪ ،‬إعت بره الخب ارء من بين التبري‬
‫ارت التي تفسر ما حدث في االنتخابات األمريكية التي تتهم روسيا بالتدخل فيها عن طريق حمالت ممنهجة‬
‫ع بر الفض اء الس يب ارني‪ ،‬ه ذا النم وذج يعت بر بمثاب ة ال دليل الق اطع لم ا ق د ي ؤدي إلي ه تجاه ل التح ذي ارت‬
‫بشأن خطورة ما قد يحدث سيب ارن يا‪.6‬‬
‫‪5 Dans son livre « Cybernetics or control and communication in the Animal and the machine » .publié en 1947, il a‬‬
‫‪proposé ce concept pour promouvoir une vision unifiée des domaines naissants de l'automatique, de l'électronique et de‬‬
‫‪la théorie mathématique de l'information 7 National Cyber Security Strategy 2016 -20121 UK, page 16‬‬

‫‪ 6‬المعلومات المتوفرة‪ ،‬تفيد أن البريد اإللكتروني للجنة الوطنية الديمقراطية‪ ،‬وواحدة من كبار مساعدي هيالري كلينتون ‪،‬تم إختراقه ليس فق>>>ط لجم>>>ع‬
‫المعلومات االستخبارية‪ ،‬ولكن أيضا للعثور على معلومات محرجة للدعاية‪ .‬وقد شارك المخترقون رسائل البريد اإللكتروني المس>>روقة م>>ع ويكيليكس‪ ،‬وال>>تي‬
‫أف>>رجت عنه>>ا للجمه>>ور‪ ،‬م>>ا أدى إلى التغطي>>ة اإلعالمي>>ة الس>>لبية للمرش>>حة الديمقراطي>>ة في الف>>ترة ال>>تي س>>بقت ي>>وم االق>>تراع ‪.‬ففي األش>>هر ال>>تي س>>بقت‬
‫االنتخابات ‪،‬بدأت الشركات الروسية المرتبطة بالكرملين في شراء اإلعالنات على فيسبوك‪ ،‬وأنشأت جيًش ا من حسابات توي>تر ت>دعم دونال>د ت>رامب‪ ،‬المرش>ح‬
‫الجمه>>>وري‪ .‬كم>>>ا أعطت ش>>>بكة اإلن>>>ترنت أجه>>>زة األمن الروس>>>ية الق>>>درة غ>>>ير المس>>>بوقة للوص>>>ول إلى ماليين الن>>>اخبين األمريك>>>يين بالدعاي>>>ة‪) .‬‬
‫‪.(WWW.ULTRASAWT.COM‬‬

‫‪6‬‬
‫من خالل هذه الواقعة وغيرها‪ ،‬بات مفهو ما أن العمليات السيب ارنية تمثل نم طا جدي دا من التنافسية في‬

‫ع الم ت تركز في ه طاق ة أق ل في ي د ق وة عظمى واح دة‪ .‬فهي قابل ة للتخ ريب وقابل ة للتط وير‪ ،‬ومناس بة للح رب‪،‬‬
‫والسالم ‪،‬كما تقوم الدول بـ"تسليح" الفضاء السيب ارني‪ ،‬من اجل حرب بدون قتال وخسائر بالماليين‪.‬‬

‫التدخل الروسي في االنتخابات األمريكية‪ ،‬إنذار بما قد تؤدي إليه الحرب عبر الفضاء السيبراني‬

‫‪-‬االنترنت واشكالية التوفيق في تحقيق االمن الجماعي‬

‫االن ترنت تعت بر الوس يط ال ذى يق وم من خالل ه الش خص بتلبي ة جمي ع أغ ارض ه في زمن قص ير‬
‫وباق ل تكلف ة س واء تعل ق االم ر بالقض ايا الخاص ة أو المهني ة‪ ،‬ن ظ ار للخ دمات ال تي توفره ا بعض المواق ع أو‬
‫الش ركات المتخصص ة في المج ال‪ ،‬او التفاع ل م ع غ يره في الفض اء الس يب ارني‪ ،‬إذا فالبني ة االساس ية له ذا‬
‫الفضاء تبقى االنترنت التي ال يوجد خط يفصلها عن هذا الفضاء حتى وان بعدت المسافة‪ ،‬بالعودة إلى تقري ر‬
‫االتحاد الدولي لالتصالت )‪ ،(2018‬فق د وص ل ع دد مس تعملي االن ترنت إلى نص ف س كان الع الم) ‪ 3.9‬ملي ار‬
‫نسمة(‪ ،‬في الدول المتقدمة ‪،‬وصل التدفق إلى حالة التشبع )أربعة من خمسة أشخاص موصول بالشبكة(‪ ،‬في‬
‫حين وص ل الت دفق في ال دول النامي ة إلى نس بة ‪ % 45‬في حين لم يبل غ الت دفق في ال دول أق ل نم وا إلى ‪20‬‬
‫‪.%‬‬

‫‪7‬‬
‫هذه الواسطة بعد إنشائها من طرف الواليات المتحدة االمريكية‪ ،7‬قامت الدول والشركات بتوسعة‬
‫بناءها‪ ،‬وأصبحوا مسؤولين عن الحفاظ عليها وصيانتها‪ ،‬ومن هنا نشأ شكل من أشكال السيطرة على الفضاء‬
‫السيب ارني‪ .‬ورغم أن الشبكة العنكبوتية متحررة‪ ،‬إال أن التحكم في خوادمها من طرف بعض الحكومات قد‬
‫ي ؤثر على حياديته ا‪ ،‬خاص ة وان القس م الكب ير من المب ادالت العالمي ة االن أص بح يم ر ع بر ه ذه الش بكة م ع‬
‫فرضية توفر عامل الثقة‪ ،‬لكن السرقات التي تتم من خالل الفضاء السيب ارنية حسب إحدى اللجان االمريكية‬
‫)لجن ة س رقة الملكي ة الفكري ة(‪ ،‬أثبت أن الخس ائر األمريكي ة تت اروح بين ‪ 225‬ملي ار دوالر إلى ‪ 600‬ملي ار‬
‫دوالر سنو يا‪ ،‬وتتحمل الصين‬

‫القس ط الكب ير من المس ؤولية) ‪،‬تس مى ه ذه الس رقات بمنطق ة ص ارع رمادي ة ال تي ال وج ود له ا على أرض‬
‫الواقع( ‪.8‬‬

‫مع العلم أن التقدم التكنولوجي وثورة المعلومات‪ ،‬دفعت بالدول الكبرى بتوظيف األدوات السيب‬
‫ارنية لتعزيز قد ارتها وخاصة العسكرية‪ ،‬فالواليات المتحدة االمريكية تعتمد بدرجة كبيرة على اإلنترنت في‬
‫عمليات تنظيم الجيش وزيادة قد ارته في أرض المعركة )القيادة‪ ،‬الهجوم والسيطرة(‪ ،‬وكذا تنظيم اإلمدادات‬
‫وشبكة االتصاالت‪ ،‬وأي اخت ارق محتمل من الممكن أن يقوض قد ارتها الهجومية أو الدفاعية أو قد ارتها‬
‫على اإلمداد من الخارج‪ .‬ورغم االج ارءات االمنية الجد معقدة لفرض الحماية‪ ،‬أال أن البنتاغون وقع ضحية‬
‫هجوم قرصنة قامت بها جهات أجنبية عبر برمجيات خبيثة‪ ،‬تمكن المختصون من السيطرة عليها في نهاية‬
‫المطاف )تصريح وليام لين‪ ،‬نائ ب وزير الدفاع األمريكي في حكومة بيل كلينتون‪(.‬‬
‫‪-‬اقسام االخطار والتهديد في الفضاء السيبارني‬
‫بقدر ما تتيح تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬امكانات هائلة‪ ،‬وغير مسبوقة‪ ،‬النتاجية افضل‬
‫في جميع القطاعات‪ ،‬للتواصل عبر القا ارت باالعتماد على البنية التحتية لهذه التقنيات التي تمثل ارتباطا بين‬
‫مصالح متعددة‪ ،‬وخدمات مختلفة‪ ،‬وبلدان عديدة‪ ،‬بق در م ا تفتح المج ال لتك ون عرض ة للتهدي د) تهديد مقصود‪:‬‬
‫كاالختارق ات واالعت داءات‪ ،‬أو غ ير مقص ود‪ :‬كاالهم ال‪ ،‬وقل ة ال وعي واالدارك( ‪ ،9‬ق د يع رض أنظمته ا‬
‫‪ 7‬هذه الشبكة المعلوماتية) ‪ (.The Advanced Research Project Administration ARPA‬كانت تهدف من خاللها وزارة الدفاع االميركية‪،‬‬
‫تسهيل التواصل بين االدارة العسكرية و متعهدي القوات المسلحة‪ ،‬وعدد كبير من الجامع>ات‪ ،‬لكن اال س>تخدام الك>ثيف للش>بكة‪ ،‬من قب>ل الجامع>ات ومراك>ز‬
‫االبحاث‪ ،‬أدى إلى ازدحام حركة العمل عليها‪ ،‬فانشئت شبكة جديدة في العام ‪ ،1983‬سميت ‪ ، MILNET‬أي الشبكة العسكرية ‪ ،‬وخصصت لخدمة المواق>>ع‬
‫العسكرية‪ ،‬وتم ربطها بوا سطة بروتوكول االنترنت مع ‪ARPA‬‬
‫‪ 8‬السرقة شملت ‪ 24‬ألف ملف من شركة متعاقدة مع وزارة الدفاع االمريكية )البنتاجون( تخص أنظمة تسلح ومعدات الدفاع‪ ،‬لإلشارة البنتاجون يديروا اكث‬
‫من ‪ 15‬الف شبكة كمبيوتر وسبعة ماليين جهاز في مئات المنشأت عبر العالم ) جريدة رويتر ‪(2011.07.22‬‬
‫‪9 différentes catégories d’attaquants des sites, qui interviennent individuellement ou via des organisations, parmi, nous‬‬
‫‪citons, les hackers, les chapeaux blancs, certains consultants en sécurité, ayant un sens de l’éthique et de la‬‬
‫‪déontologie, les chapeaux gris pénètrent les systèmes sans y être autorisés, les chapeaux noirs, diffuseurs volontaires‬‬
‫‪de virus, les piratesprotection des cartes à puces, le . Agissent en fonction des spécialités. (phreaker s’occupe du système‬‬

‫‪8‬‬
‫المعلوماتي ة إلى خط ر دائم ‪،‬خاص ة وأن التعقي دات الناش ئة عم ا يرتب ه العم ل االج ارمي ال يفس ح الفرص ة‬
‫لتحديد الهوية‪ ،‬ومعرفة مصدر الهجوم او االخت ارق وامكانية االثبات رغم القد ارت والخب ارت المتوفرة‬
‫في مجال تقنيات المعلومات واالتصاالت‪ ،‬الن إحدىخاصيات الفضاء السيب ارني " تبقى مجهولية الهوية "‪.‬‬
‫‪-‬الفئة االولى تخص االطار العام )الدول(‪ :‬وهي مجموع ة االخط ار ال تي يتع رض له ا االمن الق ومي‪ ،10‬في‬
‫المجاالت السياسية‪ ،‬العسكرية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬ويهدد البيئة التحتية والحرجة للدول‪ ،‬وأسواق المال‬
‫والقطاعات المصرفية‪ ،‬والسلم الدولي‪ ،‬والمنشآت النووية‪ ،‬والمؤسسات الصحية‪ ،‬وقطاعات النقل بكل انواعه‪:‬‬
‫البري والبحري والجوي‪.‬‬
‫‪-2‬الفئة الثانية وتخص الجوانب الشخصية لالفارد‪ :‬س رقة البيان ات الشخص ية‪ ،‬وتس ريبها‪ ،‬واس تخدامها دون‬
‫اذن ‪،‬ودون وج ه ح ق‪ ،‬وس رقة االم وال‪ ،‬واخت ارق انظم ة المعلوم ات‪ ،‬واالعت داء على الملكي ة الفكري ة‪،‬‬
‫والصناعية‪ ،‬والعالمات التجارية‪ ،‬االحتيال‪ ،‬والبريد غير المرغوب فيه‪ ،‬والج ارئم ضد االطفال‪ ،‬والمحتوى‬
‫غ ير المش روع‪ ،‬وغيره ا من المخ اطر ال تي تعت بر ج ارئم س يب ارني ة له ا عالق ة مباش رة باألش خاص‬
‫وممتلكاتهم‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬االمن السيبارني‬

‫‪-‬تعريف االمن السيبارني‬


‫ما تضمنه الفضاء السيب ارني من عمليات الدخول والخروج لمختلف مواقع تداول وتخزين‬
‫المعلومات والبيانات يستوجب بالضرورة خلق قواعد وأليات تثبيت أصول االمن لحماية هذه المواقع وأنظمتها‬
‫المعلوماتية لذا يتبادر ألذهان كل ممتهن أو مستخدم لهذا الفضاء طرح السؤال التالي ‪:‬ما هو االمن‬
‫السيبارني؟‪.‬‬

‫‪des protections des systèmes téléphoniques.craker, qui casse la protection des logiciels, carder, casse les systèmes de‬‬
‫‪ 10‬االمن القومي هو جميع االجراءات القانونية‪ ،‬واالدارية‪ ،‬والعسكرية واالمنية‪ ،‬التي تهدف الى حماية بلد معين‪ ،‬ضد اي نوع من التهديدات‬
‫واالخطار ‪،‬التي يمكن ان تعرض سالمة مواطنيه او اراضيه‪ ،‬أوسيادته‪ ،‬بما فيها سالمة بنيته الحساسة‪ ،‬وبنية االتصاالت والمعلومات‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التع اريف ال تي س أذكرها ستوض ح للق ارئ أن هن اك إختالف في الط رح بين من يعتم د على‬
‫الخبرة التقنية والميدانية لتفسير الظاهرة (الباحثون ) وبين من يركز على الجوانب التنظيمية والقانونية (الد‬
‫وائر الحكومية‪).‬‬
‫‪ Martti Lehto,Pekka Neittaanmäki‬األمن‬ ‫من‪1-‬‬ ‫بالنسبة لالكاديميين‪ :‬يعرف كل‬
‫الس يب ارني" على أن ه مجموع ة من اإلج ارءات ال تي اتخ ذت في ال دفاع ض د هجم ات ق ارص نة الكم بيوتر‬
‫أم ا أس تاذ االتص االت في جامع ة كاليفورني ا ريتشارد‬ ‫‪،8‬‬
‫وعواقبه ا ويتض من تنفي ذ الت دابير المض ادة المطلوب ة"‬
‫‪ ،Richard‬فيعت بر االمن الس يب ارني "مجموع ة وس ائل دفاعي ة من ش أنها كش ف‬ ‫كم رر‪A.Kemmerer‬‬
‫واحباط المحاوالت التي يقوم بها الق ارصنة"‪ ،‬وقد أيده في الطرح إحدى أهم المختصين في الميدان‪ ،‬االستاذ‬
‫‪ ،Edward‬ال ذي عرف ه" بأن ه تل ك الوس ائل ال تي من ش أنها الح د من خط ر‬ ‫إدوارد أم وروزو‪Amoroso‬‬
‫الهجوم على البرمجيات أو أجهزة الحاسوب أو الشبكات‪ ،‬وتشمل تلك الوسائل األدوات المستخدمة في مواجه ة‬
‫القرصنة وكشف الفيروسات ووقفها‪ ،‬وتوفير االتصاالت المشفرة ‪ ..‬إلخ‪".‬‬
‫‪-2‬بالنسبة للدوائر الحكومية‪ :‬ركزنا على أهم الفواعل )الدولة والهيئات المختصة( فالواليات المتحدة‬
‫االمريكية المستهدف رقم ‪ 1‬من طرف المجرمين‪ ،‬تعرف وازرة الدفاع االمريكية األمن السيب ارني على "أنه‬
‫مجموعة اإلج ارءات التنظيمية الالزمة لضمان حماية المعلومات بجميع أشكالها (اإللكترونية والمادية(‪ ،‬من‬
‫مختلف الج ارئم‪ ،‬الهجمات‪ ،‬التخريب‪ ،‬التجسس والحوادث‪.‬‬
‫وكالة االمن الرقمي االوروبية) أول من أصدرت تشريع في هذا المجال(‪ 11‬فعرفت ه بأن ه" ق درة‬
‫النظ ام المعلوم اتي على مقاوم ة مح اوالت االخت ارق أو الح وادث غ ير المتوقع ة‪ ،‬ال تي تس تهدف البيان ات‬
‫المتداولة أو المخزنة وفق إطار توافقي ‪.‬‬
‫‪-3‬بالنس بة للمش رع الج ازئري‪ :‬االمن الس يب ارني يمث ل مجم وع الوس ائل التقني ة والتنظيمي ة‬
‫واالداري ة ال تي يتم اس تخدامها لمن ع االس تخدام الغ ير مص رح ب ه و س وء االس تغالل واس تعادة المعلوم ات‬
‫االلكتروني ة ونظم االتص االت والمعلوم ات ال تي تحتويه ا وذل ك به دف ض مان ت وافر واس تم ارري ة عم ل نظم‬
‫المعلومات وتعزيز حماي ة وسريةوخصوص ية البيان ات الشخص ية واتخ اذ جمي ع الت دابير الالزم ة‪ 12‬لحماي ة‬
‫المواطنين والمستهلكين من المخاطر في الفضاء السيب ارني‪.‬‬
‫‪-4‬بالنسبة لالتحاد الدولي لالتصاالت‪:‬‬

‫‪ 11‬أ ول إتفاقية تناولت هذا الموضوع ‪ ،‬هي االتفاقية التي صدرت في بودابست ‪.2001‬‬
‫‪ 12‬المادة الثانية)‪ (2‬من القانون رقم ‪ 04-09‬المؤرخ في ‪ 2009.05.09‬المتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيا االعالم واالتصال‬
‫ومكافحتها ‪،‬عرفت هذه الجريمة ‪،‬كما عددت المادة) ‪ (87‬من قانون العقوبات‪ ،‬الجزاء المنتظر لكل من ثبت في حقه االختراق وبالتالي المساس بحقوق الدول>>ة‬
‫او المواطن ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪“The term “cyber security” refers to various activities such as the collection of tools,‬‬
‫‪policies, security safeguards, guidelines, risk management approaches, training, best‬‬
‫‪practices, and technologies that can be used to protect the cyber environment and‬‬
‫‪the assets of organizations and Users”.‬‬
‫العناصر المذكورة في التعريف حصرت االمن السيب ارني بين ازويتين‪ :‬من حيث االهداف‬
‫يعتبر االمن ذلك النشاط الذي يؤمن حماية الموارد البشرية والمالية المرتبطة بتقنيات االتصاالت والمعلومات‬
‫ويضمن امكانات الحد من الخسائر واالض ارر التي تترتب في حال تحقق المخاطر و التهديدات كما يتيح‬
‫اعادة الوضع الى ما كان عليه باسرع وقت ممكن‪ ،‬بحيث ال تتوقف عجلة االنتاج وال تتحول االض ارر الى‬
‫خسائر دائمة ‪،‬من حيث المهمة يعتبر االمن مجموعة النشاطات )تجميع وسائل‪ ،‬وسياسات‪ ،‬واج ارءات امنية‪،‬‬
‫ومبادىء توجيهية‪ ،‬ومقاربات الدارة المخاطر‪ ،‬وتدريبات‪ ،‬وممارسات فضيلة‪ ،‬وتقنيات( يمكن استخدامها‬
‫لحماية البيئة السيب ارنية وموجودات المؤسسات والمستخدمين‪.13‬‬

‫الكث ير من المختص ين يعت برون ه ذا التعري ف )النص االص لي باللغ ة االنجليزي ة( بمثاب ة أرض ية‬
‫إجماع لمختلف التوجهات الفكرية والمهنية‪ ،‬ومن خاللها يمكن إعطاء التعريف التالي‪ " :‬أن اآلمن السيب ارني‬
‫أو االلكتروني هو مجمل القوانين‪ ،‬األدوات‪ ،‬النصوص‪ ،‬المفاهيم والميكانيزمات األمنية وطرق تسيير األخطار‬
‫والممارس ات التقني ة المتعلق ة بتكنولوجي ات المعلوم ات واالتص االت المس تخدمة لحماي ة مص الح ال دول‬
‫واألش خاص‪ ،‬ليبقى اله دف في االخ ير هي ق درة ه ذه االدوات على مقاوم ة التهدي دات المتعم دة من ط رف ق‬
‫ارصنة المعلومات أو غير المعتمدة من طرف المستخدمين ( الخطأ البشري) وبالتالي التحرر من األض ارر‬
‫الناجمة عن تعطيل أو سوء استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫‪-‬ابعاد االمن السيبارني‬
‫إذا س لمنا ان االمن ه و ق درة الدول ة على حماي ة مص الحها وش عبها في مختل ف مج االت حيات ه‬
‫اليومية ومسي ارته نحو التقدم بكل طمأنينة على إعتبار ان هذه الحماية لها عالقة مباشرة ومرتبطة إرتباطا‬
‫وثيق ا بس المة مص ادر ال ثروة والحي اة في العص ر الح الي )البيان ات‪ ،‬والمعلوم ات( ال تي تش كل جس ر االتص ال‬
‫والتواص ل والق درة على اإلنت اج واالب داع والمنافس ة‪ ،‬فه ذا معن اه أن االمن الس يب ارني يط ال جمي ع المس ائل‬
‫العسكرية‪ ،‬االجتماعية ‪،‬السياسية ‪،‬االقتصادية والقانونية‪.‬‬

‫‪-‬االبعاد العسكرية‬

‫‪" ،‬أنظر التقرير الصادر عن االتحاد الدولي لالتصاالت‪ ،‬حول "اتجاهات االصالح في االتصاالت للعام ‪13 2011-2010‬‬

‫‪11‬‬
‫في المجال االست ارتيجي ال يخفى على الباحث أن منشأ وتطور االنترنت كما ذكرنا سابقا بدأ‬
‫في بيئة عسكرية بشكل أساسي قبل أن يفتح المجال إلظافة البيئة االكاديمية بما تمثله من كفاءات مؤهلة لتقديم‬
‫إضافات وانجا ازت علمية لخدمة وتطوير القد ارت العسكرية حتى تحافظ الدول على تفوقها‪ ،‬خاصة وأن‬
‫هذا المولود جاء في وقت كان التنافس على أشده بين االتحاد السوفياتي والواليات المتحدة االميركية في مجال‬
‫الوصول الى الفضاء الخارجي وتطوير االسلحة النووية‪.14‬‬
‫ولتوضح اهمية االبعاد العسكرية بالنسبة لألمن السيب ارني واشكالية مواجهة تهديدات واخطار‬
‫الهجم ات الس يب ارني ة‪ ،‬الن المس ألة له ا عالق ة مباش رة ب االمن الق ومي للدول ة المعني ة م ع فرض ية تع ريض‬
‫السالم الدولي لالهت ازز‪ ،‬فإن إستنتاجات الهجمات واالخت ارقات المسجلة يترجم ماديا التداعيات التي تصل‬
‫إلى اندالع ص ارع مسلح الحق‪ ،‬كالذي وقع بين روسيا وجورجيا أو التوتر المستمر بين إي ارن والواليات‬
‫المتحدة االمريكية بسبب اخت ارقات أنظمة المنشآت النووية‪ ،‬أو حجب االتصال باالنترنت في استونيا الذي‬
‫احدث ف ارغ بين الدولة والمواطنين وتم التشويش على االدا ارت الحكومية أو االخت ارق الذي حصل في‬
‫الب ارزي ل والمملك ة المتح دة للبني ة التحتي ة للطاق ة حيث انقط ع التي ار الكهرب ائي ال ذي أث ر س لبا على ماليين‬
‫األشخاص و المؤسسات والمصالح‪ ،‬وهذا ليس بالبعيد للوصول الى موارد الطاقة كافة ‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬وجه خب ارء اميركيون خطابا مفتوحا الى الرئيس االميركي جورج بوش االبن" في‬
‫‪ ،2007‬مح ذرين اي اه من خط ر الهجم ات الس يب ارني ة على البني ة التحتي ة االميركي ة التي تض م باالظاف ة الى‬
‫ال دفاع ام دادات الطاق ة الكهربائي ة‪ ،‬والمي اه‪ ،‬واالتص االت الس لكية والالس لكية‪ ،‬والخ دمات الص حية‪ ،‬والنق ل‪،‬‬
‫واالن ترنت‪ ،‬وفعال أس تجاب ال بيت األبيض في عه د ال رئيس )ب ا ارك أوبام ا( له ذا الن داء وأم ر بإنش اء وكال ة‬
‫جدي دة لالهتم ام ب األمن الس يب ارني أطل ق عليه ا اس م" مركز تكام ل اس تخباارت التهدي د الس يبارني"‪ ،‬و ُيش ار‬
‫إليها اختصار )‪ (CTIIC‬وتعمل هذه الوكالة على التنسيق بين مختلف أجهزة األمن األمريكية األخرى مثل‪:‬‬
‫مكتب التحقيقات الفيد ارلي) ‪ (FBI‬وكالةاالستخبا ارت المركزية) ‪ (CIA‬وكالة األمن القومي) ‪.(NSA‬‬
‫يضاف إلى ما سبق ذكره من سيناريو هات الهجمة سيب ارنية‪ ،‬السيناريو الذي تخيله حمدون‬
‫توريه االمين العام السابق لالتحاد الدولي لالتصاالت والهيئة العامة لالتصاالت باالما ارت العربية المتحدة‬
‫حول النتائج الكارثية‪ 15‬التي يمكن ان تخلفها التهديدات السيب ارنية والتي تتع دى أو تتع ادل م ع م ا وق ع في‬
‫‪ 14‬تعتبر االبعاد األمنية إحدى أهم المصادر التي تعتمدها روسيا في تفسيرها لمفوم الحرب الهجينة العسكرية النها تنظر لهذا المفهوم من زاوية مغايرة تماما‬
‫للنظرة الغربية‪ ،‬الن هذا النمط من الحروب تداعياته هي األبعاد الجيوسياسية بشكل أساسي ثم األبعاد السياسية واالجتماعية والسيبيرانية‬
‫‪ 15‬البحث عن السالم السيبراني ‪ "... 2011‬وهذه الهجمات يمكن أن تأتي دون مقدمات‪ .‬فالحواسيب والهواتف الخلوية تتوقف عن العمل فجأة كما أن شاشات‬
‫آالت صرف النقد واآلالت المصرفية تنطفئ في وجه العمالء وتتعطل أنظمة مراقبة الحركة الجوية والسكك الحديدية وحركة الس>>يارات وتعم فوض>ى الط>>رق‬
‫السريعة والجسور والممرات المائية وتتوقف السلع غير المعمرة بعيدًا عن السكان الج>ائعين‪ .‬وم>ع اختف>اء الكهرب>اء ته>وي المستش>فيات والمس>اكن والمراك>ز‬
‫التجارية بل ومجتمعات بأكملها في غياهب الظالم‪ .‬ولن تستطيع السلطات الحكومية معرفة مدى الضرر أو االتصاالت ببقية العالم إلبالغه بالكارث>>ة أو حماي>>ة‬
‫الت>>>دمير امواطنيه>>>ال ذي يُم كنالض>>>عفاء أنمن ي نجم عن الهجم>>>اتن وع جالتالي>>>ةدي‪ .‬د منوه>>>ذه الحه>>>ير ال>>>وب همحن>>>ة ي "الحالقاس>>>يةر ب اال>>>تي‬
‫لسيبرانيةيواجهها ‪ ".‬مجتمع تعرض للشلل بسبب ضياع شبكاته الرقمية في لحظة واحدة‪ .‬وهذا هو‬

‫‪12‬‬
‫هيروشيما ونكا ازكي ‪،‬وهذا ما يدل على جدية االمر وحاجتنا الى العمل معا لتحقيق هذا االمن السيما وان‬
‫كلفة التقاعس وانتظار وقوع الكارثة يجعل نتائجها اكثر د ارماتيكية‪.‬‬

‫‪-‬االبعاد االجتماعية‬
‫كل ما هو مطروح على المدونات وشبكات التواصل االجتماعي بشكل مجال طبيعي يسمح لكل‬
‫مواطن بان يعبر بكل حرية ودون سابق انذار عن تطلعاته السياسية وطموحاته االجتماعية‪ ،‬كما يتفتح المجال‬
‫لك ل ش ارئح المجتم ع ومكونات ه للمس اهمة في إث ارء وتط وير المجتم ع من خالل ف رص االطالع على‬
‫االفكار والمعلوم ات المختلف ة من خالل االنفتاح والتواص ل م ع مجتمعات أخرى مما يدفع لتأس يس آف اق للش‬
‫اركة والتعا ون لتبادل خب ارت وأفكار قد تفيد الحاجة إليها إلى الحفاظ على استق ارر الفضاء السيب ارني‬
‫والمجتمع الذي يرتكز اليه ‪.‬‬
‫يض اف الى ذل ك أن ه ذه الوس يلة في ابعاده ا االجتماعي ة ال تق ف عن د ح دود توف ير االطمئن ان‬
‫للمواطن في حياته اليومية واالستفادة من طاقات تقنيات المعلومات واالتصاالت لتطوير نشاطاته المختلف ة‪ ،‬ب ل‬
‫تس مح ك ذلك بتنمي ة االمكان ات والق د ارت في المج االت العلمي ة والثقافي ة والخدماتي ة‪ ،‬ناهي ك عن ال دور ال ذي‬
‫يمكن ان ت ؤديه في اوقات االزمات االنسانية والكوارث‪ ،‬خاصة وان وجود الية تبادل المعلومات تعجل من‬
‫تنظيم عمليات تقديم المساعدات في الوقت المناسب ‪.‬‬
‫للحفاظ على هذا الموروث‪ ،‬تشدد المنظمات والهيئات الدولية على ضرورة نشر ثقافة االمن في‬
‫الفض اء الس يب ارني وض رورة تع اون المجتم ع بك ل مكونات ه على تحقي ق االمن الس يب ارني وض مانه‪ .‬الن‬
‫المخ اطر الس يب ارني ة تط ال المجتم ع كك ل س واء بس بب ارتك از الخ دمات الحيوي ة كالطاق ة‪ ،‬النق ل‪ ،‬الص حة‪،‬‬
‫االتصاالت وغيرها ‪،‬على ما تقدمه تقنيات االتصاالت والمعلومات من وسائل وميكانيزمات او عبر ما يضخ‬
‫من محت وى في الفض اء الس يب ارني‪ .‬فالمحتوي ات غير المش روعة وغير المرغوب به ا له ا ت اثير س لبي أكيد‬
‫على اخالقيات مجتمع معين وعلىارتفاع نسبة الممارسات الجرمية ‪.‬‬

‫‪-‬االبعاد السياسية‬
‫االبع اد السياس ية ال تي يهتم به ا االمن الس يب ارني بش كل أساس ي تتمث ل في ح ق الدول ة لحماي ة‬
‫النظام وكيانه والمصالح العليا من اجل توفير االمن واالستق ارر وضمان حياة رفاه للش عب في وقت تلعب‬
‫التكنولوجيا دور مهم في التاثير على موازين القوى داخل المجتمع ‪،‬الن الكم الهائل من المعلومات المتحصل‬
‫عليها من خالل التدفق على االنترنت أو تلك التي توزع وتنشر عبر الشبكات وبقية االجهزة الحكومية او التي‬

‫‪13‬‬
‫يتواص ل معه ا الم واطن س وف تس مح ل ه ب ان يتح ول الى فاع ل مرك زي في اللعب ة السياس ية وبالت الي االطالع‬
‫على خلفيات ومبرارت الق ارارت السياسية التي يتخذها صانع الق ارر‪.‬‬
‫الخط ر ال ذي يخش اه المختص ون في االمن الس يب ارني في ه ذا المج ال ‪،‬أوال‪ :‬أن االس تغالل‬
‫المقص ود للناش طين في الحق ل السياس ي )األح ازب اإلس المية‪ ،‬اليمين المتط رف‪ ،‬المنظم ات الغ ير‬
‫حكومية( سوف يسعون إلى توظيف تقنيات االتصال للوصول الى اكبر شريحة ممكنة من المواطنين لترويج‬
‫لب ارمجهم ال تي غالب ا م ا تك ون معارض ة للسياس ة المنتهج ة من ط رف الدول ة‪ ،‬لكن ال اح د يض من المس اس‬
‫بس المة وامن الدول ة بغض النظ ر عن ص حة السياس ات‪ ،‬المب ادىء والمواق ف ال تي ي روج له ا ثاني ا‪ :‬ان ه ذا‬
‫االستغالل المفرط والمغرض للمعلومات سوف ياثر سلبا على مجرى العالقات الدولية وهذا ما وقع فعال من‬
‫ج ارء تس ريب االالف من الوث ائق الس رية ع بر ش بكة ويكيليكس ‪،‬ثالث ا‪ :‬أن إس تغالل المكث ف للش بكات‬
‫االجتماعي ة خالل الحمالت االنتخابي ة لبعض الرؤس اء وق ادة أح ازب وشخص يات دولي ة س وف يفتح الطري ق‬
‫للمج رمين لإلس اءة لش خص المترش ح ومن خالل ه لالمن الق ومي‪ ،‬فق د ثبت ان العدي د من المش اريع الك برى‬
‫االنتخابي ة تمت اإلطاح ة به ا من خالل المعلوم ات المس ربة من المنافس ين بع د الحص ول عليه ا بطريق ة غ ير‬
‫ش رعية من المج رمين ويبقى ال رئيس األم ريكي الس ابق أويام ا والح الي ت ارمب من اك بر ض حايا إخت ارق‬
‫حواسبهم الشخصية‪.‬‬
‫‪-‬االبعاد االقتصادية‬
‫يعت بر المرتك ز االقتص اد على جمي ع مس تويات الحي اة من اهم المي ادين ال تي تس عى ال دول على‬
‫تطورها والحفاظ عليها ومع التطور التكنولوجي الذي صاحب نهاية الحرب الباردة أصبح االمن السيب ارني‬
‫وثي ق االرتب اط باالقتص اد‪ ،‬ف التالزم ب ات واض ح بين اقتص اد المعرف ة وتوس ع اس تخدام تقني ات المعلوم ات‬
‫واالتصاالت الن القيمة التي تمثلها البيانات والمعلومات المتداولة والمخزنة والمستخدمة في هذا المجال تساعد‬
‫على تعزي ز التنمي ة االقتص ادية للدول ة ع بر افادته ا من ف رص االس تخدام ال تي تق دمها الش ركات المتع ددة‬
‫الجنسيات والشركات الكبرىالتي تبحث عن الجودة من خالل إدارة وتسيير بأفضل الشروط‪.‬‬
‫الن واقع التنافس نحو االحسن يطرح مسائل مختلفة سواء فيما تعلق بحماية مقدم الخدمة والعمل‬
‫أو بحماية وضمان وسالمة مستهلك االنترنت‪ ،‬فدخول العالم عصر المال االلكتروني والرقمي ضمن بيئة تقنية‬
‫جد متحركة ومعقدة بعد اطالق خدمات متنوعة وسريعة لوسائل المعاملة االلكترونية )البطاقة االلكترونية(‪،‬‬
‫صاحبه ت ازيد االستثمار في المصارف والمؤسسات المالية وفتح مجال تنافس الشركات المختص ة والمستغلة‬
‫إلى اصدار تطبيقات تسمح بآليات دفع آمنة وبحفظ المال في المحفظة االلكترونية واالحتفاظ بها كرصيد افت‬
‫ارضي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ونظ ار للعواقب التي يثيرها االستعمال الخاطئ لهذه التكنولوجيا تم فرض في دول كثيرة‬
‫تشريعات خاصة للحد من بعض الج ارئم االقتصادية والمالية الخطرة‪ ،‬والعابرة للحدود‪ ،‬كتبييض االموال‪،‬‬
‫والتهرب من الض ريبة ‪.‬‬
‫وتعتم د في ذل ك ال دول لحس ن تط بيق القواع د االمن ة) االمن الس يب ارني( على ق د ارت األجه زة‬
‫الحكومي ة للتوفي ق بين االمن والنم و االقتص ادي‪ ،‬فض مان الخ دمات ال تي تق دم بواس طة تقني ات المعلوم ات‬
‫واالتص االت ي ترجم من الناجي ة العملي ة تط ور اس س اقتص اد على القواع د الس ليمة لكن ه ذا اليع ني إنتف اء‬
‫التهديدات او المخاطر ‪ ،‬فعديد العمليات المسجلة والتي إستهدفت خرق األنظمة المعلوماتية لتعطيلها أو لسرقة‬
‫المعلوم ات س واء اله داف التجس س الص ناعي والعس كري او من خالل االعت داء على الملكي ة الفكري ة وس رقة‬
‫األبح اث والت اثي ارت المالي ة الس لبية ال تي يت ركه ا وال تي تق در في بعض الح االت بملي ا ارت ال دوال ارت‪،‬‬
‫على غ ارر م ا حص ل وم ا يحص ل من تفش ي فيروس ات التش ويش‪ ،‬االبت ازز والتجس س في العدي د من‬
‫المجاالت الحيوية والحساسة للدول الكبرى‪.‬‬
‫‪-‬االبعاد القانونية‬
‫الحق وق والواجب ات هي مجموع ة النت ائج القانوني ة المترتب ة على الوج ود الفعلي لنش اط شخص ي‬
‫ومؤسساتي في الفضاء السيب ارني مما يستدعى من الجهات الوصية إيجاد قواعد إج ارئية خاصة لحل الن‬
‫ازع ات ال تي يمكن ان تنش أ عنه ا أو لمواجه ة ك ل نش اط غ ير ق انوني‪ ،‬فالتعام ل واالن دماج في ع الم متح رك‬
‫برزت فيه خاصية مجتمع المعلومات من خالل االستطالع على كن وز من المعرفة حول التطبيقات الجديدة‬
‫للحقوق األساسية والحريات االنسانية المعترف بها في الدساتير والتشريعات الدولية ‪،‬‬
‫كما أن التوسع في بعض المفاهيم الخاصة بأساليب الممارسة الجديدة باستخدام تقنيات المعلومات‬
‫واالتصاالت س اهمت إلى إكتساب حقوق جديدة‪ ،‬كح ق النف اذ الى الش بكة العالمي ة للمعلوم ات‪ ،‬الح ق في انش اء‬
‫الم دونات االلكتروني ة والح ق في انش اء التجمع ات على االن ترنت‪ ،‬الح ق في حماي ة ملكي ة الب ارمج‬
‫المعلوماتي ة ‪.‬بالمقاب ل أنشأت واجبات جديدة وان ك انت له ا انعكاس ات اقتص ادية‪ ،‬إال انه ا أص بحت ض رورية‬
‫لحس ن الس ير العملي ة التقني ة ك واجب االحتف اظ ببيان ات االتص االت واالبالغ عن مخالف ات وج ارئم خاص ة‬
‫ب المحتوى‪ .‬الن المحور األساس ييبقى ض رورة حماي ة الح ق في الخصوص ية لالش خاص الطبيع يين والمعن ويين‬
‫على ح د الس واء م ع ض رورة حماي ة البيان ات‪ ،‬الس يما الشخص ية والحساس ة منه ا الن فرض ية وق وع تح والت‬
‫على مس توى سياس ات القطاع ات الص ناعية والتجاري ة لتلبي ة الحاج ة أو اع ادة ص ياغتها بم ا ينس جم م ع توس ع‬
‫اس تخدام الش بكات االجتماعي ة والمس ائل القانوني ة ال تي يجب ان تث ار على مس توى حماي ة الف رد الخصوص ية‬
‫وحقوق العمال والمستخدمين والملكية الفكرية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫فالتطور القادم سوف يشهد تصاعدا في اعداد االعمال االج ارمية والممارسات غير القانونية في‬
‫الفضاء السيب ارني‪ ،‬ما يعني عمليا‪ ،‬ازدياد عدد القضايا التي سترفع امام المحاكم‪ ،‬ما يستدعي اعداد البيئة‬
‫التنظيمية والتشريعية وبناء قد ارت هيئات المكافحة والحكم‪ ،‬كما ستطال الن ازعات القانونية المجتمع الذي‬
‫س وف يرك ز إهتمامت ه على الت دفق الكب ير على االن ترنت انطالق ا من اهتمام اتهم البحثي ة او المواق ع ال تي‬
‫يزوروه ا لتب دأ االخت ارق ات والتس ريبات للبيان ات الشخص ية‪ ،‬والمالي ة‪ ،‬س واء منه ا المقص ودة او غ ير‬
‫المقص ودة‪ ،‬وتث ور مس ؤوليات الجه ة ال تي تملكه ا او ال تي ت ديرها لتص حيح البيان ات الشخص ية المخترق ة‬
‫وتعديلها‪.‬‬
‫‪-‬معضلة االمن السيبارني العالمي‬
‫ث غ ارت االمن وال دفاع أص بحت من االزم ات الدائم ة ال تي لم تج د طريقه ا إلى الح ل في ال دول‬
‫العظمى رغم اإلمكانيات المادية‪ ،‬البشرية والتقنية التي تتمتع بها‪ ،‬الن الفجوة التي تم إكتشافها وتتكرر في كل‬
‫مرة‪ ،‬أن هناك إخالل وعدم احت ارم لقواعد حماية االنظمة المعلوماتية من طرف المستخدمين‪ ،‬لذا نجد أن‬
‫أنظمة االمن والدفاع كثي ار ما تق ف ع اجزة أم ام االخت ارق ات‪ ،16‬ويمكن ق ارءة ذل ك في تقري ر الوكال ة‬
‫االممية لالتص االت في طبعت ه الثاني ة ‪( 2017‬المؤشر العالمي لالمن السيبارني ‪ ،(GCI‬ال ذي أثبتت الوكال ة‬
‫من خالل ه وج ود إعط اب كث يرة في أنظم ة حماي ة المعلوم ات ل دى ال دول‪ ،‬خاص ة المتقدم ة منه ا‪ ،‬م ع العلم أن‬
‫الكث ير منهم جع ل ه ذا المل ف)االمن الس يب ارني( من أولوي ات السياس ة الدفاعي ة‪ ،‬على إعتب ار أن الهجوم ات‬
‫السيب ارنية أصبحت من االعمال المتوقعة التي ال يمكن التصدي لها وال تحديد مجالها وال خطورة نتائجها‪،‬‬
‫ومن بين الثغ ارت‪ ،‬نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬االخت ارقات التي تطال المواقع الرسمية والحساسة للدول‪ ،‬ال يتم الكشف فيها عن نقاط الضعف أنظمة‬
‫التشغيل ألسباب أمنية‪ ،‬وانما تتخذ إج ارءات بديلة لتطوير البرمجيات لتفادي هجمات جديدة‪ ،‬ومثل هذه الثغ‬
‫ارت ال تي س محت لل ق ارص نة إع ادة الهج وم بوس ائل متط ورة‪ ،‬ومن أمثل ة ذل ك الهج وم على وكال ة األمن‬
‫الق ومي األم ريكي س نة ‪ ،2016‬ورغم االج ارءات االج ارءات لم تس تطيع االدارة االمريكي ة إعط اء‬
‫ضمانات لعدم الوصول إلى المعلوماتالمخزنة التي قد تكون لها أثار سلبية على السلم العالمي‪.17‬‬
‫‪-2‬عدم التوافق واالجماع على إعطاء الجانب القانوني حقه )تعريف دقيق للجريمة( للتصدي لهذه الج ارئم‬
‫وا ل ازم الدول على التعاون للحد من هجرتها‪ ،‬أد ارج المعامالت االلكترونية في الميادين المالية‪ ،‬االقتصادية‬
‫والتجارية في خانة الخطر للحفاظ على المتداولين عليها لغياب الحماية رغم مرونتها‪ ،‬وهذا ما سمح لاليادي‬

‫‪ 16‬عبد هللا بن عبد العزيز بن فهد العجالن‪" ،‬االرهاب االكتروني في عصر المعلومات"‪ ،‬المؤتمر الدولي االول حول حماية المعلومات الخصوصية في قانون‬
‫االنترنت‪ ،‬القاهرة )مصر( ‪ 4-2،‬جوان ‪.2008‬‬
‫‪ 17‬مثل هذه الفجوات أثارت جدل في االوساط التقنية وقد أشار إدوارد سنودن‪ ،‬خبير سابق في وكالة االمن القومي االمريكية إلى ذلك في تعليقه على‬
‫الهجمات والتي حمل فيها مسؤولي الوكالة التي لم تكشف عن الثغرات المتسببة فيها لحظة إكتشافها‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫االج ارمي ة من إس تغالل ه ذا الض عف وتحويل ه إلى وس يلة للض غط وتحص يل الفدي ة‪ ،‬كم ا س محت للجماع ات‬
‫اإلرهابية بتمويل عملياتهم االج ارمية‪.‬‬
‫‪-3‬عج ز الفك ر البش ري على إيج اد الحل ول لمي ادين ه و مكتش فه )تكنولوجي ا االتص ال)‪ ،‬أي ع دم الق درة على‬
‫حماية االهداف االست ارتيجية( السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬الدفاعية واالمنية ) التي تمثل إحدى أولويات السياسة‬
‫الدفاعية الدولتية‪ ،‬هذا ال يعني تفوق االلة االج ارمية بقدر ما هو ص ارع الفواعل التي أصبحت تستعمل هذه‬
‫الوس يلة للض غط على ال دول لتحقي ق مص الحها على حس اب الس لم الع المي‪ ،‬وم اذا يفك ر ق ادة الع الم غ دا إذا تم‬
‫إكتشاف تخطيط لهجوم إلكتروني على منشأت نفطية‪ ،‬نووية وصحية‪.‬‬
‫‪-4‬إذا كانت نتائج تحقيق في أغلبية الهجومات االكترونية تفيد أن الدوافع المالية هي االساس في إقت ارف‬
‫ه ذا العم ل الغ ير مش روع‪ ،‬ف إن االنظم ة يجب عليه ا توس يع دائ رة االج ارءات االمني ة لتش مل القطاع ات‬
‫االخ رى لتف ادي البحث عن وص فة لم رض جدي د لم يتم تشخيص ه من قب ل‪ ،‬ف اليوم يحص ي قس م الج ارئم‬
‫الحاسوبية وقضايا الملكية الفكرية األمريكي في تقريره أن هناك ‪ 4000‬هجوم من برمجيات الفدية الخبيثة‬
‫يحدث يومًّيا منذ بدء عام ‪ ، 2016‬لكن في المستقبل سوف تشمل االحصائيات عدد الضحايا البشرية الناتجة‬
‫عن الهجمات السيب ارنية‪.‬‬
‫‪-5‬ج انب ال ربح ال يمكن حس ابه كمحص لة عم ل إج ارمي ق ام ب ه ال ق ارص نة‪ ،‬م ا دامت هيمن ة الش ركات‬
‫المتع ددة الجنس يات العامل ة في ه ذا المج ال منص بة هي االخ رى على ال ربح‪ ،‬بإختياره ا لب ارمج ترص د من‬
‫خاللها أموال طائلة دون التفكير في تطوير ب ارمج أخرى مكملة أو كبدائل لحماية االنظمة المربحة‪ ،‬وهذا‬
‫ما سهل من مهمة الق ارصنة للدخول بسهولة إلى االنظمة بطريقة ميكانيكية‪.‬‬
‫‪-‬التحديات التي يمثلها االمن السيبارني‬
‫من خالل عملي ة تحلي ل لالرق ام ال تي س وف أعرض ها‪ ،‬س وف يتمكن الق ارئ له ذا المج ال الحاف ل‬
‫بالمفاجآت من معرفة االخطار التي يمثلها االج ارم االلكتروني على االمن اإلنساني والعالمي‪ ،‬خاصة ونحن‬
‫نعيش في ع الم بال ح دود‪ ،‬بنيت ه فوض وية‪ ،‬ال وج ود في ه لألقط اب‪ ،‬دائ رة إختصاص ه ص ارع ات مص لحية ال‬
‫متناهية‪ ،‬الحكمفيه يعود ألصحاب القوى‪ ،‬فواعله غير معروفين‪ ،‬االمن والسالم فيه غير مضمون‪.‬‬
‫‪-1‬حس ب التقري ر التحليلي الص ادر من ط رف المخ ابر المختص ة س نة ‪ ،2016‬ف إن حال ة انع دام فعالي ة االج‬
‫ارءات االمنية‪ ،‬تسببت في تسجيل الكثر من ‪ 100‬ألف واقعة و ‪ 2260‬اخت ار قا في ‪ 82‬دولة‪ ،‬وتبين أن‬
‫‪ % 88‬من اإلخت ارق ات ه دفها دواف ع مالي ة أو تجسوس ية‪ ،‬كم ا اع اد ق ارص نة) وسطاء الظل( الك رة س نة‬
‫‪.‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪ 2017‬وأحدثوا كارثة في الب ارمج المستعملة في أكثر من ‪ 100‬دولة‬
‫‪18 « La Stratégie Américaine en Matière de Sécurité », étude réalisée par Daniel Ventre, chercheur au CNRS au moi de‬‬
‫‪février 2015 et publier par la fondation Saint-Cyr (école militaire) au mois d’avril de la même année.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪-2‬ش ركة فورس بوينت س يكيوريتي األمني ة إعت برت الهج وم ال ذي إس تهدف عش ارت آالف من أجه زة‬
‫الكم بيوتر في أك ثر من ‪ 100‬دول ة بت اريخ‪ 2017‬من أض خم العملي ات ال تي ق ام به ا ق ارص نة الوين دواز ‪،‬‬
‫بحيث وص ل مع دل انتش ار الهجم ات م ع نهاي ة الي وم األول فق ط إلى خمس ة ماليين رس الة في الس اعة‪ ،‬كم ا‬
‫أعلنت شركة أفاست لألمن المعلوماتي أنها رصدت أكثر من ‪ 75‬ألف هجوم في ‪ 99‬بل دا‪ ،‬وهو العدد الذي‬
‫تجاوز مائة دولة فيما بعد‪. 19‬‬

‫‪-3‬الواليات المتحدة االمريكية تعتبر من أكبر ضحايا الجريمة السيب ارنية‪ ،‬فهي تحصي كل ساعة أكثر من‬
‫‪ 500‬أل ف هج وم في مواقعه ا االس ت ارتيجي ة )وازرة ال دفاع الوط ني‪ ،‬مجلس االمن الق ومي‪....‬إلخ)‪ ،‬ومن‬
‫العملي ات ال تي م ا ازلت تث ير تس اؤالت وج دل في االوس اط االمني ة والسياس ية بأمريك ا "تس لل ق ارص نة من‬
‫روسيا سنة ‪ 2016‬واخت ارقهم البريد االلكتروني الخاص بالقائمين على الحملة االنتخابية لمرشحة الديمق‬
‫ارطيين للرئاسيات االمريكية هيالري كلينتون‪ ،‬وتسريب المعلومات لموقع ويكيليكس‪ ،‬مما دفع الس لطات العليا‬
‫)ال رئيس ب اارك أوبام ا( إلى إتخ اذ ق ارر ط رد ‪ 35‬ديبلوماس يا روس يا" ‪ ،‬رغم نفي تهم ة التس لل من ط رف‬
‫الرئيس الحالي دونالد تارمب في لقاءه االخير بالرئيس الروسي فالديمير بوتين بهلسنكي ‪. 201820‬‬
‫‪-4‬المواقع التي بحوزة التنظيم اإلرهابي داعش ‪ 53‬ألف موقع إلكتروني‪ 93 ،‬ألف صفحة باللغة العربية ‪،‬‬
‫‪13‬أل ف ا ص فحة بلغ ات أخ رى‪ ،‬تكفي العالن ح رب نفس ية على أي ة دول ة عربي ة‪ ،‬كم ا تس اهم ال مح ال في‬
‫تحقيق جميع أهدافها )التجنيد‪ ،‬االبت ازز‪ ،‬التمويل‪ ،‬شن الهجومات(‪. 21‬‬
‫‪-5‬التحديات التي أصبحت تفرضها خطورة الج ارئم السيب ارنية على االمن والسلم العالميين‪ ،‬أصبحت من‬
‫بين منالمواضيع األكثر تداول ونقاش في اللقاءات العلمية المنظمة بشكل دوري من طرف الحكومات بالتعاون‬
‫مع االكاديميين والمؤسسات الخاصة باالمن المعلوماتي‪ ،‬لكن قلة الحلول ال اردعة لهذا التهديد‪ ،‬لم تعطي دفع‬
‫جدي د للخ روج من ه ذه المعض لة‪ ،‬واقتص رت اللق اءات كك ل م رة على إص دار توص يات تط الب في مجمله ا‬
‫بالمزيد من اليقظة والحذر واتخاذ التدابير الالزمة لتدارك النقائص‪ ،‬لكن ما يالحظ‪ ،‬أن إسهامات الدول في‬

‫‪ 19‬هذا الهجوم إكتسى طابًعا استثنائي ًا‪ ،‬لسببين أوال‪ :‬حسب تصريحات وكالة تطبيق القانون األوروبية بأنه “لم يسبق وإن سجلت مثيل لهذا الهجوم ‪،‬ثانيا‪:‬‬
‫أفصحت الوقائع بالدليل عن وجود ثغرات في األمن ال>>رقمي الع>>المي‪ ،‬خاص>>ة وأن ه>>ذه الجماع>>ة س>>بق أن أعلنت في اوت ‪ 2016‬أنه>>ا اخ>>ترقت وكال>>ة األمن‬
‫القومي األمريكي ‪،‬واستحوذت على “أسلحة إلكترونية” قّدرتها بقيمة ‪ 500‬مليون دوالر‪ ،‬عارضة تلك البرمجيات الخبيث>>ة لل>>بيع في م>>زاد تحت اس>>م “م زاد‬
‫األسلحة السيبرانية‬
‫لمجموعة التسوية”‪ .‬كما بعثت رسالة في شهر أفريل ‪ 2017‬تحتج فيها على الرئيس االمريكي دونالد ترامب مشهرة في ذلك برنامج للتجسس على التحويالت‬
‫المالية تحصلت عليه من خالل إختراقها الجهزة وكالة االمن القومي االمريكي‪.‬‬
‫‪ 20‬أغلب الصحف العالمية خاصة منها االمريكية إتهمت الرئيس االمريكي دونالد ترامب أنه قام بعمل ال اخالقي عندما رفض الدفاع عن أمريكا اثناء لقاءه‬
‫مع الرئيس الروسي فالديمير بوتين في هلسنكي بتاريخ ‪ ،2018.07.16‬بل اخطر من ذلك وضع نفسه تحت اقدام خصمه بعد ما اقنعه بعدم ضلوعه في حادثة‬
‫التجسس على االنتخابات الرئاسية ‪ ،‬للمزيد انظر ‪. WWW.M.ARABI21.COM.‬‬
‫‪ 21‬بعد أحداث الحادي عشر سبتمبر ‪ ،2001‬كشفت المعلومات المنشورة في عديد المصادر ان التنظيمات االرهابية وعلى رأس>>ها القاع>>دة ك>>انت تس>>تعمل‬
‫قواعدها الخلفية في أفغانستان للتدريب البدني والفكري مستغلة في ذلك التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬للتواصل ‪،‬جم>>ع المعلوم>>ات ونق>>ل الرس>>ائل والتوجيه>>ات بطريق>>ة‬
‫سرية في جميع أنحاء العالم‪ .‬وبعد فرض حصار عالمي على تنظيم القاعدة‪ ،‬إس>تغل نظ>ام الطالب>ان ه>ذا الف>راغ لإلس>تفادة من تجرب>ة ممن س>بقوه في توظي>ف‬
‫الجيل الخامس‬

‫‪18‬‬
‫ض خ أم وال طائل ة )‪ 96.3‬ملي ار دوالر( حجم االنف اقي الع المي س نة ‪ ، 2088‬منه ا ‪ 2.2‬ملي ار حص ة دول‬
‫‪.22‬‬
‫الشر األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬عجزت عن وضع حد لهذه االزمة االمنية‬
‫‪-6‬ب اري إح دى المختص ين "ب ردي رئيس هيئ ة البحث في مجموع ة ه واوي االمريكي ة"‪ ،‬أن ه بحل ول‬
‫سنة ‪2020‬‬
‫س يدخل أك ثر من ‪ 50‬ملي ار جه از كم بيوتر خدم ة االن ترنت وه ذا م ا س يوفر إي اردات تق در ب ‪ 07‬ت ريلين‬
‫دوالر‪ ،‬ورغم ه ذا التق دم والتف وق الهائ ل‪ ،‬ف إن القل ق ال ذي م ا ازل ينت اب المختص ون ه و المخ اطر ال تي‬
‫سيسببها إخت ارق هذه الفضاءات‪.‬‬
‫‪-7‬في تقرير لشركة" كاسبرسكي "المختصة في مجال األمن المعلوماتي‪ ،‬فإن مجموعة من"الهاكرز" تمكنوا‬
‫سنة‬
‫‪2015‬من قرص نة العدي د من الحس ابات في مص ارف عالمي ة‪ ،‬مس تغلين في ذل ك ثغ رة في االنظم ة‬
‫المعلوماتي ة الجه زة االعالم االلي للمصارف و اس تخدموا تقنيات معقدة للدخول ونس خ بيانات الحس ابات في‬
‫مدة ال تتجاوز ‪20‬ثانية‪ ،‬واستحوذوا في االخير على نحو مليار دوالر‪.‬‬
‫‪-8‬في تقريره ا الس نوي للتهدي دات األمني ة لس نة ‪ 2016‬أك دت ش ركة دي ل االمريكي ة‪ ،‬أن البرمجي ات الخبيث ة‬
‫تض اعف ع ددها إلى ‪ 8.19‬ملي اارت‪ ،‬وب اتت أنظم ة أندروي د هي األك ثر اس تهدا ف ا إلى ج انب مواق ع إن ترنت‬
‫ك برى مث ل‪ :‬ت وي تر ‪،‬أم ازون وري ديت‪ ،‬ال ذين حجبت لخ دمات ‪ DDOS‬من ج ارء الهجم ات ال تي تغ رق‬
‫الخوادم بتقنيات عالية تؤدي لتوقفها‪.‬‬
‫‪-9‬امام التداعيات المستقبلية لهذا الخطر وتأثي ارته السلبية على االمن القومي االمريكي‪ ،‬توجهت السلطات‬
‫إلى أنش اء مؤسس ة خاص ة ب األمن الس يب ارني) مرك ز حماي ة البني ة األساس ية لألمن الق ومي( وتم توف ير‬
‫وتجنيد كل االمكانيات المالية والبشرية لضمان حماية أنظمتها المعلوماتية االست ارتيجية المستهدفة‪ ،‬كما تم‬
‫ربطها بجميع‬

‫وثورة المعلومات‪ ،‬فأجرت موقع إلكتروني تابع لشركة أمريكية في تكساس‪ ،‬ليتم التواصل مع أكثر من ‪ 16‬مليون حساب مستخدم بمبل>>غ ‪ 70‬دوالًر ا في الش>>هر‬
‫ليتم الدفع بواسطة بطاقة االئتمان سرية من اجل تمرير رسائل والدعاية ألعماله اإلرهابية ضد قوات التحالف في أفغانستان‪ ،‬ودامت العملية الكثر من سنة‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫أنظر فعاليات" المؤتمر الدولي السنوي حول تحديات االمن الس يبراني بمنطق ة الش رق األوس ط وش مال افريقي ا"‪ ،‬الذي نظمت>>ه مؤسس ة فيرتش ووبوت‬
‫بالرياض )المملكة العربية السعودية(‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2017.11.23‬الذي ضم ما يقارب ‪ 400‬مختص في المجال ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫شبكات األمن االلكتروني‪ ،‬وأوكلت مهمة التحقيق لكبريات أجهزة االمن( المخاب ارت‪ ،‬مجلس األمن القومي‬
‫ومكتبالتحقيقات الفيد ارلية‪.22‬‬

‫‪-10‬في التقرير الصادر عن ماكينزي‪ ،‬يتوقع زيادة المعلومات الرقمية‪ ،‬بمعدل ‪ ،%44‬خالل االعوام الممتدة‬
‫من‬
‫‪ 2009‬الى ‪ . 2020‬كم ا يش ير العدي د من التق ارير ان ح وادث اخت ارق االنظم ة وس رقة البيان ات وتس ربها‪،‬‬
‫ك اخت ارق انظم ة معلوم ات س وني‪ ،‬ال تي نتج عنه ا تس رب بيان ات ملي ون مس تخدم فالمعلوم ات ال تي تض خ‬
‫وتنس اب‪ ،‬وتحف ظ في الفض اء الس يب ارني وغ يره‪ ،‬من اهم الموج ودات ال تي يس عى اليه ا جمي ع المعن يين به ذا‬
‫الفضاء دون استثناء‪ .‬فالشركات ‪،‬الحكومات ومستخدمو االنترنت يالحقون المعلومات كل بحسب أهدافه‪.23‬‬
‫‪-‬التداعيات المستقبلية لالمن السيبارني‪:‬‬
‫من خالل التحلي ل الموض وعي لمجم ل ال د ارس ات العلمي ة والتق ارير التقني ة واالحص ائيات‬
‫العملياتي ة ال تي تم تناوله ا في ه ذا المح ور‪ ،‬يتض ح أن الت داعيات المس تقبلية ت دور بين مخ اوف تف اقم معض لة‬
‫ال دفاع أم ام ث غ ارت االمن وع دم فعالي ة االس ت ارتيجي ات المس طرة لغاي ة االن‪ ،‬ألن التهدي دات والهجم ات‬
‫الس يب ارني ة ال تي تس تهدف الم ارف ق المس تخدمة لالن ترنت في تعاملته ا )كالمص ارف المالي ة‪ ،‬المؤسس ات‬
‫العمومية‪ ،‬الشركات المتعددة الجنسية ورجال االعمال)‪ ،‬بطريقة وان كانت متسارعة وخطية‪ ،‬فهذا ال ينفي‬
‫إحتمال توجهها في الم ارحل المستقبلية لمجاالت جد حساسة بنفس الطريقة مما يجعل منها جزءا أساسيا في‬
‫الص ارعات العسكرية بين الدول‪ .‬هذه االشكاليات تعتبر بالنسبة للمختصين نتاج لمجموعة من االسباب أو‬
‫الحقائق‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫*إفتقار الشركات العاملة في الميدان إلى رؤية صحيحة حول الكيفيات المستعملة في شبكاتها مما سمح للق‬
‫ارصنة بالدخول والخروج بطريقة سهلة‪.‬‬
‫*اإلس تخدام المف رط للوس ائط الرقمي ة‪ ،‬لتوظي ف المعلوم ات‪ ،‬أو إتم ام المع امالت‪ ،‬أو غيره ا‪ ،‬جع ل من ه ذا‬
‫المجال الواسع‪ ،‬فجوة الستهداف المعلومة‪ ،‬خاص ة وأن الق ارصنة يتمتعون بدرجات عالية في المها ارت‬
‫الرقمية‪.‬‬
‫*م واطن الض عف والعطب في االمن الس يب ارني يجس دها الخط أ البش ري المتعم د أو غ ير المتعم د‪،‬‬
‫فالمخترعون (البشر) هم من أحدثوا ثورة في التكنولوجيا وأدوات إستخدامها وسمحوا للوحدات السياسية )الد‬

‫‪ 22‬مصطفى محمد موسى ‪"،‬اإلرهاب االلكتروني دراسة قانونية‪-‬أمنية‪-‬نفسية‪-‬اجتماعية"‪)،‬األردن‪ :‬دار الكتب والوثائق القومية( ‪،‬ط‪،2009، 01.‬‬

‫‪23 4-Mckinsey noted in its july 2011 report‬‬ ‫ص‪.298.‬‬

‫‪20‬‬
‫ول( برعايته ا‪ ،‬لكن ت بين في االخ ير أن الط رفين دخل وا في مواجه ة م ع االج ارم لن تنتهي ب أي ح ال على‬
‫المدى القريب‪.‬‬
‫*ع دم وج ود معلوم ات رس مية كافي ة ودقيق ة ح ول واق ع االمن الس يب ارني والتهدي دات المتوقع ة‪ ،‬لم يس مح‬
‫الصحاب االختصاص والمهنيين من تقديم إقت ارحات وحلول عملية‪.‬‬
‫*عدم جدية التعاون االقليمي والدولي فيما يخص تبادل المعلومات والخب ارت‪.‬‬
‫*عدم إد ارك ووعي المستخدمين لإلعالم وتكنولوجيا االتصال بمدى تأثير الج ارئم االلكترونية على نمط‬
‫الحياةالشخصية والمهنية‪.‬‬
‫*إتخاذ العديد من الدول إج ارءات جديدة لحماية فضاؤها االلكتروني الخاص بالقوات المسلحة على غ ارر‬
‫الصين التي إستبقت االحداث وأنشأت (الجيش االزرق( ‪،‬يمكن إلى حد ما إعتبارها مؤش ارت دالة على أن‬
‫العالم في ثوبه الجديد) عالم باال أقطاب) يستعد لمواجهة إف ارازت حرب إلكترونية متوقعة بين الحين‬
‫واالخر‪. 24‬‬

‫أنظر الشكل األول والثاني لمعرفة مدى خطورة الهجمات خالل شهر واحد )مارس ‪ 2015‬على القطاعات الحيوية للدول الكبرى‪ ،‬المصدر‪ :‬مؤتمر االمن السيبراني والدفاع‬
‫السيبراني ‪،‬تحديات وافاق‪ ،‬من تنظيم الجامعة اللبنانية والوكالة الجامعية للفرنكوفونية‪ ،‬دون تاريخ االنعقاد‪.‬‬

‫‪ 24‬أنظر الدراسة التي نشرتها مؤسسة الرند للدراسات االستراتيجية سنة ‪ ،2016‬تحت عنوان " التوصل إلى إتفاق مع الصين بشأن الفضاء االلكتروني"‪.‬‬

‫‪21‬‬
22

You might also like