Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 604

‫ترشحالمستفيدين‬

‫علىفتحالمعين‬
‫بِشَرح فرةِ العَيْنِ مُهمَاتِالدِّينِ‬
‫لِلْجِبرالمجدُوم‬
‫أحمد زينالدين بنمُحَمَّد الغَالِيالمَيْبَارِي المَعْبَرِيالشَّافِعِي‬
‫م‬ ‫كَانَ حَيَّا عَام ‪١٦٢٠‬‬ ‫كَانَ حَيَّا عَام ‪۱۰۳۰‬هـ =‬ ‫‪۹۳۸‬‬

‫تأليف‬
‫العلامة السيدعلوي بن أحمد السقافالحُسَيْنِيالمكي الشَّافِعِي‬
‫‪٦١٩١-٩٣٨١‬م‬ ‫هـ =‬ ‫‪١٢٥٥-‬‬

‫حقق‬

‫فتحُالمُعين‬
‫علىالسخيةقديمةنفيسة بيد أحدأقاربمُؤَلِّفِي عَام ‪ ١٠٣٠‬ه وغيرها‬
‫تحقيق‬

‫عماربامالجاني‬

‫المجلدُالأَوَّلُ‬

‫دارالمعراج‬ ‫دارالصدرالدمشقية‬
‫ترشحالمستفيدين‬
‫علىفتحالمعين‬
‫بِشَرْحِ قُرَّةِ العَيْنِ بِمُهمَاتِ الدِّينِ‬

‫)‪(1‬‬
‫محفوظة‬
‫جميعحقوق‬
‫الطبعة الأولى‬
‫‪١٤٤٥‬هـ ـ ‪٢٠٢٣‬م‬
‫‪ISBN‬‬ ‫‪978-9933-9318-4-1‬‬

‫‪9 789933 931841‬‬

‫دارالمعراج‬ ‫دارالنصرالدمشقية‬
‫لِلطَّبَاعَةِ وَالنَّشْرِوَالتَّوْزيع‬

‫اربین فر‬

‫سورية‬ ‫دمشق ‪-‬‬

‫‪+933396811-963‬‬ ‫ــوال ‪:‬‬ ‫‪Mobile + WhatsApp: + 963 - 988523857‬‬


‫‪Mobile:‬‬ ‫‪+ 963 - 959415425‬‬
‫دمشق‬ ‫سورية ‪-‬‬ ‫ص‪ .‬ب ‪:‬‬ ‫‪E-mail: ammar.aljabil@gmail.com‬‬
‫‪E-mail: meraj.press@gmail.com‬‬ ‫‪Fb: /daralbasaeraldimashqiya‬‬
١٤٣٠
‫كلمة المحقق‬

‫***‬
‫ש‬

‫كلمة المحقق‬

‫الحمد لله ربِّ العالَمين والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد وآله‬
‫وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين‪ .‬أما بعد؛‬
‫وذلك لا يكون إلَّا‬ ‫فإنَّ مَن أراد الله به خيرًا فقهه في الدين‪،‬‬
‫أحمد المليباري وعلوي‬ ‫بدراسة كتب العلماء العاملين منهم‪:‬‬
‫صاحبا فتح المعين وترشيح المستفيدين»‪ ،‬فقد أجادا‬ ‫السَّقَافُ‪،‬‬
‫وحققا مذهب الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه‪.‬‬ ‫وأفادا‪،‬‬
‫وتبرز أهميَّة كتاب فتح «المعين أنَّه مدخل ومفتاح لكتب‬
‫المتأخرين التي عليها الفتوى وتبرز أهمية حاشية ترشيح المستفيدين»‬
‫عليهِ أنَّها صدرت عن محقق تحرير ختم الله به عصر أرباب الحواشي‪.‬‬
‫ومِن ثَمَّ ألزمت نفسي بإصدار طبعة صحيحة تجمع الكتاب‬
‫والحاشية‪.‬‬

‫فقد اعتمدت في تحقيق الكتاب على ما يأتي‪:‬‬

‫طبعة فتح المعين بعناية سيدي الوالد رحمالله الصادرة عن‬ ‫‪١.‬‬
‫الجفان والجابي للطباعة والنشر ودار ابن حزم (الطبعة الثانية ‪١٤٣٤‬هـ‬
‫طبعة «فتح المعين»‬ ‫وقد أخرج طبعته بالاعتماد على ‪:‬‬ ‫‪۲۰۱۳‬م)‪،‬‬ ‫=‬
‫طبعة «فتح المعين» في مطبعة‬ ‫في المطبعة الخيرية (‪۱۳۳۳‬هـ)‪،‬‬
‫كلمة المحقق‬ ‫‪٦‬‬

‫طبعة‬ ‫محمد علي صبيح وولده السَّيّد محمَّد عز الصَّبَّاغ (‪١٣٤٤‬هـ)‪،‬‬


‫«فتح المعين في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده (‪١٣٤٣‬هـ)‪،‬‬
‫طبعة‬ ‫طبعة إعانة «الطالبين فى المطبعة الميمنيَّة (‪۱۳۱۹‬هـ)‪،‬‬ ‫‪.٤‬‬
‫ترشيح المستفيدين المصوّرة والصَّادرة عن مؤسسة دار العلوم لخدمة‬
‫الكتاب الإسلامي ببيروت لم يذكر لها تاريخ نشر‪.‬‬
‫طبعة فتح المعين بشرح وتحقيق وتعليق أستاذي الشيخ‬ ‫‪۲‬‬
‫ماجد الحموي حفظه الله الصَّادرة عن دار ابن حزم (‪١٤٣٩‬هـ =‬
‫وقد جعل طبعة فتح «المعين بعناية سيدي الوالد رحمهالله‬ ‫‪۲۰۱۸‬م)‪،‬‬
‫الصَّادرة عن الجفان والجابي ودار ابن حزم (الطبعة الأولى ‪١٤٢٤‬هـ‬
‫وقد يعتمد غيرها أحيانًا‪.‬‬ ‫أصلا لطبعته‪،‬‬ ‫‪٢٠٠٤‬م)‬ ‫=‬

‫طبعة «فتح المعين في المطبعة الوهبية (‪١٢٩٠‬هـ)‪.‬‬ ‫‪.‬‬


‫وكنت قد بحثت مرارًا عن نسخ خطّيَّة قديمة لـ «فتح المعين»‬
‫ولا يبعد اعتماد‬ ‫فكل ما وقفت عليه لا يأتي بجديد‪،‬‬‫فلم أوفق‪ ،‬فكل‬
‫الطبعات المذكورة آنفا عليه‪.‬‬

‫ثُمَّ ـ بفضل الله تعالى وتوفيقه وبمساعدة الدكتور محمد بن‬


‫‪،‬‬
‫‪-‬‬
‫‪٤.‬‬
‫أبي بكر باذيب ـ وقفت على نسخة خطّيَّة قديمة نفيسة بيد أحد أقارب‬
‫وهي محفوظة‬ ‫فاعتمدتها أصلا‪،‬‬ ‫صاحب «فتح المعين وفي حياته (‪)۱‬‬

‫زين الدين بن عبد العزيز بن قطب الدين بن قطب‬ ‫اسمه كما في خاتمتها‬ ‫( ‪)۱‬‬
‫واسم صاحب «فتح المعين‬ ‫الدين بن زين الدين بن علي بن أحمد‬
‫أحمد بن محمد الغزالي بن زين الدين بن علي بن أحمد؛ فيلتقي نسبهما في‪:‬‬
‫علي بن أحمد‪.‬‬
‫بعد ذكر اسمه‬ ‫وفي خاتمتها أيضًا لم يترحم على صاحب فتح المعين»‬
‫ونسبه‪ ،‬وفي ذلك قرينة أنه كان حيًّا وقت الفراغ من النسخ (‪/۸‬محرم‪،)١٠٣٠/‬‬
‫كيف لا وهو أحق الناس به؟!‬
‫كلمة المحقق‬

‫مسطرتها بين‬ ‫ورقة)‪،‬‬ ‫في مكتبة الأحقاف برقم (‪ ،)٩٤٤‬تقع في (‪٢٧٢‬‬


‫خطها بين‬ ‫سم)‪،‬‬ ‫سم‬ ‫أبعادها (‪١٤‬‬ ‫سطرًا‪،‬‬ ‫(‪ )١٥‬إلى (‪)١٧‬‬
‫النسخ المعتاد والثلث‪ ،‬تَمَّ نسخها في يوم الخميس الثامن من شهر‬
‫بقلم زين الدين بن عبد العزيز‬ ‫المحرَّم بتاريخ (‪١٠٣٠‬هـ)‪،‬‬
‫أصابها تلف‪،‬‬ ‫كُتب متن قرة العين فيها بالحمرة‪،‬‬ ‫المليباري)‪،‬‬
‫وفيها‬ ‫وخضعت للترميم فهي ناقصة الأوَّل بقدر صفحة مخطوطة‪،‬‬
‫الأولى في أثناء فصل شروط‬ ‫سقط بقدر صفحتين مخطوطتين‪،‬‬
‫وقد اختلف ترتيب‬ ‫والثانية في أثناء فصل مبطلات الصَّلاة‪،‬‬ ‫الصَّلاة‪،‬‬
‫والخطب في ذلك‬ ‫وقد اختلف خط بعض صفحاتها‪،‬‬ ‫بعض أوراقها‪،‬‬
‫وعلى هامشها تصحيحات وفروق نسخ ونقول مفيدة‪،‬‬ ‫سهل تداركته‬
‫وقد رمزت لها بـ «القديمة»‪.‬‬

‫واعتمدت في تحقيق الحاشية على طبعة «ترشيح المستفيدين»‬


‫الثانية (‪ )١‬مع بعض الزيادات والتقريرات للمؤلف في مطبعة دار إحياء‬
‫الكتب العربية لأصحابها عيسى البابي الحلبي وشركاه‪ ،‬لم يذكر لها‬
‫وقد صوّرت مرارا في‬ ‫صفحة بقطع كبير‪،‬‬ ‫‪٤٣٣‬‬ ‫تقع في‬ ‫‪،‬‬
‫تاریخ نشر‬
‫واعلم أنه لا يوجد‬ ‫وقد رمزت لها بالأصل المطبوع‪،‬‬ ‫دمشق وبيروت‪،‬‬
‫فهي مطبوعة في حياة المؤلّف‪.‬‬ ‫لـ «ترشيح المستفيدين نسخ خطيَّة‪،‬‬

‫ويتلخص عملي في خدمة الكتاب والحاشية بما يأتي‪:‬‬


‫جعلت نصَّ نسخة الأحقاف المشار إليها بـ «القديمة» في‬ ‫‪..١‬‬
‫مع الإشارة إلى فروق‬ ‫«قرة العين» و«فتح «المعين أصلا وإلا بيَّنت‪،‬‬
‫النسخ إن وُجدت‪.‬‬

‫صفحة)‪،‬‬ ‫وتقع في (‪٣٧٣‬‬ ‫كانت الطبعة الأولى في المطبعة الميمنية (‪۱۳۱۱‬هـ)‪،‬‬ ‫(‪)۱‬‬
‫‪.١٠٣٢/٢‬‬ ‫كما في معجم المطبوعات»‬
‫كلمة المحقق‬

‫الثانية المشار إليها‬ ‫جعلت نص طبعة ترشيح المستفيدين»‬ ‫‪۲.‬‬


‫بالأصل المطبوع أصلا وإلا بيَّنت فقد قابلته على الأصول التي نقل‬
‫وقد اجتمع أكثرها عندي بين‬ ‫منها صاحب ترشيح المستفيدين‪،‬‬
‫مخطوط ومطبوع وأشرت إلى الفروق بين النَّص والأصول إن‬
‫وجدت‪.‬‬

‫بالشكل ضبطا كاملا‪،‬‬ ‫ضبطت «قرة العين وفتح المعين»‬ ‫‪.‬‬


‫و ترشيح المستفيدين حسب الحاجة‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫ميزت قرة العين عن فتح المعين بوضعه ضمن هلالين )‬ ‫‪٤.‬‬

‫ه عزوت أقوال الفقهاء وغيرهم التي وقفت عليها إلى مصدرها‬


‫الأصيل وإلّا أحلت إلى وسيط‪.‬‬

‫عزوت الخلاف الفقهيَّ الَّذي وقفت عليه إلى مصدره الأصيل‬ ‫‪٦.‬‬
‫والا أحلت إلى وسيط‪.‬‬
‫خرَّجت الآيات القرآنية بذكر السورة ورقم الآية‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫خرجت الأحاديث النبوية وغيرها بذكر الراوي ورقم الحديث‬ ‫‪.‬‬


‫وإلا أحلت إلى كتاب خاص‪ ،‬وكنت أبين الحكم عند الحاجة‪.‬‬
‫خرجت الأبيات الشعريَّة التي وقفت عليها بذكر مصدرها‬ ‫‪٩.‬‬
‫الأصيل وإلا أحلت إلى وسيط‪.‬‬

‫حليت الكتاب والحاشية بعلامات الترقيم المناسبة مع تفقير‬ ‫‪١٠.‬‬


‫الجمل‪.‬‬

‫طلبت من الأستاذ الفاضل أحمد صالح محمد عبد الرحمن‬ ‫‪۱۱.‬‬


‫المليباري ترجمة وافية لصاحب فتح المعين بعد أن توافقنا على أنَّه‬
‫كلمة المحقق‬

‫فأجابني جزاه الله خيرا‪.‬‬ ‫كان حيا عام (‪١٠٣٠‬هـ)‬

‫ترجمة مختصرة‬ ‫ترجمت لصاحب ترشيح المستفيدين»‬ ‫‪۱۲.‬‬


‫مفيدة‪.‬‬

‫وضعت قائمة بيَّنت فيها مصادري ومراجعي في تحقيق‬ ‫‪۱۳.‬‬


‫الكتاب والحاشية مع وصفها وصفًا كافيًا‪.‬‬

‫وضعت فهرسًا تفصيليا لموضوعات الكتاب والحاشية‪.‬‬ ‫‪١٤.‬‬

‫آخره‪.‬‬ ‫ميزت ما علّقته على الكتاب والحاشية بوضع [عمار]‬ ‫‪١٥.‬‬


‫في الكتاب والحاشية من إضافتي‬ ‫وكلُّ ما وضعته بين معقوفتين [‬
‫وإلا بينت‪.‬‬
‫واعلم أيُّها القارئ أنَّ ما بين يديك كتاب فقه على الأبواب‬
‫وفيه ـ كأيّ‬
‫‪-‬‬
‫كافة وعلى معتمد مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى‪،‬‬
‫مواضع تحتاج إلى تأمل ومراجعة ونظر وغير ذلك؛ فكن‬ ‫كتاب فقهيّ ‪-‬‬
‫ولا تقتحم اقتحام الجهلة‪،‬‬ ‫ولا تخبط خبط عشواء‪،‬‬ ‫أهلًا لِما هنالك‪،‬‬
‫واسأل أهل الذكر إن كنت لا تعلم‪.‬‬
‫فقد وهبته‬ ‫وأنّي بذلت في تحقيقه وإخراجه وطباعته جهدًا كبيرًا‪،‬‬
‫بعمل يومي جاوز السنتين‬ ‫ونقشت ما فيه بالمنقاش‬ ‫العمر والجسد‪،‬‬
‫ولكني لا‬ ‫ما بين ضبط ومقابلة وتخريج وعزو وتصحيح وغير ذلك‪،‬‬
‫وأتمثل هنا بقول الشاعر ‪:‬‬ ‫‪6‬‬
‫أبرئ نفسي من الخطا والسَّهو‬

‫واللطف من شيم السادات مأمول‬ ‫والعذر عند خيار الناس مقبول‬

‫وإن وجدت ما يسرّك؛ فلا تنساني من دعوة صالحة في ظهر‬


‫الغيب‪.‬‬
‫كلمة المحقق‬

‫وفي الختام أسأل الله تعالى أن يكتب التَّوفيق والسداد والقبول‬


‫وإن يَكُ خطأ فمِنِّي ومِن‬ ‫فإن يَكُ صوابًا فمِن الله ‪،‬‬ ‫لعملي هذا‪،‬‬
‫الشَّيطان‪.‬‬

‫والصلاة والسلام على‬ ‫وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين‪،‬‬


‫سيد المرسلين‪.‬‬

‫دمشق سحر يوم الأربعاء‬

‫ذي الحجة ‪١٤٤٤‬هـ‬ ‫في ‪3‬‬


‫حزیران ‪۲۰۲۳‬م‬ ‫الموافق لـ ‪۲۱‬‬

‫عماربام الجاني‬
‫‪۱۱‬‬
‫‪2G‬‬ ‫صور المخطوطة‬

‫صور المخطوطة‬

‫المعتمدة في التحقيق‬
‫‪۱۷‬‬
‫‪อ‬‬ ‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬

‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬


‫كان حيا عام ‪١٠٣٠‬هـ =‬ ‫(‪)۹۳۸‬‬
‫كان حيا عام ‪١٦٢٠‬م)‬ ‫‪١٥٣٢‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫الأستاذ أحمد صالح محمد عبد الرحمن المليباري‬

‫الشيخ الفقيه‪،‬‬ ‫العالم العلامة الحبر البحر الفاهم الفهامة‪،‬‬


‫قدوة المحققين‪،‬‬ ‫الكامل الفريد الفاضل الوحيد ذو الحظ الكثير‪،‬‬
‫زيَّن الله به‬ ‫مخدومنا ومولانا الصَّغير زين الدين ‪-‬‬ ‫عزّ المِلَّة والدِّين‪،‬‬
‫ابنُ الشَّيْخِ الْقَاضِي مُحَمَّدٍ الْغَزَالِيِّ ابْنُ‬ ‫أبو بكر أَحْمَدُ(‪)۲‬‬ ‫الدين ‪-‬‬

‫علي‬ ‫للشيخ محمد‬ ‫(تحفة الأخيار في أعيان مليبار»‬ ‫مصادر الترجمة ‪:‬‬ ‫(‪)۱‬‬
‫مقدمة الأستاذ كي كي محمد عبد الكريم‬ ‫‪،١٧٢‬‬ ‫‪١٦٦‬‬‫ص‬ ‫النلكوتي‬
‫البيان «الموثوق للشيخ أحمد كويا الشالياتي (خ)‪،‬‬ ‫لـ «تحفة المجاهدين‪،‬‬
‫مقدمة الشيخ محمد كتي الكيفتاوي لـ «شرحه‬ ‫‪.‬‬

‫‪« .‬الأجوبة العجيبة له ‪،‬‬


‫الباب الخامس من رسالة دكتوراة «مساهمة علماء‬ ‫على مرشد الطلاب»‪،‬‬
‫«الدعوة الإسلامية‬ ‫مليبار في الأدب الفقهي للدكتور حسين محمد الثقافي‪،‬‬
‫‪- ۲۰۹‬‬
‫وتطوراتها في شبه القارة الهندية للدكتور محيي الدين الآلوائي ص‬
‫تاريخ الإسلام في الهند للدكتور عبد المنعم النمر المصري ص‬ ‫‪،۲۱۱‬‬
‫‪٦١‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪- ٦٠‬‬

‫وفقيره أبي بكر أحمد المعبري)‪.‬‬ ‫قال في آخر «الأجوبة العجيبة ص‪:۲۱۹‬‬ ‫(‪)۲‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬ ‫‪۱۸‬‬

‫الشَّيْخِ الْإِمَامِ زَيْنِ الدِّينِ (الْكَبِيرِ) أَبِي يَحْيَى ابْنِ الشَّيْخِ الْقَاضِي عَلِيٌّ‬
‫الْمِعْبَرِيُُّ االأَصْلِ‪،‬‬
‫الْمِعْبَرِيّ‬ ‫ابْنِ الشَّيْخِ الْعَلَّامَةِ الْقَاضِي أَحْمَدَ الْمَخْدُوم‪،‬‬
‫الْفُنَّانِيُّ(‪ )١‬الْمُقَامِ الْمَلَيْبَارِيُّ الْهِنْدِيُّ الشَّافِعِيُّ الْأَشْعَرِيُّ‪.‬‬

‫التحقيق في اسمه‪:‬‬ ‫•‬

‫ولقد شاع في أهل مكة ومصر والشام وغيرهم أسماء المُصَنِّف‬


‫وهم في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬ ‫فتح المعين‪،‬‬
‫) ‪(۲‬‬
‫زين الدين بن عبد العزيز المليباري‬ ‫‪۱.‬‬
‫)‪(۳‬‬
‫عبد العزيز بن زين الدين المليباري‬ ‫‪٢.‬‬
‫) ‪(٤‬‬
‫علي بن عبد العزيز المليباري‬ ‫‪.‬‬

‫كما أثبت ذلك لنفسه في‬ ‫أحمد بن محمد الغزالي المليباري‪،‬‬ ‫‪٤.‬‬

‫وهو وَهُم؛ لأن أصله (‪.)Ponnani‬‬ ‫ضبطه بعضهم فَنَّاني بفتح الفاء‪،‬‬ ‫( ‪)۱‬‬
‫وتبعه السيد البكري‬ ‫أ]‬ ‫فممن قال به باصبرين في إعانة المستعين [ق‬ ‫(‪)۲‬‬
‫وعبد‬ ‫والنووي الجاوي في نهاية الزين» [‪،]٧‬‬ ‫في «إعانة الطالبين [‪]۳/۱‬‬
‫والزِّرِكْلِي في «الأعلام» [‪،]٣/٦٤‬‬ ‫الحي اللكنوي في نزهة الخاطر [‪]٣٤١/٤‬‬
‫وعمر رضا كحالة في «معجم‬ ‫‪]١٧٦٢‬‬ ‫وسركيس في معجم المطبوعات [‪٢‬‬
‫وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي» [‪ ،]٢٣٤/٩‬وعبد‬ ‫المؤلفين» [‪]١٩٣،٤‬‬
‫القادر بن يوسف الفضفري المليباري في جواهر الأشعار والألوائى‬
‫المليباري في الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية» [ص‪]٢١٩‬‬
‫ومعظم دور النشر‪.‬‬
‫وكذا طبعتين من‬ ‫لإخراج دور النشر المليبارية‪،‬‬ ‫وقولي (معظم دور النشر)‬
‫ونسخة‬ ‫الشيخ قاسم آغا النوري‪،‬‬ ‫الطبعة الجديدة بتحقيق‪:‬‬ ‫الطبعات الحديثة ‪:‬‬
‫زين الدين بن‬ ‫كريم الله الداغستاني (مع أن المثبت على الغلاف الخارجي‪:‬‬
‫عبد العزيز)‪.‬‬

‫وتفرد به السيد علوي السقاف في ترشيح المستفيدين»‪.‬‬ ‫(‪)۳‬‬


‫‪.]١٩٨‬‬ ‫وتفرَّد به إسماعيل باشا البغدادي في هدية العارفين» [‪/١‬‬ ‫(‪)٤‬‬
‫‪۱۹‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬

‫وعليه‬ ‫وكذا رأيت بخطه في بعض مكتوباته‪،‬‬ ‫آخر «الأجوبة العجيبة»‪،‬‬


‫علماء مَلَيْبَارَ‪.‬‬

‫وكتب الشيخ زين الدين بن عبد العزيز بن قطب الدين‬


‫المخدوم رحمةالله في خاتمة نسخة الأحقاف (رقم‪ )٩٤٤ :‬من فتح‬
‫وكذا رأيته مسطرًا بخط‬ ‫المعين ‪ :‬زين الدين بن غَزَّالِ (‪ )۱‬مُدْلِيَارَ(‪)۲‬‬

‫وقيل‪:‬‬ ‫وذلكَ أنَّ أباه سماه به تبركًا‪،‬‬ ‫قوله (غَزَّالِ) نسبةً إلى الإمام الغزالي‪،‬‬ ‫(‪)۱‬‬
‫سُمِّيَ به لاشتغاله بكتب الغزالي رحمهالله ‪.‬‬
‫السَّيِّد المعظم لعلمه‬ ‫معنى (مُدْلِيَارَ) و(مُسْلِيَارَ) و(مَيْلِيَارَ) و(مُوْلِيَارَ) و(مَوْلَوِي)‪:‬‬ ‫(‪)۲‬‬
‫وعبادته وعمله الإصلاحي‪.‬‬

‫إن المجتمع المليباري يُسمِّي المدرِّسَ والعالِمَ بهذه التسميات المتقدمة‪.‬‬


‫ولبعضها معان ليست في الأخرى‪.‬‬
‫فهي بمعنى المحترم‪.‬‬ ‫أَمَّا (مُدْلِيَارَ)‬
‫وقيل‪:‬‬ ‫بمعنى السيد المصلح‪.‬‬ ‫يَارَ)‬ ‫فقيل ‪ :‬إنّها من (مُصْلِح ‪+‬‬ ‫وأَمَّا (مُسْلِيَارَ)‬
‫يَارَ)‬ ‫إِنَّها من (مُسْلِي ‪+‬‬ ‫بمعنى السيد الكثير الصلاة وقيل ‪:‬‬ ‫يَارَ)‬ ‫(مُصَلِّي ‪+‬‬
‫يَارَ)‪.‬‬ ‫محورةً من كلمة (مَوْلَى ‪+‬‬
‫فبمعنى مَوْلَوِي‪.‬‬ ‫وأَمَّا (مَيْلِيَارَ) و(مُوْلِيَارَ)‪:‬‬
‫بمعنى المؤهَّل تأهيلا عاليًا للفقه‪.‬‬ ‫وأمَّا مَوْلَوِي)‬
‫فبمعنى السَّيد‪.‬‬ ‫وأمَّا (يَارَ)‪:‬‬
‫وعند المتأخرين ‪ -‬أي من بعد القرن الثالث عشر الهجري ‪ -‬تفرقة بين‬
‫والذي أجِيزَ‬ ‫(مُسْلِيَارَ) و(مَوْلَوِي) فـ (مُسْلِيَارَ) مَن تَخَرَّجَ من الجامع الفُنَّانِي‪،‬‬
‫مَن تَخَرَّج من مدرسة الباقيات‬ ‫من قِبَل الشيخ من آل مَخْدُوم‪ ،‬و(مَوْلَوِي‬
‫الصالحات بِوَيْلُور من الأراضي المَدْرَاسِيَّة‪ ،‬ثُمَّ صار كُلُّ مَن يتخرَّج من‬
‫وكلُّ مَن يتخرج من حلقات المساجد يُسَمَّى‪:‬‬ ‫الجامعات يُسمَّى (مَوْلَوِي)‪،‬‬
‫(مُسْلِيَارَ)‪.‬‬

‫ترجمة العلامة مهران كتي «الكيفتاوي للسيد عبد الرحمن العيدروسي‬ ‫انظر‪:‬‬
‫وفتاوي العلامة صدقة الله المسليار في مجلة «نصرة‬ ‫الأزهري ص ‪۱۱‬‬
‫للشيخ عبد الرحمن‬ ‫وحركة التَّدْرِيس في مساجد مَلَيْبَار»‬ ‫الأنام الملَيْبَارِيَة‬
‫الفيضي ص ‪. ٤٠‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬

‫تلامذة الإمام المليباري على واحدةٍ من نسخ إحكام أحكام النكاح‬


‫في مَلَيْبَار‪.‬‬ ‫وبعض نسخ «فتح المعين»‬ ‫له‪،‬‬
‫«الأجوبة‬ ‫قال في‬ ‫فعَمُّه وشيخه‪،‬‬ ‫وأما عبد العزيز (ت ‪٩٩٤‬هـ)‬
‫«فأجاب كتابةً شيخنا شيخ الإسلام مفتي الأنام مخدومنا العم‬ ‫العجيبة»‬
‫وقد رأيت بخطه على‬ ‫عزُّ الدين عبد العزيز بن زين الدين «المعبري‪.‬‬
‫وجعل‬ ‫على طلبة العلم الشريف‪،‬‬ ‫فقد وقفه ‪ -‬أي كتابه ‪-‬‬ ‫بعض الكتب ‪:‬‬
‫فيه النظر إلى شيخه وأستاذه عبد العزيز بن زين الدين المعبري الفناني»‪.‬‬
‫العزيز ‪ ::‬أنَّه أستاذه الذي أخذ منه‬ ‫عمه عبد‬
‫عبد العزيز‬ ‫عمه‬ ‫ولعل سبب نسبته إلى‬
‫وتأدَّبَ بأدبه‪ ،‬فلعله كان يُكثر الانتساب إليه‪ ،‬فَظُنَّ أَنَّه‬ ‫العلوم أوَّلا‪،‬‬
‫والده‪ ،‬وَلَمْ يُكْثِر من النقل عنه؛ لكونه أخَذَ عنه العلوم الأساسية‪ ،‬ولم‬
‫يتخرج عليه‪ ،‬بل ذهب إلى مَكَّة ولازم شيخ الإسلام أحمد ابن حجر‬
‫ولهذا أكثر النقل عنه‪.‬‬ ‫وتخرج عليه‪،‬‬ ‫الهيتمي رحمالله ‪،‬‬

‫مولده‪:‬‬

‫وُلِدَ نَحمدالله سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة من هجرة المصطفىﷺ‬


‫من أعْمالِ‬ ‫وهي بلدة بناحية (كَذَّنُور)‬ ‫(‪۹۳۸‬هـ) في (جوبان) (‪)Chombal‬‬
‫مَلَيْبَار‪ ،‬وقيل‪ :‬في (كُشّي) (‪ )Kochi‬وهو الذي كتبه الشيخ زين‬
‫الدين بن عبد العزيز المخدوم حمدلله في خاتمة نسخة الأحقاف (رقم‪:‬‬
‫من «فتح المعين»‪.‬‬ ‫‪)٩٤٤‬‬

‫ومكانته العلمية‬ ‫ورحلاته‪،‬‬ ‫طلبه للعلم‪،‬‬ ‫•‬


‫نشأ‬
‫في بيت علم ودين وصلاح وترعرع بين الأئمة الأعلام‪:‬‬
‫‪6‬‬

‫وعمه العلامة عز الدين عبد العزيز‪،‬‬ ‫أبيه القاضي محمد الغزالي‪،‬‬


‫وغيرهم من آل‬ ‫وزوج عمته الشيخ عثمان بن جمال الدين المِعْبَرِي‪،‬‬
‫الله‪.‬‬
‫مخدوم رحمهم‬
‫‪۲۱‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬

‫افتتح قراءته على والده الشريف ثم على عمه الشريف عز‬


‫الدين عبد العزيز المخدوم وعلى الشيخ إسماعيل الشُّكْرِي البَدْكَلِي‬
‫وغيرها‬ ‫واللغة‪،‬‬ ‫والفقه‬ ‫‪،‬‬
‫والتفسير‬ ‫وقرأ عليهما القرآن‬ ‫الله‬ ‫رحمهم‬

‫من العلوم المتفرقة‪.‬‬


‫مُستَنا بِجَدِّه‬ ‫وبعد أن اشتدَّ عُوده في العلم ارتحل إلى مكة المُكَرَّمة‪،‬‬
‫شيخ الإسلام أبي يحيى المخدوم تلميذ شيخ الإسلام زكريا الأنصاري‬
‫رحمها الله‪ ،‬فأدَّى النُّسُكَ‪ ،‬وأقام هناك‪ ،‬فأخذ عن الأئمة الأعلام‬
‫ومشايخ الإسلام‪ ،‬على رأسهم الإمام ابن حجر الهيتمي رامالله في‬
‫ومحمد بن أبي الحسن البكريحمدلله في التصوف‪ ،‬إلى أن أذِنَ‬ ‫الفقه‪،‬‬
‫فرجع إلى بلدته بعد غرْبَةٍ استغرقت طوال‬ ‫له مشايخه بالتدريس والإفتاء‪،‬‬
‫وكان السَّفْرُ إلى مكة قبل ‪٩٦٦‬هـ‪.‬‬ ‫عشر سنوات‪،‬‬
‫وبعد أن حطّ رحله في بلدته اشتغل بالتدريس والقضاء والدعوة‬
‫‪6‬‬

‫واستمرَّ على هذا‬ ‫والإرشاد وكان أغلب تصانيفه في هذه المُدَّة‪،‬‬


‫المنوال إلى أن توفاه الله الله‬
‫وتعالى‬

‫وإليك أبرز مشايخه‪:‬‬

‫أبوه القاضي محمد الغزالي بن شيخ الإسلام زين الدين‬ ‫‪..١‬‬


‫الكبير (ت ‪٩٥٥‬هـ)‪.‬‬

‫عمه العلامة عزُّ الدين عبد العزيز المخدوم (ت‪٩٩٤‬هـ)‪.‬‬ ‫‪.۲‬‬

‫الشيخ العلامة إسماعيل الشُّكْرِي البَدْكَلِي المَلَيْبارِي‪.‬‬ ‫‪٣.‬‬


‫شيخ الإسلام شهاب الدين أحمد ابن حجر الهيتمي المكي‬ ‫‪٤.‬‬
‫(ت ‪٩٧٤‬هـ)‪.‬‬

‫شيخ الإسلام وجيه الدين عبد الرحمن ابن زِيَادِ الرَّبِيدِي‬ ‫ه‪.‬‬
‫ت ‪٩٧٥‬هـ) ‪.‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬ ‫‪۲۲‬‬

‫شيخ الإسلام عز الدين عبد العزيز بن علي الزَّمْزَمِي المكي‬ ‫‪٦.‬‬


‫(ت ‪٩٧٦‬هـ)‪.‬‬

‫قطب الزمان زين العابدين محمد بن أبي الحسن البكري‬ ‫‪.٧‬‬


‫ت ‪٩٩٤‬هـ)‪.‬‬

‫شيخ الإسلام السيد عبد الرحمن الصَّفَوِي‪.‬‬ ‫‪.۸‬‬

‫وغيرهم رحمهم الله تعالى ورضي عنهم‪.‬‬

‫وكان بينه وبينهم‬ ‫أو راسله‪،‬‬ ‫وممن التقى به من أهل العلم‬


‫اتصال ومودة ‪:‬‬

‫شيخ الإسلام عبد الله بن عمر بامَخْرَمَة (ت‪٩٧٢‬هـ)‪.‬‬ ‫‪۱.‬‬


‫شيخ الإسلام محمد الخطيب الشربيني (ت‪٩٧٧‬هـ)‪.‬‬ ‫‪٢.‬‬
‫شيخ الإسلام محمد ابن شيخ الإسلام أحمد الرَّمْلِي‬ ‫‪.۳‬‬
‫(ت ‪١٠٠٤‬هـ)‪.‬‬

‫العلامة عبد الرحمن بن عمر العمودي (ت‪٩٦٧‬هـ)‪.‬‬ ‫‪٤.‬‬

‫ه العلامة زين الدين عَطِيَّة بن علي السُّلَمِي المكي (ت‪٩٨٣‬هـ)‪.‬‬


‫العلامة شهاب الدين أحمد ابن العجمي (ت ‪١٠١٤‬هـ)‪.‬‬ ‫‪٦.‬‬
‫العلامة عبد الرحمن بن عبد القادر ابن فهد المكي‬ ‫‪.‬‬
‫ت ‪٩٩٥‬هـ) ‪.‬‬

‫العلامة عبد الرحمن الناشري‬ ‫‪.‬‬

‫العلامة القاضي محمد بن عبد الله الناشري‪.‬‬ ‫‪.‬‬


‫العلامة أبو بكر الأَشْخَرِي‪.‬‬ ‫‪١٠.‬‬
‫العلامة عيسى بن أحمد الزيلعي‪.‬‬ ‫‪۱۱.‬‬
‫‪۲۳‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬

‫العلامة محمد بن عمر الزيلعي‪.‬‬ ‫‪١٢.‬‬


‫العلامة حُميد بن جمعة الجُهَنِي‪.‬‬ ‫‪١٣.‬‬

‫العلامة رضي الدين خَضِر الأزهري‪.‬‬ ‫‪١٤.‬‬


‫رحمهم الله أجمعين‪.‬‬ ‫وغيرهم الكثير‬

‫وكان من أقرانه ‪:‬‬

‫الشيخ عبد الرؤوف بن يحيى الواعظ المكي (ت‪٩٨٤‬هـ)‪.‬‬ ‫‪١.‬‬


‫الشيخ عبد القادر الفَاكِهِي المكي (ت‪٩٨٢‬هـ)‪.‬‬ ‫‪..‬‬
‫الشيخ شهاب الدين أحمد بن قاسم العَبَّادِي (ت‪٩٩٢‬هـ)‪.‬‬ ‫‪..‬‬
‫الشيخ نور الدين علي بن يحيى الزَّيَّادي (ت ‪١٠٢٤‬هـ)‪.‬‬ ‫‪٤.‬‬
‫الشيخ محمد بن إسماعيل بافضل (ت‪١٠٠٦‬هـ)‪.‬‬ ‫ه‪.‬‬
‫الشيخ مجد الدین محمد بن طاهر الفتّنِي الهندي‬ ‫‪٦.‬‬
‫(ت ‪٩٨٦‬هـ)‪.‬‬

‫‪ ۷.‬الشيخ ملا علي القاري الهروي (ت‪١٠١٤‬هـ)‪.‬‬


‫الشيخ أبو بكر بن سالم الحضرمي (ت‪٩٩٢‬هـ)‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫الشيخ العلامة محمد بن عبد الله بن شيخ العيدروس‬ ‫‪٩.‬‬


‫(ت ‪١٠٠٥‬هـ)‪.‬‬

‫الشيخ القاضي عبد الرحمن ابن شهاب الدين باعلوي‬ ‫‪١٠.‬‬


‫(ت ‪١٠١٤‬هـ)‪.‬‬

‫محيي الدين عبد القادر بن شيخ العيدروس (ت‪١٠٣٨‬هـ)‪.‬‬ ‫‪۱۱.‬‬

‫السيد الولي شاه الحميد الناهوري الهندي (ت ‪٩٧٧‬هـ)‪.‬‬ ‫‪١٢.‬‬

‫الشيخ عبد القادر الثاني الفُرْطَوِي المليباري (ت‪٩٨٣‬هـ)‪.‬‬ ‫‪١٣.‬‬


‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬ ‫‪٢٤‬‬

‫الشيخ علاء الدين الحِمْصِي المليباري (ت ‪٩٨٠‬هـ)‪.‬‬ ‫‪١٤.‬‬


‫العلامة القاضي عبد العزيز الكاليكوتي المليباري‬ ‫‪١٥.‬‬
‫(ت‪۱۰۱۰‬هـ)‬

‫وغيرهم الجم الغفير رحمهم الله تعالى‪.‬‬

‫تلامذته‪:‬‬

‫الله‬
‫وقد تتلمذ على يديه علماء أجلاء مفاخر الإسلام رحمهم‬
‫أبرزهم‪:‬‬ ‫جلّهم من مَلَيْبَار وجَاوَةَ وحواليها‪،‬‬ ‫تعالى‪،‬‬
‫الشيخ عبد الرحمن بن عثمان المِعْبَرِي الفناني (ت‪١٠٢٩‬هـ)‪.‬‬ ‫‪١.‬‬
‫الشيخ القاضي جمال الدين بن عثمان المِعْبَرِي الفناني‪.‬‬ ‫‪٢.‬‬
‫الشيخ جمال الدين بن العلامة عبد العزيز المخدوم الفناني‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫الشيخ القاضي عثمان لبَّا القَاهِرِي (‪)۱‬‬ ‫‪٤.‬‬
‫الشيخ القاضي سليمان القاهري‪.‬‬ ‫‪.0‬‬

‫الشيخ كريم الدين بن فريد الحق البَلْخِي‪.‬‬ ‫‪٦.‬‬

‫مصنفاته‪:‬‬ ‫•‬

‫ومنها ما قيل إنه فقد‪،‬‬ ‫منها ما عُرف وطبع‪،‬‬ ‫له مصنفات جليلة‪،‬‬
‫ومنها ما لم يسبقني في ذكره أحد وهي كما يأتي ‪:‬‬
‫وفيها‬ ‫وفرغ من جمعه سنة ‪٩٦٦‬هـ‪،‬‬ ‫«مسائل في الاستنجاء»‪،‬‬ ‫‪۱.‬‬
‫وهي عندي بخطه الشريف‪( .‬خ)‪.‬‬ ‫نحو خمسة وخمسين مسألة‬

‫جمعه في سنة‬ ‫لم يُتِمَّه‪،‬‬ ‫‪،‬‬


‫‪« ۲.‬آداب الاستنجاء بالماء والحجر‬
‫‪٩٦٦‬هـ‪ ،‬وهو عندي بخطه الشريف‪( .‬خ)‬

‫نسبة إلى قاهر فَتّن من الأراضي المَدْرَاسِيَّة‪.‬‬ ‫(‪)۱‬‬


‫‪٢٥‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬

‫وهي‬‫وه‬ ‫ابتدأ بكتابتها سنة ‪٩٧٠‬هـ) (‪)1‬‬ ‫فوائد على «العباب»‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫) ‪(۲‬‬
‫(خ)‪.‬‬ ‫عندي بخطه الشريف)‬
‫أتَمَّه قبل سنة ‪٩٨٢‬هـ‪.‬‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬ ‫‪.‬‬
‫)‪.(b‬‬

‫وهو عندي‬ ‫أتمَّه قبل سنة ‪٩٨٢‬هـ‪،‬‬ ‫إحكام أحكام النكاح‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫بخط بعض تلامذته‪( .‬ط)‪.‬‬

‫المنهج الواضح بشرح إحكام أحكام النكاح (‪( .)۳‬ط)‪.‬‬ ‫‪٦.‬‬


‫‪« .‬قرة العين بمهمات الدين»‪( .‬ط)‪.‬‬

‫فرغ من‬ ‫‪« .‬فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين»‪،‬‬
‫وقد اطلعت على نُسخة نُسِخت في حياة‬ ‫تبييضه عام ‪٩٨٢‬هـ‪،‬‬
‫المُؤلّف(‪( .)٤‬ط)‪.‬‬

‫أتمها بعد‬ ‫‪« ٩.‬تحفة المجاهدين في بعض أخبار البرتغاليين»‪،‬‬


‫(ط)‪.‬‬ ‫سنة ‪٩٩١‬هـ(‪)٥‬‬

‫ويبلغ عدد الفتاوي‬ ‫«الأجوبة العجيبة عن الأسئلة الغريبة»‪.‬‬ ‫‪۱۰.‬‬


‫أتمها قبل ‪٩٧٧‬هـ‪( .‬ط)‪.‬‬ ‫‪١٧٧.‬‬

‫)‬
‫‪.‬‬
‫(‬
‫‪٦‬‬
‫‪.‬‬‫مختصر «شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور (‪( .)٦‬خ)‬
‫والقبور‬
‫»‬ ‫‪۱۱.‬‬

‫ولم يتبين لي سنة إتمامها لخرم في نسختها‪.‬‬ ‫( ‪)۱‬‬


‫وهذه الكتب الثلاث‪( :‬مسائل‬ ‫نسأل الله التوفيق للإتمام‪.‬‬ ‫وأعمل على تحقيقها‪،‬‬ ‫(‪)۲‬‬
‫وفوائد على (العباب) لم يذكرها أحدٌ قَبْلِي‪.‬‬ ‫وآداب الاستنجاء‬ ‫في الاستنجاء‪،‬‬
‫(‪ )۳‬ولم أقف على سنة الفراغ منه‪.‬‬
‫نسخة الأحقاف‬ ‫وهي‬ ‫(‪)٤‬‬
‫التي اعتمدها المحقق حفظه الله‪.‬‬ ‫رقم ‪:‬‬
‫وذلك أنه نقل أخبار هذه السنة‪.‬‬ ‫(‪) ٥‬‬
‫نسأل الله التيسير للنشر‪.‬‬ ‫وقد َأتْمَمْتُ ‪،‬تحقيقه‪،‬‬ ‫( ‪)٦‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫‪٢‬‬

‫«الجواهر في عقوبة أهل الكبائر»‪( .‬خ)‪.‬‬ ‫‪۱۲.‬‬


‫الفتاوى الهندية‪( .‬خ)(‪.)۱‬‬ ‫‪١٣.‬‬

‫وفاته‬ ‫‪.‬‬

‫والذي جزَم‬ ‫اضطربت أقوال المؤرخين في تأريخ وفاته‪،‬‬


‫به مُؤرّخ مَلَيْبَار الشيخ محمد علي النلِّيكُوتي أنه توفي عام ‪١٠٢٨‬هـ‪.‬‬
‫وذلك أن‬ ‫للهجرة‪،‬‬ ‫والذي أذهب إليه أنه كان حيًّا سنة ‪۱۰۳۰‬‬
‫الشيخ زين الدين بن عبد العزيز المخدوم نحمدالله ناسخ نسخة «فتح‬
‫وكان‬ ‫لم يترحم عليه‪،‬‬ ‫المعين في مكتبة الأحقاف (رقم‪٩٤٤( :‬‬
‫نساخة «تحفة المجاهدين بعده بأيام فقد كان في مَلَيْبَار هذه الأيام‬
‫فإنَّه قال‪« :‬تم الكتاب المسمى‬ ‫كما هو واضح من خاتمة النسخة‪،‬‬
‫بـ «تحفة المجاهدين في بعض أخبار الفُرْتُكَالِيِّينَ» وقت الظهيرة يوم‬
‫الثلاثاء من الشهر المحرم خمس وعشرين سنة ثلاثين بعد الألف من‬
‫الملقب بـ (فَرْوَنُورِي)‪ ،‬بيد الفقير‬ ‫الهجرة النبوية‪ ،‬من بندر ( فُدِيَنكَادِي)‬
‫خادم الشرع المطهر زين الدين ابن قطب الدين المعبري غفر الله له‬
‫ولأسلافه» ‪.‬‬

‫في الجانب الجنوبي مائلا إلى الشرق خارج‬ ‫ودُفِنَ في جُوبَان‪،‬‬


‫والله أعلم‪.‬‬ ‫فنّان‪،‬‬ ‫في‬ ‫وقيل‪:‬‬ ‫البناء المشهور هناك‪،‬‬

‫فتح المعين ومتنه قرة العين‪:‬‬

‫قرة العين ‪:‬‬

‫فمن تأمل في ربع‬ ‫قُرَّة العين مَثْنٌ عجيب ذو سَبْكِ رصين‪،‬‬


‫لم أقف على نسخة منها والتي قبلها‪.‬‬ ‫(‪) ١‬‬
‫‪۲۷‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬

‫ومن تأمَّل أرباع المعاملات والمناكحات‬ ‫العبادات وجده سهلًا مُيَسَّرًا‪،‬‬


‫والجنايات وجدها دقيقةً‪ ،‬لا تُحَلَّ إِلَّا بِشَرْحٍ‪.‬‬
‫عز‬ ‫وسِرُّ ذلك أن متن قُرَّة العين تكملة لمتن (المتفرد» (‪( )۱‬‬
‫الدين عبد العزيز رحمهالله ‪ ،‬فإنَّ‬
‫فإنَّ عمه اقتصر متنه في العبادات مع‬
‫فزاد الإمام زين الدين حمدالله مسائل وفروع في العبادات‪،‬‬ ‫اختصار‪،‬‬
‫المعاملات وما بعدها على‬ ‫ربع‬ ‫ثم بدأ بكتابة‬ ‫مع إبقاء نظم المُتَفَرِّد‪،‬‬
‫طريقة «المنهج»‪.‬‬

‫يوضح‬ ‫فكان ولا بُدَّ من وضع شرح للمتن لدقة العبارات‪،‬‬


‫فوضع شرحًا عجيبًا بأسلوب مُبْتَكَر‪ ،‬وهي سَبْكُ عِباراتِ‬ ‫المُشكلات‪،‬‬
‫كُتُبِ مُختَلِفَة في موضع واحد بحيث يبتدأ بعبارة التحفة‪ ،‬ثم في‬
‫الأثناء يتحوَّل إلى عبارة فتح الجواد‪ ،‬ثم يتحوّل إلى فتح الوهاب‪ ،‬ثم‬
‫وهكذا‪.‬‬ ‫يختم بالفتاوي مثلا‪،‬‬
‫وهو أول من تعرّض لخلافات المشايخ ابن حجر والرملي‬
‫والشربيني وابن زياد وغيرهم رحمهم الله تعالى‪.‬‬

‫الشروح على قرة العين ‪:‬‬

‫للمصنف‪( .‬ط)‬ ‫‪« ۱.‬فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين»‪،‬‬
‫نهاية الزّين في إرشاد المبتدئين شرح على قرة العين‬ ‫‪.۲‬‬
‫للعلامة محمد بن عمر نووي الجاوي (ت‪١٣١٦‬هـ)‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫بمهمات الدين‬
‫(ط)‪.‬‬

‫للشيخ سعيد بن مؤلف‬ ‫شرح لـ«قرة العين بمهمات الدين‬ ‫‪.‬‬


‫الصومالي‪( .‬خ)‪.‬‬

‫يسر الله نشرهما‪.‬‬ ‫وشرحته في كتاب سميته ‪« :‬تنبيه المتصدر»‪،‬‬ ‫وقد حققته‪،‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫‪۲۸‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬

‫وهو بمنزلة‬ ‫الكنز الثمين لقارئ قرة العين بمهمات الدين‪،‬‬


‫لراقم هذه‬ ‫ومدخلا له‪،‬‬ ‫تهذيب واختصار لكتاب «فتح المعين‪،‬‬
‫الأسطر‪( .‬خ)‪.‬‬

‫منظومات قرة العين ‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫لمحمد بن محمد العقيلي‬ ‫‪« ۱.‬المُعِينُ لنظم قرة العين‬


‫الحُدَيْدِي (ت‪۱۲۹۲‬هـ)‪( .‬مفقود)‪.‬‬

‫للشيخ محمد الأريكلي‬ ‫نظم قرة العين لمتن «فتح المعين»‪،‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫المليباري (ت‪١٣٧١‬هـ)‪( .‬خ)(‪.)۱‬‬
‫للشيخ أبي سهيل أنور بن‬ ‫‪« ..‬النظم الوفي في الفقه الشافعي‬
‫عبد الله الفضفري حفظه الله‪( .‬ط)‪.‬‬

‫الأعمال على فتح المعين‬ ‫‪.‬‬


‫خدمات غير المليباريين عليه ‪:‬‬

‫للعلامة عبد الله بن أحمد باسَوْدَان‬ ‫تكملة فتح «المعين»‬ ‫‪١.‬‬


‫(ت ‪١٢٦٦‬هـ)‪( .‬مفقود)‪.‬‬
‫أحمد‬
‫للشيخ علي بن‬ ‫«إعانة المستعين على فتح المعين»‪،‬‬ ‫‪۲.‬‬
‫فرغ من تأليفها سنة ‪١٢٦١‬هـ‪( .‬خ)‪.‬‬ ‫باصبرين (ت ‪١٣٠٥‬هـ)‪،‬‬
‫للشيخ أبي‬ ‫إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين»‪،‬‬ ‫‪..‬‬
‫فرغ من تأليفها سنة ‪١٣٠٠‬هـ‪.‬‬ ‫بكر بن شَطَا الدِّمْيَاطِي (ت‪،)۱۳۱۰‬‬
‫)‪.(b‬‬

‫للشيخ‬ ‫كشف المتين في بيان مقاصد فتح المعين‪،‬‬ ‫‪٤.‬‬

‫إلا بعض الأبيات من أول النظم‪.‬‬ ‫لكن لم أقف عليه بعد بحث حثيث‪،‬‬ ‫( ‪)۱‬‬
‫‪۲۹‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬

‫كتبه إلى باب الوكالة ثم توفاه الله‪.‬‬ ‫مصطفى بن باوا آدم السِّيلاني‪،‬‬
‫(خ)‪.‬‬

‫للعلامة حبيب بن يوسف الفَارِسِيّ‬ ‫‪،‬‬


‫تقرير على فتح المعين‬ ‫‪.٥‬‬
‫(ت‪۱۳۲۹‬هـ)‪( .‬مفقود)(‪.)۱‬‬

‫للعلامة محمد سعيد بن محمد‬ ‫حاشية على فتح المعين‬ ‫‪٦.‬‬


‫بَابُصَيْل المكي (تقبل ‪١٣٣٠‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫للسيد علوي بن‬ ‫ترشيح المستفيدين على فتح المعين»‪،‬‬ ‫‪٧.‬‬
‫فرغ منها سنة ‪١٣٠٧‬هـ‪( .‬ط)‪.‬‬ ‫أحمد السقاف (ت ‪)١٣٣٥‬‬
‫نفسه‬ ‫تقریر صاحب «الترشيح‬ ‫الترشيح ثلاث تقریرات‬ ‫وعلى‬
‫وتقرير العلامة‬ ‫وتقرير العلامة حبيب الفارسي (مفقود)‪،‬‬ ‫(ط)‪،‬‬
‫الألماقي الداغستاني‪( .‬خ)‪.‬‬
‫للإمام محمد بن علي الألماقي‬ ‫تعليقات على فتح المعين‪،‬‬ ‫‪..‬‬
‫الداغستاني (ت ‪١٣٥٦‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫للإمام العلامة عبد الرحمن بن‬ ‫حاشية على «فتح المعين‪،‬‬ ‫‪٩.‬‬
‫عبيد الله السقاف ( ت ‪١٣٧٥‬هـ)‪( .‬مفقود)‪.‬‬

‫للعلامة‬ ‫«الجواهر المنثورة والعِقْد الثمين على فتح المعين»‪،‬‬ ‫‪١٠.‬‬


‫محمد عبورَة الهُذَلي الزبيدي‪( .‬خ)‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪۱۱‬‬
‫للشيخ خَلَفَ‬
‫الْمُطلَق‬ ‫كفاية المُتَفَيْهِقين شرح فتح المعين»‪،‬‬ ‫‪١١.‬‬
‫الشهابي (ت ‪١٤٤٣‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫«قرة العين في التسهيل والتَّكْمِلة لألفاظ فتح المعين»‪،‬‬ ‫‪۱۲.‬‬
‫للشيخ عبد الرحيم بن عبد المُغني الإندونيسي حفظه الله‪( .‬ط)‪.‬‬

‫نقل عنه السيد علوي السقاف في الترشيح ص‪.٣٠٠‬‬ ‫(‪)۱‬‬


‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬

‫خدمات المليباريين على فتح المعين ‪:‬‬

‫الشروح والتقريرات والتعليقات والمختصرات ‪:‬‬

‫للشيخ زين الدين بن محمد‬ ‫تقريرات على فتح المعين‬ ‫‪۱.‬‬


‫المخدوم (ت ‪۱۱۹۸‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫للشيخ أحمد بن عبد العزيز‬ ‫تقريرات على فتح المعين‬ ‫‪٢.‬‬
‫المخدوم الفنّاني (ت‪١٢٧٧‬هـ)‪( .‬مفقود)‪.‬‬
‫شرح على «فتح المعين للشيخ زين الدين المخدوم‬ ‫‪٣.‬‬
‫الأخير بن ماح حسن الفناني (ت‪١٣٠٥‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫للشيخ أحمد الصغير بن محمد‬ ‫‪،‬‬

‫تعليقات على فتح المعين‬ ‫‪٤.‬‬


‫هـ) (مفقود)‪.‬‬ ‫البِلَنكُوتي المعروف بـ (كُتّيامُو مُسْلِيَار) (ت‪١٣٤١‬‬
‫للشيخ علي ابن الشيخ‬ ‫تنشيط المطالعين على فتح المعين‬ ‫ه‪.‬‬
‫عبد الرحمن النقشبندي التَّانُورِيّ (ت ‪ ،)١٣٤٧‬لم يتم تأليفه‪( .‬خ)‪.‬‬
‫بن أحمد كُنِّي‬ ‫محمد‬
‫للشيخ كنج‬ ‫‪ ٦.‬شرح على فتح المعين»‪،‬‬
‫الكُودَ نجيري (ت‪١٣٥٢‬هـ)‪( .‬مفقود)‪.‬‬
‫للشيخ عبد القادر بن يوسف‬ ‫تعليقات على فتح المعين‬
‫الفَضْفَرِي (ت‪١٣٦٣‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫للشيخ كنج أحمد مسليار‬ ‫تعليقات على فتح المعين‬ ‫‪.‬‬
‫الإرمبا لشيري (ت‪١٣٦٤‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫تقريرات وتعليقات على فتح المعين للشيخ شهاب الدين‬ ‫‪۹.‬‬
‫كبيرة ومتوسطة‬ ‫أحمد كويا الشَّالِيَاتِي (ت ‪ ،)١٣٧٤‬وله ثلاث تعليقات ‪:‬‬
‫وصغيرة)‪( .‬خ)‪.‬‬

‫ونسأل الله التيسير للإتمام‪.‬‬ ‫في قيدِ العَمل عليها‪،‬‬ ‫( ‪)۱‬‬


‫‪۳۱‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬

‫حاشية على فتح المعين للشيخ أحمد بن محمد‬ ‫‪١٠.‬‬


‫الشَّيرَازِي النَّادَافُرَمِي (ت‪۱۳۸۷‬هـ)‪( ،‬مفقود)‪.‬‬

‫تعليقات على فتح المعين للشيخ زين الدين بن أحمد‬ ‫‪١١.‬‬


‫المشهور بـ (تَينُو مسليار) (ت‪١٣٨٩‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬ ‫الكُورِيَادِي‪،‬‬

‫للشيخ كُنج عَلَوِيِّ التَّازَكُودِي‬ ‫‪،‬‬


‫تعليقات على فتح المعين‬ ‫‪١٢.‬‬
‫ت ‪۱۳۹۱‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬

‫للشيخ موسى البردلي بن‬ ‫تقريرات على فتح المعين‬ ‫‪١٣.‬‬


‫أحمد التانيكلي (ت‪١٣٩٣‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫للشيخ محمد بن صوفي‬ ‫تعليقات على فتح «المعين‬ ‫‪١٤.‬‬
‫الكَرِنغَفَاراوِي (ت ‪١٤٠٥‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬

‫الشيخ‬ ‫للشيخين‪:‬‬ ‫حاشية «فتح الملهم على فتح المعين»‪،‬‬ ‫‪١٥.‬‬


‫والشيخ أبي بكر الباقوي‬ ‫مهران كُتّي مُسليار النِرَمَرَثُورِيّ (ت ‪١٤٠٣‬هـ)‪،‬‬
‫التَّانُورِي المعروف بـ كَيْ كَيْ حَضْرَتْ) (ت‪١٤١٥‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬

‫للشيخ أبي بكر بن عبد الله‬ ‫تعليقات على فتح «المعين‬ ‫‪١٦.‬‬
‫الكَكَدِيفُرَمِي (ت‪١٤١٠‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫الدين‬ ‫للشيخ سَيْدَالِ بن محيي‬ ‫تعليقات على فتح المعين‬ ‫‪۱۷.‬‬
‫التَّمْبَرَوي (ت ‪١٤١٤‬هـ)‪.‬‬
‫حامد‬
‫بن‬ ‫للشيخ هِبَةُ الله‬ ‫تعليقات على فتح المعين»‪،‬‬ ‫‪۱۸.‬‬
‫البُخَارِي الشَّوْكَادِي (ت ‪١٤١٥‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫للشيخ محمد لبا الحاج‪( .‬خ)‪.‬‬ ‫تعليقات على فتح المعين‬ ‫‪١٩.‬‬

‫للشيخ زين الدين بن محمد‪( .‬خ)‪.‬‬ ‫تعليقات على فتح المعين‬ ‫‪۲۰.‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬ ‫‪۳۲‬‬

‫بن محمد‬ ‫للشيخ كنج أحمد‬ ‫تعليقات على فتح المعين‪،‬‬ ‫‪۲۱.‬‬
‫الكُولَمَنِّي‪( .‬خ)‪.‬‬
‫للشيخ كُنجَامُو بن محيي‬ ‫تعليقات على فتح المعين‬ ‫‪٢٢.‬‬
‫الدين كُتي‪( .‬خ)‪.‬‬
‫للشيخ كي وي مُحَمَّد مسليار‬ ‫تقريرات على «فتح المعين»‪،‬‬ ‫‪٢٣.‬‬
‫الكُوتَنَادِي (ت ‪١٤٢١‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫للشيخ زين الدين بن محمد‬ ‫‪،‬‬
‫تعليقات على «فتح المعين‬ ‫‪٢٤.‬‬
‫الشَّرُوسيري (ت‪١٤٣٧‬هـ)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫للشيخ مَرَكَّارُ فَيْضِيّ‬ ‫تعليقات على فتح المعين‬ ‫‪٢٥.‬‬
‫النِّرَمَرَتُورِي‪( .‬خ)‪.‬‬
‫للشيخ سالم البرهاني‬ ‫تعليقات على «فتح المعين‪،‬‬ ‫‪٢٦.‬‬
‫(ط)‪.‬‬ ‫حفظه الله‪.‬‬

‫للشيخ ضياء الدين‬ ‫"‬

‫المُستَبين في التعليق على فتح المعين‬ ‫‪۲۷.‬‬


‫الفَيْضِي المَيَلْمُرِي حفظه الله‪( .‬ط)‪.‬‬
‫«فتح المبين والجمع المعين على حل ألفاظ فتح المعين‬ ‫‪۲۸.‬‬
‫بشرح قرة العين بمهمات الدين وبيان مقاصده وخفاياه للعالمين»‪،‬‬
‫لراقم هذه الأسطر‪( .‬خ)‪.‬‬
‫الأعمال الأخرى على فتح المعين‪:‬‬
‫وهو مختصر كتاب فتح المعين‪،‬‬ ‫«خلاصة الفقه الإسلامي»‪،‬‬ ‫‪۱.‬‬
‫للشيخ عبد الرحمن باوا بن محمد المليباري حفظه الله‪( .‬ط)‪.‬‬
‫وهو تهذيب واختصار لفتح‬ ‫«الكنز الثمين لقارئ قرة العين»‪،‬‬ ‫‪۲.‬‬
‫لراقم هذه الأسطر‪( .‬خ)‪.‬‬ ‫المعين‪،‬‬
‫‪۳۳‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬

‫للشيخ‬ ‫المهمة في بيان الأئمة المذكورين في فتح المعين»‪،‬‬ ‫‪.‬‬


‫حفظه الله ـ‪( .‬ط)‪.‬‬ ‫كي كي كُنج عَلِي مسليار الجيلَكَادِي ‪-‬‬
‫منظوم لُبَابِ الفرائض‪ ،‬نظم الفرائض من «فتح المعين»‪،‬‬
‫للشيخ كنج مُحَمَّد بن حَسَن الوَادَانَا فِلي المليباري (ت ‪١٣١٥‬هـ)‪.‬‬
‫(مفقود)‪.‬‬

‫والإندونيسية‪،‬‬ ‫وقد تُرْجِمَ مرات عديدة باللغة المليبارية‪،‬‬


‫أعرضنا عن ذكرها‬ ‫وعليه دراسات وأبحاث مختلفة‬ ‫وغيرهما‪،‬‬
‫اختصارًا‪.‬‬

‫ما قيل عن «فتح المعين»‪:‬‬

‫قال العلامة فريد بن محيي الدين الـبـريـري الـمـلـيـبـاري‬


‫رحمهالله ‪:‬‬ ‫هـ)‬ ‫ت ‪۱۲۹۹‬‬

‫حوى من الفقه ما لم يحوه كتب‬ ‫فتح المعين كتاب شأنه عجب‬


‫حتى تهون على حفاظه الكرب‬ ‫وقد رقي في اختصار اللفظ ذروته‬
‫عن غير أهل لها تخفى وتحتجب‬ ‫كم من لآلي حسان فيه كامنة‬
‫منصوص أصحابه ما كان ينتخب‬ ‫وقد حوى من نصوص الشافعي ومن‬
‫أثنى على حسن تأليف له العرب‬ ‫أحكام مذهبنا فيه مبوبة‬
‫عن قدره فهو أعمى فاته الشنب‬ ‫فلا تبال بمن زاغت بصيرته‬
‫وذاك فضل علينا شكره يجب‬ ‫فيه الغنى غالبا عن سائر الكتب‬

‫أنشد بعض علماء الحضرميين ‪:‬‬

‫يا من يريد النجاحا‬


‫باح‬ ‫له‬
‫مـــعـــيـــن فــلازم‬ ‫فتح‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬ ‫‪٣٤‬‬

‫تعطى الهدى والفلاحا‬ ‫واجعله خیر کمیر‬

‫کنوز فتوى صــحــاحـــا‬ ‫غص في معانيه تلقی‬

‫هذا وقد انتهيت من تحرير ترجمة الإمام العلامة أحمد زين‬


‫فجر يوم الثلاثاء‬ ‫الدين المليباري رحمة الله عليه عدد الأيام والليالي‪،‬‬
‫الموافق للثاني من ذي الحجة سنة أربع وأربعين وأربعمائة بعد‬
‫والحمد لله رب العالمين‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الألف من هجرة الحبيب‬
‫‪٣٥‬‬
‫ترجمة علوي بن أحمد السقاف‬

‫‪888‬‬

‫ترجمة‬
‫)‪))۱‬‬
‫ال(سقاف‬
‫أحمد‬
‫بن‬
‫علوي‬
‫‪١٩١٦‬م)‬ ‫‪١٣٣٥‬هـ ‪-‬‬
‫=‬
‫(‪١٢٥٥‬‬

‫خاتم‬ ‫هو العلامة الفقيه شيخ السَّادة العلويين بمكة المكرمة‪،‬‬


‫أرباب الحواشي‪ ،‬السيد أبو أحمد‪ ،‬علوي بن أحمد بن عبد الرحمن‬
‫باعقيل السَّقَّافُ باعلوي الحسيني المكِّيُّ الشَّافعي‪.‬‬

‫ونَشَأ بها‪.‬‬ ‫وُلِد في مكة المكرمة في شوال عام ‪١٢٥٥‬هـ‪،‬‬

‫ص‬
‫‪ ١٣‬إلى ‪١٨‬‬
‫‪،‬‬ ‫مقدمة «فتح المعين لسيدي الوالد رحمالله‬ ‫بتصرف من‪:‬‬ ‫(‪)۱‬‬
‫«جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي للدكتور محمد بن أبي‬
‫((‬

‫إلى ‪١٠٦٧‬؛ وهما عن‪« :‬الأعلام للزركلي‬ ‫بكر بن عبد الله باذيب ‪١٠٥٢/٢‬‬
‫‪٣٤٣‬؛ «إيضاح‬ ‫‪٢٤٩/٤‬؛ (المختصر من نشر النور والزهر لعبد الله مرداد ص‬

‫‪۳۹۳‬؛ «فهرست دار‬ ‫‪،۲٤٨‬‬ ‫‪،٢١١‬‬ ‫‪۲‬‬


‫‪/‬‬
‫‪۱۱۷‬‬ ‫المكنون للبغدادي ‪،،‬‬
‫‪٢٧٧‬؛‬ ‫‪،٢٦٤/٦‬‬ ‫‪١٦٣/٦‬؛ (فهرست المكتبة الأزهرية»‬ ‫الكتب المصرية‬
‫‪١٨٤‬؛ «معجم‬ ‫‪،١٦٣/٦‬‬ ‫‪،٢٦٢/٣‬‬ ‫‪،١٦٥/٢‬‬ ‫«فهرست المكتبة الخديوية‬

‫لعمر كحالة‬ ‫معجم المؤلفين»‬ ‫وما بعدها ؛‬ ‫المطبوعات لسركيس ‪۱۰۳۲/۲‬‬


‫لمحي الدين نجيب؛‬ ‫‪٢٩٥/٦‬؛ مقدمة الباقيات الصالحات والدروع السابغات»‬
‫لأحمد العبدلي ص ‪۱۸۸‬؛ «هدية‬ ‫«هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن»‬
‫العارفين للبغدادي ‪ ٦٦٧/١‬؛ «تاج الأعراس لعلي العطاس ‪٦٧٢/٢‬؛ «سير‬
‫وتراجم العمر عبد الجبار ص ‪۱۳۷‬؛ نشر الرياحين في تاريخ البلد الأمين‬
‫لعاتق البلادي ‪٤٢٩/١‬‬
‫ترجمة علوي بن أحمد السقاف‬ ‫‪٣٦‬‬

‫محمد بن حسين‬ ‫أَخَذَ العلم عن كبار العلماء منهم‪:‬‬ ‫وقد‬

‫لازمه ملازمة‬ ‫أحمد زيني دحلان (ت‪١٣٠٤‬هـ)‬ ‫الحبشي (ت ‪١٢٨١‬هـ)‪،‬‬


‫محمد بن أحمد بن عبد الباري الأهدل‬ ‫تامة وأكثر قراءته عليه‪،‬‬
‫عمر بن‬ ‫عبد الهادي نجا الأبياري (ت ‪١٣٠٥‬هـ)‪،‬‬ ‫ت ‪۱۲۹۸‬هـ)‪،‬‬
‫عبد الله الجفري‪.‬‬

‫ويدرس ويفتي‬ ‫وأَقَامَ في مكَّة المكرَّمة يطلب العلم وينشره‪،‬‬


‫ويصنف‪.‬‬

‫تَوَلَّى مشيخة السادة العلويين الأشراف بمكة المكرمة عام‬


‫‪۱۲۹۸‬هـ‪.‬‬

‫وبَقِيَ في مكة المكرَّمة إلى أن اضطر للارتحال عنها وتركها‪،‬‬


‫ملبيًا‬ ‫مغادرًا إلى لَحْج عام ‪١٣١١‬هـ‪،‬‬ ‫متجنبًا أذى أميرها الشَّريف عون‪،‬‬
‫ودرَّس فيها وانتفع علماء لَحْج به‬ ‫دعوة أميرها ؛ فتولى القضاء بها‪،‬‬
‫ابناه أحمد ومحمد‪،‬‬ ‫أَخَذَ عنه العلم بمكّة المكرَّمة كثيرون منهم‪:‬‬
‫ولَمَّا سَارَ إلى الجنوب وأقام‬ ‫هـ)‬ ‫ومحمد بن علي بلخيور (ت ‪١٣٣٨‬‬
‫محمد بن‬ ‫في بلاد لحج وعدن أَخَذَ عنه جماعة من أهل العلم منهم‪:‬‬
‫واستجاز منه بمكة المكرمة علي بن‬ ‫‪١٣٤٨‬هـ)‪،‬‬ ‫عبد الله البار (ت)‬
‫حسين العطاس (ت ‪١٣٩٦‬هـ)‪.‬‬
‫بَقِيَ في لَحْج إلى عام ‪١٣٢٧‬هـ ‪ ،‬ثُمَّ عَادَ إلى مكة المكرمة حيث‬
‫أقام فيها مدرسًا ونافعا إلى أن توفاه الله‪.‬‬
‫حافظا‪،‬‬ ‫مدققا‪،‬‬ ‫حسنَ التَّقريرات‪،‬‬ ‫كان واسع المحفوظات‪،‬‬
‫حريصًا على جمع واقتناء الكتب النفيسة‪.‬‬ ‫محققا للمذهب‪،‬‬

‫جمع الله له بين الحفظ‬ ‫وكان على جانب عظيم من العلم‬


‫ونثر فائق‪.‬‬ ‫وله نظم رائق‪،‬‬ ‫والفهم‪،‬‬
‫‪۳۷‬‬
‫ترجمة علوي بن أحمد السقاف‬

‫درّس وأفاد وأجاد وألف‬ ‫وكان أحد العلماء الكبار الأعلام‪،‬‬


‫التأليف المفيدة؛ نذكر منها الآتي‪:‬‬
‫ترشيح المستفيدين على فتح المعين؛‬ ‫‪١.‬‬

‫تقريرات على ترشيح المستفيدين؛‬ ‫‪٢.‬‬

‫الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية؛‬ ‫‪.‬‬

‫مختصر الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية؛‬ ‫‪٤.‬‬

‫القول الجامع المتين في أحكام السلام والدعوة والتشميت‬ ‫ه‪.‬‬


‫وعيادة المريض واتباع الجنائز ونصح المسلمين؛‬

‫قمع الشهوة عن استعمال التنباك والكفتة والقات والقهوة؛‬ ‫‪٦.‬‬

‫فتح العلام في أحكام السلام‪.‬‬ ‫‪.‬‬


‫القول الجامع النجيح في أحكام صلاة التسبيح؛‬

‫الكوكب الأجوج بأحكام الملائكة والجن والشياطين ويأجوج‬ ‫‪٩.‬‬


‫ومأجوج ؛‬
‫علاج الأمراض الردية بشرح الوصية الحدادية؛‬ ‫‪١٠.‬‬
‫نظم في معرفة الوقت والقبلة؛‬ ‫‪١١.‬‬

‫نظم في السيرة والتاريخ؛‬ ‫‪١٢.‬‬


‫مصطفى العلوم في ثلاثين علما ؛‬ ‫‪۱۳.‬‬
‫مصطفى العلوم في عشرين علما ؛‬ ‫‪١٤.‬‬

‫مصطفى العلوم في ثلاثة عشر علما ؛‬ ‫‪١٥.‬‬

‫الفتاوى ؛‬ ‫‪١٦.‬‬
‫ترجمة علوي بن أحمد السقاف‬ ‫‪۳۸‬‬

‫استفتاءات أجاب عنها العلامة البدر الأهدل ؛‬ ‫‪۱۷.‬‬

‫فتوى في حكم الصور الفوتوغرافية؛‬ ‫‪١٨.‬‬

‫خدمة المرتاب من أهل الكتاب؛‬ ‫‪١٩.‬‬

‫هداية المحتار في علم الفلك؛‬ ‫‪٢٠.‬‬

‫كبح کاسد الأفهام على إيجاب الاجتهاد على العوام؛‬ ‫‪۲۱.‬‬


‫كبح الأغبياء عن انتحال الكيمياء؛‬ ‫‪٢٢.‬‬

‫سؤال مرفوع إلى الشيخ بيرم الخامس حول الاجتهاد‬ ‫‪٢٣.‬‬


‫والتقليد ؛‬

‫مطلب الراغب فيما يحتاج إليه الطالب؛‬ ‫‪٢٤.‬‬


‫هدية الناهض إلى كفاية الخائض ؛‬ ‫‪٢٥‬‬

‫رسالة في زيارة قبر النبي‬ ‫‪٢٦.‬‬

‫إنباه الأنباه في أحكام لا إله إلا الله؛‬ ‫‪٢٧.‬‬


‫شرح أبيات ابن المقري في الدماء؛‬ ‫‪٢٨.‬‬
‫الأنساب المصطفوية والسيرة النبوية ؛‬ ‫‪۲۹‬‬

‫الباقيات الصالحات والدروع السابغات؛‬ ‫‪٣٠.‬‬

‫النهجة المرضية على الدرة البهية‪.‬‬ ‫‪۳۱‬‬

‫تُوُفِّيَ في مكة المكرَّمة في السَّاعة السابعة من ليلة الجمعة‬


‫وصُلّي عليه صُبحها عند باب‬ ‫الخامس عشر من المحرَّم عام ‪١٣٣٥‬هـ ‪،‬‬
‫رحمه الله تعالى‪.‬‬ ‫ودفن بالمعلاة بحوطة السادة العلوية‪،‬‬ ‫الكعبة‪،‬‬
‫‪۳۹‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫[الْمُقَدِّمَةُ]‬

‫نداللهالرحمنالرحيم‬

‫و‬
‫وجود‬

‫مُقَدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ]‬ ‫[‬

‫بدِاللهِالرَّحمنالرّحيمِ‬
‫وشغفت‬ ‫أحمدك اللهم يا من وجهت رغبتنا للتَّفقُهِ في الدين‪،‬‬
‫قلوبنا بالتَّطلع والبحث في فروع شريعة سيد المرسلين‪ ،‬فيا مالك يوم‬
‫وأشهد ألا إله إلا الله الملك الحق‬ ‫الدين اهدنا الصراط المستقيم‪،‬‬
‫وأشهد أنَّ سيّدنا محمَّدًا عبده ورسوله إلى الخلق أجمعين‪،‬‬ ‫المبين‪،‬‬
‫صلَّى الله وسلّم عليه وعلى آله وأصحابه الذين قاموا بحفظ الشريعة‬
‫وبينوها أتم تبيين‪.‬‬

‫أَمَّا بَعْدُ؛ فيقول أسير الشَّهوات كثير الهفوات المنتظر مواهب ربِّه‬
‫كان الله له‬ ‫خفي الألطاف عَلَوِيُّ بن أحمد بن عبد الرَّحمن السَّقَافُ ‪-‬‬
‫في كل ما يرغب ويخاف ـ‪:‬‬

‫إنَّ كتاب «فتح المعين للإمام العلامة والحبر الفهامة الشيخ عبد‬
‫ترشيح المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وعَظُمَ عند أهل‬ ‫العزيز المليباري رحمه الله تعالى(‪ )۱‬مَّا كَثُرَ نَفْعُهُ‪،‬‬
‫العِلم وَقْعُهُ ؛ لإتيانه من مذهب الإمام الشَّافعيّ بالزبدة‪ ،‬ومن كلام‬
‫المتأخرين بالصَّفوة‪ ،‬مع تجنُّبه النوادر واقتناصه الشوارد‪ ،‬إلَّا أَنَّه‬
‫محتاج لتقويم عبائر اختصرها من كلامهم ربَّما أخل الاختصار‬
‫خَلَا منها ـ مع احتياج المقام‬
‫‪-‬‬

‫بل وأبواب ‪-‬‬ ‫ولتكميل أبحاث ‪-‬‬ ‫بحقها‪،‬‬


‫حَلِّ مُشْكِلَاتِهِ وكَشْفِ مُخَبَّاتِهِ‪.‬‬ ‫مع‬ ‫إليها‬

‫وكنت في سَنَةِ ‪١٢٩٢‬هـ قد مَنَّ الله تعالى عَلَيَّ بقراءته لبعض‬


‫ذوي الفهوم الذكيَّة فألزمني البحث معهم إلى وضع بعض تقريرات‬ ‫‪6‬‬

‫قمت فيها ببعض الواجب على قدر فهمي ومبلغ علمي‪ ،‬إِلَّا‬ ‫ضرورية‪،‬‬
‫أنها يسيرة بالنسبة للبقيَّة‪ ،‬فما زلت أترقب فرصة من الزمان أعطف‬
‫فتثبطني المكثفات‬ ‫فيها العنان لعلّي أضيف إلى ذاك ما يوجب شكرًا‪،‬‬
‫حتّى برزت في هذه الأعوام مخدّرة‬ ‫ويقعدني العجز أُخرى‪،‬‬ ‫تارةً‪،‬‬
‫إلَّا أنَّها شأنها التطاول‬ ‫وغانية هيفاء‪،‬‬ ‫بكرًا (‪ ،)۲‬إلَّا أنَّها كاشفة اللثام‪،‬‬
‫وعروبة عربية‪،‬‬ ‫في الأيَّام وعدم الانتساب تيها ودلالًا في غير مقام‪،‬‬
‫إلَّا أَنَّها عريقة تنتمي إلى جِهْبِذ بالبلد الحرام (‪ ،)۳‬أبدع صنعها صانعها‪،‬‬
‫وسامها‬ ‫فوق المراد‪،‬‬ ‫وإن شئت فقل ‪:‬‬ ‫وجاء بالمراد‪،‬‬ ‫فأتقن وأجاد‬
‫فبادرت حينئذ إلى ما‬ ‫ونادى بها في ذلك الناد‪،‬‬ ‫في ميدان الفلاح‪،‬‬
‫وخلوت بها‬ ‫ولففت السَّاق بالساق‪،‬‬ ‫وضممتها إليَّ‪،‬‬ ‫كنت إليه ‪،‬مشتاق‬
‫برهة طاب لي فيها اللثم والقطف ‪،‬والعناق إلا أنِّي وَليت عنها قبل أن‬

‫قد بينا لك آنفًا أنَّه عمه وشيخه؛ فلا تَغْفُل‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫( ‪)۱‬‬
‫«إعانة الطالبين»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫يقصد ‪:‬‬ ‫(‪) ۲‬‬
‫صاحب إعانة الطالبين»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪٤١‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَطَفِقْتُ أجوب وعر‬ ‫أشتفِ منها ؛ لِمَا أنا فيه من تغاير الأحوال‪،‬‬
‫الأحجار وسباسب الرمال ‪:‬‬

‫تجدني خطيبًا على مدارجها تارةً وأُخرى تظنُّني شيخ إسلام‬


‫وجلال‪ ،‬أتطفل أحيانًا على موائد يَعسُوب رجال الكُرد ذي المنهج‬
‫وواحد عصره الحضرمي المخلص في «مسائل التعليم»‪،‬‬ ‫القويم‪،‬‬
‫وأحيانا تجدني‬ ‫وعالم داغستان «تحفة المحتاج بل دواء الداء السقيم‪،‬‬
‫كأئمتنا ‪ :‬ابن‬ ‫ظلال كرام الرِّيف المشهور‪،‬‬ ‫مستظلا بوارفٍ ‪،‬وريف‪،‬‬
‫وعالم‬ ‫والشَّرْقَاوِيِّ‪،‬‬ ‫والجَمَلِ‪،‬‬ ‫والْبُجَيْرِمِيِّ ‪،‬‬ ‫والشَّبْرَا مَلْسِي‪،‬‬ ‫قَاسِمِ‪،‬‬
‫وكثيرًا ما ظفرت في تلك السياحة بآثار الأئمة الأربعة‪،‬‬ ‫باجور‪،‬‬
‫فشنفت الأسماع عنهم بما فيه رحمة للأُمَّةِ وسَعَة (‪.)١‬‬

‫بسْمِاللهِالرَّحْمَنِالرَّحِيمِ‬ ‫)‪(1‬‬

‫الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد وآله وصحبه‬
‫الدين‪.‬‬ ‫يوم‬ ‫والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى‬

‫أَمَّا بَعْدُ؛ فهذه تقريرات لحاشيتي ترشيح المستفيدين على فتح المعين‬
‫وضعتها بهامشها حين قراءتي لها لبعض أذكياء الطالبين‪ ،‬نفع الله بالجميع‬
‫وجعلها خالصة لوجهه الكريم‪.‬‬
‫أشرتُ بذلك إلى مستندي في نقل خلاف‬ ‫(قوله‪ :‬بما فيه رحمة للأُمَّةِ وَسَعَة)‬
‫للإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن‬ ‫الأئمة‪ ،‬وهو‪ :‬كتاب «رحمة الأُمَّة»‬
‫تلميذ الإمام‬ ‫قاضي القضاة بالمملكة الصفدية‪،‬‬ ‫الدمشقي العثماني الشافعي‪،‬‬
‫مستند الإمام الشَّعْرَانِي في نَقْلِهِ الخلاف في «ميزانه»‬ ‫أيضًا ‪-‬‬ ‫وهو ‪-‬‬ ‫السبكي‪،‬‬
‫وهو وإن كان يوجد فيه خلاف الأصح أو المفتى به‪،‬‬ ‫كما يقضي به السَّير‪،‬‬
‫فإنَّ المذاهب لم‬ ‫إلَّا أَنَّه لم يخرج في نَقْلِهِ عن أصل المذهب الَّذِي نَقَلَ‬
‫عنه ‪،‬‬

‫تزل متشعبة الخلاف المتكافئ وخلافه‪ ،‬وفي شرح مسلم» للإمام النووي ما‬
‫هو أوسع من ذلك‪ .‬اهـ منه‪.‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٢‬‬

‫حتّى كففت‬ ‫ولم تزل تلك سجيَّتي تشنشن في تلك الأسفار‪،‬‬


‫فحمدت بحمد الله مسراي لدى‬ ‫وألقيت عصا التّسيار‪،‬‬ ‫عنان جوادي‪،‬‬
‫وأرجو أن يحمده ذوو التحصيل والإنصاف والنجاح‪ ،‬وأن‬ ‫الصَّباح‪،‬‬
‫يعود عَلَيَّ نفعه في الغُدُوِّ والرَّواح‪ ،‬فيا فوز من حذا حذو ذوي‬
‫الفلاح‪ ،‬ومَن دأبه ستر العورات إن غَدًا أو راح‪.‬‬
‫ومِن هَاتِهِ السَّانحة تَعْلم أيُّها الألمعيُّ مَوَارِدِي وَمَصَادِرِي‪ ،‬مِنْ‬
‫تخلصا من‬ ‫يزيدني‬ ‫وسأزيدك إن شاء الله تعالى بيانًا (‪)١‬‬ ‫وَإِلَى أَيْنَ‪،‬‬ ‫أَيْنَ‪،‬‬
‫العُهدة عَلَيَّ فيما خدمت به الكتاب‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫وتقر به منك العين‪.‬‬ ‫العهدة‪،‬‬
‫وفيما لخصته أو اختصرته أو سقته بمعناه؛‬ ‫مِن حَلَّ معنى أو إعراب‪،‬‬
‫وما‬ ‫وما أخطأت منه فمن عندي‪،‬‬ ‫لأنَّ ذلك معركة الغلط والاشتباه‪،‬‬
‫أصبت فيه فمن عند الله‪.‬‬

‫ولولا صرفي فيما قد تحرَّر برهة من أنفس نفائس العمر؛‬


‫وطويت عنه لما هناك كشحًا‪ ،‬بَيْدَ أَنِّي‬ ‫لضربت عنه لتلك صفحا‪،‬‬
‫عطفت عنان عزمي عما قد تعلَّق بالبال وآثرت الاختصار عما قد‬
‫وحرصت في منقولاتي على أداء الأمانات‬ ‫نازعتني فيه الأفكار‪،‬‬
‫الإهمال‪،‬‬ ‫فتخرج بها كثير ممَّا أؤثر فيه من تلك الْحَاشِيَةِ (‪)۲‬‬ ‫لأهلها‪،‬‬
‫ويَعترفُ‬ ‫بفوائد فرائد يُشدُّ إليها الرّحال‪،‬‬ ‫على لطفها ‪-‬‬ ‫وميَّزتها ‪-‬‬
‫فكادت أن تكون كخادمة‬ ‫بفضلها المنصفُ من ذوي الفضل والإجلال‪،‬‬
‫أو تتمَّةٍ لتلك؛ إِلَّا أَنَّها عروس تجلت في منصة الجمال‪.‬‬

‫(‪( )۱‬قوله وسأزيدك إن شاء الله تعالى بيانًا أي بتعيين المنقول منه بعد هذا‬
‫الإجمال؛ لترجع إليه عند الشَّلِّ‪ ،‬أو وجود اختلال‪ .‬اهـ منه‪.‬‬
‫أي‪« :‬إعانة الطالبين على حَلِّ ألفاظ فتح المعين»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫(‪)٢‬‬
‫‪٤٣‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وبحثت معها‪ ،‬بل ومع غيرها من كُتُبِ ساداتنا المتأخرين‪ ،‬بما‬


‫أوجبته الصناعة في هذا الشَّأن ممَّا عارضني فيما كتبت عليه مما لم‬
‫يعصم منه إنسان مع الوقوف على مقام الأدب‪ ،‬وبسط بساط البسط‬
‫في بعض الأحيان؛ لتتلاعب فيه جياد أفكار الطلبة من الإخوان‪،‬‬
‫نعم‪،‬‬ ‫لا فتيان قيس وقحطان‪.‬‬ ‫وتتناضل فيه رماة فتية دوحة الشرع‪،‬‬
‫أعرضت عن المناقشة مع الْمُحَشِّي(‪ )١‬في إيراداته على الشارح‪ ،‬إلَّا‬
‫والخروج عن‬ ‫قليلًا فيما تصادمت فيه الأقلام ؛ فرارًا عن الملل‪،‬‬
‫المرام‪.‬‬

‫وما القصد في جميع ذلك إلا المؤازرة والمعاضدة على إيضاح‬


‫الحق ومزيد التبيان كما مضى عليه السَّلف الصَّالح مع بعضهم عند‬
‫على أنّي لا أبرئ أفكاري الكليلة فيما كتبته من‬ ‫إرادة البيان‪،‬‬
‫وعديم‬ ‫الشَّطط‪ ،‬وهل أنا إلَّا طويلب حليف هَمِّ ونسيان وغلط‪،‬‬
‫مذاكرة فيما ارتفع به الفهم أو هبط‪ ،‬ومن ذا الذي يا أخي ما ساء‬
‫أيَّدني الله وإيَّاك واعزل الحظ‪ ،‬والله يتولّى‬ ‫قط ؟! فدقق النظر‪،‬‬
‫هداي وهداك‪.‬‬

‫وتأمن بها من زَلَّةِ‬ ‫وهاك أوَّلًا مقدِّمة تقدّمك في المرام‪،‬‬


‫تشتمل على ثلاثة أصول عظيمة الموقع متينة التقول ‪:‬‬ ‫الأقدام‪،‬‬
‫اعْلَمْ أنَّه لا بُدَّ للمكلَّف ‪ -‬غير المجتهد المطلق ـ من‬
‫‪-‬‬ ‫الأول ‪:‬‬

‫عثمان بن السيد محمد‬ ‫السَّيِّد الْبَكْرِيِّ‪،‬‬ ‫المشهور بـ ‪:‬‬ ‫السَّيِّدُ أبو بكر‪،‬‬ ‫هو‪:‬‬ ‫( ‪)۱‬‬
‫‪-‬‬ ‫هـ =‬ ‫الدِّمْيَاطِيُّ الأصلِ الشَّافِعِيُّ المذهب‪،‬‬ ‫شَطَا‪،‬‬
‫صاحب «إعانة الطالبين على حَلٌّ ألفاظ فتح المعين»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫م‪،‬‬
‫‪۱۸۹۳‬‬
‫حالمستفيدين علىفتح المعين‬ ‫‪٤٤‬‬

‫التزام التقليد لمذهب معيَّن من مذاهب الأئمة الأربعة في الفروع‬


‫الاجتهادية‪.‬‬

‫أما المجتهد فيحرم عليه التَّقليد فيما هو مجتهد فيه؛ لتمكنه من‬
‫بوجود الشَّرائط التي ذكرها‬ ‫لكنَّ المجتهد المستقل ‪-‬‬ ‫الاجتهاد‪،‬‬
‫وليست‬ ‫مفقود من نحوست مئة سنة‪،‬‬ ‫الأصحاب في أوائل القضاء ‪-‬‬
‫المذاهب المتبوعة منحصرة في الأربع؛ لأنَّ المجتهدين من هذه الأمة‬
‫وهَلُمَّ جَرَّا‪.‬‬ ‫وكلّ له مذهب من الصَّحابة والتابعين‪،‬‬ ‫لا يحصون كثرة‪،‬‬
‫وقد كان في السنين الخوالي نحو أحد عشر مذهبًا مقلدة أربابها‬
‫الأربعة المشهورة ومذهب سفيان الثوري‪،‬‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫مدوَّنة كُتُبها‪،‬‬
‫ومذهب إسحاق بن‬ ‫ومذهب الليث بن سعد‪،‬‬ ‫ومذهب سفيان بن عيينة‪،‬‬
‫ومذهب ابن جرير ومذهب ‪،‬داود ومذهب الأوزاعي؛ وكان‬ ‫رَاهَوَيْه‪،‬‬
‫وإنما انقرضوا بعد‬ ‫لكلِّ من هؤلاء أتباع يفتون بقولهم ويقضون‪،‬‬
‫الخمس مئة ؛ لموت العلماء وقصور الهمم‪.‬‬

‫ومع ذلك فقد صرّح جَمْعٌ من أصحابنا بأنه لا يجوز تقليد غير‬
‫الأئمة الأربعة؛ وعلَّلوا ذلك بعدم الثّقة بنسبتها إلى أربابها؛ لعدم‬
‫بخلاف المذاهب الأربعة‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫الأسانيد المانعة من التَّحريف والتَّبديل‬
‫فإنَّ أئمتها بذلوا أنفسهم في تحرير الأقوال‪ ،‬وبيان ما ثبت عن قائله‬
‫وعلموا الصحيح‬ ‫وما لم يثبت‪ ،‬فأَمِنَ أهلُها من كلِّ تغيير وتحريف‪،‬‬
‫حتّى صار إمام كلّ منهم لطائفة من طوائف الإسلام‬ ‫من الضعيف‪،‬‬
‫عريفا‪.‬‬

‫سواء‬ ‫ولا بأس بتقليد غير من التزم مذهبه في أفراد المسائل‪،‬‬


‫كان تقليده لأحد الأئمة الأربعة أو لغيرهم ممَّن حفظ مذهبه في تلك‬
‫‪٤٥‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فالإجماع الَّذِي نَقَلَهُ‬ ‫المسألة ودوّن حتى عرفت شروطه وسائر معتبراته‪،‬‬
‫غير واحد على منع تقليد الصَّحابة يُحمَلُ على ما لم يعلم نسبته لمن‬
‫أو علمت ولكن جهل بعض شروطه عنده‪.‬‬ ‫يجوز تقليده‪،‬‬

‫كأصحاب‬ ‫ولو كان ذلك الغير منتسبًا لأحد الأئمة الأربعة ‪-‬‬
‫الشَّافِعِيّ وأبي حنيفة مثلا ‪ -‬؛ فإنَّ أحدهم قد يختار قولا يخالف نصَّ‬
‫فيجوز تقليده فيه بالشروط الآتية‪.‬‬ ‫إمامه‪،‬‬
‫كالنَّوَوِي وابن الْمُنْذِرِ‬ ‫تقليد المختارين ‪-‬‬ ‫أيضًا ‪-‬‬ ‫ويجوز ‪-‬‬
‫والسيوطي ‪ -‬في اختياراتهم كما أفتى به ابن زياد‪ ،‬وتَبِعَهُ النَّاشِرِيُّ‪،‬‬
‫واعتمده الْجَوْهَرِيُّ ؛ لأنَّهم بالنسبة لتلك المسألة مجتهدون‪.‬‬
‫‪-‬‬

‫مثلا‬ ‫وحيث اتَّفق مالك ‪ -‬أي ‪:‬‬ ‫وقال ابن حجر في فتاويه ‪:‬‬
‫وأراد الإنسان التقليد‬ ‫وبعض أصحابنا على حُكْم مخالف للمذهب‪،‬‬
‫فالأَوْلَى تقليد مالك ؛ لأنَّه مجتهد مطلق بالإجماع‪،‬‬ ‫ذلك الحُكْم‪،‬‬
‫‪.]٧٦/٤‬‬ ‫اهـ [«الكبرى الفقهية»‬ ‫وأما بعض الأصحاب ؛ فليس مجتهدا كذلك‪.‬‬

‫يتعين تقليد المجتهد حينئذ دون المختارين‪،‬‬ ‫وفي فتح الجواد»‬


‫لأنهم لا يقلدون‪ .‬اهـ [‪.]٢٩٦/١‬‬ ‫قال ‪:‬‬
‫لكن حَمَلَهُ ابنُ الجَمَّالِ على ما إذا اختاروا قولًا من غير أقوال‬
‫أمَّا إذا اختاروا قولًا من أقوال‬ ‫صاحب المذهب لقوَّة دليله قال ‪:‬‬
‫صاحب مذهبهم؛ فيجوز تقليدهم فيما رجّحوه من حيث العمل لا‬
‫اهـ [انظر‪« :‬فتح‬ ‫القضاء والإفتاء وإن كان خلاف ما عليه الأكثرون‪.‬‬
‫المجيد في أحكام التقليد» له]‪.‬‬

‫ويجوز الانتقال من مذهب إلى مذهب من المذاهب المدوَّنة ولو‬


‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٦‬‬

‫وإن أفتى أو‬ ‫سواء انتقل دوامًا أو فى بعض الحادثة‪،‬‬ ‫بمجرَّد التَّشهي‪،‬‬
‫وكذا يجوز الأخذ‬ ‫حَكَمَ أو عمل بخلافه‪ ،‬ما لم يلزم منه التَّلفيق‪.‬‬
‫إلا بمقابل الصحيح‬ ‫والعمل لنفسه بالأقوال والطُّرُق والوجوه الضَّعيفة‪،‬‬
‫فإنَّ الغالب فيه أنَّه فاسد ؛ وإِلَّا القديم فَفِيْهِ خلاف يأتي في باب‬
‫الجمعة‪.‬‬

‫وللتقليد شروط ومزيد بيان تأتي ‪ -‬إن شاء الله ـ في باب القضاء‪.‬‬
‫ثُمَّ إِنَّ غير المجتهد بالنسبة للفروع الاجتهادية قسمان‪:‬‬
‫وتمكن‬ ‫متقيّد بمذهب أحاط بغامضه وجليله وفروعه وأصوله‪،‬‬
‫من التخريج عليه والترجيح لأحد أقواله؛ وَغَيْرُهُ‪.‬‬
‫يعمل في حق نفسه بما اختاره من حيث‬ ‫فالمتّصف بذلك ‪:‬‬
‫القضاء به ـ وإن كان‬
‫‪-‬‬

‫وله إن كان قاضيًا ‪:‬‬ ‫الدليل الأصلح أو القياس‪،‬‬


‫ولم يُشرط‬ ‫مرجوحًا عند أئمة المذهب ‪ -‬إذا ترجّح عنده بدليل جيد‪،‬‬
‫اعتقاد‬
‫فإن قضى به مع‬ ‫الحُكْمُ بذلك المذهب‪.‬‬ ‫لفظا ولا عُرْفًا ‪-‬‬ ‫عليه ‪-‬‬
‫رجوحيَّة أو شُرط عليه عند التَّولية أن لا يحكم بخلاف المذهب؛‬
‫وعلى المفتين بيان بطلانه‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يجب على القضاة ‪،‬نقضه‬ ‫فحُكْمُهُ باطل‪،‬‬
‫وإن كان مفتيًا وقد ترجّح عنده ذلك القول المرجوح ‪ :‬فَلَهُ الإفتاء به إن‬
‫بين للمستفتي قائله ليقلده تقليدًا صحيحًا؛ وإلا لم يجز ذلك‪.‬‬
‫وغير المتصف بما مرَّ قسمان ‪:‬‬

‫فقيه في مذهبه عرف الرَّاجح وضِدَّه بمحض التَّقليد؛ وَغَيْرُهُ‪.‬‬


‫فالمتصف بذلك ‪ :‬لا يقضي ولا يفتي إلَّا بالرَّاجح ؛ وإلا لم ينفذ‬
‫له القضاء والإفتاء بالمرجوح لحاجة أو مصلحة‬ ‫نعم‬ ‫قضاؤه وفتواه‪.‬‬
‫‪٤٧‬‬
‫حالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫عامة ؛ كحُكْم شافعي بصحة تزويج صغيرة ثيب فقدت الْمُجْبِر لحاجة‬
‫النفقة ونحوها إن لم يُشترط عليه الحُكْم بالمذهب؛ وكحُكْمِهِ بنحو‬
‫توقف‬ ‫وهي ‪:‬‬ ‫شهادة فاسقين عند عموم فسق الشُّهود للمصلحة العامة ‪-‬‬
‫مع بيان قائله ـ أيضًا‬ ‫أداء الحقوق إلى أهلها غالبًا على ذلك ‪،‬‬
‫وو‬

‫وَغَيْرُهُ ‪.‬‬ ‫متفقه‪،‬‬ ‫وغير المتصف بما مرَّ قسمان‪:‬‬

‫فالمتفقه لا يجاوز ما علمه عملًا في حقّ نفسه وإرشادا لغيره‪،‬‬


‫ولا نظر له في راجح ولا مرجوح وللعاميّ الاعتماد على قوله إن‬
‫غَلَبَ على ظنّه أنَّه قد أدرك ذلك الحكم الذي قاله‪.‬‬

‫وغير المتفقه قسمان ‪:‬‬

‫عن‬ ‫سائلًا‬ ‫فهذا لا يعمل إِلَّا براجح مذهبه‪،‬‬


‫عامي ملتزم مذهبًا ‪:‬‬
‫ويحرم إفتاؤه بالمرجوح وعمله هو به إن لم تقض‬ ‫ذلك من تأهل له‪،‬‬
‫بذلك حاجة أو مصلحة‪.‬‬

‫كقريب عهد بالإسلام لم يعرف‬ ‫وعامي لم يلتزم مذهبًا أصلًا ‪-‬‬


‫فهذا عليه‬ ‫ولم يترجح عنده منها شيء بنحو التسامع ‪:‬‬ ‫المذاهب‪،‬‬
‫فإن اختلف عليه عالمان مختلفا‬ ‫العمل بما أفتاه به عالم إن اتَّحد‬
‫كما يُخيَّر ذو المذهب في‬ ‫المذهب؛ خُيّر في العمل بما شاء منهما‪،‬‬
‫وكما يتخيَّر العامي الملتزم مذهبًا في‬ ‫قولي إمامه عند فَقْدِ المرجّحات‪،‬‬
‫العمل بجوابي عالِمين من أهل مذهبه حيث استويا عنده‪.‬‬

‫وليس للجاهل تقليد العالم في فعله شيئًا بمجرد كونه فاعلا له‪.‬‬
‫والأحاديث الصحيحة‬ ‫قيل‪:‬‬ ‫إلى أنَّ له ذلك‪.‬‬ ‫وجَنَحَ «سم»‬ ‫قاله الْفَزَارِيُّ‪.‬‬
‫‪.]١٤٩‬‬ ‫‪٦٧٤‬؛ الترمذي رقم‪:‬‬ ‫‪٦٣١‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫تؤيده [البخاري رقم ‪:‬‬
‫يالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٨‬‬

‫إنَّ العامي إذا وافق فعله‬ ‫نقلا عن ابن زياد ‪-‬‬ ‫قال السَّيِّد عُمر ‪-‬‬
‫صح فعله وإن لم يقلّده؛ توسعةً على‬ ‫مذهب إمام يصح تقليده ‪:‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫عباد الله تعالى‪.‬‬

‫والعامي ‪ :‬كلُّ مَن لا يتمكَّن من إدراك الأحكام الشرعية من‬


‫ومثله‬ ‫فيجوز له بل يجب عليه التقليد(‪،)۱‬‬ ‫الأدِلَّة ولا يعرف طرقها‪.‬‬
‫العالم الذي لم يبلغ رتبة الاجتهاد‪.‬‬

‫(‪( )۱‬قوله ‪ :‬بل يجب عليه التقليد إلخ ‪ (. .‬اعْلَمْ أنَّ الاستدلال بالآيات والأحاديث‬
‫لغير المجتهد لا يجوز؛ لأنَّ الله تعالى قال‪﴿ :‬وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولى‬
‫ومعلوم أنَّ الذين‬ ‫الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء ‪.]٨٣ :‬‬
‫كما يؤخذ من شروط‬ ‫يستنبطونه هم الذين تأهلوا للاجتهاد دون غيرهم‪،‬‬
‫وما بعدها] وغيره‪.‬‬ ‫الاجتهاد من «جمع الجوامع [ ص ‪١١۸‬‬
‫ولذا لا يجوز أن يستدلَّ إِلا بما نصَّ عليه علماء المذاهب الأربعة؛ لأنَّ‬
‫مذاهبهم تحرَّرت وقواعدهم تنقَّحت وتواردت عليها أنظار العلماء‪ ،‬فلا‬
‫يجوز تقليد غيرهم ولو من أكابر الصَّحابة والسَّلف وإن كانوا أمناء مجتهدين؛‬
‫لعدم تدوین ‪،‬مذاهبهم وقواعدهم التي بنوا عليها تلك الأقوال لم تُعلم‪ ،‬بل‬
‫نسبة تلك الأقوال إليهم لم تثبت إلا بطريق الأحاد؛ بخلاف الأئمة الأربعة ‪:‬‬
‫فإنَّهم أحاطوا علمًا بأقوال الصَّحابة أو غالبهم وعرفت قواعد مذاهبهم‬
‫فلا يوجد حكم إلا وهو‬ ‫وحرَّروها فرعًا فرعًا‪،‬‬ ‫وخدمها ‪،‬تابعوهم‬ ‫ودونت‬
‫فقد ضاعت منذ‬ ‫منصوص لهم إجمالاً أو تفصيلا ؛ بخلاف مذاهب غيرهم‪:‬‬
‫أزمنة طويلة؛ لعدم من حرَّرها مِن أتباعهم فلم تُعرف لها قواعد تتخرج‬
‫عليها أحكامها؛ فلذا لا يجوز تقليدهم فيما حفظ عنهم منها؛ لأنه قد يكون‬
‫وكَّلوها إلى أفهامهم من قواعدهم‪ .‬ومن ثَمَّ قال‬ ‫مشروطا بشروط أُخر‪،‬‬
‫بعدم تدوين‬ ‫لكن ضيَّعه أصحابه ‪ -‬أي‪:‬‬ ‫الليث أفقه من مالك‪،‬‬ ‫الشافعي الله ‪:‬‬
‫اهـ [انظر‪« :‬تهذيب الأسماء واللغات‬ ‫‪11‬‬ ‫مذهبه وتحرير تفاصيله وقواعده‬
‫‪.[٧٤/٢‬‬
‫‪٤٩‬‬
‫فيالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫اهـ ملخصا من كتابي الفوائد المكَّيَّة بحذف المعزو إليه ص ‪٤٩‬‬


‫إلى ‪.]٥٤‬‬

‫قال الشيخ الشهاب ابن حجر وغيره من متأخري‬ ‫الثاني ‪:‬‬


‫الشافعية ‪ :‬قد أجمع المحققون على أنَّ الكُتُب المتقدمة على الشيخين‬
‫إمامي المذهب عبد الكريم الرَّافعي والإمام يحيى النووي لا يعتد‬
‫بشيء منها إلا بعد كمال البحث والتحرير حَتَّى يغلب على الظَّنِّ أَنَّه‬
‫راجح في مذهب الشَّافعيّ؛ ثُمَّ قالوا هذا في حُكْم لم يتعرض له‬
‫فالذي أطبق عليه المحققون أنَّ‬ ‫الشَّيخان أو أحدهما‪ ،‬فإن تعرَّضَا له ‪:‬‬
‫وإن‬ ‫فالمعتمد ما قاله النَّوَوِيُّ‪،‬‬ ‫فإن اختلفا ‪:‬‬ ‫المعتمد ما اتَّفقا عليه‪،‬‬
‫‪.]٣٩/١‬‬ ‫فالمعتمد ذو التَّرجيح [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫وُجِدَ لأحدهما دون الآخر ‪:‬‬

‫فإن تخالفت كُتُبُ النَّوَوِيِّ ؛ فالغالب أنَّ المعتمد ‪:‬‬ ‫قال الكُردي ‪:‬‬
‫«التحقيق» فَـ «المجموع» فَـ «التَّنقيح» فَـ «الرَّوضة» و«المنهاج ونحو‬
‫تصحيح التنبيه» و«نكته»‪.‬‬ ‫فتاواه» فَـ «شرح مسلم»‬

‫فإن اتفق المتأخّرون على أنَّ ما قالاه سهو؛ فلا يكون حينئذ‬
‫وقد تتبَّع من جاء بعدهما كلامهما وبينوا‬ ‫لكنه نادر جدا‪،‬‬ ‫معتمدًا‪،‬‬
‫المعتمد من غيره بحسب ما ظهر لهم‪.‬‬

‫فإن كان المفتي من أهل‬ ‫ثُمَّ إن لم يكن للشَّيخين ترجيح‬


‫الترجيح في المذهب؛ أفتى بما ظهر له ترجيحه ممَّا اعتمده أئمة‬
‫مذهبه‪ ،‬ولا تجوز له الفتوى بالضَّعيف عندهم وإن ترجح عنده؛ لأنَّه‬
‫إنَّما يُسأل عن الرَّاجح في المذهب لا عن الرَّاجح عنده‪ ،‬إلَّا إن نبه‬
‫حيث كان كذلك فلا بأس به‪.‬‬ ‫على ضعفه وأنه يجوز تقليده للعمل ‪،‬به‬
‫‪00‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتح المعين‬

‫وهم الموجودون اليوم ‪-‬‬ ‫وإن لم يكن من أهل التَّرجيح ‪-‬‬


‫فاختلف فيهم ‪:‬‬

‫فذهب علماء مصر ‪ -‬أو أكثرهم ‪ -‬إلى اعتماد ما قاله الشيخ‬


‫خصوصًا في نِهَايَتِهِ»؛ لأنَّها قرئت على‬ ‫محمَّد الرَّمليُّ في كُتُبِهِ‪،‬‬
‫فنقدوها وصححوها‪،‬‬ ‫المؤلف إلى آخرها في أربع مئة من العلماء‪،‬‬
‫فبلغ صحتها إلى حد التواتر‪.‬‬

‫وذهب علماء حضرموت والشّام والأكراد وداغستان واليمن‬


‫والحجاز إلى أنَّ المعتمد ما قاله الشيخ ابن حجر في كُتُبِه‪ ،‬بل في‬
‫«تُحْفَتِهِ»؛ لِمَا فيها من إحاطة نصوص الإمام مع مزيد تتبع المؤلّف‬
‫ثُمَّ «فتح‬ ‫فيها؛ ولقراءة المحققين لها عليه الذين لا يحصون كثرة‪،‬‬
‫الجواد»‪ ،‬ثُمَّ «الإمداد»‪ ،‬ثُمَّ شرح العُباب» (‪ ،)۱‬ثُمَّ «فتاويه»‪ .‬هذا ما‬
‫كان في السالف عند علماء الحجاز‪.‬‬

‫ثُمَّ وردت علماء مصر إلى الحرمين وقرَّروا في دروسهم معتمد‬


‫حتّى صار من له إحاطة‬ ‫الشَّيخ الرَّملي إلى أن فَشَا قوله فيهما‪،‬‬
‫بقوليهما يقررهما من غير ترجيح‪.‬‬

‫فوجدوا ما فيهما‬ ‫تتبعوا ‪،‬كلامهما‪،‬‬ ‫وقال بعض علماء الزَّمازمة‬


‫عمدة مذهب الشافعي رضي الله تعالى عنه‪.‬‬

‫وعندي لا تجوز الفتوى بما يخالفهما‪ ،‬بل بما يخالف‬ ‫ثُمَّ قال ‪:‬‬
‫التُحفة» و«النِّهاية»‪ ،‬إلَّا إذا لم يتعرَّضَا له فيفتى بكلام شيخ‬

‫«الإيعاب»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫واسمه‪:‬‬ ‫( ‪)۱‬‬


‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫الإسلام‪ ،‬ثُمَّ بكلام الخطيب‪ ،‬ثُمَّ بكلام حاشية الزَّيَّادِيِّ‪ ،‬ثُمَّ بكلام ابن‬
‫قاسم‪ ،‬ثُمَّ عَمِيرة‪ ،‬ثُمَّ الشَّبْرَا مَلْسِي ‪ ،‬ثُمَّ الْحَلَبِيِّ‪ ،‬ثُمَّ الشَّوْبَرِيِّ‪ ،‬ثُمَّ‬
‫الْعِنَانِي ؛ ما لم يخالفوا أصل المذهب‪.‬‬

‫ولا‬ ‫وإن تخالفا ‪ :‬تخيَّر المفتي القاصر عن رتبة الترجيح بينهما‪،‬‬


‫تجوز الفتوى بما يخالفهما من بقيَّة كُتُبهما أو كُتُب غيرهما‪.‬‬
‫ورُفِعَ للعلامة السَّيِّد عُمر البصري سؤال من الأحساء فيما‬
‫فما المعوّل عليه من‬ ‫يختلف فيه ابن حجر والجمال الرَّمليُّ‪،‬‬
‫الترجيحين؟‬

‫إن كان المفتي من أهل التَّرجيح؛ أفتى بما ترجّح‬ ‫فأجاب‪:‬‬


‫عنده‪.‬‬

‫وإن لم يكن كذلك ‪ -‬كما هو الغالب في هذه الأعصار‬ ‫ثُمَّ قال‪:‬‬


‫المتأخّرة ‪ -‬؛ فهو راوِ لا غير‪ ،‬فيتخيَّر في رواية أيهما شاء أو جميعًا أو‬
‫بأيّها من ترجيحات أجلاء المتأخرين‪.‬‬
‫فإن كان‬ ‫الأَوْلَى بالمفتِي التَّأمُّل في طبقات العامة‪:‬‬ ‫ثُمَّ قال ‪:‬‬
‫السائلون من الأقوياء الآخذين بالعزائم وما فيه الاحتياط؛ اختصهم‬
‫برواية ما يشتمل على التَّشديد‪ ،‬وإن كانوا من الضعفاء الذين تحت‬
‫أسر النفوس ‪ -‬بحيث لو اقتصر في شأنهم على رواية التشديد؛ أهملوه‬
‫ووقعوا في وهدة المخالفة لحُكْم الشَّرع ‪ -‬؛ رَوَى لهم ما فيه التَّخفيف؛‬
‫شفقةً عليهم من الوقوع في ورطة الهلاك‪ ،‬لا تساهلا في دين الله‪ ،‬أو‬
‫كطمع أو رغبة أو رهبة ‪..‬‬ ‫لباعث فاسد ‪-‬‬

‫وهذا الذي تقرَّر هو الذي نعتقده وندين الله به‪.‬‬ ‫ثُمَّ قال ‪:‬‬
‫‪۵۲‬‬

‫كان بعض مشايخنا يجري على لسانه عند مرور اختلاف‬ ‫قال ‪:‬‬
‫وسؤال بعض الحاضرين‬ ‫المتأخرين في الترجيح في مجلس الدرس‪،‬‬
‫ومن شاء يقرأ‬ ‫مَن شاء يقرأ لقالون‪،‬‬ ‫عن العمل بأي الروايتين ‪:‬‬
‫وأما التزام واحد على التَّعيين في جميع المواد وتضعيف‬ ‫لورش‪،‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫مقابله؛ فالحامل عليه محض التقليد‪.‬‬

‫التَّحفة» ما نصه‪ :‬في «الخادم» عن بعض‬ ‫من‬


‫القضاء‬
‫وفي‬
‫المحتاطين ‪ :‬الأولى لمن بلي بوسواس الأخذ بالأخفّ والرخص؛ لئلا‬
‫ولضده الأخذ بالأثقل؛ لئلا يخرج إلى‬ ‫يزداد فيخرج عن الشرع‪،‬‬
‫اهـ [‪.]١١٢/١٠‬‬ ‫الإباحة‪.‬‬

‫وهذا الذي قاله السَّيِّد عُمر البصري هو الذي يميل إليه الفقير‪،‬‬
‫وأقره في رسالته‬ ‫وقد نَقَلَهُ تلميذه ابن الجَمَّالِ الأنصاري مختصرًا‪،‬‬
‫«فتح المجيد»‪.‬‬

‫ورأيت نقلًا عن السَّيِّد عبد الرحمن بن عبد الله الفقيه العَلَوِيِّ‬


‫وإذا اختلف ابن حجر والرملي وغيرهما من‬ ‫في آخر جواب طويل ‪:‬‬
‫فيأخذ‬ ‫وأما غيره‪:‬‬ ‫أمثالهما؛ فالقادر على النظر والتَّرجيح يلزمه‪،‬‬
‫ويتخير بين المتقاربين‬ ‫إلَّا إذا كانوا يرجعون إلى أصل واحد‬ ‫بالكثرة‪،‬‬
‫كما حرَّره السَّيِّد عُمر بن عبد‬ ‫كابن حجر والرَّملي خصوصًا في العمل‪،‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫الرحيم البصري في فتوى له‪.‬‬

‫حَتَّى «التحفة» و«النهاية» ‪-‬‬ ‫وَقَعَ في كلامهم ‪-‬‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫قال الكُردي ‪:‬‬
‫مسائل من قبيل الغلط أو الضَّعيف الواضح الضَّعف؛ فلا يجوز الإفتاء‬
‫وقد أوضحت جملة منها في كتابي «الفوائد المدنية فيمن‬ ‫بها مطلقا‪،‬‬
‫‪۵۳‬‬
‫يدين علىفتحالمعين‬

‫يفتى بقوله من متأخّري السَّادة الشَّافعيَّة ) (‪ )۱‬بما لم أقف على من‬


‫اهـ‪.‬‬ ‫سبقني إليه‪.‬‬

‫الثَّالث ‪ :‬فِي بَعْضِ مَا جَرَى عَلَيْهِ اصْطِلَاحُ مُتَأَخْرِي أَئِمَّتِنَا‬


‫الشَّافِعِيَّةِ فِي كُتُبِهِمْ الْفِقْهِيَّةِ ‪:‬‬
‫يريدون به إمام‬ ‫فحيث قالوا «الإمام»‬ ‫قال العلامة الكُردي ‪:‬‬
‫يريدون به‬ ‫الحرمين الجويني ابن أبي محمد وحيث يطلقون «القاضي»‬
‫معرَّفا أو «الشارح المحقق»‬ ‫القاضي حسين‪ ،‬وإذا أطلقوا «الشارح»‬
‫يريدون به الجَلالَ الْمَحَلِّيَّ شارح المنهاج حيث لم يكن لهم‬
‫حيث أطلق‬ ‫اصطلاح بخلافه؛ وإلا كابن حجر في «شرح الإرشاد»‬
‫وإن قالوا «شارح»‬ ‫الإرشاد»‪،‬‬ ‫«الشارح» يريد‬
‫يريد به الجَوْجَرِيَّ شارح‬
‫كما هو مفاد التنكير‪،‬‬ ‫فالمراد به واحد من الشُّرَّاح لأي كتاب ‪،‬كان‪،‬‬
‫كما أوضحت ذلك في غير‬ ‫ولا فرق في ذلك بين «التحفة وغيرها‪،‬‬
‫إنَّه يريد ابن شهبة‪.‬‬ ‫خلافًا لمن قال‪:‬‬ ‫هذا المحل‪،‬‬

‫وحيث‬ ‫فهو أعم من شارح‪،‬‬ ‫وحيث قالوا «قال بعضهم ونحوه‪،‬‬


‫وحيث‬ ‫يريدون بهما الرَّافِعِيُّ والنَّوَوِيَّ‪،‬‬ ‫قالوا قال الشَّيخان ونحوه‪،‬‬
‫وكذلك الخطيب‬ ‫يريد به شيخ الإسلام زكريا‪،‬‬ ‫قال ابن حجر «شيخنا‬
‫وإن قال الخطيب‬ ‫وهو مراد الجمال الرَّملي بقوله «الشيخ»‪،‬‬ ‫الشربيني‪،‬‬
‫وهو مراد الجمال الرملي بقوله «أفتى‬ ‫فمراده الشهاب الرَّملي‪،‬‬ ‫«شيخي»‬
‫به الوالد ونحوه‪.‬‬

‫وطبعه لدى الجفان والجابي للطباعة‬ ‫وقد اعتنى به سيدي الوالد رحمهالله ‪،‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫والنشر ؛ فاطلبه فإنَّه مهم [عمار]‪.‬‬
‫‪٥٤‬‬
‫فيدين علىفتحالمعين‬
‫ترشحالمستفي‬

‫على ما‬ ‫وحيث قالوا‬ ‫فهو احتمال‬ ‫لا يَبْعُد كذا‬ ‫وإذا قالوا‬
‫أو أنَّه مُشْكِلٌ‪،‬‬ ‫فهو إشارة إلى التبري منه‪،‬‬ ‫شَمِلَ كلامهم ونحو ذلك‪،‬‬
‫حيث‬ ‫ومحله‪:‬‬ ‫كما صرح بذلك ابن حجر في حاشية فتح الجواد»‪،‬‬
‫لم ينبه على تضعيفه أو ترجيحه ؛ وإلا خرج عن كونه مُشْكِلًا إلى ما‬
‫حکم به علیه وحيث قالوا كذا قالوه أو كذا قاله فلان» فهو‬
‫فظاهره عدم ارتضائه‪ ،‬كما‬ ‫كالذي قبله‪ ،‬وإن قالوا إن صح هذا فكذا»‬
‫نبه عليه في الجنائز من «التحفة»‪ ،‬وإن قالوا «كما» أو «لكن»‪ :‬فإن‬
‫نبهوا بعد ذلك على تضعيفه أو ترجيحه ؛ فلا كلام؛ وإلا فهو معتمد‪،‬‬
‫فَنَقَلَ الشَّيخ سعيد سنبل عن شيخه الشيخ عبد‬ ‫فإن جُمِعَ بينهما ‪:‬‬
‫المصري عن شيخه الشَّوْبَرِيِّ أنَّ اصطلاح «التَّحفة» أنَّ ما بعد «كما»‪:‬‬
‫وأنَّ ما اشتَهَرَ من أنّ المعتمد ما بعد «لكن» في‬ ‫المعتمد عنده‪،‬‬ ‫هو‬

‫وإلا فهو المعتمد عنده وإن‬ ‫إنَّما هو فيما إذا لم يسبقها «كما »‬ ‫كلامه ‪:‬‬
‫رجح بعد ذلك ما يقابل ما بعد «كما»‪ ،‬إلَّا إن قال‪« :‬لكن المعتمد‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫أو «الأَوْجَه كذا فهو المعتمد‪.‬‬ ‫كذا»‬

‫بل سائر صيغ‬ ‫أنَّ ذلك لا يتقيَّد بهاتين الصُّورتين‪،‬‬ ‫وعندي‬

‫ورأيت عن ابن حجر أنَّ ما قيل فيه «لكن»‪ :‬إن كان‬ ‫الترجيح كَهُمَا‪،‬‬
‫تقييدا لمسألة بلفظ «كما » فما قبل «لكن هو المعتمد‪ ،‬وإن لم يكن‬
‫وهو يؤيد ما سبق عن‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫هو المعتمد‪.‬‬ ‫لفظ «كما»؛ فما بعد «لكن‬
‫شيخنا الشيخ سعيد‪.‬‬

‫اهـ حاصل كلام الكُردي من كلام له طويل في «فوائده المدنية»‬


‫وغيرها‪ ،‬وقد أتيت بأبسط ممَّا هنا في «الفوائد المكيَّة» مما لا يستغني‬
‫الطالب الرّاغب عنه [ص ‪ ٤١‬إلى ‪.]٤٨‬‬
‫‪٥٥‬‬

‫تفيدين علىفتحالمعين‬
‫ترشيحالمستفيد‬

‫فَاعْلَمْ أنَّه لَا بُدَّ أوَّلًا مِن تدقيق النظر في هذه‬ ‫إِذَا فَهِمت ذلك ‪:‬‬
‫فقد اضطربت في فهم‬ ‫خُصوصًا مصطلح «التحفة»‪،‬‬ ‫الاصطلاحات‪،‬‬
‫وَهَامَ لديها الحَبرُ‬ ‫عبائرها واستخراج معتمدها أفكارُ العلماء الأعلام‪،‬‬
‫مَهَامِهِ الأوهام‪ ،‬بَل تَاهَ الخِرِّيتُ هناك في مَفَاوِزِ الأفهام‪.‬‬ ‫في‬

‫وَلْيَستَقص أوَّلًا‬ ‫فَلَا يَنبَغِي لِكُلِّ طالب الإقدام عليها قبل ذلك‪،‬‬
‫وأجدر‬ ‫البحث أو الفصل أو الباب ؛ وإلا كان أكثر اضطرابًا وحيرة‪،‬‬
‫وخصوصا‬ ‫وَلَا سِيَّما إن خَلَا من علوم الآلات‪،‬‬ ‫بمجانبة الصَّواب ‪،‬‬
‫والمستختُ‬ ‫فالهاجم عليها قبل ذلك في خطر خطير‪،‬‬ ‫قواعد الإعراب‪،‬‬
‫بها يرجع البصر خاسئًا وهو حسير‪.‬‬
‫هذه نصيحتي إليك والله حفيظي عليك‪.‬‬
‫‪٥٦‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفىالمعين‬
‫تيح‬

‫الْحَمْدُ للهِ الْفَتَّاحِ الْجَوَادِ الْمُعِيْنِ عَلَى التَّفَقُهِ فِي الدِّيْنِ مَنِ‬
‫شَهَادَةً تُدْخِلُنَا دَارَ الْخُلُوْدِ‪،‬‬ ‫وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ‪،‬‬ ‫اخْتَارَهُ مِنَ الْعِبَادِ‪،‬‬
‫وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ صَاحِبُ الْمَقَامِ الْمَحْمُوْدِ‪،‬‬

‫العطاء‪،‬‬ ‫بالتَّخفيف ‪ -‬أي ‪ :‬كثير الجود‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫الْجَوَادِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫والجواد ممَّا يفيد المبالغة بالمادَّة لا الهيئة قيل ‪ :‬لم يرد بالجواد توقيف‬
‫وأسماؤه توقيفيَّة على الأصح ‪ ،‬فلا يجوز اختراع اسم أو وصف له‬
‫إلا بقرآن أو خبر صحيح أو حسن مصرّح به لا بأصله الذي اشتُقَّ منه‬
‫وبشرط أن لا يكون ذكره لمقابله كما هو ظاهر‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫فحسب ‪ ،‬أي ‪:‬‬
‫[آل عمران ‪٥٤ :‬؛ الأنفال‪:‬‬ ‫و وَاللهُ خَيْرُ الْمَكِرِينَ‬ ‫[الواقعة ‪]٦٤ :‬‬ ‫أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ﴾‬
‫والْبَيْهَقِيُّ في‬ ‫بل رواه أحمد والترمذي وابن ماجه‪،‬‬ ‫وليس كذلك‪،‬‬ ‫‪،]٣٠‬‬
‫«التحفة»‬
‫واعتضد بمسند وبالإجماع‪ .‬اهـ من‬ ‫«الأسماء والصفات مرسلًا‪،‬‬
‫[‪ ]١٥/١‬و«النهاية» [‪ ]۲۸/۱‬مع حواشيهما‪.‬‬

‫إلخ) لعله يشير بذلك إلى قوله‬ ‫الْمُعِيْنِ عَلَى التَّفَقُهِ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ) [البخاري‬ ‫به‬ ‫عليه الصَّلاة والسَّلام‪« :‬مَنْ يُرِدِ اللهُ‬
‫مفعول لـ «معين»‪ .‬و(الدين)‬ ‫رقم‪۷۱ :‬؛ مسلم رقم‪ .]۱۰۳۷ :‬و مَنِ اخْتَارَهُ)‬
‫من الأحكام‪.‬‬ ‫ما شرعه الله تعالى على لسان نبيه‬
‫هنا‬
‫هو‬ ‫«التحفة» ‪:‬‬ ‫من‬ ‫الْمَقَامِ الْمَحْمُوْدِ) في باب الأذان‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫يحمده فيه‬ ‫‪ -‬اتفاقا ‪ :-‬مقام الشفاعة العظمى في فصل القضاء‪،‬‬
‫الأوَّلون والآخرون؛ لأنَّه المتصدّي له بسجوده أربع سجدات ـ أي ‪:‬‬
‫‪-‬‬

‫تحت العرش حتَّى أجيب لَمَّا فزعوا‬ ‫كسجود الصَّلاة كما هو الظاهر ‪-‬‬
‫إليه بعد فزعهم لآدم ‪ ،‬ثُمَّ لأولي العزم نُوح فإبراهيم فموسى فعِيسى‪،‬‬
‫والأشهر‬ ‫واعتذار كُلِّ صلى الله عليهم وسلَّم واختلفوا فيه في الآية‪،‬‬
‫اهـ [‪]٤٨٣/١‬‬ ‫كما هنا‪.‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫صَلَاةً وَسَلَامًا أَفُوْزُ‬ ‫صَلَّى الله وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَمْجَادِ‪،‬‬
‫بِهِمَا يَوْمَ الْمَعَادِ‪.‬‬
‫وَبَعْدُ؛ فَهَذَا شَرْحٌ مُفِيْدٌ عَلَى كِتَابِي الْمُسَمَّى بـ «قُرَّةِ الْعَيْنِ‬
‫وَيُحَصِّلُ الْمَقَاصِدَ‪ ،‬وَيُبْرِزُ‬ ‫بِمُهِمَّاتِ الدِّينِ‪ ،‬يُبَيِّنُ الْمُرَادَ‪ ،‬وَيُتَمِّمُ الْمُفَادَ‪،‬‬
‫وَسَمَّيْتُهُ بِـ «فَتْحِ الْمُعِيْنِ بِشَرْحِ قُرَّةِ الْعَيْنِ بِمُهِمَّاتِ الدِّيْنِ‪ ،‬وَأَنَا‬ ‫الْفَوَائِدَ‪،‬‬
‫أَنْ يَعُمَّ الانْتِفَاعُ بِهِ لِلْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ مِنَ‬ ‫أَسْأَلُ اللهَ الْكَرِيْمَ الْمَنَّانَ ‪،‬‬
‫الإِخْوَانِ‪ ،‬وَأَنْ يُسْكِنَنِي بِهِ الْفِرْدَوْسَ فِي دَارِ الْأَمَانِ؛ إِنَّهُ أَكْرَمُ كَرِيْمٍ‪،‬‬
‫وَأَرْحَمُ رَحِيْمِ‬

‫وهو جَمْعُ‬ ‫وصف لكُلِّ من آله وأصحابه‪،‬‬ ‫الأَمْجَادِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫الشرف والرفعة‪.‬‬ ‫‪:‬‬
‫والمجد‬ ‫‪6‬‬
‫على غير قياس‬ ‫أو «مجيد»‬ ‫«ماجد»‪،‬‬
‫الكلام عليها شهير لسنا بصدد بيانه‪.‬‬ ‫وَبَعْدُ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫الذي استفيد‬ ‫أي‪:‬‬ ‫بضم الميم اسم مفعول‪،‬‬ ‫يُتَمِّمُ الْمُفَادَ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ور‬

‫منه ؛ ويصح أن يكون بمعنى المصدر‪ ،‬أي فائدته ؛ وجوز بعضهم فتح‬
‫‪:‬‬

‫الميم ‪ -‬أيضًاأيضًا ‪« .-‬بج» [على «شرح المنهج» ‪.]٦/١‬‬


‫(قوله ‪ :‬أَنْ يَعُمَّ أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول ثان‬
‫واللَّام في «لِلْخَاصَّةِ زائدة‪ ،‬ولك‬ ‫والانتفاع فاعل يعمّ ‪،‬‬ ‫لـ «أَسْأَلُ»‪،‬‬
‫أن تجعل فاعل يعمّ ضميرًا يعود على الله والانتفاع منصوب على‬
‫أسأل أن يعم الله بالانتفاع به الخاصة والعامة‪،‬‬ ‫إسقاط الخافض‪ ،‬أي‪:‬‬
‫ولك أن تقول‬ ‫إلَّا أَنَّ النَّصب بنزع الخافض مقصور على السماع‪،‬‬
‫سهله كثرة الاستعمال‪.‬‬

‫أكرم من كُلِّ كريم‪،‬‬ ‫وَأَرْحَمُ رَحِيْمِ) أي‪:‬‬ ‫أَكْرَمُ كَرِيْمٍ‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وأضيف «أفعل»‬ ‫اختصارًا‪،‬‬ ‫وأرحم من كُلِّ رحيم ؛ فحذف من كُلِّ»‬
‫إلى ما بعده‪.‬‬
‫‪۵۸‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫اللهالرحمنالرحيم‬

‫الْعُلُو ‪ ،-‬لَا مِنَ‬ ‫وَهُوَ ‪:‬‬ ‫أُؤَلِّفُ ؛ وَالاسْمُ مُشْتَقٌ مِنَ السُّمُو ‪-‬‬ ‫أَيْ‪:‬‬
‫عَلَمٌ لِلذَّاتِ الْوَاجِبِ الْوُجُوْدِ ‪،‬‬ ‫وَا لَّهُ ‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫وَهُوَ الْعَلَامَةُ ‪..‬‬ ‫الْوَسْمِ ‪-‬‬

‫لأنَّه هو الأصل‬ ‫وقدره فعلا ‪:‬‬ ‫هذا متعلّق الباء‪،‬‬ ‫أُؤَلِّفُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ليفيد الحصر ‪ -‬أي ‪ :‬لا أبدأ إلا باسمه تعالى‬ ‫ومؤخرًا ‪:‬‬ ‫في العمل‪،‬‬
‫ولإشعار ما‬ ‫لرعاية المقام‪،‬‬ ‫وخاصًا‬ ‫وللاهتمام بتقديم اسمه تعالى‬
‫فهو قرينة على المحذوف؛ هذا بناء على الأصح أنَّ‬ ‫بعد البسملة به‪،‬‬
‫إنَّها زائدة فلا تتعلَّق بشيء ومدخولها مبتدأ‬ ‫وقيل‪:‬‬ ‫الباء أصلية‪،‬‬
‫أو بالعكس‪.‬‬ ‫والخبر محذوف‪،‬‬

‫مأخوذ ؛ لأنَّه ليس بوصف‪« .‬بج» [على «شرح‬ ‫مُشْتَقٌ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫المنهج ‪.]٧/١‬‬
‫«‬

‫هذا عند البصريين؛ إذ أصله عندهم «سمو»‪،‬‬ ‫مِنَ السُّمُو)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫حذف لامه تخفيفًا؛ لأنَّ الواضع علم أنَّه يكثر استعماله فخفَّفه‪ ،‬ثُمَّ‬
‫وأتى بهمزة الوصل توصُّلا وعوضا عن اللام المحذوفة‪،‬‬ ‫سكنت سينه‪،‬‬
‫فهو من الأسماء المحذوفة الأعجاز‪( .‬وقوله‪ :‬لَا‬ ‫فوزنه حينئذ «أفع»‪،‬‬
‫وهذا مذهب الكوفيين‪،‬‬ ‫وهو «وسم»‪،‬‬ ‫مِنَ الْوَسْم) أي‪ :‬من فعله‪،‬‬
‫الأفعال‪.‬‬
‫فالاشتقاق عندهم من‬
‫وهو أعرف‬ ‫ذات مولانا تعالى‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫عَلَمٌ لِلذَّاتِ)‬ ‫وَا لهُ ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ومشتقٌ عند الأكثر من «أَلِهَ» إذا تَحَيَّر لتحير الخلق في‬ ‫المعارف‪،‬‬
‫فهو المعبود‬ ‫أو إذا فزع من أمر إليه ؛ وعلى كل ‪:‬‬ ‫أو إذا عبد‪،‬‬ ‫معرفته‪،‬‬
‫المرتفع عن‬ ‫المفزوع إليه في الأمور العظام‪،‬‬ ‫للخواص والعوام‪،‬‬
‫المحتجب عن الأفهام‪.‬‬ ‫الأوهام‪،‬‬
‫‪༩། ༠༥ ༡༩‬‬ ‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعاين‬

‫اثُمَّ عُرِّفَ بِأَلْ وَحُذِفَتِ‬ ‫وَهُوَ اسْمُ جِنْسِ لِكُلِّ مَعْبُوْدٍ‪،‬‬ ‫وَأَصْلُهُ ‪ :‬إِلَهُ‪،‬‬
‫وَهُوَ الاسْمُ الأَعْظَمُ عِنْدَ‬ ‫ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي الْمَعْبُوْدِ بِحَقِّ‪،‬‬ ‫الْهَمْزَةُ ]‬
‫وَالرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ‪ :‬صِفَتَانِ بُنِيَنَا‬ ‫الأَكْثَرِ‪ ،‬وَلَمْ يُسَمَّ بِهِ غَيْرُهُ وَلَوْ تَعَتُتَا‪،‬‬
‫وَالرَّحْمَنُ أَبْلَعُ مِنَ الرَّحِيْمِ؛ لأَنَّ زِيَادَةَ الْبِنَاءِ‬ ‫لِلْمُبَالَغَةِ مِنْ رَحِمَ‪،‬‬

‫أصله الأوّل‪.‬‬ ‫وَأَصْلُهُ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫(قوله‪ :‬ثُمَّ عُرِّفَ بِأَلْ أي فصار الاله‪ ،‬ثُمَّ حذفت الهمزة الثانية‬
‫فصار ‪ :‬اللاه‪ ،‬ثُمَّ أدغمت اللَّام الأُوْلَى في‬ ‫بعد نقل حركتها إلى اللام‪،‬‬
‫فصار الله‪ ،‬فَفِيه خمسة أعمال‪.‬‬ ‫الثانية‪ ،‬ثُمَّ فُخّمت للتَّعظيم‪،‬‬
‫(قوله‪ :‬وَهُوَ الاسْمُ الأَعْظَمُ ‪:‬أي‪ :‬وإنّما لم يستجب للداعي به‬
‫غالبًا لفقد كثير أو غالب شروط الدعاء‪( .‬وقوله ‪ :‬وَلَمْ يُسَمَّ بِهِ غَيْرُهُ)‬
‫تعالى قط إجماعًا‪« .‬فتح الجواد» [‪ ١٠/١‬وما بعدها]‪.‬‬
‫فقد‬ ‫بخلاف «الرَّحمن»‬ ‫تشدُّدًا وتعصُّبًا‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَلَوْ تَعَتُتا)‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫سمى به أهل اليمامة مُسَيْلِمة تعتنا في الكُفْر‪.‬‬
‫من مادته بعد جعله لازمًا‬ ‫بكسر عَيْنِهِ ‪ -‬أي‪:‬‬ ‫مِنْ رَحِمَ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ما‬
‫فلا‬ ‫ونقله لرحم بضمها ‪ ،‬أو تنزيله منزلته كما في فلان يعطي‪،‬‬
‫وقيل‪:‬‬ ‫ورحم متعد‪،‬‬ ‫يقال ‪ :‬إنَّ الصِّفة المشبَّهة لا تصاغ من المتعدّي‪،‬‬
‫‪.]٧/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫من مصدره [ انظر‪« :‬بج»‬

‫فتكون صفة‬ ‫إرادة الإحسان‪،‬‬ ‫ومعنى الرَّحمة في حقه تعالى ‪:‬‬


‫وبين‬ ‫ذات‪ ،‬أو الإحسان‪ ،‬فتكون صفة فعل والفرق بين صفة الذات‬
‫صفة الأفعال ‪ :‬أَنَّ صفة الذَّات قديمة ويلزم من نفيها النقص؛ كالعِلم‬

‫ما بين معقوفتين غير مثبت في «القديمة»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫[ ‪]١‬‬


‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعبرة‬

‫رَحْمَنُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيْمُ‬ ‫تَدُلُّ عَلَى زِيَادَةِ الْمَعْنَى ؛ وَلِقَوْلِهِمْ ‪:‬‬
‫‪.]٢/١‬‬ ‫الآخِرَةِ [انظر‪« :‬فتح الوهاب»‬

‫دَلَّنَا ‪( -‬لِهَذَا التَّأْلِيْفِ‪،‬‬ ‫(الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا ‪ -‬أَيْ‪:‬‬

‫وهو غاية النَّقص ؛ وصفة الأفعال‬ ‫ويلزم من نفيه الجَهْل‪،‬‬ ‫قديم‪،‬‬ ‫فإِنَّه‬

‫حادثة‪ ،‬ولا يلزم من نفيها النَّقص ؛ كالرِّزْق والخَلْق والإنعام‪ ،‬فإنَّ هذه‬
‫ليست في الأزل‪ ،‬بل حادثة؛ لأنَّ الأزل لم يكن فيه خلق ولا رزق‪،‬‬
‫فإنَّه خالق‬ ‫ولا يلزم من نفيها نقص‪،‬‬ ‫بل وجدت فيما لا يزال‬
‫ولو شاء لم يخلق ولم يرزق‪.‬‬ ‫ورازق‪،‬‬

‫أن يكون‬ ‫الأول‪:‬‬ ‫تَدُلُّ عَلَى زِيَادَةِ الْمَعْنَى بشروط ثلاثة‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ذلك في غير الصِّفات الْجِبِلِيَّةِ‪ ،‬فخرج نحو‪ :‬شَرِهِ وَنَهِم؛ لأنَّ الصِّفات‬
‫والثاني‪ :‬أن يتحد اللفظان في النوع‪ ،‬فخرج ‪ :‬حَذِرٌ‬ ‫الجبلية لا تتفاوت‪.‬‬
‫زَمَنْ وَزَمَانٌ؛ إذ لا‬ ‫فخرج ‪:‬‬ ‫أن يتحدا في الاشتقاق‪،‬‬ ‫والثَّالث‪:‬‬ ‫وَحَاذِرٌ‪.‬‬
‫‪۷/۱‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫على «الخطيب» [نقله «بج»‬ ‫اشتقاق فيهما‪« .‬مَدَابِغِي»‬
‫وما بعدها]‪.‬‬

‫فَفِيْهِ تصريح أنَّ هذا ليس‬ ‫السَّلف‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَلِقَوْلِهِمْ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫واختصاص‬ ‫لشموله للدُّنيا والآخرة‪،‬‬ ‫والمبالغة في الرَّحمن ‪:‬‬ ‫بحديث‪،‬‬
‫فالأَبْلَغِيَّة بحسب كثرة أفراد المرحومين‬ ‫الرَّحيم بالآخرة أو الدُّنيا‪،‬‬
‫العدد ـ‪ ،‬وأما ما جاء في‬ ‫وقلّتها‪ ،‬فهي منظور فيها للكم ‪ -‬أي‪:‬‬
‫يَا رَحْمَنَ الدُّنْيَا‬ ‫الحديث الصحيح ‪ -‬كما في «التحفة» [‪:- ]١٠/١‬‬
‫فلا‬ ‫إلى ‪،]٤٩٩‬‬ ‫الدُّرِّ المنثور»‬ ‫ذكره السُّيوطي في ‪:‬‬ ‫وَالآخِرَةِ وَرَحِيْمَهُمَا‬
‫أي ‪:‬‬ ‫يعارض ما ذُكِرَ ؛ لأنَّه يجوز أن تكون الأَبْلَغِيَّة بالنظر للكيف ‪-‬‬
‫الصفة ‪ -‬كما في «الْحَلَبِيِّ) [نقله «بج» على «شرح المنهج» ‪.]۸/۱‬‬
‫فشملت‬ ‫اقتصر في تفسير الهداية على الدلالة‪،‬‬ ‫دَلَّنَا)‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪71‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫الْوَصْفُ‬ ‫وَالْحَمْدُ لُغَةٌ هُوَ ‪:‬‬ ‫(وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ إِلَيْهِ‪،‬‬
‫بِالْجَمِيْلِ‪.‬‬

‫وذلك هو ما عليه أهل السُّنَّة‬ ‫الدلالة الموصلة إلى المقصود ‪،‬وغيرها‪،‬‬


‫أي‪:‬‬ ‫وذهبت المعتزلة إلى أنَّها الدّلالة الموصلة‪« .‬ع ش»‪،‬‬ ‫والجماعة‪،‬‬
‫وغير‬ ‫وهو البسملة والحمدلة‪،‬‬ ‫فالدلالة هنا موصلة لِما وجد منه‪،‬‬
‫موصلة لما سيوجد هذا إذا كانت الخُطبة متقدّمة‪ ،‬فإن كانت متأخّرة‬
‫عن الكتاب؛ فالدِّلالة موصلة‪ .‬أفاده الْبُجَيْرِمِيُّ [على شرح المنهج ‪.]۸/۱‬‬

‫وهو أن يضمن المتكلم كلامه‬ ‫اقتباس‪،‬‬ ‫إلخ)‬ ‫(قوله ‪ :‬وَمَا كُنَّا‬


‫ولا يضرُّ فيه التَّغيير‬ ‫لا على أنّه منه‬ ‫شيئًا من القرآن أو الحديث‬
‫أي‪:‬‬ ‫لفظا ومعنى ؛ لأَنَّ الإشارة في القرآن للنعيم الذي هم فيه‪،‬‬
‫لسبيه ؛ كقوله ‪:‬‬

‫من غير ما جُرم فصبر جميل‬ ‫إن كنت أزمعت على هجرنا‬
‫فحسبنا الله ونعم الوكيل‬ ‫وإن تبدَّلت بنا غيرنا‬

‫وهو جائز عند الإمام الشَّافعيّ إذا لم يخل بتعظيم ما اقتبس‬


‫كما في‬ ‫بخلاف ما إذا أخل بتعظيمه؛ بأن كان فيه استهجان‪،‬‬ ‫منه‪،‬‬
‫قوله ‪:‬‬

‫لمثل ذا فليعمل العاملون(‪)١‬‬ ‫وَرِدْفُهُ تهتز من تحته‬

‫أَمَّا عُرْفًا فهو‪:‬‬ ‫الْوَصْفُ بِالْجَمِيْلِ هذا معناه لغةً‪،‬‬ ‫هُوَ ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫سواء كان‬ ‫فعل ينبئ عن تعظيم المنعم لإنعامه على الحامد أو غيره‪،‬‬

‫‪۸/۱‬؛ «حاشية الباجوري‬ ‫على شرح المنهج‬ ‫بج))‬ ‫انظر كل ما سبق في ‪:‬‬ ‫( ‪)۱‬‬
‫عمَّار]‪.‬‬ ‫على شرح ابن قاسم ‪.۱۳۷/۱‬‬
‫تيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٦٢‬‬

‫الرَّحْمَةُ الْمَقْرُونَةُ بِالتَّعْظِيْم ‪-‬‬ ‫وَهِيَ مِنَ اللهِ ‪:‬‬ ‫(وَالصَّلَاةُ)‬


‫التَسْلِيْمُ مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَنَقْصٍ ‪( -‬عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(وَالسَّلَامُ)‬
‫وَكَذَا الْمَلَائِكَةِ عَلَى‬ ‫الْجِنِّ والإِنْسِ إِجْمَاعًا‪،‬‬ ‫رَسُوْلِ اللهِ لِكَافَّةِ الثَّقَلَيْنِ ‪:‬‬

‫باللسان أم بالجَنَان أم بالأركان‪ ،‬وهو الشكر لغةً‪ ،‬أمَّا الشكر‬


‫صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلى ما خلق‬ ‫اصطلاحًا فَ‪:‬‬
‫لأجله‪.‬‬

‫ومن غيرهم‪:‬‬ ‫استغفار‪،‬‬ ‫مِنَ اللهِ ‪( :‬الرَّحْمَةُ ومن الملائكة ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وذهب كثير من المحققين إلى أنَّها من الله رحمة‪،‬‬
‫‪:‬‬
‫تضرع ودعاء‪،‬‬
‫ومن غيره‪ :‬دعاء؛ لأنَّ الاستغفار من جملة الدُّعاء [انظر‪« :‬بج» على «شرح‬
‫وجَمَعَ بين الصَّلاة والسَّلام؛ خروجًا من كراهة‬ ‫وما بعدها‪.‬‬ ‫المنهج ‪۱۱/۱‬‬
‫جمع بينهما‬ ‫فلا يخرج عن الكراهة إلا إذا‬ ‫أحدهما عن الآخر‪،‬‬ ‫إفراد‬

‫لكن في «التحفة»‪ :‬إنَّ الكراهة في إفراد أحدهما‬ ‫عُرْفًا لفظا وخطًا‪،‬‬


‫عن الآخر لفظا لا خطا‪ .‬اهـ [‪.]٢٧/١‬‬
‫وَكَذَا الْمَلَائِكَةِ) هو معتمد شيخه ابن حجر في كُتُبِهِ [منها ‪:‬‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫أمَّا‬ ‫بل وإلى الجمادات عند ابن حجر قال ‪:‬‬ ‫والخطيب‪،‬‬ ‫‪]٢٥/١‬‬ ‫«التحفة»‬
‫فيكفر منكره‪،‬‬ ‫فبالإجماع المعلوم من الدِّين بالضرورة‪،‬‬ ‫الإنس والجِنُّ ‪:‬‬
‫كما يصرح به‬ ‫فعلى الأصح عند جمع محققين‪،‬‬ ‫وأما الملائكة‪:‬‬
‫وقوله‬ ‫‪،]٥٢٣‬‬ ‫الحديث الصحيح‪« :‬وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً» [مسلم رقم‪:‬‬
‫يشهد لذلك؛ إذ العالم ‪ :‬ما‬ ‫[الفرقان‪]١ :‬‬ ‫لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾‬ ‫تعالى‪:‬‬
‫وقولُ‬ ‫واستعمال هذا في العقلاء إنَّما هو لتغليبهم لفضلهم‪،‬‬ ‫سوى الله‪،‬‬
‫بل مردود‪،‬‬ ‫الجِنُّ والإنس؛ مؤوّل‪،‬‬ ‫أجمعنا على أنَّ المراد ‪:‬‬ ‫الرَّازِيِّ ‪:‬‬
‫فعلى ما ذهب إليه بعض محققي المتأخرين؛‬ ‫وأما بعثه إلى الجمادات ‪:‬‬
‫أنَّهم كلّفوا بتعظيمه‬ ‫وهم معصومون ‪-‬‬ ‫ومعنى إرساله إلى الملائكة ‪-‬‬
‫‪٦٣‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫عَلَمٌ مَنْقُوْلٌ مِنْ اسْم مَفْعُوْلِ‬ ‫وَمُحَمَّدٌ ‪:‬‬ ‫مَا قَالَهُ جَمْعٌ مُحَقِّقُوْنَ‪.‬‬
‫سُمِّيَ بِهِ نَبِيُّنَا الله‬ ‫مَوْضُوعٌ لِمَنْ كَثُرَتْ خِصَالُهُ الْحَمِيْدَةُ‪،‬‬ ‫الْمُضَعَفِ‪،‬‬
‫وَالرَّسُوْلُ مِنَ الْبَشَرِ ‪ :‬ذَكَرٌ حُرِّ أَوْحِيَ إِلَيْهِ بِشَرْعِ‬ ‫بِإِلْهَامِ مِنَ اللهِ لِجَدِّهِ‪.‬‬
‫فَإِنْ لَمْ‬ ‫وَأُمِرَ بِتَبْلِيغِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ وَلَا نُسَخٌ كَيُوْشَعَ ا‬
‫عَلَيْهِ ‪،‬‬
‫وَصَحَ خَبَرُ ‪:‬‬ ‫وَالرَّسُوْلُ أَفْضَلُ مِنَ النَّبِيِّ إِجْمَاعًا‪،‬‬ ‫يُؤْمَرُ بِالتَّبْلِيْغ؛ فَنَبِيُّ‪.‬‬
‫إِنَّ عَدَدَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِئَةُ أَلْفِ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُوْنَ أَلْفًا‪،‬‬

‫أنَّه يركب فيها‬ ‫والإيمان به وإشادة ذكره ؛ ومعنى إرساله للجمادات ‪:‬‬
‫[الإسراء ‪:‬‬ ‫إدراكات لتؤمن به وتخضع له ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾‬
‫اهـ‪« .‬حج»‬ ‫خلافًا لمن زعمه‪.‬‬ ‫حقيقة لا بلسان الحال فقط‬ ‫أي‪:‬‬ ‫‪،]٤٤‬‬
‫وفي «شرحه على‬ ‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫المِنَح المكَّيَّة ص ‪٢٢٤‬‬ ‫الهمزيَّة) [أي‬ ‫على‬
‫لا‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫الحقُّ تكليف الملائكة بالطاعات العملية‪،‬‬ ‫الأربعين»‪:‬‬
‫بخلاف الإيمان‪:‬‬ ‫يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم‪،]٦ :‬‬
‫اهـ‬ ‫وهو محال‪.‬‬ ‫فالتكليف به تحصيل للحاصل‪،‬‬ ‫فإنَّه ضروري فيهم‪،‬‬
‫‪-‬‬
‫ورجّح الجمال الرملي ‪ -‬تبعًا لوالده‬ ‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫الفتح المبين ص ‪٧٧‬‬ ‫[أي‪:‬‬
‫‪.]٣٣/١‬‬ ‫لم يبعث إلى الملائكة [في‪« :‬النهاية»‬ ‫أنَّه‬

‫فبينهما عموم‬ ‫(قوله ‪ :‬فَإِنْ لَمْ يُؤْمَرْ بِالتَّبْلِيغِ ؛ فَنَبِيُّ) أي‪ :‬فقط‪،‬‬
‫وخصوص مطلق‪ ،‬يجتمعان فيمن كان نبيا ورسولا ‪-‬ـ وهووهو الذي‬
‫الذي أُمر‬
‫ولا ينفرد الرَّسول؛‬ ‫وينفرد النَّبيُّ فيمن لم يؤمر بالتبليغ‪،‬‬ ‫بالتبليغ‬ ‫‪6‬‬

‫فكل رسول نبي ولا عكس‪.‬‬

‫الصحيح عدم‬ ‫إلخ)‬ ‫(قوله‪ :‬وَصَحَ خَبَرُ ‪ :‬إِنَّ عَدَدَ الأَنْبِيَاءِ‪...‬‬


‫﴿مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن‬ ‫حصرهم في عدد؛ لقوله تعالى‪:‬‬
‫‪]۷۸‬؛ ولأنَّه ربَّما أدَّى إلى إثبات النُّبوَّة لمن‬ ‫[غافر‪:‬‬ ‫لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ﴾‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٦٤‬‬

‫وَخَبَرُ ‪ :‬إِنَّ عَدَدَ الرُّسِلِ ثَلَاثُ مِئَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ [أحمد في مسنده» رقم‪:‬‬
‫‪٣٦١‬؛ وضعفه الهيثمي في‪« :‬مجمع الزوائد»‬ ‫صحيحه رقم‬ ‫‪۲۱٧٨٥‬؛ وابن حبان في‬
‫‪.[١٥٩/١‬‬

‫أَقَارِبِهِ الْمُؤْمِنِيْنَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَالْمُطَّلِبِ‪،‬‬ ‫(وَ) عَلَى آلِهِ) أَيْ‪:‬‬

‫ليس كذلك‪ ،‬أو إلى نفيها عمَّن هو كذلك‪ ،‬إلَّا أنَّه يجب الإيمان بهم‬
‫إجمالا فيمن لم يرد فيه ‪،‬تفصيل وتفصيلا فيمن ورد فيه التفصيل‪،‬‬
‫‪،‬‬

‫ثمانية عشر مذكورة في‬ ‫خمسة وعشرون‬ ‫والوارد فيه تفصيل منهم ‪:‬‬
‫‪، ]٨٦‬‬ ‫ـ ‪ ٨٤‬ـ ‪٨٥‬‬ ‫الآية ‪[:‬الأنعام‪:‬‬ ‫﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬
‫وهود‪،‬‬ ‫وإدريس‪،‬‬ ‫آدم‪،‬‬ ‫سبعة مذكورة في بعض السُّور وهم ‪:‬‬ ‫والباقي ‪:‬‬
‫وعليهم أجمعين‪.‬‬ ‫وسيدنا محمد‬ ‫وصالح وذو الكفل‪،‬‬ ‫وشعيب‬
‫وقد‬ ‫‪.]٤٠/١‬‬ ‫على «الإقناع»‬ ‫وانظر‪« :‬بج))‬ ‫على شرح ابن قاسم ‪،۱۳۳/۱‬‬ ‫«بَاجُوري‬
‫نَظَمْتُ ذلك في قولي‪:‬‬
‫من رسل مفصلين في الزبر‬ ‫وواجب أن تعرف الذي ذكر‬
‫محمــد وصــالــح وآدم‬ ‫عدتهم خمس وعشرون هم‬
‫باقيهم بتلك حجّة عدوا‬ ‫ذو الكفل إدريس شعيب هود‬

‫منهم لم يقصه تعالى‬ ‫كذاك باقي الأنبيا إجمالا‬

‫وَخَمْسَةَ عَشَرَ تَبِعَ فيه التَّحفة» [‪]٢٦/١‬؛ وفي «النهاية»‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫اهـ [‪.]٣٥/١‬‬ ‫ثلاثة عشر‪.‬‬ ‫وقيل‪:‬‬ ‫وأربعة عشر‪،‬‬

‫وَعَلَى آلِهِ أعاد العامل مع الآل ولم يعده مع الصحب ؛‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بخلاف الصَّحب فإنَّها بالقياس على‬ ‫لأنَّ الصَّلاة عليهم ثبتت بالنَّص ‪،‬‬
‫وهو‪« :‬لَا‬ ‫الآل؛ وللرَّدِّ على الشّيعة الزَّاعمين ورود حديث عنه‬
‫تَفْصِلُوا بَيْنِي وَبَيْنَ آلِي بِعَلِيٍّ وهو مكذوب عليه [انظر‪« :‬اللؤلؤ المرصوع فيما‬
‫‪٦٥‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَاخْتِيْرَ لِخَبَرٍ ضَعِيْفٍ‬ ‫وَقِيلَ ‪ :‬هُمْ كُلُّ مُؤْمِنٍ‪ ،‬أَيْ‪ :‬فِي مَقَامِ الدُّعَاءِ وَنَحْوِهِ‪،‬‬
‫وَجَزَمَ بِهِ‬ ‫فتح الجواد ‪،]١٤/١‬‬ ‫فِيهِ الطَّبراني في‪« :‬الأوسط» رقم ‪٣٣٥٦‬؛ وانظر ‪:‬‬
‫وانظر‪« :‬التحفة» ‪( .۱۸۱/۲‬وَصَحْبِهِ هُوَ اسْمُ‬ ‫النَّوَوِيُّ فِي شَرْح مُسْلِم [‪٩٤/٤‬‬
‫جَمْعِ لِصَاحِبِهِ بِمَعْنَى الصَّحَابِيِّ ‪ ،‬وَهُوَ[‪ ]۲‬مَنِ اجْتَمَعَ مُؤْمِنًا بِنَبِيِّنَاﷺ وَلَوْ‬
‫صِفَةٌ لِمَنْ ذُكِرَ‪.‬‬ ‫أَعْمَى أَوْ غَيْرَ مُمَيِّزِ الْفَائِزِيْنَ بِرِضَا اللَّهِ تَعَالَى‪،‬‬

‫بَعْدَمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْبَسْمَلَةِ وَالْحَمْدَلَةِ وَالشَّهَادَةِ] [‪]٣‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(وَبَعْدُ)‬
‫والصَّلاةِ والسَّلَام عَلَى مَنْ ذُكِرَ ‪ -‬؛ (فَهَذَا الْمُؤَلَّفُ الْحَاضِرُ ذِهْنَا‬
‫مِنَ الاخْتِصَارِ‪.‬‬ ‫(مُخْتَصَرٌ) قَلَّ لَفْظُهُ وَكَثُرَ مَعْنَاهُ‪،‬‬

‫ص ‪.]٢٢٠‬‬ ‫رقم‪:‬‬ ‫ص ‪،۱۹۳‬‬ ‫رقم‪:‬‬ ‫لا أصل له أو بأصله موضوع للقاوقجي‪،‬‬

‫(قوله‪ :‬وَقِيلَ ‪ :‬هُمْ كُلُّ مُؤْمِنِ الأحسن في تعريفهم أن يقال‪ :‬هم‬


‫في مقام الزَّكاة والفيء والغنيمة ‪ :‬مؤمنو بني هاشم والمُطَّلِب‪ ،‬وفي‬
‫مقام المدح‪ :‬كُلُّ تَقِيّ‪ ،‬وفي مقام الدُّعاء‪ :‬كُلُّ مؤمن ولو عاصيًا‪.‬‬
‫فإِنَّه مَن‬ ‫أتى بالضَّمير احترازًا مِن صاحبنا(‪،)۱‬‬ ‫لِصَاحِبِهِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫طالت عشرته‪.‬‬

‫وَاخْتِيْرَ لِحَدِيْثِ جَزَمَ بِهِ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ»‪ .‬وكُتب‬ ‫[‪ ]۱‬أَثبَتَ في القديمة»‪:‬‬
‫ما أثبته على هامشها من نُسخة دون تصحيح ؛ وإِنَّما أثبتُ ما في غيرها لجمعه‬
‫بين عبارة «الفتح» و«التحفة»‪[ .‬عمار]‪.‬‬
‫وَهُمْ [عمار]‪.‬‬ ‫كُتب على هامش القديمة من نُسخة دون تصحيح ‪:‬‬ ‫[‪] ٢‬‬
‫نُسخةٍ‬ ‫وهو مكتوب على هامشها من‬ ‫ما بين معقوفتين غير مثبت في «القديمة»‪،‬‬ ‫[‪]٣‬‬
‫دون تصحيح [عمار]‪.‬‬

‫لم يأت به في «القديمة»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫( ‪)1‬‬


‫‪٦٦‬‬
‫ر المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫الْعِلْمُ بِالأَحْكَام‬ ‫وَاصْطِلَاحًا‪:‬‬ ‫(فِي الْفِقْهِ) هُوَ لُغَةٌ ‪ :‬الْفَهْمُ ‪،‬‬


‫وَاسْتِمْدَادُهُ ‪ :‬مِنَ‬ ‫الشَّرْعِيَّةِ الْعَمَلِيَّةِ الْمُكْتَسَبُ مِنْ أَدِلَّتِهَا التَّفْصِيْلِيَّةِ‪،‬‬
‫امْتِثَالُ أَوَامِرِ اللَّهِ تَعَالَى‬ ‫وَفَائِدَتُهُ ‪:‬‬ ‫الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالإِجْمَاعِ وَالْقِيَاسِ ‪،‬‬
‫وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيْهِ‪.‬‬

‫عَلَى مَذْهَبِ الإِمَامِ الْمُجْتَهِدِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيسَ‬

‫فإنَّه غير مكتسب‪.‬‬ ‫الْمُكْتَسَبُ خرج به ‪ :‬عِلم جبريل مثلا‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فهو فقه من حيث‬ ‫الناشئ عن اجتهاده‪،‬‬ ‫عِلمه‬ ‫ودخل فيه ‪:‬‬ ‫ح ل»‪،‬‬
‫حصوله عن اجتهاد وأمَّا من حيث كونه دليلا فلا يسمى فقها ؛ قاله‬
‫خرج به‪:‬‬ ‫فقولُ «ع «ش»‪ :‬أنَّ قوله‪ :‬من أدلتها‪،‬‬ ‫الكمالُ الْمَقْدِسِيُّ ‪،‬‬
‫الحاصل بغير اجتهاد ـ؛ لأنَّهما ليسا‬ ‫علم جبريل وعلم النَّبي ‪ -‬أي‪:‬‬
‫وعلم النَّبيِّ‬ ‫مكتسبين من الأدلة‪ ،‬بل عِلم جبريل من اللوح المحفوظ‪،‬‬
‫اهـ «بج» [على‬ ‫بل هما خارجان بالمكتسب‪.‬‬ ‫ليس بظاهر‪،‬‬ ‫من الوحي‪،‬‬
‫‪.]١٤/١‬‬ ‫«شرح المنهج»‬

‫من‬ ‫ولا بُدَّ‬ ‫بواسطة الأدِلَّة الإجماليَّة‪،‬‬ ‫التَّفْصِيْلِيَّةِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫والصَّواب أنَّ قيد التفصيلية تصريح‬ ‫اهـ خِضْر»‪،‬‬ ‫ملاحظة هذا‪.‬‬
‫من أَدِلَّتِهَا‪ .‬اهـ «بج»‬ ‫فهو لبيان الواقع دون الاحتراز؛ كقوله ‪:‬‬ ‫باللازم‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫[ على «شرح المنهج»‬

‫وسائر الأدلة المعروفة كـ‪:‬‬ ‫إلخ) أي ‪:‬‬ ‫مِنَ الْكِتَابِ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫كاستقراء الشَّافعيّ النِّساء في أقل الحيض‬ ‫الاستصحاب والاستقراء ‪-‬‬
‫كاستحسان الشَّافعي‬ ‫والاستحسان ‪-‬‬ ‫والنفاس وغالبهما وأكثرهما ‪-‬‬
‫وحواشيه‬ ‫اهـ من شرح المنهج [‪]٣/١‬‬ ‫التحليف على المصحف ‪..‬‬
‫‪.]١٥/١‬‬ ‫[منها‪« :‬بج»‬
‫‪٦٧‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫عَلَى مَا ذَهَبِ إِلَيْهِ مِنَ الْأَحْكَامِ‬ ‫(الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ ‪ ،‬أَيْ‪:‬‬
‫هُوَ ابْنُ الْعَبَّاسِ بنِ عُثْمَانَ بن شافع بن‬ ‫وَإِدْرِيْسُ وَالِدُهُ‪:‬‬ ‫فِي الْمَسَائِلِ‪.‬‬
‫عَبْدِ مَنَافِ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫عَبْدِ يَزِيدَ بنِ هَاشِمِ بنِ الْمُطَّلِبِ‬ ‫بن‬ ‫عُبَيْدِ‬ ‫السَّائِبِ بنِ‬
‫وَأَسْلَمَ هُوَ وَأَبُوْهُ السَّائِبُ يَوْمَ‬ ‫وَشَافِعٌ ‪ :‬هُوَ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِ الإِمَامُ‪،‬‬
‫وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَلْخَ‬ ‫بَدْرٍ‪ .‬وَوُلِدَ إِمَامُنَا الله سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمِئَةٍ‪،‬‬
‫رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعِ وَمِئَتَيْنِ‪.‬‬
‫انْتَخَبْتُهُ‬ ‫أَحْكَام (الدِّيْنِ)‬ ‫وَسَمَّيْتُهُ) بِـ قُرَّةِ الْعَيْنِ بِـ) بَيَانِ (مُهِمَّاتِ)‬
‫خَاتِمَةِ الْمُحَقِّقِيْنَ شِهَابٍ‬ ‫لِشَيْخَيْنَا ‪:‬‬ ‫وَهَذَا الشَّرْحَ مِنَ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ‪،‬‬
‫وَبَقِيَّةِ الْمُجْتَهِدِيْنَ وَجِيْهِ الدِّينِ عَبْدِ‬ ‫الدِّينِ أَحْمَدَ ابْنِ حَجَرٍ الْهَيْتَمِي‪،‬‬
‫وَشَيْخَيْ مَشَايِخِنَا ‪ :‬شَيْخ الإِسْلَامِ الْمُجَدِّدِ‬ ‫الرَّحْمَنِ ابْنِ زِيَادٍ‪ ،‬اها ‪،‬‬
‫رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى‪،‬‬ ‫وَالإِمَامِ الأَمْجَدِ أَحْمَدَ الْمُزَجَّدِ‪،‬‬ ‫زَكَرِيَّا الأَنْصَارِيِّ‪،‬‬
‫مُعْتَمِدًا عَلَى مَا جَزَمَ بِهِ شَيْخًا‬ ‫وَغَيْرِهِمْ مِنْ مُحَقِّقِي الْمُتَأَخْرِيْنَ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫فَمُحَقِّقُو الْمُتَأَخِّرِينَ‬ ‫النَّوَوِيُّ والرَّافِعِيُّ‪،‬‬ ‫الْمَذْهَبِ ‪:‬‬

‫(رَاجِيًا مِنْ رَبِّنَا (الرَّحْمَنِ أَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ الْأَذْكِيَاءُ) أَيْ ‪ :‬الْعُقَلَاءُ ‪-‬‬
‫(وَأَنْ تَقَرَّ بِهِ ‪ -‬أَيْ ‪ :‬بِسَبَبِهِ ‪ -‬عَيْنِي غَدًا) أَيْ ‪ :‬يَوْمَ الآخِرَةِ ‪( -‬بِالنَّظَرِ‬
‫آمِيْنَ‪.‬‬ ‫إِلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا)‬

‫(قوله ‪ :‬مِنَ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ) أي‪ :‬كَـ ‪« :‬التحفة» و«فتح الجواد»‬


‫وقد ينقل عن غيرها گـ‪:‬‬ ‫فإنَّ غالبه منها‪،‬‬ ‫و شرح المنهج والعُباب»‪،‬‬
‫كُتُب شيخه ابن زياد وغيره‪ ،‬كما يُعلم بالتَّتَبُّع‪ ،‬وقد تقدَّم في الأصل‬
‫وسيأتي‬ ‫الثاني حاصل الكلام في بيان الكُتُبِ المعتمدة من غيرها‪،‬‬
‫الشارح بنَزْرِ من ذلك في باب القضاء‪.‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫(بَابُ الصَّلَاةِ)‬

‫أَقْوَالٌ وَأَفْعَالٌ مَخْصُوْصَةٌ مُفْتَتَحَةٌ بِالتَّكْبِيْرِ‬ ‫هِيَ شَرْعًا ‪:‬‬


‫وَهِيَ‪:‬‬ ‫وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ ؛ لِاشْتِمَالِهَا عَلَى الصَّلَاةِ لُغَةٌ‪،‬‬ ‫مُخْتَتَمَةٌ بِالتَسْلِيم‪،‬‬
‫الدُّعَاءُ‬

‫عني‬ ‫وبوو‬

‫بَابُ الصَّلَاةِ‬

‫ولو حُكْمًا لتدخل صلاة المريض‬ ‫أَقْوَالٌ وَأَفْعَالٌ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫وكذا الجنازة على ما ذهب إليه‬ ‫والمربوط على خشبة والأخرس‪،‬‬
‫لأنَّ قياماتها‬ ‫والْقَلْيُوْبِيُّ قال‪:‬‬ ‫‪]۲۹۷/۱‬‬ ‫الخطيب [في‪« :‬المغني»‬
‫وذهب العلامة ابن‬ ‫أفعال وإن لم يحنث بها من حلف لا يصلي ‪-‬‬
‫نظرًا للعُرْفِ‬ ‫حجر إلى أنَّها ليست بصلاة [في «التحفة» ‪]٤١٦/١‬‬
‫والأفعال‬ ‫والأقوال خمسة‪،‬‬ ‫[في‪« :‬حاشيته على شرح المحلّي ‪.]١٢٦/١‬‬
‫ثمانية‪.‬‬

‫فليستا‬ ‫مَخْصُوْصَةٌ خرج به سجدتا الشكر والتلاوة‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫وعليه فلا حاجة إلى قولهم في التعريف‬ ‫بصلاة‪( .‬تحفة» [‪.]٤١٦/١‬‬
‫‪:‬‬

‫غالبًا كما يوجد في بعض نُسَخ هذا الشرح‪.‬‬


‫‪79‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَالْمَفْرُوْضَاتُ الْعَيْنِيَّةُ خَمْسٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ‪ ،‬مَعْلُوْمَةٌ مِنَ الدِّيْنِ‬
‫فَيُكْفَرُ جَاحِدُهَا ‪ ،‬وَلَمْ تَجْتَمِعْ هَذِهِ الْخَمْسُ لِغَيْرِ نَبِيِّنَا‬ ‫بِالضَّرُورَةِ‪،‬‬
‫وَفُرِضَتْ لَيْلَةَ الإِسْرَاءِ بَعْدَ النُّبُوَّةِ بِعَشْرِ سِنِيْنَ وَثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ‬ ‫‪،‬‬ ‫مُحَمَّدٍ‬
‫لَيْلَةَ سَبْعِ وَعِشْرِيْنَ مِنْ رَجَبٍ‪ ،‬وَلَمْ تَجِبْ صُبْحَ يَوْمِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ؛ لِعَدَمِ‬
‫الْعِلْمِ بِكَيْفِيَّتِهَا‪.‬‬
‫الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ‪( -‬عَلَى كُلِّ‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(إِنَّمَا تَجِبُ الْمَكْتُوْبَةُ)‬
‫بَالِغِ عَاقِلٍ ذَكَرٍ أَوْ غَيْرِهِ ـ (طَاهِرٍ)‪ ،‬فَلَا تَجِبُ‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫مُسْلِمٍ مُكَلَّفٍ)‬

‫علمها مشابه للعلم‬ ‫مَعْلُوْمَةٌ مِنَ الدِّيْنِ بِالضَّرُورَةِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الضروري في كونه لا يتوقف على تأمل‪ ،‬فلا يَرِدُ أَنَّ الضَّروري‬
‫مختص بالْمُدْرَكِ بإحدى الحَوَاسُ ؛ وأيضًا الضروري لا يحتاج لإقامة‬
‫الأدلة عليه‪ ،‬وقد أقيم عليها الأدِلَّة (وقوله‪ :‬مِنَ الدِّينِ) أي‪ :‬من‬
‫أدلته‪.‬‬

‫ولداود‬ ‫بل كان لآدم منها الصبح‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫لِغَيْرِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫كما‬ ‫وليُونُس العشاء‪،‬‬ ‫وليعقوب المغرب‪،‬‬ ‫ولسليمان العَصْر‪،‬‬ ‫الظهر‪،‬‬
‫سيأتي في الشرح في مبحث الأوقات‪ .‬قال في «التحفة»‪ :‬ولا ينافيه‬
‫قول جبريل في خبره الآتي بعد صلاته الخمس‪« :‬هَذَا وَقْتُ الأَنْبِيَاءِ‬
‫[ مِنْ قَبْلِكَ) [الترمذي رقم‪ ]١٤٩ :‬؛ لاحتمال أنَّ المراد أنه وقتهم على‬
‫الإجمال وإن اختصَّ كلٌّ ممَّن ذُكِرَ منهم بوقت‪ .‬اهـ [‪.]٤١٦/١‬‬

‫والجُمعة‬ ‫المفروضة في كُلّ يوم وليلة‪،‬‬ ‫الْمَكْتُوْبَةُ) أي‪:‬‬ ‫( قوله ‪:‬‬


‫في يومها من الخمس‪.‬‬

‫بخلاف الكافر‬ ‫فشمل المرتد‪،‬‬ ‫ولو فيما مضى‪،‬‬ ‫مُسْلِم)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الأصلي‪ ،‬فلا يطالب بها في الدُّنيا ؛ لعدم صحتها منه وإن عذب على‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫لِعَدَم‬ ‫عَلَى كَافِرِ أَصْلِيٌّ وَصَبِيٌّ وَمَجْنُوْنٍ وَمُغْمِّى عَلَيْهِ وَسَكْرَانَ بِلَا تَعَدِّ؛‬
‫وَلَا قَضَاءَ‬ ‫تَكْلِيْفِهِمْ‪ ،‬وَلَا عَلَى حَائِضِ وَنُفَسَاءَ؛ لِعَدَمِ صِحَّتِهَا مِنْهُمَا‪،‬‬
‫بَلْ تَجِبُ عَلَى مُرْتَدٌ وَمُتَعَدٌ بِسُكْرٍ‪.‬‬ ‫عَلَيْهِمْ‪،‬‬
‫حَدًا بِضَرْبِ عُنُقِ إِنْ‬ ‫أَيْ الْمُسْلِمُ الْمُكَلَّفُ الطَّاهِرُ ‪-‬‬ ‫(وَيُقْتَلُ)‬
‫عَامِدًا عَنْ وَقْتِ جَمْعِ لَهَا‪ ،‬إِنْ كَانَ (كَسَلًا)‬ ‫الْمَكْتُوْبَةَ ‪-‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫أَخْرَجَهَا)‬

‫تركها ـ كغيرها من فروع الشريعة الْمُجْمَع عليها ـ في الآخرة؛ لتمكنه‬


‫بلغته الدعوة‪.‬‬ ‫بَالِغ عَاقِل)‬ ‫من فعلها بالإسلام (قوله ‪:‬‬
‫(قوله‪ :‬وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِمْ) جزم في «النهاية» بعدم انعقاد القضاء من‬
‫الكُفَّار لأيَّام كفره ؛ وأفتى السُّيوطي بأن له القضاء‪ ،‬وأطال‪ ،‬قال العلامة‬
‫بل قول الرملي بانعقاد قضاء الحائض يردُّ عليه‪،‬‬ ‫وهو التحقيق‪،‬‬ ‫الْكُرْدِيُّ ‪:‬‬
‫فَنَقَلَ في «الإيعاب أنَّه يسنُّ له القضاء لما فاته زمن الصبا‪،‬‬ ‫وأمَّا الصَّبيُّ ‪:‬‬
‫فيحرم قضاؤها عند‬ ‫وأمَّا الحائض‪:‬‬ ‫وتردد في قضاء ما فاته قبل التّمييز‪،‬‬
‫«التحفة» ‪:‬‬ ‫في‬ ‫الكراهة؛ قال‬ ‫ابن حجر؛ واستوجه في «المغني» و«النهاية»‬
‫ولا تنعقد منها عليهما ؛ لأنَّ الكراهة والحرمة هنا من حيث كونها صلاة‪،‬‬
‫الانعقاد‪ .‬اهـ «الكبرى»‬ ‫واستوجه في النهاية)‬ ‫وجَرَى عليه في (المغني)‬
‫‪.]۱۳۷/۱‬‬ ‫و«الوسطى»‬ ‫إلى ‪،‬‬ ‫‪٥٤٨/١‬‬

‫أي ‪:‬‬ ‫حَدَّا)‬ ‫بالسَّيف ويمتنع بغيره‪( .‬وقوله‪:‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَيُقْتَلُ )‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ويجري عليه أحكام‬ ‫يقتل كُفْرًا كالمرتد‪،‬‬ ‫عندنا كمالك ؛ وقال أحمد ‪:‬‬
‫فلا يصلى عليه ولا يورث ويكون ماله فينا؛ وقال أبو‬ ‫المرتدين ‪:‬‬
‫وما‬ ‫كذا في «رحمة الأُمَّة» [ص ‪٣٢‬‬ ‫يحبس أبدًا حتّى يصلي‪.‬‬ ‫حنيفة‪:‬‬
‫فحكمه حكم المسلمين في‬ ‫وعلى القول بقتله حدًّا‬ ‫بعدها وغيره‪.‬‬
‫الغسل والتكفين والصَّلاة عليه والدَّفن في مقابر المسلمين‪.‬‬
‫كَسَلًا) أو تهاونًا‪ ،‬أو ترك الوضوء لها ونحوه من‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫مَعَ اعْتِقَادِ وُجُوْبِهَا ‪،‬‬

‫واجباتها المعلومة من الدِّين بالضَّرورة أو ترك الجمعة إن وجبت عليه‬


‫إجماعًا ‪ -‬لا أهل القُرَى؛ لخلاف أبي حنيفة في وجوبها عليهم ـ وإن‬
‫‪-‬‬

‫صلَّى الظهر كما في «التحقيق» وغيره‪ ،‬وهو المعتمد‪ ،‬وأفتى الْغَزَالِيُّ‬


‫وأقره الرافعي وابن الرّفعة وصاحب الإرشاد» أنَّه إذا قال ‪ :‬أصلي‬
‫قال في‬ ‫الظهر؛ لَا يُقتل ‪ -‬أي ‪ :‬وإن كان مرتكبا كبيرة بتركها ‪،‬‬
‫تجزئه الظهر‪ ،‬إلَّا أن‬ ‫ويقويه أنَّ أبا حنيفة وصاحبيه قالوا ‪:‬‬ ‫«الفتح»‪:‬‬
‫والقولُ‬ ‫بشرى الكريم» ص ‪ .]٤٤٠‬قال في «التحفة»‪:‬‬ ‫[انظر ‪:‬‬ ‫إنَّه واءٍ‬ ‫يقال ‪:‬‬
‫اهـ [‪.]٨٥/٣‬‬ ‫بأنها فرض كفاية شاذ لا يعوّل عليه‪.‬‬

‫ومع كونه مسلمًا يجب على الإمام أو نائبه ـ دون غيرهما ـ قتله‬
‫لكن بشرط إخراجها عن وقت جَمْع ـ كما تقدَّم‬ ‫ولو بصلاة واحدة‪،‬‬
‫فلا يقتله بترك الظهر حتّى تغرب الشمس‪ ،‬ولا‬ ‫في كلام الشارح ‪..‬‬
‫بترك المغرب حتى يطلع الفجر‪.‬‬

‫ولا‬ ‫لا يقتل بالحاضرة؛ لأنَّه لم يخرجها عن وقتها‪،‬‬ ‫لا يقال ‪:‬‬
‫بل يقتل‬ ‫بالفائتة؛ لأنَّه لا قتل بالقضاء وإن وجب فورًا؛ لأنَّا نقول ‪:‬‬
‫بالحاضرة إذا أمره بها الإمام أو نائبه ‪ -‬دون غيرهما ـ في الوقت‪،‬‬
‫بحيث يبقى منه ما يسع الصَّلاة والطَّهارة ‪ -‬وقيل ‪ :‬ما يسع ركعة ـ‪،‬‬
‫وتوعده بالقتل على إخراجها فامتنع حتّى خرج وقتها؛ لأنه حينئذ‬
‫فهو ليس لحاضرة فقط ولا‬ ‫معاند للشَّرع عنادًا يقتضي مثله القتل‪،‬‬
‫الأمر والإخراج مع التصميم‪.‬‬ ‫لفائتة فقط‪ ،‬بل لمجموع الأمرين‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫[‪٨٤/٣‬‬ ‫(تحفة)‬

‫ضيق وقتها عن أقل ممكن‬ ‫والمراد بوقت الْجَمْع في الجُمُعة‪:‬‬


‫الخطبة والصَّلاة ؛ لأنَّ وقت العصر ليس وقتا لها‪.‬‬ ‫من‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَعَلَى نَدْبِ الاسْتِتَابَةِ‬ ‫وُجُوْبًا‪،‬‬ ‫وَقِيلَ ‪:‬‬ ‫(إِنْ لَمْ يَتُبْ بَعْدَ الاسْتِتَابَةِ نَدْبًا ‪،‬‬

‫وخرج بـ «كَسَلًا» ما لو تركها لعذر ولو فاسدًا؛ كأن قال‪:‬‬


‫صليت‪ ،‬وإن ظنَّ كذبه‪ ،‬وقال «بج»‪ :‬وإن قطع بكذبه؛ لاحتمال طُرُوِّ‬
‫لكن يجب أمره بها؛ وكأن فقد‬ ‫حالة عليه تجوز له الصَّلاة بالإيماء‪،‬‬
‫وكذا كلّ ما تلزمه الإعادة؛ للخلاف في وجوبها عليه‪،‬‬ ‫الطهورين‪،‬‬
‫وكذا كلّ ما اختلف فيه خلافًا غير واءٍ وإن لم يقلده؛ لأن خلاف‬
‫والحدود تدرأ بالشُّبهات‪ .‬اهـ «بشرى» [ص ‪.]٤٤١‬‬ ‫العلماء شبهة‪،‬‬

‫فإن تاب‪:‬‬ ‫فإذا استتيب ولم يتب قُتِل‪،‬‬ ‫(قوله ‪ :‬إِنْ لَمْ يَتُبْ أي ‪:‬‬
‫المعاندة‬ ‫وجب قبول توبته وصار معصوما ؛ لأنَّه بالتوبة خرج عن‬
‫وهو حَدُّ والحدود لا تسقط‬ ‫واستشكل قبول توبته‬ ‫المقتضية لقتله‪،‬‬
‫أنَّ التَّوبة هنا تفيد تدارك الغاية بخلافها‬ ‫بالتّوبة؛ وأجيب بأجوبة منها ‪:‬‬
‫أنَّه‬ ‫وتوبته هنا بعوده لفعل الصَّلاة ؛ وقضيَّته ‪:‬‬ ‫في نحو الزنى والسَّرقة‬
‫ولم يذكر عذرًا للتأخير؛ أنَّه غير تائب‪،‬‬ ‫تبت وسأصَلِّي بعد‪،‬‬ ‫لو قال ‪:‬‬
‫فإن تاب فورًا؛ وإِلَّا قُتِلَ؛ لأنَّ‬ ‫ويؤيده قولهم ‪ :‬إنَّه يستتاب فورًا‪،‬‬
‫الإمهال يؤدي إلى تأخير صلوات‪.‬‬

‫هو المعتمد في «التحفة» [‪ ]۸۷/۳‬و«النهاية»‬ ‫نَدْبا (‪))۱‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وغيرهما‪.‬‬ ‫[‪]٤٣٠/٢‬‬

‫واعتمده شيخ‬ ‫على الجميع‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وُجُوْبًا (‪)۲‬‬ ‫وَقِيلَ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬

‫وهو في‬ ‫كُتب في «القديمة فوق قوله ((الاسْتِتَابَةِ دون إشارة إلى تصحيحه‪،‬‬ ‫(‪)۱‬‬
‫بعض النسخ الخطيَّة كما في إعانة الطالبين»‪[ .‬عمار]‪.‬‬
‫وهو في‬ ‫فوق قوله (الاسْتِتَابَةِ دون إشارة إلى تصحيحه‪،‬‬ ‫كُتب في «القديمة»‬ ‫(‪)۲‬‬
‫بعض النسخ الخطيَّة كما في إعانة الطالبين»‪[ .‬عمار]‪.‬‬
‫‪۷۳‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫لَكِنَّهُ يَأْثَمُ ؛ وَيُقْتَلُ كُفْرًا إِنْ تَرَكَهَا جَاحِدًا‬ ‫لَا يَضْمَنُ مَنْ قَتَلَهُ قَبْلَ التَّوْبَةِ ‪،‬‬
‫فَلَا يُغَسَّلُ وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ‪.‬‬ ‫وُجُوْبَهَا ‪،‬‬

‫التحفة»‪،‬‬
‫في «حواشي‬ ‫و«سم»‬ ‫الإسلام في شرح المنهج [‪]۸۸/۱‬‬
‫وينبغي حَمْلُ النَّدب على‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬لأنَّه من قبيل الأمر بالمعروف‬
‫فلا‬ ‫بمعنى أنَّه لا يتوقف جواز القتل عليها‪،‬‬ ‫أنَّه من حيث جواز القتل‪،‬‬
‫ينافي وجوبها من حيث الأمر بالمعروف‪ .‬اهـ‪ .‬وهو ـ كما تراه ‪ -‬قوِيُّ‬
‫المسلك العدل على شرح مختصر‬ ‫واسمها ‪:‬‬ ‫الصغرى»‪،‬‬ ‫جدًّا ‪ .‬اهـ كُردي [في‪:‬‬
‫ولعلَّها النسخة الَّتِي‬ ‫وهي مقابلة على مؤلّفها‪،‬‬ ‫عندي منها نُسخة خطية نفيسة‪،‬‬ ‫بافضل»‪،‬‬
‫فقد كُتِبَ عليها أنَّه ناظرها]‪.‬‬ ‫كانت بين يدي السقاف‪،،‬‬

‫إذا‬ ‫أي‪:‬‬ ‫قال «ع ش»‪:‬‬ ‫لَا يَضْمَنُ مَنْ قَتَلَهُ قَبْلَ التَّوْبَةِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وإلَّا ضمنه؛ لعصمته على قاتله‪.‬‬ ‫كان بعد أمر الإمام ‪ -‬أي بالتّوبة ‪-‬‬
‫فلو قتله إنسان قبل أمر الإمام له‬ ‫على «شرح المنهج ‪.]٤٤٦/١‬‬ ‫اهـ [نقله «بج»‬
‫أو بعده وبعد إخراجها عن وقتها بغير أمر الإمام؛ أثِمَ‬ ‫بها؛ ضمنه‪،‬‬
‫الاستتابة مندوبة؛‬ ‫ولا ضمان ولو قبل الاستتابة إن لم يكن مثله وقلنا ‪:‬‬
‫عدم‬ ‫في «الغُرر»‬ ‫واستظهر «سم»‬ ‫وإلا ضمنه‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٤٤٢‬‬
‫حتّى على القول بالوجوب‪.‬‬ ‫الضمان‪،‬‬

‫كَكُلِّ معلوم من الدِّين‬ ‫كُفْرًا إجماعًا وإن فعلها ‪-‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫فالجحد وحده مقتض للكفر‪.‬‬ ‫بالضرورة ‪،‬‬

‫ولا يدفن في مقابل‬ ‫(قوله ‪ :‬فَلَا يُغَسَّلُ وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ) أي‪:‬‬
‫المسلمين؛ لكُفره‪.‬‬

‫قال الإمام الْغَزَالِيُّ رحمه الله تعالى ولو زعم زاعم أنَّ بينه‬
‫بحيث لا تجب عليه الصلاة‬ ‫وبين الله حالة أسقطت عنه التكاليف‪،‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٧٤‬‬

‫( وَيُبَادِرُ) مَنْ مَرَّ (بِفَائِتٍ) وُجُوْبًا إِنْ فَاتَ بِلَا عُذْرٍ‪ ،‬فَيَلْزَمُهُ الْقَضَاءُ‬
‫وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ يَلْزَمُهُ‬ ‫فَوْرًا‪ .‬قَالَ شَيْخُنَا أَحْمَدُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ ‪:‬‬
‫صَرْفُ جَمِيعِ زَمَنِهِ لِلْقَضَاءِ مَا عَدَا مَا يَحْتَاجُ لِصَرْفِهِ فِيْمَا لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ‪،‬‬
‫‪.]٣٣٩/١‬‬ ‫انتهى [فتح الجواد»‬ ‫وَأَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَيْهِ التَّطَوُّعُ‪.‬‬

‫وَنِسْيَانٍ كَذَلِكَ‪.‬‬ ‫وَيُبَادِرُ بِهِ نَدْبَا إِنْ فَاتَ بِعُذْرٍ؛ كَنَوْمٍ لَمْ يَتَعَدَّ بِهِ‪،‬‬
‫وَهَكَذَا‪،‬‬ ‫فَيَقْضِي الصُّبْحَ قَبْلَ الظُّهْرِ‪،‬‬ ‫(وَسُنَّ تَرْتِيْبُهُ أَيْ ‪ :‬الْفَائِتِ‪،‬‬
‫وَتَقْدِيْمُهُ عَلَى حَاضِرَةٍ لَا يَخَافُ فَوْتَهَا إِنْ فَاتَ بِعُذْرٍ؛ وَإِنْ خَشِيَ‬
‫وَإِذَا فَاتَ بِلَا عُذْرٍ؛ فَيَجِبُ تَقْدِيْمُهُ عَلَيْهَا‪،‬‬ ‫فَوْتَ جَمَاعَتِهَا عَلَى الْمُعْتَمَدِ‪.‬‬

‫وأحلت له شرب الخمر وأكل أموال الناس‬ ‫ولا الصوم ونحوهما‪،‬‬


‫الإباحيون ؛ فلا شكّ‬ ‫ـ كما زعمه بعض من يدَّعِي التَّصوُّف‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫قَتْلُ واحد منهم‬ ‫بل قال بعضهم‪:‬‬ ‫في وجوب قتله على الإمام أو نائبه‪،‬‬
‫اهـ كذا نقله‬ ‫أفضل عند الله من قتل مئة حربي في سبيل الله تعالى‪.‬‬
‫‪.]٢٢٢/٤‬‬ ‫الباجوري على «شرح ابن قاسم‬

‫كنحو نوم أو مؤنة من تلزمه مؤنته‪.‬‬ ‫فِيْمَا لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وفرض الكفاية‪« .‬فتح الجواد»‪.‬‬ ‫وَأَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَيْهِ التَّطَوُّعُ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫تَرْكُ العبد الصَّلاة يضرُّ بجميع‬ ‫فَائِدَة ‪ :‬قال الْقَفَّالُ في «فتاويه»‬
‫السَّلام علينا وعلى عباد الله‬ ‫المسلمين؛ إذ لا بدَّ أن يقول في التّشهد ‪:‬‬
‫‪ ،‬وفي حقّ‬ ‫فيكون مقصرًا بخدمة الله‪ ،‬وفي حقٌّ رسوله‬ ‫الصَّالحين‪،‬‬
‫وفي حق كافة المسلمين ؛ ولذلك عظمت المعصية بتركها‪،‬‬ ‫نفسه‪،‬‬
‫واستنبط منه السبكي أنَّ من تركها أخل بحقِّ جميع المؤمنين من مضى‬
‫ومن يجيء إلى يوم القيامة [انظر‪« :‬فتح الباري» ‪.]٣٦٩/٢‬‬
‫الشَّرط والغاية‬ ‫إِنْ فَاتَ بِعُذْرٍ؛ وَإِنْ خَشِيَ فَوْتَ جَمَاعَتِهَا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪Vo‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫خَارِجَ‬ ‫أَمَّا إِذَا خَافَ فَوْتَ الْحَاضِرَةِ بِأَنْ يَقَعَ بَعْضُهَا ‪ -‬وَإِنْ قَلَّ ‪-‬‬
‫وَيَجِبُ تَقْدِيمُ مَا فَاتَ بِغَيْرِ عُذْرٍ عَلَى مَا‬ ‫الْوَقْتِ؛ فَيَلْزَمُهُ الْبَدْءُ بِهَا‪،‬‬
‫وَالْبِدَارُ وَاجِبٌ‪.‬‬ ‫وَإِنْ فُقِدَ التَّرْتِيْبُ ؛ لأَنَّهُ سُنَّةٌ‪،‬‬ ‫فَاتَ بِعُذْرٍ‪،‬‬

‫وَيَجِبُ تَأْخِيْرُهَا عَنِ‬ ‫وَيُنْدَبُ تَأْخِيْرُ الرَّوَاتِبِ عَنِ الْفَوَائِتِ بِعُذْرٍ‪،‬‬


‫الْفَوَائِتِ بِغَيْرِ عُذْرٍ‪.‬‬
‫وَفِي‬ ‫لَمْ تُقْضَ وَلَمْ يُفْدَ عَنْهُ‪،‬‬ ‫مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صَلَاةُ فَرْضِ ‪:‬‬ ‫تَنْبِيْهُ ‪:‬‬
‫حَكَاهُ الْعَبَّادِي عَنِ الشَّافِعِيِّ ؛‬ ‫أَوْصَى بِهَا أَمْ لَا‪،‬‬ ‫إِنَّهَا تُفْعَلُ عَنْهُ ‪،‬‬ ‫قَوْلٍ ‪:‬‬
‫ص‬ ‫كتاب الأيمان والنُّذور ‪:‬باب مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ نَذْرٌ‪،‬‬ ‫لِخَبَرٍ فِيْهِ [البخاري معلقًا‬
‫وَفَعَلَ بِهِ السُّبْكِيُّ عَنْ بَعْضِ أَقَارِبِهِ‪.‬‬ ‫‪،]۱۲۷۸‬‬

‫وهو‬ ‫كلاهما جاريان في كلِّ من سَنِّ التَّرتيب والتَّقديم على الحاضرة‪،‬‬


‫وما بعدها]؛ واعتمد الجمال‬ ‫ما ذهب إليه ابن حجر [في‪« :‬التَّحفة ‪٤٣٩/١‬‬
‫الرملي سُنيَّة ترتيب الفوائت مطلقًا فاتت كلُّها بعذر أو بغيره‪ ،‬أو‬
‫‪.]٣٨١/١‬‬ ‫بعضها بعذر وبعضها بغير عذر [في‪« :‬النهاية»‬

‫تصوير للفوات على ما ذهب‬ ‫إلخ)‬ ‫(قوله ‪ :‬بِأَنْ يَقَعَ بَعْضُهَا ‪...‬‬
‫أمكنه إدراك ركعة في‬ ‫متی‬ ‫إليه ابن حجر ؛ واعتمد في «النهاية» أنَّه‬
‫الوقت استُحِبَّ التَّرتيب [‪.]٣٨٢/١‬‬
‫(قوله ‪ :‬وَإِنْ فُقِدَ التَّرْتِيْبُ) كذلك في التحفة» و«المغني»؛‬
‫فَجَرَى على سَنِّ ترتيب الفوائت مطلقًا‪« .‬كُردي»‬ ‫وخالف في «النّهاية»‬
‫‪.]١٤٤/١‬‬ ‫[في‪« :‬الوسطى»‬
‫سيأتي إعادة ذلك في‬ ‫مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صَلَاةُ فَرْضِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫الصوم بأبسط مما هنا‪.‬‬
‫شحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٧٦‬‬

‫بِأَنْ صَارَ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ‬ ‫وَيُؤْمَرُ) ذُو صِبًا ذَكَرًا وَأُنْثَى (مُمَيِّنٌ)‬ ‫(‬
‫وَيَسْتَنْجِي وَحْدَهُ‪ ،‬أَيْ‪ :‬يَجِبُ عَلَى كُلِّ مِنْ أَبَوَيْهِ وَإِنْ عَلَا‪ ،‬ثُمَّ الْوَصِيِّ‪،‬‬
‫وَبِجَمِيعِ‬ ‫وَعَلَى مَالِكِ الرَّقِيقِ‪ ،‬أَنْ يَأْمُرَ (بِهَا) أَيْ الصَّلَاةِ‪ ،‬وَلَوْ قَضَاءَ‪،‬‬
‫وَإِنْ مَيَّزَ‬ ‫لِسَبْعِ) أَيْ ‪ :‬بَعْدَ سَبْعِ مِنَ السِّنِينَ [أَيْ ‪ :‬عِنْدَ تَمَامِهَا ]‬ ‫شُرُوْطِهَا‪،‬‬
‫وَيُضْرَبُ) ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ وُجُوْبًا‬ ‫قَبْلَهَا‪ ،‬وَيَنْبَغِي مَعَ صِيْغَةِ الأَمْرِ التَّهْدِيدُ ‪،‬‬
‫وَلَوْ قَضَاءَ‪ ،‬أَوْ تَرْكِ شَرْطٍ مِنْ‬ ‫مِمَّنْ ذُكِرَ (عَلَيْهَا) أَيْ عَلَى تَرْكِهَا‪،‬‬
‫بَعْدَ اسْتِكْمَالِهَا ؛ لِلْحَدِيْثِ الصَّحِيحِ ‪« :‬مُرُوا الصَّبِيَّ‬ ‫شُرُوْطِهَا ‪( ،‬لِعَشْرِ) أَيْ ‪:‬‬
‫وَإِذَا بَلَغَ عَشْرَ سِنِيْنَ فَاضْرِبُوْهُ عَلَيْهَا» [أبو داود‬ ‫بِالصَّلَاةِ إِذَا بَلَغَ سَبْعَ سِنِيْنَ‪،‬‬
‫صحيح على‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫‪،٧٤٨‬‬ ‫المستدرك ) رقم‬ ‫واللفظ له الحاكم في‬ ‫رقم‪:‬‬

‫كَصَوْمِ أَطَاقَهُ) فَإِنَّهُ يُؤْمَرُ بِهِ لِسَبْعِ وَيُضْرَبُ عَلَيْهِ لِعَشْرٍ‬ ‫شرط مسلم‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫التَّمْرِيْنُ عَلَى الْعِبَادَةِ؛ لِيَتَعَوَّدَهَا فَلَا يَتْرُكَهَا‪.‬‬ ‫وَحِكْمَةُ ذَلِكَ ‪:‬‬ ‫كَالصَّلَاةِ‪،‬‬

‫وجوبا كفائيا‪.‬‬ ‫يَجِبُ عَلَى كُلِّ مِنْ أَبَوَيْهِ) أي ‪:‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫أي‪ :‬إن احتيج إليه‪.‬‬ ‫التَّهْدِيدُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ولو لم‬ ‫مؤلم‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫بكسر الرَّاء المشددة ‪-‬‬ ‫غَيْرَ مُبَرِّح ‪-‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫تَرَكَهُمَا؛ وفاقًا لابن عبد السلام‪،‬‬ ‫يُفد إلا المبرح ‪ :‬قال في «التحفة»‪:‬‬
‫وخلافا لقول الْبُلْقِيني ‪ :‬يفعل غير المبرح كالحد‪ .‬اهـ [‪.]٤٥١/١‬‬
‫قال‬ ‫ظاهر إطلاقهم ولو فاتت قبل العشر‪،‬‬ ‫وَلَوْ قَضَاءً)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ووافق عليه شيخنا الزَّيَّادِي ‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪« :‬الصغرى»]‪.‬‬ ‫الشَّوْبَرِيُّ ‪:‬‬
‫بَعْدَ اسْتِكْمَالِهَا هذا معتمد ابن حجر [في‪« :‬التحفة»‬ ‫أَيْ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بخلاف السَّبع‪.‬‬ ‫من ابتدائها [في‪« :‬النهاية ‪،]٣٩١/١‬‬ ‫م ر‬ ‫‪]٤٥١/١‬؛ واعتمد‬

‫ما بين معقوفتين غير مثبت في «القديمة»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫[ ‪]١‬‬


‫‪VV‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَبَحَثَ الْأَذْرَعِيُّ فِي قِنْ صَغِيْرِ كَافِرٍ نَطَقَ بِالشَّهَادَتَيْنِ أَنَّهُ يُؤْمَرُ نَدْبًا‬
‫وَيُحَثُ عَلَيْهِمَا مِنْ غَيْرِ ضَرْبٍ؛ لِيَأْلَفَ الْخَيْرَ بَعْدَ‬ ‫بِالصَّلاةِ والصَّوْمِ‪،‬‬
‫‪.]٤٥١/١‬‬ ‫انتهى [التحفة»‬ ‫وَإِنْ أَبَى الْقِيَاسُ ذَلِكَ‪.‬‬ ‫بُلُوغِهِ‪،‬‬

‫وَتَعْلِيْمُهُ‬ ‫عَلَى مَنْ مَرَّ نَهْيُهُ عَن الْمُحَرَّمَاتِ‪،‬‬ ‫أَيْضًا ‪-‬‬ ‫وَيَجِبُ ‪-‬‬
‫وَأَمْرُهُ‬ ‫الْوَاجِبَاتِ وَنَحْوِهَا مِنْ سَائِرِ الشَّرَائِعِ الظَّاهِرَةِ‪ ،‬وَلَوْ سُنَّةٌ كَسِوَاكِ‪،‬‬
‫وَأَجْرَةُ‬ ‫بِذَلِكَ؛ وَلَا يَنْتَهِي وُجُوْبُ مَا مَرَّ عَلَى مَنْ مَرَّ إِلَّا بِبُلُوغِهِ رَشِيْدًا‪،‬‬
‫تَعْلِيْمِهِ ذَلِكَ كَالْقُرْآنِ وَالآدَابِ فِي مَالِهِ‪ ،‬ثُمَّ عَلَى أَبِيْهِ‪ ،‬ثُمَّ عَلَى أُمِّهِ‪.‬‬

‫( قوله ‪ :‬أَنَّهُ يُؤْمَرُ نَدْبًا بِالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ) أي ‪ :‬لا وجوبا ؛ لاحتمال‬


‫يجب‬ ‫إِنَّه‬ ‫على «شرح الروض»‪:‬‬ ‫وفي «حواشي الشّهاب الرملي»‬ ‫كفره‪،‬‬
‫على «المنهاج»‪،‬‬ ‫ومثله في «الخطيب»‬ ‫أمره بها ؛ نظرًا لظاهر الإسلام‪،‬‬
‫صحت صلاته؛ وإلا فلا ‪،‬‬ ‫ثمَّ إن كان مسلمًا في نفس الأمر ‪:‬‬ ‫أي‪:‬‬
‫على «النهاية»‬ ‫أيضًا ‪ -‬أنَّه لا يصحُ الاقتداء به‪ .‬اهـ [«ع ش»‬ ‫‪-‬‬ ‫وينبغي‬
‫‪.[۳۹۲/۳‬‬

‫ندب الأمر؛ لأنَّه كافر‬ ‫وَإِنْ أَبَى الْقِيَاسُ ذَلِكَ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫احتمالًا‪.‬‬

‫عَلَى مَنْ مَرَّ) أي‪ :‬من الأبوين والوَصِيِّ‬ ‫أَيْضًا ‪-‬‬ ‫وَيَجِبُ ‪-‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فالإمام‪،‬‬ ‫(‬
‫الملتقط والمودع والمستعير‬ ‫‪:‬‬ ‫ومثلهم‬ ‫ومالك الرَّقيق ‪-‬‬
‫فصلحاء المسلمين‪.‬‬

‫(قوله‪ :‬وَلَوْ سُنَّةً مثله «شرح العُباب حيث ذَكَرَ أنَّ ظاهر كلام‬
‫وخصه بما‬ ‫الْقُمُوْلِي الضَّرب على السُّنن؛ وخالف في «شرح الروض»‬
‫كان في معنى الطَّهارة والصَّلاة كالصَّوم ونحوه ؛ لأنه المضروب على‬
‫‪.]٤٥١/١‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫سم»‬ ‫وذكر نحوه الزَّرْكَشِيُّ [انظر‪:‬‬ ‫تركه‪،‬‬
‫ر المستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪VA‬‬

‫ذَكَرَ السَّمْعَانِيُّ فِي زَوْجَةٍ صَغِيْرَةٍ ذَاتِ أَبَوَيْن أَنَّ وُجُوْبَ‬ ‫تَنْبِيْهُ ‪:‬‬
‫وَبِهِ وَلَوْ فِي‬ ‫وُجُوْبُ ضَرْبِهَا‪،‬‬ ‫وَقَضِيَّتُهُ ‪:‬‬ ‫فَالزَّوْجُ ‪،‬‬ ‫مَا مَرَّ عَلَيْهِمَا‪،‬‬
‫وَهُوَ‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا‪:‬‬ ‫الْكَبِيْرَةِ صَرَّحَ جَمَالُ الإِسْلَام ابْنُ الْبِزْرِيِّ‪،‬‬
‫وَأَطْلَقَ الزَّرْكَشِيُّ النَّدْبَ [في‪« :‬التحفة»‬ ‫ظَاهِرٌ إِنْ لَمْ يَخْشَ نُشُوْزًا‪،‬‬
‫‪.[٤٥٢/١‬‬

‫حَتَّى عَلَى الأَمْرِ بِالصَّلَاةِ كَمَا قَالُوا ‪( -‬عَلَى‬ ‫(وَأَوَّلُ وَاجِبِ)‬

‫وقوله‪ :‬وَلَوْ فِي الْكَبِيرَةِ)‬ ‫(قوله‪ :‬وَبِهِ) أي بوجوب ضربها‪.‬‬


‫كذا في التحفة»؛ وخالفه في «النهاية» كما في «حاشية عبد الحميد»‬
‫وقوله ‪ :‬ابْنُ الْبِزْرِي) بكسر الموحدة كما في‬ ‫على «التحفة» [‪.]٤٥٢/١‬‬
‫والعبارة لها وقال فيها هنا بعده وهو‬ ‫باب التَّعزير من «التحفة»‪،‬‬
‫وهذا‬ ‫لكن إن لم يخش نشوزًا أو أمارته‪،‬‬ ‫ظاهر؛ لأنَّه أمر بمعروف‪،‬‬
‫وفي أكثر نُسَخ هذا الشرح‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫أَوْلَى من إطلاق الزَّرْكَشِيِّ النَّدب‪.‬‬
‫والصواب ما كتبنا عليه؛‬ ‫تحريف في هذه العبارة أو تصرُّف مُخِلٌ‪،‬‬
‫فتنبه‪.‬‬

‫أوَّل‬ ‫حَتَّى عَلَى الأَمْرِ بِالصَّلَاةِ قال في بشرى الكريم»‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ما يجب تعليمه المميز من ذَكَرٍ أو أنثى ‪ :‬ما يضطر لمعرفته من الأمور‬
‫الضَّروريَّة التي يشترك فيها الخاص والعام وإن لم يكفر جاحدها‪،‬‬
‫وأنَّه من‬ ‫واسمه مُحَمَّد بن عبد الله‪،‬‬ ‫رسول الله‪،‬‬ ‫أنَّه‬ ‫ومنها‪:‬‬
‫وهاجر إلى‬ ‫وولد بمكّة وبعث بها‪،‬‬ ‫ولونه أبيض‪،‬‬ ‫وأمه آمنة‪،‬‬ ‫قريش‪،‬‬
‫وغير ذلك مما لا يسع‬ ‫وبيان النُّبوَّة والرِّسالة‬ ‫المدينة ودفن بها‪،‬‬
‫بوجه]‪ ،‬ثُمَّ معرفته تعالى‬ ‫وأوَّل ما يجب معرفته‬ ‫المكلف جهله‪،‬‬
‫ثُمَّ بعدما ذُكِرَ‬ ‫بمعرفة عقيدة على مذهب أهل السُّنَّة‪،‬‬ ‫بما لا بُدَّ منه‪،‬‬
‫فهذا معنى قول الشارح‪« :‬حَتَّى‬ ‫اهـ ص ‪.]١٦٩‬‬ ‫يجب الأمر بالصَّلاة‪.‬‬
‫‪VA‬‬ ‫تربيةالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫أَيْ الْمُمَيِّزِ ‪( -‬أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًاﷺ‬ ‫الآبَاءِ ثُمَّ عَلَى مَنْ مَرَّ ‪( :‬تَعْلِيْمُهُ)‬
‫وَمَاتَ بِهَا‪.‬‬ ‫بُعِثَ بِمَكَّةَ وَوُلِدَ بِهَا‪( ،‬وَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ)‬

‫(فضل)‬

‫في شُرُوطِ الصَّلَاةِ‬

‫الشَّرْطُ مَا يَتَوَقَّفُ عَلَيْهِ صِحَّةُ الصَّلَاةِ وَلَيْسَ مِنْهَا‪.‬‬

‫فيقدّم تعليم من ذُكِرَ ما ذُكِرَ حَتَّى على الأمر‬ ‫عَلَى الأَمْرِ بِالصَّلَاةِ» أي ‪:‬‬
‫والله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫بالصَّلاة‪،‬‬

‫فَضل‬

‫في شُرُوطِ الصَّلَاةِ‬

‫الشروط جَمْعُ شَرْطِ والشَّرط لغةً‪ :‬تعليق أمر مستقبل بمثله‪ ،‬أو‬
‫إلزام الشيء والتزامه واصطلاحًا ‪ :‬مَا يَلْزَمُ مِنْ عَدَمِهِ الْعَدَمُ وَلَا يَلْزَمُ‬
‫الشَّرْط‬ ‫مِنْ وُجُوْدِهِ وُجُوْدٌ وَلَا عَدَمٌ لِذَاتِهِ (‪( )۱‬تحفة)) (‪ .]۱۰۸/۲۱‬فـ (قوله‪:‬‬
‫بيان لما يراد به هنا ـ أي ‪:‬‬ ‫مَا يَتَوَقَّفُ عَلَيْهِ صِحَّةُ الصَّلَاةِ وَلَيْسَ مِنْهَا)‬
‫لا تعريف‪.‬‬ ‫في الصَّلاة ‪-‬‬

‫فخرج بالقيد الأوّل ‪ -‬أي‪ :‬مَا يَلْزَمُ مِنْ عَدَمِهِ ‪.‬‬ ‫وَلَا عَدَمٌ لِذَاتِهِ)‬ ‫(‪( )۱‬قوله ‪:‬‬
‫وبالثَّاني ‪ -‬أي‪ :‬وَلَا يَلْزَمُ ‪...‬‬ ‫فإنّه لا يلزم من عدمه شيء‪،‬‬ ‫المانع‪،‬‬ ‫إلخ ‪-‬‬
‫ومن عدمه العدم‪= ،‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫فإنّه يلزم من وجوده الوجود‬ ‫السبب‪،‬‬ ‫إلخ ‪:-‬‬
‫رشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَقُدِّمَتِ الشُّرُوْطُ عَلَى الْأَرْكَانِ ؛ لأَنَّهَا أَوْلَى بِالتَّقْدِيم؛ إِذِ الشَّرْطُ مَا‬
‫يَجِبُ تَقْدِيمُهُ عَلَى الصَّلَاةِ وَاسْتِمْرَارُهُ فِيهَا‪.‬‬

‫طَهَارَةٌ عَنْ حَدَثٍ وَجَنَابَةٍ)‪.‬‬ ‫أَحَدُهَا ‪:‬‬ ‫شُرُوْطُ الصَّلَاةِ خَمْسَةٌ ‪:‬‬
‫رَفْعُ الْمَنْعِ‬ ‫وَشَرْعًا‪:‬‬ ‫النَّظَافَةُ َوالْخُلُوْصُ مِنَ الدَّنَسِ‪،‬‬ ‫الطَّهَارَةُ لُغَةً ‪:‬‬
‫الْمُتَرَتِّبِ عَلَى الْحَدَثِ أَوِ النَّجَسِ‪.‬‬
‫(فَالأُوْلَى) أَيْ الطَّهَارَةُ عَنِ الْحَدَثِ ‪( -‬الْوُضُوْءُ)‪ ،‬وَهُوَ بِضَمِّ‬
‫اسْتِعْمَالُ الْمَاءِ فِي أَعْضَاءِ مَخْصُوْصَةٍ مُفْتَتَحَا بِنِيَّةٍ ؛ وَبِفَتْحِهَا ‪ :‬مَاءٌ‬ ‫الْوَاوِ ‪:‬‬
‫يُتَوَضَّأُ به وَكَانَ ابْتِدَاءُ وُجُوْبِهِ مَعَ ابْتِدَاءِ وُجُوْبِ الْمَكْتُوْبَةِ لَيْلَةَ الإِسْرَاءِ‪.‬‬

‫الظهارة تنقسم إلى قسمين‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫رَفْعُ الْمَنْعِ الْمُتَرَتِّبِ‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وهي ما لا تجاوز مَحَلَّ حلول موجبها كغسل الخبث‪،‬‬ ‫عينيَّة‪:‬‬
‫على «شرح ابن‬ ‫بَاجُوري»‬ ‫وهي ما تجاوز ما ذُكِرَ كالوضوء‪.‬‬ ‫وحُكْمِيَّة‪:‬‬
‫‪.]١٦٣/١‬‬ ‫قاسم»‬

‫واتَّفق الأئمة على أنَّه لا تصحُ الطَّهارة إلَّا بالماء؛ وكذا لا تُزال‬
‫النَّجاسة عند الثَّلاثة إلَّا به ؛ وقال أبو حنيفة تُزال بكُلِّ مائع طاهر؛‬
‫الماء المستعمل في فرض الطهارة‬ ‫وعندنا ‪ -‬كأبي حنيفة وأحمد ‪-‬‬
‫طاهر غير مطهر؛ وعند مالك مطهر ؛ أيضًا وماء الورد والخَلِّ لا‬
‫‪.[ 0‬‬ ‫ص‬ ‫اهـ [«رحمة الأُمة»‬ ‫يتطهر به بالاتفاق‪.‬‬

‫اقتران الشَّرط بالسَّبب؛ كوجود الْحَوْلِ الَّذِي هو‬ ‫لِذَاتِهِ ‪-‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وبالثَّالث ‪-‬‬ ‫=‬

‫الشرط لوجود الزَّكاة مع النصاب الذي هو سبب الوجوب‪ ،‬أو بالمانع؛‬


‫وإن لزم الوجود في الأول‬ ‫کالدين على القول المرجوح بأنَّه مانع لوجوبها‪،‬‬
‫اهـ‪« .‬نهاية» و‬ ‫لكن لوجود السبب والمانع لا لذات الشرط‪.‬‬ ‫والعدم في الثاني‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫[‪٣/٢‬‬ ‫ع ش‬
‫‪۸۱‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫أَحَدُهَا ‪:‬‬ ‫خَمْسَةٌ ‪:‬‬ ‫شُرُوطِ الْغَسْلِ)‬ ‫الْوُضُوْءِ (كَـ)‬ ‫(وَشُرُوْطُهُ) أَيْ ‪:‬‬
‫فَلَا يَرْفَعُ الْحَدَثَ وَلَا يُزِيلُ النَّجَسَ وَلَا يُحَصِّلُ سَائِرَ‬ ‫(مَاءٌ مُطْلَقٌ)‪.‬‬
‫وَهُوَ‪ :‬مَا يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الْمَاءِ‬ ‫الطَّهَارَةِ وَلَوْ مَسْئُوْنَةَ إِلَّا الْمَاءُ الْمُظْلَقُ‪،‬‬
‫وَإِنْ رُشْحَ مِنْ بُخَارِ الْمَاءِ الطَّهُوْرِ الْمَغْلِي‪ ،‬أَوِ اسْتُهْلِكَ فِيْهِ‬ ‫بِلَا قَيْدِ‪،‬‬
‫بِخِلَافِ مَا لَا يُذْكَرُ إِلَّا‬ ‫كَمَاءِ الْبَحْرِ‪،‬‬ ‫الْخَلِيْط‪ ،‬أَوْ قُيِّدَ بِمُوَافَقَةِ الْوَاقِعِ ‪،‬‬
‫كَمَاءِ الْوَرْدِ‪.‬‬ ‫مُقَيَّدًا‪،‬‬

‫أَصْغَرَ أَوْ‬ ‫(غَيْرُ مُسْتَعْمَلِ فِي فَرْضِ الطَّهَارَةِ‪ ،‬مِنْ رَفْعِ حَدَثٍ)‬
‫إِزَالَةِ‬ ‫حَنَفِيٌّ لَمْ يَنْوِ‪ ،‬أَوْ صَبِيٌّ لَمْ يُمَيِّنْ لِطَوَافٍ‪( ،‬وَ)‬ ‫وَلَوْ مِنْ[‪]١‬‬ ‫أَكْبَرَ‪،‬‬
‫(نَجَسِ) وَلَوْ مَعْفُوا عَنْهُ‪.‬‬
‫فَإِنْ‬ ‫دُوْنَ الْقُلَّتَيْنِ‪،‬‬ ‫أَيْ‪:‬‬ ‫حَالَ كَوْنِ الْمُسْتَعْمَل قَلِيْلًا‪،‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(قَلِيْلًا)‬
‫كَمَا لَوْ جُمِعَ الْمُتَنَجِّسُ فَبَلَغَ قُلَّتَيْنِ‬ ‫جُمِعَ الْمُسْتَعْمَلُ فَبَلَغَ قُلَّتَيْنِ فَمُطَهِّرٌ‪،‬‬
‫وَلَمْ يَتَغَيَّرُ؛ وَإِنْ قَلَّ بَعْدُ بِتَفْرِيْقِهِ‪.‬‬

‫أَيْ‪:‬‬ ‫فَعُلِمَ أَنَّ الاسْتِعْمَالَ لَا يَثْبُتُ إِلَّا مَعَ قِلَّةِ الْمَاءِ‪،‬‬
‫كَأَنْ جَاوَزَ مَنْكِبَ‬ ‫وَبَعْدَ فَصْلِهِ عَنِ الْمَحَلِّ الْمُسْتَعْمَل وَلَوْ حُكْمًا‪،‬‬
‫وَإِنْ عَادَ لِمَحَلِّهِ أَوِ انْتَقَلَ مِنْ يَدِ لِأُخْرَى‪.‬‬ ‫الْمُتَوَفِّى أَوْ رُكْبَتَهُ‪،‬‬
‫نَعَمْ‪ ،‬لَا يَضُرُّ فِي الْمُحْدِثِ انْفِصَالُ الْمَاءِ مِنَ الْكَفِّ إِلَى السَّاعِدِ‪،‬‬
‫وَلَا فِي الْجُنُبِ انْفِصَالُهُ مِنَ الرَّأْسِ إِلَى نَحْوِ الصَّدْرِ مِمَّا يَغْلِبُ فِيْهِ‬
‫التَّقَاذُف‪.‬‬

‫المقدَّر المضاف لـ «صبي»‪.‬‬ ‫متعلّق بـ «طهر)‬ ‫لِطَوَافٍ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬

‫عمَّار]‪.‬‬ ‫ظُهْرِ‪.‬‬ ‫القديمة من نُسخةٍ مع التصحيح ‪:‬‬ ‫كتب على هامش‬ ‫[ ‪]١‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪۸۲‬‬

‫فَرْعُ ‪ :‬لَوْ أَدْخَلَ يَدَهُ بِقَصْدِ الْغَسْلِ عَنِ الْحَدَثِ‪ ،‬أَوْ لَا بِقَصْدِ‪،‬‬
‫بَعْدَ نِيَّةِ الْجُنُبِ‪ ،‬أَوْ تَثْلِيْثِ وَجْهِ الْمُحْدِثِ ‪ ،‬أَوْ بَعْدَ الْغَسْلَةِ الأُوْلَى إِنْ‬
‫بِلَا نِيَّةِ اغْتِرَافٍ وَلَا قَصْدِ أَخْذِ الْمَاءِ لِغَرَضِ‬ ‫قَصَدَ الاقْتِصَارَ عَلَيْهَا‪،‬‬

‫المفهوم من المقام‪ .‬وفي‬ ‫المتطهر‪،‬‬ ‫(قوله ‪ :‬لَوْ أَدْخَلَ يَدَهُ أي ‪:‬‬


‫وهي لا تلاقي قوله «بَعْدَ نِيَّةِ‬ ‫بعض النُّسَخ «لَوْ أَدْخَلَ الْمُتَوَفِّئُ يَدَهُ»‬
‫الْجُنُبِ‪.‬‬
‫فيحتاج لنيَّة‬ ‫واحترز بقوله «يَدَهُ عمَّا لو أدخل يَدَيْهِ معًا‪،‬‬
‫وكذا لو تلقّى بهما من نحو ميزاب أو إبريق أو حنفية‪،‬‬ ‫الاغتراف‪،‬‬
‫فإن اغترف بِيَدَيْهِ أو تلقى بهما من غير نيَّة‬ ‫أو غرف بهما من بحر‪،‬‬
‫فلا يجوز أن يغسل‬ ‫اغتراف؛ حُكِمَ على ما في يَدَيْهِ بالاستعمال‪،‬‬
‫به ساعديه ولا أحدهما ؛ لأنَّه إذا غسلهما به فكأنه غسل كُلًّا بماء‬
‫وبذلك يُلْغَزُ‬ ‫كَفِّها وماء كَفِّ الأُخرى‪ ،‬قال «حج» في «فتاويه»‪:‬‬
‫وقد تكرر من «م‬ ‫مُتَوَفِّىٰ مِنْ بَحْرٍ يَحْتَاجُ لِنِيَّةِ اغْتِرَافٍ‪،‬‬ ‫فيقال لنا ‪:‬‬
‫فما في فتاويه مما يخالف‬ ‫ر الإفتاء بما هو كالصَّريح في ذلك‪،‬‬
‫في ذلك كلام‬ ‫ولـ «سم»‬ ‫هذا يُحْمَلُ على ما إذا اغترف بيد واحدة‪،‬‬
‫نفيس في شرح أبي شجاع؛ فَرَاجِعْهُ اهـ ملخصا من «حواشي‬
‫المعتمد‬ ‫الْكُرْدِيّ) [«الوسطى» ‪ .]۱۸/۱۸‬وفي «الْبُجَيْرِمِي» على «الإقناع»‪:‬‬
‫کلام «م ر»‪ ،‬أي‪ :‬إنَّ اليدين كالعضو الواحد فيما في الكفين إذا‬
‫وَمَيْلُ بَاعِشن‬ ‫غسل به السَّاعد لا يعدُّ منفصلا عن العضو [‪،]٨٥/١‬‬
‫على «النهاية»‬ ‫ع ش»‬ ‫إليه ص ‪]٧٧‬؛ ونظر فيه‬ ‫في بشرى الكريم‬
‫‪.[٧٤/١‬‬

‫المراد بها استشعار النَّفس بأنَّ اغترافها‬ ‫بِلَا نِيَّةِ اغْتِرَافٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫هذا لغسل اليد أوغيره ؛ حتّى لو أدخلها بعد غسل الوجه لغرض شرب‬
‫‪۸۳‬‬
‫‪Fos‬‬ ‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعاين‬

‫فَلَهُ أَنْ يَغْسِلَ بِمَا فِيْهَا بَاقِي‬ ‫آخَرَ؛ صَارَ مُسْتَعْمَلًا بِالنِّسْبَةِ لِغَيْرِ يَدِهِ‪،‬‬
‫ساعدها‪.‬‬

‫بِحَيْثُ يَمْنَعُ إِطْلَاقَ اسْم الْمَاءِ‬ ‫تَغَيَّرًا (كَثِيْرًا)‪،‬‬ ‫(وَ) غَيْرُ مُتَغَيِّر)‬
‫عَلَيْهِ‪ ،‬بِأَنْ تَغَيَّرَ أَحَدُ صِفَاتِهِ ـ مِنْ طَعْمِ أَوْ لَوْنٍ أَوْ رِيْحٍ ‪ -‬وَلَوْ تَقْدِيرِيًّا‪،‬‬

‫يقصدون‬ ‫حتّى العوام ‪-‬‬ ‫وظاهر أنَّ أكثر النَّاس ‪-‬‬ ‫لم يَصِرْ مستعملا ‪،‬‬
‫وهذا‬ ‫بإدخال يدهم في الإناء إخراج الماء من الإناء ليغسلوها خارجه‪،‬‬
‫اهـ «صغری»‪.‬‬ ‫هو عين نية الاغتراف‪.‬‬

‫وقال جَمْعٌ بعدم نيَّة‬ ‫وفي نشر الأعلام لشيخنا الأَهْدَل ‪:‬‬
‫والْغَزَالِيُّ‬ ‫الإمام الْبَغَوِيُّ والشَّاشِيُّ في «الحلية»‪،‬‬ ‫منهم‪:‬‬ ‫الاغتراف‪،‬‬
‫في «الوسيط»‪ ،‬وقال ابن عبد السَّلام يَبْعُدُ القول بصيرورة الماء‬
‫مستعملا بعدمها؛ لأنَّ النِّيَّةَ تتوجه للعبادة على الوجه الذي جرت به‬
‫والعادة أنَّ اليد تدخل في الإناء للاغتراف دون تطهيرها في‬ ‫العادة‪،‬‬
‫وأبو‬ ‫الإمام أبو عجيل‪،‬‬ ‫منهم‪:‬‬ ‫نفسها؛ وبهذا جزم جَمْعُ يمنيون‪،‬‬
‫والقعيبي في حاشية فتح الجواد ملاحظين ما في إيجابها من‬ ‫شکيل‪،‬‬
‫عندي منه نُسختان خطيتان]‪.‬‬ ‫اهـ‬ ‫المشقة‪.‬‬

‫(قوله‪ :‬وَلَوْ تَقْدِيرِيَّا) أي ‪:‬‬


‫فالتَّغيُّر التَّقديري كالتَّغير الْحِسِّي في‬
‫كماء‬ ‫صفاته‬
‫جميع أحكامه‪ ،‬فلو وقع في الماءاء ما يوافقه في جميع‬
‫‪-‬‬

‫مستعمل ‪ -‬ولم يبلغا قُلّتَيْن‪ ،‬أو في بعضها ‪ -‬كماء ورد لا رائحة له وله‬
‫لون وطعم أو أحدهما ـ؛ قُدِّرَ مخالفًا له في جميعها في الأول‪ ،‬وكذا‬
‫ويكون التقدير‬ ‫في الثاني‪ ،‬لكن رجّح كثير أنّ الموجود لا يقدَّر‪،‬‬
‫فيفرض مغير‬ ‫بأوسط الصفات كطعم رمان ولون عصير وريح لاذن‪،‬‬
‫فبأيها حصل التغير تقديرا انتفت عنه‬ ‫اللون ومغير الطَّعم ومغير الرّيح‪،‬‬
‫‪ΛΕ‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وما‬ ‫أَوْ كَانَ التَّغَيُّرُ بِمَا عَلَى عُضْوِ الْمُتَطَهِّرِ فِي الأَصَح [انظر‪« :‬التحفة»‬
‫وَهُوَ ‪:‬‬ ‫مُخَالِطٍ لِلْمَاءِ‪،‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫بعدها‪ .‬وَإِنَّمَا يُؤَكِّرُ التَّغَيُّرُ إِنْ كَانَ بِخَلِيْط)‬
‫مَا لَا يَتَمَيَّزُ فِي رَأْيِ الْعَيْنِ ‪( -‬طَاهِرِ)‪ ،‬وَقَدْ (غَنِيَ الْمَاءُ (عَنْهُ)‬
‫كَزَعْفَرَانٍ‪ ،‬وَثَمَرِ شَجَرٍ نَبَتَ قُرْبَ الْمَاءِ‪ ،‬وَوَرَقِ طُرِحَ ثُمَّ تَفَتَّتَ؛‬

‫فاعتبر بغيره‬ ‫الظهوريَّة؛ وذلك لأنَّه لموافقته للماء لا يغيره‪،‬‬


‫كَالْحُكُوْمَةِ (‪ )۱‬اهـ (بشرى) ص ‪ .]٧٣‬قال الْبَاجُوْرِيُّ في هذا التَّقدير ‪:‬‬
‫مندوب لا واجب‪ ،‬كما نَقَلَهُ الشَّيخ الطُّوْخِيُّ عن «سم»‪ ،‬فإذا أعرض‬
‫عن التقدير وهجم واستعمله كَفَى؛ إذ غاية الأمر أنَّه شَاكٌ في التَّغَيُّر‬
‫جريانه فيما إذا كان الواقع‬ ‫وظاهر ذلك‬ ‫والأصل ‪،‬عدمه‪،‬‬ ‫الْمُضِرِّ‪،‬‬
‫النَّجس؛‬ ‫التقدير في‬ ‫نجسًا‪ ،‬مع أنَّ الشَّيخ الطُّوْخِيَّ كان يقول بوجوب‬
‫اهـ [‪.]١٨٩/١‬‬ ‫فَرَاجِعْهُ‪.‬‬

‫عند‬ ‫أي‪:‬‬ ‫لعدم تميّزه للنَّاظر حينئذ‪،‬‬ ‫مُخَالِطٍ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ولا كلام فيه‬ ‫فهو مجاور‪،‬‬ ‫أما بعد رسوبه أسفل الماء‬ ‫اختلاطه‪،‬‬
‫وإنَّما الكلام ما دام الماء متغيّرا به‪« .‬إيعاب»‪.‬‬ ‫حينئذ‪،‬‬

‫فمجاور‬ ‫أمَّا الصلب منه ‪:‬‬ ‫وكافور رَخْو‪،‬‬ ‫كَزَعْفَرَانٍ) أي‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ومثله القَطِران؛ وفي نهاية م ر»‪:‬‬ ‫فهو نوعان‬ ‫ولا يضرُّ التَّغير به‪،‬‬
‫«التحفة»‬
‫يضرُّ التَّغيُّر به في القرب إن تحقَّق أنه مخالط؛ وخالفه في‬

‫ولم تعرف نسبته‬ ‫كَالْحُكُومَةِ أي في كُلِّ جرح لا مقدّر فيه من الدية‪،‬‬ ‫(‪( )۱‬قوله ‪:‬‬
‫فيقدر‬ ‫وهو القيمة للرَّقيق ؛ إذ الحُرُّ لا قيمة له‪،‬‬ ‫فإنّها تعتبر بالغير‪،‬‬ ‫من مقدّر‪،‬‬
‫فيعتبر ذلك من‬ ‫وينظر ماذا نقص بالجناية عليه من قيمته‪،‬‬ ‫المجني عليه رقيقًا‪،‬‬
‫نسبته إلى دية النفس مثل نسبة نقصها‬ ‫دية الحر؛ فالحكومة جزء من عين الدية‪،‬‬
‫من قيمته لو كان رقيقًا‪ ،‬فإذا كانت قيمة المجني عليه بتقدير كونه رقيقا بدون‬
‫الجناية عشرة وبها تسعة ‪ -‬مثلًا ‪ -‬؛ وَجَبَ عُشْرُ الدِّية‪ .‬اهـ‪« .‬صُغرى»‪.‬‬
‫‪٨٥‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫لَا تُرَابٍ وَمِلْحِ مَاءٍ وَإِنْ طُرِحَا فِيْهِ‪.‬‬

‫وَلَا يَضُرُّ تَغَيَّرُ لَا يَمْنَعُ الاسْمَ لِقِلَّتِهِ ‪ ،‬وَلَوْ احْتِمَالًا‪ ،‬بِأَنْ شَكَ أَهُوَ‬
‫كَثِيرٌ أَوْ قَلِيلٌ‪.‬‬

‫الماء؛ وَجَمَعَ بينهما الشهاب الْبُرُأْسِيُّ فقال ‪ :‬إن كان‬ ‫لأنَّه في قعر‬

‫وإن كان لإصلاح‬ ‫وضعه فيها لإصلاح الظرف ؛ التحق بما في الْمَقَرِّ‪،‬‬
‫ويوافق ما استظهره قول‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫ضَرَّ بشرطه‪.‬‬ ‫وهو الظَّاهر ‪-‬‬ ‫الماء ‪-‬‬
‫تدهن لإصلاح ما يوضع فيها بعد من الماء‪ .‬اهـ «صغرى»‪.‬‬ ‫«التحفة»‪:‬‬
‫ولو طرح ماء متغيّرًا بما في مقرّه وممرّه على ماء غير متغير؛ لم‬
‫لأنَّه طهور كالمتغير بالملح المائي‪.‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫يضر على الأوجه‪« .‬تحفة»‬
‫اهـ؛ وخالف م ر كوالده فقالا ‪ :‬يسلبه الظهوريَّة ؛ لاستغناء كل منهما‬
‫مَاءَانِ يَصِحُ التَّطْهِيرُ بِهِمَا‬ ‫عن خلطه بالآخر‪ ،‬وبه يُلْغَزُ ويقال لنا ‪:‬‬
‫لكنَّه‬ ‫وَذَكَرَ نحوه الخطيب في «شرح التنبيه»‪،‬‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫انْفِرَادًا لَا اجْتِمَاعًا‪.‬‬
‫فتغيَّر به‬ ‫لو صبّ المتغيّر بمخالط لا يضرُّ على ماء لا تغير به‪،‬‬ ‫قال ‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫إلخ‪« .‬كبرى» [‪٨٧/١‬‬ ‫كثيرًا ؛ ضَرَّ‪.‬‬
‫فإنَّه يضرُّ ؛ لأنَّه‬ ‫وَمِلْح (مَاءٍ احترز به عن الملح الجَبَلِي‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫الماء‪.‬‬ ‫من‬
‫منعقد‬
‫غیر‬

‫ولو كانت‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وَلَوْ احْتِمَالًا)‬ ‫التَّغيُّر‪(: .‬وقوله ‪:‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫لِقِلَّتِهِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫القلة احتمالا‪.‬‬

‫التَّغيُّر؛ ما لم يتحقق الكثرة‬ ‫أَهُوَ كَثِيْرٌ أَوْ قَلِيْلٌ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ي‬
‫والخطيب‬
‫‪:‬‬
‫كشيخ‬
‫[‬ ‫ف‬
‫‪]٧٠/١‬‬ ‫التَّحفة‬ ‫ويشك في زوالها عند ابن حجر في ‪:‬‬
‫الإسلام تَبَعًا لابن الرّفعة؛ وخالف الجمال الرَّمليُّ في ذلك ـ تَبَعًا‬
‫طهور أيضًا خلافًا للأَذْرَعِيّ‪ .‬اهـ [‪.]٦٧/١‬‬ ‫لوالده ـ فقال في نهايته»‬ ‫‪-‬‬
‫‪٨٦‬‬
‫يدينعلىفتحالمعين‬

‫كَعُوْدٍ‬ ‫وَهُوَ ‪ :‬مَا يَتَمَيَّزُ لِلنَّاظِرِ‪،‬‬ ‫الْمُجَاوِرُ‪،‬‬ ‫بِخَلِيْط)‬ ‫وَخَرَجَ بِقَوْلِي ‪:‬‬
‫وَدُهْنٍ وَلَوْ مُطَيَّبَيْنِ ؛ وَمِنْهُ الْبَخُوْرُ وَإِنْ كَثُرَ وَظَهَرَ فِي الرِّيْحِ وَغَيْرِهِ خِلَافًا‬
‫لِجَمْعِ انظر‪« :‬التَّحفة» ‪]۷۳/۱‬؛ وَمِنْهُ ‪ -‬أَيْضًا ‪ -‬مَاءٌ أُغْلِيَ فِيْهِ نَحْوُ بُرِّ وَتَمْرٍ‬
‫حَيْثُ لَمْ يُعْلَم انْفِصَالُ عَيْنِ مُخَالِطَةٍ فِيْهِ‪ ،‬بِأَنْ لَمْ يَصِلْ إِلَى حَدٌ بِحَيْثُ‬
‫وَلَوْ شَكَ فِي شَيْءٍ أَمُخَالِطٌ هُوَ أَمْ‬ ‫يَحْدُثُ لَهُ اسْمٌ آخَرُ كَالْمَرَقَةِ‪.‬‬
‫مُجَاوِرٌ ؛ لَهُ حُكْمُ الْمُجَاوِرِ‪.‬‬

‫أَمُخَالِطُ هُوَ أَمْ مُجَاوِرٌ أي‪ :‬أو هل التغير من مخالط أو‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫مجاور؟ بأن وقع في الماء مخالط ومجاور وشك في حصول التَّغير من‬
‫النَّاشئ عند الصُّبح ‪ -‬مثلًا ‪ -‬مطهر‪ ،‬وعند الظهر‬ ‫أيهما ‪ :‬قال الْبُرُأْسِيُّ ‪:‬‬
‫وفي الأحوال لم يوضع عليه‬ ‫وعند العصر نجس‪،‬‬ ‫طاهر غير طهور‪،‬‬
‫وهو الماء الذي نبذ فيه شيء من الطاهرات‬ ‫شيء ولم يؤخذ منه شيء‪،‬‬
‫فلم يغيره عند الصُّبح‪ ،‬ثُمَّ غيّره وقت الظهر ‪ ،‬ثُمَّ اشتدَّ عند العصر بحيث‬
‫وعند المَغرب طاهر غير مطهر بأن تخلل‪.‬‬ ‫يُزَادُ ‪:‬‬ ‫وأقول ‪:‬‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫أسكر‪.‬‬
‫لا يخلو إما أن يكون حدث بنفسه‬ ‫وضابط تغيّر الماء بالظاهر أن تقول ‪:‬‬
‫وإن كان بشيء حَلَّ فيه؛‬ ‫فإن كان بنفسه لم يضر‪،‬‬ ‫أو بشيء حَلَّ فيه‪،‬‬
‫فإن كان مجاورًا لم يضر‪،‬‬ ‫فلا يخلو إما أن يكون مجاورًا أو مخالطًا‪،‬‬
‫فإن لم يستغن‬ ‫وإن كان مخالطًا ؛ فلا يخلو [إِمَّا أن يَستغني عنه أو لا‪،‬‬
‫إِمَّا أن يشقّ عنه‬ ‫وإن استغنى عنه؛ فلا يخلو]‬ ‫عنه الماء لم يضرَّ‪،‬‬
‫وإن لم يشقّ عنه‬ ‫فإن شقّ عنه الاحتراز لم يضر‪،‬‬ ‫الاحتراز أو لا‪،‬‬
‫فإن لم يمنعه‬ ‫الاحتراز؛ فلا يخلو إما أن يمنع إطلاق اسم الماء أو لا‪،‬‬
‫وإن منعه؛ فلا يخلو إما أن يكون المغيّر ترابًا أو ملحا مائيا‬ ‫لم يضرَّ‪،‬‬
‫الأخير‬ ‫وما ذكرته في‬ ‫فإن كان ذلك لم يضرَّ ؛ وإلّا ضرَّ‪،‬‬ ‫أو غيرهما‪،‬‬
‫بناءً على أنَّ المغيّر بهما غير مطلق وأنَّ التُّراب مخالط‪ .‬اهـ «صغری»‪.‬‬
‫‪AV‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعاين‬

‫كَمَا فِي مَقَرِّهِ وَمَمَرِّهِ مِنْ‬ ‫غَنِيَ عَنْهُ مَا لَا يُسْتَغْنَى عَنْهُ‪،‬‬ ‫وَبِقَوْلِي ‪:‬‬
‫وَكَالتَّغَيُّرِ بِطُوْلِ الْمُكْثِ‪ ،‬أَوْ بِأَوْرَاقٍ‬ ‫نَحْوِ طِيْنِ وَطُحْلُب مُفَيَّتٍ وَكِبْرِيْتٍ‪،‬‬
‫مُتَنَائِرَةٍ بِنَفْسِهَا ؛ وَإِنْ تَفَتَّتَتْ وَبَعُدَتِ الشَّجَرَةُ عَن الْمَاءِ‪.‬‬
‫قُلَّتَيْنِ‬ ‫(أَوْ بِنَجِسٍ وَإِنْ قَلَّ التَّغَيُّرُ ؛ وَلَوْ كَانَ الْمَاءُ كَثِيرًا) أَيْ‪:‬‬
‫أَوْ أَكْثَرَ فِي صُوْرَتَي التَّغَيْرِ بِالطَّاهِرِ أَوِ النَّجِسِ‪.‬‬
‫وَبِالْمِسَاحَةِ فِي‬ ‫وَالْقُلَّتَانِ بِالْوَزْنِ خَمْسُ مِئَةِ رِضْلٍ بَغْدَادِيِّ تَقْرِيْبًا‪،‬‬
‫وَفِي‬ ‫الْمُرَبَّع ذِرَاعٌ وَرُبُعٌ طُوْلًا وَعَرْضًا وَعُمْقًا بِذِرَاعِ الْيَدِ الْمُعْتَدِلَةِ‪،‬‬
‫وَذِرَاعَانِ عُمْقًا بِذِرَاعِ‬ ‫الْمُدَوَّرِ ذِرَاعٌ مِنْ سَائِرِ الْجَوَانِبِ بِذِرَاعِ الآدَمِيِّ‪،‬‬
‫النَّجَارِ‪ ،‬وَهُوَ ذِرَاعٌ وَرُبع‪.‬‬

‫فلا يضرُّ نقصان رطلين فأقلّ‪،‬‬ ‫تَقْرِيبًا ) أي ‪ :‬لا تحديدًا ‪،‬‬


‫‪.‬‬

‫(قوله ‪:‬‬
‫ويضرُّ نقصان أكثر منهما كما في «الروضة» [‪.]١٩/١‬‬
‫طُوْلًا وَعَرْضًا وَعُمْقًا إذ كلّ من الطول والعرض والعمق‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فاضرب خمسة الطُّول في خمسة العرض يكون‬ ‫خمسة أرباع ذراع‪،‬‬
‫الحاصل خمسة وعشرين اضربها في خمسة العمق يكون الحاصل‪:‬‬
‫فتضرب في المئة‬ ‫مئة وخمسة وعشرين‪ ،‬وكلّ ربع منها يسع أربعة‪،‬‬
‫خمس مئة‪.‬‬ ‫والخمسة والعشرين تبلغ‬

‫وبيان ذلك‪ :‬أن يبسط كل‬ ‫إلخ)‬ ‫وَفِي الْمُدَوَّرِ ذِرَاعٌ ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الدائر به وهو ثلاثة أمثاله وسبع‪ ،‬فإذا‬ ‫من العرض ومحيطه‪ ،‬أي‪:‬‬
‫فيبسط‬ ‫كان المحيط به ثلاثة أذرع وسبع ذراع‪،‬‬ ‫كان العرض ذراعًا ‪:‬‬
‫ويجعل كل ربع ذراعًا قصيرا‪،‬‬ ‫ذلك أرباعًا ـ كما سبق في المربع ‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫يصير القطر‪ :‬أربع أذرع قصيرة ومحيطه اثني عشر ذراعًا وأربعة‬
‫والعمق عشرة فإذا أردت مساحة المدوّر ‪:‬‬ ‫أسباع ذراع قصير‪،‬‬
‫‪۸۸‬‬
‫ترشيحالمستفيدين اعلىفتحالمعين‬ ‫‪G‬‬

‫كَأَنْ شَكٍّ فِي مَاءٍ أَبَلَغَهُمَا أَمْ‬ ‫وَلَا يَنْجُسُ قُلْتَا مَاءٍ وَلَوِ احْتِمَالًا ‪-‬‬
‫لا ‪ -‬وَإِنْ تُيُقْنَتْ قِلْتُهُ قَبْلُ بِمُلَاقَاةِ نَجِسٍ مَا لَمْ يَتَغَيَّرُ بِهِ وَإِنِ اسْتُهْلِكَتِ‬
‫النَّجَاسَةُ فِيْهِ‪.‬‬

‫ستّة‬ ‫في نصف المحيط ـ وهو‪:‬‬ ‫اثنان ‪-‬‬ ‫وهو ‪:‬‬ ‫تضرب نصف العرض ‪-‬‬
‫يبلغ حاصل الضَّرب المذكور اثني عشر وأربعة أسباع‬ ‫وسبعان ‪-‬‬
‫وهو عشرة ؛ لأنَّه ذراعان ونصف ذراع ‪-‬‬ ‫فتضربها في بسط العمق ‪-‬‬
‫وذلك مقدار‬ ‫مئة وخمسة وعشرين وخمسة أسباع‪،‬‬ ‫يبلغ الحاصل‬
‫خمسة أسباع ذراع‬ ‫وزيادة خمسة أسباع ربع‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫مساحة القلتين‪،‬‬
‫اهـ «صغرى»‪.‬‬ ‫وبذلك يحصل التَّقريب‪.‬‬ ‫قصير‪،‬‬

‫فَائِدَةٌ ‪ :‬أفتى العلامة السَّيِّد داود حجر الزَّبَيْدِيُّ ‪ -‬حفظه الله ‪ -‬بأنَّه‬
‫لو اختلف القلتان وزنًا ومساحة كان الاعتبار بالمساحة؛ إذ هي قضيَّة‬
‫إلى ‪،]٢٥‬‬ ‫التقدير في الحديث بقِلَالِ هَجَرَ [انظر‪« :‬التلخيص الحبير»‬
‫على أنَّ تقديرهم‬ ‫فدل‬ ‫ذِكْرهم التَّقريب في الوزن دونها‪،‬‬ ‫ويؤيده ‪:‬‬
‫اهـ من «بغية المسترشدين»‬ ‫بالوزن للاحتياط كصاع الفطرة وغيره‪.‬‬
‫للعلامة السيد عبد الرَّحمن المشهور عَلَوِيِّ متَّع الله به ص ‪.]١٩‬‬
‫بأن وقع فيه‬ ‫بالنَّجس؛ ولو تقديرا‪،‬‬ ‫مَا لَمْ يَتَغَيَّرْ بِهِ أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فيقدر مخالفا أشدّ ـ كلون‬
‫‪-‬‬

‫كبول منقطع الرَّائحة ‪-‬‬ ‫موافق له بالصفات ‪-‬‬


‫فإن كان بحيث يغيره أدنى تغير ؛‬ ‫وريح المسك وطعم الخَلِّ ‪،‬‬ ‫الحبر‬

‫حيث يعتبر الوسط‪،‬‬ ‫وفارق هذا ما مرَّ في الظاهر‪،‬‬ ‫فنجس ‪،‬اتفاقًا‪،‬‬


‫اهـ «إمداد»‪.‬‬ ‫وفحش التغير لغلظ النَّجاسة‪.‬‬

‫ولم تغيّره حِسا ولا‬ ‫وَإِنِ اسْتُهْلِكَتِ النَّجَاسَةُ فِيْهِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وَتوهُمُ‬ ‫عطفا على وَإِنْ تُيُقْنَتْ قِلَّتُهُ»‪،‬‬ ‫فهو غاية لعدم التَّنجس ‪،‬‬ ‫تقديرا‪،‬‬
‫خلاف ذلك بعيد‪.‬‬
‫‪۸۹ es‬‬ ‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَوْ بَالَ فِي الْبَحْرِ‬ ‫وَلَا يَجِبُ التَّبَاعُدُ عَنْ نَجِسٍ فِي مَاءٍ كَثِيْرِ‪.‬‬
‫فَهِيَ نَجِسَةٌ إِنْ تَحَقَّقَ أَنَّهَا مِنْ عَيْنِ‬ ‫فَارْتَفَعَتْ مِنْهُ رَغْوَةٌ‪:‬‬ ‫مَثَلًا ‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫وَلَوْ طُرِحَتْ فِيْهِ‬ ‫النَّجَاسَةِ أَوْ مِنَ الْمُتَغَيِّرِ أَحَدُ أَوْصَافِهِ بِهَا ؛ وَإِلَّا فَلَا‪،‬‬
‫بَعْرَةٌ فَوَقَعَتْ مِنْ أَجْلِ الطَّرْح قَطْرَةٌ عَلَى شَيْءٍ؛ لَمْ تُنَجِّسْهُ‪.‬‬
‫حَيْثُ لَمْ يَكُنْ‬ ‫وَهُوَ ‪ :‬مَا دُونَ الْقُلَّتَيْنِ ‪-‬‬ ‫وَيَنْجُسُ قَلِيْلُ الْمَاءِ ‪-‬‬
‫بِوُصُوْلِ نَجَسٍ إِلَيْهِ يُرَى بِالْبَصَرِ الْمُعْتَدِلِ‪ ،‬غَيْرِ مَعْفُو عَنْهُ فِي‬ ‫وَارِدًا ‪،‬‬

‫حال‬ ‫(قوله‪ :‬وَلَا يَجِبُ التَّبَاعُدُ عَنْ نَجِسِ فِي مَاءٍ كَثِيْرِ) أي‪:‬‬
‫الاغتراف منه‪ ،‬بل له أن يغترف من حيث شاء ولو من أقرب موضع‬
‫إلى النجاسة‪ ،‬كما في النّهاية» [‪ .]٧٥/١‬قال في «الروض»‪ :‬فإن غرف‬
‫دَلْوًا من قلتين فقط وفيه نجاسة جامدة لم يغرفها مع الماء؛ فباطن‬
‫الدلو طاهر ـ لانفصال ما فيه عن الباقي قبل أن ينقص عن قلتين ـ لا‬
‫‪-‬‬

‫فإن غرفها مع‬ ‫‪6.‬‬


‫لتنجسه بالباقي المتنجس بالنَّجاسة لِقِلَّتِهِ‬ ‫ظاهره ‪-‬‬
‫اهـ [‪٢٧/١‬؛‬ ‫الماء ـ بأن دخلت معهه أو قبله في الدَّلْوِ ـ انعكس الحكم‪.‬‬
‫‪-‬‬

‫‪.]١٥/١‬‬ ‫وانظر‪« :‬أسنى المطالب»‬

‫في «مختصر فتاوى ابن زياد للسيد عبد‬ ‫وَإِلَّا فَلَا)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫المنقول في الرَّغوة المرتفعة عند البول في البحر‬ ‫الرحمن المشهور ‪:‬‬
‫وأمَّا الرَّشَاش‬ ‫ومن أفتى بطهارتها فقد خالف المنقول‪،‬‬ ‫أنَّها نجسة‪،‬‬
‫فطاهر؛ والفرق‬ ‫بسبب صدم البول أو البعرة للماء الكثير‪:‬‬ ‫الْمُتَقَاطِرُ(‪)۱‬‬
‫اهـ [ص ‪.]١٣٣‬‬ ‫ظاهر للمتأمل‪.‬‬

‫ما إذا تغير بقرب جيفة‬ ‫خرج به ‪:‬‬ ‫بِوُصُوْلِ نَجَسٍ إِلَيْهِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فإنَّه لا يؤثر‪.‬‬ ‫مثلا ‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫اهـ منه‪.‬‬ ‫لعله المتناثر‪.‬‬ ‫الْمُتَقَاطِرُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬ ‫(‪)۱‬‬


‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫كَغَيْرِهِ مِنْ رَطْبٍ وَمَائِعِ وَإِنْ كَثُرَ‪.‬‬ ‫الْمَاءِ‪ ،‬وَلَوْ مَعْفُوا عَنْهُ فِي الصَّلَاةِ‪،‬‬
‫لَا بِوُصُوْلِ مَيْتَةٍ لَا دَمَ لِجِنْسِهَا سَائِلٌ عِنْدَ شَقٌ عُضْوِ مِنْهَا كَعَقْرَبٍ‬

‫وَوَزَعٍ‪ ،‬إِلَّا أَنْ يُغَيِّرَ مَا أَصَابَهُ وَلَوْ يَسِيرًا؛ فَحِيْنَئِذٍ يَنْجُسُ‪ ،‬لَا سَرَطَانٍ‬
‫وَضِفْدِعِ فَيَنْجُسُ بِهِمَا خِلَافًا لِجَمْعِ‪ ،‬وَلَا بِمَيْتَةٍ كَانَ نَشْؤُهَا مِنَ الْمَاءِ‬
‫وَلَوْ طُرِحَ فِيْهِ مَيْتُ مِنْ ذُلِكَ؛ نَجُسَ وَإِنْ كَانَ الطَّارِحُ غَيْرَ‬ ‫كَالْعَلَقِ‪،‬‬

‫على‬ ‫وعَطْفُ «مَائِعٍ»‬ ‫مِنْ رَطْبٍ وَمَائِعِ بيان لغير الماء‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫كما تفيده عبارة «الروض»‪.‬‬ ‫رَطْبٍ عَطْفُ تفسير‪،‬‬

‫فلو شك في سيل دمه وعدمه؛‬ ‫لَا دَمَ لِجِنْسِهَا سَائِلٌ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫م‬
‫»‬
‫‪،‬‬
‫ر‬
‫والخطيب‬
‫«‬ ‫امْتُحِنَ بشقّ عضو منه ـ عند م ر ) [في النهاية» ‪]۸۱/۱‬‬
‫فالذي قاله‬ ‫فإن لم توجد‪:‬‬ ‫للحاجة‪،‬‬ ‫كشيخ الإسلام تَبَعًا لِلْغَزَالِي ‪-‬‬
‫على «النهاية»‬ ‫م ر) [نقله «ع ش»‬ ‫إنَّ المتَّجه العفو كما وافق عليه‬ ‫«سم»‪:‬‬
‫لا يجوز جرحه ـ لِمَا‬ ‫تَبَعًا لإمام الحرمين ‪-‬‬ ‫‪]۸۱/۱‬؛ وقال ابن حجر ‪-‬‬
‫‪.]٩١/١‬‬ ‫فيه من التعذيب ـ وله حُكْمُ ما لا يسيل دمه [في‪« :‬التحفة»‬
‫المذكور من الميتة التي لا دم لها سائل‬ ‫(قوله ‪ :‬مِنْ ذَلِكَ أي‪:‬‬
‫والتي نشؤها من الماء‪ ،‬وهذا معتمد م ر كوالده؛ واعتمد ابن حجر‬
‫إنَّ ما كان نشؤه من الماء لا يضرُّ طرحه‬ ‫ما عليه الشَّيخان وهو‪:‬‬
‫فما نشأ في طعام ومات ثُمَّ‬ ‫الجنس‪،‬‬ ‫والمراد بما نشؤه منه ‪:‬‬ ‫مطلقا‪،‬‬
‫ومنه الماء‬ ‫‪-‬‬
‫أخرج وأعيد في ذلك الطعام أو غيره من بقية الأطعمة‬
‫«‬
‫)‬
‫إِنَّ‬
‫(‬
‫تحفته‬
‫‪۱‬‬
‫»‬
‫‪:‬‬ ‫على «تحفته» (‪:)۱‬‬ ‫وفي حاشية الشَّارح»‬ ‫يكون ممَّا نشؤه منه‪،‬‬ ‫هنا ‪-‬‬

‫والكُبرى» ‪۱۱۲/۱‬‬ ‫الخطيَّة‪ ،‬و«الوسطى» (‪۲۱/۱‬‬ ‫(‪ )1‬كذا في ‪ :‬نُسخة «الصُّغرى»‬ ‫‪:‬‬

‫أما في الأصل المطبوع وفي حاشية سم على التحفة»! وهو تصحيفٌ‬


‫مفقودة وغير=‬ ‫وتحريف‪ ،‬ومردُّ ذلك ‪ :‬أنَّ حاشية ابن حجر على تحفته»‬
‫"‬
‫‪۹۱‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَا أَثَرَ لِطَرْحٍ الْحَيِّ مُطْلَقًا‪ ،‬أَوِ الْمَيْتَةِ الَّتِي نَشْؤُهَا مِنْهُ‪.‬‬ ‫مُكَلَّفٍ‪،‬‬

‫وَاخْتَارَ كَثِيرُوْنَ مِنْ أَئِمَّتِنَا مَذْهَبَ مَالِكِ أَنَّ الْمَاءَ لَا يَنْجُسُ مُطْلَقًا‬
‫‪.]۸۸/۱‬‬ ‫إِلَّا بِالتَّغَيرِ [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫في كلام البُلْقِينِي أنَّ المراد بالأجنبي غير ذلك الطعام الذي أخذ منه‬
‫ولا‬ ‫ولكن المنقول خلافه‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫وهو أقرب إلى الْمَدْرَكِ‪،‬‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫بعينه‬
‫ولو سقط منه بغير‬ ‫يضرُّ إخراجها وإن تعددت بنحو أصبع واحد‪،‬‬
‫وكذا لو صفّى ماء هي فيه من‬ ‫وله إخراج الباقي‪،‬‬ ‫اختياره لم ينجس‪،‬‬
‫هذا ظاهر مع تواصل الصب عادة‪،‬‬ ‫قال «سم»‪:‬‬ ‫خرقة على مائع آخر‪:‬‬
‫فلو فصل بنحو يوم مثلا ‪ -‬ثُمَّ صبّ في الخرقة مع بقاء الميتات‬ ‫‪-‬‬

‫إلخ ‪ .‬اهـ‬
‫اهـ‬ ‫المجتمعة من التَّصفية السَّابقة ؛ فلا يَبْعُدُ الضَّرر ‪...‬‬
‫«صغری» ‪.‬‬

‫أنَّها غير‬ ‫ولكن هذا لا‬


‫يعني‬ ‫ومازالت إلى الآن ـ‪،‬‬ ‫مشتهرة بين النَّاس ‪-‬‬
‫موجودة‪ ،‬فقد نَقَلَ منها الْكُرْدِيُّ في «حواشيه» على «المنهج القويم» في مواضع‬
‫أضف إلى ذلك‬ ‫كثيرة‪ ،‬وكذا فَعَلَ الشّروانيُّ في حاشيته» على «التحفة»‪،‬‬
‫لم أقف على العبارة في حاشية ابن قاسم على «التحفة»‪.‬‬
‫ثُمَّ رأيت ما كتبه محققا كتاب الدُّرِّ المنضود لابن حجر أثناء كلامهما عمن‬
‫حاشية لابن حجر نفسه تسمى ‪" :‬طرفة الفقير بتحفة القدير»‪،‬‬ ‫حشَى على «التحفة»‪:‬‬
‫وانظر في توثيق ما كتباه‪« :‬النُّور‬ ‫ذكرها صاحب النُّور السَّافر وغيره‪ .‬اهـ ص ‪١٦‬‬
‫لمحمَّد باعمرو السَّيفي‬ ‫السافر لعبد القادر العيدروس ص ‪٣٩٥‬؛ «نفائس الدرر»‬ ‫((‬

‫طرفة القدير بتحفة الفقير»؛ «الإمام ابن حجر‬ ‫وفيه أنَّ اسم الحاشية ‪:‬‬ ‫ص ‪٤٩‬‬
‫الهيتمي وأثره في الفقه الشافعي لأمجد رشيد محمد علي ص ‪.٥٨‬‬
‫فأرسل لي نسخة‬ ‫ثُمَّ تواصلت مع الأستاذ الفاضل فيصل بن عبد الله الخطيب‪،‬‬
‫وقد وجدت فيها ما نقل‬ ‫على «تحفته»‪،‬‬ ‫حاشية ابن حجر»‬ ‫خطية نفيسة من‬
‫والله ولي الهدى والتوفيق‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫منها هنا‪،‬‬
‫تفيدينعلىفتحالمعين‬
‫تربيةالمستفيدير‬ ‫‪۹۲‬‬

‫وَفِي الْقَدِيْم لَا يَنْجُسُ قَلِيْلُهُ بِلَا تَغَيَّرٍ [انظر ‪:‬‬ ‫وَالْجَارِي كَرَاكِدٍ‪،‬‬
‫وَهُوَ مَذْهَبُ مَالِكِ‪.‬‬ ‫‪،]۹۹/۱‬‬ ‫«التحفة»‬

‫سَوَاءٌ كَانَتِ النَّجَاسَةُ مَائِعَةٌ أَوْ جَامِدَةٌ‪.‬‬ ‫قَالَ فِي الْمَجْمُوع ‪:‬‬
‫وَلَوْ بِمَاءٍ مُتَنَجِّسٍ‪،‬‬ ‫وَالْمَاءُ الْقَلِيْلُ إِذَا تَنَجَّسَ يَظْهرُ بِبُلُوغِهِ قُلَّتَيْنِ‪،‬‬
‫أَوْ بِمَاءٍ زِيْدَ عَلَيْهِ‪.‬‬ ‫حَيْثُ لَا تَغَيَّرَ بِهِ؛ وَالْكَثِيْرُ يَظْهُرُ بِزَوَالِ تَغَيُّرِهِ بِنَفْسِهِ‪،‬‬
‫أَوْ نَقَصَ عَنْهُ وَكَانَ الْبَاقِي كَثِيرًا‪.‬‬
‫جَرْيُ مَاءٍ عَلَى عُضْوِ مَغْسُوْلٍ‪ ،‬فَلَا يَكْفِي أَنْ يَمَسَّهُ‬ ‫ثَانِيهَا ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫الْمَاءُ بِلَا جَرَيَانِ؛ لأَنَّهُ لَا يُسَمَّى غَسْلًا‪.‬‬

‫عَلَى الْعُضْوِ ‪( -‬مُغَيِّرٌ‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫أَنْ لَا يَكُونَ عَلَيْهِ)‬ ‫ثَالِتُهَا ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫خِلَافًا لِجَمْعٍ‪.‬‬ ‫لِلْمَاءِ تَغَيُّرًا ضَارًّا كَزَعْفَرَانٍ وَصَنْدَلٍ‪،‬‬
‫رَابِعُهَا ‪ :‬أَنْ لَا يَكُوْنَ عَلَى الْعُضْوِ (حَائِلٌ) بَيْنَ الْمَاءِ وَالْمَغْسُوْلِ ؛‬ ‫(وَ)‬
‫وَحِنَّاءِ؛ بِخِلَافِ دُهْنِ جَارٍ‬ ‫وَعَيْنِ حِبْرٍ‪،‬‬ ‫وَدُهْنٍ جَامِدٍ‪،‬‬ ‫وَشَمَعِ‪،‬‬ ‫(كَنُوْرَةٍ)‪،‬‬
‫‪ -‬أَيْ ‪ :‬مَائِعِ ‪ -‬وَإِنْ لَمْ يَثْبَتِ الْمَاءُ عَلَيْهِ‪ ،‬وَأَثَرِ حِبْرٍ وَجِنَّاءٍ‪.‬‬
‫وَكَذَا يُشْتَرَطُ عَلَى مَا جَزَمَ بِهِ كَثِيرُوْنَ أَنْ لَا يَكُوْنَ وَسَخُ تَحْتَ‬

‫لا نجس كبول ولا مائع استهلك‬ ‫وَلَوْ بِمَاءٍ مُتَنَجِّسٍ أي‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫فيه‪ .‬قاله «سم» على «الغاية»‪ ،‬وأمَّا نَقُلُ بعض المخالفين عن مذهبنا‬
‫أنَّه لو كمَّل قلَّتين إِلَّا كُوْرًا بِكُوْزِ بول طَهُرَ ‪ :‬فهو غلط على مذهبنا‪ ،‬بل‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫بأنه نجس بلا خلاف‪.‬‬ ‫صرَّح أبو حامد ‪ -‬من أجل أصحابنا ‪-‬‬
‫هو الذي يمنع إطلاق اسم الماء كما مرَّ‪.‬‬ ‫ضَارا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫إلخ) في عَدَّ هذا شرطًا‬ ‫(قوله ‪ :‬أَنْ لَا يَكُوْنَ عَلَى الْعُضْوِ حَائِلٌ ‪...‬‬
‫العضو‪.‬‬ ‫جميع‬ ‫غسل‬ ‫مسامحة؛ لأنَّه من جملة الرُّكن الآتي الذي هو ‪:‬‬
‫‪۹۳‬‬
‫رحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫الْغَزَالِيُّ‬ ‫خِلَافًا لِجَمْع مِنْهُمُ ‪:‬‬ ‫ظُفْرِ يَمْنَعُ وُصُوْلَ الْمَاءِ لِمَا تَحْتَهُ‪،‬‬
‫وَصَرَّحُوا بِالْمُسَامَحَةِ عَمَّا‬ ‫وَأَطَالُوا فِي تَرْجِيْحِهِ‪،‬‬ ‫وَالزَّرْكَشِيُّ وَغَيْرُهُمَا ‪،‬‬
‫وَأَشَارَ الْأَذْرَعِيُّ وَغَيْرُهُ إِلَى‬ ‫تَحْتَهَا مِنَ الْوَسَخ ‪ ،‬دُوْنَ نَحْوِ الْعَجِيْنِ‪،‬‬
‫وَغَيْرِهَا بِمَا فِي الرَّوْضَةِ»‬ ‫ضَعْفِ مَقَالَتِهِمْ‪ ،‬وَقَدْ صَرَّحَ فِي التَّتِمَّةِ»‬
‫وَغَيْرِهَا مِنْ عَدَم الْمُسَامَحَةِ بِشَيْءٍ مِمَّا تَحْتَهَا حَيْثُ مَنَعَ وُصُوْلَ الْمَاءِ‬
‫وَأَفْتَى الْبَغَوِيُّ فِي وَسَحْ حَصَلَ مِنْ غُبَارٍ بِأَنَّهُ يَمْنَعُ‬ ‫بِمَحَلِّهِ [‪)١٦٤/١‬‬
‫وَجَزَمَ‬ ‫وَهُوَ الْعَرَقُ الْمُتَجَمِّدُ‪،‬‬ ‫بِخِلَافِ مَا نَشَأَ مِنْ بَدَنِهِ‪،‬‬ ‫صِحَّةَ الْوُضُوْءِ‪،‬‬
‫بِهِ فِي «الأَنْوَارِ» [‪.]٤٧/١‬‬
‫خَامِسُهَا ‪( :‬دُخُوْلُ وَقْتٍ لِدَائِم حَدَثٍ كَسَلِسٍ وَمُسْتَحَاضَةٍ‪،‬‬ ‫(وَ)‬
‫أَيْضًا ‪ -‬ظَنُّ دُخُوْلِهِ‪ ،‬فَلَا يَتَوَضَّأُ كَالْمُتَيَمِّم لِفَرْضِ أَوْ نَفْلٍ‬ ‫وَيُشْتَرَطُ لَهُ ‪-‬‬
‫وَتَحِيَّةٍ قَبْلَ دُخُولِ‬ ‫وَلِصَلَاةِ جَنَازَةٍ قَبْلَ الْغَسْلِ‪،‬‬ ‫مُؤَقَتٍ قَبْلَ وَقْتِ فِعْلِهِ‪،‬‬
‫وَلَزِمَ وُضُوْءَانِ عَلَى‬ ‫وَالرَّوَاتِبِ الْمُتَأَخْرَةِ قَبْلَ فِعْلِ الْفَرْضِ‪،‬‬ ‫الْمَسْجِدِ‪،‬‬

‫(قوله‪ :‬فِي وَسَحْ حَصَلَ) أي‪ :‬على بدنه‪.‬‬


‫قال في‬ ‫بِخِلَافٌ مَا نَشَأَ مِنْ بَدَنِهِ) أي‪ :‬فلا يضرُّ‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫«التحفة» ومن‬
‫ومن ثُمَّ نقض مسه ‪ .‬اهـ بل في‪« :‬فتح الجواد» ‪.]٤٦/١‬‬
‫الوقت‪ ،‬أي‪ :‬أنَّه لا‬ ‫أَيْضًا ‪ -‬ظَنُّ دُخُوْلِهِ) أي‪:‬‬ ‫وَيُشْتَرَطُ لَهُ ‪-‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫أيضًا ‪-‬‬ ‫بُدَّ من دخول الوقت في نفس الأمر‪ ،‬وظنّ دائم الحدث دخوله ‪-‬‬
‫كما في «الفتح» [‪ ]٤٦/١‬وغيره‪ ،‬فلا وجه لاعتراض الْمُحَشِّي عليه‪.‬‬
‫في بعض النُّسَخِ بعده‪« :‬أَوْ تَيَمُّمَانِ»‪،‬‬ ‫وُضُوْءَانِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫[‪ ]۱‬في العبارة قلب يُعلم بالنظر والمراجعة‪ ،‬فلعلَّ الصَّواب أن يقول‪ :‬وقد صرح‬
‫وغيرها ؛ لأنَّ النَّوَوِيَّ متأخر عن الْمُتَوَلِّي‬ ‫وغيرها بما في «التَّتمَّة»‬ ‫في «الروضة»‬
‫السَّمَّة»‪[ .‬عمار)‪.‬‬ ‫صاحب‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫لِصَلَاةِ‬ ‫أَحَدُهُمَا لِلْخُطبَتَيْنِ وَالآخَرُ بَعْدَهُمَا‪،‬‬ ‫خَطِيْبٍ دَائِمِ الْحَدَثِ ‪،‬‬


‫وَيَكْفِي وَاحِدٌ لَهُمَا لِغَيْرِهِ؛ وَيَجِبُ عَلَيْهِ الْوُضُوْءَ لِكُلِّ فَرْضِ‬ ‫جُمُعَةٍ‪،‬‬
‫وَكَذَا غَسْلُ الْفَرْجِ وَإِبْدَالُ الْقُطْنَةِ الَّتِي بِفَمِهِ وَالْعِصَابَةِ وَإِنْ لَمْ‬ ‫كَالْمُتَيَمِّمِ‪،‬‬
‫تَزُلْ عَنْ مَوْضِعِهَا‪.‬‬

‫وَعَلَى نَحْوِ سَلِس مُبَادَرَةٌ بِالصَّلَاةِ‪ ،‬فَلَوْ أَخَّرَ لِمَصْلَحَتِهَا ‪ -‬كَانْتِظَارِ‬


‫وَكَذَهَابِ إِلَى مَسْجِدٍ ؛‬ ‫جَمَاعَةٍ أَوْ جُمُعَةٍ وَإِنْ أُخْرَتْ عَنْ أَوَّلِ الْوَقْتِ‪،‬‬
‫لَمْ يَضُرَّ‪.‬‬

‫إِنَّ التَّيَمُّمين يلزمان دائم الحدث‬ ‫الأوَّل‪:‬‬ ‫ويتعيَّن سقوطه لأمرين ‪:‬‬
‫إنَّها لا تلاقي قوله بعد‪« :‬وَيَكْفِي وَاحِدٌ لَهُمَا‬ ‫والثاني ‪:‬‬ ‫والسليم‪،‬‬
‫لِغَيْرِهِ»‪.‬‬

‫والغاية‬ ‫العصابة‪،‬‬ ‫وَإِنْ لَمْ تَزُلْ عَنْ مَوْضِعِهَا أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ومحَلٌّ‬ ‫لوجوب تجديد الوضوء وما بعده لكل فرض‪ .‬قال في «النهاية»‪:‬‬
‫وجوب تجديد العصابة عند تلويثها بما لا يُعفى عنه‪ ،‬فإن لم تتلوَّث‬
‫أصلا أو تلوَّثت بما يُعفى عنه لقِلَّته ؛ فالواجب فيما يظهر تجديد ربطها‬
‫وما تقرَّر من العفو عن قليل دم‬ ‫لكل فرض‪ ،‬لا تغييرها بالكلِّيَّة‪،‬‬
‫المستحاضة هو ما أفتى به الوالد واستثناه من دم المنافذ التي حكموا‬
‫ويُعفى عن قليل سَلَسِ‬ ‫فيها بعدم العفو عمَّا خرج منها ‪ .‬اهـ ‪.]۳۳۷/۱[.‬‬
‫اهـ‬ ‫قاله ابنُ العِمَادِ‪.‬‬ ‫والعِصابة لتلك الصَّلاة خاصَّة‪.‬‬ ‫البول في الثَّوب‪،‬‬
‫[على «شرح المنهج ‪.]١٣٥/١‬‬ ‫بخَيْرِمِي‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫أَوْ أَدَاءِ (فَرْضِ وُضُوْءٍ)‬ ‫وُضُوْءٍ‪،‬‬ ‫أَحَدُهَا ‪( :‬نِيَّةُ)‬ ‫سِيَّةٌ ‪:‬‬ ‫(وَفُرُوْضُهُ)‬

‫أَوْ رَفْعِ حَدَثٍ ‪ -‬لِغَيْرِ دَائِمِ حَدَثٍ ‪ -‬حَتَّى فِي الْوُضُوْءِ الْمُجَدَّدِ‪ ،‬أَوِ‬
‫الطَّهَارَةِ عَنْهُ‪ ،‬أَوِ الطَّهَارَةِ لِنَحْوِ الصَّلَاةِ مِمَّا لَا يُبَاحُ إِلَّا بِالْوُضُوْءِ‪ ،‬أَوِ‬
‫كَالصَّلَاةِ وَمَسَ الْمُصْحَفِ ـ؛ وَلَا يَكْفِي نِيَّةُ‬ ‫اسْتِبَاحَةِ مُفْتَقِرٍ إِلَى وُضُوْءٍ ‪-‬‬
‫وَكَدُخُولِ‬ ‫كَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ‪ ،‬أَوِ الْحَدِيْثِ‪،‬‬ ‫اسْتِبَاحَةِ مَا يُنْدَبُ لَهُ الْوُضُوْءُ ‪-‬‬
‫وَزِيَارَةِ قَبْرٍ ‪-‬‬ ‫مَسْجِدٍ‪،‬‬

‫إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ) [البخاري‬ ‫وَالأَصْلُ فِي وُجُوْبِ النِّيَّةِ خَبَرُ ‪:‬‬
‫وفيه‪« :‬بِالنِّيِّةِ» أَيْ ‪ :‬إِنَّمَا صِحْتُهَا لَا كَمَالُهَا‪.‬‬ ‫رقم‪۱ :‬؛ مسلم رقم ‪:‬‬
‫فَلَوْ قَرَنَهَا‬ ‫جُزْءٍ مِنْ (وَجْهِ)‬ ‫وَيَجِبُ قَرْنُهَا ( عِنْدَ) أَوَّلِ (غَسْل )‬
‫وَوَجَبَ إِعَادَةُ غَسْلِ مَا سَبَقَهَا‪ ،‬وَلَا يَكْفِي قَرْنُهَا بِمَا قَبْلَهُ‬ ‫بِأَثْنَائِهِ؛ كَفَى‪،‬‬

‫وهو من الشرائع القديمة‪،‬‬ ‫الوضوء‪،‬‬ ‫وَفُرُوْضُهُ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫الغُرَّة والتَّحجيل فقط‪ ،‬أو مع الكيفية‬ ‫والخاص بهذه الأُمَّة‪:‬‬
‫المخصوصة‪ ،‬وهو معقول المعنى كما في «التحفة» [‪ ]١٨٦/١‬و«النهاية»‬
‫فطلب التنظيف لها ؛‬ ‫وغيرهما ؛ لأنَّ الصَّلاة مناجاة للرَّبِّ‪،‬‬ ‫[‪]١٥٤/١‬‬
‫وأقره شيخ الإسلام‬ ‫وتَبِعَهُ ابن عبد السَّلام‪،‬‬ ‫إنَّه تعبدي‪،‬‬ ‫وقال الإمام‪:‬‬
‫والخطيب في الإقناع [‪ ،]۱۰۱/۱‬وقالوا‪ :‬لأنَّ فيه مسحا‬ ‫في «الغُرر»‪،‬‬
‫ولا يعقل معناه؛ وأشار في «الفتح» إلى جوابهم بقوله ‪ :‬وإنَّما اختص‬
‫وموجبه الحدث‬ ‫فاكتفي فيه بأدنى طهارة‪،‬‬ ‫الرأس بالمسح لستره غالبًا‪،‬‬
‫والتَّعبُّدي أفضل من معقول المعنى؛ لأنَّ‬ ‫وإرادة الصَّلاة‪ .‬اهـ ‪]٤٥/١[.‬‬
‫الامتثال فيه أشدُّ ‪ ،‬كما في الفتاوى الحديثية» لـ «حج» [ص ‪.]٥٠‬‬
‫وتجزئ نيَّة رفع حدث‬ ‫(قوله‪ :‬حَتَّى فِي الْوُضُوْءِ الْمُجَدَّدِ) أي‪:‬‬
‫حتّى في الوضوء المجدّد على الأوجه‪ .‬فتح الجواد» [‪ .]٤٩/١‬وإليه‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٩٦‬‬

‫وَمَا قَارَنَهَا هُوَ أَوَّلُهُ؛‬ ‫حَيْثُ لَمْ يَسْتَصْحِبْهَا إِلَى غَسْل شَيْءٍ مِنْهُ‪،‬‬
‫فَيَفُوتُ سُنَّةُ الْمَضْمَضَةِ إِنِ انْغَسَلَ مَعَهَا شَيْءٌ مِنَ الْوَجْهِ كَحُمْرَةِ الشَّفَةِ‬
‫بأَنْ يَنْوِي عِنْدَ كُلِّ مِنْ غَسْلِ الْكَفَّيْنِ‬ ‫فَالأَوْلَى أَنْ يُفَرِّقَ النِّيَّةَ‪،‬‬ ‫بَعْدَ النِّيَّةِ ‪،‬‬
‫ثُمَّ فَرْضَ الْوُضُوْءِ عِنْدَ غَسْلِ‬ ‫وَالْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ سُنَّةَ الْوُضُوْءِ‪،‬‬
‫وَفَضِيْلَةُ‬ ‫الْوَجْهِ؛ حَتَّى لَا يَفُوْتَ لَهُ فَضِيْلَةُ اسْتِصْحَابِ النِّيَّةِ مِنْ أَوَّلِهِ‪،‬‬
‫الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ مَعَ انْغِسَالِ حُمْرَةِ الشَّفَةِ‪.‬‬

‫فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ‬ ‫ظَاهِرِ (وَجْهِهِ) ؛ لِآيَةِ ‪:‬‬ ‫(وَ) ثَانِيهَا ‪( :‬غَسْلُ)‬


‫[المائدة‪( ،]٦ :‬وَهُوَ طُوْلًا‪( :‬مَا بَيْنَ مَنَابِتِ شَعْرِ (رَأْسِهِ) غَالِبًا (وَ)‬
‫فَهُوَ مِنَ الْوَجْهِ دُوْنَ مَا تَحْتَهُ‬ ‫بِفَتْحِ اللَّام ‪،-‬‬ ‫تَحْتَ مُنْتَهَى لَحْيَيْهِ)‬
‫عَرْضًا ‪( :‬مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ)‪.‬‬ ‫وَالشَّعْرِ النَّابِتِ عَلَى مَا تَحْتَهُ ‪( ،‬وَ)‬
‫وَيَجِبُ غَسْلُ شَعْرِ الْوَجْهِ مِنْ هُدْبٍ وَحَاجِبٍ وَشَارِبٍ وَعَنْفَقَةٍ‬
‫وَلِحْيَةِ ‪ -‬وَهِيَ ‪ :‬مَا نَبَتَ عَلَى الذَّقْنِ‪ ،‬وَهُوَ مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ ‪ -‬وَعِذَارٍ ‪-‬‬
‫وَعَارِضِ ‪ -‬وَهُوَ ‪ :‬مَا انْحَطَ‬ ‫وَهُوَ ‪ :‬مَا نَبَتَ عَلَى الْعَظْمِ الْمُحَاذِي لِلأُذُنِ ‪-‬‬
‫عَنْهُ إِلَى اللَّحْيَةِ ‪..‬‬
‫وَهُوَ ‪ :‬مَا نَبَتَ‬ ‫وَمَوْضِعُ الْغَمَمِ ‪-‬‬ ‫حُمْرَةُ الشَّفَتَيْنِ‪،‬‬ ‫وَمِنَ الْوَجْهِ ‪:‬‬

‫وفي‬ ‫إلى ‪.]١٩٦‬‬ ‫ما لم يرد الحقيقة [‪١٩٣/١‬‬ ‫يومئ كلام «التحفة قال‪:‬‬
‫عدم الصحة [‪.]١٦٠/١‬‬ ‫والنّهاية»‪:‬‬ ‫الإيعاب‬

‫إن لم ينو غير الوجه‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وَمَا قَارَنَهَا هُوَ أَوَّلُهُ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫كالمضمضة عند انغسال حُمرة الشفة ‪ -‬؛ وإلَّا كان ذلك صارفًا عن‬ ‫‪-‬‬
‫وقوع الغسل عن الفرض‪ ،‬لا عن الاعتداد بالنِّيَّة؛ لأنَّ قصد المضمضة‬
‫مع وجود انغسال جزء من الوجه لا يصلح صارفًا لها؛ لأنَّه من ما‬
‫صدقات المنوي بها‪ ،‬بل للانغسال عن الوجه؛ لتواردهما على محل‬
‫‪۹۷‬‬
‫ستفيدين علىفتحالمعين‬

‫دُونَ مَحَلِّ التَّحْذِيْفِ عَلَى الْأَصَحُ [انظر‪:‬‬ ‫عَلَيْهِ الشَّعْرُ مِنَ الْجَبْهَةِ ‪،-‬‬
‫وَهُوَ ‪ :‬مَا نَبَتَ عَلَيْهِ الشَّعْرُ الْخَفِيْفُ بَيْنَ ابْتِدَاءِ الْعِذَارِ‬ ‫‪]۲۰۳/۱‬‬ ‫التحفة»‬
‫بَيَاضَانِ يَكْتَنِفَانِ‬ ‫وَهُمَا ‪:‬‬ ‫وَدُوْنَ وَتِدِ الأُذُنِ والنَّزَعَتَيْنِ ‪-‬‬ ‫وَالنَّزَعَةِ‬

‫وَمَوْضِعِ الصَّلَعِ ‪ -‬وَهُوَ ‪ :‬مَا بَيْنَهُمَا إِذَا انْحَسَرَ عَنْهُ الشَّعْرُ ‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫النَّاصِيَةَ ‪-‬‬
‫إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْوَجْهِ‪.‬‬ ‫وَيُسَنُّ غَسْلُ كُلِّ مَا قِيْلَ‪:‬‬

‫وَيَجِبُ غَسْلُ ظَاهِرِ وَبَاطِنِ كُلِّ مِنَ الشُّعُوْرِ السَّابِقَةِ وَإِنْ كَثُفَ؛‬
‫لِمُدْرَةِ الْكَثَافَةِ فِيْهَا ‪ ،‬لَا بَاطِن كَثِيفِ لِحْيَةٍ وَعَارِضِ‪.‬‬
‫وَالْكَثِيْفُ ‪ :‬مَا لَمْ تُرَ الْبَشَرَةُ مِنْ خِلَالِهِ فِي مَجْلِسِ التَخَاطُبِ عُرْفًا‪.‬‬
‫وَيَجِبُ غَسْلُ مَا لَا يَتَحَقَّقُ غَسْلُ جَمِيْعِهِ إِلَّا بِغَسْلِهِ؛ لَأَنَّ مَا لَا‬
‫يَتِمُّ الْوَاجِبُ إِلَّا بِهِ وَاجِبٌ‪.‬‬
‫غَسْلُ يَدَيْهِ مِنْ كَفَّيْهِ وَذِرَاعَيْهِ بِكُلِّ مِرْفَقِ) ؛ لِلآيَةِ [المائدة‪:‬‬ ‫ثَالِثُهَا ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫وَيَجِبُ غَسْلُجَمِيْعِ مَا فِي مَحَلِّالْفَرْضِ مِنْ شَعْرِ وَظُفْرٍ وَإِنْ طَالَ‪.‬‬ ‫‪٦.‬‬

‫فاتَّضح بهذا الذي ذكرته أنَّه لا منافاة بين إجزاء‬ ‫واحد مع تنافيهما‪،‬‬
‫النية وعدم الاعتداد بالمغسول عن الوجه لاختلاف مَلْحَظيهما ؛ فتأمله‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫لتعلم به اندفاع ما أطال به جَمْع هنا‪« .‬تحفة» [‪١٩٩/١‬‬
‫(قوله‪ :‬إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْوَجْهِ كذا فيما رأيناه من نُسَخ الخط‬
‫وعبارتها ‪:‬‬ ‫والطبع ؛ وصوابه إسقاط «لَيْسَ» كما في «التحفة» وغيرها‪،‬‬
‫إِنَّه من الوجه كالصلع والنزعتين والتحذيف‬ ‫ويسن غسل كُلِّ ما قيل ‪:‬‬
‫والصُّدغين‪.‬‬ ‫والنّهاية» [‪:]١٦٩/١‬‬ ‫زاد في (المغني) [‪]۱۷۳/۱‬‬ ‫[‪.]٢٠٤/١‬‬
‫ولا يكلف غسل‬ ‫‪(:‬قوله‪ :‬لَا بَاطِنِ كَثِيْفِ لِحْيَةٍ) في التُحفة»‪:‬‬
‫ما استتر من شعرها ‪-‬؛‬ ‫وهو‬ ‫وداخلها ‪-‬‬ ‫البشرة ‪-‬‬ ‫باطنها ـ وهو‬
‫اهـ [‪.]٢٠٥/١‬‬ ‫لعسر إيصال الماء إليهما‪.‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫}‪@ ༢༨ 6‬‬

‫فَرْعُ ‪ :‬لَوْ نَسِيَ لُمْعَةً فَانْغَسَلَتْ فِي تَثْلِيْثٍ أَوْ إِعَادَةِ وُضُوْءٍ لِنِسْيَانٍ‬
‫لَهُ لَا تَجْدِيدِ وَاحْتِيَاطِ؛ أَجْزَأَهُ‪.‬‬

‫وَالْبَيَاضِ الَّذِي‬ ‫كَالنَّزَعَةِ ‪،‬‬ ‫رَابِعُها ‪( :‬مَسْحُ بَعْضٍ رَأْسِهِ)‬ ‫(وَ)‬


‫وَلَوْ بَعْضَ شَعْرَةٍ وَاحِدَةٍ؛ لِلآيَةِ‬ ‫وَرَاءَ الأُذُنِ بَشَرٍ أَوْ شَعْرِ فِي حَدِّهِ‪،‬‬
‫‪.] ٦‬‬ ‫[المائدة‪:‬‬

‫قَالَ الْبَغَوِيُّ‪ :‬يَنْبَغِي أَنْ لَا يُجْزِى أَقَلُّ مِنْ قَدْرِ النَّاصِيَةِ ‪ -‬وَهِيَ ‪:‬‬
‫مَا بَيْنَ النَّزَعَتَيْنِ ‪ -‬؛ لأَنَّهُ ﷺ لَمْ يَمْسَحْ أَقَلَّ مِنْهَا [انظر‪« :‬المجموع»‬
‫وَالْمَشْهُورُ عَنْهُ‬ ‫وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي حَنِيْفَةَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى‪،‬‬ ‫‪،]۲۲۰/۱‬‬
‫‪.]١١٤/١‬‬ ‫وُجُوْبُ مَسْحِ الرُّبُعِ [انظر‪« :‬الحاوي الكبير»‬
‫مِنْ كُلِّ رِجْلٍ ؛ لِلآيَةِ‬ ‫كُلِّ (كَعْبِ)‬ ‫خَامِسُهَا ‪( :‬غَسْلُ رِجْلَيْهِ بِـ)‬ ‫(وَ)‬
‫وَيَجِبُ غَسْلُ بَاطِنِ ثَقْبٍ وَشَقٌ‪.‬‬ ‫أَوْ مَسْحُ خُفَّيْهِمَا بِشُرُوطِهِ‪.‬‬ ‫[المائدة‪،]٦ :‬‬

‫الرَّأس‪ ،‬بأن لا يخرج بالمد عنه من جهة‬ ‫(قوله ‪ :‬فِي حَدِّهِ) أي‪:‬‬
‫نزوله واسترساله‪ ،‬فإن خرج منها ولم يخرج من غيرها؛ مسح غير‬
‫لذاته‪،‬‬
‫وإنَّما أجزأ تقصيره في النسك مطلقا ؛ لأنَّه ثَمَّ مقصود‬ ‫الخارج‪،‬‬
‫والخارج غير تابع لها‪ .‬اهـ «تحفة» [‪.]٢٠٩/١‬‬ ‫وهنا تابع للبشرة‪،‬‬
‫(قوله ‪ :‬أَنْ لَا يُجْزِئَ أَقَلُّ مِنْ قَدْرِ النَّاصِيَةِ) لعله أراد بإيراده على‬
‫ضعفه بعد أن قرر الإجزاء ولو بمسح بعض شعرة واحدة الحَثّ على‬
‫فادعاء‬ ‫عدم الاقتصار على أقل من قدر النَّاصية ؛ خروجًا من الخلاف‪،‬‬
‫فإنَّ‬ ‫الْمُحَشِّي الإجماع على ضعف ما نَقَلَهُ الْبَغَوِيُّ لا يخفى ما فيه‪،‬‬
‫لا على إجزاء‬ ‫الإجماع الَّذي ذَكَرَهُ إِنَّما هو على عدم تعيَّن النَّاصية‪،‬‬
‫أقل من قدرها ؛ تأمل‪.‬‬
‫أن يلبسه على طهارة‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫(قوله‪ :‬أَوْ مَسْحُ خُفَّيْهِمَا بِشُرُوطِهِ)‬
‫‪۹۹‬‬
‫تريحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَرْعٌ ‪ :‬لَوْ دَخَلَتْ شَوْكَةٌ فِي رِجْلِهِ وَظَهَرَ بَعْضُهَا؛ وَجَبَ قَلْعُهَا‬

‫ولو بعد اللُّبس وقبل الحدث عند «حج»‬ ‫وأن يكون الخُفْ ‪-‬‬ ‫كاملة‪،‬‬
‫فيصح المسح على‬ ‫ولو متنجسا بمعفو عنه‪،‬‬ ‫ولو حرامًا‪،‬‬ ‫طاهرا ‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫مَحَلِّ طاهر منه وإن اختلط بالنَّجاسة ماء المسح بعد بلا قصد ‪ ،‬وأن‬
‫يكون قويا ‪ -‬يمكن متابعة المشي عليه بلا نعل ولو لمقعد في التَّردُّد ‪-‬‬
‫القدم بكعبيه من كل الجوانب لا من‬ ‫وهو ‪:‬‬ ‫ساترا لمحَلِّ الغَسل ‪-‬‬
‫يومًا وليلة للمقيم والمسافر‬ ‫مانعا نفوذ الماء من غير الخرز‬ ‫الأعلى ‪-‬‬
‫وابتداء‬ ‫وثلاثة أيَّام بلياليها للمسافر سفرًا يبيحه‪،‬‬ ‫القصر‪،‬‬ ‫يبيح‬ ‫سفرًا لا‬
‫وشيخ الإسلام والخطيب‪،‬‬ ‫المُدَّة فيهما من نهاية الحدث عند «حج»‬
‫ومن أوَّله إن‬ ‫ومن انتهائه عند م ر إن لم يكن باختياره كبول وغائط‪،‬‬
‫إلى‬ ‫اهـ ملخصا من «المنهج القويم» [ص ‪٩٤‬‬ ‫كان باختياره كلمس ونوم‪.‬‬
‫مع‬
‫إلى ‪٢٩٠‬‬
‫‪].‬‬ ‫الْكُرْدِيّ [أي‪« :‬الكبرى»‬ ‫‪[٩٦‬‬

‫وقال الإمام مالك حمدلله ‪ :‬لا توقيت لمسح الخُفّ‪ ،‬بل يمسح‬
‫ما لم ينزعه أو تصبه جنابة‪،‬‬ ‫لابسه مسافرًا كان أو مقيمًا ما بدا له‪،‬‬
‫وهو القديم من قولَي الشَّافعيّ؛ وعند مالك ‪ :‬إذا كان في الخُفَّ خرق‬
‫وهو قول‬ ‫ما لم يتفاحش‪،‬‬ ‫يسير فيما دون الكعبين جَازَ المسح عليه‬
‫إن كان الخرق مقدار ثلاث أصابع‬ ‫قديم للشافعي ؛ وقال أبو حنيفة ‪:‬‬
‫وإن كان دونها جاز أفاده في رحمة الأُمَّة» [ص ‪٢٦‬‬ ‫لم يجز المسح‪،‬‬
‫إلى ‪.]٩‬‬ ‫و«الميزان» [‪٥/٢‬‬ ‫وما بعدها]‬

‫الذي اعتمده ابن حجر في‬ ‫إلخ)‬ ‫(قوله‪ :‬لَوْ دَخَلَتْ شَوْكَةٌ ‪...‬‬
‫الشَّوكة ‪ :‬أنَّها إذا جاوزت الجلد إلى اللحم وغاصت فيه؛ اكتفي بغسل‬
‫الظاهر وإن كان رأسها ظاهرًا‪ ،‬وإن لم تغص في الباطن؛ وجب قلعها‬
‫أنَّها لو كانت بحيث لو نقشت بقي‬ ‫واعتمد م ر فيها ‪:‬‬ ‫وغسل محلّها‪.‬‬
‫شيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَغَسْلُ مَحَلِّهَا؛ لأَنَّهُ صَارَ فِي حُكْم الظَّاهِرِ‪ ،‬فَإِنِ اسْتَتَرَتْ كُلُّهَا؛‬
‫صَارَتْ فِي حُكْمِ الْبَاطِنِ‪ ،‬فَيَصِحُ وُضُوءُهُ‪ .‬وَلَوْ تَنَفَّطَ فِي رِجْلٍ أَوْ غَيْرِهِ؛‬
‫فَإِنْ تَشَقَّقَ؛ وَجَبَ غَسْلُ بَاطِنِهِ مَا‬ ‫لَمْ يَجِبْ غَسْلُ بَاطِنِهِ مَا لَمْ يَتَشَقَّقْ‪،‬‬
‫لَمْ يَرْتَتِقْ‪.‬‬

‫ذَكَرُوا فِي الْغَسْلِ أَنَّهُ يُعْفَى عَنْ بَاطِنِ عُقَدِ الشَّعْرِ‪ ،‬أَيْ‪ :‬إِذا‬ ‫تَنْبِيةٌ ‪:‬‬
‫وَأُلْحِقِ بِهَا مَنِ ابْتُلِيَ بِنَحْوِ طَبُوْعِ لَصِقَ بِأُصُوْلِ شَعْرِهِ حَتَّى‬ ‫انْعَقَدَ بِنَفْسِهِ‪،‬‬
‫وَقَدْ صَرَّحَ شَيْخُ شُيُوْحِنَا‬ ‫مَنَعَ وُصُوْلَ الْمَاءِ إِلَيْهَا وَلَمْ يُمْكِنْ إِزَالَتُهُ‪،‬‬
‫لَكِنْ قَالَ تِلْمِيذُهُ‬ ‫زَكَرِيَّا الأَنْصَارِيُّ بِأَنَّهُ لَا يُلْحَقُ بِهَا‪ ،‬بَلْ عَلَيْهِ التَّيَمُّمُ‪،‬‬
‫وَالَّذِي يَتَّجِهُ الْعَفْوُ لِلضَّرُورَةِ [في‪« :‬التحفة» ‪.]٢٠٧/١‬‬ ‫شَيْخُنَا ‪:‬‬

‫كَمَا ذُكِرَ مِنْ تَقْدِيمِ غَسْلِ الْوَجْهِ فَالْيَدَيْنِ‬ ‫سَادِسُهَا ‪( :‬تَرْتِيْبُ)‬ ‫(وَ)‬
‫فَالرَّأْسِ فَالرِّجْلَيْنِ؛ لِلاتِّباع [المائدة‪٦ :‬؛ مسلم رقم‪١٢١٨ :‬؛ انظر‪« :‬التلخيص‬
‫وما بعدها)‪ ،‬وَلَوِ انْغَمَسَ مُحْدِثٌ ‪ -‬وَلَوْ فِي مَاءٍ قَلِيْلٍ ‪-‬‬ ‫الحبير»‬

‫موضعها ثقبة؛ وجب عليه قلعها ليصح وضوءه؛ وإلا فلا‪ .‬وفي فتاوى‬
‫م ر»‪ :‬أنَّها عند الشَّكِّ في كون محلها بعد القلع يبقى مجوَّفًا أَوْ لَا‪،‬‬
‫الأصل عدم التَّجوف وعدم وجوب غسل ما عدا الظاهر‪ .‬اهـ‬
‫«صغری»‪.‬‬

‫دويبة ذات سَمٌ ‪ ،‬أو من جنس القردان‪ .‬اهـ‬ ‫كتنُّور ‪:‬‬ ‫طبوع)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫قاموس» [ص ‪.]٧٤٣‬‬

‫وكالانغماس ما لو رقد‬ ‫إلخ)‬ ‫(قوله‪ :‬وَلَوِ انْغَمَسَ مُحْدِثٌ ‪.‬‬


‫تحت ميزاب أو غيره‪ ،‬أو صبّ غيره الماء عليه دفعة واحدة‪ ،‬كما في‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫الإيعاب عن الْقُمُوْلِيّ [نقله «حميد» على «التحفة»‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بِنِيَّةٍ مُعْتَبَرَةٍ مِمَّا مَرَّ ‪ :‬أَجْزَأَهُ عَنِ الْوُضُوْءِ‪ ،‬وَلَوْ لَمْ يَمْكُثْ فِي الْانْغِمَاسِ‬
‫يُمْكِنُ فِيْهِ التَّرْتِيْبُ‪ .‬نَعَمْ‪ ،‬لَوِ اغْتَسَلَ بِنِيَّتِهِ؛ فَيُشْتَرَطُ فِيْهِ التَّرْتِيْبُ‬
‫حقيقة‬

‫وَلَا يَضُرُّ نِسْيَانُ لُمْعَةٍ أَوْ لُمَعٍ فِي غَيْرِ أَعْضَاءِ الْوُضُوْءِ‪ ،‬بَلْ لَوْ‬
‫كَانَ عَلَى مَا عَدَا أَعْضَاءَهُ مَانِعٌ ‪ -‬كَشَمَعِ ؛ لَمْ يَضُرَّ‪ ،‬كَمَا اسْتَظْهَرَهُ‬
‫‪-‬‬

‫وَلَوْ أَحْدَثَ وَأَجْنَبَ؛ أَجْزَأَهُ الْغَسْلُ عَنْهُمَا‬ ‫‪]۲۱۲/۱‬‬ ‫شَيْخُنَا [في‪« :‬التحفة»‬
‫بِنِيَّتِهِ‪ ،‬وَلَا يَجِبُ تَيَقُنُ عُمُوْمِ الْمَاءِ لِجَمِيعِ الْعُضْوِ‪ ،‬بَلْ يَكْفِي غَلَبَةُ الظَّنِّ‬

‫فَرْعٌ ‪ :‬لَوْ شَكَ الْمُتَوَفِّى أَوِ الْمُغْتَسِلُ فِي تَطْهِيْرِ عُضْوِ قَبْلَ الْفَرَاغَ‬

‫بعد تمام الانغماس في الماء القليل؛‬ ‫بِنِيَّةٍ مُعْتَبَرَةٍ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫«التحفة»‬
‫وصار الماء مستعملا‪ ،‬كما في‬ ‫وإلا ارتفع حدث الوجه فقط‪،‬‬
‫‪.]٥٩/١‬‬ ‫وغيرها [«فتح الجواد»‬ ‫وما بعدها]‬ ‫[‪٨٢/١‬‬

‫(قوله ‪ :‬نَعَمْ‪ ،‬لَوِ اغْتَسَلَ أي‪ :‬بغير الانغماس كما في «الفتح»‬


‫‪ ،]59/1‬فلو أتى بدل «نَعَمْ» بـ «الواو»؛ لَسَلِمَ من إيهام أنَّه مستثنى مما‬
‫الوضوء مثلا‪.‬‬ ‫بنيَّتِهِ) أي‪:‬‬ ‫قبله‪( .‬وقوله ‪:‬‬
‫حيث انغمس المتوضئ أو اغتسل‪.‬‬ ‫وَلَا يَضُرُّ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫في الترتيب‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪ :‬لَمْ يَضُرَّ)‬
‫الغَسل‪ ،‬قال في «الفتح»‪ :‬ولو غسل جنب‬ ‫(قوله‪ :‬بِنِيَّتِهِ) أي ‪:‬‬
‫غیر أعضاء وضوئه ثُمَّ أحدث ؛ لم يجب ترتيبها‪ ،‬أو غير نحو رجليه‬
‫ولزمه غسل بقية أعضاء‬ ‫ثُمَّ أحدث ثُمَّ غسلهما ؛ أجزأه عن الحدثين‪،‬‬
‫اهـ [‪.]٥٩/١‬‬ ‫وضوئه مرتبة قبلهما أو بعدهما‪.‬‬
‫مِنْ وُضُوْئِهِ أَوْ غَسْلِهِ؛ طَهَّرَهُ وَكَذَا مَا بَعْدَهُ فِي الْوُضُوْءِ‪ ،‬أَوْ بَعْدَ الْفَرَاغِ‬
‫مِنْ ظُهْرِهِ؛ لَمْ يُؤَكِّرْ ‪ ،‬وَلَوْ كَانَ الشَّكُ فِي النِّيَّةِ ؛ لَمْ يُؤَفِّرْ ‪ -‬أَيْضًا ‪ -‬عَلَى‬
‫الْأَوْجَهِ كَمَا فِي شَرْحِ الْمِنْهَاجِ لِشَيْخِنَا‪ ،‬وَقَالَ فِيْهِ‪ :‬قِيَاسُ مَا يَأْتِي فِي‬
‫الشَّلِّ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ وَقَبْلَ الرُّكُوعِ أَنَّهُ لَوْ شَكٍّ بَعْدَ عُضْوِ فِي أَصْلِ‬
‫فَلْيُحْمَلْ كَلَامُهُمُ الأَوَّلُ عَلَى‬ ‫غَسْلِهِ؛ لَزِمَهُ إِعَادَتُهُ‪ ،‬أَوْ بَعْضِهِ لَمْ تَلْزَمْهُ‪،‬‬
‫الشَّكٍّ فِي أَصْل الْعُضْوِ لَا بَعْضِهِ [‪.]٢٤١/١‬‬

‫لِلْمُتَوَضّئِ وَلَوْ بِمَاءٍ مَغْصُوْبِ عَلَى الْأَوْجَهِ [انظر‪:‬‬ ‫(وَسُنَّ تَسْمِيَةٌ)‬


‫لِلاتِّبَاعَ [النَّسائي‬ ‫أَوَّلَ الْوُضُوْءِ ‪-‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫‪( )٦٠/١‬أَوَّلَهُ)‬ ‫«فتح الجواد»‬
‫بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‬ ‫وَأَكْمَلُهَا ‪:‬‬ ‫وَأَقَلُّهَا بِسْمِ اللهِ‪،‬‬ ‫رقم‪،]۷۸ :‬‬

‫كَمَا فِي شَرْحِ الْمِنْهَاجِ كَتَبَ عليه «سم» ما نصه‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ولو في النِّيَّة؛ كذا نُقِلَ عن فتاوى شيخنا الشهاب الرملي‬ ‫قوله ‪:‬‬
‫لكن الذي استقر رأيه عليه في «الفتاوى التي‬ ‫وقاسه على الصوم‪،‬‬
‫إنَّ الفرق بين‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫قرأها ولده عليه أنَّه يؤثر ـ كما في الصَّلاة ‪-‬‬
‫‪-‬‬

‫وسيأتي أنَّ الشَّكَ في الطَّهارة بعد‬ ‫الوضوء والصّوم واضح‪ .‬اهـ‪.‬‬


‫وحينئذ يتحصل أنه إذا شكَ في نيَّة الوضوء بعد‬ ‫الصَّلاة لا يؤثر‪،‬‬
‫في‬ ‫لأنَّ الشَّكَ‬ ‫أو بعد الصَّلاة ؛ لم يضرَّ بالنسبة للصَّلاة ‪-‬‬ ‫فراغه ؛ ضَرَّ ‪،‬‬
‫ويضر بالنسبة‬ ‫نيته بعدها لا يزيد على الشَّكِّ فيه نفسه بعدها ـ‪،‬‬
‫لغيرها ؛ حتّى لو أراد مَسَّ المصحف أو صلاة أخرى امتنع ذلك‪« .‬م‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫سم» [‪٢٤١/١‬‬ ‫اهـ كلام‬ ‫ر‪.‬‬
‫‪۱۰۳‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫الشَّهَادَتَانِ‪،‬‬ ‫وَبَعْدَهَا ‪:‬‬ ‫التَّعَوُّذُ‪،‬‬ ‫وَيُسَنُ قَبْلَهَا‬ ‫وَتَجِبُ عِنْدَ أَحْمَدَ‪،‬‬


‫وَيُسَنُّ لِمَنْ تَرَكَهَا أَوَّلَهُ أَنْ‬ ‫وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ الْمَاءَ طَهُوْرًا‪.‬‬
‫بِسْمِ اللهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ‪ ،‬لَا بَعْدَ فَرَاغِهِ‪،‬‬ ‫يَأْتِيَ بِهَا أَثْنَاءَهُ قَائِلًا‪:‬‬
‫وَكَذَا فِي نَحْوِ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالتَّأْلِيْفِ وَالاكْتِحَالِ مِمَّا يُسَنُّ لَهُ‬
‫وَالْمَنْقُوْلُ عَنِ الشَّافِعِيِّ وَكَثِيرٍ مِنَ الْأَصْحَابِ أَنَّ أَوَّلَ السُّنَنِ‬ ‫التَّسْمِيَةُ‪،‬‬
‫وَغَيْرِهِ‬ ‫وما بعدها]‬ ‫وَبِهِ جَزَمَ النَّوَوِيُّ فِي الْمَجْمُوع» [‪١٩٠/١‬‬ ‫التَّسْمِيَةُ‪،‬‬
‫وَقَالَ جَمْعُ‬ ‫فَيَنْوِي مَعَهَا عِنْدَ غَسْلِ الْيَدَيْنِ‪،‬‬ ‫[المنهاج ص ‪،]٣٢‬‬
‫مُتَقَدِّمُوْنَ ‪ :‬إِنَّ أَوَّلَهَا السِّوَاكُ‪ ،‬ثُمَّ بَعْدَهُ التَّسْمِيَةُ ‪.‬‬

‫الفراغ من أفعاله‪،‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫الوضوء‪،‬‬ ‫(قوله‪ :‬لَا بَعْدَ فَرَاغِهِ أي‪:‬‬


‫ولكن نُقِلَ عن‬ ‫بعده على أحد قولين ارتضاه الرملي‪،‬‬ ‫الدُّعاء‬
‫ولو بقي‬
‫الزَّيَّادِيِّ و«ع ش أنَّ المراد ‪ :‬فإن فرغ من توابعه‪ ،‬حتّى الذكر بعده‪،‬‬
‫وسورة إِنَّا أَنزَلْنَهُ‪ ،‬وهذا أقرب‪ .‬اهـ‬ ‫بل والصَّلاة على النبي ﷺ‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪.]٢٦٢/١‬‬ ‫على «شرح ابن قاسم»‬ ‫بَاجُوري»‬

‫يأتي بها أوَّله‪،‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وَكَذَا فِي نَحْوِ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وهذا معتمد شيخه‬ ‫فليأت بها في أثنائه لا بعد فراغه‪،‬‬ ‫‪:‬‬
‫فإن تركها‬
‫‪ )۲۲٤/١‬وما بعدها]؛ وعند شيخ الإسلام وم ر‪:‬‬ ‫التحفة‬ ‫[في‪:‬‬ ‫«حج»‬
‫وما‬ ‫يسن الإتيان بها بعد فراغ الأكل والشرب [في‪« :‬النهاية»‬
‫بعدها ]‪.‬‬

‫لأنَّه لا بُدَّ من مقارنة النِّيَّة لأوّل‬ ‫إلخ)‬ ‫فَيَنْوِي مَعَهَا ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫السُّنن؛ وإلا فلا يثاب عليها ثواب كونها من سنن الوضوء‪.‬‬
‫نَقَلَهُ «سم» في‬ ‫وَقَالَ جَمْعٌ مُتَقَدِّمُوْنَ ‪ :‬إِنَّ أَوَّلَهَا السِّوَاكُ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫الشهاب ‪-‬‬ ‫وكان ‪ -‬أي‪:‬‬ ‫حواشي المنهج عن الشهاب وولده قال ‪:‬‬
‫ترتيبالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪١٠٤‬‬

‫وَلَوْ مِنْ أَثْنَاءِ سُوْرَةٍ‪ ،‬فِي صَلَاةٍ‬ ‫تُسَنُّ التَّسْمِيَةُ لِتَلَاوَةِ قُرْآنٍ‪،‬‬ ‫فَرْعُ ‪:‬‬
‫وَلِغَسْلٍ وَتَيَمُّمِ وَذَبْحٍ‪.‬‬ ‫أَوْ خَارِجَهَا‪،‬‬
‫(فَغَسْلُ الْكَفَّيْنِ مَعَا إِلَى الْكُوْعَيْنِ مَعَ التَّسْمِيَةِ الْمُقْتَرِنَةِ بِالنِّيَّةِ ؛ وَإِنْ‬
‫‪١٦٢‬؛ مسلم‬ ‫تَوَضَّأَ مِنْ نَحْوِ إِبْرِيْقِ أَوْ عَلِمَ ظُهْرَهُمَا ؛ لِلاتباع [البخاري رقم‪:‬‬
‫‪.]٢٧٨‬‬ ‫رقم ‪:‬‬

‫وَطُوْلًا فِي اللَّسَانِ؛‬ ‫عَرْضًا فِي الأَسْنَانِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا‪،‬‬ ‫(فَسِوَاكُ)‬


‫لِلْخَبَرِ الصَّحِيح ‪« :‬لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ‬
‫باب السواك الرَّطب واليابس للصائم‪ ،‬ص‬ ‫وُضُوْء) [البخاري معلَّقًا في كتاب الصوم‪،‬‬
‫وَيَحْصُلُ (بِـ) كُلِّ (خَشِنِ) وَلَوْ بِنَحْوِ خِرْقَةٍ أَوْ‬ ‫أَمْرَ إِيْجَابِ‪.‬‬ ‫‪ ]٣٦٦‬أَيْ ‪:‬‬
‫وَالْعُوْدُ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ‪ ،‬وَأَوْلَاهُ ذُو الرِّيحِ الطَّيِّبِ‪،‬‬ ‫أَشْنَانٍ‪،‬‬

‫ومن قال‪:‬‬ ‫أوَّله السواك ؛ أراد أوَّله المطلق‪،‬‬ ‫بأنَّ من قال‪:‬‬


‫يَجْمَعُ ‪:‬‬
‫أوَّله‬ ‫ومن قال ‪:‬‬ ‫أوَّله التّسمية ؛ أراد أوَّله من سُننه القولية التي هي منه‪،‬‬
‫بخلاف‬ ‫غسل الكفَّين؛ أراد أوَّله من السُّنن الفعليَّة التي هي منه‪،‬‬
‫السواك‪ ،‬فإنَّه سُنَّة فيه لا منه فلا ينافي قَرْن النِّيَّة قلبًا بالتسمية‪ ،‬ولا‬
‫تقدم السواك عليهما ؛ لأنَّه سُنَّة فعليَّة في الوضوء لا من الوضوء‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫قال عبد الحميد على‬ ‫باختصار «بَصْرِي» و «كُردي»‪.‬‬ ‫وفي «النهاية نحوه‪.‬‬
‫خارج عن‬ ‫ومعلوم أنَّ ما جَرَى عليه الشَّارح ‪ -‬كـ «المغني»‬ ‫«التحفة»‪:‬‬
‫وقد نقل عنه ما سبق]‪.‬‬ ‫اهـ [‪٢٢٥/١‬‬ ‫هذا الجَمْعِ‪.‬‬
‫بِكُلِّ خَشِنِ ولو نحو أسنان أو نجسا أو فيه سُم؛ إذ‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بخلاف المضمضة بنحو ماء الغَاسُول وإن نقى‬ ‫الحرمة لأمر خارج‪،‬‬
‫الأسنان وأزال القَلَحَ؛ لأنَّه لا يسمَّى سواكا بخلافه بالغَاسُول نفسه‪.‬‬
‫'‬

‫‪.[Vo‬‬ ‫ص‬ ‫وما بعدها «المنهج القويم»‬ ‫فتح «الجواد ‪٦٤/١‬‬ ‫اهـ «إمداد» [انظره في ‪:‬‬
‫‪1.0‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫خِلَافًا لِمَا اخْتَارَهُ‬ ‫وَلَوْ خَشِئَةٌ‪،‬‬ ‫وَأَفْضَلُهُ الأَرَاكُ‪ ،‬لَا بِأَصْبُعِهِ الْمُتَّصِلَةِ‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫النَّوَوِيُّ [في‪« :‬المجموع»‬

‫كُلِّ‬ ‫وَإِنَّمَا يَتَأَكَّدُ السِّوَاكُ وَلَوْ لِمَنْ لَا أَسْنَانَ لَهُ لِكُلِّ وُضُوْءٍ‪ ،‬وَ(لِـ)‬
‫وَإِنْ سَلَّمَ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ‪ ،‬أَوِ اسْتَاكَ‬ ‫فَرْضِهَا وَنَفْلِهَا‪،‬‬ ‫(صَلَاةٍ)‬
‫لِوُضُوْئِهَا ‪ ،‬وَإِنْ لَمْ يَفْصِلْ بَيْنَهُمَا فَاصِلٌ‪ ،‬حَيْثُ لَمْ يَخْشَ تَنَجُسَ فَمِهِ؛‬
‫رَكْعَتَانِ بِسِوَاكِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِيْنَ‬ ‫وَذَلِكَ لِخَبَرِ الْحُمَيْدِيِّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ ‪:‬‬
‫وعزاه إلى‬ ‫‪،٤٤٦٦‬‬ ‫الجامع الصغير رقم‪:‬‬
‫"‬
‫ذكره السيوطي في ‪:‬‬ ‫رَكْعَةً بِلَا سِوَاكِ‬

‫‪-‬‬
‫خلافًا لِمَا فِي الْمُحَشِّي‬ ‫ومنه تعلم‪ :‬أنَّ الأُسنان غير الغَاسُول ‪-‬‬
‫‪]٢١٦/١‬؛‬ ‫وهو معتمد ابن حجر [في‪« :‬التحفة»‬ ‫وحصول السُّنَّة بالنَّجس‪،‬‬
‫‪.]١٧٩/١‬‬ ‫خلافا لـ «م ر» [في‪« :‬النهاية»‬
‫فتخرج به‪:‬‬ ‫الْمُتَّصِلَةِ) كذا يوجد في بعض النسخ‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وعند الجمال‬ ‫فإنّها تجزئ عند ابن حجر مطلقا‪،،‬‬ ‫المنفصلة الخشنة‪،‬‬
‫وإن‬ ‫والمتّصلة منه لا تجزئ عندهما مطلقًا‪،‬‬ ‫الرملي لا تجزئ مطلقًا‪،‬‬
‫والخطيب في‬ ‫أجزأت عندهما‪،‬‬ ‫كانت من غيره ـ وهي خشنة ‪-‬‬
‫(النهاية) (‪« ،۱۸۰/۱‬المغني» ‪.]۱۸۳/۱‬‬ ‫التحفة ‪٢١٦/١‬‬ ‫«المغني» كابن حجر [انظر‪:‬‬
‫وهل يكره إزالة الخُلُوف بالمتصلة منه أو بغيرها مما لا يجزئ السواك‬
‫والأقرب لِلْمَدْرَكِ‬ ‫به أو لا يكره؟ قال في «التحفة»‪ :‬كلٌّ محتمل‪،‬‬
‫لزَّيَّادِي‬ ‫ولكلامهم الثَّاني [‪ ]٢٢٤/١‬؛ وفي حاشية شرح المنهج»‬ ‫الأوّل‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫موافقة الثاني‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫مِنْ سَبْعِيْنَ رَكْعَةً لا يلزم منه تفضيل السواك على‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫الجماعة؛ إذ قد تكون الواحدة من السبع والعشرين فيها تعدل كثيرًا‬

‫ما بين معقوفتين غير مثبت في «القديمة»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫[‪]١‬‬


‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫ابن النجار في‪:‬‬ ‫وعزاه إلى‪:‬‬ ‫الأفراد عن أبي هريرة ورقم ‪٤٤٦٧‬‬ ‫الدارقطني في‬
‫كلاهما عن أبي هريرة؛ انظر أيضًا‪« :‬فيض‬ ‫«تاريخ بغداد والدَّيْلَمِيّ في‪« :‬الفردوس»‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫القدير للمُناوِي ‪٣٦/٤‬‬

‫وَلَوْ تَرَكَهُ أَوَّلَهَا تَدَارَكَهُ أَثْنَاءَهَا بِفِعْلٍ قَلِيْلٍ كَالتَّعَمُّمِ‪.‬‬


‫وَتَغَيْرِ‬ ‫لِتِلَاوَةِ قُرْآنٍ أَوْ حَدِيْثٍ أَوْ عِلْمٍ شَرْعِيِّ‪،‬‬ ‫وَيَتَأَكَّدُ ‪ -‬أَيْضًا ‪-‬‬
‫فَمِ رِيحًا أَوْ لَوْنًا بِنَحْوِ نَوْمٍ أَوْ أَكْلِ كَرِيْهِ‪ ،‬أَوْ سِنٌ بِنَحْوِ صُفْرَةٍ‪،‬‬
‫وَذَخُوْلِ مَسْجِدٍ وَمَنْزِلٍ‪ ،‬وَفِي السَّحَرِ‪ ،‬وَعِنْدَ‬ ‫وَاسْتِيْقَاظُ مِنْ نَوْمِ وَإِرَادَتِهِ‪،‬‬
‫الاحْتِضَارِ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ خَبَرُ الصَّحِيْحَيْنِ [البخاري رقم‪٤٤٣٨ :‬؛ مسلم رقم‪:‬‬

‫نقلًا عن‬ ‫للفَاكِهِي ‪-‬‬ ‫وفي شرح بداية الهداية»(‪)۱‬‬ ‫من درجات السواك‪،‬‬
‫من صلى في جماعة بعد السواك؛‬ ‫الرداد في كتابه «فضائل السواك ‪:-‬‬
‫وذلك‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫فإن صلاته تتضاعف إلى ألف وثمان مئة وتسعين صلاة‪.‬‬
‫من ضرب السبعة والعشرين التي في الجماعة في السبعين التي في‬
‫فالخارج ما ذكر‪ .‬اهـ «الصُّغرى»‪.‬‬ ‫السواك‪،‬‬
‫وعبر في‬ ‫وَلَوْ تَرَكَهُ أَوَّلَهَا كذا عبَّر في التحفة» [‪،]٢١٧/١‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وفاقًا‬ ‫إلخ)‬ ‫تَدَارَكَهُ ‪...‬‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫ولو نسيه [‪.]۱۸۱/۱‬‬ ‫بقوله ‪:‬‬ ‫«النهاية»‬
‫واستظهر «المغني عدم الاستحباب [‪،]١٨٤/١‬‬ ‫((‬
‫لـ «التَّحفة» و«النهاية»‬
‫ومال إليه الْبَاجُوْرِيُّ‪.‬‬ ‫ووافقه الْبَصْرِيُّ‪،‬‬

‫أي ‪:‬‬ ‫مَنْزِلِ)‬ ‫ولو خاليًا‪( .‬وقوله ‪:‬‬ ‫وَدُخُولِ مَسْجِدٍ) أي ‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫(قوله‪:‬‬
‫واستقرب الْبَصْرِيُّ أَنَّه كالمسجد‬ ‫غير خال ولو لغيره‪( .‬تحفة) [‪.]۲۲۰/۱‬‬
‫‪.]٥٥/١‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫[في‪« :‬حاشيته»‬

‫[عمار]‪.‬‬ ‫«الكفاية»‪.‬‬ ‫واسمه‪:‬‬ ‫( ‪)۱‬‬


‫‪es‬‬ ‫تربيةالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَأَخَذَ بَعْضُهُمْ مِنْ ذَلِكَ تَأْكُدَهُ‬ ‫وَيُقَالُ ‪ :‬إِنَّهُ يُسَهِّلُ خُرُوجَ الرُّوْحِ ‪،‬‬ ‫‪]٢٤٤٣‬‬

‫‪.‬‬
‫لِلْمَرِيضِ‬
‫وَيَبْلَعَ رِيْقَهُ أَوَّلَ‬ ‫وَيَنْبَغِي أَنْ يَنْوِي بِالسِّوَاكِ السُّنَّةَ لِيُثَابَ عَلَيْهِ‪،‬‬
‫وَيُنْدَبُ التَّخْلِيْلُ قَبْلَ السِّوَاكِ وَبَعْدَهُ وَمِنْ أَثَرِ‬ ‫وَأَنْ لَا يَمَصَّهُ‪،‬‬ ‫اسْتِيَاكِهِ‪،‬‬
‫والسِّوَاكُ أَفْضُلُ مِنْهُ خِلَافًا لِمَنْ عَكَسَ [انظر‪« :‬فتح الجواد» ‪.]٦٥/١‬‬ ‫الطَّعَامِ‪،‬‬
‫إِنْ أَذِنَ أَوْ عَلِمَ رِضَاهُ؛ وَإِلَّا حَرُمَ‬ ‫وَلَا يُكْرَهُ بِسِوَاكِ غَيْرِهِ‬

‫وَيَبْلَعَ رِيْقَهُ أَوَّلَ اسْتِيَاكِهِ) أي ‪ :‬فإنَّه ينفع من كل داء‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫سوى الموت لا بعده؛ لأنَّه يورث الوسوسة‪( .‬وقوله‪ :‬وَأَنْ لَا‬
‫ولا يوضع بالأرض؛ لِمَا‬ ‫ولينصب‪،‬‬ ‫لأنَّه يورث العمى‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫يَمَصَّهُ)‬
‫مَنْ وَضَعَهُ بِالأَرْضَ فَجُنَّ فَلَا يَلُوْمَنَّ إِلَّا‬ ‫رُوِيَ عن ابن جُبَيْرٍ ‪:‬‬
‫ولا بسواك الغير ولو بعد غسله؛ لأنَّه‬ ‫ولا يستاك بطرفيه‪،‬‬ ‫نَفْسَهُ»‪،‬‬

‫«إِنَّ الشَّيْطَانَ‬ ‫ولا يضعه حتّى يغسله؛ فعن الحسن‪:‬‬ ‫يورث النسيان‪،‬‬
‫مثلا ـ ؛ لئلا يلعب‬ ‫ويكبس الرِّيق بتراب ‪-‬‬ ‫يَسْتَاكُ بِهِ إِنْ لَمْ يَغْسِلْهُ»‪،‬‬
‫ويسن غسله‬ ‫ولا يبصق في ثوبه؛ لأنه يخاف منه آفة‪،‬‬ ‫به الشَّيطان‪،‬‬
‫ورَوَى الْبَيْهَقِيُّ‪« :‬كَانَ‬ ‫للاستياك به ثانيًا إن علق به قذر وإن قل‪،‬‬
‫سِوَاكُ رَسُوْلِ اللهِﷺ بِمَنْزِلَةِ الْقَلَمِ مِنْ أُذُنِ الْكَاتِبِ» [في‪« :‬السُّنن‬
‫وطول شبر أو‬ ‫ويكون غلظ الخنصر‬ ‫قيل ‪:‬‬ ‫‪]۳۷/۱‬‬ ‫الكبرى رقم ‪۱٤٧‬‬
‫‪:‬‬

‫ولم تكن الجراثيم مكتشفة بعد‪،‬‬ ‫بُني هذا الحكم‬ ‫قال سيدي الوالد رحمهالله ‪:‬‬ ‫[‪]١‬‬
‫ولو كان المؤلّف بعصرنا لقال بحرمة استعمال سواك الغير لما يترتب على‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫ذلك من الأمراض‪.‬‬
‫وَهُوَ بِسِوَاكِ الْغَيْرِ بِلَا إِذْنِ وَلَا عِلْمِ رِضًا‬ ‫قلت‪ :‬قال في التَّحفة))‬
‫عمَّار]‪.‬‬ ‫حَرَامٌ ؛ وَإِلَّا فَخِلافُ الأولى‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪۱۰۸‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَيُكْرَهُ لِلصَّائِمِ‬ ‫كَأَخْذِهِ مِنْ مِلْكِ الْغَيْرِ‪ ،‬مَا لَمْ تَجْرِ عَادَةٌ بِالإِعْرَاضِ عَنْهُ‪.‬‬
‫بَعْدَ الزَّوَالِ إِنْ لَمْ يَتَغَيَّرُ فَمُهُ بِنَحْوِ نَوْمٍ‪.‬‬

‫إِبْصَالُ الْمَاءِ إِلَى الْفَمِ‬ ‫وَأَقَلُّهُمَا‪:‬‬ ‫(فَمَضْمَضَةٌ فَاسْتِنْشَاقٌ لِلاتِّباع‪،‬‬


‫وَالأَنْفِ‪ ،‬وَلَا يُشْتَرَطُ فِي حُصُوْلِ أَصْلِ السُّنَّةِ إِدَارَتُهُ فِي الْفَمِ وَمَجهُ مِنْهُ‬

‫دونه؛ ويجعل الخنصر والإبهام تحته والبقيَّة فوقه؛ لأنَّ قبضه يورث‬
‫ويكره الاستياك بِمِبْرَدٍ وبعود رمَّان أو ريحان يؤذي؛‬ ‫البواسير‪،‬‬
‫ملخصا‪.‬‬ ‫اهـ «إمداد»‬ ‫ويجزئ‪.‬‬
‫وبه‬ ‫وإلا فلا يكره‪،‬‬ ‫(قوله ‪ :‬إِنْ لَمْ يَتَغَيَّرُ فَمُهُ بِنَحْوِ نَوْمٍ) أي‪:‬‬
‫والخطيب‬ ‫وجَرَى عليه ولده [في‪« :‬النّهاية» ‪،]١٨٣/١‬‬ ‫أفتى الشِّهاب الرَّمليُّ ‪،‬‬
‫شرح مختصر أبي شجاع» و«حاشية شرح‬ ‫الشِّرْبِيْنِيُّ‪ ،‬و«سم في‬
‫وغيرهم؛ وهو خلاف ما اعتمده شيخه ابن حجر في كُتُبِهِ‬ ‫المنهج»‪،‬‬
‫من بقاء الكراهة‪ ،‬إلَّا في «التحفة» فقال فيها بعدما قال هو الأوجه ما‬
‫نصُّه ‪ :‬إلَّا أن يقال ‪ :‬إنَّ ذلك التَّغيُّر أذهب تغير الصوم لاضمحلاله فيه‬
‫فأشار‬ ‫اهـ [‪.]٢٢٣/١‬‬ ‫وذهابه بالكُلِّيَّة؛ فسُنَّ السواك لذلك كما عليه جَمْع‪.‬‬
‫ووافق‬ ‫‪.]۳۷/۱‬‬ ‫بما ذكر إلى التّوقف فيه‪ .‬اهـ كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫الشارح شيخه في كُتُبِهِ في ذلك في باب الصوم مع قطع نظره عن‬
‫توقفه كما سيأتي إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫ويبيض‬ ‫ويرضي الرَّبَّ‪،‬‬ ‫يطهر الفم‪،‬‬ ‫من فوائد السواك أنَّه ‪:‬‬ ‫فَرْعُ ‪:‬‬
‫ويزكي الفطنة‪،‬‬ ‫ويصفّي الخلق‪،‬‬ ‫ويشد اللثة‪،‬‬ ‫ويطيب النكهة‪،‬‬ ‫الأسنان‪،‬‬
‫ويسوي الظهر‪،‬‬ ‫ويحدُّ البصر ويبطئ الشيب‪،‬‬ ‫'‬
‫ويقطع الرطوبة‪،‬‬
‫ويذكِّر الشَّهادة عند الموت‪ .‬اهـ‬ ‫ويسهل النزع ‪،‬‬ ‫ويضاعف الأجر‪،‬‬
‫بالحرفِ [‪.]٦٥/١‬‬ ‫«عباب»‬
‫تر المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫بَلْ تُسَنُّ كَالْمُبَالَغَةِ فِيْهِمَا لِمُفْطِرِ؛ لِلأَمْرِ بِهَا [انظر ‪:‬‬ ‫وَنَثْرُهُ مِنَ الأَنْفِ‪،‬‬
‫إلى ‪.]١٤٠‬‬ ‫التلخيص الحبير»‬

‫يَتَمَضْمَضُ ثُمَّ يَسْتَنْشِقُ مِنْ كُلِّ‬ ‫يُسَنُ جَمْعُهُمَا بِثَلَاثِ غُرَفٍ‪،‬‬ ‫(وَ)‬
‫مِنْهَا ‪.‬‬

‫‪]٢٣٥‬؛‬ ‫‪١٨٥‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫(وَمَسْحُ كُلِّ رَأْسٍ لِلاتِّبَاعِ [البخاري رقم‪:‬‬

‫وعبارة‬ ‫بل في كمالها‪.‬‬ ‫بَلْ تُسَنُّ حقُّ المقابلة أن يقول ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بإيصال الماء إلى الفم؛ وإن لم يدره في‬ ‫ويحصل أقلهما ‪:‬‬ ‫«الإمداد ‪:‬‬
‫بأن يديره‪،‬‬ ‫وأكملهما‪:‬‬ ‫الفم ولا مجه ولا جذبه في الأنف ولا نثره‪،‬‬
‫ويسن أخذ الماء لهما‬ ‫"‬
‫ثُمَّ يمجه أو يجذبه‪ ،‬ثُمَّ ينثره ـ مع ما يأتي‬
‫والتَّرتيب بين غسل اليدين فالمضمضة‬ ‫قال في «الفتح»‪:‬‬ ‫بیمينه‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫فما قدمه‬ ‫فالاستنشاق مستحق ؛ لاختلاف العضوين كالوجه واليدين‪،‬‬
‫ولو أخر‬ ‫كما لو أتى بالثلاثة أو اثنين معا ‪،‬‬ ‫منها عن محَلّه لغو ‪-‬‬
‫محله‪.‬‬
‫حسب دونهما على المعتمد؛ لفعله في‬ ‫الأول عن الأخيرين ‪:‬‬
‫وهذا معتمد «حج» في كُتُبِهِ ‪ -‬تَبَعًا لشيخ‬ ‫اهـ [‪ .]٦٢/١‬قال الْكُرْدِيُّ ‪:‬‬
‫أنَّ السَّابق هو‬ ‫واعتمد الشَّهاب الرَّملي وابنه والخطيب‪:‬‬ ‫الإسلام ‪-‬‬
‫المعتد به وما بعده لغو؛ فلو اقتصر على الاستنشاق ‪ :‬لم يُحسب عند‬
‫وحسب عند الشَّهاب الرَّملي ومن تَبِعَهُ [في‪« :‬الوسطى» ‪.]٥١/١‬‬ ‫«حج»‪،‬‬
‫فإذا قدم الاستنشاق ‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلًا عن ش ق‬ ‫قال في «بشرى الكريم»‬
‫فإن أراد‬ ‫وفات غسل الكفَّين والمضمضة عند «م ر»‪،‬‬ ‫حسب‪،‬‬
‫اهـ [ص ‪.]١٠٠‬‬ ‫وأتى بهما‪.‬‬ ‫أتى بناقض‪،‬‬ ‫حصولهما ‪:‬‬
‫حَدٌ‬
‫حتّى الذوائب الخارجة عن‬ ‫وَمَسْحُ كُلِّ رَأْسِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪.]٢٣٢/١‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫كما في «سم»‬ ‫الرأس‪،‬‬
‫رحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَالْأَوْلَى‬ ‫فَإِنِ اقْتَصَرَ عَلَى الْبَعْضِ‪:‬‬ ‫وَخُرُوْجًا مِنْ خِلَافِ مَالِكِ وَأَحْمَدَ‪،‬‬
‫وَالأَوْلَى فِي كَيْفِيَّتِهِ ‪ :‬أَنْ يَضَعْ يَدَيْهِ عَلَى مُقَدَّمِ‬ ‫أَنْ يَكُوْنَ هُوَ النَّاصِيَةُ‪،‬‬
‫وَإِبْهَامَيْهِ عَلَى صُدْغَيْهِ‪ ،‬ثُمَّ يَذْهَبُ بِهِمَا‬ ‫رَأْسِهِ مُلْصِقًا مُسَبِّحَتَهُ بِالأُخْرَى‪،‬‬
‫لِقَفَاهُ‪ ،‬ثُمَّ يَرُدُّهُمَا إِلَى الْمَبْدَا إِنْ كَانَ‬ ‫ا مَعَ بَقِيَّةِ أَصَابِعِهِ غَيْرَ الإِبْهَامَيْنِ ][‪]١‬‬
‫وَإِنْ كَانَ عَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةٌ‬ ‫لَهُ شَعْرٌ يَنْقَلِبُ ؛ وَإِلَّا فَلْيَقْتَصِرْ عَلَى الذَّهَابِ‪.‬‬
‫أَوْ قَلَنْسُوَةٌ ‪ :‬تَمَّمَ عَلَيْهَا بَعْدَ مَسْحٍ النَّاصِيَةِ ؛ لِلاتباع [مسلم رقم‪.]٢٧٤ :‬‬
‫(وَ) مَسْحُ كُلِّ (الأُذُنَيْنِ) ظَاهِرًا وَبَاطِنًا وَصِمَاخَيْهِ؛ لِلاتِّبَاعِ [أبو داود‬
‫‪.[۱۲۲‬‬ ‫‪:‬‬
‫رقم ‪:‬‬

‫بَلْ‬ ‫قَالَ النَّوَوِيُّ‪:‬‬ ‫وَلَا يُسَنُّ مَسْحُ الرَّقَبَةِ‪ ،‬إِذْ لَمْ يَثْبُتُ فِيْهِ شَيْءٌ‪،‬‬
‫‪.]٢٥٨/١‬‬ ‫وَحَدِيْتُهُ مَوْضُوعُ [في‪« :‬المجموع»‬ ‫هُوَ بِدْعَةٌ‪،‬‬

‫يمسح‬ ‫أن‬ ‫فيشترط ‪:‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫تَمَّمَمَ عَلَيْهَا بَعْدَ مَسْحٍ النَّاصِيَةِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الواجب من الرأس قبل مسح ما عليها من نحو العمامة ‪ -‬خلافًا‬
‫وأن لا يرفع يده بعد مسح الواجب من الرأس‬ ‫للعلامة الخطيب‬
‫وقبل أن يكمل على نحو العمامة ‪ -‬وإلَّا احتاج إلى ماء جديد‪ ،‬فهو‬
‫وأن لا يكون عاصيا باللبس لذاته ‪-‬‬ ‫شرط للتكميل بالماء الأوّل‬
‫لا لعذر فيمتنع التكميل بخلافه لعارض؛ كأن‬ ‫كأن لبسها محرم‪،‬‬
‫وأن لا يكون على نحو العمامة نجاسة‬ ‫فيكمل‬ ‫كان غاصبًا لها‪،‬‬
‫‪.]٢٧٠/١‬‬ ‫على «شرح ابن قاسم»‬ ‫اهـ «بَاجُوري»‬ ‫معفو عنها ـ كدم براغيث ‪.‬‬

‫وَلَا يُسَنُّ مَسْحُ الرَّقَبَةِ قال الْكُرْدِيُّ ‪ :‬إِنَّ المتأخرين من‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫أئمتنا أو أكثرهم قد قلدوا الإمام النَّوَوِيَّ في كون الحديث لا أصل‬

‫وكُتب على هامشها من نُسخة مع‬ ‫[‪ ]١‬ما بين معقوفتين غير مثبت في «القديمة»‪،‬‬
‫عمَّار]‪.‬‬ ‫بِمُسَبِّحَتَيْهِ مَعَ بَقِيَّةِ أَصَابِعِهِ غَيْرَ الْإِبْهَامَيْنِ‪.‬‬ ‫التصحيح ‪::‬‬
‫حالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫إِمْرَارُ الْيَدِ عَلَيْهَا عَقِبَ مُلَاقَاتِهَا لِلْمَاءِ؛‬ ‫وَهُوَ ‪:‬‬ ‫(وَدَلْكُ أَعْضَاءِ)‬
‫خُرُوجًا مِنْ خِلَافِ مَنْ أَوْجَبَهُ‪.‬‬

‫وَالْأَفْضَلُ ‪ :‬كَوْنُهُ بِأَصَابِع يُمْنَاهُ‪ ،‬وَمِنْ أَسْفَلَ‬ ‫(وَتَخْلِيْلُ لِحْيَةٍ كَلَّةٍ‪،‬‬


‫‪]۳۱‬؛ وَيُكْرَهُ‬ ‫مَعَ تَفْرِيقِهَا‪ ،‬وَبِغَرْفَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ لِلاتِّباع الترمذي رقم‪:‬‬
‫تَرْكُهُ‪.‬‬

‫وَالرِّجْلَيْنِ بِأَيِّ‬ ‫أَصابع الْيَدَيْنِ بِالتَّشْبِيْكِ‪،‬‬ ‫تَخْلِيْلُ (أَصَابِع) أَيْ ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫كَيْفِيَّةٍ كَانَتْ وَالأَفْضَلُ‪ :‬أَنْ يُخَلَّلَهَا مِنْ أَسْفَلَ بِخِنْصِرِ يَدِهِ الْيُسْرَى‪،‬‬
‫وَمُخْتَتِمًا بِخِنْصِرِ الْيُسْرَى [أَيْ‪ :‬يَكُوْنُ‬ ‫مُبْتَدِنَا بِخِنْصِرِ الرِّجْلِ الْيُمْنَى ‪،‬‬
‫وَمُخْتَتِما‬ ‫بِخِنْصِرِ يُسْرَى يَدَيْهِ‪ ،‬وَمِنْ أَسْفَلَ مُبْتَدِنَا بِخِنْصِرِ يُمْنَى رِجْلَيْهِ‪،‬‬
‫‪6‬‬

‫بِخِنْصِر يُسْرَاهُمَا ] [‪.]١‬‬

‫له ولكن كلام المحدثين يشير إلى أنَّ الحديث له طرق وشواهد‬
‫يرتقي بها إلى درجة الحسن؛ فالذي يظهر للفقير‪ :‬أنَّه لا بأس‬
‫مسح العنق سُنَّة؛ فيسن‬ ‫وإذا قلنا‬ ‫في الإيعاب ‪:‬‬ ‫قال‬ ‫بمسحه‪،‬‬

‫مسح جميعه ولو ببلل الرأس المندوب أو ببلل الأذن؛ لأنَّه تابع لهما‬
‫مر من أنَّ الأكمل في مسح‬ ‫في المسح إطالة للغُرَّة‪ ،‬وبه فارق ما مرَّ‬
‫الأُذُنين والصماخين أن يكون كلّ بماء جديد‪ .‬اهـ [«الوسطى» ‪.]٥٧/١‬‬

‫هل‬ ‫اختلفوا في لحية المُحرِم الكثة‬ ‫وَتَخْلِيْلُ لِحْيَةٍ كَلَّةٍ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫يخلّلها أو لا؟ ذهب ابن حجر إلى الأوَّل‪ ،‬وكذا الخطيب الشربيني‪،‬‬
‫يميل إليه ؛ وذهب‬ ‫وكلام شيخ الإسلام في شَرْحَيْ البهجة والرَّوض»‬
‫وأقرَّه (سم) في حواشي المنهج»؛ ومثل اللحية‬ ‫الرملي إلى الثاني‪،‬‬
‫ما بين معقوفتين غير مثبت في «القديمة»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫[‪]١‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتةالمعاين‬

‫(وَإِطَالَةُ غُرَّةٍ ؛ بِأَنْ يَغْسِلَ مَعَ الْوَجْهِ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ وَصَفْحَتَيْ‬

‫وَمَعَ‬ ‫إِطَالَهُ (تَحْجِيْلٍ) ؛ بِأَنْ يَغْسِلَ مَعَ الْيَدَيْنِ بَعْضَ الْعَضُدَيْنِ‪،‬‬ ‫(وَ)‬
‫اسْتِيْعَابُ الْعَضُدِ وَالسَّاقِ ؛ وَذَلِكَ لِخَبَرِ‬ ‫وَغَايَتُهُ ‪:‬‬ ‫الرِّجْلَيْنِ بَعْضَ السَّاقَيْن ‪،‬‬
‫إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرَّا مُحَجَّلِيْنَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوْءِ‪،‬‬ ‫الشَّيْخَيْنِ ‪:‬‬
‫زَادَ‬ ‫‪،]١٣٦‬‬ ‫فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيْلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ» [البخاري رقم‪:‬‬
‫يُدْعَوْنَ بِيْضَ الْوُجُوْهِ وَالأَيْدِي‬ ‫أَيْ‪:‬‬ ‫‪]٢٤٦‬‬ ‫وَتَحْجِيْلَهُ) (رقم‪:‬‬ ‫مُسْلِمٌ‪:‬‬
‫بِغَسْلِ أَدْنَى زِيَادَةٍ عَلَى الْوَاجِبِ‪،‬‬ ‫وَيَحْصُلُ أَقَلُّ الإِطَالَةِ ‪:‬‬ ‫وَالأَرْجُلِ‪.‬‬
‫بِاسْتِيْعَابِ مَا مَرَّ‪.‬‬ ‫وَكَمَالُهَا ‪:‬‬
‫(وَتَثْلِيْثُ كُلِّ مِنْ مَغْسُوْلٍ وَمَمْسُوْحٍ وَدَلْكٍ وَتَخْلِيْلٍ وَسِوَاكِ وَبَسْمَلَةٍ‬
‫وَذِكْرٍ عَقِبَةَ؛ لِلاتِّبَاعِ فِي أَكْثَرِ ذَلِكَ‪.‬‬

‫‪ ،۲۰۳/۱‬و«الوسطى»‬ ‫كلّ شعر يكفي غسل ظاهره‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪« :‬الكُبرى»‬
‫و«الصُّغرى»]‪.‬‬ ‫‪،٤٤/١‬‬

‫غُرَّةٍ وَتَحْجِيْلٍ) هما اسمان للواجب‪« .‬تحفة» [‪.]٢٣٦/١‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫أنَّ هذه السِّيْمَى إِنَّما تكون لمن‬ ‫مِنْ آثَارِ الْوُضُوْءِ ظاهره ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫«شرح‬ ‫رةٌ لِمَا نَقَلَهُ الفَاسِيُّ الْمَالِكِيُّ فِي‬
‫وفيه ردُّ‬ ‫توضأ في الدُّنيا]‪،‬‬
‫الرسالة»‪ :‬أنَّ الغُرة والتحجيل لهذه الأُمَّة من توضأ منهم ومن لا‪ ،‬كما‬
‫يقال لهم ‪ :‬أهل القبلة من صلَّى منهم ومن لا‪« .‬مُناوِي» [في‪« :‬فيض‬
‫‪.]١٩٣/١‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫اهـ ع «ش»‬ ‫القدير ‪]٥٠/٣‬‬

‫وهو نحو‬ ‫وقياسًا في الأقل‪،‬‬ ‫للاتباع فِي أَكْثَرِ ذَلِكَ (‪))١‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬

‫عمَّار]‪.‬‬ ‫كُتب على هامش القديمة من نُسخةٍ مع التصحيح ‪ :‬فِي جَمِيعِ ذَلِكَ‪.‬‬ ‫( ‪)۱‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَوْ فِي مَاءٍ قَلِيْلٍ إِذَا‬ ‫مَثَلًا ‪-‬‬ ‫وَيَحْصُلُ التَّقْلِيْتُ بِغَمْسِ الْيَدِ ‪-‬‬
‫حَصَلَ لَهُ أَصْلُ سُنَّةِ‬ ‫وَلَوْ رَدَّ مَاءَ الْغَسْلَةِ الثَّانِيَةِ ‪:‬‬ ‫حَرَّكَهَا مَرَّتَيْنِ‪،‬‬
‫‪.]٢٣٠/١‬‬ ‫كَمَا اسْتَظْهَرَهُ شَيْخُنَا [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫التَّنْلِيْثِ ‪،‬‬

‫للاتباع في الجميع؛‬ ‫بل لك أن تقول ‪:‬‬ ‫الدَّلك والسواك والتّسمية‪،‬‬


‫أَنَّه‬
‫من إطلاق رواية مسلم أنه ﷺ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا [رقم‪٢٣٠ :‬‬
‫‪]،‬‬ ‫أخذا‬

‫وكذا دعاء الأعضاء؛ بناءً‬ ‫وهو الرَّاجح‪،‬‬ ‫وشمل ذلك التَّلفظ بالنِّيَّة‪،‬‬
‫وبحث في «التحفة» أنَّه مخيَّر بين تأخير ثلاثة كلِّ‬ ‫على أنَّه مندوب‪،‬‬
‫الدَّلك والتخليل على ثلاثة الغسل وجعل كل واحد منهما عَقِبَ‬ ‫من‬

‫ندب‬ ‫وشمل عمومه‪:‬‬ ‫وأنَّ الأُوْلَى أَوْلَى‪ .‬اهـ ‪«.‬صغری»‪.‬‬ ‫كل من هذه‪،‬‬
‫فيما إذا كمل مسح الرأس عليها ‪-‬‬ ‫الخفّ والعمامة ‪-‬‬ ‫تثليث مسح‬
‫والجبيرة‪ ،‬مع أنَّه خلاف الأولى فيها‪ ،‬كما في «المنهج القويم»‬
‫وأقر الكراهة في الثلاثة شيخ الإسلام‬ ‫و«التحفة» و«شَرْحَيْ الإرشاد»‪،‬‬
‫والخطيب‪ ،‬وفي المسح على الخفَّين من «التحفة» و«النهاية»‪ :‬كراهة‬
‫ندب تثليث المسح على الجبيرة‬ ‫تكرار مسحه وغسله‪ ،‬وفي النهاية»‬
‫خلافًا للزَّرْكَشِيُّ‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪:‬‬ ‫ويندب التَّثليث للسَّلِس‪،‬‬ ‫والعمامة‪،‬‬
‫‪.]۲۳۷/۱‬‬ ‫الكُبرى»‬

‫وعبَّر‬ ‫مَرَّتَيْن) أي ‪ :‬بعد غمسها ؛ لحسبان الغمس بمرَّة‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫بثلاثا؛ وهذا في‬ ‫وغيرها‪:‬‬ ‫غيره كـ «التحفة» و«النهاية» و«الفتح»‬
‫فبمرور ثلاث جريات على العضو‪.‬‬ ‫أما في الجاري ‪:‬‬ ‫الراكد‪،‬‬
‫فهو مجرد ميل‬ ‫كَمَا اسْتَظْهَرَهُ شَيْخُنَا) إن كان في «التحفة»‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وإن كان في غيرها فلا مانع؛ وبذلك يندفع ما‬ ‫إلى ذلك لا استظهار‪،‬‬
‫وما بعدها] و«النهاية»‬ ‫واعتمد في (المغني) [‪١٨٨/١‬‬ ‫أشار إليه الْمُحَشِّي‪،‬‬
‫وما بعدها]‪ ،‬قال الْكُرْدِيُّ ‪ :‬وقول‬ ‫عدم حصول سُنَّة التَّثليث بذلك [‪۱۸۹/۱‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَلَا بَعْدَ تَمَامِ‬ ‫وَلَا يُجْزِئُ تَثْلِيْثُ عُضْوِ قَبْلَ إِثْمَام وَاجِبِ غَسْلِهِ‪،‬‬
‫بِنِيَّةِ الْوُضُوْءِ‪،‬‬ ‫الْوُضُوْءِ‪ ،‬وَيُكْرَهُ النَّقْصُ عَنِ الثَّلَاثِ كَالزِّيَادِة عَلَيْهَا‪ ،‬أَيْ ‪:‬‬
‫وَتَحْرُمُ مِنْ مَاءٍ مَوْقُوْفٍ عَلَى‬ ‫التَّحفة» (‪،]۲۳۱/۱‬‬ ‫كَمَا بَحَثَهُ جَمْعٌ [انظر‪:‬‬
‫التَّطَهرِ‪.‬‬

‫يَأْخُذُ الشَّاكُ أَثْنَاءَ الْوُضُوْءِ فِي اسْتِيْعَابِ أَوْ عَدَدٍ بِالْيَقِيْنِ‪،‬‬ ‫فَرْعُ ‪:‬‬
‫وُجُوْبًا فِي الْوَاجِبِ‪ ،‬وَنَدْبًا فِي الْمَنْدُوْبِ‪ ،‬وَلَوْ فِي الْمَاءِ الْمَوْقُوْفِ‪ ،‬أَمَّا‬
‫الشَّكُ بَعْدَ الْفَرَاعَ ‪ :‬فَلَا يُؤَثْرُ‪.‬‬
‫(وَتَيَامُنْ) أَيْ ‪ :‬تَقْدِيمُ يَمِيْنِ عَلَى يَسَارٍ فِي الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ‪ ،‬وَلِنَحْوِ‬
‫أَقْطَعَ فِي جَمِيعِ أَعْضَاءِ وُضُوْئِهِ ؛ وَذَلِكَ لأَنَّهُ لا كَانَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي‬
‫تَطَهُرِهِ وَشَأْنِهِ كُلِّهِ [البخاري رقم ‪١٦٨ :‬؛ مسلم رقم‪ ،]٢٦٨ :‬أَيْ‪ :‬مِمَّا هُوَ مِنْ‬
‫وَتَقْلِيْمٍ ظُفْرٍ‪ ،‬وَحَلْقِ‬ ‫بَابِ التَّكْرِيمِ كَاكْتِحَالٍ‪ ،‬وَلُبْسِ نَحْوِ قَمِيْصٍ وَنَعْلٍ‪،‬‬
‫وَتَخْلِيْلٍ؛ وَيُكْرَهُ تَرْكُهُ‪.‬‬ ‫وَسِوَاكِ‪،‬‬ ‫وَعَطَاءٍ‪،‬‬ ‫وَأَخْدٍ‪،‬‬ ‫نَحْوِ رَأْسٍ‪،‬‬

‫وَهُوَ مَا كَانَ مِنْ بَابِ الْإِهَانَةِ وَالْأَذَى‬ ‫وَيُسَنُّ التَّيَاسُرُ فِي ضِدِّهِ‪،‬‬
‫وَخَلْعِ لِبَاسِ وَنَعْلِ‪.‬‬ ‫وَامْتِخَاطِ ‪،‬‬ ‫كَاسْتِنْجَاءٍ‪،‬‬
‫وَيُسَنُ الْبُدَاءَةُ بِغَسْلِ أَعْلَى وَجْهِهِ وَأَطْرَافِ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَإِنْ صَبَّ‬
‫وَوَضْعُ مَا يَغْتَرِفُ مِنْهُ‬ ‫وَأَخْذُ الْمَاءِ إِلَى الْوَجْهِ بِكَفَّيْهِ مَعًا‪،‬‬ ‫عَلَيْهِ غَيْرُهُ‪،‬‬
‫وَمَا يَصُبُّ مِنْهُ عَنْ يَسَارِهِ‪.‬‬ ‫عَنْ يَمِينِهِ‪،‬‬

‫كما يظهر ممَّا‬ ‫مَدْرَكًا‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫هو الأصحُ ‪،‬‬ ‫الشارح ‪ -‬أي‪« :‬حج»‬
‫‪.‬‬
‫يأتي‬

‫‪.]٢٣٠/١‬‬ ‫اهـ [كذا نقله الشّرواني على «التحفة»‬

‫وَإِنْ صَبَّ عَلَيْهِ غَيْرُهُ وفاقًا لشيخه ابن حجر [في‪« :‬التحفة»‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪]٢٣٥/١‬؛ وخلافا لـ «م ر»‪.‬‬
‫‪١١٥‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بِأَنْ يَشْرَعَ فِي تَطْهِيْرِ كُلِّ عُضْوِ‬ ‫(وَوِلَاءٌ) بَيْنَ أَفْعَالِ وُضُوْءِ السَّلِيم‪،‬‬
‫‪]٢٤٣‬؛ وَخُرُوْجًا مِنْ‬ ‫قَبْلَ جَفَافِ مَا قَبْلَهُ؛ وَذَلِكَ لِلاتِّبَاعَ [مسلم رقم‪:‬‬
‫وَيَجِبُ لِسَلِسٍ‪.‬‬ ‫خِلَافِ مَنْ أَوْجَبَهُ‪،‬‬
‫طَرَفُ الْعَيْنِ الَّذِي يَلِي الْأَنْفَ‪،‬‬ ‫عَقِبٍ‪ ،‬وَ(مُوْقِ) وَهُوَ ‪:‬‬ ‫(وَتَعَهُدُ)‬
‫وَمَحَلُّ نَدْبِ تَعَهْدِهِمَا ‪:‬‬ ‫الطَّرَفُ الآخَرُ ؛ بِسَبَّابَتَيْ شِقَيْهِمَا‪.‬‬ ‫وَلَحَاظِ وَهُوَ ‪:‬‬
‫إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيْهِمَا رَمَضٌ يَمْنَعُ وُصُوْلَ الْمَاءِ إِلَى مَحَلِّهِ؛ وَإِلَّا فَتَعَهُدُهُمَا‬
‫وَاجِبٌ كَمَا فِي الْمَجْمُوع» [‪.]٢٠٣/١‬‬
‫يُكْرَهُ لِلضَّرِرِ‪،‬‬ ‫بَلْ قَالَ بَعْضُهُمْ‪:‬‬ ‫وَلَا يُسَنُّ غَسْلُ بَاطِن الْعَيْنِ‪،‬‬
‫‪.]٢٠٢/١‬‬ ‫وَإِنَّمَا يُغْسَلُ إِذَا تَنَجَّسَ ؛ لِغِلَظ أَمْرِ النَّجَاسَةِ [انظر‪« :‬التحفة»‬
‫لِقِبْلَةٍ فِي كُلِّ وُضُوْئِهِ‪.‬‬ ‫(وَاسْتِقْبَالُ)‬

‫(وَتَرْكُ تَكَلُّمٍ) فِي أَثْنَائِهِ بِلَا حَاجَةٍ بِغَيْرِ ذِكْرٍ‪ ،‬وَلَا يُكْرَهُ سَلَامٌ‬
‫وَلا رَدُّهُ‪.‬‬ ‫وَلَا مِنْهُ‪،‬‬ ‫عَلَيْهِ‪،‬‬

‫(وَ) تَرْكُ تَنْشِيْفَ بِلَا عُذْرِ ؛ لِلاتِّباع [البخاري رقم‪٢٧٤ :‬؛ مسلم رقم‪:‬‬
‫‪.[۳۱۷‬‬

‫وهو متعلّق‬ ‫بِسَبَّابَتَيْ شِقَيْهِمَا كذا عبَّر في «الإمداد»‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫الأيمن‬ ‫يتعهد الموق واللحاظ بسبابتي شقيهما‪،‬‬ ‫بـ «تعهد»‪ ،‬أي‪:‬‬
‫وبذلك يندفع‬ ‫العُباب) [‪،]٧٢/١‬‬ ‫باليمنى والأيسر باليسرى‪ ،‬كما في‬
‫اعتراض الْمُحَشِّي على الشارح؛ فتأمل‪.‬‬
‫وسخ أبيض يجتمع في‬ ‫بتحريك الميم ‪:-‬‬ ‫رَمَصٌ) هو ‪-‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫اهـ «قاموس» [ص ‪.]٦٢١‬‬ ‫الموق‪.‬‬

‫فيسن تركه في‬ ‫أخذ الماء بخرقة‪،‬‬ ‫وَتَرْكُ تَنْشِيْف هو ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪117‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بِحَيْثُ لَا يَطُوْلُ فَاصِلٌ عَنْهُ‬ ‫الْوُضُوْءِ‪،‬‬ ‫(وَالشَّهَادَتَانِ عَقِبَهُ) أَيْ ‪:‬‬
‫فَيَقُولُ مُسْتَقْبلًا إِلَى الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ وَبَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَلَوْ‬ ‫عُرْفًا‪،‬‬
‫وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا‬ ‫أَعْمَى‪« :‬أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ‪،‬‬
‫عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ» ؛ لِمَا رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ رَسُوْلِ ا لَّهِﷺ‪« :‬مَنْ تَوَضَّأَ فَقَالَ‪:‬‬
‫إِلَى آخِرِهِ؛ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ‪،‬‬ ‫أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ‪...‬‬
‫زَادَ التِّرْمِذِيُّ‪« :‬اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ‬ ‫‪]٢٣٤‬‬ ‫يَدْخُلُ مِنْ أَيْهَا شَاءَ) [رقم‪:‬‬
‫وقال‪ :‬هذا حديث في إسناده‬ ‫وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ» [رقم ‪،٥٥‬‬ ‫التَّوَّابِيْنَ‪،‬‬
‫وَرَوَى الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ‪« :‬مَنْ‬ ‫اهـا‪،‬‬ ‫اضطراب‪ ،‬ولا يصح عن النَّبيِّ ‪.‬‬
‫أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ‪،‬‬ ‫سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ‪،‬‬ ‫تَوَضَّأَ ‪ ،‬ثُمَّ قَالَ‪:‬‬
‫أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوْبُ إِلَيْكَ ؛ كُتِبَ فِي رَكِّ‪ ،‬ثُمَّ طُبعَ بِطَابَعِ فَلَمْ يُكْسَرْ إِلَى‬
‫‪ )۲۷۲/۲‬أَيْ ‪ :‬لَمْ يَتَطَرَّقْ إِلَيْهِ إِبْطَالُ كَمَا صَحْ‬ ‫يَوْم الْقِيَامَةِ» [رقم‪۲۱۱٦( :‬‬
‫‪.]٢٣٩/١‬‬ ‫حَتَّى يَرَى ثَوَابَهُ الْعَظِيمَ [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫وَيَقْرَأُ ‪:‬‬ ‫ثُمَّ يُصَلِّي وَيُسَلِّمُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ‪،‬‬
‫إنَّا أَنزَلْتَهُ﴾ [سورة القَدْرا ثَلَاثًا كَذَلِكَ بِلَا رَفْعِ يَدٍ‪.‬‬

‫فهو خلاف السُّنَّة‪،‬‬ ‫ظهر الحي في الأصح؛ لأنه يزيل أثر العبادة‪،‬‬
‫واختاره في شرح مسلم»‪ .‬اهـ «تحفة»‬ ‫ومقابل الأصح أنه مباح ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫[‪ ]١٩٥/١‬و (مغني) [‪١٩٢/١‬‬ ‫ونهاية‬ ‫وما بعدها]‬ ‫[‪٢٣٧/١‬‬

‫وتكسر ‪ -‬جلد رقيق يكتب فيه‪.‬‬ ‫بفتح الرَّاء‪،‬‬ ‫(قوله‪ :‬فِي رَقٌ)‬
‫الخاتم يريد به الختم على‬ ‫بفتح الباء ‪ -‬هو ‪:‬‬ ‫بِطَابَع)‬ ‫(وقوله ‪:‬‬
‫إلخ) لعلَّ من فوائده ‪ :‬أنَّ قائل ذلك‬ ‫الصَّحيفة (وقوله ‪ :‬لَمْ يَتَطَرَّقُ ‪...‬‬
‫يُحفظ عن أن يرتد؛ إذ هي التي تبطل العمل أو ثوابه‪ .‬اهـ «صغری»‪.‬‬
‫﴿إِنَّا أَنزَلْنَهُ ثَلَاثًا لِمَا أخرجه الدَّيْلَمِيُّ بسند‬ ‫وَيَقْرَأُ ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪۱۱۷‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فلذلك‬
‫به؛‬ ‫فَلَا أَصْلَ لَهُ يُعْتَدُّ‬ ‫وَأَمَّا دُعَاءُ الأَعْضَاءِ الْمَشْهُورُ ‪:‬‬
‫حَذَفْتُهُ تَبَعًا لِشَيْخ الْمَذْهَبِ النَّوَوِيِّ له [ في «المنهاج» ص ‪.]٣٣‬‬

‫فيه مجهول ‪« :‬مَنْ قَرَأَهَا فِي إِثْرِ وُضُوْئِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً كَانَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ‪،‬‬
‫وَمَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَيْنِ كُتِبَ فِي دِيْوَانِ الشُّهَدَاءِ‪ ،‬وَمَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثًا حُشِرَ مَعَ‬
‫والسيوطي في «فتاويه» وقال‪:‬‬ ‫الأَنْبِيَاءِ»‪ ،‬ذَكَرَهُ «حج» في «الإيعاب»‪،‬‬
‫اهـ «وسطى [‪٥٧/١‬؛ وكذا في‪« :‬كنز العمال»‬ ‫في سنده أبو عبيدة مجهول‪.‬‬
‫ويسن بعد قراءة السورة‪« :‬اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي‬ ‫قال ع ش ‪:‬‬ ‫‪.]٢٦٠٩٠‬‬ ‫رقم‪:‬‬
‫وَلَا تَفْتِنِّي بِمَا زَوَيْتَ‬ ‫وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي‪،‬‬ ‫وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي‪،‬‬ ‫ذَنْبِي‪،‬‬
‫وعزاه إلى السيوطي في بعض مؤلفاته؛ وانظر‪:‬‬ ‫اهـ على «النهاية ‪،١٩٦/١‬‬ ‫عَنِّي»‪.‬‬
‫لابن أبي شيبة ‪.]٦٢/٧‬‬ ‫«المصنف»‬

‫احفظ‬ ‫وَأَمَّا دُعَاءُ الأَعْضَاءِ منه عند غسل الكفَّين‪« :‬اللَّهُمَّ‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫يَدَيَّ مِنْ مَعَاصِيْكَ كُلِّهَا»‪ ،‬وعند المضمضة ‪« :‬اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ‬
‫وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ‪ ،‬وعند الاستنشاق ‪« :‬اللَّهُمَّ أَرِحْنِي رَائِحَةَ‬
‫الْجَنَّةِ»‪ ،‬وعند غسل الوجه ‪« :‬اللَّهُمَّ بَيِّضٌ وَجْهِي بِنُوْرِكَ يَوْمَ تَبْيَضُ‬
‫وُجُوْهُ وَتَسْوَدُّ وُجُوْهُ»‪ ،‬وعند غسل اليد اليمنى‪« :‬اللَّهُمَّ أَعْطِنِي كِتَابِي‬
‫وَحَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا؛ وعند اليد اليسرى ‪« :‬اللَّهُمَّ لَا تُعْطِنِي‬ ‫بِيَمِينِي‪،‬‬
‫وعند مسح الرَّأْسِ‪« :‬اللَّهُمَّ حَرَّمْ‬ ‫كِتَابِي بِشِمَالِي وَلَا مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي»‪،‬‬
‫شَعَرِي وَبَشَرِي عَلَى النَّارِ»‪ ،‬وعند مسح الأذنين‪« :‬اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ‬
‫الَّذِيْنَ يَسْتَمِعُوْنَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ»‪ ،‬وعند غسل الرّجلين ‪« :‬اللَّهُمَّ‬
‫ثَبِّتْ قَدَمَيَّ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيْهِ الأَقْدَامُ»‪ .‬اهـ «حج» في «المنهج‬
‫ص ‪.]٩١‬‬ ‫القويم‬

‫إلخ) أي ‪ :‬في الصحة؛ وإِلَّا فقد رُوِيَ‬ ‫(قوله ‪ :‬فَلَا أَصْلَ لَهُ‪.‬‬
‫وقد‬ ‫ومثله يعمل به في فضائل الأعمال‪،‬‬ ‫من طرق ضعيفة‪،‬‬ ‫عنه‬
‫‪۱۱۸‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقُوْلَ عِنْدَ كُلِّ عُضو‪ :‬أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ‬ ‫وَقِيلَ ‪:‬‬
‫وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ؛ لِخَبَرٍ رَوَاهُ‬ ‫وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ‪،‬‬
‫الْمُسْتَغْفِرِيُّ وَقَالَ ‪ :‬حَسَنٌ غَرِيْبٌ [انظر ‪ :‬نتائج الأفكاره للحافظ ابن حجر ‪٢٤٣/١‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬

‫واعتمد استحبابه‬ ‫الإسلام في الأسنى» و«الغُرر»‪،‬‬


‫)‬ ‫ارتضاه شيخ‬
‫الشُّهاب الرَّمليُّ وولده [في ‪(( :‬النهاية)) (‪]۱۹۷/۱‬؛ ويؤخذ ممَّا نقلته عن الأوَّل‬
‫لكن لا يعتقد‬ ‫وأنه دعاء حسن‪،‬‬ ‫أنَّه لا بأس به ‪،‬عنده‬ ‫«الإيعاب»‪:‬‬
‫اهـ «صغری»‪.‬‬ ‫سُنَيَّته‪.‬‬

‫أن‬ ‫شَرْطُ العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال‪:‬‬ ‫فَائِدَةٌ ‪:‬‬


‫وأن لا يعتقد‬ ‫وأن يدخل تحت أصل عام‪،‬‬ ‫لا يكون شديد الضعف‪،‬‬
‫زاد في «النهاية»‪ :‬وفي هذا‬ ‫سنيته بذلك الحديث‪ .‬اهـ (مغني) [‪.]١٩٤/١‬‬
‫قال سم»‪ :‬بل لا وجه له؛‬ ‫الشَّرط الأخير نظر لا يخفَى‪ .‬اهـ ‪.]۱۹۷/۱[.‬‬
‫إلّا كونه مطلوبًا‬ ‫لأنَّه لا معنى للعمل بالضعيف في مثل ما نحن فيه‪،‬‬
‫‪.]٢٤٠/١‬‬ ‫طلبًا غير جازم ؛ فتعيَّن اعتقاد سُنيَّته ‪ .‬اهـ [على «التحفة»‬
‫أدعية‬ ‫في‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫في «الإيعاب»‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫يُسْتَحَبُّ ‪...‬‬ ‫وَقِيلَ ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وهو‪« :‬مَا مِنْ عَبْدِ يَقُوْلُ حِيْنَ يَتَوَضَّأُ ‪:‬‬ ‫الأعضاء حديث حسن‪،‬‬
‫أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا‬ ‫بِسْمِ اللهِ‪ ،‬ثُمَّ يَقُوْلُ عِنْدَ كُلِّ عُضْوِ ‪:‬‬
‫وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ‪ ،‬ثُمَّ يَقُوْلُ حِيْنَ يَفْرُغُ ‪:‬‬ ‫شَرِيكَ لَهُ‪،‬‬
‫وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ‪ ،‬إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ‬ ‫اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِيْنَ‪،‬‬
‫فَإِنْ قَامَ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ‬ ‫يَدْخُلُ مِنْ أَيْهَا شَاءَ‪،‬‬ ‫ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ‪،‬‬
‫فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِيْهِمَا وَيَعْلَمُ مَا يَقُوْلُ ؛ انْفَتَلَ مِنْ صَلَاتِهِ كَيَوْمٍ وَلَدَتْهُ‬
‫كنز العمال رقم‪:‬‬ ‫اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ» [انظره أيضًا في‪:‬‬ ‫أُمُّهُ‪ ،‬ثُمَّ يُقَالُ لَهُ‪:‬‬
‫وسنده‬ ‫فهذا مصرّح بندب التَّشهد المذكور عند كل عضو‪،‬‬ ‫‪،]٢٦٠٨٩‬‬
‫حالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫(وَشُرْبُهُ مِنْ فَضْلِ وَضُوْئِهِ)؛ لِخَبَرِ أَنَّ فِيْهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ [قال‬
‫‪:‬‬
‫رقم‬
‫‪:‬‬ ‫الترمذي‬ ‫في إسناده وضاع؛ انظر أيضًا ‪:‬‬ ‫الشوكاني في الفوائد المجموعة ص ‪۲۳۷‬‬
‫وَيُسَنُّ رَشُ إِزَارِهِ‬ ‫‪٩٦‬؛ وهي في الشرب من فضل الوَضوء‪.‬‬ ‫‪٤٨‬؛ النسائي رقم ‪:‬‬
‫بِهِ‪ ،‬أَيْ‪ :‬إِنْ تَوَهَّمَ حُصُوْلَ مُقَذِّرٍ لَهُ ‪ ،‬كَمَا اسْتَظْهَرَهُ شَيْخُنَا [في‪« :‬التحفة»‬
‫وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ رَشُّهُﷺ لإِزَارِهِ بِهِ‪.‬‬ ‫‪،]٢٤١/١‬‬

‫فَتَفُوْتَانِ‬ ‫بِحَيْثُ تُنْسَبَانِ إِلَيْهِ عُرْفًا‪،‬‬ ‫وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ الْوُضُوْءِ‪ ،‬أَيْ‪:‬‬


‫وَبَعْضِهِمْ‬ ‫وَعِنْدَ بَعْضِهِمْ بِالإِعْرَاضِ‪،‬‬ ‫بِطُوْلِ الْفَصْل عُرْفًا عَلَى الأَوْجَهِ‪،‬‬
‫التحفة» ‪ .]٢٣٧/٢ ،٢٤١/١‬وَيَقْرَأُ‬ ‫بِالْحَدَثِ [انظر‪:‬‬ ‫بِجَفَافِ الأَعْضَاءِ‪ ،‬وَقِيْلَ ‪:‬‬
‫نَدْيًا في أُوْلَى رَكْعَتَيْهِ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ‪﴿ :‬وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ‬
‫وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ‬ ‫وَفِي الثَّانِيَةِ ‪:‬‬ ‫[النساء‪،]٦٤ :‬‬ ‫رَحِيمًا ﴾‬ ‫إِلَى‬
‫‪.]١١٠‬‬ ‫﴾ [النساء‪:‬‬ ‫إلى ﴿رَحِيمًا‬ ‫يَظْلِمُ نَفْسَهُ »‬

‫وَكَذَا بِمَاءٍ جُهِلَ حَالُهُ عَلَى‬ ‫يَحْرُمُ التَّطَهُرُ بِالْمُسَبَّلِ لِلشَّرْبِ‪،‬‬ ‫فَائِدَةٌ ‪:‬‬

‫حسن كما قاله الْمُسْتَغْفِرِيُّ؛ فيتعيَّن أن لا يكون من محل الخلاف بين‬


‫العباب»‪.‬‬
‫النَّوَوِيِّ وغيره في أدعية الأعضاء ؛ فاستفده‪ .‬اهـ كلام «شرح‬
‫اهـ كُردي» [في‪« :‬الكُبرى» ‪.]٢٦١/١‬‬
‫بِالْحَدَثِ أفتى به السِّيّد السَّمْهُوْدِيُّ قال ‪ :‬لأَنَّ‬ ‫(قوله‪ :‬وَقِيلَ ‪:‬‬
‫القصد بهما عدم تعطيل الوضوء عن أداء صلاة به‪ ،‬ومال إليه الْبَصْرِيُّ‬
‫على «التحفة»‬ ‫وصححه الفقيه عبد الله بن عُمر بَامَخْرَمَةَ [في‪« :‬حاشيته»‬ ‫قال ‪:‬‬
‫‪.[7./1‬‬

‫وَكَذَا بِمَاءٍ جُهِلَ حَالُهُ سيأتي لذلك مزيد تفصيل في باب‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫الوقف منه‪.‬‬
‫‪۱۲۰‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَكَذَا حَمْلُ شَيْءٍ مِنَ الْمُسَبَّلِ إِلَى غَيْرِ مَحَلِّهِ [انظر‪« :‬فتح الجواد»‬ ‫الْأَوْجَهِ‪،‬‬
‫‪.[۱۲۱/۱‬‬

‫وُجُوْبًا ‪( -‬عَلَى)‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫أَي الْمُتَوَفِّى ‪( -‬حَتْمًا)‬ ‫(وَلْيَقْتَصِرْ)‬


‫فَلَا يَجُوزُ تَثْلِيْثُ وَلَا إِثْيَانُ سَائِرِ السُّنَنِ‬ ‫غَسْلِ أَوْ مَسْحٍ (وَاجِبٍ)‪،‬‬
‫كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْبَغَوِيُّ وَغَيْرُهُ‬ ‫عَنْ إِدْرَاكِ الصَّلَاةِ كُلِّهَا فِيْهِ‪،‬‬ ‫الِضِيْقِ وَقْتِ)‬
‫لَكِنْ أَفْتَى فِى فَوَاتِ الصَّلَاةِ لَوْ أَكْمَلَ سُنَنَهَا بِأَنْ‬ ‫وَتَبِعَهُ الْمُتَأَخِّرُوْنَ‪،‬‬
‫فَكَانَ‬ ‫وَقَدْ يُفَرَّقُ بِأَنَّهُ ثُمَّ اشْتَغَلَ بِالْمَقْصُوْدِ‪،‬‬ ‫يَأْتِيَهَا وَلَوْ لَمْ يُدْرِكْ رَكْعَةً‪،‬‬
‫كَمَا لَوْ مَدَّ فِي الْقِرَاءَةِ‪.‬‬

‫أَوْ قِلَّةِ مَاءٍ بِحَيْثُ لَا يَكْفِي إِلَّا الْفَرْضَ‪ ،‬فَلَوْ كَانَ مَعَهُ مَاءٌ‬
‫لَا يَكْفِيْهِ لِتَتِمَّةِ ظُهْرِهِ إِنْ ثَلَّثَ أَوْ أَتَى السُّنَنَ أَوِ احْتَاجَ إِلَى الْفَاضِلِ‬
‫وَكَذَا يُقَالُ فِي‬ ‫لِعَطَشِ مُحْتَرَمٍ؛ حَرُمَ اسْتِعْمَالُهُ فِي شَيْءٍ مِنَ السُّنَنِ‪،‬‬
‫الْغَسْلِ‪.‬‬

‫لَمْ يُرْجَ‬ ‫لِإِدْرَاكِ جَمَاعَةٍ)‬ ‫عَلَى الْوَاجِبِ بِتَرْكِ السُّنَنِ‬ ‫(وَنَدْبًا)‬


‫نَظِيرُ‬ ‫يَنْبَغِي تَقْدِيْمُهُ عَلَيْهَا ‪،‬‬ ‫كَالدَّلْكِ ‪-‬‬ ‫نَعَمْ‪ ،‬مَا قِيْلَ بِوُجُوْبِهِ ‪-‬‬ ‫غَيْرُهَا‪.‬‬
‫مَا مَرَّ مِنْ نَدْبِ تَقْدِيمِ الْفَائِتِ بِعُذْرٍ عَلَى الْحَاضِرَةِ وَإِنْ فَاتَتِ‬
‫الْجَمَاعَةُ‪.‬‬

‫*‬
‫*‬‫*‬

‫وليقتصر ندبًا‪.‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫معطوف على «حَتْمًا»‬ ‫وَنَدْبًا)‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫يدين علىفتحالمعين‬

‫وَخَوْفِ‬ ‫يَتَيَمَّمُ عَنِ الْحَدَثِيْنِ لِفَقْدِ مَاءٍ‪،‬‬ ‫تَتِمَّةٌ [ فِي أَحْكَامِ التَّيَمُّمِ]‪:‬‬
‫اسْتِعْمَالِهِ؛ بِتُرَابِ طَهُوْرٍ لَهُ غُبَارٌ‪.‬‬ ‫من‬ ‫مَحْذُوْرٍ‬

‫تَتِمَّةٌ فِي أَحْكَام التَّيَمُّم ‪ :‬ذكره عَقِبَ الوضوء؛ لأنه بدل عنه‪ ،‬وقد‬
‫بالغ الشيخ رحمهالله في الاختصار فيه مع أنَّه من الرخص المحتاج إلى‬
‫بيان أحكامها كثيرًا‪ ،‬وقد أفرده الأئمة بباب مستقل‪ .‬وهو لغةً‪ :‬القصد‪،‬‬
‫وفُرِضَ سَنَةَ‬ ‫وشرعًا ‪ :‬إيصال التُراب إلى الوجه واليدين بشرائط تأتي‪،‬‬
‫كما في «المنهج القويم» [ص ‪.]١٢٨‬‬ ‫وهو من خصائصنا‪،‬‬ ‫أربع أو ست‪،‬‬

‫وَخَوْفِ مَحْذُوْرٍ مِن اسْتِعْمَالِهِ) هذه أسبابه من‬ ‫(قوله ‪ :‬لِفَقْدِ مَاءٍ‪،‬‬
‫وذكرها في الروضة» [‪ ٩٢/١‬وما بعدها] كـ «أصلها»‬ ‫حيث الجملة‪،‬‬
‫وجمعها من قال ‪:‬‬ ‫سبعة‪،‬‬

‫هي سبعة بسماعها ترتاح‬ ‫يا سائلي أسباب حِلّ تيمم‬


‫مرض يـشـق جـبـيـرة وجـراح(‪)١‬‬ ‫فقد وخوف حاجة إضلاله‬

‫وكلُّها في الحقيقة ترجع إلى فقد الماء‬ ‫قال في شرح المنهج‬


‫المبيح في الحقيقة إنما‬ ‫وقال في «التَّحفة»‪:‬‬ ‫حِسًا أو شرعًا ‪ .‬اهـ [‪.]۲۳/۱‬‬
‫هو سبب واحد هو العجز عن استعمال الماء حِسًا أو شرعًا؛ وتلك‬
‫الفَقْدِ‬
‫ولا قضاء مع‬ ‫قال «سم»‪:‬‬ ‫اهـ [‪.]٣٢٥/١‬‬ ‫أسباب لهذا العجز‪.‬‬
‫‪.]٣٢٥/١‬‬ ‫الحسي‪ .‬اهـ [على «التحفة»‬
‫وأمَّا الصُّور التي يقضي فيها المتيمم‪ :‬فقد جمعها صاحب‬
‫وقضَى المختلة متيممٌ لفَقْدِ نَدَرَ‪ ،‬وسفر معصية‪،‬‬ ‫«الإرشاد» في قوله ‪:‬‬
‫ومن ربط‪ ،‬أو كثر دم جرحه أو ستره محدثًا‪ ،‬أو بمَحَلِّ‬ ‫وبرد‪،‬‬
‫دون عزو‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫ذكرهما الْقَلْيُوْبِيُّ في حاشيته على شرح المحلي»‬ ‫( ‪)۱‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬
‫‪۱۲۲‬‬

‫نِيَّةُ اسْتِبَاحَةِ الصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ مَقْرُوْنَةٌ بِنَقْلِ تُرَابٍ‪،‬‬ ‫وَأَرْكَانُهُ ‪:‬‬

‫أو نسي ماء أو ثمنه‬ ‫أو فَقَدَ الظهورين‪،‬‬ ‫أو ظنَّ بأمن خوفًا‪،‬‬ ‫تيمم‪،‬‬
‫ولا إن جهل كونه فيه أو‬ ‫بقرب‪ ،‬أو أضلهما في رحل‪ ،‬لا معه‪،‬‬
‫أو مباح‬ ‫كاستحاضة‬
‫ـ‪،‬‬
‫كمرض ـ أو دائم ‪-‬‬ ‫صبه‪ ،‬ولا ذو عذر عام ‪-‬‬
‫‪-‬‬

‫كَرٌ وفَرِّ‪ ،‬أو عُرْي‪ ،‬ويُتم ‪ .‬اهـ [الإرشاد» ص ‪ .]٨٦‬وقد تكلم عليه شُرَّاحه‬
‫إلى ‪،]۱۲۱‬‬ ‫بما لا يتحمَّله هذا التَّعليق [انظر إن أردت فتح الجواد ‪۱۱۷/۱‬‬
‫لكن سيأتي بعض ذلك بمزيد بيان‪.‬‬
‫ومحل جواز التيمم عند الفَقْد ‪ :‬إذا طلبه من رحله ورفقته ونظر‬
‫حواليه وتردد ـ إن احتاج إلى التَّردُّد ‪ -‬فلم يجده‪ ،‬أو تيقن فقد الماء‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫ولا يحتاج عند التَّيَقُن إلى ما ذُكِرَ ؛ لأنَّه عبث لا فائدة فيه‪.‬‬
‫نِيَّةُ اسْتِبَاحَةِ الصَّلَاةِ أي ونحوها مما يفتقر إلى طهارة‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فنيَّة استباحة فرض‬ ‫المراتب في النِّيَّة ثلاث ‪:‬‬ ‫في الصغرى»‪:‬‬ ‫قال‬

‫أيضًا‬ ‫وتبيح ‪-‬‬ ‫تُبيح فرضًا عينيا منهما‪،‬‬ ‫الصَّلاة أو الطواف ولو منذورًا ‪:‬‬
‫وطواف الوداع كالفرض العيني؛ ونيَّة‬ ‫ما عدا الفرض العينيَّ مطلقًا‪،‬‬
‫نفلهما أو الصَّلاة أو صلاة الجنازة أو خُطبة الجمعة‪ :‬تبيح ما عدا‬
‫كسجدة تلاوة أو مس مصحف أو‬ ‫فرضهما ؛ ونيَّة شيء مما عداهما ‪-‬‬
‫استباحة وطء أو قراءة أو مُكْثِ في مسجد ‪ :-‬لا يستبيح بها فرض‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫ويستبيح به ما عدا ذلك‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫الصَّلاة ولا فرض الطَّواف ‪،‬ولا ‪،‬نفلهما‬

‫واستدامتها‪ ،‬أي‪ :‬النِّيَّة ذكرًا‬ ‫مَقْرُوْنَةٌ بِنَقْلِ تُرَابٍ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫بالضم إلى مسح شيء من وجهه‪ ،‬وهذا معتمد ابن حجر ـ کشيخ‬
‫‪-‬‬

‫والزَّيَّادي‬ ‫الإسلام تَبَعًا للشَّيخين ‪ -‬؛ واعتمدًا في المغني» و«النهاية»‬


‫ووافق «م ر» على‬ ‫وغيرهم الصحة فيما إذا عزبت بين النقل والمسح‪،‬‬
‫وإنَّما الكلام في عزوب النِّيَّة بين‬ ‫أنَّه إذا أحدث بعد النقل يبطل نقله‪،‬‬
‫‪۱۲۳‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَمَسْحُ وَجْهِهِ ثُمَّ يَدَيْهِ‪.‬‬

‫النقل والمسح‪ ،‬فإذا استحضرها قبل وضع يده على وجهه‪ :‬فإنه يصحُ‬
‫ويكون الاستحضار الثاني نقلًا جديدًا‪ ،‬ومثل‬ ‫‪ -‬حتّى عند ابن حجر ـ‪،‬‬
‫اهـ «صُغرى»‪.‬‬ ‫الحدث بعد النقل‪.‬‬ ‫عزوب النِّيَّة ‪:‬‬

‫وَمَسْحُ وَجْهِهِ أي كما مرَّ في الوضوء‪ ،‬إلا أنه هنا لا‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫يجب ـ بل ولا يندب كما في «التحفة» و«النهاية» و«الإمداد»‬
‫وجزم الزَّيَّادِيُّ‬ ‫إيصال التُراب إلى باطن الشَّعر وإن خَفَّ ‪-‬‬ ‫وغيرها ‪:-‬‬
‫المقبل من أنفه على‬ ‫ومما يغفل عنه ‪:‬‬ ‫بوجوب إزالة ما تحت الظفر ‪،‬‬
‫شفته ونحو الموق؛ وفي شرح الإِسْنَوِيِّ على المنهاج»‪ :‬جوز أبو‬
‫حنيفة الاقتصار على أكثر الوجه‪ .‬اهـ‪ .‬ولا يشترط عندنا ‪ :‬تيقن وصول‬
‫التراب إلى جميع أجزاء العضو‪ ،‬بل يكفي غلبة الظَّنِّ‪ .‬اهـ من «المنهج‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫مع حواشيه [منها‪« :‬الوسطى»‬ ‫القويم [ص ‪]١٣٨‬‬
‫(قوله‪ :‬ثُمَّ يَدَيْهِ كالوضوء‪ .‬ويجب نزع الخاتم في الضربة الثانية‪،‬‬
‫ولا يكفي تحريكه وإن اتسع‪ ،‬كما في «التحفة» قال‪ :‬نعم‪ ،‬إن فرض‬
‫تيقن عموم التراب لجميع ما تحت الخاتم من غير تحريك؛ فلا‬
‫إشكال في الإجزاء [‪ ]٣٦٥/١‬؛ واكتفيًا في «المغني» و«النهاية» [‪]٣٠٤/١‬‬
‫بوصوله إلى ما تحته؛ ويظهر أنَّه أوجه من الأوَّل‪ ،‬وظاهر «التحفة»‬
‫يفيد أنَّه لا بُدَّ من نزعه عن جميع الإصبع‪ ،‬وقال الْقَلْيُوْبِيُّ ‪ :‬عن محله‬
‫بقدر ما يصل التُّراب لما تحته‪ ،‬قال ‪ :‬ولا يكفي تحريكه بمحله‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ويمكن الجمع بين المقالتين‪.‬‬

‫وإلى‬ ‫المسحُ إلى المرافق مستحب‪،‬‬ ‫وقال مالك وأحمد‬


‫اهـ‪.‬‬ ‫الكوعين واجب‪.‬‬

‫ويشترط لصحة التَّيمُّم ‪ ]۱[ :‬أن يكون بتراب على أي لون كان ‪:‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬
‫‪١٢٤‬‬

‫وكالسَّبخ وغيرهما ـ حتّى ما يداوى‬ ‫كالْمَدَرِ وإِن عُجن بنحو خَلٌّ ثُمَّ جَفَّ ‪،‬‬
‫وغبار رمل خشن لا ناعم فلا يصحُ التّيمُّم به حيث لم يكن فيه غبار‪.‬‬ ‫به ‪،‬‬
‫يجوز التَّيمُّم بالأرض وأجزائها ولو‬ ‫وقال أبو حنيفة ومالك ‪:‬‬
‫بل يجوز عند مالك بما‬ ‫بحجر لا تراب عليه ورمل لا غبار فيه‪،‬‬
‫اتصل بالأرض كالنَّبات‪.‬‬

‫وأن يكون طاهرًا‪.‬‬ ‫[‪] ٢‬‬

‫وهو ما بقي بمحَلِّ التَّيمم‪ ،‬أو‬ ‫وأن لا يكون مستعملا‪،‬‬ ‫[‪]٣‬‬


‫تناثر بعد مسه العضو وإن لم يعرض عنه‪.‬‬

‫يمنع وصول‬ ‫وأن لا يخالطه دقيق ونحوه وإن قل؛ لأنَّه‬ ‫[‪] ٤‬‬

‫التراب للعضو‪.‬‬
‫فلو سفّته الريح على عضو‬ ‫التُّراب‪،‬‬ ‫وأن يقصده أي ‪:‬‬ ‫[‪]٥‬‬
‫تیممه فردَّده عليه ونوى لم يكفه ذلك؛ لانتفاء القصد‪.‬‬
‫وأن يمسح وجهه ويديه بضربتين وإن أمكن بضربة بخرقة‪.‬‬ ‫[‪]٦‬‬

‫[‪ ]۷‬وأن يزيل النَّجاسة أوَّلاً ‪ ،‬فلو تيمم قبل إزالتها ‪ :‬لم يجز إن‬
‫كان عنده من الماء ما يزيلها به ؛ وإلا صح تيممه عند ابن حجر‪ ،‬مع‬
‫وجوب الإعادة عليه وعند الجمال الرَّملي وغيره يصلي صلاة فاقد‬
‫الظهورين بلا تيمم‪.‬‬
‫[‪ ]۸‬وأن يجتهد في القبلة قبله فلو تيمم قبل الاجتهاد فيها ‪ :‬لم‬
‫ونَقَلَهُ شيخه في «شرح الروض» عن‬ ‫يصح عند الشهاب ابن حجر‪،‬‬
‫«التحقيق واعتمده في «التحرير»؛ ورجّح في موضع آخر من شرح‬ ‫‪،‬‬
‫‪١٢٥‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَانْتِظَارُهُ أَفْضَلُ؛ وَإِلَّا فَتَعْجِيْلُ تَيَمُّمِ‪.‬‬ ‫وَلَوْ تَيَقَّنَ مَاءً آخِرَ الْوَقْتِ ‪:‬‬
‫وَإِذَا امْتَنَعَ اسْتِعْمَالُهُ فِي عُضْوِ ‪:‬‬

‫الروض جواز التَّيمم قبل الاجتهاد واعتمده «المغني» و«النهاية»‪.‬‬


‫[‪ ]٩‬وأن يقع التّيمم بعد دخول وقت الصلاة التي يريد فعلها‪،‬‬
‫والنفل‬ ‫فيتيمم لصلاة الجنازة بعد أقل غَسْله‪ ،‬لكن يكره قبل التكفين‪،‬‬
‫المؤقت بعد دخول وقته فلا يتيمم لراتبة بعديَّة إلا بعد فعل الفرض‪،‬‬
‫أي‪ :‬فلا يصح أن يصلي به القبلية ـ مثلا وأما صلاتها ‪ -‬أي‪:‬‬
‫فيصح‪.‬‬ ‫بتيمم الفرض ‪:‬‬ ‫البعدية ‪-‬‬
‫وأن يتيمم لكل فرض عيني‪.‬‬ ‫[‪]١٠‬‬
‫وعنده التيمم‬ ‫يجوز التَّيَمُّم قبل دخول الوقت‪،‬‬ ‫وقال أبو حنيفة ‪:‬‬
‫كالوضوء يصلي به ما شاء فروضًا ونوافل من الحدث إلى الحدث أو‬
‫وبه قال الثوري والحسن‪.‬‬ ‫وجود الماء‪،‬‬
‫‪ ۱۲۷/۱‬إلى (‪ ]۱۳۱‬و«بشرى» [ص ‪١٥٦‬‬
‫إلى‬
‫‪١٣١‬‬
‫]‬ ‫اهـ «كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫ورحمة الأُمَّة» [ص ‪ ٢١‬إلى ‪.]٢٣‬‬ ‫‪]١٥٨‬‬

‫(قوله‪ :‬وَإِذَا امْتَنَعَ) أي حرم‪ ،‬كما في «الْبَاجُوْرِي» على «شرح‬


‫اسْتِعْمَالُهُ فِي عُضْو) أي‪ :‬بأن خشِيَ منه حصول‬ ‫ابن قاسم ‪]٤١٠/١‬‬
‫أو شَيْن فاحش في عضو ظاهر ـ وهو‬ ‫أو بطء بُرْءٍ‪،‬‬ ‫مرض أو زيادته‪،‬‬
‫كالرَّأس والعنق واليدين إلى العضدين‪،‬‬ ‫الذي يبدو عند المهنة ‪-‬‬
‫ويعتمد في ذلك قول الطبيب العدل في‬ ‫والرجلين إلى الركبتين‪،‬‬
‫الرواية ؛ ويعمل بمعرفته إن كان عارفًا في الطَّب لا بتجربته على ما‬
‫يعمل بتجربته‬ ‫قاله الرَّملي والخطيب ؛ وقال ابن حجر وشيخ الإسلام‪:‬‬
‫خصوصا مع فَقْدِ الطَّبيب في محلّ يجب طلب الماء منه؛ ولو كان في‬
‫‪١٢٦‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَمَسْحُ كُلِّ السَّاتِرِ الضَّارِّ نَزْعُهُ بِمَاءٍ‪،‬‬ ‫وَغَسْلُ صَحِيحٍ‪،‬‬ ‫وَجَبَ تَيَهُمْ‪،‬‬

‫تيمم وصلَّى‬ ‫السفينة وخاف من أخذه الماء من البحر غرقا أو نحوه‪:‬‬


‫ولا إعادة عليه إن لم يغلب وجود الماء هناك بحيث لو زال ذلك‬
‫على «شرح ابن قاسم»‬ ‫وبَاجُوري»‬ ‫البحر‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪« :‬الصُّغرى»]‬
‫‪.[٣٨٤/١‬‬

‫وَمَسْحُ كُلِّ السَّاتِرِ) أي‪:‬‬ ‫وَغَسْلُ صَحِيحٍ‪،‬‬ ‫وَجَبَ تَيَمُّمٌ‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ثُمَّ إذا صلَّى فَرضًا وأراد فرضًا آخر ولم‬ ‫فتجب عليه ثلاثة أشياء‪،‬‬
‫فإن أحدث أعاد‬ ‫يحدث؛ لم يعد غسلا ولا مسحًا‪ ،‬بل يتيمم فقط‪،‬‬
‫جميع ما مر‪.‬‬

‫أنَّها إن كانت في أعضاء التّيمم ‪:‬‬ ‫وحاصل مسألة الجبيرة‪:‬‬


‫وإن كانت في‬ ‫وجبت الإعادة مطلقًا ؛ لنقص البدل والمبدل جميعا‪،‬‬
‫فإن أخذت من الصَّحيح زيادة على قدر‬ ‫غير أعضاء التّيمم ‪:‬‬
‫الاستمساك ؛ وجبت الإعادة سواء وضعها على حدث أو على طهر‪،‬‬
‫وكذا إن أخذت من الصَّحيح بقدر الاستمساك ووضعها على حدث؛‬
‫فإن لم تأخذ من الصحيح شيئًا ؛ لم تجب‬ ‫فتجب الإعادة ‪ -‬أيضًا‬ ‫"‬

‫وكذا إن أخذت من‬ ‫الإعادة سواء وضعها على حدث أو على طهر‪،‬‬
‫الصَّحيح بقدر الاستمساك ووضعها على طهر؛ فلا تجب الإعادة ‪-‬‬
‫أيضًا‬

‫والمراد بالظهر الذي توضع عليه ‪ :‬إن كانت في أعضاء الوضوء؛‬


‫الظهر من الحدثين في جميع البدن وإن كانت في غير أعضاء‬
‫الوضوء؛ فالظهر من الحدث الأكبر لا غير‪.‬‬

‫وما تقرر من الفرق بين أعضاء التَّيمم وغيرها هو ما في‬


‫وغيرها؛ وقال في‬ ‫واعتمده في (المغني) و (النهاية) [‪]۳۲۲/۱‬‬ ‫الروضة»‪،‬‬
‫‪۱۲۷‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَتَيَمُّمَانِ‪.‬‬ ‫وَلَا تَرْتِيْبَ بَيْنَهُمَا لِجُنُبِ‪ ،‬أَوْ عُضْوَيْنِ ‪:‬‬

‫«التحفة»‬
‫«المجموع ‪ :‬إنَّ إطلاق الجمهور يقتضي عدم الفرق‪ ،‬وهو ظاهر‬
‫واعتمده الْجَوْهَرِيُّ وابن قاسم الْغَزِيِّ على أبي شُجاع‪.‬‬ ‫‪،۱۳۸۲/۱‬‬
‫إذا كان بعض جسده صحيحًا وبعضه‬ ‫وقال أبو حنيفة ومالك ‪:‬‬
‫جريحًا أو قريحًا ‪ :‬فإن كان الأكثر الصَّحيح؛ غسله وسقط حكم‬
‫الجريح‪ ،‬إلا أنَّه يستحبُّ مسحه بالماء‪ ،‬وإن كان الصحيح الأقل؛‬
‫يغسل الصحيح ويتيمم‬ ‫وقال أحمد‪:‬‬ ‫تيمم وسقط غسل العضو الجريح‪.‬‬
‫وإذا مسح على الجبيرة وصلى ‪ :‬فلا إعادة عليه عندهم [انظر‪:‬‬ ‫للجريح‪.‬‬
‫‪.[٢٤‬‬ ‫رحمة الأُمَّة»‬
‫ص‬

‫(قوله‪ :‬وَمَسْحُ كُلِّ السَّاتِرِ وجوبًا بالماء‪ ،‬وندبًا بالتراب إن كانت‬


‫ومحَلٌّ‬ ‫بمحَلِّ التّيهم‪ .‬ولو اختلط ماء المسح بدم الجرح؛ عفي عنه‪.‬‬
‫المسح عليه ‪ :‬إن أخذ من الصَّحيح شيئًا ‪ -‬أي‪ :‬ولم يغسله ؛ وإلَّا‬
‫فلا مسح؛ لأنَّ مسحها واقع بدلا عما أخذته من الصحيح‪.‬‬
‫ولا يكفي‬ ‫وَجَبَ‪،‬‬ ‫فلو لم يضرَّ نزعه‪:‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫الضَّارِّ نَزْعُهُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪.]٤١٣/١‬‬ ‫على «شرح ابن قاسم»‬ ‫اهـ «بَاجُوري»‬ ‫المسح حينئذ‪.‬‬

‫لأنَّ بدنه كالعضو‬ ‫وَلَا تَرْتِيْبَ بَيْنَهُمَا لِجُنُب) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫فَلَهُ أن‬ ‫فالجُنُب إِنَّما هو مثال‪،‬‬ ‫وكذلك الحائض والنفساء‪،‬‬ ‫الواحد‪،‬‬
‫يتيمم أَوَّلًا عن العليل ثُمَّ يغسل الصَّحيح‪ ،‬وله أن يغسل أولا الصحيح‬
‫من بدنه ثُمَّ يتيم عن العليل‪ ،‬لكن الأولى ‪ :‬تقديم التيمم؛ ليزيل الماء‬
‫‪.]٤١١/١‬‬ ‫على «شرح ابن قاسم»‬ ‫اهـ «بَاجُوري»‬ ‫أثر التُراب‪.‬‬

‫فَتَيَمُّمَانِ مَحَلَّه ‪ :‬إن لم تعمَّهما الجراحة؛ وإلَّا فيكفي‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫وله أن يوالي بين تيممهما؛ بأن يغسل صحيح‬ ‫تيمم واحد عنهما‪،‬‬
‫شحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪۱۲۸‬‬

‫وَصَحْ جَنَائِرُ مَعَ فَرْضِ‪.‬‬ ‫وَلَا يُصَلِّي بِهِ إِلَّا فَرْضًا وَاحِدًا وَلَوْ نَذْرًا‪،‬‬

‫الوجه‪ ،‬ثُمَّ يتيمم عن عليله‪ ،‬ثُمَّ عن اليدين قبل غسل صحيحهما‪ .‬اهـ‬
‫«وسطى» [‪.]١٢٥/١‬‬

‫أن يصلّي‬ ‫الماء والتُّراب ‪-‬‬ ‫وهما ‪:‬‬ ‫على فاقد الطهورين ‪-‬‬ ‫تَتِمَّةٌ ‪:‬‬
‫لكن لا يعيد بالتراب‬ ‫ويعيده إذا وجد أحدهما‪،‬‬ ‫الفرض لحرمة الوقت‪،‬‬
‫نعم‪ ،‬إن وجده في الوقت؛ أعاد به ليفعل‬ ‫إلا حيث يسقط به الفرض‪.‬‬
‫الصَّلاة بأحد الطهورين‪.‬‬
‫فلا يفعله فاقد الظهورين؛ لأنَّه لا‬ ‫النَّفل‪،‬‬ ‫وخرج بـ «الفرض»‬
‫ضرورة إليه‪.‬‬
‫فاقد الماء والتُّراب لا يصلّي حتّى يجدهما ؛‬ ‫وقال أبو حنيفة ‪:‬‬
‫يصلي ولا يعيد؛ ولمالك ثلاث روايات توافق كل واحد‬ ‫وقال أحمد‪:‬‬
‫من الثلاثة رواية‪.‬‬
‫وجوبًا إذا تيمم في الحضر أو السفر للبرد أو‬ ‫أيضًا ‪-‬‬ ‫ويقضي ‪-‬‬
‫لفقد الماء وقد ندر فقده في محَلِّ التَّيَمُّم‪ ،‬وإن غلب في محلّ الصَّلاة‬
‫وعليه‬ ‫عند ابن حجر ؛ واعتمد الخطيب و م ر اعتبار محلِّ الصَّلاة‪،‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫العبرة بحالة التحرم‪.‬‬
‫نَقَلَ سم"‬ ‫أنَّ‬

‫ولو شك هل المحَلّ الذي صلَّى فيه تسقط به الصَّلاة أو لا؟ لم‬


‫تجب الإعادة‪.‬‬

‫وما‬ ‫وما بعدها] و «كُردي [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫اهـ‪( .‬بَاجُوري» [‪٤١٨/١‬‬


‫[ص ‪.]٢٥‬‬ ‫رحمة»‬ ‫مع‬ ‫بعدها ]‬
‫**‬
‫‪۱۲۹‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫أَرْبَعَةٌ ‪:‬‬ ‫أَسْبَابُ نَوَاقِضِ الْوُضُوْءِ ‪-‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(وَنَوَاقِضُهُ)‬

‫رَطْبًا أَوْ‬ ‫تَيَقُنُ خُرُوجِ شَيْءٍ غَيْرِ مَنِيِّهِ ‪ ،‬عَيْنًا كَانَ أَوْ رِيحًا‪،‬‬ ‫أَحَدُهَا ‪:‬‬
‫انْفَصَلَ أَوْ لَا كَدُوْدَةٍ‬ ‫مُعْتَادًا كَبَوْلٍ‪ ،‬أَوْ نَادِرًا كَدَم بَاسُوْرٍ أَوْ غَيْرِهِ‪،‬‬ ‫جَافًا‪،‬‬
‫الْمُتَوَفِّي (الْحَيِّ) دُبُرًا كَانَ‬ ‫أَحَدِ سَبِيْلَيْ)‬ ‫أَخْرَجَتْ رَأْسَهَا ثُمَّ رَجَعَتْ ؛ ( )‬
‫مِنْ‬
‫نَابِتًا دَاخِلَ الدُّبُرِ فَخَرَجَ أَوْ زَادَ‬ ‫أَوْ قُبُلًا ‪( ،‬وَلَوْ كَانَ الْخَارِجُ (بَاسُوْرًا)‬
‫لَكِنْ أَفْتَى الْعَلامَةُ الْكَمَالُ الرَّدَّادُ بِعَدَمِ النَّقْضِ بِخُرُوجِ الْبَاسُوْرِ‬ ‫خُرُوْجُهُ‪،‬‬
‫نَفْسِهِ ‪ ،‬بَلْ بِالْخَارِجِ مِنْهُ كَالدَّمِ‪ .‬وَعِنْدَ مَالِكِ لَا يَنْتَقِضُ الْوُضُوْءُ بِالنَّادِرِ‪.‬‬

‫أَسْبَابُ نَوَاقِضِ الأصح أنَّ تلك الأسباب غايات له‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فعلى الأصحُ لا ينبغي التعبير بنواقض‬ ‫قال النَّوَوِيُّ‪:‬‬ ‫لا نواقض‪،‬‬
‫‪.]٦٨/١‬‬ ‫الوضوء‪ .‬اهـ كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬

‫فلو أدخل عودًا في‬ ‫الدخول‪،‬‬ ‫خرج به ‪:‬‬ ‫خُرُوج شَيْءٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪.]٣٠٨/١‬‬ ‫على «شرح ابن قاسم»‬ ‫بَاجُوري»‬ ‫دُبُره ؛ فلا نقض به حتَّى يخرج‬
‫تعميم للخارج‪.‬‬ ‫إلخ)‬ ‫عَيْنًا كَانَ ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫كما في‬ ‫ولو قال‪« :‬وإن رجعت»‬ ‫(قوله‪ :‬ثُمَّ رَجَعَتْ ليس بقيد‪،‬‬
‫وغيره ؛ لكان أَوْلَى ثُمَّ رأيته في غير نُسخة كذلك‪.‬‬ ‫«فتح الجواد» [‪]٧٦/١‬‬
‫إِنَّما قيَّد بذلك ؛ نظرًا لكونه ناقضًا بالفعل‪،‬‬ ‫الْمُتَوَفِّئ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ولو أسقطه لكان أَوْلَى ؛ لأنَّ المنظور إليه الشأن‪ ،‬فلو خرج من‬
‫الْحَيِّ) خرج به‪:‬‬ ‫أيضًا ‪(: ..‬وقوله ‪:‬‬ ‫حدث ‪-‬‬ ‫المحدث؛ يقال له‪:‬‬
‫الميت‪ ،‬فلا تنتقض طهارته بخروج شيء منه؛ وإنما تجب إزالة‬
‫بَاجُوري على شرح ابن قاسم» ‪.]٣٠٩/١‬‬ ‫النَّجاسة عنه فقط‪.‬‬
‫وهو داخل الدُّبُر‪،‬‬ ‫بَلْ بِالْخَارِج مِنْهُ أي من الباسور‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫تَمْبِيْزِ‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫ثَانِيهَا ‪( :‬زَوَالُ عَقْلٍ)‬ ‫(وَ)‬

‫بخلافه بعد خروجه ‪ ،‬فلو خرج الباسور ثُمَّ توضَّأَ ثُمَّ خرج منه دم؛ فلا‬
‫‪.‬‬

‫وينقض خروج‬ ‫نقض‪ ،‬وكذا لو خرج من الباسور النَّابت خارج الدُّبُر‪،‬‬


‫الْمَقْعَدَةِ‪ ،‬ولا يضرُّ دخولها ولو بقطنة‪ .‬اهـ بَاجُوري» على «شرح ابن‬
‫‪.]٣٠٩/١‬‬ ‫قاسم»‬

‫(قوله‪ :‬زَوَالُ عَقْل أي ‪ :‬ولو متمكّنا؛ لأنَّ التَّمكين مرفوض‬


‫يطلق بمعنى التمييز‪،‬‬ ‫وشرعًا ‪:‬‬ ‫المنع ‪،‬‬ ‫والعقل لغةً ‪:‬‬ ‫بخلاف النوم‪.‬‬ ‫هنا‪،‬‬
‫وعلى الغريزي‪،‬‬ ‫صفة يميّز بها بين الحَسَن والقبيح‪،‬‬ ‫ويعرف بأنَّه ‪:‬‬
‫صفة غريزيَّة يتبعها العِلم بالضروريات عند سلامة الآلات‬ ‫ويعرف بأنَّه ‪:‬‬
‫فالوهبي‪ :‬ما‬ ‫وهبي وكسبي‪.‬‬ ‫الَّتِي هي الحواس الخمس وهو قسمان‪:‬‬
‫ما يكتسبه الإنسان من تجارب الدهر‪.‬‬ ‫والكسبى ‪:‬‬ ‫عليه مناط التكليف‪،‬‬
‫لأنَّه يمنع صاحبه من ارتكاب الفواحش؛ ولهذا‬ ‫وإِنَّما سُمِّي عقلا ‪:‬‬
‫من‬ ‫فمنهم‬ ‫لا عقل لمرتكب الفواحش والنَّاس متفاوتون فيه‪:‬‬ ‫يقال ‪:‬‬
‫من معه وزن درهم أو درهمين‪،‬‬ ‫ومنهم‬ ‫معه وزن حبَّة أو حبتين‬
‫الرّأس‪،‬‬ ‫وقيل‪:‬‬ ‫القلب‪،‬‬ ‫فقيل ‪:‬‬ ‫واختلف العلماء في مقره ‪:‬‬ ‫وهكذا‪.‬‬
‫والأصح‪ :‬أنَّه في القلب وله شعاع متّصل بالدماغ؛ ولذلك قال‬
‫وللاختلاف في‬ ‫بعضهم‪ :‬هو شجرة في القلب وأغصانها في الرأس‪.‬‬
‫أو العلم أفضل منه؟‬ ‫وهل هو أفضل من العِلم‪،‬‬ ‫محله لا قصاص فيه‪.‬‬
‫والعلم يجري فيه مجرى‬ ‫لأنَّه منبعه وأُسُّهُ‪،‬‬ ‫قال ابن حجر بالأوّل ‪:‬‬
‫لاستلزامه‬ ‫وقال الرَّملي بالثاني ‪:‬‬ ‫النُّور من الشَّمس والرُّؤية من العين‪.‬‬
‫على «شرح ابن‬ ‫له ؛ ولأنَّ الله تعالى يوصف به لا بالعقل ‪ .‬اهـ (بَاجُوري»‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫قاسم» ‪٣١/١‬‬

‫كما هو أحد‬ ‫تَمْيِيْزِ إِنَّما فسّر العقل بذلك‪،‬‬ ‫أَي‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بِسُكْرٍ أَوْ جُنُوْنٍ أَوْ إِغْمَاءِ أَوْ نَوْمٍ؛ لِلْخَبَرِ الصَّحِيح‪« :‬فَمَنْ نَامَ فَلْيَتَوَضَّأُ»‬
‫‪.]٢٠٣‬‬ ‫[أبو داود رقم‪:‬‬

‫وَأَوَائِلُ نَشْأَةِ السُّكْرِ‪ ،‬فَلَا نَقْضَ‬ ‫وَخَرَجَ بِـ زَوَالِ الْعَقْلِ النُّعَاسُ‪،‬‬
‫سَمَاعُ‬ ‫وَمِنْ عَلَامَةِ النُّعَاسِ‪:‬‬ ‫بِهِمَا‪ ،‬كَمَا إِذَا شَكَ هَلْ نَامَ أَوْ نَعَسَ‪،‬‬
‫كَلَامِ الْحَاضِرِيْنَ وَإِنْ لَمْ يَفْهَمْهُ‪.‬‬
‫(مُمَكِّن مَقْعَدَهُ) ـ أَيْ ‪ :‬أَلْيَيْهِ ‪ -‬مِنْ مَقَرِّهِ‪،‬‬ ‫(لَا زَوَالُهُ بِنَوْم) [قَاعِدِ ]‬
‫وَإِنِ اسْتَنَدَ لِمَا لَوْ زَالَ سَقَط ‪ ،‬أَوِ احْتَبَى وَلَيْسَ بَيْنَ مَقْعَدِهِ وَمَقَرِّهِ تَجَافٍ‪.‬‬

‫بخلافه‬ ‫وهو الأحسن ؛ لأنَّه الذي يزول بالشكر وما بعده‪،‬‬ ‫إطلاقيه‪،‬‬
‫فإنَّه لا يزيله إلا الجنون‪.‬‬ ‫بمعنى الصِّفة الغريزيَّة‪،‬‬ ‫على إطلاقه الآخر‪،‬‬
‫أفاده الْبَاجُوْرِيُّ [على «شرح ابن‬ ‫ينغمر بذلك فيغلب عليه فيستتر‪.‬‬ ‫نعم‪،‬‬
‫‪.]٣١٥/١‬‬ ‫قاسم»‬

‫ولو لم يتعد به‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫بِسُكْر)‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫فإذا مكن القائم مقعده ـ كأن انتصب‬ ‫ليس بقيد‪،‬‬ ‫قَاعِد)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وفرج بين رجليه وألصق المخرج بشيء مرتفع إلى حد المخرج ‪-‬؛ لم‬
‫فينبغي الإطلاق‪ .‬أفاده «سم» قال‪ :‬ولعلَّ التَّقييد بالنظر‬ ‫ينتقض‪،‬‬
‫ولو نام متمكنا في الصَّلاة؛ لم يضر‪.‬‬ ‫اهـ على التحفة) (‪.)١٣٥/١‬‬ ‫للغالب‪.‬‬
‫على‬ ‫إن كان في ركن قصير وطال ؛ بطلت صلاته‪« .‬بَاجُوري»‬ ‫نعم‪،‬‬
‫«شرح ابن قاسم ‪ .)۳۱۳/۱‬وفي حواشي الْمَحَلِّي لِلْقَلْيُوْبِي‪ :‬لا تبطل‬
‫وخالف شيخنا‬ ‫الصَّلاة بنوم ممكن وإن طال ولو في ركن قصير قال ‪:‬‬
‫اهـ [‪.]٣٦/١‬‬ ‫الرملي في الرُّكن القصير‪.‬‬

‫ما بين معقوفتين غير مثبت في «القديمة»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫[‪]١‬‬


‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪۱۳۲‬‬

‫وَيَنْتَقِضُ وُضُوْءُ مُمَكِّنِ انْتَبَهَ بَعْدَ زَوَالِ أَلْيَتِهِ عَنْ مَقَرِّهِ‪ ،‬لَا وُضُوْهُ‬
‫شَاكٌ هَلْ كَانَ مُمَكِّنَا أَوْ لَا؟ أَوْ هَلْ زَالَتْ أَلْيَتُهُ قَبْلَ الْيَقَظَةِ أَوْ بَعْدَهَا؟‬

‫بِخِلَافِهِ مَعَ الشَّكْ‬ ‫وَتَيَقُنُ الرُّؤْيَا مَعَ عَدَمِ تَذَكَّرِ نَوْمِ لَا أَثَرَ لَهُ‪،‬‬
‫فِيْهِ ؛ لأَنَّهَا مُرَبِّحَةٌ لأَحَدِ طَرَفَيْهِ‪.‬‬

‫وَلَوْ لِمَيْتٍ أَوْ‬ ‫مَسُّ فَرْج آدَمِيٌّ أَوْ مَحَلِّ قَطْعِهِ‪،‬‬ ‫ثَالِتُهَا ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫مُتَصِلا‬ ‫قُبُلًا كَانَ الْفَرْجُ أَوْ دُبُرًا‪،‬‬ ‫صَغِيْرِ‪،‬‬

‫وهذه العبارة‬ ‫مبتدأ خبره «لَا أَثَرَ لَهُ»‪.‬‬ ‫وَتَيَقُنُ الرُّؤْيَا)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫لـ «التحفة»‪ ،‬وقد استشكل «سم» تصوّر الرُّؤيا من غير تذكر نوم‬
‫وما بعدها]؛ وأجاب عنه «حج» في «شرح العباب»‬ ‫ولا شكّ فيه [‪١٣٦/١‬‬
‫بتصوّره في كلام طويل‪ ،‬قال آخره ومن ثمَّة تصوّر تحقق الرُّؤيا‬
‫مع عدم تحقق النوم وإن كانت من علاماته على أنه لو تصوّر‬
‫استلزام علامة الشَّيء له لم يستلزم من وجود الشيء العلم به‪ .‬اهـ‬
‫بحروفه‪.‬‬

‫ومشَى‬ ‫كذا في «التحفة»‪،‬‬ ‫بِخِلَافِهِ مَعَ الشَّكُ فِيْهِ ‪ ...‬إلخ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫عليه شيخ الإسلام والخطيب والجمال الرَّملي وغيرهم؛ وجَرَى في‬
‫شَرْحَيْ الإرشاد» و«المنهج القويم على عدم النّقض بذلك؛ والمعتمد‬
‫ولا ينتقض وضوء الأنبياء بنومهم غير ممكنين؛ لبقاء يقظة‬ ‫الأوَّل‪.‬‬
‫اهـ‬ ‫ويسنُّ وضوء النَّائم الممكّن ؛ خروجًا من الخلاف‪.‬‬ ‫قلوبهم‪.‬‬
‫وما بعدها‪ ،‬و«الوسطى» ‪.]٧٠/١‬‬ ‫الكُبرى»‬ ‫كُردي)) [في ‪:‬‬
‫أنَّ‬
‫مَسُّ فَرْجِ آدَمِيٌّ اعْلَمْ أَنَّ الَّذي يتلخص من كلامهم‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الْمَسَ يفارق اللَّمْسَ في هذا الباب من تسعة أوجه ‪:‬‬
‫‪۱۳۳‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫والمس يكون‬ ‫أحدها ‪ :‬إنَّ اللّمس لا يكون إلا بين شخصين‪،‬‬


‫ويكون من شخص واحد‪.‬‬ ‫كذلك‪،‬‬

‫والمس لا يشترط فيه‬ ‫اللمس شرطه اختلاف النَّوع‪،‬‬ ‫ثانيها ‪:‬‬


‫ذلك ؛ فيكون بين الذكرين والأنثيين‪.‬‬
‫والمس لا يكون‬ ‫اللمس يكون بأي موضع من البشرة‪،‬‬ ‫ثالثها ‪:‬‬
‫إلا ببطن الكف‪.‬‬

‫والمس لا‬ ‫اللمس يكون في أي موضع من البشرة‪،‬‬ ‫رابعها ‪:‬‬


‫يكون إلا في الفرج خاصة‪.‬‬
‫وفي المس يختص‬ ‫ينتقض وضوء اللامس والملموس‪،‬‬ ‫خامسها ‪:‬‬
‫النقض بالماس من حيث المس‪.‬‬

‫بخلاف مسه‪.‬‬ ‫لمس المَحْرم لا ينقض‪،‬‬ ‫سادسها ‪:‬‬


‫حيث لم يكن فوق النصف؛ لا ينقض‬ ‫لمس الْمُبَانِ‪،‬‬ ‫سابعها ‪:‬‬
‫بخلاف مَس الذَّكرِ الْمُبَانِ‪.‬‬ ‫عند ابن حجر‪،‬‬
‫بخلاف مسهما ‪.‬‬ ‫لمس الصَّغير والصَّغيرة لا ينقض‪،‬‬ ‫ثامنها ‪:‬‬

‫قال في «الإيعاب»‪:‬‬ ‫لمس الجنِّيَّة لا ينقض عند «حج»‪،‬‬ ‫تاسعها ‪:‬‬


‫قال في‬ ‫وإن قلنا بالضَّعيف أنَّه يحلُّ نكاحها بخلاف مسها‪،‬‬
‫وله‬ ‫حيث تحقق مسُّه له ؛ لأنَّ عليه التَّعبد‪،‬‬ ‫الإيعاب ‪ :‬لا يَبْعُدُ ‪،‬نقضه‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫حرمة‪.‬‬

‫فاحفظ ذلك فما أظنُّك تجده كذلك في غير هذا الكتاب‪ .‬اهـ‬
‫«صغری»‪.‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪١٣٤‬‬

‫أَوْ مَقْطُوْعًا؛ إِلَّا مَا قُطِعَ فِي الْخِتَانِ‪.‬‬


‫مُلْتَقَى‬ ‫مُلْتَقَى الْمَنْفَذ‪ ،‬وَمِنْ قُبل الْمَرْأَةِ‪:‬‬ ‫وَالنَّاقِضُ مِنَ الدُّبُرِ ‪:‬‬
‫شُفْرَيْهَا عَلَى الْمَنْفَدِ‪ ،‬لَا مَا وَرَاءَهُمَا كَمَحَلِّ خِتَانِهَا‪.‬‬
‫وَبَاطِنِ الأَنْيَةِ‪،‬‬ ‫يُنْدَبُ الْوُضُوْءُ مِنْ مَسٌ نَحْو الْعَانَةِ‪،‬‬ ‫نَعَمْ‪،‬‬
‫وَلَمْسِ صَغِيْرَةٍ وَأَمْرَدَ‬ ‫وَأَصْلِ فَخِذِ‪،‬‬ ‫وَشَعْرِ نَبَتَ فَوْقَ ذَكَرٍ‪،‬‬ ‫وَالأُنْثَيَيْنِ‪،‬‬
‫وَتَلَفُظٍ‬ ‫وَأَبْرَصَ وَيَهُوْدِيِّ‪ ،‬وَمِنْ نَحْوِ فَصْدٍ وَنَظَرٍ بِشَهْوَةٍ وَلَوْ إِلَى مَحْرَمِ‪،‬‬
‫وَحَلْقِ‬ ‫وَغَضَبٍ‪ ،‬وَحَمْلِ مَيْتٍ وَمَسِّهِ‪ ،‬وَقَصَّ ظُفْرٍ وَشَارِبٍ‪،‬‬ ‫بِمَعْصِيَةٍ‪،‬‬
‫رَأْسِهِ‪.‬‬

‫وَمِنْ ثَمَّ جَازَ النَّظَرُ‬ ‫فَرْجُ الْبَهِيْمَةِ‪ ،‬إِذْ لَا يُشْتَهَى‪،‬‬ ‫وَخَرَجَ بِـ «آدَمِيٌّ»‬

‫مَنْ مَسَّ‬ ‫وَفِي رِوَايَةٍ ‪:‬‬ ‫بِبَطْنِ كَفَّ)؛ لِقَوْلِهِﷺ ‪« :‬مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ ‪-‬‬
‫‪۱۸۱‬؛ أحمد في‪« :‬مسنده»‬ ‫‪٤٤٤‬؛ أبو داود رقم‪:‬‬ ‫فَلْيَتَوَضَّأُ [النَّسائي رقم ‪:‬‬ ‫ذَكَرًا ‪-‬‬
‫‪٢٧٧٤٦‬؛ انظر أيضًا ‪« :‬فتح الإله في شرح المشكاة لابن حجر الهيتمي ‪.]١٩٥/٢‬‬ ‫رقم‪:‬‬

‫هُوَ بَطْنُ الرَّاحَتَيْنِ وَبَطْنُ الأَصَابِع وَالْمُنْحَرِفُ إِلَيْهِمَا‬ ‫وَبَطْنُ الْكَفِّ ‪:‬‬
‫دُونَ رُؤُوسِ الْأَصَابِعِ وَمَا بَيْنَهُمَا‬ ‫عِنْدَ انْطِبَاقِهِمَا مَعَ يَسِيْرِ تَحَامُلٍ‪،‬‬
‫وَحَرْفِ الْكَفِّ‪.‬‬

‫(قوله ‪ :‬أَوْ مَقْطُوْعًا إِن سُمِّيَ المقطوع بعضَ ذَكَرِ ؛ وكالذَّكر القُبُلُ‬
‫والدُّبُرُ إن بقي اسمهما بعد قطعهما ‪ .‬اهـ «المنهج القويم» [ص ‪.]١٠٠‬‬
‫ويوافقه‬ ‫كَمَحَلِّ خِتَانِهَا هذا معتمد ابن حجر في كُتُبِهِ‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫كلام شيخ الإسلام والخطيب ؛ وجَرَى الجمال الرملي على أَنَّ مَحَلَّ‬
‫الختان ينقض حال اتصاله ولو بارزًا كملتقى الشفرين‪ .‬اهـ «صغری»‪.‬‬
‫‪۱۳۵‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَإِنْ كَانَ‬ ‫رَابِعُهَا ‪( :‬تَلَاقِي بَشَرَتَيْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَلَوْ بِلَا شَهْوَةٍ‪،‬‬ ‫(وَ)‬
‫أَحَدُهُمَا مُكْرَهَا أَوْ مَيْتًا لَكِنْ لَا يُنْقَضُ وُضُوْءُ الْمَيْتِ‪.‬‬
‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫غَيْرُ الشَّعْرِ وَالسِّنِّ وَالظُّفْرِ‪،‬‬ ‫وَالْمُرَادُ بِالْبَشَرَةِ هُنَا ‪:‬‬
‫‪.]١٣٨/١‬‬ ‫غَيْرُ بَاطِنِ الْعَيْنِ [في‪« :‬التحفة»‬
‫[النساء‪٤٣ :‬؛ المائدة‪]٦ :‬‬ ‫﴿أَوْ لَمَسْتُمُ النِّسَاءَ‬ ‫وَذَلِكَ ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى‪:‬‬
‫لَمَسْتُمْ‪.‬‬ ‫أَيْ‪:‬‬

‫وألحق بها نحو‬ ‫(قوله ‪ :‬بَشَرَتَيْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى البشرة‪ :‬ظاهر الجلد‪،‬‬
‫لحم الأسنان واللسان‪ ،‬وهو متَّجه خلافًا لابن عُجَيْلِ‪ .‬اهـ «تحفة»‬
‫التقاء بشرتي ذكرين وإن كان أحدهما‬ ‫وخرج بـ «ذَكَرٍ وَأُنْثَى»‬ ‫[‪.]١٣٨/١‬‬
‫أيضًا ‪ :‬ما إذا كان أحدهما‬ ‫وخرج به ‪-‬‬ ‫أَمْرَدَ حَسَنًا‪ ،‬أو أنثيين‪.‬‬
‫فلا نقض عند ابن حجر ؛ بناءً على عدم تجويز نكاحهم الراجح عنده‪،‬‬
‫وحِلَّ‬ ‫النقض بذلك‪،‬‬ ‫واعتمده الشّهاب الْبُرُأْسِيُّ ؛ والذي اعتمده «م ر»‬
‫قال «سم» في‬ ‫ووافقه الزَّيَّادِيُّ في حواشي المنهج»‪،‬‬ ‫المناكحة‪،‬‬
‫وإن تطوّر فى صورة حمار أو كلب مثلا‪،‬‬ ‫ظاهره‬ ‫حواشي التحفة»‪:‬‬
‫اهـ «كُردي» [في‪:‬‬ ‫وكذلك وطؤها وإن تطوَّرت‪.‬‬ ‫ولا مانع من ذلك‪،‬‬
‫‪.]۷۱/۱‬‬ ‫«الوسطى»‬

‫فلا نقض به‬ ‫وكلّ عظم ظهر‪،‬‬ ‫وَغَيْرُ بَاطِنِ الْعَيْنِ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫بالنقض فيهما؛ وتوسط الخطيب‬ ‫الشهاب ابن حجر ؛ وقال م ر‬
‫اهـ «صغری»‪.‬‬ ‫فقال بالنقض في لحم العين دون العظم‪.‬‬

‫لَمَسْتُمْ كما قرئ به في السَّبع‪ ،‬لا جامعتم كما قال‬ ‫(قوله ‪ :‬أَيْ‪:‬‬
‫فعنده لا نقض بلمس الرَّجل‬ ‫به الإمام أبو حنيفة؛ لأنَّه خلاف الظاهر‪،‬‬
‫تر المستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪١٣٦‬‬

‫كَمَا لَوْ وَقَعَتْ‬ ‫لَمْ يَنْتَقِضُ‪،‬‬ ‫وَلَوْ شَكٍّ هَلْ مَا لَمَسَهُ شَعْرٌ أَوْ بَشَرَةٌ‪،‬‬
‫يَدُهُ عَلَى بَشَرَةٍ لَا يَعْلَمُ أَهِيَ بَشَرَةُ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ‪ ،‬أَوْ شَكٍّ هَلْ لَمَسَ‬
‫مَحْرَمًا أَوْ أَجْنَبِيَّةً‪.‬‬

‫وَلَوْ أَخْبَرَهُ عَدْلٌ بِلَمْسِهَا لَهُ‪ ،‬أَوْ‬ ‫وَقَالَ شَيْخُنَا فِي شَرْحِ الْعُبَابِ ‪:‬‬
‫بِنَحْوِ خُرُوجِ رِيْحٍ مِنْهُ فِي حَالِ نَوْمِهِ مُمَكِّنا ؛ وَجَبَ عَلَيْهِ الْأَخْذُ بِقَوْلِهِ‬
‫‪.]١٤١/١‬‬ ‫وكرره في‪« :‬التحفة»‬

‫[‬
‫]‬
‫أَحَدِهِمَانْتِ؛فَاءِ‬
‫‪١‬‬ ‫لِا‬ ‫فِيْهِمَا‪ ،‬فَلَا نَقْضَ بِتَلَاقِيْهِمَا مَعَ صِغَرِ [‪]۱‬‬ ‫(بِكِبَرِ)‬
‫مَظَنَّة الشَّهْوَةِ‪.‬‬

‫مَنْ لَا يُشْتَهَى عُرْفًا غَالِبًا‪.‬‬ ‫وَالْمُرَادُ بِذِي الصِّغَرِ ‪:‬‬

‫وقال‬ ‫فينتقض باللمس والانتشار معا‪،‬‬ ‫المرأة إلا أن ينتشر ذكره‬


‫لا ينتقض وإن انتشر ذكره ؛ ومذهب مالك وأحمد‪:‬‬ ‫الحسن ‪:‬‬ ‫بن‬
‫محمد‬

‫اهـ «رحمة» [ص ‪.]١٤‬‬ ‫أنَّه إن كان بشهوة انتقض ؛ وإلا فلا‪.‬‬

‫ورجّحه‬ ‫وَجَبَ عَلَيْهِ الأَخْذُ بِقَوْلِهِ) هذا معتمد شيخه «حج»‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫أنَّه لا نقض بإخبار العدل‬ ‫الْبَصْرِيُّ ؛ واعتمد م ر» و«سم» و «ع «ش»‬
‫ولا‬ ‫لأنَّ خبر العدل يفيد الظَّنَّ‪،‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫قال الْبُجَيْرِمِيُّ ‪:‬‬ ‫بشيء مما ذكر‪،‬‬
‫ورده‬ ‫‪.]٤٣/١‬‬ ‫اهـ على شرح المنهج»‬ ‫يرتفع يقين طهر وحدث بظنِّ ضِده‪.‬‬
‫ابن حجر بأنَّ هذا ظن أقامه الشارع مقام العِلم في تنجس المياه كما‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫مرَّ وفي غيرها كما يأتي‪.‬‬

‫مَنْ لَا يُشْتَهَى عُرْفًا أي فلا يتقيَّد بسبع سنين؛‬


‫‪:‬‬
‫(قوله‪:‬‬

‫فِيْهِمَا أَوْ فِي‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫كُتب على هامش القديمة من نُسخةٍ مع التصحيح ‪:‬‬ ‫[‪]١‬‬
‫‪۱۳۷‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بَيْنَهُمَا بِنَسَبٍ أَوْ رِضَاعِ أَوْ‬ ‫تَلَاقِي بَشَرَتَيْهِمَا (مَعَ مَحْرَمِيَّةٍ)‬ ‫(لا)‬
‫مُصاهَرَةٍ لِانْتِفَاءِ مَظنَّةِ الشَّهْوَةِ‪.‬‬

‫وَلَوِ اشْتَبَهَتْ مُحَرَّمَةٌ بِأَجْنَبِيَّاتٍ مَحْصُوْرَاتٍ فَلَمَسَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ ؛‬


‫وَكَذَا بِغَيْرِ مَحْصُوْرَاتٍ عَلَى الْأَوْجَهِ‪.‬‬ ‫لَمْ يَنْتَقِضُ‪،‬‬

‫وَلَا بِالشَّلِّ فِيْهِ‬ ‫(وَلَا يَرْتَفِعُ يَقِيْنُ وُضُوْءٍ أَوْ حَدَثٍ بِظَنِّ ضِدِّهِ‪،‬‬
‫فَيَأْخُذُ بِالْيَقِيْنِ اسْتِصْحَابًا لَهُ‪.‬‬ ‫الْمَفْهُوْمِ بِالأَوْلَى‪،‬‬

‫من لا يشتهى‬ ‫أي‪:‬‬ ‫غَالِبًا)‬ ‫لاختلاف ذلك باختلاف الصِّغار‪( .‬وقوله ‪:‬‬
‫في الغالب عند ذوي الطباع السليمة‪.‬‬

‫وفي مبحث‬ ‫لم ينتقض‪،‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وَكَذَا بِغَيْرِ مَحْصُوْرَاتٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ونحو‬ ‫الاجتهاد من «الإيعاب»‪ :‬أنَّ نحو الألف غير محصورات‪،‬‬
‫وبينهما وسائط تلحق‬ ‫العشرين ممَّا يسهل عدُّه بمجرَّد النَّظر ‪،‬محصور‪،‬‬
‫وما وقع فيه الشَّكُ استفتي فيه القلب‪ .‬قاله الْغَزَالِيُّ‪.‬‬ ‫بأحدهما بالظَّنِّ‪،‬‬
‫اهـ «وسطى» [‪.]٧٢/١‬‬

‫في «فتح الجواد»‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫وَلَا يَرْتَفِعُ يَقِيْنُ وُضُوْءٍ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ليس الجازم؛ لاستحالته مع التردُّد الذي هو فرض‬ ‫المراد باليقين هنا ‪:‬‬
‫المسألة بل إنَّما كان يقينًا لا يترك حكمه بالشَّكِّ بعده استصحابًا له؛‬
‫عمل‬ ‫لأنَّ الأصل فيما ثبت الدوام والاستمرار فهو في الحقيقة‪:‬‬
‫‪،‬‬

‫بالظَّنِّ وطرح للشك‪ .‬اهـ [‪.]٨٢/١‬‬


‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪۱۳۸‬‬

‫خَاتِمَةٌ فِي بَيَانِ مَا يَحْرُمُ بِالْحَدَثِ وَالْجَنَابَةِ وَالْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ]‪:‬‬


‫وَمَا كُتِبَ‬ ‫وَحَمْلُ مُصْحَفٍ‪،‬‬ ‫وَسُجُودٌ‪،‬‬ ‫وَطَوَافٌ‪،‬‬ ‫صَلَاةٌ‪،‬‬ ‫يَحْرُمُ بِالْحَدَثِ ‪:‬‬
‫لِدَرْسِ قُرْآنٍ وَلَوْ بَعْضَ آيَةٍ‬

‫فِي بَيَانِ مَا يَحْرُمُ بِالْحَدَثِ وَالْجَنَابَةِ‬ ‫خَاتِمَةٌ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وَالْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ‪:‬‬
‫يَحْرُمُ بِالْحَدَثِ المراد به الأصغر عند الإطلاق في كلام‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫أمَّا النَّاوي إذا أطلق انصرف إلى الحدث الذي عليه‬ ‫الفقهاء غالبًا ‪،‬‬
‫من أصغر أو أكبر‪.‬‬
‫ومس ورقه وحواشيه وجلده‬ ‫وَحَمْلُ مُصْحَفِ أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫لا المنفصل عند الشَّهاب ابن حجر؛ واعتمد الخطيب‬ ‫المتّصل به‬
‫في «فتاويه»‪:‬‬ ‫قال «م ر»‬ ‫إلَّا إذا انقطعت نسبته عنه ‪:‬‬ ‫وم ر التَّحريم‪،‬‬
‫نقلًا عن‬ ‫زاد الشَّبْرَامَلِّسِيُّ ‪-‬‬ ‫ولا تنقطع نسبته عنه إلا إذا اتصل بغيره‪،‬‬
‫ما إذا ضاعت أوراق المصحف أو حرقت‬ ‫عن «م ر" ‪:-‬‬ ‫سم»‬
‫بخلاف ما إذا جلد المصحف بجلد جديد وتُرك الأوَّل؛ واعتمد ابن‬
‫حجر فيما إذا جُلد مع المصحف غيره حرمةَ مَس الجميع من سائر‬
‫والطَّبَلَاوِيُّ وغيرهم حرمةَ مَسٌ‬ ‫الجهات؛ واعتمد الخطيب وم ()‬
‫اهـ‬ ‫فَفِيْهِ تفصيل المتاع‪.‬‬ ‫الساتر للمصحف فقط ؛ وأمَّا الحمل ‪:‬‬
‫«صغری»‪.‬‬

‫وَمَا كُتِبَ لِدَرْسِ قُرْآنٍ خرج ما كتب لغيره كالتمائم‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وهو لا يكون قرآنًا إلَّا‬ ‫وما على النقد؛ إذ لم يكتب للدراسة‪،‬‬
‫بالقصد ‪.‬‬

‫قال في «التحفة» ‪ :‬ينبغي في ذلك البعض‬ ‫وَلَوْ بَعْضَ آيَةٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫‪۱۳۹‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَالْعِبْرَةُ فِي قَصْدِ الدِّرَاسَةِ وَالتَّبَرُّكِ بِحَالِ الْكِتَابَةِ دُونَ مَا بَعْدَهَا‪،‬‬ ‫كَلَوْحٍ‪،‬‬
‫وَبِالْكَاتِبِ لِنَفْسِهِ أَوْ لِغَيْرِهِ تَبَرُّعًا ؛ وَإِلَّا فَآمِرِهِ‪ ،‬لَا حَمْلُهُ مَعَ مَتَاعِ‬

‫وأقره الْحَلَبِيُّ في «حواشي‬ ‫اهـ ‪.]١٤٩/١[.‬‬ ‫أن يكون جملة مفيدة‪.‬‬


‫يحرم ولو حرفًا ‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫وقال الْقَلْيُوْبِيُّ ‪:‬‬ ‫المنهج»‪.‬‬
‫‪.[٧٦/١‬‬

‫ينبغي بحيث يعد‬ ‫گلوح) قال سم في حواشي التحفة»‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫كبَابِ عظيم ؛ فالوجه عدم حرمة‬ ‫فلو كبر جدًّا ‪-‬‬ ‫لوحا للقرآن عُرْفاً‪،‬‬
‫وَبَحَثَ في «حاشية فتح‬ ‫مس الخالي منه عن القرآن‪ .‬اهـ ‪.]١٤٩/١[.‬‬
‫الجواد أنَّ آثار الحروف التي تبقى بعد الْمَحْو‪ :‬إن كانت تقرأ من غير‬
‫وكلام غيره يوافقه‪ .‬اهـ «كُردي»‬ ‫كبير مشقة بَقِيَ التَّحريم ؛ وإلا فلا‪.‬‬
‫[في‪« :‬الصُّغرى»]‪.‬‬

‫عبارة «التحفة»‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫وَالْعِبْرَةُ فِي قَصْدِ الدِّرَاسَةِ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫العبرة في قصد الدراسة والتَّبرُّك بحال الكتابة دون ما بعدها‪،‬‬
‫وظاهر عطف‬ ‫وبالكاتب لنفسه أو لغيره تبرُّعًا ؛ وإلا فآمره أو مستأجره‪،‬‬
‫أنَّ ما يسمَّى مصحفًا عُرْفًا لا عبرة فيه بقصد‬ ‫هذا على المصحف ‪:‬‬
‫فإن قصد به‬ ‫وأنَّ هذا إنَّما يعتبر فيما لا يسمَّاه‪،‬‬ ‫دراسة ولا تبرُّك‪،‬‬
‫وإن لم يقصد به شيء؛ نظر للقرينة‬ ‫أو تبرك لم يحرم‪،‬‬ ‫حرم‪،‬‬ ‫دراسة‬

‫وما بعدها‪ .‬قال الْكُرْدِيُّ في‬ ‫انتهت بالحرفِ [‪١٤٩/١‬‬ ‫فيما يظهر‪.‬‬
‫«الصغرى» ما ملخصه في فتاوى م ر ‪ :‬لو كتب تميمة ثُمَّ جعلها‬
‫وقال‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫للدراسة أو عكسه؛ يعتبر الأصل لا القصد الطارئ‪.‬‬
‫ولو شك في كونه قصد به‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫يتغيَّر الحُكْم بتغير القصد‪.‬‬ ‫الْقَلْيُوْبِيُّ ‪:‬‬
‫ونَقَلَهُ عنه الْحَلَبِيُّ‬ ‫حلَّ كما بحثه في «التحفة»‬ ‫الدراسة أو التَّبرُّك ‪:‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫على الحرمة‪.‬‬ ‫وأقره ؛ وَجَرَى الزَّيَّادِيُّ في شرح المحرَّر»‬
‫‪١٤٠‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَالْمُصْحَفُ غَيْرُ مَقْصُوْدِ بِالْحَمْلِ ؛ وَمَسُّ وَرَقِهِ ‪ -‬وَلَوِ الْبَيَاضَ ‪ -‬أَوْ نَحْوِ‬
‫ظَرْفِ أُعِدَّ لَهُ وَهُوَ فِيْهِ‪ ،‬لَا قَلْبُ وَرَقِهِ بِعُوْدٍ إِذَا لَمْ يَنْفَصِلْ عَلَيْهِ‪،‬‬

‫قال الْكُرْدِيُّ في «الصُّغرى»‪:‬‬ ‫والْمُصْحَفُ غَيْرُ مَقْصُوْدِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫على الحِلِّ‬ ‫في «المنهج القويم»‬ ‫الذي ظهر لي أنَّه جَرَى فيه ‪ -‬أي ‪:‬‬
‫والحرمة في صورتين‬ ‫بأن قصد المتاع أو أطلق ‪،‬‬ ‫في صورتين ‪ -‬أي ‪:‬‬
‫في‬
‫كذلك‬
‫وهو‬ ‫(‬
‫أي بأن قصد المصحف وحده أو مع المتاع‬
‫شُرُوْحِهِ على «الإرشاد» و«العُباب تَبَعًا لشيخ الإسلام في كُتُبِهِ‬
‫إلَّا إذا قصد المتاع‬ ‫وظاهر «التَّحفة اعتماد الحرمة‪،‬‬ ‫والخطيب‪،‬‬
‫والحرمة إذا قصد‬ ‫وحده؛ واعتمد م ر الحِلَّ في ثلاثة أحوال‪،‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫المصحف وحده‪.‬‬

‫كذا قيَّدا في «التحفة» و«النهاية»‬ ‫أُعِدَّ لَهُ وَهُوَ فِيْهِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بخلاف ما إذا انتفى‬ ‫الخريطة والصندوق بما إذا أَعِدَّا له وحده‪،‬‬
‫ولا فرق‬ ‫كونه فيهما أو إعدادهما له ؛ فيَحِلُّ حملهما ومسهما‪،‬‬
‫فيما أُعِدَّ له بين كونه على حجمه أو لا؛ وإن لم يعد مثله له‬
‫وعليه يحرم مسُّ الخزائن المعدودة لوضع‬ ‫قال الْحَلَبِيُّ ‪:‬‬ ‫عادة‪.‬‬
‫شرط الظرف أن‬ ‫وقال «سم»‪:‬‬ ‫المصاحف فيها ولو كبرت جدًّا‪.‬‬
‫بحيث يسمى له وعاء‬ ‫قال في «الإيعاب»‪:‬‬ ‫يعد له في العادة‪.‬‬
‫ومثل الصندوق ‪:‬‬ ‫انتهى‪.‬‬ ‫سواء عمل على قدره أو أكبر منه‪.‬‬ ‫عُرْفًا‪،‬‬
‫ونَقَلَهُ الْقَلْيُوْبِيُّ عن شيخه عن‬ ‫كرسي وضع عليه عند ابن حجر‪،‬‬
‫ونَقَلَهُ عن «م ر»‪.‬‬ ‫وقال «سم»‪ :‬لا يحرم مَسُّ شيء منه‪،‬‬ ‫م ر»‪.‬‬
‫الكُرسي من قبيل‬ ‫قد يقال ‪:‬‬ ‫في «حواشي التَّحفة»‬ ‫وقال «سم»‬
‫اهـ «كُردي» [في‪« :‬الصغرى»‪،‬‬ ‫نَقَلَهُ الْهَاتِفِيُّ‪.‬‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫المتاع‪« .‬م ر»‪.‬‬
‫‪.]۳۲۳/۱‬‬ ‫و«الكُبرى»‬ ‫‪،٧٥/١‬‬ ‫و«الوسطى»‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعاينة‬

‫وَلَا مَعَ تَفْسِيرٍ زَادَ وَلَوِ احْتِمَالًا وَلَا يُمْنَعُ صَبِيٌّ مُمَيِّنٌ مُحْدِثٌ وَلَوْ جُنُبا‬

‫وَلَا مَعَ تَفْسِير ليس منه مصحف حُشْي بالتفاسير؛ لأنَّه‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫بل مصحفًا مُحَشَّى ؛ ذكره ابن حجر في «حاشية فتح‬ ‫لا يسمى تفسيرًا ‪،‬‬
‫والمراد‪:‬‬ ‫ورأيت في فتاوى الجمال الرَّملي أنَّه كالتفسير‪.‬‬ ‫الجواد»‪.‬‬
‫التفسير وما يتبعه ممَّا يذكر معه ولو استطرادًا وإن لم يكن له مناسبة‪.‬‬
‫واعتمد ابن حجر في شرح الإرشاد أنَّ الكثرة من حيث الحروف‪:‬‬
‫فتمحض إحدى الورقات من‬ ‫ومن حيث الجملة‬ ‫لفظا لا رسما‬
‫واعتمد م ر أنَّ العِبرة في المس بحالة موضعه‪،‬‬ ‫أحدهما لا عبرة به‪.‬‬
‫انتهى «صغری»‪.‬‬ ‫وفي الحمل بالجميع‪.‬‬
‫كما سبق آنفًا عن «شرح‬ ‫عن القرآن لفظًا‪،‬‬ ‫زَادَ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫نقلًا‬ ‫ونَقَلَ الْقَلْيُوْبِيُّ عن شيخه ‪-‬‬ ‫ونَقَلَهُ «سم» عن «م ر»‪،‬‬ ‫الإرشاد»‪،‬‬
‫فيعتبر في القرآن‬ ‫قال‪:‬‬ ‫وبحثه في «التحفة»‬ ‫عن «م ر» ـ أنَّه بالرَّسم‪،‬‬
‫‪-‬‬

‫رسمه بالنسبة لخط المصحف الإمام وإن خرج عن مصطلح الرسم‪،‬‬


‫وفي التفسير رسمه على قواعد الخط [‪.]١٥٢/١‬‬

‫رأيت في فتاوى الجمال الرَّمليّ» أَنَّه سُئِلَ عن «تفسير‬ ‫فَائِدَة ‪:‬‬


‫بأنَّ شخصا‬ ‫هل هو مساوٍ للقرآن أو قرآنه أكثر؟ فأجاب‪:‬‬ ‫الجلالين»‬
‫من اليمن تتبع حروف القرآن والتفسير وعدَّهما فوجدهما على السواء‬
‫ومن أواخر القرآن فوجده أكثر حروفًا ؛ فعلم أنَّه يحِلُّ‬ ‫إلى سورة كذا‪،‬‬
‫الحدث على هذا اهـ كُردي [في‪« :‬الوسطى» ‪.]۷۸/۱‬‬
‫مع‬
‫قال‬ ‫حمله‬

‫والورع عدم حمل تفسير الجلالين»؛ لأنَّه وإن كان زائدا‬ ‫الْبَاجُوْرِيُّ ‪:‬‬
‫اهـ [على «شرح ابن‬ ‫بحرفين ربَّما غفل الكاتب عن كتابة حرفين أو أكثر‪.‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪٤٨٤/١‬‬ ‫قاسم‬

‫وَلَوِ احْتِمَالًا فلو شكٍّ في كون التفسير أكثر أو مساويًا؛‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمحترم‬ ‫‪١٤٢‬‬

‫حَمْلَ وَمَسَّ نَحْوِ مُصْحَفِ لِحَاجَةِ [تَعَلُّمِهِ وَدَرْسِهِ وَوَسِيْلَتِهِمَا كَحَمْلِهِ‬


‫وَيَحْرُمُ‬ ‫وَالإِثْيَانِ بِهِ لِلْمُعَلِّم لِيُعَلِّمَهُ مِنْهُ‪ ،‬لَا لِحَاجَةِ غَيْرِهِ]‪.‬‬ ‫لِلْمَكْتَبِ‪،‬‬
‫وَلَوْ بَعْضَ آيَةٍ ؛ وَكِتَابَتُهُ بِالْعَجَمِيَّةِ‪،‬‬ ‫تَمْكِيْنُ غَيْرِ الْمُمَيِّزِ مِنْ نَحْوِ مُصْحَفِ‪،‬‬

‫وهو الاستواء ـ ومن ثُمَّ حَلَّ‬ ‫حل فيما يظهر؛ لعدم تحقق المانع ‪-‬‬
‫الْحَلَبِيُّ‬ ‫عنه‬
‫ونَقَلَهُ‬ ‫اهـ «تحفة» [‪.]١٥٢/١‬‬ ‫نظير ذلك في الصَّبَّة والحرير‪.‬‬
‫الحرمة‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫ونُقلت ‪-‬‬ ‫وفي المغني» ما يفيد الحرمة عند الشَّكِّ‪.‬‬ ‫وأقره‪.‬‬
‫وحيث لم‬ ‫وهي الوجه‪.‬‬ ‫قال «سم»‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫أيضًا‬ ‫عن الجمال الرملي ‪-‬‬ ‫‪-‬‬


‫يحرم المس أو الحمل ‪ -‬كما إذا كان التفسير أكثر أو حمله مع المتاع‬
‫‪.]٣٣٠/١‬‬ ‫بشرطه ـ كُرِهَ ؛ للخلاف في الحرمة‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪« :‬الكُبرى»‬ ‫‪-‬‬

‫ومثلها‬ ‫إلخ) كذا في «التحفة» [‪،]١٥٣/١‬‬ ‫لِحَاجَةِ تَعَلُّمِهِ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وليس منها حمل العبد الصغير مصحفًا‬ ‫قال «سم»‪:‬‬ ‫النهاية» [‪،]۱۲۷/۱‬‬
‫كما في «الوسطى»‬ ‫السيده الصَّغير معه إلى المكتب [في‪« :‬حواشي المنهج»‪،‬‬
‫\‪[V^/‬‬

‫يتّجه‬ ‫وَيَحْرُمُ تَمْكِيْنُ غَيْرِ الْمُمَيِّز) في «الإيعاب»‪ :‬نعم‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫حِلُّ تمكين غير المميز له لحاجة تعلّمه إذا كان بحضرة نحو الولي؛‬
‫للأمن من أن ينتهكه حينئذ قال القاضي ‪ :‬ولا يُمَكِّنُ الصَّبيان من مَحْوِ‬
‫الألواح بالأقدام‪ ،‬ومنه يؤخذ أنّهم يمنعون ـ أيضًا ـ من محوها‬
‫وبه صرَّح ابنُ العِمَادِ ؛ وفي فتاوى م ر الجواز حيث قصد‬ ‫بالبُصاق‪،‬‬
‫يحرم جعل ريق‬ ‫به الإعانة على مَحْوِ الكتابة؛ وفي فتاوى ابن حجر»‪:‬‬
‫على أصبعه ليسهل قلب الورق بها حيث كان بها رطوبة تلوث الورقة؛‬

‫وهو مكتوب على هامشها من نُسخةٍ‬ ‫ما بين معقوفتين غير مثبت في «القديمة»‪،‬‬ ‫[‪]١‬‬
‫مع التصحيح‪[ .‬عمار]‪.‬‬
‫‪١٤٣‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَوَضْعُ نَحْوِ دِرْهَمٍ فِي مَكْتُوبِهِ وَعِلْمٍ شَرْعِيِّ‪ ،‬وَكَذَا جَعْلُهُ بَيْنَ أَوْرَاقِهِ‬
‫وَتَمْزِيْقُهُ عَبَثًا‪،‬‬ ‫خِلَافًا لِشَيْخِنَا‪،‬‬

‫ويسن منع الصَّبي المميز من مس المصحف للتَّعلُّم؛ خروجًا من‬


‫وما بعدها‪ ،‬و«الوسطى»‬ ‫الكُبرى»‬ ‫خلاف من منع منه‪ .‬اهـ كُردي)) [في ‪:‬‬
‫‪.[VA/1‬‬

‫وَعِلْمٍ شَرْعِيّ) أي ‪ :‬وكلّ معظم‪ ،‬فلو عَبَّرَ بِهِ لَكَانَ أَعمَّ‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ومن المعظم ‪ :‬ما يقع في المكاتبات ونحوها مما فيه‬ ‫قال ع ش‬ ‫(‪:‬‬

‫؛ فيحرم إهانته بوضع نحو دراهم فيه‪.‬‬ ‫مثلا‬ ‫اسم الله أو اسم رسوله ‪-‬‬
‫على النهاية ‪.]١٢٧/١‬‬ ‫اهـ‬

‫وَكَذَا جَعْلُهُ بَيْنَ أَوْرَاقِهِ أي من غير أن يمس مكتوبه أو‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫خلافًا لِمَا فهمه الْمُحَشِّي‪ ،‬بل‬ ‫يلاقيه؛ فهي غير المسألة الأولى‪،‬‬
‫كما زعمه ـ أيضًا ـ؛ تأمل‪.‬‬ ‫وليست من ذِكْرِ الخاص بعد العام‪،‬‬
‫لعلَّه خالف في ذلك في «الإيعاب»‪ ،‬أو‬ ‫خِلَافًا لِشَيْخِنَا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫من‬
‫في شيء من فتاويه»‪ ،‬أو كُتُبِهِ التي لم تحضر عندنا‪ ،‬أو تلقاه‬
‫تقاريره مشافهة؛ فلا مجال للاعتراض على الشارح قبل الاطلاع على‬
‫ذلك وإن لم يذكر ذلك في الكُتُب الَّتي بأيدينا گـ‪« :‬التحفة» و«شَرْحَيْ‬
‫فحيث لم نجد‬ ‫الإرشاد وشرح «المختصر وحاشية فتح الجواد»‪،‬‬
‫لشيخه نصا يخالف ما نَقَلُهُ عنه ‪ :‬فهو حُجَّةٌ فِي نَقْلِهِ؛ فتنبَّه‪.‬‬
‫وَتَمْزِيْقُهُ عَبَثًا) ذكر الْحَلِيْمِيُّ في «منهاجه» أنَّه لا يجوز‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫تمزيق ورقة فيها اسم الله أو اسم رسوله؛ لما فيه من تفريق الحروف‬
‫وفي ذلك ازدراء بالمكتوب [انظر‪« :‬الفتاوى الكبرى الفقهية»‬ ‫وتفريق الكلمة‪،‬‬
‫وجزم به الْبَاجُوْرِيُّ على «سم» [‪.]٤٨٦/١‬‬ ‫اهـ ‪.‬‬ ‫لـ «حج» ‪)٣٦/١١‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪١٤٤‬‬

‫وَمَدُّ الرّجُلِ لِلْمُصْحَفِ مَا لَمْ يَكُنْ‬ ‫وَبَلْعُ مَا كُتِبَ عَلَيْهِ لَا شُرْبُ مَحْوِهِ‪،‬‬
‫عَلَى مُرْتَفِعِ وَيُسَنُّ الْقِيَامُ لَهُ كَالْعَالِم بَلْ أَوْلَى وَيُكْرَهُ حَرْقُ مَا كُتِبَ‬
‫فَغَسْلُهُ أَوْلَى مِنْهُ‪.‬‬ ‫عَلَيْهِ إِلَّا لِغَرَضِ نَحْوِ صِيَانَةٍ‪،‬‬

‫وَقِرَاءَةُ قُرْآنٍ‬ ‫وَيَحْرُمُ بِالْجَنَابَةِ الْمُكْثُ فِي الْمَسْجِدِ‪،‬‬

‫لملاقاته للنَّجاسة‪ ،‬لا‬ ‫وَيَحْرُمُ بَلْعُ مَا كُتِبَ عَلَيْهِ قُرْآنٌ (‪))١‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فيه امتهان وإن‬ ‫يقال ‪ :‬إنَّ الملاقاة في الباطن لا تنجس؛ لأنَّا نقول ‪:‬‬
‫أنَّه لا‬ ‫كما لو وضع القرآن على نجس جافٌ؛ يحرم مع‬ ‫لم ينجس‪،‬‬
‫‪.]١٢٦/١‬‬ ‫اهـ (سم) [في‪« :‬حواشي المنهج؛ نَقَلَهُ ع ش على «النهاية»‬ ‫ينجس‪.‬‬
‫وإنما جوزنا أكله؛ لأنَّه لا يصل إلى الجوف إلَّا‬ ‫قال في «النهاية»‪:‬‬
‫زاد فيها ‪:‬‬ ‫ومثله في «التحفة»‬ ‫اهـ [‪.]١٢٦/١‬‬ ‫وقد زالت صورة الكتابة‪.‬‬
‫ومن ثَمَّ جاز‬ ‫ولا تضر ملاقاته الريق ؛ لأنَّه ما دام بمعدنه غير مستقذر‪،‬‬
‫مصه‬
‫اهـ [‪.]١٥٥/١‬‬ ‫من الحليلة‪.‬‬

‫ولتفسير‬ ‫ينبغي‪،‬‬ ‫للمصحف قال «سم»‪:‬‬ ‫الْقِيَامُ لَهُ ‪:‬أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪.]١٥٥/١‬‬ ‫اهـ [على «التحفة»‬ ‫حيث حرم مشه وحمله‪.‬‬

‫زيادة على ما يحرم بالحدث‪.‬‬ ‫وَيَحْرُمُ بِالْجَنَابَةِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫وجناح‬ ‫وهواه‪،‬‬ ‫الْمُكْتُ فِي الْمَسْجِدِ أي ورحبته‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫وبقعة وقف بعضها مسجدًا‬ ‫بجداره ‪ -‬وإن كان كلُّه في هواء الشارع ‪،‬‬
‫وتندب التَّحيَّة فيها ولو قبل القسمة‪ ،‬لا‬ ‫وتجب ‪،‬قسمته‪،‬‬ ‫شائعا‪،‬‬
‫التردد فيه‪.‬‬ ‫ومثل المكث ‪:‬‬ ‫الاعتكاف قبلها اهـ بشرى [ ص ‪.]١٣٠‬‬

‫وغيرها‪،‬‬ ‫كذا في الأصل المطبوع والمثبت في الشَّرح ما في «القديمة»‬ ‫( ‪)1‬‬


‫والشيخ ينقل عن السيد البكري‪[ .‬عمار]‪.‬‬
‫‪١٤٥‬‬
‫شيحالمستفيدين علىفتوحالمعين‬

‫به‬ ‫بِقَصْدِهِ وَلَوْ بَعْضَ آيَةٍ بِحَيْثُ يُسْمِعُ نَفْسَهُ‪ ،‬وَلَوْ صَبِيًّا خِلَافًا لِمَا أَفْتَى‬
‫النَّوَوِيُّ‪.‬‬

‫فلا يحرم ‪ -‬كأن يدخل من باب ويخرج‬ ‫وخرج بـ المكث المرور‪،‬‬


‫‪.‬‬ ‫من آخر‬

‫القرآن أي إنّما تحرم القراءة بشروط‪:‬‬ ‫بِقَصْدِهِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫كونها بقصد القراءة وحدها أو مع غيرها ـ فإن لم يقصد‬ ‫منها‪:‬‬
‫بأن قصد نحو ذكره أو مواعظه أو قصصه أو التَّحفظ أو‬ ‫القراءة‪،‬‬
‫وكذا إن أطلق؛ لأنَّه‬ ‫ولم يقصد معها القراءة؛ لم تحرم‪،‬‬ ‫التّحصين‪،‬‬
‫عند وجود قرينة تقتضي صرفه عن موضوعه كالجنابة لا يكون قرآنًا إلا‬
‫ولو بما لا يوجد نظمه في غير القرآن كسورة الإخلاص‪،‬‬ ‫بالقصد‪،‬‬
‫كونها نفلا ـ ومن ثُمَّ‬
‫‪-‬‬

‫لكن تكره به ولو في حالة الإطلاق ؛ ومنها‪:‬‬


‫وقراءة آية في‬ ‫وجبت قراءة الفاتحة على فاقد الظهورين في المكتوبة‪،‬‬
‫بحيث يسمع نفسه حيث لا عارض‪،‬‬ ‫وكونها باللفظ ‪-‬‬ ‫خُطبة جمعة‬
‫وكونها من مسلم مكلف ـ فلا يمنع‬ ‫فلا تحرم بالقلب ولا الهمس ‪،‬‬
‫ولا الصَّبيُّ والمجنون‬ ‫الكافر منها إن لم يكن معاندًا وَرُجِيَ إسلامه‪،‬‬
‫وما نُسخ تلاوته ‪ -‬كآية الرجم‬ ‫نحو التَّوراة‪،‬‬ ‫وخرج بـ «القرآن»‬ ‫‪.‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫اهـ «بُشرى» [ص ‪١٣٠‬‬ ‫والأحاديث القُدسيّة‪.‬‬

‫هكذا في «التحفة» [‪]۲۷۱/۱‬؛ وخالف في‬ ‫وَلَوْ صَبِيَّا)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫يحِلُّ قراءته‬ ‫وقالوا ‪:‬‬ ‫الإيعاب وشرح الإرشاد والرَّمليُّ في النّهاية»‬
‫جنبا تَبَعًا لِلنَّوَوِيِّ والزَّرْكَشِيِّ‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫خِلَافًا لِمَا أَفْتَى بِهِ النَّوَوِيُّ) أي‪ :‬من حِل قراءة الصَّبي‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ووافقه كثيرون وقال في «الإيعاب»‪:‬‬ ‫ومكثه في المسجد مع الجنابة‪،‬‬
‫أنه‬
‫اختار ابن الْمُنْذِرِ والدَّارِمِيُّ وغيرهما ما رُوِيَ عن ابن عباس وغيره‬
‫حالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪١٤٦٥‬‬

‫وَيَجِبُ‬ ‫وَبِنَحْوِ حَيْضِ لَا بِخُرُوج طَلْقٍ صَلَاةٌ وَقِرَاءَةٌ وَصَوْمٌ‪،‬‬


‫قَضَاؤُهُ لَا الصَّلَاةِ‪ ،‬بَلْ يَحْرُمُ قَضَاؤُهَا عَلَى الأَوْجَهِ [انظر‪« :‬فتح الجواد»‬
‫‪.]٣٨٨/١‬‬ ‫‪٨٦/١‬؛ «التحفة»‬

‫سَيَلَانُ الْمَاءِ عَلَى الشَّيْءِ‪،‬‬ ‫(وَ) الطَّهَارَةُ (الثَّانِيَةُ ‪ :‬الْغَسْلُ) هُوَ لُغَةٌ ‪:‬‬
‫وَشَرْعًا ‪ :‬سَيَلانُهُ عَلَى جَمِيعِ الْبَدَنِ بِالنِّيَّةِ‪.‬‬

‫قال‬ ‫وهو قول للشَّافِعِيّ‪.‬‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫يجوز للحائض والجُنُب قراءة كُلِّ القرآن‪.‬‬
‫وقال بعض‬ ‫قال‪:‬‬ ‫الصَّواب إثبات هذا القول في الجديد‪،‬‬ ‫الزَّرْكَشِيُّ ‪:‬‬
‫فإنَّه لم يثبت شيء في‬ ‫المتأخرين هو مذهب ‪،‬داود وهو قَوِيٌّ‪،‬‬
‫والمذهب الأوّل‪،‬‬ ‫والأصل عدم التَّحريم‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫المسألة يحتج به‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫التحريم ‪ .‬اهـ كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫وهو ‪:‬‬
‫ونحو الحيض‪:‬‬ ‫المقدَّر‪،‬‬ ‫متعلّق بـ «يحرم))‬ ‫وَبِنَحْو حَيْض)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وَيَحْرُمُ بِنَحْوِ حَيْضِ من نفاس زيادة على ما حَرُمَ‬ ‫النفاس؛ أي‪:‬‬
‫دمه‪.‬‬ ‫إلخ‪( .‬لَا بِخُرُوجِ طَلْقٍ) أي‪:‬‬ ‫صَلَاةٌ ‪...‬‬ ‫بالحدث والجنابة‪:‬‬
‫هو الوجع الناشئ من الولادة‪.‬‬ ‫والطَّلْقُ ‪:‬‬
‫عدم الصحة عند ابن حجر؛‬ ‫(قوله ‪ :‬بَلْ يَحْرُمُ قَضَاؤُهَا أي‪:‬‬
‫تصح وتنعقد‬ ‫فعليه ‪:‬‬ ‫وقال الجمال الرَّملي بالكراهة [في‪(( :‬النهاية) (‪،]۳۳۰/۱‬‬
‫نفلا مطلقًا من غير ثواب‪ .‬اهـ «بشرى»‪.‬‬

‫وتقدمت الطهارة‬ ‫وَالطَّهَارَةُ الثَّانِيَةُ) أي ‪ :‬عن الجنابة‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫الأولى عن الحدث في أوَّل شروط الصَّلاة‪.‬‬
‫‪BOY ١٤٧‬‬ ‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بِخِلَافِ نَجِسٍ عَصَى بِهِ)‪.‬‬ ‫وَلَا يَجِبُ فَوْرًا وَإِنْ عَصَى بِسَبَبِهِ‪،‬‬

‫وَبِضَمِّهَا‬ ‫لَكِنَّ الْفَتْحَ أَفْصَحُ‪،‬‬ ‫وَالأَشْهَرُ فِي كَلَام الْفُقَهَاءِ ضَمُّ غَيْنِهِ ‪،‬‬
‫مُشْتَرِكٌ بَيْنَ الْفِعْلِ وَمَاءِ الْغَسْلِ‪.‬‬

‫وَيُعْرَفُ بِأَحَدِ‬ ‫أَحَدُهَا ‪( :‬خُرُوْجُ مَنِيِّهِ أَوَّلًا‪،‬‬ ‫(مُوْجِبُهُ) أَرْبَعَةٌ ‪:‬‬


‫خَوَاصٌهِ الثَّلَاثِ ‪ :‬مِنْ تَلَذُّذِ بِخُرُوجِهِ‪ ،‬أَوْ تَدَفُقٍ‪ ،‬أَوْ رِيْحٍ عَجِيْنٍ رَطْبًا‬

‫واسم‬ ‫(قوله‪ :‬لَكِنَّ الْفَتْحَ أَفْصَحُ وعليه فهو مصدر غَسَلَ‪،‬‬


‫مصدر لاغْتَسَلَ‪ ،‬كما في التحفة) [‪ ،]۲۵۷/۱‬فلو زاده الشيخ ليقابل قوله‬
‫إلخ؛ لكان أنسب‪.‬‬ ‫وَبِضَمِّهَا‬ ‫بعده‪:‬‬

‫مَنِيُّ غيره؛ كأن‬ ‫ولو على لون الدم وخرج به ‪:‬‬ ‫مَنِيِّهِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وطئت المرأة في قبلها وهي صغيرة ليس لها شهوة‪ ،‬أو كبيرة ولم‬
‫تقض شهوتها‪ ،‬أو في دُبُرها فاغتسلت ثُمَّ خرج منها مَنِيُّ الرَّجل‪ ،‬فلا‬
‫يجب عليها إعادة الغسل‪.‬‬
‫(قوله‪ :‬أَوَّلًا خرج به ما لو استدخله بعد خروجه ثُمَّ خرج‬
‫ثانيا ؛ فلا غسل‬

‫وإن لم يتدفق‪.‬‬ ‫(قوله ‪ :‬مِنْ تَلَذُّذِ بِخُرُوجِهِ)‬


‫خروجه على دفعات ـ بضم ففتح‪ ،‬أو‬ ‫(قوله ‪ :‬أَوْ تَدَفُقِ) أي‪:‬‬
‫(تحفة»‬ ‫ريح‪.‬‬ ‫إيعاب»‪ .‬وإن لم يلتذ به ولا كان له‬ ‫ضم‪ ،‬أو سكون ‪.‬‬
‫لأنَّا اكتفينا بوجود واحدة من خواصه الثلاث‪ .‬اهـ‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫‪٢٦٤/١‬‬
‫‪.]۱۰۱/۱‬‬ ‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬

‫عمَّار]‪.‬‬ ‫بِسَبَبِهِ‪.‬‬ ‫من نُسخة مع التصحيح ‪:‬‬ ‫القديمة»‬ ‫كتب على هامش‬ ‫[ ‪]١‬‬
‫‪١٤٨‬‬
‫تر المستفيدين علىفي المعين‬

‫لَوْ‬ ‫نَعَمْ‪،‬‬ ‫فَإِنْ فُقِدَتْ هَذِهِ الْخَوَاصُ ؛ فَلَا غَسْلَ‪.‬‬ ‫وَبَيَاضِ بَيْضِ جَافًا‪.‬‬
‫شَكٍّ‬
‫فِي شَيْءٍ أَمَنِيٌّ هُوَ أَوْ مَذْيَّ؟ تَخَيَّرَ وَلَوْ بِالشَّشَهي‪ :‬فَإِنْ شَاءَ جَعَلَهُ‬
‫مَنِيًّا وَاغْتَسَلَ‪ ،‬أَوْ مَنْيًا وَغَسَلَهُ وَتَوَضَّأَ ‪ .‬وَلَوْ رَأَى مَنِيًّا مُحَقَّقًا فِي نَحْوِ‬
‫ثَوْبِهِ؛ لَزِمَهُ الْغَسْلُ وَإِعَادَةُ كُلِّ صَلَاةٍ تَيَقَّنَهَا بَعْدَهُ‪ ،‬مَا لَمْ يَحْتَمِلْ عَادَةٌ‬
‫]‪[۱‬‬
‫كَوْنُهُ(‪ )۱‬مِنْ غَيْرِهِ‪.‬‬
‫وَلَوْ كَانَتْ‬ ‫ثَانِيهَا ‪( :‬دُخُولُ حَشَفَةٍ‪ ،‬أَوْ قَدْرِهَا مِنْ فَاقِدِهَا‪،‬‬ ‫(وَ)‬

‫لكونه غير مَنِيٍّ‪.‬‬ ‫فَلَا غَسْلَ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫ويلزمه عند ابن حجر سائر أحكام ما‬ ‫وَلَوْ بِالتَّشَهي)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫رجع‬ ‫يحتمل‬
‫يحتمل أنه يعمل بقضيَّة ما‬ ‫وحينئذ‪:‬‬
‫وحينئذ‬ ‫عنه‪،‬‬ ‫اختاره ؛ ما لم يرجع‬
‫وهو الأحوط ويحتمل أنَّه لا يعمل بها إلّا‬ ‫إليه في الماضي أيضًا‪،‬‬
‫الاحتمال الثاني‬ ‫قال «سم»‪:‬‬ ‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫في المستقبل [في‪« :‬التحفة»‬
‫أنه لو‬ ‫كوالده و«المغني»‬ ‫واعتمد م ر ‪-‬‬ ‫‪.]٢٦٦/١‬‬ ‫أوجه [ على «التحفة»‬
‫لا يحرم عليه قبل اغتساله ما يحرم على الجُنُب [في‪:‬‬ ‫اختار كونه منيًّا ‪:‬‬
‫وبحث في «التحفة» أنَّ غير الخارج منه إذا أصابه منه‬ ‫‪.]٢١٦/١‬‬ ‫النهاية»‬
‫وأنه لا يقتدى به فيما إذا تخالف‬ ‫شيء لا يلزمه غسل ما أصابه منه‪،‬‬
‫لو اختار الخارج منهمنه أنَّه مذي‬ ‫وقال «سم»‪:‬‬ ‫اختيارهما [‪.]٢٦٦/١‬‬
‫وغسله؛ لم يصح اقتداؤه بمن أصابه ذلك الخارج ولم يغسله‪ .‬اهـ‬
‫‪.]٢٦٦/١‬‬ ‫على «التحفة»‬

‫بحاء مهملة بعد الميم بعدها قافان؛ ولا نظر‬ ‫مُحَقَّقًا)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫لتصحيفه بغير ذلك‪.‬‬

‫حُدُوتُهُ‪ .‬وقد ذكرت ذلك؛ لموافقة‬ ‫كُتب على هامش القديمة من نُسخةٍ ‪:‬‬ ‫[‪] ١‬‬
‫‪[ .٢٦٧/١‬عار]‪.‬‬ ‫النسخة عبارة «التحفة»‬
‫‪1895‬‬ ‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫مِنْ ذَكَرٍ مَقْطُوع‪ ،‬أَوْ مِنْ بَهِيْمَةٍ‪ ،‬أَوْ مَيْتٍ‪( ،‬فَرْجًا) قُبُلًا أَوْ دُبُرًا‪ ،‬وَلَوْ‬
‫لِبَهِيْمَةٍ كَسَمَكَةٍ‪ ،‬أَوْ مَيْتٍ وَلَا يُعَادُ غَسْلُهُ ؛ لِانْقِطَاعِ تَكْلِيفِهِ‪.‬‬
‫وَهُوَ ‪ :‬دَمٌ يَخْرُجُ مِنْ‬ ‫انْقِطَاعُهُ ‪-‬‬ ‫ثَالِثُهَا ‪( :‬حَيْضُ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫أَقْصَى رَحِم الْمَرْأَةِ فِي أَوْقَاتٍ مَخْصُوْصَةٍ‪.‬‬
‫اسْتِكْمَالُهَا‪ .‬نَعَمْ‪ ،‬إِنْ رَأَتْهُ‬ ‫تِسْعُ سِنِيْنَ قَمَرِيَّةٍ) أَيْ ‪:‬‬ ‫(وَأَقَلُّ سِنْهِ ‪:‬‬
‫قَبْلَ تَمَامِهَا بِدُوْنِ سِتَّةَ عَشَرَ يَوْمًا؛ فَهُوَ حَيْضُ‪.‬‬

‫يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ‪،‬‬ ‫وَأَقَلُّهُ ‪:‬‬

‫ثالث موجبات الغسل‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫حَيْضُ)‬ ‫وَثَالِتُهَا ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫غاية‬
‫مع‬ ‫وقد اكتفى الشارح رحمالله بإيراد بعض أحكامه هنا‬
‫قاموا فيه‬ ‫أفردوا ذلك بباب مستقل‪،‬‬ ‫أنَّ الفقهاء‬ ‫مع‬ ‫الإيجاز‪،‬‬
‫وَشُرُوْحِهِ‪،‬‬ ‫كلا على قدر تأليفه وَلَا سِيَّمَا «الإرشاد»‬ ‫بواجب البيان‪،‬‬
‫فمن أراد الزيادة في ذلك؛ فعليه بها‪.‬‬
‫أنَّه‬
‫مع‬ ‫ذلك وتهاونهم‪،‬‬ ‫في‬ ‫بحث النساء‬ ‫وكأَنَّ الشَّارح رأى قِلَّة‬
‫فإن كان‬ ‫يجب على النساء تعلم ما يحتجن إليه من هذا الباب كغيره‪،‬‬
‫لزمه تعليمها ؛ وإلَّا فَلَهَا الخروج لتعلم ما لزمها تعلُّمه‬ ‫زوجها عالما ‪:‬‬
‫ويحرم منعها‪ ،‬إلا أن يسأل ويخبرها وهو ثقة؛ وليس‬ ‫عينا‪ ،‬بل يجب‪،‬‬
‫كما‬ ‫لها خروج إلى مجلس ذِكْرٍ أو تعلّم غير واجب عَيْنِي إِلَّا‬
‫إلا برضاه‪،‬‬
‫وغيره‪.‬‬ ‫المنهج القويم» [ص ‪]١٤٤‬‬ ‫في‬
‫انْقِطَاعُهُ الأصْحُ أنَّ الانقطاع شرط للصحة ‪ -‬أي ‪:‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫على «شرح‬ ‫اهـ «بجَيْرِمِي»‬ ‫لا موجب ـ‪ ،‬والقيام للصَّلاة شرطٌ للفَوْريَّة‪.‬‬
‫المنهج " ‪.]٨٩/١‬‬

‫أربع‬ ‫تقطع أو اتصل ‪-‬‬ ‫وأقل زمن الحيض ‪-‬‬ ‫وَأَقَلُّهُ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ترشح ستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪10.‬‬

‫خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا؛ كَأَقَلْ طُهْرٍ بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ‪.‬‬ ‫وَأَكْثَرُهُ‪:‬‬

‫قدر يوم وليلة متّصلا بأن تكون لو أدخلت‬‫؛‬


‫وهي‪:‬‬ ‫وعشرون ساعة‪،‬‬
‫فليس بحيض؛‬ ‫فما نقص عن ذلك يقينا ‪:‬‬ ‫فرجها نحو قطنة لتلوَّثت‪،‬‬
‫ولو مفرقًا‬ ‫بخلاف ما بلغه ولو بالشَّكِّ ـ كما قاله م ر» ـ في العدد‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫ولو أصفر أو كدرا؛ إذ كلّ منهما‬ ‫في خمسة عشر يوما بلياليهنَّ‪،‬‬
‫‪]۲۲۲‬؛ وإن لم يتقدمه قوي وخالف العادة‪.‬‬ ‫فشملته الآية [البقرة‪:‬‬ ‫أذى‪،‬‬
‫ثلاثة أيام‪،‬‬ ‫أقله‪:‬‬ ‫وعند أبي حنيفة‪:‬‬ ‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫اهـ «بشرى» [ص ‪١٦٢‬‬
‫ويجوز أن يكون‬ ‫ليس لأقله حَدٌ‪،‬‬ ‫وأكثره ‪ :‬عشرة أيَّام ؛ وعند مالك ‪:‬‬
‫اهـ «رحمة» [ص ‪.]٢٨‬‬ ‫ساعة‪.‬‬

‫بلياليها إن بلغ‬ ‫خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا)‬ ‫زمنًا ‪-‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وَأَكْثَرُهُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وهو مع نقاء تخلله حيض‬ ‫مجموعه منها قدر يوم وليلة وإن لم يتّصل‪،‬‬
‫إن لم يجاوز مع النقاء خمسة عشر يوما ؛ لأنه حينئذ يشبه الفترة بين‬
‫فينسحب عليه حكم الحيض‪ ،‬أمَّا الَّذي لم يبلغ أقله أو‬ ‫دفعات الدم‪،‬‬
‫فاستحاضة‪ ،‬وكذا ما أتى قبل تسع سنين أو قبل أقل‬ ‫جاوز أكثره‪:‬‬
‫فلو حاضت‬ ‫سِتّ أو سبع‪،‬‬ ‫وَغَالِبُهُ ‪:‬‬ ‫ص ‪.]١٦٣‬‬ ‫اهـ (بشرى)‬ ‫الظهر‪.‬‬
‫امرأة خمسة أيام أو ثلاثة أو ثمانية أو عشرة ـ مثلاً ـ؛ لم يكن من‬
‫أفاده‬
‫كما قرَّره بعضهم‪.‬‬ ‫الأقل ولا من الأكثر ولا من الأغلب‪،‬‬
‫‪.]٤٦٣/١‬‬ ‫الْبَاجُوْرِيُّ على «شرح ابن قاسم»‬

‫كَأَقَلِّ طُهْرٍ بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ) أي‪ :‬لا بين حيض ونفاس‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫بل لو رأت الحامل يوما‬ ‫تقدَّم الحيض أو تأخَّر‪،‬‬ ‫فيكون أقل من ذلك‪،‬‬
‫وليلة دما قبيل الطلق؛ كان حيضًا‪ ،‬ولو رأت النفاس سِتِّين ثُمَّ انقطع‬
‫بخلاف انقطاعه في الستين‪،‬‬ ‫ولو لحظة ‪ -‬ثُمَّ رأت الدَّم ؛ كان حيضًا‪،‬‬
‫فإنَّ العائد لا يكون حيضًا إلَّا إن عاد بعد خمسة عشر‪ .‬اهـ «تحفة»‬
‫‪١٥١‬‬
‫يحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَمُبَاشَرَةُ مَا بَيْنَ سُرَّتِهَا وَرُكْبَتِهَا ‪،‬‬ ‫وَيَحْرُمُ بِهِ مَا يَحْرُمُ بِالْجَنَابَةِ‪،‬‬

‫بل قد لا يكون‬ ‫‪ ]٣٨٥/١‬و «ع ش‪:‬‬ ‫على «التَّحفة»‬ ‫[‪ .]٣٨٥/١‬قال «سم»‬


‫بينهما ظهر أصلا إذا تقدم الحيض‪.‬‬

‫وَيَحْرُمُ بِهِ مَا يَحْرُمُ بِالْجَنَابَةِ) أَعَادَهُ أَنَّه قَدَّمَهُ قريبا (‬


‫)‪۱‬‬
‫مع‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وبقيت أشياء تحرم به لم يتعرض‬ ‫ليعطف عليه ما بعده مما لم يذكره‪،‬‬
‫لها‪.‬‬

‫والحاصل ‪ :‬أنَّه يحرم بالحيض ما يحرم بالجنابة؛ لأنه أغلظ‪ ،‬بل‬


‫يزيد‪ :‬بأنه يحرم به الطهر بنِيَّة التَّعبُّد في غير نحو نسك وعيد‪،‬‬
‫والمرور في المسجد إن خافت تلويثه ولو احتمالا ؛ احتياطا له‪،‬‬
‫ومثلها كلُّ ذي خبث يخشى منه تلويثه‪ ،‬فإن أمنته كُره؛ لغلظ حدثها‪،‬‬
‫ومحل كراهة عبورها إذا‬ ‫وبه فارقت الجُنُب وذا الخبث ؛ قال م ر‬
‫لم تكن لها حاجة إلى العبور [في ‪(( :‬النهاية) (‪]۳۲۸/۱‬؛ والصّوم إجماعًا‪،‬‬
‫والطلاق لزوجة موطوءة ولو في الدُّبُر‪ ،‬أو في ظهر وطئها فيه إن‬
‫أمكن حبلها إن لم تبذل له مالا في مقابله؛ لتضرُّرها بطول مُدَّة‬
‫التربص ؛ إذ ما بقي منه لا يحسب من العدة‪ ،‬ومن ثُمَّ لو كانت حاملا‬
‫بلاحق بالمطلق ولو احتمالا ؛ لم يحرم‪.‬‬

‫أو‬ ‫بوطء مطلقا‪،‬‬ ‫وَمُبَاشَرَةُ مَا بَيْنَ سُرَّتِهَا وَرُكْبَتِهَا ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫بغيره بلا حائل وتعبيره بالمباشرة المختصّة باللمس بلا حائل بشهوة‬
‫وغيره‪،‬‬ ‫وبغيرها دون النظر ولو بشهوة‪ :‬هو ما عبّر به في التحقيق»‬
‫واعتمده شيخ الإسلام‬ ‫وقال في «التحفة هنا ‪ :‬إنَّه الأوجه ‪،]۳۹۲/۱[،‬‬
‫بالاستمتاع‪،‬‬ ‫وعبَّر في «الروضة»‬ ‫وغيرهم‪.‬‬ ‫و«المغني» و«النهاية) [‪]٣٣٠/١‬‬

‫عمَّار]‪.‬‬ ‫إلخ‪.‬‬ ‫وَيَحْرُمُ بِهِ مُبَاشَرَةُ ‪...‬‬ ‫فعبارتها ‪:‬‬ ‫لَم يُعِده في «القديمة»‪،‬‬ ‫(‪)۱‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪١٥٢‬‬

‫وَاخْتَارَهُ النَّوَوِيُّ فِي التَّحْقِيقِ» [ص ‪]١١٨‬؛‬ ‫وَقِيلَ ‪ :‬لَا يَحْرُمُ غَيْرُ الْوَطْءِ‪،‬‬
‫‪.]٣٠٢‬‬ ‫لِخَبَرِ مُسْلِمٍ‪« :‬اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا النِّكَاحَ» [رقم‪:‬‬

‫وَإِذَا انْقَطَعَ دَمُهَا ؛ حَلَّ لَهَا قَبْلَ الْغَسْلِ صَوْمٌ لَا وَطْءٌ‪،‬‬

‫واقتضاه كلام «التحفة» في‬ ‫وجرى عليه ابن حجر في غالب كُتُبِهِ‪،‬‬
‫الْمُتَحَيِّرَةِ ؛ فيشمل النظر واللمس بلا حائل لكنَّه يختص بالشهوة‪ ،‬قال‬
‫‪،‬‬

‫ومحل جواز مباشرة ما‬ ‫الْكُرْدِيُّ ‪ :‬وهو الأوجه [في‪« :‬الوسطى» ‪.]۱۳۳/۱‬‬
‫ما لم يعلم من عادته أنَّه إذا باشر وطئ ـ لقلة تقواه وقوَّة‬ ‫ذكر‬
‫ويجوز تمتُّع الزوجة بما بين سُرَّتِهِ وركبته؛ وإن‬ ‫شَبَقِهِ ‪ -‬؛ وإلَّا ‪،‬حرم‪،‬‬
‫اهـ «بشرى» [ص ‪.]١٦٤‬‬ ‫المستمتعة عند م ر ‪.‬‬ ‫هي‬
‫كانت‬

‫صَوْمٌ) أي وطلاق وظهر ويستحب لمن وطئ في أوَّل‬ ‫‪6‬‬


‫(قوله ‪:‬‬
‫وبنصفه أو قدره‬ ‫الدَّم أن يتصدَّق بدينار أو قدره ولو على فقير واحد‪،‬‬
‫من العامد‬ ‫وهو من الكبائر‪،‬‬ ‫زوجًا كان أو غيره‪،‬‬ ‫لمن وطئ في آخره‪،‬‬
‫ويكفر‬ ‫دون النَّاسي والجاهل والمكره‪،‬‬ ‫العالم بالتَّحريم المختار‪،‬‬
‫بخلاف غير المجمع‬ ‫مستحِلّه في الزَّمن المجمع على الحيض فيه‪،‬‬
‫أكثر الحيض عشرة‬ ‫عليه؛ كالزَّائد على العشر‪ ،‬فإنَّ أبا حنيفة يقول ‪:‬‬
‫دون ما زاد فإنَّه لا يكفر مستحِلُّه حينئذ ؛ ومَحَلُّ‬ ‫أيَّام ‪ -‬كما مرَّ ‪،‬‬
‫ذلك كُلِّه ‪ :‬ما لم يخف الوقوع في الزِّنى ؛ وإلا جاز له الوطء ولو قبل‬
‫على «شرح ابن قاسم»‬ ‫وبَاجُوري»‬ ‫اهـ «بشرى» [ص ‪]١٦٤‬‬ ‫انقطاع الدَّم‪.‬‬
‫وقبل الغسل أو مع‬ ‫‪ .]٤٧٥/١‬وفي (سم)‪ :‬أمَّا اعتقاد حِلّه بعد الانقطاع‬
‫وغيره في الأُولَى‪،‬‬ ‫صفرة أو كدرة‪ :‬فلا كفر به‪ ،‬كما في «الأنوار»‬
‫«التحفة» ‪ .]٣٩١/١‬وفي‬ ‫وقياسها الثَّانية؛ للخلاف في كلِّ منهما ‪ .‬اهـ على‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫اهـ [‪٣٩٠/١‬‬ ‫استحله كفر‪ ،‬أي‪ :‬في زمن الدَّم‪.‬‬‫من‬ ‫«التحفة»‬
‫فالطُّهر المتخلّل بين الدماء لا كفر في اعتقاد حِلِّه؛‬ ‫قال الْكُرْدِيُّ ‪ :‬أي‪:‬‬
‫‪١٥٣‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫خِلَافًا لِمَا بَحَثَهُ الْعَلامَةُ الْجَلَالُ السُّيُوطِيُّ حمدلله ‪.‬‬

‫انْقِطَاعُهُ ‪ -‬وَهُوَ ‪ :‬دَمُ حَيْضِ مُجْتَمِعٌ‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫رَابِعُهَا ‪( :‬نِفَاسُ)‬ ‫(وَ)‬
‫يَخْرُجُ بَعْدَ فَرَاغِ جَمِيعِ الرَّحِمِ‪.‬‬

‫وكذا يندب‬ ‫‪.]١٣٣/١‬‬ ‫‪ ،٥٤٤/١‬و«الوسطى»‬ ‫للخلاف في حِلّه‪ .‬اهـ [«الكُبرى»‬


‫لمن ارتكب كبيرة التصدق بدينار ولمن ارتكب صغيرة التصدق‬
‫‪6‬‬

‫بنصفه‪.‬‬

‫إلخ) أي‪ :‬من حِلَّ الوطء ‪-‬‬ ‫(قوله ‪ :‬خِلَافًا لِمَا بَحَثَهُ الْعَلَّامَةُ‪.‬‬
‫بالانقطاع قبل الغسل‪ ،‬وهو مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله‬ ‫أيضًا ‪-‬‬
‫تعالى‪ ،‬لكن إن انقطع لأكثره عنده وهو عشرة أيام‪ ،‬فإن انقطع‬
‫لدون أكثر الحيض؛ لم يجز حتّى تغتسل أو يمضي عليها وقت صلاة‪.‬‬
‫وما بعدها] و میزان [‪.]١٢/٢‬‬ ‫اهـ «رحمة» [ص ‪٢٩‬‬

‫النِّفاس ؛ يأتي فيه ما تقدم في تفسيره‬ ‫انْقِطَاعُهُ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫الحيض به‪.‬‬

‫(قوله‪ :‬وَهُوَ ‪ :‬دَمُ حَيْضِ مُجْتَمِعٌ) أي‪ :‬في الرَّحم مُدَّة تخلق‬
‫الحمل وقبل نفخ الروح فيه‪ ،‬فيكون في أربعين يوما نطفة‪ ،‬ثُمَّ في‬
‫فيتغذى حينئذ‬ ‫مثلها علقة‪ ،‬ثُمَّ في مثلها مضغة‪ ،‬ثُمَّ ينفخ فيه الروح‪،‬‬
‫بالدم من سُرَّتِهِ‪.‬‬
‫بَعْدَ فَرَاغِ جَمِيْعِ الرَّحِمِ أي من جميع الولد ولو علقة‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫أو مضغة وقبل مُضِيّ خمسة عشر يوما من الولادة؛ وإلا كان حيضًا‬
‫مثلاً ‪:-‬‬ ‫لكن لو نزل عليها الدَّم بعد عشرة أيام منها ‪-‬‬ ‫ولا نفاس لها‪،‬‬
‫فيجب عليها الصَّلاة‬ ‫كانت تلك العشرة من النفاس عددًا لا حكمًا‪،‬‬
‫أفاده الْبَاجُوْرِيُّ على‬ ‫كما قاله الْبُلْقِيْنِيُّ واعتمده الرَّمليُّ‪.‬‬ ‫ونحوها فيها‪،‬‬
‫تربيةالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪١٥٤‬‬

‫سِتُّوْنَ‪.‬‬ ‫وَأَكْثَرُهُ ‪:‬‬ ‫أَرْبَعُوْنَ يَوْمًا‪،‬‬ ‫وَغَالِبُهُ ‪:‬‬ ‫لَحْظَةٌ ‪،‬‬ ‫وَأَقَلُّهُ ‪:‬‬
‫وَيَحْرُمُ بِهِ مَا يَحْرُمُ بِالْحَيْضِ‪.‬‬

‫وابتداؤه من رؤية الدم على‬ ‫«شرح ابن قاسم» ‪ .]٤٥٦/١‬قال في «التحفة»‪:‬‬


‫فلزمها فيه‬ ‫فزمن النقاء لا نفاس فيه‪،‬‬ ‫وعليه ‪:‬‬ ‫تناقض لِلْمُصَنِّفِ فيه‪،‬‬
‫أحكام الظاهرات‪ ،‬لكنَّه محسوب من السِّتِّين كما قاله الْيُلْقِينِيُّ‪ .‬اهـ‬
‫[‪ .]٤١٣/١‬وفي النهاية»‪ :‬أوَّله من خروجه ‪ -‬أي‪ :‬الدَّم ‪ -‬لا منها ‪ -‬أي ‪:‬‬
‫واعتمد في المغني» أنَّ أوَّله منها [‪.]٢٩٥/١‬‬ ‫الولادة ‪ .‬اهـ [‪.]٣٥٦/١‬‬
‫وابتداء النِّفاس‬ ‫وعبارة الْبَاجُوْرِي ‪:‬‬ ‫أفاده الْكُرْدِيُّ [في‪« :‬الكُبرى» ‪.]٥٥٤/١‬‬
‫من زمن انفصال الولد‪ ،‬لا من زمن خروج الدم إذا تأخر خروجه عن‬
‫انفصال الولد لكن بشرط أن يكون خروج الدم قبل مُضِيّ خمسة‬
‫فزمن النقاء حينئذ من النفاس عددًا لا حكمًا على‬ ‫عشر يوما منها‪،‬‬
‫المعتمد فإن كان بعد مُضِيّ خمسة عشر يوما فأكثر؛ فهو حيض ولا‬
‫اهـ [على «شرح ابن قاسم»‬ ‫نفاس لها أصلًا على الأصح في «المجموع»‬
‫‪.[٤٦٤/١‬‬

‫الأَوَّل‪:‬‬ ‫والحاصل ‪ :‬أنَّ الأقوال ثلاثة ‪ -‬كما في «الْبُجَيْرِمِيِّ ‪: -‬‬


‫ابتداؤه من خروج الدم عددًا‬ ‫ابتداؤه من الولادة عددًا وحكما الثاني ‪:‬‬
‫ومن‬ ‫ابتداؤه من الخروج من حيث أحكام النفاس‪،‬‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫وحكمًا‪،‬‬
‫الولادة من حيث العدد؛ هذا كله إذا لم يخرج الدم عَقِبَ الولادة ؛‬
‫‪.]٣٥١/١‬‬ ‫وإلا فلا خلاف فيه‪ .‬اهـ [على «الإقناع»‬
‫عندنا كمالك؛ وقال أبو‬ ‫أي‪:‬‬ ‫سِتُّوْنَ يَوْمًا‪،‬‬ ‫وَأَكْثَرُهُ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وهي رواية عن مالك‪ .‬اهـ «رحمة» [ص‬ ‫حنيفة وأحمد أربعون يوما‪،‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪.[٣١‬‬

‫ولا يؤثر‬ ‫وَيَحْرُمُ بِهِ مَا يَحْرُمُ بِالْحَيْضِ قد تقدم بما فيه‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪١٥٥‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعاين‬

‫وَإِلْقَاءِ عَلَقَةٍ‬ ‫بِوِلَادَةِ وَلَوْ بِلَا بَلَلٍ‪،‬‬ ‫أَيْضًا ‪-‬‬ ‫وَيَجِبُ الْغَسْلُ ‪-‬‬
‫وَبِمَوْتِ مُسْلِمٍ غَيْرِ شَهِيْدِ‪.‬‬ ‫وَمُضْغَةٍ‪،‬‬

‫أَحَدُهُمَا ‪( :‬نِيَّةُ) رَفْعِ الْجَنَابَةِ‬ ‫شَيْئَانِ ‪:‬‬ ‫الْغَسْلِ ‪:-‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(وَفَرْضُهُ)‬
‫في لحوقه بالحيض مخالفته له في أنَّه لا يتعلق به عِدَّة ولا استبراء‬
‫العُلُوق‪.‬‬ ‫ولا بلوغ ؛ لحصولها قبله بالولادة والإنزال الناشئ‬
‫عنه‬

‫من غير نفاس؛‬ ‫أي‪:‬‬ ‫بِوِلَادَة)‬ ‫أَيْضًا ‪-‬‬ ‫وَيَجِبُ الْغَسْلُ ‪-‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫لكن يجوز هنا الوطء قبل‬ ‫كأن ولدت ولم يخرج منها بعدها ‪،‬دم‪،‬‬
‫فلو‬ ‫ولا تلازم بين النفاس والولادة‪،‬‬ ‫الغَسل منها ؛ قال الشَّوْبَرِيُّ ‪:‬‬
‫اغتسلت من الولادة ثُمَّ طرأ الدَّم قبل خمسة عشر يوما؛ يجب له‬
‫الغسل‪ ،‬ولا يغني عنه ما تقدَّم‪ .‬اهـ [انظر‪« :‬بج» على «شرح المنهج ‪.]٩٠/١‬‬
‫(قوله ‪ :‬وَإِلْقَاءِ عَلَقَةٍ هي ‪ :‬الدَّم الغليظ المستحيل من الْمَنِي‪،‬‬
‫وَمُضْغَةٍ) هي ‪ :‬القطعة من‬ ‫سُمِّيت بذلك؛ لأنَّها تعلق بما لاقته‪ .‬وقوله ‪:‬‬
‫اللحم المستحيلة من العلقة سُمِّيت بذلك؛ لأنها بقدر ما يمضغ‪.‬‬
‫على «شرح ابن قاسم ‪.]٤٥٧/١‬‬ ‫بَاجُوري»‬

‫وَبِمَوْتِ مُسْلِم) أي‪ :‬ولو لِسَقْطِ بلغ أربعة أشهر وإن لم‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪.]٩٩/١‬‬ ‫يظهر فيه أَمَارَةُ الحياة‪ .‬اهـ كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬

‫وحيث إنَّ الْمُصَنِّف رحمه الله تعالى لم يتعرض لمسألة‬


‫وكثيرًا ما تدعو حاجة النّساء إلى بيانها؛ فلنورد‬ ‫الْمُسْتَحَاضَةِ أصلا‪،‬‬
‫‪١٥٦‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫رَفْعِ حُكْمِهِ‪ ،‬أَوْ نِيَّةُ (أَدَاءِ فَرْضِ‬ ‫لِلْجُنُبِ أَوِ الْحَيْضِ لِلْحَائِضِ‪ ،‬أَيْ‪:‬‬

‫منها ما أورده صاحب المقدّمة الحضرميَّة مع شرحها بشرى الكريم‬


‫ونصها ‪:‬‬

‫تغسل وجوبًا فرجها‬ ‫والمستحاضة إن لم تستنج بالحجر بشرطه ‪:‬‬


‫النَّجاسة‪ ،‬ثُمَّ تحشوه بنحو قطنة وجوبًا ؛ دفعا للنَّجس أو تخفيفا‬ ‫من‬

‫له‪ ،‬إلَّا إذا تأذت به كأن أحرقها الدَّم ؛ فلا يلزمها الحشو‪ ،‬أو كانت‬
‫صائمة ؛ فيلزمها تركه والاقتصار على الشَّدِّ نهارًا؛ رعاية لمصلحة‬
‫كمن ابتلع بعض خيط وطرفه من‬ ‫وإنما لم تراع الصَّلاة هنا ‪-‬‬ ‫الصوم‪،‬‬
‫خارج حيث يؤمر بنزعه أو بلعه ويفطر ‪-‬؛ لأنَّ المحذور هنا ـ وهو‬
‫فإن لم يكفها الحشو؛ تعصبت بعد الحشو‬ ‫النَّجس ‪ -‬لا ينتفي بالكُلِّيَّة‪،‬‬
‫ولا يضرُّ بعد ذلك‬ ‫بخرقة مشقوقة الطرفين على كيفيَّة التَّلجُم المشهور‪،‬‬
‫خروج دم؛ إلا إن قصرت في الشَّد‪.‬‬
‫ثُمَّ بعدما ذُكِرَ ‪ :‬تتوضأ أو تتيمم ؛ لوجوب الموالاة عليها في‬
‫جميع ما ذُكِرَ‪ .‬وإنَّما يصحُ الظهر في الوقت ولو لنفل لا قبله؛‬
‫ومن ثَمَّ كانت كالمتيمم في تعيين نيَّة‬ ‫لأنَّها طهارة ضرورة كالتَّيهم‪.‬‬
‫ولا تصلي به‬ ‫وأنَّها لا تجمع به بين فرضي عين‪،‬‬ ‫الاستباحة‪،‬‬
‫لكنَّها يصح طهرها قبل إزالة‬ ‫فرضًا إذا تطهرت لنفل وغير ذلك‪،‬‬
‫النجس‪.‬‬

‫وتبادر وجوبًا عَقِبَ ما مرَّ بالصَّلاة ولو نفلا؛ تقليلا للحدث‪،‬‬


‫فإن أخرت زائدا على‬ ‫لكن لا يضرُّ الفصل بدون ركعتين خفيفتين‬
‫ما مرَّ وجوبًا وإن‬ ‫جميع‬ ‫كأكل ‪ -‬؛ استأنفت‬ ‫ذلك لغير مصلحة الصَّلاة ‪-‬‬
‫لم تزل العصابة عن محَلّها ولا ظهر دم لتكرر حدثها مع استغنائها عن‬
‫وانتظار جماعة‬ ‫كإجابة مؤذن‪،‬‬ ‫بخلاف ما هو لمصلحتها ‪-‬‬ ‫احتماله‪،‬‬
‫‪Glov‬‬ ‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَكَذَا‬ ‫الْغَسْلِ‪ ،‬أَوْ رَفْع حَدَثٍ‪ ،‬أَوِ الطَّهَارَةِ عَنْهُ‪ ،‬أَوْ أَدَاءِ الْغَسْلِ‪،‬‬
‫الْغَسْلِ لِلصَّلَاةِ لَا الْغَسْل فَقَط‪.‬‬

‫كُلِّ كمال مطلوب لأجل الصَّلاة ‪ -‬؛ فلا يضر وإن خرج الوقت(‪.)۱‬‬ ‫من‬

‫وتجب الطَّهارة وتجديد العصب وإن لم يزل عن محله وغير‬


‫ولكُلِّ حدث غير حدثها‬ ‫ذلك ممَّا مرَّ ‪ ،‬لكُلِّ فرض عَيْنِيٌّ ولو نذرًا‪،‬‬
‫ولها مع الفرض ما شاءت من النوافل ولو بعد الوقت‪.‬‬ ‫الدائم‪،‬‬
‫وسَلِسُ المذي والودي والريح والغائط والمني؛‬ ‫وَسَلِسُ البول‪،‬‬
‫مثلها في جميع ما مرَّ ‪ ،‬وذو الجرح السَّائل مثلها في وجوب الشَّدِّ‬
‫وغسل الدَّم لكلِّ فرض ‪ .‬نعم ‪ ،‬سَلِسُ الْمَنِيّ يلزمه الغَسل لكُلِّ فرض‪.‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫ص ‪١٦٥‬‬ ‫اهـ‬

‫وقد أحلناك سابقا بما أردت من الزيادة في تفاريع المسألة على‬


‫فإنَّ ذيلها طويل‪.‬‬ ‫متن الإرشاد وشُرُوْحِهِ ؛ فاطلب ذلك إن أردت‪،‬‬

‫ولو نوى‬ ‫(قوله ‪ :‬أَوِ الطَّهَارَةِ عَنْهُ ولا يكفي نيَّة الطَّهارة فقط‪،‬‬
‫أو بالعكس ـ‪:‬‬ ‫غير ما عليه ـ كأن نوى الجُنُب رفع حدث الحيض‪،‬‬
‫كما صرح به في‬ ‫فإن كان غالطا صح‪ ،‬أو متعمدا لم يصح؛ لتلاعبه‪،‬‬
‫وفي بشرى‬ ‫‪.]٣٣٨/١‬‬ ‫على شرح ابن قاسم»‬ ‫«المجموع»‪« .‬بَاجُوري‬
‫لو نفى في أحداثه غير ما نواه ؛ أَجْزَاهُ‪ ،‬أو نوى رفع جنابة‬ ‫‪:‬‬
‫الكريم‬
‫الاحتلام وإنما عليه جنابة جماع أو حدث حيض؛ صح مع الغلط‪ .‬اهـ‬

‫وإن طال‬ ‫على «الْمَحَلِّي»‪:‬‬ ‫(‪( )۱‬قوله ‪ :‬فلا يضرُّ وإن خرج الوقت عبارة «الْقَلْيُوْبِي»‬
‫اهـ [‪.]١١٦/١‬‬ ‫وإن حرم عليه‪.‬‬ ‫وإن خرج به الوقت‬ ‫به الزمن‪،‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬
‫ترشح تفيدين‬ ‫‪G‬‬ ‫‪١٥٨‬‬

‫يَعْنِي ‪:‬‬ ‫الْغَسْلِ ‪،‬‬ ‫أَيْ‪:‬‬ ‫وَيَجِبُ أَنْ تَكُوْنَ النِّيَّةُ (مَقْرُوْنَةٌ بِأَوَّلِهِ)‬
‫فَلَوْ نَوَى بَعْدَ غَسْلِ جُزْءٍ؛‬ ‫وَلَوْ مِنْ أَسْفَلِهِ‪.‬‬ ‫بِأَوَّلِ مَغْسُوْلٍ مِنَ الْبَدَنِ‪،‬‬
‫وَجَبَ إِعَادَةُ غَسْلِهِ‪ ،‬وَلَوْ نَوَى رَفْعَ الْجَنَابَةِ وَغَسَلَ بَعْضَ الْبَدَنِ ثُمَّ نَامَ‬
‫فَاسْتَيْقَظَ وَأَرَادَ غَسْلَ الْبَاقِي ؛ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى إِعَادَةِ النِّيَّةِ‪.‬‬
‫ثَانِيْهِمَا ‪( :‬تَعْمِيْمُ) ظَاهِرِ (بَدَنِ حَتَّى الأَظْفَارِ وَمَا تَحْتَهَا‪،‬‬ ‫(وَ)‬
‫وَالشَّعْرِ[‪ ]١‬وَإِنْ كَثُفَ‪ ،‬وَمَا ظَهَرَ مِنْ نَحْوِ مَنْبِتِ شَعْرَةٍ زَالَتْ قَبْلَ‬
‫وَبَاطِنِ‬ ‫وَشُقُوْقٍ‪،‬‬ ‫وَفَرْجِ عِنْدَ جُلُوْسِهَا عَلَى قَدَمَيْهَا‪،‬‬ ‫وَصِمَاحٍ‪،‬‬ ‫غَسْلِهَا‪،‬‬

‫ويرتفع الحيض بنية النفاس وعكسه مع العمد ما لم يقصد‬ ‫ص ‪]١٣٢‬‬


‫ومفهومها الصحة في الإطلاق؛‬ ‫المعنى الشَّرعيّ‪ ،‬كذا في التَّحفة»‪،‬‬
‫من عدمها؛‬ ‫خلافًا لمفهوم «فتح الجواد وصريح الإمداد» و«الإيعاب»‬
‫عن‬ ‫حدثه (‪)۱‬‬ ‫«التحفة»‪ :‬إذا نوى الأصغر غلطا وعليه أكبر ؛ يرتفع‬ ‫وفي‬
‫ارتفاعه عن الرأس؛‬ ‫أعضاء الوضوء فقط غير رأسه ؛ وفي النهاية»‪:‬‬
‫ويشترط هنا جميع ما مرَّ في الوضوء‪ ،‬ومنه أنَّه يجب على سَلِس‬
‫ويكفي في الجميع نية استباحة مفتقر‬ ‫الْمَنِيِّ نيَّة الاستباحة‪« .‬صغرى»‪.‬‬
‫إليه ؛ كالقراءة‪.‬‬

‫وَشُقُوْقِ) أي ‪ :‬لا غَوْرَ لها‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬

‫عمَّار]‪.‬‬ ‫ظَاهِرًا وَبَاطِنًا‪.‬‬ ‫القديمة» من نُسخةٍ مع التصحيح ‪:‬‬ ‫كُتب على هامش‬ ‫[‪]١‬‬

‫كما في عبد الحميد»‬ ‫الأكبر‪،‬‬ ‫يرتفع حدثه أي‬ ‫_‪:‬‬


‫نقلا عن التحفة)‬ ‫(‪( )۱‬قوله)‬
‫لأنَّه لم ينو إلا مسحه؛ إذ‬ ‫أي‪:‬‬ ‫غير رأسه)‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫‪.]٢٧٤/١‬‬ ‫التحفة )‬ ‫على‬
‫ارتفاع‬ ‫ارتفاعه عن الرأس) أي‪:‬‬ ‫غسله غير مطلوب‪( .‬وقوله‪ :‬وفي النهاية»‪:‬‬
‫واعتمده والده و«سم»؛‬ ‫الأصغر؛ لإتيانه بنيَّة معتبرة في الوضوء ‪]۲۲۳/۱[،‬‬
‫وفي إطلاق صاحب بُشرى الكريم النَّقل عنهما مع عدم البيان إيهام خلاف‬
‫ذلك؛ فتيقظ‪.‬‬
‫‪١٥٩‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫جُدَرِي انْفَتَحَ رَأْسُهُ‪ ،‬لَا بَاطِنِ قَرْحَةٍ بَرِئَتْ وَارْتَفَعَ قِشْرُهَا وَلَمْ يَظْهَرْ‬
‫وَيَحْرُمُ فَتْقُ الْمُلْتَحِم‪ .‬وَ(مَا تَحْتَ قُلْفَةٍ مِنَ الْأَقْلَفِ‪،‬‬ ‫شَيْءٌ مِمَّا تَحْتَهُ‪.‬‬
‫فَيَجِبُ غَسْلُ بَاطِنِهَا ؛ لأَنَّهَا مُسْتَحِقَّةُ الإِزَالَةِ‪ ،‬لَا بَاطِنِ شَعْرِ انْعَقَدَ بِنَفْسِهِ‬
‫بَلْ يُكْرَهُ تَرْكُهُمَا‪.‬‬ ‫وَلَا يَجِبُ مَضْمَضَةٌ وَاسْتِنْشَاقٌ‪،‬‬ ‫وَإِنْ كَثُرَ ‪.‬‬

‫بأن أمكن‬ ‫وَمَا تَحْتَ قُلْفَةٍ أي من حَيٍّ إن تيسر ذلك‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫فإن تعذرت؛ صلَّى كفاقد الظهورين‪،‬‬ ‫فسخها ؛ وإلا وجب إزالتها‪،‬‬
‫عمَّا‬
‫فحيث لم يمكن غسل ما تحتها ‪ :‬ييمم‬ ‫الميت‪،‬‬ ‫وخرج بـ «حَيّ»‬
‫تحتها ويصلى عليه للضَّرورة عند ابن حجر؛ واعتمد الرملي أنَّه يدفن‬

‫ولا يجب غسل‬ ‫على «شرح ابن قاسم ‪.]٣٤٤/١‬‬ ‫اهـ «بَاجُوري»‬ ‫بلا صلاة‪.‬‬
‫بل لا يسن غسل‬ ‫وشعر بباطن أنف أو عين وإن طال‪،‬‬ ‫باطن فرج‪،‬‬
‫ولا باطن‬ ‫بخلافه للنَّجاسة ؛ فيجب لأنها أغلظ‪،‬‬ ‫باطن العين لحدث‪،‬‬
‫فيجب‬ ‫وبه فارق الضفائر‪،‬‬ ‫ولا يجب قطعها للمشَقَّة‪،‬‬ ‫عقد الشعر‪،‬‬
‫نقضها‪ ،‬ولا التّيمم عنها‪ .‬اهـ «بشرى» [ص ‪.]١٣٢‬‬
‫(قوله ‪ :‬وَإِنْ كَثُرَ) كذا في «التَّحفة»‪ ،‬وله احتمال في «الإمداد»‬
‫وينبغي ‪ -‬كما في «الإيعاب» ـ ندب قطع‬ ‫بالعفو عمَّا عقده بفعله‪،‬‬ ‫و«الإيعاب»‬
‫‪.]١٠٧/١‬‬ ‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫المعقود؛ خروجًا من خلاف من أوجبه‬
‫وإن انكشف باطن الفم‬ ‫وَلَا يَحِبُ مَضْمَضَةٌ وَاسْتِنْشَاقٌ)‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫والأنف بقطع سائرهما ؛ لأنَّ محلَّهما ليس من الظاهر؛ وإنَّما نصَّ‬


‫الْمُصَنِّفُ على عدم وجوبهما هنا ‪ -‬مع أنَّه سيأتي يذكرهما في السنن ‪-‬‬
‫ليفيد عدم وجوب غسل الفم والأنف‪.‬‬
‫خروجًا من خلاف الإمام أبي حنيفة‬ ‫(قوله ‪ :‬بَلْ يُكْرَهُ تَرْكُهُمَا)‬
‫رحمه الله تعالى‪.‬‬
‫ترشحالمستفيدين لافتةالمعين‬

‫(بِمَاءٍ) طَهُوْرٍ‪ ،‬وَمَرَّ أَنَّهُ يَضُرُّ تَغَيُّرُ الْمَاءِ تَغَيُّرًا ضَارًّا وَلَوْ بِمَا عَلَى‬
‫الْعُضْوِ‪ ،‬خِلَافًا لِجَمْع [انظر‪« :‬التحفة» ‪.]٢٧٦/١‬‬
‫وَإِنْ لَمْ‬ ‫عَلَى الْبَشَرَةِ وَالشَّعْرِ‪،‬‬ ‫الْمَاءِ ‪-‬‬ ‫(وَيَكْفِي ظَنُّ عُمُوْمِهِ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬
‫هو‬

‫يَتَيَقَّنْهُ‪ ،‬فَلَا يَجِبُ تَيَقُنُ عُمُوْمِهِ‪ ،‬بَلْ يَكْفِي غَلَبَةُ الظَّنِّ بِهِ فِيْهِ كَالْوُضُوْءِ‪.‬‬

‫وَإِزَالَةُ قَذَرٍ)‬ ‫تَسْمِيَةٌ) أَوَّلَهُ‪،‬‬ ‫لِلْغَسْلِ الْوَاجِبِ وَالْمَنْدُوْبِ ‪:‬‬ ‫(وَسُنَّ)‬


‫كَمَذْي ‪-‬؛ وَإِنْ كَفَى لَهُمَا غَسْلَةٌ‬ ‫وَنَجِسٍ ‪-‬‬ ‫كَمَنِيٌّ وَمُخَاطِ ‪-‬‬ ‫طَاهِرٍ ‪-‬‬
‫وَأَنْ يَبُوْلَ مَنْ أَنْزَلَ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ لِيُخْرِجَ مَا بَقِيَ بِمَجْرَاهُ‪،‬‬ ‫وَاحِدَةٌ‪،‬‬

‫وهذا هو الرَّاجح‬ ‫للحدث والقذر‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَإِنْ كَفَى لَهُمَا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫لكن يشترط في الظاهر أن لا يغير الماء تغيرا يمنع‬ ‫في المذهب‪،‬‬
‫وأن لا يمنع وصول الماء إلى ما تحته من البشرة‪،‬‬ ‫إطلاق اسم الماء‪،‬‬
‫وأن يكون الماء‬ ‫أن تزول النَّجاسة بتلك الغسلة‪،‬‬ ‫وفي النَّجاسة العينيَّة ‪:‬‬
‫وأن لا تتغيّر الغسالة ولو‬ ‫الَّذِي هو دون القُلتين واردا على المتنجس‪،‬‬
‫وأن لا يزيد وزنها بعد اعتبار ما يتشربه المغسول ويعطيه‬ ‫تغيرًا يسيرًا‪،‬‬

‫حُكم ببقاء الحدث ‪-‬‬ ‫من الوسخ؛ فإن انتفى شرط من ذلك ‪:‬‬
‫فالمغلظة لا يطهر محلُّها عن الحدث إلا بعد التسبيع‬ ‫كالخبث ـ‪،‬‬
‫والتّتريب؛ وهل تصحُ النِّيَّة عن الحدث قبل السابعة؟ أجاب "م ر»‬
‫عندي أنَّها تصح قبلها حتّى مع‬ ‫بعدم صحتها قبلها ؛ وقال «سم»‪:‬‬
‫الأولى؛ لأنَّ كلَّ غسلة لها مدخل في رفع الحدث‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪:‬‬
‫‪.]٤٣٨/١‬‬ ‫و«الكُبرى»‬ ‫الصغرى»‪،‬‬

‫قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ لأنَّه لو لم يَبُلْ وخرج منه مَنِيٌّ بعد‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫الغسل ؛ وجبت إعادته‪.‬‬
‫)‬
‫(‬

‫‪171‬‬
‫‪PG‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫كَامِلا [‪، ]1‬‬ ‫وَاسْتِنْشَاقٌ ‪ ،‬ثُمَّ وُضُوْهُ)‬ ‫بَعْدَ إِزَالَةِ الْقَدْرِ (مَضْمَضَةٌ‪،‬‬ ‫(فَـ)‬
‫‪٢٦٦‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫لِلاتِّبَاعِ رَوَاهُ الشَّيْخَانِ [البخاري الأرقام ‪:‬‬


‫وَيُسَنُّ لَهُ اسْتِصْحَابُهُ إِلَى الْفَرَاغَ؛‬ ‫‪۲۸١‬؛ مسلم رقم‪]۳۱۷ :‬‬ ‫‪-‬‬
‫وَزَعْمُ الْمَحَامِلِي اخْتِصَاصَهُ بِالْغَسْلِ‬ ‫حَتَّى لَوْ أَحْدَثَ سُنَّ لَهُ إِعَادَتُهُ‪،‬‬
‫وَالأَفْضَلُ عَدَمُ تَأْخِيْرِ غَسْلِ قَدَمَيْهِ‬ ‫ا لُّباب» ص ‪،]٥٩‬‬ ‫الْوَاجِبِ ضَعِيفٌ في ‪:‬‬

‫كَامِلا قيَّد الوضوء به ؛ إشارة إلى أنَّ للشَّافعي قولًا‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫يتخير‬ ‫بتأخير غسل قدميه؛ للاتِّباع أيضًا ؛ ولذلك قال القاضي حسين‪:‬‬
‫بين تقديمهما وتأخيرهما؛ لصحة الرّوايتين‪ ،‬لكن الرَّاجح أنَّ الأوَّل‬
‫ولكن يحصل بالثَّاني أصل السُّنَّة أفاده الْكُرْدِيُّ [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫أفضل‪،‬‬
‫«كَامِلا»‬ ‫وبذلك يتبيَّن لك أن تفسير بعضهم‬ ‫وما بعدها وغيره‪.‬‬ ‫‪١٠٧/١‬‬
‫بواجبات وسنن رَجم بالغيب‪.‬‬
‫الوضوء‪ ،‬وهذا معتمد «التحفة»؛ قال‬ ‫(قوله ‪ :‬سُنَّ لَهُ إِعَادَتُهُ) أي ‪:‬‬
‫سم» في «حواشيها ‪ :‬أفتى شيخنا الشَّهاب الرملي بعدم سَنِّ إعادته من‬
‫حيث سُنّة الغَسل ؛ لحصولها بالمرَّة الأُولَى ؛ بخلاف غسل الكفين قبل‬
‫ونحو‬ ‫اهـ [‪.]٢٧٨/١‬‬ ‫الوضوء إذا أحدث بعده سُنَّ إعادته لبطلانه بالحدث‪.‬‬

‫وما بعدها] و«المغني»‪.‬‬ ‫ما أفتى به الشِّهاب في (النهاية) [‪٢٢٥/١‬‬


‫وَالأَفْضَلُ عَدَمُ تَأْخِيْرِ غَسْل قَدَمَيْهِ) أي ‪ :‬في وضوء الغسل‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫أنَّ كمال الوضوء شرط‬ ‫ودفع بذلك ما قد يفيده قوله سابقا ‪« :‬كَامِلا»‬
‫من‬

‫في حصول أصل السُّنَّة‪ ،‬مع أنَّه ليس كذلك كما مرَّ؛ فهو في قوَّة قول‬
‫«المنهاج»‪ :‬وفي قول ‪ :‬يؤخّر غُسل قدميه‪ .‬اهـ ص ‪ ،]٣٥‬مع بيان الأفضل ؛‬
‫وبه يسقط اعتراض الْمُحَقِّي على الشارح؛ فتأمَّل‪.‬‬ ‫فتفطن‪.‬‬

‫الأَوْلَى‪« :‬كَامِلٌ لأَنَّها صِفَةٌ‪ ،‬أَوْ يَقُول‪« :‬ثُمَّ الوُضُوءُ‬ ‫قال سيدي الوالد رحمالله ‪:‬‬ ‫[‪]1‬‬
‫عمَّار]‪.‬‬ ‫كَامِلا فَتَكُونُ حَالا‪.‬‬
‫تفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪١٦٢‬‬

‫عَنِ الْغَسْلِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الرَّوْضَةِ) [‪]۸۹/۱‬؛ وَإِنْ ثَبَتَ تَأْخِيْرُهُمَا فِي‬
‫حَصَلَ لَهُ‬ ‫وَلَوْ تَوَضَّأَ أَثْنَاءَ الْغَسْل أَوْ بَعْدَهُ ‪:‬‬ ‫الْبُخَارِيّ [الأرقام سالفة الذكر)‪.‬‬
‫وَيَنْوِي بِهِ سُنَّةَ الْغَسْلِ إِنْ‬ ‫السُّنَّةُ‪ ،‬لَكِن الأَفْضَلُ تَقْدِيْمُهُ ‪ ،‬وَيُكْرَهُ تَرْكُهُ‪،‬‬
‫تَجَرَّدَتْ جَنَابَتُهُ عَنِ الأَصْغَرِ؛ وَإِلَّا نَوَى بِهِ رَفْعَ الْحَدَثِ الأَصْغَرِ أَوْ‬
‫نَحْوَهُ؛ خُرُوْجًا مِنْ خِلَافِ مُوْجِبِهِ الْقَائِلِ بِعَدَمِ الانْدِرَاجِ‪.‬‬

‫كأن نظر أو تفكر فَأَمْنَى‪.‬‬ ‫(قوله‪ :‬إِنْ تَجَرَّدَتْ جَنَابَتُهُ ‪:‬أي‪:‬‬


‫‪.]٣٤٧/١‬‬ ‫على «شرح ابن قاسم»‬ ‫بَاجُوري»‬
‫أنَّه‬
‫ظاهر كلامهم‪:‬‬ ‫رَفْعَ الْحَدَثِ الأَصْغَرِ) في النهاية»‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫لا فرق في ذلك بين أن يقدِّم الغَسل على الوضوء أو يؤخّره [‪.]٢٢٥/١‬‬
‫وهو مفاد تعليل «التَّحفة بالخروج من خلاف موجبه القائل بعدم‬
‫ينوي به عند‬ ‫لابن حجر‪:‬‬ ‫وفي شَرْحَيْ الإرشاد‬ ‫الاندراج [‪.]۲۷۸/۱‬‬
‫تأخيره سُنَّة الغَسل [انظر ‪ :‬فتح الجواد ‪ .]۹۱/۱‬وفي بشرى الكريم»‪ :‬ينوي‬
‫به رفع الحدث الأصغر وإن تجرَّدت جنابته عنه وإن أخره عن الغسل؛‬
‫خروجًا من خلاف القائل بعدم اندراج الأصغر في الأكبر‪ ،‬ومن‬
‫خلاف القائل‪ :‬إنَّ خروج الْمَنِيِّ ينقض الوضوء ـ كما بينته في‬
‫الأصل وينبغي لمن يغتسل من نحو إبريق قَرْنُ النِّيَّة بغسل محَل‬
‫احتاج إلى لَ‬ ‫وإن ذكره‪:‬‬ ‫الاستنجاء؛ إذ قد يغفل عنه فلا يتمُّ طهره‪،‬‬
‫فينتقض وضوءه‪،‬‬ ‫خرقة على يده ـ وفيها تكلُّف ‪ ،-‬أو إلى المس‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫فيحتاج‬ ‫فلا يندرج حينئذ‪،‬‬ ‫فيصير على الكَفِّ حدث أصغر دون الأكبر‪،‬‬
‫إلى غسلها بنية الوضوء؛ فالأولى أن ينوِيَ رفع الحدث عن محل‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫اهـ [ص ‪١٣٢‬‬ ‫الاستنجاء فقط ؛ ليسلم من ذلك ‪.‬‬

‫(قوله ‪ :‬أَوْ نَحْوَهُ) أي من كلِّ نيَّة مجزئة ممَّا مرَّ في الوضوء‪،‬‬


‫كما عبر به في «التحفة» [‪.]٢٧٨/١‬‬
‫‪2G ١٦٣‬‬ ‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَوْ أَحْدَثَ بَعْدَ ارْتِفَاعِ جَنَابَةِ أَعْضَاءِ الْوُضُوْءِ؛ لَزِمَهُ الْوُضُوْءُ مُرَتَّبًا‬
‫بالنية‪.‬‬

‫وَمَحَلِّ‬ ‫وَالْمُوْقِ‪،‬‬ ‫وَالسُّرَّةِ‪،‬‬ ‫وَالإبْطِ‪،‬‬ ‫كَالأُذُنِ ‪،‬‬ ‫(فَتَعَهُدُ مَعَاطِفَ)‬


‫وَتَعَهُدُ أُصُوْلِ شَعْرٍ ‪ ،‬ثُمَّ غَسْلُ رَأْسِ بِالْإِفَاضَةِ عَلَيْهِ بَعْدَ تَخْلِيْلِهِ‬ ‫شَقٌ ‪،-‬‬
‫ثُمَّ‬ ‫ثُمَّ غَسْلُ شِقٌ أَيْمَنَ‪،‬‬ ‫وَلَا تَيَامُنَ فِيْهِ لِغَيْرِ أَقْطَعَ‪،‬‬ ‫إِنْ كَانَ عَلَيْهِ شَعْرٌ‪،‬‬
‫أَيْسَرَ‪.‬‬

‫لِمَا تَصِلُهُ يَدُهُ مِنْ بَدَنِهِ ؛ خُرُوْجًا مِنْ خِلَافِ مَنْ أَوْجَبَهُ‪.‬‬ ‫(وَدَلْكُ)‬
‫وَالدَّلْكِ وَالتَّسْمِيَةِ وَالذِّكْرِ عَقِبَهُ‪،‬‬ ‫(وَتَثْلِيْتُ) لِغَسْلِ جَمِيْعِ الْبَدَنِ‪،‬‬
‫وَيَحْصُلُ فِي رَاكِدٍ بِتَحَرُّكِ جَمِيْعِ الْبَدَنِ ثَلَاثًا وَإِنْ لَمْ يَنْقُلْ قَدَمَيْهِ إِلَى‬
‫مَوْضِعٍ آخَرَ عَلَى الْأَوْجَهِ‪.‬‬

‫إنَّما لم‬ ‫إلخ) في «التحفة»‪:‬‬ ‫كَالأُذُنِ‪...‬‬ ‫فَتَعَهُدُ مَعَاطِفَ ‪-‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫يجب ذلك حيث ظنَّ وصوله إليها ؛ لأنَّ التَّعميم الواجب يكتفى فيه‬
‫اهـ [‪.]٢٨٠/١‬‬ ‫بغلبة الظَّنِّ‪.‬‬

‫والمراد‬ ‫وَالْمُوْقِ) هو‪ :‬طرف العين الذي يلي الأنف‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫به ما يشمل اللحاظ ‪ ،‬وهو الطرف الآخر‪ ،‬كما في «الْكُرْدِي» [بل‬
‫المنهج القويم ص ‪]٨٩‬‬ ‫في‬

‫هو الإمام مالك رحمه الله تعالى‪.‬‬ ‫مِنْ خِلَافِ مَنْ أَوْجَبَهُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫هذا معتمد (((التَّحفة» [‪]۲۸۱/۱‬؛ وفي النهاية»‬ ‫عَلَى الأَوْجَهِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ونحوها «الأسنى»‪ :‬إن كان جاريًا ؛ كَفَى فِي التَّثليث أن يمر عليه‬
‫ثلاث جريات‪ ،‬لكن يفوته الدَّلك ؛ لعدم تمكنه منه غالبًا تحت الماء‪،‬‬
‫أو‬ ‫إما برفع رأسه منه ونقل قدميه‪،‬‬ ‫وإن كان راكدًا؛ انعمس فيه ثلاثا ‪:‬‬
‫اهـ «صغری»‪.‬‬ ‫مقامه فيه إلى آخر ثلاثاً [‪.]٢٢٧/١‬‬ ‫من‬ ‫انتقاله‬
‫‪١٦٤‬‬
‫تر المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَتَرْكُ تَكَلُّم بِلَا حَاجَةٍ وَتَنْشِيْفٍ بِلَا عُذْرٍ‪.‬‬ ‫وَمُوَالَاةٌ ‪،‬‬ ‫لِلْقِبْلَةِ‪،‬‬ ‫(وَاسْتِقْبَالٌ)‬

‫وَيُسَنُّ الشَّهَادَتَانِ الْمُتَقَدِّمَتَانِ فِي الْوُضُوْءِ مَعَ مَا مَعَهُمَا عَقِبَ‬


‫وَأَنْ لَا يَغْتَسِلَ لِجَنَابَةٍ أَوْ غَيْرِهَا كَالْوُضُوْءِ فِي مَاءٍ رَاكِدٍ لَمْ‬ ‫الْغَسْلِ‪،‬‬
‫يَسْتَبْحِرْ كَنَابِعِ مِنْ عَيْنٍ غَيْرِ جَارٍ‪.‬‬

‫حَصَلَا وَإِنْ كَانَ‬ ‫فَرْعُ‪ :‬لَوِ اغْتَسَلَ لِجَنَابَةٍ وَنَحْوِ جُمُعَةٍ بِنِيَّتِهِمَا ‪:‬‬
‫حَصَلَ فَقَدْ‪.‬‬ ‫الأَفْضَلُ إِفْرَادَ كُلِّ بِغَسْلٍ‪ ،‬أَوْ لِأَحَدِهِمَا‪:‬‬
‫كَفَى غَسْلُ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْوِ مَعَهُ الْوُضُوْءَ‬ ‫وَلَوْ أَحْدَثَ ثُمَّ أَجْنَبَ ‪:‬‬
‫وَلَا رَتَّبَ أَعْضَاءَهُ‪.‬‬

‫أما في حق غيره‪:‬‬ ‫في حقٌّ السَّليم‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَمُوَالَاةٌ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫فواجب كما مر‪.‬‬
‫وهو‪ :‬اللهم اجعلني‬ ‫مع الشهادتين‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫مَعَ مَا مَعَهُمَا )‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫إلى آخر ما تقدَّم‪.‬‬ ‫من التَّوَّابين‪...‬‬
‫لم يصر‬ ‫أي‪:‬‬ ‫لَمْ يَسْتَبْحِرْ)‬ ‫غير جار‪(: .‬وقوله ‪:‬‬ ‫رَاكِدٍ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫تمثيل للراكد‪.‬‬ ‫إلخ)‬ ‫وقوله كَنَابع ‪...‬‬ ‫‪:‬‬
‫بحرًا‪.‬‬

‫كما‬ ‫لم ينتف‪،‬‬ ‫وَإِنْ لَمْ يَنْوِ مَعَهُ الْوُضُوْءَ بل ولو نفاه‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪.]٢٣٠/١‬‬ ‫على النهاية»‬ ‫في ع ش‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫‪170‬‬
‫‪١٦٥‬‬
‫ترشيحالمستفيدين على المعين‬

‫غَسْلُ‬ ‫يُسَنُّ لِجُنُبِ وَحَائِضِ وَنُفَسَاءَ بَعْدَ انْقِطَاعِ دَمِهِمَا‪:‬‬ ‫فَرْعٌ ‪:‬‬
‫وَيُكْرَهُ فِعْلُ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ بِلَا‬ ‫وَوُضُوْءٌ لِنَوْمٍ وَأَكْلٍ وَشُرْبٍ‪،‬‬ ‫فَرْجِ‪،‬‬
‫وَيَنْبَغِي أَنْ لَا يُزِيْلُوا قَبْلَ الْغَسْلِ شَعْرًا وَظُفْرًا وَكَذَا دَمًا؛ لأَنَّ‬ ‫وُضُوءٍ‪،‬‬
‫ذلِكَ يُرَدُّ فِي الآخِرَةِ جُنُبا‪.‬‬

‫‪.]٣٠٨‬‬ ‫وَشُرْبِ أي وجماع؛ للأمر به فيه [مسلم رقم‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫كذا في «فتح‬ ‫وَيُكْرَهُ فِعْلُ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ بِلَا وُضُوْءٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وغيره؛ لِمَا صح من الأمر بالوضوء في الجماع؛‬ ‫الجواد [‪]٩٤/١‬‬
‫‪۲۹۰‬؛ مسلم‬ ‫‪-‬‬
‫‪۲۸۹‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪۲۸۸‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪۲۸۷‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪٢٨٦‬‬ ‫والاتباع في البقية [البخاري الأرقام‪:‬‬


‫كما في‬ ‫إلَّا الشُّرب فمقيس على الأكل‪،‬‬ ‫‪:‬الأرقام ‪:‬‬
‫«المنهج القويم» [ص ‪ .]١١٩‬قال في «التحفة»‪ :‬إن وجد الماء؛ وإلَّا‬
‫ويحصل أصل السُّنَّة بغسل الفرج إن أراد نحو جماع أو‬ ‫قال‪:‬‬ ‫تيمم‪،‬‬
‫نوم أو أكل أو شرب؛ وإلا كره وينبغي أن يلحق بهذه الأربعة إرادة‬
‫كيفية نيَّة الجُنُب وغيره للوضوء‬ ‫الإيعاب ‪:‬‬ ‫وفي‬ ‫اهـ ‪.]٢٨٤/١[.‬‬ ‫الذكر‪.‬‬
‫مثلا ؛ أخذا ممَّا يأتي‬ ‫نويت سُنَّة وضوء الأكل أو النوم ‪-‬‬ ‫ممَّا مرَّ ‪:‬‬
‫ويظهر أنَّها تندرج في الوضوء الواجب بالمعنى‬ ‫في الأغسال المسنونة‪،‬‬
‫عدة‬
‫الآتي في اندراج تحيَّة المسجد في غيرها‪ .‬اهـ‪ .‬وقد جاء في‬
‫وثبت‬ ‫أحاديث أنَّ وضوء الجُنُب للأكل والنَّوم ليس فيه غسل الرجلين‪،‬‬
‫تَوَضَّأَ وُضُوْءَهُ لِلصَّلَاةِ»؛ إِلَّا أَن‬ ‫ويعارضه حديث ‪:‬‬ ‫ذلك عن ابن عُمر‪،‬‬
‫وما‬ ‫اهـ «وسطى» [‪۱۱۰/۱‬؛ وانظر‪« :‬الكُبرى»‬ ‫يُحمل على الأكمل ‪.‬‬
‫بعدها]‪.‬‬

‫فقد‬ ‫الجُنُب والحائض والنفساء‪،‬‬ ‫أَنْ لَا يُزِيْلُوا أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪177‬‬

‫لِلْغَسْل ‪( -‬فِي خَلْوَةٍ) أَوْ بِحَضْرَةِ مَنْ‬ ‫(وَجَازَ تَكَشُفٌ لَهُ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬
‫وَالسَّتْرُ أَفْضَلُ ؛ وَحَرُمَ إِنْ كَانَ‬ ‫يَجُوْزُ نَظَرُهُ إِلَى عَوْرَتِهِ ‪ -‬كَزَوْجَةٍ وَأَمَةٍ ‪،‬‬
‫كَمَا حَرُمَ فِي الْخَلْوَةِ بِلَا حَاجَةٍ وَحَلَّ فِيْهَا‬ ‫ثَمَّ مَنْ يَحْرُمُ نَظَرُهُ إِلَيْهَا ‪،‬‬
‫لأَدْنَى غَرَضِ كَمَا يَأْتِي‪.‬‬

‫أطبقوا على أنَّه لا ينبغي أن يحلق أو يقلّم أو يَسْتَحِدَّ أو يخرج دما أو‬
‫يُبين من نفسه جزءًا وهو جُنُب ؛ وعلَّلوه بأنَّ سائر أجزائه تُرَدُّ إليه في‬
‫وأقروه‪،‬‬ ‫ويقال ‪ :‬إنَّ كلَّ َشعرة تطالبه بجنابتها‪،‬‬ ‫فيعود جُنُباً‪،‬‬ ‫الآخرة‪،‬‬
‫إِلَّا الْقَلْيُوْبِيُّ ‪ :‬فإنَّه نظر فيه ؛ بأنَّ العائد الأجزاء التي مات عليها إلَّا‬
‫نقص نحو عضو ؛ ويحرم جماع من تنجس ذكره قبل غسله إن وجد‬
‫اهـ‬ ‫ومن علم من عادته أنَّ الماء يفتره‪.‬‬ ‫الماء؛ إلا نحو السَّلِس‪،‬‬
‫«الصُّغرى»‪.‬‬

‫ويسن لمن اغتسل‬ ‫لِلْغَسْلِ ـ )‬ ‫وَجَازَ تَكَشُّفْ لَهُ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بسم الله الذي لا إله إلا هو»؛ لأنَّ ذلك ستر عن‬ ‫عاريًا ‪ :‬أن يقول‪:‬‬
‫وأن يخطّ‬ ‫وغيره ‪،‬‬ ‫ص ‪]۱۳۳‬‬ ‫أعين الجِنِّ ـ كما في بشرى الكريم‬
‫خطًا كالدائرة ثم‬ ‫من يغتسل في فَلَاةٍ ـ ولم يجد ما يستتر به ‪-‬‬
‫‪-‬‬

‫وأن لا يغتسل نصف النهار ولا عند الْعَتَمَةِ‪،‬‬ ‫يُسمِّي الله ويغتسل فيها‪،‬‬
‫فبعد أن يستر الماء‬ ‫فإن أراد إلقاءه‪:‬‬ ‫وأن لا يُدْخِلَ الماء إلَّا بِمِثْزَرِهِ‪،‬‬
‫[‪.]٢٨٤/١‬‬ ‫تحفة»‬ ‫عورته‬

‫كَمَا يَأْتِي) أي تفصيله في مبحث ستر العورة‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫‪١٦٧‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَمِنْهُ ‪:‬‬ ‫ثَانِي شُرُوطِ الصَّلَاةِ ‪( :-‬طَهَارَةُ بَدَنِ)‪،‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(وَثَانِيْهَا )‬
‫دَاخِلُ الْفَمِ وَالْأَنْفِ وَالْعَيْنِ‪.‬‬

‫وَمَلْبُوسِ وَغَيْرِهِ مِنْ كُلِّ مَحْمُوْلٍ لَهُ؛ وَإِنْ لَمْ يَتَحَرَّكْ بِحَرَكَتِهِ‪.‬‬ ‫(‬

‫والأُذُنِ؛ لغلظ النَّجاسة‪ ،‬وبه‬ ‫(قوله ‪ :‬الْفَم وَالأَنْفِ وَالْعَيْنِ أي ‪:‬‬


‫فارق عدم وجوب غسلها في الجنابة‪.‬‬
‫للمصلي‪.‬‬ ‫(قوله‪ :‬مِنْ كُلِّ مَحْمُوْلٍ) بيان للغير‪( .‬وقوله‪ :‬لَهُ) أي‪:‬‬
‫المصلي؛ كطرف عمامته‬ ‫وَإِنْ لَمْ يَتَحَرَّكْ بِحَرَكَتِهِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬

‫‪.‬‬
‫الطويل‬
‫فلا تصح صلاة من يلاقي بعض بدنه أو محموله من ثوبه أو‬
‫غیره نجاسة في جزء من صلاته وإن لم يتحرَّك بحركته؛ لنسبته إليه‪.‬‬
‫ولو انغرزت إبرة ببدنه واتصلت بدم كثير ولم تستر؛ لم تصح‬
‫حامل متصلا‬
‫بنجس‪.‬‬ ‫صلاته إن أمكن إخراجها بلا مشقة؛ لأنَّه‬
‫ولو ضربته عقرب في صلاته؛ لم يضر‪ ،‬أو حَيَّة ضرَّ؛ إذ الحَيَّة‬
‫والعقرب تفرغه في الباطن‪.‬‬ ‫يعلق سمها في ظاهر البدن‬
‫فتصح صلاته عليه‬ ‫وخرج بـ «محموله» نحو سرير على نجس‪،‬‬
‫إذا لم يلاق النجس ببدنه ولا محموله‪.‬‬
‫وتجافى عن النجس قدر‬ ‫ولو حبس بمحل نجس صلَّى فيه‪،‬‬
‫ويعيد‪.‬‬ ‫ولا يضع جبهته على الأرض‪،‬‬ ‫إمكانه‪،‬‬
‫وتكره الصلاة مع محاذاة النَّجاسة في إحدى جهاته الست؛‬
‫بحيث يعد محاذيًا لها عُرْفًا‪.‬‬
‫وتجب إزالة الوشم ؛ لحمله نجاسة تعدَّى بحملها؛ إذ هو غرز‬
‫ترشح تفيدين‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪١٦٨‬‬

‫يُصَلِّي فِيْهِ‪.‬‬ ‫(وَمَكَانٍ)‬

‫یدمى‪ ،،‬ثُمَّ يذر عليه نيل أو كُحْل أو نحوهما‪ ،‬فإن‬


‫الإبرة إلى أن يدمى‬
‫امتنع ‪ :‬أجبره الحاكم وجوبًا ‪ -‬كردّ المغصوب ؛ ولا تصح صلاته قبل‬
‫رطوبة؛ وإنما يحرم وتجب إزالته بشروط‪:‬‬ ‫مع‬ ‫وينجس ما لاقاه‬ ‫إزالته‪،‬‬

‫فإن كانت فيه منفعة ولم يقم‬ ‫أن لا تكون فيه منفعة‪،‬‬ ‫الأول‪:‬‬
‫غيره مقامه؛ جاز‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬أن يكون من وهو فيه تجب عليه الصَّلاة؛ وإلا ‪ -‬بأن‬
‫كان نحو مجنون ـ لم تجب إزالته حتّى يفيق‪.‬‬

‫فلا تجب إزالته عن ميت‪.‬‬ ‫أن يكون حيًّا‪،‬‬ ‫الثالث‪:‬‬


‫إنَّما تجب إزالته إن لم يخف منها محذورًا من‬ ‫الرابع‪:‬‬
‫كبطء بُرء ‪ -‬؛ وإلا لم تجب إزالته وإن‬ ‫محذورات التّيمُّم السَّابقة ‪-‬‬
‫أو فعله وهو غير‬ ‫بأن فعل به ‪،‬مکرها‪،‬‬ ‫فإن لم يتعدَّ به ‪-‬‬ ‫تعدى به‪،‬‬
‫لم تجب إزالته مطلقا عند م ر »؛ وفي «التحفة»‪ :‬إن لم‬ ‫مكلف ‪:‬‬
‫يخف حصول مشقة وإن لم تبح التَّيَمُّم ؛ وحيث لم تجب إزالته يُعفى‬
‫عنه ولا ينجس ملاقيه‪.‬‬

‫الخامس ‪ :‬أن لا يكتسي بجلد رقيق؛ وإلا لم تجب إزالته على‬


‫من لم يتعدَّ به؛ لمنعه من مماسة النَّجاسة حينئذ‪.‬‬
‫ولو وصل عظمه أو ربطه أو دهنه بنجس؛ جَرَى فيه أحكام‬
‫الوشم‪.‬‬

‫؛ وجب نزعه إن‬ ‫ولو حربيًّا عند م ر‬ ‫ولو وصله بعظم آدمي ‪-‬‬
‫وجد غيره ولم يخف محذور تيمم ولم يمت‪.‬‬
‫‪١٦٩‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫(عَنْ نَجَسٍ غَيْرِ مَعْفُوٌّ عَنْهُ‪ .‬فَلَا يَصِحُ الصَّلَاةُ مَعَهُ وَلَوْ نَاسِيًا ‪ ،‬أَوْ جَاهِلًا‬

‫ولو وصلت المرأة شعرها بشعر نجس أو شعر آدمي ولو من‬
‫شعرها ؛ حرم ولو بإذن حليلها؛ لأنَّ من كرامته أن لا يستعمل بل‬
‫يدفن أو وصلته بشعر طاهر من غير آدمي ؛ جاز بإذن حليلها أو‬
‫بخيوط حرير أو نحوه ؛ جاز ولو بغير إذن حليل‪.‬‬

‫إلى ‪.]٢٥٦‬‬ ‫[ص ‪٢٥٤‬‬ ‫اهـ «بشری»‬

‫أنَّه إن قام‬ ‫وأَمَّا حُكْم كَيّ الْحِمِّصَةِ؛ فحاصله ‪:‬‬ ‫قال الْبُجَيْرِمِيُّ ‪:‬‬
‫مع‬ ‫ولا تصحُ الصَّلاة‬ ‫غيرها مقامها في مداواة الجرح ؛ لم يعف عنها‪،‬‬
‫حملها‪ ،‬وإن لم يقم غيرها مقامها ؛ صحت الصَّلاة‪ ،‬ولا يضرُّ انتفاخها‬
‫وبعد انتهاء الحاجة يجب‬ ‫وعظمها في المحل ما دامت الحاجة قائمة‪،‬‬
‫نزعها‪ ،‬فإن ترك ذلك من غير ضرورة ؛ ضرَّ ولا تصح صلاته‪ .‬اهـ [على‬
‫شرح المنهج ‪.]٢٣٨/١‬‬

‫متعلّق بـ «طهارة»‪.‬‬ ‫عَنْ نَجس)‬ ‫(قوله ‪:‬‬

‫غَيْرِ مَعْفُوٌّ عَنْهُ سيأتي يبيِّن كثيرًا من المعفوات في تعداد‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫النَّجاسات إلَّا أنَّ النَّجس من حيث هو ينقسم إلى أربعة أقسام‪]١[ :‬‬
‫‪6‬‬

‫وقسم يُعفى‬ ‫قسم لا يُعفى عنه في الثّوب والماء؛ كروث وبول‪]٢[ ،‬‬
‫وقسم يُعفى عنه في الثوب‬ ‫عنه فيهما ؛ كما لا يدركه الطَّرْف‪]٣[ ،‬‬
‫بأن الماء يمكن صونه‬ ‫وفرَّق الرُّوْيَانِيُّ بينهما ‪:‬‬ ‫دون الماء؛ كقليل الدَّم ‪،‬‬
‫بخلاف الثَّوب‪ ،‬وبأنَّ غسل الثّوب كل ساعة يقطعه بخلاف الماء‪]٤[ ،‬‬
‫وزبل‬ ‫وقسم يُعفى عنه في الماء دون الثَّوب؛ كميتة لا دم لها سائل‪،‬‬
‫‪.]۳۱۲/۱‬‬ ‫الفئران التى فى بيوت الأَخْلِيَةِ [انظر‪« :‬بج» على «الإقناع»‬
‫وَلَوْ نَاسِيًا ‪ ،‬أَوْ جَاهِلا لأنَّ الظهر عن النَّجس من قبيل‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫فحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪۱۷۰‬‬

‫الْمُدَّثِّر‪:‬‬ ‫﴿وَثِيَابَكَ فَطَرْ‬ ‫لِقَوْلِهِ تَعَالَى ‪:‬‬ ‫بِوُجُوْدِهِ‪ ،‬أَوْ بِكَوْنِهِ مُبْطِلًا ‪،‬‬
‫‪.]۳۳۳‬‬ ‫‪۲۲۸‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫وَلِخَبَرِ الشَّيْخَيْنِ [البخاري رقم‪:‬‬ ‫‪]٤‬‬

‫كَاسْتِقْبَالِ‬ ‫لَكِنْ تُكْرَهُ مَعَ مُحَاذَاتِهِ ‪-‬‬ ‫وَلَا يَضُرُّ مُحَاذَاةُ نَجِسٍ لِبَدَنِهِ ‪،‬‬
‫وَالسَّقْفُ كَذَلِكَ إِنْ قَرُبَ مِنْهُ بِحَيْثُ يُعَدُّ مُحَاذِيًا لَهُ‬ ‫أَوْ مُتَنَجِّس ‪،-‬‬ ‫نَجِسٍ‬
‫عُرْفًا‪.‬‬

‫وَمَحَلُّهُ فِي‬ ‫(وَلَا يَجِبُ اجْتِنَابُ النَّجَسِ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ‪،‬‬


‫فَهُوَ حَرَامٌ بِلَا حَاجَةٍ‪.‬‬ ‫غَيْرِ التَّضَمُّحَ بِهِ فِي بَدَنٍ أَوْ ثَوْبٍ‪،‬‬

‫الشروط؛ وهي من باب خطاب الوضع الذي لا يؤثر فيه الجهل‬


‫لكن يرد عليه أنَّ الموانع ‪-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التحفة) [‪.]۱۱۷/۲‬‬ ‫أفاده في‬ ‫والنسيان‪.‬‬
‫كما في يسير‬ ‫أيضًا ـ من باب خطاب الوضع ويؤثر فيه النسيان‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫من باب‬ ‫فإنَّه لا يضرُّ ؛ واللائق أن يقال‪:‬‬ ‫الكلام أو الأكل نسيانًا‪،‬‬


‫وحينئذ فلا ترد الموانع؛ لأنها من‬ ‫فلا يؤثر فيها النسيان‪،‬‬ ‫المأمورات‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫سم»‬ ‫والنسيان يؤثر فيها‪.‬‬ ‫باب المنهيَّات‪،‬‬
‫بِوُجُوْدِهِ‪ ،‬أَوْ بِكَوْنِهِ مُبْطِلًا تنازعه كل من «نَاسِيّا»‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫و جَاهِلا»؛ والباء فيهما زائدة‪.‬‬

‫وَلِخَبَرِ الشَّيْخَيْنِ ‪ :‬إِذَا أَقْبَلَتْ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫وصح خبر‪« :‬تَنَزَّهُوا مِنَ‬ ‫وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي‪،‬‬
‫وما بعدها ثبت الأمر باجتناب‬ ‫التَّلخيص الحبير» (‪۱۸۷/۱‬‬ ‫الْبَوْلِ) [انظر‪:‬‬
‫النَّجس‪ ،‬وهو لا يجب في غير الصَّلاة؛ فتعيَّن فيها‪( .‬تحفة» [‪]١٢٠/٢‬‬
‫وفتح الجواد [‪.]٢١٥/١‬‬

‫فيجوز؛ كأن بال ولم يجد ما‬ ‫أمَّا لها‬ ‫بِلَا حَاجَةٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫فَلَهُ تنشيف ذكره بيده ومسكه بها؛ وكمن ينزح الأخْلِيَةَ‬ ‫يستنجي به‪،‬‬
‫‪۱۷۱‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫مُسْتَقَذَرٌ يَمْنَعُ صِحَةَ الصَّلَاةِ حَيْثُ لَا مُرَخْصَ‪.‬‬ ‫وَهُوَ شَرْعًا ‪:‬‬

‫كَرَوْثٍ وَبَوْلٍ وَلَوْ كَانَا مِنْ طَائِر وَسَمَكِ وَجَرَادٍ وَمَا‬


‫لَا نَفْسَ لَهُ سَائِلَةٌ‪ ،‬أَوْ مِنْ مَأْكُوْلٍ لَحْمُهُ عَلَى الأَصَحٌ‪.‬‬

‫إِنَّهُمَا‬ ‫كَمَالِكِ وَأَحْمَدَ ‪:-‬‬ ‫قَالَ الإِصْطَخْرِيُّ وَالرُّوْيَانِيُّ مِنْ أَئِمَّتِنَا ‪-‬‬
‫‪.]١٩٠/٢‬‬ ‫طَاهِرَانِ مِنَ الْمَأْكُوْلِ [في‪« :‬بحر المذهب»‬

‫فَإِنْ كَانَ صُلْبًا بِحَيْثُ لَوْ زُرِعَ‬ ‫وَلَوْ رَاثَتْ أَوْ فَاءَتْ بَهِيْمَةٌ حَبًّا ‪:‬‬
‫وَلَمْ يُبَيِّنُوا حُكْمَ غَيْرِ‬ ‫وَإِلَّا فَنَجِسٌ‪،‬‬ ‫نَبَتَ ؛ فَمُتَنَجِّسُ يُغْسَلُ وَيُؤْكَلُ ‪،‬‬
‫وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ إِنْ تَغَيَّرَ عَنْ حَالِهِ قَبْلَ الْبَلْعِ وَلَوْ‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫الْحَبِّ‪،‬‬
‫‪.]٢٩/١‬‬ ‫يَسِيرًا ؛ فَنَجِسٌ ؛ وَإِلَّا فَمُتَنَجِّس [في‪« :‬فتح الجواد»‬

‫الْعَفْوُ عَنْ بَوْلِ بَقَرِ الدِّيَاسَةِ‬ ‫وَفِي الْمَجْمُوعَ عَنِ الشَّيْخ نَصْرِ‪:‬‬
‫تَشْدِيدُ النَّكِيْرِ عَلَى الْبَحْثِ عَنْهُ وَتَظْهِيْرِهِ‬ ‫وَعَنِ الْجُوَيْنِيّ ‪:‬‬ ‫عَلَى الْحَبِّ‪،‬‬
‫]‪.[1.0/1‬‬

‫وَبَحَثَ الْفَزَارِيُّ الْعَفْوَ عَنْ بَعْرِ الْفَأْرَةِ إِذَا وَقَعَ فِي مَائِعِ وَعَمَّتِ‬
‫‪.]۹۸/۱‬‬ ‫الْبَلْوَى بِهِ [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫ونحوها؛ وكمن يذبح البهائم ؛ وكمن يحتاج إليه للتداوي كشُرب بول‬
‫الإبل له‪.‬‬

‫فهو كلٌّ‬ ‫شَرْعًا) أَمَّا لغةً‪:‬‬ ‫النَّجس‪( .‬قوله ‪:‬‬ ‫وَهُوَ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫«بشرى»‬ ‫أو طاهرًا شرعًا ـ كالمني ‪..‬‬
‫‪-‬‬
‫كالكبر ‪-‬‬ ‫مستقذر ولو معنويًا ‪-‬‬
‫[ ص ‪.]١٣٧‬‬

‫فإنَّه‬ ‫المستنجي بالحجر‪،‬‬ ‫دخل به‬ ‫حَيْثُ لَا مُرَخُصَ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫رشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪١٧٢‬‬

‫فَنَجِسٌ ؛ لأَنَّهُ‬ ‫وَأَمَّا مَا يُوْجَدُ عَلَى وَرَقِ بَعْضِ الشَّجَرِ كَالرَّغْوَةِ‪:‬‬
‫يَخْرُجُ مِنْ بَاطِنِ بَعْضِ الدِّيْدَانِ كَمَا شُوهَدَ ذَلِكَ‪ .‬وَلَيْسَ الْعَنْبَرُ رَوْنًا‬
‫خِلَافًا لِمَنْ زَعَمَهُ‪ ،‬بَلْ هُوَ نَبَاتٌ فِي الْبَحْرِ [انظر‪« :‬التحفة» ‪.]٢٩٦/١‬‬
‫‪٢٦٩‬؛‬ ‫بِمُعْجَمَةٍ ‪-‬؛ لِلأَمْرِ بِغَسْلِ الذَّكَرِ مِنْهُ [البخاري رقم‪:‬‬ ‫(وَمَذْي)‬
‫يَخْرُجُ غَالِبًا عِنْدَ‬ ‫وَهُوَ ‪ :‬مَاءٌ أَبْيَضُ أَوْ أَصْفَرُ رَقِيقٌ‪،‬‬ ‫مسلم رقم‪،]٣٠٣ :‬‬
‫تَوَرَانِ الشَّهْوَةِ بِغَيْرِ شَهْوَةِ قَوِيَّةٍ‪.‬‬

‫يَخْرُجُ غَالِبًا‬ ‫مَاءٌ أَبْيَضُ كَدِرٌ ثَخِيْنٌ‪،‬‬ ‫وَهُوَ ‪:‬‬ ‫بِمُهْمَلَةٍ ‪،-‬‬ ‫(وَوَدْي)‬
‫عَقِبَ الْبَوْلِ‪ ،‬أَوْ عِنْدَ حَمْلِ شَيْءٍ ثَقِيْلِ‪.‬‬
‫وَاسْتَثْنَوْا‬ ‫لَكِنَّهُ مَعْفُوٌّ عَنْهُ‪.‬‬ ‫حَتَّى مَا بَقِيَ عَلَى نَحْوِ عَظْم‪،‬‬ ‫(وَدَمِ)‬
‫وَالْعَلَقَةَ‬ ‫وَلَوْ مِنْ مَيْتٍ إِنِ انْعَقَدَ ‪-‬‬ ‫الْكَبد وَالطَّحَالَ وَالْمِسْكَ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬ ‫مِنْهُ ‪:‬‬
‫وَدَمَ بَيْضَةٍ لَمْ تَفْسُدْ‪.‬‬ ‫وَلَبَنَّا خَرَجَ بِلَوْنِ دَمٍ‪،‬‬ ‫وَالْمُضْغَةَ‪،‬‬

‫وتصح إمامته‪ ،‬ومع ذلك محكوم على هذا‬ ‫يُعفى عن أثر الاستنجاء‪،‬‬
‫فاقد الظهورين‬ ‫الأثر بالتنجيس‪ ،‬إِلَّا أَنه عُفِيَ عنه ؛ ودخل ‪ -‬أيضًا ‪:-‬‬
‫ولكن عليه الإعادة‪.‬‬ ‫فإنَّه يصلّي لحرمة الوقت‪،‬‬ ‫إذا كان عليه نجاسة‪،‬‬

‫وما‬ ‫وَلَوْ مِنْ مَيْتٍ تَبعَ في ذلك شيخه في «التحفة» [‪٢٩٣/١‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وهو ظاهر «الروض» و«الروضة»‬ ‫وجَرَى عليه في الإيعاب»‪،‬‬ ‫بعدها‪،‬‬
‫وقطع به الزَّرْكَشِيُّ في «الخادم»؛‬ ‫وجَرَى عليه الْبُلْقِيْنِيُّ‪،‬‬ ‫و«أصلها»‪،‬‬
‫وخالف في «المغني» [‪ ]۲۳۳/۱‬و (النهاية) [‪ ]٢٤١/١‬ـ گـ «الأسنى» ‪-‬‬
‫وكذا فأرته بشعرها إن انفصلت في حال حياة‬ ‫المسك طاهر‪،‬‬ ‫فقالا ‪:‬‬
‫ووافقهم «حج»‬ ‫ولو احتمالاً ‪ -‬أو بعد ذكاتها ؛ وإلا فنجسان‪،‬‬ ‫الظَّبية ‪-‬‬
‫ولم يتعرض الشارح لها‪.‬‬ ‫الفأرة [في‪« :‬فتح الجواد (‪،]۳۰/۱‬‬ ‫في‬

‫فهي ـ وما‬ ‫معطوفة على «الكيد»‪،‬‬ ‫إلخ)‬ ‫وَالْعَلَقَةَ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫‪۱۷۳‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫دم‪.‬‬ ‫وَصَدِيدِ وَهُوَ ‪ :‬مَاءٌ رَقِيقٌ يُخَالِطُهُ‬ ‫(وَقَيْح)؛ لأَنَّهُ دَمٌ مُسْتَحِيْلٌ‪،‬‬
‫وَكَذَا مَاءِ جُرْحٍ وَجُدَرِيٌّ وَنَفْطِ إِنْ تَغَيَّرَ؛ وَإِلَّا فَمَاؤُهَا طَاهِرٌ‪.‬‬

‫(وَقَيْءِ مَعِدَةٍ) وَإِنْ لَمْ يَتَغَيَّرُ‪ ،‬وَهُوَ الرَّاجِعُ بَعْدَ الْوُصُوْلِ لِلْمَعِدَةِ‬
‫وَلَوْ مَاءً أَمَّا الرَّاجِعُ قَبْلَ الْوُصُوْلِ إِلَيْهَا يَقِيْنًا أَوِ احْتِمَالَا ‪ :‬فَلَا يَكُوْنُ‬
‫خِلَافًا لِلْقَفَّالِ‪.‬‬ ‫نَجِسًا وَلَا مُتَنَجِّسًا‪،‬‬

‫وَأَفْتَى شَيْخُنَا أَنَّ الصَّبِيَّ إِذَا ابْتُلِيَ بِتَتَابُعِ الْقَيْءِ ؛ عُفِيَ عَنْ ثَدْيِ‬
‫أُمِّهِ الدَّاخِلِ فِي فِيْهِ‪ ،‬لَا عَنْ مُقَبِّلِهِ أَوْ مُمَاسِّهِ [انظر‪« :‬الفتاوى الكبرى الفقهية»‬
‫‪.[١٦٣/١‬‬

‫طاهرة ؛ ومع ذلك فلا يجوز أكل المضغة‬ ‫بعدها من المستثنيات ‪-‬‬
‫والعلقة من المذكاة‪ ،‬كما صرَّح بذلك شرح الروض» [في الأطعمة]‬
‫‪.]٢٤٧/١‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫((‬
‫ع ش‬ ‫والأضحية‪.‬‬

‫( قوله ‪ :‬خِلَافًا لِلْقَفَّالِ أي في قوله ‪ :‬إنَّ ما رجع من الطعام قبل‬


‫‪:‬‬

‫وصوله للمعدة متنجس‪ ،‬كما في «التحفة» [‪ .]٢٩٥/١‬قال الْكُرْدِيُّ ‪:‬‬


‫إذا رجع بعد وصوله إلى المعدة؛ وإلا‬ ‫نجاسة القيء ‪-‬‬ ‫ومحله ‪ -‬أي ‪:‬‬
‫وكذلك الخطيب في «المغني»؛ وجَرَى‬ ‫فهو عند الشارح طاهر‪،‬‬
‫الجمال الرملي في «النّهاية على أنَّ ما جاوز مخرج الحرف الباطن‬
‫ولو أكل شيئًا نجسًا أو متنجسًا وغسل‬ ‫‪.]۱۱۳/۱‬‬ ‫انتهى ‪«[.‬الوسطى»‬ ‫نجس‪.‬‬
‫ما يظهر من الفم ثُمَّ خرج منه بلغم من الصَّدر؛ فإنَّه طاهر؛ لأنَّ ما‬
‫فلا ينجس ما مرَّ عليه ؛ ولأنا لم‬ ‫في الباطن لا يحكم عليه بالنَّجاسة‪،‬‬
‫‪.]٢٤١/١‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫اهـ ع ش‬ ‫نتحقق مروره على محل نجس‪.‬‬

‫العفو عن ذلك‬ ‫وجد في «فتاويه»‬ ‫عَنْ مُقَبْلِهِ أَوْ مُمَاسِّهِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وسيأتي يؤيده نقل الشارح عن ابن الصَّلاح أنَّه يُعفى عمَّا‬ ‫أيضًا‬
‫تر المستفيدين علىفىالمعين‬ ‫‪١٧٤‬‬

‫وَجِرَّةِ نَحْوِ بَعِيرٍ‪.‬‬ ‫وَلَبَنِ غَيْرِ مَأْكُوْلٍ إِلَّا الْآدَمِيَّ‪،‬‬ ‫وَكَمِرَّةٍ‪،‬‬


‫مِنْ‬ ‫وَكَذَا بَلْغَمُ غَيْرِ مَعِدَةٍ‪،‬‬ ‫فَطَاهِرٌ خِلَافًا لِمَالِكِ‪،‬‬ ‫أَمَّا الْمَنِيُّ ‪:‬‬
‫رَأْسٍ أَوْ صَدْرٍ‪.‬‬

‫وألحق غيره بهم‬ ‫اتصل به شيء من أفواه الصبيان مع تحقق نجاستها‪،‬‬


‫ولا مانع من اختلاف فتواه‬ ‫وجزم به الزَّرْكَشِيُّ‪.‬‬ ‫أفواه المجانين‪،‬‬
‫کاختلاف مصنفاته رحمالله تَبَعًا لقوَّة الْمَدْرَكِ‪.‬‬

‫بكسر الميم وتشديد الرَّاء ـ ما في المرارة‪،‬‬ ‫وَكَمِرَّةٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫فإنَّها متنجسة تطهر بالغسل؛‬ ‫وخرج بما فيها نفسها‪،‬‬ ‫الجلدة‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬
‫كالكرش‬

‫خلافًا لِلإِصْطَخْرِي القائل‬ ‫وَلَبَنِ غَيْرِ مَأْكُوْلٍ ولو أَتَانًا ‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫فحرّم اللحم وبَقِيَ‬ ‫لأنَّ لبنها ولحمها كانا ‪،‬حلالين‪،‬‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫بطهارته‪،‬‬
‫وعلى طهارته يحلُّ شربه‪ ،‬كما في‬ ‫والنَّسخ لا قياس فيه‪،‬‬ ‫اللبن بحاله‪،‬‬
‫وفارق لبنه منيه‬ ‫«شرح المهذب»‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪« :‬الوسطى» ‪.]١١٣/١‬‬
‫فكانا طاهرين‪.‬‬ ‫وبيضه ؛ بأنَّهما أصل حيوان طاهر‪،‬‬

‫ما يخرجه البعير ونحوه‬ ‫بكسر الجيم ‪-‬‬ ‫وَجِرَّةِ نَحْوِ بَعِيرٍ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ليأكله ثانيًا وأمَّا قلته التي يخرجها من‬ ‫من كرشه ليجترَّ ‪،‬عليه أي‬
‫جانب فمه عند هياجه فطاهرة؛ لأنَّها من اللسان‪.‬‬
‫خِلَافًا لِمَالِكِ) أي وأبي حنيفة في قولهما بنجاسة‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫يجب غسله رطبًا ويابسا ؛‬ ‫الْمَنِيِّ من الآدمي؛ لكن عند الإمام مالك ‪:‬‬
‫يغسل رطبًا ويفرك يابسًا كما وَرَدَ [البخاري رقم‪:‬‬ ‫وعند الإمام أبي حنيفة ‪:‬‬
‫‪]۲۹۰‬؛ وَكَمَنِي الآدمي مَنِيُّ كلِّ حيوان‬ ‫‪٢٣٠‬؛ مسلم الأرقام ‪:‬‬
‫‪.]٣١٥/١‬‬ ‫على «الإقناع»‬ ‫اهـ «بُجَيْرِمِي»‬ ‫طاهر عند الشَّافعيّ‪.‬‬
‫‪۱۷۵‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَمَاءٌ سَائِلٌ مِنْ فَم نَائِم وَلَوْ نَتِنا أَوْ أَصْفَرَ‪ ،‬مَا لَمْ يُتَحَقَّقْ أَنَّهُ مِنْ‬
‫مَعِدَةٍ‪ ،‬إِلَّا مِمَّنِ ابْتُلِيَ بِهِ فَيُعْفَى عَنْهُ وَإِنْ كَثُرَ‪.‬‬

‫وَرُطُوْبَةُ فَرْج ‪ -‬أَيْ ‪ :‬قُبُلِ ‪ -‬عَلَى الأَصَحُ‪ ،‬وَهِيَ ‪ :‬مَاءٌ أَبْيَضُ مُتَرَدِّدُ‬
‫بَيْنَ الْمَذْي وَالْعَرَقِ‪ ،‬يَخْرُجُ مِنْ بَاطِنِ الْفَرْجُ الَّذِي لَا يَجِبُ غَسْلُهُ‪،‬‬

‫هذه العبارة لـ «فتح الجواد»‬ ‫إلخ)‬ ‫وَلَوْ نَتِنا أَوْ أَصْفَرَ ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫والماء السائل من‬ ‫والمغني»‪:‬‬ ‫وما بعدها]‬ ‫وعبارة (النهاية)) [‪٢٤٠/١‬‬ ‫[‪.]٣٠/١‬‬
‫لا إن‬ ‫‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫خرج منتنا بصفرة‬ ‫فم النائم نجس إن كان من المعدة ‪ -‬كأن‬
‫قال «ع‬ ‫كان من غيرها‪ ،‬أو شك في أنَّه منها أوْ لَا ؛ فإنَّه طاهر‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫قضيَّته ‪ :‬أنَّه مع النتن والصفرة‬ ‫إلخ‪،‬‬ ‫كأن خرج ‪...‬‬ ‫قول م ر‬ ‫ش‪:‬‬
‫وذَكَرَ‬ ‫يُقطع بأنَّه من المعدة ولا يكون من محَلَّ الشَّكِّ‪ .‬اهـ [‪.]٢٤٠/١‬‬
‫ونجس‬ ‫طاهر مطلقًا‪،‬‬ ‫ابنُ العِمَادِ ثلاثة أقوال فيما سال من فم النَّائم ‪:‬‬
‫والثَّالث التَّفصيل بين الخارج من المعدة والخارج من الفم‬ ‫مطلقًا‪،‬‬
‫فتح الجواد شرح منظومة ابن العماد‬ ‫إلى ‪٧٧‬؛ وانظر‪:‬‬ ‫ص‬ ‫[في‪« :‬منظومة المعفوات»‬
‫إلى ‪.]٤٢‬‬ ‫للشهاب الرملي ص ‪٤٠‬‬

‫بحيث يقلّ‬ ‫بأن كثر وجوده‪،‬‬ ‫إِلَّا مِمَّنِ ابْتُلِيَ بِهِ ‪:‬أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫خلوّه عنه‪.‬‬

‫بالرَّفع عطفًا على «بلغم غير معدة»‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫وَرُطُوبَةً فَرْجِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫فهي طاهرة‪.‬‬

‫الَّذِي لَا يَجِبُ غَسْلُهُ هكذا في «التحفة»؛ خلافًا‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫لـ «المغني» و«النهاية ؛ لكن مقتضى آخر كلام النهاية» أنَّه يُعفى‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫[‪٢٤٦/١‬‬

‫أنَّ رطوبة الفرج ثلاثة‬ ‫وحاصل كلام الشارح ‪ -‬كـ «التحفة» ‪:-‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪١٧٦‬‬

‫وَمَا يَخْرُجُ مِنْ‬ ‫فَإِنَّهُ طَاهِرٌ قَطْعًا‪،‬‬ ‫بِخِلَافِ مَا يَخْرُجُ مِمَّا يَجِبُ غَسْلُهُ ‪:‬‬
‫وَرَاءِ بَاطِنِ الْفَرْجِ ‪ :‬فَإِنَّهُ نَجِسٌ قَطعا ؛ كَكُلِّ خَارِجَ مِنَ الْبَاطِنِ؛ وَكَالْمَاءِ‬
‫الْخَارِج مَعَ الْوَلَدِ أَوْ قُبَيْلَهُ‪ ،‬وَلَا فَرْقَ بَيْنَ انْفِصَالِهَا وَعَدَمِهِ عَلَى الْمُعْتَمَدِ‬
‫وما بعدها)‪ .‬قَالَ بَعْضُهُمْ ‪ :‬الْفَرْقُ بَيْنَ الرُّطُوْبَةِ الظَّاهِرَةِ‬ ‫[انظر‪« :‬التحفة»‬
‫وَالنَّحِسَةِ الاتِّصال والانْفِصَالُ‪ ،‬فَلَوِ انْفَصَلَتْ ؛ فَفِي الْكِفَايَةِ» عَنِ الإِمَامِ‬
‫‪.]٥٠٧/١‬‬ ‫وما بعدها‪،‬‬ ‫كفاية النّبيه لابن الرّفعة ‪٢٥٤/١‬‬ ‫أَنَّهَا نَجسَةٌ [أي‪:‬‬

‫وَلَا يَجِبُ غَسْلُ ذَكَرِ الْمُجَامِعِ وَالْبَيْضِ وَالْوَلَدِ‪.‬‬


‫وَأَفْتَى شَيْخُنَا بِالْعَفْوِ عَنْ رُطُوْبَةِ الْبَاسُوْرِ لِمُبْتَلًى بِهَا‪.‬‬

‫أقسام‪ :‬طاهرة قطعًا ‪ -‬وهي ما تكون في المحل الذي يظهر عند‬ ‫‪:‬‬

‫ونجسة‬ ‫جلوسها‪ ،‬وهو الذي يجب غسله في الغسل والاستنجاء ـ‪،‬‬


‫وطاهرة على الأصح ـ وهي‪:‬‬ ‫قطعا ـ وهي ‪ :‬ما وراء ذَكَرِ الْمُجَامِعِ ‪،‬‬
‫‪]١٠٢/١‬‬ ‫ومثلها «الْبُجَيْرِمِي» [على «شرح المنهج»‬ ‫ما يصله ذَكَرُ الْمُجَامِعِ ‪..‬‬
‫وَالْبَاجُوْرِي‪.‬‬

‫(قوله‪ :‬كَكُلِّ خَارِج مِنَ الْبَاطِنِ أي ‪ :‬فإنَّه نجس‪( .‬وقوله‪:‬‬


‫إلخ) عَطَفَهُ على ما قبله من عَطْفِ الخاص على‬ ‫وَكَالْمَاءِ الْخَارِج ‪...‬‬
‫ولو حذف الواو ـ گـ «التحفة» ـ ليكون مثالا للخارج من‬ ‫العام‪،‬‬
‫الباطن؛ لكان أَوْلَى‪.‬‬
‫قَابَلَ به المعتمد‪.‬‬ ‫إلخ)‬ ‫قَالَ بَعْضُهُمْ ‪:‬‬ ‫( قوله ‪:‬‬

‫إلخ) أي‪ :‬من رطوبة‬ ‫(قوله‪ :‬وَلَا يَجِبُ غَسْلُ ذَكَرِ الْمُجَامِعِ ‪...‬‬
‫الفرج ولو نجسة؛ للعفو عنها‪ ،‬فلا تنجس ما ذُكِرَ‪ ،‬ولا تنجس ـ أيضًا‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬مني المرأة‪.‬‬
‫‪۱۷۷‬‬
‫فيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَيَحِلُّ أَكْلُهُ عَلَى الأَصَح‪.‬‬ ‫وَكَذَا بَيْضُ غَيْرِ مَأْكُوْلٍ‪،‬‬


‫وَشَعْرُ مَأْكُوْلٍ وَرِيْشُهُ إِذَا أَبِيْنَ فِي حَيَاتِهِ‪.‬‬
‫وَلَوْ شَكٍّ فِي شَعْرِ أَوْ نَحْوِهِ‪ ،‬أَهُوَ مِنْ مَأْكُوْلٍ أَوْ مِنْ غَيْرِهِ؟‬
‫أَوْ هَلِ انْفَصَلَ مِنْ حَيْ أَوْ مَيْتٍ؟ فَهُوَ طَاهِرٌ؛ وَقِيَاسُهُ أَنَّ الْعَظْمَ‬

‫فهو‬ ‫أي‪:‬‬ ‫معطوف على قوله «وَكَذَا بَلْغَمُ»‪،‬‬ ‫وَكَذَا بَيْضُ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وَيَحِلُّ أَكْلُهُ) زاد في «التحفة»‪ :‬ما لم يعلم‬ ‫طاهر مثل الْمَنِي‪( .‬وقوله ‪:‬‬
‫ضرره [‪.]۲۹۸/۱‬‬

‫أزيل سواء بنتف أوِ جَزِّ أو‬ ‫(قوله‪ :‬إِذَا أُبِيْنَ فِي حَيَاتِهِ) أي‪:‬‬
‫ويكره نتف شعر الحيوان حيث كان تألمه به يسيرًا؛ وإلا حرم‪،‬‬ ‫تناثر‪.‬‬
‫وكالشعر والريش الصُّوف‬ ‫‪.]١١٥/١‬‬ ‫كما في «الْكُرْدِيّ [أي‪« :‬الوسطى»‬
‫الْقَرْنُ والظُّفر‬ ‫وخرج بما ذكر ‪:‬‬ ‫والوبر‪ ،‬كما في «المنهج القويم» قال‪:‬‬
‫والظُّلْفُ‪ ،‬فهي نجسة‪ .‬اهـ ص ‪ ١٢٢‬وما بعدها]‪ .‬قال في «التحفة»‪ :‬وخرج‬
‫بشعر المأكول ‪ :‬عضو أبين وعليه ‪،‬شعر ‪ ،‬فإنَّه نجس‪ ،‬فكذا شعره‪ ،‬وكذا‬
‫لحمة عليها ريشه‪ ،‬ولا أثر لما بأصلها من الحمرة حيث لا لحم به‪،‬‬
‫وإِن قَلتْ‪.‬‬ ‫بخلافه مع قطعة جِلْد هي مَنْبَتُهُ‬
‫مَنْبَتُهُ وإِن‬ ‫ولا لشعر خرج مع أصله‪،‬‬
‫اهـ [‪.]٣٠٠/١‬‬

‫ومن ذلك ‪ :‬ما عمت‬ ‫كريش وجِلْدِ ولبن‪،‬‬ ‫(قوله ‪ :‬أَوْ نَحْوِهِ) أي ‪:‬‬
‫به البلوى في مِصْرِنَا من الفِراء التي تباع ولا يعرف أصل حيوانها‬
‫الذي أخذت منه‪ ،‬هل هو مأكول اللحم أو لا؟ وهل أخذ بعد تذكيته‬
‫طهارتها ‪ .‬ع ش » [نقله «بج» على «شرح المنهج»‬ ‫أو موته؟ وقياس ما ذُكِرَ ‪:‬‬
‫‪.[١٠٢/١‬‬

‫في «شرح‬ ‫والجلد‪« .‬سم»‬ ‫(قوله ‪ :‬أَنَّ الْعَظْمَ ‪ ...‬إلخ) أي‪:‬‬


‫‪.]۳۲۸/۱‬‬ ‫اهـ (بُجَيْرِمِي» [على «الإقناع»‬ ‫و«ع ش على م ر ‪.‬‬ ‫الغاية»‪،‬‬
‫‪۱۷۸‬‬
‫يدينعلىفتحالمعين‬

‫‪.]٣٠٠/١‬‬ ‫كَذَلِكَ‪ ،‬وَبِهِ صَرَّحَ فِي الْجَوَاهِرِ» [انظر‪« :‬التحفة»‬


‫الْمَيْتَةِ إِنْ تَصَلَّبَ طَاهِرٌ؛ وَإِلَا فَنَجِسٌ‪.‬‬ ‫وَبَيْضُ‬

‫مَاء‬
‫وَسُؤْرُ كُلِّ حَيَوَانٍ طَاهِرٍ طَاهِرٌ‪ .‬فَلَوْ تَنَجَّسَ فَمُهُ ثُمَّ وَلَغَ‬
‫قَلِيْلِ أَوْ مَائِع ‪ :‬فَإِنْ كَانَ بَعْدَ غَيْبَةٍ يُمْكِنُ فِيْهَا طَهَارَتُهُ بِوُلُوْغِهِ فِي مَاءٍ‬
‫كَثِيرٍ أَوْ جَارٍ؛ لَمْ يُنَجِّسْهُ وَلَوْ هِرًا ؛ وَإِلَّا نَجَّسَهُ‪.‬‬
‫كَالسُّيُوطِيِّ تَبَعًا لِبَعْضِ الْمُتَأَخْرِيْنَ ‪ -‬أَنَّهُ يُعْفَى عَنْ‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪-‬‬
‫وَمِنْ دُخَانِ نَجَاسَةٍ‪،‬‬ ‫يَسِيْرٍ عُرْفًا مِنْ شَعْرِ نَجِسٍ مِنْ غَيْرِ مُغَلَّطٍ‪،‬‬

‫العظم‬ ‫وإن كان مرميا؛ لجريان العادة برمي‬ ‫كَذَلِكَ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪.]٣٠١/١‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫اهـ «سم»‬ ‫الطَّاهر‪« .‬م ر»‪.‬‬

‫بخلاف ما لو رأينا قطعة‬ ‫(قوله ‪ :‬وَبِهِ صَرَّحَ فِي الْجَوَاهِرِ») أي‪:‬‬


‫لحم ملقاة وشككنا هل هي من مذكاة أو لا؟ لأنَّ الأصل عـدم‬
‫وإنَّما لم يجر هذا الحُكْم في العظم؛ لأنَّ‬ ‫نهاية) [‪]٢٤٦/١‬‬ ‫التَّذكية‪.‬‬
‫وعدم حفظه وإن كان طاهرا‪،‬‬ ‫كما تقدَّم ‪-‬‬ ‫العادة جرت بإلقائه ‪-‬‬
‫على «حج» [‪.]٣٠٠/١‬‬ ‫أفاده «سم»‬ ‫بخلاف اللحمة‪.‬‬
‫(قوله‪ :‬وَلَوْ هِرَّا) أشار بـ «لو» إلى نزاع فيها‪ .‬قال في «التحفة» ‪:‬‬
‫والنزاع في الهِرَّة بأنَّ ما تأخذه بلسانها قليل لا يطهر فمها‪ ،‬يردُّه أنَّها‬
‫تكرر الأخذ به عند شربها فينجذب إلى جوانب فمها ويطهر جميعه‪.‬‬
‫اهـ [‪.]۹۸/۱‬‬

‫ما لم يشق الاحتراز عنه؛ وإلا‬ ‫عَنْ يَسِيْرِ عُرْفًا أي‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫أيضًا ‪.-‬‬ ‫عُفِيَ عن كثيره ‪-‬‬

‫فيُعفى عن يسيره عُرْفًا‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَمِنْ دُخَانِ نَجَاسَةٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫‪۱۷۹‬‬
‫علىفتوحالمعين‬

‫وَمَا عَلَى مَنْفَذِ غَيْرِ آدَمِيٌّ مِمَّا خَرَجَ‬ ‫وَعَمَّا عَلَى رِجْلِ ذُبَابٍ وَإِنْ رُوِيَ ‪،‬‬
‫وَرَوْثِ مَا نَشْؤُهُ مِنَ الْمَاءِ أَوْ بَيْنَ‬ ‫وَمَا عَلَى فَمِهِ‪،‬‬ ‫وَذَرْقِ طَيْرِ‪،‬‬ ‫مِنْهُ‪،‬‬
‫أَوْرَاقِ شَجَرِ النَّارَجِيْلِ الَّتِي تُسْتَرُ بِهَا الْبُيُوتُ عَنِ الْمَطَرِ حَيْثُ يَعْسُرُ‬
‫صَوْنُ الْمَاءِ عَنْهُ‪ ،‬قَالَ جَمْعٌ ‪ :‬وَكَذَا مَا يُلْقِيْهِ الْفِتْرَانُ مِنَ الرَّوْثِ فِي‬
‫حِيَاضِ الأَخْلِيَةِ إِذَا عَمَّ الابْتِلَاءُ به وَيُؤَيِّدُهُ بَحْثُ الْفَزَارِيِّ‪،‬‬

‫المتصاعد منها بواسطة نار ولو من بخور يوضع على سرجين‪،‬‬ ‫وهو‪:‬‬
‫الريح الخارج‬ ‫ومنه ‪:‬‬ ‫فهو طاهر‪،‬‬ ‫أما المتصاعد منها لا بواسطة نار‬
‫فلو ملأ منه قربة وحملها على‬ ‫فهو طاهر ‪،‬‬ ‫الْكُنُفِ أو من الدُّبُر‪،‬‬ ‫من‬

‫ظهره وصلى بها ؛ صحت صلاته‪.‬‬


‫يُعفى عنه في الماء وغيره‪.‬‬ ‫وَعَمَّا عَلَى رِجْلِ ذُبَابٍ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫(قوله‪ :‬وَذَرْقِ طَيْرِ ) أي ‪ :‬يُعفى عنه بالنّسبة للمكان فقط‪ ،‬فلا‬
‫يُعفى عنه في الثوب والبدن مطلقا‪ ،‬كما في التحفة» [‪ .]۱۲۰/۲‬وبه جزم‬
‫لكن قضيَّة تشبيه الشيخين‬ ‫قال في المنهج القويم‬ ‫في «الأنوار»‪.‬‬
‫العفو عنه بالعفو عن طين الشارع ‪ :‬العفو عمَّا يعسر الاحتراز عنه غالبًا‬
‫ص ‪ .]٢١٢‬وفي «الإيعاب ‪ :‬العفو عنه في الثَّوب والبدن متَّجه إن تعذر‬
‫أو تعسّر الاحتراز عنه فيهما ‪ -‬كمن بالمسجد الحرام ؛ وإلا فلا‪،‬‬
‫ونحوه «الإمداد» و«فتح الجواد»‬ ‫وعليه يُحمل كلام الأنوار»‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫[‪ .]۲۱۷/۱‬وعلى كُلِّ فشرط العفو أن يشقّ الاحتراز عنه‪ ،‬وأن لا‬
‫يتعمَّد المشي عليه من غير حاجة‪ ،‬وأن لا يكون هو أو مماشه رطبا‪.‬‬
‫فيُعفى عنها‬ ‫الطَّير ‪ -‬من نجاسة‪،‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وَمَا عَلَى فَمِهِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫إذا شرب من ماء‪.‬‬

‫المار قريبًا‪.‬‬ ‫وَيُؤَيِّدُهُ بَحْثُ الْفَزَارِي) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫‪1^.‬‬
‫السفيدِينَ علىفتحالمعين‬

‫انتهى [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫وَشَرْطُ ذَلِكَ كُلِّهِ إِذَا كَانَ فِي الْمَاءِ ‪ :‬أَنْ لَا يُغَيِّرَ‪.‬‬
‫إلى ‪.]٩٨‬‬ ‫‪٥/١‬‬

‫كَذَا أَظْلَقُوْهُ وَلَمْ‬ ‫وَيُعْفَى عَنْ قَلِيْل شَعْرِهِ كَالثَّلَاثِ‪،‬‬ ‫وَالزَّبَادُ طَاهِرٌ‪،‬‬
‫يُبَيِّنُوا أَنَّ الْمُرَادَ الْقَلِيْلُ فِي الْمَأْخُوْذِ لِلاسْتِعْمَالِ أَوْ فِي الإِنَاءِ الْمَأْخُوْذِ‬
‫وَالَّذِي يَتَّجِهُ الأَوَّلُ إِنْ كَانَ جَامِدًا؛ لأَنَّ الْعِبْرَةَ فِيْهِ‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫مِنْهُ‪،‬‬
‫فَإِنْ كَثُرَتْ فِي مَحَلِّ وَاحِدٍ‪ :‬لَمْ يُعْفَ عَنْهُ؛ وَإِلَّا‬ ‫بِمَحَلِّ النَّجَاسَةِ فَقَط ‪،‬‬
‫فَإِنْ قَلَّ الشَّعْرُ‬ ‫فَإِنَّ جَمِيْعَهُ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ‪،‬‬ ‫بِخِلَافِ الْمَائِعِ ‪،‬‬ ‫عُفِيّ‪،‬‬
‫‪.]٢٩٩/١‬‬ ‫وَلَا نَظَرَ لِلْمَأْخُوْذِ حِينَئِذٍ [في‪« :‬التحفة»‬ ‫عُفِيَ عَنْهُ؛ وَإِلَّا فَلَا‪،‬‬ ‫فِيْهِ ‪:‬‬
‫أَنَّهُ يُعْفَى عَنْ‬ ‫وَنَقَلَ الْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ عَنِ ابْنِ الصَّبَّاعَ وَاعْتَمَدَهُ ‪:‬‬
‫فَلَا يَنْجُسُ مَا شَربَ مِنْهُ وَأُلْحِقَ بِهِ فَمُ مَا يَجْتَرُّ مِنْ‬ ‫جِرَّةِ الْبَعِيرِ وَنَحْوِهِ‪،‬‬
‫وَلَدِ الْبَقَرِ وَالضَّأْنِ إِذَا الْتَقَمَ أَخْلَافَ أُمِّهِ‪.‬‬
‫يُعْفَى عَمَّا اتَّصَلَ بِهِ شَيْءٌ مِنْ أَفْوَاءِ الصِّبْيَانِ‬ ‫وَقَالَ ابْنُ الصَّلَاح‪:‬‬
‫وَجَزَمَ بِهِ‬ ‫وَأَلْحَقَ غَيْرُهُ بِهِمْ أَفْوَاهَ الْمَجَانِيْنِ‪،‬‬ ‫مَعَ تَحَقُّقِ نَجَاسَتِهَا‪.‬‬
‫‪.]٨٥/١‬‬ ‫الزَّرْكَشِيُّ [انظر ما سبق في‪« :‬النهاية»‬

‫وأن لا يكون‬ ‫وأن يكون من غير مغلظ‪،‬‬ ‫أَنْ لَا يُغَيِّرَ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫أن لا يكون ثَمَّ‬ ‫أيضًا ‪:-‬‬ ‫اشترط ‪-‬‬ ‫بفعله؛ فإن كان في غير الماء ‪:‬‬
‫رطوبة‪.‬‬

‫كما هو المعروف المشاهد‪.‬‬ ‫عَرَقُ سِنَّوْرٍ بَرِّي‪،‬‬ ‫وَالزَّبَادُ) هو ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫من كُلِّ ما يجتر من الحيوانات‪.‬‬ ‫وَنَحْوِهِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وَقَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ تقدَّم فيما نقلناه ما يؤيده عند‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫نقل الشارح ما يخالف ذلك؛ فلا تَغْفُل‪.‬‬
‫‪۱۸۱‬‬
‫تر المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫خِلَافًا‬ ‫(وَ) كـ (مَيْتَةِ) وَلَوْ نَحْوَ ذُبَابٍ مِمَّا لَا نَفْسَ لَهُ سَائِلَةٌ‪،‬‬
‫لِلْقَفَّالِ وَمَنْ تَبِعَهُ فِي قَوْلِهِ بِطَهَارَتِهِ لِعَدَمِ الدَّمِ الْمُتَعَفِّنِ كَمَالِكِ وَأَبِي‬
‫حَنِيْفَةَ؛ فَالْمَيْتَةُ نَجَسٌ وَإِنْ لَمْ يَسِلْ دَمُهَا‪ ،‬وَكَذَا شَعْرُهَا وَعَظْمُهَا‬
‫وَقَرْنُهَا ؛ خِلَافًا لأَبِي حَنِيفَةَ إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا دَسَمٌ‪.‬‬

‫وَأَفْتَى الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرِ الْعَسْقَلانِيُّ بِصِحَّةِ الصَّلَاةِ إِذَا حَمَلَ‬


‫الْمُصَلِّي مَيْتَةَ ذُبَابٍ إِنْ كَانَ فِي مَحَلِّ يَشُقُّ الاحْتِرَازُ عَنْهُ‪.‬‬
‫وَأَمَّا الْآدَمِيُّ ‪:‬‬ ‫غَيْرِ بَشَرٍ وَسَمَكِ وَجَرَادٍ)؛ لِحِلِّ تَنَاوُلِ الأَخِيْرَيْنِ‪،‬‬

‫والذَّكاة لا تعمل شيئًا فيما لا يؤكل عندنا‬ ‫وَكَمَيْتَةِ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫كأحمد‪ ،‬وإذا ذكيت صارت ميتة؛ وعند مالك تعمل إلا في الخنزير‪،‬‬
‫وإذا ذكي عنده سَبع أو كلب؛ فجِلْده طاهر يجوز بيعه والوضوء فيه‬
‫وإن لم يدبغ‪ ،‬وكذا عند أبي حنيفة وأنَّ جميع أجزائه من لحم وجلد‬
‫طاهر‪ ،‬إِلَّا أَنَّ اللَّحم عنده محرم؛ وعند مالك مكروه‪ .‬ولا يجوز‬
‫الانتفاع بشعر الخنزير في الخرز عندنا؛ ورخص فيه أبو حنيفة‬
‫اهـ «رحمة»‬ ‫الخرز بالليف أحبُّ إليَّ‪.‬‬ ‫ومالك؛ وكرهه أحمد وقال ‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫اص ‪٩‬‬

‫مِمَّا لَا نَفْسَ لَهُ سَائِلَةٌ أي‪ :‬لا دم له سائل عند شقّ‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫الدبور ـ وَوَزَعَ وقَمْلٍ‬ ‫وهو‪:‬‬ ‫عضو منه؛ كنمل وعقرب وزُنْبُورٍ ‪-‬‬
‫وبرغوت‬
‫‪.‬‬

‫خلافًا لأبي حَنِيْفَةَ أي في قوله بطهارة الثلاثة (إِذَا لَمْ‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫والدَّسم طاهر فيما عدا الشعر‪.‬‬ ‫يَكُنْ عَلَيْهَا دَسَمٌ)‬
‫غير ميتة‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وفيه تقدير مضاف‪،‬‬ ‫نعت لـ «ميتة»‪،‬‬ ‫بَشَرِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الجِنّ والمَلَك بناءً على أنَّ الملائكة‬ ‫ومثل البشر ‪:‬‬ ‫إلخ‪.‬‬ ‫بشر ‪...‬‬
‫تربيةالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪۱۸۲‬‬

‫وَقَضِيَّةُ التَّكْرِيم‪:‬‬ ‫[الإسراء‪،]٧٠ :‬‬ ‫﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي عَادَمَ‬ ‫فَلِقَوْلِهِ تَعَالَى‪:‬‬
‫أَنْ لَا يُحْكَمَ بِنَجَاسَتِهِمْ بِالْمَوْتِ‪.‬‬
‫وَجَنِيْنِ مُذَكَّاةٍ مَاتَ بِذَكَاتِهَا‪.‬‬ ‫وَغَيْرِ صَيْدٍ لَمْ تُدْرَكْ ذَكَاتُهُ‪،‬‬

‫وَيَحِلُّ أَكُلُ دُوْدِ مَأْكُوْلٍ مَعَهُ‪ ،‬وَلَا يَجِبُ غَسْلُ نَحْوِ الْفَمِ مِنْهُ‪.‬‬
‫وَنَقَلَ فِي الْجَوَاهِرِ) عَنِ الأَصْحَابِ ‪ :‬لَا يَجُوْزُ أَكْلُ سَمَكِ مُلْحَ‬
‫وَظَاهِرُهُ ‪ :‬لَا فَرْقَ بَيْنَ‬ ‫وَلَمْ يُنْزَعْ مَا فِي جَوْفِهِ ‪ ،‬أَيْ‪ :‬مِنَ الْمُسْتَقْذَرَاتِ‪،‬‬
‫لَكِنْ ذَكَرَ الشَّيْخَانِ جَوَازَ أَكْلِ الصَّغِيْرِ مَعَ مَا فِي جَوْفِهِ؛‬ ‫صَغِيْرِهِ وَكَبِيْرِهِ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫لِعُسْرِ تَنْقِيَةِ مَا فِيْهِ [انظر‪« :‬الروضة»‬

‫‪.]٤٤١/١‬‬ ‫ورجَّحه الْبَاجُوْرِيُّ هنا على «شرح ابن قاسم»‬ ‫أجسام لها ميتة‪،‬‬
‫إنَّها أشباح نورانيَّة تنطفئ بموتها ؛ قال الْبَاجُوْرِيُّ في‬ ‫وأما إن قلنا ‪:‬‬
‫وهو الحَقُّ ‪ ،‬فلا ميتة لها على «شرح ابن قاسم» ‪.]٢١٤/١‬‬ ‫باب الطَّهارة‪:‬‬

‫(قوله ‪ :‬أَنْ لَا يُحْكَمَ بِنَجَاسَتِهِمْ) هو قول مالك وأحمد والشافعي‬


‫في أرجح قوليه؛ مع قول أبي حنيفة والمرجوح من قولي الشَّافعيّ أنَّه‬
‫ورحمة‬ ‫ينجس‪ ،‬لكنه يطهر بالغسل‪ .‬اهـ‪ .‬كذا في الميزان» [‪]٣٤٩/١‬‬
‫الأمة» اص ‪]١٠‬؛ فانظر سند الْمُحَشِّي في نقله عن مالك خلاف ذلك‪.‬‬
‫قال في‬ ‫بأن مات بنحو جارحة‪.‬‬ ‫(قوله ‪ :‬لَمْ تُدْرَكْ ذَكَاتُهُ ‪:‬أي‪:‬‬
‫وذبح أُمّ الجنين ذكاته‬
‫الصيد وذبح‬
‫وضغطة الصيد‬
‫النَّادِّ وضغطة‬
‫ونحو عقر النَّادِّ‬ ‫فتح الجواد ‪:‬‬
‫اهـ [‪.]٢٩/١‬‬ ‫شرعًا‪.‬‬

‫كدُود الفواكه والجبن والخَلِّ ونحوها‪.‬‬ ‫(قوله ‪ :‬دُوْدِ مَأْكُوْلٍ) أي ‪:‬‬


‫مَعَهُ) أي ‪ :‬لا وحده؛ لعسر تمييزه‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الجَرَاد؛ وإن‬ ‫مثله ‪:‬‬ ‫جَوَازَ أَكل الصَّغِيْرِ مَعَ مَا فِي جَوْفِهِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪.]٣٢٩/١‬‬ ‫على «الإقناع»‬ ‫كان الأصحُ نجاسته‪ ،‬كما في الْبُجَيْرِمِي»‬
‫‪GY ۱۸۳‬‬ ‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَدَخَلَتِ الْقَطْرَةُ مِنَ‬ ‫صَالِحٍ لِلإِسْكَارِ‪،‬‬ ‫(وَ) گـ (مُسْكِرِ) أَيْ ‪:‬‬


‫الْمُتَّخَذَةُ مِنَ الْعِنَبِ ‪ -‬وَنَبِيْذ ‪ -‬وَهُوَ ‪:‬‬ ‫كَخَمْرٍ ‪ -‬وَهِيَ ‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫الْمُسْكِرِ‪( .‬مَائِعِ)‬
‫الْمُتَّخَذُ مِنْ غَيْرِهِ ‪.-‬‬

‫وَخَرَجَ بِـ «الْمَائِعِ نَحْوُ الْبَنْحِ وَالْحَشِيْشِ‪.‬‬


‫وَتَظْهرُ خَمْرٌ تَخَلَّلَتْ بِنَفْسِهَا مِنْ غَيْرِ مُصَاحَبَةِ عَيْنٍ أَجْنَبِيَّةٍ لَهَا وَإِنْ‬
‫لَمْ تُؤَكِّرْ فِي التَّخْلِيْل كَحَصَاةٍ‪ ،‬وَيَتْبَعُهَا فِي الطَّهَارَةِ‪ :‬الدَّنُّ وَإِنْ تَشَرَّبَ‬
‫مِنْهَا أَوْ غَلَتْ فِيْهِ وَارْتَفَعَتْ بِسَبَبِ الْغَلَيَانِ ثُمَّ نَزَلَتْ‪ ،‬أَمَّا إِذَا ارْتَفَعَتْ‬
‫بِلَا غَلَيَانٍ بَلْ بِفِعْلِ فَاعِلٍ ‪ :‬فَلَا يَظْهرُ وَإِنْ غُمِرَ الْمُرْتَفِعُ قَبْلَ جَفَافِهِ‬

‫ولو مع ضَمِيْمَةٍ لغيره ؛ وإِلَّا‬ ‫صَالِح لِلإِسْكَارِ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪ :‬أَيْ ‪:‬‬
‫‪ ]٧٢/١‬و«سم» [على‬ ‫على «التحفة»‬ ‫كما في «الْبَصْرِي»‬ ‫لم تدخل القطرة‪،‬‬
‫‪.]٢٨٨/١‬‬ ‫«التحفة»‬

‫النَّبيذ فيما ذُكِرَ على‬ ‫وَتَظْهرُ خَمْرٌ تَخَلَّلَتْ مثلها ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫المعتمد‪ ،‬كما في المنهج القويم ص ‪ .]۱۲۳‬قال في «الصُّغرى»‪ :‬ولا‬
‫يضره إدخال الماء عليه (‪ )۱‬؛ لأنَّه من ضرورته‪ .‬اهـ‪ .‬قال الخطيب‪ :‬قال‬
‫الْحَلِيْمِيُّ ‪ :‬قد يصير العصير خَلَّا من غير تخمر في ثلاث صور ‪:‬‬
‫إحداها ‪ :‬أن يُصَبَّ في الدَّنَّ الْمُعَتَّقِ بالخَلِّ‪ ،‬ثانيها ‪ :‬أن يُصَبَّ الخَلُّ‬
‫العصير فيصير بمخالطته خَلَّا من غير تخمر‪ ،‬لكن محله ـ كما عُلم‬
‫‪-‬‬

‫ممَّا مرَّ ‪ -‬أن لا يكون العصير غالباً ثالثها أن تُجَرَّدَ حَبَّات العنب‬
‫وجزم‬ ‫‪.]٢٣٧/١‬‬ ‫اهـ [«المغني»‬ ‫من عناقيده ويملأ بها الدَّنُّ ويطيَّن رأسه‪.‬‬
‫إلى ‪.]٣٠٦‬‬ ‫بذلك ابن حجر [في‪« :‬التحفة»‬

‫الخطيَّة ‪ :‬فيه‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫كذا في الأصل المطبوع‪ .‬أمَّا في نُسخة «الصُّغرى»‬ ‫( ‪)1‬‬
‫شيخالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪١٨٤‬‬

‫بَعْدَهُ بِخَمْرٍ أُخْرَى عَلَى الأَوْجَهِ‪ ،‬كَمَا جَزَمَ بِهِ شَيْخُنَا في «فتح الجواد»‬
‫‪.[٣١/١‬‬

‫وَالَّذِي اعْتَمَدَهُ شَيْخُنَا الْمُحَقِّقُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ زِيَادٍ‪ :‬أَنَّهَا تَظْهُرُ‬
‫إِنْ غُمِرَ الْمُرْتَفِعُ قَبْلَ الْجَفَافِ لَا بَعْدَهُ ‪ ،‬ثُمَّ قَالَ‪ :‬لَوْ صُبَّ خَمْرٌ فِي إِنَاءٍ‬
‫ثُمَّ أُخْرِجَتْ مِنْهُ وَصُبَّ فِيْهِ خَمْرٌ أُخْرَى بَعْدَ جَفَافِ الْإِنَاءِ وَقَبْلَ غَسْلِهِ؛‬
‫انتهى‪.‬‬ ‫وَإِنْ تَخَلَّلَتْ بَعْدَ نَقْلِهَا مِنْهُ فِي إِنَاءٍ آخَرَ‪.‬‬
‫الْحُمُوْضَةُ فِي طَعْمِهَا؛ وَإِنْ لَمْ‬ ‫وَالدَّلِيلُ عَلَى كَوْنِ الْخَمْرِ خَلَّا ‪:‬‬
‫يُوْجَدْ نِهَايَةُ الْحُمُوْضَةِ؛ وَإِنْ قَذَفَتْ بِالزَّبَدِ‪.‬‬

‫(قوله‪ :‬كَمَا جَزَمَ بِهِ شَيْخُنَا) أي‪ :‬في فتح الجواد»‪ ،‬وهذا هو‬
‫وظاهر «الأسنى»؛ خلافًا لِمَا نَقَلَهُ عنه الْكُرْدِيُّ في‬ ‫صريح «الغُرر»‪،‬‬
‫«حواشیه»‪.‬‬

‫إلخ) نَقَلَهُ ‪ -‬أيضًا ـ في «النهاية» عن‬ ‫وَالَّذِي اعْتَمَدَهُ‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫واعتمد في‬ ‫واعتمده الزَّيَّادِيُّ في شرح المحرَّر»‪.‬‬ ‫والده وأقرَّه ‪]٢٤٩/١[،‬‬
‫«المغني» أنَّها تطهر وإن جَفَّ الأوَّل [‪ .]۲۳۷/۱‬قال في «الصُّغرى»‪:‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫وأوجهها أوسطها‪.‬‬

‫الخمر التى صُبَّتْ‪( .‬وقوله ‪ :‬وَإِنْ‬ ‫(قوله‪ :‬لَمْ تَظْهُرْ) أي‪:‬‬


‫الخمر الَّتي صُبَّتْ ؛ وفي نُسَخ ‪« :‬وَإِذَا تَخَلَّلَتْ» (‪، )١‬‬ ‫تَخَلَّلَتْ) أي‪:‬‬
‫ولم أَرَ ذلك في‬ ‫وعلى كلا النسختين فَفِيهَا من الرِّكَةِ ما لا يخفى‪،‬‬
‫وما‬ ‫للسَّيِّد عبد الرَّحمن مشهور ص ‪۱۳۱‬‬ ‫مختصر فتاوی ابن زياد‬
‫بعدها]‪.‬‬

‫عمَّار]‪.‬‬ ‫إِذَا تَخَلَّلَتْ‪.‬‬ ‫في «القديمة»‪:‬‬ ‫(‪)۱‬‬


‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬
‫‪۱۸۵‬‬

‫بِحَيْثُ لَا يَعُوْدُ إِلَيْهِ نَتَنْ‬ ‫وَيَظْهُرُ جِلْدٌ نَجُسَ بِالْمَوْتِ بِانْدِبَاغِ نَقَّاهُ‪،‬‬
‫وَلَا فَسَادٌ لَوْ نُقِعَ فِي الْمَاءِ‪.‬‬

‫هذا ثاني اثنين تستثنى من قولهم‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫وَيَظْهرُ جلْدٌ ‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫والجلد النَّجس‬ ‫لا يطهر نجس العين الخمر إذا تخلَّلت بشرطها‪،‬‬
‫بالموت إذا دبغ‪ .‬قال في «التحفة ‪ :‬ولا ثالث لهما في الحقيقة‬
‫نعم‪،‬‬ ‫فيجوز بيعه والصَّلاة فيه واستعماله في الرطب‪.‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫[‪،]٣٠٣/١‬‬
‫يحرم أكله ولو من مأكول ؛ لانتقاله لطبع النّياب‪ ،‬ولا يطهر شعره؛ إذ‬
‫فَيَظْهرُ حقيقة تبعًا كدَنٌ‬ ‫لا يتأثر بالدباغ‪ ،‬لكن يُعفى عن قليله عُرْفًا‪،‬‬
‫الخمر واختار كثيرون طهارة جميعه؛ لأنَّ الصَّحابة قسموا الفراء‬ ‫‪،‬‬

‫وهي من دباغ المجوس وذبحهم ولم ينكره أحد‪ .‬اهـ [‪ .]٣٠٨/١‬وقوله ‪:‬‬
‫فَيَظْهرُ‪ ،‬وفاقًا لشيخ الإسلام ؛ وقال في المغني» و«النهاية» [‪:]٢٥٠/١‬‬
‫إنَّه نجس يُعفى عنه‪ .‬واعتمد م ر جواز أكله إن كان من مأكول [أي‪:‬‬
‫قال في‬ ‫‪.]٢٥١/١‬‬ ‫في‪« :‬النهاية»؛ وانظر ما قاله ع ش والرَّشِيدِيُّ عليها ‪،١٤٧/١‬‬
‫«‬

‫المنهج القويم»‪ :‬ثُمَّ هو بعد الاندباغ كثوب متنجس‪ ،‬فلا بُدَّ لنحو‬
‫المراد‪:‬‬ ‫قال «سم»‪:‬‬ ‫اهـ [ ص ‪.]١٢٤‬‬ ‫الصَّلاة فيه أو عليه من تطهيره‪.‬‬

‫‪.]٣٠٩/١‬‬ ‫تطهير ما لاقاه الدباغ فقط‪ .‬اهـ [على «التحفة»‬

‫وليس للنار والشَّمس في إزالة النَّجاسة تأثير إلا عند أبي حنيفة‪،‬‬
‫وكذلك‬ ‫حتَّى إنَّ جلد الميتة إذا جفَّ في الشَّمس طهر عنده بلا دبغ‪،‬‬
‫إذا كان على الأرض نجاسة فجفَّت في الشمس طهر موضعها‪،‬‬
‫وجازت الصَّلاة عليه‪ ،‬لا التّيمم ‪،‬به وكذلك النَّار تزيل النَّجاسة عنده‪.‬‬
‫ص ‪.] ٦‬‬ ‫اهـ [«رحمة الأُمة»‬

‫خرج به الكلب والخنزير والمتولد منهما أو‬ ‫بِالْمَوْتِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫فلا‬ ‫بل هي نجسة قبل الموت‪،‬‬ ‫فإنَّها لم تنجس بالموت‪،‬‬ ‫من أحدهما‪،‬‬
‫حالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪26 ١٨٦‬‬
‫‪117‬‬

‫وَفَرْعِ كُلِّ مِنْهُمَا مَعَ الْآخَرِ أَوْ مَعَ غَيْرِهِ‬ ‫(و) كَـ (كَلْبِ وَخِنْزِيْرِ)‪،‬‬
‫وَلَوْ آدَمِيًّا‪.‬‬

‫وه و‬

‫وَكَذَا نَسْجُ عَنْكَبُوْتٍ عَلَى الْمَشْهُوْرِ كَمَا قَالَهُ‬ ‫وَدُوْدُ مَيْتَتِهِمَا طَاهِرٌ‪.‬‬

‫على‬ ‫تطهر بالدَّبغ‪ ،‬قال الْكُرْدِيُّ ‪ :‬لكن رأيت في حاشية الْمَرْحُوْمِي»‬


‫أنَّ‬
‫الْعُدَّةِ»»‬
‫«الْعُدَّة‬
‫إقناع الخطيب» عن ابن قاسم ‪ -‬نقلًا عن صاحب «‬
‫‪.]١١٥/١‬‬ ‫وإِنَّما شعره في لحمه‪ .‬اهـ [«الوسطى»‬ ‫الخنزير لا جلد له ‪،‬‬
‫وَكَكَلْبٍ وَخِنْزِيْرِ أي فالكلب نجس عندنا كأحمد‪،‬‬ ‫‪:‬‬
‫(قوله‪:‬‬
‫يغسل الإناء من ولوغه فيه سَبْعًا؛ لنجاسته كما سيأتي بيانه؛ وقال أبو‬
‫ولكن جعل غسل ما تنجس به کغسل سائر‬ ‫حنيفة بنجاسته‬
‫كَفَى ؛ وإِلَّا فلا بُدَّ‬ ‫فإذا غلب على ظَنّه زواله ولو بغسلة ‪:‬‬ ‫النَّجاسات‪،‬‬
‫من غسله حتّى يغلب على ظَنّه إزالته ولو عشرين مرة؛ وقال مالك‪:‬‬
‫والخنزير‬ ‫لكن يغسل الإناء تَعَبُّدا‪.‬‬ ‫هو طاهر لا ينجس ما ولغ فيه‪،‬‬
‫حكمه كالكلب يغسل ما تنجس به سَبْع مرَّات على الأصح من مذهب‬
‫الرَّاجح من حيث الدليل أنه يكفي في‬ ‫وقال النَّوَوِيُّ ‪:‬‬ ‫الشَّافعي‪،‬‬
‫وهو‬ ‫وبهذا قال أكثر العلماء‪،‬‬ ‫الخنزير غسلة واحدة بلا تراب‬
‫المختار؛ ومالك يقول بطهارته حَيًّا؛ وليس لنا دليل واضح على‬
‫يغسل كسائر النجاسات‪ .‬اهـ‬ ‫نجاسته في حال حياته ؛ وقال أبو حنيفة ‪:‬‬
‫[ص ‪.]۸‬‬ ‫«رحمة»‬

‫قال‬ ‫طَاهِرُ)‬ ‫الكلب والخنزير‪( .‬وقوله ‪:‬‬ ‫وَدُوْدُ مَيْتَتِهَمَا ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫اهـ [‪.]٢٨/١‬‬ ‫لأنَّه متولد من عفونتها لا من عينها‪.‬‬ ‫في «فتح الجواد»‪:‬‬

‫(قوله ‪ :‬وَكَذَا نَسْجُ عَنْكَبُوْتِ أي ‪ :‬طاهر ؛ لأنَّ نجاسته تتوقف‬


‫على تحقق كونه من لعابها ‪ ،‬أو أنَّها لا تتغذَّى إلَّا بالذُّباب‪ ،‬وأنَّ ذلك‬
‫‪۱۸۷‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَمَا‬ ‫الْعُدَّةِ) وَ(الْحَاوِي بِنَجَاسَتِهِ‪.‬‬ ‫وَجَزَمَ صَاحِبُ‬ ‫السُّبْكِيُّ وَالأَذْرَعِيُّ‪.‬‬


‫يَخْرُجُ مِنْ جِلْدِ نَحْوِ حَيَّةٍ فِي حَيَاتِهَا كَالْعَرَقِ عَلَى مَا أَفْتَى بِهِ بَعْضُهُمْ‪،‬‬
‫لَكِنْ قَالَ شَيْخُنَا ‪ :‬فِيْهِ نَظَرٌ ‪ ،‬بَل الأَقْرَبُ أَنَّهُ نَجِسٌ ؛ لأَنَّهُ جُزْءٌ مُتَجَسِّدٌ‬
‫‪.]٢٩٧/١‬‬ ‫فَهُوَ كَمَيْتَتِهِ [انظر العبارة كاملة في ‪« :‬التحفة»‬
‫‪:‬‬
‫مُنْفَصِلٌ مِنْ حَيٍّ ‪،‬‬
‫وَقَالَ أَيْضًا ‪ :‬لَوْ نَزَا كَلْبٌ أَوْ خِنْزِيْرٌ عَلَى آدَمِيَّةٍ فَوَلَدَتْ آدَمِيًّا ؛‬
‫وَمَعَ ذَلِكَ هُوَ مُكَلَّفٌ بِالصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا‪،‬‬ ‫كَانَ الْوَلَدُ نَجِسًا‪،‬‬

‫النَّسج قبل احتمال طهارة فمها ؛ وأنَّى بواحد من هذه الثلاثة‪« .‬تحفة»‬
‫والكاف في‬ ‫معطوف عليه‪،‬‬ ‫إلخ)‬ ‫وَمَا يَخْرُجُ ‪...‬‬ ‫[‪( .]٢٩٧/١‬وقوله‪:‬‬
‫كما تفيده عبارة «التحفة» [‪.]٢٩٧/١‬‬ ‫للتَّنظير‪،‬‬ ‫«الْعَرَقِ»‬
‫وبَحْثُ طهارته نظرًا‬ ‫(قوله ‪ :‬كَانَ الْوَلَدُ نَجِسًا قال في «التحفة»‬
‫لصورته بعيد من كلامهم‪ ،‬بخلافه في التكليف؛ لأنَّ مناطه العقل‪،‬‬
‫نظير‬ ‫بل وإلى غيره‬ ‫ولا ينافيه نجاسة عينه ؛ للعفو عنها بالنّسبة إليه‪،‬‬
‫فيدخل المسجد‬ ‫ما يأتي في الوشم ولو بمغلّظ إذا تعذرت إزالته‪.‬‬
‫وميل‬ ‫ويؤمهم؛ لأنه لا تلزمه إعادة‪.‬‬ ‫ويماس الناس ‪ -‬ولو مع الرطوبة ‪-‬‬
‫أحد‬
‫في‬ ‫الإِسْنَوِي إلى عدم حِلَّ مناكحته ـ وجزم به غيره ؛ لأنَّ‬
‫وإن‬ ‫رجلًا كان أو امرأة‪ ،‬ولو لمن هو مثله‪،‬‬ ‫أصليه ما لا يحِلُّ‪،‬‬
‫وقضيَّة ما يأتي في النكاح من أنَّ شرط حِلِّ التَسرِّي‬ ‫استويا في الدين‪.‬‬
‫حِلُّ المناكحة ‪ :‬أنَّه لا يحِلُّ له وطء أمته بالملك أيضًا‪ ،‬لكن لو قيل‬
‫لا‬ ‫قيل ‪:‬‬ ‫ويقتل بالحُرِّ المسلم‪،‬‬ ‫باستثناء هذا إذا تحقق العنت؛ لم يبعد‪.‬‬
‫فطمه عن مراتب الولايات ونحوها كالقِنِّ‪،‬‬ ‫وقياسه‬ ‫عکسه؛ لنقصه‪،‬‬

‫بل أَوْلَى‪ .‬نعم‪ ،‬فيه دِيَةٌ إن كان حُرًّا ؛ لأنَّها تعتبر بأشرف الأبوين‪ .‬اهـ‬
‫وفاقًا‬ ‫إلخ‪،‬‬ ‫فطمه عن مراتب الولايات‪...‬‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫[‪٢٩١/١‬‬
‫بطهارته حيث‬ ‫وأفتى «م ر»‬ ‫للخطيب؛ وخلافًا للرَّملي‪ .‬قال الْكُرْدِيُّ ‪:‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪۱۸۸‬‬

‫إِذْ لَا‬ ‫وَأَنَّهُ يَجُوْزُ إِمَامَتُهُ ‪،‬‬ ‫أَنَّهُ يُعْفَى عَمَّا يُضْطَرُّ إِلَى مُلَامَسَتِهِ‪،‬‬ ‫وَظَاهِرٌ ‪:‬‬
‫انتهى‪.‬‬ ‫وَدُخُولُهُ الْمَسْجِدَ حَيْثُ لَا رُطُوبَةَ لِلْجَمَاعَةِ وَنَحْوِهَا‪.‬‬ ‫إِعَادَةَ عَلَيْهِ‪،‬‬

‫في‬ ‫قال «سم»‬ ‫فإن كان على صورة الكلب‬ ‫كان على صورة الآدمي‪،‬‬
‫وأن لا يكلف وإن تكلم‬ ‫ينبغي نجاسته‪،‬‬ ‫حواشي التحفة) [‪:]۲۹۰/۱‬‬
‫والأصل عدم‬ ‫وميز وبلغ مُدَّة بلوغ الآدمي؛ إذ هو بصورة الكلب‪،‬‬
‫آدميته‪ .‬اهـ [«الوسطى» ‪.]١١٢/١‬‬

‫تقدَّم لك في عبارة «التحفة»‬ ‫إلخ)‬ ‫وَظَاهِرٌ ‪ :‬أَنَّهُ يُعْفَى ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ما يبين ذلك‪.‬‬

‫إلَّا‬ ‫فالجماد كله طاهر‪،‬‬ ‫أَعْلَمُ أَنَّ الأعيان جماد وحيوان ‪:‬‬ ‫تَتِمَّةٌ ‪:‬‬
‫وهو ما ذكره الْمُصَنِّفُ بقوله‪« :‬كُلُّ‬ ‫ما نصَّ الشارع على نجاسته‪،‬‬
‫وكذا الحيوان كله طاهر‪ ،‬إلَّا ما استثناه الشارع ‪-‬‬ ‫مُسْكِرٍ مَائِع‪،‬‬
‫إلخ»‪« .‬نهاية»‬ ‫وَكَلْبُ ‪...‬‬ ‫وقد نَبَّه الْمُصَنِّفُ على ذلك بقوله ‪:‬‬ ‫أيضًا ‪،‬‬
‫[‪ ]٢٣٥/١‬و(مغني) [‪.]٢٢٦/١‬‬

‫وبالجماد ما‬ ‫قال الْبَاجُوْرِيُّ والمراد بالحيوان ما له روح‪،‬‬


‫ليس بحيوان ولا أصل ‪،‬حيوان ولا جزء ‪،‬حیوان‪ ،‬ولا منفصل عن‬
‫تابع‬ ‫المني والعلقة والمضغة ‪-‬‬ ‫وهو‬ ‫وأصل كل حيوان ‪-‬‬ ‫حيوان‪.‬‬
‫والمنفصل من‬ ‫وجزء الحيوان كميتته كذلك‪.‬‬ ‫لحيوانه طهارة ونجاسة‪.‬‬
‫إن كان رَشْحًا ـ كالعرق‬ ‫ومن الطَّاهر‪:‬‬ ‫الحيوان النَّجس نجس مطلقًا‪،‬‬
‫أو ممَّا له استحالة في الباطن؛ فنجس‬ ‫؛ فطاهر‪،‬‬ ‫والريق ونحوهما‬
‫‪۱۸۹‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَيَظْهرُ مُتَنَجِّسٌ بِعَيْنِيَّةِ بِغَسْلٍ مُزِيْلٍ لِصِفَاتِهَا مِنْ طَعْمٍ وَلَوْنِ وَرِيْحٍ‪ ،‬وَلَا‬
‫يَضُرُّ بَقَاءُ لَوْنٍ أَوْ رِيْحٍ عَسُرَ زَوَالُهُ وَلَوْ مِنْ مُغَلَّظُ‪ ،‬فَإِنْ بَقِيَا مَعًا ‪ :‬لَمْ يَظْهَرُ‪.‬‬

‫كاللبن من المأكول والآدمي‪،‬‬ ‫كالبول‪ .‬نعم‪ ،‬ما استحال لصلاح ‪-‬‬


‫ما في الكون‪ :‬إما جماد أو‬ ‫جميع‬ ‫أنّ‬ ‫والحاصل ‪:‬‬ ‫طاهر‪.‬‬ ‫وكالبيض ‪-‬‬
‫حيوان أو فضلات؛ فالحيوان كلُّه طاهر‪ ،‬إلَّا الكلب والخنزير وفرع‬
‫كل منهما ؛ والجماد كلُّه طاهر‪ ،‬إلَّا المسكر؛ والفضلات قد علمت‬
‫‪.]٤٣٩/١‬‬ ‫على شرح ابن قاسم»‬ ‫انتهى‬ ‫تفصيلها‪.‬‬

‫شروعٌ في بيان كيفية غسل النَّجاسة‪.‬‬ ‫وَيَظْهرُ مُتَنَجِّسٌ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫وهي ‪ :‬إما مغلظة ‪ -‬وهي ‪ :‬نجاسة الكلب والخنزير ـ أو مخفّفة‬
‫‪-‬‬

‫وهي‪ :‬بول الصَّبِيِّ ‪ -‬أو متوسطة ‪ -‬وهي ما عدا ما ذُكِرَ ؛ وكلُّ‬


‫منها ‪ :‬إما عينية ‪ -‬وهي ‪ :‬ما تدرك بِمَسِّ أو نظر أو ذوق أو شَم ـ أو‬
‫حُكميَّة ـ وهي‪ :‬ما لا تدرك بذلك اهـ «بشرى» [ص ‪.]١٤٢‬‬
‫بحيث تصفو الغُسالة ولم يبق إلَّا أثر محض‬ ‫عَسُرَ زَوَالُهُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪ -‬كريح الخمر وضابط العسر ‪ :‬أن لا تزول بعد الغسل ثلاث مرات‬ ‫"‬

‫مع الْحَقِّ وَالْقَرْصِ فِي كُلِّ‪ ،‬ومع نحو أشنان توقفت الإزالة عليه بقول‬
‫ووجده بحَدٌ غَوْثٍ أو قُرْبِ بتفصيله في التيمم‪ ،‬فإن تعذر نحو‬ ‫خبير‪،‬‬
‫عُفِيَ عنه إلى وجوده لكن ظاهر «التحفة» أنَّه يطهر‪ ،‬قال‬ ‫الصَّابون ‪:‬‬
‫وهو المعتمد‪« .‬بشرى» [ص ‪.]١٤٤‬‬ ‫الشَّرْقَاوِيُّ ‪:‬‬
‫اللون والريح بمحل واحد‪ ،‬أو‬ ‫أي‪:‬‬ ‫فَإِنْ بَقَيَا مَعًا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الطعم وحده ‪( :‬لَمْ يَطْهُرْ) وإن عسر زوالها ؛ لقوة دلالتها على العين‪،‬‬
‫ووجبت الاستعانة بما يتوقف زوالها عليه من نحو صابون‪ ،‬فإن تعذر‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪۱۹۰‬‬

‫بِجَرْيِ الْمَاءِ‬ ‫كَبَوْلٍ جَفَّ وَلَمْ يُدْرَكُ لَهُ صِفَةٌ ‪-‬‬ ‫وَمُتَنَجِّسٌ بِحُكْمِيَّةِ ‪-‬‬
‫عَلَيْهِ مَرَّةً ؛ وَإِنْ كَانَ حَبًّا أَوْ لَحْمًا طُبِخَ بِنَجِسٍ‪ ،‬أَوْ ثَوْبًا صُبغَ بِنَجِسٍ‪،‬‬
‫فَيَظْهرُ بَاطِنُهَا بِصَبِّ الْمَاءِ عَلَى ظَاهِرِهَا ؛ كَسَيْفٍ سُقِيَ وَهُوَ مُحْمِّى‬

‫‪.‬‬
‫بنجس‬
‫وَيُشْتَرَطُ فِي طُهْرِ الْمَحَلِّ وُرُوْدُ الْمَاءِ الْقَلِيْلِ عَلَى الْمَحَلِّ‬
‫تَنَجَّسَ وَإِنْ لَمْ‬ ‫الْمُتَنَجِّسِ‪ ،‬فَإِنْ وَرَدَ مُتَنَجِّسٌ عَلَى مَاءٍ قَلِيْل لَا كَثِيْرِ‪:‬‬
‫يَتَغَيَّرُ‪ ،‬فَلَا يُطَهِّرُ غَيْرَهُ‪ ،‬وَفَارَقَ الْوَارِدُ غَيْرَهُ بِقُوَّتِهِ؛ لِكَوْنِهِ عَامِلًا‪ ،‬فَلَوْ‬
‫تَنَجَّسَ فَمُهُ‪ :‬كَفَى أَخْذُ الْمَاءِ بِيَدِهِ إِلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يُعْلِهَا عَلَيْهِ كَمَا قَالَ‬
‫وَيَجِبُ غَسْلُ كُلِّ مَا فِي حَدِّ الظَّاهِرِ مِنْهُ وَلَوْ بِالإِدَارَةِ؛ كَصَبٌ‬ ‫شَيْخُنَا‪،‬‬
‫مَاءٍ فِي إِنَاءٍ مُتَنَجِّسٍ وَإِدَارَتِهِ بِجَوَانِبِهِ‪ ،‬وَلَا يَجُوْزُ لَهُ ابْتِلَاعُ شَيْءٍ قَبْلَ‬

‫زوالها أو نحو الصَّابون ‪ :‬عُفِيَ عنها إلى القدرة على إزالتها؛ والأوجه‬
‫جواز طعم المحَلِّ إذا ظَنَّ طهارته‪« .‬بشرى» [ص ‪.]١٤٤‬‬
‫إلخ) بشرط‪ :‬أن لا يكون‬ ‫وَيُشْتَرَطُ فِي طُهْرِ الْمَحَلِّ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫جرم النَّجاسة موجودًا في نحو الثَّوب ؛ وإلا فيتنجس الماء بمجرد‬
‫وروده على المحَلَّ ‪ ،‬كما في «الْبُجَيْرِمِي» [على «الإقناع» ‪.]٣١٨/١‬‬
‫كان‬ ‫تَنَجَّسَ)‬ ‫(قوله ‪ :‬فَإِنْ وَردَ مُتَنَجِّسٌ عَلَى مَاءٍ قَلِيْلِ لَا كَثِيْرِ ‪:‬‬
‫يغني عن هذا كله أن يقول ‪ :‬وإلا تنجس‪.‬‬
‫فلو طهر إناء؛ أدار الماء‬ ‫عبارة «النّهاية»‪:‬‬ ‫وَلَوْ بِالإِدَارَةِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫أنَّه يطهر قبل أن يصبَّ النَّجاسة‬ ‫على جوانبه وقضية كلام «الرَّوضة»‬
‫أما إذا كانت‬ ‫وهو كذلك إذا لم تكن النَّجاسة مائعة باقية فيه‪،‬‬ ‫منه‪،‬‬
‫قال‬ ‫اهـ [‪.]٢٦٠/١‬‬ ‫مائعة باقية فيه؛ لم يطهر ما دام عينها مغمورًا بالماء‪.‬‬
‫اللثة‬
‫ما لو تنجس فمه بدم‬ ‫منه‪:‬‬ ‫إلخ‪،‬‬ ‫وهو كذلك‪...‬‬ ‫قوله ‪:‬‬ ‫ع ش‪:‬‬
‫‪۱۹۱‬‬
‫ستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫تَطْهِيْرِ فَمِهِ حَتَّى بِالْغَرْغَرَةِ [في‪« :‬التحفة»‬

‫فَتَفَلَهُ‪ ،‬ثُمَّ تمضمض وأدار الماء في فمه‬ ‫أو بما يخرج بسبب الْجُشَاءِ‪،‬‬
‫بحيث عمه ولم يتغير بالنَّجاسة ؛ فإنَّ فمه يطهر ولا يتنجس الماء‪،‬‬
‫ما لو كانت لثته‬ ‫وبَقِيَ ‪:‬‬ ‫فيجوز ابتلاعه لطهارته؛ فتنبه له فإنَّه دقيق‪،‬‬
‫عنه‬
‫فهل يُعفى‬ ‫تدمي من بعض المآكل بتشويشها على لحم الأسنان‪،‬‬
‫فيما تدمي به لثته؛ لمشقة الاحتراز عنه أم لا ؛ لإمكان الاستغناء عنه‬
‫والظاهر الثاني؛ لأنَّه ليس ممَّا‬ ‫بتناول ما لا تدمي به لثته؟ فيه نظر‪،‬‬
‫تعم به البلوى ح‪ .‬اهـ [على النهاية» ‪ .]٢٦٠/١‬وميل القلب إلى الأوَّل؛‬
‫لأنَّ المشقَّة تجلب التّيسير ‪ .‬اهـ عبد الحميد [على «التحفة» ‪.]٣٢١/١‬‬

‫هذه الغاية مزيدة على عبارة «التحفة»‪،‬‬ ‫حَتَّى بِالْغَرْغَرَةِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ويؤيد ذلك‬ ‫ومعناها ‪ :‬عدم جواز ابتلاع شيء حتّى يطهر فمه بالغرغرة‪،‬‬
‫وتجب المبالغة في الغرغرة عند‬ ‫عبارة المنهج القويم حيث قال ‪:‬‬
‫اهـ [ص ‪.]١٢٧‬‬ ‫ويحرم ابتلاع طعام قبل ذلك‪.‬‬ ‫غسل فمه المتنجس‪،‬‬
‫فما تكلّفه الْمُحَشِّي هنا على ذلك بعيد عقلا مخالف‬ ‫لصراحتها بذلك‪،‬‬
‫نقلا ؛ تأمل‪.‬‬

‫كَفَى أخذ الماء بيده‬ ‫ولو تنجس فمه ‪:‬‬ ‫قال في بشرى الكريم‬
‫وحرم بلع شيء منه قبل تطهيره ولو‬ ‫إليه وإن لم يعلها عند «حج»‪،‬‬
‫وتجب المبالغة بالغرغرة عند غسله‬ ‫ريقه على احتمال فيه لـ «سم»‪،‬‬
‫وغسل جميع ما في حَدٌ الظَّاهر منه ولو بالإدارة؛ كصب ماء في إناء‬
‫متنجس وإدارته في جوانبه‪ ،‬ولو بعد مكثه مُدَّة قبل الإدارة عند «حج»؛‬
‫لأنَّ الإيراد منع تنجسه بالملاقاة‪ ،‬فلا يضرُّ تأخير الإدارة عنها‪ ،‬وهذا‬
‫وارد على حُكْميَّة أو عينيَّة أزال أوصافها؛ وإلا فيتنجس الماء مع‬
‫بقاء‬

‫الإناء على نجاسته‪ ،‬ولا يجب العصر على الأصح فيما يمكن عصره؛‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪۱۹۲‬‬

‫فَصُبَّ عَلَى مَوْضِعِهِ‬ ‫فَرْعٌ ‪ :‬لَوْ أَصَابَ الأَرْضَ نَحْوُ بَوْلٍ وَجَفٌ‪،‬‬
‫سَوَاءٌ كَانَتِ الْأَرْضُ صُلْبَةً‬ ‫يَغُوْرُ‪،‬‬ ‫مَاءٌ فَغَمَرَهُ؛ طَهُرَ وَلَوْ لَمْ يَنْضُبْ أَيْ‪:‬‬
‫وَإِذَا كَانَتِ الأَرْضُ لَمْ تَتَشَرَّبْ مَا تَنَجَّسَتْ به؛ لَا بُدَّ مِنْ‬ ‫أَمْ رَخْوَةً‪.‬‬
‫كَمَا لَوْ كَانَتْ[‪ ]١‬في إناء‪.‬‬ ‫إِزَالَةِ الْعَيْنِ قَبْلَ رَبِّ الْمَاءِ الْقَلِيْلِ عَلَيْهَا‪،‬‬
‫وَلَوْ كَانَتِ النَّجَاسَةُ جَامِدَةً فَتَفَتَّتَتْ وَاخْتَلَطَتْ بِالتُّرَابِ؛ لَمْ يَظْهُرْ‬
‫بِإِفَاضَةِ الْمَاءِ عَلَيْهِ ‪ ،‬بَلْ لَا بُدَّ مِنْ إِزَالَةِ جَمِيعِ‬ ‫كَالْمُخْتَلِطِ بِنَحْوِ صَدِيدٍ ‪-‬‬
‫التُّرَابِ الْمُخْتَلِطِ بِهَا‪.‬‬

‫وَأَفْتَى بَعْضُهُمْ فِي مُصْحَفِ تَنَجَّسَ بِغَيْرِ مَعْفُوٌّ عَنْهُ بِوُجُوْبِ غَسْلِهِ؛‬
‫وَيَتَعَيَّنُ فَرْضُهُ فِيْمَا إِذَا‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫وَإِنْ أَدَّى إِلَى تَلَفِهِ؛ وَإِنْ كَانَ لِيَتِيمِ‪،‬‬

‫اهـ [ص ‪.]١٤٥‬‬ ‫وقد فرض طهره‪.‬‬ ‫إذ البلل بعض المنفصل‪،‬‬

‫فلا‬ ‫وَجَفَّ) أي بحيث لو عصر لا تنفصل منه مائية‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وما‬ ‫على «شرح المحلي»‬ ‫ق ل» [في‪« :‬حاشيته»‬ ‫اهـ‬ ‫تضرُّ طراوته كما مرَّ ‪.‬‬
‫بعدها ]‪.‬‬

‫الماء‪.‬‬ ‫وَلَوْ لَمْ يَنْصُبْ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫متعلّق بـ «يَظْهرُ»‪.‬‬ ‫بِإِفَاضَةِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫كُتُب العِلم‬ ‫(قوله‪ :‬فِي مُصْحَفِ استقرب ع ش أنَّ مثله ‪:‬‬
‫‪.]٢٦٣/١‬‬ ‫الشرعي [على النهاية»‬

‫وقد ذكرت ذلك؛ لموافقة النسخة‬ ‫كُتب على هامش القديمة من نُسخةٍ كَانَ‪.‬‬ ‫[‪] ١‬‬
‫‪[ .٣٢٠/١‬عمار]‪.‬‬ ‫عبارة «التحفة»‬
‫‪١٩٣‬‬ ‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بِخِلَافِ مَا إِذَا كَانَتْ فِي نَحْوِ الْجِلْدِ‬ ‫مَسَّتِ النَّجَاسَةُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫أَوِ الْحَوَاشِي [في‪« :‬التحفة»‬

‫غُسَالَةُ الْمُتَنَجِّسِ وَلَوْ مَعْفُوا عَنْهُ ‪ -‬كَدَمِ قَلِيْلٍ ‪ -‬إِنِ‬ ‫فَرْعٌ ‪:‬‬
‫انْفَصَلَتْ[‪ ]۱‬وَقَدْ زَالَتِ الْعَيْنُ وَصِفَاتُهَا وَلَمْ تَتَغَيَّرُ وَلَمْ يَزِدْ وَزْنُهَا بَعْدَ‬
‫اعْتِبَارِ مَا يَأْخُذْهُ الثَّوْبُ مِنَ الْمَاءِ وَالْمَاءُ مِنَ الْوَسَخِ وَقَدْ طَهُرَ الْمَحَلُّ‬
‫وما‬ ‫وَيَظْهَرُ الاكْتِفَاءُ فِيْهِمَا بِالظَّنِّ [في‪« :‬التحفة»‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫طَاهِرَةٌ‪،‬‬
‫بعدها ]‪.‬‬

‫فَرْعُ ‪ :‬إِذَا وَقَعَ فِي طَعَامِ جَامِدٍ ‪ -‬كَسَمْنٍ ‪ -‬فَأُرَةٌ ‪ -‬مَثَلًا ‪ -‬فَمَاتَتْ ؛‬
‫وَالْجَامِدُ ‪ :‬هُوَ الَّذِي‬ ‫أُلْقِيَتْ وَمَا حَوْلَهَا مِمَّا مَاسَّهَا فَقَط ‪ ،‬وَالْبَاقِي طَاهِرٌ‪.‬‬
‫إِذَا غُرِفَ مِنْهُ لَا يَتَرَادُّ عَلَى قُرْبٍ‪.‬‬

‫وللمأخوذ‬ ‫يحتمل عوده لعدم التَّغير وعدم الزيادة‪،‬‬ ‫فيهما)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وجزم‬ ‫‪.]۸۰/۱‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫والمعطي؛ والثاني أقرب معنى‪ .‬اهـ بَصْرِي»‬
‫‪.]٣٢٢/١‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫به الْحَلَبِيُّ [نقله «حميد»‬

‫عَنِ الْمَحَلِّ وَهِيَ قَلِيْلَةٌ‪.‬‬ ‫كُتب على هامش القديمة» من نُسخة مع التصحيح ‪:‬‬ ‫[‪]١‬‬
‫عمار]‪.‬‬ ‫[‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪١٩٤‬‬

‫فَرْعُ ‪ :‬إِذَا تَنَجَّسَ مَاءُ الْبِثْرِ الْقَلِيْلُ بِمُلَاقَاةِ نَجِسٍ ‪ :‬لَمْ يَظْهُرْ‬
‫بِالنَّزْحِ‪ ،‬بَلْ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُنْزَحَ لِيَكْثُرَ الْمَاءُ بِنَبْع أَوْ صَبِّ مَاءٍ فِيْهِ؛ أَوِ‬
‫الْكَثِيْرُ بِتَغَيرِ بِهِ ‪ :‬لَمْ يَطْهُرْ إِلَّا بِزَوَالِهِ‪ ،‬فَإِنْ بَقِيَتْ فِيْهِ نَجَاسَةٌ ‪ -‬كَشَعْرِ‬
‫‪:‬‬

‫تَعَذَّرَ اسْتِعْمَالُهُ‪ ،‬إِذْ لَا يَخْلُوْ مِنْهُ‬ ‫فَأَرَةٍ ‪ -‬وَلَمْ يَتَغَيَّرُ ؛ فَطَهُوْرٌ [أَيْ‪:‬‬
‫فَلْيُنْزَحْ كُلُّهُ ‪ ،‬فَإِنِ اغْتَرَفَ قَبْلَ النَّزْح وَلَمْ يَتَيَقَّنْ فِيْمَا اغْتَرَفَهُ شَعْرًا ‪:‬‬ ‫دَلو‪،‬‬
‫لَمْ يَضُرَّ وَإِنْ ظَنَّهُ؛ عَمَلًا بِتَقْدِيمِ الْأَصْلِ عَلَى الظَّاهِرِ‪.‬‬

‫وَلَا يَظْهرُ مُتَنَجِّسٌ بِنَحْوِ كَلْبٍ إِلَّا بِسَبْع غَسَلَاتٍ ‪ -‬بَعْدَ زَوَالِ الْعَيْنِ‪،‬‬

‫معطوف على‬ ‫معطوف على «القليل»‪ ،‬و(بِتَغَيُّر)‬ ‫(قوله ‪ :‬أَوِ الْكَثِيْرُ)‬


‫معطوف على «لم يطهر الذي قبله؛ فهو من‬ ‫ولَمْ يَظْهُرْ)‬ ‫بملاقاة»‪،‬‬
‫عَطْفِ المفردات‪.‬‬

‫أما لو غطس فيه‬ ‫بالاغتراف‪،‬‬ ‫تَعَذَّرَ اسْتِعْمَالُهُ) أي‪:‬‬ ‫أَيْ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫المحدث ناويًا رفع حدثه؛ ارتفع به‪.‬‬

‫لَمَّا فرغ من بيان كيفية غسل‬ ‫إلخ)‬ ‫وَلَا يَظْهرُ مُتَنَجِّسٌ ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫النَّجاسة المتوسطة شَرَعَ يتكلم على بيان كيفيَّة غسل النَّجاسة المغلظة‪.‬‬
‫بول الصبي‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫ولم يتعرض لكيفية غسل النَّجاسة المخفّفة‪،‬‬
‫بشرطه‪.‬‬

‫القديمة»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫ما بين معقوفتين غير مثبت‬ ‫[‪]١‬‬


‫‪G ۱۹۵‬‬ ‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وحاصل بيانها ‪ :‬أنَّ ما تنجس ببول صبي لم يطعم غير اللبن‬


‫أي‪:‬‬ ‫ينضح‪،‬‬ ‫تقريبًا ‪:-‬‬ ‫وقيل ‪:‬‬ ‫ولم يجاوز سنتين تحديدًا ‪-‬‬ ‫للتغذي‪،‬‬
‫يرش بالماء حتّى يعم موضعه ويغلب عليه وإن لم يسل؛ للاتباع‬
‫إلى ‪،]٦٥‬‬ ‫‪۲۸۷‬؛ وانظر‪« :‬التلخيص الحبير»‬ ‫‪۲۲۳‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫[البخاري رقم‪:‬‬
‫فهو الغسل‪.‬‬ ‫فإن سال‪:‬‬

‫بأنَّ‬ ‫وبول الأنثى والخنثى‪ .‬وفرق بينهما ‪:‬‬ ‫فخرج‪ :‬غير البول‪،‬‬
‫وبأنَّ بوله أرقُ فخفف فيه‪.‬‬ ‫الابتلاء بِحَمْلِ الصَّبيِّ أكثر‪،‬‬
‫فإن تناول غير اللبن للتَّغذي أو جاوز السنتين؛ تعيَّن غسله‪ ،‬ولا‬
‫يضرُّ تناول نحو عسل للتحنيك أو للإصلاح‪ .‬ولو أكل غير اللبن‬
‫للتَّغذي ثُمَّ اقتصر على اللبن؛ غسل من بوله‪.‬‬
‫ولو شك هل بلغ الحولين؟ غسل ؛ لأنَّ الرَّش رخصة لا يصار‬
‫يررُّ ؛ لأنَّ الأصل عدم بلوغه حولين‪،‬‬ ‫وقال ع ش ‪:‬‬ ‫إليها إلا بيقين‪.‬‬
‫ولو وقعت قطرة من بول صبي في ماء ـ مثلاً ـ فأصاب شيئًا ؛ غسل‬
‫وما بعدها ]‪.‬‬ ‫وجوبًا على النّهاية ‪٢٥٦/١‬‬

‫وفي «الإمداد»‪ :‬قضيَّة كلامهم كالخبر الاكتفاء بالرس وإن بَقِيَ‬


‫واعتمده في «الفتح» [‪]٣٥/١‬‬ ‫الطعم واللون والرّيح‪ ،‬وهو ظاهر‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫وغيرهما‬ ‫و«الإيعاب أيضًا؛ لكن خالف في «التحفة» [‪ ]۳۱۸/۱‬كَـ «النهاية» [‪]٢٥٧/١‬‬
‫أنَّه لا يكفي الرَّسُ فيها إلا حيث لا عين ولا وصف لا‬ ‫واعتمدوا ‪:‬‬
‫يزيله الرَّسُ‪.‬‬

‫فهما في الحُكْم‬ ‫يغسل من بول الصَّبي كالصَّبيَّة‪،‬‬ ‫وقال مالك ‪:‬‬


‫بول الصَّبي ‪ -‬ما لم يأكل الطعام ‪ -‬طاهر؛ وأبو‬ ‫سواء؛ وقال أحمد‬
‫اهـ «رحمة» [ص ‪.]٩‬‬ ‫حنيفة كالشافعي في ذلك‪.‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪١٩٦‬‬

‫إِحْدَاهُنَّ بِتُرَابِ تَيَمُّمٍ مَمْزُوْجِ بِالْمَاءِ؛‬ ‫فَمُزِيْلُهَا مَرَّةٌ وَاحِدَةً ‪-‬‬ ‫وَلَوْ بِمَرَّاتٍ ‪،‬‬

‫(قوله ‪ :‬بِتُرَابِ تَيَمُّم أي ‪ :‬يصحُ به التّيمُّم؛ بأن يكون طاهرا لم‬


‫يستعمل في حدث ولا في خبث‪ ،‬لكن يكفي هنا كونه طينا رطبا؛‬
‫كما في بشرى الكريم» [ص ‪.]١٤٢‬‬ ‫لأنه تراب بالقوَّة‪،‬‬

‫مَمْزُوْجِ بِالْمَاءِ) قال في المنهج القويم»‪ :‬ولا يجب‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫المزج قبل الوضع‪ ،‬بل يكفي سَبْقُ التُّراب ولو مع رطوبة المحل‪ .‬اهـ‬
‫[ ص ‪.]١٢٥‬‬

‫وأفتى الشِّهاب الرَّملي بأنَّه لو‬ ‫ومثله في «التحفة» و«الأسنى»‪،‬‬


‫وظاهره‬ ‫وضع التراب أوَّلًا على عين النَّجاسة؛ لم يكف لتنجسه‪،‬‬
‫وقع البحث في ذلك مع «م ر»‪،‬‬ ‫قال «سم»‬ ‫يخالف ما سبق‪،‬‬
‫وحاصل ما تحرّر معه بالفهم ‪ :‬أنَّه حيث كانت النَّجاسة عينيَّة ـ بأن‬
‫‪-‬‬

‫يكون جرمها أو أوصافها من طعم أو لون أو ريح موجودًا في‬


‫به‬
‫المحل ؛ لم يكف وضع التُّراب أوَّلًا عليها‪ ،‬وهذا محمل ما أفتى‬
‫بخلاف وضع الماء أولا ؛ لأنَّه أقوى‪ ،‬بل هو المزيل‪ ،‬وإنَّما‬ ‫شيخنا‪،‬‬
‫وبخلاف ما لو زالت أوصافها؛ فيكفي وضع التراب‬ ‫التراب شرط‪،‬‬
‫وهذا يُحمل عليه ما ذكره في «شرح‬ ‫أوَّلا وإن كان المحل نجسًا‪،‬‬
‫وصبّ‬ ‫الروض»؛ وأنَّها إذا كانت أوصافها في المحَلِّ من غير جرم‪،‬‬
‫فإن زالت الأوصاف بتلك الغسلة؛‬ ‫عليها ماء ممزوجًا بالتُّراب ‪:‬‬
‫يُحِثَ أَنَّه لا يعتد بالتتريب قبل‬ ‫وفي التَّحفة»‪:‬‬ ‫حُسِبَتْ؛ وإلا فلا‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫إن‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫هو محتمل‪.‬‬ ‫وفي «الإمداد»‪:‬‬ ‫وهو متجه المعنى‪.‬‬ ‫إزالة العين‪،‬‬
‫فمحل قوله‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫أزالها الماء المصاحب للتُّراب ؛ اتَّجه الإجزاء حينئذ‪.‬‬
‫ولو‬ ‫وفتح «الجواد وشرح التنبيه للخطيب وغيرها‬ ‫هنا والإمداد‬
‫مع رطوبة أي حيث زالت الأوصاف ويؤيد ذلك أنَّ الشهاب‬
‫‪۱۹۷‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَيَصِلَ بِوَاسِطَتِهِ إِلَى جَمِيعِ أَجْزَاءِ‬ ‫بأَنْ يُكَدِّرَ الْمَاءَ حَتَّى يَظْهَرَ أَثَرُهُ فِيْهِ‪،‬‬
‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫تَحْرِيْكُهُ سَبْعًا‪،‬‬ ‫وَيَكْفِي فِي الرَّاكِدِ‪:‬‬ ‫الْمَحَلِّ الْمُتَنَجِّسِ‪،‬‬
‫مُرُورُ سَبْع جَرْيَاتٍ‬ ‫وَفِي الْجَارِي ‪:‬‬ ‫يَظْهَرُ أَنَّ الذَّهَابَ مَرَّةٌ وَالْعَوْدَ أُخْرَى‪،‬‬
‫وَلَا تَتْرِيْبَ فِي أَرْضِ تُرَابِيَّةٍ‪.‬‬ ‫وما بعدها]‪،‬‬ ‫[في‪« :‬التحفة»‬

‫وَلَوْ رَفَعَ‬ ‫فَرْعُ ‪ :‬لَوْ مَسَّ كَلْبًا دَاخِلَ مَاءٍ كَثِيْرٍ؛ لَمْ تَنْجُسْ يَدُهُ‪،‬‬
‫كَلْبٌ رَأْسَهُ مِنْ مَاءٍ وَفَمُهُ مُتَرَطْبٌ وَلَمْ يَعْلَمْ مُمَاسَّتَهُ لَهُ؛ لَمْ يَنْجُسْ‪.‬‬

‫الْكَلْبُ طَاهِرٌ ‪[ ،‬وَلَا يَنْجُسُ الْمَاءُ الْقَلِيْلُ‬ ‫قَالَ مَالِكٌ وَدَاوُدُ ‪:‬‬
‫وَإِنَّمَا يَجِبُ غَسْلُ الإِنَاءِ بِوُلُوْنِهِ تَعَبُّدًا‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بِوُلُوْغِهِ‬

‫وإن كان المحل رطبا‪ .‬اهـ‬ ‫الرملي نفسه قال في شرح نظم الزُّبد‬
‫‪.]۱۱۷/۱‬‬ ‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬

‫(قوله‪ :‬لَمْ تَنْجُسٌ يَدُهُ ينبغي تقييده بما إذا عُدَّ الماء حائلًا‪،‬‬
‫بخلاف ما لو قبض بيده على نحو رِجل الكلب داخل الماء قبضًا‬
‫اهـ‬ ‫شديدًا بحيث لا يبقى بينه وبينه ماء؛ فلا يتّجه إلَّا التَّنجيس‪.‬‬
‫وعلى الإقناع ‪.]٣٣٠/١‬‬ ‫على شرح المنهج ‪١٠٤/١‬‬ ‫بجَيْرِمِي‬

‫من عدم التنجس‬ ‫أي‪:‬‬ ‫توهم بعضهم من ذلك ‪-‬‬ ‫قال «سم»‪:‬‬

‫ما بين معقوفتين غير مثبت في «القديمة»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫[‪]١‬‬


‫علىفتحالمعين‬ ‫ترشيحالمس‬ ‫‪۱۹۸‬‬

‫(وَيُعْفَى عَنْ دَم نَحْوِ بُرْغُوْثٍ مِمَّا لَا نَفْسَ لَهُ سَائِلَةٌ كَبَعُوْضِ‬
‫وَعَنْ قَيْحِهِ‬ ‫كَبَتْرَةٍ وَجُرْحٍ‪،‬‬ ‫وَقَمْلٍ‪ ،‬لَا عَنْ جِلْدِهِ‪( ،‬وَ) دَمِ نَحْوِ (دُمَّلِ)‬

‫صِحَّة الصَّلاة مع مس الداخل في الماء‬ ‫بالْمُمَاسَّة داخل ماء كثير ‪-‬‬


‫وهو خطأ؛ لأنَّه مَاسٌ للنَّجاسة قطعا وغاية الأمر‪ :‬أنَّ‬ ‫الكثير‪،‬‬
‫مصاحبة الماء الكثير مانعةٌ من التَّنجيس‪ ،‬ومسَّ النَّجاسة بالصَّلاة مبطل‬
‫لها وإن لم ينجس ـ كما لو مَسَّ نجاسة جافَّة ؛ وتوهم بعض الطلبة‬
‫أنَّه لو مَسَّ فرجه الدَّاخل في الماء الكثير لا ينتقض‬ ‫أيضًا ‪-‬‬ ‫منه ‪-‬‬
‫‪.]٣١٠/١‬‬ ‫وهو خطأ؛ لأنَّه مَاسٌ قطعًا‪ .‬اهـ [على «التحفة»‬ ‫وضوءه‪،‬‬
‫وقيَّد ذلك بما إذا‬ ‫هَلَّا جَعَلَ مَسَّ الفرج كمَس الكلب‪،‬‬ ‫وأقول ‪:‬‬
‫بخلاف ما لو قبض عليه؛ وما الفرق‬ ‫عد الماء حائلًا كَمَسِّ الكلب‪،‬‬
‫فالفرق غير ظاهر‪.‬‬ ‫تأمَّل وحرره‪،‬‬ ‫مع أنَّ أَمْرَ النَّجاسة أغلظ ؟!‬
‫***‬

‫في الثّوب والبدن‬ ‫وَيُعْفَى عَنْ دَم نَحْوِ بُرْغُوْثِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وهذا شروع في بيان ما يُعفى عنه‬ ‫كما في التحفة» (‪.]۱۳۱/۲‬‬ ‫والمكان‪،‬‬
‫من النَّجاسة‪.‬‬

‫قرَّر م ر أنَّه لو غسل ثوب فيه دم براغيث لأجل‬ ‫قال ع ش ‪:‬‬


‫ولو نجسه ‪-‬؛ لم يضر بقاء الدم فيه‪،‬‬ ‫تنظيفه من الأوساخ ‪ -‬أي‪:‬‬
‫أي‪:‬‬ ‫على «المنهج»‪.‬‬ ‫ويُعفى عن إصابة هذا الماء له ؛ فليُتَأمَّل‪« .‬سم»‬
‫فلا بُدَّ من إزالة أثر‬ ‫أما لو قصد غسل النَّجاسة التي هي دم البراغيث ‪:‬‬
‫اهـ على النهاية»‬ ‫الدم‪ ،‬ما لم يعسر فيه ؛ فيُعفى عن اللون على ما مرَّ‪.‬‬
‫‪.[٢٩/٢‬‬

‫قال في «التحفة»‪:‬‬ ‫نحو البُرغُوث‪.‬‬ ‫(قوله‪ :‬لَا عَنْ جِلْدِهِ) أي‪:‬‬


‫‪۱۹۹‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫أَوْ فَحُشَ الأَوَّلُ بِحَيْثُ‬ ‫وَإِنْ كَثُرَ الدَّمُ فِيْهِمَا وَانْتَشَرَ بِعَرَقِ‪،‬‬ ‫وَصَدِيْدِهِ‪،‬‬
‫طَبَّقَ الثَّوْبَ عَلَى الْمَنْقُول الْمُعْتَمَد‪.‬‬

‫وكالذُّباب ولو بمكة زمن ابتلائهم عَقِبَ الموسم‪ ،‬كما شمله كلامهم‬
‫وصرَّح به جمع متأخّرون وإن أشار بعضهم للعفو؛ إذ لا حاجة لحمل‬
‫أنَّ ما يتخلل خياطة الثّوب من نحو الصبان ‪-‬‬ ‫ومنه يؤخذ ‪:‬‬ ‫ذلك فيها‪،‬‬
‫يُعفَى عنه وإن فرضت حياته ثُمَّ موته؛ لعموم‬ ‫وهو بيض القمل ‪-‬‬
‫اهـ ملخصا [‪.]١٢٩/٢‬‬ ‫الابتلاء به‪.‬‬

‫حيث‬ ‫بِحَيْثُ طَبَّقَ الثَّوْبَ َمحَلُّ العفو هنا وفيما مَرَّ ويأتي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫كذا ذكره كثيرون‪،‬‬ ‫لم يختلط بأجنبي؛ وإلا لم يعف عن شيء منه‪،‬‬
‫عن الأصحاب في‬ ‫ومحله في الكثير ؛ وإلا نافاه ما في المجموع»‬
‫مع‬ ‫أنَّه‬ ‫‪]۳۱۲‬‬ ‫الحيض بالرّيق في حديث عائشة [البخاري رقم‪:‬‬ ‫اختلاط دم‬

‫وخرج بالأجنبي ـ وهو ما لم يحتج‬ ‫ذلك يُعفى عنه لقلته كما يأتي‪،‬‬
‫وبصاق في ثوبه‬ ‫نحو ماء طهر وشرب وتنشيف ‪،‬احتاجه‪،‬‬ ‫لمماسته ‪-‬‬

‫ومماس آلة نحو فصاد‬ ‫كذلك‪ ،‬وماء بلل رأسه من غسل تبرُّد أو تنظيف‪،‬‬
‫وسائر ما احتيج إليه‪ ،‬كما صرح به شيخنا في‬ ‫من ريق أو دهن‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫الأخير‪ ،‬وغيره في الباقي‪ .‬اهـ تحفة» [‪١٣٢/٢‬‬
‫غير مختلط فيُعفى‬ ‫يتحصل من كلامه أقسام ثلاثة ‪:‬‬ ‫قال «سم»‪:‬‬
‫ومختلط بغير‬ ‫عن قليله وكثيره ومختلط بأجنبي فيُعفى عن قليله فقط‪،‬‬
‫‪.]١٣٣/٢‬‬ ‫أجنبي فيُعفى عن قليله وكثيره على التحفة»‬
‫بالأجنبي‪ :‬ما لو حلق رأسه فجرح حال حلقه‬ ‫وألحق «م ر»‬
‫أو حَكَ نحو دُمَّل حتَّى أدماه ليستمسك عليه‬ ‫واختلط دمه ببلل الشعر‪،‬‬
‫وما‬ ‫كما أفتى به الوالد [في‪« :‬النهاية»‬ ‫قال‪:‬‬ ‫الدَّواء ثُمَّ ذرّه عليه‪،‬‬
‫بعدها]‪.‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫كَأَنْ قَتَلَ نَحْوَ بُرْغُوْثَ فِي‬ ‫فَإِنْ كَثُرَ بِفِعْلِهِ قَصْدًا ‪:‬‬ ‫بِغَيْرِ فِعْلِهِ‪،‬‬
‫ثَوْبِهِ‪ ،‬أَوْ عَصَرَ نَحْوَ دُمَّلِ‪ ،‬أَوْ حَمَلَ ثَوْبًا فِيْهِ دَمُ بَرَاغِيْثَ ‪ -‬مَثَلًا‬
‫وَصَلَّى فِيْهِ‪ ،‬أَوْ فَرَشَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ ‪ ،‬أَوْ زَادَ عَلَى مَلْبُوْسِهِ لَا لِغَرَضِ‬

‫سواء كان الدم من الجرح‬ ‫والأقرب العفو مطلقا‪،‬‬ ‫قال ع ش ‪:‬‬


‫‪]٣٣/٢‬؛ قال‪:‬‬ ‫الحاصل بالحلق أو من البراغيث ونحوها على «النهاية»‬
‫ما لو مسح وجهه المبتل بطرف ثوبه ولو كان معه‬ ‫ومما يحتاج إليه ‪:‬‬
‫وليس منه فيما يظهر‪:‬‬ ‫وما لو عرق بدنه فمسحه بيده المبتلة‬ ‫غيره‪،‬‬
‫فلا يُعفَى عنه إذا رش عليه قليلا أو كثيرًا ؛ ما‬ ‫ماء الورد وماء الزهر‪،‬‬
‫‪.]٣١/٢‬‬ ‫على النهاية»‬ ‫مثلا ‪-‬‬ ‫لم يحتج إليه لمداواة عينه ‪-‬‬
‫وخالفه تلميذه الرَّشِيدِيُّ في الأخير فقال ‪ :‬ومنه كما هو ظاهر ‪:‬‬
‫خصوصا في‬ ‫ماء الطيب ‪ -‬كماء الورد ‪ -‬؛ لأنَّ الطيب مقصود شرعًا‪،‬‬
‫بل هو أولى‬ ‫الأوقات التي هو مطلوب فيها ـ كالعيدين والجُمعة‬
‫خلافًا لِمَا في الحاشية‪ .‬اهـ [على‬ ‫بالعفو من كثير مما ذكروه هنا‪،‬‬
‫«النهاية» ‪ .]۳۱/۲‬قال عبد الحميد على التَّحفة»‪ :‬وهو الظاهر [‪.]١٣٣/٢‬‬
‫(قوله‪ :‬لَا لِغَرَضِ) كأن نام فيه لغير حاجة‪ .‬قال في «النهاية»‪:‬‬
‫ولو نام في ثوبه فكثر فيه دم البراغيث التحق بما يقتله منها عمدا ؛‬
‫وهو‬ ‫ذكره ابنُ العِمَادِ بحثًا‪،‬‬ ‫لمخالفته السُّنَّة من الْعُرْي عند‬
‫عند النوم‪،‬‬
‫محمول على عدم احتياجه للنَّوم فيه ؛ وإلَّا عُفِيَ عنه‪ .‬اهـ [‪.]٣١/٢‬‬
‫قال ع ش ‪ :‬ومن الحاجة أن يخشى على نفسه الضرر إذا نام‬
‫عُرْيَانًا‪ ،‬ولا يكلف إعداد ثوب لينام فيه ؛ لِمَا فيه من الحرج‪ .‬اهـ [على‬
‫‪.]٣١/٢‬‬ ‫«النهاية»‬

‫قال الْبَصْرِيُّ ‪ :‬بل لو قيل بالعفو ‪ -‬أي عن ذلك الثوب مطلقا ‪-‬؛‬
‫‪.]١٧٣/١‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫اهـ [«حاشيته»‬ ‫لكان أوجه مطلقا ‪.‬‬
‫تربيةالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫كَتَجَمُّلٍ ؛ فَلَا يُعْفَى إِلَّا عَنِ الْقَلِيْلِ عَلَى الأَصَحُ‪ ،‬كَمَا فِي التَّحْقِيقِ»‬
‫وَالْمَجْمُوع [‪ ۹۹/۳‬وما بعدها] ؛ وَإِنِ اقْتَضَى كَلَامُ الرَّوْضَةِ»‬ ‫ص ‪]۱۷۷‬‬
‫وَاعْتَمَدَهُ ابْنُ‬ ‫إلى ‪،]۲۸۲‬‬ ‫الْعَفْوَ عَنْ كَثِيرِ دَم نَحْوِ الدُّمَّلِ وَإِنْ عُصِرَ [‪۲۸۰/۱‬‬
‫النَّقِيْبِ وَالأَذْرَعِيُّ‪.‬‬

‫التَّجرُّدُ عن اللباس الذي كان على بدنه ثُمَّ‬ ‫والمرادُ بِالْعُرْي ‪:‬‬
‫كما يدلُّ لذلك‬ ‫أو يتجرَّدُ عمَّا سوى الإزار‪،‬‬ ‫يأخذ غطاء غير لباسه‪،‬‬
‫بل‬ ‫أحاديث واردة في ذلك؛ لأنَّ كشف العورة لغير ضرورة حرام‪،‬‬
‫كما في «فتاوى‬ ‫إلى ‪،]٢٨١‬‬ ‫عده «حج» في «الزَّواجر من الكبائر [‪٢٧٤/١‬‬
‫السيد محمد بن عبد الرحمن الأَهْدَل» (‪.)۱‬‬

‫وسُئِلَ رحمه الله تعالى عن قول الشيخ ابن حجر في «التحفة» ‪:‬‬ ‫عبارة الفتوى ‪:‬‬ ‫( ‪)۱‬‬
‫يسنُ التَّعرِّي عند النوم‪ ،‬ما معناه؟ فأجاباللهالله بقوله‪ :‬هذا اللفظ لم أقف عليه‬
‫ويجب لها رداء أو نحوه إن‬ ‫والذي رأيته في النفقات منها ‪:‬‬ ‫الآن في «التحفة»‪،‬‬
‫السُّنَّة‬
‫كانوا ممَّن يعتاون فيه غطاء غير لباسهم أو ينامون عرايا كما هو‬
‫[‪ ،]۳۱۲/۸‬وفي الإيعاب شرح العُباب للشيخ ابن حجر رحمه الله تعالى ما‬
‫ولو نام في ثيابه فكثر فيها دم البراغيث‬ ‫نصه ـ ذكره في شروط الصَّلاة ‪-‬‬
‫انتهى‪.‬‬ ‫التحق بما يقتله فيها متعمدًا لمخالفته السُّنَّة من التَّعري عند النوم‪.‬‬
‫والمراد بالتَّعرِّي ‪ :‬التَّجرد عن اللباس الذي كان على بدنه‪ ،‬ثُمَّ يأخذ غطاء غير‬
‫لباسه‪ ،‬أو يتجرَّد عما سوى الإزار‪ ،‬كما يدلُّ على ذلك الأحاديث الواردة في‬
‫ما رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن أبي‬ ‫فمن ذلك‬ ‫ذلك‪،‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم‪« :‬إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ‬ ‫هريرة له قال ‪:‬‬
‫فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ‪ ،‬فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا‬ ‫إزرة !]‬ ‫إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ [زاد هنا ‪:‬‬
‫‪ ،]٢٧١٤‬ومن‬ ‫‪۷۳۹۳‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫‪٦٣٢٠‬‬
‫خَلَفَهُ عَلَيْهِ» [البخاري رقم‪:‬‬
‫‪ ]٣٨٧٤‬وابن السني‬ ‫وابن ماجه [رقم‪:‬‬ ‫‪]٣٤٠١‬‬ ‫ذلك ‪ :‬ما رواه الترمذي [رقم ‪:‬‬
‫بإسناد جيد عن أبي‬ ‫ص ‪]۱۸۸‬‬ ‫الأذكار النَّواوِيَّة (رقم ‪:‬‬ ‫[ انظره في‬
‫الله عليه وآله وسلَّم‪« :‬إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ =‬ ‫هريرة له قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫ترشحالمستفيديدين علىفتحالمعين‬

‫بِالنِّسْبَةِ لِلصَّلَاةِ؛ لَا لِنَحْوِ مَاءٍ‬ ‫وَمَحَلُّ الْعَفْوِ هُنَا وَفِيْمَا يَأْتِي ‪:‬‬

‫ونحوها كالطَّواف‪.‬‬ ‫بِالنِّسْبَةِ لِلصَّلَاةِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬

‫فَإِنَّهُ لَا‬ ‫عَلَى فِرَاشِهِ مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ‪،‬‬ ‫=‬

‫قال‬ ‫بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي»‪،‬‬ ‫وَإِذَا اضْطَجَعَ فَلْيَقُلْ ‪:‬‬ ‫يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ‪،‬‬
‫الحاشية التي تلي الجلد والمراد بالداخلة‪:‬‬ ‫وصَنِفَةُ الإزار هي‪:‬‬ ‫الحافظ‪:‬‬
‫وأما‬ ‫وحكمة هذا النفض قد ذكرت في الحديث‪،‬‬ ‫قال الْقُرْطبي ‪:‬‬ ‫طرف الإزار‪،‬‬
‫اختصاص ذلك بداخلة الإزار فلم يظهر لي ويقع لي أنَّ في ذلك خاصة طبية‬
‫وأبدى غيره حكمة هي‪ :‬أنَّ الإزار يستر‬ ‫تمنع من قرب بعض الحيوانات‪،‬‬
‫فيتوارى بما يناله من الوسخ‪ ،‬فلو نال ذلك بكُمه صار غير لدن‬ ‫بالنياب‪،‬‬
‫إِنَّما‬ ‫وقال الْبَيْضَاوِيُّ‪:‬‬ ‫والله يحبُّ من عبده إذا عمل عملا أن يحسنه‪،‬‬ ‫الثوب‪،‬‬
‫وتبقى‬ ‫أمر بالنَّفض بها؛ لأنَّ الَّذي يريد النَّوم يحلُّ بيمينه خارج الإزار‪،‬‬
‫الداخلة معلقة فينفض بها [في‪ :‬فتح الباري ‪ .]١٣٠/١١‬وليس المراد‬
‫فإنَّ ذلك يؤدي إلى كشف‬ ‫التَّجرد عن جميع النّياب على البدن‪،‬‬ ‫بالتعري ‪:‬‬
‫كما ذكر ذلك‬ ‫بل معدود من جملة الكبائر‪،‬‬ ‫وذلك حرام‪،‬‬ ‫العورة لغير ضرورة‪،‬‬
‫وأورد في ذلك أحاديث منها‪ :‬ما‬ ‫الشيخ ابن حجر رحمالله في «الزَّواجر»‪،‬‬
‫احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا‬ ‫أخرجه أحمد وأصحاب السنن الأربعة والحاكم والْبَيْهَقِيُّ ‪:‬‬
‫قال‪:‬‬ ‫مِنْ زَوْجِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِيْنُكَ» قيل‪ :‬إذا كان القوم بعضهم في بعض‪،‬‬
‫إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَيَنَّهَا أَحَدٌ فَلَا يَرَيَنَّهَا أَحَدٌ قيل‪ :‬فإذا كان أحدنا خاليًا‪،‬‬
‫قال‪« :‬اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْى مِنْهُ مِنَ النَّاسِ»‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬ما رواه أحمد وأبو‬
‫داود والنسائي ‪ :‬إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ سِيْرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسِّتْرَ»‪ ،‬ومن ذلك ‪ :‬ما رواه‬
‫والترمذي‪« :‬إِيَّاكُمْ‬ ‫إِنَّا نُهِيْنَا أَنْ تُرَى عَوْرَاتُنَا»‪،‬‬ ‫الحاكم عن حيان ابن صخر ‪:‬‬
‫فَإِنَّ مَعَكُمْ مَنْ لَا يُفَارِقُكُمْ إِلَّا عِنْدَ الْغَائِطِ وَحِيْنَ يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى‬ ‫وَالتَّعَرِّي‪،‬‬
‫ـ كما ذكر القاضي‬ ‫‪-‬‬
‫فَاسْتَحْيُوْهُمْ وَأَكْرِمُوْهُمْ»؛ وصح عن عائشة‬ ‫أَهْلِهِ‪،‬‬
‫أنَّها قالت‪« :‬مَا رَأَيْتُهُ مِنْهُ‬ ‫وغيره ‪-‬‬ ‫العلامة محمد مشحم في شرح الشمائل»‬
‫انتهت بالحرفِ من نُسخة خطّيَّة‬ ‫والله الله أعلم‪.‬‬ ‫العورة‪.‬‬ ‫تعني ‪:‬‬ ‫وَلَا رَآهُ مِنِّي‪،‬‬
‫مسلم رقم‪:‬‬ ‫وقد أوردتها لتتميم الفائدة وتحقيق المراد ؛ وانظر‪:‬‬ ‫نفيسة عندي‪،‬‬
‫وما كتبه السَّيِّد البكري على الفتوى ‪[ .١٠٥/٤‬عمار]‪.‬‬ ‫‪،٩٧٤‬‬
‫‪۲۰۳‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَيَنْجُسُ بِهِ وَإِنْ قَلَّ‪ .‬وَلَا أَثَرَ لِمُلَاقَاةِ الْبَدَنِ لَهُ رَطْبًا‪ ،‬وَلَا يُكَلِّفُ‬ ‫قَلِيْلِ‪،‬‬
‫تَنْشِيْفَ الْبَدَنِ لِعُسْرِهِ‪.‬‬

‫بِخِلَافِ‬ ‫أَجْنَبِيٍّ غَيْرِ مُغَلَّظِ‪،‬‬ ‫(وَ) عَنْ قَلِيْلِ) نَحْوِ (دَم غَيْرِهِ) أَيْ ‪:‬‬

‫وَمِنْهُ ‪ -‬كَمَا قَالَ الأَذْرَعِيُّ ‪ :-‬دَمُ انْفَصَلَ مِنْ بَدَنِهِ ثُمَّ أَصَابَهُ‪.‬‬
‫وَيُقَاسُ‬ ‫(وَ) عَنْ قَلِيْلِ نَحْوِ دَم حَيْضِ وَرُعَافٍ) كَمَا فِي الْمَجْمُوع»‪،‬‬
‫بِهِمَا دَمُ سَائِرِ الْمَنَافِذِ إِلَّا الْخَارِجَ مِنْ مَعْدِنِ النَّجَاسَةِ كَمَحَلِّ الْغَائِطِ‪.‬‬
‫وَالْمَرْجِعُ فِي الْقِلَّةِ وَالْكَثْرَةِ الْعُرْفُ‪ .‬وَمَا شُكٍّ فِي كَثْرَتِهِ‪ :‬لَهُ‬
‫حُكْمُ الْقَلِيل‪.‬‬

‫وَلَوْ تَفَرَّقَ النَّجَسُ فِي مَحَالَّ‪ ،‬وَلَوْ جُمِعَ كَثُرَ ‪ :‬كَانَ لَهُ حُكْمُ‬
‫وَرَجَّحَهُ‬ ‫الْقَلِيْلِ عِنْدَ الإِمَامِ ؛ وَالْكَثِيْرِ عِنْدَ الْمُتَوَلِّي وَالْغَزَالِيِّ وَغَيْرِهِمَا‪،‬‬
‫‪.]١٣٢/٢‬‬ ‫بَعْضُهُمْ [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫وَيُقَاسُ بِهِمَا دَمُ سَائِرِ الْمَنَافِذِ كذلك «التحفة» [‪.]١٣٦/٢‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وخالف في المغني والنهاية قالا والعبارة لها ‪ :‬ثُمَّ مَحَلُّ العفو عن‬
‫فإن اختلط به ـ ولو‬
‫‪-‬‬

‫سائر ما تقدَّم ممَّا يُعفى عنه ما لم يختلط بأجنبي‪،‬‬


‫دم نفسه؛ كالخارج من عينه أو لثته أو أنفه أو قبله أو دُبُره ؛ لم‬
‫‪.]٣٣/٢‬‬ ‫اهـ [أي‪ :‬لـ «النهاية»‬ ‫يعف عن شيء منه‪.‬‬

‫رجحه في «المغني»‬ ‫كَانَ لَهُ حُكْمُ الْقَلِيْلِ عِنْدَ الإِمَام)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وهذا لا ينافي ما تقدَّم أوَّل الكتاب فيما لو تفرّقت‬ ‫و«النهاية» [‪.]٣٣/٢‬‬
‫النَّجاسة التي لا يدركها الطَّرف‪ ،‬ولو جمعت أدركها‪ ،‬أنَّه لا يُعفى‬
‫عنها على ما تقدَّم؛ لأنَّ العفو في الدَّم أكثر وأوسع من العفو عن‬
‫ر المستفيدين علىفيالمعين‬ ‫‪٢٠٤٥‬‬

‫وَيُعْفَى عَنْ دَمِ نَحْوِ فَصْدٍ وَحَجْمٍ بِمَحَلِّهِمَا وَإِنْ كَثُرَ‪.‬‬


‫وَتَصِحُ صَلَاةُ مَنْ أُدْمِيَ لِئَتُهُ قَبْلَ غَسْلِ الْفَمِ إِذَا لَمْ يَبْتَلِعْ رِيْقَهُ‬
‫فِيْهَا ؛ لأَنَّ دَمَ اللّثَةِ مَعْفُوٌّ عَنْهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الرِّيقِ‪.‬‬
‫فَإِنْ رَجَى انْقِطَاعَهُ وَالْوَقْتُ مُتَّسِعٌ ‪:‬‬ ‫وَلَوْ رَعَفَ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَدَامَ ‪:‬‬
‫انْتَظَرَهُ؛ وَإِلَّا تَحَفَّظَ كَالسَّلِس خِلَافًا لِمَنْ زَعَمَ انْتِظَارَهُ وَإِنْ خَرَجَ‬
‫‪،‬‬

‫وَيُفَرَّقُ بِقُدْرَةِ هَذَا‬ ‫كَمَا تُؤَخَّرُ لِغَسْلِ ثَوْبِهِ الْمُتَنَجِّسِ وَإِنْ خَرَجَ‪،‬‬ ‫الْوَقْتُ‪،‬‬
‫بِخِلَافِهِ فِي مَسْأَلَتِنَا [ انظر‪« :‬التحفة‬ ‫عَلَى إِزَالَةِ النَّجَسِ مِنْ أَصْلِهِ فَلَزِمَتْهُ‪،‬‬
‫‪.[١٣٦/٢‬‬

‫وَعَنْ قَلِيْلِ طِيْنِ مَحَلِّ مُرُوْرٍ مُتَيَقَّنْ نَجَاسَتْهُ وَلَوْ بِمُغَلَّظ؛ لِلْمَشَقَّةِ‪،‬‬
‫مَا لَمْ تَبْقَ عَيْنُهَا مُتَمَيِّزَةً‪.‬‬

‫وَيَخْتَلِفُ ذَلِكَ بِالْوَقْتِ وَمَحَلِّهِ مِنَ الثَّوْبِ وَالْبَدَنِ‪.‬‬

‫فَلَا يُعْفَى‬ ‫وَإِذَا تَعَيَّنَ عَيْنُ النَّجَاسَةِ فِي الطَّرِيقِ وَلَوْ مَوَاطِئَ كَلْبٍ‪:‬‬

‫غير الدَّم من النَّجاسة كما هو ظاهر ؛ ولهذا عُفِي عمَّا يدركه الطرف‬
‫هنا لا ثم‪« .‬سم» و«ع ش»‪ ،‬وفيه أنَّ ما هنا ليس مختصا بالدم‪ ،‬فإنَّه‬
‫«التحفة»‬
‫على‬ ‫اهـ «عبد الحميد»‬ ‫شامل لِوَنِيْم الذباب وما ذكر معه‪.‬‬
‫]‪.[١٣٢/٢‬‬

‫يعني‪ :‬أنَّ المحلَّ الَّذِي‬ ‫وَلَوْ مَوَاطِئَ كَلْبِ جمع موطئ‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫عند رطوبة أحد‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وطئه الكلب متنجس له حُكم عين النَّجاسة‪،‬‬
‫الأَوْلَى إسقاط هذه الغاية؛‬ ‫الطَّرفين كما هو واضح‪ ،‬فقولُ الْمُحَشِّي ‪:‬‬
‫إذ لا معنى لتخصيص الكلاب بالذكر ؛ ولأنَّ الغاية الثانية تُغني عنها‪،‬‬
‫غفلةٌ عن ذلك‪ ،‬ولا يلزم من عدم ذِكْر الكُتُب التي ذكرها الْمُحَشِّي‬
‫شرحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫‪.]١٣٠/٢‬‬ ‫وَإِنْ عَمَّتِ الطَّريقَ عَلَى الأَوْجَهِ [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫عَنْهَا ‪،‬‬

‫وَأَفْتَى شَيْخُنَا فِي طَرِيْقِ لَا طِيْنَ بِهَا ‪ ،‬بَلْ فِيْهَا قَذَرُ الْآدَمِيِّ وَرَوْتُ‬
‫الْكِلَابِ وَالْبَهَائِمِ وَقَدَ أَصَابَهَا الْمَطَرُ ؛ بِالْعَفْوِ عِنْدَ مَشَقَّةِ الاحْتِرَازِ [في‪:‬‬
‫‪.]١٦٣/١‬‬ ‫الفتاوى الكبرى الفقهية‬

‫وَهِيَ ‪ :‬أَنَّ مَا أَصْلُهُ الطَّهَارَةُ وَغَلَبَ عَلَى الظَّنِّ‬ ‫قَاعِدَةٌ مُهِمَّةٌ ‪:‬‬

‫لهذه الغاية فسادها‪ ،‬لَا سِيَّما وليس فيها ما يصرح بنفيها ؛ فتأمل‪.‬‬

‫قَاعِدَةٌ مُهِمَّةٌ هذه قاعدة مشهورة وفروعها في أبواب‬ ‫( قوله ‪:‬‬


‫الفقه كثيرة‪.‬‬

‫أنَّ كلَّ مسألة تعارض فيها أصل وغالب‪:‬‬ ‫وحاصلها ‪:‬‬


‫وضابطه ‪ :‬كلُّ‬ ‫فإن ترجّح فيها دليل الأصل ‪ :‬عُمِلَ به بلا خلاف‪،‬‬
‫ما عارض الأصل فيه احتمال مجرَّد‪ ،‬ومن أمثلته‪ :‬ما لو ادعت‬
‫الزوجة مع طول بقائها مع الزوج أنَّه لم يوصلها النفقة والكسوة‬
‫مع أنَّ العادة تبعد ذلك‬ ‫الواجبة؛ فهي المصدقة لأنَّ الأصل معها‪،‬‬
‫جدا‪.‬‬

‫وضابطه‪ :‬أن يستند‬ ‫وإن ترجّح دليل الغالب‪ :‬عُمِلَ به جزمًا‪،‬‬


‫معه ما‬
‫إلى سبب منصوب سمعًا‪ ،‬أو إلى معروف عادة‪ ،‬أو يكون‬
‫كأرض‬ ‫والثاني‪:‬‬ ‫كالشَّهادة واليد في الدعوى‪،‬‬ ‫يعتضد به فالأول ‪:‬‬
‫تفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٢٠٦‬‬

‫تَنَجُسُهُ لِغَلَبَةِ النَّجَاسَةِ فِي مِثْلِهِ ‪ :‬فِيْهِ قَوْلَانِ مَعْرُوفَانِ بِقَوْلَيْ الْأَصْلِ‪،‬‬
‫أَرْجَحُهُمَا ‪:‬‬ ‫وَالظَّاهِرِ أَوِ الْغَالِبِ‪،‬‬

‫نهر الظاهر أنَّها تغرق وتنهار في الماء فلا يجوز استئجارها‪،‬‬ ‫شط‬
‫على‬

‫كظبية ‪ -‬فيه فيُحكم‬ ‫كماء كثير وجد متغيّرًا بعد بول حيوان ‪-‬‬ ‫والثَّالث ‪:‬‬
‫بنجاسته وإن احتمل تغيُّره بنحو طول مكث؛ لأنَّ الظَّاهر أنَّ إحالة‬
‫التَّغير على البول المتيقّن أَوْلَى من إحالته على نحو طول المكث‪.‬‬
‫فعمل في ذلك كله بالغالب قطعًا مع معارضة الأصل له؛ لترجيح‬
‫الغالب على الأصل الَّذي هو ‪ :‬عدم شغل ذِمَّة المشهود عليه بالمشهود‬
‫واحتمال أنَّ‬ ‫وعدم غرق الأرض‪،‬‬ ‫وعدم الملك في الدعوى‪،‬‬ ‫به‪،‬‬
‫التغير من طول المكث‪.‬‬

‫تارةً يُعمل فيها‬ ‫فهي مسائل القولين ثمَّ‪،‬‬ ‫وإن تردَّد في الرَّاجح ‪:‬‬
‫أن يستند الاحتمال إلى سبب ضعيف‬ ‫وضابطه‬ ‫بالأصل على الأصح‪،‬‬
‫وضابطه‪:‬‬ ‫‪ -‬كأمثلة الشارح ‪ ،‬وتارةً يُعمل فيها بالغالب على الأصح‪،‬‬
‫أن يستند إلى سبب قوي منضبط‪ ،‬ومن فروعه ما لو شك بعد الفراغ‬
‫غير النِّيَّة وتكبيرة الإحرام ؛‬ ‫من عبادة في ركن من أركانها ‪-‬‬
‫فالمشهور عدم التَّأثير ؛ لأنَّ الغالب انقضاء العبادة على الصحة وإن‬
‫كان الأصل عدم الإتيان به‪.‬‬
‫فإنَّها من مُهمَّات‬ ‫ولا تكن من المعرضين‪،‬‬ ‫فاستفد هذه القاعدة‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫الدين‬

‫على «نَظْمِ المعفوَّات‬ ‫على «شرح الشهاب الرَّملي»‬ ‫اهـ «رَشِيْدِي»‬


‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫ملخصا [ص ‪٢٦‬‬ ‫لابن العِمَادِ»‬

‫والظَّاهِرِ أَوِ الْغَالِبِ اعْلَمْ أَنَّ الأصحاب تارةً‬ ‫الأصل‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وتارةً‬ ‫يعبرون عن هذه القاعدة بـ تعارض الأصل والغالب‪،‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫أَنَّهُ طَاهِرٌ عَمَلًا بِالأَصْلِ الْمُتَيَقَّن ؛ لأَنَّهُ أَصْبَطُ مِنَ الْغَالِبِ الْمُخْتَلِفِ‬
‫وَأَوَانِي‬ ‫كَثِيَابِ خَمَّارٍ وَحَائِضِ وَصِبْيَانِ‪،‬‬ ‫بِالأَحْوَالِ وَالأَزْمَانِ‪ ،‬وَذَلِكَ ‪:‬‬
‫وَجُوْحٍ‬ ‫وَلُعَابِ صَبِيٍّ‪،‬‬ ‫وَوَرَقٍ يَغْلِبُ نَتْرُهُ عَلَى نَجَسِ‪،‬‬ ‫مُتَدَيِّنِيْنَ بِالنَّجَاسَةِ‪،‬‬
‫اشْتُهِرَ عَمَلُهُ بِشَحْم الْخِنْزِيْرِ‪ ،‬وَجُبْنِ شَامِيِّ اشْتُهِرَ عَمَلُهُ بِإِنْفَحَةِ الْخِنْزِيْرِ ؟‬
‫وَقَدْ جَاءَهُ جُبْنَةٌ مِنْ عِنْدِهِمْ فَأَكَلَ مِنْهَا وَلَمْ يَسْأَلْ عَنْ ذَلِكَ [أبو داود‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫ذَكَرَهُ شَيْخُنَا فِي شَرْحِ الْمِنْهَاجِ» [‪١٣٠/٢٢‬‬ ‫‪.]۳۸۱۹‬‬ ‫رقم‪:‬‬

‫وَبَوْلِ‬ ‫وَنِيْم ذُبَابٍ‪،‬‬ ‫يُعْفَى عَنْ مَحَلِّ اسْتِعْمَارِهِ‪ ،‬وَ(عَنْ)‬ ‫(وَ)‬

‫وفرق بعضهم بينهما‬ ‫ومؤدَّاهما ‪،‬واحد‪،‬‬ ‫بـ تعارض الأصل والظاهر‬


‫كما بيَّنه الرَّشِيْدِيُّ على «شرح المعفوات»‬ ‫بما رُدَّ بأنَّه لا أثر له‪،‬‬
‫[ ص ‪.]٢٧‬‬

‫عَمَلًا بِالأَصْلِ اعْلَمْ أنَّ تقديم الأصل على الغالب‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫رخصة؛ لأنَّ الطَّهارة نادرة فيما يغلب نجاسته‪ ،‬وإذا كان الغالب‬
‫النَّجاسة ‪ :‬فتركه ‪،‬ورع وأمَّا عند استواء الاحتمالين أو ترجيح جانب‬
‫الطهارة فتركه وسواس اهـ «رَشِيْدِي» على «المعفوات» [ص ‪.]٢٧‬‬

‫(قوله ‪ :‬مَنْ حَمَلَ مُسْتَجْمِرًا أي مستنجيًا بالحجر‪ .‬في «المغني»‬


‫يؤخذ ممَّا مرَّ في قبض طرف شيء متنجس في‬ ‫و«النهاية) [‪]۲۷/۲‬‬
‫الصَّلاة‪ :‬أنَّه لو أمسك المصلِّي بدن مستجمر أو ثوبه‪ ،‬أو أمسك‬
‫المستجمر المصلِّي أو ملبوسه؛ أنَّه يضرُّ‪ ،‬وهو ظاهر‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪۲۰۸‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫و(رَوْثِ خُفَّاش)‪ ،‬فِي الْمَكَانِ‪ ،‬وَكَذَا الثَّوْبِ وَالْبَدَنِ‪ ،‬وَإِنْ كَثُرَتْ ؛ لِعُسْرِ‬
‫وَيُعْفَى عَمَّا جَفَّ مِنْ ذَرْقِ سَائِرِ الطُّيُوْرِ فِي الْمَكَانِ إِذَا‬ ‫الاحْتِرَازِ عَنْهَا‪،‬‬
‫الْعَفْوُ عَنْهُ فِي الثَّوْبِ‬ ‫وَقَضِيَّةُ كَلَامِ الْمَجْمُوْعِ»‪:‬‬ ‫عَمَّتِ الْبَلْوَى بِهِ‪،‬‬
‫وَالْبَدَنِ أَيْضًا [‪.]٣٩٣/٢‬‬

‫لَكِنْ أَفْتَى‬ ‫وَلَا يُعْفَى عَنْ بَعْرِ الْفَارِ وَلَوْ يَابِسًا عَلَى الْأَوْجَهِ‪،‬‬
‫شَيْخُنَا ابْنُ زِيَادٍ كَبَعْضِ الْمُتَأَخْرِيْنَ بِالْعَفْوِ عَنْهُ إِذَا عَمَّتِ الْبَلْوَى بِهِ‬
‫كَعُمُوْمِهَا فِي ذَرْقِ الطُّيُور‪.‬‬

‫أَوْ حَيَوَانَا بِمَنْفَذِهِ نَجَسٌ‪،‬‬ ‫وَلَا تَصِحُ صَلَاةُ مَنْ حَمَلَ مُسْتَجْمِرًا ‪،‬‬

‫مثله ‪ :‬ما لو أمسك المستنجي بالماء مصليّا‬ ‫قال «ع ش‪:‬‬


‫فتبطل صلاة المصلّي المستجمر بالأحجار؛ أخذًا‬ ‫مستجمرًا بالأحجار ‪:‬‬
‫مرَّ أنَّ من اتَّصل بطاهر متّصل بنجس غير معفو عنه تبطل صلاته‪،‬‬
‫مرَّ‬ ‫ممَّا‬

‫أي‪ :‬وقد صدق على هذا المستنجي بالماء الممسك للمصلي أنه طاهر‬
‫متّصل بنجس غير معفو عنه‪ ،‬وهو بدن المصلّي المذكور؛ لأنَّ العفو‬
‫‪.]٢٦/٢‬‬ ‫اهـ [على «النهاية»‬ ‫وقد اتَّصل بالمصلِّي‪.‬‬ ‫إنَّما هو بالنسبة إليه‪،‬‬

‫وهو في غاية السُّقوط كما لا يخفى؛ إذ‬ ‫قال العلامة الرَّشِيدِيُّ ‪:‬‬
‫هو مغالطة؛ إذ لا خفاء أنَّ معنى كون الطَّاهر المتّصل بالمصلي متّصلا‬
‫بنجس غير معفو عنه أنَّه غير معفو عنه بالنسبة للمصلي‪ ،‬وهذا النَّجس‬
‫فلا نظر لكونه غير معفو عنه بالنسبة للممسك‬ ‫معفو عنه بالنسبة إليه‪،‬‬
‫الذي هو منشأ التَّوهُم؛ ولأنَّا إذا عفونا عن محل الاستجمار بالنسبة‬
‫فلا فرق بين أن يتصل بالواسطة أو بغير الواسطة‪،‬‬ ‫لهذا المصلي‪،‬‬
‫بل هو بالواسطة أَوْلَى‬ ‫وعدم العفو إنَّما هو بالنسبة لخصوص الغير‪،‬‬
‫ويلزم على ما‬ ‫بالعفو منه بعدمها الذي هو محل وفاق كما هو ظاهر‪،‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫كَآدَمِيٌّ وَسَمَكِ ‪-‬‬ ‫أَوْ مُذَكَّى غُسِلَ مَذْبَحُهُ دُونَ جَوْفِهِ‪ ،‬أَوْ مَيْتًا طَاهِرًا ‪-‬‬
‫لَمْ يُغْسَلْ بَاطِنُهُ‪ ،‬أَوْ بَيْضَةً مَذِرَةً فِي بَاطِنِهَا دَم؛ وَلَا صَلَاةُ قَابِضِ طَرَفٍ‬
‫مُتَّصِلٍ بِنَجِسٍ وَإِنْ لَمْ يَتَحَرَّكْ بِحَرَكَتِهِ‪.‬‬

‫قاله ‪ :‬أن تبطل صلاته بحمله لثيابه التي لا يحتاج إلى حملها لصدق‬
‫‪.]٢٧/٢‬‬ ‫اهـ [على «النهاية»‬ ‫ولا أحسب أحدًا يوافق عليه ‪.‬‬ ‫ما مرَّ عليها‪،‬‬
‫لَمْ يُغْسَلْ‬ ‫كَادَمِيٌّ وَسَمَكِ مثال الميت الطَّاهر‪( .‬وقوله ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫علة عدم صحة الصلاة‪.‬‬ ‫هو‬ ‫بَاطِنُهُ)‬

‫ولا تصح صلاة قابض‪،‬‬ ‫إلخ) أي‪:‬‬ ‫وَلَا صَلَاةُ قَابِضِ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫طرفِ حبل على‬ ‫ولو بلا قبض ولا شدّ‪،‬‬ ‫أي ‪ :‬أو شاد أو حامل‪،‬‬
‫كأن شُدَّ بقلادة نحو كلب‪ ،‬أو بمحل طاهر‬ ‫نجاسة‪ ،‬أو على ملاقيها‪،‬‬
‫أو من حمار حامل‬ ‫من سفينة تنجرُّ بجره بحرًا أو برا فيها نجاسة‪،‬‬
‫قال الْكُرْدِيُّ ‪:‬‬ ‫وإن لم يتحرك بحركته؛ لحمله متّصلا بنجس‪.‬‬ ‫لها‪،‬‬
‫وحاصل المعتمد ‪ :‬أنَّه إن وضع طرف الحبل بغير شَدّ على جزء طاهر‬
‫أو على شيء طاهر متّصل‬ ‫كسفينة متنجسة‬ ‫من شيء متنجس ‪-‬‬
‫كسَاجُور كلب ‪ -‬؛ لم يضرَّ مطلقًا‪ ،‬أو وضعه على نفس‬ ‫بنجس ‪-‬‬
‫وإن شدَّه على الظاهر المتّصل‬ ‫النجس ولو بلا نحو شد ؛ ضرَّ مطلقًا‪،‬‬
‫وخرج بقابض وما بعده‪:‬‬ ‫نُظِرَ إن انجرَّ بجره ضَرَّ ؛ وإِلَّا فلا‪.‬‬ ‫بالنَّجس ‪:‬‬
‫ما لو جعله المصلي تحت ‪،‬قدمه فلا يضرُّ وإن تحرَّك بحركته‪ ،‬كما لو‬
‫صلى على بساط مفروش على نجس أو بعضه الذي لا يماسه نجس‪.‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫ص ‪٢١٠‬‬ ‫وما بعدها ؛ وانظر‪« :‬المنهج القويم»‬ ‫[ ص ‪٢٥٤‬‬ ‫بشری‬
‫‪۲۱‬‬
‫تر المستفيدين علىفي المعين‬

‫لَزِمَهُ‬ ‫فَرْعُ‪ :‬لَوْ رَأَى مَنْ يُرِيْدُ صَلَاةً وَبِثَوْبِهِ نَجَسٌ غَيْرُ مَعْفُو عَنْهُ ‪:‬‬
‫وَكَذَا يَلْزَمُهُ تَعْلِيْمُ مَنْ رَآهُ يُخِلُّ بِوَاجِب عِبَادَةٍ فِي رَأْي مُقَلَّدِهِ‪.‬‬ ‫إِعْلَامُهُ‪،‬‬

‫يَجِبُ‬ ‫تَتِمَّةٌ فِي بَيَانِ أَحْكَامِ الاسْتِنْجَاءِ وَآدَابِ دَاخِلِ الْخَلَاءِ]‪:‬‬

‫لأنَّ‬ ‫بفتح اللَّام ‪ -‬قال في «النّهاية»‪:‬‬ ‫(قوله‪ :‬فِي رَأْي مُقَلَّدِهِ)‬


‫قاله ابن عبد السلام وأفتى‬ ‫الأمر بالمعروف لا يتوقف على العصيان‪،‬‬
‫كما لو رأينا صبيًّا يزني بصبيَّة ؛ فإنَّه يجب المنع‪ .‬اهـ‬ ‫الْحَنَّاطِيُّ‪،‬‬ ‫به‬

‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪١٦/٢‬‬

‫فِي بَيَانِ أَحْكَامِ الاسْتِنْجَاءِ وَآدَابِ دَاخِلِ‬ ‫تَتِمَّةٌ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الْخَلَاءِ ‪:‬‬
‫بل عند خوف تضمخ‬ ‫لا على الفور‪،‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫يَجِبُ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وعند إرادة‬ ‫وفيما لو علم أنَّه لا يجد الماء وقت الصلاة‪،‬‬ ‫بالنَّجاسة‪،‬‬
‫فوجوبه بدخول الوقت موسعًا ومضيَّقًا‬ ‫نحو الصَّلاة أو دخول وقتها‪،‬‬
‫كبقية الشروط‪« .‬بشرى» [ص ‪.]١٢٤‬‬

‫أيضًا ‪-‬؛ وقال أبو‬ ‫وبوجوب الاستنجاء قال مالك وأحمد ‪-‬‬
‫قال أبو‬ ‫وهي رواية عن مالك‬ ‫هو سُنَّة وليس بواجب‪،‬‬ ‫حنيفة‪:‬‬
‫وجعل محل الاستنجاء‬ ‫حنيفة ‪ :‬فإن صلى ولم يستنج صحت صلاته‪،‬‬
‫مقدارا يعتبر به سائر النَّجاسات على جميع المواضع وَحَدَّه بالدرهم‬
‫وقال بوجوب إزالة النَّجاسة في غير محل الاستنجاء إذا زادت‬ ‫الْبَغْلِي‪،‬‬
‫‪.[17‬‬ ‫ص‬ ‫على مقدار الدرهم [انظر‪« :‬رحمة الأمة»‬
‫‪GY ۲۱۱‬‬ ‫ترحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَيَكْفِي فِيْهِ غَلَبَةٌ ظَنِّ زَوَالِ‬ ‫الاسْتِنْجَاءُ مِنْ كُلِّ خَارِج مُلَوِّثٍ بِمَاءٍ‪،‬‬
‫وَلَا يُسَنُّ حِيْنَئِذٍ شَمُّ يَدِهِ‪،‬‬ ‫النَّجَاسَةِ‪،‬‬

‫(قوله خارج أي نجس من معتاد‪( .‬وقوله ‪ :‬مُلوّث) أي‪:‬‬


‫لمحل الخروج ؛ ولو نادرًا كدم ولو من نحو حيض‪ ،‬وقليلا يُعفى عنه‬
‫فخرج‬ ‫بعد الحجر؛ إذ يغتفر في الدوام ما لا يغتفر في الابتداء‪،‬‬
‫الطَّاهر ‪ :‬كَمَنِيٌّ وإِن سُنَّ منه ؛ خروجًا من خلاف من أوجبه‬ ‫بالنَّجس ‪:‬‬
‫كمالك بناءً على القول عنده بوجوب غسل النجاسة‪،‬‬ ‫منه‪ ،‬قال «بج)»‬
‫لا على القول بسُنّيَّتِهِ عنده الذي اعتمدوه؛ وكَرِيح وإن كان المحل‬
‫ثقبة انفتحت ولو‬ ‫وبمعتاد‬ ‫لكن يسن منه‪.‬‬ ‫غيره‪،‬‬ ‫وبالملوّث ‪:‬‬ ‫رطبًا‪.‬‬
‫تحت المعدة؛ إذ لا تعمُّ بها البلوى‪ ،‬أو وصل بول الأقلف للجلدة‪،‬‬
‫أو بول المرأة لمدخل الذكر‪« .‬بشرى» [ص ‪.]١٢٤‬‬

‫بِمَاءٍ ولو من زمزم؛ وإن كُره به كما في «الفتح»‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫زاد في «الفتح»‪:‬‬ ‫تَبَعًا لشيخ الإسلام‪،‬‬ ‫و«الشِّرْبِيْنِيّ) [في‪« :‬المغني» (‪]۱۲۰/۱‬‬
‫«التحفة» [‪]٧٦/١‬‬ ‫وفي‬ ‫وهو شاذ‪ .‬اهـ [‪.]٧٣/١‬‬ ‫هو به حرام‪،‬‬ ‫وقيل‪:‬‬
‫لِلزَّيَّادِيِّ ‪ :‬أنَّه خلاف الأولى‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫وشرح المحرَّر»‬
‫حين إذ غلب على الظَّنِّ زوال‬ ‫وَلَا يُسَنُّ حِيْنَئِذٍ أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫النجاسة‪.‬‬

‫ولو شم ريح نجاسة في يده؛ لم يحكم بنجاسة المحل وإن‬


‫حكمنا على يده بالنَّجاسة ؛ لأنَّا لم نتحقق أنَّ الرِّيح باطنُ الأُصبع‬
‫الذي كان ملاصقًا للمَحَلِّ؛ لاحتمال أنَّه في جوانبه‪ ،‬فلا ينجس‬
‫أو أنَّ هذا المحَلَّ قد خفّف فيه في الاستنجاء بالحجر‪،‬‬ ‫بالشَّكِّ‪،‬‬
‫اهـ «نهاية» [‪.]١٥٠/١‬‬ ‫واكتفي بغلبة ظنّ زوال النَّجاسة‪.‬‬ ‫فخفّف فيه هنا‪،‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَيَنْبَغِي الاسْتِرْخَاءُ ؛ لِئَلَّا يَبْقَى أَثَرُهَا فِي تَضَاعِيْفِ شَرَجِ الْمَقْعَدَةِ‪ ،‬أَوْ‬
‫بِثَلَاثِ مَسَحَاتٍ‬

‫باطن الأصبع ‪ :‬أنَّه لو تحقق الرّيح‬ ‫قال ع ش ومقتضى قوله ‪:‬‬


‫وبه جزم‬ ‫فيجب إعادة الاستنجاء‪،‬‬ ‫في باطنه ؛ حكم بنجاسة المحَلِّ‪،‬‬
‫عدم ذلك‪،‬‬ ‫ومقتضى قوله ‪ :‬أو أنَّ هذا المحَلَّ قد خفّف فيه ‪:‬‬ ‫«حج»‪،‬‬
‫ولم يجب‬ ‫وجب غسلها‪،‬‬ ‫وعبارة الزَّيَّادِي ‪ :‬ولو شمَّ رائحة النَّجاسة ‪:‬‬
‫اكتفى فيه‬ ‫حيث‬ ‫غسل المحل؛ لأنَّ الشارع خفَّف في هذا المحل‪،‬‬
‫إلَّا إذا شم‬ ‫قال بعض المتأخرين ‪:‬‬ ‫بالحجر مع القدرة على الماء‪،‬‬
‫وإطلاقهم‬ ‫فيجب غسل المحل‪،‬‬ ‫الرَّائحة من محَلٌّ لَاقَى المُحَلَّ‪،‬‬
‫أنَّه لو توقفت‬ ‫يؤخذ منه ‪:‬‬ ‫خفَّف في هذا المحَلِّ‪،‬‬ ‫وقوله‪:‬‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫يخالفه‪.‬‬
‫وهو ظاهر للعلة‬ ‫إزالة الرائحة على أُشنان أو غيره؛ لم يجب‪،‬‬
‫‪.]١٥٠/١‬‬ ‫اهـ [على «النهاية»‬ ‫المذكورة‪.‬‬

‫في‬ ‫يطلب وجوبًا للرَّجل والمرأة‪( .‬وقوله‪:‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَيَنْبَغِي)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫مجمع حلقة الدُّبُر الذي ينطبق؛ وكذا أثر‬ ‫بفتحتين ‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تَضَاعِيْفِ شَرَج)‬
‫يُجَيْرِمِي) [على «شرح المنهج» ‪]٦٣/١‬‬ ‫البول في تضاعيف باطن الشُّفرين‪.‬‬
‫‪.]۹۸/۱‬‬ ‫و كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬

‫هنا‬ ‫معطوف على «بِمَاء»‪ ،‬و«أَوْ»‬ ‫أَوْ بِثَلَاثِ مَسَحَاتٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وتجزئ الثلاث‬ ‫يُجَيْرِمِي»‪.‬‬ ‫بل هو أفضل‪.‬‬ ‫فتجوز الجمع‪،‬‬ ‫مانعة خلو‪،‬‬
‫فلا يجزئ دونها‬ ‫المسحات ولو من حجر واحد وإن لم يكن بأطرافه‪،‬‬
‫«التحفة»‬
‫في‬ ‫فما‬ ‫ولا فرق بين مسح الذَّكر صعودا ونزولا‪،‬‬ ‫وإن أنقى‪،‬‬
‫ولو مسح ذَكَرَهُ بموضع من حجر‬ ‫أنه لا يكفي مسحه صعودًا ضَعَّفُوْهُ‪،‬‬
‫كما لو جرَّه‬ ‫طويل وجرَّه عليه؛ أجزأه على احتمال في المطلب»‪،‬‬
‫والثَّلاث إنَّما تكفي إن أنقى المحلَّ بهنَّ؛ وإلا وجب‬ ‫على حائط‪،‬‬
‫‪۲۱۳‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفي المعين‬

‫تَعُمُ الْمَحَلَّ فِي كُلِّ‬


‫كُلِّ مَرَّةٍ مَعَ تَنْقِيَةٍ بِجَامِدٍ قَالِحٍ‪.‬‬
‫بِعَكْسِ‬ ‫وَيَمِيْنَهُ لِانْصِرَافِهِ‪،‬‬ ‫وَيُنْدَبُ لِدَاخِل الْخَلَاءِ أَنْ يُقَدِّمَ يَسَارَهُ‪،‬‬

‫الإنقاء بالزيادة عليهنَّ إلى أن لا يبقى إلَّا أثر لا يزيله إلا الماء أو‬
‫فيُعفى عنه حينئذ‪« .‬بشرى» [ص ‪.]١٢٦‬‬ ‫صغار الْخَزَفِ‪،‬‬

‫تَعُمُّ الْمَحَلَّ فِي كُلِّ مَرَّةٍ فلا يكفي توزيعها لجانبيه‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وكيفية التعميم الكاملة ‪:‬‬ ‫والوسط‪ ،‬كما في فتح الجواد [‪]٧٤/١‬‬
‫ويديره قليلا قليلا برفق‬ ‫أن يبدأ بالأوَّل من مُقَدَّم الصَّفحة اليمنى‪،‬‬
‫ويمر‬ ‫ويبدأ بالثَّاني من مُقَدَّم اليسرى كذلك‪،‬‬ ‫إلى موضع ابتدائه‪،‬‬
‫فإن احتاج لزائد على الثلاث؛‬ ‫الثَّالث على صفحتيه ومَسْرَبَتِهِ‪،‬‬
‫وفي كل لا يرفع الحجر المتنجس ثُمَّ‬ ‫فصفة مسحه كالثَّلاث‪،‬‬
‫وفي «الأسنى»‪ :‬لو أَمَرَّ الحجر ولم‬ ‫يعيده؛ وإلا تعيَّن الماء‪،‬‬
‫ومحله في غير‬ ‫أجزأه إن لم ينقل شيئًا ؛ وإلا تعيَّن الماء‪،‬‬ ‫يدره‪:‬‬
‫وما‬ ‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫ص ‪١٢٦‬‬ ‫اهـ «بُشرى»‬ ‫فيُعفى عنه‪.‬‬ ‫النَّقل الضَّروري‪،‬‬
‫رجحه ابن‬ ‫جَرَى عليه الشَّارح من وجوب التَّعميم بكُلِّ مسحة‪،‬‬
‫ورجح عدم‬ ‫تجر وشيخ الإسلام والشهاب الرَّملي وابنه والخطيب‪،‬‬
‫وجوب التعميم‪ :‬ابن الْمُقْرِي وابن قاسم الْعَبَّادِيِّ والزَّيَّادِيُّ‬
‫وغيرهم‪ ،‬وهو المنقول عن الشَّيخين أفاده الْكُرْدِيُّ [في‪« :‬الوسطى»‬
‫وغيره‪.‬‬ ‫‪]٩٧/١‬‬

‫(قوله‪ :‬بِجَامِدٍ (قَالِع أي كحجر وما يقوم مقامه من خَزَفٍ‬


‫وآجُرّ وخشب بالإجماع‪ ،‬لا بعَظم وروث عندنا كأحمد؛ وقال أبو‬
‫ولكن يستحب تركه‪« .‬رحمة»‬ ‫يجزئ الاستنجاء بهما‬ ‫حنيفة ومالك ‪:‬‬
‫ص ‪.]١٧‬‬ ‫[‬
‫شيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪PG ٢١٤‬‬

‫وَيُنَجِّيَ مَا عَلَيْهِ مُعَظَّمٌ مِنْ قُرْآنٍ وَاسْم نَبِيٍّ وَمَلَكِ وَلَوْ مُشْتَرَكًا‬ ‫الْمَسْجِدِ‪،‬‬
‫وَيَسْكُتَ حَالَ خُرُوجِ خَارِجِ وَلَوْ عَنْ‬ ‫كَعَزِيْرِ وَأَحْمَدَ إِنْ قُصِدَ بِهِ مُعَظَّمٌ‪،‬‬
‫يحِلُّ حمله‬ ‫مِنْ قُرْآنٍ) أي ‪:‬‬ ‫ندبًا‪( .‬وقوله ‪:‬‬ ‫وَيُنَحْيَ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫مكتوب شيء‬ ‫للمحدث‪ ،‬أو من نحو التَّوراة إن علم عدم تبدله‪ ،‬أي‪:‬‬
‫يحرم إدخال المصحف بلا‬ ‫وقيل ‪:‬‬ ‫من ذلك‪ ،‬فإن خالف كُرِهَ ‪،‬‬
‫ومن تختم في يساره بما عليه معظم‪:‬‬ ‫ضرورة‪ ،‬وهو واضح المعنى‪،‬‬
‫اهـ «فتح الجواد» [‪.]٦٨/١‬‬ ‫لزمه نزعه عند الاستنجاء؛ لحرمة تنجيسه ‪.‬‬
‫شامل لأسماء صلحاء المؤمنين؛ بناء‬ ‫عليه معظم‪،‬‬ ‫قوله‪:‬‬ ‫قال «سم»‬
‫‪.]١٦١/١‬‬ ‫اهـ [على «التحفة»‬ ‫على دخولهم هنا ‪.‬‬

‫ويعتمد ندبًا في حال قضاء حاجته جالسًا يساره؛ لأنَّها الأنسب‬


‫بخلاف يمينه فيضع أصابعها بالأرض وينصب باقيها؛ لأنّ‬ ‫بذلك‪،‬‬
‫فإن أَمِنَ مع اعتماد اليسرى‬ ‫ذلك أسهل لخروج الخارج‪ ،‬أمَّا القائم‪:‬‬
‫اهـ «تحفة» [‪.]١٦١/١‬‬ ‫وإلَّا اعتمدهما‪.‬‬ ‫اعتمدها‬ ‫تنجسها ‪:‬‬

‫والخطيب والزَّيَّادِيُّ والشَّوْبَرِيُّ‬ ‫واعتمد في ((النهاية) [‪]۱۳۳/۱‬‬


‫وغيرهم تَبَعًا للجَلالِ الْمَحَلِّيّ ‪ :‬أنَّ القائم في البول يعتمدهما معا‪.‬‬
‫وقد بَحَثَ الأَذْرَعِيُّ حرمة البول أو التَّغوط‬ ‫«التحفة»‪:‬‬ ‫في‬ ‫قال‬

‫قائما بلا عذر‪ ،‬إن علم التَّلويث ولا ماء‪ ،‬أو ضاق الوقت أو اتسع‪،‬‬
‫وبه يقيَّد إطلاقهم‬ ‫وحرَّمنا التَّضمُّح بالنَّجاسة عبئًا‪ ،‬أي وهو الأصح‪،‬‬
‫اهـ [‪.]١٦١/١‬‬ ‫كراهة القيام بلا عذر‪.‬‬

‫حَالَ خُرُوج خَارج أمَّا مع عدم خروج شيء فيكره‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫خلافًا‬ ‫بخلاف الكلام بغيرهما على المعتمد‪،‬‬ ‫بذكر أو قرآن فقط‪،‬‬
‫فما نَقَلَهُ الْمُحَشِّي‬ ‫صُغرى»‪.‬‬ ‫اهـ‬ ‫والشَّوْبَرِيِّ وغيرهم‪.‬‬ ‫لِلزَّيَّادِي و«ق ل»‬
‫‪۲۱۵‬‬
‫تريةالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَيَسْتَتِرَ‪.‬‬ ‫وَيَبْعُدَ ‪،‬‬ ‫وَفِي غَيْرِ حَالِ الْخُرُوج عَنْ ذِكْرِ‪،‬‬ ‫غَيْرِ ذِكْرٍ ‪،‬‬
‫وَأَنْ لَا يَقْضِيَ حَاجَتَهُ فِي مَاءٍ مُبَاحٍ رَاكِدِ‪ ،‬مَا لَمْ يَسْتَبْحِرُ‪،‬‬
‫وَطَرِيْقِ‪ ،‬وَقِيلَ‪ :‬يَحْرُمُ التَّغَوُّطُ فِيْهَا [انظر‪:‬‬ ‫وَمُتَحَدَّثٍ غَيْرِ مَمْلُوكِ لأَحَدٍ‪،‬‬
‫وَتَحْتَ مُثْمِرِ بِمِلْكِهِ أَوْ مَمْلُوكِ عَلِمَ رِضَا مَالِكِهِ؛ وَإِلَّا‬ ‫«التحفة» (‪،]١٦٩/١‬‬

‫وَلَا يَسْتَدْبِرَهَا ‪،‬‬ ‫وَلَا يَسْتَقْبِلَ عَيْنَ الْقِبْلَةِ‪،‬‬

‫عن الْبُجَيْرِمِي خلاف المعتمد‪ .‬فإن عطس‪ :‬حَمَدَ بقلبه فقط كَالْمُجَامِعِ‬
‫والمؤذن‪ ،‬ويثاب عليه من حيث ما في قلبه من معنى الحمد الدَّال‬
‫اهـ «بشرى» [ص ‪.]۱۲۱‬‬ ‫على تعظيم المولى‪.‬‬

‫فيحرم فيه ذلك‪،‬‬ ‫(قوله ‪ :‬غَيْرِ مَمْلُوكِ لأَحَدٍ أمَّا المملوك لغيره ‪:‬‬
‫ما لم يعلم رضا مالكه أو يأذن له‪.‬‬
‫من شأنه ذلك؛ ولو مباحًا وفي غير‬ ‫وَتَحْتَ مُثْمِرٍ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وقت الثمرة‪« .‬فتح الجواد» [‪.]۷۱/۱‬‬

‫الكعبة (وَلَا يَسْتَدْبِرَهَا)‬ ‫(قوله‪ :‬وَلَا يَسْتَقْبِلَ عَيْنَ الْقِبْلَةِ) أي‪:‬‬


‫أدبا مع ساتر ارتفاعه ثُلُثَا ذراع فأكثر‪ ،‬وقد دنا منه ثلاثة أذرع فأقل‬ ‫‪،‬‬

‫هذا في غير‬ ‫فإن فعل فخلاف الأولى‪،‬‬ ‫بذراع الآدمي المعتدل‪،‬‬


‫اهـ‬ ‫والتنزه عنه حيث سَهُلَ أفضل‪.‬‬ ‫فذلك فيه مباح‪،‬‬ ‫أَمَّا هو ‪:‬‬ ‫الْمُعَدِّ‪،‬‬
‫تعين كونه‬ ‫وظاهر كلامهم ‪:‬‬ ‫قال الْبَاجُوْرِيُّ ‪:‬‬ ‫إلى ‪]١٦٣‬‬ ‫تحفة)) [‪١٦١/١‬‬
‫ثُلُثَيْ ذراع فأكثر‪ ،‬ولعله للغالب‪ ،‬فلو كفاه دون الثلثين اكتفى به‪ ،‬أو‬
‫احتاج إلى زيادة على الثلثين وَجَبَتْ‪ ،‬ولو بال أو تغوط قائما ‪ :‬فلا بُدَّ‬
‫أن يكون ساترا من قدمه إلى سُرَّتِهِ ؛ لأنَّ هذا حريم العورة‪ .‬اهـ على‬
‫وفي النهاية) [‪ ]١٣٥/۱‬و«المغني» ما يؤيده‪.‬‬ ‫‪.]۲۹۷/۱‬‬ ‫«شرح ابن قاسم»‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحاللعين‬ ‫‪٢١٦‬‬

‫فَلَوِ اسْتَقْبَلَهَا بِصَدْرِهِ‬ ‫وَيَحْرُمَانِ فِي غَيْرِ الْمُعَدِّ وَحَيْثُ لَا سَاتِرَ‪،‬‬

‫يكره استقبال القبلة‬ ‫وقال أبو حنيفة وأحمد ‪ -‬في أحد رواياته ‪:‬‬
‫اهـ «رحمة»‬ ‫واستدبارها لقضاء الحاجة مطلقا في الصَّحارَى والبنيان‪.‬‬
‫و«معدن الفقه»‪.‬‬ ‫[ ص ‪]١٦‬‬

‫بقضاء الحاجة فيه‬ ‫فِي غَيْرِ الْمُعَدَّ ويصير المحَلٌّ مُعدًا ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وينبغي‬ ‫على «حج» [‪.]١٦٣/١‬‬ ‫كما في «سم»‬ ‫قصد العود إليه لذلك‪،‬‬ ‫مع‬

‫ـ أو بتهيئته لذلك ‪ -‬بقصد الفعل فيه منه‪ ،‬أو ممن يريد ذلك من‬
‫أتباعه‪« .‬ع ش» [على «النهاية» ‪.]١٦٣/١‬‬

‫إرخاء ذيله وإن‬ ‫ومنه‪:‬‬ ‫وَحَيْثُ لَا سَائِرَ أي كما ذكر‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ووافقه‬ ‫فيكفي عنده هنا نحو الْعَنَزَةِ‪،‬‬ ‫لم يكن له عَرْضُ عند ابن حجر‪،‬‬
‫ق ل»؛ واعتمد م ر و المغني أنَّه لا بُدَّ أن يكون له عَرْضُ بحيث‬
‫واعتمده الزَّيَّادِيُّ و«سم»‪ ،‬قال في «النهاية»‪:‬‬ ‫يستر جوانب العورة‪،‬‬
‫بالْوَهْدَةِ والرَّابِيَةِ والدَّابَّة وكثيب الرمل‬ ‫السَّاتر ‪-‬‬ ‫ويَحْصُلُ ‪ -‬أي‪:‬‬
‫وغيرها‪ ،‬قال الْبَاجُوْرِيُّ ‪ :‬وتكفي يده إذا جعلها ساترا‪ .‬اهـ [انظر‪« :‬حميد»‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫على «التحفة»‬

‫إلخ) قال الرَّشِيدِيُّ ‪ :‬لو جعل‬ ‫(قوله‪ :‬فَلَوِ اسْتَقْبَلَهَا بِصَدْرِهِ ‪...‬‬
‫جنبه لجهة القِبلة وَلَوَى ذَكَرَهُ إليها حال البول؛ يجب عليه أن يستر‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫اهـ على النهاية»‬ ‫جميع جنبه عرضًا‪.‬‬

‫أَشْكَلَ على كثير من الطلبة معنى استقبال القبلة واستدبارها‬ ‫فَرْعٌ ‪:‬‬
‫استقبال‬ ‫ولا إشكال؛ لأنَّ المراد باستقبالها بهما ‪:‬‬ ‫بالبول والغائط‪،‬‬
‫جعل ظهره إليه حال‬ ‫وباستدبارها‬ ‫الشخص لها حال قضاء الحاجة‬
‫‪.]١٣٤/١‬‬ ‫على «المنهج [نقله «ع «ش» على «النهاية»‬
‫(‬
‫قضاء الحاجة‪« .‬سم»‬
‫‪۲۱۷‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَا‬ ‫بِخِلَافِ عَكْسِهِ‪ ،‬وَلَا يَسْتَاكَ‪،‬‬ ‫وَحَوَّلَ فَرْجَهُ عَنْهَا ثُمَّ بَالَ؛ لَمْ يَضُرَّ ‪،‬‬
‫يَبْرُقَ فِي بَوْلِهِ‪.‬‬

‫وَأَنْ يَقُوْلَ عِنْدَ دُخُوْلِهِ ‪« :‬اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ‬
‫وَالْخُرُوج ‪« :‬غُفْرَانَكَ‪،‬‬ ‫‪)٣٧٥‬‬ ‫‪١٤٢‬؛ مسلم‪:‬‬ ‫وَالْخَبَائِثِ) [البخاري رقم ‪:‬‬

‫استقبال الشخص بوجهه‬ ‫والمراد باستقبالها ‪:‬‬ ‫وقال الْبَاجُوْرِيُّ ‪:‬‬


‫جعل ظهره‬ ‫وباستدباره‬ ‫‪6‬‬
‫لها بالبول أو الغائط على الهيئة المعروفة‬
‫إليها بالبول أو الغائط على الهيئة المعروفة أيضًا؛ وإن لم يكن بعين‬
‫فيحرم الاستقبال والاستدبار بكل من البول والغائط‪،‬‬ ‫الخارج فيهما‪،‬‬
‫بأنه لا‬ ‫خلافا لمن خص الاستقبال بالبول والاستدبار بالغائط وقال‪:‬‬
‫اهـ على شرح ابن قاسم‬ ‫يحرم‪.‬‬ ‫يحرم عكس ذلك؛ والمعتمد أنَّه‬
‫‪.[٢٩٦/١‬‬

‫والخلاف‬ ‫ولا يخفَى أنَّ المرجع واحد غالبا‪،‬‬ ‫قال الرَّشِيدِيُّ ‪:‬‬
‫فإذا جعل ظهره للقبلة فتغوط ‪ :‬فَـ «م ر» گـ‬ ‫إنَّما هو في مجرَّد التّسمية‪،‬‬
‫يُسميانه‬ ‫وإذا جعل صدره للقبلة وتغوط ‪:‬‬ ‫يُسمِّيانه مستقبلًا‪،‬‬ ‫«حج»‬

‫يقع الخلاف المعنوي‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫مستدبرًا‪ ،‬و«سم كغيره يعكسون ذلك‪.‬‬


‫فيما لو جعل ظهره أو صدره للقبلة وَأَلْفَتَ ذَكَرَهُ يمينًا أو شمالا وبَالَ ‪:‬‬
‫بخلافه عند «سم»‬ ‫فهو غير مستقبل ولا مستدبر باتفاق «حج» و «م ر»‪،‬‬
‫‪.]١٣٤/١‬‬ ‫اهـ على النهاية»‬ ‫وغيره‪.‬‬

‫وحكمة هذا‪:‬‬ ‫اغفر أو أسألك‪،‬‬ ‫‪،‬‬


‫غُفْرَانَكَ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫الاعتراف بغاية العجز عن شكر هذه النعمة المنطوية على جلائل من‬
‫‪:‬‬‫النِّعم لا تُحْصَى‪ ،‬ومن ثَمَّ قيل يكررها ‪ .‬اهـ «تحفة» [‪.]١٧٣/١‬‬
‫وفي‬
‫«المغني»‪ :‬ويكرر غفرانك ثلاثا [‪.]١٦٠/١‬‬
‫‪۲۱۸‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي الأَذَى وَعَافَانِي) [الترمذي رقم‪۷ :‬؛ ابن ماجه‬
‫وَحَصِّنْ‬ ‫رقم ‪ ]٣٠١ :‬وَبَعْدَ الاسْتِنْجَاءِ‪« :‬اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ النِّفَاقِ‪،‬‬
‫فَرْجِي مِنَ الْفَوَاحِشِ» [ذكره الغزالي في‪« :‬الإحياء» دون مستند‪ ،‬ص ‪ ،١٠٢٦‬وقال‬
‫هو‬ ‫وإنما‬ ‫عن أبي سعيد‪،‬‬ ‫هكذا وقع في نُسَخ الإحياء»‬ ‫‪:۸۰۸/۲‬‬ ‫المغني»‬ ‫العراقي في‪:‬‬
‫وزاد‪:‬‬ ‫وفرجي من الزنى»‪،‬‬ ‫دون قوله ‪:‬‬ ‫وكذا رواه الخطيب في‪« :‬التَّاريخ»‬ ‫عن أم معبد‪،‬‬

‫وإسناده ضعيف‪ .‬اهـ‪.].‬‬ ‫وعيني من الخيانة‬ ‫وعملي من الرياء‪،‬‬

‫قَالَ الْبَغَوِيُّ‪ :‬لَوْ شَكَ بَعْدَ الاسْتِنْجَاءِ هَلْ غَسَلَ ذَكَرَهُ؟ لَمْ تَلْزَمْهُ‬
‫‪.]١٨٥/١‬‬ ‫إعَادَتُهُ [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫(مَا‬
‫مَا‬ ‫وَلَوْ مُكَاتَبَةٌ وَأُمَّ وَلَدٍ‬ ‫وَلَوْ صَبِيًّا (وَأَمَةٍ)‬ ‫سَتْرُ رَجُلٍ )‬ ‫(وَثَالِتُهَا ‪:‬‬
‫وَلَوْ خَالِيًا فِي ظُلْمَةِ؛ لِلْخَبَرِ الصَّحِيحِ ‪« :‬لَا‬ ‫لَهُمَا‪،‬‬ ‫بَيْنَ سُرَّةٍ وَرُكْبَةٍ)‬
‫بَالِغ ‪ -‬إِلَّا بِخِمَارٍ» [أبو داود رقم‪]٦٤١ :‬؛‬ ‫يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةَ حَائِضِ ‪ -‬أَيْ‪:‬‬
‫وَيَجِبُ سَتْرُ جُزْءٍ مِنْهُمَا لِيَتَحَقَّقَ بِهِ سَتْرُ الْعَوْرَةِ‪.‬‬

‫والاستبراء من البول إذا‬ ‫فَرْع ‪ :‬يندب اتِّخاذ إناء للبول ليلا‪،‬‬


‫ثُمَّ يَنْتُرُ ذَكَرَهُ‬ ‫فيدلّك بشدّة بيساره من دُبُره إلى رأس ذَكَرِهِ‪،‬‬ ‫انقطع‪،‬‬
‫بإبهامها ومسبحتها ثلاثا برفق ويَتَنَحْنَحُ والمرأة تضع أصابع يسراها‬
‫‪6‬‬

‫اهـ «عُباب» [‪.]۷۸/۱‬‬ ‫على عَانَتِهَا ‪.‬‬

‫***‬

‫لِلْخَبَرِ الصَّحِيحِ هذا دليل لمطلق ستر العورة في‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الصَّلاة‪.‬‬
‫‪۲۱۹‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫ظَهْرِهِمَا وَبَطْنِهِمَا‬ ‫وَلَوْ صَغِيْرَةٌ (غَيْرَ وَجْهِ وَكَفَّيْنِ)‬ ‫سَتْرُ (حُرَّةٍ)‬ ‫(وَ)‬

‫إِلَى الْكُوْعَيْنِ‪.‬‬

‫كَذَا‬ ‫لَوْنَ الْبَشَرَةِ فِي مَجْلِسِ التَّخَاطِبِ‪،‬‬ ‫بِمَا لَا يَصِفُ لَوْنًا أَيْ‪:‬‬
‫ضَبَطَهُ بِذَلِكَ أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى بْنُ عُجَيْلٍ وَيَكْفِي مَا يَحْكِي لِحَجْمِ‬
‫وَيَجِبُ السَّتْرُ مِنَ الأَعْلَى وَالْجَوَانِبِ لَا‬ ‫لَكِنَّهُ خِلافُ الأَوْلَى‪.‬‬ ‫الأَعْضَاءِ‪،‬‬
‫مِنَ الْأَسْفَل‪.‬‬

‫وعند‬ ‫هذه عورتها في الصَّلاة‪،‬‬ ‫غَيْرَ وَجْهِ وَكَفَّيْنِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫جميع بدنها حتّى الوجه والكفين على المعتمد ـ كما سنبينه‬ ‫الأجانب‪:‬‬
‫وعند المحارم وفي الخلوة كعورة الرجل في غير‬ ‫في باب النكاح ‪،‬‬
‫ما لا يبدو في‬ ‫وعند الكافرة ـ غير سيدتها ومحرمها ـ‪:‬‬ ‫الخلوة‪،‬‬
‫المهنة ؛ واعتمد جَمْعٌ منهم ‪ :‬شيخ الإسلام زكريا أنَّها معها كالأجنبي‪،‬‬
‫واعتمده في شَرْحَيْ الإرشاد‪ ،‬وجزم به الشارح في باب النكاح‪ ،‬قال‬
‫كزنّى أو قِيَادَةٍ ‪،‬‬ ‫ومثلها فاسقة بسِحَاقٍ أو غيره ‪-‬‬ ‫«التحفة»‪:‬‬
‫فيحرم التكشف لها [‪]۲۰۰‬؛ وخالف في النهاية» [‪ ]١٩٤/٦‬و«المغني»؛‬
‫وينبغي أنه يحرم على الأَمْرَدِ‬ ‫ورجح «ع ش» ما في التحفة» وقال ‪:‬‬
‫‪.]١٨٥/١‬‬ ‫اهـ [على النهاية ‪[ ]١٩٥/٦‬انظر‪« :‬الوسطى»‬ ‫التكشف لمن هذه حالته‪.‬‬

‫وتردد في‬ ‫(قوله‪ :‬لَا مِنَ الأَسْفَلِ أي‪ :‬في الصَّلاة وخارجها‪.‬‬
‫«الإمداد في رؤية ذراع المرأة من كُمِّها المتسع إذا أرسلته؛ وفي‬
‫«التحفة»‪ :‬لم تصح مع ذلك؛ لعدم عسر تجنبه؛ ولأنَّها رؤية من‬
‫الجوانب لا من أسفل ؛ واستقرب في «الإيعاب» عدم الضرر‪ .‬ولو‬
‫رئيت عورته في سجوده لارتفاع ذيله على قدميه‪ ،‬أو من ثقب في دَكَّةٍ‬
‫ويجوز ستر بعض‬ ‫صلى عليها ‪ :‬لم يضرَّ ؛ إذ هي رؤية من أسفل‪.‬‬
‫العورة بيده أو يد غيره حيث لا نقض‪ ،‬بل يجب ما لم يجد غيره‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫السَّتْرِ ‪.‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫كُلٌّ مِنَ الرَّجُلِ وَالْحُرَّةِ وَالأَمَةِ (عَلَيْهِ)‬ ‫إِنْ قَدَرَ) أَيْ ‪:‬‬
‫فَيُصَلِّي وُجُوْبًا عَارِيًا بِلَا إِعَادَةِ‪ ،‬وَلَوْ مَعَ‬ ‫أَمَّا الْعَاجِرُ عَمَّا يَسْتُرُ الْعَوْرَةَ ‪:‬‬
‫وُجُوْدِ سَاتِرٍ مُتَنَجِّسٍ تَعَذَّرَ غَسْلُهُ‪ ،‬لَا مَنْ أَمْكَنَهُ تَطْهِيْرُهُ‪ ،‬وَإِنْ خَرَجَ‬
‫الْوَقْتُ‪ .‬وَلَوْ قَدَرَ عَلَى سَاتِرِ بَعْضِ الْعَوْرَةِ ؛ لَزِمَهُ السَّتْرُ بِمَا وَجَدَ‪ ،‬وَقَدَّمَ‬
‫السَّوْأَتَيْنِ فَالْقُبُلَ فَالدُّبُرَ‪ .‬وَلَا يُصَلِّي عَارِيًا مَعَ وُجُوْدِ حَرِيْرٍ‪ ،‬بَلْ لَابِسًا‬
‫وَيَجُوزُ‬ ‫وَيَلْزَمُ التَّطبِينُ لَوْ عُدِمَ الثَّوْبُ أَوْ نَحْوُهُ‪.‬‬ ‫لَهُ ؛ لأَنَّهُ يُبَاحُ لِلْحَاجَةِ‪.‬‬
‫وَلَيْسَ لِلْعَارِي غَصْبُ الثَّوْبِ‪.‬‬ ‫لِمُكْتَسِ اقْتِدَاءٌ بِعَارٍ‪.‬‬

‫وعلى الوجوب بيده فيبقيها عند الخطيب في السجود؛ لأنَّ‬ ‫يستره به‪،‬‬
‫ووضع الكفين في السجود‬ ‫ستر العورة متفق عليه بين الشَّيخين‪،‬‬
‫يجب وضعها في السُّجود؛ لأنَّ السَّتر إنَّما‬ ‫وعند م ر‬ ‫مختلف فيه‪،‬‬
‫يتخيَّر؛ لتعارض‬ ‫وعند «حج»‪:‬‬ ‫وهو عاجز حينئذ‪،‬‬ ‫يجب على القادر‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بشرى» [ص ‪٢٦٣‬‬ ‫الواجبين‬

‫ولو‬ ‫عبارة «فتح الجواد»‪:‬‬ ‫وَقَدَّمَ السَّوْأَتَيْنِ فَالْقُبُلَ فَالدُّبُرَ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫لم يجد إلا ساتر بعض عورته وجب لأنه ميسوره؛ وقدم وجوبًا قُبُلُ‬
‫ذَكَرٍ أو غيره على دُبُرِ ؛ لأنَّه يتوجه بالقُبُل للقبلة؛ ولستر الدُّبُرِ غالبًا‬
‫عدمه‪،‬‬
‫والثاني‪:‬‬ ‫اختصاص ذلك بالصَّلاة‪،‬‬ ‫وقضيَّة الأَوَّل ‪:‬‬ ‫بالأليين‪،‬‬
‫وبقيَّة العورة سواء‪،‬‬ ‫وهو الأوجه ؛ فدُبُرٌ على بقيَّة العورة؛ لأنَّه ‪،‬أغلظ ‪،‬‬
‫ونحوها ما في المنهج القويم‬ ‫لكن ما قرب لهما أَوْلَى اهـ ‪]۲۲۰/۱[.‬‬
‫وبذلك تعلم سقوط ادّعاء الْمُحَنِّي أَنَّ في عبارة الشارح‬ ‫ص ‪.]٢١٦‬‬
‫سقطا‪ ،‬وأنَّه لا يصح إبقاء عبارته على ظاهرها‪.‬‬

‫ستر عورته بطين ونحوه من حشيش‪،‬‬ ‫وَيَلْزَمُ التَّطبِينُ ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫أو ماء كَذِرٍ ووَرَةٍ‪.‬‬
‫‪۲۲۱‬‬
‫شحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَيَرْتَدِيَ وَيَتَعَمَّمَ وَيَتَقَمَّصَ‬ ‫وَيُسَنُّ لِلْمُصَلِّي أَنْ يَلْبَسَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ‪،‬‬


‫لَبِسَ أَحَدَهُمَا وَارْتَدَى بِالْآخَرِ إِنْ‬ ‫وَلَوْ كَانَ عِنْدَهُ ثَوْبَانِ فَقَط ‪:‬‬ ‫وَيَتَطَيْلَسَ‪،‬‬
‫كَمَا أَفْتَى بِهِ شَيْخُنَا [في‪« :‬الفتاوى‬ ‫كَانَ ثَمَّ سُتْرَةٌ ؛ وَإِلَّا جَعَلَهُ مُصَلَّى‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪١٦٩/١‬‬ ‫الكبرى الفقهية‬

‫فَرْعٌ ‪ :‬يَجِبُ هَذَا السَّتْرُ خَارِجَ الصَّلَاةِ ‪ -‬أَيْضًا ‪ -‬وَلَوْ بِثَوْبٍ نَجِسٍ‬
‫أَوْ حَرِيْرٍ لَمْ يَجِدْ غَيْرَهُ حَتَّى فِي الْخَلْوَةِ‪ ،‬لَكِنَّ الْوَاجِبَ فِيْهَا سَتْرُ سَوْأَتَيْ‬
‫الرَّجُلِ وَمَا بَيْنَ سُرَّةِ وَرُكْبَةِ غَيْرِهِ‪ ،‬وَيَجُوْزُ كَشْفُهَا فِي الْخَلْوَةِ وَلَوْ مِنَ‬
‫وَصِيَانَةِ ثَوْبِ مِنَ الدَّنَسِ وَالْغُبَارِ عِنْدَ‬ ‫الْمَسْجِدِ لأَدْنَى غَرَضِ كَتَبْرِيْدِ‪،‬‬
‫وَكَغَسْلٍ‪.‬‬ ‫كَنْسِ الْبَيْتِ‪،‬‬

‫الآخر‬ ‫وَإِلَّا جَعَلَهُ أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬

‫(قوله ‪ :‬وَمَا بَيْنَ سُرَّةِ وَرُكْبَةِ غَيْرِهِ) أي‪ :‬من حرَّة أو أمة‪ ،‬وهذا‬
‫ر‬
‫«‬
‫في‬
‫»‬
‫على‬
‫م‬
‫«‬
‫‪.‬‬
‫‪١١٠/٢‬‬
‫التحفة‬
‫كما‬
‫واعتمد‬
‫]‬
‫ة‬
‫م‬
‫في‬
‫معتمد‬
‫»‬
‫»‬ ‫«‬
‫التحف‬ ‫س‬
‫أنَّ الواجب في الخلوة ستر سَوْأَتَيْ الرَّجل والأمة‪ ،‬وما بين سُرَّة وركبة‬
‫اهـ [‪.]١١٠/٢‬‬ ‫الحُرَّة فقط‪.‬‬

‫فيجوز الكشف بلا كراهة‪ .‬قال «ع‬ ‫لأدْنَى غَرَضِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وليس من الغرض حاجة الجماع ؛ وردَّه تلميذه الرَّشِيدِيُّ وجعله‬ ‫ش‪:‬‬
‫‪.]٦/٢‬‬ ‫من الغرض على «النهاية»‬
‫‪۲۲۲‬‬
‫ستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫فَمَنْ صَلَّى بِدُوْنِهَا ‪:‬‬ ‫مَعْرِفَةُ دُخُوْلِ وَقْتِ يَقِيْنَا أَوْ ظَنَّا ‪،‬‬ ‫(وَرَابِعُهَا ‪:‬‬
‫لَمْ تَصِحَ صَلَاتُهُ وَإِنْ وَقَعَتْ فِي الْوَقْتِ ؛ لأَنَّ الاعْتِبَارَ فِي الْعِبَادَاتِ بِمَا‬
‫وَفِي الْعُقُوْدِ بِمَا فِي نَفْسِ الأَمْرِ‬ ‫ظَنَّ الْمُكَلَّفِ وَبِمَا فِي نَفْسِ الأَمْرِ‪،‬‬ ‫فِي‬
‫فقط‪.‬‬

‫(وَقْتُ ظُهْرِ مِنْ زَوَالٍ لِلشَّمْسِ إِلَى مَصِيْرِ ظِلِّ) كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ‬
‫غَيْرَ ظِلٍّ اسْتِوَاءِ أَيْ‪ :‬الظَّلِّ الْمَوْجُوْدِ عِنْدَهُ إِنْ وُجِدَ وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛‬
‫لأَنَّها أَوَّلُ صَلَاةٍ ظَهَرَتْ‪.‬‬

‫وَقْتُ (عَصْرِ) مِنْ آخِرِ وَقْتِ الظُّهْرِ إِلَى غُرُوْبِ جَمِيعِ قُرْصٍ‬ ‫(فَـ)‬

‫‪.‬‬
‫شَمْسٍ‬
‫أَحْمَرَ‪.‬‬ ‫وَقْتُ (مَغْرِبِ) مِنَ الْغُرُوبِ إِلَى مَغِيْبِ شَفَقٍ)‬ ‫(فَـ)‬

‫وَيَنْبَغِي نَدْبُ‬ ‫(فَـ) وَقْتُ (عِشَاءِ) مِنْ مَغِيْبِ الشَّفَقِ‪ ،‬قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬
‫تَأْخِيْرِهَا لِزَوَالِ الأَصْفَرِ وَالأَبْيَضِ ؛ خُرُوْجًا مِنْ خِلَافِ مَنْ أَوْجَبَ ذَلِكَ‬
‫طُلُوعِ (فَجْرٍ صَادِقٍ)‪.‬‬ ‫وَيَمْتَدُّ إِلَى)‬ ‫‪،]٤٢٤/١‬‬ ‫التحفة»‬ ‫[في‪:‬‬

‫(ف) وَقْتُ (صُبْحِ) مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ الصَّادِقِ لَا الْكَاذِبِ إِلَى‬
‫طُلُوْع) بَعْضِ (شَمْسِ)‪.‬‬
‫وَالْعَصْرُ هِيَ الصَّلَاةُ الْوُسْطَى؛ لِصِحَّةِ الْحَدِيْثِ بِهِ [البخاري رقم‪:‬‬
‫ثُمَّ‬ ‫وَيَلِيْهَا الصُّبْحُ‪،‬‬ ‫فَهِيَ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ‪،‬‬ ‫‪،]٦٢٧‬‬ ‫‪٦٣٩٦‬؛ مسلم رقم ‪:‬‬
‫كَمَا اسْتَظْهَرَهُ شَيْخُنَا مِنَ الأَدِلَّةِ‪،‬‬ ‫الْعِشَاءُ‪ ،‬ثُمَّ الظُّهْرُ‪ ،‬ثُمَّ الْمَغْرِبُ‪،‬‬

‫والْمُزَنِي فِي الثَّاني‪.‬‬ ‫مَنْ أَوْجَبَ ذَلِكَ كالإمام في الأَوَّل‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫مغني" [‪.]٣٠٢/١‬‬
‫‪۲۲۳‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَإِنَّمَا فَضَّلُوا جَمَاعَةَ الصُّبْحِ وَالْعِشَاءِ؛ لأَنَّهَا فِيْهِمَا أَشَقُّ [في‪« :‬التَّحفة»‬
‫‪.[219/1‬‬

‫وَالظُّهْرُ صَلَاةَ دَاوُدَ‪،‬‬ ‫كَانَتِ الصُّبْحُ صَلَاةَ آدَمَ‪،‬‬ ‫قَالَ الرَّافِعِيُّ‪:‬‬


‫وَالْعِشَاءُ صَلَاةَ‬ ‫وَالْمَغْرِبُ صَلَاةَ يَعْقُوْبَ‪،‬‬ ‫وَالْعَصْرُ صَلَاةَ سُلَيْمَانَ‪،‬‬
‫وقال‬ ‫انتهى [ شرح مسند الشافعي ‪،٢٥٣/١‬‬ ‫عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ‪.‬‬ ‫يُونُسَ‪،‬‬
‫وهو موضوع‪ .‬اهـ‪.].‬‬ ‫‪:٢٦٨/٧‬‬ ‫الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان»‬

‫وَاعْلَمْ أَنَّ الصَّلَاةَ تَجِبُ بِأَوَّلِ الْوَقْتِ وُجُوْبًا مُوَسَّعًا‪ ،‬فَلَهُ التَّأْخِيْرُ‬
‫عَنْ أَوَّلِهِ إِلَى وَقْتٍ يَسَعُهَا بِشَرْطِ أَنْ يَعْزِمَ عَلَى فِعْلِهَا فِيْهِ‪ .‬وَلَوْ أَدْرَكَ فِي‬
‫الْوَقْتِ رَكْعَةٌ لَا دُوْنَهَا ‪ :‬فَالْكُلُّ أَدَاءٌ ؛ وَإِلَّا فَقَضَاءُ وَيَأْثَمُ بِإِخْرَاجِ بَعْضِهَا‬
‫عَنِ الْوَقْتِ‪ ،‬وَإِنْ أَدْرَكَ رَكْعَةٌ‪ .‬نَعَمْ‪ ،‬لَوْ شَرَعَ فِي غَيْرِ الْجُمُعَةِ وَقَدْ بَقِيَ‬
‫مَا يَسَعُهَا ‪ :‬جَازَ لَهُ بِلَا كَرَاهَةٍ أَنْ يُطَوِّلَهَا بِالْقِرَاءَةِ أَوِ الذِّكْرِ حَتَّى يَخْرُجَ‬
‫الْوَقْتُ‪ ،‬وَإِنْ لَمْ يُوْقِعُ مِنْهَا رَكْعَةٌ فِيْهِ عَلَى الْمُعْتَمَدِ [انظر‪« :‬التَّحفة»‬

‫بِشَرْطِ أَنْ يَعْزِمَ عَلَى فِعْلِهَا فِيْهِ) أي ‪ :‬إن ظَنَّ السَّلامة إلى‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ومن أخر مع ظنّ الموت‬ ‫‪:‬‬ ‫قال ابن السُّبكي‬ ‫آخر الوقت؛ وإلا عصى‪،‬‬
‫وقول ابن الشبكي في‪« :‬جمع‬ ‫أفاده الْبُجَيْرِمِيُّ على شرح المنهج ‪١٤٧/١‬‬ ‫عَصَى‪.‬‬
‫ويجب عليه ‪ -‬أيضًا ـ عزم عام وهو ‪:‬‬ ‫الجوامع ص ‪ .]١٧‬قال ع ش ‪:‬‬ ‫(‬

‫أن يعزم عَقِبَ البلوغ على فعل كُلِّ الواجبات وترك كُلِّ المعاصي‪،‬‬
‫‪.]٣٧٤/١‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫كما صرح به ابن قاسم في الآيات البينات»‬
‫والعزم هو أحد مراتب القصد المنظومة في قول القائل ‪:‬‬

‫فخاطر فحديث النفس فاستمعا‬ ‫مراتب القصد خمس هاجس ذكروا‬


‫سوى الأخير ففيه الأخذ قد وقعا‬ ‫یلیه هم فعزم كلّها رفعت‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٢٢٤‬‬

‫فَإِنْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الْوَقْتِ مَا يَسَعُهَا أَوْ كَانَتْ جُمُعَةٌ؛ لَمْ يَجُزِ‬ ‫‪،]٤٢٣/١‬‬
‫وَلَا يُسَنُ الاقْتِصَارُ عَلَى أَرْكَانِ الصَّلَاةِ لِإِدْرَاكِ كُلِّهَا فِي الْوَقْتِ‪.‬‬ ‫الْمَدُّ‪.‬‬
‫*‬
‫**‬

‫لأَوَّلِ وَقْتِهَا؛ لِخَبَرِ ‪:‬‬ ‫وَلَوْ عِشَاءٌ ‪-‬‬ ‫يُنْدَبُ تَعْجِيْلُ صَلَاةٍ ‪-‬‬ ‫فَرْعُ ‪:‬‬
‫«أَفْضَلُ الأَعْمَالِ الصَّلَاةُ لأَوَّلِ وَقْتِهَا) [البخاري رقم‪٥٢٧ :‬؛ مسلم‪.]٨٥ :‬‬
‫وَتَأْخِيْرُهَا عَنْ أَوَّلِهِ ؛ لِتَيَقُنِ جَمَاعَةٍ أَثْنَاءَهُ وَإِنْ فَحُشَ التَّأْخِيْرُ‪ ،‬مَا‬
‫لَمْ يَضِقِ الْوَقْتُ ؛ وَلِظَنّهَا إِذَا لَمْ يَفْحُش عُرْفًا؛ لَا لِشَكٍّ فِيْهَا مُطْلَقًا‪.‬‬
‫وَالْجَمَاعَةُ الْقَلِيْلَةُ أَوَّلَ الْوَقْتِ أَفْضَلُ مِنَ الْكَثِيرَةِ آخِرَهُ‪.‬‬
‫وَيُؤَخِّرُ الْمُحْرِمُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ وُجُوْبًا لأَجْلِ خَوْفِ فَوْتِ حَجِّ‬
‫بِفَوْتِ الْوُقُوْفِ بِعَرَفَةَ لَوْ صَلَّاهَا مُتَمَكِّنَّا؛ لأَنَّ قَضَاءَهُ صَعْبٌ‪،‬‬

‫قال‬ ‫إلخ)‬ ‫وَلَا يُسَنُ الاقْتِصَارُ عَلَى أَرْكَانِ الصَّلَاةِ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫الْمَدَابِغِيُّ ‪ :‬ولو أدرك آخر الوقت بحيث لو أدَّى الفريضة بسُنَنِها فات‬
‫الوقت‪ ،‬ولو اقتصر على الأركان أدركها فيه ؛ فالأفضل أن يتم السنن‪،‬‬
‫فَالْمَدُّ حينئذ خلاف‬ ‫فالأحوال ثلاثة ‪ :‬تارةً يبقَى ما يَسَعُها بسُنَنِهَا‪،‬‬
‫وتارةً يبقى ما‬ ‫وتارة يبقَى ما يَسَعُ واجباتها فالْمَدُّ مندوب‪،‬‬ ‫الأولى‪،‬‬
‫فيحرم اهـ «بشرى» [ص ‪.]١٧٧‬‬ ‫لا يَسَعُ واجباتها‬

‫فحش التَّأخير أو لا‪.‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫مُطلَقًا )‬ ‫(قوله ‪:‬‬

‫وَيُؤَخِّرُ الْمُحْرِمُ أي بالحجِّ لا بالعمرة إذا نذرها في‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫تَبَعًا لوالده‪:‬‬ ‫‪]۱۷/۳‬؛ وقال «م ر»‬ ‫وقت معيَّن عند ابن حجر [في‪« :‬التحفة»‬
‫‪۲۲۵‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَا يُصَلِّيْهَا صَلَاةَ شِدَّةِ‬ ‫وَالصَّلَاةُ تَؤَخَرُ ؛ لأَنَّهَا أَسْهَلُ مِنْ مَشَقَّتِهِ‪،‬‬
‫الْخَوْفِ‪.‬‬

‫وُجُوْبًا مَنْ رَأَى نَحْوَ غَرِيْقٍ أَوْ أَسِيرٍ لَوْ أَنْقَذَهُ‬ ‫أَيْضًا ‪-‬‬ ‫وَيُؤَخِّرُ ‪-‬‬
‫خَرَجَ الْوَقْتُ‪.‬‬

‫يُكْرَهُ النَّوْمُ بَعْدَ دُخُولِ وَقْتِ الصَّلَاةِ وَقَبْلَ فِعْلِهَا حَيْثُ ظَنَّ‬ ‫فَرْعٌ ‪:‬‬

‫فيؤخّر الصَّلاة لها عند خوف‬ ‫إن نذرها في وقت معين كانت كالحج‪،‬‬
‫‪.]٣٧٢/٢‬‬ ‫فوتها [في‪« :‬النهاية»‬

‫الحج‬ ‫والصَّلَاةُ تُؤَخِّرُ ؛ لأَنَّهَا أَسْهَلُ مِنْ مَشَقَّتِهِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫كتأخيرها للجمع‪.‬‬

‫بخلاف النَّوم قبله‪ ،‬فلا‬ ‫(قوله ‪ :‬بَعْدَ دُخُوْلِ وَقْتِ الصَّلَاةِ أي ‪:‬‬
‫يكره‪ ،‬بل لو قصد به حينئذ عدم فعلها في الوقت؛ لم يحرم على‬
‫زاد في‬ ‫اهـ بُشرى» [ص ‪.]١٧٥‬‬ ‫المعتمد ؛ لأنَّه غير مخاطب بها حينئذ ‪.‬‬
‫والظاهر عدم الكراهة قبل دخول الوقت؛ لأنَّه لم يخاطب‬ ‫«المغني»‪:‬‬
‫‪،٣٧٢/١‬‬ ‫ونَقَلَ الرَّشِيْدِيُّ عن الزَّيَّادِي مثله على «النهاية»‬ ‫اهـ ‪.]٣٠٤/١[.‬‬ ‫بها ‪.‬‬
‫ومحل عدم الكراهة إذا لم‬ ‫قال الْبَصْرِيُّ ‪:‬‬ ‫وكذا في ع ش عليها أيضًا‪.‬‬
‫يغلب على الظَّنِّ الاستغراق ؛ وإلَّا فينبغي أن يكره؛ للخلاف القوي‬
‫‪.]١١٣/١‬‬ ‫اهـ [«حاشيته على «التحفة»‬ ‫حينئذ في الحرمة‪.‬‬
‫المستفيدينعلى المعين‬ ‫‪٢٢٦‬‬

‫الاسْتِيْقَاظَ قَبْلَ ضِيْقِهِ لِعَادَةٍ أَوْ لإِيْقَاظِ غَيْرِهِ لَهُ؛ وَإِلَّا حَرُمَ النَّوْمُ الَّذِي‬
‫لَمْ يَغْلِبُ فِي الْوَقْتِ‪.‬‬
‫***‬

‫وَمِنْهُ ‪:‬‬ ‫كَالنَّفْلِ الْمُطْلَقِ‪،‬‬ ‫يُكْرَهُ تَحْرِيْمًا صَلَاةٌ لَا سَبَبَ لَهَا‪،‬‬

‫وعليهما لا‬ ‫قال في «التحفة»‬ ‫تنزيها ‪،‬‬ ‫يُكْرَهُ تَحْرِيْمًا وقيل ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ويعزّر‪« .‬مغني» [‪.]٣١٠/١‬‬ ‫ويأثم فاعلها‪( .‬نهاية ) [‪.]٣٨٦/١‬‬ ‫اهـ [‪.]٤٤١/١‬‬ ‫تنعقد‪.‬‬

‫والفرق بين كراهة التَّحريم والحرام ‪ :‬أنَّ كراهة التحريم ما ثبت‬


‫بدليل يحتمل التأويل والحرام ما ثبت بدليل قطعي أو إجماع أو‬
‫على «شرح‬ ‫قياس أوْلَوِيُّ أو مساو‪ .‬اهـ شيخنا عَزِيزِي»‪« .‬بُجَيْرِمِي»‬
‫وعلى الإقناع ‪.]٤٠٦/١‬‬ ‫المنهج ‪،١٥٩/١‬‬

‫فمستثنى‬ ‫أمَّا هو ‪:‬‬ ‫في غير حَرَم مكة‪،‬‬ ‫ومحل الكراهة المذكورة‪:‬‬
‫بحديث ‪« :‬يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى‬
‫لكنها فيه خلاف‬ ‫‪،]٨٦٨‬‬ ‫أَيَّةَ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارِ) [التّرمذي رقم‪:‬‬
‫وعليه‬ ‫الأَوْلَى؛ خروجًا من خلاف من حرَّمها كأبي حنيفة ومالك‪،‬‬
‫جَرَى شيخ الإسلام و م ر والخطيب وحج في «فتح الجواد»‬
‫[‪]١٥١/١‬؛ وقال في المنهج القويم‪ :‬يتَّجه أنها فيه ليست خلاف‬
‫وعبارتها ‪ :‬قال‬ ‫الأولى ص ‪ ،]١٥٦‬وإليه ميل كلام الإمداد» و «التحفة»‬
‫اهـ‪ .‬لا‬ ‫والأَوْلَى عدم الفعل؛ خروجًا من خلاف من حرمه‪.‬‬ ‫الْمَحَامِلِيُّ ‪:‬‬
‫ليس قوله‬ ‫هو مخالف للسُّنَّة الصَّحيحة كما عرف؛ لأنَّا نقول ‪:‬‬ ‫يقال ‪:‬‬

‫صريحًا في إرادة ما يشمل سُنَّة الطَّواف وغيرها وإن كان‬ ‫«وَصَلَّى»‬


‫نعم‪ ،‬في رواية صحيحة‪« :‬لَا تَمْنَعُوا أَحَدًا صَلَّى من غير‬ ‫ظاهرًا فيه‪.‬‬
‫وما بعدها باب جواز النافلة عند‬ ‫‪،‬‬
‫ذكر الطَّواف [الدَّارقطني في ‪« :‬السُّنن ‪٤٢٣/١‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بَعْدَ‬ ‫كَرَكْعَتَيْ اسْتِخَارَةِ وَإِحْرَامِ‪،‬‬ ‫صَلَاةُ التَّسْبِيْحٍ‪ ،‬أَوْ لَهَا سَبَبٌ مُتَأَخَّرٌ‪،‬‬
‫وَعِنْدَ‬ ‫وَعَصْرٍ حَتَّى تَغْرُبَ‪،‬‬ ‫أَدَاءِ صُبْحِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ كَرُمْحٍ ‪،‬‬
‫كَرَكْعَتَيْ وُضُوْءٍ‬ ‫اسْتِوَاءٍ غَيْرَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ‪ ،‬لَا مَا لَهُ سَبَبٌ مَتَقَدِّمٌ‪،‬‬
‫وَإِعَادَةٍ مَعَ‬ ‫وَصَلَاةِ جَنَازَةٍ وَلَوْ عَلَى غَائِبٍ‪،‬‬ ‫وَطَوَافٍ وَتَحِيَّةٍ وَكُسُوْفٍ‪،‬‬

‫وَكَفَائِتَةِ فَرْضِ أَوْ نَفْلِ لَمْ يَقْصِدْ تَأْخِيْرَهَا لِلْوَقْتِ‬ ‫جَمَاعَةٍ وَلَوْ إِمَامًا ‪،‬‬
‫فَلْوَ تَحَرَّى إِيْقَاعَ صَلَاةٍ‬ ‫الْمَكْرُوهِ لِيَقْضِيَهَا فِيْهِ‪ ،‬أَوْ يُدَاوِمَ عَلَيْهِ ‪،‬‬

‫قال‬ ‫اهـ [‪.]٤٤٥/١‬‬ ‫وبها يضعف الخلاف‪.‬‬ ‫البيت في جميع الأزمان]‪،‬‬


‫لكن في حديث له طرقُ‪« :‬لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ‬ ‫والأوّل أوجه‪،‬‬ ‫الْكُرْدِيُّ ‪:‬‬
‫حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ‪ ،‬وَلَا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ‪ ،‬إِلَّا بِمَكَّةَ»‬
‫وما‬ ‫‪،٤٣٠٠‬‬ ‫[البيهقي في السنن الكبرى الأرقام ‪:‬‬
‫وبه يتأيد ما في المنهج القويم» و«التحفة»‪ .‬اهـ [«الصغرى»]‪.‬‬ ‫بعدها‪،‬‬
‫صَلَاةُ التَّسْبِيْح أي من المطلق‪ .‬كذا في «التحفة»‬ ‫‪.‬‬

‫وَمِنْهُ ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫قال الْجِرْهَزِي‪:‬‬ ‫‪.]١٩٠/١‬‬ ‫الكبرى الفقهية»‬ ‫وفتاوى ابن حجر [أي‬ ‫[‪]٤٤٣/١‬‬
‫والأولى بالترجيح ما في «شرح العباب» من أنَّها تصح ولو‬ ‫وفيه نظر‪،‬‬
‫وقال‬ ‫في وقت الكراهة فيما يظهر [في‪« :‬المتجر الربيح في صلاة التسبيح»]‪.‬‬
‫كما لا يخفى‪ .‬اهـ‬ ‫أوجه مما في «الإيعاب»‬ ‫وما في فتاويه»‬ ‫الْكُرْدِيُّ ‪:‬‬
‫وقد بسطت الكلام على ذلك في رسالتي في صلاة‬ ‫«الكُبرى ‪.]٤٨٨/٢‬‬
‫إلى ‪.]١٥٠‬‬ ‫ص ‪١٤٧‬‬ ‫التسبيح [مطبوعة ضمن «مجموعته»‬

‫وإن نسي القصد‬ ‫ظاهره‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫(قوله ‪ :‬لَمْ يَقْصِد تَأْخِيْرَهَا ‪...‬‬
‫انعقدت‪،‬‬ ‫وقد نُقل عن النَّاصر الطَّبَلَاوِيِّ أنَّه لو نسي ذلك‪:‬‬ ‫المذكور‪،‬‬
‫عَلَيْهَا [عمار]‪.‬‬ ‫كتب على هامش القديمة من نُسخة دون تصحيح ‪:‬‬ ‫[‪]۱‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬
‫‪۲۲۸‬‬

‫غَيْرِ صَاحِبَةِ الْوَقْتِ فِي الْوَقْتِ الْمَكْرُوْهِ مِنْ حَيْثُ كَوْنُهُ مَكْرُوهَا ؛ فَتَحْرُمُ‬
‫مُطْلَقًا وَلَا تَنْعَقِدُ وَلَوْ فَائِتَةٌ يَجِبُ قَضَاؤُهَا فَوْرًا؛ لأَنَّهُ مُعَانِدٌ لِلشَّرْع‪.‬‬

‫اسْتِقْبَالُ عَيْن الْقِبْلَةِ)‬ ‫(وَخَامِسُهَا ‪:‬‬

‫لِيَقْضِيَهَا فِيْهِ) أي‪ :‬لا غرض له إلَّا ذلك‪« .‬ح‬ ‫وهو واضح‪( .‬وقوله ‪:‬‬
‫وليس من تأخير الصَّلاة لإيقاعها في وقت الكراهة حتّى لا‬ ‫ل»‪.‬‬
‫تنعقد ‪ :‬ما جرت به العادة من تأخير الجنازة ليصلى عليها بعد صلاة‬
‫العصر؛ لأنَّهم إنَّما يقصدون بذلك كثرة المصلين عليها كما أفتى به‬
‫الوالد رحمه الله تعالى أي ‪ :‬لا التَّحرِّي؛ لأنَّه يبعد إرادته‪ ،‬فلو‬ ‫‪6‬‬

‫و ح (ف» و«ح ل»‪« .‬بُجَيْرِمِي‬ ‫شرح م ر‬ ‫لم تنعقد‪.‬‬ ‫فرضت إرادته‬


‫‪.]١٦٠/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬

‫فلا يحرم تأخيرها؛ كأن‬ ‫غَيْرِ صَاحِبَةِ الْوَقْتِ أَمَّا هي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫أخر العصر ليوقعها وقت الاصفرار‪.‬‬

‫بسبب أو بغيره‪.‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫مُطلَقًا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫المراد أنَّه يشبه المعاندة‬ ‫(قوله ‪ :‬لأَنَّهُ مُعَانِدٌ لِلشَّرْع) في «التحفة»‪:‬‬
‫فلا يلزم‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫والمراغمة‪ ،‬لا أنَّه موجود فيه حقيقتهما‪ .‬اهـ [‪.]٤٤٣/١‬‬
‫كفره‪« .‬كُردي» [في‪« :‬الوسطى» ‪.]١٤٥/١‬‬

‫شروط الصَّلاة‪.‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَخَامِسُهَا )‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫يقينًا في القرب وظنا في البعد‬ ‫اسْتِقْبَالُ عَيْنِ الْقِبْلَةِ أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪۲۲۹‬‬
‫‪on‬‬ ‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫أو استقبال جهتها‬ ‫عند إمامنا الشافعي وأتباعه رضي الله تعالى عنهم‪.‬‬
‫واختاره الْغَزَالِيُّ وقواه‬ ‫عند الإمام مالك وأتباعه رضي الله تعالى عنهم‪،‬‬
‫وهي ‪ :‬ما بين القطبين عن يمين المقابل للكعبة‬ ‫أئمتنا ‪.‬‬
‫الأَذْرَعِيُّ من‬
‫تحقيقا أو تقديرًا‪ .‬أو استقبال عينها مع القرب وجهتها مع‬ ‫وشماله‪،‬‬
‫البعد عند الإمام أحمد وأتباعه رضي الله تعالى عنهم‪ .‬أو استقبال جزء‬
‫من قاعدة مثلث زاويته العظمى عند ملتقى خطين يخرجان من عيني‬
‫المواجه لعين الكعبة عند الإمام أبي حنيفة وأتباعه رضي الله تعالى‬
‫وعليه يُحمل قول الشارح‪« :‬فَلا يَكْفِي اسْتِقْبَالُ جِهَتِهَا خِلَافًا‬ ‫عنهم‪،‬‬
‫لأَبِي حَنِيْفَةَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى هذا كله في غير المشاهد لعين الكعبة‪،‬‬
‫"‪.‬‬

‫أمَّا هو فلا بُدَّ من استقبال عينها إجماعا كما في رسالة الْقَلْيُوْبِي‬


‫‪6‬‬

‫ص‬
‫‪].‬‬
‫وما بعدها‬ ‫واسمها‪« :‬الهداية من الضَّلالة في معرفة الوقت والقبلة من غير آلة»‬ ‫[‬

‫وَاعْلَمُ أنَّ تعلُّم أدلَّة القبلة عند إرادة سفر يقل فيه العارفون‬
‫بالقبلة فرضُ عين وفي حضر أو سفر بين قرى بها محاريب معتمدة‬
‫بحيث لا يخرج الوقت قبل المرور على واحد‪ ،‬أو يكثر العارفون فيه‬
‫بحيث يسهل مراجعة ثقة منهم قبل خروج الوقت فيما يظهر فرضُ‬
‫اهـ «فتح الجواد» [‪.]١٦٤/١‬‬ ‫كفاية‪.‬‬
‫قال الْكُرْدِيُّ ‪ :‬ولا يجوز للعالم بأدلَّة القبلة التقليد مطلقا وإن تحيَّرٍ‪،‬‬
‫وغير القادر على التَّعلم يقلّد عدل رواية عارفًا بها‪ ،‬والقادر على التعلم‬
‫إن كان فرض عين لا يجوز له التقليد إلَّا إن ضاق الوقت وتلزمه الإعادة‪،‬‬
‫وإن كان التّعلُّم فرض كفاية قلد وصلَّى ولا إعادة‪ .‬اهـ [«الصغرى»]‪.‬‬
‫الأطوال والأعراض مع‬ ‫وأدلَّة القبلة الشَّرعيَّة الموصلة إليها سِتَّةُ ‪:‬‬
‫والرِّياحِ‬ ‫والقمر‪،‬‬ ‫والشَّمس‪،‬‬ ‫والكواكب‬ ‫والقطب‪،‬‬ ‫الدائرة الهندسيَّة‪،‬‬
‫ثُمَّ القطب؛ وكأنَّ‬ ‫الأطوال والعروض‪،‬‬ ‫كما أنَّ أقواها ‪:‬‬ ‫أضعفها‪،‬‬ ‫وهي‬
‫فيدين علىفتحالمعين‬

‫بالنسبة للنُّجوم‪ ،‬فمن أراد التحقيق ـ لا‬ ‫أقواها القطب ‪:‬‬ ‫مرادهم بقولهم ‪:‬‬
‫التقريب الذي ارتكبه كثير من أرباب علم الفلك ؛ لعدم اطلاعهم على‬
‫الأطوال والأعراض ؛ فليستحصل أوَّلًا على الأطوال والأعراض من‬
‫الدواوين أو الثاليات البحريَّة‪ ،‬ثُمَّ ينظر فإن تساوى البلد ومكة المشرفة‬
‫وإن زاد‬ ‫طولا؛ فقبلته نقطة الجنوب إن زاد عرضه ؛ وإلَّا فنقطة الشمال‪،‬‬
‫فعدَّ من نقطتي الجنوب والشمال إلى المغرب بقدر ما بين‬ ‫طولا وعرضًا ‪:‬‬
‫ومن نقطتي المشرق والمغرب إلى الجنوب بقدر ما بين‬ ‫الطُّولين‪،‬‬
‫وأخرج من مركز الدائرة إلى‬ ‫وَصِل بين كلِّ من النّهايتين بخط‪،‬‬ ‫العرضين‪،‬‬
‫وقس على هذا إن‬ ‫فهو على صوب القبلة‪،‬‬ ‫نقطة تقاطع الخطين خطًا‪،‬‬
‫وإن ساوى‬ ‫طولا وعرضًا أو طولا وزاد عرضًا أو بالعكس‪،‬‬ ‫نقص(‪)۱‬‬

‫إلخ) أي بأن كانت مكة شرقية شمالية‪.‬‬ ‫وقس على هذا إن نقص ‪...‬‬ ‫(‪( )۱‬قوله‪:‬‬
‫(وقوله ‪ :‬أو طولا وزاد عرضًا أي بأن كانت مكَّة شرقيَّة جنوبية عن البلد؛‬
‫فتعد من الأوَّلين إلى المشرق بقدر ما بين الطولين ‪ -‬لوقوع مكة شرقية عنه ‪،‬‬
‫لوقوعها‬ ‫ومن الثانيين إلى الجنوب بقدر ما بين العرضين ‪-‬‬ ‫وَتَصِل خطا بينهما‪،‬‬
‫فتخرج من مركز الدائرة خطا إلى‬ ‫خطا‪،‬‬ ‫وَتَصِل بينهما ـ أيضًا ‪-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬
‫جنوبية‬
‫فهو على صوب القبلة‪.‬‬ ‫نقطة تقاطع الخطين‪،‬‬
‫ولنمثل لك ذلك بأربعة أمثلة في الدائرة الهندسية‪ ،‬مع توشيحها بالدائرة البحرية‬
‫التي هي محَلُّ اعتماد السُّفن الهوائيَّة والنَّاريَّة في سيرها؛ لتتشخص القبلة‬
‫المطلوبة بعد تحريرها على أي نجم من نجوم الدائرة البحرية‪.‬‬
‫مكة‬
‫فيما إذا زاد المحَلَّ المطلوب قبلته طولا وعرضًا على‬ ‫أحدها‪:‬‬ ‫والأربعة الأمثلة ‪:‬‬
‫الثالث ‪:‬‬ ‫كسَوَاكِن ‪..‬‬
‫‪-‬‬

‫فيما إذا نقص عنها طولا وعرضًا ‪-‬‬ ‫الثاني ‪:‬‬ ‫المكرمة ـ كبَغْدَاد ‪.‬‬
‫بالعكس ـ كعدن ـ‪.‬‬ ‫الرَّابع ‪:‬‬ ‫كمصر ‪-‬‬ ‫فيما إذا زاد طول مكَّة ونقص عرضها منه ‪-‬‬
‫وأما عند استواء طوليهما ـ ولا يكون إلا مع اختلاف عرضها ؛ كالبلدان المسامتة‬‫‪-‬‬

‫فالتي من جهة الجنوب قبلتها نقطة القطب الشمالي‪،‬‬ ‫لمكة من جهة القطبين ‪-‬‬
‫==‬
‫والتي من جهة الشمال قبلتها نقطة القطب الجنوبي ‪ -‬كما مرَّ لك في «الحاشية ‪..‬‬
‫‪۲۳۱‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫عرضه عرضها؛ فَخُذْ يوم كون الشمس في ثامنة الجوزاء أو الثالثة‬


‫والعشرين من السرطان لكُلِّ خمس عشرة درجة من التفاوت بين الطولين‬
‫ساعة‪ ،‬ولكُلِّ درجة أربع دقائق‪ ،‬فإذا مضى من نصف النهار بقدر ما معك‬
‫من السَّاعات والدقائق إن زاد طول البلد أو بقي له بقدره إن نقص‪ ،‬فظِلُّ‬
‫المقياس حينئذ سمت القبلة وهي إلى خلاف جهة الظَّلِّ‪.‬‬

‫وفي رسالتي «هداية المحتار‬ ‫أفاده الْعَامِلِيُّ في تشريح الأفلاك»‪،‬‬


‫في عِلم الفلك مزيد بيان؛ فاطلبها إن شئت‪.‬‬

‫وعند استواء عرضهما ‪ -‬ولا يكون إلا مع اختلاف طوليهما ؛ كالبلدان المسامتة‬ ‫=‬
‫لمكَّة من جهتي المشرق والمغرب ‪ :-‬فَخُذْ ـ كما تقرر في «الحاشية» عن‬
‫إلخ‪.‬‬ ‫يوم كون الشَّمس في ثامنة الجوزاء‪...‬‬ ‫تشريح العَامِلِي»‬
‫وعمله سهل على من فهم الأمثلة المذكورة؛ وَلْيُقَس ما لم يُقَل على ما قِيْلَ‪،‬‬
‫والله الهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬ ‫فإني قد قربت لك بحمد الله البعيد‪،‬‬
‫وهذه الدائرة المذكورة‪:‬‬
‫مغورالشمس‬
‫مكةومضر ‪-‬‬

‫العرضبين مكة وسوكن‬

‫جاری‬
‫بين‬
‫العرض‬

‫سهیل‬
‫فرق‬
‫فرق‬

‫مليات‬

‫جنوب‬
‫ما‬
‫بغداد‬

‫سلبيار‬ ‫فقد‬
‫منمكة وعد‬
‫مكتو‬

‫سهيل‬
‫بين‬
‫فرقالعرض‬

‫العرض‬

‫جارت‬
‫فرق‬

‫عقربمصرالاقوطول الأكيد‬
‫حملة‬
‫قبلة‬

‫عيوف‬
‫سواكن‬

‫الأثر‬
‫طول‬
‫ارضاو‬
‫مطلع‬
‫الشمس‬
‫علىفتحالمعين‬
‫تفيدينعلى‬
‫ترشح المستفيدين‬ ‫‪۲۳۲‬‬

‫بِالصَّدْرِ‪ ،‬فَلَا يَكْفِي اسْتِقْبَالُ جِهَتِهَا خِلَافًا لِأَبِي حَنِيْفَةَ‬ ‫الْكَعْبَةِ ‪-‬‬ ‫‪ -‬أَيْ ‪:‬‬
‫وَفِي صَلَاةِ (شِدَّةِ خَوْفٍ) وَلَوْ‬ ‫إِلَّا فِي حَقِّ الْعَاجِزِ عَنْهُ ‪،‬‬ ‫رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى‬
‫كَهَارِبٍ‬ ‫مُسْتَقْبِلًا وَمُسْتَدْبِرًا ‪،‬‬ ‫مَاشِيًا وَرَاكِبًا ‪،‬‬ ‫فَيُصَلِّي كَيْفَ أَمْكَنَهُ‪،‬‬ ‫فَرْضًا‪،‬‬
‫وَمِنْ دَائِنِ عِنْدَ إِعْسَارٍ وَخَوْفِ حَبْسٍ‪،‬‬ ‫مِنْ حَرِيْقٍ وَسَيْلٍ وَسَبْعِ وَحَيَّةٍ‪،‬‬

‫وليس منها الحجر ولا الشاذروان؛‬ ‫بدلها ‪،‬‬ ‫الْكَعْبَةِ) أي ‪:‬‬ ‫( قوله ‪ :‬أَيْ ‪:‬‬
‫والمراد بالمسجد‬ ‫وهو لا يكتفى به في القبلة‪.‬‬ ‫لأنَّ كونهما منها ظنّي‪،‬‬
‫بخلافه في‬ ‫عين الكعبة‪،‬‬ ‫هنا ‪:‬‬ ‫‪]١٥٠‬‬ ‫الحرام في الآية [البقرة‪:‬‬
‫فالمراد به جميع الحرم‪.‬‬ ‫غير هذا الموضع من القرآن فمتى أطلق فيه ‪:‬‬
‫أمر اصطلاحي‪،‬‬ ‫المراد بالعين‪:‬‬ ‫ش ق»‪ .‬وفي «التحفة» عن «الخادم ‪:‬‬
‫وهو سمت البيت وهواه إلى السَّماء والأرض السابعة والمعتبر‬
‫مسامتتها عُرْفًا لا حقيقة‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٢٦٥‬‬

‫فلو استقبل طرفها‬ ‫المراد به جميع عرض البدن‪،‬‬ ‫بالصَّدْرِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫فخرج شيء من العرض لا من غيره كطرف يد عن محاذاته؛ لم تصح‪،‬‬
‫ومن‬ ‫فمستقبل بجميع العرض لمجموع الجهتين‪،‬‬ ‫بخلاف مستقبل الركن‪،‬‬
‫ثُمَّ لو كان إمامًا ‪ :‬امتنع التَّقدُّم عليه في كُلِّ منهما؛ وكونها بالصدر في‬
‫القيام والقعود وبمعظم البدن في الرُّكوع والسجود‪ ،‬ولا عبرة بالوجه إلَّا‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫ما مر في مبحث القيام ‪ .‬اهـ بشرى» [ص ‪٢٦٥‬‬
‫كمريض‬ ‫(قوله‪ :‬إِلَّا فِي حَقِّ الْعَاجِزِ عَنْهُ ‪:‬أي‪ :‬عن الاستقبال‪:‬‬
‫ومصلوب؛ فيُصلِّي‬ ‫وغريق‪،‬‬ ‫ومربوط بخشبة‪،‬‬ ‫لا يَجِدُ من يوجهه‪،‬‬
‫بحسب حاله ويُعيد‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٢٦٦‬‬

‫وَخَوْفِ حَبْسٍ زاد في النّهاية»‪ :‬أن يكون شخص في‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫فَلَهُ أن يحرم ويتوجه للخروج‬ ‫أرض مغصوبة ويخاف فوت الوقت‪،‬‬
‫‪۲۳۳‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعاين‬

‫فَيَجُوْزُ النَّفْلُ رَاكِبًا‬ ‫(وَ) إِلَّا فِي نَفْلِ سَفَرٍ مُبَاحٍ لِقَاصِدِ مَحَلِّ مُعَيَّنِ‪،‬‬
‫يُشْتَرَطُ أَنْ يَكُونَ مَقْصِدُهُ عَلَى مَسَافَةٍ‬ ‫وَمَاشِيًا فِيْهِ‪ ،‬وَلَوْ قَصِيرًا نَعَمْ‪،‬‬
‫لَا يَسْمَعُ النِّدَاءَ مِنْ بَلَدِهِ بِشُرُوطِهِ الْمُقَرَّرَةِ فِي الْجُمُعَةِ‪.‬‬
‫وَخَرَجَ بِـ «الْمُبَاحَ سَفَرُ الْمَعْصِيَةِ‪ ،‬فَلَا يَجُوْزُ تَرْكُ الْقِبْلَةِ فِي النَّفْل‬
‫لابقٍ وَمُسَافِرِ عَلَيْهِ دَيْنٌ حَالٌّ قَادِرٍ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنِ دَائِنِهِ‪.‬‬

‫يَجِبُ عَلَى مَاشٍ إِثْمَامُ رُكُوعِ وَسُجُوْدٍ)؛ لِسُهُوْلِةِ ذَلِكَ عَلَيْهِ‪،‬‬ ‫(وَ)‬

‫كما في «سم» [كذا في‬ ‫ويعيد لندرته‪،‬‬ ‫ويصلي بالإيماء‪ .‬اهـ [‪ .]٤٢٨/١‬أي‪:‬‬
‫اهـ ‪.]٤٢٨/١‬‬ ‫عن «م ر»‪.‬‬ ‫على «حج»‬ ‫ونقله «سم»‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫ع ش»‬

‫(قوله‪ :‬نَفْلِ سَفَرِ خرج به الفرض ولو نذرًا أو جنازة‪ ،‬فلا‬


‫يصليه راكبًا ولا ماشيًا وإن استقبل وطال سفره؛ لأنَّ الاستقرار شرط‬
‫أو خوف فوت الرفقة إن‬ ‫من خاف من نزوله مَشَقَّة شديدة‪،‬‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫له‪.‬‬
‫وفي «التحفة»‪:‬‬ ‫صلى راكبًا بحسب حاله وأعاد عند «م ر»‪،‬‬ ‫توحش‪:‬‬
‫ويُحمل القول بالإعادة على من لم يستقبل أو لم يتم الأركان؛ ويجوز‬
‫وعلى دابَّة‬ ‫وأَرْجُوْحَةٍ‪،‬‬ ‫فعله على سرير يحمله رجال وزَوْرَقٍ جارٍ ‪،‬‬
‫واقفة أو سائرة ولِجَامُها بيدِ مميّز ؛ ليكون سيرها منسوبًا إليه بحيث لا‬

‫ونظر في‬ ‫يتحوّل عن القبلة إن أتمَّ الأركان لا على مَقْطُوْرَةٍ مطلقًا‪،‬‬


‫«الفتح» في الأخيرة‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٢٦٦‬‬

‫فيشمل ما عدا الحرام‪.‬‬ ‫جائز‪،‬‬ ‫مُبَاحٍ ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫(قوله ‪ :‬لَا يَسْمَعُ النَّدَاءَ أي‪ :‬نداء الجُمُعة‪ ،‬بذا ضبطه الْقَاضِي‬
‫والأوَّل‬ ‫وبينهما تقارب‪،‬‬ ‫وَالْبَغَوِيُّ؛ وضبطه الشيخ أبو حامد بميل‪،‬‬
‫لزيادته‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٢٦٦‬‬ ‫أحوط‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٢٣٤‬‬

‫وَجُلُوْسٍ بَيْنَ‬ ‫وَاسْتِقْبَالٌ فِيْهِمَا وَفِي تَحَرُّم)‬ ‫وَعَلَى رَاكِبٍ إِيْمَاءُ بِهِمَا ‪،‬‬
‫فَلَا يَمْشِي إِلَّا فِي الْقِيَامِ وَالاعْتِدَالِ وَالتَّشَهُدِ وَالسَّلَامِ‪.‬‬ ‫السَّجْدَتَيْنِ‪،‬‬
‫وَيَحْرُمُ انْحَرَافُهُ عَن اسْتِقْبَالِ صَوْبَ مَقْصِدِهِ عَامِدًا عَالِمًا مُخْتَارًا‪،‬‬
‫إِلَّا إِلَى الْقِبْلَةِ‪.‬‬
‫وَتَرْكُ‬ ‫وَيُشْتَرَطُ تَرْكُ فِعْلٍ كَثِيْرٍ كَعَدْوِ وَتَحْرِيكِ رِجْلٍ بِلَا حَاجَةٍ‪،‬‬
‫وَلَا يَضُرُّ وَطْءُ يَابِسٍ‬ ‫تَعَمُّدِ وَطْءِ نَجِسٍ وَلَوْ يَابِسًا وَإِنْ عَمَّ الطَّرِيْقَ‪،‬‬
‫خَطَأً‪ ،‬وَلَا يُكَلِّفُ مَاشِ التَّحَفُّظَ عَنْهُ‪.‬‬

‫وَيَجِبُ الاسْتِقْبَالُ فِي النَّفْلِ لِرَاكِبِ سَفَيْنَةٍ غَيْرِ مَلَّاحٍ‪.‬‬


‫الْعِلْمُ بِفَرْضِيَّةِ‬ ‫وَاعْلَمْ أَنَّهُ يُشْتَرَطَ ‪-‬‬
‫أَيْضًا ‪ -‬فِي صِحَّةِ الصَّلَاةِ‪:‬‬
‫الصَّلَاةِ‪ ،‬فَلَوْ جَهِلَ فَرْضِيَّةَ أَصْلِ الصَّلَاةِ أَوْ صَلَاتِهِ الَّتِي شَرَعَ فِيْهَا؛ لَمْ‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫كَمَا فِي الْمَجْمُوع [‪ ]٢٤٢/٣‬وَ(الرَّوْضَةِ» [‪٢٧٠/١‬‬ ‫تَصِحَ‪،‬‬

‫وغير سفينة مما‬ ‫وَعَلَى رَاكِب) أي ‪ :‬في غير نحو مرقد‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫لا يسهل فيه إتمام ما مرَّ ؛ وإلا أتم وجوبًا ـ غير ملاح ـ ركوعه‬
‫‪-‬‬

‫واستقبل‬ ‫وسائر الأركان أو بعضها إن عجز عن الباقي‪،‬‬ ‫وسجوده فيها‪،‬‬


‫واستقبل وجوبًا في‬ ‫إِيْمَاءٌ بِهِمَا ) أي ‪:‬‬ ‫وجوبًا ؛ لتيسر ذلك عليه‪( .‬وقوله ‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بشرى» [ص ‪٢٦٦‬‬ ‫إحرامه فقط إن سهل عليه‪.‬‬

‫إلخ) أي‪ :‬لا مطلقا؛ لجواز قطع‬ ‫وَيَحْرُمُ انْحِرَافُهُ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫بل مع مُضِيّه في الصَّلاة؛ لِتَلَوُّسِهِ بعبادة فاسدة؛ لبطلانها بذلك‬ ‫النَّفل‪،‬‬
‫اهـ «تحفة» [‪.]٤٩١/١‬‬ ‫الانحراف‪.‬‬

‫هذا مزيد على شروط الصَّلاة المارة؛ ولذلك‬ ‫وَاعْلَمْ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫أَيْضًا‪.‬‬ ‫قال ‪:‬‬
‫‪۲۳۵‬‬
‫تفيدين علىفتحالمعين‬

‫إِنِ اعْتَقَدَ الْعَامِّيُّ أَوِ الْعَالِمُ ‪-‬‬ ‫نَعَمْ‪،‬‬ ‫وَتَمْيِيْزُ فُرُوْضِهَا مِنْ سُنَنِهَا‪.‬‬
‫أَوْ سُنَّةً؛ فَلَا [انظر‪« :‬التَّحفة»‬ ‫صَحَتْ ‪،‬‬ ‫الْكُلَّ فَرْضًا‬ ‫عَلَى الْأَوْجَهِ ‪-‬‬
‫‪.[١١٠/٢‬‬

‫وَالْعِلْمُ بِكَيْفِيَّتِهَا الآتِي بَيَانُهَا قَرِيْبًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى‪.‬‬

‫(قوله ‪ :‬الْعَامِّيُّ) في «النّهاية»‪ :‬المراد به من لم يحصل من الفقه‬


‫ويستفاد من كلام الْغَزَالِيّ أنَّه ‪ :‬من لم يميّز‬ ‫شيئًا يهتدي به إلى الباقي‪،‬‬
‫فرائض صلاته من سننها‪ ،‬وأنَّ العالم من يميز ذلك‪ ،‬وأنَّه لا يغتفر‬
‫اهـ [‪.]٤/٢‬‬ ‫في حَقِّه ما يغتفر في حَقِّ العَامِّي‪.‬‬

‫من يميّز الفرائض من النوافل؛‬ ‫‪:‬‬


‫وتأمله فإنَّه ينجر إلى أنَّ‬
‫وهو تحصيل‬ ‫يشترط في حقه أن يميّز الفرائض من النوافل‪،‬‬
‫وكان‬ ‫وحينئذ يصير قولهم‪:‬‬ ‫الحاصل؛ ولذلك قال الْحَلَبِيُّ عَقِبَهُ ‪:‬‬
‫لعل ما ذكر مبني على‬ ‫وأقول ‪:‬‬ ‫عاميًا ضائعا لا فائدة في ذكره‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫تفسير العامي بالمعنى الأوَّل المذكور في «النّهاية»‪ ،‬وعلى القول بأنَّ‬
‫تَبَعًا لِلإِسْنَوِي ‪ -‬أنَّه لا‬ ‫استقرب في «الإيعاب»‬ ‫العالم يلزمه التَّمييز ‪:‬‬
‫مع‬ ‫يلزمه استحضار التمييز في الصَّلاة قال ‪ :‬إذ لا فائدة له حينئذ‬
‫علمه بصفة كل فعل يقع منه من وجوب أو ندب‪ ،‬بل صرَّحوا بأنَّه‬
‫اهـ «كُردي» [في‪:‬‬ ‫لو أتى بالتشهد الأخير ظانًا أنَّه الأوَّل ؛ لم يضر‪.‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬ ‫الصغرى»‪ ،‬و«الكُبرى ‪٢٩٤/٢‬‬

‫أو البعض ولم يميّز‪« .‬شرح المنهج‬ ‫الْكُلَّ أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫]‪.[29/1‬‬

‫*‬
‫*‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٢٣٦‬‬

‫(فضل)‬

‫في صِفَةِ الصَّلَاةِ‬

‫أَرْبَعَةَ عَشَرَ بِجَعْلِ الطُمَأْنِيْنَةِ فِي‬ ‫فُرُوْضُهَا ‪-‬‬ ‫الصَّلَاةِ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬ ‫(أَرْكَانُ)‬
‫مَحَالهَا رُكْنًا وَاحِدًا‪.‬‬

‫فَضل‬

‫في صِفَةِ الصَّلَاةِ‬

‫وما سيذكره‬ ‫كيفيتها؛ إذ صفة الشّيء ما كان زائدا عليه‪،‬‬ ‫أي‪:‬‬


‫هو ذات الصَّلاة من واجب ومندوب وينقسم الواجب إلى ما هو‬
‫وإلى ما هو خارج عنها ـ أي‪:‬‬ ‫ويسمى ركنًا‪،‬‬ ‫داخل في ماهيتها‪،‬‬
‫شرطًا ‪-‬‬ ‫ويسمى ‪:‬‬ ‫يفعل قبل التَّلبس بها ثُمَّ يستمر إلى آخرها ـ‪،‬‬
‫ويسمى‪:‬‬ ‫إلى ما يُجبر بسجود السهو‪،‬‬ ‫وينقسم المندوب ‪:‬‬ ‫كالطَّهارة ‪..‬‬
‫هيئة‪.‬‬ ‫ويسمى ‪:‬‬ ‫وإلى ما لا يُجبر‪،‬‬ ‫بعضًا‪،‬‬

‫والشَّرط‬ ‫فالركن كرأسه‪،‬‬ ‫شُبِّهت الصَّلاة بالإنسان‬ ‫قال الْكُرْدِيُّ ‪:‬‬


‫‪.]١٥٣/١‬‬ ‫والهيئات كشعره اهـ [«الوسطى»‬ ‫والبعض كأعضائه‬ ‫كحياته‪،‬‬

‫وفي «الروضة»‬ ‫هو ظاهر عبارة «الحاوي»‪،‬‬ ‫رُكْنًا وَاحِدًا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫والأكثرون‬ ‫گـ «أصلها»‪ :‬سبعة عشر بجعلها في كل من محالها ركنا‪،‬‬
‫على عدها ثلاثة عشر بجعل الطمأنينة في محالها صفة تابعة للركن‪،‬‬
‫ويؤيده جعلهم لها في التَّقدُّم والتَّأخُر على الإمام مع نحو الركوع ركنا‬
‫مثلا ‪-‬‬ ‫أنَّه لو شكٍّ بعد الانتقال عن السجود ‪-‬‬ ‫وقياس ذلك ‪:‬‬ ‫واحدًا‪،‬‬
‫إنَّه لا يضرُّ الشَّكُ‬ ‫على القاعدة‪:‬‬ ‫لا ؟؟ أنَّه لا يضرُّ‪،‬‬
‫هل اطمأن فيه أم لا‬
‫وأما في‬ ‫في شيء من الأركان بعد الفراغ من صلاة أو غيرها‪،‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫الْقَصْدُ بِالْقَلْبِ؛ لِخَبَرِ‪« :‬إِنَّمَا الْأَعْمَالُ‬ ‫وَهِيَ ‪:‬‬ ‫أَحَدُهَا ‪( :‬نِيَّةٌ)‬


‫وفيه‪« :‬بالنية]‪.‬‬ ‫بِالنِّيَّاتِ) [البخاري رقم‪۱ :‬؛ مسلم رقم‪:‬‬

‫الصَّلَاةِ ‪-‬؛‬ ‫أَيْ‪:‬‬ ‫النِّيَّةِ ‪( -‬قَصْدُ فِعْلِهَا (‪))١‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(فَيَجِبُ فِيْهَا)‬

‫الأثناء‪ :‬فيضرُّ الشَّكُ في أصل الرُّكن مطلقًا‪ ،‬لا في بعضه بعد فراغه‪،‬‬
‫لكن المعتمد أنَّه يضرُّ الشَّكُ فيها أثناء الصَّلاة مطلقا ؛ نظرا إلى القول‬
‫والأركان المذكورة ثلاثة أقسام ‪ :‬قَلْبِي ‪ -‬وهو ‪ :‬النية‬
‫ـ‬
‫بأنها ركن مستقل‪،‬‬
‫والصَّلاة‬ ‫‪ -‬وَقَوْلِيُّ ‪ -‬وهو ‪ :‬تكبيرة الإحرام والفاتحة والتشهد الأخير‪،‬‬
‫والركوع‪،‬‬ ‫القيام‪،‬‬ ‫وَفِعْلِيٌّ ـ وهو‪:‬‬ ‫والسَّلام ‪-‬‬ ‫بعده‪،‬‬ ‫على النبي‬
‫والجلوس في‬ ‫والجلوس بين السجدتين‪،‬‬ ‫والاعتدال ‪،‬والسجود‬
‫والترتيب ‪ .‬اهـ نهاية» [‪ ]٤٤٩/١‬و«بشرى» [ص ‪.]١٩٥‬‬ ‫التشهد الأخير‪،‬‬

‫فهي‬ ‫الْقَصْدُ بِالْقَلْبِ هذا معناها لغةً‪ ،‬أمَّا شرعًا ‪:‬‬ ‫وَهِيَ ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ولا‬ ‫غفلته‪،‬‬
‫قصد الشَّيء مقترنا بفعله‪ ،‬أي‪ :‬فلا يكفي النطق بها مع‬
‫يضرُّ النُّطق بخلاف ما فيه‪ ،‬فلو نوى بقلبه الظهر ونطق لسانه بغيره؛‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫و‪١٩٥‬‬ ‫ص ‪٩٢‬‬ ‫(بشرى)‬ ‫كان العبرة بما نواه‬

‫فلا يكفي إحضارها في‬ ‫الصَّلاة‪،‬‬ ‫قَصْدُ فِعْلِهَا أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وهي ‪:‬هنا ‪ :‬ما عدا النِّيَّة ؛ لأنها لا تُنْوَى ؛‬ ‫‪6‬‬
‫الغفلة عن فعلها‬ ‫مع‬ ‫الذهن‬
‫وإلا لزم التسلسل ؛ إذ كُلُّ نيَّة تحتاج إلى نية‪ ،‬لكن هذا على القول أنَّه‬
‫ينوي مجموع الصَّلاة ‪ -‬وهو‬ ‫ينوي كُل فرد من أجزائها فإن قلنا ‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫وكالشّاة من‬ ‫كالعِلم يتعلَّق بغيره وبنفسه‪،‬‬ ‫المعتمد ؛ فلا يلزم ذلك ‪:‬‬
‫وتحيَّة‬ ‫سُنَّة الوضوء‪،‬‬ ‫الأربعين تزكّي نفسها وغيرها؛ وتندرج‪:‬‬
‫والقدوم من سفر‪،‬‬ ‫والزَّوال‪،‬‬ ‫والطَّواف‪،‬‬ ‫والاستخارة‪،‬‬ ‫المسجد‪،‬‬

‫أَفْعَالِهَا‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫من نُسخة دون تصحيح‪:‬‬ ‫القديمة»‬ ‫كُتب على هامش‬ ‫[ ‪]١‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫لِتَتَمَيَّزَ عَنْ بَقِيَّةِ الأَفْعَالِ‪( ،‬وَتَعْيِيْنُهَا مِنْ ظُهْرِ أَوْ غَيْرِهِ؛ لِتَتَمَيَّزَ عَنْ‬
‫فَلَا يَكْفِي نِيَّةُ فَرْضِ الْوَقْتِ‪.‬‬ ‫غَيْرِهَا‪،‬‬

‫(وَلَوْ كَانَتِ الصَّلَاةُ الْمَفْعُوْلَةُ (نَفْلًا) غَيْرَ مُطْلَقٍ كَالرَّوَاتِبِ وَالسُّنَنِ‬


‫فَيَجِبُ فِيْهَا التَّعْيِيْنُ بِالإِضَافَةِ إِلَى مَا يُعَيِّنُهَا ؛‬ ‫الْمُؤَقَّتَةِ أَوْ ذَاتِ السَّبَبِ‪،‬‬
‫كَسُنَّةِ الظُّهْرِ الْقَبْلِيَّةِ أَوِ الْبَعْدِيَّةِ وَإِنْ لَمْ يُؤَخِّرِ الْقَبْلِيَّةَ‪ ،‬وَمِثْلُهَا كُلُّ صَلَاةٍ‬
‫وَالْفِطْرِ أَوِ‬ ‫لَهَا سُنَّةٌ قَبْلَهَا وَسُنَّةٌ بَعْدَهَا ؛ وَكَعِيْدِ الأَضْحَى أَوِ الأَكْبَرِ‪،‬‬
‫وَالْوِتْرِ سَوَاءٌ الْوَاحِدَةُ وَالزَّائِدَةُ عَلَيْهَا‪،‬‬ ‫فَلَا يَكْفِي صَلَاةُ الْعِيْدِ‪،‬‬ ‫الأَصْغَرِ‪،‬‬

‫وبأرض‬ ‫والخروج منه أو من الحمام وصلاة الحاجة‪،‬‬ ‫ودخول منزل‪،‬‬


‫ونحوها؛ في غيرها من فرض أو نفل وإن لم تُنْوَ‪،‬‬ ‫لم يعبد الله فيها‪،‬‬
‫بمعنى أنَّه يسقط طلبها ويثاب عليها عند م ر»؛ وقال «حج»‪:‬‬
‫لا يثاب عليها إلا إذا نواها مع تلك الصَّلاة‪« .‬بشرى» [ص ‪.]١٩٦‬‬
‫لأنَّه يعم الفائتة‪.‬‬ ‫فَلَا يَكْفِي نِيَّةُ فَرْضِ الْوَقْتِ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وَالسُّنَن‬ ‫سُنن المكتوبات‪( .‬وقوله‪:‬‬ ‫كَالرَّوَاتِب) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫معطوف على «الرَّوَاتِب» من عَطْفِ العام على الخاص؛ إذ‬ ‫الْمُؤَقَّتَةِ)‬
‫أَوْ ذَاتِ‬ ‫الرواتب من جملة المؤقت كالضُّحى والعيدين‪( .‬وقوله‪:‬‬
‫السَّبَبِ كالاستسقاء والكسوفين‪.‬‬
‫وكذا يقال في‬ ‫(قوله ‪ :‬فَلَا يَكْفِي صَلَاةُ الْعِيْدِ أي لعدم اليقين‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫الكسوفين‪.‬‬

‫وهو صريح في‬ ‫معطوف على عِيْدِ الأَضْحَى»‪،‬‬ ‫وَالْوِتْرِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫أنَّ تعيينه بالإضافة إلى ما يعينه مع أنَّه غير مراد؛ لأن تعيينه بما‬
‫اشتهر لا ‪،‬بالإضافة كما في «التحفة وعبارتها وتعيينها ‪ :‬إما بما‬
‫والوتر سواء الواحدة والزائد عليها‬ ‫اشتهر به ـ كالتراويح والضُّحى‪،‬‬ ‫'‬
‫‪-‬‬
‫‪۲۳۹‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَيُحْمَلُ عَلَى مَا يُرِيْدُهُ عَلَى الْأَوْجَهِ‬ ‫وَيَكْفِي نِيَّةُ الْوِتْرِ مِنْ غَيْرِ عَدَدٍ‪،‬‬
‫انظر‪ :‬فتح الجواد (‪ ]۱۷۳/۱‬وَلَا يَكْفِي فِيْهِ نِيَّةُ سُنَّةِ الْعِشَاءِ أَوْ رَاتِبَتِهَا ‪،‬‬
‫وَالضُّحَى ؛ وَكَاسْتِسْقَاءِ وَكُسُوْفِ شَمْسٍ أَوْ قَمَرٍ‪.‬‬ ‫وَالتَّرَاوِيْحَ‪،‬‬
‫بَلْ يَكْفِي فِيْهِ نِيَّةُ فِعْلِ‬ ‫فَلَا يَجِبُ فِيْهِ تَعْيِيْنٌ‪،‬‬ ‫أَمَّا النَّفْسُ الْمُطْلَقُ ‪:‬‬
‫وَكَذَا صَلَاةُ‬ ‫الصَّلَاةِ‪ ،‬كَمَا فِي رَكْعَتَي التَّحِيَّةِ وَالْوُضُوْءِ وَالاسْتِخَارَةِ‪،‬‬
‫الأَوَّابِيْنَ عَلَى مَا قَالَهُ شَيْخُنَا ابْنُ زِيَادٍ وَالْعَلَامَةُ السُّيُوطِيُّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ‬
‫وَالَّذِي جَزَمَ بِهِ شَيْخُنَا فِي «فَتَاوِيْهِ» أَنَّهُ لَا بُدَّ فِيْهَا مِنَ التَّعْيِيْنِ‬ ‫تَعَالَى‪،‬‬
‫‪.]١٤٥/١‬‬ ‫كَالضُّحَى [أي‪« :‬الكبرى الفقهية»‬
‫]‪[1‬‬

‫أَوْ نَذْرًا‪ ،‬وَإِنْ‬ ‫يَجِبُّ (نِيَّةُ الْفَرْضِ فِي فَرْضِ وَلَوْ كِفَايَةٌ‬ ‫(و)‬
‫مَثَلًا ‪-‬‬ ‫كَأَصَلِّي فَرْضَ الظَّهْرِ)‬ ‫كَانَ النَّاوِي صَبِيًّا ؛ لِيَتَمَيَّزَ عَنِ النَّفْلِ‪،‬‬
‫أَوْ فَرْضَ الْجُمُعَةِ وَإِنْ أَدْرَكَ الإِمَامَ فِي تَشَهْدِهَا‪.‬‬

‫وسُنَّة الظهر القبلية‪.‬‬ ‫وخُسوف القمر‪،‬‬ ‫ـ أو بالإضافة ـ كعيد الفطر‪،‬‬


‫‪-‬‬

‫‪11‬‬
‫وما بعدها]‬ ‫إلخ [‪١٠/٢‬‬

‫(قوله‪ :‬وَإِنْ كَانَ النَّاوِي صَبِيَّا هذا معتمد ابن حجر وشيخ‬
‫الإسلام والشُّهاب الرَّملي وغيرهم ؛ واعتمد الخطيب والجمال الرملي‬
‫والزَّيَّادِيُّ وغيرهم ‪ :‬عدم الوجوب عليه اهـ «كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫‪.[102/1‬‬

‫فإنَّه ينوي فرض‬ ‫وَإِنْ أَدْرَكَ الإِمَامَ فِي تَشَهُدِهَا) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫نَوَى وَلَا صَلَّى‬ ‫وبذلك يُلْغَزُ فيقال‪:‬‬ ‫الجمعة مع أنَّه يتممها ظهرًا‪،‬‬
‫وَصَلَّى وَلَا نَوَى‪.‬‬

‫عمَّار]‪.‬‬ ‫جَنَازَةً‪.‬‬ ‫في هامش القديمة» مع التصحيح ‪:‬‬ ‫[‪]١‬‬


‫تر المستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٢٤٠‬‬

‫فِي النِّيَّةِ ‪( :‬إِضَافَةٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى؛ خُرُوجًا مِنْ خِلَافِ‬ ‫(وَسُنَّ)‬
‫وَلِيَتَحَقَّقَ مَعْنَى الإِخْلَاصِ‪.‬‬ ‫مَنْ أَوْجَبَهَا ‪،‬‬
‫وَلَا يَجِبُ وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ فَائِتَةٌ مُمَائِلَةٌ‬ ‫(وَتَعَرُّض لأَدَاءِ أَوْ قَضَاءِ‪،‬‬
‫وَالأَصَحُ صِحَّةُ الأَدَاءِ بِنِيَّةِ‬ ‫لِلْمُؤَدَّاةِ‪ ،‬خِلَافًا لِمَا اعْتَمَدَهُ الأَذْرَعِيُّ ‪،‬‬
‫الْقَضَاءِ وَعَكْسُهُ إِنْ عُذِرَ بِنَحْوِ غَيْمٍ ؛ وَإِلَّا بَطَلَتْ قَطْعًا لِتَلَاعُبِهِ [انظر‪:‬‬
‫‪.]٩/٢‬‬ ‫«التحفة»‬

‫تَعَرُّضُ لِاسْتِقْبَالِ وَعَدَدِ رَكَعَاتٍ)؛ لِلْخُرُوجِ مِنْ خِلَافِ مَنْ‬ ‫(وَ)‬


‫أَوْجَبَ التَّعَرُّضَ لَهُمَا‪.‬‬

‫سُنَّ نُطْقٌ بِمَنْوِي قَبْلَ التَّكْبِيْرِ ؛ لِيُسَاعِدَ النِّسَانُ الْقَلْبَ؛‬ ‫(وَ)‬


‫وَخُرُوجًا مِنْ خِلَافِ مَنْ أَوْجَبَهُ‪.‬‬

‫وَلَوْ شَكٍّ هَلْ أَتَى بِكَمَالِ النِّيَّةِ أَوْ لَا؟ أَوْ هَلْ نَوَى ظُهْرًا أَوْ‬
‫عَصْرًا؟ فَإِنْ ذَكَرَ بَعْدَ طُوْلِ زَمَانٍ أَوْ بَعْدَ إِثْيَانِهِ بِرُكْنٍ وَلَوْ قَوْلِيًّا كَالْقِرَاءَةِ ؛‬
‫أَوْ قَبْلَهُمَا ؛ فَلَا‪.‬‬ ‫بَطَلتْ صَلَاتُهُ ‪،‬‬

‫ثَانِيهَا ‪( :‬تَكْبِيْرُ تَحَرُّم)؛ لِلْخَبَرِ الْمُتَفَقِ عَلَيْهِ ‪« :‬إِذَا قُمْتَ إِلَى‬ ‫(وَ)‬
‫سُمِّيَ بِذَلِكَ؛ لأَنَّ‬ ‫‪.]٣٩٧‬‬ ‫‪٧٥٧‬؛ مسلم رقم ‪:‬‬ ‫الصَّلَاةِ فَكَبِّرُ [البخاري رقم ‪:‬‬
‫الْمُصَلِّيَ يَحْرُمُ عَلَيْهِ بهبِهِ مَا كَانَ حَلَالًا لَهُ قَبْلَهُ مِنْ مُفْسِدَاتِ الصَّلَاةِ‪.‬‬
‫وَجُعِلَ فَاتِحَةَ الصَّلَاةِ؛ لِيَسْتَحْضِرَ الْمُصَلِّي مَعْنَاهُ الدَّالَّ عَلَى عَظَمَةِ مَنْ‬
‫تَهَيَّأَ لِخِدْمَتِهِ‪ ،‬حَتَّى يَتِمُّ لَهُ الْهَيْبَةُ وَالْخُشُوعُ ‪ ،‬وَمِنْ ثَمَّ زِيْدَ فِي تَكْرَارِهِ؛‬
‫لِيَدُوْمَ اسْتِصْحَابُ ذَيْنِكَ فِي جَمِيعِ صَلَاتِهِ‪.‬‬

‫الهيبة والخشوع‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫اسْتِصْحَابُ ذَيْنِكَ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫‪٢٤١‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعاين‬

‫بِالتَّكْبِيرِ ‪( -‬النِّيَّةُ)؛ لأَنَّ التَّكْبِيرَ أَوَّلُ أَرْكَانِ‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(مَقْرُوْنَا بِهِ)‬
‫بَلْ لَا بُدَّ أَنْ يَسْتَحْضِرَ كُلَّ مُعْتَبَرٍ فِيْهَا مِمَّا‬ ‫فَيَجِبُ مُقَارَنَتُهَا بِهِ‪،‬‬ ‫الصَّلَاةِ‪،‬‬
‫الْجُمُعَةِ‪،‬‬
‫وَكَوْنِهِ إِمَامًا أَوْ مَأْمُوْمًا فِي‬ ‫كَالْقَصْرِ لِلْقَاصِرِ ‪،‬‬ ‫مَرَّ وَغَيْرَهُ ‪-‬‬
‫وَالْقُدْوَةِ لِمَأْمُوْمِ فِي غَيْرِهَا مَعَ ابْتِدَائِهِ ‪ -‬ثُمَّ يَسْتَمِرٌ مُسْتَصْحِبًا لِذَلِكَ كُلِّهِ‬
‫إِلَى الرَّاءِ‪.‬‬

‫يَكْفِي قَرْنُهَا بِأَوَّلِهِ [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫وَفِي قَوْلٍ صَحَّحَهُ الرَّافِعِيُّ ‪:‬‬
‫‪۱۹/۲‬؛ وَفِي الْمَجْمُوع [‪ )١٦۹/۳‬وَ(التَّنْقِيْح»‪ :‬الْمُخْتَارُ مَا اخْتَارَهُ الإِمَامُ‬
‫وَالْغَزَالِيُّ أَنَّهُ يَكْفِي فِيْهَا الْمُقَارَنَةُ الْعُرْفِيَّةُ عِنْدَ الْعَوَامِ‪ ،‬بِحَيْثُ يُعَدُّ‬

‫عامة‬ ‫والمراد بالعوام‪:‬‬ ‫عِنْدَ الْعَوَام متعلّق بـ «العُرْفِيَّة)‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫النَّاس‪( .‬وقوله ‪ :‬بِحَيْثُ يُعَدُّ مُسْتَحْضِرًا لِلصَّلَاةِ اعْلَمْ أَنَّ للفقهاء هنا‬
‫استحضار حقيقي ؛ بأن يَسْتَحْضِرَ جميع أركان‬ ‫أربعة أشياء‪]١[ :‬‬
‫الصَّلاة تفصيلا‪ ]٢[ .‬وقَرْنٍ حقيقيّ؛ بأن يَقْرِنَ ذلك المستحضر‬
‫الأركان‬
‫واستحضار عُرْفِيّ ؛ بأن يَسْتَحْضِرَ‬
‫بجميع‬ ‫أجزاء التكبير‪]٣[ .‬‬
‫وقَرْنٍ عُرْفِيّ؛ بأن يَقْرِنَ ذلك المستحضر بجزء ما من‬ ‫إجمالا‪]٤[ .‬‬
‫التكبير‬

‫والمعتمد في المذهب ‪ :‬أنَّه لا بُدَّ من الأوَّلين وإن اكتفى بعض‬


‫المتأخرين بالأخيرين ؛ لِمَا قيل ‪ :‬إنَّ الاستحضار الحقيقي مع القَرْنِ‬
‫الحقيقي لا تطيقه الطبيعة البشرية‪ ،‬بل يكفي الاستحضار العرفي مع‬
‫القَرْنِ العرفي‪.‬‬

‫إلخ»‬ ‫علمت أنَّ قول الشارح بِحَيْثُ يُعَدُّ ‪...‬‬ ‫إذا علمت ذلك ‪:‬‬
‫ليس بيانًا للمقارنة العُرْفِيَّة؛ لِمَا علمت أن الاستحضار العرفي‬
‫‪٢٤٢‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَقَالَ ابْنُ الرِّفْعَةِ ‪ :‬إِنَّهُ الْحَقُّ الَّذِي لَا يَجُوْزُ سِوَاهُ‬ ‫مُسْتَحْضِرًا لِلصَّلَاةِ‪،‬‬
‫مَنْ لَمْ يَقُلْ بِهِ وَقَعَ فِي‬ ‫وَصَوَّبَهُ السُّبْكِيُّ وَقَالَ ‪:‬‬ ‫[في‪« :‬كفاية النبيه» ‪]۸۱/۳‬‬
‫الْوَسْوَاسِ الْمَذْمُوْمِ [انظر‪« :‬الإقناع» ‪.]٣٤٣/١‬‬

‫كما‬ ‫بل هو متعلّق بمحذوف تقديره‪:‬‬ ‫والمقارنة العرفية متغايران‪،‬‬


‫عده‬
‫ومعنى‬ ‫إلخ‪،‬‬ ‫بحيث يعد‪...‬‬ ‫اكْتُفي بالاستحضار العرفي‪،‬‬
‫اهـ شيخنا‪.‬‬ ‫استحضاره الأركان إجمالا ‪.‬‬ ‫مستحضرًا ‪:‬‬

‫‪.]٣٣٥/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫اهـ «جمل»‬

‫قال بعضهم والمراد بالمقارنة العُرْفيَّة‪:‬‬ ‫وفي «الْكُرْدِي»‪:‬‬


‫استحضار ذلك قبيل التكبير وإن غفل عنه فيه ؛ وفاقًا للأئمة الثلاثة‪.‬‬
‫‪.]۱۲۱/۲‬‬ ‫‪١٥٤/١‬؛ وانظر‪« :‬الكُبرى»‬ ‫اهـ [أي‪« :‬الوسطى»‬

‫أيضًا ‪ -‬وأنَّ مَنْ لَمْ يَقُلْ بِهِ وَقَعَ فِي‬ ‫وسيأتي هذا في الشَّرح ‪-‬‬
‫الْوَسْوَاسِ الْمَذْمُوْمِ»‪.‬‬

‫قال الإمام المحدث الْعَامِرِيُّ في «بهجته»(‪)۱‬‬


‫إما ضعف في‬ ‫وَاعْلَمْ أنَّ مبادئ الوسواس ومنشأه وسببه‪:‬‬
‫العقل‪ ،‬أو جهل بالسُّنَّة‪ ،‬أو اقتداء الجاهلين بالمهملين‪.‬‬

‫ولو تأمل طائفة الموسوسين أحوال رسول الله ﷺ وتعرَّفوها إذ‬


‫وأنه كان يؤاكل‬ ‫وعرفوا سيره وتيسيره‪،‬‬ ‫لم يعلموها من غيرهم‬
‫الصبيان وأهل الكتاب الذُّمِّيِّين ويتوضّأ في آنيتهم من غير بحث‪،‬‬
‫ويغتسل هو والمرأة من نسائه من الجنابة في إناء واحد دفعة واحدة‬

‫بهجة المحافل وبغية الأماثل في تلخيص السير والمعجزات والشمائل‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫عمار]‪.‬‬ ‫[‬
‫‪٢٤٣‬‬
‫رشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫يَجُوزُ تَقْدِيمُ النِّيَّةِ عَلَى التَّكْبِيرِ بِالزَّمَنِ‬ ‫وَعِنْدَ الأَئِمَّةِ الثَّلَاثَةِ ‪:‬‬
‫الْيَسِيرِ‪.‬‬

‫وأنَّه صلَّى مرَّة وهو حامل أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ‬ ‫تختلف أيديهم فيه‪،‬‬
‫على ظهره إذا قام حملها وإذا سجد وضعها‪ ،‬وأنَّه كان يتوضأ بِأَسْارِ‬
‫وتوضأ هو وأصحابه‬ ‫الدَّوابِّ ويصغي وَضواه للهرَّة حتّى تشرب منه‪،‬‬
‫وأنَّه لم ينقل عنه تردُّد في التكبير ولا تلفظ بقول‪:‬‬ ‫من مَزْادَةِ مُشْرِكَةٍ‪،‬‬
‫أصلي وما بعده؛ وقد أوجب الله علينا اتباعه في الأفعال والأقوال‬
‫على كُلِّ حال‪.‬‬

‫فإذا فهمت أيُّها الموسوس ما قرَّرناه‬ ‫وأطال إلى أن قال ‪:‬‬


‫وتقرر عندك أنَّ صلاة رسول الله ﷺ وصلاة أصحابه وصلاة‬ ‫وحرَّرناه‪،‬‬
‫الطَّبقة الأُولى من التابعين قد كانت خالية عن مثل ما استحدثته‬
‫بجهلك أو سوء رأي من اقتديت به وعلمت بالنقل عن‬
‫أنَّ شيطان‬ ‫رسول الله ﷺ أن مبادئ ذلك من الشَّيطان كما أخبر‬
‫علمت ركاكة‬ ‫وشيطان الصَّلاة اسمه خِنْزِب‪:‬‬ ‫الوضوء اسمه الوَلْهَان‪،‬‬
‫الحال‪ ،‬وماذا بعد الحقِّ إلّا الضَّلال‪.‬‬

‫وعدلوا عن‬ ‫فإنَّ طائفة الموسوسين استحكم عليهم إبليس‪،‬‬


‫وتحققت‬ ‫وجانبوا المنقول عن الرسول ﷺ‪،‬‬ ‫المعلوم إلى الموهوم‪،‬‬
‫فترى أحدهم يلعب‬ ‫وصيَّرهم إلى شبه المجانين‪،‬‬ ‫طاعة اللعين‪،‬‬ ‫منهم‬

‫وتراه يعركها ويتلحى ويبلو نفسه في ترديد‬ ‫بيديه عند التكبير بالهُويّ‪،‬‬
‫ويتلوى حتَّى كأنَّه يحاول أمرًا فادحا ويتسوَّع أُجاجًا‬ ‫عبارات الإحرام‪،‬‬
‫فلم يطلقه‬ ‫وربَّما فاتته الفاتحة‪،‬‬ ‫مالحًا حتّى تفوته فضيلة تكبيرة الإمام‪،‬‬
‫شيطانه إلا على رأس الرُّكوع‪ ،‬وربَّما فاتته الركعة أو الصَّلاة جملة‪،‬‬
‫فيقع في الخيبة والحرمان ويتحقق عليه استيلاء الشيطان؛ حتّى تتأتّى‬
‫‪٢٤٤‬‬
‫فيالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وربَّما آذاهم‬ ‫التكبيرة بمشقَّة وصوت فاحش يتأذى به من حوله‪،‬‬ ‫منه‬

‫وشوش عليهم بالجهر بالألفاظ السِّرِّيَّة‪ ،‬ولا يرى أن يسمع نفسه إلَّا‬
‫مخالفته للسُّنَّة‪.‬‬ ‫مع‬
‫فيتضاعف وزره‬ ‫بذلك‪،‬‬

‫ومنهم من أنكر العيان ومسموع الأذان؛ حتّى أنكر شيئًا صدر‬


‫منه وسمعه غيره وشاهده فضلًا عنه ؛ حتَّى أَشْبَهَ بذلك مذهب‬
‫السُّوفِسْطَائِيَّة الّذين أنكروا حقائق الموجودات والأمور المحسوسات‬
‫الضروريات‪.‬‬

‫وربَّما عظم الضَّرر بأحد الموسوسين حتّى عجزوا عن النُّطق‬


‫فِي‬ ‫ضرورة‪ ،‬كما قال الشَّيخ أبو محمد ابن قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيُّ رَ‬
‫حمدلله‬
‫كتابه الذي سماه ‪ :‬ذمَّ الوسواس وأهله»‪ :‬قال لي إنسان منهم‪ :‬قد‬
‫عجزت عن قول السَّلام عليكم فقلت قُلْ مثل ما قلت الآن وقد‬
‫‪:‬‬

‫ونحو هذا‪.‬‬ ‫استرحت‬

‫وقد بلغ الشَّيطان منهم إلى أن عذبهم في‬ ‫وأصنافهم كثيرة قال ‪:‬‬
‫جملة‬ ‫وأدخلهم في‬ ‫وأخرجهم عن اتِّباع نبيهم المصطفى‪،‬‬ ‫الدُّنيا‪،‬‬
‫الْمُتَنَطِّعِيْنَ الغالين في الدِّين‪ ،‬الذين ضلَّ‬
‫ضل سعيهم وهم يحسبون أنَّهم‬
‫يحسنون صنعا‪.‬‬

‫إلى ‪.]٥٤٧‬‬ ‫اهـ كلام الْعَامِرِيِّ ملخصا مع تقديم وتأخير [ص ‪٥٤٣‬‬


‫أيُّها‬ ‫ذلك من الإقناع والتوبيخ ما يحملك ‪ -‬إن شاء الله ‪-‬‬ ‫وفي‬
‫وقهر عدوّك‪.‬‬ ‫الموسوس على متابعة نبيك‬

‫وسأزيدك بيانًا وأوضح لك تبيانًا فأقول ‪ :‬قد سمعت ما قاله هذا‬


‫وأصحابه والطبقة الأولى من‬ ‫وما كان عليه‬ ‫الإمام الناصح‪،‬‬
‫‪٢٤٥‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫التّابعين من بناء الأمر على التسهيل والتيسير في مثل ذلك‪ ،‬وإنما‬


‫كانت عنايتهم وتشديداتهم بطهارة القلب وتصفيته من الأخلاق‬
‫وعلمت ما‬ ‫المذمومة المشروحة في مثل كتاب إحياء علوم الدين»‪،‬‬
‫قرَّره هؤلاء الأئمة في الدين في هذه المسألة وما اختاروه؛ خوفًا على‬
‫أن تتعاطى ما يشينها في دينها‪ ،‬أو يساعد عليها عدوّها‪.‬‬ ‫هذه الأُمَّة‬
‫من‬

‫عن‬ ‫عن «الخادم»‬ ‫ومن ثَمَّ نَقَلَ الإمام ابن حجر في تحفته»‬
‫بعض المحتاطين أنَّ الأولى لمن بلي بوسواس الأخذ بالأخفّ‬
‫ولضده الأخذ بالأثقل؛ لئلا‬ ‫والرخص؛ لئلا يزداد فيخرج عن الشَّرع‪،‬‬
‫يخرج إلى الإباحة‪ .‬اهـ [‪.]١١٢/١٠‬‬
‫أيضًا ـ أنَّه لم يُنقل‬ ‫على أنَّ الإمام الْعَامِرِيَّ نَقَلَ في بهجته»‬
‫عن النَّبيِّ ﷺ ولا أصحابه في النِّيَّةِ لفظ بحال‪ ،‬وأنها ليست من‬
‫وإنَّما النِّيَّة قصد فعل الشيء‪ ،‬وكل عازم على فعل‬ ‫الصَّلاة أصلا‪،‬‬
‫ومن قصد الصَّلاة فقد‬ ‫فمن قصد الوضوء فقد نواه‪،‬‬ ‫شيء فهو ناو له‪،‬‬
‫ولا يكاد عاقل يقصد شيئًا من عباداته ولا غيرها بغير نيَّة‪،‬‬ ‫نواها‪،‬‬
‫ولو‬ ‫فالنِّيَّة أمر لازم لأفعال الإنسان المقصودة لا تحتاج إلى تعب‪،‬‬
‫ولو كلَّفه الله الصَّلاة والوضوء‬ ‫أراد إخلاء أفعاله عنها لعجز عن ذلك‪،‬‬
‫وما كان هكذا فما‬ ‫بغير نيَّة لكلّفه ما لا يطيقه ولا يدخل تحت وسعه‪،‬‬
‫فهذا نوع‬ ‫وجه التعب في تحصيله؟! وإن شك في حصولها منه‪:‬‬
‫فكيف يشك فيه عاقل؟! اهـ‬ ‫فإنَّ عِلمه بحال نفسه أمر يقيني‪،‬‬ ‫جنون‪،‬‬
‫ص ‪.]٥٤٨‬‬

‫فقد جَرَى‬ ‫فإن كان وسواسه في شيء من باقي الأركان القولية ‪:‬‬
‫الخلاف في عدم توقف صحة الصَّلاة عليها‪ ،‬بل قال الإمام أبو حنيفة‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٢٤٦‬‬

‫وغير المأموم تصح صلاته‬ ‫بكراهة قراءة المأموم الفاتحة كراهة تحريم‬
‫‪، ]٦٤‬‬ ‫[الرحمن‪:‬‬ ‫مُدْهَامَّتَانِ‬ ‫بما تيسر من القرآن ولو آية مختصرة كـ‬
‫وقال هو والإمام‬ ‫لا بُدَّ من ثلاث آيات أو آية طويلة‪،‬‬ ‫وقال صاحباه‬
‫لكن رأيت‬ ‫مالك بسُنّيَّة التَّشهدين الأوَّل والثَّاني كما في شرح مسلم»‪،‬‬
‫الطَّريقة الواجبة؛ فَرَاجِعْهُ‪.‬‬ ‫في رد المحتار أنَّ المراد بالسُّنَّة هنا ‪:‬‬
‫لا يجب السَّلام من الصَّلاة‪،‬‬ ‫الإمام أبو حنيفة‪:‬‬ ‫وقال ـ أيضًا ‪-‬‬
‫ويحصل التَّحلُّل منها بكُلِّ شيء ينافيها كما في «بهجة المحافل»‪.‬‬
‫إلى غير ذلك مما هو مقرَّر في كتبهمالله وأرضاهم‪.‬‬
‫وبذلك يظهر سِرُّ كلام النُّبوَّة في أنَّ اختلافهم رحمة‪ ،‬وأنَّ الله‬
‫فأوغل‬ ‫يحبُّ أن تُؤْتَى رخصه كما تُؤْتَى عزائمه‪ ،‬وأنَّ هذا الدين متين‪،‬‬
‫فإنَّ الْمُنْبَتَ (‪ )۱‬لا‬ ‫فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله تعالى‪،‬‬
‫إلى غير ذلك مما يطول ذِكْره؛ وما‬ ‫أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقَى ‪...‬‬
‫ألطف قول شيخنا الشَّهاب إمام الزَّمان السَّيِّد أحمد زَيْنِي دَحْلان لدفع‬
‫وساوس الرَّجيم الشَّيطان‪:‬‬
‫يـــه وســــواس جــنــه‬ ‫من كان يطلب جَنَّ‬
‫غسـل الـنـجــاســة سُـنَّـه‬ ‫يأخذ بقول إم‬
‫ستكنَّه‬
‫ذا بـــــــقــــــول إمـــــــام‬
‫بفرض وسُنَّه‬ ‫ك فيـ‬
‫فيها اقتـ‬
‫اقتراب‬ ‫يكفيك‬

‫شدُّ الأعنه‬ ‫ــقيـ‬


‫حــ‬ ‫بلا اقتراب‬

‫نوع جنَّه‬ ‫منه الوساوس تأتي‬

‫المسافر المنقطع‪.‬‬ ‫يعني‪:‬‬ ‫الْمُنْبَيَّ)‬ ‫(‪( )۱‬قوله ‪:‬‬


‫‪٢٤٧‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَيَتَعَيَّنُ) فِيْهِ عَلَى الْقَادِرِ لَفْظُ ‪( :‬اللَّهُ أَكْبَرُ)؛ لِلاتِّباع [انظر‪« :‬التلخيص‬ ‫(‬
‫أَوْ ‪ :‬ا لهُ الأَكْبَرُ‪ ،‬وَلَا يَكْفِي أَكْبَرُ اللَّهُ‪،‬‬ ‫إلى ‪]۳۹۲‬‬ ‫الحبير ‪٣٨٩/١‬‬
‫الرَّحْمَنُ أَكْبَرُ‪.‬‬ ‫وَلَا ‪:‬‬ ‫أَوْ أَعْظَمُ‪،‬‬ ‫ا لهُ كَبِيرٌ ‪،‬‬ ‫وَلَا ‪:‬‬

‫وَزِيَادَةُ حَرْفٍ يُغَيِّرُ الْمَعْنَى‪،‬‬ ‫وَيَضُرُّ إِخْلَالٌ بِحَرْفٍ مِنْ اللَّهُ أَكْبَرُ‪،‬‬
‫كَمَدٌ هَمْزَةِ اللهِ»‪ ،‬وَكَأَلِفِ بَعْدَ الْبَاءِ‪ ،‬وَزِيَادَةُ وَاوِ قَبْلَ الْجَلَالَةِ‪ ،‬وَتَخَلُّلُ‬
‫وَاوِ سَاكِنَةٍ أَوْ مُتَحَرِّكَةٍ بَيْنَ الْكَلِمَتَيْنِ‪ ،‬وَكَذَا زِيَادَةُ مَدِّ الأَلِفِ الَّتِي بَيْنَ‬
‫اللَّامِ وَالْهَاءِ إِلَى حَدٌ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ مِنَ الْقُرَّاءِ‪ .‬وَلَا يَضُرُّ وَقْفَةٌ يَسِيْرَةٌ بَيْنَ‬

‫وحـــســــن عفو وجَنَّه‬ ‫فــاتـــرکــه تــحــظــی بــروح‬


‫فضلًا وَجُودًا ومــنــه‬ ‫فالدين يُسِّر علينا‬

‫والله الموفق‬ ‫وإنَّما أطلت في ذلك؛ لكثر المبتلين به‪،‬‬ ‫اهـ‪.‬‬


‫والمعين‪.‬‬

‫عَلَى الْقَادِرِ خرج به العاجز عن النُّطق بالتكبير‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ويجب‬ ‫ولا يعدل لذكر غيره‪،‬‬ ‫فيترجم وجوبًا بأي لغة شاء‪،‬‬ ‫بالعربية‪،‬‬
‫تعلّمه لنفسه ونحو طفله ولو بالسفر وإن طال إن قدر ووجد مؤن السفر‬
‫ووقت وجوب التَّعلُّم ‪ :‬من الإسلام فيمن طرأ‬ ‫المعتبرة في الحجِّ‪،‬‬
‫ومن البلوغ عند «م ر»‪،‬‬ ‫وفي غيره من التَّمييز عند «حج»‪،‬‬ ‫إسلامه‪،‬‬
‫والأخرس يحرِّك لسانه به إن قدر؛‬ ‫وكذا غير التكبير من الواجبات‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫وإلا نواه «بشرى» (ص ‪۱۹۸‬‬

‫كمتحركة‬ ‫(قوله ‪ :‬أَوْ مُتَحَرِّكَةٍ بَيْنَ الْكَلِمَتَيْن) زاد في «التحفة»‪:‬‬


‫قبلهما [‪.]١٤/٢‬‬

‫وغاية ما رُوِيَ‬ ‫لَا يَرَاهُ أَحَدٌ مِنَ الْقُرَّاءِ ولو بوجه شاذ‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٢٤٨‬‬

‫وَلَا ضَمُّ الرَّاءِ‪.‬‬ ‫وَهِيَ سَكْتَةُ التَنفُسِ ‪-‬‬ ‫كَلِمَتَيْهِ ‪-‬‬


‫دَخَلَ فِيْهَا بِالْوِتْرِ‬ ‫فَرْعُ ‪ :‬لَوْ كَبَّرَ مَرَّاتٍ نَاوِيًا الافْتِتَاحَ بِكُلِّ‪:‬‬
‫وَخَرَجَ مِنْهَا بِالشَّفْع ؛ لأَنَّهُ لَمَّا دَخَلَ بِالأُولَى خَرَجَ بِالثَّانِيَةِ؛ لأَنَّ نِيَّةَ‬
‫وَهَكَذَا‪ ،‬فَإِنْ لَمْ يَنْوِ ذَلِكَ وَلَا‬ ‫الافْتِتَاحِ بِهَا مُتَضَمَّنَةٌ لِقَطع الأُوْلَى‪،‬‬
‫تَخَلَّلَ مُبْطِلٍّ كَإِعَادَةِ لَفْظِ النِّيَّةِ ؛ فَمَا بَعْدَ الأُوْلَى ذِكْرٌ لَا يُؤَكِّرُ‪.‬‬
‫(وَيَجِبُ إِسْمَاعُهُ) أَيْ ‪ :‬التَّكْبِيرِ ‪( -‬نَفْسَهُ) إِنْ كَانَ صَحِيْحَ السَّمْعِ‬
‫وَلَا عَارِضَ مِنْ نَحْوِ لَغَطِ ‪( ،‬كَسَائِرِ رُكْنٍ قَوْلِيّ) مِنَ الْفَاتِحَةِ وَالتَّشَهُدِ‬
‫وَالسَّلَامِ‪ ،‬وَيُعْتَبَرُ إِسْمَاعُ الْمَنْدُوبِ الْقَوْلِيَ لِحُصُوْلِ السُّنَّةِ‪.‬‬
‫التَّكْبِيرِ ؛ خُرُوْجًا مِنْ خِلَافِ مَنْ أَوْجَبَهُ‪.‬‬ ‫(وَسُنَّ جَزْمُ رَائِهِ) أَيْ ‪:‬‬
‫جَهْرٍ بِهِ لإِمَام كَسَائِرِ تَكْبِيرَاتِ الانْتِقَالَاتِ‪.‬‬
‫(وَرَفْعُ كَفَّيْهِ أَوْ إِحْدَاهُمَا إِنْ تَعَشَرَ رَفْعُ الْأُخْرَى‪( ،‬بِكَشْفِ) أَيْ‪:‬‬
‫وَمَعَ تَفْرِيْقِ أَصَابِعِهِمَا تَفْرِيقًا وَسَطًا‪،‬‬ ‫وَيُكْرَهُ خِلَافُهُ‪،‬‬ ‫مَعَ كَشْفِهِمَا‪،‬‬
‫بِحَيْثُ تُحَاذِي أَطْرَافُ أَصَابِعِهِ أَعْلَى‬ ‫مُقَابِلَ (مَنْكِبَيْهِ)‪،‬‬ ‫(حَذْوَ) أَيْ ‪:‬‬
‫وَرَاحَتَاهُ مَنْكِبَيْهِ؛ لِلاتِّباع [البخاري رقم‪:‬‬ ‫وَإِبْهَامَاهُ شَحْمَتَيْ أُذُنَيْهِ‪،‬‬ ‫أُذُنَيْهِ‪،‬‬
‫جَمِيْعِ تَكْبِيْرِ (تَحَرُّم)‪،‬‬ ‫وَهَذِهِ الْكَيْفِيَّةُ تُسَنُّ (مَعَ)‬ ‫مسلم رقم ‪]۳۹۰( :‬‬ ‫‪،٧٣٥‬‬
‫وَيُنْهِيْهِمَا مَعًا ‪( ،‬وَ) مَعَ (رُكُوْعِ)؛ لِلاتِّبَاعِ الْوَارِدِ مِنْ‬ ‫بِأَنْ يَقْرُنَهُ بِهِ ابْتِدَاءً‪،‬‬
‫إلى ‪( ،]٤٠٤‬وَرَفْعِ‬ ‫طرُقٍ كَثِيرَةٍ [انظره والذي بعده في‪« :‬التلخيص الحبير»‬

‫وغاية ما‬ ‫ستُ حركات عن ثلاث ألفات لا غير‪،‬‬ ‫في غير الشاذ‪:‬‬
‫يُرْوَى في الشَّاذُ ‪ :‬أربع عشرة حركة عن سبع ألفات‪ .‬وفي «ع ش‪:‬‬
‫ألفات‪،‬‬
‫سبع‬ ‫غاية مقدار ما نُقِلَ عنهم ‪ -‬على ما نَقَلَهُ ابن حجر ‪:‬‬
‫‪.]٤٦٠/١‬‬ ‫وهو على التقريب‪ .‬اهـ [على «النهاية»‬ ‫وتقدر كل ألف بحركتين‪،‬‬
‫‪٢٤٩‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫مِنْهُ) أَيْ ‪ :‬مِنَ الرُّكُوعِ (وَ) رَفْعِ مِنْ تَشَهدِ أَوَّلَ)؛ لِلاتِّباع فِيْهِمَا‪.‬‬
‫(وَوَضْعُهُمَا تَحْتَ صَدْرِهِ وَفَوْقَ سُرَّتِهِ؛ لِلاتِّبَاعِ [انظر‪« :‬التلخيص‬
‫وَرَدُّهُمَا مِنَ الرَّفْعِ‬ ‫وما بعدها)‪ ،‬آخِذَا) بِيَمِيْنِهِ كُوْعَ يَسَارِهِ)‪،‬‬ ‫الحبير»‬
‫إِلَى تَحْتِ الصَّدْرِ أَوْلَى مِنْ إِرْسَالِهِمَا بِالْكُلِّيَّةِ‪ ،‬ثُمَّ اسْتِثْنَافِ رَفْعِهِمَا إِلَى‬
‫تَحْتِ الصَّدْرِ‪.‬‬

‫يَنْبَغِي أَنْ يَنْظُرَ قَبْلَ الرَّفْعِ‬ ‫وَاعْتَمَدَهُ غَيْرُهُ ‪-‬‬ ‫قَالَ الْمُتَوَلِّي ‪-‬‬
‫وَالتَّكْبِيْرِ إِلَى مَوْضِعِ سُجُوْدِهِ‪ ،‬وَيُطْرِقَ رَأْسَهُ قَلِيْلًا ثُمَّ يَرْفَعَ [انظر‪« :‬أسنى‬
‫‪.]٤٦٤/١‬‬ ‫‪١٤٥/١‬؛ (النهاية»‬ ‫المطالب»‬

‫قِيَامُ) قَادِرٍ عَلَيْهِ بِنَفْسِهِ أَوْ بِغَيْرِهِ (فِي فَرْضِ) وَلَوْ‬ ‫ثَالِثُهَا‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫عِظَامِهِ الَّتِي‬ ‫بِنَصْبِ فَقَارِ ظَهْرِهِ أَيْ ‪:‬‬ ‫مَنْذُوْرًا أَوْ مُعَادًا وَيَحْصُلُ الْقِيَامُ ‪:‬‬
‫وَيُكْرَهُ‬ ‫وَلَوْ بِاسْتِنَادٍ إِلَى شَيْءٍ بِحَيْثُ لَوْ زَالَ لَسَقَطَ‪،‬‬ ‫مَفَاصِلُهُ‪،‬‬ ‫هي‬

‫الاسْتِنَادُ ‪ ،‬لَا بِانْحِنَاءٍ إِنْ كَانَ أَقْرَبَ إِلَى أَقَلِّ الرُّكُوعِ إِنْ لَمْ يَعْجِزْ عَنْ‬
‫تَمَامِ الانْتِصَابِ‪.‬‬

‫والرفع من‬ ‫للاتِّبَاع فِيْهِمَا) أي‪ :‬في الرَّفع من الركوع‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وقيَّده‬ ‫الرَّفع من القيام من السجود‪،‬‬ ‫التشهد الأول‪ .‬وزاد بعضهم ‪:‬‬
‫وقد‬ ‫بمن قام من جلسة الاستراحة‪،‬‬ ‫كما قاله الشَّرْقَاوِيُّ ‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بعضهم‬

‫وشمول بعض‬ ‫وذكرت صحة الحديث به‪،‬‬ ‫بينت ذلك في الأصل‪،‬‬


‫نصوص الشافعي له‪ .‬اهـ «بشرى» [ص ‪.]٢١٧‬‬
‫فإن وقف‬ ‫أي‪:‬‬ ‫معطوف على بِنَصْبِ»‪،‬‬ ‫لَا بِالْحِنَاءٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫تحقيقا في‬ ‫مُنْحَنِيًا لأمامه أو خلفه‪ ،‬بأن يصير إلى أقل الركوع أقرب‪،‬‬
‫بحيث لا يسمى‬ ‫الأولى وتقديرًا في الثانية‪ ،‬أو مائلا ليمينه أو يساره‪،‬‬
‫ما لو‬ ‫ويقاس بذلك‪:‬‬ ‫لم يصح؛ لتركه الواجب بلا عذر‪،‬‬ ‫قائمًا عُرْفًا ‪:‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٢٥٠‬‬

‫(وَلِعَاجِزِ شَقَّ عَلَيْهِ قِيَامٌ ‪ -‬بِأَنْ لَحِقَهُ بِهِ مَشَقَّةٌ شَدِيْدَةٌ بِحَيْثُ لَا‬
‫تُحْتَمَلُ عَادَةً؛ وَضَبَطَهَا الإِمَامُ بِأَنْ تَكُوْنَ بِحَيْثُ يَذْهَبُ مَعَهَا خُشُوْعُهُ ‪-‬‬
‫وَسَلِسٍ‬ ‫كَرَاكِبٍ سَفِيْنَةٍ خَافَ نَحْوَ دَوَرَانِ رَأْسِ إِنْ قَامَ‪،‬‬ ‫(صَلَاةٌ قَاعِدًا)‬
‫لَا يَسْتَمْسِكُ حَدَثُهُ إِلَّا بِالْقُعُوْدِ ‪..‬‬
‫وَيَنْحَنِي الْقَاعِدُ لِلرُّكُوعِ بِحَيْثُ تُحَاذِي جَبْهَتُهُ مَا قُدَّامَ رُكْبَتَيْهِ‪.‬‬
‫تَجُوْزُ لِمَرِيضِ أَمْكَنَهُ الْقِيَامُ بِلَا مَشَقَّةٍ لَوِ‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫فَرْعُ ‪:‬‬

‫زال اسم القعود الواجب‪ ،‬بأن يصير إلى أقلّ ركوع القاعد أقرب فيما‬
‫وما بعدها] قال في بشرى الكريم ‪ :‬فإن لم يقدر‬ ‫يظهر‪« .‬تحفة» [‪٢٢١/٢‬‬
‫ويلزمه زيادة انحناء لركوعه إن‬ ‫وقف مُنْحَنِيَّا‪،‬‬ ‫على القيام إِلَّا مُنْحَنِيا ‪:‬‬
‫قدر؛ وإلا ميز كلا من القيام والرُّكوع والاعتدال بالنية‪ .‬اهـ [ص ‪.]٢٠٠‬‬
‫جَرَى عليه في «المغني»‬ ‫بِحَيْثُ يَذْهَبُ مَعَهَا خُشُوْعُهُ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫قال في «بشرى‬ ‫تَبَعًا للشَّهاب الرَّملي‪.‬‬ ‫وما بعدها]‬ ‫و«النهاية» [‪٤٦٨/١‬‬
‫فرجّح‬ ‫وخالفهم «حج»‬ ‫لكريم ‪ :‬بل قال الشَّرْقَاوِيُّ ‪ :‬أو كماله ص ‪.]٢٠٠‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫في «التحفة» عدم الاكتفاء بمجرد ذهاب الخشوع [‪٢٣/٢‬‬
‫فهو أن تُحاذِي‬ ‫وأما أكمله‪:‬‬ ‫هذا أقلُّه‪،‬‬ ‫(قوله ‪ :‬مَا قُدَّامَ رُكْبَتَيْهِ)‬
‫جبهته موضع سجوده‪« .‬تحفة» [‪.]٢٥/٢‬‬

‫إن‬ ‫ولو قال له طبيب ثقة‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫تَجُوْزُ لِمَرِيضِ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫كَمَاء ‪ -‬فَلَهُ ترك‬ ‫وبعينه مرض ‪ -‬أي ‪:‬‬ ‫صليت مستلقيا أمكن مداواتك‪،‬‬
‫أو كان هو عارفًا‪.‬‬ ‫ولو كان المخبر عدل رواية فيما يظهر‪،‬‬ ‫القيام‪،‬‬
‫إلخ‪ .‬قال‬ ‫نهاية) [‪ .]٤٦٦/١‬وكذا في المغني» إلّا قوله ولو كان ‪...‬‬
‫‪:‬‬

‫ع ش‪ :‬قول م ر فَلَهُ ترك القيام ‪:‬أي ولا إعادة عليه‪ .‬اهـ [عليها‬
‫‪.[٤٦٦/١‬‬
‫‪٢٥١‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫الصَّلَاةُ‬ ‫انْفَرَدَ‪ ،‬لَا إِنْ صَلَّى فِي جَمَاعَةٍ‪ ،‬إِلَّا مَعَ جُلُوسِ فِي بَعْضِهَا‪،‬‬
‫وَكَذَا إِذَا قَرَأَ‬ ‫مَعَهُمْ مَعَ الْجُلُوسِ فِي بَعْضِهَا وَإِنْ كَانَ الأَفْضَلُ الانْفِرَادَ‪،‬‬
‫جَازَ لَهُ قِرَاءَتُهَا مَعَ‬ ‫أَوْ وَالسُّوْرَةَ قَعَدَ فِيْهَا‪،‬‬ ‫الْفَاتِحَةَ فَقَط لَمْ يَقْعُدْ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫انتهى [«التحفة»‬ ‫الْقُعُوْدِ وَإِنْ كَانَ الأَفْضَلُ تَرْكَهَا‪.‬‬

‫وَالْأَفْضَلُ لِلْقَاعِدِ الْافْتِرَاسُ‪ ،‬ثُمَّ التَّرَبُّعُ‪ ،‬ثُمَّ التَّوَرُّكُ‪.‬‬

‫صَلَّى مُضْطَجِعًا عَلَى جَنْبِهِ‪،‬‬ ‫فَإِنْ عَجَزَ عَن الصَّلَاةِ فَاعِدًا ‪:‬‬
‫وَيُكْرَهُ عَلَى الْجَنْبِ الْأَيْسَرِ بِلَا‬ ‫مُسْتَقْبِلًا لِلْقِبْلَةِ بِوَجْهِهِ وَمُقَدَّمِ بَدَنِهِ‪،‬‬

‫(قوله ‪ :‬إِلَّا مَعَ جُلُوْسٍ فِي بَعْضِهَا صادق بما إذا كان في ركعة‬
‫وقعد في أخرى‪ ،‬وبما إذا جَمَعَ بين القيام والقعود في كل ركعة‪،‬‬
‫وحينئذ فهل يتخير بين تقديم أيهما شاء‪ ،‬أو يتعين تقديم القيام في‬
‫الصُّورة الثَّانية؟ ثُمَّ إذا قعد فعند الركوع هل يركع من قعود أو يرتفع إلى‬
‫حد الرَّاكع ثُمَّ يعتدل ثُمَّ يهوي للسُّجود‪ ،‬أو ينتصب قائمًا ثُمَّ يهوي‬
‫والأقرب إلى‬ ‫للركوع؟ ويأتي نظير هذا التَّردُّد في مسألة الصُّورة الآتية‪،‬‬
‫كلامهم عدم لزوم ذلك‪ ،‬بل يركع من قعود بَصْرِي» على «التحفة»‬
‫على «التحفة» [‪.]٢٠/٢‬‬ ‫ويأتي عنه خلافه‪ .‬اهـ عبد الحميد»‬ ‫‪.]١٣٨/١‬‬
‫جاز له الصَّلاة‬ ‫حيث لم يقل‪:‬‬ ‫قَرَاءَتُهَا مَعَ الْقُعُوْدِ فيه‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫تصريح بأنّه إنما يقعد عند العجز لا مطلقا‪ ،‬فإذا كان يقدر‬ ‫مع القعود‪،‬‬
‫على القيام إلى قدر الفاتحة ثُمَّ يعجز قدر السُّورة قام إلى تمام‬
‫وهكذا‪« .‬سم»‬ ‫الفاتحة‪ ،‬ثُمَّ قعد حال قراءة السُّورة‪ ،‬ثُمَّ قام للركوع‪،‬‬
‫اهـ‬ ‫قابل للمنع‪.‬‬ ‫إلخ‪،‬‬ ‫تصريح ‪...‬‬ ‫على «حج»‪ .‬اهـ ع ش‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫عبد الحميد» على «التحفة» [‪.]٢١/٢‬‬

‫كما قال به‬ ‫أي صدره ـ وجوبا‪،‬‬ ‫بِوَجْهِهِ وَمُقَدَّم بَدَنِهِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٢٥٢‬‬
‫‪Pos‬‬

‫وَيَجِبُ أَنْ يَضَعَ تَحْتَ‬ ‫فَمُسْتَلْقِيًا عَلَى ظَهْرِهِ وَأَخْمَصَاهُ إِلَى الْقِبْلَةِ‪،‬‬ ‫عُذْرٍ‪،‬‬
‫رَأْسِهِ نَحْوَ مِخَدَّةٍ لِيَسْتَقْبِلَ بِوَجْهِهِ الْقِبْلَةَ‪ ،‬وَأَنْ يُوْمِي إِلَى صَوْبِ الْقِبْلَةِ‬
‫وَبِالسُّجُوْدِ أَخْفَضُ مِنَ الإِيْمَاءِ إِلَى الرُّكُوعِ إِنْ عَجَزَ‬ ‫رَاكِعًا وَسَاجِدًا‪،‬‬
‫أَجْرَى‬ ‫فَإِنْ عَجَزَ ‪:‬‬ ‫أَوْمَاً بِأَجْفَانِهِ‪،‬‬ ‫فَإِنْ عَجَزَ عَنِ الإِيْمَاءِ بِرَأْسِهِ ‪:‬‬ ‫عَنْهُمَا‪،‬‬
‫أَفْعَالَ الصَّلَاةِ عَلَى قَلْبِهِ‪ ،‬فَلَا تَسْقُطُ عَنْهُ الصَّلَاةُ مَا دَامَ عَقْلُهُ ثَابِتا‪.‬‬

‫كذا‬ ‫«التحفة» بعده‪:‬‬ ‫وفي‬ ‫شيخ الإسلام والمغني» و«المنهج القويم»‪.‬‬


‫وفي وجوب استقبالها بالوجه هنا دون القيام والقعود نظر‪،‬‬ ‫قالوه‬
‫عدم وجوبه؛ إذ لا فارق بينهما ؛ لإمكان الاستقبال بالمقدم‬ ‫وقياسهما ‪:‬‬
‫وتسميته مع ذلك مستقبلا في الكلِّ بمقدم بدنه‪ .‬اهـ [‪.]٢٥/٢‬‬ ‫دونه‪،‬‬
‫ومال فيها في المستلقي إلى أنه إذا لم يمكنه الرفع إلا بقدر استقبال‬
‫وجهه؛ وجب‪ ،‬وإن أمكن أن يستقبل بمقدَّم بدنه؛ لم يجب بالوجه‬
‫‪.]١٥٧/١‬‬ ‫وانظر‪« :‬الوسطى»‬ ‫الصُّغرى»‪،‬‬ ‫كذا قال الكُرْدِيُّ في‬

‫برأسه‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وَأَنْ يُوْمِئَ إِلَى صَوْب الْقِبْلَةِ)‬ ‫( قوله ‪:‬‬

‫(قوله ‪ :‬أَوْمَاً بِأَجْفَانِهِ ولا يجب هنا إيماء للسجود أخفض‪ ،‬كما‬
‫أيضًا ‪-‬‬ ‫واقتضاه كلام «الإيعاب»‬ ‫«التحفة» و«شَرْحَيْ الإرشاد‪،‬‬ ‫في‬

‫وتَبِعَهُ‬ ‫والجمال الرَّملي في «النّهاية» ؛ ونَظَرَ فيه «سم وَاعْتَمَدَ وجوبه‪،‬‬


‫وَهُوَ قوي‬ ‫قال في «الصُّغرى»‪:‬‬ ‫الْقَلْيُوْبِيُّ وغيره‪ .‬اهـ «وسطى» [‪.]١٥٧/١‬‬
‫مَدْرَكًا وقياسًا‪.‬‬

‫وعند الإمام أبي حنيفة والإمام‬ ‫إلخ)‬ ‫فَلَا تَسْقُطُ عَنْهُ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫قال الإمام‬ ‫إذا عجز عن الإيماء برأسه ؛ سقطت عنه الصَّلاة‪،‬‬ ‫مالك ‪:‬‬
‫على «شرح‬ ‫أفاده الْبُجَيْرِمِيُّ عن «شرح م ر»‬ ‫مالك ‪ :‬فلا يعيد بعد ذلك‪.‬‬
‫‪.]١٩٣/١‬‬ ‫المنهج»‬
‫‪٢٥٣‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَإِنَّمَا أَخَرُوا الْقِيَامَ عَنْ سَابِقَيْهِ‪ ،‬مَعَ تَقَدُّمِهِ عَلَيْهِمَا ؛ لأَنَّهُمَا رُكْنَانِ‬
‫وَهُوَ رُكْنٌ فِي الْفَرِيضَةِ فَقَط‪.‬‬ ‫حَتَّى فِي النَّفْلِ‪،‬‬

‫قال سيدنا الإمام السيّد عبد الله بن الحسين في آخر «رسالته‬


‫العَلَوِيَّة» ‪:‬‬

‫والعياذ‬ ‫فإن اشتدَّ بالمريض المرض وخشينا أن يترك الصلاة ‪-‬‬


‫فلا بأس أن يقلد الإمامين المذكورين ويؤديها‬ ‫رأسًا ‪:‬‬ ‫بالله تعالى ‪-‬‬
‫كذلك وإن فقدت بعض الشروط‪.‬‬

‫فلننقل حاصل ما ذكره العلامة الشيخ محمد بن خاتم‬ ‫وحينئذٍ ‪:‬‬


‫حيث قال في آخر رسالة له في ذلك(‪:)١‬‬ ‫عنهما في ذلك‪،‬‬
‫خَاتِمَةٌ في بيان الحاصل ممَّا تقدَّم من النصوص التي نقلناها في‬
‫هذه الرسالة ‪:‬‬

‫فمذهب الإمام أبي حنيفة رحمهالله ‪ :‬أنَّ المريض إذا عجز عن‬
‫فإن صح بعد أن‬ ‫فلا يؤمر بها‪،‬‬ ‫الإيماء برأسه ؛ جاز له ترك الصَّلاة‪،‬‬
‫ترك أكثر من خمس صلوات؛ فلا قضاء عليه؛ لسقوطها عنه حينئذ في‬
‫وليلة ؛‬ ‫يوم‬ ‫وإن كانت أقل من صلاة‬ ‫وعليه الفتوى‪،‬‬ ‫ظاهر الرواية‪،‬‬
‫وإن مات قبل القدرة على الصَّلاة بالإيماء؛‬ ‫‪،‬‬
‫فيجب عليه القضاء‬
‫وأمَّا إذا عجز عن فعل شرائط الصَّلاة بنفسه وقدر‬ ‫سقطت عنه مطلقًا‪،‬‬
‫أنه يفترض عليه‬ ‫عليها بغيره ؛ فظاهر المذهب ـ وهو قول الصاحبين ‪:-‬‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬لا يفترض عليه ذلك ؛ لأنَّ عنده المكلف لا‬ ‫ذلك‪،‬‬

‫رسالة في أحكام صلاة المريض على مذهبي الإمامين الجليلين أبي‬ ‫واسمها ‪:‬‬ ‫(‪) ۱‬‬
‫حنيفة النعمان ومالك بن أنس رحمهما الله تعالى مطبوعة بتحقيق الأستاذ‬
‫فيصل بن عبد الله الخطيب‪[ .‬عمار]‪.‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفي المعين‬ ‫‪٢٥٤‬‬

‫فَيَجُوْزُ لَهُ أَنْ يُصَلِّيَ النَّفْلَ قَاعِدًا وَمُضْطَجِعًا مَعَ الْقُدْرَةِ‬ ‫كَمُتَنَفْلِ)‪،‬‬

‫رحمه الله تعالى‬ ‫البحر»‬ ‫كما أوضحه صاحب‬ ‫يعد قادرًا بقدرة غيره‪،‬‬
‫في الحاصل المتقدم‪.‬‬
‫وعليه ‪ :‬لو تيمم العاجز عن الوضوء بنفسه أو صلّى بالنَّجاسة أو‬
‫إلى غير القبلة مع وجود من يوضّئه أو يزيل النَّجاسة أو يحوّله للقبلة‬
‫وعند الصَّاحبين ـ وهو ظاهر‬ ‫صحت صلاته‪،‬‬ ‫ولم يأمره بذلك‪:‬‬
‫وهذا إذا لم‬ ‫لا تصح صلاته ؛ لأنَّ آلة غيره صارت كالته‪،‬‬ ‫المذهب ‪-‬‬
‫فإن لحقته بفعل الغير عنه أو كانت النَّجاسة‬ ‫تلحقه مشقة بفعل غيره‪،‬‬
‫كما في عبارتي «البحر»‬ ‫تخرج منه دائما ؛ صحت صلاته مطلقًا‪،‬‬
‫و«الدرر المتقدمتين‪.‬‬

‫وأما مذهب الإمام مالك رحمهالله ‪ :‬إذا عجز عن الإيماء برأسه‬


‫وصار بحالة لا يقدر معها إلا على الإيماء بالطَّرف ونحوه أو بإجراء‬
‫الأركان على القلب؛ فلا نصّ صريحًا في وجوب الصلاة ولا عدمه‪،‬‬
‫الوجوب كما قال الإمامان الْمَازَرِي وابن بشير‬ ‫ولكن مقتضى مذهبه ‪:‬‬
‫وهو أحوط‪.‬‬ ‫رحمهما الله تعالى‪،‬‬

‫فالمعتمد من مذهبه ‪:‬‬ ‫وأما حكم الشروط عنده رحمه الله تعالى ‪:‬‬
‫فيعيد من صلى‬ ‫أنَّ طهارة الخبث عن ثوب المصلي وبدنه ومكانه سُنَّةٌ‪،‬‬
‫فإذا خرج‬ ‫بها عالِمًا قادرًا على إزالتها استحبابًا ما دام الوقت باقيًا‪،‬‬
‫فإن عجز عن استعمال الماء من‬ ‫فلا يعيد ؛ وأمَّا طهارة الحدث ‪:‬‬

‫وكذا إن‬ ‫خوف حدوث مرض أو زيادته أو تأخّر بُرْءٍ ؛ جاز له التَّيمم‪،‬‬
‫فيباح له‬ ‫لكن عُدِمَ من يناوله إيَّاه ولو بأجرة‪،‬‬ ‫لم يخف شيئًا ممَّا ذُكر ‪،‬‬
‫وإذا عجز عن الماء‬ ‫التَّيمم على التفصيل المتقدم ولا قضاء عليه‪،‬‬
‫أو لعدم القدرة على استعمالها بنفسه‬ ‫إمَّا لعدمهما‪،‬‬ ‫والصعيد ‪-‬‬
‫‪٢٥٥‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَيَلْزَمُ الْمُضْطَجِعَ الْقُعُوْدُ لِلرُّكُوْعِ وَالسُّجُوْدِ‪ ،‬أَمَّا‬ ‫عَلَى الْقِيَامِ أَوِ الْقُعُوْدِ‪،‬‬
‫مُسْتَلْقِيًا ‪ :‬فَلَا يَصِحُ مَعَ إِمْكَانِ الاضْطِجَاعِ‪.‬‬
‫وَفِي الْمَجْمُوع»‪ :‬إِطَالَةُ الْقِيَام أَفْضَلُ مِنْ تَكْثِيرِ الرَّكَعَاتِ [‪٣٧٠/٣‬‬
‫تَطْوِيلُ السُّجُوْدِ أَفْضَلُ مِنْ تَطْوِيْلِ‬ ‫‪ /‬وما بعدها]‪ .‬وَفِي الرَّوْضَةِ ‪:‬‬ ‫‪٣‬‬
‫و‪١٦٦‬‬
‫الرُّكُوع [‪.]٢٣٤/١‬‬

‫رَابِعُهَا ‪( :‬قِرَاءَةُ فَاتِحَةٍ كُلَّ رَكْعَةٍ فِي قِيَامِهَا ؛ لِخَبَرِ الشَّيْخَيْنِ ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ) [البخاري رقم‪٧٥٦ :‬؛ مسلم رقم‪:‬‬
‫فِي كُلِّ رَكْعَةٍ‪.‬‬ ‫‪ ]٣٩٤‬أَيْ ‪:‬‬

‫(إِلَّا رَكْعَةَ مَسْبُوْقٍ فَلَا تَجِبُ عَلَيْهِ فِيْهَا حَيْثُ لَمْ يُدْرِكْ زَمَنًا يَسَعُ‬

‫وما‬ ‫ص ‪١٥٣‬‬ ‫انتهى‬ ‫ويسقط عنه قضاؤها‪.‬‬ ‫؛ سقطت الصَّلاة عنه‪،‬‬ ‫وبغيره‬
‫وهي مطبوعة ضمن مجموع ضخم]‪.‬‬ ‫بعدها من «الرسالة العلوية‪،‬‬

‫ليأتي بهما تامين‪« .‬ع ش» [على‬ ‫الْقُعُوْدُ لِلرُّكُوعِ وَالسُّجُوْدِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وانظر حكم الجلوس بين السجدتين هل يقعد له أو‬ ‫النهاية ‪.]٤٧١/١‬‬
‫ويكفيه‬ ‫ثُمَّ رأيت في «الإيعاب»‪:‬‬ ‫يكفيه الاضطجاع فيه؟ تأمَّل‪،‬‬
‫على‬ ‫شَوْبَرِي»‪« .‬بُجَيْرِمِي»‬ ‫الاضطجاع بين السجدتين وفي الاعتدال‬
‫‪.]١٩٣/١‬‬ ‫شرح المنهج»‬

‫الكلام في‬ ‫أَفْضَلُ مِنْ تَكْثِيْرِ الرَّكَعَاتِ قال «ع ش»‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فالمحافظة على العدد‬ ‫كالرواتب والوتر ‪-‬‬ ‫أمَّا غيره ‪-‬‬ ‫النفل المطلق‪،‬‬
‫ففعل الوتر إحدى عشرة في الزمن القصير أفضل‬ ‫المطلوب فيه أفضل‪،‬‬
‫من فعل ثلاثة ـ مثلًا ‪ -‬في قيام يزيد على زمن ذلك العدد؛ لكون‬
‫‪.]٤٧٢/١‬‬ ‫العدد فيما ذُكر بخصوصه مطلوبًا للشارع‪ .‬اهـ [على «النهاية»‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٢٥٦‬‬

‫الْفَاتِحَةَ مِنْ قِيَامِ الإِمَامِ وَلَوْ فِي كُلِّ الرَّكَعَاتِ؛ لِسَبْقِهِ فِي الْأَوْلَى‪،‬‬
‫وَتَخَلَّفِ الْمَأْمُوْمَ عَنْهُ بِرَحْمَةٍ أَوْ نِسْيَانٍ أَوْ بُطْءٍ حَرَكَةٍ‪ ،‬فَلَمْ يَقُمْ مِنَ‬
‫فَيَتَحَمَّلُ الإِمَامُ الْمُتَطَهِّرُ‬ ‫السُّجُوْدِ فِي كُلِّ مِمَّا بَعْدَهَا إِلَّا وَالإِمَامُ رَاكِعٌ‪،‬‬
‫فِي غَيْرِ الرَّكْعَةِ الزَّائِدَةِ الْفَاتِحَةَ أَوْ بَقِيَّتَهَا عَنْهُ وَلَوْ تَأَخَّرَ مَسْبُوْقٌ‬

‫ويتصوَّر سقوط‬ ‫عبارة «المغني»‪:‬‬ ‫وَلَوْ فِي كُلِّ الرَّكَعَاتِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫بسببه‬ ‫أيضًا ـ في كلّ موضع حصل للمأموم فيه عذر تخلف‬ ‫الفاتحة ‪-‬‬
‫فيتحمل عنه‬ ‫عن الإمام بأربعة أركان طويلة وزال عذره والإمام راكع‪،‬‬
‫الفاتحة‪ ،‬كما لو كان بطيء القراءة‪ ،‬أو نسي أنَّه في الصَّلاة‪ ،‬أو امتنع‬
‫من السجود بسبب زحمة أو شكٍّ بعد ركوع إمامه في قراءته الفاتحة‬
‫فتخلَّف لها ؛ نبه على ذلك الإِسْنَوِيُّ معترضًا به على الحصر في ركعة‬
‫اهـ [‪.]٣٥٤/١‬‬ ‫المسبوق‪.‬‬

‫بأن أدرك الإمام في ركوع الأولى فسقطت‬ ‫بِزَحْمَةٍ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ثُمَّ حصل له زحمة عن السجود فيها فتمكّن‬ ‫عنه الفاتحة لكونه مسبوقا ‪،‬‬
‫ثُمَّ قام من السجود ووجده‬ ‫منه قبل أن يركع الإمام في الثانية فأتى به ‪،‬‬
‫على «النهاية»‬ ‫زَيَّادِي ‪ .‬اهـ «ع ش»‬ ‫وهكذا ؛ تأمَّل‪.‬‬ ‫راكعًا في الثَّانية‪،‬‬
‫‪.[٤٧٨/١‬‬

‫للصَّلاة أو قراءة الفاتحة‪ ،‬أو للشَّك‬ ‫(قوله‪ :‬أَوْ نِسْيَانٍ أي ‪:‬‬


‫على «التحفة» [‪.]٣٥/٢‬‬ ‫اهـ‪« .‬ع ح»‬ ‫فيها‪.‬‬
‫على «التحفة»‬ ‫أو قراءة‪« .‬حميد»‬ ‫أَوْ يُطْءِ حَرَكَةٍ أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫]‪.[٣٥/٢‬‬

‫الأُوْلَى ‪.‬‬ ‫(قوله ‪ :‬مِمَّا بَعْدَهَا) أي ‪:‬‬


‫وخرج بذلك ‪ :‬ما إذا‬ ‫الْمُتَطَهِّرُ فِى غَيْرِ الرَّكْعَةِ الزَّائِدَةِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪٢٥٧‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫لإِثْمَامِ الْفَاتِحَةِ فَلَمْ يُدْرِكِ الإِمَامَ إِلَّا وَهُوَ مُعْتَدِلٌ ؛‬ ‫‪ -‬لَمْ يَشْتَغِلْ بِسُنَّةِ ‪-‬‬
‫لَغَتْ رَكْعَتُهُ‪.‬‬

‫فَإِنَّهَا آيَةٌ مِنْهَا ؛ لأَنَّهُ ﷺ‬ ‫مَعَ قِرَاءَةِ الْبَسْمَلَةِ‪،‬‬ ‫(مَعَ بَسْمَلَةٍ أَيْ‪:‬‬
‫إلى‬ ‫التلخيص الحبير»‬ ‫وَعَدَّهَا آيَةٌ مِنْهَا [انظر‪:‬‬ ‫قَرَأَهَا ثُمَّ الْفَاتِحَةَ‪،‬‬
‫وَكَذَا مِنْ كُلِّ سُوْرَةٍ غَيْرِ بَرَاءَةَ‪.‬‬ ‫‪،]٤٢٢‬‬

‫أَرْبَعَ عَشْرَةَ؛ لأَنَّ الْحَرْفَ‬ ‫وَهِيَ ‪:‬‬ ‫مَعَ تَشْدِيْدَاتٍ فِيْهَا‪،‬‬ ‫(وَ)‬
‫بَطَلَ مِنْهَا حَرْفٌ‪.‬‬ ‫فَإِذَا خُفِّفَ ‪:‬‬ ‫الْمُشَدَّدَ بِحَرْفَيْن مِنْهَا ‪،‬‬

‫بِلَا‬ ‫مَلِكِ‬ ‫وَهِيَ عَلَى قِرَاءَةِ‬ ‫مَعَ (رِعَايَةِ حُرُوْفٍ فِيْهَا‪،‬‬ ‫(وَ)‬
‫مِئَةٌ وَخَمْسَةٌ‬ ‫وَمَعَ تَشْدِيْدَاتِهَا‪:‬‬ ‫مِئَةٌ وَوَاحِدٌ وَأَرْبَعُوْنَ حَرْفًا‪،‬‬ ‫أَلِفٍ‪:‬‬
‫وَخَمْسُونَ حَرْفًا‪.‬‬

‫فإنَّه‬ ‫تبيَّن للمسبوق أنَّ إمامه كان مُحْدِثًا قبل القدوة أو في ركعة زائدة‪،‬‬
‫لا يتحمل عنه الفاتحة ويجب عليه أن يأتي بركعة‪.‬‬

‫فَلَهُ حُكْمٌ‬ ‫ما إذا اشتغل بها‪،‬‬ ‫لَمْ يَشْتَغِلْ بِسُنَّةٍ خرج به ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫يأتي في صلاة الجماعة‪.‬‬
‫تكره في أولها وتندب في‬ ‫غَيْرِ بَرَاءَةَ قال الْقَلْيُوْبِيُّ ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وقال ابن حجر والخطيب وابن عبد الحَقِّ‪:‬‬ ‫أثنائها عند شيخنا الرملي‪،‬‬
‫تحرم في أولها وتكره في أثنائها وتندب في أثناء غيرها اتفاقًا‪ .‬اهـ‬
‫‪،‬‬ ‫‪.‬‬

‫«وسطى» [‪.]١٥٨/١‬‬

‫وبطلت صلاته إن غَيَّرَ المعنى‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫بَطَلَ مِنْهَا حَرْفٌ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫محله‪.‬‬
‫كما سيأتي بيانه في‬ ‫وَعَلِمَ وتَعَمَّدَ ؛ كتخفيف ﴿إِيَّاكَ‬
‫التحفة»‪ :‬هو مبني على‬ ‫في‬ ‫مِثَةٌ وَوَاحِدٌ وَأَرْبَعُوْنَ حَرْفًا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪٢٥٨‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَلَوْ أَبْدَلَ‬ ‫كَمَخْرَجِ ضَادٍ وَغَيْرِهَا‪،‬‬ ‫الْحُرُوفِ‪،‬‬ ‫(وَمَخَارِجِهَا أَيْ‪:‬‬


‫قَادِرٌ أَوْ مَنْ أَمْكَنَهُ التَّعَلَّمُ حَرْفًا بِآخَرَ وَلَوْ ضَادًا بِظَاءٍ‪ ،‬أَوْ لَحَنَ لَحْنًا‬

‫أنَّ الحروف الملفوظ‬ ‫وبيانه‪:‬‬


‫وبيانه‬ ‫أنَّ ما حذف رسما لا يُحسب في العد‪،‬‬
‫بها ولو في حالة كألفات الوصل ‪ :‬مئة وسبعة وأربعون‪ ،‬وقد اتفق أئمة‬
‫وألف بعد لام الجلالة‬ ‫الرَّسم على حذف سِتّ ألفات ألف اسم‪،‬‬
‫فالباقي ما‬ ‫وبعد عين العالمين‪،‬‬ ‫وبعد ميم الرَّحمن ‪،‬مرَّتين‬ ‫مرَّتين‪،‬‬
‫وعليه فهل تعتبر‬ ‫اعتبار اللفظ ‪،‬‬ ‫والحقُ الَّذي لا محيص عنه ‪:‬‬ ‫ذكر‪،‬‬
‫ألفات الوصل نظرًا إلى أنه قد يتلفظ بها في حالة الابتداء أو لا لأنَّها‬
‫فيجب‪ :‬مئة‬ ‫والأوَّل أوجه‪،‬‬ ‫محذوفة من اللفظ غالبًا؟ كلٌّ محتمل‪،‬‬
‫مئة وأحد‬ ‫فالجملة‪:‬‬ ‫وسبعة وأربعون حرفًا غير الشَّدَّات الأربعة عشر ‪،‬‬
‫يلزم على فرض الشَّدَّات كذلك عَدُّ الحرف‬ ‫فإن قُلْتَ‪:‬‬ ‫وستون حرفًا‪،‬‬
‫والرَّاء‬ ‫الواحد مرَّتين؛ لأنَّ لام الرَّحمن ـ مثلًا ـ حُسِبَتْ وحدها‪،‬‬
‫الممتنع حسبانه‬ ‫حُسِبَتْ وحدها‪ ،‬ثُمَّ حُسِبَنَا واحدًا في الشَّدَّة ؛ قُلْتُ ‪:‬‬
‫مرتين من جهة واحدة وما هنا ليس كذلك ؛ لأنَّهما حُسِبَنَا أَوَّلا نظرًا‬
‫وكما حُسِبَتْ ألفات‬ ‫وثانيًا نظرا لعارض الإدغام‪،‬‬ ‫لأصل الفَكِّ‪،‬‬
‫اهـ‬ ‫الوصل نظرًا لبعض الحالات فكذا هذه؛ فتأمَّل ذلك فإنَّه مهم‪.‬‬
‫ملخصا [‪.]٤٧/٢‬‬

‫إلى مقابل الأصح في‬ ‫أشار بـ «لَوْ)‬ ‫وَلَوْ ضَادًا بِظَاءٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫القائل بصحة ذلك؛ لعسر التمييز بين الحرفين على كثير من‬ ‫«المنهاج‬
‫ولو أبدل الصَّاد‬ ‫وجَرَى عليه الْفَخْرُ الرَّازِيُّ‪،‬‬ ‫النَّاس؛ لقرب مخرجهما‪،‬‬
‫أو دالا بمعجمة أو بزاي؛ لم تصح‬ ‫بغير الظاء ؛ لم تصح قراءته ‪،‬قطعًا‪،‬‬
‫خلافًا لِلزَّرْكَشِيِّ‬ ‫ـ أيضًا ـ كما اقتضى كلام الرَّافِعِيّ وغيره الجزم به‪،‬‬
‫بزيادة من «ع ش» [‪.]٤٨١/١‬‬ ‫نهاية»‬ ‫ومن تَبِعَهُ‪.‬‬
‫‪٢٥٩‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫إِيَّاكَ‬ ‫وَكَسْرِ كَافِ‬ ‫أَوْ ضَمِّهَا‪،‬‬ ‫أَنْعَمْتَ‬ ‫يُغَيِّرُ الْمَعْنَى كَكَسْرِ تَاءِ‬
‫فَإِنْ تَعَمَّدَ ذَلِكَ وَعَلِمَ تَحْرِيْمَهُ ؛ بَطَلَتْ صَلَاتُهُ؛ وَإِلَّا فَقِرَاءَتُهُ‪.‬‬ ‫لَا ضَمِّهَا ‪:‬‬
‫نَعَمْ‪ ،‬إِنْ أَعَادَهُ عَلَى الصَّوَابِ قَبْلَ طُوْلِ الْفَصْلِ؛ كَمَّلَ عَلَيْهَا‪ .‬أَمَّا عَاجِزٌ‬
‫لَمْ يُمْكِنْهُ التَّعَلُّمُ ‪ :‬فَلَا تَبْطَلَ قِرَاءَتُهُ مُطْلَقًا‪ ،‬وَكَذَا لَاحِنٌ لَحْنًا لَا يُغَيِّرُ‬
‫حَرُمَ؛ وَإِلَّا كُرِهَ‪.‬‬ ‫لَكِنَّهُ إِنْ تَعَمَّدَ ‪:‬‬ ‫نَعْبُدُ ‪،‬‬ ‫الْمَعْنَى كَفَتْح دَالِ‬

‫وَوَقَعَ خِلَافٌ بَيْنَ الْمُتَقَدِّمِيْنَ وَالْمُتَأَخْرِيْنَ فِي الْهَمْدُ اللَّهِ بِالْهَاءِ‪،‬‬


‫[‬
‫‪١‬‬
‫]‬ ‫وَفِي النُّطْقِ بِالْقَافِ الْمُتَرَدِّدَةِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْكَافِ‪ ،‬وَجَزَمَ شَيْخُنَا‬
‫فِي‬
‫شَرْحِ الْمِنْهَاجِ بِالْبُطْلَانِ فِيْهِمَا ‪ ،‬إِلَّا إِنْ تَعَذَّرَ عَلَيْهِ التَّعَلُمُ قَبْلَ خُرُوجِ‬
‫لَكِنْ جَزَمَ بِالصَّحَّةِ فِي الثَّانِيَةِ شَيْخُهُ زَكَرِيَّا [في‪« :‬أسنى‬ ‫الْوَقْتِ [‪،]٣٧/٢‬‬

‫اعتمده‬ ‫إلخ)‬ ‫لَكِنْ جَزَمَ بِالصِّحَّةِ فِي الثَّانِيَةِ شَيْخُهُ ‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫إن كان الإبدال‬ ‫لكن مع الكراهة نعم‪،‬‬ ‫الخطيب والرَّملي وغيرهم‪،‬‬
‫قراءة شاذة كَـ «أَنْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ؛ لم تبطل صلاته بذلك كما في‬
‫هي ما وراء‬ ‫والشَّاذة‪:‬‬ ‫وسطى» [‪.]١٥٨/١‬‬ ‫التحفة» و«شَرْحَيْ الإرشاد»‪.‬‬
‫وقال الْبَغَوِيُّ‪:‬‬ ‫وهذا ما اعتمده غير واحد تَبَعًا لِلنَّوَوِيِّ وغيره‪،‬‬ ‫السَّبعة‪،‬‬
‫واعتمده الطَّبَلَاوِيُّ‬ ‫وتَبِعَهُ السُّبْكِيُّ وولده التَّاجُ‪،‬‬ ‫هي ما وراء العشرة‪،‬‬
‫وهو المعروف عند أئمَّة القُرَّاء‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫وغيره‪،‬‬
‫‪.[١٥٨/١‬‬

‫اهـ‬ ‫‪.‬‬
‫نَسْتَعِينُ ‪.‬‬ ‫وتحرم وقفة يسيرة بين السِّين والتّاء من‬
‫«فتح» [‪.]١٨٦/١‬‬

‫الرحيم‬ ‫ولا يجوز وصل البسملة بالحمدلة مع فتح ميم‬

‫عمَّار]‪.‬‬ ‫مُتَرَدِّدَةً‪.‬‬ ‫كُتب على هامش القديمة من نُسخة مع التصحيح ‪:‬‬ ‫[‪]١‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٢٦‬‬

‫وَفِي الأَوْلَى الْقَاضِي وَابْنُ الرِّفْعَةِ [في‪« :‬كفاية النَّبيه ‪٣٤/٤‬‬ ‫المطالب ‪،]١٥١/١‬‬
‫إلى ‪.]٣٧‬‬

‫وهذا وإن‬ ‫وما لا فَلَا‪،‬‬ ‫فما وافق المتواترة جَازَ‪،‬‬ ‫إذ القرآن سُنَّة متّبعة‪،‬‬
‫وليس كل ما جاز‬ ‫صح عربيَّة غير أنه لم يصح قراءة ولا في الشواذ‪،‬‬
‫عربية جاز قراءة‪ .‬اهـ كُردي [كذا في‪« :‬بغية المسترشدين» ص ‪.]٦٧‬‬
‫لم تبطل إن قصد بذلك القراءة؛‬ ‫بِسٌ بِسٌ ‪:‬‬ ‫ولو قال ‪:‬موسوس‪:‬‬
‫تبطل‬ ‫وإلا بطلت كما في فتاوى حج»؛ وقال أبو مَخْرَمَةَ وبَلْحَاجّ ‪:‬‬
‫‪.[٦٧‬‬
‫مطلقا‪ .‬اهـ كذا في‪« :‬بغية المسترشدين» ص‬
‫وأفتى الرَّملي بصحة صلاة من قرأ اهدينا بالياء التَّحتانية قال ‪:‬‬
‫وتَبِعَهُ الشَّرْقَاوِيُّ وبَاعِشن في «مواهب الدَّيَّان»‬ ‫لأنَّه لا يغير المعنى‪،‬‬
‫لأنَّه لا يغيّر‬ ‫قوله ‪:‬‬ ‫ص ‪ ،]٢٢٧‬ثُمَّ كَتَبَ عليه بَاعِشن بخطه ما نصه ‪:‬‬
‫يؤخذ منه ‪ :‬أنَّ الياء ياء الفعل لا ياء المخاطبة؛ لأنَّ ياء‬ ‫المعنى‪،‬‬
‫يحتمل كونها ياء المخاطبة ‪،‬فَتبطل‪،‬‬ ‫أو يقال ‪:‬‬ ‫المخاطبة تغيّر المعنى‪،‬‬
‫ولا بطلان إلا بيقين المبطل؛ بأن لا يحتمل‬ ‫أو ياء الفعل فَلَا تَبطل‪،‬‬
‫ولو قيل ‪ :‬إِنَّ‬ ‫غير المبطل‪ ،‬ثُمَّ أجرى ذلك في «اللَّهمَّ صلّ ثُمَّ قال ‪:‬‬
‫وهو بعيد غاية البعد ـ‪:‬‬ ‫إنَّه أراد التأنيث ‪-‬‬ ‫الناطق يستفسر ‪ :‬فإن قال ‪:‬‬
‫بطلت؛ وإلا فلا‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫فَائِدَةٌ ‪ :‬لو شك القارئ حال التلاوة في حرف أهو بالياء أو التّاء‪،‬‬


‫أو هو بالواو أو الفاء؟ لم تجزه القراءة مع الشك حتّى يغلب على ظنه‬
‫إذا شك في حرف‬ ‫الصواب‪ ،‬لكن في «بج» عن الْفَخْرِ الرَّازِيَّ أَنَّه قال ‪:‬‬
‫أهو بالياء أم التَّاء‪ ،‬أو مهموز أم لا ‪ ،‬أو مقطوع أم موصول‪ ،‬أو ممدود‬
‫أم مقصور‪ ،‬أو مفتوح أم مكسور؟ فليقرأ بالخمسة الأول؛ إذ مدار‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫على الإقناع»‬ ‫اهـ [انظر ما في‪« :‬بج»‬ ‫القرآن عليها‪.‬‬
‫‪٢٦١‬‬
‫‪Se‬‬ ‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَوْ خَفَّفَ قَادِرٌ أَوْ عَاجِزٌ مُقَصِّرٌ مُشَدَّدًا كَأَنْ قَرَأَ أَلْ رَحْمَنِ»‬
‫بَطَلَتْ صَلَاتُهُ إِنْ تَعَمَّدَ وَعَلِمَ؛ وَإِلَّا فَقِرَاءَتُهُ لِتِلْكَ الْكَلِمَةِ‪.‬‬ ‫بِفَكُ الإِدْغَامِ ‪:‬‬
‫كَفَرَ؛ لأَنَّهُ ضَوْءُ الشَّمْسِ؛‬ ‫وَلَوْ خَفَّفَ إِيَّاكَ عَامِدًا عَالِمًا مَعْنَاهُ ‪:‬‬
‫وَيَحْرُمُ تَعَمُّدُهُ؛ كَوَقْفَةٍ لَطِيْفَةٍ‬ ‫صَحَّ ‪،‬‬ ‫وَإِلَّا سَجَدَ لِلسَّهْوِ وَلَوْ شَدَّدَ مُخَفَّفًا ‪:‬‬
‫نَسْتَعِينُ ‪.‬‬ ‫بَيْنَ السِّيْنِ وَالتَّاءِ مِنْ‬

‫بِأَنْ يَأْتِيَ بِكَلِمَاتِهَا عَلَى الْوِلَاءِ‪،‬‬ ‫مَعَ رِعَايَةِ مُوَالَاةٍ فِيْهَا‪،‬‬ ‫(وَ)‬
‫بِأَنْ لَا يَفْصِلَ بَيْنَ شَيْءٍ مِنْهَا وَمَا بَعْدَهُ بِأَكْثَرَ مِنْ سَكْتَةِ التَّنَفُسِ‬
‫الْعِيِّ‪.‬‬

‫قِرَاءَةَ الْفَاتِحَةِ بِتَخَلُّل ذِكْرِ أَجْنَبِيِّ) لَا يَتَعَلَّقُ بِالصَّلَاةِ فِيْهَا‬ ‫(فَيُعِيدُ)‬
‫وَكَحَمْدِ عَاطِسٍ وَإِنْ سُنَّ فِيْهَا‬ ‫وَإِنْ قَلَّ ـ كَبْعَضِ آيَةٍ مِنْ غَيْرِهَا‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫كَخَارِجِهَا ‪-‬؛ لإِشْعَارِهِ بِالإِعْرَاضِ‪.‬‬

‫تَخَلُّلِ مَا لَهُ تَعَلُّقٌ بِالصَّلَاةِ كَـ (تَأْمِيْنِ‪،‬‬ ‫يُعِيْدُ الْفَاتِحَةَ (بِـ)‬ ‫وَ(لَا)‬
‫وَاسْتِعَاذَةٍ مِنْ‬ ‫مِنْ سُؤَالِ رَحْمَةٍ‪،‬‬ ‫لِتِلَاوَةِ إِمَامِهِ مَعَهُ‪( ،‬وَدُعَاءٍ)‬ ‫وَسُجُوْدِ)‬

‫لِقِرَاءَةِ إِمَامِهِ)‬ ‫بَلَى وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِيْنَ‪،‬‬ ‫وَقَوْلِ ‪:‬‬ ‫عَذَابٍ‪،‬‬

‫هو‬ ‫بالكسر ‪:‬‬ ‫الْعِيُّ ‪-‬‬ ‫(قوله ‪ :‬أَوِ الْعِيّ) في فتاوى السُّيوطي ‪:‬‬
‫خلاف البيان‪« .‬گردي» [في‪:‬‬ ‫الْعِيُّ ‪:‬‬ ‫وفي الصحاح ‪:‬‬ ‫التّعب من القول‪،‬‬
‫‪.]١٥٩/١‬‬ ‫الوسطى»‬

‫الصَّلاة (كَخَارِجِهَا) في «العُباب»‪:‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَإِنْ سُنَّ فِيْهَا)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫لعلَّ‬ ‫وقال في بيانه «سم»‪:‬‬ ‫إذا عطس في الصَّلاة سُنَّ له الحمد‪،‬‬
‫المراد أنَّه يسنُّ له في غير الفاتحة؛ وإلا فكيف يسن له فيها ما يقطع‬ ‫‪:‬‬

‫‪.]٤٨٣/١‬‬ ‫اهـ [ نقله ع ش على النهاية»‬ ‫موالاتها ؟!‬


‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٢٦٢‬‬

‫الْفَاتِحَةَ أَوْ آيَةَ السَّجْدَةِ أَوِ الآيَةَ الَّتِي يُسَنُّ فِيْهَا مَا ذُكِرَ لِكُلِّ مِنَ الْقَارِئِ‬
‫مَأْمُوْمًا أَوْ غَيْرَهِ‪ ،‬فِي صَلَاةٍ وَخَارِجِهَا‪.‬‬ ‫وَالسَّامِعِ‪،‬‬
‫؛ لَمْ تُنْدَبِ‬ ‫وَلَوْ قَرَأَ الْمُصَلِّي آيَةً أَوْ سَمِعَ آيَةٌ فِيهَا اسْمُ مُحَمَّدٍ‬
‫الصَّلَاةُ عَلَيْهِ‪ ،‬كَمَا أَفْتَى بِهِ النَّوَوِيُّ‪.‬‬
‫الإِمَام ‪ ،‬إِذَا تَوَقَّفَ فِيْهَا بِقَصْدِ الْقِرَاءَةِ‪،‬‬ ‫(وَ) لَا بِفَتْح عَلَيْهِ أَيْ ‪:‬‬
‫كَمَا قَالَ شَيْخُنَا ‪ :-‬إِنْ سَكَتَ ؛ وَإِلَّا قَطَعَ‬ ‫وَمَحَلُّهُ ‪-‬‬ ‫وَلَوْ مَعَ الْفَتْح ‪،‬‬
‫سُبْحَانَ اللهِ قَبْلَ الْفَتْحِ يَقْطَعُهَا عَلَى الأَوْجَهِ‬ ‫وَتَقَدِيْمُ نَحْوِ ‪:‬‬ ‫الْمُوَالَاةَ‪،‬‬
‫تَنَبَّهُ ‪.‬‬ ‫‪]۱۸۸/۱‬؛ لأَنَّهُ حِيْنَئِذٍ بِمَعْنَى ‪:‬‬ ‫[انظر‪« :‬فتح الجواد»‬
‫فِيْهَا بِحَيْثُ زَادَ عَلَى‬ ‫يُعِيْدُ الْفَاتِحَةَ بِتَخَلُّلِ (سُكُوْتٍ طَالَ)‬ ‫(و)‬
‫سَكْتَةِ الاسْتِرَاحَةِ‪.‬‬

‫فَلَوْ كَانَ تَخَلُّلُ الذِّكْرِ الأَجْنَبِيِّ‬ ‫فِيْهِمَا مِنْ جَهْلِ وَسَهْرٍ‪،‬‬ ‫بِلَا عُذْرِ)‬

‫كذلك في «التحفة» [‪]٦٦/٢‬‬ ‫كَمَا أَفْتَى بِهِ النَّوَوِيُّ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وأنه لا فرق في‬ ‫ظاهره اعتماد ما أفتى به‪،‬‬ ‫قال ع ش‬ ‫و«النهاية»‪،‬‬
‫عدم الاستحباب بين كون الصَّلاة عليه بالاسم الظاهر أو بالضَّمير‪،‬‬
‫لكن حَمَلَهُ ابن حجر في شرح العُباب بعد كلام ذكره على ما إذا‬
‫ونَقَلَ «سم»‬ ‫كانت الصَّلاة بالاسم الظَّاهر دون ما لو كانت بالضَّمير‪،‬‬
‫‪.]٥٠٥/١‬‬ ‫اهـ [على «النهاية»‬ ‫عن الشارح طلبها‪.‬‬

‫يَقْطَعُهَا) أي الموالاة ‪:‬أي ولا بُدَّ أن يقصد الذِّكْر أو‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫والتنبيه ؛ وإلا بطلت صلاته كالفتح‪.‬‬
‫الذِّكْر الأجنبي‪ ،‬أو السكوت‬ ‫بِلَا عُذْرِ فِيْهِمَا) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫إلخ‪.‬‬ ‫الطويل ‪...‬‬
‫‪٢٦٣٥٢‬‬ ‫ترشحالمستفيد‬
‫فيدينعلىفتحالمعين‬

‫لَمْ‬ ‫أَوِ السُّكُوْتِ الطَّوِيْلِ سَهْوًا أَوْ جَهْلًا أَوْ كَانَ السُّكُوْتُ لِتَذَكُرِ آيَةٍ ‪:‬‬
‫وَلَوْ لِغَيْرِ عُذْرٍ‪ ،‬أَوْ عَادَ إِلَى مَا‬ ‫كَمَا لَوْ كَرَّرَ آيَةً مِنْهَا فِي مَحَلِّهَا ‪،‬‬ ‫يَضُرَّ ‪،‬‬
‫‪.]٤١/٢‬‬ ‫قَرَأَهُ قَبْلُ وَاسْتَمَرَّ عَلَى الأَوْجَهِ [انظر‪« :‬التَّحفة»‬

‫فَرْعُ ‪ :‬لَوْ شَكَ فِي أَثْنَاءِ الْفَاتِحَةِ هَلْ بَسْمَلَ؟ فَأَتَمَّهَا‪ ،‬ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ‬
‫يَسْمَلَ؛ أَعَادَ كُلَّهَا عَلَى الأَوْجَهِ‪.‬‬

‫(وَلَا أَثَرَ لِشَكٌ فِي تَرْكِ حَرْفٍ) فَأَكْثَرَ مِنَ الْفَاتِحَةِ أَوْ آيَةٍ فَأَكْثَرَ‬
‫الْفَاتِحَةِ ‪-‬؛ لأَنَّ الظَّاهِرَ حِينَئِذٍ مُضِيُّهَا تَامَّةً‪.‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫مِنْهَا بَعْدَ تَمَامِهَا)‬

‫التَّمَامِ ‪ -‬كَمَا لَوْ‬ ‫أَيْ‪:‬‬ ‫(وَاسْتَأْنَفَ) وُجُوْبًا إِنْ شَكَ فِيْهِ (قَبْلَهُ)‬
‫شَكٌّ هَلْ قَرَأَهَا أَوْ لَا؟ لأَنَّ الْأَصْلَ عَدَمُ قِرَاءَتِهَا‪.‬‬
‫فَلَوْ شَكٍّ فِي أَصْلِ السُّجُوْدِ‬ ‫وَكَالْفَاتِحَةِ فِي ذَلِكَ سَائِرُ الْأَرْكَانِ‪،‬‬
‫وَلَوْ‬ ‫‪ -‬مَثَلًا ؛ أَتَى بِهِ‪ ،‬أَوْ بَعْدَهُ فِي نَحْوِ وَضْعِ الْيَدِ؛ لَمْ يَلْزَمْهُ شَيْءٌ‪،‬‬
‫وَلَمْ يَتَيَقَّنْ قِرَاءَتَهَا ؛ لَزِمَهُ‬ ‫صِرَاطَ الَّذِينَ﴾‬ ‫قَرَأَهَا غَافِلًا فَفَطِنَ عِنْدَ‬
‫اسْتِثْنَافُهَا‪.‬‬

‫وَيَجِبُ التَّرْتِيْبُ فِي الْفَاتِحَةِ‪ ،‬بِأَنْ يَأْتِيَ بِهَا عَلَى نَظْمِهَا الْمَعْرُوْفِ‪،‬‬
‫لَا فِي التَّشَهدِ‪ ،‬مَا لَمْ يُخِلَّ بِالْمَعْنَى لَكِنْ يُشْتَرَطُ فِيْهِ رِعَايَةُ تَشْدِيْدَاتٍ‬
‫وَمُوَالَاةٌ كَالْفَاتِحَةِ‪.‬‬

‫مع‬ ‫لتقصيره بما قرأه‬ ‫أَعَادَ كُلَّهَا عَلَى الأَوْجَهِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫هذا معتمد ابن حجر [انظر‪« :‬فتح الجواد»‬ ‫فصار كأنَّه أجنبي‪،‬‬ ‫الشَّكِّ‪،‬‬
‫واعتمد الخطيب [انظر‪« :‬المغني»‬ ‫مع حواشيها]‪،‬‬ ‫‪۱۸۷/۱‬؛ وانظر‪« :‬التَّحفة»‬
‫تَبَعًا لوالده ‪ -‬أنَّه يعيد ما قرأه مع الشك فقط‪،‬‬ ‫وم ر)‬ ‫‪]٣٥٧/١‬‬
‫‪.]٤٨٤/١‬‬ ‫لا الكل؛ لأنَّه لم يدخل فيها غيرها [انظر‪« :‬النهاية»‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٢٦٤‬‬

‫وَمَنْ جَهِلَ جَمِيعَ الْفَاتِحَةِ وَلَمْ يُمْكِنْهُ تَعَلَّمُهَا قَبْلَ ضِيْقِ الْوَقْتِ‬
‫وَلَا قِرَاءَتُهَا فِي نَحْوِ مُصْحَفِ؛ لَزِمَهُ قِرَاءَةُ سَبْعَ آيَاتٍ وَلَوْ مُتَفَرِّقَةً‬
‫وَهِيَ بِالْبَسْمَلَةِ وَالتَّشْدِيْدَاتِ ‪:‬‬ ‫لَا يَنْقُصُ حُرُوفُهَا عَنْ حُرُوفِ الْفَاتِحَةِ‪،‬‬

‫(قوله ‪ :‬سَبْع آيَاتٍ أي إن أحسنها ولا يجزئ دون الشبع وإن‬


‫﴿وَلَقَدْ عَانَيْنَكَ سَبْعًا مِنَ‬ ‫طال؛ لأنَّ هذا العدد مَرْعِيٌّ بنص قوله تعالى‪:‬‬
‫فراعيناه في بدلها وإن لم تشتمل على ثناء‬ ‫[الحجر‪]۸۷ :‬‬ ‫الْمَثَانِي‬
‫ولا يجوز له أن يترجم عنها ؛‬ ‫ويسن ثامنة لتحصيل السُّورة‪،‬‬ ‫ودعاء‪،‬‬
‫والعجمي ليس‬ ‫[يُوسُف ‪،]٢ :‬‬ ‫﴿إِنَّا أَنزَلْنَهُ قُرَّانًا عَرَبِيًّا‬ ‫لقوله تعالى‪:‬‬
‫امتناع وقوع المعرَّب فيه‪ ،‬وما فيه مما‬ ‫كذلك‪ ،‬ومن ثُمَّ كان التَّحقيق‪:‬‬
‫يوهم ذلك ليس منه‪ ،‬بل من توافق اللغات فيه؛ وللتعبد بلفظ القرآن‪،‬‬
‫وبه فارق وجوب الترجمة عن تكبيرة الإحرام وغيرها مما ليس بقرآن‪.‬‬
‫مع «فتح» [‪.]١٨٨/١‬‬ ‫وما بعدها]‬ ‫اهـ «تحفة) [‪٤٣/٢‬‬

‫( قوله ‪ :‬وَلَوْ مُتَفَرِّقَةً) أي‪ :‬مع حفظه متوالية ؛ وإن لم تفد المتفرقة‬
‫والحروف المقطَّعة أوائل السُّور‪ ،‬لكن‬ ‫معنى منظوما كَ ثُمَّ نَظَرَ‬
‫يتَّجه أنَّه لا بُدَّ أن ينوي بها القراءة؛ لأنَّه حينئذ لا ينصرف للقرآن‬
‫أتى به في‬ ‫بمجرد التلفظ به؛ ولو أحسن آية أو أكثر من الفاتحة‪:‬‬
‫قَدَّمَهُ على البدل‪ ،‬أو‬ ‫محله ويبدل الباقي من القرآن فإن كان الأوَّل ‪:‬‬
‫قَدَّمَ من البدل بقدر ما لم يحسنه‬ ‫أو سَهَا ‪:‬‬ ‫قَدَّمَ البدل عليه‬ ‫الآخر ‪:‬‬
‫كرَّر‬ ‫فإن لم يحسن بدلا ‪:‬‬ ‫قبله‪ ،‬ثُمَّ يأتي بما يحسنه‪ ،‬ثُمَّ يبدل الباقي‪،‬‬
‫ما حفظه منها بقدرها ؛ أو من غيرها ‪ :‬أَتَى به‪ ،‬ثُمَّ يبدل الباقي من‬
‫الذِّكر إن أحسنه؛ وإلا كرَّر بقدرها ‪ -‬أيضًا اهـ «تحفة» وقال فيها ‪:‬‬
‫‪--‬‬

‫وخالف في هذه في «الروض»‬ ‫ولا عبرة ببعض الآية [‪ ٤٤/٢‬وما بعدها‪.‬‬


‫والخطيب‪.‬‬ ‫[‪]٤٨٧/١‬‬ ‫و«النهاية»‬
‫‪٢٦٥‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَوْ قَدَرَ عَلَى بَعْضٍ‬ ‫مَلِكِ‪،‬‬ ‫مِئَةٌ وَسِيَّةٌ وَخَمْسُوْنَ حَرْفًا بِإِثْبَاتِ أَلِفِ‬
‫فَسَبْعَةُ أَنْوَاعِ مِنْ ذِكْرٍ‬ ‫الْفَاتِحَةِ ‪ :‬كَرَّرَهُ لِيَبْلُغَ قَدْرَهَا إِنْ لَمْ يَقْدِرُ عَلَى بَدَلٍ‪،‬‬
‫فَوُقُوْفٌ قَدْرَهَا‪.‬‬ ‫كَذَلِكَ‪،‬‬

‫بِفَرْضِ أَوْ نَفْلٍ ‪ -‬مَا عَدَا‬ ‫بَعْدَ تَحَرُّم)‬ ‫يَجِبُ ‪-‬‬ ‫وَقِيلَ ‪:‬‬ ‫(وَسُنَّ)‬
‫دُعَاؤُهُ سِرًّا إِنْ أَمِنَ فَوْتَ الْوَقْتِ وَغَلَبَ‬ ‫صَلَاةَ جِنَازَةٍ ‪( :-‬افْتِتَاحٌ) أَيْ ‪:‬‬

‫تكرر هذا مع ما تقدم قريبًا‪.‬‬ ‫مِئَةٌ وَسِتَّةٌ وَخَمْسُوْنَ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫كما في‬ ‫من قرآن أو ذكر‪،‬‬ ‫إِنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى بَدَلٍ أي‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫اهـ «بج» [على «شرح المنهج»‬ ‫فيقدّم الذكر على تكرير البعض‪.‬‬ ‫ع ش»‪،‬‬
‫وفي نُسْخَةٍ سَقِيْمَةٍ كَتَبَ عَلَيْهَا الْمُحَشِّي ‪« :‬وَإِن لم يقدر على‬ ‫‪.]۱۹۷/۱‬‬
‫إسقاط الواو ؛ لأنَّه قيد فيما قبله لا بُدَّ منه كما‬ ‫بدل ؛ والصَّواب ‪:‬‬
‫وعبارة شرح المنهج ‪ :‬وإذا قدر على بعض الفاتحة‪:‬‬ ‫«‬
‫صرحوا به‪،‬‬
‫كرره ليبلغ قدرها إن لم يقدر على بدل ؛ وإلا قرأه وضم إليه من البدل‬
‫اهـ [‪.]٤٠/١‬‬ ‫مع رعاية الترتيب‪.‬‬ ‫ما يتم به الفاتحة‪،‬‬

‫معطوف على «سَبْعِ آيَاتٍ»‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫فَسَبْعَةُ أَنْوَاعِ مِنْ ذِكْرٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫فإن جهل سبع آيات فسبعة أنواع من ذِكْر كَـ «سبحان الله» و«الحمد‬
‫فهذه‬ ‫الله» و«لا إله إلا الله» و«الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله»‪،‬‬
‫((‬

‫وما شاء الله كان نوع منه وما لم يشأ لم يكن»‬ ‫خمسة أنواع‪،‬‬
‫لكن حروفها لم تبلغ قدر الفاتحة فيزيد ما يبلغ قدرها ؛ ولو‬ ‫نوع‪،‬‬
‫اهـ «بشرى» [ص ‪.]٢٠٦‬‬ ‫ظنا ؛ ولو بتكريرها ‪.‬‬

‫على «شرح المنهج»‬ ‫قبله‪« .‬جمل»‬ ‫بَعْدَ تَحَرُّم وقال مالك‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪.[٣٥١/١‬‬

‫كما‬ ‫ولو على قبر أو غائب‪،‬‬ ‫(قوله ‪ :‬مَا عَدَا صَلَاةَ جِنَازَةٍ أي ‪:‬‬
‫ترشح المستفيدين على المعين‬ ‫‪٢٦٦‬‬

‫عَلَى ظَنِّ الْمَأْمُوْمِ إِدْرَاكُ رُكُوعِ الإِمَامِ‪ ،‬مَا لَمْ يَشْرَعْ) فِي تَعَوُّذٍ أَوْ قِرَاءَةِ‬
‫وَلَوْ سَهْوًا‪( ،‬أَوْ يَجْلِسْ مَأْمُوْمٌ مَعَ إِمَامِهِ وَإِنْ أَمَّنَ مَعَ تَأْمِينِهِ‪ ،‬وَإِنْ‬
‫خَافَ أَيْ الْمَأْمُوْمُ فَوْتَ سُوْرَةٍ) حَيْثُ تُسَنُّ لَهُ؛ كَمَا ذَكَرَ شَيْخُنَا فِي‬
‫وَفَوَاتَ السُّوْرَةِ‬ ‫لأَنَّ إِدْرَاكَ الافْتِتَاحٍ مُحَقَّقٌ‪،‬‬ ‫شَرْحِ الْعُبَابِ وَقَالَ‪:‬‬
‫وَقَدْ لَا يَقَعُ‪.‬‬ ‫مَوْهُوْمٌ‪،‬‬

‫وَأَفْضَلُهَا مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَهُوَ‪« :‬وَجَّهْتُ‬ ‫وَوَرَدَ فِيْهِ أَدْعِيَةٌ كَثِيرَةٌ‪،‬‬
‫لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ‬ ‫ذَاتِي ‪-‬‬ ‫وَجْهِيَ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬

‫ونَقَل في‬ ‫‪،]٤٧٥/٢‬‬ ‫«التحفة» [‪ ]٢٩/٢‬و(المغني) و(النهاية) [‪،٤٧٣/١‬‬ ‫في‬


‫الأسنى» و«فتح الجواد عن ابن العِمَادِ أنَّه يأتي به عليهما‪ ،‬زاد في‬
‫وقياسه أن يأتي بالسُّورة أيضًا ويحتمل خلافه فيهما؛‬
‫‪6‬‬
‫الأسنى»‪:‬‬ ‫‪:‬‬

‫اهـ ‪.]١٤٨/١[.‬‬ ‫نظرا للأصل‪.‬‬

‫إدراك الفاتحة قبل ركوع‬ ‫إِدْرَاكُ رُكُوْع الإِمَام) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫‪٢٠٣/١‬؛ وانظر‪:‬‬ ‫كما عبر بذلك في فتح الجواد» [بل في‪« :‬حاشيته»‬ ‫الإمام‪،‬‬
‫فلعلَّ في عبارة الشرح سقطا‪.‬‬ ‫عبارة «المنهج القويم ص ‪،]۱۸۸‬‬
‫السُّورة‪ ،‬أي‪ :‬بأن لم يسمعه‬ ‫(قوله ‪ :‬حَيْثُ تُسَنُّ لَهُ أي‪:‬‬
‫لإسرار‪ ،‬أو لنحو بُعْدِ أو صَمَم‪ ،‬أو سمع صوتا لم يفهمه كما سيأتي‪.‬‬
‫(قوله ‪ :‬فَطَرَ) أي ‪ :‬أَبْدَعَ أو أَوْجَدَ أو ابْتَدَأَ الخَلق أو التَّهَيُّو على‬
‫[على شرح ابن قاسم ص ‪۷۹‬؛ وانظر‪« :‬الجمل»‬ ‫بِرْمَاوِي‬ ‫اهـ‬ ‫غير مثال سابق‪.‬‬
‫‪.]٣٥٢/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬

‫السَّمَاوَاتِ جَمَعَهَا لانتفاعنا بجميع الأجرام المثبتة فيها‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫الكواكب السَّيَّارة وغيرها ؛ لأنَّ السَّبع السَّيَّارة فيها‪ ،‬وما عداها ـ أي ‪:‬‬
‫فالمراد‬ ‫وعليه‪:‬‬ ‫من الثوابت ـ في الفلك الثَّامن المسمَّى بالكرسي‪،‬‬
‫‪٢٦٧‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫مَائِلًا عَن كُلِّ الأَدْيَانِ إِلَى الدِّينِ الْحَقِّ مُسْلِمًا ‪-‬‬ ‫وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬
‫وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ‪ ،‬إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ‬
‫الْعَالَمِيْنَ‪ ،‬لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ» [رقم‪.]٧٧١ :‬‬
‫وَيُسَنُّ لِمَأْمُوْمٍ يَسْمَعُ قِرَاءَةَ إِمَامِهِ الإِسْرَاعُ بِهِ‪.‬‬

‫وَيَزِيدُ نَدْبًا الْمُنْفَرِدُ وَإِمَامُ مَحْصُوْرِيْنَ غَيْرِ أَرِقَاءِ وَلَا نِسَاءِ‬


‫مُتَزَوِّجَاتٍ رَضُوا بِالتَّطْوِيْلِ لَفْظًا وَلَمْ يَطْرَأُ غَيْرُهُمْ وَإِنْ قَلَّ حُضُوْرُهُ‬

‫ملخّصًا على «شرح ابن قاسم» ص ‪٨٠‬؛‬ ‫بالسَّماوات ما شمله‪ .‬اهـ «بِرْمَاوِي»‬
‫على «شرح المنهج ‪.]٣٥٢/١‬‬ ‫وانظر‪« :‬الجمل»‬

‫وَالأَرْضَ إِنَّما أَفْرَدَهَا لانتفاعنا بالطبقة العليا فقط‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫قال‪:‬‬ ‫واختلف هل هي أفضل من السَّماء أو عكسه؟ قال بالأوَّل «م ر»‬
‫وبالثَّاني قال «حج» وتَبِعَهُ الشَّوْبَرِيُّ قال ‪:‬‬ ‫لأنَّها محَلٌّ الأنبياء والعُلماء‪،‬‬
‫والخلاف في غير البقعة التي ضمت‬ ‫لأنَّها لم يُعصَ الله فيها قطُّ‪،‬‬
‫فأفضل من السَّماوات والأرض‪ ،‬بل ومن العرش‬ ‫‪ ،‬أما هي‪:‬‬ ‫أعضاءه‬
‫البقع التي ضمت بقيَّة الأنبياء‪« .‬بِرْمَاوِي»‬ ‫ومثلها ‪:‬‬ ‫قال «حج»‬ ‫والكرسي‪،‬‬
‫ملخصا‪.‬‬ ‫جمل على شرح المنهج ‪]٣٥٢/١‬‬ ‫على شرح ابن قاسم ص ‪]۸۰‬‬
‫مَحْصُوْرِيْنَ) المراد بهم من لا يصلي وراءه غيرهم ولو‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ألفا‪ ،‬كما قاله شيخنا ‪ .‬اهـ «بُجَيْرِمِي» على «الإقناع» ‪.]١٢٦/٢‬‬
‫وعند «م‬ ‫‪،]٢٥٧/٢‬‬ ‫(قوله ‪ :‬لَفْظًا ) أي ‪ :‬عند ابن حجر [في‪« :‬التحفة»‬
‫أو سكونًا إذا علم رضاهم [في‪« :‬النهاية» ‪.]١٤٦/٢‬‬ ‫ر‬
‫(قوله‪ :‬وَإِنْ قَلَّ حُضُوْرُهُ مثله في «التحفة» [‪ ]٣١/٢‬و«فتح‬
‫الجواد»‪ ،‬وعبر في النّهاية» بقوله ‪ :‬وقلَّ حضوره [‪ ،]٤٧٤/١‬وهي تفيد‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفىالمعين‬ ‫‪٢٦٨‬‬

‫وَلَمْ يَكُنِ الْمَسْجِدُ مَطْرُوقًا‪ :‬مَا وَرَدَ فِي دُعَاءِ الافْتِتَاحَ‪ ،‬وَمِنْهُ مَا رَوَاهُ‬
‫الشَّيْخَانِ ‪« :‬اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ‬
‫وَالْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ‬
‫الدَّنَسِ‪ ،‬ا لَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُغْسَلُ الثَّوْبُ بِالْمَاءِ وَالتَّلْجِ‬
‫‪.]٥٩٨‬‬ ‫‪٧٤٤‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫وَالْبَرَدِ) [البخاري رقم ‪:‬‬

‫(فَـ) بَعْدَ افْتِتَاحِ وَتَكْبِيْرِ صَلَاةِ عِيْدٍ إِنْ أَتَى بِهِمَا يُسَنُّ (تَعَوُّذُ) وَلَوْ‬
‫كُلَّ‬ ‫وَإِنْ جَلَسَ مَعَ إِمَامِهِ‪،‬‬ ‫سِرًّا وَلَوْ فِي الْجَهْرِيَّةِ‪،‬‬ ‫فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ‪،‬‬
‫وَيُكْرَهُ‬ ‫وَفِي الأَوْلَى آكَدُ‪،‬‬ ‫رَكْعَةٍ)‪ ،‬مَا لَمْ يَشْرَعْ فِي قِرَاءَةِ وَلَوْ سَهْوًا‪،‬‬
‫تَرْكُهُ‪.‬‬

‫حَتَّى عَلَى آخِرِ الْبَسْمَلَةِ‪،‬‬ ‫يُسَنُ (وَقْفٌ عَلَى رَأْسِ كُلِّ آيَةٍ ‪-‬‬ ‫(وَ)‬
‫أَيْ‪ :‬مِنَ الْفَاتِحَةِ ‪ -‬وَإِنْ تَعَلَّقَتْ بِمَا بَعْدَهَا؛‬ ‫خِلَافًا لِجَمْعِ ‪( -‬مِنْهَا)‬
‫وَالأَوْلَى أَنْ لَا يَقِفَ عَلَى أَنْعَمْتَ‬ ‫‪]٤٠٠١‬‬ ‫للاتباع [أبو داود رقم‪:‬‬
‫فَإِنْ وَقَفَ عَلَى هَذَا؛‬ ‫عَلَيْهِمْ ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ بِوَقْفٍ وَلَا مُنْتَهَى آيَةٍ عِنْدَنَا‪،‬‬
‫لَمْ تُسَنَّ الإِعَادَةُ مِنْ أَوَّلِ الْآيَةِ‪.‬‬

‫وَحَسُنَ‬ ‫قَوْلُ‪« :‬آمِيْنَ بِالتَّخْفِيْفِ وَالْمَدِّ‪،‬‬ ‫يُسَنُ تَأْمِيْنَ أَيْ‪:‬‬ ‫(وَ)‬

‫وكلام شارحنا ـ گـ «التحفة» و«فتح الجواد» ‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫التقييد بقلة حضوره‪،‬‬


‫يفيد التعميم في الغير‪.‬‬

‫حَتَّى عَلَى آخِرِ الْبَسْمَلَةِ هو معتمد «التحفة» [‪.]٥٨/٢‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬

‫خِلَافًا لِجَمْع أي في قولهم يسنُّ وَصْلُ البسملة‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫والمُزَجَّد‪.‬‬ ‫و«فتح الجواد»‬ ‫وهو معتمد «المغني»‬ ‫بالحمدلة‪،‬‬
‫‪٢٦٩‬‬
‫شحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَوْ خَارِجَ الصَّلَاةِ‪،‬‬ ‫أَيْ الْفَاتِحَةِ‪،‬‬ ‫رَبَّ الْعَالَمِيْنَ»‪( ،‬عَقِبَهَا)‬ ‫زِيَادَةُ ‪:‬‬
‫وَيُسَنُ‬ ‫بَعْدَ سَكْتَةٍ لَطِيفَةٍ‪ ،‬مَا لَمْ يَتَلَفَّظُ بِشَيْءٍ سِوَى‪« :‬رَبِّ اغْفِرْ لِي»‪.‬‬
‫بِهِ فِي الْجَهْرِيَّةِ حَتَّى لِلْمَأْمُوْمِ لِقِرَاءَةِ إِمَامٍ تَبَعًا لَهُ‪.‬‬
‫الْجَهْرُ بِهِ‬
‫تَأْمِيْنِ (إِمَامِهِ إِنْ سَمِعَ)‬ ‫(وَ) سُنَّ لِمَأْمُوْمٍ فِي الْجَهْرِيَّةِ تَأْمِينٌ (مَعَ)‬
‫فَأَمِّنُوا‪،‬‬ ‫أَرَادَ التَّأْمِيْنَ ‪-‬‬ ‫إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬ ‫قِرَاءَتَهُ ؛ لِخَبَرِ الشَّيْخَيْنِ ‪:‬‬
‫فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِيْنَ الْمَلَائِكَةِ ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [البخاري‬
‫‪.]٤١٠‬‬ ‫‪۷۸۰‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫رقم‪:‬‬

‫(قوله‪ :‬سِوَى‪« :‬رَبِّ اغْفِرْ لِي (‪ ))١‬كذا في «التحفة» [‪،]٤٩/٢‬‬


‫وصنيعهما لا يفيد سُنِّيَّة ذلك؛ لكن في الْبَصْرِيِّ» على «التحفة»‪:‬‬
‫وينبغي أنه لو زاد على ذلك‪:‬‬ ‫وقال ع ش ‪:‬‬ ‫اهـ [‪.]١٤٦/١‬‬ ‫ينبغي ندبه‪.‬‬
‫قال في‬ ‫‪.]٤٨٩/١‬‬ ‫اهـ على «النهاية»‬ ‫لم يضر‪.‬‬ ‫ولوالدي ولجميع المسلمين»‬
‫لا بأس بذلك أي إنَّه لا مسنون ولا مكروه‪.‬‬ ‫أي‬ ‫بشرى الكريم‬
‫ص ‪.]٢٢٠‬‬ ‫[‬ ‫اهـ‬

‫أو بدلها ولو ذِكْرًا لا دعاء فيه كما‬ ‫إِنْ سَمِعَ قِرَاءَتَهُ أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وعليه فهل المراد سماع آخر قراءته أو بدلها أو الجميع أو‬ ‫تقرّر‪،‬‬
‫وقضيَّة ما تقرر ‪ :‬أنَّه يندب لذِكْر لا‬ ‫جزئها ولو الأوَّل؟ كلٌّ محتمل‪،‬‬
‫لكن‬ ‫والذي يتَّجه أنَّ العِبرة بالآخر؛ لأنَّه الذي يليه التأمين‪،‬‬ ‫دعاء فيه‪،‬‬
‫نعم‪،‬‬ ‫هل يشترط كونه جملة مفيدة من الفاتحة أو غيرها؟ الأقرب‪:‬‬
‫لمؤلّفه‬ ‫مثلا ‪ .‬اهـ حاشية فتح الجواد»‬ ‫فيكفي سماع ﴿وَلَا الضالين‬
‫]‪.[٢٠٤/١‬‬

‫غير مثبت في «القديمة»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫(‪)۱‬‬


‫تريحالمستفيدين علىفتحاللعين‬ ‫‪۲۷۰‬‬

‫وَلَيْسَ لَنَا مَا يُسَنُّ فِيْهِ تَحَرِّي مُقَارَنَةِ الإِمَامِ إِلَّا هَذَا‪ ،‬وَإِذَا لَمْ يَتَّفِقُ‬
‫لَهُ مُوَافَقَتُهُ؛ أَمَّنَ عَقِبَ تَأْمِيْنِهِ‪ ،‬وَإِنْ أَخَرَ إِمَامُهُ عَنِ الزَّمَنِ الْمَسْنُوْنِ فِيْهِ‬
‫التَّأْمِينُ ؛ أَمَّنَ الْمَأْمُوْمُ جَهْرًا‪.‬‬
‫وَيُسَكِّنُ‬ ‫اسْمُ فِعْلِ بِمَعْنَى اسْتَجِبْ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ‪،‬‬ ‫وَآمِيْنَ»‬
‫عِنْدَ الْوَقْفِ‪.‬‬

‫يُسَنُّ لِلإِمَام أَنْ يَسْكُتَ فِي الْجَهْرِيَّةِ بِقَدْرِ قِرَاءَةِ الْمَأْمُوْمِ‬ ‫فَرْعُ ‪:‬‬
‫الْفَاتِحَةَ إِنْ عَلِمَ أَنَّهُ يَقْرَؤُهَا فِي سَكْتَتِهِ كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ‪ ،‬وَأَنْ يَشْتَغِلَ فِي‬
‫فَيَظْهَرُ‬ ‫وَحِيْنَئِذٍ‪،‬‬ ‫هَذِهِ السَّكْتَةِ بِدُعَاءِ أَوْ قِرَاءَةٍ وَهِيَ أَوْلَى‪ ،‬قَالَ شَيْخُنَا‪:‬‬
‫أَنَّهُ يُرَاعِي التَّرْتِيْبَ وَالْمُوَالَاةَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَا يَقْرَؤُهُ بَعْدَهَا [في‪« :‬التَّحفة»‬
‫‪.[٥٧/٢‬‬

‫وإن كان بطيء القراءة‬ ‫بِقَدْرِ قِرَاءَةِ الْمَأْمُوْم الْفَاتِحَةَ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بغية المسترشدين ص ‪.]٧٦‬‬ ‫كذا في‪:‬‬ ‫إيعاب‬ ‫اهـ‬ ‫فيما يظهر‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬لا‬ ‫في «الإيعاب»‪:‬‬ ‫(قوله ‪ :‬إِنْ عَلِمَ أَنَّهُ يَقْرَؤُهَا فِي سَكْتَته)‬
‫يسنُ السُّكوت لأصم ومن لا يرى قراءة الفاتحة بعد الإمام؛ لانتفاء‬
‫وهل يلحق بهما من‬ ‫وهي تفرُّغ المأموم لسماع السُّورة‪،‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫العِلَّة‪،‬‬
‫إرشادًا إلى‬ ‫أم لا‪،‬‬ ‫معه‬
‫يعلم الإمام منه أنه لا يستمع قراءته بل يقرأ‬
‫الاستماع المندوب ولعلَّ الثَّاني أقرب ‪ .‬اهـ ملخصا كذا في‪« :‬بغية‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫المسترشدين ص ‪٧٦‬‬

‫يُرَاعِي التَّرْتِيْبَ وَالْمُوَالَاةَ سُئِلَ ابن حجر رحمه الله تعالى‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫وقلتم ‪:‬‬ ‫للإمام جهرًا‪،‬‬ ‫عما إذا أشرعت قراءة المعوذتين ‪ -‬مثلاً ‪-‬‬
‫يستحبُّ له السُّكوت بعد قراءة الفاتحة بقدر ما يقرؤها الإمام‪ ،‬وأنّ‬
‫فمعلوم أنه في سكوته الأوَّل يقرأ‬ ‫الأفضل له القراءة في سكوته‪،‬‬
‫‪۲۷۱‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫تُسَنُّ سَكْتَةٌ لَطِيْفَةٌ بِقَدْرِ‬ ‫فَائِدَةٌ فِي بَيَانِ سَكَتَاتِ الصَّلَاةِ]‪:‬‬


‫وَبَيْنَ‬ ‫وَبَيْنَ آخِرِهَا وَتَكْبِيْرِ الرُّكُوعِ‪،‬‬ ‫سُبْحَانَ اللهِ بَيْنَ آمِيْنَ وَالسُّوْرَةِ‪،‬‬
‫‪10/1‬‬

‫وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَسْمَلَةِ‪.‬‬ ‫وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّعَوُّذِ‪،‬‬ ‫التَّحَرُّمِ وَدُعَاءِ الافْتِتَاحِ‪،‬‬


‫فما الذي يقرؤه في‬ ‫الإخلاص سرا؛ لاتصالهما بما يقرؤه جهرًا‪،‬‬
‫سكوته الثاني؟‬
‫هذا إن فرض أنَّه‬ ‫أنَّه يقرأ النَّاس سرًّا ثُمَّ جهرًا‪،‬‬ ‫فأجاب بقوله ‪:‬‬
‫وكذا يقال‬ ‫يسن له قراءة المعوذتين بخصوصهما جهرًا كما في السُّؤال‪،‬‬
‫في‬ ‫بنظير ذلك في قراءة الجُمُعة والمنافقين وسيح وهَلْ أَنَنكَ‬
‫في‬ ‫صلاة الجُمُعَةِ‪ ،‬ففي الثَّانية ‪ :‬يقرأ من المنافقين أو هَلْ أَلَكَ‬
‫سكوته بقدر الفاتحة‪ ،‬ثُمَّ يقرأ السُّورة بكمالها‪ ،‬ولا أثر للتكرير؛ لأنَّه‬
‫قرأ في الصُّبح بـ إِذَا زُلْزِلَتِ مرتين كلُّ مرَّة في ركعة‬ ‫صح ‪ :‬أنه‬
‫فالأَوْلَى‬ ‫أما إذا لم يسنَّ الجهر فيهما بخصوصهما ‪:‬‬ ‫‪]٨١٦‬‬ ‫أبو داود رقم‪:‬‬
‫يقرأ‬ ‫‪،‬‬ ‫أنَّه يقرأ في السكوت الثَّاني قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ‬
‫كما إذا قرأ جهرًا في أوَّل ركعة بـ قُلْ أَعُوذُ‬ ‫جهرًا من أوَّل ‪،‬البقرة‪،‬‬
‫كما في‬ ‫فإنَّه يقرأ في الثانية بأوَّل البقرة‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بِرَبِّ النَّاسِ‬
‫النَّاسِ‬
‫«المجموع» عن الأصحاب‪ .‬اهـ ملخصا من فتاويه الفقهية» [‪]١٥٣/١‬‬
‫شَكَرَ الله سعيه‪.‬‬

‫(قوله‪ :‬يُرَاعِي التَّرْتِيْبَ وَالْمُوَالَاةَ) أي‪ :‬إن أمكن؛ وإلا كما في‬
‫فالأَوْلَى أن يأتي في سكتة الثانية بذكر‪ ،‬وأفضل‬ ‫سَبِّح والغاشية‪،‬‬
‫ثُمَّ يقرأها كلها جهرًا‪« .‬بشرى»‬ ‫أن يقرأ فيها بعض الغاشية سرًّا ‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫منه‬
‫[ ص ‪.]٢٢٣‬‬

‫وقد عَدَّ فيها‬ ‫فِي بَيَانِ سَكَتَاتِ الصَّلَاةِ‪:‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫فَائِدَةٌ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫رشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪۲۷۲‬‬

‫بَعْدَ الْفَاتِحَةِ‪.‬‬ ‫وَالأَوْلَى ثَلَاثٌ بَعْدَهَا) أَيْ ‪:‬‬ ‫فَأَكْثَرَ ‪،‬‬ ‫سُنَّ (آيَةٌ)‬ ‫(وَ)‬
‫وَيَحْصُلُ‬ ‫وَيُسَنُّ لِمَنْ قَرَأَهَا مِنْ أَثْنَاءِ سُوْرَةِ الْبَسْمَلَةُ؛ نَصَّ عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ‪.‬‬
‫وَبِإِعَادَةِ الْفَاتِحَةِ إِنْ لَمْ‬ ‫أَصْلُ السُّنَّةِ بِتَكْرِيْرِ سُوْرَةٍ وَاحِدَةٍ فِي الرَّكْعَتَيْنِ‪،‬‬
‫وَبِقِرَاءَةِ الْبَسْمَلَةِ لَا بِقَصْدِ أَنَّهَا الَّتِي هِيَ أَوَّلُ الْفَاتِحَةِ‪.‬‬ ‫يَحْفَظْ غَيْرَهَا‪،‬‬
‫أَفْضَلُ مِنْ‬ ‫وَسُوْرَةٌ كَامِلَةٌ حَيْثُ لَمْ يَرِدِ الْبَعْضُ ‪ -‬كَمَا فِي التَّرَاوِيْحَ ‪-‬‬
‫وَيُكْرَهُ تَرْكُهَا؛ رِعَايَةٌ لِمَنْ أَوْجَبَهَا‪.‬‬ ‫بَعْضٍ طَوِيْلَةٍ وَإِنْ طَالَ‪.‬‬

‫بين‬ ‫أيضًا ‪-‬‬ ‫وتقدَّم عَقِبَ قوله وَتَأْمِيْنٌ عَقِبَهَا سن سكتة ‪-‬‬ ‫خمسًا‪،‬‬
‫فتكون بها سِتّا‪.‬‬ ‫الفاتحة وآمين‪،‬‬

‫وغيره‬ ‫وَالأَوْلَى ثَلَاثٌ أي آيات وعلله في «المغني»‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وهذا لا يوافق‬ ‫اهـ [‪.]٣٦١/١‬‬ ‫لأجل أن يكون قدر أقصر سورة‪.‬‬ ‫بقوله ‪:‬‬
‫الأَوْلَى أربع‬ ‫المعتمد أنَّ البسملة آية من كل سورة؛ وإلا لقالوا ‪:‬‬
‫‪.]١٦٧/١‬‬ ‫آیات؛ فحرره‪ .‬اهـ كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫في الصَّلاة‬ ‫وَيُسَنُّ لِمَنْ قَرَأَهَا مِنْ أَثْنَاءِ سُوْرَةٍ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫لكن خصّه «م ر»‬ ‫وكَتَبَ عليه «سم»‪:‬‬ ‫وهو معتمد «حج»‪،‬‬ ‫وغيرها‪،‬‬
‫ووجّهه «ع «ش» بأنَّ ما أتى به بعد الفاتحة‬ ‫بخارج الصَّلاة؛ فليُحرَّر‪،‬‬
‫والقراءة‬ ‫من القراءة في صلاته يعدُّ مع الفاتحة كأنه قراءة واحدة‪،‬‬
‫الواحدة لا يطلب التَّعوذ ولا التَّسمية في أثنائها‪ .‬نعم‪ ،‬لو عرض‬
‫أو أراد القراءة بعد‪:‬‬ ‫للمصلي ما منعه من القراءة بعد الفاتحة ثُمَّ ‪،‬زال‪،‬‬
‫اهـ‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫سُنَّ له الإتيان بالبسملة؛ لأنَّ ما يفعله ابتداء قراءة الآن‪.‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫على شرح المنهج ‪٣٥٣/١‬‬ ‫جمل‬

‫وجرى عليه‬ ‫وَإِنْ طَالَ هذا ما جَرَى عليه ابن حجر‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وأفتى‬ ‫شيخ الإسلام في شُرُوْحِ «المنهج والبهجة» و«الروض»‪،‬‬
‫‪۲۷۳‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بَلْ يُكْرَهُ‬ ‫فَلَا تُحْسَبُ‪،‬‬ ‫وَخَرَجَ بِ بَعْدَهَا مَا لَوْ قَدَّمَهَا عَلَيْهَا ‪،‬‬
‫ذلِكَ‪.‬‬

‫وَيَنْبَغِي أَنْ لَا يَقْرَأَ غَيْرَ الْفَاتِحَةِ مَنْ يَلْحَنُ فِيْهِ لَحْنًا يُغَيِّرُ الْمَعْنَى‬
‫وَإِنْ عَجَزَ عَنِ التَّعَلُّم؛ لأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِمَا لَيْسَ بِقُرْآنٍ بِلَا ضَرُوْرَةٍ‪.‬‬
‫وَمُقْتَضَى كَلَامِ الإِمَامِ الْحُرْمَةُ‪.‬‬ ‫وَتَرْكُ السُّوْرَةِ جَائِرٌ‪،‬‬
‫الرَّكْعَتَيْنِ (الأُوْلَيَيْن) مِنْ رُبَاعِيَّةٍ أَوْ ثُلَاثِيَّةٍ‪ ،‬وَلَا تُسَنُ‬ ‫وَتُسَنُّ (فِي)‬
‫فَيَقْرَؤُهَا‬ ‫الأَخِيْرَتَيْنِ إِلَّا لِمَسْبُوْقَ بِأَنْ لَمْ يُدْرِكِ الْأَوْلَيَيْنِ مَعَ إِمَامِهِ‪،‬‬ ‫في‬

‫فِي بَاقِي صَلَاتِهِ إِذَا تَدَارَكَهُ وَلَمْ يَكُنْ قَرَأَهَا فِيْمَا أَدْرَكَهُ‪ ،‬مَا لَمْ تَسْقُط‬
‫عَنْهُ لِكَوْنِهِ مَسْبُوْقًا فِيْمَا أَدْرَكَهُ ؛ لأَنَّ الإِمَامَ إِذَا تَحَمَّلَ عَنْهُ الْفَاتِحَةَ‬
‫فَالسُّوْرَةُ أَوْلَى‪.‬‬

‫وَيُسَنُ أَنْ يُطَوّلَ قِرَاءَةَ الأُوْلَى عَلَى الثَّانِيَةِ مَا لَمْ يَرِدْ نَضٌ بِتَطْوِيْلِ‬
‫وَعَلَى التَّوَالِي مَا لَمْ تَكُنِ الَّتِي‬ ‫وَأَنْ يَقْرَأَ عَلَى تَرْتِيْبِ الْمُصْحَفِ ‪،‬‬ ‫الثَّانِيَةِ‪،‬‬

‫واعتمده الخطيب والجمال‬ ‫الشهاب الرَّمليُّ بأنَّه أفضل من قدرها‪،‬‬


‫الرَّملي والْقَلْيُوْبِيُّ وغيرهم واقتضى كلام «التحفة» و«الإيعاب»‬
‫والأطول‬ ‫وشَرْحَيْ الإرشاد أنَّ السُّورة أفضل من حيث الاتباع‪،‬‬
‫إلى تفضيل‬ ‫لكن ميل كلام «حج»‬ ‫أفضل من حيث كثرة الحروف‪،‬‬
‫‪.]١٦٧/١‬‬ ‫السُّورة مطلقا‪« .‬كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫وَيَنْبَغِي) قد يتبادر من قوله الآتي وَمُقْتَضَى كَلَامِ الإِمَامِ‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫الْحُرْمَةُ أنَّ يَنْبَغِي هنا بمعنى يُنْدَبُ وليس كذلك‪ ،‬بل هي بمعنى‬
‫يَجِبُ؛ لِمَا عَلَّل به هنا ؛ ولِما تقدَّم في شرح قوله «وَمَعَ رِعَايَةِ حُرُوْفٍ‬
‫وَمَخَارِجِهَا» أنَّ ذلك مبطل للصَّلاة إن علم الحرمة وتعمد وإِلَّا‬
‫فللقراءة؛ فتنبه‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٢٧٤‬‬

‫وَلَوْ تَعَارَضَ التَّرْتِيْبُ وَتَطُويْلُ الأُوْلَى كَأَنْ قَرَأَ الْإِخْلَاصَ‬ ‫تَلِيْهَا أَطْوَلَ‪.‬‬
‫فَهَلْ يَقْرَأُ الْفَلَقَ نَظَرًا لِلتَّرْتِيْبِ؟ أَوِ الْكَوْثَرَ نَظَرًا لِتَطْوِيْلِ الْأَوْلَى؟ كُلٌّ‬
‫وَالأَقْرَبُ الأَوَّلُ‪ .‬قَالَهُ شَيْخُنَا فِي شَرْحِ الْمِنْهَاج» [‪.]٥٧/٢‬‬ ‫مُحْتَمِلٌ‪،‬‬
‫وَإِنَّمَا تُسَنُّ قِرَاءَةُ الْآيَةِ (لِـ) إِمَامٍ وَمُنْفَرِد‪.‬‬
‫وَقِيلَ‪:‬‬ ‫فَتُكْرَهُ لَهُ‪،‬‬ ‫وَغَيْرِ مَأْمُوْمٍ سَمِعَ قِرَاءَةَ إِمَامِهِ فِي الْجَهْرِيَّةِ‪،‬‬
‫أَمَّا مَأْمُوْمٌ لَمْ يَسْمَعْهَا أَوْ سَمِعَ صَوْتًا‬ ‫تَحْرُمُ [انظر‪« :‬التَّحفة» (‪]٥٤/٢‬‬
‫لَكِنْ يُسَنُّ لَهُ ‪ -‬كَمَا فِي أَوْلَيَيْ السِّرِّيَّةِ ‪-‬‬ ‫فَيَقْرَأُ سِرًّا ‪،‬‬ ‫لَا يُمَيِّرُ حُرُوْفَهُ ‪:‬‬

‫قال عبد الرؤوف‪:‬‬ ‫وَالأَقْرَبُ الأَوَّلُ كذا في التحفة»‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ويسلم بذلك من الكراهة‬ ‫وهو أن يقرأ بعض الفلق‪،‬‬ ‫ويظهر غير ذلك‪،‬‬
‫وعدم الترتيب‪ .‬اهـ‪ .‬وبه صرَّح في‬ ‫التي في تطويل الثَّانية على الأولى‪،‬‬
‫‪.]١٤٩/١‬‬ ‫النهاية) [‪« .]٤٩٥/١‬بَصْرِي» [على «التحفة»‬

‫يقتضي أنَّه لو سمعها في‬ ‫سَمِعَ قِرَاءَةَ إِمَامِهِ فِي الْجَهْرِيَّةِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫أنَّه يقرأ ولا يستمع قراءة إمامه لمخالفته بالجهر لما طلب‬ ‫السِّرِّيَّة ‪:‬‬
‫وأقره‬ ‫فالعبرة بالمشروع لا بالمفعول‪ ،‬وقد تَبعَ في ذلك «الأسنى»‬ ‫منه‪،‬‬
‫وهو‬ ‫ع ش [انظر‪« :‬بج على شرح المنهج ‪ .]٢٠٠/١‬قال في «التحفة»‪:‬‬
‫فيقرأ في سرِّيَّةِ جَهَرَ الإمام فيها لا عكسه‪،‬‬ ‫قضيَّة «المنهاج قال‪:‬‬
‫اقتضاء‬ ‫وصححه في «الشَّرح الصَّغير»‪ ،‬لكن الَّذي في «الروضة»‬
‫واعتمده شيخ‬ ‫اهـ [‪.]٥٤/٢‬‬ ‫اعتبار فعل الإمام‪.‬‬ ‫تصريحًا ‪:‬‬ ‫و«المجموع»‬
‫وما بعدها) و(النهاية) [‪ ]٤٩١/١‬و«المغني»‬ ‫الإسلام [في‪« :‬الأسنى»‬
‫لَيسَ‬ ‫«فِي الْجَهْرِيَّةِ»‬ ‫فقول المتن ‪ -‬گـ «الفتح»‬ ‫والزَّيَّادِيُّ و«الفتح»‪،‬‬
‫بقيد على المعتمد كما رأيته‪.‬‬

‫الفاتحة والآية كما يدلُّ عليه استدراكه‬ ‫فَيَقْرَأُ سِرًّا) أي ‪:‬‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫‪۲۷۵‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَحِيْنَئِذٍ‬ ‫تَأْخِيْرُ فَاتِحَتِهِ عَنْ فَاتِحَةِ إِمَامِهِ إِنْ ظَنَّ إِدْرَاكَهَا قَبْلَ رُكُوْعِهِ‪،‬‬
‫يُكْرَهُ‬ ‫وَقَالَ الْمُتَوَلِّي وَأَقَرَّهُ ابْنُ الرِّفْعَةِ‪:‬‬ ‫يَشْتَغِلُ بِالدُّعَاءِ لَا الْقِرَاءَةِ‪،‬‬
‫لِلْخِلَافِ فِي الاعْتِدَادِ بِهَا حِينَئِذٍ؛‬ ‫الشُّرُوْعُ فِيْهَا قَبْلَهُ وَلَوْ فِي السِّرِّيَّةِ‪،‬‬
‫وما‬ ‫وَلِجَرَيَانِ قَوْلٍ بِالْبُطْلَانِ إِنْ فَرَعَ مِنْهَا قَبْلَهُ [في‪« :‬كفاية النبيه»‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بعدها ؛ وانظر‪« :‬التحفة»‬

‫يُسَنُّ لِمَأْمُوْمٍ فَرَغَ مِنَ الْفَاتِحَةِ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ أَوْ مِنَ‬ ‫فَرْعُ ‪:‬‬
‫التَّشَهُدِ الأَوَّلِ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِدُعَاءِ فِيْهِمَا‪ ،‬أَوْ قِرَاءَةِ فِي‬
‫وَهِيَ أَوْلَى‪.‬‬ ‫الأُوْلَى‪،‬‬
‫سُوْرَةُ الْجُمُعَةِ‬ ‫صَلَاةِ (جُمُعَةٍ وَعِشَائِهَا)‪:‬‬ ‫(وَ) سُنَّ لِلْحَاضِرِ (فِي)‬

‫وأنه لا‬ ‫وإن كان كلامه قد يتبادر منه أنَّ الكلام في الآية فقط‪،‬‬ ‫بعده‪،‬‬
‫موقع لاستدراكه؛ فتأمل‪.‬‬
‫ولو علم‬ ‫لكراهة تقديمها على الفاتحة‪،‬‬ ‫(قوله ‪ :‬لَا الْقِرَاءَةِ) أي ‪:‬‬
‫أنَّه لا يمكنه قراءة الفاتحة بعد تأمينه مع الإمام؛ سُنَّ له أن يقرأها‬
‫اهـ «بشرى» [ص ‪.]٢٢٣‬‬ ‫ولا تجب‪.‬‬ ‫معه‪،‬‬

‫إلخ) كذا في «التحفة» [‪.]٥٨/٢‬‬ ‫(قوله ‪ :‬أَنْ يَشْتَغِلَ بِدُعَاء‪...‬‬


‫والذي أفتى به الشِّهاب الرَّملي فيما إذا فرغ المأموم من التشهد‬
‫الأول قبل الإمام أنَّه يسنُّ له الإتيان بالصَّلاة على الآل وتوابعها‪« .‬م‬
‫وسيأتي اعتماده في الشرح‬ ‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫ر»‪ .‬اهـ [«سم» على «التحفة»‬
‫في باب صلاة الجماعة تَبَعًا لِـ «التحفة هنا‪ .‬وقيَّد في «النهاية»‬
‫موافقته في الصَّلاة على الآل بما إذا كان المأموم في غير‬ ‫[‪]٢٤٤/٢‬‬
‫محل تشهده الأوَّل ؛ وإلا فلا يوافقه ؛ لإخراجه التشهد الأوَّل حينئذ‬
‫وليس هو حينئذ لمجرد المتابعة‪.‬‬ ‫عمَّا طلب فيه‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬
‫‪٢٧٦‬‬

‫وَالْمُنَافِقُوْنَ‪ ،‬أَوْ سَيّ وَهَلْ أَلَكَ ؛ وَ فِي (صُبْحِهَا) ـ أَيْ‪:‬‬


‫تَنزِيلُ السَّجْدَةِ (وَهَلْ أَتَى ؛‬ ‫الم‬ ‫الْجُمُعَةِ ‪ -‬إِذَا اتَّسَعَ الْوَقْتُ‪:‬‬
‫وَيُسَنُّ قِرَاءَتُهُمَا فِي صُبْحٍ‬ ‫فِي (مَغْرِبِهَا الْكَافِرُوْنَ وَالإِخْلَاصُ)‪،‬‬ ‫و)‬
‫وَفِي رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالطَّوَافِ‬ ‫الْجُمُعَةِ وَغَيْرِهَا لِلْمُسَافِرِ‪،‬‬
‫وَالتَّحِيَّةِ وَالاسْتِخَارَةِ وَالإِحْرَامِ؛ لِلاتِّبَاعِ فِي الكُلِّ [منه‪ :‬مسلم الأرقام‪۸۷۷ :‬‬
‫‪.[۸۸۰‬‬ ‫‪- ۸۷۹ - ۸۷۸ -‬‬

‫تَبِعَ في ذلك ما وقع في‬


‫تَبِعَ‬ ‫(قوله‪ :‬أَوْ سَبع وَهَلْ‬
‫وَوَهَلْ أَنَنَكَ‬
‫أجوبة لشيخه ابن حجر عن حوادث متعدّدة‪ ،‬وبه قال الْبَصْرِيُّ في‬
‫«فتاويه»‪ ،‬ولم نعثر على ما ذُكِرَ فيها لأحد ؛ والموجود في «فتاوى ابن‬
‫حجر الكبرى الجامعة [‪ ]۱۵۸/۱‬وفي شرح العُباب الاقتصار في عشاء‬
‫ليلة الجمعة على الجُمُعة والمنافقون‪ .‬اهـ بل ذكر ذلك في فتاويه الكبرى‬
‫‪۱۹۲/۱‬؛ فراجع وتنبه]‪.‬‬ ‫الفقهية‬

‫يسنَّان له في كل صلاة [نقله‬ ‫لِلْمُسَافِرِ) بل قال الشَّرْقَاوِيُّ ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫صُبحه‬ ‫وفي التَّحفة) أنَّ المعوذتين أَوْلَى في‬ ‫‪.‬‬
‫]‬‫في «البشرى» ص ‪]۲۲٥‬‬
‫‪٢٢٥‬‬

‫وقد أتى الشارح بثمان صلوات ممَّا تسنُّ فيه سورَنَا الإخلاص‬ ‫[‪.]٥٢/٢‬‬
‫وعند‬ ‫وعند السفر في بيته‪،‬‬ ‫وصلاة الحاجة‪،‬‬ ‫راتبة العِشاء‪،‬‬ ‫وَتَرَكَ ‪:‬‬
‫والتقديم للقتل ؛ بل استحسن بعض العلماء‬ ‫القدوم في المسجد‪،‬‬
‫كما في «فتاوى‬ ‫قراءتهما في كل صلاة لم يرد فيها قرآن بخصوصه‪،‬‬
‫العلامة السيد عبد الله «بافقيه كذا في بغية المسترشدين‪ ،‬ص ‪.]٧٤‬‬
‫‪:‬‬

‫لاتِّبَاعِ فِي الْكُلِّ دليل لسُنّيَّة سورة الجمعة وما بعدها‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فتخصيص الْمُحَشِّي ذلك بسورتي الإخلاص غفلةٌ عما قبله‪.‬‬
‫ويسن قراءة قصار المُفَصَّل في المغرب ولو لإمام غير‬
‫وسُمِّي مُفصَّلا ‪ :‬لكثرة الفصول فيه بالبسملة بين السور‪ ،‬أو‬ ‫محصورين‪،‬‬
‫‪G ۲۷۷‬‬ ‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فُرُوعٌ ‪ :‬لَوْ تَرَكَ إِحْدَى الْمُعَيَّنَتَيْنِ فِي الْأَوْلَى؛ أَتَى بِهِمَا فِي‬
‫الثَّانِيَةِ ؛ قَرَأَ فِيْهَا مَا فِي الأُوْلَى‪ ،‬وَلَوْ‬
‫الثَّانِيَةِ‪ ،‬أَوْ قَرَأَ فِي الأُوْلَى مَا فِي الثَّانِيَةِ‬
‫شَرَعَ فِي غَيْرِ السُّوْرَةِ الْمُعَيَّنَةِ وَلَوْ سَهْوًا ؛ قَطَعَهَا وَقَرَأَ الْمُعَيَّنَةَ نَدْبًا‪،‬‬

‫للمنفرد وإمام‬ ‫بكسر الطَّاء وضمها ‪-‬‬ ‫وطواله ‪-‬‬ ‫لقلة المنسوخ فيه‪،‬‬
‫والظهر بقريب‬ ‫محصورين رضوا بالتَّطويل نطقا عند «حج» في الصُّبح‪،‬‬
‫قال ابن‬ ‫وفي العصر والعشاء أوساطه؛ للاتباع‪،‬‬ ‫أي من طواله‪،‬‬ ‫منه ‪،‬‬

‫ومنها إلى وَالضُّحَى )‬ ‫طواله من الحجرات إلى عَم ‪،‬‬ ‫مَعِيْن ‪:‬‬
‫وَجَرَى عليه الْمَحَلِّيُّ‪ ،‬و«م ر‬ ‫أوساطه‪ ،‬ومنها إلى آخر القرآن ‪،‬قصاره‪،‬‬
‫والْمُصَنِّفُ هنا حيث‬ ‫«شرح البهجة»‪ ،‬ووالده في شرح الزُّبد»‪،‬‬
‫مثل أوساطه بقوله كالشَّمس ونحوها أي في الطُّول‪ ،‬ونَقَلَ ذلك‬
‫قاف‬ ‫والأصح أنَّ طواله‬ ‫في «التحفة بصيغة تَبَرّ‪ ،‬ولم يذكر غيره‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫والمرسلات‪ ،‬وأنَّ أوساطه كالجُمُعة وقصاره كسورتي الإخلاص‪ .‬اهـ‬


‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بشری» [ص ‪٢٢٤‬‬

‫إلخ‪ ،‬أنَّ‬ ‫للمنفرد‪...‬‬ ‫وأشار بقوله‪:‬‬ ‫قال في المنهج القويم‪:‬‬


‫طواله وكذا أوساطه لا تسنُّ إلا للمنفرد وإمام محصورين بمسجد غير‬
‫مطروق لم يطرقه غيرهم وإن قل حضور من رضوا بالتّطويل وكانوا‬
‫أحرارًا ولم يكن فيهم متزوّجات ولا أجير عين؛ وإلا اشترط إذن‬
‫الزوج والمستأجر‪ ،‬فإن اختل شرط من ذلك ‪ :‬نُدِبَ الاقتصار في سائر‬
‫الصلوات على قصار المُفَصَّل ‪ ،‬ويكره ‪،‬خلافه‪ ،‬خلافًا لِمَا ابتدعه جهلة‬
‫وكذا يقال في سائر أذكار‬ ‫الأئمة من التَّطويل الزَّائد على ذلك‪،‬‬
‫الصَّلاة‪ ،‬فلا يسنُّ للإمام تطويلها على أدنى الكمال فيها إلا بهذه‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫اهـ [ص ‪١٩١‬‬ ‫الشروط ؛ وإلا كره‪.‬‬
‫فيقتصر على‬ ‫وفي بشرى الكريم ‪ :‬أمَّا إمام غير محصورين‪:‬‬
‫قصاره؛ إلا ما وَرَدَ فيأتي به وإن طال ولم يرضوا به [ص ‪.]٢٢٥‬‬
‫ترشحالمستفيديننعلىفتحالمعين‬ ‫‪TVA‬‬

‫وَعِنْدَ ضِيْقِ وَقْتٍ سُوْرَتَانِ قَصِيرَتَانِ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضِ الطَّوِيْلَتَيْنِ الْمُعَيَّنَتَيْنِ‬
‫وَلَوْ لَمْ يَحْفَظُ إِلَّا إِحْدَى الْمُعَيَّنَتَيْنِ؛ قَرَأَهَا وَيُبْدِلُ‬ ‫خِلَافًا لِلْفَارِقِيِّ‪،‬‬
‫الأُخْرَى بِسُوْرَةٍ حَفِظَهَا وَإِنْ فَاتَهُ الْوِلَاءُ‪ ،‬وَلَوِ اقْتَدَى فِي ثَانِيَةِ صُبْحِ‬
‫وَسَمِعَ قِرَاءَةَ الإِمَامِ ﴿هَلْ أَنَ؛ فَيَقْرَأُ فِي ثَانِيَتِهِ إِذَا‬ ‫مَثَلًا ‪-‬‬ ‫الْجُمُعَةِ ‪-‬‬
‫كَمَا أَفْتَى بِهِ الْكَمَالُ الرَّدَّادُ‪،‬‬ ‫تَنزِيلُ ‪،‬‬ ‫قَامَ بَعْدَ سَلَامِ الإِمَامِ المَ‬
‫لَكِنْ قَضِيَّةُ كَلَامِهِ فِي‬ ‫وَتَبِعَهُ شَيْخُنَا فِي «فَتَاوِيْهِ) [الكبرى الفقهيَّة ‪،]١٥٧/١‬‬
‫وَإِذَا قَرَأَ الإِمَامُ‬ ‫شَرْحِ الْمِنْهَاج» أَنَّهُ يَقْرَأُ فِي ثَانِيَتِهِ إِذَا قَامَ وَهَلْ أَتَ‪،‬‬

‫«التحفة»‬
‫اعتمده في‬ ‫أَفْضَلُ مِنْ بَعْضِ الطَّوِيْلَتَيْنِ الْمُعَيَّنَتَيْنِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وشَرْحَيْ الإرشاد» و«المنهج القويم‪.‬‬ ‫[‪]٥٦/٢‬‬
‫على‬ ‫خِلَافًا لِلْفَارِقِيَّ) أقرَّه شيخ الإسلام في «الأسنى»‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وكذا في الأخرى يقرأ ما أمكنه‬ ‫قراءة ما أمكن منها ولو آية السَّجدة‪،‬‬
‫اهـ [‪.]١٥٥/١‬‬ ‫كان تاركًا للسُّنَّة‪.‬‬ ‫فإن قرأ غير ذلك ‪:‬‬ ‫هَلْ أَتَى‪،‬‬ ‫من‬
‫وهو المعتمد وإن نُوْزعَ فيه‬ ‫وكذلك الخطيب‪ .‬قال في «النّهاية»‪:‬‬
‫[‪ ]٤٩٥/١‬اهـ كُردي» [في‪« :‬الوسطى» ‪.]١٦٨/١‬‬

‫إلخ) عبارته ‪ :‬فإن‬ ‫(قوله ‪ :‬لَكِنْ قَضِيَّةُ كَلَامِهِ فِي شَرْحٍ الْمِنْهَاج»‬
‫ترك الم ) في الأولى ؛ أتى بهما في الثَّانية‪ ،‬أو قرأ هَلْ أَتَى في‬
‫في الثَّانية ؛ لئلا تخلو صلاته عنهما‪ .‬اهـ [‪.]٥٦/٢‬‬ ‫الأولى ؛ قرأ الم‬
‫وهي كما تراها ليست نصَّا فيما ادعاه ‪ ،‬بل قضيَّة العِلَّة وجعلهم السَّامع‬
‫فلعل نُسخة‬ ‫وإفتاء الكمال الرَّدَّاد‪،‬‬ ‫فتاويه»‬ ‫کالقارئ ظاهرة في موافقة‬
‫الشارح من «التحفة» سقيمة؛ فتنبَّه‪ .‬نعم‪ ،‬في «الْبَصْرِي»‪ :‬هلا يقال ‪:‬‬
‫قرأهما أيضًا ؛ لأنَّ الإتيان بكلِّ في محلّها مطلوب أيضًا‪ ،‬وفيما ذكره‬
‫وقد يقال بأنَّ ما ذكره بيان لأصل سُنِّيَّة الإتيان‬ ‫تدارك أصل الإتيان بهما‪،‬‬
‫‪۲۷۹‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫غَيْرَهَا ؛ قَرَأَهُمَا الْمَأْمُوْمُ فِي ثَانِيَتِهِ‪ ،‬وَإِنْ أَدْرَكَ الإِمَامَ فِي رُكُوعِ الثَّانِيَةِ ؛‬
‫فَيَقْرَأُ السَّجْدَةَ وَهَلْ أَتَى فِي ثَانِيَتِهِ‪ ،‬كَمَا أَفْتَى‬ ‫فَكَمَا لَوْ لَمْ يَقْرَأُ شَيْئًا‪،‬‬
‫بِهِ شَيْخُنَا [ في الفتوى المشار إليها قريبا]‪.‬‬

‫تَنْبِيْهُ‪ :‬يُسَنُ الْجَهْرُ بِالْقِرَاءَةِ لِغَيْرِ مَأْمُوْمِ فِي صُبْحٍ‪ ،‬وَأَوْلَيَيْ‬


‫الْعِشَاءَيْنِ‪ ،‬وَجُمُعَةٍ‪ ،‬وَفِيْمَا يُقْضَى بَيْنَ غُرُوبِ شَمْسٍ وَطُلُوعِهَا‪ ،‬وَفِي‬
‫وما بعدها]‪،‬‬ ‫وَلَوْ قَضَاءً [في‪« :‬التحفة»‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا‪:‬‬ ‫الْعِيْدَيْنِ‪،‬‬
‫وَخُسُوْفِ الْقَمَرِ‪.‬‬ ‫وَوِتْرِ رَمَضَانَ‪،‬‬ ‫وَالتَّرَاوِيْحَ‪،‬‬

‫وما‬ ‫وَيُكْرَهُ لِلْمَأْمُوْم الْجَهْرُ ؛ لِلنَّهْي عَنْهُ [ انظر‪« :‬التلخيص الحبير»‬


‫بعدها‪ ،‬وَلَا يَجْهَرُ مُصَلِّ وَغَيْرُهُ إِنْ شَوَّسَ عَلَى نَحْوِ نَائِم أَوْ مُصَلِّ‪،‬‬
‫فَيُكْرَهُ كَمَا فِي الْمَجْمُوع [‪ )٢٤٦/٣‬وما بعدها]‪ ،‬وَبَحَثَ بَعْضُهُمُ الْمَنْعَ مِنَ‬
‫الْجَهْرِ بِقُرْآنِ أَوْ غَيْرِهِ بِحَضْرَةِ الْمُصَلِّي مُطْلَقًا ؛ لأَنَّ الْمَسْجِدَ وُقِفَ عَلَى‬
‫وَيَتَوَسَّطُ بَيْنَ الْجَهْرِ‬ ‫أَصَالَةً ‪ -‬دُوْنَ الْوُعَاظِ وَالْقُرَّاءِ‪،‬‬ ‫الْمُصَلِّيْنَ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬
‫وَالإِسْرَارِ فِي النَّوَافِلِ الْمُطْلَقَةِ لَيْلًا [انظر‪« :‬التحفة» ‪.]٥٧/٢‬‬

‫بهما‪ ،‬وأما الكمال ففيما ذكر‪ ،‬ولا نظر لتطويل الثانية على الأُولى؛ لأنَّه‬
‫قد عُهِدَ كما سيأتي‪ .‬اهـ [على «التحفة» ‪.]١٤٨/١‬‬
‫وَغَيْرُهُ )‬ ‫شامل للفرض وغيره‪( .‬وقوله‪:‬‬ ‫وَلَا يَجْهَرُ مُصَلِّ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫كطائف ومدرّس وقارئ وواعظ‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬

‫عَلَى نَحْوِ نَائِم ظاهره ولو في المسجد وقت إقامة‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫على «التحفة» ‪٥٧/٢‬‬ ‫وفيه نظر؛ لأنَّه مقصِّرُ بالنَّوم حينئذ‪« .‬سم»‬ ‫المفروضة‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬

‫قال‬ ‫اختلفوا في تفسيره‪،‬‬ ‫وَيَتَوَسَّطُ بَيْنَ الْجَهْرِ وَالإِسْرَارِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫(وَ) سُنَّ لِمُنْفَرِدٍ وَإِمَامٍ وَمَأْمُوْمٍ تَكْبِيرٌ فِي كُلِّ خَفْضِ وَرَفْعِ)‬
‫للاتباع [البخاري رقم‪۷۸۵ :‬؛ مسلم رقم‪( ،]۳۹۲ :‬لَا فِي رَفْعِ (مِنْ رُكُوعِ)‪،‬‬
‫سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ‪.‬‬ ‫بَلْ يَرْفَعُ مِنْهُ قَائِلًا ‪:‬‬

‫تارةً ويسرُّ أُخرى‪ ،‬ولا‬ ‫والأحسن في تفسيره‪ :‬أنَّه‬


‫يجهر‬ ‫رُكَشِيُّ ‪:‬‬
‫يستقيم تفسيره بغير ذلك‪ .‬اهـ‪ .‬ومحَلٌّ ذلك في حقٌّ الرَّجل‪ ،‬أما المرأة‬
‫فيجهران‬ ‫فيسران إن كان هناك أجنبي ؛ وإلا كانا كالرجل‪،‬‬ ‫والخنثى ‪:‬‬
‫على «شرح ابن‬ ‫ويكون جهرهما دون جهر الرَّجل‪( .‬بَاجُوري»‬ ‫ويتوسطان‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫قاسم ‪٦٤٩/١‬‬

‫(قوله ‪ :‬تَكْبِيرٌ فِي كُلِّ خَفْضِ وَرَفْعِ) ويسن ـ أيضًا ـ التكبير من‬
‫الضُّحى إلى آخر القرآن في الصَّلاة وخارجها‪ ،‬كما أخرجه الحاكم‬
‫وهل يختص بمن يختم أم لا؟ أفتى ابن‬ ‫‪]٣٥٨/٤‬‬ ‫‪،٥٣٧٧‬‬ ‫وصححه [رقم ‪:‬‬
‫وعليه الإجماع الفعلي‪.‬‬ ‫والذي يترجح لي إفتاؤه بالأوّل‪،‬‬ ‫حجر بهما‪،‬‬
‫ونَقَلَهُ الْكُرْدِيُّ في «الكُبرى»‬ ‫على المنهج القويم ص ‪.]٢٥٨‬‬ ‫اهـ «جِرْهَزِي»‬
‫ولم أرَ‬ ‫قال ابن الْجَزَرِي ‪:‬‬ ‫قال في الفتاوى الحديثيَّة»‪:‬‬ ‫وأقره [‪.]٢٢١/٢‬‬
‫للحنفية ولا للمالكية نقلا بعد التتبع‪ ،‬ولم يستحبه الحنابلة لقراءة غير‬
‫ابن كثير‪ .‬اهـ‪ .‬وأما صيغته ‪ :‬فلم يختلف مثبتوه أنَّها «الله أكبر»‪ ،‬وهي‬
‫ورَوَى عنه آخرون التهليل قبلها‬ ‫التي رواها الجمهور عن الْبَزِّيِّ‪،‬‬ ‫'‬

‫فلتعتمد‪،‬‬ ‫وهذه ثابتةٌ عن الْبَزِّيِّ‪،‬‬ ‫والله أكبر‪،‬‬ ‫فتصير ‪« :‬لا إله إلا الله‬
‫اهـ [ص‬ ‫بعد «أكبر»‪.‬‬ ‫ولله الحمد»‬ ‫زيادة‬ ‫أيضًا ‪-‬‬ ‫ونُقل عن الْبَزِّيِّ ‪-‬‬
‫‪.[٢٢٥‬‬

‫فيستوي الكل في سَنِّ ذلك‪،‬‬ ‫سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫رَبَّنَا لَكَ‬ ‫فَقُولُوا ‪:‬‬ ‫سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ‪،‬‬ ‫وأمَّا خبر‪« :‬إِذَا قَالَ الإِمَامُ ‪:‬‬
‫قولوا ذلك مع ما‬ ‫فمعناه‪:‬‬ ‫مسلم رقم ‪]٤٠٩ :‬‬ ‫الْحَمْدُ) [البخاري رقم ‪:‬‬
‫‪۲۸۱‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫إِلَى أَنْ يَصِلَ إِلَى الْمُنْتَقَلِ إِلَيْهِ‬ ‫التَّكْبِيرِ ‪-‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫سُنَّ مَدُّهُ)‬ ‫(وَ)‬
‫وَإِنْ فَصَلَ بِجَلْسَةِ الاسْتِرَاحَةِ‪.‬‬

‫وَكَذَا‬ ‫بِتَكْبِيْرِ الانْتِقَالِ كَالتَّحَرُّم (لإِمَامِ)‪،‬‬ ‫سُنَّ جَهْرٌ بِهِ أَيْ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫لَكِنْ إِنْ نَوَيَا الذِّكْرَ أَوْ وَالإِسْمَاعَ؛ وَإِلَّا بَطَلَتْ‬ ‫مُبَلِّغَ احْتِيْجَ إِلَيْهِ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫صَلَاتُهُ‪ ،‬كَمَا قَالَ شَيْخُنَا فِي شَرْحِ الْمِنْهَاج» [‪١٧/٢‬‬
‫قَالَ بَعْضُهُمْ‪ :‬إِنَّ التَّبْلِيْغَ بِدْعَةٌ مُنْكَرَةٌ بِاتِّفَاقِ الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ حَيْثُ‬
‫‪.]١٤٤/٢‬‬ ‫بَلَغَ الْمَأْمُوْمِيْنَ صَوْتُ الإِمَام [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫الله‬
‫سمع‬ ‫علمتوه من قولكم سمع الله لمن حمده؛ ويجهر الإمام بـ‪:‬‬
‫لمن حمده ويسرُّ بـ ربَّنا لك الحمد؛ وسبب ذلك ‪ :‬أن أبا بكر تأخر‬
‫الحمد الله‪،‬‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫فجاء للصَّلاة فوجد النَّبيَّ ﷺ ‪،‬راكعًا‪،‬‬ ‫يوما‪،‬‬
‫فنزل جبريل وقال‪ :‬سمع الله لمن حمده‪ ،‬وأمر النبيﷺ أن يجعلها‬
‫وما‬ ‫على «شرح ابن قاسم»‬ ‫عند الرفع من الركوع ‪ .‬اهـ «بَاجُوري»‬
‫بعدها ]‪.‬‬

‫وَإِنْ فَصَلَ بِجَلْسَةِ الاسْتِرَاحَةِ وفي «الأسنى» و«المغني»‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫وكذلك أطلق «حج» في شُرُوح «العُباب»‬ ‫لا نظر إلى طول المد‪،‬‬
‫والشهاب الرملي في‬ ‫والإرشاد»‪ ،‬وشيخ الإسلام في شرح البهجة»‪،‬‬
‫شرح الزُّبد»‪ ،‬و«سم في شرح أبي شجاع»‪ ،‬قال في «التحفة»‪ :‬لكن‬
‫فيُحمل ذلك الإطلاق على هذا‬ ‫إلخ‪،‬‬ ‫بحيث لا يتجاوز سبع ألفات‪...‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫التقييد‪« .‬وسطى» [‪١٦٨/١‬‬

‫حَيْثُ بَلَغَ الْمَأْمُوْمِيْنَ صَوْتُ الإِمَام) أي‪ :‬لأنَّ السُّنَّة في‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫أنه مكروه‪،‬‬ ‫ومراده بكونه بدعة منكرة‪:‬‬ ‫حقه حينئذ أن يتولاه بنفسه‪،‬‬
‫خلافا لمن وَهِمَ فيه فأخذ منه أنَّه لا يجوز‪« .‬تحفة» [‪.]١٤٤/٢‬‬
‫‪۲۸۲‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫الْجَهْرُ بِهِ (لِغَيْرِهِ) مِنْ مُنْفَرِدٍ وَمَأْمُوْمٍ‪.‬‬ ‫(وَكُرِهَ) أَيْ‪:‬‬


‫مَا‬ ‫وَهُمَا ‪:‬‬ ‫خَامِسُهَا ‪( :‬رُكُوْعٌ بِالْحِنَاءِ بِحَيْثُ تَنَالُ رَاحَتَاهُ)‬ ‫(وَ)‬
‫عَدَا الأَصَابِعَ مِنَ الْكَفَّيْنِ ؛ فَلَا يَكْفِي وُصُوْلُ الأَصَابِع ‪( -‬رُكْبَتَيْهِ) لَوْ‬
‫أَرَادَ وَضْعَهُمَا عَلَيْهِمَا عِنْدَ اعْتِدَالِ الْخِلْقَةِ‪ ،‬هَذَا أَقَلُّ الرُّكُوْع‪.‬‬
‫بِأَنْ يَمُدَّهُمَا حَتَّى يَصِيْرَا‬ ‫(وَسُنَّ) فِي الرُّكُوعِ تَسْوِيَةُ ظَهْرٍ وَعُنُقِ)‬
‫كَالصَّفْحَةِ الْوَاحِدَةِ؛ لِلاتِّبَاعِ البخاري رقم‪٨٢٨ :‬؛ مسلم رقم‪.]٤٩٨ :‬‬
‫(وَأَخْذُ رُكْبَتَيْهِ) مَعَ نَصْبِهِمَا وَتَفْرِيْقِهِمَا (بِكَفَّيْهِ) مَعَ كَشْفِهِمَا وَتَفْرِقَةِ‬
‫أَصَابِعِهِمَا تَفْرِيقًا وَسَطًا‪.‬‬

‫لاتِّبَاعِ [أبو داود رقم‪:‬‬ ‫ثَلَاثًا)‬ ‫سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيْمِ وَبِحَمْدِهِ‪،‬‬ ‫(وَقَوْلُ ‪:‬‬
‫سُبْحَانَ اللَّهِ‪،‬‬ ‫وَلَوْ بِنَحْوِ‪:‬‬ ‫مَرَّةٌ‪،‬‬ ‫وَأَقَلُّ التَّسْبِيحِ فِيْهِ وَفِي السُّجُوْدِ ‪:‬‬ ‫‪،١٨٦٩‬‬
‫إِحْدَى عَشْرَةَ‪.‬‬ ‫وَأَكْثَرُهُ ‪:‬‬

‫وَلَكَ‬ ‫وَبِكَ آمَنْتُ‪،‬‬ ‫وَيَزِيدُ مَنْ مَرَّ نَدْبًا ‪« :‬اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ‪،‬‬
‫أَسْلَمْتُ ؛ خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخْي وَعَظْمِي وَعَصَبِي وَشَعْرِي‬

‫(قوله ‪ :‬لَوْ أَرَادَ وَضْعَهُمَا أشار به إلى أنَّ الوضع ليس بشرط‪.‬‬
‫عِنْدَ اعْتِدَالِ الْخِلْقَةِ أي فلا نظر لبلوغ راحتي طويل‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫ولا لعدم بلوغ راحتي القصير‪( .‬تحفة» [‪٥٨/٢‬‬ ‫اليدين‪،‬‬

‫فالواو‬ ‫وسبحته حال كوني ملتبسًا بحمده‪،‬‬ ‫وَبِحَمْدِهِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫للعطف أو زائدة‪.‬‬

‫منفرد وإمام محصورين بشرطهم‪.‬‬ ‫(قوله ‪ :‬مَنْ مَرَّ) أي ‪:‬‬


‫ينبغي أن يتحرى الخشوع‬ ‫إلخ) قال ابن حجر ‪:‬‬ ‫خَشَعَ ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪۲۸۳‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫جَمِيْعُ جَسَدِي ‪ -‬لهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ»‬ ‫وَبَشَرِي وَمَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ قَدَمِي ‪ -‬أَيْ‪:‬‬
‫واللفظ له]‪.‬‬ ‫وما بعدها‪،‬‬ ‫‪۷۷۱‬؛ «مسند الشافعيلشافعي» ص ‪۳۸‬‬ ‫مسلم رقم‪:‬‬

‫ا لَّهُمَّ اغْفِرْ‬ ‫وَيُسَنُّ فِيْهِ وَفِي السُّجُوْدِ ‪« :‬سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ‪،‬‬


‫‪.]٤٨٤‬‬ ‫‪٧٩٤‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫لي) [البخاري رقم‪:‬‬

‫فَالتَّسْبِيْحُ أَفْضَلُ؛ وَثَلَاثُ‬ ‫وَلَوِ اقْتَصَرَ عَلَى التَّسْبِيحَ أَوِ الذِّكْرِ ‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫أَفْضَلُ مِنْ زِيَادَةِ‬ ‫إِلَى آخِرِهِ»‬ ‫تَسْبِيْحَاتٍ مَعَ‪« :‬اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ ‪...‬‬
‫التَّسْبِيحَ إِلَى إِحْدَى عَشْرَةَ‪.‬‬
‫وَالْمُبَالَغَةُ فِي خَفْضِ الرَّأْسِ‬ ‫وَيُكْرَهُ الاقْتِصَارُ عَلَى أَقَلِّ الرُّكُوعِ ‪،‬‬
‫عَنِ الظَّهْرِ فِيْهِ‪.‬‬
‫وَيُسَنُّ لِذَكَرٍ أَنْ يُجَافِي مِرْفَقَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ‪ ،‬وَبَطْنَهُ عَنْ فَخِذَيْهِ‪ ،‬فِي‬
‫الرُّكُوعِ وَالسُّجُوْدِ؛ وَلِغَيْرِهِ أَنْ يَضُمَّ فِيْهِمَا بَعْضَهُ لِبَعْضٍ‪.‬‬
‫فَلَوْ هَوَى لِسُجُوْدِ‬ ‫يَجِبُ أَنْ لَا يَقْصِدَ بِالْهُوِيِّ لِلرُّكُوعِ غَيْرَهُ‪،‬‬ ‫تَنْبِيْهُ ‪:‬‬
‫تِلَاوَةٍ فَلَمَّا بَلَغَ حَدَّ الرُّكُوعِ جَعَلَهُ رُكُوْعًا ‪ :‬لَمْ يَكْفِ‪ ،‬بَلْ يَلْزَمُهُ أَنْ‬

‫وقال‬ ‫عند ذلك؛ وإلا كان كاذبًا‪ ،‬ما لم يرد أنَّه بصورة من هو كذلك‪،‬‬
‫اهـ «بج»‬ ‫يقول ذلك وإن لم يكن متّصفّا به؛ لأنَّه متعبد به‪.‬‬ ‫مر ‪:‬‬
‫‪.]٧٠/٢‬‬ ‫وعلى الإقناع"‬ ‫على شرح المنهج ‪۲۰۵۱‬‬

‫إلخ) ينبغي أن يكون ذلك‬ ‫وَيُسَنُّ فِيْهِ وَفِي السُّجُوْدِ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫قبل الدُّعاء؛ لأنَّه أنسب بالتسبيح‪ ،‬وأن يقوله ثلاثاً‪ .‬اهـ ع ش على‬
‫((‬

‫‪.]٥٠٠/١‬‬ ‫«النهاية»‬

‫فَظَنَّ‬ ‫ولو قرأ إمامه آية سجدة ثُمَّ ركع عَقِبها‪،‬‬ ‫لَمْ يَكْفِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫شحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٢٨٤‬‬

‫يَنْتَصِبَ ثُمَّ يَرْكَعَ؛ كَنَظِيْرِهِ مِنَ الاعْتِدَالِ وَالسُّجُوْدِ وَالْجُلُوسِ بَيْنَ‬


‫السَّجْدَتَيْن‪.‬‬

‫وَلَوْ شَكَ غَيْرُ مَأْمُوْمٍ وَهُوَ سَاجِدٌ هَلْ رَكَعَ؟ لَزِمَهُ الْانْتِصَابُ فَوْرًا‬
‫ثُمَّ الرُّكُوعُ‪ ،‬وَلَا يَجُوْزُ لَهُ الْقِيَامُ رَاكِعًا‪.‬‬

‫وَيَتَحَقَّقُ‬ ‫وَلَوْ فِي نَفْلِ عَلَى الْمُعْتَمَدِ‪،‬‬ ‫سَادِسُهَا ‪( :‬اعْتِدَالٌ)‬ ‫(وَ)‬

‫المأموم أنَّه هَوَى لسجدة التّلاوة فَهَوَى لذلك معه‪ ،‬فرآه لم يسجد‬
‫فوقف عن السجود‪ :‬قال ابن حجر رجّح شيخنا زكريا أنه يعود للقيام‬
‫وما‬ ‫المنهج القويم ص ‪۱۸۰‬؛ وانظر‪« :‬التحفة»‬ ‫ثُمَّ يركع‪ ،‬وهو أوجه [في‪:‬‬
‫الأقرب أنَّه يُحسب له هذا عن الركوع‪،‬‬ ‫وقال الجمال الرَّمليُّ ‪:‬‬ ‫بعدها]‪،‬‬
‫‪.]٤٩٨/١‬‬ ‫ويغتفر ذلك للمتابعة [في‪« :‬النهاية»‬

‫إلخ)‬ ‫مِنَ الاعْتِدَالِ‪.‬‬ ‫الرُّكوع (وقوله ‪:‬‬ ‫(قوله‪ :‬كَنَظِيْرِهِ) أي ‪:‬‬


‫أي‪ :‬فلو رفع رأسه من الركوع أو الجلوس فزعا من شيء؛ لم يكف‬
‫عن الاعتدال والجلوس أو سقط من الاعتدال على وجهه؛ لم يكف‬
‫عن السجود؛ لوجود الصارف في جميع ذلك‪.‬‬
‫(قوله ‪ :‬غَيْرُ مَأْمُوْم أمَّا المأموم فلا يعود ويأتي بعد سلام إمامه‬
‫بركعة كما سيأتي‪.‬‬

‫كذلك «التحفة» [‪]٦٢/٢‬‬ ‫(قوله‪ :‬وَلَوْ فِي نَفْل عَلَى الْمُعْتَمَدِ)‬


‫وكالاعتدال الجلوس بين‬ ‫و«المغني» و«النهاية»‪ ،‬قال ع ش ‪:‬‬
‫السجدتين في أنَّه ركن ولو في نفل‪ ،‬وهذه الغاية للرد على ما فهمه‬
‫وقد جزم به ابن الْمُقْرِي من عدم وجوب‬ ‫بعضهم من كلام النَّوَوِيٌّ‪،‬‬
‫فهل يخر‬ ‫وعلى ما قاله ‪:‬‬ ‫الاعتدال والجلوس بين السجدتين في النَّفل‪،‬‬
‫ساجدًا من ركوعه بعد الطُّمأنينة‪ ،‬أو يرفع رأسه قليلا‪ ،‬أم كيف‬
‫‪٢٨٥‬‬
‫من لمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫قَائِمًا‬ ‫(بِعَوْدِ) بَعْدَ الرُّكُوعِ (لِبَدْءِ)‪ ،‬بأَنْ يَعُوْدَ لِمَا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ رُكُوْعِهِ‪،‬‬
‫كَانَ أَوْ قَاعِدًا‪ ،‬وَلَوْ شَكَ فِي إِثْمَامِهِ ‪ :‬عَادَ إِلَيْهِ غَيْرُ الْمَأْمُوْمِ فَوْرًا‬
‫وَالْمَأْمُوْمُ يَأْتِي بِرَكْعَةٍ بَعْدَ سَلَام إِمَامِهِ‪.‬‬ ‫وُجُوْبًا ‪ ،‬وَإِلَّا بَطَلَتْ صَلَاتُهُ ‪،‬‬

‫(وَسُنَّ أَنْ يَقُوْلَ فِي رَفْعِهِ مِنَ الرُّكُوْع‪( :‬سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ)‬
‫وَالْجَهْرُ بِهِ لِإِمَامِ وَمُبَلِّغَ؛ لأَنَّهُ ذِكْرُ انْتِقَالٍ‪.‬‬ ‫تَقَبَّلَ مِنْهُ حَمْدَهُ‪،‬‬ ‫أَيْ‪:‬‬
‫لِلاعْتِدَالِ ‪( :‬رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ‬ ‫(وَ) أَنْ يَقُوْلَ بَعْدَ انْتِصَاب)‬
‫‪]٤٧٦‬‬ ‫السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ) [مسلم رقم‪:‬‬
‫وَبِالنَّصْبِ حَالٌ‪،‬‬ ‫وَمِلْءُ بِالرَّفْعِ صِفَةٌ‪،‬‬ ‫بَعْدَهُمَا كَالْكُرْسِيِّ وَالْعَرْشِ ‪،‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬
‫مَالِنَا بِتَقْدِيْرِ كَوْنِهِ جِسْمًا؛ وَأَنْ يَزِيدَ مَنْ مَرَّ‪« :‬أَهْلَ الثَّنَاءِ‬ ‫أَيْ‪:‬‬

‫وقال أبو حنيفة‪:‬‬ ‫‪.]٥٠٠/١‬‬ ‫الحال؟ ولعل الأقرب الثَّاني‪ .‬اهـ [ على النهاية »‬
‫يجزئه أن ينحط من الركوع إلى السُّجود مع الكراهة‪ .‬اهـ [«رحمة الأُمة»‬
‫ولو ترك‬ ‫وعبارة «الأنوار»‪:‬‬ ‫ولعله أقرب في بحثه ع ش ‪،‬‬ ‫ص ‪.]٤٣‬‬
‫اهـ‪« .‬بُجَيْرِمِي»‬ ‫الاعتدال والجلوس بين السجدتين في النافلة؛ لم تبطل‪.‬‬
‫‪.]٣٢/٢‬‬ ‫وعلى «الإقناع»‬ ‫على «شرح المنهج ‪،٢٠٥/١‬‬

‫وَبِالنَّصْبِ (حَالٌ فيه أنَّه معرفة والحال لا تكون إلا نكرة‬


‫‪6‬‬
‫(قوله ‪:‬‬
‫ومجيئه حالا سماعي‪.‬‬ ‫مصدر‪،‬‬ ‫وأيضًا «ملء»‬ ‫غالبًا‪،‬‬

‫بِتَقْدِيْرِ كَوْنِهِ جِسْمًا أي من ‪،‬نور‪ ،‬كما أنَّ السَّيِّئات تقدر‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫الحمد من المعاني فكيف‬ ‫وهذا جواب عمَّا يقال ‪:‬‬ ‫جسمًا من ظلمة‬
‫ولا بُدَّ‬ ‫بما ذُكِرَ من التقدير‪،‬‬ ‫يكون مالنا للسَّماوات والأرض؟ فيجاب‪:‬‬
‫والمعنى عليه ‪ :‬تثني عليك ثناءً‬ ‫من ذلك التقدير على كونه صفة أيضًا‪،‬‬
‫لو كان مُجَسَّمًا لَمَلَأَ السَّماوات والأرض وما بعدهما [انظر‪« :‬حاشية‬
‫على شرح المحلّي ‪۱۷۸/۱‬؛ حاشية الجمل على شرح المنهج ‪.]٣٦٦/١‬‬ ‫الْقَلْيُوبِيِّ»‬
‫المستفيدينعلىفتحالمعاين‬ ‫‪٢٨٦‬‬

‫وَالْمَجْدِ‪ ،‬أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ‪ ،‬وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ‪ ،‬لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ‪،‬‬
‫‪-‬‬ ‫وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ‪ ،‬وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ) [مسلم رقم ‪:‬‬
‫‪.[EVA‬‬

‫(وَ) سُنَّ قُنُوْتُ بِصُبْح) أَيْ‪ :‬فِي اعْتِدَالِ رَكْعَتِهِ الثَّانِيَةِ بَعْدَ الذِّكْرِ‬
‫مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ»‪.‬‬ ‫وَهُوَ إِلَى ‪..." :‬‬ ‫الرَّاتِبِ عَلَى الأَوْجَهِ‪،‬‬

‫بفتح الجيم في‬ ‫وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫عندك‪،‬‬ ‫ومنك بمعنى‪:‬‬ ‫الغِنَى والحظ أو النَّسب‪،‬‬ ‫بمعنى ‪:‬‬ ‫الموضعين‬
‫فاعل ينفع ‪ ،‬أي ‪ :‬لا ينفع صاحب الغِنَى أو الحظ أو النَّسب‬ ‫والجد ‪:‬‬
‫قال في‬ ‫وجوَّز جماعة الكسر‪،‬‬ ‫وإنَّما ينفعه عندك رضاك عنه‪،‬‬ ‫ذلك‪،‬‬
‫الإسراع في الهرب‪ ،‬أو الاجتهاد في العمل؛ إذ‬ ‫الإيعاب ‪ :‬أي ‪:‬‬
‫وما‬ ‫النَّفع إنَّما هو بالرَّحمة ‪ .‬اهـ [انظر‪« :‬الوسطى» ‪« ،١٦٩/١‬الكبرى»‬
‫بعدها‪« ،‬حاشية الشَّرقاوي على تحفة الطلاب ‪.]٢٢٧/١‬‬

‫(قوله ‪ :‬أَي فِي اعْتِدَالِ رَكْعَتِهِ الثَّانِيَةِ) وعند الإمام مالك قبل‬
‫الرُّكوع‪ ،‬قال الْعَامِرِيُّ ‪ :‬ولكلِّ حُجَّة ثابتة في الصحيحين‪ ،‬وقد اختار‬
‫بعض المحدثين أن يَقْنُتَ بعد الرُّكوع في الفجر وفي الوتر قبله؛ عملًا‬
‫بالأمرين‪ .‬اهـ [بهجة المحافل» ص ‪.]٥٦٧‬‬

‫الذِّكر الرَّاتب‪،‬‬ ‫مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ») أي‪:‬‬ ‫(قوله‪ :‬وَهُوَ إِلَى‪:‬‬


‫واعتمد في «الإيعاب»‬ ‫واعتمد هذا في «التَّحفة» و«شَرْحَيْ الإرشاد‪،‬‬
‫وقال‬ ‫رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ»‪،‬‬ ‫أنَّه لا يزيد على «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»‬
‫يمكن حَمْلُ الأوَّل على المنفرد وإمام‬ ‫الجمال الرَّمليُّ في «النّهاية»‪:‬‬
‫وبه يُجْمَعُ بين الكلامين‪« .‬وسطى»‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫والثاني على خلافه‪.‬‬ ‫من مر‪،‬‬
‫وقال الثلاثة ‪ :‬لا يزيد الإمام على قوله سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»‬ ‫[‪.]١٦٩/١‬‬
‫‪۲۸۷‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَيُكْرَهُ‬ ‫اعْتِدَالِ آخِرَةِ وِتْرِ نِصْفِ أَخِيْرٍ مِنْ رَمَضَانَ لِلاتِّبَاعَ‪،‬‬ ‫(وَ)‬
‫فِي النِّصْفِ الأَوَّلِ كَبَقِيَّةِ السَّنَةِ‪.‬‬

‫(وَبِسَائِرِ مَكْتُوْبَةٍ مِنَ الْخَمْسِ فِي اعْتِدَالِ الرَّكْعَةِ الأَخِيْرَةِ وَلَوْ‬


‫وَلَوْ وَاحِدًا تَعَدَّى نَفْعُهُ‬ ‫مَسْبُوْقًا قَنَتَ مَعَ إِمَامِهِ (لِنَازِلَةٍ نَزَلَتْ بِالْمُسْلِمِينَ)‬
‫وما‬ ‫كَأَسْرِ الْعَالِمِ أَوِ الشُّجَاعِ ؛ وَذَلِكَ لِلاتِّبَاعِ انظر‪« :‬التلخيص الحبير»‬
‫بعدها ]‪ .‬وَسَوَاءٌ فِيهَا الْخَوْفُ وَلَوْ مِنْ عَدُوٌّ مُسْلِمٍ‪ ،‬وَالْقَحْط‪ ،‬وَالْوَبَاءُ‪.‬‬
‫فَلَا يُسَنُّ فِيْهِمَا‪.‬‬ ‫وَخَرَجَ بِ الْمَكْتُوْبَةِ النَّفْلُ وَلَوْ عِيْدًا وَالْمَنْذُوْرَةُ‪،‬‬

‫(رَافِعًا يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ وَلَوْ حَالَ الثَّنَاءِ كَسَائِرِ الأَدْعِيَةِ ؛ لِلاتِّبَاعِ‬
‫وَحَيْثُ دَعَا لِتَحْصِيْلِ شَيْءٍ‬ ‫‪.]٤٩١/١‬‬ ‫وما بعدها‪،‬‬ ‫[انظر‪« :‬التلخيص الحبير»‬

‫وقال مالك بالزيادة في حَقِّ‬ ‫ولا المأموم على قوله (رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ»‪،‬‬
‫وبذلك يتأيَّد الجمع المذكور‪.‬‬ ‫‪.]٤٣‬‬ ‫ص‬ ‫المنفرد [انظر‪« :‬رحمة الأُمة»‬
‫مع المتن ‪:‬‬ ‫(قوله‪ :‬وِتْرِ نِصْفِ أَخِيْرٍ مِنْ رَمَضَانَ) في «التحفة»‬
‫يسن في أخيرة الوتر كلَّ السَّنَة واختير لظاهر الخبر الصحيح‬ ‫وقيل ‪:‬‬
‫عن الحسن بن عليّ ‪ :‬علمني رسول الله ﷺكلمات أقولهنَّ في‬
‫الوتر ‪ -‬أي‪ :‬قنوته ‪ -‬ا لَّهُمَّ اهْدِنِي فِيْمَنْ هَدَيْتَ ‪ ...‬إلى آخر ما مرَّ‬
‫في قنوت الصُّبح‪ ،‬وعلى الأوّل‪ :‬يكره ذلك‪ ،‬وقضيته ‪ :‬أنَّ تطويله لا‬
‫وفي (المغني) و(النهاية) [‪ :]١١٦/٢‬إذا لم يطل به‬ ‫يبطل‪ .‬اهـ [‪.]٢٣٠/٢‬‬
‫وإن طال به وهو عامد عالم بالتحريم‪:‬‬ ‫كره وسجد للسهو‪،‬‬ ‫الاعتدال ‪:‬‬
‫قال الإمام الْعَامِرِيُّ ‪:‬‬ ‫ويسجد للسهو‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫بطلت صلاته؛ وإلا فلا‪،‬‬
‫والمختار استمراره ‪ -‬أي قنوت الوتر ـ في جميع السنة؛ لإطلاق‬
‫‪ ،‬وهو إلى آخر ما مرَّ [في‪« :‬بهجة‬ ‫حديث الحسن بن عليّ عن جده‬
‫‪.[٥٦٧‬‬
‫المحافل ص‬
‫حالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪۲۸۸‬‬

‫كَدَفْعِ بَلَاءِ عَنْهُ فِي بَقِيَّةِ عُمُرِهِ جَعَلَ بَطْنَ كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاءِ‪ ،‬أَوْ لِرَفْعِ‬
‫بَلَاءِ وَقَعَ بِهِ جَعَلَ ظَهْرَهُمَا إِلَيْهَا ‪ .‬وَيُكْرَهُ الرَّفْعُ لِخَطِيْبِ حَالَةَ الدُّعَاءِ‪.‬‬
‫»‬
‫إِلَى آخِرِهِ) أَيْ ‪:‬‬ ‫ا لَّهُمَّ اهْدِنِي فِيْمَنْ هَدَيْتَ ‪...‬‬ ‫بِنَحْوِ ‪:‬‬
‫وَتَوَلَّنِي فِيْمَنْ تَوَلَّيْتَ ‪ -‬أَيْ ‪ :‬مَعَهُمْ لِأَنْدَرِجَ فِي‬ ‫وَعَافِنِي فِيْمَنْ عَافَيْتَ‪،‬‬
‫سِلْكِهِمْ ‪ ،‬وَبَارِكْ لِي فِيْمَا أَعْطَيْتَ‪ ،‬وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ‪ ،‬فَإِنَّكَ تَقْضِي‬
‫وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ‪،‬‬ ‫وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ‪،‬‬ ‫وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ‪،‬‬
‫وَأَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوْبُ‬ ‫فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا قَضَيْتَ‪،‬‬ ‫تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ‪،‬‬
‫‪١٧٤٥‬؛ ابن ماجه‬ ‫؛ النَّسائي رقم‪:‬‬ ‫‪١٤٢٥‬؛ التّرمذي رقم ‪:‬‬ ‫إِلَيْكَ» [أبو دواد رقم‪:‬‬
‫‪.]۱۱۷۸‬‬ ‫رقم‪:‬‬

‫إلخ) في شرح التنبيه للخطيب‪:‬‬ ‫كَدَفْعِ بَلَاءٍ عَنْهُ‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وهل يقلب كفَّيه عند قوله في القنوت «وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ» أم لا؟‬
‫أفتى شيخنا الشهاب الرَّمليُّ بأنَّه لا يسنُّ‪ .‬اهـ‪ .‬زاد عليه في «المغني»‪:‬‬
‫أي ‪ :‬لأنَّ الحركة في الصَّلاة ليست مطلوبة‪ .‬اهـ‪ .‬وفي حواشي شرح‬
‫لِلشَّوْبَرِيِّ ما نصه ‪ :‬قضيَّته ‪ :‬أن يجعل ظهرهما إلى السَّماء عند‬ ‫المنهج»‬
‫بأنَّ‬ ‫ولا يعترض‬ ‫قال شيخنا في شرحه»‪:‬‬ ‫قوله «وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ»‪،‬‬
‫ولا‬ ‫وهي غير مطلوبة في الصَّلاة؛ إذ محله فيما لم يرد‪،‬‬ ‫فيه حركة‪،‬‬
‫يرد ذلك على إطلاق ما أفتى به الوالد آنفًا ؛ إذ كلامه مخصوص بغير‬
‫وسواء فيمن دعا لرفع بلاء في سَنُ‬ ‫تلك الحالة التي تقلب اليد فيها‪،‬‬
‫اهـ ما‬ ‫كما أفتى به الوالد‪.‬‬ ‫أكان ذلك البلاء واقعًا أوْ لَا‪،‬‬ ‫ما ذكر‪،‬‬
‫لكنه لم‬ ‫وهو كذلك في نهايته»‪،‬‬ ‫نَقَلَهُ الشَّوْبَرِيُّ عن الجمال الرَّملي‪،‬‬
‫يصرح بأنه في خصوص قوله «وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ»‪« .‬وسطى» [‪.]۱۷۰/۱‬‬

‫وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ أي‪ :‬لا تقوم عزّة لمن عاديته‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪۲۸۹‬‬
‫فيالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَا‬ ‫ﷺ وَعَلَى آلِهِ‪،‬‬‫وَتُسَنُّ آخِرَهُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ‬


‫تُسَنُ أَوَّلَهُ‪.‬‬

‫وَيَزِيدُ فِيْهِ مَنْ مَرَّ قُنُوْتَ عُمَرَ الَّذِي كَانَ يَقْنُتُ بِهِ فِي الصُّبْحِ‪،‬‬
‫وَنُؤْمِنُ بِكَ‪،‬‬ ‫وَنَسْتَهْدِيْكَ‪،‬‬ ‫وَنَسْتَغْفِرُكَ‪،‬‬ ‫وَهُوَ ‪« :‬اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِيْنُكَ‪،‬‬
‫نَشْكُرُكَ وَلَا نَكْفُرُكَ‪،‬‬ ‫وَنُثْنِي عَلَيْكَ الْخَيْرَ كُلَّهُ‪،‬‬ ‫وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ‪،‬‬

‫‪.]٢٠٧/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫وأبعدته عن رحمتك وغضبت عليه‪« .‬بُجَيْرِمِي»‬


‫وللسيوطي في ذلك تأليف‬ ‫ويَعِزُّ بكسر العين مع فتح الياء بلا خلاف‪،‬‬
‫ونَظم جميل أورده الْمُحَشِّي شَكَرَ الله سعيه‪.‬‬

‫فلو جمع بين هذا‬ ‫إلخ)‬ ‫الصَّلَاةُ ‪.‬‬ ‫وَتُسَنُّ آخِرَهُ ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫جعلها آخرهما لا أولا ولا وسطا‬ ‫القنوت وقنوت سيدنا عُمر‪:‬‬
‫إلخ ‪ :‬لا يسجد للسهو؛‬ ‫‪..‬‬

‫ولو ترك فَلَكَ الْحَمْدُ‪.‬‬ ‫قال الْمَدَابِغِيُّ ‪:‬‬


‫لسقوطه في أكثر الروايات؛ ويقاس بالآل في سَنِّ الصَّلاة والسَّلام‬
‫ويظهر أنَّ إلحاقهم بهم في‬ ‫«التحفة»‪،‬‬ ‫عليهم الصّحب كما في‬
‫ذلك إنَّما هو في مجرَّد السُّنَّة لا أنَّه بَعْضُ ؛ إذ لم يذكر ذلك في‬
‫سجود السهو من الأبعاض‪ ،‬ثُمَّ رأيت «حج» و«سم» في سجود‬
‫السَّهو ذَكَرَا أَنَّه من الأبعاض وبه يتأيَّد ما سيأتي أنَّ بعضهم‬ ‫‪6‬‬

‫وهو‬ ‫فجعل ذلك والسَّلام من الأبعاض‪،‬‬ ‫جعل الأبعاض عشرين‪،‬‬


‫وقال ابن زِيَادٍ‬ ‫إلى ‪.]۲۳۲‬‬ ‫[ ص ‪۲۳۰‬‬ ‫بُشرى‬ ‫اهـ‬ ‫ظاهر الإلحاق‪.‬‬
‫ولم يصرح‬ ‫قال‪:‬‬ ‫الْيَمَنِيُّ بعدم استحباب ذكر الصحب في القنوت‪،‬‬
‫إلخ‪،‬‬ ‫ولا يقاس على الآل‪...‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫باستحباب ذلك فيه أحد‪،‬‬
‫[في‪:‬‬ ‫اعتماد ذكر الصحب في القنوت‪« .‬كُردي»‬ ‫وفي «النهاية»‬
‫‪.]۱۷۰/۱‬‬ ‫الوسطى»‬
‫جالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪۲۹۰‬‬

‫وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ ؛ اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ‪ ،‬وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ‪،‬‬
‫وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ ـ أَيْ‪ :‬نُسْرِعُ ـ‪ ،‬نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عَذَابَكَ‪،‬‬
‫‪-‬‬ ‫إِنَّ عَذَابَكَ الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقِّ) [البيهقي في‪« :‬السنن الكبرى» رقم‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪،٣٠٥٣‬‬

‫وَلَمَّا كَانَ قُنُوْتُ الصُّبْح الْمَذْكُوْرُ أَوَّلًا ثَابِتًا عَنِ النَّبِيِّﷺ قُدِّمَ‬
‫فَمِنْ ثَمَّ لَوْ أَرَادَ أَحَدَهُمَا فَقَطْ ؛ اقْتَصَرَ عَلَى الْأَوَّلِ‪.‬‬ ‫عَلَى هَذَا‪،‬‬

‫فَيُجْزِئُ عَنْهَا آيَةٌ تَضَمَّنَتْ دُعَاءً إِنْ‬ ‫وَلَا تَتَعَيَّنُ كَلِمَاتُ الْقُنُوْتِ‪،‬‬
‫قَصَدَهُ كَآخِرِ الْبَقَرَةِ‪،‬‬

‫مُلْحِقِّ)‬ ‫يخالفك بالمعاصي‪( .‬وقوله‪:‬‬ ‫مَنْ يَفْجُرُكَ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫أي‪:‬‬ ‫ويجوز فتحها‪،‬‬ ‫لَاحِقٌ بهم‪،‬‬ ‫بكسر الحاء على المشهور أي‬
‫وعلى الكسر المشهور‪:‬‬ ‫ألحقه الله بهم‪،‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫مُلْحَقِّ بهم‪« .‬ح ل»‬
‫يكون من ألحق بمعنى لحق؛ كأنبت الزّرع بمعنى نبت‪« .‬ح ف»‪.‬‬
‫‪.]٢٠٨/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫بجَيْرِمِي»‬
‫وفي‬ ‫أو شبهه‪،‬‬ ‫تَضَمَّنَتْ دُعَاءً) في «التحفة» بعده‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وانظر ما المراد بنحو‬ ‫قال الرَّشِيْدِيُّ عليها‬ ‫أو نحوه‪،‬‬ ‫«النهاية»‬
‫فكان المناسب العطف بالواو دون أو ؛ لِمَا‬ ‫الدُّعاء؟ فإن كان الثَّناء‪:‬‬
‫سيأتي أنَّه لا بُدَّ من الجمع بين الدُّعاء والثَّناء‪ ،‬على أنَّه قد يمنع كون‬
‫المراد بذلك‬ ‫الثناء نحو الدُّعاء؛ فليُراجع‪ .‬اهـ ‪ .]٥٠٤/١[.‬وقد يقال‪:‬‬
‫وأنت رب غفور» مَّا يستلزم الدُّعاء‪،‬‬ ‫نحو‪« :‬اللهم أنا عبد مذنب‪،‬‬
‫وليس صريحًا فيه‪ .‬عبد [على] «التحفة» [‪.]٦٥/٢‬‬
‫القنوت وحده ؛ وإلا لم يجزئه؛ لكراهة‬ ‫(قوله ‪ :‬إِنْ قَصَدَهُ أي ‪:‬‬
‫لعله‬ ‫الدُّعاء‪،‬‬ ‫فقولُ الْمُحَشِّي ‪ :‬إِنْ قَصَدَهُ‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫القراءة في غير القيام‪،‬‬
‫‪۲۹۱‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَكَذَا دُعَاءٌ مَحْضُ وَلَوْ غَيْرَ مَأْثُوْرِ‪.‬‬

‫وَالَّذِي يَتَّجِهُ أَنَّ الْقَانِتَ لِنَازِلَةٍ يَأْتِي بِقُنُوتِ الصُّبْح ‪،‬‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬
‫‪.]٦٨/٢‬‬ ‫ثُمَّ يَخْتِمُ بِسُؤَالِ رَفْعِ تِلْكَ النَّازِلَةِ [في‪« :‬التحفة»‬

‫الدُّعاء‬
‫فإن لم يكن فيها معنى‬ ‫غير صواب؛ تأمل‪ .‬قال في «الأسنى»‪:‬‬
‫اهـ‬ ‫أو فيها معناه ولم يقصد بها القنوت؛ لم يجزه‪.‬‬ ‫تَبَّتْ‪،‬‬
‫وغيرها‪.‬‬ ‫ونحوه «المغني» و«التحفة» و«النهاية»‬ ‫[‪.]١٦٠/١‬‬

‫يشترط‬ ‫للجمال الرملي ‪:‬‬ ‫وَكَذَا دُعَاءُ مَحْضُ) في «النّهاية»‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وأفتى به‬ ‫كما قاله الْبُرْهَانُ الْبَيْجُوْرِيُّ‪،‬‬ ‫في بدله أن يكون دعاء وثناء‪،‬‬
‫يكفي‬ ‫وعبارة «إيعابه»‪:‬‬ ‫فهو مخالف في ذلك لـ «حج»‪،‬‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫الوالد‪.‬‬
‫لكن بأمور الآخرة‪ ،‬أو وأمور الدنيا‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪:‬‬ ‫الدُّعاء فقط‪،‬‬
‫‪.]۱۷۰/۱‬‬ ‫و«الوسطى»‬ ‫وما بعدها‪،‬‬ ‫‪۲۳۰/۱‬‬ ‫الكُبرى‬

‫(قوله ‪ :‬ثُمَّ يَخْتِمُ بِسُؤَالِ رَفْعِ تِلْكَ النَّازِلَةِ) فإِن كان جَدْبًا ‪ :‬دَعَا‬
‫ولعله أراد‬ ‫تحفة» [‪.]٦٨/٢‬‬ ‫ببعض ما ورد في صلاة الاستسقاء‪.‬‬
‫الأكمل؛ وإلا فلو اقتصر على سؤال رفع تلك النازلة أجزأه‪« .‬بشرى»‬
‫ص ‪.]٢٣٣‬‬

‫سكتوا عن لفظ قنوت‬ ‫على «الْمَحَلّيّ»‪:‬‬ ‫وفي حاشية السُّنْبَاطِيّ»‬


‫النَّازلة ‪ ،‬وهو مشعر بأنّه لفظ قنوت الصُّبح‪ ،‬وقال الحافظ ابن حجر‬
‫في كتابه بذل الماعون ‪ :‬الَّذي يظهر أنَّهم وكلوا الأمر في ذلك إلى‬
‫المصلي‪ ،‬فيدعو في كلِّ نازلة بما يناسبها‪ .‬اهـ‪ .‬وفي فتاوى ابن زياد»‬
‫ما يقتضي موافقه ما نقل عن الحافظ ابن حجر من الاقتصار على رفع‬
‫[على] «تحفة» [‪.]٦٨/٢‬‬ ‫عبد‬ ‫‪.]١٥٣/١‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫النَّازلة‪« .‬بَصْرِي»‬

‫خلافًا‬ ‫ولا يضر تطويل الاعتدال بالقنوت المشروع ولو لنازلة‪،‬‬


‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬
‫‪۲۹۲‬‬

‫وَلَوْ فِي سِرِّيَّةِ‪ ،‬لَا مَأْمُوْمٌ لَمْ‬ ‫(وَجَهَرَ بِهِ أَيْ ‪ :‬الْقُنُوْتِ نَدْبَا إِمَامٌ)‬
‫فَيُسِرَّانِ بهِ مُطْلَقًا‪.‬‬ ‫يَسْمَعْهُ وَمُنْفَرِدٌ‪،‬‬

‫وَمِنَ‬ ‫(وَأَمَّنَ جَهْرًا (مَأْمُوْمٌ سَمِعَ قُنُوْتَ إِمَامِهِ لِلدُّعَاءِ مِنْهُ‪،‬‬


‫فَيُؤَمِّنُ لَهَا عَلَى الْأَوْجَهِ‪.‬‬ ‫الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ ‪،‬‬ ‫الدُّعَاءِ ‪:‬‬

‫لِلرِّيمِي في قوله ‪ :‬إنَّ تطويله بقنوت النَّازلة مبطل؛ بل لا يضر تطويل‬


‫اعتدال الركعة الأخيرة ولو بغير قنوت عند ابن حجر قال ‪ :‬لأنَّه مَحَلُّ‬
‫ويسن رفع اليدين مكشوفتين إلى السماء في‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫التطويل في الجملة‪.‬‬
‫وينظر إليهما إن‬ ‫ما مرَّ من القنوت والصَّلاة والسَّلام؛ للاتباع‪،‬‬ ‫جميع‬

‫وإلصاقهما أَوْلَى كما في‬ ‫ألصقهما؛ لتعذره حينئذ إلى موضع السُّجود‪،‬‬
‫و«م ر»‪:‬‬ ‫وقال «حج»‬ ‫لعبد الرَّؤوف‪،‬‬ ‫فتاوى م ر ومختصر الإيضاح‬
‫يتخيَّر بين إلصاقهما وتفريقهما؛ ولا يمسح وجهه بيده في الصَّلاة وإن‬
‫ولا يرفع يده المتنجسة فيكره‪« .‬بشرى»‬ ‫سُنَّ بعد الدُّعاء ‪،‬خارجها‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بتصرُّف [ص ‪٢٣٢‬‬

‫ولو الثناء والصَّلاة والسَّلام‪.‬‬ ‫(قوله ‪ :‬أَيْ الْقُنُوْتِ) أي‪:‬‬


‫الصُّبح‬ ‫فَيُسِرَّانِ به مُطْلَقًا) أي‪ :‬في السِّرِّيَّة والجهريَّة‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫واعتمد الرَّملي أنَّ المنفرد يجهر‬ ‫وهذا معتمد ابن حجر‪،‬‬ ‫وغيره‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بشرى» ص ‪٢٣٣‬‬ ‫بقنوت النَّازلة كالإمام‬

‫وأفتى‬ ‫وغيرهما‪،‬‬ ‫كذلك «التَّحفة» و«النهاية»‬ ‫عَلَى الأَوْجَهِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫ويتخيَّر في‬ ‫به الشَّهاب الرَّمليُّ ‪ ،‬وفي شرح البهجة للجمال الرملي ‪:‬‬
‫الصَّلاة على النَّبيِّ ﷺ بين إتيانه بها وبين ‪،‬تأمينه‪ ،‬ولو جَمَعَ بينهما ‪:‬‬
‫فلعله أَوْلَى‪« .‬وسطى»‬ ‫وهذا فيه العمل بالرِّوايتين‪،‬‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫فهو أحبُّ‪.‬‬
‫]‪.[۱۷۰/۱‬‬
‫‪۲۹۳‬‬
‫ج‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫إِلَى آخِرِهِ»؛ فَيَقُوْلُهُ سِرًّا‪ .‬أَمَّا‬ ‫أَمَّا الثَّنَاءُ وَهُوَ‪« :‬فَإِنَّكَ تَقْضِي ‪...‬‬
‫مَأْمُوْمٌ لَمْ يَسْمَعْهُ أَوْ يَسْمَعُ صَوْتًا لَا يَفْهَمُهُ ‪ :‬فَيَقْنُتُ سِرًّا‪.‬‬

‫بِدُعَاءِ الْقُنُوْتِ؛ لِلنَّهْي‬ ‫(وَكُرِهَ لإِمَامِ تَخْصِيْصُ نَفْسِهِ بِدُعَاءِ أَيْ‪:‬‬


‫فَيَقُوْلُ الإِمَامُ ‪« :‬اهْدِنَا»‬ ‫عَنْ تَخْصِيْصِ نَفْسِهِ بِالدُّعَاءِ [التّرمذي رقم‪،]٣٥٧ :‬‬
‫وَقَضِيَّتُهُ ‪ :‬أَنَّ سَائِرَ الْأَدْعِيَةِ كَذَلِكَ‪،‬‬ ‫وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ بِلَفْظِ الْجَمْع ‪،‬‬
‫وَهُوَ‬ ‫وَيَتَعَيَّنُ حَمْلُهُ عَلَى مَا لَمْ يَرِدْ عَنْهُﷺ وَهُوَ إِمَامٌ بِلَفْظِ الإِفْرَادِ‪،‬‬
‫وَمِنْ ثَمَّ جَرَى‬ ‫قَالَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ ‪ :‬إِنَّ أَدْعِيَتَهُ كُلَّهَا بِلَفْظِ الإِفْرَادِ‪،‬‬ ‫كَثِيرٌ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بَعْضُهُمْ عَلَى اخْتِصَاصِ الْجَمْعِ بِالْقُنُوْتِ [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫وانظر ما أوَّل الثَّناء‬


‫الثناء في قنوت عُمر؟‬ ‫إلخ)‬
‫إلخ‬ ‫أَمَّا الثَّنَاءُ ‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫قال «زي" نقلا عن شيخ الإسلام إنّه يشارك من أوَّله إلى « ‪.‬‬
‫يُجَيْرِمِي» على «شرح المنهج‬ ‫إلخ‪.‬‬ ‫اللهم عذب الكفرة فيؤمن ‪...‬‬
‫‪.[٢٠٩/١‬‬

‫أو لنحو بعد أو‬ ‫لإسرار الإمام به‪،‬‬ ‫لَمْ يَسْمَعْهُ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫أو سمع صوتا لم يفهمه‪ .‬اهـ (تحفة) [‪ ]٦٨/٢‬و«نهاية» [‪.]٥٠٧/١‬‬ ‫صَمَمِ ‪،‬‬
‫النَّهي‪.‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَقَضِيَّتُهُ )‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫كذلك «التحفة»؛ خلافًا‬ ‫إلخ)‬ ‫وَيَتَعَيَّنُ حَمْلُهُ‪....‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫على «التحفة»‬ ‫والشَّهاب الرَّمليّ‪« .‬حميد»‬ ‫والمغني)‬ ‫لـ «النّهاية» [‪]٥٠٤/١‬‬
‫‪.[٦٦/٢‬‬

‫وَمِنْ ثَمَّ جَرَى بَعْضُهُمْ اعتمده في «النهاية» [‪]٥٠٤/١‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫والذي يجتمع به كلامهم‬ ‫و«المغني»؛ وخالف في «التحفة» قال‪:‬‬
‫والخبر أنه حيث اخترع دعوة كُرِهَ له ‪،‬الإفراد وهذا هو محمل النهي‪،‬‬
‫اهـ [‪.]٦٦/٢‬‬ ‫وحيث أتى بمأثور اتُّبع لفظه‪.‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٢٩٤‬‬

‫سَابِعُهَا ‪( :‬سُجُوْدٌ مَرَّتَيْن) كُلَّ رَكْعَةٍ عَلَى غَيْرِ مَحْمُوْلٍ لَهُ‪،‬‬ ‫(وَ)‬
‫(وَإِنْ تَحَرَّكَ بِحَرَكَتِهِ‪ ،‬وَلَوْ نَحْوَ سَرِيْرِ يَتَحَرَّكُ بِحَرَكَتِهِ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ‬
‫كَمَا إِذَا سَجَدَ عَلَى مَحْمُوْلٍ لَمْ‬ ‫فَلَا يَضُرُّ السُّجُوْدُ عَلَيْهِ‪،‬‬ ‫بِمَحْمُوْلٍ لَهُ‪،‬‬
‫يَتَحَرَّكُ بِحَرَكَتِهِ كَطَرَفِ مِنْ رِدَائِهِ الطَّوِيْلِ‪.‬‬

‫عَلَى غَيْرِ مَحْمُوْلٍ لَهُ مَا لَوْ سَجَدَ عَلَى مَحْمُوْلٍ‬ ‫وَخَرَجَ بِقَوْلِي ‪:‬‬
‫فَإِنْ سَجَدَ عَلَيْهِ‪:‬‬ ‫يَتَحَرَّكُ بِحَرَكَتِهِ كَطَرَفٍ مِنْ عِمَامَتِهِ؛ فَلَا يَصِحُ‪،‬‬

‫سُجُوْدٌ مَرَّتَيْن) إنَّما عُدَّا ركنا واحدًا؛ لكونهما متحدين‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫عَدَّ بعضهم الطمأنينة في محالها الأربعة ركنًا واحدًا لذلك‪ .‬اهـ‬ ‫كما‬

‫وعدُّوهما في التَّقدُّم والتَّأخُر ركنين؛ لأنَّ‬ ‫«مغني» و«نهاية» [‪.]٥۰۹/۱‬‬


‫والحكمة في‬ ‫قال «زي»‪:‬‬ ‫ح ف‬ ‫المدار ثُمَّ على فحش المخالفة‬

‫تعدده دون بقيَّة الأركان؛ لأنَّه أبلغ في التَّواضع ؛ ولأنَّ الشارع أخبر‬
‫إلخ» [مسلم رقم‪:‬‬ ‫بأنَّ السُّجود يستجاب فيه الدُّعاء بقوله ‪« :‬أَقْرَبُ‪.‬‬
‫‪٣٧٣/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫اهـ «جمل»‬ ‫فشرع الثاني شكرًا على هذا‪.‬‬ ‫‪،]٤٨٢‬‬
‫‪.]٢١٠/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫وما بعدها‪« ،‬بج»‬

‫بالفعل لا بالقوة‪ ،‬كما‬ ‫عَلَى مَحْمُوْلٍ يَتَحَرَّكُ بِحَرَكَتِهِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وكذلك «المغني» ففيه ‪:‬‬ ‫وأفتى به شيخ الإسلام‪،‬‬ ‫في «التَّحفة)) [‪،]۷۰/۲‬‬
‫لو صلَّى من قُعُود فلم يتحرك بحركته‪ ،‬ولو صلَّى من قيام لتحرُّك؛ لم‬
‫يضرَّ ‪ ،‬قال ‪ :‬ولم أَرَ من تعرَّض له [‪ ]۳۷۲/۱‬؛ وفي النهاية»‪ :‬لا يجزئه‬
‫كما أفتى به الوالد رحمه الله‬ ‫لأنَّه كالجزء منه‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫السجود عليه‬
‫تعالى‪ .‬اهـ [‪ .]٥١١/١‬ومال إليه «سم»‪ ،‬ونَقَلَ الْكُرْدِيُّ عن «الزَّيَّادِي على‬
‫وما بعدها ] ؛ لكن نَقَلَ الْبُجَيْرِمِيُّ عن‬ ‫الكُبرى ‪١٦٩/٢‬‬ ‫المنهج اعتماده [في‪:‬‬
‫ولعله‬ ‫الزَّيَّادِيِّ موافقة «حج» وشيخ الإسلام على شرح المنهج ‪،]۲۱۰/۱‬‬
‫في غير حاشية المنهج ؛ فليراجع‪.‬‬
‫‪٢٩٥‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بَطَلَتِ الصَّلَاةُ إِنْ تَعَمَّدَ وَعَلِمَ تَحْرِيْمَهُ؛ وَإِلَّا أَعَادَ السُّجُوْدَ‪.‬‬


‫وَيَصِحُ عَلَى يَدِ غَيْرِهِ وَعَلَى نَحْوِ مِنْدِيْلٍ بِيَدِهِ؛ لأَنَّهُ فِي حُكْمِ‬
‫وَوَجَبَ إِزَالَتُهُ‬ ‫الْمُنْفَصِلِ‪ ،‬وَلَوْ سَجَدَ عَلَى شَيْءٍ فَالْتَصَقَ بِجَبْهَتِهِ ‪ :‬صَحَّ‪،‬‬
‫لِلسُّجُوْدِ الثَّانِي‪.‬‬

‫بَطَلَتِ الصَّلَاةُ) لا يَبْعُدُ أن يختص البطلان بما إذا‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫رأسه قبل إزالة ما يتحرك بحركته من تحت جبهته؛ حتّى لو أزاله‬
‫رفع بعد الطمأنينة لم تبطل وحصل السُّجود؛ تأمل‪« .‬سم» على‬
‫وينبغي أنَّ مُحَلَّ ذلك ‪ :‬ما لم يقصد ابتداء أنَّه يسجد عليه‬ ‫المنهج»‪،‬‬
‫فإن قصد ذلك ؛ بطلت صلاته بمجرَّد هويه للسُّجود‪« .‬ع‬ ‫ولا يرفعه‪،‬‬
‫‪.]٥١٠/١‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫ش»‬

‫قال «ع‬ ‫على نحو ورقة [‪،]٧١/٢‬‬ ‫عَلَى شَيْءٍ) في «التحفة»‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪.]٥١١/١‬‬ ‫كتُراب اهـ [على النهاية»‬ ‫ش‬

‫اقتضى كلامه كـ «التحفة»‬ ‫إلخ)‬ ‫وَوَجَبَ إِزَالَتُهُ ‪...‬‬ ‫صَحٌ‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫و«المغني» و«النهاية»‪ :‬أنَّ التصاقها لا يؤثر بالنسبة للسَّجدة الأُولَى‬
‫ينبغي أن يكون محلّه إذا حصل‬ ‫وقد يقال ‪:‬‬ ‫قال الْبَصْرِيُّ ‪:‬‬ ‫بإطلاقه‪،‬‬
‫الالتصاق بعد حصول ما يعتبر في السجود؛ وإلا فلو حصل قبل‬
‫ضَرَّ ؛ لأنَّ حقيقة السجود لم‬ ‫التَّحامل أو ارتفاع الأسافل أو نحوهما ‪:‬‬
‫اهـ‬ ‫وهو حينئذ كالجزء؛ فليتَأمَّل وليُحرَّر‪.‬‬ ‫توجد إلا بعد الالتصاق‪،‬‬
‫ولو لم يعلم‬ ‫‪.]٧١/٢‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫‪١٥٤/١‬؛ وانظر‪« :‬حميد»‬ ‫على «التحفة»‬ ‫[«حاشيته»‬
‫في أي السَّجدات التصق ‪ :‬فإن احتمل طروّه ؛ فالأصل مضيها على‬
‫الصحة‪ ،‬أو في السجدة الأخيرة؛ لم يعد شيئًا؛ وإلا فإن قرب‬
‫الفصل ‪ :‬بَنَى وأخذ بالأسوا؛ وإلا استأنف اهـ ملخصا من «ع ش»‬
‫‪.]٥١١/١‬‬ ‫على «النهاية»‬
‫قاعالعين‬ ‫ي السيدي‬ ‫‪٢٩٦‬‬

‫مَعَ تَنْكِيْسٍ بِأَنْ يَرْتَفِعَ عَجِيْزَتُهُ وَمَا حَوْلَهَا عَلَى رَأْسِهِ وَمَنْكِبَيْهِ؛‬
‫للاتباع [ابن حِبَّان في صحيحه» رقم‪۱۹۱٦ )۱۹۱۵ :‬؛ أبو داود رقم‪ ،]٨٩٦ :‬فَلَوِ‬
‫انْعَكَسَ أَوْ تَسَاوَيَا لَمْ يُجْزِتُهُ نَعَمْ‪ ،‬إِنْ كَانَ بِهِ عِلَّةٌ لَا يُمْكِنُهُ مَعَهَا‬‫؛‬

‫أَجْزَأَهُ‪.‬‬ ‫السُّجُوْدُ إِلَّا كَذَلِكَ ‪،‬‬

‫في‬ ‫فلو شك‬ ‫يقينًا‪،‬‬ ‫إلخ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪ :‬بِأَنْ يَرْتَفِعَ عَجِيْزَتُهُ ‪...‬‬
‫وجبت‬ ‫لم يكف؛ حتّى لو كان بعد الرَّفع من السجود‪:‬‬ ‫ارتفاعها وعدمه ‪:‬‬
‫فالأقرب أنه يراعي‬ ‫ولو تعارض عليه التنكيس ووضع الأعضاء ‪:‬‬ ‫إعادته‪،‬‬
‫وفي‬ ‫التنكيس ؛ لاتفاق الشَّيخين عليه‪ .‬اهـ‪« .‬عبد» [على] «تحفة» [‪.]٧٤/٢‬‬
‫مثلا ـ ولم يتمكن من‬ ‫‪-‬‬

‫«المغني» [‪ ]٣٧٤/١‬و«النهاية ‪ :‬لو صلَّى في سفينة ‪-‬‬


‫ولزمه‬ ‫صلّى على حسب حاله‪،‬‬ ‫مثلا ‪-‬‬ ‫ارتفاع ذلك لميلانها ‪ -‬أي‪:‬‬
‫ينبغي تقييده بما إذا ضاق‬ ‫قال ع ش‬ ‫الإعادة؛ لأنَّه عذر نادر‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫الوقت‪ ،‬أو لم يضق ولكن لم يرج التَّمكن من السجود على الوجه‬
‫كما لو فقد الماء والتراب‪ .‬اهـ [على «النهاية»‬ ‫المجزئ قبل خروج الوقت‪،‬‬
‫فيجب رفع الأسافل‬ ‫اليدان من الأعالي‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫‪ .]٥١٤/١‬وفي «التحفة»‪:‬‬
‫قال «سم»‪:‬‬ ‫على اليدين أيضًا [‪ .]٧٥/٢‬وفي ع ش عن الزَّيَّادِي مثله‪.‬‬
‫((‬

‫الكفَّان على التحفة» ‪.]٧٥/٢‬‬ ‫ولعلَّ المراد باليدين ‪:‬‬

‫من‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫عبارة «التحفة»‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫‪...‬‬

‫نَعَمْ‪ ،‬إِنْ كَانَ بِهِ عِلَّةٌ ‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫إلا أن يمكنه‬ ‫به علة لا يمكنه معها ارتفاع أسافله يسجد إمكانه‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫وضع نحو وسادة ويحصل التنكيس؛ فيجب اهـ [‪٧٤/٢‬‬
‫قال «ع‬ ‫أَجْزَأَهُ)‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫ونحوها في «المغني» و«النهاية» و«الأسنى»‪.‬‬
‫وينبغي أن مراده‬ ‫قال‪:‬‬ ‫ولا إعادة عليه وإن شفي بعد ذلك‪،‬‬ ‫ش‪:‬‬
‫بقوله ‪ :‬لا يمكنه أن يكون فيه مشقة شديدة وإن لم تبح التيمم ؛ أخذا‬
‫‪.]٥١٥/١‬‬ ‫اهـ [على «النهاية»‬ ‫ممَّا تقدَّم في العصابة‪.‬‬
‫‪۲۹۷‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بِوَضْعِ بَعْضِ جَبْهَتِهِ بِكَشْفِ أَيْ‪ :‬مَعَ كَشْفِ‪ ،‬فَإِنْ كَانَ عَلَيْهَا‬
‫حَائِلٌ كَعِصَابَةِ ‪ :‬لَمْ يَصِحَ‪ ،‬إِلَّا أَنْ يَكُونَ لِجِرَاحَةٍ وَشَقَّ عَلَيْهِ إِزَالَتْهُ مَشَقَّةً‬
‫شَدِيدَةٌ ؛ فَيَصِحُ‪.‬‬
‫(وَ) مَعَ تَحَامُلٍ بِجَبْهَتِهِ فَقَطْ عَلَى مُصَلَّاهُ‪ ،‬بِأَنْ يَنَالَهُ ثِقَلُ رَأْسِهِ‪،‬‬
‫خِلَافًا لِلإِمَامِ‪.‬‬
‫وَضْع بَعْضِ (رُكْبَتَيْهِ ‪ ،‬وَ بَعْضٍ بَطْن كَفَّيْهِ مِنَ الرَّاحَةِ وَبُطُوْنِ‬ ‫(وَ)‬
‫بَعْضٍ بَطْنِ (أَصَابِع قَدَمَيْهِ)؛ دُوْنَ مَا عَدَا ذَلِكَ كَالْحَرْفِ‬ ‫الأصابع‪( ،‬وَ)‬
‫وَأَطْرَافِ الأَصابع وَظَهْرِهَا ‪ ،‬وَلَوْ قُطِعَتْ أَصَابِعُ قَدَمِهِ وَقَدَرَ عَلَى وَضْعِ‬
‫شَيْءٍ مِنْ بَطْنِهَا ‪ ،‬لَمْ يَجِبْ كَمَا اقْتَضَاهُ كَلَامُ الشَّيْخَيْنِ‪ ،‬وَلَا يَجِبُ‬
‫إلى‬ ‫بَلْ يُسَنُّ كَكَشْفِ غَيْرِ الرُّكْبَتَيْنِ [انظر‪« :‬الروضة»‬ ‫التَّحَامُلُ عَلَيْهَا ‪،‬‬
‫‪.]١٩٤/١‬‬ ‫‪۷۲/۲‬؛ «فتح الجواد»‬ ‫وما بعدها ؛ «التحفة»‬ ‫ص ‪٢١٠‬‬ ‫‪٢٥٩‬؛ «التحقيق»‬

‫(وَسُنَّ) فِي السُّجُوْدِ وَضْعُ أَنْفِ)‪ ،‬بَلْ يَتَأَكَّدُ؛ لِخَبَرٍ صَحِيْحٍ‬


‫وَمِنْ ثُمَّ اخْتِيْرَ وُجُوْبُهُ [انظر‪:‬‬ ‫‪]۷۳۰‬‬ ‫‪۸۱۲‬؛ أبو داود رقم‪:‬‬ ‫[البخاري رقم‪:‬‬
‫‪.]٧٢/٢‬‬ ‫«التحفة»‬

‫قيَّدها في «التحفة» بما يبيح التيمم [‪]٧٠/٢‬؛‬ ‫مَشَقَّةٌ شَدِيْدَةً)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وفي الإمداد بما يبيح ترك القيام وإن لم تبح التيمم [انظر‪« :‬الوسطى»‬
‫‪.[١٦١/١‬‬

‫وقال‪ :‬بل‬ ‫حيث اكتفى بإرخاء رأسه‪،‬‬ ‫خِلَافًا لِلإِمَام) أي‪:‬‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫هو أقرب إلى هيئة التَّواضع من تكلُّف التحامل [في‪« :‬نهاية المطلب»‬
‫‪.[١٦٥/٢‬‬

‫اكتفي ببعض كل وإن كُرِهَ لصدق‬ ‫إلخ)‬ ‫بَعْضٍ رُكْبَتَيْهِ ‪...‬‬


‫(قوله ‪:‬‬
‫ونهاية» [‪.]٥١٢/١‬‬ ‫اسم السجود به فتح الجواد [‪]١۹۱/۱‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫ثُمَّ كَفَّيْهِ حَذْوَ‬ ‫وَيُسَنُّ وَضْعُ الرُّكْبَتَيْنِ أَوَّلًا مُفَرَّقَتَيْنِ قَدْرَ شِبْرٍ‪،‬‬
‫مَنْكِبَيْهِ رَافِعًا ذِرَاعَيْهِ عَنِ الأَرْضِ وَنَاشِرًا أَصَابِعَهُ مَضْمُوْمَةً لِلْقِبْلَةِ‪ ،‬ثُمَّ‬
‫جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ مَعًا‪.‬‬

‫وَنَصْبُهُمَا مُوَجِّهَا أَصَابِعَهُمَا لِلْقِبْلَةِ‪،‬‬ ‫وَتَفْرِيْقُ قَدَمَيْهِ قَدْرَ شِبْرٍ‪،‬‬


‫وَإِبْرَازُهُمَا مِنْ ذَيْلِهِ‪.‬‬

‫وَأَقَرَّهُ‬ ‫وَيُسَنُ فَتْحُ عَيْنَيْهِ حَالَةَ السُّجُوْدِ كَمَا قَالَهُ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ‪،‬‬
‫الزَّرْكَشِيُّ‪.‬‬

‫وَيُكْرَهُ مُخَالَفَةُ التَّرْتِيبِ الْمَذْكُوْرِ وَعَدَمُ وَضْعِ الأَنْفِ‪.‬‬


‫فِي السُّجُوْدِ؛‬ ‫ثَلَاثًا)‬ ‫سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى وَبِحَمْدِهِ‪،‬‬ ‫(وَقَوْلُ ‪:‬‬
‫وَيَزِيدُ مَنْ مَرَّ نَدْبا‪« :‬اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ‪،‬‬ ‫للاتباع [أبو داود رقم‪]٨٦٩ :‬‬
‫وَبِكَ أَمَنْتُ‪ ،‬وَلَكَ أَسْلَمْتُ ؛ سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ‪،‬‬

‫وسنَّ‬ ‫عبارة «الإمداد»‪:‬‬ ‫وَيُسَنُّ فَتْحُ عَيْنَيْهِ حَالَةَ السُّجُوْدِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وأقره‬ ‫فتح بصره في السجود؛ ليسجد البصر‪ ،‬قاله صاحب «العوارف»‪،‬‬
‫وبذلك تعلم أن‬ ‫وما بعدها‪.‬‬ ‫الزَّرْكَشِيُّ وغيره‪ .‬اهـ كذا في النهاية ‪٥٤٦/١‬‬
‫لا نظر موضع السجود الآتي في‬ ‫سجوده‬ ‫المقصود من فتح البصر ‪:‬‬
‫كلام الشارح سُنَّة في جميع الصَّلاة‪ ،‬فما توهمه الْمُحَشِّي غير مراد ؛‬
‫فتنه‬

‫وخص الوجه بالذكر؛‬ ‫وكلُّ ‪،‬بدني‪،‬‬ ‫سَجَدَ وَجْهِي) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫فقد خضع باقي‬ ‫فإذا خضع وجهه‪:‬‬ ‫لأنَّه أشرف أعضاء السَّاجد‪،‬‬
‫أو على طريق المجاز المرسل من إطلاق الجزء‬ ‫زي»‪،‬‬ ‫جوارحه‬
‫‪.]۷۱/۲‬‬ ‫وعلى «الإقناع»‬ ‫على شرح المنهج ‪٢١٤/١‬‬ ‫بج ) )‬ ‫وإرادة الكلّ [انظر ‪:‬‬
‫‪۲۹۹‬‬
‫المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِيْنَ» [مسلم‬ ‫بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ‪،‬‬ ‫وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ‪،‬‬
‫رقم ‪.[VV\::‬‬

‫وَيُسَنُّ إِكْثَارُ الدُّعَاءِ فِيْهِ‪ ،‬وَمِمَّا وَرَدَ فِيْهِ ‪« :‬اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِرِضَاكَ‬
‫وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ‪ ،‬وَأَعُوْذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً‬ ‫مِنْ سَخَطِكَ‪،‬‬
‫عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ [مسلم رقم ‪]٤٨٦ :‬؛ «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي‬
‫وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ» [مسلم رقم‪.]٤٨٣ :‬‬ ‫وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ‪،‬‬ ‫دِقَهُ وَجِلَّهُ‪،‬‬ ‫ذَنْبِي كُلَّهُ‪،‬‬
‫قَالَ‬
‫تَطْوِيلُ السُّجُوْدِ أَفْضَلُ مِنْ تَطْوِيْلِ الرُّكُوعِ‬ ‫الرَّوْضَةِ ‪:‬‬
‫]‪.[٢٣٤/١‬‬

‫وَلَوْ فِي نَفْلِ عَلَى‬ ‫السَّجْدَتَيْنِ‪،‬‬ ‫ثَامِنُهَا ‪( :‬جُلُوسٌ بَيْنَهُمَا أَيْ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫الْمُعْتَمَد‪.‬‬

‫منفذهما؛ لأن السمع والبصر‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وعلى‬ ‫‪،٢١٤/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫من المعاني لا يتأَنَّى شقُهما‪« .‬بُجَيْرِمِي»‬
‫‪.]٧٢/٢‬‬ ‫«الإقناع»‬

‫زاد خيره وإحسانه «ح ف»‪« .‬بُجَيْرِمِي»‬ ‫تَبَارَكَ اللهُ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪.]٢١٤/١‬‬ ‫على شرح المنهج»‬

‫المصوِّرين؛ وإلا فالخَلْق ‪ -‬وهو ‪:‬‬ ‫أَحْسَنُ الْخَالِقِيْنَ أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وأفعل‬ ‫الإخراج من العدم إلى الوجود ‪ -‬لا يشاركه فيه أحد غيره‪،‬‬
‫التفضيل ليس على بابه ؛ لأنَّ المصوِّرين ليس فيهم من حيث تصويرهم‬
‫‪.]٧٢/٢‬‬ ‫وعلى الإقناع»‬ ‫على شرح المنهج ‪،٢١٤/١‬‬ ‫بُجَيْرِمِي‬ ‫حُسْنُ‬

‫تقدم بعينه في آخر الرُّكن‬ ‫إلخ)‬ ‫قَالَ فِي «الرَّوْضَةِ»‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الثالث؛ فحذفه أخصر‪.‬‬
‫تقدَّم ما فيه من الخلاف عند‬ ‫وَلَوْ فِي نَفْلِ عَلَى الْمُعْتَمَدِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫]\ [‬
‫فَزَعًا مِنْ لَسْع نَحْوِ‬ ‫فَلَوْ رَفَعَ‬ ‫وَيَجِبُ أَنْ لَا يَقْصِدَ بِرَفْعِهِ غَيْرَهُ‪،‬‬
‫وَلَا يَضُرُّ إِدَامَهُ وَضْعِ يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ إِلَى‬ ‫عَقْرَبِ؛؛ أَعَادَ السُّجُوْدَ‪،‬‬
‫‪.]٧٧/٢‬‬ ‫خِلَافًا لِمَنْ وَهِمَ فِيهِ [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ اتَّفَاقًا ‪،‬‬

‫بَلْ‬ ‫(وَلَا يُطَوِّلُهُ وَلَا اعْتِدَالًا؛ لأَنَّهُمَا غَيْرُ مَقْصُوْدَيْنِ لِذَاتَيْهِمَا‪،‬‬


‫فَإِنْ طَوَّلَ أَحَدَهُمَا فَوْقَ ذِكْرِهِ الْمَشْرُوْعِ‬ ‫فَكَانَا قَصِيْرَيْنِ‪،‬‬ ‫شُرِعَا لِلْفَصْلِ‪،‬‬
‫فِيْهِ قَدْرَ الْفَاتِحَةِ فِي الاعْتِدَالِ وَأَقَلِّ التَّشَهُدِ فِي الْجُلُوْسِ عَامِدًا عَالِمًا؛‬
‫بَطَلَتْ صَلَاتُهُ‪.‬‬

‫الْجُلُوْسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ (وَ) فِي (تَشَهُدٍ أَوَّلَ)‬ ‫(وَسُنَّ فِيْهِ) أَيْ ‪:‬‬
‫وَكَذَا فِي تَشَهُدٍ أَخِيْرٍ إِنْ تَعَقَّبَهُ سُجُوْدُ سَهْوِ ‪:‬‬ ‫وَجَلْسَةِ اسْتِرَاحَةٍ‪،‬‬

‫يكفي أن يرفع رأسه‬ ‫الشَّافعيَّة في مبحث الاعتدال ؛ وقال أبو حنيفة ‪:‬‬
‫‪.]٣٧٥/١‬‬ ‫من الأرض أدنى رفع كحد السيف [كذا في‪« :‬المغني»‬
‫في غير اعتدال الركعة‬ ‫بَطَلَتْ صَلَاتُهُ محَلَّه كما مَرَّ ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫كما في‬ ‫فلا يضرُّ تطويله مطلقًا‪،‬‬ ‫‪:‬‬
‫أما هو‬ ‫الأخيرة من الفرائض‪،‬‬
‫كذا في‪:‬‬ ‫خلافًا لِمَا فِي شَرْحَيْ الإرشاد»‬ ‫مبحث القنوت من «التَّحفة»‪،‬‬
‫‪.]١٦١/١‬‬ ‫الوسطى»‬

‫ونوى الشاهي السجود أو‬ ‫إِنْ تَعَقَّبَهُ سُجُوْدُ سَهْوِ أي‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫أطلق على الأوجه ؛ وإلَّا سنَّ له التَّورُّك ‪ .‬اهـ (تحفة» [‪ ]٧٩/٢‬و«فتح»‪ .‬فإن‬
‫وعكسه بعكسه على المعتمد‬ ‫‪6‬‬
‫افترش‬ ‫عَنَّ له السُّجود بعد ذلك ‪:‬‬

‫[«باجوري» على «شرح ابن قاسم ‪ .]٦٦٦/١‬ولو توقف افتراشه على انحناء بقدر‬
‫فهل تبطل به صلاته لزيادة ركوع أو لا لتولّده من مأمور‬ ‫ركوع القاعد‪،‬‬

‫عمَّار]‪.‬‬ ‫لِنَحْوِ شَوْكَةٍ أَصَابَتْهُ‪.‬‬ ‫كُتب على هامش القديمة» من نُسخة مع التصحيح ‪:‬‬ ‫[‪]١‬‬
‫تربحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫(افْتِرَاسُ) بِأَنْ يَجْلِسَ عَلَى كَعْبٍ يُسْرَاهُ بِحَيْثُ يَلِي ظَهْرُهَا الْأَرْضَ‪،‬‬
‫عَلَى فَخِذَيْهِ قَرِيْبًا مِنْ رُكْبَتَيْهِ بِحَيْثُ تُسَامِتُهُمَا رُؤُوسُ‬ ‫(وَاضِعًا كَفَّيْهِ)‬
‫إِلَى آخِرِهِ) ت يَمَّت هُ ‪:‬‬ ‫قَائِلًا ‪ :‬رَبِّ اغْفِرْ لِي‪...‬‬ ‫الأصابع‪ ،‬نَاشِرًا أَصَابِعَهُ‪،‬‬
‫وَعَافِنِي»؛‬ ‫وَاهْدِنِي‪،‬‬ ‫وَارْزُقْنِي ‪،‬‬ ‫وَارْفَعْنِي‪،‬‬ ‫وَاجْبُرْنِي‪،‬‬ ‫وَارْحَمْنِي‪،‬‬ ‫)»‬

‫وما بعدها؛ أبو داود رقم‪:‬‬ ‫للاتِّباع [الحاكم في‪« :‬المستدرك رقم‪،۱۰۲ :‬‬
‫ثَلَاثًا‪.‬‬
‫وَيُكَرِّرُ ‪« :‬اغْفِرْ‬ ‫‪،]۸۹۸‬‬ ‫‪۲۸٤‬؛ ابن ماجه رقم‪:‬‬ ‫‪٨٥٠‬؛ الترمذي رقم‪:‬‬

‫بِقَدْرِ الْجُلُوْسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ؛ لِلاتِّبَاعِ‬ ‫اسْتِرَاحَةٍ)‬ ‫سُنَّ جَلْسَةُ‬ ‫(وَ)‬

‫والأوجه وفاقًا لـ «م ر»‬ ‫وسيأتي في كلام الشارح الأوّل‪،‬‬ ‫به؟ فيه نظر‪،‬‬
‫الثاني‪ ،‬ويؤيده أنَّ انحناء القائم إلى حدّ الرُّكوع لنحو قتل حيَّة لا يضرُّ‪.‬‬
‫‪.]٥٢١/١‬‬ ‫وجزم ع ش بالثاني [على «النهاية»‬ ‫‪.]۷۹/۲‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫اهـ «سم»‬

‫قال ابن كَجّ‬ ‫وَيُكَرِّرُ‪« :‬اغْفِرْ لِي ثَلَاثًا) في «الإيعاب»‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وأشار في‬ ‫يقول‪« :‬رَبِّ اغْفِرْ لِي ثلاثًا؛ لحديث فيه‪،‬‬ ‫وغيره‪:‬‬
‫ندب ربِّ اغْفِرْ‬ ‫إلخ؛ وظاهره‪:‬‬ ‫«الأذكار» إلى أنه يجمع بينهما ‪...‬‬
‫لي أربع مرات؛ وفي نهاية م ر ‪ :‬قال الْمُتَوَلِّي ‪ :‬يستحبُّ للمنفرد‬
‫وإمام من مَرَّ أن يزيد على ذلك‪« :‬رَبِّ هَبْ لِي قَلْبًا تَقِيًّا نَقِيًّا مِنَ‬
‫الشِّرْكِ بَرِيَّا‪ ،‬لَا كَافِرًا وَلا شَقِيًّا»‪ ،‬وفي تحرير الْجُرْجَانِيِّ» يقول‪« :‬ربِّ‬
‫وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ»‪ .‬اهـ‬ ‫اغْفِرْ وَارْحَمْ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫«صغری» [وانظر‪« :‬الكُبرى ‪٢٤٧/٢‬‬

‫(قوله ‪ :‬بِقَدْرِ الْجُلُوْسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ) فإن زاد على ذلك‪ :‬كره؛‬
‫إذ هي من السنن التي أقلها أكملها كسكتات الصَّلاة‪ ،‬فإذا طولها زائدا‬
‫على الذكر المطلوب في الجلوس بين السجدتين بقدر أقل التشهد ؛‬
‫وأفتى الشهاب الرملي‬ ‫واعتمده طب‬ ‫بطلت صلاته عند ابن حجر‪،‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَوْ فِي نَفْلِ‪ ،‬وَإِنْ تَرَكَهَا الْإِمَامُ خِلَافًا لِشَيْخِنَا‪،‬‬ ‫[البخاري رقم‪:‬‬
‫لأَجْلِهِ ‪ -‬عَنْ سُجُوْدٍ لِغَيْرِ تِلَاوَةٍ‪.‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫لِقِيَام)‬

‫بأنَّه لا يبطل تطويلها مطلقًا ولو إلى غير نهاية؛ لأنَّها ملحقة بالركن‬
‫والجمال‬ ‫الطَّويل‪ ،‬وتَبِعَهُ الخطيب في شَرْحَيْ التَّنبيه» و«المنهاج»‪،‬‬
‫لكن يكره‬ ‫وما بعدها]‪( ،‬وزي وغيرهم‪،‬‬ ‫الرمليُّ في النّهاية) [‪٥۱۸/۱‬‬
‫والفرق بينها وبين الجلوس بين السجدتين ‪ :‬أنَّ الأركان‬ ‫تطويلها‪،‬‬
‫«التحفة» ‪:‬‬
‫وهي‬ ‫وفي‬ ‫يحتاط لها ما لا يحتاط للسُّنن؛ كذا قرره «زي»‪،‬‬
‫وهي‬ ‫وفي «النهاية»‪:‬‬ ‫الثانية [‪،]٧٨/٢‬‬ ‫من‬ ‫فاصلة ليست من الأُوْلَى ولا‬
‫وتظهر‬ ‫قال «ع ش‪:‬‬ ‫وقيل ‪ :‬من الثَّانية‪،‬‬ ‫وقيل‪ :‬من الأَوْلَى ‪،‬‬ ‫فاصلة‪،‬‬
‫‪٥١٩/١‬؛ وانظر‪« :‬الكبرى»‬ ‫فائدة ذلك في الأيمان والتَّعاليق‪ .‬اهـ على النهاية»‬
‫‪]٢١٥/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫وما بعدها‪« ،‬بج»‬ ‫‪٢٤٩/٢‬‬

‫كما‬ ‫وَإِنْ تَرَكَهَا الإِمَامُ أي فإتيانه بها حينئذ سُنَّة‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وفي‬ ‫نهاية» [‪.]٥١٨/١‬‬ ‫اقتضاه ‪،‬کلامهم وصرَّح به ابن النَّقِيْب وغيره‪.‬‬
‫ولو تركها الإمام فأتى بها‬ ‫وما بعدها والأسنى‬ ‫المغني) [‪٣٧٦/١‬‬
‫المأموم ‪ :‬لم يضر تخلفه ؛ لأنَّه يسير‪ ،‬وبه فارق ما لو ترك التشهد‬
‫وقد تحرم إن فوتت بعض الفاتحة‬ ‫قال في «المنهج القويم‬ ‫الأوَّل‪.‬‬
‫ونقله في‬ ‫لكونه بطيء النّهضة والقراءة والإمام سريعهما [ص ‪.]١٩٩‬‬
‫على ما بحثه‬ ‫عن الأَذْرَعِيّ وأقرَّه ؛ وفي فتح الجواد»‪:‬‬ ‫«الإمداد»‬
‫الأوجه خلافه أي ما قاله‬ ‫الأَذْرَعِيُّ [‪ .]۲۱۰/۱‬وفي النهاية»‪:‬‬
‫الأوجه عدم المنع مطلقا‪ ،‬وأنَّه يأتي في‬ ‫الأَذْرَعِيُّ‪ .‬وفي الإيعاب‬
‫التَّخلُّف لافتتاح أو تعوذ أو لإتمام التشهد‬ ‫التخلف لها ما يجيء في‬
‫‪.]۱۷۲/۱‬‬ ‫اهـ [انظر‪« :‬الوسطى»‬ ‫الأول‪.‬‬

‫كما في «التحفة»‬ ‫لِقِيَامٍ أي ‪ :‬وإن خالف المشروع‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫ه ‪٣٠٣‬‬ ‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعاين‬

‫وَيُسَنُ اعْتِمَادٌ عَلَى بَطْنِ كَفَّيْهِ فِي قِيَامِ مِنْ سُجُوْدٍ وَقُعُوْدٍ‪.‬‬

‫تَاسِعُهَا ‪( :‬طُمَأْنِيْنَةٌ فِي كُلِّ مِنَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُوْدَيْنِ وَالْجُلُوْسِ‬ ‫(وَ)‬


‫وَلَوْ كَانَا فِي نَفْل خِلَافًا لِـ «الأَنْوَارِ» [‪]١٣٠/١‬؛‬ ‫بَيْنَهُمَا وَالاعْتِدَالِ‪،‬‬
‫وَضَابِطهَا ‪ :‬أَنْ يَسْتَقِرَّ أَعْضَاؤُهُ بِحَيْثُ يَنْفَصِلُ مَا انْتَقَلَ إِلَيْهِ عَمَّا انْتَقَلَ‬
‫عَنْهُ‪.‬‬

‫عَاشِرُهَا ‪( :‬تَشَهُدٌ أَخِيْرٌ‪ ،‬وَأَقَلُّهُ) مَا رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫سَلَامٌ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ‬ ‫إِلَى آخِرِهِ) تَتِمُّتُهُ‪:‬‬ ‫(التَّحِيَّاتُاللهِ ‪...‬‬
‫وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ‪ ،‬سَلَامٌ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِيْنَ‪ ،‬أَشْهَدُ أَنْ‬

‫ولا تسن للقاعد‪.‬‬ ‫فتسن في محل التشهد الأوَّل عند تركه‪،‬‬ ‫[‪،]٧٧/٢‬‬

‫الجلوس بين السجدتين‬ ‫وَلَوْ كَانَا فِي نَفْلِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫والاعتدال‪ ،‬أي‪ :‬فإنَّ طمأنينتهما ركن كَهُما نفسهما على المعتمد‪،‬‬
‫ويجب الاعتدال والجلوس بين السجدتين‪،‬‬ ‫وعبارة «التحفة»‪:‬‬
‫فاقتضاء‬ ‫وغيره‪،‬‬ ‫كما في «التَّحقيق»‬ ‫والطمأنينة فيهما ولو في النَّفل‪،‬‬
‫بعض كُتُبِهِ عدم وجوب ذينك فضلا عن طمأنينتهما غير مرادٍ أو‬
‫إلخ‬ ‫ومن تَبِعَهُ بذلك الاقتضاء‪.‬‬ ‫خلافًا لجزم (((الأنوار)‬ ‫ضعيف‪،‬‬
‫واعترضها (سم) بما أجاب عنه ع ش [بل بما أجاب عنه «حميد»‬ ‫[‪]٦٢/٢‬‬
‫‪.]٦٢/٢‬‬ ‫على «التحفة»‬

‫في‬ ‫كما ذكره «حج»‬ ‫ولا يضرُّ زيادة يَاءٍ قبله‪،‬‬ ‫أَيُّهَا النَّبِيُّ )‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫فصل تبطل بالنطق‪ ،‬ثُمَّ نَقَلَهُ عن إفتاء شيخ الإسلام وأقره [في‪« :‬التحفة»‬
‫‪ ۱۳۷/۲‬وما بعدها‪ .‬وفي الْبَاجُوْرِيّ ‪ :‬ولا يضرُّ زيادة ياء النداء قبل «أَيُّهَا‬
‫‪.]٦١١/١‬‬ ‫ولا الميم في «عَلَيْكَ»‪ .‬اهـ على شرح ابن قاسم»‬ ‫النَّبيُّ ‪،‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٠٤‬‬

‫الترمذي‬ ‫وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُوْلُ اللهِ) [مسند الشافعي‪ ،‬ص ‪١٤٢‬‬ ‫لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ‪،‬‬
‫‪.]۲۸۹‬‬ ‫رقم‪:‬‬

‫وَأَشْهَدُ»‬ ‫الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ»‪،‬‬ ‫وَيُسَنُّ لِكُلِّ زِيَادَةُ ‪:‬‬


‫وَتَعْرِيْفُ السَّلَامِ فِي‬ ‫‪،]٤٠٣‬‬ ‫الثاني [البخاري رقم‪۸۳۱ :‬؛ مسلم رقم‪:‬‬
‫الْمَوْضِعَيْنِ‪ ،‬لَا الْبَسْمَلَةُ قَبْلَهُ‪.‬‬

‫كَالنَّبِيِّ‬ ‫وَلَا يَجُوْزُ إِبْدَالُ لَفْظُ مِنْ هَذَا الأَقَلِّ وَلَوْ بِمُرَادِفِهِ‪،‬‬
‫وَغَيْرِهِ ‪.‬‬ ‫وَمُحَمَّدٍ بِأَحْمَدَ‪،‬‬ ‫وَعَكْسِهِ‪،‬‬ ‫بالرَّسُوْلِ‪،‬‬

‫وَيَكْفِي وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ»‪ ،‬لَا وَأَنَّ مُحَمَّدًا‬


‫رَسُوْلُهُ»‪.‬‬
‫وَعَدَمُ إِبْدَالِ حَرْفٍ بِآخَرَ‪،‬‬ ‫وَيَجِبُ أَنْ يُرَاعِيَ هُنَا التَّشْدِيْدَاتِ‪،‬‬
‫لَا التَّرْتِيْبُ إِنْ لَمْ يُخِلَّ بِالْمَعْنَى‪.‬‬ ‫وَالْمُوَالَاةُ‪،‬‬

‫فَلَوْ أَظْهَرَ النُّوْنَ الْمُدْغَمَةَ فِي اللَّامِ فِي‪« :‬أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»؛‬

‫وَيُسَنُّ لِكُلِّ أي من الإمام والمأموم والمنفرد‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وهذا معتمد‬ ‫فلا يجزئ‪،‬‬ ‫وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُوْلُهُ»)‬ ‫لَا‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وفتح الجواد ؛ واعتمد الشّهاب الرملي وابنه في‬ ‫«التحفة» [‪]٨٥/٢‬‬
‫الإجزاء؛ وعبارة الزَّيَّادِي‪:‬‬ ‫«النهاية والخطيب في «المغني»‬
‫أنَّه يكفي وأشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله» «وأشهد أنَّ‬ ‫والحاصل ‪:‬‬
‫وأشهد أنَّ محمَّدًا رسوله» «وأنَّ محمَّدًا‬ ‫محمدا عبده ورسوله‬
‫على‬ ‫وأنَّ محمَّدًا رسوله»‪،‬‬ ‫رسول الله» «وأنَّ محمَّدًا عبده ورسوله‬
‫اهـ‬ ‫وذِكْر الواو بين الشَّهادتين لا بُدَّ منه‪.‬‬ ‫ما في «أصل الرَّوضة»‪،‬‬
‫‪.]٥٢٨/١‬‬ ‫[نقلها ع ش على «النهاية»‬
‫‪٣٠٥‬‬
‫تيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫كَمَا لَوْ تَرَكَ إِدْغَامَ [تَنْوِيْنِ][‪ ]۱‬دَالِ مُحَمَّدٍ فِي‬ ‫أَبْطَلَ لِتَرْكِهِ شَدَّةٌ مِنْهُ‪،‬‬
‫رَسُوْلِ اللَّهِ»‪.‬‬ ‫رَاءِ‬

‫وَيَجُوْزُ فِي النَّبِيِّ الْهَمْرُ وَالتَّشْدِيدُ‪.‬‬


‫بَعْدَ‬ ‫(وَ) حَادِي عَشَرَهَا ‪( :‬صَلَاةٌ عَلَى النَّبِيِّﷺ بَعْدَهُ) أَيْ‪:‬‬
‫تَشَهُدٍ أَخِيْرٍ‪ ،‬فَلَا تُجْزِئُ قَبْلَهُ‪.‬‬
‫(وَأَقَلُّهَا ‪ :‬ا لَّهُمَّ صَلِّ أَيْ ‪ :‬ارْحَمْهُ رَحْمَةً مَقْرُوْنَةٌ بِالتَّعْظِيمِ‪ ،‬أَوْ ‪:‬‬
‫صَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ ‪ ،‬أَوْ عَلَى رَسُوْلِهِ‪ ،‬أَوْ عَلَى النَّبِيِّ‪ ،‬دُوْنَ أَحْمَدَ‪.‬‬

‫«التحفة»‬
‫إلخ) في‬ ‫كَمَا لَوْ تَرَكَ ‪...‬‬ ‫أَبْطَلَ لِتَرْكِهِ شَدَّةٌ مِنْهُ‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫والنّهاية»‪ :‬لو أظهر النَّون المدعمة في اللَّام في «أن لا إله إلَّا الله»؛‬
‫أبطل‪ ،‬وفي فتاوى م ر ) وكذا التَّنوين من محمَّد رسول الله واللام من‬
‫الرَّحمن الرّحيم قال ‪ :‬فإن أعادها على الصواب؛ صحت صلاته‪ ،‬وإن‬
‫استمرَّ إلى أن سلّم ؛ بطلت ووجه ذلك ‪ :‬أنَّ الحرف المشدد بحرفين‪،‬‬
‫ولا نظر لكون النُّون والتنوين واللَّام لَمَّا ظهرت خلفت المشدّدة؛ لأنَّ‬
‫العَبَّادِيُّ‬ ‫ظهورها لَحْنُ‪ ،‬فلم يكن قائمًا مقامها ؛ وبه يندفع ما أورده «سم»‬
‫في شرح مختصر أبي شجاع»‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪« :‬الوسطى» ‪.]١٦٢/١‬‬
‫ولا نظر لكون النُّون واللَّام لَمَّا ظهرت‬ ‫وعبارة «بشرى الكريم‬
‫وهو مبطل‬ ‫خلفت الشَّدَّة ؛ لأنَّ في ذلك ترك شدَّة أو إبدال حرف بآخر‪،‬‬
‫على ما مرَّ‪ ،‬قال في‬ ‫إن غير المعنى‪ ،‬بل وإن لم يتغيَّر المعنى كما هنا‪،‬‬
‫«التَّحفة ‪ :‬فَزَعْمُ عدم إبطاله ؛ لأنَّه لَحْنُ لا يغير المعنى ممنوع؛ لأنَّ محلَّ‬
‫والشَّدّة بمنزلة الحرف‪ ،‬كما صرحوا‬ ‫ذلك ‪ :‬حيث لم يكن فيه ترك حرف‪،‬‬

‫[‪ ]١‬قال سيدي الوالد رحمهالله ‪ :‬هذه الإضافة من فوائد الشيخ محمود حبال رحمالله ‪،‬‬
‫أثبتها عن الأستاذ عصام العمري حفظه الله‪[ .‬عمار]‪.‬‬
‫محالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫تَجِبُ ‪( -‬صَلَاةٌ عَلَى آلِهِ)‪،‬‬ ‫وَقِيْلَ ‪:‬‬ ‫(وَسُنَّ فِي تَشَهُدِ (أَخِيْرِ)‬
‫فَيَحْصُلُ أَقَلُّ الصَّلَاةِ عَلَى الآلِ بِزِيَادِةِ‪« :‬وَآلِهِ» مَعَ أَقَلِّ الصَّلَاةِ‪ ،‬لَا فِي‬
‫الأَوَّلِ عَلَى الأَصَحٌ ؛ لِبِنَائِهِ عَلَى التَّخْفِيفِ ؛ وَلَأَنَّ فِيْهَا نَقْلَ رُكْنٍ قَوْلِيٌّ‬
‫وَاخْتِيْرَ مُقَابِلُهُ؛ لِصِحَّةِ أَحَادِيثَ فِيْهِ‬ ‫وَهُوَ مُبْطِلٌ عَلَى قَوْلٍ‪،‬‬ ‫عَلَى قَوْلٍ‪،‬‬
‫‪.]۸۱/۲‬‬ ‫وما بعدها ؛ «التحفة»‬ ‫[ انظر‪« :‬التلخيص الحبير ‪٤٧٤/١‬‬

‫وَهُوَ‪« :‬اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى‬ ‫يُسَنُّ (أَكْمَلُهَا فِي تَشَهُدٍ أَخِيْرٍ‪،‬‬ ‫(وَ)‬
‫كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ‪،‬‬ ‫مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ‪،‬‬
‫كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ‬ ‫وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ‪،‬‬
‫‪.]٤٠٦‬‬ ‫‪٣٣٧٠‬؛ مسلم رقم ‪:‬‬ ‫إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيْدٌ) [البخاري رقم ‪:‬‬ ‫إِبْرَاهِيمَ‪،‬‬
‫و و‬

‫لكن نازعه «سم» في الإبطال به‬ ‫به‪ .‬نعم‪ ،‬لا يبعد عذر الجاهل بذلك‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫من القادر ‪ ،‬قال ‪ :‬لأنَّه لا يزيد على اللحن الذي لا يغير المعنى‪ ،‬سِيَّما‬
‫وقد جوّز بعض القراء الإظهار في مثل ذلك‪ ،‬قال ابن الْجَزَرِي في أحكام‬
‫أي ‪:‬‬ ‫وخيَّر الْبَزِّيُّ بين الإظهار والإدغام فيهما‪،‬‬ ‫النون الساكنة والتنوين ‪:‬‬
‫وأمَّا‬ ‫إلخ‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫عند اللام والرَّاء‪...‬‬ ‫عندهما‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫النُّون والتنوين‪،‬‬
‫بل رجع‬ ‫أنَّه لم يترك هنا حرف‪،‬‬ ‫فجوابه ‪:‬‬ ‫إلخ‪،‬‬ ‫لأنَّ محلَّ ذلك‪..‬‬ ‫قوله ‪:‬‬
‫وهو ظاهر‪ .‬اهـ [ص ‪.]٢١١‬‬ ‫إلى الأصل‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫في شرح شيخنا أنَّه يضرُّ العالم دون الجاهل‬ ‫وقال الْقَلْيُوْبِيُّ ‪:‬‬
‫على «شرح الْمَحَلِّي ‪.]۱۸۹/۱‬‬ ‫[في‪« :‬حاشيته»‬
‫الصَّلاة على النَّبيِّﷺ قال في‬ ‫وَيُسَنُ أَكْمَلُهَا أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫لمنفرد وإمام راضين بشرطهم؛‬ ‫ومحَلٌّ ندب هذا الأكمل‬ ‫«الإيعاب ‪:‬‬
‫وإلَّا اقتصر على الأقل كما بحثه الْجُوَيْنِيُّ وغيره‪ .‬اهـ‪ .‬اهـ «كُردي»‬
‫[في‪« :‬الوسطى» ‪ .]١٧٤/١‬لكن في «التحفة» أنَّه يسنُّ ولو لإمام غير من مَرَّ‪.‬‬
‫[ص ‪.]٢٤٠‬‬ ‫«بشری»‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَلَا‬ ‫فَلَيْسَ هُنَا إِفْرَادُ الصَّلَاةِ عَنْهُ‪،‬‬ ‫وَالسَّلَامُ تَقَدَّمَ فِي التَّشَهُدِ‪،‬‬
‫قَبْلَ مُحَمَّدٍ»‪.‬‬ ‫بَأْسَ بزِيَادَةِ سَيِّدِنَا»‬

‫(وَ) سُنَّ فِي تَشَهُدٍ أَخِيْر (دُعَاءُ) بَعْدَمَا ذُكِرَ كُلُّهُ‪ .‬وَأَمَّا التَّشَهُدُ‬
‫الأَوَّلُ ‪ :‬فَيُكْرَهُ فِيْهِ الدُّعَاءُ ؛ لِبِنَائِهِ عَلَى التَّخْفِيْفِ‪ ،‬إِلَّا إِنْ فَرَغَ قَبْلَ‬
‫وَآكَدُهُ مَا أَوْجَبَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ‪،‬‬ ‫وَمَأْتُوْرُهُ أَفْضَلُ ‪،‬‬ ‫إِمَامِهِ؛ فَيَدْعُو حِيْنَئِذٍ‪.‬‬
‫وَمِنْ‬ ‫وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ‪،‬‬ ‫وَهُوَ ‪« :‬اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ‪،‬‬
‫وَمِنْهُ ‪:‬‬ ‫وَيُكْرَهُ تَرْكُهُ‪.‬‬ ‫وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالِ»‪.‬‬ ‫فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ‪،‬‬

‫ظاهر كلامهم‪:‬‬ ‫وفي المغني»‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫(قوله‪ :‬وَلَا بَأْسَ‪...‬‬


‫اعتماد الثاني‪ ،‬أي‪ :‬عدم استحباب سَيِّدِنَا ؛ واعتمد الجمال الرملي‬
‫وكذلك الزَّيَّادِيُّ وَالْحَلَبِيُّ وابن ظَهِيْرَةَ‬ ‫في «النهاية استحباب ذلك‪،‬‬
‫فيأتي‬ ‫الأولى سلوك الأدب‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫وفي «الإيعاب»‪:‬‬ ‫وغيرهم‪،‬‬
‫إلخ‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫وهو متَّجه ‪.‬‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫بـ «سَيِّدِنَا»‪،‬‬
‫‪.[١٧٤/١‬‬

‫بَعْدَمَا‬ ‫(قوله‪ :‬وَسُنَّ فِي تَشَهُدٍ أَخِيْرِ أي في جلوسه‪( .‬وقوله‪:‬‬


‫ﷺ وعلى‬ ‫والصَّلاة على النَّبيِّ‬ ‫ذُكِرَ كُلُّهُ) أي‪ :‬من التَّشهد الأخير‪،‬‬
‫سواء أتى بالأكمل أو بالأقل‪.‬‬ ‫الآل‪،‬‬

‫لو فرغ‬ ‫قال «سم»‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫إِلَّا إِنْ فَرَغَ قَبْلَ إِمَامِهِ ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫المأموم من التَّشهد الأوّل والصَّلاة على النَّبيِّﷺ قبل فراغ الإمام؛‬
‫سُنَّ له الإتيان بالصَّلاة على الآل ‪،‬وتوابعها كما أفتى به شيخنا‬
‫‪6‬‬

‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫اهـ على «التحفة»‬ ‫الشهاب الرَّملي‪.‬‬


‫الأرض كلها إلا‬ ‫يمسح‬ ‫بالحاء المهملة ‪ :‬لأنَّه‬ ‫الْمَسِيحِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫اهـ «المنهج‬ ‫لمسخ أحد عينيه‪.‬‬ ‫وبالخاء المعجمة‬ ‫مكة والمدينة‪،‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَمَا أَعْلَنْتُ‪،‬‬ ‫وَمَا أَسْرَرْتُ‪،‬‬ ‫وَمَا أَخَرْتُ‪،‬‬ ‫«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ‪،‬‬
‫وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ‪ ،‬لَا‬ ‫وَمَا أَسْرَفْتُ‪ ،‬وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ؛ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ‪،‬‬
‫وروى البخاري‬ ‫إلى ‪ ،٥٩٠‬و‪،٧٧١‬‬ ‫رَوَاهُمَا مُسْلِمٌ [الأرقام ‪:‬‬ ‫إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ»‪.‬‬
‫الأول رقم‪ .]۱۳۷۷ :‬وَمِنْهُ أَيْضًا ‪« :‬اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَبِيرًا [في‬
‫مسلم رقم ‪ :٢٧٠٥‬وقال قتيبة ‪ :‬كَثِيرًا‪ ،‬وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ‪ ،‬فَاغْفِرْ لِي‬
‫إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ‪ .‬رَوَاهُ‬ ‫وَارْحَمْنِي‪،‬‬ ‫مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ‪،‬‬
‫‪.]٧٣٨٨‬‬ ‫الْبُخَارِيُّ [الأرقام ‪:‬‬
‫وَيُسَنُّ أَنْ يَنْقُصَ دُعَاءُ الإِمَامِ عَنْ أَقَلِّ التَّشَهُدِ وَالصَّلَاةِ عَلَى‬

‫وينبغي أن يختم به دعاءه؛ لقولهﷺ‪:‬‬ ‫وما بعدها‪.‬‬ ‫القويم» [ص ‪٢٠٢‬‬


‫‪.]٢٦٤/٢‬‬ ‫الكُبرى»‬ ‫كذا في ‪:‬‬ ‫إيعاب‬ ‫واجعلهنَّ آخر ما تقول»‬
‫أمَّا‬ ‫«التحفة»‪:‬‬
‫في‬ ‫إلخ)‬ ‫وَيُسَنُّ أَنْ يَنْقُصَ دُعَاءُ الإِمَام ‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫المأموم فهو تابع لإمامه‪ ،‬وأمَّا المنفرد فقضيَّة كلام الشَّيخين ‪ :‬أنَّه‬
‫كالإمام‪ ،‬لكن أطال المتأخرون في أنَّ المذهب ‪ :‬أنَّه يطيل ما شاء‪ ،‬ما‬
‫وظاهر أنَّ َمحَلَّ‬ ‫ومثله إمام من مَرَّ‪،‬‬ ‫لم يخف وقوعه في سهو‪،‬‬
‫ونحوه في‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫فيمن لم يسنَّ له انتظار نحو ‪.‬داخل‪.‬‬ ‫الخلاف‬
‫شيخ الإسلام في «الأسنى»‬ ‫واعتمد ما أطال به المتأخّرون‪:‬‬ ‫«الإمداد»‪.‬‬
‫والجمال الرملي في‬ ‫والخطيب في شَرْحَيْ المنهاج» و «التنبيه»‪،‬‬ ‫وغيره‪،‬‬
‫وغيرهم ممن لا يحصى كثرة ؛ وفي النهاية» ما نصه‪ :‬ولم‬ ‫النهاية»‪،‬‬
‫يصرِّح الْمُعْظَمُ بالمراد هنا بقدر التشهد والصَّلاة على النَّبيِّﷺ هل هو‬
‫فإن‬ ‫أقلُّهما أو أكملهما ؟ والأَشْبَهُ أنَّ المراد أقل ما يأتي به منهما‪،‬‬
‫اهـ «وسطى»‬ ‫وإن خفَّفهما خفَّفه ؛ لأنَّه تَبَعٌ لهما ‪.‬‬ ‫أطالهما أطاله‪،‬‬
‫]‪.[١٧٥/١‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫ﷺ بَعْدَ أَدْعِيَةِ التَّشَهْدِ‪.‬‬‫تُكْرَهُ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬


‫وَكَذَا لِلسَّلَام‪.‬‬ ‫لِلتَّشَهُدِ وَالصَّلَاةِ‪،‬‬ ‫(وَ) ثَانِي عَشَرَهَا ‪( :‬قُعُوْدٌ لَهُمَا أَي ‪:‬‬
‫وَهُوَ مَا يَعْقُبُهُ سَلَامٌ‪،‬‬ ‫(وَسُنَّ تَوَرُّكٌ فِيْهِ أَيْ ‪ :‬فِي قُعُوْدِ التَّشَهُدِ الْأَخِيْرِ‪،‬‬
‫وَهُوَ‬ ‫وَلَا مَنْ يَسْجُدُ لِسَهْرٍ‪،‬‬ ‫فَلَا يَتَوَرَّكُ مَسْبُوْقٌ فِي تَشَهُدِ إمَامِهِ الأَخِيْرِ ‪،‬‬
‫وَيُلْصِقُ وَرِكَهُ بِالْأَرْضِ‪.‬‬ ‫كَالافْتِرَاشِ‪ ،‬لَكِنْ يُخْرِجُ يُسْرَاهُ مِنْ جِهَةِ يُمْنَاهُ‪،‬‬
‫بِحَيْثُ تُسَامِتُهُ‬ ‫(وَوَضْعُ يَدَيْهِ فِي قُعُوْدِ تَشَهُدَيْهِ عَلَى طَرَفِ رُكْبَتَيْهِ)‬
‫أَصَابِعَ يُسْرَاهُ مَعَ ضَمِّ لَهَا‪( ،‬وَقَابِضًا أَصَابِعَ‬ ‫رُؤوس الأصابع‪( ،‬نَاشِرًا)‬
‫وَهِيَ الَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ؛ فَيُرْسِلُهَا‪.‬‬ ‫(يُمْنَاهُ‪ ،‬إِلَّا الْمُسَبِّحَةَ بِكَسْرِ الْبَاءِ‪،‬‬
‫هَمْزَةِ‬ ‫الْمُسَبِّحَةِ ‪ ،‬مَعَ إِمَالَتِهَا قَلِيْلًا‪( ،‬عِنْدَ)‬ ‫(وَ) سُنَّ (رَفْعُهَا أَيْ‪:‬‬
‫(إِلَّا الله)؛ للاتباع [مسلم رقم‪.]٥٨٠ :‬‬
‫الرَّفْعِ ‪ ،‬فَلَا يَضَعُهَا‪ ،‬بَلْ تَبْقَى مَرْفُوْعَةً إِلَى الْقِيَامِ‬ ‫(وَإِدَامَتُهُ) أي ‪:‬‬
‫وَالأَفْضَلُ قَبْضُ الإِبْهَامِ بِجَنْبِهَا ‪ ،‬بِأَنْ يَضَعَ رَأْسَ الإِبْهَامِ عِنْدَ‬ ‫أَوِ السَّلَامِ‪،‬‬
‫أَسْفَلِهَا عَلَى حَرْفِ الرَّاحَةِ ؛ كَعَاقِدِ ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِينَ‪.‬‬

‫حيث أراد فعله أو أطلق كما مَرَّ‪.‬‬ ‫(قوله ‪ :‬وَلَا مَنْ يَسْجُدُ لِسَهْوِ) أي ‪:‬‬
‫كَعَاقِدِ ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِيْنَ بيانُهُ ‪ :‬أَنَّ في الإبهام والمسبحة‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫والأصابع المقبوضة‬ ‫فذلك خمسون‪،‬‬ ‫خمسَ عُقَدِ‪ ،‬كلُّ عُقدة بعشرة‪،‬‬
‫بجعل الأصابع‬ ‫وأكثرُ الحُسَّاب يسمونها تسعة وخمسين‪،‬‬ ‫ثلاثة‪،‬‬
‫المقبوضة تسعة؛ نظرًا إلى عقدها (‪.)۱‬‬

‫العقود الدّلالة على الأعداد بأصابع‬ ‫حساب‬


‫)‬ ‫(‪ )1‬إن أردت التَّوسع ؛ فانظر‬
‫المسماة‬
‫وهي رسالة تحوي شرح ابن شعبان لقصيدة ابن المغربي‬ ‫اليدين»‪،‬‬
‫وهي من تحقيق سيدي الوالد رحمالله ‪ ،‬وقد طبعها لدى دار‬ ‫بـ «لوح الحفظ»‪،‬‬
‫عمار]‪.‬‬ ‫البصائر‪.‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَلَا يُسَنُّ‬ ‫وَلَوْ وَضَعَ الْيُمْنَى عَلَى غَيْرِ الرُّكْبَةِ يُشِيْرُ بِسَبَّابَتِهَا حِيْنَئِذٍ‪.‬‬
‫رَفْعُهَا خَارِجَ الصَّلَاةِ عِنْدَ «إِلَّا اللَّهُ»‪.‬‬
‫قَصْرُ النَّظَرِ إِلَى الْمُسَبِّحَةِ حَالَ رَفْعِهَا‪،‬‬ ‫(وَ) سُنَّ (نَظَرُ إِلَيْهَا أَيْ‪:‬‬
‫‪.]١٠٠/٢‬‬ ‫كَمَا قَالَ شَيْخُنَا [في‪« :‬التحفة»‬ ‫وَلَوْ مَسْتُوْرَةٌ بِنَحْوِ كُمْ‪،‬‬
‫السَّلَامُ عَلَيْكُمْ)؛‬ ‫وَأَقَلُّهَا ‪:‬‬ ‫تَسْلِيْمَةٌ أُوْلَى‪،‬‬ ‫ثَالِثَ عَشَرَهَا ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫وَيُكْرَهُ عَلَيْكُمُ السَّلَامُ‪ .‬وَلَا‬ ‫إلى ‪.]٤٨٩‬‬ ‫للاتِّباع [انظر‪« :‬التلخيص الحبير»‬
‫وَلَا سَلَامُ اللهِ أَوْ سَلَامِي عَلَيْكُمْ‪ ،‬بَلْ‬ ‫يُجْزِئُ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِالتَّنْكِيْرِ‪،‬‬
‫كَمَا فِي شَرْحِ الإِرْشَادِ لِشَيْخنَا [أي‪:‬‬ ‫تَبْطُلُ الصَّلَاةُ إِنْ تَعَمَّدَ وَعَلِمَ‪،‬‬
‫‪.]١٩٧/١‬‬ ‫فتح الجواد»‬

‫وَتَحْرُمُ إِنْ عَرَضَ بَعْدَ‬ ‫وَإِنْ تَرَكَهَا إِمَامُهُ‪.‬‬ ‫تَسْلِيْمَةٌ (ثَانِيَةٌ)‬ ‫(وَسُنَّ)‬
‫وَوُجُوْدِ عَارٍ سُتْرَةً‪.‬‬ ‫الأُولَى مُنَافٍ كَحَدَثٍ‪ ،‬أَوْ خُرُوجِ وَقْتِ جُمُعَةٍ‪،‬‬
‫رَحْمَةُ اللهِ) أَيْ‪ :‬مَعَهَا‪،‬‬ ‫وَيُسَنُّ أَنْ يَقْرِنَ كُلَّا مِنَ التَّسْلِيْمَتَيْنِ (بـ‪:‬‬
‫لَكِنْ اخْتِيْرَ نَدْبُهَا ؛‬ ‫دُونَ وَبَرَكَاتُهُ عَلَى الْمَنْقُوْلِ فِي غَيْرِ الْجِنَازَةِ‪،‬‬
‫لِقُبُوْتِهَا مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ‪.‬‬

‫كأن وضعها على الأرض‪ ،‬أو‬ ‫عَلَى غَيْرِ الرُّكْبَةِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫على فخذه بعيدة عن الرُّكبة‪.‬‬
‫حين إذ قال‪« :‬إلّا الله»‪.‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫حِينَئِذٍ )‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وعبارة‬ ‫(قوله‪ :‬فِي غَيْرِ الْجِنَازَةِ أي أمَّا هي‪ :‬فيس فيها‪،‬‬
‫دون وبركاته إلَّا في الجنازة واعترض بأن فيه أحاديث‬ ‫«التحفة»‬
‫ولم يستثنيا في «المغني» و«النهاية هنا صلاة‬ ‫اهـ [‪.]٩٢/٢‬‬ ‫صحيحة‪.‬‬
‫بل صرَّحَا في بابها بعدم الاستثناء‪.‬‬ ‫الجنازة‪،‬‬
‫وبركاته في غير الجنازة أيضًا‪،‬‬ ‫لَكِنْ اخْتِيْرَ نَدْبُهَا أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫(وَ) مَعَ الْتِفَاتِ فِيْهِمَا حَتَّى يُرَى خَدُّهُ الْأَيْمَنُ فِي الأُولَى‪،‬‬
‫وَالأَيْسَرُ فِي الثَّانِيَةِ‪.‬‬

‫يُسَنُّ لِكُلِّ مِنَ الإِمَام وَالْمَأْمُومِ وَالْمُنْفَرِدِ أَنْ يَنْوِيَ السَّلَامَ‬ ‫تَنْبِيةٌ ‪:‬‬
‫عَلَى مَنِ الْتَفَتَ هُوَ إِلَيْهِ مِمَّنْ عَنْ يَمِينِهِ بِالتَّسْلِيْمَةِ الْأُوْلَى‪،‬‬
‫وَعَنْ يَسَارِهِ‬
‫وَبِأَيَّتِهِمَا شَاءَ عَلَى مَنْ‬ ‫بِالتَّسْلِيمَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مَلَائِكَةٍ وَمُؤْمِنِي إِنْسِ وَجِنٌ‪،‬‬
‫وَبِالْأُوْلَى أَفْضَلُ‪.‬‬ ‫خَلْفَهُ وَأَمَامَهُ‪،‬‬
‫وَلِلْمَأْمُوْمِ أَنْ يَنْوِيَ الرَّدَّ عَلَى الإِمَامِ بِأَيِّ سَلَامَيْهِ شَاءَ إِنْ كَانَ‬
‫وَبِالْأُوْلَى إِنْ كَانَ عَنْ يَسَارِهِ‪.‬‬ ‫وَبِالثَّانِيَةِ إِنْ كَانَ عَنْ يَمِينِهِ‪،‬‬ ‫خَلْفَهُ‪،‬‬
‫فَيَنْوِيَهُ مَنْ عَلَى‬ ‫وَيُسَنُّ أَنْ يَنْوِي بَعْضُ الْمَأْمُؤمِيْنَ الرَّدَّ عَلَى بَعْضٍ‪،‬‬
‫وَمَنْ خَلْفَهُ وَأَمَامَهُ‬ ‫وَمَنْ عَلَى يَسَارِهِ بِالأُوْلَى‪،‬‬ ‫يَمِيْنِ الْمُسَلَّم بِالثَّانِيَةِ‪،‬‬
‫وَالْأُوْلَى أَوْلَى‪.‬‬ ‫بِأَيَّتِهِمَا شَاءَ‪،‬‬
‫يُسَنُّ نِيَّةُ الْخُرُوج مِنَ الصَّلَاةِ بِالتَسْلِيمَةِ الأُوْلَى؛ خُرُوْجًا‬ ‫فُرُوعٌ ‪:‬‬
‫وَأَنْ يَبْتَدِئَهُ مُسْتَقْبِلًا‬ ‫وَأَنْ يُدْرجَ السَّلَامَ‪،‬‬ ‫مِنَ الْخِلَافِ فِي وُجُوْبِهَا ‪،‬‬
‫وَأَنْ يُنْهِيَهُ مَعَ تَمَامِ الالْتِفَاتِ‪ ،‬وَأَنْ يُسَلِّمَ الْمَأْمُوْمُ بَعْدَ‬ ‫بِوَجْهِهِ الْقِبْلَةَ‪،‬‬
‫تَسْلِيمَتَى الْإِمَامِ‪.‬‬
‫(وَ) رابعَ عَشَرَهَا ‪( :‬تَرْتِيْبٌ) بَيْنَ أَرْكَانِهَا الْمُتَقَدِّمَةِ كَمَا ذُكِرَ‪ ،‬فَإِنْ‬
‫تَعَمَّدَ الإِخْلَالَ بِالتَّرْتِيْبِ بِتَقْدِيمِ رُكْنٍ فِعْلِيٍّ ‪ -‬كَأَنْ سَجَدَ قَبْلَ الرُّكُوعِ ‪-‬؛‬
‫وَالتَّرْتِيْبُ‬ ‫أَمَّا تَقْدِيمُ الرُّكْنَ الْقَوْلِيّ ؛ فَلَا يَضُرُّ إِلَّا السَّلَامَ‪.‬‬ ‫بَطَلَتْ صَلَاتُهُ‪،‬‬
‫وَالدُّعَاءِ بَعْدَ التَّشَهُدِ وَالصَّلَاةِ ‪-‬‬ ‫كَالسُّوْرَةِ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ‪،‬‬ ‫بَيْنَ السُّنَنِ ‪-‬‬
‫شَرْطُ لِلاعْتِدَادِ بِسُنِّيَّتِهَا‪.‬‬

‫وقد علمت أنَّ المنقول خلافه‪.‬‬ ‫كذا في «فتح الجواد [‪،]۲۱۲/۱‬‬


‫المستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪۳۱۲‬‬

‫كَأَنْ سَجَدَ قَبْلَ‬ ‫(وَلَوْ سَهَا غَيْرُ مَأْمُوْمٍ فِي التَّرْتِيبِ بِتَرْكِ رُكْنِ)‬
‫فَإِنْ‬ ‫الرُّكُوعِ‪ ،‬أَوْ رَكَعَ قَبْلَ الْفَاتِحَةِ ؛ لَغَا مَا فَعَلَهُ حَتَّى يَأْتِيَ بِالْمَتْرُوْكِ‪،‬‬
‫تَذَكَّرَ قَبْلَ بُلُوْعَ مِثْلِهِ ‪ :‬أَتَى بِهِ؛ وَإِلَّا فَسَيَأْتِي بَيَانُهُ‪.‬‬
‫هَلْ فَعَلَ أَمْ‬ ‫غَيْرُ الْمَأْمُوْمِ ‪ -‬فِي رُكْنٍ‪،‬‬ ‫(أَوْ شَلَّ هُوَ ‪ -‬أَيْ‪:‬‬
‫لَا كَأَنْ شَكَ رَاكِعًا هَلْ قَرَأَ الْفَاتِحَةَ؟ أَوْ سَاجِدًا هَلْ رَكَعَ أَوِ‬
‫‪-‬‬

‫اعْتَدَلَ؟ (أَتَى بِهِ) فَوْرًا وُجُوْبًا إِنْ كَانَ الشَّكُ قَبْلَ فِعْلِ مِثْلِهِ)‬
‫أَيْ‪ :‬وَإِنْ لَمْ‬ ‫أَيْ‪ :‬مِثْلِ الْمَشْكُوْكِ فِيْهِ مِنْ رَكْعَةٍ أُخْرَى ‪ -‬؛ (وَإِلَّا)‬
‫وَلَغَا‬ ‫يَتَذَكَّرْ حَتَّى فَعَلَ مِثْلَهُ فِي رَكْعَةٍ أُخْرَى ‪( -‬أَجْزَأَهُ) عَنْ مَتْرُوْكِهِ‪،‬‬
‫مَا بَيْنَهُمَا هَذَا كُلُّهُ إِنْ عَلِمَ عَيْنَ الْمَشْرُوكِ وَمَحَلَّهُ؛ فَإِنْ جَهِلَ عَيْنَهُ‬
‫وَلَمْ يُشْتَرَط هُنَا‬ ‫بَطَلَتْ صَلَاتُهُ‪،‬‬ ‫وَجَوَّزَ أَنَّهُ النِّيَّةُ أَوْ تَكْبِيرَةُ الإِحْرَام ‪::‬‬
‫يُسَلِّمُ وَإِنْ طَالَ الْفَصْلُ‬ ‫طُوْلُ فَضْلٍ وَلَا مُضِيُّ رُكْنٍ ؛ أَوْ أَنَّهُ السَّلَامُ ‪:‬‬
‫عَلَى الأَوْجَهِ [انظر‪« :‬التَّحفة» ‪]۹۷/۲‬؛ أَوْ أَنَّهُ غَيْرُهُمَا‪ :‬أَخَذَ بِالأَسْوَإِ‪،‬‬
‫وَبَنَى عَلَى مَا فَعَلَهُ (وَتَدَارَكَ) الْبَاقِي مِنْ صَلَاتِهِ‪ .‬نَعَمْ‪ ،‬إِنْ لَمْ يَكُن‬

‫لأنَّ هنا تيقن ترك‬ ‫إلخ) أي ‪:‬‬ ‫وَلَمْ يُشْتَرَط هُنَا طُوْلُ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫«تحفة»‬ ‫ذلك‪.‬‬
‫في‬ ‫مجرَّد الشَّلِّ‬
‫وهو أقوى من مجرد‬ ‫انضم لتجويز ما ذكر‪،‬‬
‫[‪ .]٩٧/٢‬وهذا يفيد البطلان وإن تذكَّر في الحال أنَّ المتروك غيرهما؛‬
‫فلتُراجع المسألة فإنَّ الظَّاهر أنَّ هذا ممنوع‪ ،‬بل يشترط هنا الطول أو‬
‫فأنكره‪« .‬سم» على‬ ‫مضي ركن أيضًا‪ ،‬وقد ذكرت ما قاله لـ م ر »‬
‫أقول ‪ :‬وما قاله م ر هو مقتضى إطلاقهم‪ .‬ع ش)‬ ‫«حج» [‪]٩٧/٢‬‬
‫‪.]٥٤٢/١‬‬ ‫على «النهاية»‬
‫‪۳۱۳‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫كَسُجُوْدِ تِلَاوَةِ ؛ لَمْ يُجْزِتُهُ‪.‬‬ ‫الْمِثْلُ مِنَ الصَّلَاةِ ‪-‬‬

‫أَمَّا مَأْمُوْمٌ عَلِمَ أَوْ شَكَ قَبْلَ رُكُوْعِهِ وَبَعْدَ رُكُوْعِ إِمَامِهِ أَنَّهُ تَرَكَ‬
‫فَيَقْرَؤُهَا وَيَسْعَى خَلْفَهُ؛ وَبَعْدَ رُكُوعِهِمَا‪ :‬لَمْ يَعُدْ إِلَى الْقِيَامِ‬ ‫الْفَاتِحَةَ ‪:‬‬
‫وَيُصَلِّي رَكْعَةً بَعْدَ سَلَامِ الإِمَامِ‪.‬‬ ‫لِقِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ‪ ،‬بَلْ يَتْبَعُ إِمَامَهُ‪،‬‬

‫فُرُوْحٌ ‪ :‬سُنَّ دُخُولُ صَلَاةٍ بِنَشَاطٍ ؛ لأَنَّهُ تَعَالَى ذَمَّ تَارِكِيْهِ بِقَوْلِهِ ‪:‬‬
‫الْفُتُوْرُ‬ ‫وَالْكَسَلُ‪:‬‬ ‫وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَوةِ قَامُوا كَسَالَى [النساء ‪]١٤٢ :‬‬
‫وَفَرَاغِ قَلْبٍ مِنَ الشَّوَاغِلِ؛ لأَنَّهُ أَقْرَبُ إِلَى الْخُشُوْع‪.‬‬ ‫وَالتَّوَانِي‪،‬‬
‫(وَ) سُنَّ فِيْهَا) أَيْ ‪ :‬فِي صَلَاتِهِ كُلِّهَا (خُشُوع) بِقَلْبِهِ؛ بِأَنْ لَا‬
‫وَبِجَوَارِحِهِ بِأَنْ لَا يَعْبَثَ‬ ‫يُحْضِرَ فِيْهِ غَيْرَ مَا هُوَ فِيْهِ وَإِنْ تَعَلَّقَ بِالآخِرَةِ‪،‬‬
‫بِأَحَدِهَا ؛ وَذَلِكَ لِئَنَاءِ اللَّهِ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ عَلَى فَاعِلِيْهِ بِقَوْلِهِ ‪:‬‬
‫الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَشِعُونَ ﴾ [المؤمنون‪- :‬‬ ‫قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ‬
‫وَلِانْتِفَاءِ ثَوَابِ الصَّلَاةِ بِانْتِفَائِهِ‪ ،‬كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْأَحَادِيْثُ‬ ‫‪]۲‬‬
‫الصَّحِيحَةُ [منها ‪ :‬أبو داود رقم‪]٧٩٦ :‬؛ وَلأَنَّ لَنَا وَجْهَا اخْتَارَهُ جَمْعُ أَنَّهُ‬
‫‪.]١٠١/٢‬‬ ‫شَرْطُ لِلصِّحَّةِ [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫وَمِمَّا يُحَصِّلُ الْخُشُوْعَ اسْتِحْضَارُهُ أَنَّهُ بَيْنَ يَدَيْ مَلِكِ الْمُلُوكِ الَّذِي‬
‫يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى يُنَاجِيْهِ‪ ،‬وَأَنَّهُ رُبَّمَا تَجَلَّى عَلَيْهِ بِالْقَهْرِ لِعَدَمِ الْقِيَامِ‬
‫بِحَقِّ رُبُوْبِيَّتِهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ‪ .‬قَالَ سَيّدِي الْقُطْبُ الْعَارِفُ باللَّهِ مُحَمَّدٌ‬
‫الْبَكْرِيُّله ‪ :‬إِنَّ مِمَّا يُوْرِثُ الْخُشُوْعَ إِطَالَةَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُوْدِ‪.‬‬
‫‪٣١٤‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ‬ ‫(وَتَدَبُّرُ قِرَاءَةِ) أَيْ ‪ :‬تَأَمُّلُ مَعَانِيهَا ؛ قَالَ تَعَالَى‪:‬‬


‫القرءان [النساء‪۸۲ :‬؛ محمد ‪ ]٢٤ :‬؛ وَلأَنَّ بِهِ يَكْمُلُ مَقْصُوْدُ الْخُشُوع‪.‬‬
‫قِيَاسًا عَلَى الْقِرَاءَةِ‪.‬‬ ‫تَدَبُّرُ (ذِكْرِ)‬ ‫(وَ)‬

‫سُنَّ إِدَامَةُ نَظَرٍ مَحَلَّ سُجُوْدِهِ)؛ لأَنَّ ذَلِكَ أَقْرَبُ إِلَى‬ ‫(وَ)‬
‫الْخُشُوْعِ‪ ،‬وَلَوْ أَعْمَى‪ ،‬وَإِنْ كَانَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ أَوْ فِي الظُّلْمَةِ أَوْ فِي صَلَاةِ‬
‫السُّنَّةُ أَنْ يَقْصُرَ نَظَرَهُ عَلَى مُسَبِّحَتِهِ عِنْدَ رَفْعِهَا فِي‬ ‫نَعَمْ‪،‬‬ ‫الْجِنَازَةِ‪،‬‬
‫التَّشَهُدِ؛ لِخَبَرٍ صَحِيحٍ فِيْهِ [أبو داود رقم‪ .]٩٨٩ :‬وَلَا يُكْرَهُ تَغْمِيْضُ عَيْنَيْهِ‬
‫إِنْ لَمْ يَخَفْ ضَرَرًا‪.‬‬

‫يُكْرَهُ لِلْمُصَلِّي الذَّكَرِ وَغَيْرِهِ تَرْكُ شَيْءٍ مِنْ سُنَنِ الصَّلَاةِ‪،‬‬ ‫فَائِدَةٌ ‪:‬‬
‫وَالَّذِي يَتَّجِهُ تَخْصِيْصُهُ بِمَا وَرَدَ فِيْهِ نَهْي‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪ :‬وَفِي عُمُوْمِهِ نَظَرٌ‪،‬‬
‫أَوْ خِلَافٌ فِي الْوُجُوْبِ [في‪« :‬التحفة» ‪.]١٦١/٢‬‬

‫يُسَنُ‬ ‫أَيْ‪:‬‬ ‫الصَّلَاةِ‪،‬‬ ‫سُنَّ ذِكْرٌ وَدُعَاءٌ سِرًّا عَقِبَهَا أَيْ‪:‬‬ ‫(وَ)‬

‫بل‬ ‫قال في «فتح الجواد»‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫وَلَا يُكْرَهُ تَغْمِيْضُ ‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ويسن إذا كان أمامه‬ ‫قد يجب صرفًا له عن نحو عورة أو أمرد‪،‬‬
‫اهـ [‪.]٢٠٢/١‬‬ ‫مُشوّش فِكْرِ‪.‬‬

‫بحيث لا يفحش‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَسُنَّ ذِكْرٌ وَدُعَاءُ سِرًّا عَقِبَهَا)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ولا يضرُّ الفصل بالراتبة‪،‬‬ ‫بل بحيث ينسبان إليها عُرْفًا‪،‬‬ ‫الطُّول بينهما‪،‬‬
‫تقديم الوارد منهما على رواتب الفرائض‬ ‫لكن الأفضل لغير الحنفي ‪:‬‬
‫‪٣١٥‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَإمَامٍ لَمْ يُرِدْ تَعْلِيمَ الْحَاضِرِينَ وَلَا‬ ‫الإِسْرَارُ بِهِمَا لِمُنْفَرِدٍ وَمَأْمُوْمٍ ‪،‬‬
‫ذَكَرْتُ جُمْلَةً مِنْهَا‬ ‫وَوَرَدَ فِيْهِمَا أَحَادِيْثُ كَثِيرَةٌ‪،‬‬ ‫أَمِيْنَهُمْ لِدُعَائِهِ بِسَمَاعِهِ‪،‬‬
‫فَاطْلُبُهُ فَإِنَّهُ مُهم‪.‬‬ ‫فِي كِتَابِي إِرْشَادِ الْعِبَادِ ص ‪ ۷۱‬إلى ‪]٧٥‬‬

‫وبتأخيرها عن ذلك‬ ‫واتصال الذكر بسلام الفرائض‪،‬‬ ‫البعدية إن كانت‪،‬‬


‫أما‬ ‫فلا يفوت ما دام الوقت‪،‬‬ ‫أمَّا أصلها ‪:‬‬ ‫يفوته كمال ‪،‬الفضيلة‬
‫ويقتصر‬ ‫فالأفضل في حقه تأخير الذكر عن الراتبة إن كانت‪،‬‬ ‫الحنفي‪:‬‬
‫تَبَارَكْتَ‬ ‫قبلها على نحو مقدار «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ ‪ ،‬وَمِنْكَ السَّلَامُ‪،‬‬
‫وَتَعَالَيْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ»‪.‬‬
‫أَخَّر ذِكْر الأُولى‬ ‫وإذا صلَّى جمعًا‪:‬‬ ‫قال في بشرى الكريم‪:‬‬
‫والأكمل أن يأتي لكلِّ منهما بذكر‪.‬‬ ‫إلى فراغ الثَّانية‪،‬‬
‫ولكنه بالمأثور أفضل‪،‬‬ ‫ويحصل أصل السُّنَّة ولو بغير مأثور‪،‬‬
‫فإذا سلَّم‪:‬‬ ‫فيقدم منه ما معناه أجلُّ‪ ،‬ثُمَّ الأصحُ ‪ ،‬ثُمَّ الأكثر رواية‪،‬‬
‫‪6‬‬

‫مسح جبهته بيده اليمنى وقال‪« :‬أَسْتَغْفِرُ اللهَ» ثلاثًا‪ ،‬ثُمَّ ‪« :‬أَسْتَغْفِرُ ا لَّهَ‬
‫ويمسح‬ ‫الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوْمُ وَأَتُوْبُ إِلَيْهِ» ثلاثا ‪،‬‬
‫بيمينه على رأسه ويقول‪« :‬بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ‬
‫الرَّحِيمُ ؛ اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنِّي الْهَمَّ وَالْحَزَنَ ‪ ،‬ثُمَّ ‪« :‬اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ ‪،‬‬
‫وَمِنْكَ السَّلَامُ‪ ،‬تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ‪ ،‬لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ‬
‫يُحْيِي وَيُمِيْتُ» «اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا‬ ‫وَحْدَهُ ‪ ...‬إلى قَدِيْرٌ من غير‪:‬‬
‫أَعْطَيْتَ‪ ،‬وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ‪ ،‬وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ‪ ،‬وَلَا‬
‫حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ‪ ،‬لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ‪ ،‬وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ‪ ،‬لَهُ النِّعْمَةُ‪،‬‬
‫مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ‬ ‫وَلَهُ التَّنَاءُ الْحَسَنُ ‪ ،‬لَا إِلَهُ إِلَّا اللهُ‪،‬‬ ‫وَلَهُ الْفَضْلُ‪،‬‬
‫ويسبح‬ ‫والمعوذتين‪،‬‬ ‫والإخلاص‪،‬‬ ‫آية الكرسي‪،‬‬ ‫ثُمَّ ‪:‬‬ ‫كَرِهَ الْكَافِرُوْنَ»‪،‬‬
‫ثلاثة وثلاثين في‬ ‫والأكمل‪:‬‬ ‫وهو الأقل‪،‬‬ ‫ويحمد ويكبر عشرا عشرًا‪،‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٣١٦‬‬

‫قِيْلَ لِرَسُوْلِ ا لَّهِﷺ‪ :‬أَيُّ‬ ‫وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ‪:‬‬
‫أَقْرَبُ إِلَى الإِجَابَةِ ‪ -‬؟ قَالَ‪« :‬جَوْفَ اللَّيْلِ‬ ‫الدُّعَاءِ أَسْمَعُ ‪ -‬أَيْ‪:‬‬
‫‪.]٣٤٩٩‬‬ ‫وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ) [رقم‪:‬‬ ‫الآخِرِ ‪،‬‬ ‫[‬

‫إلى قَدِيْرٌ» بلا ‪« :‬يُحْيِي وَيُمِيْتُ»‪،‬‬ ‫وتمام المئة ‪« :‬لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ‪.‬‬ ‫كل‪،‬‬
‫كون التكبير أربعة وثلاثين‪.‬‬ ‫والأحسن‬

‫وَبِكَ‬ ‫وَبِكَ أُصَاوِلُ‪،‬‬ ‫ويزيد بعد الصُّبح ‪« :‬اللَّهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ‪،‬‬


‫وَعَمَلًا مَقْبُولًا‪ ،‬وَرِزْقًا طَيِّبًا»؛‬ ‫أُقَاتِلُ؛ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا‪،‬‬
‫وبعده وبعد المغرب‪« :‬اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ» سبعًا؛ وبعدهما وبعد‬
‫العصر‪ ،‬بل بعد جميع المكتوبات ‪ -‬كما في «الجامع الصغير» وأقره‬
‫الْمُنَاوِيُّ ‪ -‬قبل أن يثني رجليه ‪ -‬بأن يبقى على هيئته في الصَّلاة ‪،‬‬
‫قَدِيرٌ»‬ ‫وقبل أن يتكلم بغير ذكر ودعاء وقرآن‪« :‬لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِلَى‪...‬‬
‫«يُحْيِي وَيُمِيْتُ عشرا‪.‬‬ ‫وزيادة‪:‬‬
‫ويفوت ذلك وغيره من المشروط بما ذكر بالقيام ولو لصلاة‬
‫جنازة على المعتمد ولو زاد في المشروع على قدر الوارد فإن كان‬ ‫‪6‬‬

‫وقال‬ ‫لنحو شَكٍّ ‪ :‬عُذِرَ ؛ وإِلَّا فلا يحصل الثَّواب المترتب عليه‪،‬‬
‫يحصل ثواب المشروع وثواب الزيادة‪.‬‬ ‫كثيرون ‪:‬‬
‫ص ‪.]٢٤٥‬‬ ‫اهـ بالحرف‬

‫ثُمَّ يدعو الله تعالى بما شاء من خيري الدنيا والآخرة بمأثوره‬
‫أَوْلَى‪.‬‬
‫كان‬ ‫وما بعدها] قال ‪:‬‬ ‫وهو ما أورده الْعَامِرِيُّ في بهجته» [ص ‪٥٦٣‬‬
‫عليه الصَّلاة والسَّلام يقول دُبُر المكتوبات ‪« :‬اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ مِنَ‬
‫الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ‪ ،‬وَأَعُوْذُ بِكَ مِنْ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ‪ ،‬وَأَعُوْذُ بِكَ مِنْ‬
‫وَأَعُوْذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»‪« ،‬اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ‬ ‫فِتْنَةِ الدُّنْيَا‪،‬‬
‫‪۳۱۷‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَكُنَّا‬ ‫وَرَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي مُوْسَى قَالَ ‪ :‬كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ علالله [‪، ]١‬‬
‫فَقَالَ النَّبِيُّﷺ ‪:‬‬ ‫إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا‪،‬‬
‫فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُوْنَ أَصَمَّ‬ ‫«يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ‪،‬‬
‫‪٦٤٠٩‬‬ ‫‪-‬‬
‫وَلَا غَائِبا ‪ ،‬إِنَّهُ مَعَكُمْ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ) [البخاري الأرقام ‪:‬‬

‫وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» «اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنِّي الْهَمَّ وَالْحَزَنَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي‬
‫وَاهْدِنِي لِصَالِحِ الْأَعْمَالِ‬ ‫وَخَطَايَايَ كُلَّهَا ‪ ،‬ا لَّهُمَّ أَنْعِشْنِي وَاجْبُرْنِي‪،‬‬
‫‪6‬‬

‫وَالأَخْلَاقِ‪ ،‬إِنَّهُ لَا يَهْدِي لِصَالِحِهَا وَلَا يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ»‪« ،‬اللَّهُمَّ‬
‫اجْعَلْ خَيْرَ عُمُرِي آخِرَهُ ‪ ،‬وَخَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ‪ ،‬وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ»‪،‬‬
‫«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ»‪« ،‬سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ‬
‫وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ»‬ ‫وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِيْنَ‪،‬‬ ‫الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُوْنَ‪،‬‬
‫إلى ‪.]١٥٦‬‬ ‫ص ‪١٤٩‬‬ ‫انظر أيضًا ‪« :‬الأذكار النواويَّة»‬ ‫[‬

‫وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ محَلّ طلب فيه ذكر بخصوصه؛ فالاشتغال به أَوْلَى‬
‫من غيره ولو من قرآن أو مأثور ‪،‬آخر كما في «ق ل» على «الْمَحَلِّي»‬
‫‪6‬‬

‫فاشتغالُ أقوام بأحزاب ونحوها بعد المكتوبات عن واردها‬ ‫[‪.]٣٣٤/١‬‬


‫وَمَا يُلَقَّهَا إِلَّا الَّذِينَ‬ ‫جَهْل بفضائل الاتِّباع وأسرار التَّوقيفات النَّبويَّة ‪،‬‬
‫‪.]٣٥‬‬ ‫[فصلت‪:‬‬ ‫)‬ ‫صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّنَهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ‬

‫ارفقوا‬ ‫ومعناه‪:‬‬ ‫ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ هو بفتح الباء‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫بأنفسكم واخفضوا أصواتك‪.‬‬

‫حاضر بالعلم والاطلاع على‬ ‫إِنَّهُ مَعَكُمْ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫[‪( ]١‬قوله ‪ :‬كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ‪ ...‬إلخ) في نُسخةٍ زيادةُ ‪ :‬فِي سَفَرٍ‪.‬‬
‫ومسلم‬ ‫‪،٧٣٨٦‬‬ ‫البخاري رقم ‪:‬‬ ‫قلت‪ :‬زيادةُ فِي سَفَرٍ أصلها في ‪:‬‬
‫‪٢٧٠٤‬؛ فتنبه [عمار]‪.‬‬ ‫رقم ‪:‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتةالمعين‬ ‫‪۳۱۸‬‬

‫احْتَجَّ بِهِ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُ لِلإِسْرَارِ بِالذِّكْرِ‬ ‫‪]٢٧٠٤‬‬ ‫‪٧٣٨٦‬؛ مسلم رقم ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫أَخْتَارُ لِلإِمَامِ وَالْمَأْمُوْم أَنْ‬ ‫وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الأُمِّ»‪:‬‬ ‫وَالدُّعَاءِ‪،‬‬
‫يَذْكُرَا ا لَّهَ تَعَالَى بَعْدَ السَّلَام مِنَ الصَّلَاةِ وَيُخْفِيَا الذِّكْرَ‪ ،‬إِلَّا أَنْ يَكُوْنَ‬
‫فَيَجْهَرُ حَتَّى يَرَى أَنَّهُ قَدْ تُعلِّمَ مِنْهُ‪ ،‬ثُمَّ يُسِرُّ‪،‬‬ ‫إِمَامًا يُرِيْدُ أَنْ يُتَعَلَّمَ مِنْهُ‪،‬‬
‫‪]١١٠‬‬ ‫[الإسراء‪:‬‬ ‫﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَائِكَ وَلَا تُخَافِتْ بها‬ ‫فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُوْلُ ‪:‬‬
‫وَلَا‬ ‫الدُّعَاءَ‪ ،‬وَلَا تَجْهَرْ حَتَّى تُسْمِعَ غَيْرَكَ‪،‬‬ ‫وَا لَّهُ أَعْلَمُ ‪:-‬‬ ‫يَعْنِي ‪-‬‬
‫انتهى [‪.]١٥٠/١‬‬ ‫تُخَافِتْ حَتَّى لَا تُسْمِعَ نَفْسَكَ‪.‬‬
‫قَالَ شَيْخُنَا ‪ :‬أَمَّا الْمُبَالَغَةُ فِي الْجَهْرِ بِهِمَا فِي الْمَسْجِدِ‬ ‫فَائِدَةٌ‪:‬‬
‫بِحَيْثُ يَحْصُلُ تَشْوِيْشُ عَلَى مُصَلِّ؛ فَيَنْبَغِي حُرْمَتُهَا‪.‬‬

‫ﷺ‪،‬‬‫يُسَنُ افْتِتَاحُ الدُّعَاءِ بِالْحَمْدِ ِللهِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ‬ ‫فُرُوْحٌ ‪:‬‬
‫وَتَأْمِيْنُ مَأْمُوْمٍ سَمِعَ دُعَاءَ الإِمَامِ وَإِنْ حَفِظَ‬ ‫وَالْخَتْمُ بِهِمَا وَبِـ «آمِيْنَ‪،‬‬
‫وَمَسْحُ الْوَجْهِ بِهِمَا بَعْدَهُ‪،‬‬ ‫ذَلِكَ‪ ،‬وَرَفْعُ يَدَيْهِ الطَّاهِرَتَيْنِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ‪،‬‬
‫وَاسْتِقْبَالُ الْقِبْلَةِ حَالَةَ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ إِنْ كَانَ مُنْفَرِدًا أَوْ مَأْمُوْمًا‪،‬‬

‫حالكم أينما كنتم سواء أعلنتم أم أخفيتم وهو بظاهره مقابل‬


‫اهـ من شرح المشكاة لِمُنْلا علي القَارِي‬ ‫لقوله «وَلَا غَائِبًا»‪.‬‬
‫والأول أنسب بما بعده‬ ‫[‪ .]١٥٩٧/٤‬وفي أكثر النُّسَخِ ‪« :‬إِنَّهُ حَكَمٌ (‪،)۱‬‬
‫‪6‬‬

‫علمته‪.‬‬ ‫كما‬

‫والمثبت ما فى «القديمة»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫الحديث‬ ‫لم أقف عليه في‬ ‫( ‪)١‬‬


‫‪۳۱۹‬‬
‫المعين‬ ‫ترشيحالمستفيدين على‬

‫الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ لَهُ ـ‪:‬‬ ‫أَمَّا الإِمَامُ إِذَا تَرَكَ الْقِيَامَ مِنْ مُصَلَّاهُ ‪-‬‬
‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫فَالأَفْضَلُ جَعْلُ يَمِيْنِهِ إِلَى الْمَأْمُوْمِيْنَ وَيَسَارِهِ إِلَى الْقِبْلَةِ‪،‬‬
‫وَانْصِرَافُهُ لَا يُنَافِي نَدْبَ الذِّكْرِ لَهُ عَقِبَهَا؛ لأَنَّهُ يَأْتِي‬ ‫وَلَوْ فِي الدُّعَاءِ‪،‬‬
‫وَإِنَّمَا‬ ‫وَلَا يَفُوْتُ بِفِعْلِ الرَّاتِبَةِ‪،‬‬ ‫بِهِ فِي مَحَلِّهِ الَّذِي يَنْصَرِفُ إِلَيْهِ‪،‬‬
‫وَقَضِيَّةُ‬ ‫وما بعدها]‪،‬‬ ‫كَمَالُهُ لَا غَيْرُ [في‪« :‬التَّحفة ‪١٠٥/٢‬‬ ‫به‬
‫الْفَائِتُ‬

‫وَنَظَرَ فِيْهِ الإِسْنَوِيُّ‪،‬‬ ‫حُصُوْلُ ثَوَابِ الذِّكْرِ وَإِنْ جَهِلَ مَعْنَاهُ‪،‬‬ ‫كَلَامِهِمْ‪:‬‬
‫فَأُثِيْبَ قَارِتُهُ وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْ‬ ‫وَلَا يَأْتِي هَذَا فِي الْقُرْآنِ لِلتَّعَبُدِ بِلَفْظِهِ‪،‬‬
‫مَعْنَاهُ بِخِلَافِ الذِّكْرِ لَا بُدَّ أَنْ يَعْرِفَهُ وَلَوْ بِوَجْهِ انْتَهَى كلامه في‪:‬‬
‫‪.]١٠٢/٢‬‬ ‫«التحفة»‬

‫وَيُنْدَبُ أَنْ يَنْتَقِلَ لِفَرْضِ أَوْ نَفْلٍ مِنْ مَوْضِع صَلَاتِهِ لِيَشْهَدَ لَهُ‬
‫ولو في‬ ‫ظاهره‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫جَعْلُ يَمِيْنِهِ إِلَى الْمَأْمُؤْمِيْنَ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وهو معتمد ابن حجر ونظر في استثنائه قال ‪:‬‬ ‫محراب المسجد النبوي‪،‬‬
‫ويوافقه ظاهر إطلاق‬ ‫التحفة ‪،]١٠٥/٢‬‬ ‫وإن كان له وجه وجيه [في‪:‬‬
‫«الأسنى» و«المغني»؛ والذي اعتمده الرَّملي وأتباعه في مسجده‬
‫وعليه عمل الأئمة‬ ‫النهاية ‪]٥٥٤/١‬‬ ‫جعل يمينه إلى المحراب في‬
‫بالمدينة اليوم‪.‬‬

‫وفيه تقديم وتأخير‬ ‫كلام شيخه في «التحفة»‪،‬‬ ‫انْتَهى) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫لم يتنبه له الْمُحَشِّى‪.‬‬

‫(قوله ‪ :‬أَنْ يَنْتَقِلَ) أي ‪ :‬ولو في أثناء الصَّلاة بفعل غير مبطل وإن‬
‫أحرم بالثانية في محلّ الأُولَى عمدًا‪ ،‬كما في «سم» على «المنهج»‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫نقله «ع ش»‬
‫شحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَصَلَ‬ ‫فَإِنْ لَمْ يَنْتَقِلْ‪:‬‬ ‫الْمَوْضِعُ حَيْثُ لَمْ تُعَارِضُهُ فَضِيْلَةُ نَحْوِ صَفٌ أَوَّلَ‪،‬‬
‫بِكَلَامِ إِنْسَانٍ‪.‬‬
‫وَالنَّفْلُ لِغَيْرِ الْمُعْتَكِفِ فِي بَيْتِهِ أَفْضَلُ إِنْ أَمِنَ فَوْتَهُ أَوْ تَهَاوُنًا بِهِ‪،‬‬
‫إِلَّا في نَافِلَةِ الْمُبَكِّرِ لِلْجُمُعَةِ‪ ،‬أَوْ مَا سُنَّتْ فِيْهِ الْجَمَاعَةُ‪ ،‬أَوْ وَرَدَ فِي‬
‫الْمَسْجِدِ كَالضُّحَى‪.‬‬

‫كالقرب من الإمام؛ زاد في‬ ‫نَحْو صَفٌ أَوَّلَ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫الانتقال ‪ -‬ولو لمن‬ ‫والأفضل ‪:‬‬ ‫التحفة»‪ :‬أو مشقة خرق صفّ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫إلى بيته [‪١٠٦/٢‬‬ ‫بالكعبة والمسجد حولها ‪-‬‬

‫(قوله‪ :‬أَوْ وَرَدَ فِي الْمَسْجِدِ) قد نَظَمَ ذلك الطَّبَلَاوِيُّ في‬


‫قوله ‪:‬‬

‫إلَّا الَّتي جماعة تحصل‬ ‫صلاة نفل في البيوت أفضل‬


‫ونفل جالس للاعتكاف‬ ‫وسُنَّة الإحرام والـطَّــواف‬
‫الجمعه‬
‫كذا الضُّحى ونفل يوم‬ ‫ونحو علمه لإحيا البقعه‬
‫سَّفر‬ ‫وقادم و منشئ لـلـ‬ ‫وخائف الفوات بالتّأخر‬
‫لمغرب ولا كـذا الـبـعـديـه‬ ‫ولاستخارة وللـقـبـلـيـه‬

‫‪.]٥٥٣/١‬‬ ‫اهـ «ع ش» [على «النهاية»‬

‫قبليَّات المكتوبات ما سوى‬ ‫زاد الْوَنَائِيُّ في كشف النقاب»‪:‬‬


‫الفجر‪ .‬اهـ‪ .‬وفي الْبُجَيْرِ مِي» عن «ق ل» أنَّ مثل قبليَّة الجُمُعة كُل راتبة‬
‫وفي‬ ‫متقدمة دخل وقتها وهو في المسجد‪ .‬اهـ على شرح المنهج ‪.]٢٣٠/١‬‬
‫فلعل كلام الْوَنَائِيِّ مقيَّد بذلك‪.‬‬ ‫«النّهاية» ما يفيده‪،‬‬
‫‪۳۲۱‬‬
‫رشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَأَنْ يَكُوْنَ انْتِقَالُ الْمَأْمُوْمِ بَعْدَ انْتِقَالِ إِمَامِهِ‪.‬‬

‫لِمُصَلِّ تَوَجُهُ لِنَحْوِ جِدَارٍ وَعَمُوْدٍ مِنْ كُلِّ شَاخِصٍ طُوْلُ‬ ‫(وَنُدِبَ)‬
‫ذِرَاعٍ فَأَكْثَرُ‪ ،‬وَمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَقِبِ الْمُصَلِّي ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ فَأَقَلُّ‪،‬‬ ‫ارْتِفَاعِهِ ثُلُنَا‬
‫كَمَتَاعٍ‪( ،‬فَ) إِنْ لَمْ يَجِدْهُ‪:‬‬ ‫لِنَحْوِ (عَصًا مَغْرُوْزَةٍ)‬ ‫ثُمَّ إِنْ عَجَزَ عَنْهُ‪( :‬فَـ)‬
‫في‬ ‫خَطَ أَمَامَهُ خَطَّا‬ ‫نُدِبَ بَسْطُ مُصَلَّى كَسَجَّادَةٍ ‪ ،‬ثُمَّ إِنْ عَجَزَ عَنْهُ ‪:‬‬
‫ثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ عَرْضًا أَوْ طُوْلًا ‪ -‬وَهُوَ أَوْلَى ‪ -‬؛ لِخَبَرِ أَبِي دَاوُدَ‪« :‬إِذَا صَلَّى‬
‫أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ أَمَامَ وَجْهِهِ شَيْئًا‪ ،‬فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَنْصِبْ عَصّا‪ ،‬فَإِنْ لَمْ‬
‫يَكُنْ مَعَهُ عَصا فَلْيَخُطَّ خَطَّا ثُمَّ لَا يَضُرُّهُ مَا مَرَّ أَمَامَهُ» [رقم‪.]٦٨٩ :‬‬
‫وَقُدِّمَ عَلَى الْخَطَّ؛ لأَنَّهُ أَظْهَرُ فِي الْمُرَادِ‪.‬‬ ‫وَقِيْسَ بِالْخَط الْمُصَلَّى ‪،‬‬
‫خِلَافًا لِمَا يُوْهِمُهُ كَلَامُ ابْنِ‬ ‫وَالتَّرْتِيْبُ الْمَذْكُورُ هُوَ الْمُعْتَمَدُ ‪،‬‬
‫فَمَتَى عَدَلَ عَنْ رُتْبَةٍ إِلَى مَا دُوْنَهَا مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا كَانَتْ‬ ‫الْمُقْرِي‪،‬‬
‫‪.]٢٢٧/١‬‬ ‫كَالْعَدَم [انظر‪« :‬فتح الجواد»‬

‫فيمكث في مصلاه حتّى يقوم‬ ‫بَعْدَ انْتِقَالِ إِمَامِهِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ويكره له الانصراف قبل ذلك حيث لا عذر‪.‬‬ ‫الإمام‪،‬‬

‫وَبَيْنَ عَقِبِ الْمُصَلِّي اعتمده ابن حجر في كتبه؛ واعتمد‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫هذا بالنسبة‬ ‫والزَّيَّادِيُّ وغيرهما اعتبارها من رؤوس الأصابع‪،‬‬ ‫م ر»‬
‫فالعبرة بما سيأتي في‬ ‫أما القاعد والمضطجع والمستلقي‬ ‫للقائم‪،‬‬
‫‪.]٢٠٢/١‬‬ ‫التَّقدم على الإمام‪« .‬كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫رشيحالمستفيدينعلىفىالمعين‬ ‫‪۳۲۲‬‬

‫بَلْ عَنْ يَمِيْنِهِ أَوْ‬ ‫وَيُسَنُّ أَنْ لَا يَجْعَلَ السُّتْرَةَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ‪،‬‬
‫يَسَارِهِ‪.‬‬

‫‪.]١٥٨/٢‬‬ ‫وَكُلٌّ صَفٌ سُتْرَةٌ لِمَنْ خَلْفَهُ إنْ قَرُبَ مِنْهُ [انظر‪« :‬التحفة»‬
‫انتهى‪.‬‬ ‫سُتْرَةُ الإِمَامِ سُتْرَةُ مَنْ خَلْفَهُ‪.‬‬ ‫قَالَ الْبَغَوِيُّ‪:‬‬

‫وَلَوْ تَعَارَضَتِ السُّتْرَةُ وَالْقُرْبُ مِنَ الإِمَامِ أَوْ وَالصَّتُ الأَوَّلُ فَمَا‬
‫الَّذِي يُقَدَّمُ؟ قَالَ شَيْخُنَا ‪ :‬كُلُّ مُحْتَمِلٌ‪ ،‬وَظَاهِرُ قَوْلِهِمْ ‪ -‬يُقَدَّمُ الصَّف‬
‫الأَوَّلُ فِي مَسْجِدِهِﷺ وَإِنْ كَانَ خَارِجَ مَسْجِدِهِ الْمُخْتَصّ بِالْمُضَاعَفَةِ‬
‫‪.]١٦١/٢‬‬ ‫انتهى [التحفة»‬ ‫تَقْدِيمُ نَحْوِ الصَّفٌ الأَوَّلِ‪.‬‬

‫وَإِذَا صَلَّى إِلَى شَيْءٍ مِنْهَا ‪ :‬فَيُسَنُّ لَهُ وَلِغَيْرِهِ دَفْعُ مَارٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ‬
‫السُّتْرَةِ الْمُسْتَوْفِيةِ لِلشُّرُوْطِ‪ ،‬وَقَدْ تَعَدَّى بِمُرُوْرِهِ لِكَوْنِهِ مُكَلَّفًا‪.‬‬
‫وَيَحْرُمُ الْمُرُورُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السُّتْرَةِ حِيْنَ يُسَنُّ لَهُ الدَّفْعُ وَإِنْ لَمْ‬

‫إلخ) في «النهاية»‬ ‫(قوله‪ :‬وَكُلُّ صَفٌ سُتْرَةٌ لِمَنْ خَلْفَهُ ‪...‬‬


‫والأوجه أنَّ بعض الصُّفوف لا يكون سترة‬ ‫[‪ ]٥٧/٢‬و«المغني»‪:‬‬
‫لبعضها‪.‬‬

‫ويلحق بالمرور‪:‬‬ ‫إلخ) قال «سم»‪:‬‬ ‫وَيَحْرُمُ الْمُرُورُ ‪...‬‬ ‫‪.‬‬‫(قوله‪:‬‬


‫☑‬

‫ومثله ‪ :‬مد يده ليأخذ‬ ‫جلوسه بين يديه ومده رجليه واضطجاعه‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ونحوه‬ ‫ليأخذ‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫وقوله‪:‬‬ ‫على «النهاية ‪.]٥٤/٢‬‬ ‫شيئًا‪« .‬ع ش»‬
‫كالمصافحة لمن في جنب المصلي‪« .‬عبد» [على] «تحفة» [‪ .]١٥٩/٢‬وفي‬
‫‪.]٢٥٠/١‬‬ ‫اهـ [على «شرح المنهج»‬ ‫أنَّه من الكبائر‪.‬‬ ‫عن الْعَزِيزِيِّ ‪:‬‬ ‫الْبُجَيْرِمِي»‬
‫على «التحفة»‬ ‫أي‪ :‬من المكلف العالم‪ ،‬كما في سم» عن «م ر»‬
‫العلامة عبد الله‬ ‫واعتمد في القلائد جواز مد نحو اليد [أي‪:‬‬ ‫‪.]١٥٩/٢‬‬
‫‪۳۲۳‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫يَجِدِ الْمَارُّ سَبِيلًا‪ ،‬مَا لَمْ يُقَصِّرُ بِوُقُوْفٍ فِي طَرِيْقِ أَوْ فِي صَفٌ مَعَ فُرْجَةٍ‬
‫فِي صَلِّ آخَرَ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ فَلِدَاخِلِ خَرْقُ الصُّفُوْفِ وَإِنْ كَثُرَتْ حَتَّى‬
‫يَسُدَّهَا‪.‬‬

‫***‬

‫الصَّلَاةِ‪( :‬الْتِفَاتٌ) بِوَجْهِهِ بِلَا حَاجَةٍ ‪ -‬وَقِيلَ‪:‬‬ ‫(وَكُرِهَ فِيْهَا) أَيْ ‪:‬‬
‫وَاخْتِيْرَ [انظر‪(( :‬التَّحفة) ‪ ]١٦١/٢‬؛ لِلْخَبَرِ الصَّحِيح‪« :‬لَا يَزَالُ اللهُ‬ ‫يَحْرُمُ‪،‬‬
‫بِرَحْمَتِهِ وَرِضَاهُ ‪ -‬مَا لَمْ يَلْتَفِتْ‪،‬‬ ‫مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ في مُصَلَّاهُ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬
‫فَإِذَا الْتَفَتَ أَعْرَضَ عَنْهُ [أبو داود رقم ‪ ]٩٠٩‬فَلَا يُكْرَهُ لِحَاجَةٍ‪ ،‬كَمَا لَا‬
‫يُكْرَهُ مُجَرَّدُ لَمْحِ الْعَيْنِ‪.‬‬
‫(وَنَظَرُ نَحْوِ سَمَاءٍ مِمَّا يُلْهِي كَثَوْبِ لَهُ أَعْلَامٌ؛ لِخَبَرِ الْبُخَارِيِّ ‪:‬‬
‫فَاشْتَدَّ‬ ‫مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُوْنَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ؟!»‬
‫فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ‪« :‬لِيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ»‬ ‫قَوْلُهُ‬
‫وَمِنْ ثَمَّ كُرِهَتْ أَيْضًا فِي مُخَطَّطِ أَوْ إِلَيْهِ أَوْ عَلَيْهِ؛ لأَنَّهُ‬ ‫[رقم‪.]٧٥٠ :‬‬
‫يُخِلُّ بِالْخُشُوع‪.‬‬
‫قِبَلَ وَجْهِهِ وَإِنْ‬ ‫أَيْ‪:‬‬ ‫(وَبَصْقُ فِي صَلَاتِهِ وَكَذَا خَارِجَهَا (أَمَامًا)‬
‫لَمْ يَكُنْ مَنْ هُوَ خَارِجُهَا مُسْتَقْبِلًا‬

‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪١٠٤/١‬‬ ‫قلائد الخرائد وفرائد الفوائد‬ ‫باقشير في ‪::‬‬

‫«التحفة»‬
‫كذا في‬ ‫وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَنْ هُوَ خَارِجُهَا مُسْتَقْبِلًا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫لكن حيث كان من ليس‬ ‫[‪]١٦٤/٢‬؛ وعبارة (النهاية) [‪ ]٦٠/٢‬و «المغني»‪:‬‬
‫المستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٣٢٤‬‬

‫إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ‬ ‫وَيَمِيْنا) لَا يَسَارًا ؛ لِخَبَرِ الشَّيْخَيْنِ ‪:‬‬ ‫كَمَا أَطْلَقَهُ النَّوَوِيُّ (‬
‫فَلَا يَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ»‬ ‫‪،‬‬ ‫فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ‬
‫[البخاري رقم‪٤٠٥ :‬؛ مسلم رقم‪]٥٥١ :‬؛ بَلْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ‬
‫الْيُسْرَى‪ ،‬أَوْ فِي ثَوْبِ مِنْ جِهَةِ يَسَارِهِ وَهُوَ أَوْلَى‪ ،‬قَالَ شَيْخُنَا ‪ :‬وَلَا بُعْدَ‬
‫وَلَوْ‬ ‫مُرَاعَاةِ مَلَكِ الْيَمِيْنِ دُوْنَ مَلَكِ الْيَسَارِ إِظْهَارًا لِشَرَفِ الأَوَّلِ‪،‬‬ ‫في‬

‫بَصَقَ عَنْ يَمِيْنِهِ إِذَا لَمْ يُمْكِنْهُ أَنْ يُطَاطِئ‬ ‫كَانَ عَلَى يَسَارِهِ فَقَطْ إِنْسَانٌ ‪:‬‬
‫وَإِنَّمَا يَحْرُمُ الْبُصَاقُ فِي‬ ‫رَأْسَهُ وَيَنْصُقَ لَا إِلَى الْيَمِيْن وَلَا إِلَى الْيَسَارِ‪،‬‬
‫الْمَسْجِدِ إِنْ بَقِيَ جِرْمُهُ ‪ -‬لَا إِنِ اسْتُهْلِكَ فِي نَحْوِ مَاء مَضْمَضَةٍ ‪-‬‬
‫وَأَصَابَ جُزْءًا مِنْ أَجْزَائِهِ‪ ،‬دُوْنَ هَوَائِهِ ‪ ،‬وَزَعْمُ حُرْمَتِهِ فِي هَوَائِهِ وَإِنْ لَمْ‬
‫يُصِبْ شَيْئًا مِنْ أَجْزَائِهِ بَعِيْدُ غَيْرُ مُعَوَّلٍ عَلَيْهِ‪ ،‬وَدُوْنَ تُرَابِ لَمْ يَدْخُلْ فِي‬
‫وَقْفِهِ‪ ،‬قِيْلَ‪ :‬وَدُوْنَ حُصُرِهِ ‪ ،‬لَكِنْ يَحْرُمُ عَلَيْهَا مِنْ جِهَةِ تَقْذِيْرِهَا كَمَا هُوَ‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫انتهى [«التحفة»‬ ‫ظَاهِرُ‪.‬‬

‫وَإِنْ أُرْصِدَ‬ ‫وَيَجِبُ إِخْرَاجُ نَجَسٍ مِنْهُ فَوْرًا عَيْنِيًّا عَلَى مَنْ عَلِمَ بِهِ‪،‬‬
‫وما‬ ‫لإِزَالَتِهِ مَنْ يَقُوْمُ بِهَا بِمَعْلُوْمٍ كَمَا اقْتَضَاهُ إِطْلَاقُهُمْ [انظر‪« :‬التحفة»‬
‫بعدها ]‪.‬‬

‫وَإِدْخَالُ نَعْلِ مُتَنَجِّسَةٍ لَمْ‬ ‫وَيَحْرُمُ بَوْلٌ فِيْهِ وَلَوْ فِي نَحْوِ طَسْتِ‪،‬‬
‫وَقَتْلُهَا فِي أَرْضِهِ وَإِنْ قَلَّ‬ ‫وَرَمْيُ نَحْوِ قَمْلَةٍ فِيْهِ مَيْتَةً‪،‬‬ ‫يَأْمَنِ التَّلْوِيْتَ‪،‬‬

‫عن‬ ‫وَنَقَلَ «سم»‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫في صلاة مستقبلًا كما بحثه بعضهم إكراما لها‪.‬‬
‫‪.]١٦٤/٢‬‬ ‫شرح البهجة لشيخ الإسلام مثله وأقرَّه على «التحفة»‬
‫وأن‬ ‫حيث قال‪:‬‬ ‫في منهاجه»‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫كَمَا أَطْلَقَهُ النَّوَوِيُّ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫يبصق قِبَلَ وجهه أو عن يمينه [ص ‪.]٥٩‬‬
‫‪٣٢٥‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫دَمُهَا‪ ،‬وَأَمَّا الْقَاؤُهَا أَوْ دَفْنُهَا فِيْهِ حَيَّةً ‪ :‬فَظَاهِرُ فَتَاوَى النَّوَوِيِّ حِلُّهُ‪،‬‬
‫تَحْرِيْمُهُ‪ ،‬وَبِهِ صَرَّحَ ابْنُ يُونُسَ [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫وَظَاهِرُ كَلَامِ الْجَوَاهِرِ)‬
‫‪.[١٥٤/٢‬‬

‫وَيُكْرَهُ فَصْدٌ وَحِجَامَةٌ فِيْهِ بِإِنَاءٍ‪ ،‬وَرَفْعُ صَوْتٍ وَنَحْوُ بَيْعٍ وَعَمَلُ‬
‫صِنَاعَةٍ فِيْهِ‪.‬‬

‫قَالَ‬ ‫وَاضْطِبَاعٌ وَلَوْ مِنْ فَوْقِ الْقَمِيْصِ‪.‬‬ ‫(وَكَشْفُ رَأْسٍ وَمَنْكِبٍ‪،‬‬


‫وَمِثْلُهُ‬ ‫الْغَزَالِيُّ فِي الإِحْيَاءِ»‪ :‬لَا يَرُدُّ رِدَاءَهُ إِذَا سَقَطَ ‪ -‬أَيْ‪ :‬إِلَّا لِعُذْرٍ ‪-‬‬
‫الْعِمَامَةُ وَنَحْوُهَا [ص ‪.]٢٢٣‬‬

‫(وَ) كُرِهَ صَلَاةٌ بِمُدَافَعَةِ حَدَثٍ كَبَوْلٍ وَغَائِطِ وَرِيْحِ؛ لِلْخَبَرِ‬


‫الآتِي؛ وَلأَنَّهَا تُخِلُّ بِالْخُشُوعِ‪ ،‬بَلْ قَالَ جَمْعٌ‪ :‬إِنْ ذَهَبَ بِهَا بَطَلَتْ‬
‫‪.]٤٢٢/١‬‬ ‫[انظر‪« :‬المغنى»‬

‫وَلَيْسَ لَهُ‬ ‫وَيُسَنُّ لَهُ تَفْرِيْعُ نَفْسِهِ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَإِنْ فَاتَتِ الْجَمَاعَةُ‪،‬‬
‫الْخُرُوجُ مِنَ الْفَرْضِ إِذَا طَرَأَتْ لَهُ فِيْهِ‪ ،‬وَلَا تَأْخِيْرُهُ إِذَا ضَاقَ وَقْتُهُ‪،‬‬
‫ما‬
‫وَالْعِبْرَةُ فِي كَرَاهَةِ ذَلِكَ بِوُجُوْدِهَا عِنْدَ التَّحَرُّم‪ ،‬وَيَنْبَغِي أَنْ يُلْحَقَ‬
‫به‬

‫لَوْ عَرَضَتْ لَهُ قَبْلَ التَّحَرُّمِ فَزَالَتْ وَعَلِمَ مِنْ عَادَتِهِ أَنَّهَا تَعُوْدُ إِلَيْهِ فِي‬
‫الصَّلَاة‪.‬‬

‫وَتُكْرَهُ بِحَضْرَةِ طَعَامٍ أَوْ شَرَابٍ يَشْتَاقُ إِلَيْهِ؛ لِخَبَرِ مُسْلِمٍ‪« :‬لَا‬

‫هو أوجه‬ ‫قال في «التحفة»‬


‫حِلُّهُ) قال‬ ‫فَظَاهِرُ «فَتَاوَى النَّوَوِيِّ»‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بل ولا غالب اهـ [‪١٥٤/٢‬‬ ‫'‬
‫مَدْرَكًا ؛ لأنَّ موتها فيه وإيذاءها غير مُتيقّن‬
‫وما بعدها]‪.‬‬

‫اعتمده في «النهاية» [‪.]٥٠/٢‬‬ ‫تَحْرِيمُهُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٢٦‬‬

‫وَهُوَ يُدَافِعُهُ‬ ‫بِحَضْرَةِ طَعَامٍ‪ ،‬وَلَا صَلَاةَ‬ ‫كَامِلَةً ‪-‬‬ ‫صَلَاةَ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬
‫‪.]٥٦٠‬‬ ‫الْبَوْلُ وَالْغَائِط ‪[ -‬رقم ‪:‬‬ ‫الأَخْبَتَانِ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬
‫وَمَوْضِع مَكْسِ‪.‬‬ ‫(وَ) كُرِهَ صَلَاةٌ فِي طَرِيْقِ بُنْيَانِ لَا بَرِّيَّةٍ‪،‬‬
‫سَوَاءٌ أَصَلَّى إِلَى الْقَبْرِ أَم عَلَيْهِ أَمْ‬ ‫وَ(بِمَقْبَرَةٍ) إِنْ لَمْ يَتَحَقَّقْ نَبْشَهَا‪،‬‬
‫بِجَانِبِهِ‪ ،‬كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ فِي «الأُمِّ» [‪.]١١٢/١‬‬
‫وَبَحَثَ‬ ‫وَتَحْرُمُ الصَّلَاةُ لِقَبْرِ نَبِيٍّ أَوْ نَحْوِ وَلِيٌّ تَبَرُّعًا أَوْ إِعْظَامًا‪.‬‬
‫الزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ عَدَمَ كَرَاهَةِ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ طَرَأَ دَفْنُ النَّاسِ حَوْلَهُ‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫؛ «التَّحفة ‪١٦٧/٢‬‬ ‫للكُردي ‪۲۰۱/۱‬‬ ‫[ انظر‪« :‬الوسطى»‬
‫وَفِي أَرْضِ مَغْصُوْبَةٍ وَتَصِحُ بِلا ثَوَابٍ كَمَا فِي ثَوْبٍ مَغْصُوْبِ‪،‬‬
‫وَكَذَا إِنْ شَكٍّ فِي رِضَا مَالِكِهِمَا لَا إِنْ ظَنَّهُ بِقَرِيْنَةٍ‪.‬‬

‫وما بعدها]‬ ‫(قوله ‪ :‬فِي طَرِيقِ بُنْيَانِ لَا بَرِّيَّةٍ كذلك فتح الجواد» [‪١٥٢/١‬‬
‫للنَّهي [الترمذي رقم ‪ ]٣٤٦ :‬؛ ولاشتغال القلب بمرور‬ ‫والمنهج القويم قال فيه ‪:‬‬
‫النَّاس فيها ‪ ،‬وبه يُعلم ‪ :‬أنَّ التَّعبير بالبناء والبرِّيَّة جَرْي على الغالب‪ ،‬وأنَّه‬
‫حيث كثر مرورهم بمحَلِّ كُرِهَتَ الصَّلاة فيه حينئذ وإن لم يكن طريقًا‬
‫ما احتمل‬ ‫ونحوه «التحفة» [‪ .]١٦٦/٢‬وفي الإمداد»‬ ‫كالمطاف‪ .‬اهـ ص ‪.]٢٣٠‬‬
‫طروقها وهو في الصَّلاة تُكْرَهُ ولو في البرِّيَّة‪ ،‬وما لا فَلَا ولو في العُمْران‪،‬‬
‫‪.]٢٠٠/١‬‬ ‫فتعبيرهُم فيما مرَّ جَرْي على الغالب ‪ .‬اهـ [انظر‪« :‬الوسطى»‬
‫وإلا فلا تصح الصَّلاة فيها إِلَّا‬ ‫(قوله ‪ :‬إِنْ لَمْ يَتَحَقَّقْ نَبْشَهَا أي‪:‬‬
‫لكنها فوقه مكروهة ككل حائل تحته نجاسة‪« .‬فتح الجواد» [‪.]١٥٣/١‬‬ ‫بحائل‪،‬‬
‫المقدَّر‪.‬‬ ‫متعلق بـ «تحرم»‬ ‫وَفِي أَرْضِ مَغْصُوْبَةٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫بل مكتوب‬ ‫وغير مثبت في «القديمة»‪،‬‬ ‫ما بين معقوفتین زائد ليس من الحديث‬ ‫[‪] ١‬‬
‫عمَّار]‪.‬‬ ‫‪.٤٣٠/٦‬‬ ‫فيض القدير»‬ ‫وانظر‪:‬‬ ‫تحت الواو دون تصحيح‪،‬‬
‫‪۳۲۷‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫أَحْرَمَ‬ ‫لَوْ ضَاقَ الْوَقْتُ وَهُوَ بِأَرْضِ مَغْصُوْبَةٍ ‪:‬‬ ‫وَفِي الْجِيْلِيِّ»‪:‬‬
‫وَالَّذِي يَتَّجِهُ أَنَّهُ لَا يَجُوْزُ لَهُ‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫وَرَبَّحَهُ الْغَزِّيُّ‪،‬‬ ‫مَاشِيّا‪،‬‬
‫صَلَاةُ شِدَّةِ الْخَوْفِ‪ ،‬وَأَنَّهُ يَلْزَمُهُ التَّرْكُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهَا‪ ،‬كَمَا لَهُ تَرْكُهَا‬
‫لِتَخْلِيْصِ مَالِهِ لَوْ أُخِذَ مِنْهُ‪ ،‬بَلْ أَوْلَى [في‪« :‬التَّحفة» ‪.]۱۷/۳‬‬

‫(فضل)‬

‫في أَبْعَاض الصَّلَاةِ وَمُقْتَضِي سُجُوْدِ السَّهْوِ‬


‫تُسَنُ‬

‫تقدَّم عن «النِّهاية» أَنَّ‬ ‫أَنَّهُ لَا يَجُوْزُ لَهُ صَلَاةُ شِدَّةِ الْخَوْفِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫من الخوف المجوّز لترك الاستقبال ‪ :‬أن يكون شخص في أرض‬
‫مغصوبة ويخاف فوت الوقت‪ ،‬فَلَهُ أن يحرم ويتوجه للخروج ويصلي‬
‫ويعيد لندرة ذلك‪ ،‬وَنَقَلَهُ «سم» على «حج» عن «م‬ ‫بالإيماء‪ .‬اهـ‪ .‬أي‪:‬‬
‫‪.]٤٢٨/١‬‬ ‫ع ش [على «النهاية»‬ ‫ر »‪.‬‬

‫فَضل‬

‫في أَبْعَاضِ الصَّلَاةِ وَمُقْتَضِي سُجُوْدِ السَّهْوِ‬

‫بكسر الضاد أي أسبابه التي تقتضيه‪ ،‬وهي خمسة كما‬


‫سيأتي؛ واقتصروا على تقييده بالسَّهو للغالب؛ وإلا فيكون ‪ -‬أيضًا‬
‫للعمد كما يأتي‪.‬‬
‫للخلل الواقع في الصَّلاة ـ غير‬
‫‪-‬‬

‫متأكَّدًا‬ ‫تُسَنُّ ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪۳۲۸‬‬

‫وفي سجدة تلاوة وشكر ولا مانع من جبر الشَّيء بأكثر‬


‫‪،‬‬
‫الجنازة‬

‫وفي إفساد‬ ‫كما في ترك كلمة من نحو القنوت‪،‬‬ ‫فإنَّه عهد‪،‬‬ ‫منه ‪،‬‬

‫بخلاف جبران‬ ‫ولم يجب؛ لأنَّه لم ينب عن واجب‪،‬‬ ‫صوم بجماع‪،‬‬


‫يجب على المأموم‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫قال الْبُجَيْرِمِيُّ ‪:‬‬ ‫الحج‪« .‬بشرى [ ص ‪]۲۹۱‬‬
‫وبسُنيَّة سجود السهو‬ ‫بسجود إمامه تَبَعًا له على شرح المنهج ‪.]٢٥٥/١‬‬
‫قال ‪ -‬أيضًا ـ أبو حنيفة ؛ وقال مالك‪ :‬يجب بالنقصان ويسن في‬ ‫‪-‬‬

‫الزيادة ؛ وقال أحمد والْكَرْخِيُّ من الحنفيَّة‪ :‬هو واجب‪ .‬اهـ [«رحمة‬


‫‪[01‬‬ ‫الأمة‬
‫ص‬

‫)‪(۱‬‬

‫یخشی منه‬ ‫ويسن سجود السهو ولو لإمام جمع كثير‬


‫ويفرّق بينه وبين سجود التلاوة بأنَّه أكد منها‪،‬‬ ‫التَشوَّش عليهم‪،‬‬
‫كما استظهر «حج» في «الإيعاب الآتي نَقُلُ عبارته أثناء الباب‬
‫عكس‬ ‫عن الْكُرْدِي؛ وقد اشتبه على الْحَلَبِيِّ فَنَقَلَ عن «الإيعاب»‬
‫وعبد‬ ‫وتَبِعَهُ غير واحد من أرباب الحواشي المصرية‪،‬‬ ‫ذلك‪،‬‬
‫الحميد على «التحفة»‪ ،‬ثُمَّ تَبِعَهُمْ الْمُحَشِّي من غير عزو لأحد؛‬
‫فتنبه ولا تهولنَّك متابعتهم على ذلك ؛ لِمَا علمت أنهم ناقلون عن‬
‫الْحَلَبِيِّ؛ حتَّى الْكُرْدِيُّ نَقَلَ ذلك عنه في أول الباب من حواشيه‬
‫الجانحة إلى عكس‬ ‫ثُمَّ ساق أثناء الباب عبارة «الإيعاب‬ ‫الثَّلاث‪،‬‬
‫ما فهمه الْحَلَبِيُّ؛ فتفطن‪.‬‬

‫إلى آخره كذا أيضًا في «هوامش العلامة‬ ‫ولو لإمام جَمْع كثير ‪...‬‬ ‫(‪( )۱‬قوله‪:‬‬
‫وجعل عكس ذلك الذي نَقَلَهُ الْحَلَبِيُّ وتَبِعَهُ عليه‬ ‫السيد أحمد جمل الليل»‪،‬‬
‫كما يعلم من عبارة «الإيعاب»‪.‬‬ ‫أرباب الحواشي اشتباه منه‬
‫‪۳۲۹‬‬
‫يحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَهُمَا وَالْجُلُوْسُ بَيْنَهُمَا كَسُجُوْدِ‬ ‫سَجْدَتَانِ قُبَيْلَ سَلَام وَإِنْ كَثُرَ السَّهْرُ‪،‬‬
‫الصَّلَاةِ وَالْجُلُوسِ بَيْنَ سَجْدَتَيْهَا فِي وَاجِبَاتِ الثَّلَاثَةِ وَمَنْدُوْبَاتِهَا السَّابِقَةِ‬
‫سُبْحَانَ مَنْ لَا يَنَامُ وَلَا يَسْهُو؛ وَهُوَ‬ ‫يَقُوْلُ فِيْهِمَا ‪:‬‬ ‫وَقِيلَ ‪:‬‬ ‫كَالذِّكْرِ فِيْهَا‪،‬‬
‫لَائِقُ بِالْحَالِ‪.‬‬

‫بطلت صلاته‬ ‫فإن اقتصر على سجدة واحدة‪:‬‬ ‫سَجْدَتَانِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فإن عنَّ له الاقتصار عليها بعد فعلها ‪:‬‬ ‫إن نوى الاقتصار عليها ‪،‬ابتداء‪،‬‬
‫لم يؤثر؛ لأنَّها نفل ولا يصير واجبًا بالشروع فيه‪« .‬م ر»‪« .‬بُجَيْرِمِي»‬
‫‪.]٢٦٥/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬

‫قُبَيْلَ سَلَامٍ أي سواء كان السهو بزيادة أم بنقص أم‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫بهما؛ وفي القديم‪ :‬إن سها بنقص ‪ :‬سجد قبل السلام‪ ،‬أو بزيادة‪:‬‬
‫فبعده‪ .‬م ر [في‪« :‬النهاية» ‪ ]۹۰/۲‬ع ش ‪ .‬وهو مذهب مالك كما مرّ‪،‬‬
‫وعنده ـ أيضًا ـ يكون السجود قبل السَّلام إذا كان السهو بالزيادة‬ ‫‪-‬‬

‫على «شرح المنهج»‬ ‫بجَيْرِمِي»‬ ‫والنقص معًا؛ وعند أبي حنيفة بعد السَّلام‬
‫ولو سلم إمامه الحنفي‬ ‫‪ .]١١٤/٢‬قال في «التحفة»‪:‬‬ ‫وعلى «الإقناع»‬ ‫‪،٢٦٦/١‬‬
‫‪ -‬مثلا ‪ -‬قبل أن يسجد ثُمَّ سجد لم يتبعه‪ ،‬بل يسجد منفردًا؛ لفراقه‬
‫له بسلام في اعتقاده والعبرة به لا باعتقاد الإمام كما يأتي‪ .‬اهـ‬
‫ينبغي ندبًا‪ ،‬فلا يلزمه‬ ‫[‪ .]٢٠٣/٢‬قال «سم»‪ :‬قوله‪ :‬بل يسجد منفردًا‪،‬‬
‫السجود في هذه الصُّورة؛ فليراجع‪ .‬اهـ‪ .‬وفي «الْبَصْرِيِّ» ما يوافقه على‬
‫‪.]١٩٥/١‬‬ ‫التحفة»‬

‫وَإِنْ كَثُرَ السَّهْمُ فيُجبر كلُّ سهو صدر منه‪ ،‬ما لم يخصه‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫على «شرح المنهج ‪.]٢٦٥/١‬‬ ‫م ‪.‬ر»‪« .‬بج»‬ ‫اهـ‬ ‫ببعض‪.‬‬
‫هذا إن سها‬ ‫وَهُوَ لَائِقٌ بِالْحَالِ أَي حال الشاهي‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫لا إن تعمَّد ؛ لأنَّ اللائق حينئذ الاستغفار‪( .‬تحفة» [‪.]١٩٩/٢‬‬
‫علىفتحالمعين‬

‫وَتَجِبُ نِيَّةُ سُجُوْدِ السَّهْوِ بِأَنْ يَقْصِدَهُ عَن السَّهْوِ عِنْدَ شُرُوعِهِ فِيْهِ‪.‬‬
‫لِتَرْكِ بَعْضٍ وَاحِدٍ مِنْ أَبْعَاضٍ وَلَوْ عَمْدًا‪ ،‬فَإِنْ سَجَدَ لِتَرْكِ غَيْرِ‬
‫بَعْضٍ عَالِمًا عَامِدًا ؛ بَطَلَتْ صَلَاتُهُ‪.‬‬
‫(وَهُوَ تَشَهُدٌ أَوَّلُ أَيْ الْوَاجِبُ مِنْهُ فِي التَّشَهُدِ الْأَخِيْرِ‪ ،‬أَوْ بَعْضُهُ‪،‬‬

‫وَتَجِبُ نِيَّةُ سُجُوْدِ السَّهْوِ) أي‪ :‬وإن تعمد المقتضي ‪ -‬كأن‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ترك التشهد الأوَّل عمدًا ـ ؛ لأنَّ سجود السهو صار حقيقة شرعيَّة في‬
‫ومحل وجوب النِّيَّة إن‬ ‫السجود المشروع لجبر الخلل عمدًا أو سهوًا‪،‬‬
‫‪.]٢٦٥/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫ش »‪« .‬يُجَيْرِمِي»‬ ‫كان إماما أو منفردًا‪( .‬ع‬
‫وَلِشَكٍّ فِيْهِ‪ .‬ع‬ ‫يقينًا ؛ لقوله الآتي‪:‬‬ ‫لِتَرْكِ بَعْض) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫نقل قولي‬ ‫ثانيها‪:‬‬ ‫وهذا أحد أسباب خمسة لسنّ سجود السهو‪،‬‬ ‫ش»‪.‬‬
‫الشَّكُ في‬ ‫رابعها‪:‬‬ ‫غير مبطل ثالثها زيادة فعل يبطل عمده فقط‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫إيقاع فعل مع التَّردُّد في زيادته‪ ،‬فإن سجد لغير‬ ‫خامسها ‪:‬‬ ‫ترك بعض‪،‬‬
‫ذلك ؛ بطلت صلاة غير الجاهل المعذور بنحو قرب عهد بالإسلام‪،‬‬
‫لكن في «الفتح»‪ :‬ولو مخالطًا لَنَا‪ .‬اهـ «بشرى» [ص‬ ‫«التحفة»‪،‬‬ ‫كما في‬
‫‪.[۲۹۱‬‬

‫والغاية للرَّدِّ‬ ‫ولو بقصد أن يسجد‪« .‬ح ل»‪،‬‬ ‫وَلَوْ عَمْدًا)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫على القول الضعيف القائل ببطلان الصَّلاة بشروعه في السجود إذا كان‬
‫‪.]٢٥٥/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫يُجَيْرِمِي»‬ ‫الترك عمدًا‪.‬‬

‫فلو صلَّى‬ ‫تَشَهُدٌ أَوَّلُ أي ‪ :‬في فرض أو نفل‪،‬‬ ‫وَهُوَ ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫التسبيح أو راتبة نحو ظهر أربعًا وترك التشهد الأول؛ سجد إن قلنا ‪:‬‬
‫وهو المعتمد ؛ ومثله في «المغني»‬ ‫قال (سم)‪:‬‬ ‫إنَّه سُنَّة حينئذ‪،‬‬
‫والنهاية ما لو صلَّى أربعًا نفلا مطلقًا بقصد أن يتشهد تشهدين أو‬
‫‪۳۳۱‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَوْ كَلِمَةٌ‪.‬‬

‫وَصُوْرَةُ تَرْكِهِ وَحْدَهُ كَقِيَامِ الْقُنُوْتِ ‪ :‬أَنْ لَا يُحْسِنَهُمَا ؛‬ ‫(وَقُعُوْدُهُ‪،‬‬


‫إِذْ يُسَنُّ أَنْ يَجْلِسَ وَيَقِفَ بِقَدْرِهِمَا‪ ،‬فَإِذَا تَرَكَ أَحَدَهُمَا سَجَدَ‪.‬‬

‫قُنُوْتُ الصُّبْحِ وَوِتْرِ نِصْفِ رَمَضَانَ‪،‬‬ ‫(وَقُنُوْتُ رَاتِبٌ أَوْ بَعْضُهُ‪ ،‬وَهُوَ ‪:‬‬

‫قال «ق ل»‪:‬‬ ‫لا يسجد‪،‬‬ ‫أطلق فاقتصر على الأخير ؛ وقال ابن حجر‬
‫وهو الوجه؛ لأن التشهد إذا لم يطلب أصالة لم يسجد لتركه وإن عزم‬
‫‪٢٠٤/١‬؛‬ ‫وما بعدها؛ «الوسطى»‬ ‫إلخ [انظر‪« :‬بشرى الكريم» ص ‪۲۹۱‬‬ ‫عليه ‪...‬‬
‫بج)) على شرح المنهج ‪.]٢٥٥/١‬‬ ‫الكبری (‪۱۲/۲‬‬

‫وَلَوْ كَلِمَةٌ) أي‪ :‬أو حرفًا‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫والواو في‬ ‫أَوْ بَعْضُهُ ولو حرفًا كالفاء في «فَإِنَّكَ»‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫«وَإِنَّهُ» ؛ لأنَّه يتعيَّن بالشروع فيه لأداء السُّنَّة‪ ،‬ما لم يعدل إلى بدله‪.‬‬
‫قال ع ش ‪ :‬أي ‪ :‬ما لم يعدل إلى آية تتضمن ثناء‬ ‫شرح م ر»‪،‬‬
‫فأسقط‬ ‫ودعاء؛ لأنَّها لَمَّا لم ترد في القنوت كانت قنوتا مستقلا‪،‬‬
‫فكأنَّه لم يشرع فيه‪،‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫العدول إليها حكم ما شرع فيه [‪.‬اهـ]‬
‫فيسجد ؛ لأنَّه‬ ‫بخلاف ما إذا عدل إلى قنوت وارد كقنوت سيدنا عمر ‪:‬‬
‫فإذا أخل ببعض‬ ‫لَمَّا كان يسنُّ الجمع بينهما صَارًا كقنوت واحد‪،‬‬
‫ولو‬ ‫فالبدل في كلام م ر فيه تفصيل؛ تدبر‪،‬‬ ‫سجد للسهو‪،‬‬ ‫أحدهما ‪:‬‬
‫فترك بعض قنوت‬ ‫جمع بين قنوت الصُّبح وقنوت سيدنا عُمر فيه‪،‬‬
‫عُمر يتَّجه السُّجود؛ لا يقال ‪ :‬بل عدم السُّجود؛ لأنَّ ترك بعض‬
‫قنوت عُمر لا يزيد على تركه بجملته وهو حينئذ لا سجود له؛ لأنَّا‬
‫‪،‬‬

‫نقول ‪ :‬لو صح هذا التَّمسك لزم عدم السُّجود بترك بعض قنوت الصُّبح‬
‫المخصوص ؛ لأنَّه لو ترك بجملته وعدل إلى دعاء آخر لم يسجد؛‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪۳۳۲‬‬

‫دُوْنَ قُنُوْتِ النَّازِلَةِ‪.‬‬

‫وَيَسْجُدُ تَارِكُ الْقُنُوْتِ تَبَعًا لإِمَامِهِ الْحَنَفِيِّ‪،‬‬ ‫(وَقِيَامُهُ)‪،‬‬

‫ثُمَّ وافق (مر على ما قلنا ‪ .‬اهـ «سم»؛ لأنَّ جمعهما صيَّرهما‬ ‫فتأمَّل ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫كالقنوت الواحد اهـ «بُجَيْرِمِي) على شرح المنهج»‬
‫(قوله ‪ :‬دُونَ قُنُوْتِ النَّازِلَةِ لأنَّه سُنَّة عارضة في الصَّلاة لا منها ‪.‬‬
‫'‬

‫شَرْحُ «م ر» [‪ ]٦٧/٢‬و «منهج»‬ ‫يزول بزوال النازلة فلم يتأكَّد شأنه بالجبر ‪.‬‬
‫]‪.[٥٣/١‬‬

‫وإن لم يحسنه‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وَقِيَامُهُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫وَيَسْجُدُ تَارِكُ الْقُنُوْتِ تَبَعًا لإِمَامِهِ الْحَنَفِيَّ) بل وإن فعله‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫المأموم ‪ -‬خلافًا لِمَا يقتضيه كلامه ‪ -‬؛ لأنَّ ترك إمامه له ولو اعتقادًا‬
‫كما في «فتح الجواد» [‪]٢٣٥/١‬‬ ‫من حكم السهو الذي يلحق المأموم‪،‬‬
‫وغيره‬

‫ويندب لمأموم أمكنه القنوت في الصُّبح وإدراك الإمام في‬


‫كأن يقتصر على قوله ‪« :‬أسألك‬ ‫السَّجدة الأُولَى التَّخلُّف للقنوت‪ ،‬أي‪:‬‬
‫أن تغفر لي يا غفور ؛ وصلَّى الله على سيدنا محمد النَّبيِّ الأُمِّيِّ وعلى‬
‫وإن لم يفرغ من القنوت إلا بعد جلوس الإمام‬ ‫آله وصحبه وسلَّم‪،‬‬
‫وإن هوى الإمام للسجدة‬ ‫بين السجدتين؛ كره له التَّخلّف للقنوت‬
‫الثانية قبل هوي المأموم للسَّجدة الأُوْلَى ؛ بطلت صلاته؛ لأنه سبق‬
‫وَاعْلَمْ أنَّ سجود الشَّافعيّ للسهو خلف الحنفي لا‬ ‫بركنين فعليين‪،‬‬
‫يختص بصلاة الصبح‪ ،‬بل مثلها باقي الخمس؛ لأنَّه لا يصلي على‬
‫النَّبيِّ في التشهد الأوَّل؛ لأنَّه عنده منهي عنه يقتضي الإتيان به‬
‫واعترض عبد الحميد على‬ ‫السجود‪ .‬أفاده الْكُرْدِيُّ [في ‪« :‬الوسطى» ‪.]۲۰۹/۱‬‬
‫بما فيه نظر لمن فقه؛ فتفقه [‪.]١٩٧/٢‬‬ ‫التَّحفة»‬
‫‪۳۳۳‬‬
‫ترشيحالمس تفيدين علىفتحالمعين‬

‫أَوْ لِاقْتِدَائِهِ فِي صُبْحٍ بِمُصَلِّي سُنَّتِهَا‪ ،‬عَلَى الْأَوْجَهِ فِيْهِمَا‪.‬‬


‫(وَصَلَاةٌ عَلَى النَّبِيِّ ( الله(بَعْدَهُمَا ) أَيْ ‪ :‬بَعْدَ التَّشَهُدِ الأَوَّلِ وَالْقُنُوْتِ‪.‬‬
‫وَصُوْرَةُ السُّجُوْدِ‬ ‫صَلَاةٌ عَلَى آلِ بَعْدَ تَشَهُدٍ أَخِيْرٍ وَقُنُوْتٍ)‪،‬‬ ‫(وَ)‬
‫لِتَرْكِ الصَّلَاةِ عَلَى الآلِ فِي التَّشَهُدِ الأَخِيْرِ ‪ :‬أَنْ يَتَيَقَّنَ تَرْكَ إِمَامِهِ لَهَا‬
‫بَعْدَ أَنْ سَلَّمَ إِمَامُهُ وَقَبْلَ أَنْ يُسَلَّمَ هُوَ‪ ،‬أَوْ بَعْدَ أَنْ سَلَّمَ وَقَرُبَ الْفَضْلُ‪.‬‬

‫عبارة «التحفة»‪ :‬ولو‬ ‫(قوله‪ :‬أَوْ لِاقْتِدَائِهِ فِي صُبْح بِمُصَلِّي سُنَّتِهَا)‬
‫السجدة‬
‫اقتدى شافعي بحنفيّ في الصُّبح وأمكنه أن يأتي به ويلحقه في‬
‫وعلى كُلّ يسجد للسهو على المنقول‬ ‫الأولى ‪ :‬فَعَلَ؛ وَإِلَّا فلا‪،‬‬
‫المعتمد بعد سلام إمامه؛ لأنَّه بتركه له لحقه سهوه في اعتقاده‪،‬‬
‫بخلافه في نحو سُنَّة الصُّبح ؛ إذ لا قنوت يتوجه على الإمام في اعتقاد‬
‫المأموم‪ ،‬فلم يحصل منه ما ينزل منزلة السَّهو‪ .‬اهـ [‪ ١٧١/٢‬وما بعدها]‪.‬‬
‫قال «سم»‪ :‬قوله‪ :‬بخلافه في نحو سُنَّة الصُّبح‪ ،‬يحتمل أن معناه ‪ :‬أنَّه‬
‫أنه إذا‬ ‫وكان وجهه‬ ‫وهو المتبادر من عبارته‪،‬‬ ‫لا سجود هنا مطلقًا‪،‬‬
‫الإتيان به إدراك الإمام في السجدة الأُوْلَى‪،‬‬ ‫مع‬ ‫أتى به‪ ،‬بأن أمكنه‬
‫فواضح ؛ وإلا فالإمام يتحمله ولا خلل في صلاة الإمام؛ لعدم‬
‫مشروعية القنوت ‪،‬له ويحتمل أن معناه أنه إذا أتى به‪ ،‬فلا سجود‬
‫‪:‬‬

‫لعدم الخلل في صلاته بالإتيان به وفي صلاة الإمام بعدم مشروعيته‬


‫واقتصر الشَّيخ عبد الحميد على «التحفة» على‬ ‫له‪ .‬اهـ [‪.]١٧٢/٢‬‬
‫الاحتمال الأوّل‪ ،‬وزاد فى النقل ؛ فانظره إن أردت [‪.]١٧٢/٢‬‬
‫دفع به استشكال تصوّره بأنه‬
‫‪:‬‬
‫إلخ)‬ ‫وَصُوْرَةُ السُّجُوْدِ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫إن علم تركها قبل السَّلام أَتَى بها ؛ إذ محَلّها قبل السَّلام كسجود‬
‫السهو‪ ،‬أو علم تركها بعد السَّلام فَاتَ َمحَلُّ السُّجود‪« .‬كُردي» [في‪:‬‬
‫‪.]٢٠٥/١‬‬ ‫«الوسطى»‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٣٤‬‬

‫مِنَ‬ ‫بِالْجَبْرِ بِالسُّجُوْدِ ‪-‬‬ ‫وَسُمِّيَتْ هَذِهِ السُّنَنُ أَبْعَاضًا ؛ لِقُرْبِهَا ‪-‬‬
‫الْأَرْكَانِ‪.‬‬

‫(وَلِشَكٌ فِيْهِ) أَيْ ‪ :‬فِي تَرْكِ بَعْضٍ مِمَّا مَرَّ مُعَيَّنٍ كَالْقُنُوْتِ هَلْ‬
‫فَعَلَهُ؟ لأَنَّ الْأَصْلَ عَدَمُ فِعْلِهِ‪.‬‬

‫لعلَّ‬ ‫بِالسُّجُوْدِ)‬ ‫بسبب الجبر (وقوله‪:‬‬ ‫بِالْجَبْرِ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫اهـ‬ ‫الأولى حذفه كما صنع م ر ؛ لأنَّ الجامع مطلق الجبر‪.‬‬
‫‪.]٢٥٦/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫بُجَيْرِمِي»‬

‫وبعضهم‬ ‫جَعَلَ الشَّارح الأبعاض ثمانية كـ «التحرير» (ص ‪،]۳۳‬‬ ‫تَنْبِيةٌ ‪:‬‬


‫عد القيام لكل من القنوت والصَّلاة على النَّبيِّﷺ وعلى الآل‪،‬‬
‫فصارت‬ ‫والجلوس لكلِّ من التّشهد والصَّلاة على النَّبيِّ بعده وعلى الآل‪،‬‬
‫اثني عشر [انظر‪« :‬بشرى الكريم ص ‪ ،]۲۹۲‬قال الشَّرْقَاوِيُّ‪ :‬وزيد ثمانية ‪:‬‬
‫والقيام‬ ‫والسَّلام على النَّبيِّ وعلى الآل والصحب‪،‬‬ ‫الصَّلاة على الصَّحب‪،‬‬
‫لكُلِّ‪ ،‬فهذه عشرون (‪ )۱‬اهـ [«حاشيته» على «تحفة الطلاب» ‪.]٢١٥/١‬‬

‫مُعَيَّنِ كَالْقُنُوْتِ أي بخلاف ما لو شَكٍّ في ترك بعض‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫أو في أنَّه سها أم لا‪ ،‬أو علم ترك مسنون واحتمل كونه بعضًا؛‬ ‫مبهم‪،‬‬

‫لعدم تيقن مقتضيه مع ضعف المبهم بالإبهام‪ .‬اهـ «تحفة» [‪]١٨٦/٢‬‬


‫ونهاية» و«مغني‪ .‬زاد فيهما ‪ :‬وبما تقرَّر عُلم أنَّ للتقييد بالمعيَّن معنى‪،‬‬

‫والصلاة على النَّبي‪،‬‬ ‫وقيامه‪،‬‬ ‫ففي القنوت منها أربعة عشر وهي القنوت‪،‬‬ ‫( ‪)۱‬‬
‫والسلام عليهم‪،‬‬ ‫والسلام عليه ‪،‬وقيامه والصَّلاة على الآل وقيامه‪،‬‬ ‫وقيامه‪،‬‬
‫وقيامه؛ وفي التشهد‬ ‫والسَّلام عليهم‪،‬‬ ‫‪،‬وقيامه‬ ‫والصَّلاة على الصَّحب‬ ‫وقيامه‪،‬‬
‫وقعوده‪،‬‬ ‫التشهد الأوَّل وقعوده والصَّلاة على النبي فيه‪،‬‬ ‫سِتَّة وهي‪:‬‬
‫‪۲۸۹‬‬
‫ص‬ ‫وقعوده‪ .‬اهـ من «كاشفة السجا»‬ ‫والصَّلاة على الآل في التَّشهد الأخير‪،‬‬
‫عمَّار]‪.‬‬ ‫‪.٢٥٦/١‬‬ ‫وما بعدها؛ وانظر ما وصل إليه الْمُجَيْرِمِيُّ على شرح المنهج»‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫كَتَشَهُدٍ أَوَّلَ أَوْ قُنُوْتٍ وَتَلَبَّسَ‬ ‫(وَلَوْ نَسِيَ مُنْفَرِدٌ أَوْ إِمَامٌ (بَعْضًا)‬
‫بِفَرْضِ مِنْ قِيَامِ أَوْ سُجُوْدٍ ؛ لَمْ يَجُزْ لَهُ الْعَوْدُ لَهُ‪( ،‬فَإِنْ عَادَ لَهُ بَعْدَ‬
‫انْتِصَابِ أَوْ وَضْعَ جَبْهَةٍ عَامِدًا عَالِمًا بِتَحْرِيمِهِ ‪( :‬بَطَلَتْ) صَلَاتُهُ ؛ لِقَطْعِهِ‬
‫بِتَحْرِيمِهِ وَإِنْ كَانَ مُخَالِطًا لَنَا ؛‬ ‫فَرْضًا لِنَفْلِ‪( ،‬لَا) إِنْ عَادَ لَهُ (جَاهِلًا)‬
‫وَكَذَا نَاسِيًا أَنَّهُ فِيْهَا؛ فَلَا تَبْطُلُ‬ ‫لأَنَّ هَذَا مِمَّا يَخْفَى عَلَى الْعَوَامُ‪،‬‬
‫لِلسَّهْوِ؛ لِزِيَادَةِ‬ ‫وَيَلْزَمُهُ الْعَوْدُ عِنْدَ تَعَلُّمِهِ أَوْ تَذَكَّرِهِ‪( ،‬لَكِنْ يَسْجُدُ)‬ ‫لِعُذْرِهِ‪،‬‬
‫قُعُوْدٍ أَوِ اعْتِدَالٍ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ‪( ،‬وَلَا) إِنْ عَادَ (مَأْمُوْمًا)؛ فَلَا تَبْطُلُ‬
‫عَلَى‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫صَلَاتُهُ إِذَا انْتَصَبَ أَوْ سَجَدَ وَحْدَهُ سَهْوًا ‪( ،‬بَلْ عَلَيْهِ)‬
‫الْمَأْمُوْمِ النَّاسِي ‪( -‬عَوْدٌ ) ؛ لِوُجُوْبِ مُتَابَعَةِ الإِمَامِ‪ ،‬فَإِنْ لَمْ يَعُدْ؛ بَطَلَتْ‬
‫صَلَاتُهُ إِنْ لَمْ يَنْوِ مُفَارَقَتَهُ ؛ أَمَّا إِذَا تَعَمَّدَ ذَلِكَ ‪ :‬فَلَا يَلْزَمُهُ الْعَوْدُ‪ ،‬بَلْ‬
‫كَمَا إِذَا رَكَعَ ‪ -‬مَثَلًا ‪ -‬قَبْلَ إِمَامِهِ‪.‬‬ ‫يُسَنُّ لَهُ‪،‬‬

‫فجعل المبهم كالمعيَّن‪،‬‬ ‫كالزَّرْكَشِيِّ والأَذْرَعِيِّ ‪-‬‬ ‫خلافا لمن زعم خلافه ‪-‬‬
‫وإنَّما يكون كالمعيَّن ‪ :‬فيما إذا علم أنَّه ترك بعضًا وشك هل هو قنوت ‪-‬‬
‫مثلا ‪ -‬أو تشهد أوَّل أو غيره من الأبعاض؟ فإنَّه في هذه يسجد لعلمه‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫وما بعدها‪« ،‬مغني»‬ ‫بمقتضي سجود السهو‪ .‬اهـ [«نهاية»‬
‫قول «م ر»‪ :‬خلافا لمن زعم خلافه‪ ،‬هذا الزَّعْمُ هو الحقُّ لمن أحسن‬
‫التَّأمل وراجع ؛ فليُتَأمَّل وليُراجع ‪ .‬اهـ (سم) على «منهج»‪ ،‬وَجْهُهُ ما‬
‫ذَكَرَهُ قَبْلُ من أَنَّه لو شَكَ في أنه هل أتى بجميع الأبعاض‪ ،‬أو ترك منها‬
‫أنَّه قنوت أو غيره ؛‬ ‫في‬ ‫وأنَّه لو علم أنَّه ترك بعضًا وشَكَ‬ ‫شيئًا ؟ سَجَدَ‪،‬‬
‫‪.]٧٩/٢‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫اهـ «ع ش»‬ ‫سَجَدَ‪.‬‬
‫(قوله ‪ :‬كَمَا إِذَا رَكَعَ ‪ -‬مَثَلًا ‪ -‬قَبْلَ إِمَامِهِ ) أي ‪ :‬فيسن له العود إذا‬
‫فالكاف للتنظير في هذه الحالة فقط‪ ،‬أما إذا ركع‬ ‫تعمد الركوع قبله‪،‬‬
‫فيتخير بين العود والانتظار‪.‬‬ ‫قبله ناسيا ‪:‬‬
‫‪٣٣٦‬‬
‫تفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَمْ‬ ‫قَالَ الْبَغَوِيُّ‪:‬‬ ‫وَلَوْ لَمْ يَعْلَم السَّاهِي حَتَّى قَامَ إِمَامُهُ ‪ :‬لَمْ يَعُدْ‪،‬‬
‫وَتَبِعَهُ الشَّيْخُ زَكَرِيَّا [في‪« :‬أسنى المطالب»‬ ‫يُحْسَبُ مَا قَرَأَهُ قَبْلَ قِيَامِهِ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪۱۹۰/۱‬؛ وانظر‪« :‬التحفة»‬

‫وَبِذَلِكَ يُعْلَمُ أَنَّ مَنْ سَجَدَ سَهْوا‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا فِي شَرْحٍ الْمِنْهَاج»‪:‬‬
‫فَيَلْزَمُهُ الْعَوْدُ‬ ‫أَوْ جَهْلًا وَإِمَامُهُ فِي الْقُنُوْتِ لَا يُعْتَدُّ لَهُ بِمَا فَعَلَهُ‪،‬‬
‫لِلاعْتِدَالِ وَإِنْ فَارَقَ الإِمَامَ؛ أَخْذًا مِنْ قَوْلِهِمْ ‪ :‬لَوْ ظَنَّ سَلَامَ الإِمَامِ فَقَامَ‬
‫ثُمَّ عَلِمَ فِي قِيَامِهِ أَنَّهُ لَمْ يُسَلِّمْ؛ لَزِمَهُ الْقُعُوْدُ لِيَقُوْمَ مِنْهُ‪ ،‬وَلَا يَسْقُطَ عَنْهُ‬
‫وَمِنْ ثَمَّ لَوْ أَتَمَّ‬ ‫بِنِيَّةِ الْمُفَارَقَةِ وَإِنْ جَازَتْ ؛ لأَنَّ قِيَامَهُ وَقَعَ لَغْوًا‪،‬‬
‫وَفِيْمَا إِذَا لَمْ يُفَارِقْهُ إِنْ‬ ‫فَيُعِيْدُهُ وَيَسْجُدُ لِلسَّهْوِ‪،‬‬ ‫جَاهِلًا لَغَا مَا أَتَى بِهِ‪،‬‬
‫‪:‬‬

‫تَذَكَّرَ أَوْ عَلِمَ وَإِمَامُهُ فِي الْقُنُوْتِ ؛ فَوَاضِحٌ أَنَّهُ يَعُوْدُ إِلَيْهِ‪ ،‬أَوْ وَهُوَ فِي‬
‫السَّجْدَةِ الأُوْلَى ؛ عَادَ لِلاعْتِدَالِ وَسَجَدَ مَعَ الإِمَامِ‪ ،‬أَوْ فِيْمَا بَعْدَهَا؛‬
‫فَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ يُتَابِعُهُ وَيَأْتِي بِرَكْعَةٍ بَعْدَ سَلَام الإمام‪ .‬انتهى [‪.]١٨١/٢‬‬

‫وَمِمَّا لَا خِلَافَ فِيْهِ قَوْلُهُمْ‪ :‬لَوْ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ‬ ‫قَالَ الْقَاضِي ‪:‬‬

‫وفرَّق في‬ ‫فَيَلْزَمُهُ الْعَوْدُ لِلاعْتِدَالِ وَإِنْ فَارَقَ الإِمَامَ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫«التحفة»‬
‫بين القنوت والتَّشهد لفحش المخالفة من القيام إلى السجود‬
‫أكثر منه من التَّشهد إلى القيام ؛ وعند الجمال الرملي لا يجب العود‬
‫وكلام‬ ‫إلا إذا لم ينو المفارقة ولم يلحقه الإمام إلى السجود‪،‬‬
‫بتوضيح [في‪« :‬الوسطي»‬ ‫يؤيده‪« .‬كُردي»‬ ‫«الروضة» و«التحقيق» و«الجواهر»‬
‫‪.[٢٠٦/١‬‬

‫وَفِيْمَا إِذَا لَمْ يُفَارِقْهُ مقابل للغاية في قوله المتقدم‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫فَيَلْزَمَهُ الْعَوْدُ لِلاعْتِدَالِ وَإِنْ فَارَقَ‪.‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَأَتَى بِالثَّانِيَةِ ظَانَّا أَنَّ الإِمَامَ‬ ‫السَّجْدَةِ الأُوْلَى قَبْلَ إِمَامِهِ ظَانَّا أَنَّهُ رَفَعَ ‪،‬‬
‫فِيْهَا ثُمَّ بَانَ أَنَّهُ فِي الأَوْلَى ‪ :‬لَمْ يُحْسَبُ لَهُ جُلُوسُهُ وَلَا سَجْدَتُهُ الثَّانِيَةُ‪،‬‬
‫وَيُتَابِعُ الإِمَامَ‪ ،‬أَيْ‪ :‬فَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ بِذَلِكَ إِلَّا وَالإِمَامُ قَائِمٌ أَوْ جَالِسٌ؛‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫أَتَى بِرَكْعَةٍ بَعْدَ سَلَامِ الإِمَام [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫وَتَلَبَّسَ بِفَرْضِ مَا إِذَا لَمْ يَتَلَبَّسْ بِهِ غَيْرُ مَأْمُوْمِ‪،‬‬


‫((‬
‫وَخَرَجَ بِقَوْلِي ‪:‬‬
‫وَيَسْجُدُ لِلسَّهْوِ إِنْ‬ ‫فَيَعُوْدُ النَّاسِي نَدْبًا قَبْلَ الانْتِصَابِ أَوْ وَضْعِ الْجَبْهَةِ‪،‬‬

‫وَأَتَى بِالثَّانِيَةِ أي ورفع منها ولم يعد إلى الإمام في‬ ‫‪.‬‬
‫(قوله ‪:‬‬
‫السجدة الأُولَى إلى أن وصل إليه ؛ لأنَّ الصَّحيح أنَّ التَّقدُّم بركنين هو‬
‫أنَّه إذا لم ينفصل‬ ‫فمفهومه ‪:‬‬ ‫‪6‬‬
‫أن ينفصل عنهما والإمام فيما ‪،‬قبلهما‬
‫عنهما ـ بأن تلبس بالثاني منهما والإمام فيما قبل الأول ‪ :‬لا تبطل‬ ‫‪-‬‬

‫كما بين ذلك‬ ‫ويعتد له بهما وإن لم يعدهما‪،‬‬ ‫صلاته عند التَّعمد‪،‬‬
‫‪.]١٨٢/٢‬‬ ‫سم)؛ فانظره إن شئت [على «التحفة»‬

‫بَحَثَ الْأَذْرَعِيُّ أَنَّا‬ ‫فَيَعُوْدُ النَّاسِي نَدْبًا) في «الإيعاب»‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫حيث قلنا هنا وفيما مرَّ بجواز العود كان أوْلَى للمنفرد وإمام القليلين‬
‫دون إمام الجمع الكثير ؛ لئلا يحصل لهم اللبس لَا سِيَّما في المساجد‬
‫العِظام‪ ،‬ويؤيده ما يأتي في سجود التلاوة أنه حيث خشي التشويش‬
‫وقد يؤخذ من هذا‬ ‫على المأمومين لجهلهم أو نحوه سُنَّ لهم تركه‪،‬‬
‫تقييد ندب سجود السهو للإمام بذلك؛ إلَّا أن يفرق بأنَّه أكد من‬
‫سجود التلاوة كما هو ظاهر؛ فليفعل وإن خشي منه تشويشا‪ .‬اهـ‬
‫و«الوسطى» ‪ ،۲۰۷/۱۸‬و«الصغرى»‪ ،‬وما ذُكِرَ‬ ‫بحروفه «كُردي [في‪« :‬الكُبرى» (‪٤۲۱/۲‬‬
‫هنا متعلق بما نبه عليه الشيخ أول الفصل؛ فتنبه]‪.‬‬

‫ظاهره گـ «المنهج القويم»‪ :‬أنه متى‬ ‫(قوله ‪ :‬أَوْ وَضْعِ الْجَبْهَةِ)‬


‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪۳۳۸‬‬

‫قَارَبَ الْقِيَامَ فِي صُوْرَةِ تَرْكِ التَّشَهُدِ‪ ،‬أَوْ بَلَغَ حَدَّ الرُّكُوْعِ فِي صُوْرَةِ تَرْكِ‬
‫الْقُنوت‪.‬‬

‫لَوْ تَعَمَّدَ غَيْرُ مَأْمُوْمٍ تَرْكَهُ فَعَادَ عَالِمًا عَامِدًا؛ بَطَلَتْ صَلَاتُهُ إِنْ‬
‫بِخِلَافِ الْمَأْمُوْمِ‪.‬‬ ‫قَارَبَ أَوْ بَلَغَ مَا مَرَّ‪،‬‬
‫مَظْلُوبِ قَوْلِيٌّ غَيْرِ مُبْطِلٍ) نَقْلُهُ إِلَى غَيْرِ مَحَلِّهِ وَلَوْ‬ ‫(وَلِنَقْلِ)‬
‫كَفَاتِحَةٍ وَتَشَهُدٍ أَوْ بَعْضِ أَحَدِهِمَا ‪ -‬أَوْ غَيْرَ رُكْنٍ ‪-‬‬ ‫رُكْنًا كَانَ ‪-‬‬ ‫سَهْوًا‪،‬‬
‫وَقُنُوْتٍ إِلَى مَا قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ فِي الْوِتْرِ‬ ‫كَسُوْرَةٍ إِلَى غَيْرِ الْقِيَامِ‪،‬‬
‫وصرّح‬ ‫وضع الجبهة لا يعود وإن لم يضع بقيَّة أعضاء السجود‪،‬‬
‫باعتماده في شرح العُباب»؛ لكن المعتمد في «التحفة» و«النهاية»‬
‫وغيرهما أنه يعود مهما بقي شيء من أعضاء السجود لم يضعه‪ ،‬لكن‬
‫‪ ]٢٠٧/١‬مع‬ ‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫يكره؛ للخلاف في البطلان بذلك‪.‬‬
‫[ص ‪.]٢٩٧‬‬ ‫«بشری»‬

‫خرج به‪ :‬ما لو نقل السُّورة فيه قبل‬ ‫(قوله‪ :‬إِلَى غَيْرِ الْقِيَامِ)‬
‫ويقاس به ما لو‬ ‫الفاتحة؛ لم يسجد؛ لأنَّ القيام محَلَّها في الجملة‪،‬‬
‫السجود‬ ‫وقياسه‪:‬‬ ‫قال الإِسْنَوِيُّ‪:‬‬ ‫قبل التشهد‪،‬‬ ‫صلى على النبي‬
‫وغيرها‬ ‫لكن قيَّده في «التحفة»‬ ‫للتسبيح في القيام واعتمده ابن حجر‪،‬‬
‫بأن يأتي به بنيَّة أنَّه ذلك الذكر‪ ،‬أي بنيَّة أنَّ هذا تسبيح نحو الركوع‬
‫واعتمد الجمال الرملي‬ ‫وسبقه إليه شيخه شيخ الإسلام زكريا‬ ‫مثلا‪،‬‬
‫تَبَعًا للشّهاب الرَّملي ـ عدم السجود بنقل‬
‫‪-‬‬

‫والخطيب في «المغني»‬
‫التسبيح وبالصَّلاة على الآل في التَّشهد الأوَّل وبالبسملة أوَّل التشهد‬
‫وظاهر صنيع «التحفة» ـ گـ «شرح‬
‫‪-‬‬

‫خلافًا لـ «حج» في جميع ذلك‪،‬‬


‫المنهج» و«النهاية» و«المغني وصريح فتح الجواد» ـ أنَّ الفاتحة‬
‫‪-‬‬

‫واستظهره «عش»‬ ‫والسُّورة والتَّشهد لا يشترط في نقلها النِّيَّة‪،‬‬


‫‪۳۳۹‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَيُبْطِلُ‬ ‫فَيَسْجُدُ لَهُ‪ .‬أَمَّا نَقُلُ الْفِعْلِي ‪:‬‬ ‫فِي غَيْرِ نِصْفِ رَمَضَانَ الثَّانِي ‪-‬‬
‫تَعَمُّدُهُ‪.‬‬

‫وَتَكْبِيْرِ التَّحَرُّمِ بِأَنْ‬ ‫بِقَوْلِي‪« :‬غَيْرِ مُبْطِلِ مَا يُبْطِلُ كَالسَّلَامِ‪،‬‬ ‫وَخَرَجَ‬
‫كَبَّرَ بِقَصْدِهِ‪.‬‬

‫كَتَطْوِيْلِ رُكْنِ‬ ‫(وَلِسَهْوِ مَا يُبْطِلُ عَمْدُهُ لَا هُوَ أَيْ السَّهْوُ‪،‬‬
‫وَزِيَادَةِ رُكْنٍ فِعْلِيَّ؛ لأَنَّهُﷺ صَلَّى الظُّهْرَ‬ ‫وَقَلِيْلِ كَلَامِ وَأَكْلٍ ‪،‬‬ ‫قَصِيرٍ‪،‬‬
‫‪،۱۷۷/۲‬‬ ‫المنهج القويم ص ‪« ،۲۳۵‬حمید» على «التحفة»‬ ‫و«الْحَلَبِيُّ) [انظر‪:‬‬
‫‪.]٢٠٦/١‬‬ ‫الوسطى»‬

‫وَلِسَهْوِ مَا يُبْطِلُ عَمْدُهُ يستثنى من ذلك ‪ :‬ما لو حوّل‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫مع‬ ‫فلا يسجد عند «حج»‪،‬‬ ‫المتنفّل دابَّته عن القبلة سهوًا وردَّها فورًا‬
‫أنَّ عمده مبطل ؛ لكنَّه خفّف عنه لمشقة السفر مع عدم تقصيره ؛ وما‬
‫لو سها فسجد للسهو ثُمَّ سها قبل سلامه ‪ :‬فإنَّه لا يسجد للسهو؛ إذ‬
‫سجود السهو يجبر ما قبله وما فيه وما بعده‪ ،‬لا نفسه ‪ -‬كأن ظَنَّ‬
‫سهوًا فسجد‪ ،‬فبان أن لا سهو ؛ فيسجد ثانيًا لسهوه بالسجود ‪-‬؛‬
‫ويستثنى أيضًا ‪ :‬ما لو قنت في موضع لا يشرع فيه بنيته كقبل الركوع‬
‫أو في اعتدال ولو أخيرًا لغير نازلة في غير صُبح ووتر النصف الأخير‬
‫من رمضان؛ وما لو فرَّقهم في الخوف أربع فرق أو فرقتين وصلى‬
‫وبالأخرى ثلاثا ثانيًا ‪ :‬فيسجد‬ ‫بكل ركعة في الأوْلَى‪ ،‬وبفرقة ركعة‪،‬‬
‫الإمام وغير الفرقة الأولى للسهو؛ للمخالفة بالانتظار في غير محله ؛‬
‫وتكرير الفاتحة كما في «الإمداد»؛ وتكرير التشهد كما في «فتاوى‬
‫حج؛ فيسجد لجميع ذلك وإن كان عمده لا يبطل‪« .‬بشرى» [ص ‪٢٩٣‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٤٠‬‬

‫وَقِيْسَ بِهِ‬ ‫‪،]٥٧٢‬‬ ‫‪۱۲۲٦‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫خَمْسًا وَسَجَدَ لِلسَّهْوِ [البخاري رقم ‪:‬‬
‫عيره‪.‬‬

‫كَكَلَامِ كَثِيرٍ‪،‬‬ ‫«مَا يُبْطِلُ عَمْدُهُ مَا يُبْطِلُ سَهْرُهُ أَيْضًا ]]‬ ‫وَخَرَجَ بِ‬
‫فَلَا يُسْجَدُ‬ ‫وَمَا لَا يُبْطِلُ سَهْرُهُ وَلَا عَمْدُهُ كَالْفِعْلِ الْقَلِيْلِ وَالالْتِفَاتِ‪،‬‬
‫لِسَهْوِهِ وَلَا لِعَمْدِهِ‪.‬‬
‫وَلِشَكٌ فِيْمَا صَلَّاهُ وَاحْتَمَلَ زِيَادَةٌ ؛ لأَنَّهُ إِنْ كَانَ زَائِدًا فَالسُّجُوْدُ‬
‫لِلزِّيَادَةِ ؛ وَإِلَّا فَلِلتَّرَدُّدِ الْمُوْجِبِ لِضَعْفِ النِّيَّةِ‪.‬‬
‫فَلَوْ شَكٍّ أَصَلَّى ثَلَاثًا أَمْ أَرْبَعًا مَثَلًا؟ أَتَى بِرَكْعَةٍ؛ لأَنَّ الأَصْلَ‬
‫عَدَمُ فِعْلِهَا‪ ،‬وَسَجَدَ لِلسَّهْوِ وَإِنْ زَالَ شَكُهُ قَبْلَ سَلَامِهِ بِأَنْ تَذَكَّرَ قَبْلَهُ‬
‫أَنَّهَا رَابِعَةٌ؛ لِلتَّرَدُّدِ فِي زِيَادَتِهَا‪ ،‬وَلَا يَرْجِعُ فِي فِعْلِهَا إِلَى ظَنِّهِ وَلَا إِلَى‬
‫قَوْلِ غَيْرِهِ أَوْ فِعْلِهِ وَإِنْ كَانُوا جَمْعًا كَثِيرًا‪ ،‬مَا لَمْ يَبْلُغُوا عَدَدَ التَّوَاتُرِ‪.‬‬

‫على أنَّه لم يعمل حينئذ‬ ‫(قوله ‪ :‬مَا لَمْ يَبْلُغُوا عَدَدَ التَّوَاتُرِ)‬
‫وإنَّما عمل بما حصل عنده من اليقين وإن كان سببه الخبر‪،‬‬ ‫بالخبر‪،‬‬
‫ومثل ذلك ‪ :‬ما إذا صلَّى جماعة بلغوا عدد التواتر؛ فيكتفي بفعلهم‪،‬‬
‫والخطيب في «المغني» و«الإقناع»‪،‬‬ ‫«الإيعاب» و«التحفة»‪،‬‬ ‫في‬
‫قال «سم»‬ ‫خلافا للشهاب الرَّمليّ؛ وإذا لم يبلغوا عدد التَّواتر ‪:‬‬
‫هل يتعيَّن على المأموم مفارقة الإمام‪،‬‬ ‫العَبَّادِيُّ في شرح أبي شجاع‪:‬‬
‫ولعلَّ‬ ‫أو يجوز له انتظاره قائمًا فلعله يتذكر أو يشكّ فيقوم؟ فيه نظر‪،‬‬
‫كُردي) [في‪« :‬الصُّغرى»‪ ،‬وانظر‪« :‬الكبرى» ‪.]٤٢٥/٢‬‬ ‫الأقرب الثاني‪.‬‬

‫ما بين معقوفتين غير مثبت في «القديمة»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫[‪] ١‬‬


‫‪٣٤١٥‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَأَمَّا مَا لَا يَحْتَمِلُ زِيَادَةٌ؛ كَأَنْ شَكَ فِي رَكْعَةٍ مِنْ رُبَاعِيَّةٍ أَهِيَ‬
‫ثَالِثَةٌ أَمْ رَابِعَةٌ فَتَذَكَّرَ قَبْلَ الْقِيَامِ لِلرَّابِعَةِ أَنَّهَا ثَالِثَةٌ ‪ :‬فَلَا يَسْجُدُ ؛ لأَنَّ مَا‬
‫فَعَلَهُ مِنْهَا مَعَ التَّرَدُّدِ لَا بُدَّ مِنْهُ بِكُلِّ تَقْدِيرِ‪ ،‬فَإِنْ تَذَكَّرَ بَعْدَ الْقِيَامِ لَهَا ‪:‬‬
‫سَجَدَ؛ لِتَرَدُّدِهِ حَالَ الْقِيَامِ إِلَيْهَا فِي زِيَادَتِهَا‪.‬‬

‫مُتَطَهِّرٍ وَإِمَامِهِ وَلَوْ كَانَ‬ ‫سُنَّ لِلْمَأْمُوْمٍ سَجْدَتَانِ لِسَهْوِ إِمَامٍ)‬ ‫(وَ)‬
‫فَارَقَهُ أَوْ بَطَلَتْ صَلَاةُ الإِمَامِ بَعْدَ وُقُوْعِ السَّهْوِ‬ ‫سَهْرُهُ قَبْلَ قُدْوَتِهِ (وَإِنْ)‬
‫مِنْهُ أَوْ تَرَكَ الإِمَامُ السُّجُوْدَ؛ جَبْرًا لِلْخَلَلِ الْحَاصِلِ فِي صَلَاتِهِ‪،‬‬
‫فَيَسْجُدُ بَعْدَ سَلَامِ الإِمَامِ‪ .‬وَعِنْدَ سُجُوْدِهِ يَلْزَمُ الْمَسْبُوْقَ وَالْمُوَافِقَ مُتَابَعَتُهُ‬
‫وَيُعِيْدُ‬ ‫وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْ أَنَّهُ سَهَا ؛ وَإِلَّا بَطَلَتْ صَلَاتُهُ إِنْ عَلِمَ وَتَعَمَّدَ‪،‬‬
‫الْمَسْبُوْقُ نَدْبًا آخِرَ صَلَاةِ نَفْسِهِ‪.‬‬

‫سَهْوِ الْمَأْمُوْمِ حَالَ الْقُدْوَةِ خَلْفَ إِمَامٍ)‪،‬‬ ‫(لَا لِسَهْوِهِ) أَيْ‪:‬‬


‫بِخِلَافِ‬ ‫وَلَا ذُو خَبَثٍ خَفِيٌّ‪،‬‬ ‫فَيَتَحَمَّلُهُ عَنْهُ الإِمَامُ الْمُتَطَهِّرُ لَا الْمُحْدِثُ‪،‬‬
‫سَهْوِهِ بَعْدَ سَلَام الإِمَامِ ؛ فَلَا يَتَحَمَّلُهُ لِانْقِضَاءِ الْقُدْوَةِ‪ ،‬وَلَوْ ظَنَّ الْمَأْمُوْمُ‬
‫سَلَّمَ مَعَهُ‪ ،‬وَلَا سُجُوْدَ؛ لأَنَّهُ‬ ‫فَبَانَ خِلافُ ظَنِّهِ ‪:‬‬ ‫سَلَامَ الإِمَام فَسَلَّمَ‪،‬‬
‫سهو في حَالِ الْقُدْوَةِ‪.‬‬

‫جَبْرًا لِلْخَلَلِ عِلَّة لسُنّيّة سجود المأموم لخلل صلاة إمامه‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فَيَتَحَمَّلُهُ عَنْهُ الإِمَامُ أي ‪ :‬فيصير المأموم كأنَّه فعله حتّى‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الْمُتَطَهِّرُ)‬ ‫لا ينقص شيء من ثوابه‪ .‬ع ش على النهاية» ‪( .]٨٤/٢‬وقوله ‪:‬‬
‫أي عن الحدثين والخبث‪.‬‬
‫لأَنَّهُ سَهْوٌ فِي حَالِ الْقُدْوَةِ كما لو نسي نحو الركوع؛‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫تفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٤٢‬‬

‫فَرْعُ ‪ :‬لَوْ تَذَكَّرَ الْمَأْمُوْمُ فِي تَشَهُدِهِ تَرْكَ رُكْنِ غَيْرِ نِيَّةٍ وَتَكْبِيرَةٍ‪ ،‬أَوْ‬
‫شَكٍّ فِيْهِ ‪ :‬أَتَى بَعْدَ سَلَامِ إِمَامِهِ بِرَكْعَةٍ‪ ،‬وَلَا يَسْجُدُ فِي التَّذَكُرِ؛ لِوُقُوْعِ‬
‫وَمِنْ ثَمَّ‬ ‫بِخِلَافِ الشَّكُ لِفِعْلِهِ بَعْدَهَا زَائِدًا بِتَقْدِيْرٍ‪،‬‬ ‫سَهْوِهِ حَالَ الْقُدْوَةِ‪،‬‬
‫لَوْ شَكَ فِي إِدْرَاكِ رُكُوْعِ الإِمَامِ‪ ،‬أَوْ فِي أَنَّهُ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ مَعَهُ كَامِلَةً أَوْ‬
‫أَتَى بِرَكْعَةٍ وَسَجَدَ فِيْهَا ؛ لِوُجُوْدِ شَرِّهِ الْمُقْتَضِي لِلسُّجُوْدِ‬ ‫نَاقِصَةً رَكْعَةٍ ‪:‬‬
‫وَيَفُوْتُ سُجُوْدُ السَّهْوِ إِنْ سَلَّمَ عَمْدًا وَإِنْ قَرُبَ‬ ‫بَعْدَ الْقُدْوَةِ أَيْضًا‪،‬‬
‫صَارَ عَائِدًا إِلَى الصَّلَاةِ‪،‬‬ ‫وَإِذَا سَجَدَ ‪:‬‬ ‫الْفَصْلُ‪ ،‬أَوْ سَهْوًا وَطَالَ عُرْفًا‪،‬‬

‫سواء تذكر قبل سلام‬ ‫فإنَّه يأتي بركعة بعد سلام إمامه ولا يسجد‪،‬‬
‫إمامه أم بعده‪ ،‬بخلاف ما لو سلَّم المسبوق بعد سلام الإمام سهوا ‪:‬‬
‫معه‬
‫فإنَّه يسجد؛ لأنَّه سها بعد انقطاع القدوة‪ ،‬وبه فارق ما لو سلم‬
‫فإنَّه لا يسجد لوقوع سهوه بالسَّلام في حال القدوة؛‬ ‫عند «حج»‪:‬‬
‫«الْكُرْدِي» [أي ‪:‬‬ ‫مع‬ ‫وخالفه م ر‪ .‬اهـ من المنهج القويم [ص ‪]٢٣٩‬‬
‫‪.[٢٠٩/١‬‬ ‫«الوسطى»‬

‫(قوله ‪ :‬وَإِذَا سَجَدَ) أي‪ :‬بأن وضع جبهته بالأرض بنية العود‪،‬‬
‫كما قاله «حج»‪ ،‬وكذا إن نواه وإن لم يشرع فيه‪ ،‬كما في «النهاية»‬
‫ص ‪.]٣٠٣‬‬ ‫كذا في‪« :‬بشرى الكريم‬

‫(قوله ‪ :‬صَارَ عَائِدًا إِلَى الصَّلَاةِ أي بان أنَّه لم يخرج منها؛‬


‫لاستحالة حقيقة الخروج منها ثُمَّ العود إليها‪ ،‬وأنَّ سلامه وقع لغوا؛‬
‫فيحتاج لسلام‬ ‫لعذره بكونه لم يأت به إلا ناسيًا ما عليه من السهو‪،‬‬
‫وتصير الجُمُعة ظهرًا‬ ‫كحدث ـ بعد العود‪،‬‬ ‫ثان؛ وتبطل بطرو مناف ‪-‬‬
‫ويحرم العود إن ضاق الوقت بحيث‬ ‫إن خرج وقتها بعد العود‪،‬‬
‫‪٣٤٣‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَيَجِبُ أَنْ يُعِيدَ السَّلَامَ‪ ،‬وَإِذَا عَادَ الإِمَامُ ‪ :‬لَزِمَ الْمَأْمُوْمَ السَّاهِي الْعَوْدُ؛‬
‫وَإِلَّا بَطَلَتْ صَلَاتُهُ إِنْ تَعَمَّدَ وَعَلِمَ ‪ ،‬وَلَوْ قَامَ الْمَسْبُوْقُ لِيُتِمَّ؛ فَيَلْزَمُهُ‬
‫الْعَوْدُ لِمُتَابَعَةِ إِمَامِهِ إِذَا عَادَ‪.‬‬

‫تَنْبِيْهُ ‪ :‬لَوْ سَجَدَ الإِمَامُ بَعْدَ فَرَاغِ الْمَأْمُوْمِ الْمُوَافِقِ مِنْ أَقَلِّ‬
‫تَابَعَهُ وُجُوْبًا‪ ،‬ثُمَّ يُتِمُّ‬ ‫وَافَقَهُ وُجُوْبًا فِي السُّجُوْدِ‪ ،‬أَوْ قَبْلَ أَقَلِّهِ ‪:‬‬ ‫التَّشَهُدِ ‪:‬‬
‫تَشَهدَهُ‪.‬‬

‫***‬

‫وما ذُكر من العود يؤيد القول بالبناء على ما مضى‬ ‫يخرج بعضها‪،‬‬
‫اهـ‬ ‫كما هو مذهب الحنفية‪.‬‬ ‫بكل مناف للصَّلاة عارض بغير اختياره‬
‫[ص ‪.]۳۰۳‬‬ ‫بشری»‬

‫مع الصَّلاة على النَّبيِّﷺ «اسم»‬ ‫مِنْ أَقَلِّ التَّشَهُدِ أي‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪.]١٩٧/٢‬‬ ‫على «التحفة»‬

‫تَابَعَهُ وُجُوْبًا‪ ،‬ثُمَّ يُتِمُّ تَشَهدَهُ) كذا في «التحفة» قال‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫والذي يتَّجه‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫فهل يعيد السُّجود؟ رأيان قضيَّة «الخادم»‪:‬‬ ‫وعليه‪،‬‬
‫الذي أفتى به‬ ‫بعد كلام «التحفة»‬ ‫أنه لا يعيد؛ وفي النهاية»‬
‫أنَّه يجب عليه إتمام كلمات التَّشهد الواجبة ثُمَّ يسجد‪ .‬اهـ‬ ‫الوالد‬

‫‪.]۲۰۸/۱‬‬ ‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬


‫الفاتحة‪.‬‬ ‫كما لو سجد للتلاوة وهو في‬ ‫ثُمَّ يُتِمُّ تَشَهدَهُ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫[‪.]۱۹۸/۲‬‬ ‫(تحفة»‬ ‫اهـ‬

‫***‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٤٤٥٢‬‬

‫وَلَوْ شَكَ بَعْدَ سَلَام فِي إِخْلَالِ شَرْطِ أَوْ تَرْكِ فَرْضِ غَيْرِ نِيَّةٍ‬
‫وَ تَكْبِيْرِ (تَحَرُّم ‪ :‬لَمْ يُؤَكِّر ؛ وَإِلَّا لَعَسُرَ وَشَقَّ؛ وَلأَنَّ الظَّاهِرَ مُضِيُّهَا‬
‫فَيُؤَثْرُ عَلَى‬ ‫عَلَى الصِّحَّةِ‪ ،‬أَمَّا الشَّكُ في النِّيَّةِ وَتَكْبِيرَةِ الإِحْرَامِ‪:‬‬
‫‪.]١٩٠/٢‬‬ ‫خِلَافًا لِمَنْ أَطَالَ فِي عَدَمِ الْفَرْقِ [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫الْمُعْتَمَدِ‪،‬‬
‫وَخَرَجَ بِـ الشَّكٌ مَا لَوْ تَيَقَّنَ تَرْكَ فَرْضِ بَعْدَ سَلَام؛ فَيَجِبُ الْبِنَاءُ‬
‫مَا لَمْ يَطْلِ الْفَضْلُ أَوْ يَطَأُ نَجِسًا‪ ،‬وَإِنِ اسْتَدْبَرَ الْقِبْلَةَ أَوْ تَكَلَّمَ أَوْ مَشَى‬
‫وَإِنْ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ‪،‬‬ ‫قَالَ الشَّيخُ زَكَرِيَّا فِي شَرْحِ الرَّوْضِ»‪:‬‬ ‫قَلِيْلًا‪،‬‬
‫يُعْتَبَرُ الْقِصَرُ‬ ‫وَقِيلَ‪:‬‬ ‫وَالْمَرْجِعُ فِي طُوْلِ الْفَصْلِ وَقِصَرِهِ إِلَى الْعُرْفِ‪،‬‬
‫وَالطُّوْلُ بِمَا زَادَ‬ ‫بِالْقَدْرِ الَّذِي نُقِلَ عَنِ النَّبِيِّﷺ فِي خَبَرِ ذِي الْيَدَيْنِ‪،‬‬
‫وَالْمَنْقُوْلُ فِي الْخَبَرِ أَنَّهُ قَامَ وَمَضَى إِلَى نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ وَرَاجَعَ‬ ‫عَلَيْهِ‪،‬‬
‫‪٤٨٢‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫البخاري رقم‪:‬‬ ‫انتهى [‪۱۹۲/۱‬؛ وانظر‪:‬‬ ‫الْيَدَيْنِ وَسَأَلَ الصَّحَابَةَ‪.‬‬
‫وَحَكَى الرَّافِعِيُّ عَنِ الْبُوَيْطِيّ ‪ :‬أَنَّ الْفَصْلَ الطَّوِيْلَ مَا يَزِيدُ عَلَى‬ ‫‪،]٥٧٣‬‬

‫صلى‬ ‫(قوله‪ :‬فِي خَبَرِ ذِي الْيَدَيْنِ) هو ما رواه أبو هريرة قال‪:‬‬
‫فسلَّم من ركعتين‪ ،‬ثُمَّ أتى خشبة‬ ‫بنا رسول اللهﷺ الظهر أو العصر‪،‬‬
‫أقصرت الصَّلاة‬ ‫فقال ذو اليدين ‪:‬‬ ‫بالمسجد واتَّكأ عليها كأنَّه غضبان‪،‬‬
‫أم نسيت يا رسول الله ؟ فقال لأصحابه ‪« :‬أَحَقُّ مَا يَقُوْلُ ذُو الْيَدَيْن؟!»‪،‬‬
‫اهـ [البخاري‬ ‫ثُمَّ سجد سجدتين‪.‬‬ ‫فصلى ركعتين أخريين‪،‬‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫قالوا‪:‬‬
‫‪.]٥٧٣‬‬ ‫‪۱۲۲۷‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫رقم‪:‬‬

‫أبو‬ ‫وهو‪:‬‬ ‫من بويط قرية بصعيد مصر الأدنى‪،‬‬ ‫الْبُوَيْطِيّ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ليس‬ ‫قال فيه‪:‬‬ ‫كان خليفة الشَّافعي بعده‪،‬‬ ‫يعقوب بن يُوسُف الْقُرَشِيُّ‪،‬‬
‫أحد أحق بمجلسي من أبي يعقوب‪ ،‬وكان كثير الصيام وقراءة القرآن‪،‬‬
‫سعی به قاضي مصر حسدًا عند الواثق أيَّام المحنة بالقول بخلق‬
‫‪٣٤٥‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫‪١‬‬
‫[‬
‫]‬
‫‪:‬‬‫وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ‪ :‬أَنَّ الطَّوِيْلَ‬
‫قَدْرُ‬ ‫قَدْرِ رَكْعَةٍ‪ ،‬وَبِهِ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ‪،‬‬
‫الصَّلَاةِ الَّتِي كَانَ فِيهَا [في‪« :‬العزيز» ‪.]٨٦/٢‬‬
‫***‬

‫وَهِيَ أَنَّ مَا شُكَ فِي تَغَيُّرِهِ عَنْ أَصْلِهِ يُرْجَعُ بِهِ إِلَى‬ ‫قَاعِدَةٌ‪:‬‬
‫كَمَعْدُوْمٍ‬ ‫الأَصْلِ وُجُوْدًا كَانَ أَوْ عَدَمًا وَيُطْرَحُ الشَّكُ؛ فَلِذَا قَالُوا‪:‬‬
‫مَشْكُوكٌ فِيْهِ‪.‬‬

‫تُسَنُّ سَجْدَةُ التَّلَاوَةِ لِقَارِيَّ‬ ‫تَتِمَّةٌ [ فِي حُكْمِ سُجُوْدِ الثَّلَاوَةِ]‪:‬‬

‫ومكث بها على تلك‬ ‫فحُمِلَ إلى بغداد على بغل مغلولًا‪،‬‬ ‫القرآن‪،‬‬
‫اهـ «سبكي»‬ ‫الحالة إلى أن مات بها سَنَةَ إحدى وثلاثين ومئتين‪.‬‬
‫ملخصا‪.‬‬

‫فِي حُكْم سُجُوْدِ التَّلَاوَةِ ‪:‬‬


‫تُسَنُّ سَجْدَةُ التَّلَاوَةِ إجماعًا؛ ولخبر مسلم‪« :‬إِذَا قَرَأَ ابْنُ‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي وَيَقُوْلُ ‪ :‬يَا وَيْلَهُ‪ ،‬أُمِرَ ابْنُ‬
‫وَأُمِرْتُ بِالسُّجُوْدِ فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ»‬ ‫آدَمَ بِالسُّجُوْدِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ‪،‬‬
‫كان يقرأ القرآن‬ ‫[رقم‪]۸۱ :‬؛ ولخبر الشيخين عن ابن عُمر أنَّه‬

‫وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ لَعَلَّه ابْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ‪.‬‬ ‫[‪( ]۱‬قوله ‪:‬‬
‫وهو كذلك بعد النظر والمراجعة‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫قلت ‪:‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٤٦‬‬

‫حتّى ما يجد بعضنا‬ ‫فيسجد ونسجد معه‪،‬‬ ‫فيقرأ السُّورة فيها السَّجدة‪،‬‬
‫في غير‬ ‫وفي رواية لمسلم‪:‬‬ ‫‪،]۱۰۷۹‬‬ ‫موضعًا لمكان جبهته [البخاري رقم‪:‬‬
‫‪.]٥٧٥‬‬ ‫صلاة [رقم‪:‬‬

‫ﷺ تركها في سجدة وَالنَّجْمِ متفق عليه‬ ‫ولم تجب؛ لأنه‬


‫[البخاري رقم‪۱۰۷۳ :‬؛ مسلم رقم ‪]٥٧٧‬؛ وأوجبها الإمام أبو حنيفة‬
‫رحمه الله تعالى‪.‬‬

‫النَّجم‬ ‫ثلاث في الْمُفَصَّل في ‪:‬‬ ‫أربع عشرة سجدة‪:‬‬ ‫وهي‪:‬‬


‫لا سجود في‬ ‫وقال مالك في المشهور عنه‪:‬‬ ‫والانشقاق والعَلَق ‪-‬‬
‫ونفى الثانية أبو حنيفة ‪.‬‬ ‫وفي الحج سجدتان ‪-‬‬ ‫الْمُفَصَّل ‪-‬‬
‫وليس فيها سجدة «ص»؛ بل هي سجدة شكر سجدها داود‬
‫ونسجدها شكرًا‪ ،‬أي على قبول توبته من خلاف الأَوْلَى الَّذِي‬
‫وهو أنَّه أضمر أنَّ وزيره إن‬ ‫ارتكبه لا من الذَّنْب لعصمة الأنبياء‪،‬‬
‫قتل في الغزو تزوج بزوجته؛ فتسن عند تلاوتها في غير صلاة لقارئ‬
‫كما في «النهاية» و«سم» گـ‬ ‫ولو في الطَّواف‪،‬‬ ‫ومستمع وسامع‪،‬‬
‫فتحرم‬ ‫لا تندب فيه؛ أَمَّا في الصَّلاة‪:‬‬ ‫«العُباب»؛ وقال في «التحفة»‪:‬‬
‫وتبطلها مع العلم والعمد بمجرَّد الهُوِي وإن نوى معها التلاوة‪ ،‬فإن‬
‫وسجد للسهو‪ ،‬كما في‬ ‫كان ناسيًا أنَّه في الصَّلاة أو جاهلًا فلا‪،‬‬
‫‪:‬‬

‫ولو سجدها إمامه لاعتقاده‬ ‫خلافًا لـ «الفتح»‪،‬‬ ‫التَّحفة» و«النِّهاية»‪،‬‬


‫بل يتخيَّر بين انتظاره ومفارقته‪،‬‬ ‫لم تجز له متابعته‬ ‫ذلك كالحنفي‪:‬‬
‫وهذا مستثنى من وجوب المفارقة‬ ‫قال في «الفتح»‪:‬‬ ‫وانتظاره أفضل‪،‬‬
‫أن جنس سجود‬
‫أنَّ‬
‫عند فعل الإمام مبطلا في اعتقاد المأموم؛ نظرًا إلى‬
‫فهو كما لو اقتدى بإمام يرى القصر‬ ‫التلاوة يغتفر في الصَّلاة‪،‬‬
‫‪٣٤٧‬‬
‫فيالمستفيدين علىفتحالمعاين‬

‫وَسَامِع‬

‫اهـ [‪.]٢٤١/١‬‬ ‫والمأموم لا يجيزه؛ لأن جنس القصر مغتفر‪.‬‬

‫وروى محمد‬ ‫أبو حنيفة لا يرى سجود الشكر‪،‬‬ ‫وقال الطَّحَاوِيُّ ‪:‬‬
‫أنَّه‬
‫عنه‬
‫وَنَقَلَ‬ ‫كرهه؛ ومالك يقول بكراهته منفردًا عن الصَّلاة‪،‬‬ ‫عنه‬

‫وهو الصحيح‪ .‬اهـ «رحمة»‬ ‫لا بأس به‪،‬‬ ‫القاضي عبد الوهاب أنَّه قال ‪:‬‬
‫ص ‪.]٥٦‬‬ ‫[‬

‫آخرها‪،‬‬ ‫ففي الأعراف‪:‬‬ ‫ومحالُ السَّجدات الأربع عشرة معروفة ‪:‬‬


‫وقيل‪:‬‬ ‫يُؤْمَرُونَ‪،‬‬ ‫وفي النَّحل‪:‬‬ ‫﴿وَالْأَصَالِ»‪،‬‬ ‫وفي الرّعد‪:‬‬
‫وفي‬ ‫﴿وَبُكِيا‪،‬‬ ‫خُشُوعًا‪ ،‬وفي مريم‪:‬‬ ‫يَسْتَكْبِرُونَ ‪ ،‬وفي الإسراء‪:‬‬
‫وفي‬ ‫والثانية ‪ :‬عَقِبَ نُفْلِحُونَ ‪،‬‬ ‫الأُوْلَى ‪ :‬عَقِبَ مَا يَشَاءُ ‪،‬‬ ‫الحج ‪:‬‬
‫يُعْلِنُونَ ‪ ،‬وفي‬ ‫وقيل ‪:‬‬ ‫العَظِيمِ ‪،‬‬ ‫نُفُورًا‪ ،‬وفي النَّمل ‪:‬‬ ‫الفرقان‪:‬‬
‫مَتَابِ‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫أَنَابَ ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬ ‫السَّجدة‪ :‬عَقِبَ يَسْتَكْبِرُونَ ‪ ،‬وفي ص ‪:‬‬
‫آخرها كـ‬ ‫تَعْبُدُونَ ‪ ،‬وفي النَّجم‪:‬‬ ‫وقيل ‪:‬‬ ‫يَسْتَمُونَ ‪،‬‬ ‫وفي فصلت ‪:‬‬
‫«اقرأ»‪ ،‬وفي الانشقاق ‪ :‬لا يَسْجُدُونَ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬آخرها ؛ والأفضل ‪ :‬أن‬
‫يسجد عند المحلِّ الثَّاني ؛ ليجزئه على القولين‪ ،‬ولا يكرر السجود؛‬
‫لأنَّه يأتي بسجدة لم تشرع‪.‬‬
‫إلى‬ ‫إلى ‪ ]۲۱۸‬و«النهاية» [‪٩٢/٢‬‬ ‫التَّحفة) [‪٢٠٤/٢‬‬ ‫من‬ ‫ملخصا‬ ‫اهـ‬

‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫ورحمة الأُمة» [ص ‪٥٤‬‬ ‫وحواشيهما‪،‬‬ ‫‪]١٠٤‬‬

‫ويتأكَّد السجود‬ ‫قصد السَّماع أم لا‪،‬‬ ‫وَسَامِع) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ولهما إن سجد القارئ؛ لِمَا قيل‪ :‬إنَّ‬ ‫للقاصد له أكثر منه للسامع‪،‬‬
‫فيسنُ لكُلِّ من‬ ‫ولهما الاقتداء به‪،‬‬ ‫سجودهما يتوقف على سجوده‪،‬‬
‫القارئ والمستمع والسَّامع أن يسجد لكُلِّ قراءة ولو من جِنِّي أو‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٤٨‬‬

‫وَيَسْجُدُ مُصَلِّ لِقِرَاءَتِهِ ‪ ،‬إِلَّا مَأْمُوْمًا فَيَسْجُدُ هُوَ لِسَجْدَةِ‬ ‫جَمِيعَ آيَةِ سَجْدَةٍ‪،‬‬
‫إِمَامِهِ‪ ،‬فَإِنْ سَجَدَ إِمَامُهُ وَتَخَلَّفَ هُوَ عَنْهُ ‪ ،‬أَوْ سَجَدَ هُوَ دُوْنَهُ؛ بَطَلَتْ‬
‫صَلَاتُهُ‪ ،‬وَلَوْ لَمْ يَعْلَمُ الْمَأْمُوْمُ سُجُوْدَهُ إِلَّا بَعْدَ رَفْعِ رَأْسِهِ مِنَ السُّجُوْدِ‪:‬‬
‫لَمْ تَبْظُلْ صَلَاتُهُ وَلَا يَسْجُدُ‪ ،‬بَلْ يَنْتَظِرُ قَائِمًا‪ ،‬أَوْ قَبْلَهُ هَوَى‪ ،‬فَإِذَا رَفَعَ‬
‫رَفَعَ مَعَهُ وَلَا يَسْجُدُ‪.‬‬ ‫قَبْلَ سُجُوْدِهِ ‪:‬‬

‫مَلَكِ‪ ،‬إلَّا لقراءة النَّائم والجُنُب والسَّكران ونحوهم؛ كطائِرٍ مُعَلَّمٍ‪،‬‬


‫وغير مميز‪.‬‬

‫جَمِيعَ آيَةِ سَجْدَةٍ) من قارئ وفي زمان واحد عُرْفًا في غير‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ولو قرأها إلا حرفًا ؛ حرم السُّجود‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٣٠٥‬‬ ‫صلاة جنازة‪،‬‬
‫ويجري هذا فيما إذا‬ ‫‪ .‬إلخ)‬ ‫وَلَوْ لَمْ يَعْلَم الْمَأْمُوْمُ‬
‫‪.‬‬
‫(قوله‪:‬‬
‫لكن تأخر لعذر نسيان أو بطء حركة‪ ،‬قال في‬ ‫هوى مع الإمام‪،‬‬
‫«التحفة»‪ :‬ومنه يؤخذ (‪ )۱‬أنَّ المأموم في صُبح الجمعة إذا لم يسمع‬
‫قراءة إمامه ؛ لا تسن له قراءة سورتها وقراءته لما عدا آيتها يلزم منه‬
‫‪6‬‬

‫وخالفه م ر وجرى على أنَّ المأموم‬ ‫الإخلال بسُنَّة الموالاة‪ .‬اهـ‪.‬‬


‫يقرأ حينئذ سورتها؛ ووقع بين «حج» وبين شخص من المصريين‬
‫والزَّيَّادِي مناقشة في هذه المسألة بيَّنتها في الأوَّل‪« .‬صُغرى» [وانظر‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫المناقشة في‪« :‬الكُبرى»‬
‫وهو فراق بعذر‪ .‬اهـ‬ ‫وَلَا يَسْجُدُ) أي ‪ :‬إلَّا أن يفارقه‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫[‪.]٢١٣/٢‬‬ ‫تحفة»‬

‫المأخوذ‬ ‫إلخ)‬ ‫ومنه يؤخذ ‪.‬‬ ‫قال في «التحفة»‬ ‫نقلا عن «الصُّغرى» ‪:-‬‬ ‫(‪( )۱‬قوله ‪-‬‬
‫فتبطل‬ ‫وسجد المأموم لسجدة إمامه فقط‪،‬‬ ‫وعبارة «التَّحفة»‬ ‫منه محذوف‪،‬‬
‫ومن ثُمَّ كره‬ ‫ولقراءة إمامه إذا لم يسجد‪،‬‬ ‫بسجوده لقراءة غير إمامه مطلقًا‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫إلخ ما هنا ؛ فتنبه [‪٢١٢/٢‬‬ ‫ومنه يؤخذ ‪.‬‬ ‫للمأموم قراءة آية سجدة‪،‬‬
‫‪٣٤٩‬‬
‫مالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بَلْ يُحِثَ‬ ‫وَيُسَنُّ لِلإِمَام فِي السِّرِّيَّةِ تَأْخِيْرُ السُّجُوْدِ إِلَى فَرَاغِهِ‪،‬‬
‫أَيْضًا ‪ -‬فِي الْجَوَامِعِ الْعِظَامِ؛ لأَنَّهُ يُخَلِّطُ‬ ‫نَدْبُ تَأْخِيْرِهِ فِي الْجَهْرِيَّةِ ‪-‬‬
‫عَلَى الْمَأْمُوْمِينَ‪.‬‬

‫وَلَوْ قَرَأَ آيَتَهَا فَرَكَعَ بِأَنْ بَلَغَ أَقَلَّ الرُّكُوعِ ثُمَّ بَدَا لَهُ السُّجُوْدُ ‪ :‬لَمْ يَجُزْ ؛‬
‫لِفَوَاتِ مَحَلِّهِ ‪ ،‬وَلَوْ هَوَى لِلسُّجُوْدِ فَلَمَّا بَلَغَ حَدَّ الرُّكُوْعِ صَرَفَهُ لَهُ؛ لَمْ يَكْفِهِ عَنْهُ‪.‬‬
‫وَسُجُوْدٌ‬ ‫وَتَكْبِيرُ تَحَرُّمِ‪،‬‬ ‫وَفُرُوْضُهَا لِغَيْرِ مُصَلِّ ‪ :‬نِيَّةُ سُجُوْدِ الثَّلَاوَةِ‪،‬‬

‫تَأْخِيرُ السُّجُوْدِ إِلَى فَرَاغِهِ أي ‪ :‬وإن طال الفصل عند ابن‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫النهاية كشيخ الإسلام إن قصر الفصل؛ وهو الظاهر‪،‬‬ ‫حجر ؛ وفي‬
‫ووافق عليه في «التحفة» فيما إذا تركه الإمام قال‪ :‬لما يأتي من فواتها‬
‫فكذلك صورتنا؛‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫بطوله ولو لعذر؛ لأنَّها لا تُقضى على المعتمد‪.‬‬
‫ووجه‬ ‫وإن جرى في الإيعاب على أنَّ الطُّول لا يضرُّ في هذه أيضًا‪،‬‬
‫التأخير المذكور أن لا يشوِّش على المأمومين‪ ،‬فلو أَمِنَهُ نُدب له‬
‫اهـ «صغری»‪.‬‬ ‫فعلها من غير تأخير‪.‬‬

‫بالحرفِ‬ ‫كذلك «التحفة»‬ ‫إلخ)‬ ‫(قوله ‪ :‬بَلْ يُحِثَ نَدْبُ تَأْخِيْرِهِ ‪...‬‬
‫الجهريَّة كالسِّرِّيَّة إذا بَعُدَ بعض المأمومين عن‬ ‫النهاية»‪:‬‬ ‫وفي‬ ‫[‪.]٢١٤/٢‬‬
‫أو‬
‫بحيث لا يسمع قراءته ولا يشاهد أفعاله‪ ،‬أو أخفى جهره‪،‬‬ ‫إمامه‪،‬‬
‫وُجِدَ حائل أو صَمَمٌ أو نحوها‪ .‬اهـ [‪.]١٠٠/٢‬‬
‫(قوله ‪ :‬بِأَنْ بَلَغَ أَقَلَّ الرُّكُوعِ) فلو لم يبلغ حَدَّ الرُّكوع‪ :‬جاز أن‬
‫‪.]٢١٥/٢‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫يسجد من ذلك الحَد‪« .‬سم»‬
‫في آخر‬ ‫تقدمت هذه المسألة‬ ‫إلخ)‬ ‫وَلَوْ هَوَى لِلسُّجُوْدِ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫الركن الخامس بأبسط ممَّا هنا ؛ فكان الأخصر حذفها‪.‬‬
‫وَفُرُوْضُهَا لِغَيْرِ مُصَلِّ ‪ :‬نِيَّةُ سُجُوْدِ التَّلَاوَةِ) أَمَّا للمصلِّي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٥٠‬‬

‫وَسَلَامٌ‪.‬‬ ‫كَسُجُوْدِ الصَّلَاةِ‪،‬‬

‫وَشَقَّ سَمْعَهُ‬ ‫سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ‪،‬‬ ‫وَيَقُوْلُ فِيْهَا نَدْبًا ‪:‬‬

‫ففي «التحفة [‪ )٢١٥/٢‬و (المغني كشيخ الإسلام لا تجب لها نيَّة‪،‬‬


‫وفي النّهاية» تَبَعًا لوالده تجب ويلزم المصلِّي أن ينتصب قائمًا ثُمَّ‬
‫ويسن أن يقرأ‬ ‫يركع ؛ لأنَّ الْهُوِيَّ من القيام واجب؛ زاد في «النهاية»‪:‬‬
‫قبل ركوعه في قيامه شيئًا من القرآن‪ .‬اهـ ‪ .]۱۰۱/۲[.‬قال ‪ :‬ولا يسن له‬
‫أن يقوم ليكبر من قيام ؛ قال ع ش ‪ :‬فإذا قام كان مباحًا على «النهاية»‬
‫‪.[١٠٠/٢‬‬

‫وَسَلَامٌ أي كسلام الصَّلاة؛ إلَّا أنَّه يجوز هنا مع‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫الجلوس له ‪-‬‬ ‫الاضطجاع كسلام النَّافلة بل أَوْلَى ‪،‬نعم وهو ‪ -‬أي‪:‬‬
‫‪6‬‬

‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫و نهاية» [‪١٠٠/٢‬‬ ‫[‪]٢١٤/٢‬‬ ‫سُنّة‪( .‬تحفة‬

‫أيضًا ‪:-‬‬ ‫ويسن ‪ :‬أن يقول ‪-‬‬ ‫إلخ)‬ ‫وَيَقُولُ فِيْهَا نَدْبًا ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وَضَعْ عَنِّي‬ ‫وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا‪،‬‬ ‫«اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا‪،‬‬
‫‪]٣٤٢٤‬‬ ‫وَاقْبَلْهَا مِنِّي كَمَا قَبِلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ [الترمذي رقم‪:‬‬ ‫بِهَا وِزْرًا‪،‬‬
‫أَى ‪ :‬كما قبلت نوعها وإلا فالَّتي قبلها من داود هي خصوص سجدة‬
‫الشكر؛ وأن يكبر بلا رفع يديه للهوي‪ ،‬فإن اقتصر على تكبيرة ونوى‬
‫ولا‬ ‫صحَ كالصَّلاة ؛ وأن يكبِّر للرَّفع من السجود‪،‬‬ ‫بها التَّحرُّم فقط‪:‬‬
‫يجلس بعدها للاستراحة‪.‬‬

‫وتُكرَّرُ السَّجدة بتكرير الآية ولو بمجلس واحد أو ركعة؛ لوجود‬


‫نعم‪ ،‬إن لم يسجد حتَّى كرَّر الآية؛ كفاه سجدة‪.‬‬ ‫مقتضيها‪.‬‬
‫فلو فعلها‬ ‫لا تدخل صلاة‪،‬‬ ‫ولو سجدة «ص»‬ ‫وسجدة الشكر ‪-‬‬
‫عامدًا عالما بالتحريم ؛ بطلت كما مر‪.‬‬
‫‪٣٥١‬‬
‫تر المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِيْنَ» [الحاكم في‪:‬‬ ‫بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ‪،‬‬ ‫وَبَصَرَهُ‪،‬‬


‫‪١٤١٤‬؛ الترمذي رقم‪:‬‬ ‫واللفظ له ؛ أبو داود رقم‪:‬‬ ‫«المستدرك رقم‪:‬‬

‫‪.]١١٢٩‬‬ ‫؛ النسائي رقم‪:‬‬ ‫‪٥٨٠‬‬

‫فَائِدَة يَحْرُمُ الْقِرَاءَةُ بِقَصْدِ السُّجُوْدِ فَقَطْ فِي صَلَاةٍ أَوْ وَقْتِ‬
‫بِخِلَافِهَا بِقَصْدِ السُّجُوْدِ وَغَيْرِهِ مِمَّا يَتَعَلَّقُ‬ ‫بِهِ‪،،‬‬
‫وَتَبْطُلُ الصَّلَاةُ بِهِ‬ ‫مَكْرُوْهِ‪،‬‬
‫فَلَا كَرَاهَةَ مُطْلَقًا‪.‬‬ ‫بِالْقِرَاءَةِ‪،‬‬

‫أو لعموم المسلمين؛‬ ‫أو لنحو ولده‬ ‫وتسن لهجوم نعمة له‪،‬‬
‫بخلاف النعم المستمرة‬ ‫أو مطر عند القَحْط‬ ‫كحدوث مال أو ولد‬
‫أو عن عموم‬ ‫أو عن ولده‪،‬‬ ‫كالعافية والإسلام أو اندفاع نقمة عنه‪،‬‬
‫المسلمين؛ كنجاة من هدم أو غرق لا خاصة بأجنبي‪ .‬ولا بُدَّ في‬
‫النعمة والنقمة أن تكونا ظاهرتين؛ ليخرج ما لا وَقْعَ له ـ كحدوث‬
‫كالمعرفة ‪-‬‬ ‫والنعمة الباطنة ‪-‬‬ ‫وعدم رؤية عدوّ لا ضرر فيه ‪..‬‬ ‫فلس‪،‬‬
‫كالظاهرة ؛ بشرط أن يكون لها وقع‪.‬‬ ‫والنقمة الباطنة ‪ -‬كستر المساوئ ‪-‬‬
‫والسُّجود‬ ‫م ر‪ .‬أو لرؤية مبتلى كَزَمِنٍ أو فاسق معلن بفسقه‪.‬‬
‫للمصيبتين على السلامة منهما‪.‬‬

‫ويظهرها لا للفاسق إن خاف ضرره‪ ،‬ولا لمبتلى لئلا يتأذى مع عذره‪.‬‬


‫فالماشي يسجد على‬ ‫وهي كسجدة التّلاوة ولمسافر فعلها‪،‬‬
‫والرَّاكب يومئ إلا إن كان في مرقد فيتمه فيه‪« .‬ح ل»‪.‬‬ ‫الأرض‪،‬‬

‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫على شرح المنهج»‬ ‫منهج» [أي ‪ :‬مع شرحه» ‪ ]٥٦/١‬مع «بج)‬
‫وأفهم أنَّه إذا‬ ‫لمشروعيته حينئذ‪.‬‬ ‫(قوله‪ :‬فَلَا كَرَاهَةَ مُطْلَقًا أي‪:‬‬
‫يسجد‪،‬‬ ‫قرأها في غير وقت كراهة وغير الصَّلاة بقصد السجود فقط‪:‬‬
‫ونَقَلَهُ في (النهاية) عن النَّوَوِيِّ و«الأنوار» ولم‬ ‫وهو ظاهر «التحفة»‪،‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٥٢‬‬

‫وَلَا يَحِلُّ التَّقَرُّبُ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِسَجْدَةٍ بِلَا سَبَبٍ وَلَوْ بَعْدَ‬
‫وَسُجُوْدُ الْجَهَلَةِ بَيْنَ يَدَيْ مَشَايِخِهِمْ حَرَامٌ اتِّفَاقًا‪.‬‬ ‫الصَّلَاةِ‪،‬‬
‫***‬

‫ونُقل عن شيخ‬ ‫يتعقبهما‪ ،‬وفي «الإمداد» و«الإيعاب عدم الصحة‪،‬‬


‫الإسلام وغيره ؛ لعدم مشروعية القراءة حينئذ‪.‬‬

‫ولا فرق في حرمة القراءة بقصد السُّجود فقط في الصَّلاة عند‬


‫واستثنى‬ ‫تَنزِيلُ وغيرها في صُبح الجمعة وغيرها‪،‬‬ ‫«حج» بين الم‬
‫تَنزِيلُ في صُبح الجمعة‪.‬‬ ‫مر الم‬
‫وسجدة الشكر‬ ‫ولا بُدَّ في سجدة التلاوة ‪ -‬ولو خارج الصَّلاة ‪-‬‬
‫وهو هنا ‪:‬‬ ‫ودخول الوقت ‪-‬‬ ‫من شروط الصَّلاة من طهر واستقبال‬
‫وغيرها‪.‬‬ ‫أو وقت نحو هجوم النعمة ‪،‬‬ ‫قراءة آخر الآية‪،‬‬
‫ولا بُدَّ هنا ‪ -‬أيضًا ‪ -‬من عدم الفصل بين قراءة الآية والسجود‬
‫عُرْفًا‪ ،‬بأن لا يزيد على قدر ركعتين بأخفٌ ممكن من الوسط المعتدل‪.‬‬
‫فإذا زاد‪:‬‬ ‫وكمحدث تطهَّر بعد قراءتها عن قرب فيسجد‪.‬‬ ‫ع ش‪.‬‬
‫فاتت ولا تقضى‪ .‬ما لم ينذرها ؛ وإلا وجب قضاؤها‪ .‬فإن لم يتمكن‬
‫من التطهير للسّجدة أو من فعلها لشغل ‪ :‬قال أربع مرات ‪:‬‬
‫سبحان الله والحمد لله‪ ،‬ولا إله إلا الله والله أكبر‪ ،‬ولا حول ولا‬
‫قوَّة إلا بالله العلي العظيم»؛ قياسًا على التَّحيَّة‪.‬‬
‫أو فعل كثير‬ ‫من ترك موانعها ككلام كثير‪،‬‬ ‫أيضًا ‪-‬‬ ‫ولا بُدَّ فيها ‪-‬‬
‫وغير ذلك‪.‬‬ ‫وعدم إعراض عنها‪،‬‬ ‫توالى‪،‬‬
‫‪.]٢٧٢/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫مع «بج)‬ ‫بشری» [ص ‪]۳۰۷‬‬
‫‪٣٥٣‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫(فضل)‬

‫في مُبْطِلَاتِ الصَّلَاةِ‬

‫(تَبْطُلُ الصَّلَاةُ فَرْضُهَا وَنَفْلُهَا لَا صَوْمٌ وَاعْتِكَافُ بِنِيَّةِ قَطْعِهَا)‪،‬‬


‫الْقَطْع‪.‬‬ ‫وَتَعْلِيْقِهِ بِحُصُوْلِ شَيْءٍ وَلَوْ مُحَالًا عَادِيًّا‪( ،‬وَتَرَدُّدٍ فِيْهِ) أَيْ‪:‬‬

‫فَضل‬

‫في مُبْطِلَاتِ الصَّلَاةِ‬

‫هي ‪ :‬إمَّا فَقْدُ شرط‪ ،‬أو فَقْد ركن‪.‬‬


‫وخرج‬ ‫حالا أو بعد مضي ركعة مثلا‪.‬‬ ‫بِنِيَّةِ قَطْعِهَا أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫فلا تبطل بها حتّى يشرع فيه؛ إذ لا‬ ‫نيَّة الفعل المبطل‪،‬‬ ‫بنيَّة قطعها ‪:‬‬
‫ينافي ذلك النية‪.‬‬
‫وَلَوْ مُحَالًا (عَادِيًّا كصعود السَّماء‪ ،‬لا عقليا كجمع الضّدَّين‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫كالطول والقصر لشيء واحد في وقت واحد ؛ إذ التعليق ينافي الجزم حتّى‬
‫بالمستحيل عادة ؛ لإمكان وقوعه بخلاف المستحيل العقلي ؛ لعدم‬
‫‪،‬‬

‫فيبطل مطلقًا‪.‬‬ ‫وهذا في التعليق القلبي؛ أمَّا اللفظي ‪:‬‬ ‫إمكانه‪،‬‬


‫فالمحال لذاته ‪:‬‬ ‫محال لذاته ولغيره‪،‬‬ ‫وَاعْلَمْ أَنَّ الْمُحَالَ قسمان‪:‬‬
‫والمحال لغيره‬ ‫هو الممتنع عادة وعقلا كالجمع بين السَّواد والبياض‪،‬‬
‫قسمان‪ :‬ممتنع عادة لا عقلا كالمشي من الزَّمن والطيران من الإنسان‪،‬‬
‫الممتنع عقلا لا عادة كإيمان من علم الله أنَّه لا يؤمن‪.‬‬ ‫ثانيهما‪:‬‬
‫‪.]١٩٩/١‬‬ ‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫فتبطل‬ ‫والاستمرار فيها‪،‬‬ ‫الْقَطْع) أي‪:‬‬ ‫وَتَرَدُّدٍ فِيْهِ‪ ،‬أَيْ ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫والحاصل‪:‬‬ ‫في الجميع؛ لمنافاته للجزم المشروط دوامه فيها كالإيمان‪.‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٥٤‬‬

‫وَلَا مُؤَاخَذَةَ بِوِسْوَاسِ قَهْرِيٌّ فِي الصَّلَاةِ كَالْإِيْمَانِ وَغَيْرِهِ‪.‬‬

‫(وَبِفْعِل كَثِيْرِ) يَقِيْنًا ‪ ،‬مِنْ غَيْرِ جِنْسِ أَفْعَالِهَا‪ ،‬إِنْ صَدَرَ مِمَّنْ عَلِمَ‬
‫تَحْرِيْمَهُ أَوْ جَهِلَهُ وَلَمْ يُعْذَرْ‪ ،‬حَالَ كَوْنِهِ وِلَاءٌ)‪ ،‬عُرْفًا‪ ،‬فِي غَيْرِ شِدَّةِ‬
‫بِخِلَافِ الْقَلِيْلِ كَخَطوَتَيْنِ وَإِنِ اتَّسَعَتَا حَيْثُ لَا وَثْبَةَ‪،‬‬ ‫الْخَوْفِ وَنَفْلِ السَّفَرِ‪.‬‬
‫وَالضَّرْبَتَيْنِ‪ .‬نَعَمْ‪ ،‬لَوْ قَصَدَ ثَلَاثًا مُتَوَالِيَةً‪ ،‬ثُمَّ فَعَلَ وَاحِدَةٌ‪ ،‬أَوْ شَرَعَ فِيْهَا ؛‬
‫وَالْكَثِيرِ الْمُتَفَرِّقِ‪ ،‬بِحَيْثُ يُعَدُّ كُلِّ مُنْقَطِعًا عَمَّا قَبْلَهُ‪،‬‬ ‫بَطَلَتْ صَلَاتُهُ‪.‬‬

‫ومنافي‬ ‫كالتَّعليق والتَّردُّد ونيَّة القطع ‪ -‬يضرُّ حالا‪،‬‬ ‫أنَّ المنافي للنية ‪-‬‬
‫ونيَّة القطع والتَّردُّد تبطل الإيمان‬ ‫الصَّلاة إنَّما يضرُّ عند وجوده‬
‫وما‬ ‫ولا الصوم والاعتكاف‪،‬‬ ‫ولا تبطل النسك ‪،‬اتفاقًا‪،‬‬ ‫والصَّلاة اتفاقًا‪،‬‬
‫والفرق‪ :‬أنَّ‬ ‫ويحتاج الباقي منه لنيَّة جديدة‪،‬‬ ‫مضى على الأصح‪،‬‬
‫ومثلها الإيمان‪ ،‬بل أولى‪« .‬بشرى» [ص ‪.]۲۸۰‬‬ ‫الصَّلاة أضيق بابا‪،‬‬
‫بِوِسْوَاسِ قَهْرِي وهو الذي يطرق الفكر بلا اختيار‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫بشرى ص ‪( ]۲۸۰‬وقوله (كَالإِيْمَانِ أي كما أنَّه لا يؤاخذ‬
‫من‬ ‫وَغَيْرِهِ) أي‪:‬‬ ‫بالوسواس القهري في الإيمان بالله تعالى (وقوله‪:‬‬
‫بقية العبادات‪.‬‬

‫ذلك فتح الجواد» [‪]٢٢٥/١‬؛‬ ‫أَوْ جَهِلَهُ وَلَمْ يُعْذَرْ تَبعَ‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وإن عذر [‪.]١٥٠/٢‬‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫وخالف في «التحفة»‬

‫بحيث‬ ‫بِحَيْثُ يُعَدُّ كُلِّ مُنْقَطِعًا عَمَّا قَبْلَهُ عبارة الْبَاجُوْرِي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫والثَّالث منقطعًا عن الثاني‪،‬‬ ‫يعد العمل الثَّاني منقطعًا عن الأوّل‪،‬‬
‫خلافًا لِلْمُحَشِّي ‪-‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬على المعتمد المتقدم‪ ،‬ولا يكفي التسكين‪،‬‬
‫فلا يضرُّ غير المتوالي بالضَّابط المذكور ولو كثر‬ ‫الْبِرْمَاوِيِّ ‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬
‫‪.]٢٥/٢‬‬ ‫اهـ [على «شرح ابن قاسم»‬ ‫جدا‪.‬‬
‫‪٣٥٥‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫كَمَا فِي الْمَجْمُوْعِ»‬ ‫وَحَدُّ الْبَغَوِيِّ بِأَنْ يَكُوْنَ بَيْنَهُمَا قَدْرُ رَكْعَةٍ ضَعِيفٌ‪،‬‬
‫]‪.[٢١/٤‬‬

‫مَضَغَاتٍ‬ ‫وَالْكَثِيْرُ (كَثَلَاثِ)‬ ‫(وَلَوْ كَانَ الْفِعْلُ الْكَثِيرُ (سَهْوا)‪،‬‬


‫وَكَتَحْرِيْكِ رَأْسِهِ‬ ‫وَ(خَطَوَاتٍ تَوَالَتْ وَإِنْ كَانَتْ بِقَدْرِ خَطْوَةٍ مُغْتَفَرَةٍ‪،‬‬
‫نَقْلُ رِجْلٍ‬ ‫وَهِيَ هُنَا ‪:‬‬ ‫الْمَرَّةُ‪،‬‬ ‫بِفَتْحِ الْخَاءِ ‪-‬‬ ‫وَالْخَطْوَةُ ‪-‬‬ ‫وَيَدَيْهِ وَلَوْ مَعًا‪.‬‬
‫فَخَطْوَتَانِ كَمَا‬ ‫لأَمَامِ أَوْ غَيْرِهِ‪ ،‬فَإِنْ نَقَلَ مَعَهَا الأُخْرَى وَلَوْ بِلَا تَعَاقُبِ ‪:‬‬
‫لَكِنِ الَّذِي جَزَمَ بِهِ فِي‬ ‫اعْتَمَدَهُ شَيْخُنَا فِي شَرْحِ الْمِنْهَاج» [‪،]١٥٣/٢‬‬
‫شَرْحِ الإِرْشَادِ وَغَيْرِهِ أَنَّ نَقْلَ رِجَلِ مَعَ نَقْلِ الْأُخْرَى إِلَى مُحَاذَاتِهَا‬

‫(قوله ‪ :‬وَلَوْ مَعًا ينبغي التَّنبه لذلك عند رفع اليدين للتّحرُّم أو‬
‫الرُّكوع أو الاعتدال‪ ،‬فإنَّ ظاهره بطلان صلاته إذا تحرك رأسه حينئذ‪،‬‬
‫وفي فتاوى حج»‪ :‬لو تحرَّك حركتين في الصَّلاة‪ ،‬ثُمَّ عقبهما بحركة‬
‫أخرى مسنونة ‪ :‬بطلت صلاته ؛ لأن الثَّلاث لا تغتفر في الصَّلاة لنسيان‬
‫وفيه من الحرج ما لا يخفى؛ لكن اغتفر‬ ‫ونحوه مع العذر ‪...‬‬ ‫إلخ‪،‬‬
‫وهذا يقتضي‬ ‫الجمال الرَّملي توالي التّصفيق والرَّفع في صلاة العيد‪،‬‬
‫أنَّ الحركة المطلوبة لا تعدُّ في المبطل ؛ ونُقل عن أبي مَخْرَمَةَ ما‬
‫‪.]۱۹۷/۱‬‬ ‫ملخصا [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫اهـ «كُردي»‬ ‫يوافقه ‪.‬‬

‫اعتمده أيضًا الشهاب الرملي وابنه‬ ‫(قوله‪ :‬فِي شَرْح الْمِنْهَاج»)‬


‫‪.]۱۹۷/۱‬‬ ‫والخطيب وغيرهم‪« .‬كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬

‫بتثنية «شرح»(‪)۱‬‬ ‫لَكِنِ الَّذِي جَزَمَ بِهِ فِي شَرْحِ الإِرْشَادِ»)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫والمراد‬ ‫يفيد الإفراد‬ ‫وَإِنْ كان قوله وَغَيْرِهِ»‬ ‫لأنَّه كذلك فيهما ‪،‬‬

‫عمَّار]‪.‬‬ ‫فَأَتْبَتُ الإفراد‪.‬‬ ‫(‪ )1‬لم أقف على التَّثنية فيما عندي من نُسَحِ‪،‬‬
‫شحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٣٥٦‬‬

‫فَخَطْوَتَانِ بِلَا نِزَاعٍ [أي‪:‬‬ ‫فَإِنْ نَقَلَ كُلًّا عَلَى التَّعَاقُبِ ‪:‬‬ ‫وِلَاءٌ خَطْوَةٌ فَقَط ‪،‬‬
‫«فتح الجواد» ‪ .]٢٢٦/١‬وَلَوْ شَكَ فِي فِعْلٍ أَقَلِيْلٌ هُوَ أَوْ كَثِيرٌ؟ فَلَا يُطْلَانَ‪.‬‬
‫وَتَبْطُلُ بِالْوَثْبَةِ وَإِنْ لَمْ تَتَعَدَّدْ‪.‬‬
‫وَإِنْ كَثُرَتْ وَتَوَالَتْ‪ ،‬بَلْ تُكْرَهُ‪،‬‬ ‫(لَا تَبْطُلُ بحَرَكَاتٍ خَفِيْفَةٍ)‬
‫إِصْبَعِ أَوْ أَصَابِعَ) فِي حَلٌّ أَوْ سُبْحَةٍ مَعَ قَرَارِ كَفْهِ‪ ،‬أَوْ‬ ‫(كَتَحْرِيكِ)‬
‫جَفْنِ) أَوْ شَفَةٍ أَوْ ذَكَرٍ أَوْ لِسَانٍ؛ لأَنَّهَا تَابِعَةُ لِمَحَالهَا الْمُسْتَقِرَّةِ‬
‫كَالأَصَابِعِ ؛ وَلِذَلِكَ يُحِثَ أَنَّ حَرَكَةَ اللَّسَانِ إِنْ كَانَتْ مَعَ تَحْوِيْلِهِ عَنْ‬
‫بـ «غيره»‪« :‬المنهج القويم» و«الإيعاب»‪ ،‬كما في «الْكُرْدِي» [أي‪:‬‬
‫«الوسطى» ‪ .]۱۹۷/۱‬واعتمد الْبُجَيْرِمِيُّ فيما لو رفع الرّجل لجهة العُلْوِ ثُمَّ‬
‫وقال‬ ‫‪.]٢٤٨/١‬‬ ‫لجهة السُّفْلِ أنَّ ذلك يعد خطوة واحدة [على «شرح المنهج»‬
‫‪.]١٥٣/٢‬‬ ‫ينبغي أن يعدَّ ذلك خَطوتين [على «التحفة»‬ ‫سم ‪:‬‬
‫النَّطَّة ؛ لِمَا فيها من الانحناء المخرج‬ ‫وَتَبْطُلُ بِالْوَثْبَةِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بخلاف ما لا يخرج عن حده؛ وكأنَّ من قيَّد‬ ‫حد القيام‪،‬‬ ‫عن‬

‫حركة‬ ‫ويلحق بالوثبة‪:‬‬ ‫بالفاحشة احترز عن هذه‪ .‬اهـ «فتح» [‪.]٢٢٦/١‬‬


‫جميع البدن ولو من غير نقل قدميه‪ ،‬كما في الْبَاجُوْرِي» على «شرح ابن‬
‫‪.]٢٤/٢‬‬ ‫قاسم»‬

‫وإن كان قوله بعد «قَالَ‬ ‫في «التحفة»‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَلِذَلِكَ يُحِثَ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫يُحِثَ أنَّ حركة اللسان إن كانت مع‬ ‫شَيْخُنَا» لا يفيد ذلك ؛ وعبارتها ‪:‬‬
‫وظاهر إطلاق‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫وهو محتمل‪.‬‬ ‫‪،‬‬
‫تحويله عن محلّه أبطل ثلاث منها‬
‫أنَّه لا فرق في عدم الضرر بين أن‬ ‫المنهج القويم كـ «فتح الجواد‬
‫واعتمده الشهاب الرملي‬ ‫يخرجه إلى خارج الفم أو يحركه داخله‪،‬‬
‫وولده قال‪ :‬وإن كثر خلافًا لِلْبُلْقِيْنِيّ؛ ومثل تحريك اللسان في عدم‬
‫‪٣٥٧‬‬
‫المعين‬ ‫ترشيحالمستفيدينعلى‬

‫‪.]١٥٤/٢‬‬ ‫وَهُوَ مُحْتَمِل [في‪« :‬التَّحفة»‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫مَحَلِّهِ أَبْطَلَ ثَلَاثٌ مِنْهَا ‪،‬‬

‫فَتَحْرِيْكُهَا ثَلَاثًا وِلَاءٌ مُبْطِلُ‪ ،‬إِلَّا أَنْ‬ ‫وَخَرَجَ بـ «الأصابع» الْكَفُّ‪،‬‬


‫يَكُوْنَ بِهِ جَرَبٌ لَا يَصْبِرُ مَعَهُ عَادَةً عَلَى عَدَمِ الْحَكِّ؛ فَلَا تَبْطُلُ‬
‫وَيُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ مَنِ ابْتُلِيَ بِحَرَكَةٍ اضْطِرَارِيَّةِ يَنْشَأُ‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫لِلضَّرُورَةِ‪،‬‬
‫‪.]١٥٤/٢‬‬ ‫عَنْها عَمَلٌ كَثِيرٌ سُوْمِحَ فِيهِ [في‪« :‬التحفة»‬

‫وَكَذَا رَفْعُهَا‬ ‫وَإِمْرَارُ الْيَدِ وَرَدُّهَا عَلَى التَّوَالِي بِالْحَكِّ مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ‪،‬‬
‫عَنْ صَدْرِهِ وَوَضْعُهَا عَلَى مَوْضِعِ الْحَكِّ مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ‪ ،‬أَيْ‪ :‬إِنِ اتَّصَلَ‬
‫أَحَدَهُمَا بِالْآخَرِ؛ وَإِلَّا فَكُلٌّ مَرَّةً عَلَى مَا اسْتَظْهَرَهُ شَيْخُنَا [في‪« :‬فتح‬
‫‪.]١٥٤/٢‬‬ ‫الجواد ‪۲۲۷/۱‬؛ وانظر‪« :‬التحفة»‬

‫(وَبِنُطْقِ عَمْدًا وَلَوْ بِإِكْرَاهِ (بِحَرْفَيْنِ إِنْ تَوَالَيَا كَمَا اسْتَظْهَرَهُ شَيْخُنَا‬
‫[في‪« :‬التحفة» ‪ ]۱۳۷/۲‬مِنْ غَيْرِ قُرْآنٍ أَوْ ذِكْرِ أَوْ دُعَاءِ وَلَمْ يَقْصِدْ بِهَا مُجَرَّدَ‬
‫ادْخُلُوهَا بِسَلَمٍ آمِنِينَ ﴾‬ ‫التَّفْهِيْم كَقَوْلِهِ لِمَنِ اسْتَأْذَنُوْهُ فِي الدُّخُولِ ‪:‬‬
‫[الحجر‪ ،]٤٦ :‬فَإِنْ قَصَدَ الْقِرَاءَةَ أَوِ الذِّكْرَ وَحْدَهُ أَوْ مَعَ التَّنْبِيْهِ‪ :‬لَمْ‬
‫تَبْظُلْ‪ ،‬وَكَذَا إِنْ أَطْلَقَ عَلَى مَا قَالَهُ جَمْعٌ مُتَقَدِّمُوْنَ‪ ،‬لَكِنِ الَّذِي فِي‬
‫وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ‪.‬‬ ‫الْبُطْلَانُ‪،‬‬ ‫وَالدَّقَائِقِ [ص ‪]٤٥‬‬ ‫«التَّحْقِيقِ» [ص ‪]۲۳۹‬‬

‫‪.]۱۹۸/۱‬‬ ‫كما في «الْكُرْدِي» [أي‪« :‬الوسطى»‬ ‫تحريك الذَّكر‪،‬‬ ‫الإبطال ‪:‬‬


‫وَإِمْرَارُ الْيَدِ يعني ذهابها وعبارة «المنهج القويم»‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫(قوله‪:‬‬
‫اهـ‪ .‬قال في‬ ‫وذهاب اليد ورجوعها ووضعها ورفعها حركة واحدة‪.‬‬
‫الرجل‪ ،‬كما‬ ‫«التحفة» و«النهاية»‪ :‬أي على التوالي‪ .‬اهـ‪ .‬ومثل اليد‪:‬‬
‫‪.]۱۹۷/۱‬‬ ‫في حواشي الْمَحَلِّي لِلْقَلْيُوْبِيِّ‪ .‬اهـ كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫لأنَّ المأتِي به حينئذ لا يكون قرآنا‬ ‫وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٥٨‬‬

‫وَفِي‬ ‫وَتَأْتِي هَذِهِ الصُّوَرُ الأَرْبَعَةُ فِي الْفَتْح عَلَى الإِمَامِ بِالْقُرْآنِ أَوِ الذِّكْرِ‪،‬‬
‫الْجَهْرِ بِتَكْبِيرِ الانْتِقَالِ مِنَ الإِمَامِ وَالْمُبَلِّغ‪.‬‬
‫ظَهَرَا (فِي تَنَحْنُحِ لِغَيْرِ تَعَذُّرِ قِرَاءَةٍ وَاجِبَةٍ)‬ ‫وَتَبْطُلُ بِحَرْفَيْنِ (وَلَوْ)‬
‫وَمِثْلُهَا كُلُّ وَاجِبٍ قَوْلِيٍّ كَتَشَهدِ أَخِيْرٍ وَصَلَاةٍ فِيْهِ‪ ،‬فَلَا تَبْطُلُ‬ ‫كَفَاتِحَةٍ‪،‬‬
‫ظَهَرَا فِي (نَحْوِهِ)‬ ‫بِظُهُورِ حَرْفَيْنِ فِي تَنَحْنُحِ لِتَعَذَّرِ رُكْنٍ قَوْلِيِّ‪( ،‬أَوْ)‬
‫كَسُعَالٍ وَبُكَاءِ وَعُطَاسِ وَضَحِكَ‪.‬‬

‫ولا ذكرا‪ ،‬بل معنى ما دلت عليه القرينة؛ كـ «الله أكبر» من المبلغ‬
‫فإنَّها بمعنى ركع الإمام ‪،‬وهكذا‪ ،‬ولا بُدَّ في كل مرة من النِّيَّة‪ ،‬فإن‬
‫أطلق ولو في واحدة بطلت وفيه صعوبة واكتفى الخطيب بالنية في‬
‫وعلى كل حال لا تبطل به صلاة الجاهل؛ لأنَّه خفي‪.‬‬ ‫الأولى فقط‪،‬‬
‫وَجَرَى السُّبْكِي وَالإِسْنَوِيُّ وَالأَذْرَعِيُّ والسَّيِّدُ‬ ‫«بشرى» [ص ‪ ٢٧٤‬وما بعدها)‬
‫السَّمْهُوْدِيُّ وغيرهم على أنَّ ما لا يحتمل غير القرآن أو كان ذكرًا‬
‫واعتمده الشَّهاب الرَّمليُّ في «شرح نظم الزبد»‪،‬‬ ‫محضًا لا يبطل‪،‬‬
‫لشيخ الإسلام‪،‬‬ ‫وبحثه «م ر» في «النهاية»‪ ،‬و«شرح البهجة الكبير»‬
‫وهذا هو المعتمد‪« .‬كُردي» [في‪« :‬الوسطى» ‪.]١٩٤/١‬‬
‫ككل كلام قليل عُرْفًا ؛‬ ‫(قوله ‪ :‬فَلَا تَبْطُلُ بِظُهُورِ حَرْفَيْن أي ‪:‬‬
‫ونَقَلَهُ‬ ‫للخطيب‪،‬‬ ‫وإلا ضرَّ‪ ،‬كما في شَرْحَيْ الإرشاد»‪ ،‬و«شرح التنبيه»‬
‫بعد أن تردد فيه؛ والذي في‬ ‫«التحفة»‬
‫واعتمده في‬ ‫سم عن مر‪،‬‬
‫وهو ظاهر‬ ‫المنهج القويم أنَّه يعذر بذلك في الكلام الكثير أيضًا‪،‬‬
‫وصرَّح به الْقَلْيُوْبِيُّ وَالزَّيَّادِيُّ وَالشَّوْبَرِيُّ‪،‬‬ ‫«شرح المنهج أو صريحه‪،‬‬
‫وهو ظاهر إطلاق شرح البهجة للجمال الرملي‪.‬‬ ‫ونَقَلَهُ عن «النّهاية»‪،‬‬
‫‪.]١٩٣/١‬‬ ‫كُردي [في‪« :‬الوسطى»‬
‫ونفخ من الفم‬ ‫وأنين‪،‬‬ ‫ولو من خوف الآخرة‪،‬‬ ‫وَبُكَاء)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪٣٥٩‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتوحالمعين‬

‫وَخَرَجَ بِقَوْلِي‪« :‬لِغَيْرِ تَعَدُّرِ قِرَاءَةِ وَاجِبَةٍ مَا إِذَا ظَهَرَ حَرْفَانِ فِي‬
‫تَنَحْنُح لِتَعَذَّرِ قِرَاءَةِ مَسْنُوْنَةٍ كَالسُّوْرَةِ أَوِ الْقُنُوْتِ أَوِ الْجَهْرِ بِالْفَاتِحَةِ‪،‬‬
‫فَتَبْطل‪.‬‬

‫وَبَحَثَ الزَّرْكَشِيُّ جَوَازَ التَّنَحْنُحِ لِلصَّائِمِ لِإِخْرَاجِ نُخَامَةٍ تُبْطِلُ‬

‫وَعُطَاسِ وَسُعَالٍ) أي ‪ :‬بلا غلبة في الكلِّ‪،‬‬ ‫والأنف إن تُصوّر‪( .‬وقوله ‪:‬‬


‫إن حصل بواحد منها حرفان أو حرف مفهم؛ فلا يضرُّ‬ ‫والمراد‪:‬‬
‫صوت لا حرف فيه وإن أفهم وتكرر‪ ،‬أو قصد به محاكاة صوت بعض‬
‫الحيوان؛ كأن نهق أو صهل ولو لغير حاجة‪ ،‬ما لم يقصد به اللعب‪.‬‬
‫[ص ‪.]۲۷۲‬‬ ‫«بشری»‬

‫المقصود من‬ ‫وَخَرَجَ بِقَوْلِي ‪« :‬لِغَيْرِ تَعَذُّرِ قِرَاءَةِ وَاجِبَةٍ»)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫فقط ؛ كما صرح بذلك بعده؛‬ ‫بيان محترز قوله (وَاجِبَةٍ»‬ ‫إيراد ذلك ‪:‬‬

‫ولتقدم بيان محترز قوله لِغَيْرِ تَعَذَّرِ في قوله «فَلَا تَبْطُلُ بِظُهُورِ‬
‫فلو اقتصر من ذلك على قوله «وَاجِبَةٍ» ؛ لكان أخصر‬ ‫إلخ »‬ ‫حَرْفَيْنِ ‪...‬‬
‫والخطيب في‬ ‫وألحق ابن حجر في كُتُبِهِ‪،‬‬ ‫وأسلم من تشويش العبارة‪.‬‬
‫«شرح التنبيه بالواجب أذكار الانتقالات إذا تعذرت متابعتهم إلا به‪،‬‬
‫وأقرَّ الشّهاب الرَّمليُّ الإِسْنَوِيَّ عليه في شرح نظم الزُّبد»؛ وَجَرَى «م ر»‬
‫ووافقه الشَّوْبَرِيُّ والزَّيَّادِيُّ‪ ،‬لكنَّه قال‬ ‫على عدم اغتفار ذلك فيما ذكر‪،‬‬
‫عقبه ‪ :‬لو كان يصلِّي جُمُعة وتوقفت متابعته على ما ذكر ‪ :‬فَلَهُ فعله ولا‬
‫ومثلها ما وجبت فيه الجماعة‬ ‫تبطل ؛ لأنَّ فيه تصحيحًا لصلاته‪،‬‬
‫وعلى هذا جَرَى الْقَلْيُوْبِيُّ‪« .‬صُغرى»‪.‬‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫كالمعادة‪.‬‬

‫«التحفة»‬
‫هو الأوجه في‬ ‫إلخ)‬ ‫وَبَحَثَ الزَّرْكَشِيُّ ‪...‬‬
‫‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫]‪.[١٤٣/٢‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٦‬‬

‫صَوْمَهُ‪ ،‬قَالَ شَيْخُنَا ‪ :‬وَيَتَّجِهُ جَوَازُهُ لِلْمُفْطِرِ أَيْضًا لإِخْرَاج نُخَامَةٍ تُبْطِلُ‬
‫صَلَاتَهُ‪ ،‬بِأَنْ نَزَلَتْ لِحَدِّ الظَّاهِرِ وَلَمْ يُمْكِنْهُ إِخْرَاجُهَا إِلَّا بِهِ [في‪« :‬فتح‬
‫‪.]٢٢٣/١‬‬ ‫الجواد»‬

‫لأَنَّ‬ ‫وَلَوْ تَنَحْنَحَ إِمَامُهُ فَبَانَ مِنْهُ حَرْفَانِ‪ :‬لَمْ يَجِبْ مُفَارَقَتُهُ‪،‬‬
‫الظَّاهِرَ تَحَرُّزُهُ عَنِ الْمُبْطِلِ‪ .‬نَعَمْ‪ ،‬إِنْ دَلَّتْ قَرِيْنَةُ حَالِهِ عَلَى عَدَمِ عُذْرِهِ؛‬
‫‪.]١٤٢/٢‬‬ ‫وَجَبَتْ مُفَارَقَتُهُ كَمَا بَحَثَهُ السُّبْكِيُّ [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫بِحَيْثُ لَمْ يَخْلُ زَمَنْ مِنَ‬ ‫وَلَوِ ابْتُلِيَ شَخْصٌ بِنَحْوِ سُعَالٍ دَائِم ‪،‬‬
‫فَالَّذِي يَظْهَرُ الْعَفْوُ‬ ‫الْوَقْتِ يَسَعُ الصَّلَاةَ بِلَا سُعَالٍ مُبْطِلٍ ؛ قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬
‫‪.]١٤٢/٢‬‬ ‫وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ لَوْ شُفِيَ [في‪« :‬التحفة»‬ ‫عَنْهُ‪،‬‬

‫بِنُطْقٍ بِحَرْفٍ مُفْهِم كَقِ‪ ،‬وَعِ‪ ،‬وَفِ‪ ،‬أَوْ بِحَرْفٍ مَمْدُودٍ؛‬ ‫(أَوْ)‬
‫لأَنَّ الْمَمْدُودَ فِي الْحَقِيقَةِ حَرْفَانِ‪.‬‬

‫(قوله‪ :‬وَلَوْ تَنَحْنَحَ إِمَامُهُ) أي ‪ :‬ولو مخالفًا؛ لأنَّ فعل المخالف‬


‫الذي لا يبطل في اعتقاده ينزل منزلة السهو‪ ،‬وهو لا يضر‪ ،‬كما في‬
‫«ع ش» [على «النهاية» ‪ .]٤٠/٢‬أو لَحَنَ لحنًا يغير المعنى في الفاتحة‪ :‬لم‬
‫تجب مفارقته حالا‪ ،‬ولا عند الركوع إذا لم يجوز كونه أُمِّيَّا‪ ،‬بل له‬
‫كما لو قام لخامسة «بشرى» [ص ‪.]٢٧٤‬‬ ‫انتظاره‪،‬‬
‫(قوله ‪ :‬وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ لَوْ شُفِيَ نظير ما يأتي فيمن به حكة لا‬
‫ونهاية» و«خطيب»‪ .‬قال‬ ‫يصبر معها على عدم الحَكِّ‪( .‬تحفة) [‪]١٤٢/٢‬‬
‫في بشرى الكريم»‪ :‬ولا يلزمه انتظار الزمن الذي يخلو فيه عن ذلك‬
‫اللُّزوم فيها‪،‬‬ ‫الأُولَى وإن كان ظاهر «النهاية»‬ ‫وقياسها ‪:‬‬ ‫في الأخيرة‪،‬‬
‫عدم لزوم الانتظار لمن يهتز لنحو برد‪ .‬اهـ [ص‬ ‫وقياس الأولى أيضًا ‪:‬‬
‫‪.[٢٧٤‬‬
‫‪٣٦١‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَا تَبْطُلُ الصَّلَاةُ بِتَلَفْظِهِ بِالْعَرَبِيَّةِ بِقُرْبَةٍ تَوَقَّفَتْ عَلَى اللَّفْظِ كَنَذْرٍ‬
‫وَعِتْقِ‪ ،‬كَأَنْ قَالَ ‪ :‬نَذَرْتُ لِزَيْدِ بأَلْفِ أَوْ أَعْتَقْتُ فُلَانًا‪ ،‬وَلَيْسَ مِثْلَهُ‬
‫التَّلَفُظُ بِنِيَّةِ صَوْمِ أَوِ اعْتِكَافٍ؛ لأَنَّهَا لَا تَتَوَقَّفُ عَلَى اللَّفْظِ‪ ،‬فَلَمْ يُحْتَجْ‬
‫إِلَيْهِ‪.‬‬

‫ولا نذر لجاج لكراهته فليس‬ ‫كَنَذْرٍ أي نذر تبرُّر‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫بقربة وكالنَّذر الوصيَّة والصَّدقة وسائر القُرب المنجزة عند «حج»؛‬
‫م ر البطلان بما عدا النَّذر؛ لأنَّ المناجاة لا تتحقق‬ ‫واعتمد‬
‫إِلَّا فيه كَـ اللهِ عَلَيَّ كذا»؛ وفي «الإيعاب أنَّها تبطل بلفظ التصدق؛‬
‫لأنَّه لا يحتاج فيه إليه وأجيب بأنَّه وإن لم يحصل به تمام‬
‫بقول ولا فعل‪،‬‬ ‫ولا تبطل بإجابته‬ ‫الملك يحصل به سببه‪،‬‬
‫وتجب إجابة الأبوين في نفل إن‬ ‫ويقتصر على قدر الحاجة وإن كثر‪،‬‬
‫وما‬ ‫وتحرم في فرض وتبطل‪« .‬بشرى» [ص ‪٢٧٥‬‬ ‫تأذيا بعدمها وتبطل‪،‬‬
‫بعدها ]‪.‬‬

‫وَزَعْمُ أَنَّ النَّذر فيه‬ ‫نَذَرْتُ لِزَيْدٍ بِأَلْفِ في «التَّحفة»‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫مناجاة الله تعالى دون غيره وَهُمٌ ؛ لأنَّه لا يشترط فيه ذكر الله تعالى‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بلا فرق [‪١٣٩/٢‬‬ ‫فنحو نذرت لزيد بألف كأعتقت ‪،‬فلانًا‬
‫وفي الزَّيَّادِي» و«ح ل» و«بج»‪ :‬لو قال نذرت لفلان بكذا؛ لم‬
‫وظاهرُ أنَّه لو نوى به الإقرار ألزم به‪ .‬اهـ [نقله «ع ش» على‬ ‫ينعقد‪،‬‬
‫في صيغ‬ ‫ويفرق بينه وبين قول «النهاية»‬ ‫قال ع ش ‪:‬‬ ‫‪.]۲۱۹/۸‬‬ ‫«النهاية»‬
‫ويكفي في صراحتها «نذرت لك كذا» وإن لم يقل الله‪ ،‬بأنَّ‬ ‫النذر ‪:‬‬
‫الخطاب يدلُّ على الإنشاء بحسب العُرْف‪ ،‬كما في «بعتك هذا»‪،‬‬
‫بخلاف الاسم الظاهر‪ ،‬فإنَّه لا يتبادر منه الإنشاء‪ .‬اهـ [على «النهاية»‬
‫‪.[۲۱۹/۸‬‬
‫حالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٣٦٢‬‬

‫وَلَا بِدُعَاءِ جَائِزِ وَلَوْ لِغَيْرِهِ‪ ،‬بِلَا تَعْلِيقِ وَلَا خِطَابِ لِمَخْلُوْقِ‬
‫فِيْهِمَا ‪ ،‬فَتَبْطُلُ بِهِمَا عِنْدَ التَّعْلِيْقِ‪ ،‬كَـ‪ :‬إِنْ شَفَى اللَّهُ مَرِيْضِي فَعَلَيَّ عِتْقُ‬
‫وَكَذَا عِنْدَ خِطَابِ مَخْلُوْقٍ غَيْرِ‬ ‫ا لَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ‪،‬‬ ‫رَقَبَةٍ‪ ،‬أَوْ ‪:‬‬
‫‪،]١٤٧/٢‬‬ ‫النَّبِيِّﷺ وَلَوْ عِنْدَ سَمَاعِهِ لِذِكْرِهِ عَلَى الأَوْجَهِ [انظر‪« :‬التحفة»‬
‫وَلَوْ لِمَيْتٍ‪.‬‬ ‫نَذَرْتُ لَكَ بِكَذَا ‪ ،‬أَوْ رَحِمَكَ اللهُ‪،‬‬ ‫نَحْوُ ‪:‬‬

‫وَيُسَنُّ لِمُصَلٍ سُلَّمَ عَلَيْهِ الرَّدُّ بِالإِشَارَةِ بِالْيَدِ أَوِ الرَّأْسِ وَلَوْ نَاطِقًا‪،‬‬
‫وَعَلَيْهِ السَّلَامُ؛‬ ‫وَيَجُوْزُ الرَّدُّ بِقَوْلِهِ ‪:‬‬ ‫ثُمَّ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْهَا بِاللَّفْظِ ‪،‬‬
‫وَلِمَنْ‬ ‫وَلِغَيْرِ مُصَلِّ رَدُّ سَلَامِ تَحَلُّلٍ مُصَلِّ‪،‬‬ ‫كَالتَّشْمِيْتِ بِـ رَحِمَهُ اللهُ‪،‬‬
‫عَطَسَ فِيْهَا أَنْ يَحْمَدَ وَيُسْمِعَ نَفْسَهُ‪.‬‬
‫عُرْفًا (لِغَلَبَةٍ) عَلَيْهِ‪( .‬وَ) لَا بِيَسِيْرِ‬ ‫(لَا تَبْطُلُ بِيَسِيْرِ نَحْوِ تَنَحْنُح)‬
‫وَيَظْهَرُ ضَبْطُ الْكَلِمَةِ هُنَا‬ ‫(كَلَامِ) عُرْفًا كَالْكَلِمَتَيْنِ وَالثَّلَاثِ‪ ،‬قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬
‫وقيَّده‬ ‫الرَّدُّ باللّفظ أيضًا بعد السَّلام‪،‬‬ ‫بِا لَّفْظِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫الشارح في باب الجهاد بما إذا لم يرد فيها بالإشارة وبقرب الفصل؛‬
‫كما هنا‪.‬‬ ‫لكن أطلقه في «التحفة»‬

‫نَحْوِ تَنَحْنُحِ) أي‪ :‬من ضحك وسعال وعطاس وإن ظهر‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫به حرفان ولو من كل نفخة‪ ،‬كما في (النهاية) [‪( .]٣٩/٢‬وقوله ‪ :‬لِغَلَبَةٍ)‬
‫خرج به ما لو قصده ؛ كأن تعمَّد السُّعال لما يجده في صدره‪،‬‬
‫أو ثلاث حركات متوالية؛ فتبطل‬ ‫من مرَّة‪،‬‬ ‫مثلاً ‪-‬‬ ‫فحصل منه حرفان ‪-‬‬
‫وهذا خصوصًا في شربة التنباك كثير‪ .‬نبه عليه في بشرى‬ ‫به صلاته‪،‬‬
‫الكريم» [ص ‪.]٢٧٣‬‬

‫أنَّهم‬ ‫وَالثَّلَاثِ كذلك «التحفة هنا ؛ وفي الصوم منها‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪٣٦٣‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫مَعَ سَهْوِهِ عَنْ كَوْنِهِ فِي‬ ‫‪( ،]١٤٠/٢‬بِسَهْوِ) أَيْ‪:‬‬ ‫بِالْعُرْفِ [في‪« :‬التحفة»‬
‫الصَّلَاةِ‪ ،‬بِأَنْ نَسِيَ أَنَّهُ فِيْهَا ؛ لأَنَّهُ ﷺ لَمَّا سَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ تَكَلَّمَ بِقَلِيْلٍ‬
‫مُعْتَقِدًا الْفَرَاغَ وَأَجَابُوْهُ بِهِ مُجَوِّزِيْنَ النَّسْخَ‪ ،‬ثُمَّ بَنَى هُوَ وَهُمْ عَلَيْهَا‬
‫[البخاري رقم ‪٤٨٢ :‬؛ مسلم رقم ‪ .]٥٧٣ :‬وَلَوْ ظَنَّ بُطْلَانَهَا بِكَلَامِهِ الْقَلِيْلِ سَهْوا‬
‫فَتَكَلَّمَ كَثِيرًا ؛ لَمْ يُعْذَرْ‪.‬‬

‫وَكَلَامِ بِسَهْرٍ كَثِيْرُهُمَا ؛ فَتَبْطُلُ‬ ‫وَخَرَجَ بِـ يَسِيْرِ تَنَحْنُحِ لِغَلَبَةٍ‪،‬‬


‫بِكَثْرَتِهِمَا وَلَوْ مَعَ غَلَبَةٍ وَسَهْرٍ وَغَيْرِهِ‪.‬‬
‫الْكَلَام‬ ‫(أَوْ) مَعَ سَبْقِ لِسَانٍ) إِلَيْهِ‪( ،‬أَوْ) مَعَ جَهْلِ تَحْرِيْمِهِ) أَيْ ‪:‬‬
‫فِيْهَا (لِقُرْبِ إِسْلَامِ) وَإِنْ كَانَ بَيْنَ الْمُسْلِمِيْنَ (أَوْ بُعْدِ عَنِ الْعُلَمَاءِ) أَيْ‪:‬‬
‫عَمَّنْ يَعْرِفُ ذَلِكَ‪.‬‬

‫يَسِيرًا ‪ -‬أَوْ جَهِلَ‬ ‫وَلَوْ سَلَّمَ نَاسِيًا ثُمَّ تَكَلَّمَ عَامِدًا ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬
‫تَحْرِيمَ مَا أَتَى بِهِ مَعَ عِلْمِهِ بِتَحْرِيمِ جِنْسِ الْكَلَامِ أَوْ كَوْنِ التَّنَحْنُحِ مُبْطِلًا‬

‫خمس‬ ‫وقال الْقَلْيُوْبِيُّ‪:‬‬ ‫ضبطوا القليل بثلاث كلمات وأربع [‪.]٤۰۸/۳‬‬


‫والبطلان بما‬ ‫والمعتمد عدم البطلان بالسِّتَّة ودونها‪،‬‬ ‫ثُمَّ قال ‪:‬‬ ‫فأقلّ‪،‬‬
‫‪.]٢١٤/١‬‬ ‫إلخ [على «شرح المحلي»‬ ‫زاد عليها ‪...‬‬

‫بِالْعُرْفِ) أي‪ :‬لا عند النحويين ولا عند اللغويين‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫(تحفة»‪.‬‬

‫فإنَّها‬ ‫فَتَكَلَّمَ كَثِيرًا خرج به ما إذا تكلم يسيرًا عامدًا‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫محله حيث لم يحصل من مجموع‬ ‫لا تبطل ؛ لكن في ع ش ‪:‬‬
‫‪.]٣٧/٢‬‬ ‫الكلامين كلام كثير متوالٍ ؛ وإلا بطلت [على «النهاية»‬

‫القليل كما في «الفتح» [‪،]٢٢٥/١‬‬ ‫‪،‬‬

‫تَحْرِيْمَ مَا أَتَى بِهِ أي‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫المعين‬
‫تر المستفيدين علىفتحالله‬ ‫‪٣٦٤‬‬

‫مَعَ عِلْمِهِ بِتَحْرِيْمِ الْكَلَامِ‪ :‬لَمْ تَبْظُلْ؛ لِخَفَاءِ ذَلِكَ عَلَى الْعَوَامِّ‪.‬‬
‫وَأُكُل كَثِيرٍ سَهْوًا وَإِنْ‬ ‫وَصَلَ لِجَوْفِهِ وَإِنْ قَلَّ‪،‬‬ ‫تَبْطُلُ بِمُفَطْرِ)‬ ‫(وَ)‬
‫لَمْ يَبْظُلْ بِهِ الصَّوْمُ‪.‬‬

‫فَلَوِ ابْتَلَعَ نُخَامَةٌ نَزَلَتْ مِنْ رَأْسِهِ لِحَدِّ الظَّاهِرِ مِنْ فَمِهِ‪ ،‬أَوْ رِيْقًا‬
‫مُتَنَجِّسًا بِنَحْوِ دَمِ لِئَتِهِ وَإِنِ ابْيَضَّ أَوْ مُتَغَيِّرًا بِحُمْرَةِ نَحْوِ تَنْبُلٍ؛ بَطَلَتْ‪.‬‬
‫لِخَفَاءِ ذَلِكَ عَلَى‬ ‫إلى المتن‪( .‬وقوله ‪:‬‬ ‫وَلَوْ سَلَّمَ‪.‬‬ ‫والعبارة له من‪:‬‬
‫الْعَوَامُ) عِلَّة لمسألة التنحنح كما هو واضح‪ ،‬فما اعترض به الْمُحَشِّي‬
‫ويؤخذ من قوله‪ :‬أو جهل‬ ‫تكلف لا طائل تحته؛ فتنبه‪ .‬قال «سم»‪:‬‬
‫بالأَوْلَى صحة صلاة نحو المبلغ والفاتح بقصد‬ ‫تحریم ما أتى به‪،‬‬
‫التبليغ والفتح فقط الجاهل بامتناع ذلك وإن علم امتناع جنس الكلام‪.‬‬
‫وما بعدها]‪ .‬زاد في شرح الغاية»‪ :‬بل ينبغي صحة‬ ‫اهـ على «التحفة»‬
‫صلاته حينئذ؛ وإن لم يقرب عهده بالإسلام ولم ينشأ بعيدا عن‬
‫العلماء؛ لمزيد خفاء ذلك‪ .‬اهـ «أطفيحي‪ .‬اهـ «بج» [على «شرح المنهج»‬
‫‪.[٢٤٤/١‬‬

‫يُشْكِلُ بأنَّ الجنس لا‬ ‫(قوله‪ :‬مَعَ عِلْمِهِ بِتَحْرِيْم جِنْسِ الْكَلَام)‬
‫تحقق له إلَّا فى ضمن أفراده ويمكن أن يجاب بأنَّه يجوز أن يعتقد‬
‫أنَّ بعض أفراد الكلام لا يحرم لكونه يتعلَّق بالصَّلاة؛ كأن أراد إمامه‬
‫أن يقوم فقال له ‪ :‬اقعد ؛ أي فليس المراد بالجنس حقيقته‪ ،‬بل المراد‬
‫أن يعلم حرمة الكلام في الصَّلاة‪ ،‬ولا يلزم [من] ذلك [أن يـ] علم‬
‫ويجاب أيضًا‪ :‬بأنَّ‬ ‫حرمة ما أتى به‪« .‬شيخنا ع ش ‪ .‬اهـ «أطفيْحِي»‪،‬‬
‫اهـ «بج» [على «شرح‬ ‫المراد بالجنس الحقيقة في ضمن بعض مبهم‪.‬‬
‫‪.]٢٤٤/١‬‬ ‫المنهج»‬
‫الأقرب عدم ضرر الأثر‬ ‫‪:‬‬ ‫بِحُمْرَةِ نَحْوِ تَنْبُلٍ في ع ش‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪٣٦٥٥٢‬‬ ‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫أَمَّا الأُكُلُ الْقَلِيْلُ عُرْفًا ‪ -‬وَلَا يَتَقَيَّدُ بِنَحْوِ سِمْسِمَةٍ ‪ -‬مِنْ نَاسٍ أَوْ‬
‫جَاهِلٍ مَعْذُوْرٍ‪ ،‬وَمِنْ مَغْلُوْبِ ‪ -‬كَأَنْ نَزَلَتْ نُخَامَتُهُ لِحَدِّ الظَّاهِرِ وَعَجَزَ‬
‫عَنْ مَجْهَا‪ ،‬أَوْ جَرَى رِيْقُهُ بِطَعَامٍ بَيْنَ أَسْنَانِهِ وَقَدْ عَجَزَ عَنْ تَمْبِيْرِهِ‬
‫فَلَا يَضُرُّ؛ لِلْعُذْرِ‪.‬‬ ‫وَمَجهِ ‪-‬‬

‫رُكُوْعِ‬ ‫تَبْطُلُ بِزِيَادَةِ رُكْنٍ فِعْلِيٌّ عَمْدًا) لِغَيْرِ مُتَابَعَةٍ؛ كَزِيَادَةِ‬ ‫(وَ)‬
‫أَوْ سُجُوْدٍ وَإِنْ لَمْ يَطْمَئِنَّ فِيْهِ‪.‬‬

‫وَمِنْهُ ‪ -‬كَمَا قَالَ شَيْخُنَا ‪ -‬أَنْ يَنْحَنِيَ الْجَالِسُ إِلَى أَنْ تُحَاذِيَ‬
‫جَبْهَتُهُ مَا أَمَامَ رُكْبَتَيْهِ وَلَوْ لِتَحْصِيْلِ تَوَرُّكِهِ أَوِ افْتِرَاشِهِ الْمَنْدُوْبِ؛ لأَنَّ‬
‫‪.]١٥٠/٢‬‬ ‫الْمُبْطِلَ لَا يُغْتَفَرُ لِلْمَنْدُوْبِ [في‪« :‬التحفة»‬

‫وَبَعْدَ‬ ‫وَيُغْتَفَرُ الْقُعُوْدُ الْيَسِيْرُ بِقَدْرِ جَلْسَةِ الاسْتِرَاحَةِ قَبْلَ السُّجُوْدِ‪،‬‬


‫وَسَلَامِ إِمَامٍ مَسْبُوْقٍ فِي غَيْرِ مَحَلِّ تَشَهُدِهِ‪.‬‬ ‫سَجْدَةِ التَّلَاوَةِ‪،‬‬
‫كَزِيَادَةِ سُنَّةِ‬ ‫فَلَا يَضُرُّ‪،‬‬ ‫أَمَّا وُقُوْعُ الزِّيَادَةِ سَهْوًا أَوْ جَهْلًا عُذِرَ بِهِ ‪:‬‬
‫نَحْوِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ‪ ،‬أَوْ رُكْنٍ قَوْلِيٌّ كَالْفَاتِحَةِ‪ ،‬أَوْ فِعْلِيٌّ‬

‫الباقي بعد شرب القهوة ممَّا يغيّر لونه أو طعمه؛ لجواز أن‬
‫يكون اكتسب الرِّيق اللون من مجاورته للأسود مثلا‪ .‬اهـ [على «النهاية»‬
‫‪.[٥٢/٢‬‬

‫اعتمده «حج»؛ وخالف الجمال‬ ‫‪،‬‬

‫من المبطل‬ ‫أي‬ ‫وَمِنْهُ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫إلَّا إن‬ ‫قال «م ر»‪:‬‬ ‫الرَّملي والْقَلْيُوْبِيُّ فيه فاعتمد عدم الضَّرر بذلك‪،‬‬
‫‪.]۱۹۷/۱‬‬ ‫قصد به زيادة ركوع [ انظر‪« :‬الوسطى»‬

‫عمَّار]‪.‬‬ ‫كَتَكْرِيرِ ‪.‬‬ ‫القديمة من نُسخة مع التصحيح ‪:‬‬ ‫كُتب على هامش‬ ‫[‪]١‬‬
‫حالمستفيدينعلىفىالمعين‬ ‫‪٣٦٦٥٢‬‬

‫كَأَنْ رَكَعَ أَوْ سَجَدَ قَبْلَ إِمَامِهِ ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ‪.‬‬ ‫لِلْمُتَابَعَةِ‪،‬‬

‫(وَ) تَبْطُلُ (بِاعْتِقَادِ) أَوْ ظَنِّ (فَرْضِ) مُعَيَّنِ مِنْ فُرُوْضِهَا (نَفْلًا)؛‬
‫لِتَلَاعُبِهِ‪ ،‬لَا إِنِ اعْتَقَدَ الْعَامِّيُّ نَفْلًا مِنْ أَفْعَالِهَا فَرْضًا‪ ،‬أَوْ عَلِمَ أَنَّ فِيْهَا‬
‫فَرْضًا وَنَفْلًا وَلَمْ يُمَيِّز بَيْنَهُمَا وَلَا قَصَدَ بِفَرْضِ مُعَيَّنِ النَّفْلِيَّةَ‪ ،‬وَلَا إِنِ‬
‫اعْتَقَدَ أَنَّ الْكُلَّ فُرُوْضَ‪.‬‬

‫وَاتِّصَالُ‬ ‫تَنْبِيْهُ‪ :‬وَمِنَ الْمُبْطِل ‪ -‬أَيْضًا ‪ :‬حَدَتْ وَلَوْ بِلَا قَصْدِ‪،‬‬


‫وَانْكِشَافُ عَوْرَةٍ؛ إِلَّا إِنْ‬ ‫نَجَسٍ لَا يُعْفَى عَنْهُ؛ إِلَّا إِنْ دَفَعَهُ حَالًا‪،‬‬
‫كَشَفَهَا رِيْحٌ فَسَتَرَ حَالًا‪ ،‬وَتَرْكُ رُكْنِ عَمْدًا‪ ،‬وَشَكٍّ فِي نِيَّةِ التَّحَرُّم أَوْ‬
‫شَرْطٍ لَهَا مَعَ مُضِيّ رُكْنٍ قَوْلِيٌّ أَوْ فِعْلِيٌّ أَوْ طُوْلِ زَمَنِ‪ ،‬وَبَعْضُ الْقَوْلِيِّ‬
‫كَكُلِّهِ مَعَ طُوْلِ زَمَنِ شَكٍّ أَوْ مَعَ قِصَرِهِ وَلَمْ يُعِدْ مَا قَرَأَهُ فِيْهِ‪.‬‬

‫عمدًا أو سهوا‪.‬‬ ‫كَأَنْ رَكَعَ أَوْ سَجَدَ قَبْلَ إِمَامِهِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ويتخيَّر بينه وبين الانتظار في السهو‪.‬‬ ‫ويسن له العود في العمد‪،‬‬
‫الْعَامِّيُّ) هو من لم يحصل من الفقه شيئًا يهتدي به إلى الباقي‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫(قوله ‪ :‬دَفَعَهُ حَالًا أي بأن يلقي الثَّوب فيما إذا كان النَّجس‬
‫رطبًا‪ ،‬وأن ينفضه فيما إذا كان يابسًا من غير أن يباشر النجس بيده‬
‫أو كُمِّه أو عود؛ وإلّا بطلت‪.‬‬

‫أو حيوان أو آدمي غير مميز‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫رِيحٌ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫في النية‪.‬‬
‫والشَّكُ فِي التَّحرُّم كالشَّكِّ‬ ‫(قوله ‪ :‬فِي نِيَّةِ التَّحَرُّم)‬
‫لنِّيَّة؛ وهي ثلاثة منظومة في قول‬ ‫أَوْ شَرْطِ لَهَا أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بعضهم ‪:‬‬

‫القصد والتَّعيين والفَرْضيَّه‬ ‫يا سائلي عن شروط النِّيَّه‬


‫‪GY ٣٦٧‬‬ ‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَرْعٌ ‪ :‬لَوْ أَخْبَرَهُ عَدْلُ رِوَايَةٍ بِنَحْوِ نَجَسٍ أَوْ كَشْفِ عَوْرَةٍ مُبْطِلٍ؛‬
‫لَزِمَهُ قَبُوْلُهُ‪ ،‬أَوْ بِنَحْوِ كَلَام مُبْطِلٍ ؛ فَلَا‪.‬‬

‫الْحَاضِرَ‬ ‫(وَنُدِبَ لِمُنْفَرِدٍ رَأَى جَمَاعَةٌ مَشْرُوْعَةٌ (أَنْ يَقْلِبَ فَرْضَهُ)‬


‫مُطْلَقًا‪( ،‬وَيُسَلِّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ إِذَا لَمْ يَقُمْ لِثَالِثَةِ‪ ،‬ثُمَّ‬ ‫لَا الْفَائِتَ (نَفْلًا)‬
‫نَعَمْ ‪ ،‬إِنْ خَشِيَ فَوْتَ الْجَمَاعَةِ إِنْ تَمَّمَ رَكْعَتَيْنِ؛‬ ‫يَدْخُل فِي الْجَمَاعَةِ‪.‬‬
‫اسْتُحِبَّ لَهُ قَطْعُ الصَّلَاةِ وَاسْتِثْنَافُهَا جَمَاعَةٌ‪ .‬ذَكَرَهُ فِي الْمَجْمُوْعِ‬
‫أَمَّا إِذَا قَامَ لِثَالِثَةٍ‪:‬‬ ‫وَبَحَثَ الْبُلْقِيْنِيُّ أَنَّهُ يُسَلِّمُ وَلَوْ مِنْ رَكْعَةٍ‪،‬‬ ‫[‪،]٧٥/٤‬‬
‫أَتَمَّهَا نَدْبًا إِنْ لَمْ يَخْشَ فَوْتَ الْجَمَاعَةِ‪ ،‬ثُمَّ دَخَلَ فِي الْجَمَاعَةِ‪.‬‬

‫(قوله ‪ :‬أَوْ بِنَحْوِ كَلَام مُبْطِلٍ ؛ فَلَا والفرق ‪ :‬أنَّ فعل نفسه لا‬
‫فيما لا يبطل سهوه لاحتمال أنَّ ما‬ ‫وينبغي أنَّ مُحَلَّه ‪:‬‬ ‫يرجع فيه لغيره‪،‬‬
‫فينبغي قبوله فيه؛‬ ‫أمَّا هو كالفعل أو الكلام الكثير ‪:‬‬ ‫سهو‪،‬‬ ‫وقع منه‬
‫لأنه حينئذ كالنَّجس‪( .‬تحفة» [‪.]١٣٧/٢‬‬

‫نَفْلًا مُطْلَقًا ) أي ‪ :‬لا معيّنا كالضُّحى‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫وَيُسَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ أفاد به اشتراط كون الصَّلاة ثلاثية‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫بخلاف بحث الْبُلْقِينِي الآتي فلا يشترط فيه ذلك؛ ويجب‬ ‫أو رباعية‪،‬‬
‫أيضًا قلب الفائتة نفلًا إذا خاف فوت الحاضرة‪.‬‬
‫فإن كان في ثنائية أو‬ ‫أَتَمَّهَا نَدْبًا في بشرى الكريم»‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فيسلم في الأولى من‬ ‫قلبها ـ بل يجوز‪،‬‬ ‫قام لثالثة‪ :‬لم يسنَّ ـ أي ‪:‬‬
‫اهـ [ص ‪.]٢٨١‬‬ ‫ركعة ليدرك الجماعة‪.‬‬
‫***‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٦٨‬‬

‫(فضل)‬

‫فِي الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ‬

‫وَشَرْعًا ‪ :‬مَا عُرِفَ مِنَ الْأَلْفَاظِ الْمَشْهُوْرَةِ‬ ‫الإِعْلَامُ‪،‬‬ ‫هُمَا لُغَةٌ ‪:‬‬
‫فِيْهما‪.‬‬

‫وَالأَصْلُ فِيْهِمَا الإِجْمَاعُ الْمَسْبُوْقُ بِرُؤْيَةِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ زَيْدٍ‬

‫فَضل‬
‫ా‪క‬‬ ‫فِي الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ‬
‫يُكْفَرُ‬ ‫ومن المعلوم بالدِّين بالضرورة‪،‬‬ ‫هما من خصوصياتنا‪،‬‬
‫جاحدهما‪ ،‬وَشُرِعًا في السَّنَةِ الأُولى من الهجرة‪ ،‬وهما مُجْمَعٌ على‬
‫مشروعيتهما‪ ،‬لكن اختلفوا في أنَّهما سُنَّة أو فرض كفاية؛ والأصحُ‬
‫كالتسمية على الأكل والتضحية من أهل‬ ‫أنَّهما سُنَّةُ كفاية للجماعة ‪-‬‬
‫وما يفعل بالميت‬ ‫بيت وعند الجماع وابتداء سلام وتشميت ‪،‬عاطس‪،‬‬
‫‪6‬‬

‫وسُنَّةُ عين لمنفرد ـ كما في أكله ونحوه ؛ ولا بُدَّ في‬ ‫من المندوب ‪-‬‬
‫أذان الإعلام من كونه بحيث يسمعه جميع أهل البلد لو أصغوا إليه‪،‬‬
‫ففي بلدة صغيرة يكفي في محَلّ واحد‪ ،‬وفي كبيرة في محال وإن لم‬
‫يصلوا إِلَّا في محل واحد كيوم الجُمُعة؛ وفي أذان غير الإعلام‬
‫للجماعة أن يُسْمِعَ ولو واحدا منهم وللمنفرد أن يُسْمِعَ نفسه كما‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بشرى» [ص ‪١٨٢‬‬ ‫يأتي‬
‫الدَّليل على مشروعيتهما‪( .‬وقوله‪:‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَالأَصْلُ فِيْهِمَا )‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫والذي في‬ ‫إلخ) كذا في «التحفة» [‪ ]٤٥٩/١‬و«فتح الجواد»‪.‬‬ ‫الإِجْمَاعُ ‪...‬‬
‫الأصل فيهما قبل‬ ‫وغيرها‪:‬‬ ‫«الأسنى» و«المغني» و«النهاية) [‪]۳۹۹/۱‬‬
‫‪٣٦٩٥٢‬‬ ‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَهِيَ كَمَا فِي سُنَنِ أَبِي‬ ‫الْمَشْهُوْرَةِ لَيْلَةَ تَشَاوَرُوا فِيْمَا يَجْمَعُ النَّاسَ‪،‬‬
‫عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ الله بِالنَّاقُوْسِ يُعْمَلُ لِيُضْرَبَ‬ ‫دَاوُدَ ‪:‬‬
‫وَأَنَا نَائِمٌ رَجُلٌ يَحْمِلُ نَاقُوْسًا فِي‬ ‫بي‬ ‫طَافَ‬ ‫بِهِ لِلنَّاسِ لِجَمْعِ الصَّلَاةِ‪:‬‬

‫وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلوة‬ ‫إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوةِ ﴾ [الجمعة‪]٩ :‬‬ ‫الإجماع‪:‬‬
‫‪« :‬إِذَا أُقِيْمَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنُ لَكُمْ‬ ‫[المائدة‪ ]٥٨ :‬وما صح من قوله‬
‫أَحَدُكُمْ) [البخاري رقم‪۶۲۸ :‬؛ مسلم رقم‪ .]٦٧٤ :‬اهـ ملخصا‪.‬‬
‫عَبْدِ اللهِ بن زيد بن عبد ربه كما في رواية أبي داود‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫اللهم أعمني‬ ‫قيل ‪ :‬إنَّه لَمَّا مات النَّبيُّﷺ قال ‪:‬‬ ‫قال في «المغني»‪:‬‬
‫اهـ [‪.]٣١٧/١‬‬ ‫حتّى لا أرى شيئًا بعده فعمي من ساعته‪.‬‬

‫(قوله ‪ :‬لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِالنَّاقُوْسِ الذي تفيده عبارة ابن حجر‬
‫ويوافقه ما في سيرة الشَّامِي»(‪ )۱‬حيث قال‪:‬‬ ‫عدم أمرهﷺ به‪،‬‬
‫انصب‬ ‫فقيل ‪:‬‬ ‫فاستشار النَّاس‪،‬‬ ‫كيف يجمع النَّاس للصَّلاة‪،‬‬ ‫اهتم‬
‫راية‪ ،‬فلم يعجبه ذلك‪ ،‬فذكر له القُنْعُ ‪ .‬ـ وهو البوق ‪ ،-‬فقال‪« :‬هُوَ مِنْ‬
‫أَمْرِ الْيَهُوْدِ»‪ ،‬فذكر له النَّاقوس‪ ،‬فقال‪« :‬هُوَ مِنْ أَمْرِ النَّصَارَى»‪ ،‬فقيل‪:‬‬
‫لو رفعنا نارًا‪ ،‬فقال‪« :‬ذَلِكَ لِلْمَجُوْس»‪ ،‬فقال عُمر‪ :‬أَوَلَا تبعثون رجلًا‬
‫‪« :‬يَا بِلَالُ قُمْ فَنَادِ بِالصَّلَاةِ» [‪ .]٣٥١/٣‬قال‬ ‫ينادي بالصلاة؟ فقال‬
‫كان شرع قبل‬ ‫هذا النداء دعاء إلى الصَّلاة غير الأذان‪،‬‬ ‫النَّوَوِيُّ ‪:‬‬
‫الصَّلاة‬ ‫الأذان‪ ،‬قال الحافظ ابن حجر وكان الذي ينادي به بلال ‪:‬‬
‫والأمر‬ ‫جامعة‪ .‬اهـ‪ .‬وهو كما ترى مشتمل على النَّهى عن الناقوس‪،‬‬
‫‪.]٣٩٩/١‬‬ ‫ع ش [على «النهاية»‬ ‫بالذكر‪.‬‬

‫للشيخ محمد بن يُوسُف‬ ‫سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد»‬ ‫(‪ )1‬أي‪:‬‬
‫الصَّالحي الشامي [عمار]‪.‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫أَتَبِيْعُ النَّاقُوْسَ؟ فَقَالَ ‪ :‬وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ فَقُلْتُ‪:‬‬ ‫فَقُلْتُ‪ :‬يَا عَبْدَ اللَّهِ!‬ ‫يَدِهِ‪،‬‬
‫نَدْعُو بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ‪ ،‬قَالَ ‪ :‬أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟‬
‫فَقُلْتُ لَهُ‪ :‬بَلَى‪ ،‬فَقَالَ ‪ :‬تَقُوْلُ ‪ :‬ا لَّهُ أَكْبَرُ‪ ،‬ا لَّهُ أَكْبَرُ‪ ،‬إِلَى آخِرِ الْأَذَانِ‪،‬‬
‫وَتَقُوْلُ إِذَا قُمْتَ لِلصَّلَاةِ‪ :‬ا لَّهُ‬ ‫ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي غَيْرَ بَعِيْدٍ ثُمَّ قَالَ ‪:‬‬
‫أَكْبَرُ‪ ،‬ا لهُ أَكْبَرُ‪ ،‬إِلَى آخِرِ الإِقَامَةِ‪ ،‬فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ النَّبِيَّﷺ‬
‫فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ‪ ،‬فَقَالَ‪« :‬إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ‪ ،‬قُمْ مَعَ بِلَالٍ‬
‫فَقُمْتُ مَعَ بِلَالٍ‬ ‫فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ‪ ،‬فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ»‪،‬‬
‫فَجَعَلْتُ أُلْقِيْهِ عَلَيْهِ فَيُؤَذِّنْ بِهِ‪ ،‬فَسَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَابِ وَهُوَ فِي‬
‫وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُوْلَ اللهِ! لَقَدْ‬ ‫فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ وَيَقُوْلُ ‪:‬‬ ‫بَيْتِهِ‪،‬‬
‫رَآهَا‬ ‫قِيلَ‪:‬‬ ‫‪.]٤٩٩‬‬ ‫‪« :‬فَلِلَّهِ الْحَمْدُ» [رقم‪:‬‬ ‫فَقَالَ‬ ‫رَأَيْتُ مِثْلَ مَا رَأَى‪،‬‬
‫بِضْعَةَ عَشَرَ صَحَابِيًّا‪.‬‬

‫وَالْمَصْرُوْعِ‪،‬‬ ‫وَقَدْ يُسَنُ الْأَذَانُ لِغَيْرِ الصَّلَاةِ كَمَا فِي ‪ :‬أُذُنِ الْمَهْمُوْمِ‪،‬‬
‫وَعِنْدَ الْحَرِيْقِ‪،‬‬ ‫وَمَنْ سَاءَ خُلُقُهُ مِنْ إِنْسَانٍ أَوْ بَهِيْمَةٍ‪،‬‬ ‫وَالْغَضْبَانِ‪،‬‬

‫سَبَقَكَ بِهَا الْوَحْيُ»‪ ،‬وبها يردُّ‬ ‫(قوله ‪ :‬فَلِلَّهِ الْحَمْدُ) وفي رواية ‪:‬‬
‫ما قيل‪ :‬إنَّ الرُّؤيا لا يثبت بها حُكْم‪ ،‬فليس مستند الأذان الرُّؤيا‬
‫وفي (المغني) [‪ ]٣١٧/۱‬و«النهاية» [‪٤٠٠/١‬‬ ‫بل وافقها نزول الوحي‪،‬‬ ‫فقط‪،‬‬
‫وأُسْمِعَهُ‬ ‫رَوَى الْبَزَّارُ أَنَّ النَّبِيَّﷺ أُرِيَ الأذان ليلة الإسراء‪،‬‬ ‫وما بعدها]‪:‬‬
‫مشاهدة فوق سبع سماوات ثُمَّ قدَّمه جبريل فأم أهل السَّماء وفيهم‬
‫آدم ونوح عليهم أفضل الصَّلاة والسَّلام فكمَّل الله له الشَّرف على‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫أهل السماوات والأرض‪.‬‬

‫وعند إنزال الميت لقبره؛ قياسًا على‬ ‫قيل ‪:‬‬ ‫وَعِنْدَ الْحَرِيْقِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫لكن رددته في شرح العُباب»‪« .‬تحفة» [‪.]٤٦١/١‬‬ ‫أول خروجه للدُّنيا‪،‬‬
‫‪۳۷۱‬‬
‫رشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫تَمَرُّدِ الْجِنِّ ـ‪ ،‬وَهُوَ وَالإِقَامَةُ فِي أُذُنَي‬ ‫وَعِنْدَ تَغَوُّلِ الْغِيْلَانِ ‪ -‬أَيْ‪:‬‬
‫وَخَلْفَ الْمُسَافِرِ‪.‬‬ ‫الْمَوْلُوْدِ‪،‬‬
‫وَيَحْصُلُ بِفِعْل الْبَعْضِ ‪( -‬أَذَانُ وَإِقَامَةٌ)؛‬ ‫(سُنَّ عَلَى الْكِفَايَةِ ‪-‬‬
‫إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنَ لَكُمْ أَحَدُكُمْ [البخاري‬ ‫لِخَبَرِ الصَّحِيحَيْنِ ‪:‬‬
‫‪.]٦٧٤‬‬ ‫‪٦٢٨‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫رقم‪:‬‬

‫لِذَّكَرِ‪ ،‬وَلَوْ صَبِيًّا وَ(مُنْفَرِدًا ‪ ،‬وَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا مِنْ غَيْرِهِ عَلَى‬
‫الْمُعْتَمَدِ‪ ،‬خِلَافًا لِمَا فِي شَرْحِ مُسْلِمِ» [‪ .]١٨٧/٥‬نَعَمْ‪ ،‬إِنْ سَمِعَ أَذَانَ‬
‫لَمْ يُسَنَّ لَهُ عَلَى الْأَوْجَهِ [انظر‪« :‬فتح‬ ‫الْجَمَاعَةِ وَأَرَادَ الصَّلَاةَ مَعَهُمْ‬
‫‪.]١٥٤/١‬‬ ‫الجواد»‬

‫وَلَوْ فَائِتَةً‪،‬‬ ‫(لِمَكْتُوْبَةٍ)‬

‫سُنَّ عَلَى الْكِفَايَةِ أو عينًا ؛ بناءً على ما تقرَّر أوَّلًا ‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فكان عليه أن يزيد ذلك‪.‬‬

‫(قوله‪ :‬وَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا مِنْ غَيْرِهِ) قال «سم»‪ :‬إذا وجد الأذان‪:‬‬
‫لم يسنَّ لمن هو مدعوّ ‪،‬به إلَّا إن أراد إعلام غيره‪ ،‬أو انقضى حكم‬
‫‪.]٤٦٣/١‬‬ ‫اهـ على «التحفة»‬ ‫‪11‬‬

‫الأذان ـ بأن لم يصل معهم‬ ‫‪-‬‬

‫أذان‬
‫سمع‬ ‫من أنَّه إذا‬ ‫خِلَافًا لِمَا فِي شَرْح مُسْلِم») أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫على ما إذا أراد‬ ‫وحَمَلَهُ فِى النّهاية»‬ ‫له الأذان‪،‬‬ ‫يشرع‬ ‫الجماعة لا‬
‫‪،‬‬
‫معهم‬
‫ش» أي‪ :‬وصلى معهم على «النهاية» ‪٤٠٤/١‬‬
‫‪].‬‬ ‫قال ع ش‬ ‫الصَّلاة‬

‫وصلَّى بالفعل‪.‬‬ ‫وَأَرَادَ الصَّلَاةَ مَعَهُمْ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫لِمَكْتُوبَةٍ وَلَوْ فَائِتَةٌ أفاد أنَّ الأذان شُرعَ للإعلام بالصَّلاة‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وهو الرَّاجح من قولي الإمام‬ ‫المكتوبة‪ ،‬لا للإعلام بدخول الوقت‪،‬‬
‫‪۳۷۲‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫دُوْنَ غَيْرِهَا كَالسُّنَنِ وَصَلَاةِ الْجَنَازَةِ وَالْمَنْذُوْرَةِ‪.‬‬


‫وَلَوِ اقْتَصَرَ عَلَى أَحَدِهِمَا لِنَحْوِ ضِيْقِ وَقْتٍ؛ فَالْأَذَانُ أَوْلَى بِهِ‪.‬‬
‫وَيُسَنُّ أَذَانَانِ لِصُبْحٍ ‪ :‬وَاحِدٌ قَبْلَ الْفَجْرِ‪ ،‬وَآخَرُ بَعْدَهُ‪ .‬فَإِنِ اقْتَصَرَ‪:‬‬
‫فَالأَوْلَى بَعْدَهُ‪.‬‬
‫وَالآخَرُ‬ ‫أَحَدُهُمَا بَعْدَ صُعُوْدِ الْخَطِيْبِ الْمِنْبَرَ‪،‬‬ ‫وَأَذَانَانِ لِلْجُمُعَةِ ‪:‬‬

‫وعلى الجديد المرجوح‪ :‬لا‬ ‫الشافعي في ذلك‪ ،‬وهو القول القديم‪،‬‬


‫وما بعدها‪« ،‬النهاية»‬ ‫يؤذن للفائتة كما هو واضح [انظر‪« :‬التَّحفة»‬
‫‪.[٤٠٥/١‬‬

‫بل يكرهان‪.‬‬ ‫فلا يُسَنَّان‪،‬‬ ‫دُونَ غَيْرِهَا) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫ومؤذِّنان للمسجد وكلّ محلّ‬ ‫وَيُسَنُّ أَذَانَانِ لِصُبْح) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وينبغي أنَّ‬ ‫قَبْلَ الْفَجْرِ) أي‪ :‬من نصف الليل‪،‬‬ ‫للجماعة‪( .‬وقوله‪:‬‬
‫وهل يسنُّ تعدد أذان قضاء‬ ‫الأفضل كونه من السَّحر‪( .‬تحفة) [‪.]٤٧٧/١‬‬
‫والأقرب هنا وفيما إذا لم يؤذن قبل الفجر ‪ :‬أنَّه يسنُ‬ ‫الصُّبح؟ «سم»‪.‬‬
‫كما طلب التَّثويب في أذان فائتها ؛ نظرًا لذلك‪.‬‬ ‫أذانان؛ نظرًا للأصل‪،‬‬
‫‪.]٤٢٠/١‬‬ ‫ع ش [على «النهاية»‬

‫ويسنُّ أذانان للجُمُعة؛ لكنَّه تعقبه‬ ‫وَأَذَانَانِ لِلْجُمُعَةِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وأنَّه من محدثات‬ ‫أنَّ الأذان الأوَّل ليس بمسنون‬ ‫بما يفيد‬
‫عثمان الله‪ ،‬وأنَّه إنَّما يطلب عند الحاجة كأن توقف حضورهم عليه‪،‬‬
‫وأنَّ الاتِّباع هو الاقتصار على الذي بين يدي الخطيب؛ وهو كذلك‪،‬‬
‫ولا نظر لِمَا أفاده صدر عبارته من سُنّيَّة ذلك ؛ ولذلك قال الإمام‬
‫اهـ‬ ‫فالأمر الذي على عهدهﷺ أحبُّ إليَّ‪.‬‬ ‫وأيهما كان‪،‬‬ ‫الشافعي‪:‬‬
‫‪.]٢٢٤/١‬‬ ‫«الأم»‬
‫‪۳۷۳‬‬
‫ستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَاسْتِحْبَابُهُ عِنْدَ‬ ‫الَّذِي قَبْلَهُ إِنَّمَا أَحْدَثَهُ عُثْمَانُ الله لَمَّا كَثُرَ النَّاسُ‪،‬‬
‫الْحَاجَةِ كَأَنْ تَوَقَّفَ حُضُوْرُهُمْ عَلَيْهِ ؛ وَإِلَّا لَكَانَ الاقْتِصَارُ عَلَى الاتِّبَاعِ‬
‫‪.]٩١٢‬‬ ‫أَفْضَلَ [البخاري رقم‪:‬‬

‫سُنَّ أَنْ يُؤَذَنَ لِلأُوْلَى فَقَطْ مِنْ صَلَوَاتٍ تَوَالَتْ كَفَوَائِتَ‪،‬‬ ‫(وَ)‬
‫وَفَائِتَةٍ وَحَاضِرَةٍ دَخَلَ وَقْتُهَا قَبْلَ شُرُوعِهِ فِي الْأَذَانِ؛‬ ‫وَصَلَاتَيْ جَمْعِ‪،‬‬
‫‪.]۱۲۱۸‬‬ ‫مِنْهَا لِلاتباع [مسلم رقم‪:‬‬ ‫(وَيُقِيمَ لِكُلِّ)‬
‫سُنَّ إِقَامَةٌ لِأُنْثَى سِرًّا وَخُنْثَى فَإِنْ أَذَّنَتْ لِلنِّسَاءِ سِرًّا ‪ :‬لَمْ‬ ‫(وَ)‬
‫حَرُمَ‪.‬‬ ‫أَوْ جَهْرًا ‪:‬‬ ‫يُكْرَهُ‪،‬‬

‫وَوِتْرٍ‬ ‫وَتَرَاوِيْحَ‪،‬‬ ‫كَعِيْدٍ‪،‬‬ ‫مَشْرُوْعَةٍ فِي (نَفْلٍ)‬ ‫(وَيُنَادَى لِجَمَاعَةٍ)‬


‫وَرَفْعِهِ‪:‬‬ ‫إِغْرَاءٌ‪،‬‬ ‫بِنَصْبِهِ ‪:‬‬ ‫وَكُسُوْفٍ ‪( -‬الصَّلَاةُ)‬
‫_‪:‬‬
‫أُفْرِدَ عَنْهَا بِرَمَضَانَ‪،‬‬
‫بِنَصْبِهِ ‪ :‬حَالًا‪ ،‬وَرَفْعِهِ ‪ :‬خَبَرًا لِلْمَذْكُورِ ‪-‬‬ ‫مُبْتَدَأً ‪( -‬جَامِعَةِ)‬

‫ولا ينتقض بهذا‬ ‫يُؤَذَنَ لِلأُوْلَى فَقَطْ مِنْ صَلَوَاتٍ تَوَالَتْ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫حقيقة في‬ ‫ما تقدَّم من أنَّه حقٌّ للفرض؛ لأنَّ وقوع الثانية تَبَعًا‪،‬‬
‫الجمع‪ ،‬أو صورة في غيرها صيَّرها كجزء من أجزاء الأولى‪ ،‬فاكتفي‬
‫جمل على شرح المنهج ‪.]٢٩٧/١‬‬ ‫[انظر‪:‬‬ ‫اهـ إيعاب‬ ‫بالأذان لها ‪.‬‬

‫أنَّه يحرم وإن لم يكن‬ ‫حَرُمَ أفاد إطلاقه ‪:‬‬ ‫(قوله ‪ :‬أَوْ جَهْرًا ‪:‬‬
‫«التحفة»‬
‫واعتمده في النهاية»؛ وقيَّد الحرمة في‬ ‫ثُمَّ أجنبي يسمع‪،‬‬
‫و«المغني» و«الأسنى وشرح المنهج» بأن كان ثُمَّ أجنبي‬
‫يسمع‪ ،‬وهل يحرم على سامع أذانها السَّماع فيجب عليه سد الآذان‬
‫والأقرب الثاني‪ .‬اهـ عبد الحميد» على «التحفة»‬ ‫أم لا؟ فيه نظر‪،‬‬
‫]‪.[٤٦٦/١‬‬
‫شرحالمستفيدين علىفتوىالمعين‬ ‫‪٣٧٤‬‬

‫حَيَّ عَلَى‬ ‫وَيُكْرَهُ ‪:‬‬ ‫وَهَلُمُوا إِلَى الصَّلَاةِ‪،‬‬ ‫وَيُجْزِئُ الصَّلاةَ الصَّلَاةَ‪،‬‬
‫الصَّلَاة‪.‬‬

‫وَيَنْبَغِي نَدْبُهُ عِنْدَ دُخُولِ الْوَقْتِ وَعِنْدَ الصَّلَاةِ لِيَكُوْنَ نَائِبًا عَنِ‬
‫الْأَذَانِ وَالإِقَامَةِ‪.‬‬

‫وَخَرَجَ بِقَوْلِي‪« :‬لِجَمَاعَةٍ) مَا لَا تُسَنُّ فِيْهِ الْجَمَاعَةُ‪ ،‬وَمَا فُعِلَ‬
‫وَصَلَاةُ جَنَازَةٍ‪.‬‬ ‫مَنْدُوْرَةٌ‪،‬‬ ‫فُرَادَى وَبِـ «نَفْلِ»‬
‫أَيْ‪:‬‬ ‫أَيْ ‪ :‬فِي الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ ‪( :-‬تَرْتِيْبُ)‬ ‫(وَشُرِطَ فِيْهِمَا)‬
‫‪.]٥٠٢‬‬ ‫‪٣٧٩‬؛ أبو داود رقم‪:‬‬ ‫التَّرْتِيْبُ الْمَعْرُوفُ فِيْهِمَا ‪ -‬؛ لِلاتِّبَاعِ [مسلم رقم‪:‬‬
‫وَلَوْ‬ ‫فَإِنْ عَكَسَ وَلَوْ نَاسِيًا ‪ :‬لَمْ يَصِحَ‪ ،‬وَلَهُ الْبِنَاءُ عَلَى الْمُنْتَظِمِ مِنْهُمَا‪،‬‬
‫أَتَى بِهِ مَعَ إِعَادَةِ مَا بَعْدَهُ‪.‬‬ ‫تَرَكَ بَعْضَهُمَا ‪:‬‬

‫(وَوِلَاءٌ) بَيْنَ كَلِمَاتِهِمَا نَعَمْ‪ ،‬لَا يَضُرُّ يَسِيْرُ كَلَامٍ وَسُكُوْتٍ وَلَوْ‬
‫•‬

‫عَمْدًا‪.‬‬

‫وَأَنْ يُؤَخِّرَ رَدَّ السَّلَامِ وَتَشْمِيْتَ‬ ‫وَيُسَنُّ أَنْ يَحْمَدَ سِرًّا إِذَا عَطَسَ‪،‬‬
‫الْعَاطِسِ إِلَى الْفَرَاغِ‪.‬‬

‫كذا في «التحفة [‪ ،]٤٦٣/١‬أو الصَّلَاةَ‬ ‫الصَّلَاةِ الصَّلَاةَ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫أو‬ ‫وشرح المنهج وفتح الجواد» [‪،]١٦١/١‬‬ ‫فقط كما في «المغني»‬
‫حيَّ على الصَّلاة كما في «النهاية» [‪.]٤٠٤/١‬‬

‫حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ كذا في أكثر نُسَخ «فتح‬ ‫وَيُكْرَهُ ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫و«الإمداد»؛ خلاف ما مرَّ عن «النهاية»‪.‬‬ ‫الجواد»‬

‫كما في «المنهج‬ ‫وإن طال الفصل‪،‬‬ ‫إِلَى الْفَرَاغ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فيرد ويشمت‬ ‫قالا ‪:‬‬ ‫القويم» و«المغني» [‪ ]۳۲۳/۱‬و(النهاية) [‪]٤١٢/١‬‬
‫‪۳۷۵‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَيَنْبَغِي إِسْمَاعُ وَاحِدٍ جَمِيْعَ‬ ‫(وَجَهْرٌ) إِنْ أَذَّنَ أَوْ أَقَامَ (لِجَمَاعَةِ)‪،‬‬
‫فَيَكْفِيْهِ إِسْمَاعُ نَفْسِهِ فَقَطْ‪.‬‬ ‫كَلِمَاتِهِ‪ .‬أَمَّا الْمُؤَذِّنُ أَوِ الْمُقِيْمُ لِنَفْسِهِ ‪:‬‬
‫لِغَيْرِ أَذَانِ صُبْح)؛ لأَنَّ ذَلِكَ لِلإِعْلَامِ‪،‬‬ ‫أَيْ دُخُولُهُ ‪-‬‬ ‫(وَوَقْتُ)‬
‫فَيَصِحُ مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ‪.‬‬ ‫فَلَا يَجُوْزُ وَلَا يَصِحُ قَبْلَهُ‪ .‬أَمَّا أَذَانُ الصُّبْحِ ‪:‬‬

‫وَهُوَ ‪ :‬أَنْ يَقُوْلَ بَعْدَ الْحَيْعَلَتَيْنِ ‪:‬‬ ‫أَذَانَيْ (صُبْح )‬ ‫وَسُنَّ تَثْوِيْبٌ لِـ)‬
‫وَكُرِهَ لِغَيْرِ‬ ‫وَيُثَوِّبُ لأَذَانِ فَائِتَةِ صُبْحٍ‪.‬‬ ‫الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ مَرَّتَيْنِ‪.‬‬
‫صُبْحٍ‪.‬‬
‫بِحَيْثُ‬ ‫(وَتَرْجِيْع)؛ بِأَنْ يَأْتِيَ بِكَلِمَتَيْ الشَّهَادَتَيْنِ مَرَّتَيْنِ سِرًّا‪ ،‬أَيْ‪:‬‬
‫يُسْمِعُ مَنْ قَرُبَ مِنْهُ عُرْفًا قَبْلَ الْجَهْرِ بِهِمَا ؛ للاتباع [الترمذي رقم‪،]١٩١ :‬‬
‫وَيَصِحُ بِدُوْنِهِ‪.‬‬

‫(وَجَعْلُ مُسَبِّحَتَيْهِ بِصِمَاخَيْهِ فِي الأَذَانِ دُوْنَ الْإِقَامَةِ ؛ لأَنَّهُ أَجْمَعُ‬


‫لِلصَّوْتِ‪ ،‬قَالَ شَيْخُنَا ‪ :‬إِنْ أَرَادَ رَفْعَ الصَّوْتِ بِهِ‪ ،‬وَإِنْ تَعَذَّرَتْ يَدٌ‪ :‬جَعَلَ‬
‫الأُخْرَى‪ ،‬أَوْ سَبَّابَةٌ ‪ :‬سُنَّ جَعْلُ غَيْرِهَا مِنْ بَقِيَّةِ الأَصَابِعِ‪.‬‬

‫فإن ردَّ أو شمَّت أو تكلَّم بمصلحة‪ :‬لم يكره وكان تاركا‬ ‫حينئذ‪،‬‬
‫وسيأتي في الشرح في باب الجهاد اشتراط عدم طول الفصل‪.‬‬ ‫للسُّنَّة‪.‬‬
‫يخاف وقوعه في بئر؛ وجب إنذاره‪.‬‬ ‫ولو رأى أعمى ‪ -‬مثلا ‪-‬‬

‫يجب كما عبّر به في «الفتح» [‪.]١٥٦/١‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫فَيَنْبَغِي)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫والباقين بالقوة‪،‬‬ ‫إِسْمَاعُ وَاحِدٍ) ـ ولو أنثى ـ بالفعل‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫إسماع جميعهم‪« .‬بشرى» [ص ‪.]١٨٦‬‬ ‫والأكمل ‪:‬‬
‫وعبارته وأن يكون حال‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ) أي ‪ :‬في «الفتح»‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪٣٧٦‬‬
‫ستفيدين علىفتحالمعين‬

‫(وَ) سُنَّ فِيْهِمَا ) أَيْ ‪ :‬فِي الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ ‪( -‬قِيَامٌ)‪ ،‬وَأَنْ يُؤَذِّنَ‬
‫عَلَى مَوْضِعِ عَالٍ ‪ ،‬وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لِلْمَسْجِدِ مَنَارَةٌ‪ :‬سُنَّ بِسَطْحِهِ‪ ،‬ثُمَّ بِبَابِهِ‪.‬‬
‫وَكُرِهَ تَرْكُهُ‪.‬‬ ‫(وَاسْتِقْبَالٌ لِلْقِبْلَةِ‪،‬‬

‫حَيَّ عَلَى‬ ‫يَمِيْنا مَرَّةٌ فِي ‪:‬‬ ‫(وَتَحْوِيْلُ وَجْهِهِ) لَا الصَّدْرِ (فِيْهِمَا ‪،‬‬
‫حَيَّ‬ ‫ثُمَّ يَرُدُّ وَجْهَهُ لِلْقِبْلَةِ‪( ،‬وَشِمَالًا مَرَّةً فِي‪:‬‬ ‫الْمَرَّتَيْنِ‪،‬‬ ‫الصَّلَاةِ) في‬

‫عَلَى الْفَلَاحِ فِي الْمَرَّتَيْنِ‪ ،‬ثُمَّ يَرُدُّ وَجْهَهُ لِلْقِبْلَةِ؛ وَلَوْ لِأَذَانِ الْخُطْبَةِ‪ ،‬أَوْ‬
‫لِمَنْ يُؤَذِّنُ لِنَفْسِهِ‪ .‬وَلَا يَلْتَفِتُ فِي التَّثْوِيْبِ عَلَى نِزَاعٍ فِيْهِ [انظر‪« :‬فتح‬
‫‪.]١٥٩/١‬‬ ‫الجواد»‬

‫تَنْبِيْهُ ‪ :‬يُسَنُّ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالأَذَانِ لِمُنْفَرِدٍ فَوْقَ مَا يُسْمِعُ نَفْسَهُ‪،‬‬
‫وَلِمَنْ يُؤَذِّنُ لِجَمَاعَةٍ فَوْقَ مَا يُسْمِعُ وَاحِدًا مِنْهُمْ؛ وَأَنْ يُبَالِغَ كُلٌّ فِي‬

‫الذي يسنُّ له الرَّفع فيه كما هو ظاهر ـ دون إقامته‬ ‫أذانه ‪ -‬أي‪:‬‬
‫فلعلَّ الْمُحَشِّي‬ ‫بصماخيه‪ .‬اهـ [‪.]١٥٨/١‬‬ ‫أنملتا سبابتيه ‪-‬‬ ‫أصبعاه ‪ -‬أي ‪:‬‬
‫لم يطلع عليها حيث نفاها عنه‪.‬‬

‫فلا يدور على ما يؤذن عليه في منارة‬ ‫وَاسْتِقْبَالٌ لِلْقِبْلَةِ)‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫أنَّه لا‬ ‫عن «م ر»‬ ‫أو غيرها ‪ .‬م ‪.‬ر»‪« .‬أَطْفِيْحِي»‪.‬‬
‫أيضًا ‪« -‬سم»‬ ‫ونَقَلَ ‪-‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫فإن دار كَفَى أن يسمع آخره من سمع أوله؛ وإلا فلا‪.‬‬ ‫يدور‪،‬‬
‫وتوجه لقبلة‪ ،‬أي‪ :‬إن لم يحتج‬ ‫لكن في «بج» على «المنهج»‪ :‬قوله ‪:‬‬
‫وكذا لو‬ ‫زاد غيره‬ ‫لغيرها؛ وإلا كمنارة وسط البلد فيدور حولها ‪..‬اهـ‪.‬‬
‫كانت منارة البلد لغير جهة القبلة ؛ فيستقبل البلد وإن استدبر القبلة‪،‬‬
‫وعليه عمل أهل مصر‬ ‫واعتمد هذا بل جزم به جُلُّ الْمُحَدِّين‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫ملخصا ص ‪١٨٧‬‬ ‫اهـ «بشرى»)‬ ‫وغيرها من غالب البلدان‪.‬‬
‫‪۳۷۷‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَخَفْضُهُ بِهِ فِي مُصَلَّى أُقِيِّمَتْ فِيْهِ‬ ‫جَهْرٍ بِهِ لِلأَمْرِ بِهِ [البخاري رقم ‪]٦٠٩( :‬‬
‫وَتَسْكِيْنُ رَاءِ التَّكْبِيرَةِ‬ ‫وَإِدْرَاجُ الإِقَامَةِ‪،‬‬ ‫وَتَرْتِيْلُهُ ‪،‬‬ ‫جَمَاعَةٌ وَانْصَرَفُوا‪،‬‬
‫الأُوْلَى فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَالأَفْصَحُ الضَّمُّ ‪ ،‬وَإِدْغَامُ [تَنْوِيْنِ] دَالِ مُحَمَّدٍ فِي‬
‫وَيَنْبَغِي النُّطْقُ بِهَاءِ‬ ‫رَاءِ رَسُوْلِ اللهِ ؛ لأَنَّ تَرْكَهُ مِنَ اللَّحْنِ الْخَفِيِّ‪،‬‬
‫الصَّلَاةِ‪.‬‬

‫وَصَبِيٌّ وَفَاسِقِ؛ وَلَا يَصِحُ نَصْبُهُ‪.‬‬ ‫وَيُكْرَهَانِ مِنْ مُحْدِثٍ‪،‬‬

‫﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن‬ ‫وَهُمَا أَفْضَلُ مِنَ الإِمَامَةِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى‪:‬‬
‫وَقِيْلَ‪:‬‬ ‫هُمُ الْمُؤَذِّنُوْنَ‪.‬‬ ‫قَالَتْ عَائِشَةُ له ‪:‬‬ ‫‪]۳۳‬‬ ‫[فصلت ‪:‬‬ ‫دَعَا إِلَى اللَّهِ‬

‫وَفُضْلَتْ مِنْ أَحَدِهِمَا بِلَا نِزَاعٍ‪.‬‬ ‫هِيَ أَفْضَلُ مِنْهُمَا‪،‬‬

‫أي‪:‬‬ ‫الفتح‪« .‬تحفة»‪ .‬قال «سم»‪:‬‬ ‫فَالأَفْصَحُ الضَّمُّ وقيل ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بنقل حركة الباء للرَّاء‪ .‬اهـ [ على «التحفة»‬
‫الصَّبي‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫نَصْبُهُمَا ‪،‬‬ ‫لعلَّ الصَّواب ‪:‬‬ ‫وَلَا يَصِحُ نَصْبُهُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ففي «التَّحفة»‪ :‬لا يجوز ولا يصح نصب راتب مميز أو‬ ‫والفاسق‪،‬‬
‫اهـ‬ ‫وكذا أعمى إلّا إن ضُمَّ إليه من يعرفه الوقت‪.‬‬ ‫فاسق مطلقًا‪،‬‬
‫]‪.[٤٧٣/١‬‬

‫وتحرّف على‬ ‫(قوله‪ :‬بِلَا نِزَاعِ لعلَّه عَلَى نِزَاع‪ ،‬أي‪ :‬فيه‪،‬‬
‫‪:‬‬

‫قائلان بأنَّ الأذان وحده أفضل من‬ ‫النُّسّاخ ؛ لأنَّ الخطيب وم ()‬
‫أن‬
‫واعتمد ابن حجر‬ ‫بل ومنها مع الإقامة عند الزَّيَّادِيِّ‪،‬‬ ‫الإمامة‪،‬‬
‫ورجّح الرَّافعيُّ أنَّ الإمامة أفضل‬ ‫الإقامة أفضل من الإمامة‪،‬‬ ‫مع‬
‫الأذان‬

‫ومثل هذا الخلاف الشهير لا‬ ‫منه مطلقا ؛ لأنَّها فرض كفاية وهو سُنَّة‪.‬‬
‫يخفى على الشارح رحمالله سِيَّما وقد أشار في «التحفة إلى بعض ذلك‬
‫النزاع‪ ،‬وهي أُمُّ كتابه وقبلة محرابه؛ فتنبه لا يأسرك تحريف النشاخ‪.‬‬
‫‪۳۷۸‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَإِلَّا لَمْ يُعْتَدَّ بِسَمَاعِهِ‬ ‫سُنَّ لِسَامِعِهِمَا سَمَاعًا يُمَيِّزُ الْحُرُوْفَ ‪-‬‬ ‫(وَ)‬
‫(أَنْ يَقُوْلَ وَلَوْ غَيْرَ‬ ‫وما بعدها)‬ ‫كَمَا قَالَ شَيْخُنَا آخِرًا [في‪« :‬التَّحفة»‬
‫‪- ]٤٨٠/١‬‬ ‫خِلَافًا لِلسُّبْكِي فِيْهِمَا [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫مُتَوَفِّيْ أَوْ جُنُبًا أَوْ حَائِضًا ‪-‬‬
‫أَوْ مُسْتَنْجِيًا ‪ -‬فِيْمَا يَظْهَرُ ‪( -‬مِثْلَ قَوْلِهِمَا إِنْ لَمْ يَلْحَنَا لَحْنًا يُغَيِّرُ الْمَعْنَى‪،‬‬
‫فَيَأْتِي بِكُلِّ كَلِمَةٍ عَقِبَ فَرَاغِهِ مِنْهَا حَتَّى فِي التَّرْجِيْعِ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْهُ‪ ،‬وَلَوْ‬
‫سَمِعَ بَعْضَ الأَذَانِ ‪ :‬أَجَابَ فِيْهِ وَفِيْمَا لَمْ يَسْمَعْهُ‪ .‬وَلَوْ تَرَّتَبَ الْمُؤَذِّنُوْنَ ‪:‬‬
‫أَجَابَ الْكُلَّ وَلَوْ بَعْدَ صَلَاتِهِ‪ ،‬وَيُكْرَهُ تَرْكُ إِجَابَةِ الأَوَّلِ‪.‬‬

‫واعتمد أوَّلًا‬ ‫(قوله‪ :‬كَمَا قَالَ شَيْخُنَا آخِرًا) أي‪ :‬في «تحفته»‪،‬‬
‫وما بعدها]‬ ‫في «الإيعاب» و«الإمداد» و«شرح مختصر بافضل [ص ‪١٦٦‬‬
‫أنَّه يجيب ولو لصوت لا يفهمه ومثلها‬ ‫وما بعدها]‬ ‫ومثلها «النهاية» [‪٤٢١/١‬‬
‫لكن إن فسَّر لفظه [‪ ]١٥٩/١‬فقد وافق‬ ‫«فتح الجواد» إِلَّا أَنَّهُ قال بعده ‪:‬‬
‫«التحفة»‬
‫فإطلاق عبد الحميد على‬ ‫فيه بهذا الاستدراك ما في «تحفته»‪،‬‬
‫غير سديد؛‬ ‫مخالفته لِمَا في «التحفة»‬ ‫والْمُحَنِّي ‪ -‬تَبَعًا لِلْكُرْدِي ‪-‬‬
‫فراجع متدبّرًا ولا يأسرك التقليد‪.‬‬
‫(قوله ‪ :‬أَوْ مُسْتَنْجِيّا) أي ‪ :‬في غير محَل النَّجاسة؛ وإلا فيكره‪.‬‬
‫مبتدئا بأوَّله وإن كان‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫أَجَابَ فِيْهِ وَفِيْمَا لَمْ يَسْمَعْهُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪.]١٥٩/١‬‬ ‫كما في شَرْحَيْ الإرشاد [انظر‪« :‬فتح الجواد»‬ ‫ما سمعه آخره‪،‬‬
‫يتخير بين أن يجيب من أوله وبين‬ ‫وقال في «الإيعاب والفتاوى»‪:‬‬
‫ثُمَّ يأتي بأوَّله وهو الأفضل‪ .‬اهـ [كذا في‪« :‬بغية‬ ‫ما سمعه‪،‬‬ ‫يجيب‬
‫أن‬

‫أتى به السَّامع تَبَعًا‬ ‫ولو ترك المؤذن الترجيع‪:‬‬ ‫المسترشدين» ص ‪.]٦١‬‬


‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫على «حج» [‪٤٨٠/١‬‬ ‫كما في «سم»‬ ‫لإجابته فيما عداه‬
‫كفت إجابة‬ ‫إلخ) فإن أذنوا معا ‪:‬‬ ‫وَلَوْ تَرَتَّبَ الْمُؤَذِّنُوْنَ ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪۳۷۹‬‬
‫تفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَيَقْطَعُ لِلإِجَابَةِ الْقِرَاءَةَ وَالذِّكْرَ وَالدُّعَاءَ‪ ،‬وَتُكْرَهُ لِمُجَامِعٍ وَقَاضِي‬


‫حَاجَةٍ‪ ،‬بَلْ يُجِيْبَانِ بَعْدَ الْفَرَاعَ كَمُصَلِّ إِنْ قَرُبَ الْفَضْلُ‪ ،‬لَا لِمَنْ بِحَمَّامٍ‬
‫نَجِسٌ وَإِنْ وَجَدَ مَا يَتَطَهَّرُ بِهِ‪.‬‬ ‫وَمَنْ بَدَنُهُ ‪ -‬مَا عَدَا فَمَهُ ‪-‬‬

‫إِلَّا فِي حَيْعَلَاتٍ فَيُحَوْقِلُ الْمُجِيْبُ‪ ،‬أَيْ‪ :‬يَقَوْلُ فِيْهَا ‪ :‬لَا حَوْلَ‬
‫وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ‪ ،‬أَيْ‪ :‬لَا تَحَوُّلَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِلَّا بِهِ‪،‬‬
‫وَلَا قُوَّةَ عَلَى طَاعَتِهِ إِلَّا بِمَعُوْنَتِهِ‪.‬‬

‫صِرْتَ ذَا‬ ‫مَرَّتَيْنِ‪ ،‬أَيْ‪:‬‬ ‫صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ‪،‬‬ ‫يَقُوْلُ ‪:‬‬ ‫وَيُصَدِّقُ) أَيْ ‪:‬‬ ‫(‬
‫أَتَى بِالتَّثْوِيْبِ فِي الصُّبْحِ‪.‬‬ ‫خَيْرٍ كَثِيرٍ إِنْ ثَوَّبَ) أَيْ‪:‬‬ ‫أَيْ‪:‬‬ ‫بِرِّ‪،‬‬
‫وَجَعَلَنِي مِنْ‬ ‫أَقَامَها اللَّهُ وَأَدَامَهَا‪،‬‬ ‫وَيَقُوْلُ فِي كَلِمَتَيْ الإِقَامَةِ ‪:‬‬
‫صَالِحِي أَهْلِهَا‪.‬‬

‫وممَّا عمَّت به البلوى ما إذا أذن‬ ‫واحدة‪ .‬اهـ «فتح» [‪ ]١٥٩/١‬و «عُباب»‪.‬‬
‫المؤذنون واختلطت أصواتهم على السَّامع وصار بعضهم يسبق بعضًا‪،‬‬
‫والذي أفتى به الشيخ عز‬ ‫وقد قال بعضهم ‪ :‬لا تستحبُّ إجابة هؤلاء‪،‬‬
‫إجابة واحدة‪،‬‬ ‫الدِّين أنَّه تستحبُّ إجابتهم ‪ .‬اهـ نهاية) [‪ .]٤٢٢/١‬أي‪:‬‬
‫ويتحقق ذلك ‪ :‬بأن يتأخَّر بكل كلمة حيث يغلب على ظنه أنهم أتوا‬
‫بحيث تقع إجابته متأخّرة أو مقارنة‪ .‬اهـ «ع ش»‪ .‬فلو سكت حتّى‬ ‫بها‪،‬‬
‫فرغ كلُّ الأذان ثُمَّ أجاب قبل فاصل طويل عُرْفًا ؛ كَفَى في أصل سُنَّة‬
‫ونهاية»‪.‬‬ ‫ومغني‬ ‫الإجابة‪( .‬تحفة) [‪]٤۸۰/۱‬‬

‫ومرتين في‬ ‫أربع مرَّات في الأذان‪،‬‬ ‫فَيُحَوْقِلُ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫أيضًا ‪ -‬ثُمَّ يحوقل ‪،‬‬ ‫كلًّا من الحيعلة بلفظه ‪-‬‬ ‫يجيب‬ ‫ويسن أن‬ ‫الإقامة‪،‬‬
‫اللهم اجعلنا مفلحين‪ .‬اهـ «إيعاب»‪.‬‬ ‫ويزيد مع حيَّ على الفلاح‪:‬‬
‫‪.]١٥١/١‬‬ ‫«كُردي» [انظر‪« :‬الوسطى»‬
‫ترشحالمستفيدين علىفىالمعابر‬

‫(وَ) سُنَّ لِكُلِّ) مِنْ مُؤَذِّنٍ وَمُقِيمٍ وَسَامِعِهِمَا (أَنْ يُصَلِّيَ) وَيُسَلِّمَ‬
‫عَلَى النَّبِيِّ ﷺ بَعْدَ فَرَاغِهِمَا أَيْ‪ :‬بَعْدَ فَرَاغَ كُلِّ مِنْهُمَا إِنْ طَالَ‬
‫وَإِلَّا فَيَكْفِي لَهُمَا دُعَاءُ وَاحِدٌ‪.‬‬ ‫فَصْلٌ بَيْنَهُمَا ‪،‬‬
‫(ثُمَّ يَقُوْلُ كُلٌّ مِنْهُمْ رَافِعًا يَدَيْهِ‪( :‬اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ ‪... .‬‬
‫وَالصَّلَاةِ‬ ‫التَّامَّةِ‪،‬‬ ‫تَيَمَّتُهُ‪...« :‬‬ ‫الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ إِلَى آخِرِهِ)‬ ‫أَي ‪:‬‬
‫وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُوْدًا الَّذِي‬ ‫آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيْلَةَ وَالْفَضِيْلَةَ‪،‬‬ ‫الْقَائِمَةِ‪،‬‬
‫الْجَنَّةِ‪،‬‬
‫أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي‬ ‫وَالْوَسِيْلَةُ هِيَ ‪:‬‬ ‫وَعَدْتَهُ) [البخاري رقم ‪]٦١٤ :‬‬
‫مَقَامُ الشَّفَاعَةِ فِي فَصْلِ الْقَضَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‪.‬‬ ‫وَالْمَقَامُ الْمَحْمُوْدُ‪:‬‬
‫وَيُسَنُّ أَنْ يَقُوْلَ بَعْدَ أَذَانِ الْمَغْرِبِ ‪« :‬اللَّهُمَّ هَذَا إِقْبَالُ لَيْلِكَ‪،‬‬
‫فَاغْفِرْ لِي [أبو داود رقم‪٥٣٠ :‬؛ وانظر‪:‬‬ ‫وَأَصْوَاتُ دُعَاتِكَ‪،‬‬ ‫وَإِدْبَارُ نَهَارِكَ‪،‬‬
‫‪.]٣٥٨٩‬‬ ‫الترمذي رقم‪:‬‬

‫مقام‬ ‫(قوله‪ :‬مَقَامًا مَحْمُوْدًا) في «التحفة» هو هنا ‪ -‬اتفاقًا ‪:--‬‬


‫يحمده فيه الأولون والآخرون‬ ‫الشَّفاعة العظمى في فصل القضاء‪،‬‬
‫كما مرَّ في خُطبة الكتاب‪.‬‬ ‫[‪،]٤٨٣/١‬‬
‫وبعد أذان الصُّبح‪« :‬اللَّهُمَّ هَذَا‬ ‫(قوله ‪ :‬بَعْدَ أَذَانِ الْمَغْرِبِ أي ‪:‬‬
‫وأكد الدُّعاء‬ ‫اغْفِرْ لِي»‪،‬‬ ‫وَأَصْوَاتُ دُعَاتِكَ‪،‬‬ ‫وَإِدْبَارُ لَيْلِكَ‪،‬‬ ‫إِقْبَالُ نَهَارِكَ‪،‬‬
‫سؤال العافية في الدُّنيا والآخرة‪« .‬نهاية» [‪]٤٢٤/١‬‬ ‫‪ -‬كما في «العُباب»‬
‫يقول‪« :‬اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي دِيْنِي‬ ‫و«مغني»‪ .‬وفي «الْكُرْدِيّ ‪:‬‬
‫‪.]٤٨٣/١‬‬ ‫وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي وَوَلَدِي»‪ .‬اهـ [نقله «حميد» على «التحفة»‬
‫تَتِمَّةٌ ‪ :‬يسن للإمام ‪ -‬بعد تيقن دخول الوقت والأذان عقبه ‪ -‬أن‬
‫ينتظر في غير صلاة المغرب قدر ما يسع عادة لفعل أهل محلة المسجد‬
‫ولاجتماعهم‬ ‫وراتبتها‪،‬‬ ‫كالطَّهارة والسَّتر ‪-‬‬ ‫لأسباب الصَّلاة ‪-‬‬ ‫‪ -‬مثلاً ‪-‬‬
‫‪۳۸۱‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَيُسَنُّ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّﷺ‬


‫الله قَبْلَ الإِقَامَةِ عَلَى مَا قَالَهُ النَّوَوِيُّ فِي‬
‫وَاعْتَمَدَهُ شَيْخُنَا ابْنُ‬ ‫شَرْح الْوَسِيْط [انظر‪ :‬ع ش على النّهاية» ‪،]٤٢٣/١‬‬
‫وَقَالَ الشَّيْخُ الْكَبِيْرُ‬ ‫زِيَادٍ وَقَالَ ‪ :‬أَمَّا قَبْلَ الأَذَانِ ‪ :‬فَلَمْ أَرَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا‪.‬‬
‫وَلَا يُسَنُّ مَحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللَّهِ بَعْدَهُمَا‪.‬‬ ‫إِنَّهَا تُسَنُّ قَبْلَهُمَا ‪،‬‬ ‫الْبَكْرِيُّ ‪:‬‬

‫يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقْرَأَ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالإِقَامَةِ‬ ‫قَالَ الرُّؤْيَانِيُّ فِي الْبَحْرِ»‬
‫آيَةَ الْكُرْسِيِّ؛ لِخَبَرِ أَنَّ مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ‬
‫مَا بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ [‪ ،٤٢٠/١‬وقد ذكر الخبر دون مستند‪ ،‬ولم أقف عليه]‪.‬‬
‫فَرْعُ ‪ :‬أَفْتَى الْبُلْقِيْنِيُّ فِيْمَنْ وَافَقَ فَرَاغُهُ مِنَ الْوُضُوْءِ فَرَاغَ الْمُؤَذِّنِ بِأَنَّهُ‬
‫يَأْتِي بِذِكْرِ الْوُضُوْءِ؛ لأَنَّهُ لِلْعِبَادَةِ الَّتِي فَرَغَ مِنْهَا‪ ،‬ثُمَّ بِذِكْرِ الْأَذَانِ‪ ،‬قَالَ‪:‬‬
‫وَحَسُنَ أَنْ يَأْتِيَ بِشَهَادَتَيْ الْوُضُوْءِ‪ ،‬ثُمَّ بِدُعَاءِ الأَذَانِ؛ لِتَعَلُّقِهِ بِالنَّبِيِّﷺ‪،‬‬
‫ثُمَّ بِالدُّعَاءِ لِنَفْسِهِ [انظر‪« :‬الفتاوى الكبرى الفقهية» لابن حجر ‪.]١٣٠/١‬‬

‫ويختلف مقداره باختلاف سَعَة المحَلَّة؛ ثُمَّ بعد مضي ذلك‬ ‫فيه‪،‬‬
‫يصلّي بمن حضر وإن قل ولا ينتظر ولو نحو شريف عالم‪،‬‬ ‫المقدار ‪:‬‬
‫فيصلِّيها ـ بعد تيقن دخول وقتها‬ ‫كره؛ وأما صلاة المغرب ‪:‬‬ ‫فإن انتظر ‪:‬‬
‫بمن حضر من غير انتظار؛ وهذا‬ ‫أذانها وراتبتها ‪-‬‬ ‫يسع‬ ‫ومضي ما‬
‫خلاصة ما في «التحفة» و«النهاية» و«الأسنى» و«المغني»‪ ،‬وعليه يُحمل‬
‫إطلاق الْغَزَالِيّ في «الإحياء» أنَّ المطلوب من الإمام مراعاة أوَّل‬
‫إلخ؛‬ ‫الوقت‪ ،‬ولا ينبغي له أن يؤخّر الصَّلاة لانتظار كثرة الجمع ‪...‬‬
‫ويظهر أنَّ المقدار الذي يسع عادة ما تقدَّم في غير المغرب‪ :‬لا ينقص‬
‫ذلك عن ربع ساعة فلكية فيندب للإمام أن ينتظر في غير صلاة‬
‫زيادة‬ ‫مثلا ‪-‬‬ ‫ثُمَّ إن اقتضت سَعَة المَحَلِّ ‪-‬‬ ‫المغرب ربع الساعة مطلقًا ‪،‬‬
‫الصَّلاة‬
‫بحيث يقع جميع‬ ‫فيزيد على ذلك قدر ما يقتضيه سَعتها‪،‬‬ ‫عليه‬

‫في وقت الفضيلة‪ .‬اهـ عبد الحميد) على «التحفة» [‪.]٤٨٣/١‬‬


‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪۳۸۲‬‬

‫(فضل)‬

‫في صَلَاةِ النَّفْل‬

‫وَشَرْعًا ‪ :‬مَا يُتَابُ عَلَى فِعْلِهِ وَلَا يُعَاقَبُ عَلَى تَرْكِهِ‪.‬‬ ‫الزِّيَادَةُ ‪،‬‬ ‫وَهُوَ لُغَةٌ ‪:‬‬

‫عَنْهُ بِالتَّطوع وَالسُّنَّةِ وَالْمُسْتَحَبِّ وَالْمَنْدُوْبِ‪.‬‬ ‫وَيُعَبَّرُ‬


‫ويعبر‬

‫وَثَوَابُ الْفَرْضِ يَفْضُلُهُ بِسَبْعِيْنَ دَرَجَةً كَمَا فِي حَدِيثٍ صَحَّحَهُ ابْنُ‬
‫الأشباه والنظائر للسيوطي ص‬ ‫‪۹۱۱/۲‬؛ وانظر‪:‬‬ ‫خُزَيْمَةً [في (صحيحه رقم‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪١٤٥‬‬

‫وَشُرِعَ لِيُكَمِّلَ نَقْصَ الْفَرَائِضِ‪ ،‬بَلْ وَلِيَقُوْمَ ـ فِي الْآخِرَةِ لَا فِي‬
‫‪-‬‬

‫فضل‬

‫في صَلَاةِ النَّفْل‬

‫إلخ) في «الْبِرْمَاوِيِّ»‪:‬‬ ‫وَشُرِعَ لِيُكَمِّلَ نَقْصَ الْفَرَائِضِ ‪....‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وأصل مشروعيَّته لجبر خلل يحصل في العبادات الأصلية غير مبطل‬
‫لها‪ ،‬أو ترك شيء من مندوباتها كترك خشوع وتدبر قراءة في‬ ‫؛‬

‫الصَّلاة‪ ،‬وفعل نحو غيبة في الصَّوم‪ .‬اهـ‪ .‬وفي ق ل » على «الجلال» ‪:‬‬
‫والصَّبر‪،‬‬ ‫والتَّوكُل‪،‬‬ ‫كالإيمان والمعرفة والتّفكر ‪،‬‬ ‫والعبادة‪ :‬إمَّا قلبيَّة ‪:‬‬
‫‪،‬‬

‫والطَّهارة من‬ ‫ومحبَّة الله تعالى ورسوله‪،‬‬ ‫والرَّجاء‪،‬‬ ‫والخوف‪،‬‬ ‫والرّضا‪،‬‬


‫وقد يكون تطوعًا‬ ‫الإيمان ولا يكون إلا واجبًا‪،‬‬ ‫وأفضلها ‪:‬‬ ‫الرذائل‪،‬‬
‫والحج‪،‬‬ ‫والصوم‪،‬‬ ‫والصَّلاة‪،‬‬ ‫كالإسلام‪،‬‬ ‫بالتجديد؛ وإما بدنيَّة‬
‫ثُمَّ الصَّلاة‪،‬‬ ‫وفيه ما مرَّ في الإيمان ‪،‬‬ ‫وأفضلها الإسلام ‪-‬‬ ‫والزَّكاة‪،‬‬
‫وفرض كُلِّ منها أفضل من نفله‬ ‫ثُمَّ الصَّوم‪ ،‬ثُمَّ الحج ‪ ،‬ثُمَّ الزَّكاة‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫على شرح المنهج»‬ ‫اهـ (جمل)‬ ‫بسبعين درجة‪.‬‬
‫‪۳۸۳‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمحترم‬

‫كَمَا نُصَّ عَلَيْهِ [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫مَقَامَ مَا تُرِكَ مِنْهَا لِعُذْرِ كَنِسْيَانٍ‪،‬‬ ‫الدُّنْيَا ‪-‬‬
‫‪.[٢١٩/٢‬‬

‫فَفَرْضُهَا أَفْضَلُ‬ ‫وَالصَّلَاةُ أَفْضَلُ عِبَادَاتِ الْبَدَنِ بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ‪،‬‬


‫فَالزَّكَاةُ‬ ‫فَالْحَجُّ‪،‬‬ ‫الصَّوْمُ‪،‬‬ ‫وَيَلِيْهَا ‪:‬‬ ‫وَنَفْلُهَا أَفْضَلُ النَّوَافِلِ‪،‬‬ ‫الْفُرُوْضِ‪،‬‬
‫الصَّوْمُ‪،‬‬ ‫وَقِيْلَ‪:‬‬ ‫أَفْضَلُهَا الزَّكَاةُ‪،‬‬ ‫وَقِيْلَ ‪:‬‬ ‫عَلَى مَا جَزَمَ بِهِ بَعْضُهُمْ‪،‬‬
‫وَالْخِلَافُ فِي الإِكْثَارِ مِنْ وَاحِدٍ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬ ‫وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ‪،‬‬ ‫الْحَيُّ‪،‬‬ ‫وَقِيلَ ‪:‬‬
‫عُرْفًا ‪ -‬مَعَ الاقْتِصَارِ عَلَى الأَكَدِ مِنَ الآخَرِ؛ وَإِلَّا فَصَوْمُ يَوْمٍ أَفْضَلُ مِنْ‬
‫‪.]٢٢٠/٢‬‬ ‫رَكْعَتَيْنِ [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫قِسْمٌ لَا تُسَنُّ لَهُ جَمَاعَةٌ كَالرَّوَاتِبِ التَّابِعَةِ‬ ‫وَصَلَاةُ النَّفْلِ قِسْمَانِ ‪:‬‬

‫وَإِلَّا فَصَوْمُ يَوْمٍ أَفْضَلُ مِنْ رَكْعَتَيْنِ) في «الإحياء»‪ :‬إِنَّ‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫التصدق‬ ‫اختلاف فضيلة هذه العبادات باختلاف أحوالها‪ ،‬كما يقال ‪:‬‬
‫والتصدق بدرهم‬ ‫وللعطشان عكسه‪،‬‬ ‫بالخبز للجائع أفضل من الماء‪،‬‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬ ‫من غني شديد البخل أفضل من قيام ليلة أو صيام يوم‪،‬‬
‫‪.]٤٧٨/١‬‬ ‫على شرح المنهج»‬ ‫جمل‬ ‫اهـ ومثله في شرح م ر هنا اهـ‬

‫قِسْمٌ لَا تُسَنُّ لَهُ جَمَاعَةٌ أي دائما وأبدا‪ ،‬بأن لم تسنَّ‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫من هذا القسم‪،‬‬ ‫أصلا‪ ،‬أو تسنُّ في بعض الأحيان كالوتر‪ ،‬فصح‬
‫ويثاب‬ ‫قال «سم»‪:‬‬ ‫قال في «النهاية»‪ :‬ولو صلّى جماعة ‪ :‬لم يكره‪،‬‬
‫وقال «ح ل»‬ ‫على شرح المنهج ‪.]٤٧٨/١‬‬ ‫على ذلك‪« .‬ع «ش»‪« .‬جمل‬
‫«‬

‫‪.]٢٧٤/١‬‬ ‫بج)) على «شرح المنهج»‬ ‫لا يثاب على ذلك [انظر ‪:‬‬ ‫وح ف»‪:‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٨٤‬‬

‫وَهِيَ مَا تَأْتِي آنفًا‪.‬‬ ‫لِلْفَرَائِضِ‪،‬‬


‫لِلأَخْبَارِ الصَّحِيْحَةِ الثَّابِتَةِ فِي السُّنَن [انظر‪« :‬التلخيص الحبير»‬ ‫(يُسَنُ)‬
‫أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ قَبْلَ عَصْرِ‪ ،‬وَ أَرْبَعٌ قَبْلَ ظُهْرٍ‪ ،‬وَ أَرْبَعٌ‬ ‫إلى ‪)٢٨‬‬ ‫‪٢٥/٢‬‬
‫وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ مَغْرِب) وَنُدِبَ وَصْلُهُمَا بِالْفَرْضِ‪ ،‬وَلَا يَفُوْتُ‬ ‫بَعْدَهُ‪،‬‬
‫فَضِيْلَةُ الْوَصْل بِإِثْيَانِهِ قَبْلَهُمَا الذِّكْرَ الْمَأْتُوْرَ بَعْدَ الْمَكْتُوْبَةِ‪( ،‬وَ) بَعْدَ‬
‫(عِشَاءٍ‪ ،‬وَ رَكْعَتَانِ خَفِيْفَتَانِ قَبْلَهُمَا) إِنْ لَمْ يَشْتَغِلْ بِهِمَا عَنْ إِجَابَةِ‬
‫فَعَلَهُمَا ؛ وَإِلَّا‬ ‫فَإِنْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ مَا يَسَعُهُمَا‪:‬‬ ‫الْمُؤَذِّنِ‪،‬‬
‫وَيُسَنُّ تَخْفِيْفُهُمَا وَقِرَاءَةُ الْكَافِرُوْنَ‬ ‫رَكْعَتَانِ قَبْلَ (صُبْحٍ)‬ ‫أَخْرَهُمَا‪( ،‬وَ)‬
‫وَوَرَدَ‬ ‫وَغَيْرِهِ ‪،‬‬ ‫‪]٧٢٦‬‬ ‫وَالإِخْلَاصِ فِيْهِمَا ؛ لِخَبَرِ مُسْلِم [الأرقام ‪:‬‬
‫وَأَنَّ مَنْ دَاوَمَ عَلَى‬ ‫وَ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ‪،‬‬ ‫﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ‬ ‫أَيْضًا فِيْهِمَا‪:‬‬

‫وتطلق على السابق‬ ‫بمعنى قريبًا‪،‬‬ ‫بمد الهمزة ‪-‬‬ ‫آنِفًا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪.]١٠٠/١‬‬ ‫واللاحق‪ .‬ع ش [بل «ش ق» على «تحفة القلاب»‬
‫المغرب والعشاء‪.‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَقَبْلَهُمَا )‬ ‫(قوله ‪:‬‬

‫إلخ)) في «التحفة»‪ :‬وأن يقرأ فيهما‬


‫إلخ‬ ‫وَوَرَدَ أَيْضًا فِيْهِمَا ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بايتي البقرة وآل عِمران [مسلم رقم‪ ]۷۲۷ :‬أو بالكافرون والإخلاص‬
‫أنَّه لا يطلب الجمع بينهما‪،‬‬ ‫وقضيَّة التَّعبير بـ «أو»‬ ‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫[‪٢٢٠/٢‬‬
‫والجمع بينهما فيه تطويل‪،‬‬ ‫ويوجه بأن المطلوب تخفيف الرَّكعتين‪،‬‬
‫عدم تطويلهما على‬ ‫المراد بتخفيفهما ‪:‬‬ ‫على «الشمائل ‪:‬‬
‫«‪:‬‬
‫لكن في «حج»‬
‫حتّى لو قرأ الشَّخص في الأُولَى آية البقرة وأَلَمْ نَشْرَحْ‬ ‫الوارد فيهما‪،‬‬
‫والإخلاص ؛‬ ‫وفي الثانية آية آل عِمْران وأَلَمْ تَرَ كَيْفَ‬ ‫والكافرون‪،‬‬
‫اهـ [انظر‪« :‬ع‬ ‫لم يكن مطوّلهما تطويلا يخرج عن حد السُّنَّة والاتباع‪.‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪١٠٧/٢‬‬ ‫على «النهاية‬ ‫ش»‬
‫‪٣٨٥‬‬
‫يديناعلىفي المعين‬

‫قِرَاءَتِهِمَا فِيْهِما زَالَتْ عَنْهُ عِلَّةُ الْبَوَاسِيْرِ ؛ فَيُسَنُ الْجَمْعُ بَيْنَهُنَّ لِيَتَحَقَّقَ‬
‫الإِثْيَانُ بِالْوَارِدِ؛ أَخْذًا مِمَّا قَالَهُ النَّوَوِيُّ فِي‪« :‬إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا‬
‫وَلَمْ يَكُنْ بِذَلِكَ مُطَوِّلًا‬ ‫ص ‪]١٤٦‬‬ ‫كَثِيرًا كَبِيرًا) [في‪« :‬الأذكار » رقم ‪:‬‬
‫كَمَا قَالَهُ شَيْخَانَا ابْنَا حَجَرٍ‬ ‫لَهُمَا تَطْوِيلًا يُخْرِجُ عَنْ حَدِّ السُّنَّةِ وَالاتِّبَاعِ‪،‬‬
‫وَيُنْدَبُ الاضْطِجَاعُ‬ ‫وَزِيَادٍ‪،‬‬ ‫[في‪« :‬أشرف الوسائل إلى فهم الشَّمائل ص ‪]٣٩٩‬‬
‫وَالْأَوْلَى‬ ‫بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الْفَرْضِ إِنْ لَمْ يُؤَخِّرْهُمَا عَنْهُ وَلَوْ لِغَيْرِ مُتَهَجِّدٍ‪،‬‬
‫فَصَلَ بِنَحْوِ كَلَامٍ أَوْ‬ ‫كَوْنُهُ عَلَى الشَّقِّ الأَيْمَنِ‪ ،‬فَإِنْ لَمْ يُرِدْ ذَلِكَ ‪:‬‬
‫تَحَوَّلَ ‪.‬‬

‫وَتَكُوْنُ أَدَاءً‪،‬‬ ‫يَجُوْزُ تَأْخِيْرُ الرَّوَاتِبِ الْقَبْلِيَّةِ عَنِ الْفَرْضِ‪،‬‬ ‫تَنْبِيْهُ ‪:‬‬

‫إحداهما بالثاء‬ ‫وَرَدَ بكلِّ منهما رواية‪:‬‬ ‫كَثِيرًا كَبِيرًا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فقيس عليه ما هنا‪.‬‬ ‫فَجَمَعَ النَّوَوِيُّ بينهما‪،‬‬ ‫وأخرى بالباء‪،‬‬

‫أنَّه إذا أخرهما عنه لا‬ ‫إِنْ لَمْ يُؤَخِّرْهُمَا عَنْهُ يقتضي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫يضطجع‬ ‫ويحتمل أنَّه لا‬ ‫وليس مرادًا‪،‬‬ ‫يندب الاضطجاع أصلا‪،‬‬
‫وهو الذي تقتضيه عبارة «التحفة»‬ ‫وأنه يضطجع بعدهما معًا‪،‬‬ ‫بينهما‪،‬‬
‫وصرَّح به الشَّرْقَاوِيُّ وَالرَّشِيدِيُّ و«حواشي الخطيب»‬ ‫و«النهاية»‪،‬‬
‫والظاهر خلافه؛ لأنَّ الغرض من‬ ‫قال ع ش ‪:‬‬ ‫والْبَاجُوْرِيُّ‪،‬‬
‫فإن لم يرد‬ ‫كما يشعر به قوله‪:‬‬ ‫الاضطجاع الفصل بين الصَّلاتين‪،‬‬
‫والقلبُ‬ ‫على «التحفة»‪:‬‬ ‫قال «ع «ب»‬ ‫إلخ‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫فصل بينهما ‪...‬‬ ‫ذلك ‪:‬‬
‫إليه أَمْيَلُ [‪.]٢٢١/٢‬‬

‫وإذا أَخَرها ‪ :‬فَلَهُ‬ ‫تَأْخِيرُ الرَّوَاتِبِ الْقَبْلِيَّةِ عَنِ الْفَرْضِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫«التحفة»‬
‫البعديَّة بسلام واحد عند «م ر» ـ ونَظَرَ فيه في‬
‫‪-‬‬

‫مع‬ ‫جمعها‬

‫أن‬ ‫ويجوز‬ ‫بشرى الكريم» ص ‪.]٣١٥‬‬ ‫لا نحو سُنَّة الظهر والعصر كذا في‪:‬‬
‫يالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٨٦‬‬

‫وَقَدْ يُسَنُ؛ كَأَنْ حَضَرَ وَالصَّلَاةُ تُقَامُ أَوْ قَرُبَتْ إِقَامَتُهَا بِحَيْثُ لَوِ اشْتَغَلَ‬
‫فَيُكْرَهُ الشُّرُوْعُ فِيْهَا‪ .‬لَا تَقْدِيمُ الْبَعْدِيَّةِ عَلَيْهِ؛‬ ‫بِهَا يَفُوْتُهُ تَحَرُّمُ الإِمَامِ‪،‬‬
‫وَكَذَا بَعْدَ خُرُوجِ الْوَقْتِ عَلَى الْأَوْجَهِ [انظر‪« :‬فتح‬ ‫لِعَدَمِ دُخُوْلِ وَقْتِهَا‪،‬‬
‫‪.]٢٤٦/١‬‬ ‫الجواد»‬

‫رَكْعَتَانِ قَبْلَ صُبْحٍ وَظُهْرٍ‪،‬‬ ‫وَهُوَ‪:‬‬ ‫وَالْمُؤَكَّدُ مِنَ الرَّوَاتِبِ عَشْرٌ‪،‬‬


‫وَبَعْدَ مَغْرِبِ وَعِشَاءِ‪.‬‬ ‫وَبَعْدَهُ‪،‬‬

‫*‬

‫صَلَاتُهُ بَعْدَ الْعِشَاءِ ؛ لِخَبَرِ‪« :‬الْوِتْرُ حَقٌّ عَلَى‬ ‫(وَ) يُسَنُّ (وِتْرٌ) أَيْ‪:‬‬
‫‪ ،]١٤٢٢‬وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الرَّوَاتِبِ؛‬ ‫كُلِّ مُسْلِم [أبو داود رقم‪:‬‬
‫‪.]٢٤٤/١‬‬ ‫لِلْخِلَافِ فِي وُجُوْبِهِ [انظر‪« :‬فتح الجواد»‬

‫ويتخير بين ركعتين وأربع‪.‬‬ ‫‪..‬‬


‫يطلق في نيَّة سُنَّة الظهر المتقدمة ‪ -‬مثلا‬
‫‪.]٢٢٨/٢‬‬ ‫عن «م ‪.‬ر ‪ .‬اهـ على «التحفة»‬ ‫سم»‬ ‫نَقَلَهُ‬

‫فلا يجوز تقديم البعدية‬ ‫وَكَذَا بَعْدَ خُرُوجِ الْوَقْتِ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫عليه في القضاء أيضًا‪.‬‬

‫الوتر واجب ليس بفرض‪،‬‬ ‫قال أبو حنيفة‬ ‫وَيُسَنُّ وِتْرٌ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وهو ثلاث ركعات عنده بتسليمة واحدة لا يزاد عليها ولا ينقص منها ؛‬

‫ولا حدَّ لِما قبلها من‬ ‫الوتر ركعة قبلها شفع منفصل عنها‪،‬‬ ‫قال مالك‪:‬‬
‫اهـ «رحمة» [ص ‪.]٥٧‬‬ ‫وأقله ركعتان‪.‬‬ ‫الشفع‪،‬‬
‫‪۳۸۷‬‬
‫فيدينعلىفتحالمعين‬

‫رَكْعَةٌ) وَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْهَا نَفْلٌ مِنْ سُنَّةِ الْعِشَاءِ أَوْ غَيْرِهَا‪.‬‬ ‫(وَأَقَلُّهُ‪:‬‬
‫خَمْسٌ ‪،‬‬ ‫وَأَكْمَلُ مِنْهُ ‪:‬‬ ‫وَأَدْنَى الْكَمَالِ ‪ :‬ثَلَاثٌ ‪،‬‬ ‫قَالَ فِي الْمَجْمُوع ‪:‬‬
‫وَأَكْثَرُهُ‪ :‬إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً [‪ ٣٥٠/٣‬وما بعدها]؛ فَلَا‬ ‫فَسَبْعٌ‪ ،‬فَتِسْعُ‪،‬‬
‫وَإِنَّمَا يُفْعَلُ الْوِتْرُ أَوْتَارًا‪.‬‬ ‫يَجُوْزُ الزِّيَادَةُ عَلَيْهَا بِنِيَّةِ الْوِتْرِ‪.‬‬

‫صَحَ وَاقْتَصَرَ عَلَى مَا شَاءَ مِنْهُ‬ ‫وَلَوْ أَحْرَمَ بِالْوِتْرِ وَلَمْ يَنْوِ عَدَدًا ‪:‬‬
‫وَكَأَنَّ بَحْثَ بَعْضِهِمْ إِلْحَاقَهُ بِالنَّفْسِ الْمُطْلَقِ‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫عَلَى الأَوْجَهِ‪،‬‬
‫وَهُوَ غَلَدٌ‬ ‫تَوَهَّمَهُ مِنْ ذَلِكَ‪،‬‬ ‫فِي أَنَّ لَهُ إِذَا نَوَى عَدَدًا أَنْ يَزِيدَ ‪،‬وَيَنْقُصَ‪،‬‬
‫صَرِيحٌ‪ ،‬وَقَوْلُهُ ‪ :‬إِنَّ فِي كَلَام الْغَزَالِي عَنِ الْفُوْرَانِيِّ مَا يُؤْخَذُ مِنْهُ ذَلِكَ‪،‬‬
‫وَيَجْرِي ذَلِكَ فِيْمَنْ أَحْرَمَ بِسُنَّةِ‬ ‫وَهُمْ أَيْضًا كَمَا يُعْلَمُ مِنَ الْبَسِيْطِ»‪،‬‬
‫الظُّهْرِ الأَرْبَع بِنِيَّةِ الْوَصْلِ‪ ،‬فَلَا يَجُوْزُ لَهُ الْفَضْلُ بِأَنْ يُسَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ‬
‫انتهى [التحفة»‬ ‫خِلَافًا لِمَنْ وَهِمَ فِيْهِ أَيْضًا‪.‬‬ ‫وَإِنْ نَوَاهُ قَبْلَ النَّقْصِ ‪،‬‬
‫‪.[٢٢٦/٢‬‬

‫وَيَجُوْزُ لِمَنْ زَادَ عَلَى رَكْعَةِ الْفَضْلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِالسَّلَامِ‪ ،‬وَهُوَ‬
‫أَفْضَلُ مِنَ الْوَصْلِ بِتَشَهدِ أَوْ تَشَهْدَيْنِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأَخِيْرَتَيْنِ‪ .‬وَلَا يَجُوْزُ‬
‫الْوَصْلُ بِأَكْثَرَ مِنْ تَشَهْدَيْنِ‪.‬‬

‫وهو قوله‪:‬‬ ‫وَإِنَّمَا يُفْعَلُ الْوِتْرُ أَوْتَارًا يغني عنه ما تقدم‪،‬‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫إلخ‪.‬‬ ‫وَأَدْنَى الْكَمَالِ ‪ :‬ثَلَاثٌ ‪...‬‬ ‫وَأَقَلُّهُ ‪ :‬رَكْعَةٌ‪،‬‬
‫هذا معتمد ابن حجر‬ ‫وَاقْتَصَرَ عَلَى مَا شَاءَ مِنْهُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫والذي اعتمده شيخنا الشهاب الرملي أن‬ ‫قال (سم)‪:‬‬ ‫والخطيب‪،‬‬
‫عن‬ ‫ونَقَلَهُ «ع ش»‬ ‫‪.]٢٢٦/٢‬‬ ‫اهـ [على «التحفة»‬ ‫إحرامه ينحط على ثلاث‪.‬‬
‫‪.]١١٢/٢‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫مر‬
‫ولا فعل‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وَلَا يَجُوْزُ الْوَصْلُ بِأَكْثَرَ مِنْ تَشَهدَيْنِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ترشيح المستفيدينعلىفتح المعين‬

‫وَفِيْهَا مَكْرُوْهُ؛ لِلنَّهْيِ‬ ‫وَالْوَصْلُ خِلَافُ الأَوْلَى فِيْمَا عَدَا الثَّلَاثِ‪،‬‬


‫وَلَا تُشَبِّهُوا الْوِتْرَ بِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ» [الدَّارقطني في‪« :‬السُّنن»‬ ‫عَنْهُ فِي خَبَرِ ‪:‬‬
‫رقم‪.]١ :‬‬ ‫] لا تشبهوا الوتر بصلاة المغرب‪،‬‬ ‫[باب‬ ‫وما بعدها‬ ‫‪٢٤/٢‬‬

‫أبطل إن‬ ‫فإن فعل في غيرهما ‪:‬‬ ‫أولهما قبل الأخيرتين؛ لأنَّه لم يرد‪،‬‬
‫والفصل أفضل من الوصل إن ساواه عددًا؛‬ ‫طالت جلسة الاستراحة‬
‫والموجب للوصل مخالف للسُّنَّة‬ ‫لأنَّ أحاديثه أكثر ؛ ولأنَّه أكثر عملًا‪،‬‬
‫الصَّحيحة‪ ،‬فلا يراعى ؛ وضابط الوصل والفصل ‪ :‬أنَّ كلَّ إحرام‬
‫جمعت فيه الركعة الأخيرة مع ما قبلها وَصْل وإن فصل فيما قبلها ‪-‬‬
‫بأن يسلم من ركعتين مثلا ؛ وكلَّ إحرام فصل فيه الركعة الأخيرة‬
‫فيتبعض الوتر فصلا ووصلا‪ ،‬فلو صلّى عشرًا‬ ‫عمَّا قبلها فَضْلُ؛ وعليه ‪:‬‬
‫بإحرام فَفَصْل؛ لفصلها عن الركعة الأخيرة‪ ،‬وله التَّشهد بعد كل‬
‫ركعتين أو أربع؛ لأنَّ هذا فصل لا يمتنع فيه ذلك‪ ،‬ولو لم يسع‬
‫الوقت الثَّلاث إلا موصولة ؛ فالوصل أفضل‪ .‬اهـ «بشرى» (ص ‪ ۳۱۳‬وما‬
‫بعدها]‪.‬‬

‫(قوله‪ :‬وَلَا تُشَبِّهُوا الْوِتْرَ بِصَلَاةِ الْمَغْرِب) فيه ‪ :‬أَنَّ التَّشبيه إنَّما‬
‫يتمُّ إذا صلَّى الوتر بتشهدين‪ ،‬ومن ثَمَّ جاء في الحديث‪« :‬لَا تُؤْتِرُوا‬
‫بتشهدين‪ ،‬فهو تقييد‬ ‫بِثَلَاثٍ‪ ،‬وَلَا تُشَبِّهوا الْوِتْرَ بِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ‪ ،‬أي‪:‬‬
‫وعبارة «الكنز»‬ ‫لقوله ‪ :‬بثلاث‪ ،‬وفي «العُباب»‪ :‬فإن وصل الثَّلاث كُرِهَ‪،‬‬
‫ويكره الوصل عند الإتيان بثلاث ركعات‪ ،‬فإذا زاد‬ ‫للأستاذ الْبَكْرِي ‪:‬‬
‫‪.]٤٨٣/١‬‬ ‫ووصل؛ فخلاف الأولى‪ .‬اهـ «ح ل»‪« .‬جمل» على «شرح المنهج»‬
‫أن قوله «وَفِيْهَا مَكْرُوهُ» مقيَّدٌ بعدم الزيادة على الثلاث‬‫وبذلك تعلم أنَّ‬

‫على‬ ‫فهو خلاف الأَوْلَى لا مكروه كما علمت‪ .‬وفي «ق ل»‬ ‫أوَّلًا‪،‬‬
‫الجَلال»‪ :‬وما قيل‪ :‬إنَّ وصل الثَّلاثة الأخيرة أفضلُ؛ خروجًا من‬
‫‪۳۸۹‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَفِي‬ ‫﴿سَبِّح ‪،‬‬ ‫وَيُسَنُّ لِمَنْ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ أَنْ يَقْرَأَ فِي الأُوْلَى‪:‬‬
‫الإِخْلَاصَ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ؛ لِلاتِّبَاعِ [انظر ‪:‬‬ ‫وَفِي الثَّالِثَةِ ‪:‬‬ ‫الْكَافِرُوْنَ‪،‬‬ ‫الثَّانِيَةِ ‪:‬‬
‫فَيُسَنُّ لَهُ ذَلِكَ‬ ‫فَلَوْ أَوْتَرَ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ‪:‬‬ ‫إلى ‪]٤٢‬‬ ‫التلخيص الحبير»‬
‫الثَّلَاثَةِ الأَخِيرَةِ إِنْ فَصَلَ عَمَّا قَبْلَهَا ؛ وَإِلَّا فَلَا كَمَا أَفْتَى بِهِ الْيُلْقِيْنِيُّ‬ ‫في‬

‫‪.]٢٢٧/٢‬‬ ‫انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫[‬

‫وَلِمَنْ أَوْتَرَ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ قِرَاءَةُ الإِخْلَاصِ فِي أَوْلَيَيْهِ فَصَلَ أَوْ‬
‫وَصَلَ‪.‬‬

‫خلاف أبي حنيفة ردَّه الإمام الشافعيلهلهلهلهلهله بأنَّ محلَّ مراعاة الخلاف‬ ‫‪،‬‬

‫إذا لم يوقع في حرام أو مكروه كما هنا‪ .‬اهـ [‪.]٢٤٣/١‬‬


‫(قوله ‪ :‬وَإِلَّا فَلَا أي لئلا يلزم خلو ما قبلها عن سورة‪ ،‬أو‬
‫تطويلها على ما قبلها‪ ،‬أو القراءة على غير ترتيب المصحف أو على‬
‫غير تواليه؛ وكلُّ ذلك خلاف السُّنَّة‪ .‬نعم‪ ،‬يمكن أن يقرأ فيما لو أوتر‬
‫والبُرُوج والطارق‬ ‫المُطَفِّفين والانشقاق في الأُولى‪،‬‬ ‫بخمس ‪ -‬مثلاً ‪-‬‬
‫وحينئذ لا يلزم شيء من ذلك‪ .‬اهـ «تحفة» [‪.]٢٢٧/٢‬‬ ‫في الثانية‪،‬‬

‫وعبارة‬ ‫كَمَا أَفْتَى بِهِ الْيُلْقِيْنِيُّ) كذا في «التحفة»‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وينبغي أنَّ الثَّلاثة الأخيرة فيما إذا زاد على الثلاثة أن يقرأ‬ ‫«المغني»‪:‬‬
‫فيها ذلك‪ .‬اهـ [‪ ]٤٥٢/١‬زاد في «النّهاية»‪ :‬كما بحثه الْيُلْقِيْنِيُّ‪ .‬اهـ‬
‫سواء وصلها بما قبلها أم‬ ‫وظاهرهما ‪ -‬كما قال ع ش ‪:‬‬ ‫‪.]١١٣/٢‬‬
‫الْبُلْقِينِي‪ ،‬إلَّا أن يخص كلامهما‬ ‫لا ؛ فيخالف ما نقله في «التحفة» عن‬

‫على «التحفة» [‪.]٢٢٧/٢‬‬ ‫بالفصل ؛ فليراجع‪ .‬اهـ ع ب»‬


‫عطف على قوله «لِمَنْ أَوْتَرَ‬ ‫وَلِمَنْ أَوْتَرَ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫تحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَأَنْ يَقُوْلَ بَعْدَ الْوِتْرِ ثَلَاثًا‪« :‬سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوْسِ وَيَرْفَعَ‬


‫‪.]١٧٥٣‬‬ ‫؛ النسائي الأرقام ‪:‬‬ ‫صَوْتَهُ بِالثَّالِثَةِ [أبو داود رقم‪:‬‬
‫وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ‬ ‫ثُمَّ يَقُوْلُ‪« :‬اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ‪،‬‬
‫وَأَعُوْذُ بِكَ مِنْكَ‪ ،‬لَا أُحْصِي ثَنَاءٌ عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ‬ ‫عُقُوْبَتِكَ‪،‬‬
‫‪٣٥٦٦‬؛ النسائي رقم‪:‬‬ ‫‪١٤٢٧‬؛ الترمذي رقم‪:‬‬ ‫عَلَى نَفْسِكَ» [أبو داود رقم‪:‬‬
‫‪.[١٧٤٧‬‬

‫ذلك‬
‫ولعله تَبعَ في‬ ‫إلخ‪،‬‬ ‫ويسن لمن أوتر بأكثر ‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫بِثَلَاثٍ‪ ،‬أي‪:‬‬
‫وتسن‬ ‫شیخه ابن حجر في فتاويه حيث قال ‪ :‬قال بعض المتأخرين ‪:‬‬
‫قراءة الإخلاص في كلِّ من أَوْلَتَيْ الوتر‪ .‬اهـ [«الكبرى الفقهية» ‪.]١٩٢/١‬‬
‫لكنه كما تراه ليس مقيَّدًا بكونه أوتر بثلاث أو بأكثر؛ فليكن قول‬
‫ليس بقيد كما فهمه منها كذلك شيخنا مفتي الديار‬ ‫الشارح بأَكْثَرَ»‬
‫اليمنية السيد محمد بن أحمد بن عبد الباري بعد مباحثتي معه في‬
‫ويسن أن‬ ‫ونصها ‪:‬‬ ‫ويؤيد ذلك عبارة الشارح في إرشاد العباد»‬ ‫ذلك‪،‬‬
‫يقرأ في كلّ من أُوْلَتَيْ الوتر الإخلاص‪ .‬اهـ [ص ‪ .]٧٨‬قال شيخنا‬
‫ولعلَّ السِّرَّ في‬ ‫المذكور ولعل المراد قراءتها مع سورة أخرى‪،‬‬
‫وو‬

‫فإذا قرأها في الركعة‬ ‫قراءتها في الركعتين أنَّها تعدل ثلث القرآن‪،‬‬


‫ولعلَّ‬ ‫الأخيرة كان قد قرأها ثلاثا فيكون كمن قرأ القرآن كله‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫حيث‬ ‫ابن حجر يعني ببعضهم الجَلال السُّيوطي في «أذكار الأذكار»‬


‫قلت‪:‬‬ ‫والكافرون والإخلاص والمعوذتين‪،‬‬ ‫سَبِّح‬ ‫وفي الوتر‬ ‫قال ‪:‬‬
‫فتأمل قوله «أَيْضًا»‬ ‫وفي كلِّ من أَوْلَيَيْهِ الإخلاص أَيْضًا‪ .‬اهـ ص ‪.]٢٣‬‬
‫تجده كالصَّريح فيما فهمه شيخنا المذكور من أنه يقرأ الإخلاص أيضًا‬
‫مع سيج والكافرون؛ فليُتَأمَّل فإنَّ الْمُحَشَّيَ قد أطال هنا بما لا‬
‫يوافق‪.‬‬
‫‪۳۹۱‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَوْ بَعْدَ الْمَغْرِبِ‬ ‫كَالتَّرَاوِيْحَ ‪ -‬بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ‪-‬‬ ‫وَوَقْتُ الْوِتْرِ ‪-‬‬
‫وَطُلُوعِ الْفَجْرِ‪.‬‬ ‫فِي جَمْعِ التَّقْدِيم ‪-‬‬
‫لَمْ يَجُزْ قَضَاؤُهُمَا قَبْلَ الْعِشَاءِ كَالرَّوَاتِبِ‬ ‫وَلَوْ خَرَجَ الْوَقْتُ ‪:‬‬
‫وَلَوْ‬ ‫وما بعدها]‪،‬‬ ‫الْبَعْدِيَّةِ‪ ،‬خِلَافًا لِمَا رَبَّحَهُ بَعْضُهُمْ [انظر ‪(( :‬التَّحفة»‬
‫بَانَ يُطْلَانُ عِشَائِهِ بَعْدَ فِعْلِ الْوِتْرِ أَوِ التَّرَاوِيْحِ؛ وَقَعَ نَفْلًا مُطْلَقًا‪.‬‬
‫فَرْحٌ ‪ :‬يُسَنُّ لِمَنْ وَثِقَ بِيَقَظَتِهِ قَبْلَ الْفَجْرِ بِنَفْسِهِ أَوْ غَيْرِهِ أَنْ يُؤَخِّرَ‬
‫الْوِتْرَ كُلَّهُ ‪ -‬لَا التَّرَاوِيْحَ ‪ -‬عَنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَإِنْ فَاتَتِ الْجَمَاعَةُ فِيْهِ‬
‫بِالتَّأْخِيْرِ فِي رَمَضَانَ؛ لِخَبَرِ الشَّيْخَيْنِ‪« :‬اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ‬
‫وَتَأْخِيْرُهُ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ‬ ‫وثرًا) [البخاري رقم‪۹۹۸ :‬؛ مسلم رقم‪،]۷٥۱ :‬‬
‫الْوَاقِعَةِ فِيْهِ‪.‬‬

‫وَلِمَنْ لَمْ يَثِقُ بِهَا أَنْ يُعَجِّلَهُ قَبْلَ النَّوْمِ وَلَا يُنْدَبُ إِعَادَتُهُ‪.‬‬

‫وَلَا يُنْدَبُ إِعَادَتُهُ لكن له إذا أتى بشيء منه ـ كثلاث‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫مثلًا ‪ -‬أن يكمله ويأتي بثمان كما في فتاوى ابن حجر» و«إيعابه»؛‬
‫خلافًا لِـ م ر ووالده في منعهما ذلك؛ واستوجه كلام «حج» في‬
‫ونازع في‬ ‫إنّه الأقرب‪،‬‬ ‫على «م ر»‪:‬‬ ‫وقال «ع «ش»‬ ‫نشر الأعلام»‪،‬‬
‫لسقوط الطلب‪ ،‬بأنَّ سقوط الطلب لا يقتضي منع‬ ‫قول الرملي ‪:‬‬
‫واعتمده الْبَكْرِيُّ وَالْعَمُوْدِيُّ‪ ،‬ولم أَرَ في‬ ‫إلخ [‪]۱۱۲/۲‬‬ ‫البقيَّة ‪...‬‬
‫«التحفة ما يخالف ذلك؛ فادّعاءُ محشّيها «ع ب» أنَّها موافقةٌ‬
‫وأنَّ ما استقربه «ع ش»‬ ‫لـ «النّهاية» و«المغني في منع ذلك‪،‬‬
‫((‬

‫وَهُم عجيب وفهم غريب؛‬ ‫ضعيف مخالف لـ «التَّحفة)) أيضًا [‪]٢٢٦/٢‬‬


‫فَرَاجِعُهُ‪.‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪۳۹۲‬‬

‫سُنَّةُ التَّهَجُدِ أَيْضًا ؛‬ ‫به‬ ‫حَصَلَ لَهُ‬ ‫ثُمَّ إِنْ فَعَلَ الْوِتْرَ بَعْدَ النَّوْمِ ‪:‬‬
‫وَإِلَّا كَانَ وِتْرًا لَا تَهَجُدًا‪.‬‬

‫وَقِيلَ‪ :‬الأَوْلَى أَنْ يُوْتِرَ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ مُطْلَقًا ثُمَّ يَقُوْمَ وَيَتَهَجَّدَ؛‬
‫لِقَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ له ‪« :‬أَمَرَنِي رَسُوْلُ اللهِﷺ أَنْ أُوْتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ‬
‫وفيهما ‪« :‬أَوْصَانِي]‪.‬‬ ‫‪،۷۲۱‬‬ ‫‪۱۹۸۱‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫رَوَاهُ الشَّيْخَانِ [البخاري رقم‪:‬‬

‫وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرِ اللهِ يُوْتِرُ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ ثُمَّ يَقُوْمُ وَيَتَهَجَّدُ‪،‬‬
‫وَعُمَرُ الله يَنَامُ قَبْلَ أَنْ يُوْتِرَ وَيَقُوْمُ وَيَتَهَجَّدُ وَيُوْتِرُ ؛ فَتَرَافَعَا إِلَى‬
‫وَهَذَا أَخَذَ‬ ‫ﷺ فَقَالَ‪« :‬هَذَا أَخَذَ بِالْحَزْمِ ‪ -‬يَعْنِي‪ :‬أَبَا بَكْرٍ ‪-‬‬‫رَسُوْلِ اللهِ‬
‫‪.]١٤٣٤‬‬ ‫عُمَرَ ) [أبو داود رقم‪:‬‬ ‫يَعْنِي ‪:‬‬ ‫بِالْقُوَّةِ ‪-‬‬
‫وَعَنْ عَلِيٌّ مِثْلُ فِعْلِ‬ ‫وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ مِثْلُ فِعْلِ أَبِي بَكْرٍ‪،‬‬
‫عُمَرَ‬

‫وَاخْتَارَ الشَّافِعِيُّ فِعْلَ أَبِي بَكْرٍ له [‪.]٢١٣/٢‬‬ ‫قَالَ فِي الْوَسِيْط»‪:‬‬


‫فَلَيْسَنَا‬ ‫وَأَمَّا الرَّكْعَتَانِ اللَّتَانِ يُصَلِّيْهِمَا النَّاسُ جُلُوْسًا بَعْدَ الْوِتْرِ ‪:‬‬
‫كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْجَوْجَرِيُّ وَالشَّيْخُ زَكَرِيَّا [انظر ما يفيده في‪« :‬أسنى‬ ‫مِنَ السُّنَّةِ‪،‬‬
‫قَالَ فِي الْمَجْمُوع»‪ :‬وَلَا تَغْتَرَّ بِمَنْ يَعْتَقِدُ سُنِّيَّةَ ذَلِكَ‬ ‫‪،]٢٠٢/١‬‬ ‫المطالب»‬
‫وَيَدْعُو إِلَيْهِ لِجَهَالَتِهِ [‪.]٣٥٤/٣‬‬

‫وَيُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ‬ ‫يُسَنُ الضُّحَى)؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى‪:‬‬ ‫(وَ)‬

‫وانظر ما المراد‬ ‫يُسَبِّحْنَ أي الجبال أي يصلين‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫يسبحن بتسبيحه؛ أي‪ :‬فإذا سبح‬ ‫بصلاة الجبال؟ والذي في «الجَلال»‪:‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫صَلَاةُ الإِشْرَاقِ صَلَاةُ الضُّحَى [انظر‪:‬‬ ‫[سورة ص‪ .]۱۸ :‬قَالَ ابْنُ عَبَّاسِ ‪:‬‬
‫إلى ‪.]٥١٨‬‬ ‫الدُّرَّ المنثور للسيوطي ‪٥١٥/١٢‬‬ ‫‪۲۳۸/۲‬؛ وانظر ‪:‬‬ ‫الزوائد»‬ ‫مجمع‬

‫ﷺ‬ ‫رَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَالله قال ‪« :‬أَوْصَانِي خَلِيلِي‬


‫وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى‪ ،‬وَأَنْ أُوْتِرَ‬ ‫بِثَلَاثِ ‪ :‬صِيَامٍ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ‪،‬‬
‫‪۱۹۸۱‬؛ مسلم رقم‪.]۷۲۱ :‬‬ ‫قَبْلَ أَنْ أَنَامَ) [البخاري رقم‪:‬‬

‫وقت صلاة العشاء‪،‬‬ ‫بالعَشِيِّ‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫داود أجابته بالتسبيح‪ ،‬ثُمَّ قال ‪:‬‬
‫وقت صلاة الضحى وهي أن تشرق الشمس ويتناهى‬ ‫‪6‬‬
‫وَالإِشْرَاقِ ‪:‬‬
‫فلا‬ ‫وهو صريح في أنَّ المراد بالتسبيح حقيقته لا الصَّلاة‪،‬‬ ‫ضوءها‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫بالحرف‬ ‫على «التحرير»‬ ‫تكون الآية دليلًا لِمَا نحن فيه‪ .‬اهـ شَرْقَاوِي»‬
‫صَلَاةُ الإِشْرَاقِ صَلَاةُ الضُّحَى) أي‪:‬‬ ‫قَالَ ابْنُ عَبَّاسِ ‪:‬‬ ‫[‪( .]٣٣١/١‬وقوله ‪:‬‬
‫كنت أمرُّ بهذه الآية لا أدري ما هي حتَّى حدثتني أُمُّ‬ ‫فسَّرها بها‪ ،‬قال‪:‬‬
‫هانئ بنت أبي طالب أنَّ رسول اللهﷺ دَخَلَ عليها فدعا بوَضوء فتوضأ‬
‫ثُمَّ صلَّى الضُّحى وقال ‪ :‬يَا أُمَّ هَانِي هَذِهِ صَلَاةُ الإِشْرَاقِ» [الطبراني في‬
‫الكبير» رقم ‪ ]٤٠٦/٢٤ ،٩٨٦ :‬اهـ ‪«.‬خطيب»‪ .‬وأخرج سعيد بن منصور في‬
‫«سُننه عن ابن عباس أنَّه قال ‪ :‬طلبت صلاة الضحى في القرآن فوجدتها‬
‫وعن عتبة بن‬ ‫‪.]٧٦/٣‬‬ ‫نيل الأوطار»‬ ‫[ذكره في ‪:‬‬ ‫هَا هُنا ويُسَبِّحْنَ بِالْعَشِي وَالْإِسْرَاقِ‬
‫عبد عند الطبراني عن رسول اللهﷺ قال‪« :‬مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي‬
‫جَمَاعَةٍ ثُمَّ يَثْبُتُ حَتَّى يُسَبِّحَ سُبْحَةَ الضُّحَى ؛ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجِّ وَمُعْتَمِرٍ‬
‫‪.]١٢٩/١٧‬‬ ‫‪،٣١٧‬‬ ‫‪١٤٨/٨‬؛ ورقم‪:‬‬ ‫‪،٧٦٤٩‬‬ ‫تَامٌ لَهُ حَجُهُ وَعُمْرَتُهُ [في‪« :‬الكبير» رقم ‪:‬‬
‫ﷺ قال‪« :‬مَنْ قَعَدَ فِي‬‫وعن معاذ بن أنس عند أبي داود أنَّ النبيَّ‬
‫مُصَلَّاهُ حِيْنَ يَنْصَرِفُ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى يُسَبِّحَ رَكْعَتَيْ الضُّحَى لَا‬
‫يَقُوْلُ إِلَّا خَيْرًا ؛ غُفِرَ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ» اهـ [رقم‪:‬‬
‫ومن ذلك تعلم وجه استدلال الشارح بالآية؛ فتنبه‪.‬‬ ‫‪.]١٢٨٧‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٣٩٤‬‬

‫صَلَاتَهَا ‪-‬‬ ‫صَلَّى سُبْحَةَ الضُّحَى ‪ -‬أَيْ‪:‬‬ ‫وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ ‪ :‬أَنَّهُ‬
‫‪.]١٢٩٠‬‬ ‫وَيُسَلِّمُ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ [رقم‪:‬‬ ‫ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ‪،‬‬

‫ثَمَانٍ كَمَا فِي «التَّحْقِيقِ» [ص ‪]٢٢٨‬‬ ‫وَأَكْثَرُهَا ‪:‬‬ ‫رَكْعَتَانِ‪،‬‬ ‫(وَأَقَلُّهَا ‪:‬‬
‫وَعَلَيْهِ الأَكْثَرُوْنَ؛ فَتَحْرُمُ الزِّيَادَةُ عَلَيْهَا بِنِيَّةِ‬ ‫وَالْمَجْمُوع [‪]٣٦٦/٣‬‬
‫الضُّحَى‪ ،‬أو هِيَ أَفْضَلُهَا عَلَى مَا فِي الرَّوْضَةِ» [‪ ]۳۳۲/۱‬وَ«أَصْلِهَا»‬
‫‪]۱۳۰/۲‬؛ فَيَجُوْزُ الزِّيَادَةُ عَلَيْهَا بِنِيَّتِهَا إِلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ‪.‬‬

‫وَيُنْدَبُ أَنْ يُسَلَّمَ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ‪.‬‬

‫وَالاخْتِيَارُ فِعْلُهَا‬ ‫وَوَقْتُهَا‪ :‬مِنِ ارْتِفَاعِ شَمْسٍ قَدْرَ رُمْحِ إِلَى زَوَالٍ‪،‬‬
‫فتح الجواد ‪]٢٤٧/١‬؛ لِحَدِيْثِ صَحِيحِ فِيْهِ‬ ‫عِنْدَ مُضِيّ رُبْعِ النَّهَارِ [انظر‪:‬‬
‫مسلم رقم‪ ،]٧٤٨ :‬فَإِنْ تَرَادَفَتْ[‪ ]۱‬فَضِيْلَةُ التَّأْخِيْرِ إِلَى رُبْعِ النَّهَارِ وَفَضِيْلَةُ‬
‫سُبْحَةَ الضُّحَى بضمّ السِّين كما في «القاموس» [ص ‪]٢٢٣‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫صلاته‪.‬‬ ‫أي‬

‫اعتمده في «المغني» [‪ ]٤٥٥/١‬و«النهاية»‬ ‫وَعَلَيْهِ الأَكْثَرُوْنَ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وأفتى به الشهاب الرملي‪.‬‬ ‫‪]۲۳۲/۲‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫[‪ ]١١٧/٢‬و«سم»‬

‫والاثني عشر‬ ‫(قوله‪ :‬أَوْ هِيَ أَفْضَلُهَا أي‪ :‬إِنَّ الثَّمان أفضلها‪،‬‬
‫وهذا معتمد ابن حجر كشيخ‬ ‫إلخ)‬ ‫عَلَى مَا فِي الرَّوْضَةِ»‬ ‫أكثرها‬
‫وقاعدةُ أنَّ كلَّ ما كَثُرَ وشقَّ كان أفضل‬ ‫قال في التحفة»‬ ‫الإسلام‪،‬‬
‫أغلبية [‪.]٢٣٣/٢‬‬

‫ليكون في كل ربع من النَّهار‬ ‫عِنْدَ مُضِيّ رُبع النَّهَارِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫تَعَارَضَتْ [عمار]‪.‬‬ ‫كُتب على هامش القديمة من نُسخةٍ دون تصحيح ‪:‬‬ ‫[ ‪]١‬‬
‫‪٣٩٥‬‬
‫يدينعلىفتحالمعين‬

‫فَالأَوْلَى تَأْخِيْرُهَا إِلَى رُبْعِ النَّهَارِ‬ ‫أَدَائِهَا فِي الْمَسْجِدِ إِنْ لَمْ يُؤَخِّرْهَا ‪:‬‬
‫وَإِنْ فَاتَ بِهِ فِعْلُهَا فِي الْمَسْجِدِ؛ لأَنَّ الْفَضِيْلَةَ الْمُتَعَلِّقَةَ بِالْوَقْتِ أَوْلَى‬
‫بِالْمُرَاعَاةِ مِنَ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْمَكَانِ‪.‬‬
‫وَوَرَدَ‬ ‫'‬
‫وَالضُّحَى )‬ ‫وَيُسَنُ أَنْ يَقْرَأَ فِيْهَا سُوْرَتَيْ وَالشَّمْس﴾‬
‫قِرَاءَةُ الْكَافِرُوْنَ وَالإِخْلَاصِ‪.‬‬ ‫أَيْضًا ‪:‬‬
‫خِلَافًا لِلْغَزَالِيِّ وَمَنْ‬ ‫وَالأَوْجَهُ أَنَّ رَكْعَتَيْ الإِشْرَاقِ مِنَ الضُّحَى‪،‬‬
‫تَبِعَهُ‪.‬‬

‫وفي‬ ‫الضُّحى‪،‬‬ ‫وفي الثاني‪:‬‬ ‫الصُّبح‪،‬‬ ‫ففي الربع الأوَّل‪:‬‬ ‫صلاة‪،‬‬


‫‪.]٤٨٦/١‬‬ ‫العصر‪( .‬جمل) [على «شرح المنهج»‬ ‫وفي الرَّابع‪:‬‬ ‫الظهر‪،‬‬ ‫الثَّالث‪:‬‬
‫في «التحفة»‬
‫كذا في‬
‫كذا‬ ‫)‬ ‫وَالضُّحَىى‬ ‫وَالشَّمْسِ‬ ‫سُوْرَتَيْ‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وقوله ‪ :‬وَوَرَدَ أَيْضًا ‪:‬‬
‫قِرَاءَةُ‬ ‫وجرى عليه الْجَلالُ السُّيُوطِيُّ‪.‬‬ ‫[‪،]۲۳۱/۲‬‬
‫الشَّمس‬ ‫الْكَافِرُوْنَ وَالإِخْلَاص) قال م ر ‪ :‬وهما أفضل في ذلك‬
‫من‬

‫سورتا‬ ‫فتقرأ ـ أي ‪:‬‬ ‫‪.]۱۱۷/۲‬‬ ‫النّهاية»‬ ‫والضُّحى وإن وَرَدَتَا أيضًا [في‪:‬‬
‫وعلى هذا‬ ‫الإخلاص ‪ -‬في كل ركعتين منها ‪ .‬قال بعض أرباب الحواشي ‪:‬‬
‫الشَّمس‬ ‫فالجمع بين القولين أَوْلَى؛ بأن يقرأ في الركعة الأولى منها ‪:‬‬
‫الضُّحى والإخلاص‪ ،‬ثُمَّ باقي الركعات يقتصر‬ ‫وفي الثَّانية ‪:‬‬ ‫والكافرون‪،‬‬
‫‪.]٤٢٠/١‬‬ ‫على «الإقناع»‬ ‫بج»‬ ‫على الكافرون والإخلاص [كذا في ‪:‬‬

‫(قوله ‪ :‬أَنَّ رَكْعَتَيْ الإِشْرَاقِ مِنَ الضُّحَى) كذا في «الإيعاب»‪،‬‬


‫والشَّعْرَانِيُّ‪ ،‬قال السَّيِّد عُمر‬ ‫وما بعدها)‬ ‫واعتمده م ر تَبَعًا لوالده [‪١١٦/٢‬‬
‫والقلبُ إليه أَمْيَلُ [على التَّحفة)) (‪ ،]۲۰۷/۱‬قال في «الإيعاب»‪:‬‬ ‫الْبَصْرِيُّ ‪:‬‬
‫ومقتضى المذهب أنَّه لا يجوز فعلها بنيَّة صلاة الإشراق؛ واعتمد في‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٣٩٦‬‬

‫يُسَنُّ رَكْعَتَا تَحِيَّةٍ لِدَاخِل مَسْجِدٍ وَإِنْ تَكَرَّرَ دُخُولُهُ أَوْ لَمْ يُرِدِ‬ ‫(وَ)‬

‫وكذلك «الإمداد»‬ ‫«التحفة» كَـ «العُباب أنَّها غير الضُّحى [‪،]٢٣٨/۲‬‬


‫قال في‬ ‫وجماعة‪،‬‬ ‫واعتمده سم»‬ ‫على ما في الإحياء»‪،‬‬ ‫لكن قال ‪:‬‬
‫وهو المنقول وينوي بهما سُنَّة الإشراق كما نقله‬ ‫نشر الأعلام»‪:‬‬
‫وعلى القولين فلا يدخل وقتها إلا‬ ‫الْجَوْهَرِيُّ عن فتاوى ابن زياد‪،‬‬
‫وإن‬ ‫وهو ما اعتمده ابن حجر في «التحفة»‬ ‫بارتفاع الشَّمس كالضُّحى‪،‬‬
‫رجح في شرح الشمائل» أنَّ وقتها يدخل بمجرد طلوع الشمس‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫لم يبين هو ولا غيره منتهى وقتها‪،‬‬ ‫قال عبد الحميد على «التحفة»‪:‬‬
‫ويحتمل أن يفوت بطول الفصل‬ ‫فيحتمل أن يقاس على الضُّحى‪،‬‬
‫فانظر من أينِ لِلْمُحَشَّيِ الجزم بفواتها‬ ‫عُرْفًا؛ فليُحرَّر‪ .‬اهـ [‪.]۲۳۷/۲‬‬
‫بمضي وقت شروق الشَّمس وارتفاعها ؟ فَلَعَمْرِي إِنَّ تركه العزو في‬
‫مثل ذلك ممَّا يصعب قبوله على الطالب فحرّره [وجدت أنه ناقل عن «بج»‬
‫‪.]٤٢٠/١‬‬ ‫على «الإقناع»‬

‫لتعظيم المسجد بإيقاع الصَّلاة فيه الله‬ ‫وَرَكْعَتَا تَحِيَّةٍ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫والحَرَم بالإحرام‪،‬‬ ‫الطَّواف‪،‬‬ ‫تحيَّة البيت‬ ‫والتَّحيَّات متعدّدة ‪:‬‬ ‫لا له‪.‬‬
‫ولقاء‬ ‫الوقوف‪،‬‬ ‫ومنى رمي جمرة العقبة يوم العيد وعرفة ومزدلفة‪:‬‬
‫الخُطبة‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٣١٧‬‬ ‫ومن الخطيب ‪:‬‬ ‫المسلم بالسلام‪،‬‬
‫ولو مشاعًا عند «م ر» [‪،]١١٨/٢‬‬ ‫لِدَاخِل مَسْجِدٍ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫واستقربه في شرح العُباب»‪ .‬ولا يصحُ فيه الاعتكاف أو المسجد‬
‫الحرام إن لم يرد الطَّواف حالا ولو مدرسًا ينتظر‪ ،‬خلافًا لِمَا يأتي في‬
‫الشرح‪.‬‬
‫‪۳۹۷‬‬
‫ت المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَتَبِعَهُ الشَّيْخُ زَكَرِيَّا فِي شَرْحَيْ الْمَنْهَجِ»‬ ‫الْجُلُوسَ خِلَافًا لِلشَّيْخ نَصْرٍ‪،‬‬
‫إِنْ أَرَادَ الْجُلُوْسَ [ص ‪]٧٥‬؛ لِخَبَرِ الشَّيْخَيْر‬ ‫[‪ ]٥٧/١‬وَ(التَّحْرِيرِ بِقَوْلِهِ ‪:‬‬
‫إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ) [البخاري رقم‪:‬‬
‫‪.]٧١٤‬‬ ‫‪١١٦٣‬؛ مسلم رقم‪:‬‬

‫وَتَفُوْتُ التَّحِيَّةُ بِالْجُلُوسِ الطَّوِيْلِ‪ ،‬وَكَذَا الْقَصِيْرِ إِنْ لَمْ يَسْهَ أَوْ‬
‫وَيَلْحَقُ بِهِمَا عَلَى الأَوْجَهِ مَا لَوِ احْتَاجَ لِلشَّرْبِ فَيَقْعُدُ لَهُ قَلِيْلًا‬ ‫يَجْهَلْ‪،‬‬
‫قَائِمًا‬ ‫وَلِمَنْ أَحْرَمَ بِهَا‬ ‫ثُمَّ يَأْتِي بِهَا‪ .‬لَا بِطُوْلِ قِيَامِ أَوْ إِعْرَاضٍ عَنْهَا‪.‬‬
‫الْقُعُودُ لإِثْمَامِهَا‪.‬‬

‫وأجيب‬ ‫فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ هو دليل الشيخ نصر‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫كما في التحفة» [‪ ]٢٣٤/٢‬و «النهاية وغيرها‪.‬‬ ‫بأنه خرج مخرج الغالب‪،‬‬
‫هل طوله بمقدار ركعتين بأقل مجزئ؟ حرّره‪،‬‬ ‫الطَّوِيْلِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وجزم به في بشرى‬ ‫‪.]۲۱۸/۱‬‬ ‫فإنَّه غير بعيد‪« .‬كُردي [في‪« :‬الوسطى»‬
‫الكريم» [ص ‪.]٣١٨‬‬
‫لا‬
‫نعم‪،‬‬ ‫ولو للوضوء عند غير الخطيب‪.‬‬ ‫وَكَذَا الْقَصِيْرِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ولا ليستريح قليلًا ثُمَّ يقوم لها‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫تفوت بالجلوس مُسْتَوْفِزًا كعلى قدميه‬
‫«بشری» [ص ‪.]٣١٨‬‬

‫اعتمده في «التحفة» [‪]٢٣٥/٢‬؛ وخالف في‬ ‫فَيَقْعُدُ لَهُ قَلِيْلًا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫«النهاية فاعتمد الفوات به [‪.]١٢٠/٢‬‬

‫(قوله ‪ :‬لَا بِطُوْلِ قِيَام كذلك «التحفة وغيرها؛ وفي «النهاية»‪:‬‬


‫‪.]۲۱۸/۱‬‬ ‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫فواتها به كما أفتى به الوالد‬
‫الْقُعُوْدُ لإِثْمَامِهَا) في النّهاية»‪ :‬له نيتها جالسًا حيث‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫حالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪۳۹۸‬‬

‫وَكُرِهَ تَرْكُهَا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ‪ .‬نَعَمْ‪ ،‬إِنْ قَرُبَ قِيَامُ مَكْتُوبَةِ جُمُعَةٍ أَوْ‬
‫غَيْرِهَا وَخَشِيَ لَوِ اشْتَغَلَ بِالتَّحِيَّةِ فَوَاتَ فَضِيْلَةِ التَّحَرُّمِ؛ انْتَظَرَهُ قَائِمًا‪.‬‬
‫وَيُسَنُّ لِمَنْ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْهَا وَلَوْ بِحَدَثٍ أَنْ يَقُولَ‪« :‬سُبْحَانَ اللَّهِ‪،‬‬
‫وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ‬ ‫وَا لهُ أَكْبَرُ‪،‬‬ ‫وَالْحَمْدُ للهِ‪ ،‬وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ‪،‬‬
‫الْعَلِيُّ الْعَظِيمِ أَرْبَعًا‪.‬‬

‫جلس ليأتي بها قال ‪ :‬إذ ليس لنا نافلة يجب التحرُّم بها قائما‪ .‬اهـ‬
‫[‪ .]١٢٠/٢‬وفي «التحفة»‪ :‬نَدْبُ تقديم سجدة التّلاوة عليها؛ لأنَّها أكد‬
‫منها؛ للخلاف الشهير في وجوبها وأنَّها لا تفوت بها؛ لأنها جلوس‬
‫وعليه‬ ‫واستقربه في «المغني»‪،‬‬ ‫وما بعدها)‪.‬‬ ‫اهـ [‪٢٣٥/٢‬‬ ‫قصير لعذر‪.‬‬
‫«النهاية»‪.‬‬

‫ولو كان عدم التمكن بسبب حدث‪ .‬في‬ ‫(قوله‪ :‬وَلَوْ بِحَدَثٍ) أي‪:‬‬
‫ينبغي أنّ محلَّ الاكتفاء بذلك حيث لم يتيسر له الوضوء فيه‬ ‫ع ش‪:‬‬
‫قبل طول الفصل؛ وإلا فلا تحصل لتقصيره بترك الوضوء مع تيسره‬
‫قال عبد الحميد وهو بعيد على «التحفة»‬ ‫‪]۱۲۰/۲‬‬ ‫اهـ على النهاية)‬
‫‪.[٢٣٦/٢‬‬

‫في «المغني»‬ ‫إلى آخره أَرْبَعًا)‬ ‫(قوله‪« :‬سُبْحَانَ اللهِ ‪...‬‬


‫ولم يتعرض‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫فإنَّها تعدل ركعتين في الفضل‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫و«النهاية»‪:‬‬
‫فنسبة الْمُحَقِّي ذلك إليها اشتباه منه‪.‬‬ ‫في «التحفة»‪،‬‬ ‫لذلك‬

‫إِنَّما استُحِبَّ الإتيان بهذه الكلمات الأربع؛ لأنَّها صلاة‬ ‫فَائِدَةٌ ‪:‬‬
‫سائر الخليقة من غير الآدمي من الحيوانات والجمادات في قوله‬
‫بهذه الأربع‪،‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫﴿وَإِن مِن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ ﴾ [الإسراء‪،]٤٤ :‬‬ ‫تعالى‪:‬‬
‫والقرض الحسن‪،‬‬ ‫والباقيات الصالحات‪،‬‬ ‫الكلمات الطَّيِّبات‬ ‫وهي‪:‬‬
‫‪۳۹۹‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلِمُرِيْدِ طَوَافٍ دَخَلَ‬ ‫وَتُكْرَهُ لِخَطِيْبِ دَخَلَ وَقْتَ الْخُطْبَةِ‪،‬‬


‫خِلَافًا لِبَعْضِهِمْ‪.‬‬ ‫الْمَسْجِدَ‪ ،‬لَا لِمُدَرِّسِ‪،‬‬
‫***‬

‫وَوُضُوْءٍ‪.‬‬ ‫وَطَوَافٍ‪،‬‬ ‫وَإِحْرَامٍ‪،‬‬ ‫رَكْعَتَا اسْتِخَارَةٍ)‪،‬‬ ‫(وَ)‬

‫وَالْبَقِيتُ الصَّلِحَتُ ﴾ [الكهف‪٤٦ :‬؛‬ ‫والذكر الكثير ؛ في قوله تعالى‪:‬‬


‫مَن ذَا الَّذِى يُقرِضُ الله قرضا حسنا [البقرة ‪:‬‬ ‫مريم‪ ]٧٦ :‬وفي قوله تعالى‪:‬‬
‫اهـ‬ ‫‪.]٤١‬‬ ‫اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب‪:‬‬ ‫وفي قوله تعالى ‪:‬‬ ‫‪]١١‬‬ ‫‪٢٤٥‬؛ الحديد‪:‬‬
‫«مغني» [‪.]٤٥٧/١‬‬

‫وأنَّها تسن له‪.‬‬ ‫(قوله ‪ :‬لَا لِمُدَرِّس) قد علمت ضعفه‪،‬‬

‫طلب الخير فيما يريد أن يفعله‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫وَرَكْعَتَا اسْتِخَارَةٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ومعناها في الخير الاستخارة في تعيين وقته‪.‬‬
‫اعْلَمْ أَنَّه وَرَدَ في الاستخارة‬ ‫قال الإمام الْعَامِرِيُّ في بهجته»‬
‫وأصحُ ما في هذا الباب ما رويناه في صحيح‬ ‫أحاديث كثيرة‪،‬‬
‫كان رسول اللهﷺيعلمنا‬ ‫البخاري عن جابر بن عبد الله الله قال‪:‬‬
‫الاستخارة في الأمور كلها كما يعلّمنا السُّورة من القرآن‪ ،‬يقول‪« :‬إِذَا‬
‫هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ‪ ،‬ثُمَّ لِيَقُلْ ‪ :‬ا لَّهُمَّ‬
‫وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ‬ ‫وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ‪،‬‬ ‫إِنِّي أَسْتَخِيْرُكَ بِعِلْمِكَ‪،‬‬
‫الْعَظِيمِ‪ ،‬فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ ‪ ،‬وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ‪ ،‬وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ؛‬
‫اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ‬
‫ثُمَّ‬ ‫وَيَسِّرْهُ لِي‪،‬‬ ‫فَاقْدُرْهُ لِي‪،‬‬ ‫عَاجِلَ أَمْرِي وَآجِلِهِ ‪-‬‬ ‫أَمْرِي ‪ -‬أَوْ قَالَ‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫بحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي‬ ‫بَارِكْ لِي فِيْهِ‪،‬‬
‫وَاصْرِفْنِي‬ ‫عَاجِلَ أَمْرِي وَآجِلِهِ ـ فَاصْرِفْهُ عَنِّي‪،‬‬ ‫وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ‪ -‬أَوْ قَالَ ‪:‬‬
‫وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ‬ ‫وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ‪ ،‬ثُمَّ رَضّنِي بِهِ‪ ،‬قَالَ ‪:‬‬ ‫عَنْهُ‪،‬‬
‫‪.]١١٦٢‬‬ ‫[رقم‪:‬‬

‫وتحصل ركعتاها براتبة وتحية وغير ذلك‪،‬‬ ‫قال العلماء‬


‫والاستقلال بسبب الاستخارة أَوْلَى ويقرأ فيهما بعد الفاتحة‪:‬‬
‫‪،‬‬

‫ويقرأ أيضًا بعد‬ ‫قال بعضهم‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الكافرون وقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدُ‬
‫)‪( ۸‬‬ ‫وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَختار‪...‬‬ ‫‪.‬‬ ‫قُلْ يَأَيُّهَا الْكَفِرُونَ‬
‫وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا‬ ‫‪:‬‬ ‫قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ‬ ‫وبعد‬ ‫الآية [القصص‪]٦٨ :‬‬
‫وفيه مناسبة‬ ‫‪،]٦٩‬‬ ‫الآية [القصص‪:‬‬ ‫تكِن صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ‬
‫حسنة‪.‬‬

‫ويستحب أن‬ ‫استخار بالدُّعاء‪،‬‬ ‫ولو تعذرت عليه الصَّلاة بالحال‪:‬‬


‫فقد روينا ذلك من حديث مرفوع‬ ‫يقول‪« :‬اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَاخْتَرْ لِي‪،‬‬
‫‪.]٣٥١٦‬‬ ‫في «جامع الترمذي وضعفه [رقم‪:‬‬

‫‪ ،‬ثُمَّ‬ ‫أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ‬ ‫ويقرأ بعد الصَّلاة والدُّعاء ‪:‬‬
‫يمضي بعد ذلك لما ينشرح له صدره‪ ،‬ولا شك أنَّ الخير فيه‪ ،‬وإن‬
‫ظهر له منه شرٌّ ‪ :‬فلا شكّ أنَّ في طيّه خيرًا ‪ ،‬فإنَّ الخير ما هو عند الله‬
‫﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ‬ ‫لا ما يظهر للنَّاس ؛ قال تعالى‪:‬‬ ‫خير‪،‬‬
‫لَكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَالله‬
‫‪.]٢١٦‬‬ ‫[البقرة‪:‬‬

‫وينبغي أن لا يترك الاستخارة في كل الأمور وإن كانت طاعة‬


‫‪٤٠١‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫«مِنْ‬ ‫ﷺ قال‪:‬‬‫أَنَّه‬ ‫كالحج ونحوه؛ للحديث السَّابق ؛ ولِما رواه الْبَيْهَقِيُّ‬


‫وَمِنْ شَقَاوَةِ‬ ‫سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ اسْتِخَارَتُهُ اللهَ وَرِضَاهُ بِمَا قَضَى اللَّهُ عَلَيْهِ‪،‬‬
‫ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةَ اللهِ وَسَخَطُهُ بِمَا قَضَى اللَّهُ تَعَالَى» [في‪« :‬شعب‬
‫إلى ‪.]٣٨٠‬‬ ‫‪،۱۹۹‬‬ ‫رقم‪:‬‬ ‫الإيمان‬

‫إلى ‪.]٥٨٢‬‬ ‫ص ‪٥٨٠‬‬ ‫ومنها نقلت‬ ‫اهـ بحذف‪،‬‬

‫أطلب ما هو‬ ‫قال الأُجْهُوْرِيُّ‪ :‬أي‪:‬‬ ‫فقوله «أَسْتَخِيْرُكَ بِعِلْمِكَ»‪،‬‬


‫أطلب منك إلهام شيء هو خير لي في‬ ‫أي‪:‬‬ ‫خير لي في علمك‪،‬‬
‫انشراح نفسي له هذا على اعتبارها هذا؛ وأما على‬ ‫أي‪:‬‬ ‫علمك‪،‬‬
‫أطلب منك فعل ما هو خير لي في علمك؛ وذلك‬ ‫فالمعنى‪:‬‬ ‫عدمه ‪:‬‬
‫وهو‬ ‫أنَّه اخْتُلِفَ بعد فعل الاستخارة هل يفعل ما انشرحت له نفسه‪،‬‬
‫ثُمَّ ليمض بعد‬ ‫فإنَّه قال‪:‬‬ ‫ما ذكره العلامة خليل في مناسكه»‬
‫وغير‬ ‫المدخل‬ ‫وعليه صاحب‬ ‫‪6‬‬
‫الاستخارة لِمَا انشرحت له نفسه‬
‫وهو الأظهر؛ أو ما يفعله بعد الاستخارة هو الخير وإن لم‬ ‫واحد‪،‬‬
‫وليس في الحديث اشتراط‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬
‫تنشرح له نفسه فإنَّ فيه الخير‬

‫وهذا الثَّاني للسبكي عن الزَّمَلْكَانِيِّ‬ ‫والأوَّل أظهر‪،‬‬ ‫انشراح الصدر‪ .‬اهـ‪.‬‬


‫إذا استخار‬ ‫كان الشَّيخ كمال الدِّين الزَّمْلَكَانِيُّ يقول‪:‬‬ ‫فإنَّه قال‪:‬‬
‫سواء انشرحت له نفسه أم‬ ‫الإنسان ربَّه في شيء؛ فليفعل ما بدا له‪،‬‬
‫اهـ‬ ‫وليس في الحديث اشتراط انشراح الصدر‪.‬‬ ‫فإنَّ فيه الخير‪،‬‬ ‫لا‪،‬‬
‫‪.]٤٩٢/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫«جمل»‬

‫عدم حصول‬ ‫ظاهره‪:‬‬ ‫إلخ‪،‬‬ ‫ولو تعذرت عليه الصَّلاة ‪...‬‬ ‫وقوله ‪:‬‬
‫وجَرَى عليه الإمام الْبَكْرِيُّ‬ ‫السُّنَّة بمجرَّد الدُّعاء مع تيسر الصَّلاة‪،‬‬
‫الظَّاهر أنَّه لا يشترط التَّعذر ولا‬ ‫وقال الْمُلا إبراهيم الْكُوْرَانِيُّ ‪:‬‬ ‫وغيره‪،‬‬
‫يخالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٠٢‬‬

‫وكمالها بالصَّلاة ثُمَّ‬ ‫فيحصل أصل الاستخارة بالدُّعاء‪،‬‬ ‫التَّعشر‪،‬‬


‫وأكملها بالصَّلاة بنيتها ثُمَّ الدُّعاء‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫الدُّعاء‪،‬‬

‫ومن تعذرت عليه‬ ‫وفي حاشية ابن حجر على الإيضاح»‪:‬‬


‫عدم حصولها بمجرد‬ ‫وظاهره‬ ‫الصَّلاة؛ استخار بالدُّعاء المذكور‪،‬‬
‫المراد عدم حصول كمالها؛‬ ‫إلا أن يقال ‪:‬‬ ‫الدُّعاء مع تيسر الصَّلاة‪،‬‬
‫وذَكَرَ نحو‬ ‫لظاهر خبر أبي يَعْلَى ‪« :‬إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْرًا فَلْيَقُل ‪»...‬‬
‫ووَرَدَ في حديث ضعيف‬ ‫‪،]٤٩٧/٢‬‬ ‫‪،١٣٤٢‬‬ ‫مسنده رقم‪:‬‬ ‫الدُّعاء السَّابق [في‪:‬‬
‫فينبغي‬ ‫كان إذا أراد الأمر قال‪« :‬اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَاخْتَرْ لِي»‪،‬‬ ‫أنَّه‬
‫والذي يظهر أنَّه يكرر الاستخارة بصلاتها‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫ذكر ذلك بعد دعائه‪.‬‬
‫والتقييد بها في‬ ‫ودعائها حتّى ينشرح صدره لشيء وإن زاد على السبع‪،‬‬
‫خبر أنس ‪« :‬إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرِ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيْهَ سَبْعَ مَرَّاتٍ‪ ،‬ثُمَّ انْظُرْ‬
‫إِلَى الَّذِي سَبَقَ إِلَى قَلْبِكَ‪ ،‬فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيْهِ [انظر‪« :‬الأذكار النواوية» رقم‪:‬‬
‫ص ‪ ]٢٣٢‬لعله جَرْي على الغالب ؛ إذ انشراح الصدر لا يتأخَّر عن‬ ‫‪٦٦٢‬‬
‫الأولى قول ابن‬ ‫ومن ثُمَّ قيل‪:‬‬ ‫على أنَّ الخبر إسناده غريب‪،‬‬ ‫السَّبع‪،‬‬
‫عبد السَّلام أنَّه يفعل بعدها ما أراد ؛ إذ الواقع بعدها هو الخير‪،‬‬
‫على‬ ‫ويؤيده أنَّ في خبر أقوى من ذلك بعد دعائها‪« :‬ثُمَّ يَعْزِمُ»‪ ،‬أي‪:‬‬
‫إلخ‪ .‬ثُمَّ قال‪ :‬ولو فُرِضَ أَنَّه لم‬ ‫ما استخار عليه‪ .‬اهـ‪ .‬وفيه نظر ‪...‬‬
‫ينشرح صدره لشيء وإن كرَّر الصَّلاة فإن أمكن التأخير أخر؛ وإلا‬
‫اهـ [ص‬ ‫شرع فيما يُسِّرَ له فإنّه علامة الإذن والخير إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫‪.[٢١‬‬

‫وظاهر الحديث أنَّ الإنسان لا يستخير لغيره‪ .‬اهـ‬ ‫قال الْجَمَلُ ‪:‬‬
‫‪.]٤٩٢/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬
‫‪٤٠٣‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَتَتَأَدَّى رَكْعَتَا التَّحِيَّةِ وَمَا بَعْدَهَا بِرَكْعَتَيْنِ فَأَكْثَرَ مِنْ فَرْضِ أَوْ نَفْلٍ آخَرَ‬
‫يَسْقُطُ طَلَبُهَا بِذَلِكَ‪ .‬أَمَّا حُصُوْلُ ثَوَابِهَا ‪:‬‬ ‫وَإِنْ لَمْ يَنْوِهَا مَعَهُ ‪ ،‬أَيْ ‪:‬‬
‫إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ) [البخاري رقم‪:‬‬ ‫فَالْوَجْهُ تَوَقُفُهُ عَلَى النِّيَّةِ ؛ لِخَبَرِ ‪:‬‬

‫وتصريح الإمام ابن حجر بعدم‬ ‫فإذا تأملت كلام الإمام الْعَامِرِيِّ‪،‬‬
‫مع‬ ‫بغير صلاة‬ ‫أي‪:‬‬ ‫حصول سُنَّة الاستخارة بمجرَّد الدُّعاء النَّبوي‪،‬‬
‫إِنَّ ظاهر الحديث أنَّ الإنسان لا يستخير‬ ‫ورأيت قولَ الجَمَل ‪:‬‬ ‫تيسرها‪،‬‬
‫بالأولى ‪ -‬بغير ما وَرَدَ من كيفيَّات شَتَّى‬ ‫عَلِمْتَ عدم حصولها ‪-‬‬ ‫لغيره ‪:‬‬
‫استحسنها بعض من لم يوفّق لسنن الاتباع‪ ،‬فعمل بها لنفسه ولغيره‪،‬‬
‫مؤثرًا جَادَّة الابتداع ‪ ،‬فأنَّى له بحصول أرَبِهِ والانشراح بما هو الخير‬
‫عنده تعالى في غيبه ؟! مع أن المقام هنا بالاتِّباع أحرى؛ لِمَا في‬
‫ذلك‬

‫تطلب انشراح قلبي وميل نفسي إلى أمر غَيْبي‪ ،‬أفيقول العامل على‬ ‫من‬

‫حصول ذلك بغير طريقها الْمَرْوِيِّ؟! كَلَّا ‪ ،‬لو حصل الأَرَبُ بغيرها ما‬
‫بتعليمها أصحابه كتعليمهم السُّورة من القرآن إن‬ ‫اشتدَّت عنايته‬
‫‪]٥‬؛ فتأمل‬ ‫النَّجم‪:‬‬ ‫عَلَمَهُ شَدِيدُ الْقَوَى‬ ‫هُوَ إِلَّا وَحْى يُوحَى‬
‫ثُمَّ رأيت ابن الحاج‬ ‫بإنصاف وتجنّب مهاوي البدع والاعتساف‪،‬‬
‫رحمه الله تعالى في المدخل بَسَطَ الكلام على ذلك وأيَّدَ ما نُقرِّر‬
‫فالحمد لله على الموافقة‪.‬‬ ‫وما بعدها]‪،‬‬ ‫‪٣٧/٤‬‬

‫ككلّ سُنَّة غير‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫وَتَتَأَدَّى رَكْعَتَا التَّحِيَّةِ ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫مقصودة لذاتها‪.‬‬

‫وفاقًا لشيخ‬ ‫إلخ) كذا في التحفة»‬ ‫‪...‬‬


‫فَالْوَجْهُ تَوَقُفُهُ‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫والزَّيَّادِي‪،‬‬ ‫وما بعدها) و«المغني»‬ ‫الإسلام ؛ وخلافًا لـ (النهاية) [‪۱۱۹/۲‬‬
‫وتَبِعَهُم الْبَاجُوْرِيُّ‪.‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٤٠٤٥٢‬‬

‫كَمَا قَالَهُ جَمْعٌ مُتَأَخِّرُوْنَ وَاعْتَمَدَهُ‬ ‫وفيه‪« :‬بِالنِّيَّةِ ‪،‬‬ ‫‪۱‬؛ مسلم رقم‪:‬‬
‫لَكِنْ ظَاهِرُ كَلَامِ الْأَصْحَابِ حُصُوْلُ ثَوَابِهَا‬ ‫‪،]۲۳۵/۲‬‬ ‫شَيْخُنَا [في‪« :‬التَّحفة»‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫وَهُوَ مُقْتَضَى كَلَامِ الْمَجْمُوع» [‪٣٧٥/٣‬‬ ‫وَإِنْ لَمْ يَنْوِهَا مَعَهُ‪،‬‬
‫﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ‬ ‫وَيَقْرَأُ نَدْبًا فِي أُوْلَى رَكْعَتَيْ الْوُضُوْءِ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ ‪:‬‬
‫﴿وَمَن يَعْمَلْ‬ ‫وَالثَّانِيَةِ ‪:‬‬ ‫[النساء ‪]٦٤ :‬‬ ‫إِلَى وَرَحِيمًا‬ ‫ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ‬
‫‪.]١١٠‬‬ ‫﴾ [النساء‪:‬‬ ‫‪11.‬‬ ‫رَحِيمًا‬ ‫إِلَى‬ ‫سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ‬

‫عِشْرُوْنَ رَكْعَةً بَيْنَ الْمَغْرِبِ‬ ‫وَهِيَ ‪:‬‬ ‫صَلَاةُ الأَوَّابِيْنَ‪،‬‬ ‫وَمِنْهُ‪:‬‬


‫وَهُمَا الأَقَلُّ [انظرها في‪« :‬نيل‬ ‫وَرُوِيَتْ ‪ :‬سِرًّا وَأَرْبَعًا وَرَكْعَتَيْنِ‪،‬‬ ‫وَالْعِشَاءِ‪،‬‬
‫إلى ‪.]٦٨‬‬ ‫الأوطار»‬

‫خِلَافًا لِشَيْخِنَا [ في‪« :‬الفتاوى الكبرى الفقهية»‬ ‫وَتَتَأَدَّى بِفَوَائِتَ وَغَيْرِهَا‪،‬‬


‫وَالأَوْلَى فِعْلُهَا بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ أَذْكَارِ الْمَغْرِبِ‪.‬‬ ‫إلى ‪.]١٤٦‬‬ ‫‪١٤٤/١‬‬

‫وغيرهما كما‬ ‫وَإِنْ لَمْ يَنْوِهَا اعتمده الخطيب و«م ر»‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫خِلَافًا لِشَيْخِنَا) أي ووفاقًا لشيخه ابن زياد كما مرَّ‬ ‫‪:‬‬


‫(قوله ‪:‬‬
‫الكلام عليه في الشرح في صفة الصَّلاة؛ فلا تَغْفُل‪.‬‬
‫***‬
‫ترشيحالمبه ميدينعلىفتحالمعين‬
‫(‬ ‫‪٤٠٥‬‬

‫أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ بِتَسْلِيْمَةٍ أَوْ تَسْلِيْمَتَيْنِ‪،‬‬ ‫وَهِيَ ‪:‬‬ ‫وَصَلَاةُ التَّسْبِيْح ‪،‬‬

‫وتارةً‬ ‫يقرأ فيها تارةً من طوال الْمُفَصَّلِ‪،‬‬ ‫أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الزلزلة والعَادِيَات وسورتي النصر والإخلاص‪ ،‬وتارةً الهَنكُمْ‬
‫والعصر والكافرون والإخلاص‪ ،‬وبعد ذلك يسبح بالكيفية التي‬
‫وإن زاد بعد التسبيح‪« :‬ولا‬ ‫سيذكرها الشارح قال في «الإحياء»‪:‬‬
‫ويقول‬ ‫حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فهو حَسنُ [ص ‪.]٢٤٥‬‬
‫وأعمال‬ ‫بعدها قبل السلام ‪« :‬اللَّهمَّ إِنِّي أسألك توفيق أهل الهدى‪،‬‬
‫وجد أهل‬ ‫ومناصحة أهل التَّوبة وعزم أهل الصبر‪،‬‬ ‫أهل اليقين‪،‬‬
‫وعرفان أهل العلم‬ ‫وتعبُّد أهل الورع‪،‬‬ ‫وطلب أهل الرَّغبة‪،‬‬ ‫الخشية‪،‬‬
‫حتَّى أخافك ؛ اللَّهمَّ إنِّي أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك حتّى‬
‫أعمل بطاعتك عملا أستحقُ به ‪،‬رضاك وحتّى أناصحك بالتّوبة خوفًا‬
‫‪6‬‬

‫وحتّى أتوكل عليك في‬ ‫وحتّى أخلص لك النصيحة حياء منك‪،‬‬ ‫منك‪،‬‬
‫سبحان خالق النُّور»؛ كذا في «تجريد‬ ‫حسن ظنّ بك‪،‬‬ ‫الأمور‪،‬‬
‫المُزَجَّدِ» عن ترشيح السُّبكي قال ‪ :‬وفي كلِّ من ذلك سُنَّة‪ ،‬قال «ع‬
‫وينبغي أن المراد ‪ :‬يقول ذلك مرَّة إن صلاها بإحرام واحد‪،‬‬ ‫ش‪:‬‬
‫‪.]١٢٣/٢‬‬ ‫ومرتين إن صلّى كلَّ ركعتين بإحرام‪ .‬اهـ [على «النهاية»‬

‫الأحسن إن صلاها‬ ‫بِتَسْلِيْمَةٍ أَوْ تَسْلِيْمَتَيْنِ في ((الإحياء»‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫ونَقَلَ ذلك‬ ‫نهارًا أن تكون بتسليمة أو ليلا فبتسليمتين [ص ‪.]٢٤٥‬‬
‫النَّوَوِيُّ في «أذكاره» عن ابن المُبَارَك ص ‪ .]۳۲۱‬وإذا صلاها بتسليمة‪:‬‬
‫فَلَهُ أن يأتي بتشهد‪ ،‬وله أن يفعلها بتشهدين كصلاة الظهر‪ .‬وفي‬
‫لا يشترط عدم الفصل بين تسليماتها وإن طال‪،‬‬ ‫«الْجِرْهَزِي»‪:‬‬
‫وأنَّها لا تصح إلا مع‬ ‫واستقرب ع ش على م ر اشتراط ذلك‪،‬‬
‫ولو قدَّم التسبيح في الاعتدال على ذكره‬ ‫فتكون نفلا مطلقا‪،‬‬ ‫الجهل‪،‬‬
‫‪٤٠٦‬‬
‫جالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وما بعدها؛ «النهاية»‬ ‫التلخيص الحبير ‪١٣/٢‬‬ ‫وَحَدِيْتُهَا حَسَنٌ لِكَثْرَةِ طُرُقِهِ [انظر‪:‬‬
‫لَا‬ ‫وَمِنْ ثَمَّ قَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِيْنَ ‪:‬‬ ‫'‬
‫وَفِيْهِ ثَوَابٌ لَا يَتَنَاهَى‬ ‫‪،]١٢٤/٢‬‬
‫‪،۲۳۹/۲‬‬ ‫يَسْمَعُ بِعَظِيْمِ فَضْلِهَا وَيَتْرُكُهَا إِلَّا مُتَهَاوِنٌ بِالدِّينِ [انظر‪« :‬التحفة»‬
‫إلى التاج الشبكي ص ‪.]٢٥١‬‬ ‫وعزاه في‪« :‬المنهج القويم»‬

‫وَالْحَمْدُ‬ ‫سُبْحَانَ اللَّهِ‪،‬‬ ‫وَيَقُوْلُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهَا خَمْسَةٌ وَسَبْعِيْنَ‪:‬‬
‫وَعَشْرًا فِي‬ ‫خَمْسَةَ عَشَرَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ‪،‬‬ ‫وَا لَّهُ أَكْبَرُ‪،‬‬ ‫وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ‪،‬‬ ‫اللهِ‪،‬‬
‫بَعْدَ الذِّكْرِ‬ ‫كُلِّ مِنَ الرُّكُوعِ وَالاعْتِدَالِ وَالسُّجُوْدَيْنِ وَالْجُلُوْسِ بَيْنَهُمَا ‪-‬‬
‫وَيُكَبِّرُ عِنْدَ ابْتِدَائِهَا دُوْنَ الْقِيَامِ مِنْهَا‪،‬‬ ‫وَجَلْسَةِ الاسْتِرَاحَةِ‪،‬‬ ‫الْوَارِدِ فِيْهَا ‪-‬‬
‫وَيَجُوْزُ جَعْلُ الْخَمْسَةَ عَشَرَ قَبْلَ‬ ‫وَيَأْتِي بِهَا فِي مَحَلِّ التَّشَهُدِ قَبْلَهُ‪،‬‬

‫ومنه القنوت إذا جعلناها تندرج في الوتر؛‬ ‫المشروع فيه؛ لم يفت‪،‬‬


‫وفي‬ ‫أنَّها نفل مطلق لا سبب لها‪،‬‬ ‫بناءً على معتمد «حج» في «التحفة»‬
‫ع ش‪ :‬إذا ترك بعض التسبيح حَصَلَ له أصل السُّنَّة‪ ،‬أو كله لم‬
‫يَحْصُل ووقعت نفلًا مطلقا‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫الأقرب أنَّه يتخيَّر في جلسة التشهد‬ ‫قَبْلَهُ) في «التحفة»‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫اهـ [‪.]٢٣٩/٢‬‬ ‫بين كون التسبيح قبله أو بعده كَهُوَ في القيام‪.‬‬

‫فقد كان‬ ‫أي‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫وَيَجُوْزُ جَعْلُ الْخَمْسَةَ عَشَرَ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وأشعر قوله «يَجُوْزُ»‬ ‫عبد الله بن المُبَارَك يواظب عليها بهذه الكيفيَّة‪،‬‬
‫بأفضلية الكيفيَّة المتقدّمة المرويَّة عن ابن عبّاس على هذه؛ ولذا قال‬
‫في «التَّرشيح»‪ :‬وأنا أحبُّ العمل بما يقتضيه حديث ابن عباس‬
‫وينبغي للمتعبد أن يعمل بحديث ابن عباس‬ ‫رضي الله تعالى عنهما‪،‬‬
‫وأن يفعلها بعد الزوال قبل‬ ‫وبما عمله ابنُ المُبَارَكَ أُخرى‪،‬‬ ‫تارةً‪،‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫صلاة الظهر‪.‬‬
‫‪٤٠٧‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَحِيْنَئِذٍ يَكُوْنُ عَشْرُ الاسْتِرَاحَةِ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ‪.‬‬ ‫الْقِرَاءَةِ‪،‬‬

‫وَلَوْ تَذَكَّرَ فِي الاعْتِدَالِ تَرْكَ تَسْبِيحَاتِ الرُّكُوعِ ‪ :‬لَمْ يَجُزِ الْعَوْدُ إِلَيْهِ‬
‫وَلَا فِعْلُهَا فِي الاعْتِدَالِ ؛ لأَنَّهُ رُكْنٌ قَصِيْرٌ‪ ،‬بَلْ يَأْتِي بِهَا فِي السُّجُودِ‪.‬‬
‫وَيُسَنُّ أَنْ لَا يُخْلِيَ الأُسْبُوعَ مِنْهَا أَوِ الشَّهْرَ‪.‬‬

‫وَالْقِسْمُ الثَّانِي‪ :‬مَا تُسَنُّ فِيْهِ الْجَمَاعَةُ‪( ،‬وَ) هُوَ ‪:‬‬


‫الْعِيْدِ الأَكْبَرِ وَالْأَصْغَرِ بَيْنَ طُلُوْعِ شَمْسٍ‬ ‫(صَلَاةُ الْعِيْدَيْنِ أَيْ‪:‬‬

‫إلخ) أي‪ :‬لِمَا في حديث ابن‬ ‫(قوله ‪ :‬أَنْ لَا يُخْلِيَ الأُسْبُوعَ ‪...‬‬
‫‪.‬‬

‫عباس رضي الله تعالى عنهما ‪ :‬إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً ؛‬
‫فَإِنْ لَمْ‬ ‫فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً‪،‬‬ ‫وَإِلَّا فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً‪،‬‬
‫تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً‪ ،‬فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي الْعُمُرِ مَرَّةً‪ ،‬ففي اقتصار‬
‫الشرح على الأسبوع والشهر ما فيه‪ ،‬ولا يكره تخصيصها بليلة الجمعة‬
‫الْجِرْهَزِي‪ ،‬وقال «حج» في «فتاويه»‪ :‬يكره‪ .‬اهـ‪ .‬ولهذه الصلاة‬ ‫عند‬

‫مزيد أحكام تُطلب من رسالتي في ذلك المسماة‪« :‬القول المليح في‬


‫إلى ‪.]١٥٠‬‬ ‫ص ‪١٤٧‬‬ ‫صلاة التسبيح» [مطبوعة ضمن «مجموعته»‬ ‫من‬

‫وَصَلَاةُ الْعِيْدَيْن جرت عادة الفقهاء أن يؤخّروها‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ويفردوا كُلًّا بباب‬ ‫كالكسوف والاستسقاء ـ بعد صلاة الخوف‪،‬‬
‫واستنسب الشارح ذكرها من النوافل؛ لِمَا في ذلك من‬ ‫مستقل‪،‬‬
‫وفرض عين‬ ‫المناسبة التَّامَّة وقوَّة الارتباط‪ .‬وهي سُنَّة مؤكّدة عندنا‪،‬‬
‫‪٤٠٨‬‬
‫ستفيدين علىفتحالمعين‬

‫رَكْعَتَانِ‪.‬‬ ‫وَهِيَ ‪:‬‬ ‫وَزَوَالِهَا‪،‬‬

‫وَيُكَبِّرُ نَدْبًا ‪ :‬فِي أُوْلَى رَكْعَتَيْ الْعِيْدَيْنِ ‪ -‬وَلَوْ مَقْضِيَّةٌ عَلَى الْأَوْجَهِ‬
‫بَعْدَ افْتِتَاحِ سَبْعًا‪ ،‬وَفِي الثَّانِيَةِ خَمْسًا‪ ،‬قَبْلَ‬ ‫[انظر‪« :‬فتح الجواد»‬
‫تَعَوُّدٍ فِيْهِمَا ‪،‬‬

‫وكفاية عند الإمام أحمد وهو قول عندنا أيضًا‪،‬‬ ‫الإمام أبي حنيفة‪،‬‬ ‫عند‬

‫الأَكْبَر‬ ‫كالكسوف والاستسقاء ‪ -‬من خواص هذه الأُمَّة‪( .‬وقوله ‪:‬‬ ‫وهي ‪-‬‬
‫وصلاة عيد الأضحى‬ ‫الفِطر‪،‬‬ ‫والثَّاني‪:‬‬ ‫الأَضْحَى‪،‬‬ ‫وَالأَصْغَرِ الأَوَّل ‪:‬‬
‫أفضل من صلاة عيد الفطر‪ ،‬ويوم من رمضان أفضل من يوم عيد‬
‫وصلاة عيد النحر منفردًا‬ ‫والتهنئة بالعيد والعام والشَّهر سُنَّة‪،‬‬ ‫الفطر‪،‬‬
‫أفضل من الجماعة ولغيره جماعة ‪ -‬ولو‬ ‫للحَاجِّ ‪ -‬ولو بغير مِنى ‪-‬‬
‫ويسن فعلها‬ ‫مسافرين ‪ -‬أفضل ويكره تعدد الجماعة فيها بلا حاجة‪،‬‬
‫إلَّا إذا ضاق عن النَّاس ولا نحو مطر؛ فتندب في‬ ‫في المسجد‪،‬‬
‫مسجد مكة وبيت الْمَقْدِسِ لا‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫ويكره مخالفة ذلك‪.‬‬ ‫الصَّحراء‪،‬‬
‫وألحق ابن الأستاذ بهما مسجد المدينة؛ لأنَّه الآن‬ ‫يضيقان بأهلهما‪،‬‬
‫وإذا خرج إلى الصحراء‪:‬‬ ‫واعتمده في «المغني» و«النهاية»‪،‬‬ ‫متسع‪،‬‬
‫استخلف في المسجد من يصلي بالضَّعَفَةِ ومن لم يُرِدِ الخروج‪ ،‬ولا‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بشرى» [ص ‪٤٢١‬‬ ‫يخطب إلَّا بإذنه‪.‬‬

‫كغيرها فيما يجب ويسن ويكره‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫رَكْعَتَانِ)‬ ‫وَهِيَ ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ويسن‬ ‫وأكملها ركعتان بالتكبير الآتي‪،‬‬ ‫وأقلها ركعتان كسِّنَّة الوضوء‪،‬‬
‫وفي‬ ‫أن يقرأ فيهما بعد الفاتحة في الأُولَى طرق أو سبع‪،‬‬
‫أَوْلى‪« .‬بشرى» [ص‬ ‫واقْتَرَبَتِ‬ ‫ووق‬ ‫أو الغاشية‪،‬‬ ‫اقْتَرَبَتِ‬ ‫الثَّانية ‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪٤٢٤‬‬

‫فلو تركهما ـ ولو‬


‫‪-‬‬

‫في الرَّكعتين‪.‬‬ ‫قَبْلَ تَعَوُّدٍ فِيْهِمَا ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫‪٤٠٩‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫رَافِعًا يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ‪ ،‬مَا لَمْ يَشْرَعُ فِي قِرَاءَةِ‪،‬‬

‫سهوا ‪ -‬وشرع في التَّعوذ أو في قراءة السُّورة قبل الفاتحة؛ لم تفت‪،‬‬


‫أو في الفاتحة هو أو إمامه قبل إتمام المأموم التكبيرات المذكورة؛‬
‫فاتت لفوات محلها‪ ،‬فلافلا يتداركها‬
‫يتداركها‪ ،‬ولوولو أتى به بعد الفاتحة؛ سُنَّ له‬
‫إعادتها‪ ،‬أو بعد الركوع بأن ارتفع ليأتي به؛ بطلت صلاته إن علم‬
‫وتعمد‪ ،‬ولو ترك إمامه التكبيرات لَمْ يَأْتِ ‪،‬بها‪ ،‬فإن أتى بها لَمْ تَبْطل‬
‫سواء أتى به قبل القراءة أو‬ ‫لأنَّه ذِكْرٌ‪ ،‬أو نَقْصَ أو زَادَ؛ وَافَقَهُ (‪)۱‬‬
‫الزّيادة التي لا يراها أحدهما لا يوافقه‬ ‫بعدها وقبل الركوع‪ .‬نعم‪،‬‬
‫«بشرى» [ص ‪.]٤٢٤‬‬ ‫فيها‪.‬‬

‫ويندب أن يقول بين كل‬ ‫رَافِعًا يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫سبحان الله والحمد لله‪ ،‬ولا إله إلا الله‪ ،‬والله أكبر‪ ،‬ولو‬ ‫تكبيرتين ‪:‬‬
‫زاد‪ :‬لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‪ ،‬أو ذِكْرًا آخر؛ جَازَ‪،‬‬
‫وكونه واضعا يمناه على يسراه‬ ‫ويسن كون ذلك سِرًّا والتَّكبير جهرًا‪،‬‬

‫ولو وَالى التكبير والرفع‪ :‬لَمْ تَبْطُل‬ ‫تحت صدره بين كل تكبيرتين‪،‬‬
‫تبطل‪،‬‬ ‫صلاته حيث لم يزد على المسنون عند م ر ‪ ،‬وقال «حج»‪:‬‬
‫ويظهر ضبط‬ ‫وإنَّه لو اقتدى بحنفيّ وَالَى التَّكبير والرَّفع لَزِمَهُ مفارقته‪،‬‬
‫الموالاة بأن لا يستقر العضو بحيث ينفصل رفعه من هُوِيهِ حَتَّى لا‬
‫ويسن وصل‬ ‫ولا تبطل بالشَّكِّ في الموالاة‪،‬‬ ‫يسميان حركة واحدة‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ويكره ترك التكبيرات والزِّيادة فيها والنقص منها‪،‬‬ ‫التَّعوذ بالتكبيرات‬
‫ولا يكبر المسبوق إلا ما أدرك من‬ ‫وترك رفع اليدين والذكر بينهما‪،‬‬
‫اقتدى به في الأولى ‪ -‬مثلا ـ وأدرك منها‬
‫‪-‬‬

‫فلوفلو اقتدى‬ ‫إمامه‪،‬‬ ‫التكبيرات مع‬

‫كما يشير إليه‬ ‫إن اعتقد أحدهما‪،‬‬ ‫(‪( )۱‬قوله ‪ :‬أوْ نَقَصَ أَوْ زَادَ؛ وَافَقَهُ) أي‪:‬‬
‫واستوجهه في «التحفة» [‪.]٤٢/٣‬‬ ‫استدراكه بعده بـ «نعم»‪،‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤١‬‬

‫وَلَا يُتَدَارَكُ فِي الثَّانِيَةِ إِنْ تَرَكَهُ فِي الْأُوْلَى‪.‬‬


‫وَفِي لَيْلَتِهِمَا مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ‬

‫وأتى‬ ‫كبَّرَ معه خمسا فقط‪،‬‬ ‫تكبيرة ؛ كبَّرَها فقط‪ ،‬أو في أوَّل الثَّانية ‪:‬‬
‫في ثانيته بخمس فقط؛ لأنّ في قضاء ذلك ترك سُنَّة أخرى‪« .‬بشرى»‬
‫إلى ‪.]٤٢٦‬‬ ‫بتلخيص [ص ‪٤٢٤‬‬

‫(قوله‪ :‬وَلَا يُتَدَارَكُ فِي الثَّانِيَةِ) أي‪ :‬لا يتدارك تكبير الأولى في‬
‫هذا معتمد ابن حجر ؛ واعتمد م ر سن تدارك المتروك مع‬ ‫الثانية‪،‬‬
‫تكبيرها قياسًا على قراءته الجُمُعة من الرَّكعة الأُولَى من الجُمُعة‪ ،‬فإنَّه‬
‫إذا تركها فيها يسن له أن يقرأها مع المنافقين في الثانية‪« .‬بشرى» [ص‬
‫‪.[٤٢٥‬‬

‫عطف على «أُوْلَى رَكْعَتَيْ‬ ‫إلخ)‬ ‫وَفِي لَيْلَتِهِمَا‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ويكبر ندبًا في ليلتي العيدين كُلُّ أحد غير الحاج‪،‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫الْعِيْدَيْنِ»‪،‬‬
‫برفع الصوت إن كان رَجُلًا في الطرق ونحوها من المنازل أو‬
‫المساجد والأسواق ‪،‬وغيرها ماشيًا وراكبًا وقائمًا وقاعدًا ومضطجعًا‬
‫في جميع الأحوال إلا في نحو خَلَاء‪ ،‬وهذا التكبير المرسل والمطلق؛‬
‫إذ لا يتقيَّد بصلاة ولا غيرها ويسنُّ تأخيره عن أذكارها‪ ،‬فإن قدَّمه‬
‫وتكبير‬ ‫عليها ‪ :‬كره إن نوى به المقيَّد (‪ )۱‬؛ وإلَّا فاته الفضل ولا كراهة‪،‬‬
‫ليلة عيد الفطر أكد من تكبير ليلة عيد الأضحى؛ للنَّص عليه [البقرة‪:‬‬

‫أما المقيد الآتي‪:‬‬ ‫لاعتقاد سُنيَّة ما ليس منه‪،‬‬ ‫إن نوى بها المقيَّد أي‬ ‫(قوله‪:‬‬ ‫( ‪)۱‬‬
‫ووجهه «سم» و«ع ش‬ ‫فيقدم على أذكار الصَّلاة‪ ،‬كما في التحفة [‪،]٥١/٣‬‬
‫فكان الاعتناء به أشدَّ‬ ‫بأنَّه شعار الوقت ولا يتكرّر‬ ‫‪]۳۹۷/۲‬‬ ‫على (النهاية)‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫من الأذكار‪.‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَعَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ ‪ -‬وَلَوْ جَنَازَةً ‪-‬‬ ‫إِلَى أَنْ يُحْرِمَ الإِمَامُ مَعَ رَفْعِ صَوْتٍ‪.‬‬

‫ومقيَّد الأضحى أفضل‬ ‫وتكبير ليلة عيد الأضحى بالقياس عليه‪،‬‬ ‫‪،]١٨٥‬‬
‫ويتأكد مع الزحمة وتغاير‬ ‫من المرسل بقسميه؛ لشرفه بالصَّلاة‪،‬‬
‫وصيغته المحبوبة المندوبة التي‬ ‫الأحوال؛ قياسًا على التَّلبية للحاج‪،‬‬
‫تداولها أهل كل عصر لاشتمالها على ما صح في مُسْلِم على الصَّفا‪،‬‬
‫ثلاث تكبيرات‬ ‫مع زيادة أخذه من فعل الصَّحابة والسَّلف هي‪:‬‬
‫وَا لَّهُ أَكْبَرُ‪ ،‬وَ لَّهِ الْحَمْدُ»‪،‬‬ ‫ويزيد بعد الثَّلاث ‪« :‬لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ‪،‬‬ ‫متوالية‪،‬‬
‫وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً‬ ‫وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا‪،‬‬ ‫وندب زيادة‪« :‬أَكْبَرُ كَبِيرًا ‪،‬‬
‫مُخْلِصِينَ لَهُ‬ ‫وَأَصِيلًا»‪ ،‬ويزيد ندبًا ‪« :‬لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ‪ ،‬وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ‪،‬‬
‫وَنَصَرَ‬ ‫صَدَقَ وَعْدَهَ‪،‬‬ ‫الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُوْنَ‪ ،‬لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ‪،‬‬
‫وَأَعَزَّ جُنْدَهَ وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ ‪ ،‬لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ» ؛‬ ‫عَبْدَهُ‪،‬‬
‫‪.]١٢١٨‬‬ ‫لأنَّه مناسب ؛ ولأنَّه ﷺ قال نحو ذلك على الصفا [مسلم رقم‪:‬‬

‫وإلى‬ ‫إِلَى أَنْ يُحْرِمَ الإِمَامُ هذا لمن صلى مأموما‪،‬‬ ‫(وقوله ‪:‬‬
‫من‬ ‫وإلى الزَّوال لمن لم يُصَلِّ لتمكنه‬ ‫إحرام نفسه لمن صلى منفردًا‪،‬‬
‫دخول وقت‬ ‫المراد من تحرم الإمام‪:‬‬ ‫وفي «ب ج وغيره ‪:‬‬ ‫إيقاعه إليه‪،‬‬
‫سواء صلَّى معه أو منفردًا‪ ،‬أو لم يُصَلِّ‪ ،‬أو أخر‬ ‫إحرامه المطلوب‪،‬‬
‫الإمام صلاته‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٤٢٧‬‬

‫إلخ) هذا هو التكبير المقيَّد الخاص‬ ‫وَعَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بعيد الأضحى‪( .‬وقوله ‪ :‬مِنْ صُبْحٍ عَرَفَةَ إِلَى عَصْرِ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيْقِ) أي ‪:‬‬
‫أنه يدخل بفجر يوم‬ ‫عقب فعله وهذا معتمد ابن حجر ؛ واعتمد م ر »‬
‫عرفة وإن لم يصلها‪ ،‬وينتهي بغروب آخر أيَّام التشريق‪ ،‬وعلى كُلِّ يكبر‬
‫بعد صلاة العصر‪ ،‬هذا كله في غير الحاج ؛ أمَّا الحَاجُ ‪ :‬فيكبر من ظهر‬
‫النَّحر أوَّل تحلله إلى صُبح أيَّام التشريق ؛ لأنَّ أوَّل صلاة يصليها بعد‬ ‫يوم‬
‫‪٤١٢‬‬
‫المستفيدين علىفي المعين‬

‫مِنْ صُبْحِ عَرَفَةَ إِلَى عَصْرِ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيْقِ‪.‬‬


‫وَفِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ حِيْنَ يَرَى شَيْئًا مِنْ بَهِيْمَةِ الأَنْعَامِ أَوْ يَسْمَعُ‬
‫صَوْتَهَا ‪.‬‬

‫وَأَقَلُّهَا ‪:‬‬ ‫كُسُوْفِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ‪.‬‬ ‫صَلَاةُ الْكُسُوْفَيْنِ) أَيْ‪:‬‬ ‫(وَ)‬

‫وآخر صلاة يصليها بمنى قبل نفره الثاني الصُّبح‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫تحلله الظهر‪،‬‬
‫ولا بين من‬ ‫شأنه الأكمل ذلك‪ ،‬فلا فرق بين أن يقدِّم أو يؤخّر عن ذلك‪،‬‬
‫المنهج القويم وغيره لابن حجر؛ واعتمد «م ر»‬ ‫كما في‬ ‫بمنى وغيره‪،‬‬
‫وقال الرَّشِيْدِيُّ على‬ ‫فمتى تحلَّل كَبَّر‪،‬‬ ‫أنَّ العبرة بالتَّحلُّل تقدَّم أو تأخَّر‪،‬‬
‫أي‪ :‬من حيث كونه‬ ‫ويختم بِصُبح آخِرِ أيَّام التَّشريق‪:‬‬ ‫قول «المنهاج»‪:‬‬
‫وإلا فمن المعلوم أنَّه بعد ذلك يكبر إلى‬ ‫حاجًا كما يؤخذ من العِلَّة ؛؛ وإِلَّا‬
‫الغروب مثل غيره ؛ فتنبه له وأقرَّه غيره عليه ‪ .‬اهـ ملتقطا من بشرى‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫الكريم» [ص ‪٤٢٧‬‬

‫أي‪:‬‬ ‫معطوف على «في أُوْلَى»‪،‬‬ ‫(قوله‪ :‬وَفِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ)‬
‫وهي الأيام المعلومات‬ ‫إلخ‪،‬‬ ‫ويكبر ندبًا في عشر ذي الحِجَّة‪.‬‬
‫‪.]٢٠٣‬‬ ‫‪٢٨‬؛ البقرة‪:‬‬ ‫الحج ‪:‬‬ ‫[‬

‫وَصَلَاةُ الْكُسُوْفَيْنِ بالرَّفع عطف على «صلاة العيدين»‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫خُسوف‪،‬‬ ‫وللقمر ‪:‬‬ ‫خُسُوفان وللشَّمس كُسُوف‪،‬‬ ‫ويقال أيضًا ‪:‬‬
‫وشُرِعَتْ صلاة كُسُوف الشمس في السَّنَة الثانية‬ ‫وهو الأشهر الأفصح‪،‬‬
‫السنة‬ ‫وصلاة خُسُوف القمر في جمادى الآخرة من‬ ‫من الهجرة‪،‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫زِيَادَةُ قِيَام وَقِرَاءَةِ وَرُكُوْعِ فِي كُلِّ‬ ‫وَأَدْنَى كَمَالِهَا ‪:‬‬ ‫رَكْعَتَانِ كَسُنَّةِ الظُّهْرِ ‪،‬‬
‫وَالأَكْمَلُ‪ :‬أَنْ يَقْرَأَ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ فِي الْقِيَامِ الأَوَّلِ الْبَقَرَةَ أَوْ‬ ‫رَكْعَةٍ‪،‬‬
‫وَالرَّابع‬ ‫وَالثَّالِثِ كَمِئَةٍ وَخَمْسِيْنَ‪،‬‬ ‫وَفِي الثَّانِي كَمِئَتَيْ آيَةٍ مِنْهَا‪،‬‬ ‫قَدْرَهَا‪،‬‬
‫وَفِي الثَّانِي‬ ‫وَأَنْ يُسَبِّحَ فِي أَوَّلِ رُكُوْعِ وَسُجُوْدٍ كَمِئَةٍ مِنَ الْبَقَرَةِ‪،‬‬ ‫كَمِئَةٍ‪،‬‬
‫وَالرَّابِع كَخَمْسِيْنَ‪.‬‬ ‫مِنْ كُلِّ مِنْهُمَا كَثَمَانِيْنَ وَالثَّالِثِ مِنْهُمَا كَسَبْعِيْنَ‪،‬‬
‫يُسَنُّ خُطْبَتَانِ بَعْدَ فِعْلِ‬ ‫مَعَهُمَا ‪( -‬بَعْدَهُمَا أَيْ‪:‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫بِخُطْبَتَيْنِ)‬

‫اهـ «بشری»‬ ‫ويكره تركها‪.‬‬ ‫وهي سُنَّة مؤكّدة لمنفرد ‪،‬وغيره‬ ‫الخامسة‪،‬‬

‫ص ‪.]٤٣٠‬‬

‫رَكْعَتَانِ) يحرم بهما بنيَّة صلاة كسوف الشَّمس‬ ‫(قوله‪ :‬وَأَقَلُّهَا ‪:‬‬
‫والقمر‪ ،‬ولو سلَّم منها والكُسُوف باقٍ؛ لم يفتتح أُخرى له‪ ،‬كما لا‬
‫يجوز زيادة في عدد ركوعها على الأوجه‪ ،‬ويسن إعادتها مع جماعة‪،‬‬
‫وإذا نوى أقلها ‪ :‬فليس له حينئذ أن يصليها بأكمل من ذلك‪ ،‬كما أنَّه‬
‫ليس له أن يأتي بالأقل‪ ،‬بل يأتي بأدنى الكمال أو‬ ‫إذا نوى الأكمل ‪:‬‬
‫يخيَّر بين الثَّلاث الكيفيات عند «م ر»؛ وعند‬ ‫بالأكمل؛ وفي الإطلاق ‪:‬‬
‫الاقتصار حينئذ على الأقل؛ وظاهر كلامهم‪:‬‬ ‫ابن حجر لا يجوز [إلَّا]‬
‫أنَّ له الأكمل بنيَّة أدنى الكمال وعكسه وهذا في غير مأموم‪ ،‬أمَّا‬
‫وإن نوى الأقل والإمام الأكمل أو‬ ‫فإذا أطلق فيتّبع إمامه‪،‬‬ ‫هو‪:‬‬
‫عكسه؛ لم تصح له؛ لعدم تمكنه من متابعة إمامه‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٤٣٠‬‬

‫كخُطبتَيْ الجُمُعة في الأركان والسنن ؛ دون‬ ‫بِخُطبَتَيْنِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫والستر ‪ -‬فلا‬ ‫والطَّهارة‪،‬‬ ‫والجلوس بينهما‪،‬‬ ‫الشروط ـ كالقيام فيهما‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫بل تسنُّ؛ لكن لا بُدَّ من أداء سُننها من السَّماع ولو‬ ‫تجب هنا‪،‬‬
‫لواحد؛ وكذا كونها عربيَّة عند شيخ الإسلام و«المغني» و«النهاية»‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفي المعين‬ ‫‪٤١٤‬‬

‫وَيَفْتَتِحُ أُوْلَى‬ ‫وَالْكُسُوْفَيْنِ‪.‬‬ ‫صَلَاةِ الْعِيْدَيْنِ ‪ -‬وَلَوْ فِي غَدٍ فِيْمَا يَظْهَرُ ‪-‬‬

‫أنَّه‬ ‫«التحفة»‬
‫لا لأصلها بالنسبة لمن‬ ‫شرط لكمالها‪،‬‬ ‫[‪]٣٩١/٢‬؛ وفي‬
‫اهـ [‪.]٤٦/٣‬‬ ‫يفهمها‪.‬‬

‫ويسن أن يسلّم وأن يقبل عليهم قبل الخطبة‪ ،‬ثُمَّ يجلس قبلهما‬
‫جلسة خفيفة بقدر الأذان في الجُمُعة‪ ،‬ثُمَّ يشرع فيهما ويذكر ما يليق‬
‫وأحكام الأضحية في عيدها‪،‬‬ ‫بالحال من أحكام زكاة الفطر في عيده‪،‬‬
‫ويحثُ الخطيب في الحُسُوف والخُسُوفَ النَّاس على الخير من توبة‬
‫وصدقة وعتق ويحذرهم من الغفلة والتمادي في الغُرور‪.‬‬
‫ولا تدرك الركعة بالركوع الثاني من كلِّ منهما‪.‬‬
‫من ابتداء الكُسُوف إلى تمام الانجلاء‪.‬‬ ‫ووقت صلاة الكُسُوفين ‪:‬‬
‫وتفوت صلاة الكُسُوف إذا لم يشرع فيها بالانجلاء التّام يقينًا‪،‬‬
‫فإن‬ ‫ولا نظر هنا لقول الْمُنَجِّمين وإن كثروا‪،‬‬ ‫لا لبعضه أو مع الشَّكِّ‪،‬‬
‫بغروب الشمس كاسفة‪.‬‬ ‫أيضًا ‪-‬‬ ‫وتفوت ‪-‬‬ ‫انجلى أثناءها فيتمها أداءً‪،‬‬

‫وبطلوع‬ ‫وتفوت صلاة الخُسُوف بالانجلاء لجميعه كما مرَّ‪،‬‬


‫ولا بغروبه خاسفًا‪.‬‬ ‫لا بالفجر‪،‬‬ ‫الشَّمس‪،‬‬
‫إنَّما كانت بعده‬ ‫ولا تفوت الخُطبة بالانجلاء؛ لأنَّ خطبته‬
‫‪.]٩٠١‬‬ ‫‪١٠٤٤‬؛ مسلم‪:‬‬ ‫[البخاري رقم‪:‬‬
‫ويُصلُّون لنحو الزَّلازل والصَّواعق والريح الشديدة منفردين‬
‫ويظهر أنها ينوى بها رفع‬ ‫ركعتين‪ ،‬لا كصلاة الكُسُوف‪ ،‬ولا جماعة‪،‬‬
‫ذلك‪ ،‬وأنَّها لا تدخل في غيرها‪.‬‬
‫اهـ ملخصا من بشرى الكريم بزيادةِ بيان وقت صلاة الكسوفين‬
‫إلى ‪.]٤٣٣‬‬ ‫و‪٤٣١‬‬ ‫ص ‪٤٢٦‬‬

‫هذا إذا شهدوا يوم الثلاثين من رمضان‬ ‫وَلَوْ فِي غَدٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪٤١٥‬‬
‫تر المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَالثَّانِيَةَ بِسَبْعِ وِلَاءَ‪،‬‬ ‫بِتِسْع تَكْبِيرَاتٍ‪،‬‬ ‫خُطْبَتَيْ الْعِيْدَيْنِ ‪ -‬لَا الْكُسُوْفِ ‪-‬‬
‫وَيُكْثِرَ مِنْهُ فِي فُصُوْلِ الْخُطْبَةِ‪.‬‬ ‫وَيَنْبَغِي أَنْ يَفْصِلَ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ بِالتَّكْبِيرِ‪،‬‬
‫وَلَا تُسَنُّ هَذِهِ التَّكْبِيرَاتُ‬ ‫أسنى المطالب (‪]۲۸۱/۱‬‬ ‫قَالَهُ السُّبْكِيُّ [انظر‪:‬‬
‫لِلْحَاضِرِينَ‪.‬‬

‫بعد الغروب برؤية هلال شوَّال الليلة الماضية‪ ،‬أو قبله وعُدِّلُوا‬
‫فإنَّهم لا يُقبلون بالنسبة لصلاة العيد؛ إذ لا فائدة في قبولهم‬ ‫بعده‪:‬‬
‫وتصلَّى من الغد أداء؛ للخبر الصحيح‪:‬‬ ‫إِلَّا منع الصَّلاة في الغد‪،‬‬
‫وَعَرَفَةُ يَوْمَ‬ ‫وَالأَضْحَى يَوْمَ يُضَحِّي النَّاسُ‪،‬‬ ‫الْفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ النَّاسُ‪،‬‬
‫وما‬ ‫‪۸۰۲‬؛ وانظر‪« :‬التلخيص الحبير»‬ ‫يَعْرِفُ النَّاسُ [الترمذي رقم‪:‬‬
‫عُلِّقت‬
‫كأجَلٍ وطلاق وعتق ونحوها‬ ‫بعدها]؛ أما بالنسبة لغَيْرِه ‪-‬‬
‫فَتُخْرَجُ قبل الغد؛‬ ‫زكاة الفطر‪،‬‬ ‫ومن الغَيْرِ ‪:‬‬ ‫فيُقبلوا‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫بشوَّال‬
‫فلو شهدوا‬ ‫لأنَّه ثاني شوّال‪.‬‬ ‫ويصح صوم الغد ـ كما في «بج»‬
‫وقد بقي من الوقت ما يَسَعُ جَمْع النَّاسِ‬ ‫بها وقُبلوا قبل الزوال‪،‬‬
‫أفطرنا وصلَّينا العيد أداء‪ ،‬أو بعد‬ ‫وصلاة العيد أو ركعة منها ‪:‬‬
‫قُبلوا وأفطرنا‪ ،‬لكن فات أداء‬ ‫الزَّوال وعُدِّلُوا قبل الغروب‪:‬‬
‫ملخصا‬ ‫وفي باقي اليوم أَوْلى‪« .‬بُشرى»‬ ‫وتقضى متى شاء‪،‬‬ ‫الصَّلاة‪،‬‬
‫ص ‪.]٤٢٩‬‬

‫(قوله‪ :‬لَا الْكُسُوْفِ لكن يَحْسُنُ أن يأتي بدله بالاستغفار؛ إلا‬


‫أنَّه‬
‫قياسًا على‬ ‫واستقربه «ع ش»‬ ‫اهـ «نَاشِرِي»‪.‬‬ ‫لم يَرِدْ فيه نصّ‪.‬‬
‫‪.]٤٠٨/٢‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫الاستسقاء‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤١٦‬‬

‫أَوْ‬ ‫لِفَقْدِهِ أَوْ مُلُوْحَتِهِ‪،‬‬ ‫عِنْدَ الْحَاجَةِ لِلْمَاءِ ‪،‬‬ ‫صَلَاةُ (اسْتِسْقَاءِ)‬ ‫(وَ)‬
‫لَكِنْ يَسْتَغْفِرُ الْخَطِيْبُ بَدَلَ‬ ‫وَهِيَ كَصَلَاةِ الْعِيْدِ‪،‬‬ ‫قِلَّتِهِ بِحَيْثُ لَا يَكْفِي‪،‬‬

‫وَصَلَاةُ اسْتِسْقَاءِ بالرَّفع عطف على «صلاة العيدين»‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫والاستسقاء على ثلاثة أنواع ‪ ]۱[ :‬أكمل‪ :‬وهو الذي اقتصر عليه‬
‫وأوسط‪ :‬وهو الدُّعاء خلف الصَّلاة ولو نفلا‪ ،‬وفي‬ ‫الشارح‪]٢[ ،‬‬
‫خُطبة الجُمُعة ونحوها كعَقِب درس وأذان؛ لأنَّه في ذلك أقرب‬
‫وأدنى وهو الاستسقاء بالدُّعاء فُرادى أو مجتمعين في‬ ‫للإجابة [‪]۳‬‬
‫النَّوع‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫أي وقت من غير صلاة والأصل فيه الاتِّباع والإجماع‪.‬‬
‫ويكرّر‬ ‫وهو مردود بالأخبار الصّحيحة‪.‬‬ ‫الأوَّل بِدْعَة عند الحنفية‪،‬‬
‫«إِنَّ اللهَ يُحِبُّ‬ ‫الاستسقاء بأنواعه الثَّلاثة أو بعضها حتّى يُسقوا؛ لخبر‪:‬‬
‫إلى ‪،]٢٠٦‬‬ ‫التَّلخيص الحبير»‬ ‫الْمُلِحِيْنَ فِي الدُّعَاءِ [انظره والاتِّباع في ‪:‬‬
‫فإن‬ ‫خرج بهم من الغد صياما‪،‬‬ ‫فإن أرادوا التكرير بالصَّلاة والخُطبة ‪:‬‬
‫شقَّ ورأى التَّأخير أيَّامًا صام بهم ثلاثا وخرج بهم في الرابع‬ ‫‪:‬‬

‫فإن سُقوا قبل الصَّلاة أتمُّوا صيام الأيَّام إن لم‬ ‫وهكذا‪،‬‬ ‫صياما‪،‬‬
‫واجتمعوا لذكر ودعاء وخطب بهم وصلوا صلاة الاستسقاء‪.‬‬ ‫تتم‪،‬‬
‫[ص ‪.]٤٣٤‬‬ ‫«بشرى»‬

‫فيكبر في أوَّل الأُوْلَى‬ ‫كَصَلَاةِ الْعِيْدِ أي مع خُطبتيها‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ويجوز أن‬ ‫ويأتي بجميع ما مرَّ ثُمَّ‪،‬‬ ‫وأوَّل الثَّانية خمسا يقينًا‪،‬‬ ‫سبعًا‪،‬‬
‫يصليها بأكثر من ركعتين بإحرام واحد إن نوى ذلك عند «حج»‪.‬‬
‫وفي عدم تقييدها‬ ‫جواز الزّيادة على ركعتين‪،‬‬ ‫وتخالف العيد في‬
‫الأكمل صلاتها‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫بل يجوز ولو في الليل ووقت الكراهة‪.‬‬ ‫بوقت‪،‬‬
‫وجواز كون‬ ‫والصَّوم قبلها‪،‬‬ ‫في وقت العيد؛ وفي المناداة لها‬
‫بخلاف خُطبة العيد‬ ‫لكنَّها بعدها أفضل‪،‬‬ ‫الخطبتين قبل الصَّلاة‪،‬‬
‫‪٤١٧‬‬
‫ستفيدين علىفتحالمعاين‬

‫وَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةِ حَالَةَ الدُّعَاءِ بَعْدَ صَدْرِ الْخُطْبَةِ‬ ‫التَّكْبِيْرِ فِي الْخُطْبَةِ‪،‬‬
‫نَحْوَ ثُلُثِهَا ‪..‬‬ ‫أَيْ‪:‬‬ ‫الثَّانِيَةِ ‪-‬‬

‫استغفر الله‬ ‫والكُسُوف لم تَرِد قبل صلاتهما ؛ وفي أنَّه إذا خَطَبَ هنا‪:‬‬
‫تعالى بدل التكبير قبل الخُطبة الأولى تسعًا‪ ،‬وقبل الثانية سبعًا يقينًا ؛‬
‫وفي أنَّه يستقبل القبلة بالدعاء بعد مضي ثلث الخطبة الثانية ـ كما هو‬
‫‪-‬‬

‫فإن استقبل في الأُولَى‪ :‬جَازَ ولم يستقبل‬ ‫الأفضل ‪ -‬إلى فراغ الدُّعاء‪،‬‬
‫إلى غير ذلك مما هو مذكور في‬ ‫في الثانية؛ وإلا كره‪...‬‬
‫المبسوطات‪.‬‬

‫ويسن ـ كما في التَّحفة) و(النهاية) أو يَجِبُ ـ كما في فتاوى‬


‫م ر ـ حيث اقتضت المصلحة ذلك أنْ يَأْمُرَ الإمامُ أو نائبه العام ‪-‬‬
‫النَّاسَ‬ ‫بمحَلّ انحصرت قوته فيه ‪-‬‬ ‫كالقاضي والوزير ‪ -‬أو ذو شوكة ‪-‬‬
‫ويأمر المطيقين‬ ‫بالبر من نحو صدقة وعتق وتوبة وخروج من المظالم‪،‬‬
‫وبأمره يصير واجبًا‪،‬‬ ‫منهم بموالاة صوم ثلاثة أيام قبل يوم الخروج‪،‬‬
‫ولو لم يبيت‬ ‫كما قاله الشَّرْقَاوِيُّ‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫فيجب فيه تبيت النيَّة والتَّعيين‬
‫فتبييت النِّيَّة إنَّما‬ ‫كفاه عن المأمور به ووقع نفلا مطلقًا‪،‬‬ ‫ونوى نهارًا ‪:‬‬
‫لم يجب عليه الإمساك ولا يجب‬ ‫وإذا لم ينو نهارًا ‪:‬‬ ‫هو لدفع الإثم‪،‬‬
‫ويكفي صوم هذه الأيَّام المأمور بها عن نَذر أو قضاء أو‬ ‫قضاؤه‪،‬‬
‫ولا‬ ‫كفَّارة‪ ،‬ولا يجوز فطره في السفر عند (م ر»؛ لأنَّه لا يُقضَى‪،‬‬
‫وإذا‬ ‫المتكلّم يدخل في عموم كلامه‪،‬‬ ‫يجب على الآمر وإن قلنا ‪:‬‬
‫سُقوا قبل تمام الأيَّام المأمور بها وَجَبَ إتمامها‪ ،‬ولو أَمَرَ بصدقة‬
‫والمخاطب به من يخاطب بزكاة الفطر‪ ،‬وإذا أَمَرَ‬ ‫وَجَبَ أقل متمول‪،‬‬
‫بحرام على المأمور ‪ -‬وإن لم يكن حرامًا عند الآمر ‪ :‬لم تجب‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪GEIA‬‬
‫‪٤١٨‬‬

‫كالتسعير ‪ -‬أو بمندوب لا لمصلحة‬ ‫طاعته فيه‪ ،‬أو بمباح للمأمور ‪-‬‬
‫أو بمندوب فيه مصلحة‬ ‫وَجَبَ ظاهرًا فقط‪،‬‬ ‫كصلاة راتبة ‪-‬‬ ‫عامة فيه ‪-‬‬
‫تأكد‬ ‫أو بواجب ‪:‬‬ ‫وَجَبَ ظاهرًا وباطنا‪،‬‬ ‫كالصِّيام للاستسقاء ‪-‬‬ ‫عامة ‪-‬‬
‫وجوبه‪.‬‬

‫أيضًا ‪ -‬إلى الصحراء ولو في‬ ‫ويخرجون في اليوم الرَّابع صيامًا ‪-‬‬
‫مكة والمدينة وبيت الْمَقْدِسِ ؛ لأنَّهم يخرجون بالصبيان والبهائم‪،‬‬
‫والمسجد ينزّه عنهم‪.‬‬
‫إلى ‪.]٤٣٨‬‬ ‫[ص ‪٤٣٥‬‬ ‫بشری»‬

‫وفي «التحفة»‪ :‬إلَّا في مكة وبيت الْمَقْدِسِ على ما قاله الْخَفَّافُ‬


‫واعتمده جَمْعٌ منهم الأَذْرَعِيُّ ؛ اقتداءً بالخلف والسَّلف؛ لشرف المحَلِّ‬
‫ولا ينافيه إحضار نحو الصبيان والبهائم؛ لأنها توقف‬ ‫وسَعَته المفرطة‪،‬‬
‫بأبواب المسجد ؛ وإلا إن قل المستسقون فالمسجد مطلقا لهم أفضل‪.‬‬
‫وقضيَّة قوله «الشرف المحل‬ ‫اهـ ‪ ]۷۳/۳[.‬قال ع ب على «حج»‪:‬‬
‫استثناء المدينة أيضًا؛ لأنَّها اتَّسع مسجدها الآن‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫وسعَته»‪:‬‬
‫مع حضور القلب‬ ‫متخشّعين في مشيهم وجلوسهم‪،‬‬ ‫بثياب بذلة‪،‬‬
‫وامتلائه بالهيبة والخوف من الله تعالى‪.‬‬

‫وبالمجانين ‪-‬‬ ‫ويخرجون بالمشايخ والصبيان ولو غير مميزين‪،‬‬


‫والبهائم‪.‬‬ ‫الذين لا يُخاف منهم عند «حج»‬
‫بعد غَسْلِ وتنظيف بالماء والسواك وقطع الروائح الكريهة؛ لئلا‬
‫يتأذى بعضهم ببعض‪.‬‬
‫ويصلُّون ويخطب كما مَرَّ‪.‬‬
‫‪76 19‬‬ ‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫صَلَاةُ (التَّرَاوِيْح)‬ ‫(وَ)‬

‫ويحوّل الإمام والنَّاس حال جلوسهم أرديتهم حين يستقبل‬


‫فإذا أسر دعوا‬ ‫وبالغ حينئذ في الدُّعاء سِرًّا وجهرًا‪،‬‬ ‫الخطيب القبلة‪،‬‬
‫ثُمَّ يستقبل النَّاس ويحثهم على‬ ‫وإذا جهر أمَّنُوا على دعائه‪،‬‬ ‫سرا‪،‬‬
‫ويختم بـ «أستغفر الله لي‬ ‫ويصلي ويسلم على النبي ﷺ ‪،‬‬ ‫الطاعة‪،‬‬
‫ويستشفع كل بخالص‬ ‫وترك كل رداءه محوّلًا حتى ينزع ثيابه‪،‬‬ ‫ولكم»‪،‬‬
‫وبأهل الخير سيما أقاربه ‪.‬‬ ‫عمله‪،‬‬

‫ويتأكَّد لأوَّل‬ ‫ويسن أن يظهر غير عورته عند المحارم لكُلِّ مطر‪،‬‬
‫وهو المراد بأوّل مطر السنة‪،‬‬ ‫مطر واقع بعد طول العهد بعدمه‪،‬‬
‫إلى غير ذلك‬ ‫‪...‬‬
‫ويحصل أصل السُّنَّة بكشف جزء من بدنه وإن قل‪.‬‬
‫مما هو مذكور في المطولات‪.‬‬

‫وَصَلَاةُ التَّرَاوِيْح بالرَّفع عطف على «صلاة العيدين»‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫وأجمع‬ ‫مما تسنُّ فيه الجماعة على الأصح؛ للاتباع أولا‪،‬‬ ‫فهي‬

‫فأصل مشروعيَّتها مُجْمَعٌ عليه‪« .‬تحفة»‬ ‫أو أكثرهم‪،‬‬ ‫عليه الصحابة‬


‫وتعيين كونها عشرين جاء في حديث ضعيف‪ ،‬لكن أجمع‬ ‫[‪.]٢٤٠/٢‬‬
‫شرح المختصر» [أي‪« :‬المنهج‬ ‫عليه الصَّحابة رضوان الله تعالى عليهم‪.‬‬
‫وعبارة الْمَحَلَّى ‪ :‬رَوَى ابن خزيمة وحِبَّان عن جابر‬ ‫القويم ص ‪.]٢٤٧‬‬
‫قال ‪ :‬صلى بنا رسول الله ﷺ في رمضان ثمان ركعات ثُمَّ أوتر‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫كان يفعلها في بيته قبل مجيئه أو‬ ‫فيحتمل أنه‬ ‫وأما البقيَّة‬ ‫أقول ‪:‬‬
‫ليال‪،‬‬ ‫سبع‬ ‫وكان ذلك في السَّنة الثانية حين بقي من رمضان‬ ‫بعده‪،‬‬
‫والسابعة‪ ،‬ثُمَّ‬ ‫لكن صلاها متفرقة ليلة الثَّالث والعشرين والخامسة‪،‬‬
‫‪٤٢٠‬‬
‫تريكالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫عِشْرُوْنَ رَكْعَةً بِعَشْرِ تَسْلِيْمَاتٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ؛ لِخَبَرِ ‪:‬‬ ‫وَهِيَ ‪:‬‬
‫مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيْمَانًا وَاحْتِسَابًا ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [البخاري‬
‫‪.]٧٥٩‬‬ ‫‪۳۷‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫رقم ‪:‬‬

‫فَلَوْ صَلَّى أَرْبَعًا مِنْهَا بِتَسْلِيْمَةٍ؛‬ ‫وَيَجِبُ التَّسْلِيْمُ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ‪،‬‬

‫إلخ» [ابن خريمة في‪« :‬صحيحه»‬ ‫وقال‪« :‬خَشِيْتُ ‪.‬‬ ‫انتظروه فلم يخرج‪،‬‬
‫[على‬ ‫‪« .]٢٤٠٩‬ع ش‬ ‫رقم‪:‬‬ ‫‪۵۳۱/۱‬؛ ابن حِبَّان في ‪« :‬صحيحه»‬ ‫‪،۱۰۷۰‬‬ ‫رقم‪:‬‬
‫‪.]١٢٥/٢‬‬ ‫«النهاية»‬

‫ولهم فقط ـ لشرفهم‬


‫‪-‬‬

‫لغير أهل المدينة‪،‬‬ ‫عِشْرُوْنَ)‬ ‫وَهِيَ ‪::‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫‪ -‬ست وثلاثون جبرًا لهم بزيادة سِتّة عشر‪ ،‬في مقابلة‬ ‫بجواره‬
‫طواف أهل مكة أربعة أسباع بين كلّ ترويحة من العشرين سَبع‪،‬‬
‫وابتداء حدوث ذلك كان أواخر القرن الأوَّل ‪ ،‬ثُمَّ اشتهر ولم ينكر‪،‬‬
‫قال‬ ‫ولَمَّا كان فيه ما فيه‪:‬‬ ‫فكان بمنزلة الإجماع السُّكوتي‪،‬‬
‫قال‬ ‫العشرون لهم أحبُّ إليَّ‪ .‬اهـ «تحفة» [‪.]٢٤١/٢‬‬ ‫الشافعي له ‪:‬‬
‫وينوون‬ ‫ذلك يثابون عليها فوق ثواب النَّفل المطلق‪،‬‬ ‫ومع‬ ‫الْجَمَلُ‪:‬‬
‫والمراد بهم‪:‬‬ ‫ولا تجوز الزّيادة المذكورة لغيرهم‪،‬‬ ‫بالجميع التراويح‪،‬‬
‫من وُجد فيها أو في مزارعها أو نحو ذلك في ذلك الوقت وإن لم‬
‫وقد حَكَى‬ ‫على «الْبُخَارِيِّ» ما نصه ‪:‬‬ ‫وفي «الْقَسْطَلَّانِيّ»‬ ‫يكن مقيما بها‪،‬‬
‫الْوَلِيُّ الْعِرَاقِيُّ أنَّ والده الحافظ لَمَّا ولي إمامة مسجد المدينة أحيا‬
‫فكان يصلي‬ ‫سُنَّتهم القديمة في ذلك مع مراعاة ما عليه الأكثر‪،‬‬
‫ثُمَّ يقوم آخر الليل في‬ ‫التراويح أول الليل بعشرين ركعة على المعتاد‪،‬‬
‫فيختم في الجماعة في شهر رمضان‬ ‫المسجد بست عشرة ركعة‬
‫فهم عليه إلى الآن‪.‬‬ ‫واستمرَّ على ذلك عمل أهل المدينة‬ ‫ختمتين‪،‬‬
‫‪.]٤٩٠/١‬‬ ‫اهـ [على «شرح المنهج»‬
‫‪GY ٤٢١‬‬ ‫يالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بِخِلَافِ سُنَّةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالضُّحَى وَالْوِتْرِ‪.‬‬ ‫لَمْ تَصِحَ‪،‬‬

‫وَفِعْلُهَا أَوَّلَ الْوَقْتِ أَفْضَلُ‬ ‫وَيَنْوِي بِهَا التَّرَاوِيْحَ أَوْ قِيَامَ رَمَضَانَ‪.‬‬
‫خِلَافًا لِمَا وَهِمَهُ الْحَلِيْمِيُّ [في‪« :‬المنهاج في‬ ‫مِنْ فِعْلِهَا أَثْنَاءَهُ بَعْدَ النَّوْم ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫شعب الإيمان ‪٣٠٦/٢‬‬

‫قضيَّة صنيعه كـ‬ ‫وَيَنْوِي بِهَا التَّرَاوِيْحَ أَوْ قِيَامَ رَمَضَانَ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫«التحفة»‪ :‬أنَّه يصحُ لو نوى التراويح‪ ،‬أو قيام رمضان وأطلق‪ .‬اهـ‬
‫هو كالصَّريح‬ ‫على «التحفة»‪:‬‬ ‫وفي ع ب‬ ‫‪.]۲۰۸/۱‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫«بَصْرِي»‬
‫خلافًا لظاهر «النّهاية»‬ ‫قال‬ ‫في كفاية ذلك بدون تعرُّض للعدد‬
‫بل‬ ‫ولا تصح بنيَّة مطلقة كما في «الروضة»‪،‬‬ ‫و«المغني وعبارتهما‬
‫قال «ع‬ ‫ينوي ركعتين من التراويح أو من قيام رمضان‪ .‬اهـ [‪.]٢٤١/٢‬‬
‫وينبغي خلافه؛ لأنَّ التَّعرُّض للعدد لا يجب‪،‬‬ ‫على «م ر»‪:‬‬ ‫ش»‬
‫وهو ركعتان [‪.]١٢٧/٢‬‬ ‫وتُحْمَلُ نيته على الواجب في التراويح‪،‬‬

‫وفعلها‬ ‫عَمِيرة»‬ ‫أَفْضَلُ مِنْ فِعْلِهَا أَثْنَاءَهُ بَعْدَ النَّوْمِ في‬


‫فِي‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ووقتها‬ ‫وفي «الإمداد»‪:‬‬ ‫عَقِبَ العِشاء أوَّل الوقت من بدَع الكُسالى‪،‬‬
‫العشاء أول‬ ‫مع‬ ‫ولو تعارض فعلها‬ ‫المختار يدخل بربع الليل‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫قدمتا؛ لكراهة النوم قبل العشاء‪،‬‬ ‫الوقت أو في جوف الليل بعد نوم‪:‬‬
‫وكذا لو لم يفعل العِشاء إلَّا بعد ثلث الليل؛ لأنَّ فوات وقت الفضيلة‬
‫ولو بان فساد العشاء؛‬ ‫في التراويح أهون من فوات ذلك في العشاء‪،‬‬
‫اهـ «بشرى» [ص ‪.]٣١٦‬‬ ‫وقعت نفلًا مطلقًا‪.‬‬

‫حيث قال في «منهاجه»‬ ‫خِلَافًا لِمَا وَهِمَهُ الْحَلِيْمِيُّ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ما حاصله ‪ :‬أنَّ الأفضل في وقتها بعد مضي ربع الليل فصاعدا‪ ،‬سواء‬
‫أخر العِشاء إليها أو صلاها أوَّلًا ثُمَّ ‪،‬نام ‪ ،‬قال ‪ :‬فأما إقامة العشاء‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٢٢‬‬

‫وَسُمِّيَتْ تَرَاوِيْحَ؛ لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَرِيْحُوْنَ لِطُوْلِ قِيَامِهِمْ بَعْدَ كُلِّ‬


‫تَسْلِيمَتَيْنِ‪.‬‬

‫وَسِرُّ الْعِشْرِينَ ‪ :‬أَنَّ الرَّوَاتِبَ الْمُؤَكَّدَةَ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ عَشْرٌ‪،‬‬


‫فَضُوْعِفَتْ فِيْهِ؛ لأَنَّهُ وَقْتُ جِدٌ وَتَشْمِيْرٍ‪.‬‬
‫الرَّكَعَاتِ‬ ‫ثَلَاثًا ثَلَاثًا في‬ ‫وَتَكْرِيرُ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدُ‬
‫كَمَا‬ ‫الأَخِيْرَةِ مِنْ رَكَعَاتِهَا بِدْعَةٌ غَيْرُ حَسَنَةٍ ؛ لأَنَّ فِيْهِ إِخْلَالًا بِالسُّنَّةِ‪،‬‬
‫‪.]١٨٤/١‬‬ ‫الفتاوى الكبرى الفقهية»‬ ‫شَيْخُنَا [انظر على سبيل الاستئناس ‪:‬‬ ‫به‬ ‫أَفْتَى‬

‫لأوّل وقتها وَوَصْلِ القيام بها‪ :‬فذلك من بدع الكسالى والمترفين‪،‬‬


‫وليس من القيام المسنون في شيء‪ .‬اهـ من «بهجة الْعَامِرِي» [ص ‪.]٥٧٩‬‬
‫ورده الأَشْخَرُ في «شرحها»‪.‬‬
‫تَسْتَبْشِعُ ما اعتاده‬ ‫تأمَّل ذلك أيُّها الموفق ‪:‬‬ ‫لِطُولِ قِيَامِهِمْ)‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫كثير من المحرومين من التَّخفيف المفرط في صلاتهم التراويح‪،‬‬
‫المؤدي إلى الإخلال بكثير من الأركان القوليَّة والفعلية‪ ،‬قال سيدنا‬
‫فيصير أحدهم‬ ‫الإمام المرشد السيد عبد الله بن عَلَوِيّ الْحَدَّادُ ‪:‬‬
‫ولا هو ترك فاعترف بالتقصير‬ ‫عند الله‪ :‬لا هو صلَّى ففاز بالثواب‪،‬‬
‫وهذه ـ وما أَشْبَهَهَا ‪ -‬من أعظم مكايد الشيطان‬ ‫وسلم من الإعجاب‪،‬‬
‫لأهل الإيمان؛ حفظنا الله منه في كل لحظة وأوان‪.‬‬
‫كَمَا أَفْتَى بِهِ‬ ‫بِدْعَةٌ غَيْرُ حَسَنَةٍ تعبير غير حسن‪( .‬وقوله‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫شَيْخُنَا) ليس في فتاويه‪ ،‬بل ولا غيرها‪ ،‬إلا أنَّ فعلها بالقرآن في جميع‬
‫الشهر أَوْلَى وأفضل من غيره ؛ كتكرير سورة الإخلاص ثلاث مرات في‬
‫وهذا أيضًا‬ ‫وخلافه؛ فكان الأحرى أن يعبّر بذلك كغيره‪،‬‬ ‫كل ركعة منها‪،‬‬
‫‪٤٢٣‬‬
‫ترحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَيُسَنُّ التَّهَجُدُ إِجْمَاعًا ‪ ،‬وَهُوَ ‪ :‬التَّنَفُلُ لَيْلًا بَعْدَ النَّوْمِ‪ ،‬قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ‪:‬‬
‫وَوَرَدَ فِي فَضْلِهِ أَحَادِيْثُ كَثِيرَةٌ‬ ‫وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَدْ بِهِ نَافِلَةٌ لَكَ ﴾ [الإسراء ‪]۷۹( :‬‬
‫إلى ‪.]٧٣‬‬ ‫نيل الأوطار»‬ ‫وانظر ‪:‬‬ ‫؛ الترمذي رقم ‪:‬‬ ‫مسلم رقم ‪:‬‬

‫وَكُرِهَ لِمُعْتَادِهِ تَرْكُهُ بِلَا ضَرُوْرَةٍ‪.‬‬

‫وَيَتَأَكَّدُ أَنْ لَا يُخِلَّ بِصَلَاةٍ فِي اللَّيْلِ بَعْدَ النَّوْمِ وَلَوْ رَكْعَتَيْنِ؛ لِعِظَمِ‬
‫حَدُّهَا ثِنْتَا عَشْرَةَ [انظر‪« :‬تحفة‬ ‫وَقِيْلَ ‪:‬‬ ‫فَضْل ذَلِكَ‪ .‬وَلَا حَدَّ لِعَدَدِ رَكَعَاتِهِ‪،‬‬
‫وَنِصْفُهُ الأَخِيْرُ‬ ‫وَأَنْ يُكْثِرَ فِيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ والاسْتِغْفَارِ‪،‬‬ ‫الطلاب ص ‪.]٧٥‬‬
‫﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ‬ ‫وَأَفْضَلُهُ عِنْدَ السَّحَرِ ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى‪:‬‬ ‫آكَدُ‪،‬‬
‫وَأَنْ يُوْقِظَ مَنْ يَطْمَعُ فِي تَهَجُدِهِ‪.‬‬ ‫[الذاريات ‪.]۱۸ :‬‬

‫فلا مانع أن تكون‬ ‫أما من لم يحفظ ‪:‬‬ ‫هو في حق من يحفظ القرآن‪،‬‬ ‫إِنَّما‬

‫له أَوْلَى من غيرها ؛ لورودها في نحو ذلك [مسلم رقم‪.]٨١١ :‬‬


‫قال الإمام المحدّث العَامِرِيُّ لَمَّا ذَكَرَ في «بهجته» قيام الليل‪:‬‬
‫إحداهما في صلاته بالليل‬ ‫وإنَّه ينبغي اعتماد خَتْمتين في كلِّ شهر‪،‬‬
‫هذا في حق من يحفظ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫والأخرى خارج الصَّلاة‪،‬‬ ‫لكل ليلة جزء‪،‬‬
‫وأحسن الأوراد‬ ‫فيقرأ من السُّور الْقِصَارِ ما أمكنه‪،‬‬ ‫وأما غيره ‪:‬‬ ‫القرآن‪،‬‬
‫في كلِّ ركعة ثلاثا؛ فقد ورد في‬ ‫له ‪ :‬قراءة وقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ‬
‫الصحاح ‪ :‬أنَّ من قرأها ثلاثا فكأنما قرأ القرآن‪ ،‬وكان رسول اللهﷺ‬
‫وربَّما قرأ سورتين وأكثر في‬ ‫ربَّما قرأ السُّورة في ركعة واقتصر عليها‪،‬‬
‫اهـ [ص ‪.]٥٧٦‬‬ ‫كما في حديث حذيفة السابق‪.‬‬ ‫ركعة‪،‬‬
‫السُّنَّة في الجملة‪،‬‬ ‫في‬ ‫وبذلك تعلم أنَّ لقراءتها كذلك أصلًا‬
‫وأنَّها ليست من البدعة في شيء‪.‬‬
‫***‬
‫شحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٢٤‬‬

‫وَالرَّوَاتِبِ‪،‬‬ ‫كَالْعِيْدِ‪،‬‬ ‫وَيُنْدَبُ قَضَاءُ نَفْلٍ مُؤَقَةٍ إِذَا فَاتَ ‪-‬‬


‫وَتَحِيَّةٍ‪ ،‬وَسُنَّةِ وُضُوْءٍ ‪.‬‬ ‫كَكُسُوْفٍ‪،‬‬ ‫وَالضُّحَى ‪ -‬لَا ذِي سَبَبٍ ‪-‬‬

‫نُدِبَ لَهُ قَضَاؤُهُ‪،‬‬ ‫مِنَ النَّفْلِ الْمُطْلَقِ ‪-‬‬ ‫وَمَنْ فَاتَهُ وِرْدُهُ ‪ -‬أَيْ‪:‬‬
‫وَكَذَا غَيْرُ الصَّلَاةِ‪.‬‬

‫وَلَهُ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى رَكْعَةٍ بِتَشَهُدٍ مَعَ‬ ‫وَلَا حَصْرَ لِلنَّفْل الْمُطْلَقِ‪،‬‬
‫فَإِنْ نَوَى فَوْقَ رَكْعَةٍ ‪ :‬فَلَهُ التَّشَهدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ‪،‬‬ ‫سَلَامِ بِلَا كَرَاهَةٍ‪،‬‬

‫ومقابله‪:‬‬ ‫على الأظهر‪،‬‬ ‫وَيُنْدَبُ قَضَاءُ نَفْلِ مُؤَقَّتٍ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وما بعدها‪ .‬ولو صلَّى‬ ‫لا يسنُّ كغير المؤقت‪ .‬م ر [في‪« :‬النّهاية»‬
‫الجُمُعة وترك سُنَّتها حتّى خرج الوقت؛ قضاها وإن لم يقبل فرضها‬
‫والأولى لمن فاته الوتر تأخيرُ‬ ‫على شرح المنهج ‪]۱۳/۲‬‬ ‫القضاء‪« .‬جمل»‬
‫ومنها ‪:‬‬ ‫قضائه إلى وقت الضُّحى كغيره من النوافل اللَّيليَّة التي تفوته‪،‬‬
‫ما لو كان له ورد اعتاده ليلًا ولم يفعله؛ لأنَّه إن فعله قبل الفرض‬
‫أو بعده كان‬ ‫وهو مكروه‪،‬‬ ‫كان من التنقل بعد الفجر وقبل الفرض‪،‬‬
‫في وقت الكراهة‪ ،‬وهو لا ينعقد عند بعض المذاهب‪ .‬ع‬‫من التنفل في‬
‫جمل ملخصا على شرح المنهج ‪ .]٤٨٠/١‬وفي‬ ‫ش» على «م ‪.‬ر»‬
‫قضاه قبل‬ ‫مختصر فتاوی ابن حجر لابن قاضي من فاته الوتر‪:‬‬
‫اهـ [ص‬ ‫فعل الصُّبح إن اتَّسع الوقت؛ وإلا فبعده بعد وقت الكراهة‪.‬‬
‫‪.[1.9‬‬

‫بخلافها في الوتر؛‬ ‫بِلَا كَرَاهَةٍ ولا خلاف الأَوْلى‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫بخلافه في‬ ‫وسنَّ أن يقرأ السُّورة ما لم يتشهد‪،‬‬ ‫للخلاف فيها فيه‪،‬‬
‫في‬ ‫الفرائض لا يقرؤها بعد الثَّانية وإن ترك التَّشْهد الأَوَّل؛ لأنَّه‬
‫بخلافه هنا‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٣٢١‬‬ ‫وهو السُّجود‪،‬‬ ‫الفرض له جابر‪،‬‬
‫‪( ٤٢٥‬‬ ‫حالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫فَلَهُ زِيَادَةٌ وَنَقْصٍ إِنْ‬ ‫وَفِي ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِ فَأَكْثَرَ؛ أَوْ نَوَى قَدْرًا‪:‬‬
‫نُويَا قَبْلَهُمَا ‪ ،‬وَإِلَّا بَطَلَتْ صَلَاتُهُ‪ ،‬فَلَوْ نَوَى رَكْعَتَيْنِ فَقَامَ إِلَى ثَالِثَةِ‬
‫فَيَقْعُدُ وُجُوْبًا‪ ،‬ثُمَّ يَقُوْمُ لِلزِّيَادَةِ إِنْ شَاءَ‪ ،‬ثُمَّ‬ ‫سَهْوًا ثُمَّ تَذَكَّرَ ‪:‬‬
‫فَعَدَ وَتَشَهَّدَ وَسَجَدَ لِلسَّهْوِ‬ ‫يَسْجُدُ لِلسَّهْوِ آخِرَ صَلَاتِهِ؛ وَإِنْ لَمْ يَشَأْ ‪:‬‬
‫وَسَلَّمَ‪.‬‬

‫وَيُسَنُّ لِلْمُتَنَفِّلِ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا أَنْ يُسَلَّمَ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ؛ لِلْخَبَرِ‬
‫صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى [البخاري رقم‪٩٩٠ :‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫الْمُتَفَقِ عَلَيْهِ ‪:‬‬
‫‪.]٥٩٧‬‬ ‫وَالنَّهَارِ» [الترمذي رقم‪:‬‬ ‫‪]٧٤٩‬؛ وَفِي رِوَايَةٍ صَحِيْحَةٍ ‪:‬‬

‫إِطَالَةُ الْقِيَامِ أَفْضَلُ مِنْ تَكْثِيْرِ الرَّكَعَاتِ‬ ‫قَالَ فِي الْمَجْمُوْعِ»‪:‬‬

‫(قوله ‪ :‬إِطَالَةُ الْقِيَام أَفْضَلُ ‪ ...‬إلخ) للخبر الصَّحيح‪« :‬أَفْضَلُ‬


‫الصَّلَاةِ طُوْلُ الْقُنُوْتِ) [مسلم رقم ‪]٧٥٦‬؛ ولأن ذكره القراءة وهي أفضل‬
‫وصلى آخر عشرين في‬ ‫فلو صلّى عشرًا وأطال قيامها‪،‬‬ ‫من ذكر غيره‪،‬‬
‫واعتمده في‬ ‫فالعشر أفضل‪ ،‬كما اقتضاه كلام الْمُصَنِّفِ‪،‬‬ ‫ذلك الزَّمن ‪:‬‬
‫وهو أوجه احتمالين في «الجواهر»‪،‬‬ ‫التَّحفة» و«النهاية وغيرهما‪،‬‬
‫إنَّ الفرض أفضل من النَّفل‪،‬‬ ‫لكن قاعدة ‪:‬‬ ‫ويرجحه الحديث المذكور‪،‬‬
‫وإنَّ ما يتجزأ من الواجب يقع القدر المجزئ منه فرضًا وما عداه‬
‫بخلاف العشر‪.‬‬ ‫نفلا ؛ ترجح العشرين؛ لأنَّ كلَّها أو غالبها يقع واجبا‪،‬‬
‫[ص ‪.]٣٢٢‬‬ ‫«بشری»‬

‫وطوَّل‬ ‫مثلًا ‪-‬‬ ‫وهل يقاس بذلك ‪ :‬ما لو صلّى قاعدًا ركعتين ‪-‬‬
‫وصلّى آخر أربعًا أو سِتّا ولم يطوّل فيها زيادة على قدر صلاة‬ ‫فيهما‪،‬‬
‫والأقرب الثَّاني؛ للمَشَقَّة بطول القيام دون‬ ‫الركعتين أم لا؟ فيه نظر‪،‬‬
‫وميل القلب إلى رجحان‬ ‫‪.]۱۲۸/۲‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫ع ش‬ ‫طول القعود‬
‫نحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٤٢٦‬‬

‫عِيْدٌ‬ ‫وَقَالَ فِيْهِ أَيْضًا أَفْضَلُ النَّفْل ‪:‬‬


‫‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪١٦٦‬‬
‫و‪٣‬‬
‫‪/‬‬ ‫[‪٣٧٠/٣‬‬
‫فَرَكْعَتَا فَجْرٍ‪،‬‬ ‫فَوِتْرُ‪،‬‬ ‫فَاسْتِسْقَاءٌ‪،‬‬ ‫فَخُسُوْفٌ‪،‬‬ ‫فَكُسُوْفٌ‪،‬‬ ‫فَأَصْغَرُ‪،‬‬ ‫أَكْبَرُ‪،‬‬
‫فَالتَّرَاوِيْحُ‪،‬‬ ‫فَبَقِيَّةُ الرَّوَاتِبِ فَجَمِيْعُهَا فِي مَرْتَبَةٍ وَاحِدَةٍ‪،‬‬
‫وما‬ ‫فَالْوُضُوْءِ ‪٣٤٥/٣١‬‬ ‫فَرَكْعَتَا الطَّوَافِ وَالتَّحِيَّةِ وَالإِحْرَامِ‪،‬‬ ‫فَالضُّحَى‪،‬‬
‫‪.]٣٦١/٣‬‬ ‫بعدها‪،‬‬

‫***‬

‫اهـ‬ ‫فيشمل القعود‪.‬‬ ‫الأوَّل؛ إذ الظاهر أنَّ المراد بالقيام محَلٌّ القراءة‪،‬‬
‫ع ب» على «التحفة» [‪.]٢٤٢/٢‬‬
‫وبحث الشارح هنا في ذلك مكرَّر‬
‫مكرر مع ما قدمه في ركن‬
‫القيام‪.‬‬

‫فجميع بقيَّة الرَّواتب‪.‬‬ ‫فَجَمِيْعُهَا فِي مَرْتَبَةٍ وَاحِدَةٍ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وهل المراد أنَّ ركعتي الفجر أفضل من جملة بقيَّة الرَّواتب‪ ،‬أو‬ ‫إلخ‪.‬‬
‫ولا مانع من ترتب ثواب كثير‬ ‫المراد من ركعتين منها؟ ويظهر الأول‪،‬‬
‫ومعلوم أنَّ مؤكَّد الرَّواتب‬ ‫على فعل قليل يزيد على ثواب أفعال كثيرة‪،‬‬
‫أفضل من غير مؤكدها‪ .‬اهـ ‪«.‬سم»‪ .‬اهـ شَوْبَرِي»‪« .‬جمل» على «شرح‬
‫‪.[٤٩١/١‬‬ ‫المنهج‬

‫وَالتَّحِيَّةِ وَالإِحْرَام عَطَفَ بالواو فيهما؛ ليفيد أنَّهما في‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫الفضل كالَّتي قبلهما أعني ركعتي الطواف والرَّاجح أنَّ كلَّ واحدة‬ ‫‪،‬‬

‫فلو عطفهما‬ ‫من الثَّلاث أفضل ممَّا بعدها ؛ حسب ما رتَّبها الشارح‪،‬‬
‫بالفاء لتفيد ترتيب الأفضلية؛ لكان أَوْلَى‪.‬‬
‫‪٤٢٧‬‬
‫المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫أَمَّا الصَّلَاةُ الْمَعْرُوْفَةُ لَيْلَةَ الرَّغَائِبِ وَنِصْفَ شَعْبَانَ وَيَوْمَ‬ ‫فَائِدَةٌ‪:‬‬


‫وَأَحَادِيْتُهَا مَوْضُوْعَةٌ‪.‬‬ ‫فَبِدْعَةٌ قَبِيْحَةٌ‪،‬‬ ‫عَاشُوْرَاءَ ‪:‬‬

‫ثُمَّ‬ ‫الرَّغَائِب) هي ‪ :‬أن يصوم أول خميس من رجب‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫يفصل بين كل‬ ‫يصلِّي فيما بين المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة‪،‬‬
‫والْقَدْرِ ثلاث‬ ‫ركعتين بالتسليم‪ ،‬يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرَّة‪،‬‬
‫والإخلاص اثنتي عشرة مرَّة‪ ،‬فإذا فرع من صلاته‪ :‬صلى على‬ ‫مرات‪،‬‬
‫النَّبيِّﷺ سبعين مرَّة يقول ‪ :‬اللهم صلِّ على النبي الأمي وعلى آله‪،‬‬
‫ثُمَّ يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة ‪ :‬سبوح قدوس رب الملائكة‬
‫وتجاوز‬ ‫والرُّوح ‪ ،‬ثُمَّ يرفع رأسه ويقول سبعين مرَّة ‪ :‬رب اغفر وارحم‪،‬‬
‫عمَّا تعلم‪ ،‬فإنَّك أنت العَلِيُّ ‪،‬الأعظم‪ ،‬ثُمَّ يسجد سجدة أخرى ويقول‬
‫فيها مثل ما قال في الأولى‪ ،‬ثُمَّ يسأل حاجته في سجوده فإنها تُقضى‪.‬‬
‫كلُّ ركعتين بتسليمة‪،‬‬ ‫مئة ركعة‪،‬‬ ‫هي ‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫وَنِصْفَ شَعْبَانَ)‬ ‫(وقوله ‪:‬‬
‫عشر مرات‪،‬‬ ‫يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة وقُلْ هُوَ اللهُ أَحد‬
‫وإن شاء صلاها عشر ركعات يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة قُلْ هُوَ‬
‫مئة مرة‪.‬‬ ‫اللهُ أَحَدٌ‬

‫لها طُرُق إذا اجتمعت وصلت‬ ‫فمنهم من قال‬ ‫واختلفوا فيها ‪:‬‬
‫من حَكَمَ عليه‬ ‫ومنهم‪:‬‬ ‫حد يُعمل به في فضائل الأعمال‪،‬‬ ‫إلى‬

‫وأفرد الكلام عليهما في‬ ‫وتَبِعَهُ ابن حجر‪،‬‬ ‫النَّوَوِيُّ‪،‬‬ ‫ومنهم ‪:‬‬ ‫بالوضع‪،‬‬
‫تأليف مستقل‪.‬‬

‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫«صغری» [وانظر‪« :‬الكُبرى»‬

‫وممَّن ارتضاها الإمام الْغَزَالِيُّ وأوردها في «الإحياء» [ص ‪.]٢٤٠‬‬


‫حديثهما له طُرُق كثيرة أخرجها الْبَيْهَقِيُّ وغيره‪،‬‬ ‫وقال الْجِرْهَزِيُّ ‪:‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٢٨‬‬

‫وَأَقْبَحُ مِنْهَا مَا اعْتِيْدَ فِي بَعْضِ‬ ‫كَابْنِ شُهْبَةَ وَغَيْرِهِ ‪-:‬‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪-‬‬
‫الْبِلَادِ مِنْ صَلَاةِ الْخَمْسِ فِي الْجُمُعَةِ الأَخِيْرَةِ مِنْ رَمَضَانَ عَقِبَ‬

‫ومن ثَمَّ قال الْمُنْلا علي القَارِي ‪ :‬إنَّ حديثهما يُعمل به في الفضائل‪،‬‬
‫اهـ على‬ ‫لا لذاتها‪.‬‬ ‫‪،‬‬
‫والمنكرون لها إنَّما هو لِمَا اقترن بها من المفاسد‬
‫المنهج القويم ص ‪.]٤٠٢‬‬

‫قال الإمام الْعَامِرِيُّ في «بهجته بعد أن نَقَلَ عن الإمام النَّوَوِيِّ‬


‫اشتدَّ نزاع العلماء في‬ ‫قلت ‪:‬‬ ‫تقبيح صلاة الرغائب وتضليل مصلِّيها ‪:‬‬
‫وطريق الإنصاف البعيدة‬ ‫هذه الصلاة وصلاة ليلة النصف من شعبان‬
‫أن يجتنب صلاة الرَّغائب ؛ لمصادمتها هذا الحديث‬ ‫عن الاعتساف‪:‬‬
‫إلخ) [مسلم رقم‪:‬‬ ‫يعني‪« :‬لَا تَخُصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَام ‪...‬‬ ‫‪-‬‬‫الصَّحيح ‪-‬‬
‫ولا معدل إلا بحديث يقاومه في‬ ‫الَّذي لا محيص عنه‪،‬‬ ‫‪]١١٤٤‬‬
‫وأمَّا صلاة ليلة النصف من شعبان‪:‬‬ ‫إلخ‪،‬‬ ‫ولا سبيل إليه ‪...‬‬ ‫الصحة‪،‬‬
‫والأولى لمن رغب فيها‬ ‫فلا يتعلق فعلها بمأثم ؛ لخلوها عن النَّهيّ‪،‬‬
‫أن يصليها منفردًا؛ لأنَّ مثل هذا الشَّعار الظاهر لا يقوم إلا بدليل‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫ص ‪٥٧٧‬‬ ‫انتهى‬ ‫ظاهر‪.‬‬

‫تَتِمَّةٌ ‪ :‬في رد المحتار» لابن عابدين من أئمة السادة الحنفية ما‬


‫توقف‬ ‫نصه ‪ :‬قال شيخ الإسلام (‪ )۱‬إِنَّ الطَّاعة ‪ :‬فعل ما يثاب عليه‪،‬‬
‫فعل ما يثاب‬ ‫والقُربة ‪:‬‬ ‫عُرفَ من يفعله لأجله أو لا‪،‬‬ ‫'‬
‫على نيَّة أَوْ لَا‬
‫والعبادة‪:‬‬ ‫عليه بعد معرفة من يتقرَّب إليه به وإن لم يتوقف على نية‪،‬‬

‫ومقالته في‪« :‬الحدود الأنيقة‬ ‫زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى‪،‬‬ ‫هو‪:‬‬ ‫(‪)۱‬‬
‫عمار]‪.‬‬ ‫ص ‪۷۷.‬‬ ‫والتعريفات الدقيقة»‬
‫‪٤٢٩‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫زَاعِمِيْنَ أَنَّهَا تُكَفِّرُ صَلَوَاتِ الْعَام أَوِ الْعُمُرِ الْمَتْرُوْكَةِ ؛ وَذَلِكَ‬ ‫صَلَاتِهَا‪،‬‬
‫‪.]٤٥٧/٢‬‬ ‫حَرَامٌ [في‪« :‬التحفة»‬

‫(فضل)‬

‫فِي صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ‬

‫إِمَامٌ وَمَأْمُوْمٌ‪.‬‬ ‫وَأَقَلُّهَا‪:‬‬ ‫وَشُرِعَتْ بِالْمَدِينَةِ‪،‬‬

‫فعل ما يثاب على فعله ويتوقف على نيَّة ؛ فالصَّلوات الخمس والصّوم‬
‫والزَّكاة والحج من كلِّ ما يتوقف على النِّيَّة قُربةٌ وطاعة وعبادة‪،‬‬
‫وقراءة القرآن والوَقْفُ والعِتقُ والصَّدقةُ ونحوها مما لا يتوقف على نيَّة‬
‫والنَّظرُ المؤدِّي إلى معرفة الله تعالى طاعةٌ‪ ،‬لَا‬ ‫لا عبادة‪،‬‬ ‫قربةٌ وطاعةٌ‪،‬‬
‫وقواعد مذهبنا لا تَأْبَاهُ‪« .‬حموي»‪ .‬اهـ [‪.]١٠٦/١‬‬ ‫قُربةٌ ولا عبادة‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫فَضل‬

‫فِي صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ‬

‫ظاهرة مع المواظبة عليها‪ ،‬فلا‬ ‫وَشُرِعَتْ بِالْمَدِينَةِ أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وصلى‬ ‫صلَّى والصَّحابة صبيحة الإسراء جماعة مع جبريل‪،‬‬ ‫يَرِدُ أنَّه‬
‫كالجُمُعة والعيدين‬ ‫وهي من خصائص هذه الأُمَّة ‪-‬‬ ‫بِعَلي وخديجة‪،‬‬
‫ع ش» و«أُجْهُوْرِي» و«بَاجُوري»‬ ‫والكسوفين والاستسقاء كما مرَّ ‪.-‬‬
‫على شرح ابن قاسم ‪.]٧٦/٢‬‬
‫تر المستفيدينعلىفىالمعين‬ ‫‪٤٣٠‬‬

‫وَهِيَ فِي الْجُمُعَةِ‪ ،‬ثُمَّ فِي صُبْحِهَا‪ ،‬ثُمَّ الصُّبْحِ‪ ،‬ثُمَّ الْعِشَاءِ‪ ،‬ثُمَّ‬
‫أَفْضَلُ‪.‬‬ ‫ثُمَّ الظُّهْرِ ‪ ،‬ثُمَّ الْمَغْرِبِ‪،‬‬ ‫الْعَصْرِ ‪،‬‬

‫فِي أَدَاءِ مَكْتُوبَةٍ لَا جُمُعَةٍ (سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ)؛ لِلْخَبَرِ‬ ‫(صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ‬
‫صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْفَكِّ بِسَبْعِ وَعِشْرِيْنَ‬ ‫الْمُتَفَقِ عَلَيْهِ ‪:‬‬
‫وَالأَفْضَلِيَّةُ تَقْتَضِي النَّدْبِيَّةَ‬ ‫؛ مسلم رقم ‪.]٦٥٠ :‬‬ ‫دَرَجَةً) [البخاري رقم ‪:‬‬
‫وَحِكْمَةُ السَّبْعِ وَالْعِشْرِيْنَ ‪ :‬أَنَّ فِيْهَا فَوَائِدَ تَزِيْدُ عَلَى صَلَاةِ الْفَذْ‬ ‫فَقَدْ‪.‬‬

‫والأصل جماعة‬ ‫صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ) في العبارة قلب‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫الصَّلاة؛ ليصح الإخبار بقوله «سُنَّةٌ» ؛ وإلا فالصَّلاة فرض لا سُنَّة‪.‬‬
‫وسيأتي أنَّ الأصح قول‬ ‫عند الرَّافِعِيّ‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫سُنَّةٌ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫أنَّها فرض كفاية في أوّل ركعة من المكتوبة غير الجمعة‪،‬‬ ‫النَّوَوِيِّ ‪:‬‬
‫وسُنَّة في الباقي‪.‬‬
‫الأظهر أنَّ المراد بالدرجة‬ ‫قال ابن دَقِيْقِ الْعِيدِ ‪:‬‬ ‫دَرَجَةً)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وفي بعضها التَّعبير‬ ‫الصَّلاة؛ لأنَّه ورد كذلك في بعض الروايات‪،‬‬
‫‪.]١٣٤/٢‬‬ ‫اهـ ع ش [على «النهاية»‬ ‫وهو مشعر بذلك‪.‬‬ ‫بالضّعْفِ ‪،،‬‬

‫ولا منافاة بينهما؛ لأنَّ القليل لا‬ ‫وفي رواية بخمس وعشرين‬
‫ينفي الكثير‪ ،‬أو أنَّه أخبر أوَّلًا بالقليل ثُمَّ أعلمه الله تعالى بزيادة‬
‫أو‬ ‫أو أنَّ ذلك يختلف باختلاف أحوال المصلين‪،‬‬ ‫الفضل فأخبر بها‪،‬‬
‫الصَّلاة‬ ‫أو أنَّ الأُولى في‬ ‫أنَّ الاختلاف بحسب قرب المسجد وبعده‪،‬‬
‫الجهريَّة والثَّانية في الصَّلاة السِّرِّيَّة ؛ لأنَّها تنقص عن الجهرية بسماع‬
‫قراءة الإمام والتأمين لتأمينه‪.‬‬
‫قال ابن الْجَوْزِيِّ‪:‬‬ ‫وهذا أوجهها‪،‬‬ ‫قال الحافظ ابن حجر‪:‬‬
‫قال‬ ‫خَاصَ قوم في تعيين الأسباب المقتضية للدرجات المذكورة‪،‬‬
‫‪٤٣١‬‬
‫رشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فأوَّلُهَا إجابة المؤذن بنيَّة‬ ‫وقد نقّحتها وهذَّبتها ‪:‬‬ ‫الحافظ ابن حجر‪:‬‬
‫والمشي إلى‬ ‫الصَّلاة في جماعة والتَّبكير إليها في أوَّل الوقت‪،‬‬
‫وصلاة التَّحيَّة عند‬ ‫ودخول المسجد داعيًا‪،‬‬ ‫المسجد بالسَّكينة‬
‫وصلاة‬ ‫وانتظار الجماعة‪،‬‬ ‫دخوله‪ ،‬كلُّ ذلك بنيَّة الصَّلاة في الجماعة‪،‬‬
‫والسلامة من الشيطان‬ ‫وشهادتهم ‪،‬له وإجابة ‪،‬الإقامة‪،‬‬ ‫الملائكة عليه‪،‬‬
‫وإدراك تكبيرة‬ ‫والوقوف منتظرًا إحرام الإمام‪،‬‬ ‫حين يفرُّ عند الإقامة‪،‬‬
‫وجواب الإمام عند‬ ‫الإمام معه وتسوية الصُّفوف‪ ،‬وسدُّ ‪،‬فرجها‪،‬‬
‫وتنبيه الإمام‬ ‫والأمن من السَّهو غالبًا‪،‬‬ ‫قوله ‪ :‬سمع الله لمن حمده‪،‬‬
‫وتحسين‬ ‫والسَّلامة ممَّا يُلْهِي غالبًا‪،‬‬ ‫وحصول الخشوع‪،‬‬ ‫إذا سها‪،‬‬
‫والتَّدرب على تجويد القرآن‪،‬‬ ‫واحتفاف الملائكة به‪،‬‬ ‫الهيئة غالبًا‬

‫وإرغام الشَّيطان‬ ‫وإظهار شعار الإسلام‪،‬‬ ‫وتعلم الأركان والأبعاض‪،‬‬


‫ونشاط المتكاسل‪،‬‬ ‫بالاجتماع على العبادة والتَّعاون على الطاعة‪،‬‬
‫ونيَّة‬ ‫ومن إساءة الظَّنِّ به أنَّه ترك الصَّلاة‪،‬‬ ‫والسلامة من صفة النفاق‪،‬‬
‫رد السلام على الإمام والانتفاع باجتماعهم على الدُّعاء والذكر‪،‬‬
‫بين الجيران‪،‬‬ ‫وقيام نظام الألفة‬ ‫وَعَوْدُ بركة الكامل على الناقص‪،‬‬
‫فهذه خمس وعشرون خصلة‪،‬‬ ‫وحصول تعاهدهم في أوقات الصَّلاة‪،‬‬
‫وبقي أمران يختصَّان بالجهرية‪،‬‬ ‫وَرَدَ في كُلِّ منها أمر أو ترغيب‪،‬‬
‫والتأمين عند‬ ‫الإنصات عند قراءة الإمام والاستماع لها‪،‬‬ ‫وهما‪:‬‬
‫وبهذا يترجّح أنَّ رواية السَّبع تختص‬ ‫تأمينه ليوافق تأمين الملائكة‪،‬‬
‫بالجهرية‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫صحيحه» رقم‪:‬‬ ‫وابن حِبَّان [في‪:‬‬ ‫‪]٥٦٠‬‬ ‫زاد أبو داود [رقم‪:‬‬
‫مَنْ صَلَّى فِي فَلَاةٍ فَأَتَمَّ رُكُوْعَهَا وَسُجُوْدَهَا بَلَغَتْ‬ ‫‪ ]٢٠٥٥‬في رواية ‪:‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٤٣٢‬‬

‫بِنَحْوِ ذَلِكَ‪.‬‬
‫الْقَضَاءُ‪ .‬ثُمَّ إِنِ اتَّفَقَتْ مَقْضِيَّةُ الإِمَامِ وَالْمَأْمُوْمِ‪:‬‬ ‫وَخَرَجَ بـ «الأَدَاءِ»‬
‫كَأَدَاءٍ خَلْفَ قَضَاءٍ وَعَكْسِهِ‪،‬‬ ‫سُنَّتِ الْجَمَاعَةُ ؛ وَإِلَّا فَخِلافُ الأَوْلَى‪،‬‬
‫وَتَرَاوِيْحَ خَلْفَ وِتْرٍ وَعَكْسِهِ‪.‬‬ ‫وَفَرْضِ خَلْفَ نَفْلٍ‬
‫نَفْلِ وَعَكْسِهِ‪،‬‬

‫وَلَا‬ ‫فَلَا يُسَنُّ فِيْهِمَا الْجَمَاعَةُ‪،‬‬ ‫وَبِـ الْمَكْتُوْبَةِ الْمَنْذُوْرَةُ وَالنَّافِلَةُ‪،‬‬


‫تُكْرَهُ‪.‬‬

‫ورَوَى ابن أبي شَيْبَةَ عن ابن عباس قال‪« :‬فَضْلُ‬ ‫خَمْسِيْنَ صَلَاةً»‪،‬‬
‫صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ الْمُنْفَرِدِ خَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ دَرَجَةً‪ ،‬فَإِنْ كَانُوا‬
‫وَإِنْ كَانُوا عَشَرَةَ آلَافٍ‪،‬‬ ‫فَقَالَ رَجُلٌ ‪:‬‬ ‫أَكْثَرَ فَعَلَى عَدَدِ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ‪،‬‬
‫وهذا موقوف له حكم الرفع‪.‬‬ ‫‪]٣٦٥/٢‬‬ ‫نَعَمْ [في‪« :‬المصنف»‬ ‫قَالَ ‪:‬‬

‫سبع‬ ‫وفي شرح المهذب»‪ :‬إنَّ من صلَّى في عشرة آلاف لَهُ‬


‫وعشرون درجة‪ ،‬ومن صلَّى مع اثنين لَهُ ذلك‪ ،‬لكن درجات الأوَّل‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫أكثر ثوابًا من حيث الكيفية‪.‬‬ ‫أي‬ ‫أكمل‪،‬‬

‫على شرح المنهج ‪ ]٤٩٧/١‬و «كُردي» [في‪« :‬الكُبرى» ‪٤/٣‬‬ ‫اهـ «جمل»‬
‫وما بعدها]‪.‬‬

‫أنَّ الصَّلاة مرَّة في جماعة أفضل منها خمسا وعشرين مرة‬ ‫ومعنى‬

‫وحده ‪ :‬أنَّ الظهر ‪ -‬مثلا ‪ -‬في يوم مرَّة جماعة أفضل منها في أيام أُخر‬
‫كما في‬ ‫التحفة»‪،‬‬ ‫في‬ ‫خمسا وعشرين مرة منفردًا ؛ وبذلك يجاب عمَّا‬

‫ع د عليها [‪.]٢٣٣/٢‬‬

‫وقد علمت الأسباب‬ ‫سبع وعشرين‪،‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫بِنَحْوِ ذَلِكَ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫المقتضية لذلك‪.‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَالأَصَحُ أَنَّهَا فَرْضُ كِفَايَةِ لِلرِّجَالِ الْبَالِغِيْنَ الْأَحْرَارِ‬ ‫قَالَ النَّوَوِيُّ‪:‬‬


‫وَقِيلَ‪:‬‬ ‫بِحَيْثُ يَظْهَرُ شِعَارُهَا بِمَحَلِّ إِقَامَتِهَا‪،‬‬ ‫الْمُقِيمِيْنَ فِي الْمُؤَدَّاةِ فَقَط ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫وَهُوَ مَذْهَبُ أَحْمَدَ [انظر‪« :‬المجموع»‬ ‫إِنَّهَا فَرْضُ عَيْنٍ‪،‬‬
‫شَرْطُ لِصِحَّةِ الصَّلَاةِ‪.‬‬ ‫وَقِيلَ ‪:‬‬

‫وَلَا يَتَأَكَّدُ النَّدْبُ لِلنِّسَاءِ تَأَكُدَهُ لِلرِّجَالِ ؛ فَلِذَلِكَ يُكْرَهُ تَرْكُهَا لَهُمْ‬
‫لَا لَهُنَّ‪.‬‬

‫وَالأَصَحُ أَنَّهَا فَرْضُ كِفَايَةٍ أي ‪ :‬في الركعة الأولى فقط‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫[نقله الجمل على شرح المنهج ‪.]٤٩٨/١‬‬ ‫اهـ «زي‬ ‫لا في جميع الصَّلاة‪.‬‬

‫كانت‬ ‫ولو لم يوجد إلا إمام أو مأموم‪:‬‬ ‫لِلرِّجَالِ الْبَالِغِيْنَ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫اهـ «ع ش» [نقله الجمل‬ ‫اهـ «سم»‪.‬‬ ‫كما هو ظاهر‪.‬‬ ‫حينئذ فرض عين‪،‬‬

‫على شرح المنهج ‪.]٥٠١/١‬‬

‫(قوله ‪ :‬وَقِيلَ ‪ :‬إِنَّهَا فَرْضُ عَيْنٍ هذا ثالث قول في الجماعة‪ ،‬قال‬
‫وقيل‪ :‬لا‪.‬‬ ‫وعلى هذا قيل ‪ :‬هي شرط في صحة الصَّلاة‪،‬‬ ‫الْجَمَلُ ‪:‬‬
‫جَرَى على الثَّاني في «المغني» و«النهاية»‬ ‫‪]٤٩٩/۱۸‬‬ ‫على شرح المنهج ‪٥٠٤/١‬؛ وانظر‪:‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫كما في «المجموع»‪.‬‬ ‫قالا ‪:‬‬ ‫[‪]١٣٩/٢‬‬

‫فما أفاده صنيع الشَّارح بقوله بعد «وَقِيلَ ‪ :‬شَرْطُ لِصِحَّة الصَّلَاةِ»‬
‫أنه قول رابع‪ ،‬ليس كذلك وإن جاراه الْمُحَشِّي عليه؛ فتنبه‪.‬‬
‫وَهُوَ مَذْهَبُ أَحْمَدَ لكنَّها ليست شرطا في صحة‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫فإن صلى منفردًا مع القدرة على الجماعة‪ :‬أَثِمَ وصحت‬ ‫الصَّلاة‪،‬‬
‫صلاته‪.‬‬

‫وقال أبو حنيفة‬ ‫إلخ)‬ ‫وَلَا يَتَأَكَّدُ النَّدْبُ لِلنِّسَاءِ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫تكره الجماعة للنّساء [انظر‪« :‬رحمة الأُمة» ص ‪.]٦٠‬‬ ‫ومالك ‪:‬‬
‫‪٤٣٤٥‬‬
‫حالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَالْجَمَاعَةُ فِي مَكْتُوْبَةٍ لِذَكَرِ بِمَسْجِدِ أَفْضَلُ‪ .‬نَعَمْ‪ ،‬إِنْ وُجِدَتْ فِي‬
‫بَيْتِهِ فَقَطْ فَهُوَ أَفْضَلُ‪ ،‬وَكَذَا لَوْ كَانَتْ فِيْهِ أَكْثَرَ مِنْهَا فِي الْمَسْجِدِ عَلَى مَا‬
‫خِلافُهُ [في‪« :‬التحفة‬
‫وَالْأَوْجَهُ خِلَافُهُ‬ ‫اعْتَمَدَهُ الأَذْرَعِيُّ وَغَيْرُهُ ‪ ،‬قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪٢٥١/٢‬‬

‫تشيرُ‬ ‫عَلَى مَا اعْتَمَدَهُ الأَذْرَعِيُّ صيغةُ تَبَرٌ ممَّا بعد «كَذَا»‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫إلى ضعفه‪.‬‬

‫وَالأَوْجَهُ خِلَافُهُ أَي إِنَّها في المسجد ـ وإن قلت ‪-‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫أفضل ؛ لأنَّ مصلحة طلبها فيه تَرْبُو على مصلحة وجودها في البيت‪،‬‬
‫فالجماعة القليلة فيها‬ ‫‪:‬‬
‫والكلام في غير المساجد الثَّلاثة أمَّا هي‬
‫أفضل من كثيرها خارجها باتفاق كذا في المنهج القويم» ص ‪]٢٥٦‬؛ بل‬
‫واعتمده‬ ‫قال الْمُتَوَلِّي ‪ :‬إِنَّ الانفراد فيها أفضل من الجماعة في غيرها‪،‬‬
‫في شرح المنهج والمغني» و«النهاية» [‪]١٤٢/٢‬؛ قال في «التحفة» ‪:‬‬
‫والأوجه خلافه‪.‬‬

‫بأنَّ الانفراد في المسجد الحرام‬ ‫وأفتى (م (‬ ‫قال الْبُجَيْرِمِيُّ ‪:‬‬


‫وأن الانفراد في مسجد المدينة‬ ‫أفضل من الجماعة في مسجد المدينة‪،‬‬
‫فضيلة الذات مقدَّمة‬ ‫ويُحْمَلُ قولهم‪:‬‬ ‫أفضل من الجماعة في الأقصى‪،‬‬
‫على ما إذا لم تكن فضيلة المكان مضاعفة‪،‬‬ ‫على فضيلة المكان‬
‫وتوقف «زي» گـ «سم» في الثَّاني‪ ،‬قال شيخنا ‪ :‬ولي بهما أسوة؛ لأنَّ‬
‫والجماعة‬ ‫الصَّلاة في مسجد المدينة بصلاتين في المسجد الأقصى‪،‬‬
‫‪.]٢٩١/١‬‬ ‫اهـ [على «شرح المنهج»‬ ‫بسبع وعشرين‪« .‬بِرْمَاوِي»‪.‬‬

‫والعبارة لها وتحصل فضيلة الجماعة‬ ‫وفي «التحفة» و«النهاية»]‬


‫للشخص بصلاته في بيته بزوجة أو ولد أو رقيق أو غيرهم‪ ،‬بل بحث‬
‫الإِسْنَوِيُّ وَالأَذْرَعِيُّ أنَّ ذهابه للمسجد لو فوَّتها على أهل بيته مفضول‪،‬‬
‫‪٤٣٥‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫قُدِّمَ‬ ‫وَلَوْ تَعَارَضَتْ فَضِيْلَةُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ وَالْحُضُوْرُ خَارِجَهُ‪:‬‬


‫فِيْمَا يَظْهَرُ؛ لأَنَّ الْفَضِيْلَةَ الْمُتَعَلِّقَةَ بِذَاتِ الْعِبَادَةِ أَوْلَى مِنَ الْفَضِيْلَةِ‬
‫وَالْمُتَعَلِّقَةَ بِزَمَانِهَا أَوْلَى مِنَ الْمُتَعَلِّقَةِ‬ ‫الْمُتَعَلِّقَةِ بِمَكَانِهَا أَوْ زَمَانِهَا‪،‬‬
‫بِمَكَانِهَا ‪.‬‬

‫وَتُسَنُّ إِعَادَةُ الْمَكْتُوْبَةِ‬

‫ونظرًا فيه‪ ،‬ثُمَّ ردا ذلك التنظير‪ .‬اهـ [أي‪:‬‬ ‫وأنَّ إقامتها لهم أفضل‪،‬‬
‫‪.]١٤٠/٢‬‬ ‫لـ «النهاية»‬

‫وإِن كَثُرَ جَمعُ المسجد وقلَّ جَمعُ‬ ‫وظاهر ذلك ‪:‬‬ ‫قال «ح ل»‪:‬‬
‫اهـ [ نقله الجمل على «شرح‬ ‫شيخنا‪.‬‬ ‫عن‬
‫نَقَلَهُ‬
‫ثُمَّ رأيت بعضهم‬ ‫البيت‪،‬‬
‫‪.]٥٠٣/١‬‬ ‫المنهج»‬

‫إلخ‪ ،‬قد يخرج به‪ :‬لو أمكنه‬ ‫وقال «سم»‪ :‬قوله‪ :‬لو فوّتها ‪...‬‬
‫فهو أفضل من اقتصاره على‬ ‫فعلها في المسجد ثُمَّ ببيته بأهله‪،‬‬
‫‪.]٢٥٢/٢‬‬ ‫اهـ [على «التحفة»‬ ‫وهو قريب‪.‬‬ ‫أحدهما‪،‬‬

‫(قوله‪ :‬وَلَوْ تَعَارَضَتْ فَضِيْلَةُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ وَالْحُضُوْرُ‬


‫والمراد‬ ‫خَارِجَهُ أي مع الانفراد في كلِّ‪ ،‬أو الجماعة في كل‪،‬‬
‫بالحضور الخشوع هذا المتبادر لي من هذا السياق‪ ،‬خلافًا لِمَا‬ ‫‪6‬‬

‫فاستقرب البعيد واستبعد القريب‪،‬‬ ‫تبادر إلى فهم الْمُحَشِّي من ذلك‪،‬‬


‫ووجه اعتراضه بذلك على الشارح؛ فتأمل‪.‬‬
‫ولو جُمعة عند جواز تعدُّدها‬ ‫وَتُسَنُّ إِعَادَةُ الْمَكْتُوْبَةِ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫أو لم تغن عن القضاء عند «حج» و«م ر»؛‬ ‫أو مقصورة‪،‬‬ ‫مثلا‪،‬‬
‫واشترط «المغني» أن لا تجب إعادتها وخرج بالمكتوبة صلاة‬
‫الجنازة‪ ،‬فلا تسنُّ إعادتها؛ لأنَّه لا يتنفّل بها كما يأتي‪ ،‬لكن لو‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٣٦٥٢‬‬

‫خِلَافًا لِشَيْخ‬ ‫بِشَرْطِ أَنْ تَكُوْنَ فِي الْوَقْتِ‪ ،‬وَأَنْ لَا تُزَادَ فِي إِعَادَتِهَا عَلَى مَرَّةٍ‪،‬‬
‫شُيُوخِنَا أَبِي الْحَسَنِ الْبَكْرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى‪ ،‬وَلَوْ صُلِّيَتِ الأُوْلَى جَمَاعَةً‪،‬‬

‫أعادها ولو مرات كثيرة؛ صحت ووقعت نفلًا مطلقا‪« .‬شرح م ر»‪.‬‬
‫‪.]٥١١/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫جمل»‬

‫إلخ) ذَكَرَ لِسَنِّ الإعادة ثلاثة‬ ‫بِشَرْطِ أَنْ تَكُوْنَ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫شروط وهي أن تكون في الوقت وأن لا تزاد إعادتها على مرَّة‪،‬‬
‫كونها فرضًا أو نفلا تشرع فيه الجماعة‬ ‫ونيَّة الفَرْضِيَّة ؛ ويشترط أيضًا‬
‫وكون الأُولَى‬ ‫وأن تكون مؤداة لا مقضيَّة‪،‬‬ ‫ولو وترا عند «حج»‪،‬‬
‫صحيحة وإن لم تغن عن القضاء؛ كتيمم لبرد ـ عند «حج» و«م ر»‪،‬‬
‫كما مرَّ ‪ -‬لا فاقد الظهورين؛ إذ لا يجوز تنفّله‪،‬‬ ‫خلافًا لـ «المغني»‬
‫وأن تقع جماعة من أوَّلها إلى آخرها عند «م ر»؛ واكتفى فيها «حج»‬
‫بركعة كالجُمُعة‪ ،‬وأن يقع منها في الوقت ركعة فأكثر‪ ،‬وأن ينوي‬
‫فلو‬ ‫وأن يكون فيها ثواب جماعة حال الإحرام بها‪،‬‬ ‫الإمام الإمامة‪،‬‬
‫لم تنعقد؛ للكراهة المفوتة‬ ‫انفرد عن الصَّفّ أو اقتدى بنحو فاسق‬
‫فلو كان‬ ‫وأن تعاد مع من يرى جواز الإعادة‪،‬‬ ‫لفضيلة الجماعة‬
‫لم تصح ؛ لأنَّ المأموم لا يرى جواز‬ ‫الإمام شافعيًا والمأموم حنفيًّا ‪:‬‬
‫وأن لا تكون صلاة‬ ‫‪،‬‬
‫فكان الإمام منفردًا بخلاف العكس‬ ‫الإعادة‪،‬‬
‫وأن لا تكون‬ ‫خوف وشدَّته ؛ لأنَّ المبطل إنَّما احتمل فيها للحاجة‪،‬‬
‫إعادتها للخروج من الخلاف؛ وإلا ندب قضاؤها ولو منفردًا [كذا في‪:‬‬
‫‪.[٣٣٠‬‬ ‫ص‬ ‫«بشرى الكريم»‬

‫الغاية للرَّدِّ على مقابل‬ ‫وَلَوْ صُلِّيَتِ الأُوْلَى جَمَاعَةٌ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫فإنَّه يقصرها للمصلي منفردًا‪.‬‬ ‫الأصح في «المنهاج» [ص ‪،]٦٥‬‬
‫‪٤٣٧‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫إمَامًا كَانَ أَوْ مَأْمُوْمًا فِي الأُوْلَى أَوِ الثَّانِيَةِ‪ ،‬بِنِيَّةِ‬ ‫مَعَ آخَرَ وَلَوْ وَاحِدًا‪،‬‬
‫وَاخْتَارَ الْإِمَامُ‬ ‫فَيَنْوِي إِعَادَةَ الصَّلَاةِ الْمَفْرُوْضَةِ‪،‬‬ ‫فَرْضِ وَإِنْ وَقَعَتْ نَفْلًا‪،‬‬
‫وَرَبَّحَهُ فِي‬ ‫أَنَّهُ يَنْوِي الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ مَثَلًا وَلَا يَتَعَرَّضُلِلْفَرْضِ‪،‬‬
‫‪،‬‬
‫الأُوْلَى‬
‫)‬ ‫وَالْفَرْضُ‬ ‫الرَّوْضَة [‪ ]٣٤٤/١‬لَكِنِ الأَوَّلُ مُرَبَّحُ الأَكْثَرِيْنَ‪،‬‬
‫وَلَوْ بَانَ فَسَادُ الأَوْلَى ‪ :‬لَمْ يُجْزِتُهُ الثَّانِيَةُ عَلَى مَا اعْتَمَدَهُ النَّوَوِيُّ فِي‪:‬‬
‫خِلَافًا لِمَا‬ ‫‪،]٢٦٩/٢‬‬ ‫وَشَيْخُنَا [في‪« :‬التَّحفة»‬ ‫وما بعدها]‬ ‫رؤوس المسائل» ص ‪٢٢١‬‬
‫‪،]٦٠/١‬‬ ‫قَالَهُ شَيْخُهُ زَكَرِيَّا تَبَعًا لِلْغَزَالِي وَابْنِ الْعِمَادِ [في‪« :‬فتح الوهاب»‬
‫أَيْ ‪ :‬إِذَا نَوَى بِالثَّانِيَةِ الْفَرْضَ‪.‬‬

‫(وَهِيَ بِجَمْعِ كَثِيرٍ أَفْضَلُ مِنْهَا فِي جَمْعِ قَلِيْلٍ؛ لِلْخَبَرِ الصَّحِيحِ‪:‬‬
‫ومَا كَانَ أَكْثَرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى [أبو داود رقم‪٥٥٤ :‬؛ النسائي رقم‪:‬‬
‫‪.[٨٤٣‬‬

‫كَرَافِضِيٌّ أَوْ فَاسِقِ‪،‬‬ ‫الْكَثِيْرِ‪،‬‬ ‫(إِلَّا لِنَحْوِ بِدْعَةِ إِمَامِهِ) أَيْ‪:‬‬

‫وتسنُّ إعادة المكتوبة مع‬ ‫أي‪:‬‬ ‫مَعَ آخَرَ متعلّق بإعادة‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫آخر‬

‫وَهِيَ بِجَمْعِ كَثِيْرٍ أَفْضَلُ أي‪ :‬بأن كان الجمع بأحد‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫المسجدين أكثر من الآخر‪ ،‬أو كان الجمع بأحد الأماكن غير‬
‫المساجد‬
‫المساجد أكثر من الآخر؛ وتقدَّم ‪ :‬أنَّ ما قلَّ جَمْعُهُ من‬
‫أفضل ممَّا كَثُرَ جَمْعُهُ من غيرها‪ ،‬وأنَّ هذا في غير المساجد الثلاثة‪.‬‬

‫الرَّافضة والشَّيعة والزَّيديَّة متقاربون‪ ،‬قال في‬ ‫كَرَافِضِي)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫أصولهم‬ ‫الشيعة اثنان وعشرون فرقة يكفّر بعضهم بعضًا‪،‬‬ ‫«المواقف ‪:‬‬
‫فثمانية عشر‪ ،‬ثُمَّ ققال ‪:‬‬ ‫ثلاث فرق غلاة وزيديَّة ‪،‬وإماميَّة‪ ،‬أمَّا الغلاة‪:‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفىالمعين‬

‫فَالأَقَلُّ جَمَاعَةٌ بَل الانْفِرَادُ أَفْضَلُ كَذَا قَالَهُ شَيْخُنَا‬ ‫وَلَوْ بِمُجَرَّدِ التُّهَمَةِ‪،‬‬
‫وما بعدها؛ وانظر‪:‬‬ ‫التَّحفة ‪٢٥٣/٢‬‬ ‫تَبَعًا لِشَيْخِهِ زَكَرِيَّا رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى [في ‪:‬‬
‫وَكَذَا لَوْ كَانَ لَا يَعْتَقِدُ وُجُوْبَ بَعْضٍ‬ ‫وما بعدها ‪،‬‬ ‫«أسنى المطالب ‪۲۱۰/۱‬‬
‫وَهُوَ مُبْطِلٌ‬ ‫الأَرْكَانِ أَوِ الشُّرُوْطِ وَإِنْ أَتَى بِهِ؛ لأَنَّهُ يَقْصِدُ بِهَا النَّفْلِيَّةَ‪،‬‬
‫عنْدَنَا‪.‬‬

‫والزيدية منسوبون إلى‬ ‫إلخ ‪،‬‬ ‫الجاروديَّة ‪.‬‬ ‫‪:‬‬


‫فثلاث فرق‬ ‫وأما الزيدية ‪:‬‬
‫‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫زيد بن علي زين العابدين بن الحسين‬
‫‪.[٤/٢‬‬

‫وَلَوْ بِمُجَرَّدِ التُّهَمَةِ أي التي فيها نوع قوَّة كما هو‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫واضح‪« .‬تحفة» [‪.]٢٥٣/٢‬‬

‫وغيرها؛ واعتمد‬ ‫(قوله ‪ :‬كَذَا قَالَهُ شَيْخُنَا) أي‪ :‬في التَّحفة»‬


‫الجمال الرَّمليُّ أنَّ الصَّلاة خلف المخالف والفاسق ونحوهما أفضل من‬
‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى» ‪.]٤/٢‬‬ ‫ويحصل له فضيلة الجماعة بها‪.‬‬ ‫الانفراد‪،‬‬

‫عدم الكراهة حينئذ؛‬ ‫وقضيَّة ذلك ‪:‬‬ ‫وبه أفتى الشهاب الرّمليُّ ‪،‬‬
‫لأنَّ أفضليتها من الانفراد تقتضي طلبها؛ إذ ليس معناه إلَّا أنَّها أكثر‬
‫فوافق على هذا الجواب‪،‬‬ ‫ثوابا ‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬ثُمَّ بَحَثْتُ فيه مع «م ر»‪:‬‬
‫وقياس ذلك‪:‬‬ ‫وعلى أنَّه لا فرق في أفضليَّتها بين وجود غيرها وعدمه‪،‬‬
‫أنَّ الإعادة مع هؤلاء أفضل من عدمها بالمعنى المذكور‪ .‬اهـ «سم»‬
‫وقوله‪:‬‬ ‫على «التحفة» ‪ .]٢٥٤/٢‬ويأتي في الإعادة عنه عن مر خلافه‪،‬‬
‫مخالفًا لِمَا مرَّ عن نهايته من أنَّه لو‬ ‫فوافق على هذا الجواب أي‬
‫تعذرت الجماعة إلا خلف من يكره الاقتداء به لم تنتف الكراهة‪ .‬اهـ‬
‫على «التحفة» [‪.]٢٥٤/٢‬‬ ‫عد»‬
‫‪٤٣٩‬‬
‫المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫كَوْنِ الْقَلِيْلِ بِمَسْجِدٍ مُتَيَقَّنٍ حِلُّ أَرْضِهِ أَوْ مَالِ بَانِيْهِ‪.‬‬ ‫(أَوْ)‬
‫الْجَمَاعَةِ‪ ،‬بِغَيْبَتِهِ‬ ‫أَوْ تَعَطَّلِ مَسْجِدٍ قَرِيْبٍ أَوْ بَعِيْدٍ‪ ،‬عَنْهَا) أَيْ‪:‬‬
‫عَنْهُ لِكَوْنِهِ إِمَامَهُ ‪ ،‬أَوْ يَحْضُرُ النَّاسُ بِحُضُوْرِهِ‪ ،‬فَقَلِيْلُ الْجَمْعِ فِي ذلك‬
‫أَفْضَلُ مِنْ كَثِيْرِهِ فِي غَيْرِهِ‪ ،‬بَلْ بَحَثَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْانْفِرَادَ بِالْمُتَعَطِّلِ عَنِ‬
‫‪.]٢٥٥/٢‬‬ ‫وَالأَوْجَهُ خِلَافُهُ [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫الصَّلَاةِ فِيْهِ بِغَيْبَتِهِ أَفْضَلُ‪،‬‬
‫وَلَوْ كَانَ إِمَامُ الْقَلِيْلِ أَوْلَى بِالإِمَامَةِ لِنَحْوِ عِلْمٍ؛ كَانَ الْحُضُوْرُ‬
‫عِنْدَهُ أَوْلَى‪.‬‬

‫فَهِيَ أَوْلَى كَمَا أَطْبَقُوا عَلَيْهِ‪،‬‬ ‫وَلَوْ تَعَارَضَ الْخُشُوْعُ وَالْجَمَاعَةُ‪:‬‬


‫وَأَفْتَى الْغَزَالِيُّ وَتَبِعَهُ‬ ‫حَيْثُ قَالُوا ‪ :‬إِنَّ فَرْضَ الْكِفَايَةِ أَفْضَلُ مِنَ السُّنَّةِ‪،‬‬
‫أَبُو الْحَسَنِ الْبَكْرِيُّ فِي شَرْحِهِ الْكَبِيْرِ عَلَى الْمِنْهَاجِ بِأَوْلَوِيَّةِ الْانْفِرَادِ‬
‫لِمَنْ لَا يَخْشَعُ مَعَ الْجَمَاعَةِ فِي أَكْثَرِ صَلَاتِهِ ‪ ،‬قَالَ شَيْخُنَا ‪ :‬وَهُوَ كَذَلِكَ‬

‫(قوله ‪ :‬فِي أَكْثَرِ صَلَاتِهِ) كذا قيَّد في «التحفة» و«فتح الجواد»‬


‫كلام الْغَزَالِيِّ بذلك‪ ،‬ولم يقيداه بذلك في «المغني» و«النهاية» [‪،]١٤٢/٢‬‬
‫وعلى كل فكلهم غير مرتضيه‪.‬‬

‫وأفتى الْغَزَالِيُّ أوَّلا وابن عبد السلام بأولوية‬ ‫وعبارة «الفتح»‪:‬‬


‫الانفراد لمن لا يخشع مع الجماعة في أكثر صلاته‪ ،‬وهو حقيق‬
‫بل‬ ‫بتصويب خلافه الذي سلكه الأَذْرَعِيُّ والزَّرْكَشِيُّ وأطالا فيه‪،‬‬
‫الأوجه أنه لو فاته فيها من أصله تكون الجماعة أولى؛ لأنها أكد منه ؛‬
‫وشعار الإسلام قائم‬ ‫إذ هي فرض عين وشرط للصّحة عند جماعة‪،‬‬
‫لتركها النَّاس‬ ‫فليكن مراعاتها أحق ولو فُتح في ذلك‪:‬‬ ‫بها أكثر منه‪،‬‬
‫بأنَّهم لا يحصل لهم معها‬ ‫واحتجوا ‪ -‬لَا سِيَّمَا جهلة الصُّوفيَّة ‪-‬‬
‫‪٤٤٠‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَإِفْتَاءُ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بِأَنَّ الْخُشُوْعَ أَوْلَى مُطْلَقًا‬ ‫فِي جَمِيعِهَا‪،‬‬ ‫فات‬

‫إِنَّمَا يَأْتِي عَلَى قَوْلِ أَنَّ الْجَمَاعَةَ سُنَّةٌ‪.‬‬


‫وَلَوْ تَعَارَضَ فَضِيْلَةُ سَمَاعِ الْقُرْآنِ مِنَ الْإِمَامِ مَعَ قِلَّةِ الْجَمَاعَةِ‬
‫وَعَدَمُ سَمَاعِهِ مَعَ كَثْرَتِهَا ؛ كَانَ الأَوَّلُ أَفْضَلَ‪.‬‬
‫اخْتَلَفَتْ‬
‫وَيَجُوْزُ لِمُنْفَرِدٍ أَنْ يَنْوِي الاقْتِدَاءَ بِإِمَام أَثْنَاءَ صَلَاتِهِ وَإِنِ‬
‫دُوْنَ مَأْمُوْمٍ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ لِنَحْوِ‬ ‫لَكِنْ يُكْرَهُ ذَلِكَ لَهُ‪،‬‬ ‫رَكْعَتُهُمَا‪،‬‬
‫حَدَثِ إِمَامِهِ‪ ،‬فَلَا يُكْرَهُ لَهُ الدُّخُولُ فِي جَمَاعَةٍ أُخْرَى‪.‬‬

‫فتسقط عنهم؛ فوجب سَدُّ هذا الباب عنهم بالكلية‪ .‬اهـ [‪٢٥٣/١‬‬ ‫‪،‬‬
‫خشوع‪،‬‬

‫وما بعدها]‪.‬‬

‫ثُمَّ رأيت لِلْغَزَالِي إفتاء آخر يصرح‬ ‫زاد فيها ‪:‬‬ ‫ونحوه في «التَّحفة»‬
‫بما ذكرته متأخرًا عن ذلك الإفتاء فيمن لازم الرياضة في الخلوة حتّى‬
‫صارت طاعته تتفرق عليه بالاجتماع بأنه رجل مغرور؛ إذ ما يحصل له‬
‫في الجماعة من الفوائد أعظم من خشوعه وأطال في ذلك‪ .‬اهـ‬
‫‪،‬‬

‫أوَّلًا‪.‬‬ ‫وهذا محترز قول «الفتح»‪:‬‬ ‫[‪.]٢٥٥/٢‬‬

‫ومن ذلك تعلم ما في قول الشارح بعده «قَالَ شَيْخُنَا‪:‬‬


‫إلخ؛ فانظر أين قال ذلك مع أنَّ المعوّل على ما‬ ‫وَهُوَ كَذَلِكَ‬
‫«التحفة»‬
‫وقد علمت ما فيهما؛‬ ‫والفتح في معتمد «حج»‪،‬‬ ‫في‬
‫‪.‬‬
‫فتأمل‬

‫(قوله ‪ :‬لَكِنْ يُكْرَهُ ذَلِكَ) أي‪ :‬كراهة مفوِّتة لفضيلة الجماعة؛‬


‫بَاعِشن» [في‪« :‬بشرى الكريم»‬ ‫ككل مكروه من حيث الجماعة عند «حج»‪.‬‬
‫‪.[٣٣٩‬‬ ‫ص‬
‫‪٤٤١‬‬
‫المعاين‬ ‫ترشحالمستفيدين على‬

‫فَإِذَا اقْتَدَى فِي الأَثْنَاءِ؛ لَزِمَهُ مُوَافَقَةُ الإِمَامِ‪ ،‬ثُمَّ إِنْ فَرَغَ أَوَّلا ‪:‬‬
‫أَتَمَّ كَمَسْبُوْقٍ؛ وَإِلَّا فَانْتِظَارُهُ أَفْضَلُ‪.‬‬
‫فَتَفُوْتُ فَضِيْلَةُ الْجَمَاعَةِ‪.‬‬ ‫وَيَجُوْزُ الْمُفَارَقَةُ بِلَا عُذْرٍ مَعَ الْكَرَاهَةِ‪،‬‬
‫وَتَرْكِهِ سُنَّةٌ مَقْصُوْدَةً‬ ‫كَمُرَخٌصِ تَرْكِ جَمَاعَةٍ‪،‬‬ ‫وَالْمُفَارَقَةُ بِعُذْرٍ ‪-‬‬
‫وَتَطْوِيْلِهِ وَبِالْمَأْمُوْمِ ضَعْفٌ أَوْ شُغْلٌ ‪ -‬لَا‬ ‫كَتَشَهُدٍ أَوَّلَ وَقُنُوْتٍ وَسُوْرَةٍ‪،‬‬
‫تُفَوِّتُ فَضِيْلَتَهَا ‪.‬‬

‫وَقَدْ تَجِبُ الْمُفَارَقَةُ كَأَنْ عَرَضَ مُبْطِلٌ لِصَّلَاةِ إِمَامِهِ وَقَدْ عَلِمَهُ ؛‬
‫كَمَا فِي‬ ‫فَيَلْزَمُهُ نِيَّتُهَا فَوْرًا ؛ وَإِلَّا بَطَلَتْ وَإِنْ لَمْ يُتَابِعُهُ اتِّفَاقًا‪،‬‬
‫«الْمَجْمُوْعِ» [‪.]٩٦/٤‬‬

‫فَضِيْلَتُهَا لِلْمُصَلِّي‪( ،‬مَا لَمْ‬ ‫(وَتُدْرَكُ جَمَاعَةٌ فِي غَيْرِ جُمُعَةٍ‪ ،‬أَيْ‪:‬‬

‫مبتدأ خبره «لَا تُفَوِّتُ»‪.‬‬ ‫وَالْمُفَارَقَةُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫بأنَّها ما‬ ‫ضبطها في «التحفة»‪:‬‬ ‫وَتْرِكِهِ سُنَّةً مَقْصُوْدَةً)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫جبرت بسجود السهو‪ ،‬أو قَوِيَ الخلاف في وجوبها‪ ،‬أو وَرَدَتْ الأدلة‬
‫وممَّا قَوِي الخلاف في وجوبه‪:‬‬ ‫اهـ ‪.]٣٥٨/٢[.‬‬ ‫بعظم فضلها‪.‬‬
‫ولا جلسة الاستراحة‬ ‫تكبير الانتقالات‬ ‫وليس مثلها‬ ‫التسبيحات‬
‫ولا رفع اليدين من قيام التّشهد الأوَّل ؛ لإمكان إتيان المأموم به وإن‬
‫‪.]٣٤٤/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫تركه الإمام‪« .‬ع ‪.‬ش»‪« .‬بج»‬

‫(قوله‪ :‬فِي غَيْرِ جُمُعَةٍ كذا عبَّر في «التحفة» [‪ ]٢٥٦/٢‬و«النهاية»‬


‫‪٤٤٢‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫يُسَلِّمْ إِمَامٌ أَيْ‪ :‬لَمْ يَنْطِقُ بِمِيْمٍ عَلَيْكُمْ فِي التَّسْلِيمَةِ الأُولَى‪ ،‬وَإِنْ لَمْ‬
‫فَيَحْصُلُ لَهُ جَمِيْعُ‬ ‫يَقْعُدْ مَعَهُ بِأَنْ سَلَّمَ عَقِبَ تَحَرُّمِهِ ؛ لِإِدْرَاكِهِ رُكْنًا مَعَهُ‪،‬‬

‫وظاهره عدم حصول الجماعة بأقل‬ ‫‪،‬‬


‫وغيرهما تَبَعًا لِلزَّرْكَشِيِّ ‪،‬وغيره‬
‫واعترض‬ ‫‪.]١٤٥/٢‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫كما في «ع «ش»‬ ‫من ركعة في الجُمُعة‪،‬‬
‫وتَبِعَهُمَا أرباب الحواشي ‪-‬‬ ‫وق ل»‬ ‫‪]۲۱۳/۱‬‬ ‫ذلك الْبَصْرِيُّ على «التَّحفة»‬
‫وأما إدراك الركعة فيها ‪:‬‬ ‫بحصول الجماعة بذلك حتّى في الجُمُعة‪،‬‬
‫وأجيب بأنَّه لم يدرك‬ ‫قال الْبَاجُوْرِيُّ ‪:‬‬ ‫فإنَّما هو من شروط صحتها‪.‬‬
‫فالجماعة المقيَّدة بالجُمعة‬ ‫جماعة الجُمُعة في هذه ؛ لفوات الجُمُعة‪،‬‬
‫‪.]٨٢/٢‬‬ ‫كما قاله الشارح ‪ .‬اهـ على «شرح ابن قاسم»‬ ‫متوقفة على الركعة‪،‬‬
‫تأمل‪.‬‬

‫فتنعقد حينئذ جماعة‪،‬‬ ‫(قوله‪ :‬أَيْ‪ :‬لَمْ يَنْطِقُ بِمِيْم عَلَيْكُمْ أي‪:‬‬
‫تنعقد فُرادَى؛ واعتمد «م ر»‬ ‫وهذا معتمد ابن حجر؛ وقال الخطيب ‪:‬‬
‫(‬
‫(‬

‫قوله ‪ :‬ما لم‬ ‫على «الجلال»‪:‬‬ ‫ففي ق ل»‬ ‫وزي عدم انعقادها مطلقًا‪،‬‬
‫يشرع في التسليمة الأولى ؛ وإلا فلا تنعقد صلاته جماعة‬ ‫يسلّم‪ ،‬أي‪:‬‬
‫تَبَعًا لشيخنا م ر وإن كان «شرحه» لا‬ ‫ولا فُرادَى عند شيخنا زي»‬
‫تنعقد جماعة‪.‬‬ ‫وعند «حج»‬ ‫وعند الخطيب تنعقد صلاته فُرادَى‪،‬‬ ‫يُفيد‪،‬‬
‫‪.]٥٠٦/١‬‬ ‫على شرح المنهج»‬ ‫جمل‬ ‫اهـ‬

‫فإن قعد‬ ‫وَإِنْ لَمْ يَقْعُدْ مَعَهُ ويحرم عليه حينئذ القعود‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ويجب عليه القيام فورًا‬ ‫بَطَلَتْ صلاته ؛ وإلا لم تبطل‪،‬‬ ‫عامدًا عالِمًا ‪:‬‬
‫ويسجد للسهو في آخر صلاته ؛ لأنَّه فعل ما يبطل عمده‪« .‬ع‬ ‫إذا علم‪،‬‬
‫‪.]١٤٥/٢‬‬ ‫ملخصا على «النهاية»‬ ‫ش»‬

‫النِّيَّة‬ ‫لِإِدْرَاكِهِ رُكْنًا مَعَهُ فيه إدراك ركنين وهما‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫أو أنَّ النِّيَّة لَمَّا كانت مقارنة‬ ‫إلَّا أن يُراد بالرُّكن ‪،‬الجنس‪،‬‬ ‫والتَّكبيرة‪،‬‬
‫‪٤٤٣‬‬
‫شحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫ثَوَابِهَا وَفَضْلِهَا‪ ،‬لَكِنَّهُ دُوْنَ فَضْل مَنْ أَدْرَكَهَا كُلَّهَا‪ .‬وَمَنْ أَدْرَكَ جُزْءًا مِنْ‬
‫أَوَّلِهَا ثُمَّ فَارَقَ بِعُذْرِ أَوْ خَرَجَ الإِمَامُ بِنَحْوِ حَدَثٍ؛ حَصَلَ لَهُ فَضْلُ‬
‫الْجَمَاعَةِ‪.‬‬

‫أَمَّا الْجُمُعَةُ‪ :‬فَلَا تُدْرَكُ إِلَّا بِرَكْعَةٍ كَمَا يَأْتِي‪.‬‬


‫وَيُسَنُّ لِجَمْع حَضَرُوا وَالإِمَامُ قَدْ فَرَغَ مِنَ الرُّكُوعِ الأَخِيْرِ أَنْ‬
‫يَصْبِرُوا إِلَى أَنْ يُسَلَّمَ ثُمَّ يُحْرِمُوا‪ ،‬مَا لَمْ يَضِقِ الْوَقْتُ‪ ،‬وَكَذَا لِمَنْ سُبِقَ‬
‫بِبَعْضِ الصَّلَاةِ وَرَجَا جَمَاعَةً يُدْرِكُ مَعَهُمْ الْكُلَّ‪ ،‬لَكِنْ قَالَ شَيْخُنَا ‪ :‬إِنَّ‬

‫على «شرح المنهج ‪.]٥٠٧/١‬‬ ‫للتكبير عدهما ركنا ‪ .‬اهـ «أ ط ف»‪« .‬جمل»‬
‫ودون من سبقه‬ ‫أي‪:‬‬ ‫لَكِنَّهُ دُوْنَ فَضْل مَنْ أَدْرَكَهَا كُلَّهَا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫إدراك فضيلتها‬ ‫بالاقتداء وإن لم يدركهم من أوَّلها ومقتضى ذلك‪:‬‬
‫‪6‬‬

‫لا جزء من ذلك يقابل الجزء‬ ‫وهي السَّبعة والعشرون‬ ‫المخصوصة‪،‬‬


‫الذي أدركه؛ لأنَّه متى حصلت فضيلة الجماعة حصل الثواب‬
‫المخصوص‪ ،‬إلَّا أنَّه دون ثواب من أدركها قبل ذلك كَيْفًا‪ .‬اح ل» [نقله‬
‫‪.]٥٠٧/١‬‬ ‫الجمل على «شرح المنهج»‬

‫(قوله ‪ :‬مَا لَمْ يَضِقِ الْوَقْتُ) زاد في «فتح الجواد»‪ :‬وإن خرج‬
‫بالتأخير وقت الاختيار على الأوجه [‪ .]٢٥٤/١‬لكن في «التحفة»‬
‫و(النهاية)) [‪ :]١٤٥/٢‬محله ما لم تفت بانتظارهم فضيلة أوّل الوقت‬
‫سواء في ذلك الرجاء واليقين‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫ووقت الاختيار‪،‬‬
‫يُدْرِكُ مَعَهُمْ الْكُلَّ عَقِبَه في «الفتح»‪ :‬أي‪ :‬إن غلب على‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فمتى‬ ‫وكانوا مساوين لهذه الجماعة في جميع ما مر‪،‬‬ ‫وجودهم‪،‬‬ ‫ظنّه‬

‫كان في هذه صفة ممَّا تقدَّم بها الجمع القليل كانت أولى‪ .‬اهـ‬
‫]‪.[٢٥٥/١‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٤٤‬‬

‫مَحَلَّهُ مَا لَمْ يَفُتْ بِانْتِظَارِهِمْ فَضِيْلَةُ أَوَّلِ الْوَقْتِ أَوْ وَقْتِ الاخْتِيَارِ‪،‬‬
‫وَأَفْتَى بَعْضُهُمْ بِأَنَّهُ‬ ‫‪،]٢٥٧/٢‬‬ ‫سَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الرَّجَاءُ وَالْيَقِيْنُ [في ‪:‬‬
‫التَّحفة»‬
‫لَوْ قَصَدَهَا فَلَمْ يُدْرِكْهَا ‪ :‬كُتِبَ لَهُ أَجْرُهَا ؛ لِحَدِيْثِ فِيْهِ‪.‬‬

‫الْمَأْمُوْمِ‬ ‫يُدْرِكُ فَضِيْلَةَ (تَحَرُّم) مَعَ إِمَام (بِحُضُوْرِهِ) أَيْ ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫فَإِنْ لَمْ يَحْضُرْهُ‬ ‫التَّحَرُّمَ (وَاشْتِغَالٍ بِهِ عَقِبَ تَحَرُّمَ إِمَامِهِ مِنْ غَيْرِ تَرَاحَ‪،‬‬
‫يُغْتَفَرُ لَهُ وَسْوَسَةٌ خَفِيْفَةٌ‪.‬‬ ‫نَعَمْ‪،‬‬ ‫فَاتَتْهُ فَضِيْلَتُهُ‪.‬‬ ‫أَوْ تَرَاخَى ‪:‬‬

‫وَإِدْرَاكُ تَحَرُّمِ الإِمَامِ فَضِيْلَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ مَأْمُوْرٌ بِهَا؛ لِكَوْنِهِ صَفْوَةَ‬

‫«مَنْ‬ ‫هو ما رواه أبو داود بإسناد حسن‪:‬‬ ‫لِحَدِيْثِ فِيْهِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬

‫تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوْءَهُ ‪ ،‬ثُمَّ رَاحَ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا؛ أَعْطَاهُ اللهُ وَل‬
‫مِثْلَ أَجْرِ مَنْ صَلَّاهَا أَوْ حَضَرَهَا ‪ ،‬لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَجْرِهِمْ شَيْئًا»‬
‫وهو ظاهر دليلا لا نقلًا‪.‬‬ ‫قال «حج» و«م ر»‪:‬‬ ‫‪.]٥٦٤‬‬ ‫[رقم‪:‬‬

‫وما بعدها]‬ ‫عَقِبَ تَحَرُّم إِمَامِهِ) في التَّحفة» [‪٢٥٥/٢‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫تحصل بإدراك بعض القيام؛‬ ‫والعبارة لها مع المتن وقيل ‪:‬‬ ‫و«النهاية»‬
‫بالركوع الأول؛‬ ‫بإدراك أول ركوع‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫وقيل ‪:‬‬ ‫لأنَّه مَحَلُّ التَّحرُّم ‪،‬‬
‫فيمن لم يحضر‬ ‫ومحل ما ذكر من الوجهين‪:‬‬ ‫لأنَّ حكمه حكم قيامها‪،‬‬
‫وإن أدرك‬ ‫أيضًا ‪-‬‬ ‫إحرام الإمام ؛ وإلا بأن حضره وأخَّر فاتته عليهما ‪-‬‬
‫‪:‬‬

‫‪.]١٤٤/٢‬‬ ‫لـ «النهاية»‬ ‫اهـ [أي‪:‬‬ ‫ركعة‪.‬‬

‫وهي التي لا‬ ‫وَسْوَسَةٌ خَفِيْفَةٌ) فلا يضرُّ الإبطاء لأجلها‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫يؤدي الاشتغال بها إلى فوات ركنين ‪.‬فعليّين م ‪.‬ر»‪ .‬أو ما لا يطول‬
‫حتّى لو أدَّت وسوسة إلى فوات القيام أو معظمه؛‬ ‫بها زمان عُرْفًا‪،‬‬
‫‪.]١٤٤/٢‬‬ ‫ع ش [على «النهاية»‬ ‫فاتت بها فضيلة التَّحرُّم‬
‫‪٤٤٥‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫الصَّلَاةِ ؛ وَلأَنَّ مُلَازِمَهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُكْتَبُ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنَ‬
‫‪٥٨/٢‬‬ ‫‪٢٤١‬؛ وانظر‪« :‬التلخيص الحبير»‬ ‫كَمَا في الْحَدِيْثِ [التّرمذي رقم ‪:‬‬ ‫النِّفَاقِ‪،‬‬
‫إلى ‪.]٦٠‬‬

‫يُحَصِّلُ فَضِيْلَةَ التَّحَرُّم بِإِدْرَاكِ بَعْضِ الْقِيَامِ [انظر‪« :‬التَّحفة»‬ ‫وَقِيلَ ‪:‬‬
‫‪.[٢٥٥/٢‬‬

‫وَكَذَا الْجَمَاعَةِ‬ ‫وَيُنْدَبُ تَرْكُ الإِسْرَاعِ وَإِنْ خَافَ فَوْتَ التَّحَرُّمِ‪،‬‬


‫عَلَى الأَصَحِ‪ ،‬إِلَّا فِي الْجُمُعَةِ فَيَجِبُ طَاقَتَهُ إِنْ رَجَا إِدْرَاكَ التَّحَرُّمِ قَبْلَ‬
‫‪.]٢٥٥/١‬‬ ‫سَلَام الإِمَام [انظر‪« :‬فتح الجواد»‬

‫به‬ ‫وَيُسَنُّ لإِمَامِ وَمُنْفَرِدٍ انْتِظَارُ دَاخِلٍ مَحَلَّ الصَّلَاةِ مُرِيْدًا الاقْتِدَاءَ‬
‫فِي الرُّكُوعِ وَالتَّشَهدِ الأَخِيْرِ اللهِ تَعَالَى بِلَا تَطْوِيْلٍ وَتَمْيِيزِ بَيْنَ الدَّاخِلِيْنَ‬
‫وَكَذَا فِي السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ لِيَلْحَقَ مُوَافِقٌ تَخَلَّفَ لِإِثْمَامِ‬ ‫وَلَوْ لِنَحْوِ عِلْمٍ‪،‬‬
‫فَاتِحَة‪.‬‬

‫لَا خَارِج عَنْ مَحَلِّهَا وَإِنْ صَغُرَ الْمَسْجِدُ‪ ،‬وَلَا دَاخِلٍ يَعْتَادُ الْبُطْءَ‬
‫وَتَأْخِيْرَ الإِحْرَامِ إِلَى الرُّكُوعِ؛ بَلْ يُسَنُّ عَدَمُهُ زَجْرًا لَهُ‪.‬‬

‫الخلاف والتفصيل الآتي إنَّما هو‬ ‫وَيُسَنُّ لإِمَام وَمُنْفَرِدٍ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫في الإمام‪ ،‬أما المنفرد فيندب له انتظار من يريد الاقتداء به ولو مع‬
‫ومثله إمام من مرَّ هذا‬ ‫نحو تطويل؛ إذ ليس ثُمَّ من يتضرر به‪،‬‬
‫اعتماده‬ ‫واعتمده «حج» [في‪« :‬التحفة» ‪ ،]٢٥٩/٢‬ونَقَلَ «سم» عن «م ر»‬
‫أيضًا ؛ لكن الذي في نهايته عدم الانتظار مطلقًا [‪.]١٤٨/٢‬‬
‫يَعْتَادُ الْبُطْءَ وَتَأْخِيْرَ الإِحْرَامِ) كذا في «التحفة» [‪]٢٦١/٢‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فمفادها‬ ‫وشرح المنهج بالواو‪،‬‬ ‫وشرح المختصر) و(النهاية) [‪)١٤٨/٢‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٤٦٥‬‬

‫‪.]٦٠/١‬‬ ‫يَحْرُمُ الانْتِظَارُ لِلتَّوَدُّدِ [انظر‪« :‬فتح الوهاب»‬ ‫قَالَ الْفُوْرَانِيُّ ‪:‬‬

‫بِحَيْثُ لَا‬ ‫وَيُسَنُّ لِلإِمَام تَخْفِيْفُ الصَّلَاةِ مَعَ فِعْلِ أَبْعَاضٍ وَهَيْئَاتِ‪،‬‬
‫رَضِيَ بِتَطْوِيْلِهِ مَحْصُورُونَ‪.‬‬ ‫يَقْتَصِرُ عَلَى الأَقَلِّ وَلَا يَسْتَوْفِي الأَكْمَلَ ؛ إِلَّا إِنَْ‬
‫وَكُرِهَ لَهُ تَطْوِيْلٌ وَإِنْ قَصَدَ لُحُوْقَ آخَرِيْنَ‪.‬‬
‫وَهَلْ يَلْزَمُ أَمْ لَا وَجْهَانِ‪،‬‬ ‫خَفَّفَ‪،‬‬ ‫وَلَوْ رَأَى مُصَلَّ نَحْوَ حَرِيْقِ ‪:‬‬
‫وَيَجُوْزُ لَهُ لِإِنْقَاذِ نَحْوِ مَالٍ‬ ‫وَالَّذِي يَتَّجِهُ أَنَّهُ يَلْزَمُهُ لإِنْقَاذِ حَيَوَانٍ مُحْتَرَمٍ‪،‬‬
‫‪.]٢٦١/٢‬‬ ‫كَذَلِكَ [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫ورأيت الْبُجَيْرِمِيَّ نَقَلَ عن ع ش أنَّ الواو بمعنى أو على «شرح‬


‫((‬
‫واحد‪،‬‬
‫على «م ر»؛‬ ‫وتَبِعَهُ الْمُحَشِّي‪ ،‬ولم أَرَ ذلك في «ع ش»‬ ‫‪،]٢٩٤/١‬‬ ‫المنهج»‬
‫ويمكن أن يفرق بأنَّ البطء ‪ :‬ما‬ ‫فانظر الفرق بين البطء والتَّأخير‪،‬‬ ‫وعليه ‪:‬‬
‫كان عن سَجيَّة وطبيعة والتَّأخير ما كان عن قصد ؛ حرّره‪.‬‬
‫احترز به عن قوله‬ ‫يَحْرُمُ الانْتِظَارُ لِلتَّوَدُّدِ)‬ ‫قَالَ الْفُوْرَانِيُّ ‪:‬‬ ‫قوله ‪:‬‬ ‫(‬
‫وظاهره أنَّه ‪،‬معتمده وعليه جَرَى «حج» في «شرح‬ ‫أَوَّلًا «اللهِ تَعَالَى‪،‬‬
‫يُكْفَرُ‪.‬‬ ‫وقيل ‪:‬‬ ‫حَرُمَ ‪،‬‬ ‫المختصر وعبارته نعم‪ ،‬إن كان الانتظار للتَّودُّد ‪:‬‬
‫وفي شرح المنهج والنّهاية» و«التحفة والعبارة لها ‪:‬‬ ‫اهـ [ص ‪.]٢٥٨‬‬
‫فإن ميز بعضهم ولو لنحو عِلم أو شرف وأبوَّة ‪ ،‬أو انتظرهم كلهم لا الله‬
‫بل للتَّودُّد إليهم ‪ :‬كُرِهَ ‪ ،‬وقال الْفُوْرَانِيُّ ‪ :‬يحرم للتّودُّد‪ .‬اهـ [أي‪ :‬لـ «التحفة»‬
‫وإن ذهب الْفُوْرَانِيُّ إلى حرمته عند قصد التّودُّد‪.‬‬ ‫وفي «النهاية ‪:‬‬ ‫‪.]٢٦٠/٢‬‬
‫ولا‬ ‫فما جَرَى عليه الشارح وشرح المختصر ضعيف‪،‬‬ ‫اهـ [‪.]١٤٧/٢‬‬
‫يلزم من ذلك أن يكون في الشارح سقط كما توهمه الْمُحَنِّي؛ تأمَّل‪.‬‬
‫عدم‬ ‫وَيَجُوْزُ لَهُ لِإِنْقَاذِ نَحْوِ مَالٍ قضيَّة تعبيره بالجواز‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫والأقرب خلافه‪ .‬ع ش على النهاية» ‪.]١٤٩/٢‬‬ ‫((‬
‫سُنيَّته‪،‬‬
‫‪٤٤٧ es‬‬ ‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫لَزِمَهُ تَخْلِيْصُهُ‬ ‫وَمَنْ رَأَى حَيَوَانَا مُحْتَرَمًا يَقْصِدُهُ ظَالِمٌ أَوْ يَغْرَقُ‪:‬‬
‫وَكُرِهَ‬ ‫جَازَ لَهُ ذَلِكَ‪،‬‬ ‫أَوْ مَالًا ‪:‬‬ ‫وَتَأْخِيْرُ صَلَاةٍ أَوْ إِبْطَالُهَا إِنْ كَانَ فِيْهَا‪،‬‬
‫لَهُ تَرْكُهُ‪.‬‬

‫وَكُرِهَ ابْتِدَاءُ نَفْلٍ بَعْدَ شُرُوعِ الْمُقِيمِ فِي الْإِقَامَةِ وَلَوْ بِغَيْرِ إِذْنِ‬
‫الإِمَامِ‪ ،‬فَإِنْ كَانَ فِيْهِ ‪ :‬أَتَمَّهُ إِنْ لَمْ يَخْشَ بِإِثْمَامِهِ فَوْتَ جَمَاعَةٍ ؛ وَإِلَّا‬
‫قَطَعَهُ نَدْبًا وَدَخَلَ فِيْهَا ‪ ،‬مَا لَمْ يَرْجُ جَمَاعَةٌ أُخْرَى‪.‬‬
‫لِمَسْبُوْقٍ أَدْرَكَ الإِمَامَ رَاكِعًا بِأَمْرَيْنِ ‪:‬‬ ‫تُدْرَكُ رَكْعَةٌ)‬ ‫(وَ)‬
‫لإِحْرَامِ‪ ،‬ثُمَّ أُخْرَى لِهُوِيِّ‪ ،‬فَإِنِ اقْتَصَرَ عَلَى تَكْبِيرَةٍ‪:‬‬ ‫بِتَكْبِيرَةِ)‬
‫وَأَنْ يُتِمَّهَا قَبْلَ أَنْ يَصِيْرَ إِلَى أَقَلِّ‬ ‫فَقَط ‪،‬‬ ‫اشْتُرِطَ أَنْ يَأْتِيَ بِهَا (لإِحْرَام)‬
‫بِخِلَافِ مَا لَوْ‬ ‫فَتَنْعَقِدُ لَهُ نَفْلًا‪،‬‬ ‫الرُّكُوعِ ؛ وَإِلَّا لَمْ تَنْعَقِدْ إِلَّا لِجَاهِلِ‪،‬‬
‫نَوَى الرُّكُوعَ وَحْدَهُ؛ لِخُلُوهَا عَنِ التَّحَرُّمِ‪ ،‬أَوْ مَعَ التَّحَرُّمِ؛ لِلتَّشْرِيْكِ‪ ،‬أَوْ‬
‫فَوَجَبَتْ نِيَّةُ التَّحَرُّمِ؛ لِتَمْتَازَ‬ ‫أَطْلَقَ؛ لِتَعَارُضِ فَرِيْنَتَيْ الافْتِتَاحِ وَالْهُوِيِّ‪،‬‬
‫عَمَّا عَارَضَهَا مِنْ تَكْبِيرَةِ الْهُوِيِّ‪.‬‬

‫بِإِدْرَاكِ (رُكُوْعِ مَحْسُوْبِ لِلإِمَامِ وَإِنْ قَصَّرَ الْمَأْمُوْمُ فَلَمْ يُحْرِمْ‬ ‫(وَ)‬
‫إِلَّا وَهُوَ رَاكِعٌ‪.‬‬
‫وَخَرَجَ بـ «الرُّكُوعِ غَيْرُهُ كَالاعْتِدَالِ‪ .‬وَبِـ «الْمَحْسُوْبِ غَيْرُهُ‬
‫كَرُكُوْع مُحْدِثٍ وَمَنْ فِي رَكْعَةٍ زَائِدَةٍ‪.‬‬

‫كما في‬ ‫أقرب إلى أقل الركوع‪،‬‬ ‫(قوله ‪ :‬إِلَى أَقَلِّ الرُّكُوْع ‪:‬أي‪:‬‬
‫«الفتح» [‪]۲۷۷/۱‬؛ وإلا لأوهم أنَّه إذا أتمها وهو قريب إلى الركوع أنَّه‬
‫فعبارة‬ ‫وليس كذلك بَقِيَ ما إذا صار بينهما على السواء‪:‬‬ ‫يدرك الرَّكعة‪،‬‬
‫ومقتضى عبارة «التحفة» و«النهاية» يضرُّ‪.‬‬ ‫تقتضي أنَّه لا يضرُّ‪،‬‬ ‫«الفتح»‬
‫يحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٤٨‬‬

‫وَوَقَعَ لِلزَّرْكَشِيِّ فِي قَوَاعِدِهِ) [‪ ]۲۹۸/۲‬وَنَقَلَهُ الْعَلَامَةُ أَبُو السُّعُوْدِ‬


‫ابْنُ ظَهِيْرَةَ فِي حَاشِيَةِ الْمِنْهَاجِ ‪ :‬أَنَّهُ يُشْتَرَطُ أَيْضًا أَنْ يَكُوْنَ الإِمَامُ‬
‫لَمْ يَكُنْ مُدْرِكًا لِلرَّكْعَةِ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ‬ ‫فَلَوْ كَانَ الإِمَامُ صَبِيًّا ‪:‬‬ ‫أَهْلًا لِلتَّحَمُّلِ‪،‬‬
‫أَهْلًا لِلتَّحَمُّل‪.‬‬

‫وَهُوَ‬ ‫(تام) بِأَنْ يَطْمَئِنَّ فِيْهِ قَبْلَ ارْتِفَاعِ الإِمَامِ عَنْ أَقَلِّ الرُّكُوعِ ‪-‬‬
‫بُلُوغُ رَاحَتَيْهِ رُكْبَتَيْهِ ‪( -‬يَقِيْنًا) فَلَوْ لَمْ يَطْمَئِنَّ فِيْهِ قَبْلَ ارْتِفَاعِ الإِمَامِ مِنْهُ أَوْ‬
‫فِي حُصُولِ الطُّمَأْنِيْنَةِ ؛ فَلَا يُدْرِكُ الرَّكْعَةَ‪.‬‬ ‫شَكٍّ‬

‫وَيَسْجُدُ الشَّاكُ لِلسَّهْوِ كَمَا فِي الْمَجْمُوْعِ»؛ لأَنَّهُ شَاكٌ بَعْدَ سَلَامِ‬
‫فَلَا يَتَحَمَّلُ عَنْهُ [‪.]٤٢/٤‬‬ ‫الإِمَام فِي عَدَدِ رَكَعَاتِهِ‪،‬‬

‫يشير إلى ضعفه‪.‬‬ ‫تعبيرُهُ بـ «وَقَعَ»‬ ‫وَوَقَعَ لِلزَّرْكَشِيِّ)‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫فلا تكفي غلبة الظَّنِّ؛ لأنَّها رخصة ولا يصار‬ ‫يَقِينًا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫عن بحث «م ر»‬ ‫ونَقَلَ «سم»‬ ‫وهذا منقول المذهب‪،‬‬ ‫إليها إلا بيقين‪،‬‬
‫مثل اليقين ظن لا تردد‬ ‫الاكتفاء بالاعتقاد الجازم‪ ،‬وفي ق ل‬
‫واعتمده شيخنا الرملي‪،‬‬ ‫معه‪ ،‬كما هو ظاهر في نحو بعيد أو أعمى‪،‬‬
‫ولا يسع النَّاس إِلَّا‬ ‫ونَظَرَ الْكُوْرَانِيُّ والزَّرْكَشِيُّ في منقول المذهب‪،‬‬
‫هذا؛ وإلا لزم أن المقتدي بالإمام في الرُّكوع مع البعد لا يكون‬
‫مُدْرِكًا للرَّكعة مطلقًا ؛ إذ اليقين لا يحصل إلا بالمشاهدة أو إخبار‬
‫وما بعدها‪،‬‬ ‫أو عدد تواتر‪« .‬كُردي» [في‪« :‬الصُّغرى»‪ ،‬و«الوسطى»‬ ‫معصوم‬

‫وما بعدها‪ .‬وفي «الْبُجَيْرِمِي»‪ :‬لأنَّ اليقين للبصير‬ ‫و«الكبرى»‬


‫وللأعمى بوضع يده على ظهره اهـ ملخصا على «شرح‬ ‫بالمشاهدة‪،‬‬
‫المنهج ‪.]٣٤٦/١‬‬
‫‪٤٤٩‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَبَحَثَ الإِسْنَوِيُّ وُجُوْبَ رُكُوْعِ أَدْرَكَ بِهِ رَكْعَةً فِي الْوَقْتِ‪.‬‬


‫كَبَّرَ‬ ‫لِانْتِقَالِهِ‪ ،‬فَلَوْ أَدْرَكَهُ مُعْتَدِلًا ‪:‬‬ ‫وَيُكَبِّرُ) نَدْبًا مَسْبُوْقٌ انْتَقَلَ مَعَهُ)‬ ‫(‬
‫لِلْهُوِي وَمَا بَعْدَهُ‪ ،‬أَوْ سَاجِدًا مَثَلًا غَيْرَ سَجْدَةِ تِلَاوَةِ‪ :‬لَمْ يُكَبِّرْ لِلْهُوِيِّ إِلَيْهِ ‪،‬‬
‫وَكَذَا‬ ‫وَيُوَافِقُهُ نَدْبًا فِي ذِكْرِ مَا أَدْرَكَهُ فِيْهِ مِنْ تَحْمِيْدٍ وَتَسْبِيْحٍ وَتَشَهُدٍ وَدُعَاءِ‪،‬‬
‫وَلَوْ فِي تَشَهُدِ الْمَأْمُوْمِ الْأَوَّلِ‪ .‬قَالَةٌ شَيْخُنَا‪.‬‬ ‫صَلَاةٍ عَلَى الْآلِ‪،‬‬

‫وَيُكَبِّرُ مَسْبُوْقٌ لِلْقِيَامِ بَعْدَ سَلَامَيْهِ إِنْ كَانَ الْمَحَلُّ الَّذِي جَلَسَ‬
‫كَأَنْ أَدْرَكَهُ فِي ثَالِثَةِ رُبَاعِيَّةٍ‪ ،‬أَوَ‬ ‫مَعَهُ فِيْهِ (مَوْضِعَ جُلُوْسِهِ) لَوِ انْفَرَدَ‪،‬‬
‫ثَانِيَةِ مَغْرِبِ؛ وَإِلَّا لَمْ يُكَبِّرْ لِلْقِيَامِ‪.‬‬

‫وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ تَبَعًا لِإِمَامِهِ الْقَائِمِ مِنْ تَشَهُدِهِ الْأَوَّلِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ‬
‫وَلَا يَتَوَرَّكُ فِي غَيْرِ تَشَهدِهِ الأَخِيْرِ‪.‬‬ ‫مَحَلَّ تَشَهدِهِ‪،‬‬

‫بأن ضاق الوقت‬ ‫إلخ) أي‪:‬‬ ‫‪...‬‬

‫وُجُوْبَ رُكُوْع أَدْرَكَ به‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وأمكنه إدراك الركعة بإدراك ركوعها مع من يتحمل عنه الفاتحة‪« .‬زي»‬
‫‪.]٣٦٣/٢‬‬ ‫ثانية جُمُعة [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫ومثله ‪:‬‬ ‫‪]٢٤٢/٢‬‬ ‫النهاية)‬ ‫وم ر [في‬
‫فيكبر لها؛ لأنَّها محسوبة له‬ ‫(قوله ‪ :‬غَيْرَ سَجْدَةِ تِلَاوَةٍ أَمَّا هي‪:‬‬
‫واعتمده في «المغني» لكن قيَّده بقوله ‪ :‬أي ‪ :‬إذا كان‬ ‫تَبَعًا للأَذْرَعِيِّ‪،‬‬
‫«التحفة» [‪]٣٦٧/٢‬‬ ‫واستوجه‬ ‫سمع قراءة آية السجدة [‪.]٥١٥/١‬‬
‫أنَّه لا يكبر للانتقال إليها‪.‬‬ ‫والنّهاية [‪]٢٤٥/٢‬‬

‫في التَّحفة» [‪]٣٦٦/٢‬؛ وقيَّد في‬ ‫قَالَهُ شَيْخُنَا) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫الموافقة في الصَّلاة على الآل بما إذا كان في غير محل‬ ‫«النّهاية‬
‫تشهده [‪ .]٢٤٤/٢‬فإن كان تشهدًا أوَّل له فلا يأتي بالصَّلاة على الآل‪،‬‬
‫كما مرَّ في صفة الصلاة‪.‬‬
‫‪٤٥٠‬‬
‫تر المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَيُسَنُّ لَهُ أَنْ لَا يَقُوْمَ إِلَّا بَعْدَ تَسْلِيْمَتَيْ الْإِمَامِ‪.‬‬


‫فَتَبْطُلُ‬ ‫وَحَرُمَ مُكْثُ بَعْدَ تَسْلِيْمَتَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ مَحَلَّ جُلُوْسِهِ‪،‬‬
‫صَلَاتُهُ بِهِ إِنْ تَعَمَّدَ وَعَلِمَ تَحْرِيْمَهُ‪.‬‬

‫وَلَا يَقُوْمُ قَبْلَ سَلَامِ الإِمَامِ‪ ،‬فَإِنْ تَعَمَّدَهُ بِلَا نِيَّةِ مُفَارَقَةٍ؛ بَطَلَتْ‪،‬‬
‫فَإِنْ سَهَا أَوْ جَهِلَ؛ لَمْ يُعْتَدَّ بِجَمِيعِ مَا أَتَى‬ ‫وَالْمُرَادُ مُفَارَقَةُ حَدٌ الْقُعُوْدِ‪،‬‬
‫وَمَتَى عَلِمَ وَلَمْ يَجْلِسْ؛‬ ‫بِهِ حَتَّى يَجْلِسَ‪ ،‬ثُمَّ يَقُوْمُ بَعْدَ سَلَام الإِمَام ‪،‬‬
‫وَبِهِ فَارَقَ مَنْ قَامَ عَنْ إِمَامِهِ فِي التَّشَهُدِ الأَوَّلِ عَامِدًا؛‬ ‫بَطَلَتْ صَلَاتُهُ‪،‬‬
‫فَإِنَّهُ يُعْتَدُّ بِقِرَاءَتِهِ قَبْلَ قِيَامِ الإِمَامِ؛ لأَنَّهُ لَا يَلْزَمُهُ الْعَوْدُ إِلَيْهِ‪.‬‬

‫شُرُوْطٌ ‪:‬‬ ‫(وَشُرِطَ لِقُدْوَةٍ)‬

‫اقْتِدَاءٍ أَوْ جَمَاعَةٍ أَوِ انْتِمَامِ بِالإِمَامِ الْحَاضِرِ‪،‬‬ ‫مِنْهَا ‪( :‬نِيَّةُ)‬ ‫[‪]١‬‬

‫فَتَبْطُلُ صَلَاتُهُ بهِ أي بمكثه بعد تسليمتيه‪ ،‬أي‪ :‬فوق‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وفوق أقلّ التّشهد عند ابن حجر‪« .‬كُردي»‬ ‫طمأنينة الصَّلاة عند الرَّملي‪،‬‬
‫‪.]٢٨/٢‬‬ ‫[في‪« :‬الوسطى»‬

‫متعلّق بكلِّ من اقْتِدَاء أو جَمَاعَةٍ أو‬ ‫بِالإِمَامِ الْحَاضِرِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫«التحفة»‬
‫وهذا ما اعتمده الخطيب في «المغني»؛ واعتمد في‬ ‫اثْتِمَام‪،‬‬
‫وشَرَّحَيْ الإرشاد والإيعاب والنّهاية الاكتفاء بنيَّة الائتمام أو‬
‫الاقتداء أو الجماعة من غير إضافة إلى الإمام‪« .‬كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫‪.[١٨/٢‬‬
‫‪٤٥١‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫يَجِبُ أَنْ تَكُوْنَ‬ ‫مَعَ تَحَرُّم) أَيْ‪:‬‬ ‫أَوِ الصَّلَاةِ مَعَهُ‪ ،‬أَوْ كَوْنِهِ مَأْمُوْمًا ‪،‬‬
‫هَذِهِ النِّيَّةُ مُقْتَرِنَةٌ مَعَ تَحَرُّمٍ‪ ،‬وَإِذَا لَمْ يَقْتَرِنْ نِيَّةٌ نَحْوِ الاقْتِدَاءِ بِالتَّحَرُّمِ ‪:‬‬
‫وَيَنْعَقِدُ غَيْرُهَا فُرَادَى‪.‬‬ ‫لَمْ تَنْعَقِدِ الْجُمُعَةُ ؛ لاشْتِرَاطِ الْجَمَاعَةِ فِيْهَا‪،‬‬
‫فِعْلِ‪ ،‬كَأَنْ هَوَى‬
‫فَلَوْ تَرَكَ هَذِهِ النِّيَّةَ أَوْ شَكٍّ فِيْهَا وَتَابَعَ مُصَلِّمًا في فعل‬
‫لِلرُّكُوعِ مُتَابِعًا لَهُ‪ ،‬أَوْ فِي سَلَام بِأَنْ قَصَدَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ اقْتِدَاءِ بِهِ‪،‬‬
‫وَطَالَ عُرْفًا انْتِظَارُهُ لَهُ؛ بَطَلَتْ صَلَاتُهُ‪.‬‬

‫(وَنِيَّةُ إِمَامَةٍ) أَوْ جَمَاعَةٍ (سُنَّةٌ لِإِمَامٍ فِي غَيْرِ جُمُعَةٍ)؛ لِيَنَالَ فَضْلَ‬

‫بَطَلَتْ صَلَاتُهُ أي سواء كان عالِمًا أو جاهلًا‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫‪:‬‬

‫بالبطلان‪ ،‬كما في «النهاية» [‪.]٢٢٠/٢‬‬

‫ولو من إمام راتب كما‬ ‫سُنَّةٌ لإِمَام فِي غَيْرِ جُمُعَةٍ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫استحق الجعل المشروط له؛‬ ‫وإذا لم ينو الإمام الإمامة ‪:‬‬ ‫في ع ش ‪،‬‬
‫((‬

‫وإنَّما الشَّرط ربط صلاة المأمومين‬ ‫لأنه لم يشرط عليه نيَّة ‪،‬الإمامة‪،‬‬
‫ويتحمَّل السهو وقراءة الفاتحة‬ ‫وتحصل لهم فضيلة الجماعة‪،‬‬ ‫بصلاته‪،‬‬
‫خلافًا لـ «ع ش»‪،‬‬ ‫وصرّح به «سم»‪،‬‬ ‫في حق المسبوق على المعتمد‪،‬‬
‫وفي ع ش على م ر ‪ :‬أنَّ الإمام إذا لم يراع الخلاف ‪ :‬لا يستحق‬
‫المعلوم؛ لأنَّ الواقف لم يقصد تحصيل الجماعة لبعض المصلين دون‬
‫وهو إنما يحصل برعاية‬ ‫بل قصد تحصيلها لجميع المقتدين به‪،‬‬ ‫بعض‪،‬‬
‫الخلاف المانع من عدم صحة صلاة البعض أو الجماعة دون البعض‪،‬‬
‫وهذا ظاهر حيث كان إمام المسجد واحدًا؛ بخلاف ما إذا شرط‬
‫الواقف أئمة مختلفين فينبغي أن لا يتوقف استحقاق المعلوم على‬
‫مراعاة الخلاف بل وينبغي أنَّ مثل ذلك ما لو شرط كون الإمام‬
‫حنفيا مثلا ؛ فلا يتوقف استحقاق المعلوم على مراعاة غير مذهبه‪ ،‬أو‬
‫لفةالمعين‬ ‫‪٤٥٢٥‬‬

‫نِيَّتُهَا مَعَ تَحَرُّمِهِ‬ ‫الْجَمَاعَةِ ؛ وَلِلْخُرُوج مِنْ خِلَافِ مَنْ أَوْجَبَهَا وَتَصِحُ[‪]۱‬‬
‫وَإِنْ لَمْ يَكُنْ خَلْفَهُ أَحَدٌ إِنْ وَثِقَ بِالْجَمَاعَةِ عَلَى الْأَوْجَهِ؛ لأَنَّهُ سَيَصِيرُ‬
‫حَصَلَ لَهُمُ الْفَضْلُ‬ ‫فَإِنْ لَمْ يَنْوِ ‪ -‬وَلَوْ لِعَدَم عِلْمِهِ بِالْمُقْتَدِيْنَ ‪:-‬‬ ‫إِمَامًا ‪،‬‬
‫حَصَلَ لَهُ الْفَضْلُ مِنْ حِيْنَئِذٍ‪ .‬أَمَّا فِي‬ ‫وَإِنْ نَوَاهَا فِي الأَثْنَاءِ‪:‬‬ ‫دُوْنَهُ‪،‬‬
‫فَتَلْزَمُهُ مَعَ التَّحَرُّمِ‪.‬‬ ‫الْجُمُعَةِ ‪:‬‬
‫[‪( ]۲‬وَ مِنْهَا ‪( :‬عَدَمُ تَقَدُّمٍ فِي الْمَكَانِ يَقِيْنًا عَلَى إِمَامٍ‬

‫وعلم‬ ‫جرت عادة الأئمة في تلك المحلَّة بتقليد بعض المذاهب‪،‬‬


‫فيراعيه‬ ‫فيُحمل وقفه على ما جرت به العادة في زمنه‪،‬‬ ‫الواقف بذلك ‪:‬‬
‫لو تعذرت مراعاة الخلاف ـ كأن اقتضى بعض‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫دون غيره‪.‬‬
‫أو بعضها استحباب‬ ‫وبعضها ‪،‬وجوبه‪،‬‬ ‫المذاهب بطلان الصَّلاة بشيء‪،‬‬
‫وبعضها كراهته ؛ فينبغي أن يراعي الإمام مذهب مقلده‪،‬‬ ‫شيء‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫على «منهج» [‪٣٣١/١‬‬ ‫اهـ «بج»‬ ‫مع ذلك المعلوم‪.‬‬ ‫ويستحق‬

‫وخلافًا لِلْعِمْرَانِي‬ ‫وفاقًا لِلْجُوَيْنِي‪،‬‬ ‫لأَنَّهُ سَيَصِيرُ إِمَامًا ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وتستحبُّ النِّيَّة المذكورة وإن لم يكن خلفه‬ ‫في عدم الصحة حينئذ‪،‬‬
‫كذا‬ ‫أحد حيث رجا من يقتدي به ؛ وإلا فلا تستحبُّ؛ وإلا فلا تضرُّ‪،‬‬
‫إلَّا إن جوز‬ ‫أنَّها تضرُّ لتلاعبه‪،‬‬ ‫ونقل عن ابن قاسم ‪:‬‬ ‫بخط الْمَيْدَانِيِّ‪،‬‬
‫ولو كان الإمام يعلم بطلان صلاة‬ ‫اقتداء مَلَكِ أو جِنِّي به ؛ فلا تضرُّ‪،‬‬
‫بطلت صلاته؛ لأنَّه ربط صلاته بصلاة‬ ‫المأموم ونوى الإمامة به‬
‫لكن قال الشَّيخ الْجَوْهَرِيُّ ‪ :‬لا تبطل صلاته؛ إلا إن قال‪:‬‬ ‫باطلة‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫على شرح ابن قاسم ‪٨٥/٢‬‬ ‫اهـ (بَاجُوري‬ ‫إماماً بهذا‪.‬‬

‫وَجَازَتْ‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫من نُسخة دون تصحيح ‪:‬‬ ‫القديمة»‬ ‫كتب على هامش‬ ‫[‪]١‬‬
‫‪٤٥٣‬‬
‫‪es‬‬ ‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَا‬ ‫وَإِنْ تَقَدَّمَتْ أَصَابِعُهُ‪ ،‬أَمَّا الشَّكُ فِي التَّقَدُّمِ؛ فَلَا يُؤَكِّرُ‪،‬‬ ‫بِعَقب)‬
‫لَكِنَّهَا مَكْرُوهَةٌ‪.‬‬ ‫يَضُرُّ مُسَاوَاتُهُ ‪،‬‬

‫وَلَوْ صَبِيًّا لَمْ يَحْضُرُ غَيْرُهُ ‪( -‬عَنْ يَمِيْنِ‬ ‫(وَنُدِبَ وُقُوْفُ ذَكَرٍ)‬
‫وَإِلَّا سُنَّ لَهُ تَحْوِيْلُهُ ؛ لِلاتِّبَاعِ [البخاري رقم‪١١٧ :‬؛ مسلم رقم‪]٧٦٣ :‬‬ ‫إِمَامٍ)‬

‫وهو‬ ‫أحدهما ‪،‬‬ ‫من‬ ‫اعتمد عليه في رجليه أو‬ ‫بِعَقِب) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫هذا في القيام والركوع‪ ،‬أو بأليتيه إن‬ ‫مؤخَّر القدم ممَّا يلي الأرض‪،‬‬
‫صلَّى قاعدًا‪ ،‬أو بجنبيه إن صلَّى مضطجعًا‪ ،‬أو برأسه عند «م ر» [في‪:‬‬
‫وبعقبيه عند «حج» [في‪:‬‬ ‫والخطيب إن صلى مستلقيًا‪،‬‬ ‫النّهاية» ‪]۱۸۸/۲‬‬
‫‪.]٣٠٢/٢‬‬ ‫«التحفة»‬

‫شدة‬
‫فمتى تقدَّم في جزء من صلاته بشيء ممَّا ذُكِرَ في غير‬
‫خوف‪ :‬لم تصح‪ ،‬ولا عبرة بغير ما ذكر‪ ،‬ما لم يعتمد على ذلك الغير‬
‫وركبتي القاعد ‪ -‬؛ وإلا فالعبرة بما اعتمد‬ ‫وحده ـ كأصابع القائم‪،‬‬
‫عليه‪.‬‬

‫أن لا يتقدم المأموم بجميع‬ ‫والضَّابط فى ذلك كما في ق ل‬


‫في‬ ‫سواء اتحدا‬ ‫ما اعتمد عليه على جزء ممَّا اعتمد عليه الإمام‪،‬‬
‫‪.]٢٧٣/١‬‬ ‫القيام أو غيره أم اختلفا اهـ على «شرح المحلي»‬

‫قائمًا‬ ‫مثلاً ‪-‬‬ ‫كأن كان الإمام ‪-‬‬ ‫‪:‬‬


‫قال في بشرى الكريم‬
‫وفي هذه الحالة قد يتقدم المأموم على الإمام إذا‬ ‫والمأموم ساجدًا‪،‬‬
‫وكذا في نهوضه‬ ‫بل على ركبتيه ويديه‪،‬‬ ‫لم يعتمد المأموم على قدميه‬
‫اهـ ص ‪.]٣٣٩‬‬ ‫للقيام ؛ فليتنبه له‪.‬‬

‫واعتمد في «التحفة أنَّ العِبرة في السَّاجد بأصابع قدميه إن‬


‫واعتمده «ع ش»‪.‬‬ ‫اعتمد عليها ؛ وإلا فآخر ما اعتمد عليه [‪.]٣٠٣/٢‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٥٤‬‬

‫‪( -‬مُتَأَخِّرًا) عَنْهُ (قَلِيْلًا ) ؛ بِأَنْ تَتَأَخَّرَ أَصَابِعُهُ عَنْ عَقِبِ إِمَامِهِ‪.‬‬
‫فَتَقِفُ خَلْفَهُ مَعَ مَزِيْدِ تَأْخُرٍ‪.‬‬ ‫الأُنْثَى‪،‬‬ ‫وَخَرَجَ بِـ «الذَّكَرِ»‬
‫بِتَأْخُرٍ قَلِيْلًا ؛ (ثُمَّ) بَعْدَ إِحْرَامِهِ‬ ‫أَحْرَمَ عَنْ يَسَارِهِ)‬ ‫(فَإِنْ جَاءَ ذَكَرٌ (آخَرُ‬

‫اهـ‬ ‫غير أنَّ إطلاقهم يخالفه‪.‬‬ ‫ولا بُعْدَ فيه‪،‬‬ ‫قال في «النهاية»‬
‫العقب‪ ،‬بأن يكون بحيث لو‬ ‫فيكون المعتبر ‪ -‬عنده ‪-‬‬ ‫[‪ ]۱۸۹/۲‬أي‪:‬‬
‫وضع العَقِبَ على الأرض لم يتقدَّم على عَقِبِ الإمام‪ ،‬وإن كان‬
‫على «حج» [‪.]٣٠٣/٢‬‬ ‫اهـ «سم»‬ ‫مرتفعًا بالفعل‪.‬‬

‫بأن يراد بالعَقِبِ في حقّ‬ ‫فيمكن دخوله في كلامهم‬ ‫وعليه‪:‬‬


‫‪٣١٦/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫اهـ «أ ط ف» [نقله «بج»‬ ‫القائم حقيقة أو حكمًا‪.‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬

‫أنَّه رجع إلى معتمد «حج»‬ ‫على المنهج» عن «م (‬ ‫وَنَقَلَ «سم»‬


‫‪.]٥٣٧/١‬‬ ‫آخرًا [نقله الجمل على «شرح المنهج»‬

‫إلخ) كذا في «التحفة» [‪،]٣٠١/٢‬‬ ‫(قوله‪ :‬بِأَنْ تَتَأَخَّرَ أَصَابِعُهُ ‪...‬‬


‫إلخ‪ ،‬وهو ظاهر‪،‬‬ ‫وقال في «الإيعاب»‪ :‬بأن يخرج عن المحاذاة‪...‬‬
‫وَوَقَعَ لابن حجر في شَرْحَيْ الإرشاد ونحوهما «النهاية» بأن لا يزيد‬
‫ويحتمل ضبطه بالعُرْف‪« .‬كُردي»‬ ‫ما بينهما على ثلاثة أذرع قال ‪:‬‬ ‫‪،‬‬

‫وَجَمَعَ الْجِرْهَزِيُّ بِحَمْلِ الأوَّل على الأكمل‪،‬‬ ‫‪.]١٣/٢‬‬ ‫[في‪« :‬الوسطى»‬


‫والثاني على أصل السُّنَّة وبيان غايتها‪ .‬اهـ [حاشيته» على «المنهج القويم»‬
‫‪.[٤٣٢‬‬
‫ص‬

‫أمَّا إذا تأخَّر من على اليمين قبل‬ ‫أي‪:‬‬ ‫بَعْدَ إِحْرَامِهِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫فيكره‪« .‬بشرى»‬ ‫أو تأخر في غير ما مرَّ ‪:‬‬ ‫أو لم يتأخر‪،‬‬ ‫إحرام الثاني‪،‬‬
‫[ ص ‪.]٣٤٠‬‬
‫‪٤٥٥‬‬
‫المستفيدين على المعين‬

‫(تَأَخَّرَا) عَنْهُ نَدْبًا فِي قِيَامٍ أَوْ رُكُوْعِ حَتَّى يَصِيرًا صَفًّا وَرَاءَهُ‪.‬‬
‫قَصَدُوا الاقْتِدَاءَ بِمُصَلِّ‬ ‫جَاءَا مَعا (أَوْ رِجَالٍ)‬ ‫وُقُوْفُ رَجُلَيْن)‬ ‫(وَ)‬
‫صَفًّا ‪.‬‬ ‫خَلْفَهُ)‬ ‫(‬

‫وَهُوَ مَا يَلِي الإِمَامَ‬ ‫نُدِبَ وُقُوْفٌ فِي صَفٌ أَوَّلَ ‪-‬‬ ‫(وَ)‬

‫وتأخُرهما أفضل من تقدم الإمام؛‬ ‫تَأَخَّرَا) أي ‪ :‬أو تقدَّم‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫لأنَّه‬
‫ولو استمرًا على حالهما من غير ضَمِّ أحدهما للآخر بعد‬ ‫متبوع‪،‬‬
‫استمرَّت الفضيلة؛ لطلبه ابتداء‪ .‬قاله «بج»‪،‬‬ ‫تقدم الإمام أو تأخرهما ‪:‬‬
‫فإن لم‬ ‫ولو لم يمكن إلا تقدم الإمام أو تأخُرهما؛ فُعِلَ الممكن‪،‬‬
‫يُفْعَل ؛ كُرِهَ في حقِّ من أمكنه فقط‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٣٤٠‬‬
‫‪.]١٩٢/٢‬‬ ‫[على «النهاية»‬ ‫ع ش‬ ‫الاعتدال‬ ‫ومنه ‪:‬‬ ‫في قيام)‬ ‫(قوله ‪:‬‬

‫وَهُوَ مَا يَلِي الإِمَامَ عبارة «فتح الجواد» [‪:]٢٨٤/١‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫والصَّتُ الأوَّل في غير جهة الإمام ما اتَّصل بالصَّفِّ الذي وراءه‪ ،‬لا‬
‫كما بيَّنته ثُمَّ ‪: -‬أي في الأصل ‪ ..‬اهـ «سم»‪.‬‬ ‫ما قَرُبَ للكعبة‪،‬‬
‫على «شرح‬ ‫والزَّيَّادِي»‬ ‫وعبارة «شرح بافضل [ص ‪]۲۸۳‬‬
‫فالصَّتُ الأوَّل في غير جهة الإمام‬ ‫وإذا استداروا في مكَّة ‪:‬‬ ‫المنهج‬
‫ما اتَّصل بالصَّفِّ الذي وراء الإمام‪ ،‬لا ما قَرُبَ من الكعبة على‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫الأوجه‪.‬‬

‫الصَّف الأول ‪-‬ـ من بحاشية‬ ‫وعبارة «التحفة ‪ :‬وهو ‪ -‬أي ‪:‬‬


‫المطاف‪ ،‬فمن أمامهم ولم يكن أقرب إلى الكعبة من الإمام في غير‬
‫لِمَا مَرَّ‪،‬‬ ‫قوله ‪:‬‬ ‫اهـ [‪ ۲۰۸/۲‬إلى (‪.)۲۱۰‬‬ ‫دون من يليهم ‪.‬‬ ‫جهته لِمَا مرَّ ‪،‬‬
‫ومثلها «النّهاية من كراهة صلاة الأقرب إلى الكعب في‬ ‫أي فيها‪.‬‬
‫غير جهة الإمام المفوّتة لفضيلة الجماعة‪.‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫والصَّف الأوَّل‬ ‫وقد أفتى بفواتها الوالد قال ‪:‬‬ ‫زاد في «النّهاية»‬
‫وعلى من‬ ‫صادق على المستدير حول الكعبة المتّصل بما وراء الإمام‪،‬‬

‫حيث لم يفصل بينه وبين‬ ‫في غير جهته وهو أقرب إلى الكعبة منه‪،‬‬
‫إلى ‪.]١٩١‬‬ ‫اهـ [‪١٨٩/٢‬‬ ‫الإمام صفت‪.‬‬

‫وعلى من في غير جهة الإمام‪...‬‬ ‫قوله‬ ‫قال الرَّشِيدِيُّ عليها‬


‫إلخ‪ ،‬أي‪ :‬فكل من المتّصل بما وراء الإمام وغيره ـ وهو أقرب منه‬
‫إلى الكعبة في غير جهة الإمام ‪ -‬يُقال له صفٌ أوَّل في حالة واحدة‪،‬‬
‫وهو صادق بما إذا تعددت الصُّفوف أمام الصَّفِّ المتصل بصفٌ‬
‫وممَّا عُلِّلت به أفضليته‬ ‫لكن يخالفه التَّعليل الآتي في قوله ‪:‬‬ ‫الإمام‪،‬‬
‫الخشوع؛ لعدم اشتغاله عن إمامه‪ ،‬وقوله‪ :‬وهو أقرب‬ ‫أي‪ :‬الأول ‪-‬‬
‫إلى الكعبة منه أي من المستدير أي والصُّورة أنَّه ليس أقرب‬
‫إليها من الإمام ؛ أخذا من قوله الآتي على الأثر والأوجه فوات‬
‫فضيلة الجماعة بهذه الأقربيَّة ‪ ...‬إلخ؛ وإلَّا فأي معنى لعده صفا أوَّل‬
‫مع تفويته لفضيلة الجماعة ؛ فليحرر ‪ .‬اهـ [‪.]١٨٩/٢‬‬

‫حيث لم يفصل بينه وبين‬ ‫‪:‬‬


‫قوله‬ ‫عليها ما نصه ‪:‬‬ ‫((‬
‫وكَتَبَ ع ش‬
‫وهو أقرب إلى الكعبة منه‪،‬‬ ‫الإمام المتبادر أن الضمير راجع لقوله ‪:‬‬
‫وهو يقتضي أنه لو وقف صفٌ خلف الأقرب وكان متّصلا بمن وقف‬
‫لكن في «حاشية سم»‬ ‫كان الأوَّل المتّصل بالإمام‪،‬‬ ‫خلف الإمام‪:‬‬
‫أفتى شيخنا الشهاب الرملي‬ ‫فَرْعٌ ‪:‬‬ ‫على منهج ما يخالفه وعبارته ‪:‬‬
‫أنَّ الصَّفَ الأَوَّل في المصلين حول‬ ‫كما نقله م ر بما حاصله ‪:‬‬
‫الكعبة هو المتقدم وإن كان أقرب في غير جهة الإمام؛ أخذا من‬
‫الذي لا‬ ‫الصَّف الأوَّل هو الذي يلي الإمام؛ لأنَّ معناه‪:‬‬ ‫قولهم ‪:‬‬
‫‪GY ٤٥٧‬‬ ‫ترشحالمستفيدينعلىفتح المعين‬

‫ليس قُدَّامه صف آخر بينه وبين الإمام‪،‬‬ ‫واسطة بينه وبينه‪ ،‬أي‪:‬‬
‫وعلى هذا ‪ :‬فإذا اتصل المصلُّون من خلف الإمام الواقف خلف‬
‫ووقف صفّ بین الركنين‬ ‫وامتدُّوا خلفه في حاشية المطاف‪،‬‬ ‫المقام‪،‬‬
‫اليمانيين قُدَّام من في الحاشية من هذه الحلقة الموازين لمن بين‬
‫الرُّكنين ؛ كان الصَّتُ الأوَّل من بين الرُّكنين‪ ،‬لا الموازين لمن بينهما‬
‫وهم من خلف‬ ‫فيكون بعض الحلقة صفًا أوَّل‪،‬‬ ‫من هذه الحلقة‪،‬‬
‫الإمام في جهته‪ ،‬دون بقيَّتها في الجهات إذا تقدم عليهم غيرهم‪،‬‬
‫انتهت‪ .‬وفي كلام‬ ‫وفي حفظي أنَّ الزَّرْكَشِيَّ ذَكَرَ ما يُخالف ذلك‪.‬‬
‫الصَّتُ الأَوَّل حينئذ في غير جهة الإمام ما‬ ‫شيخنا الزَّيَّادِي ما نصه ‪:‬‬
‫اتصل بالصَّفِّ الأوَّل الذي وراءه‪ ،‬لا ما قارب الكعبة‪ .‬اهـ‪ .‬وهذا هو‬
‫الأقرب الموافق للمتبادر المذكور ‪ .‬اهـ كلام «ع ش»‪ ،‬ومنه نقلت‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪١٨٩/٢‬‬

‫وتندب استدارة المأمومين إن صلوا في المسجد الحرام حول‬


‫الكعبة‪ ،‬وهي أفضل من الصفوف‪ ،‬كما في التحفة» و«النهاية»‪ ،‬وقال‬
‫ويندب‬ ‫وفي «التحفة»‪:‬‬ ‫الصفوف أفضل من الاستدارة‪،‬‬ ‫في «المغني»‪:‬‬
‫الاستقبال‬
‫ومعلوم ممَّا مرَّ في‬ ‫أن يقف الإمام خلف المقام؛ للاتباع‪،‬‬
‫أنَّه لو وقف صف طويل في أُخريات المسجد الحرام؛ صع بقيده‬
‫خرج‬ ‫بحيث لو قرب من الكعبة لما‬ ‫وهو الانحراف‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫السَّابق ثُمَّ‪.‬‬
‫موافقةُ‬ ‫وظاهرُ «النهاية»‬ ‫واعتمد المغني الصّحة مطلقًا‪،‬‬ ‫عن سمتها‪،‬‬
‫من‬ ‫كما وضَّحه الرَّشِيْدِيُّ مشيرًا إلى ردّ ما جَرَى عليه «ع ش»‬ ‫التحفة»‬
‫على موافقة ما في المغني» من الصحة؛ وإن‬ ‫النّهاية»‬ ‫حَمْلِ كلام‬
‫وَجَزَمَ الْبِرْمَاوِيُّ‬ ‫كانوا بحيث يخرج بعضهم عن سمتها لو قربوا‪،‬‬
‫بوجوب الانحراف‪ .‬اهـ ع ب [على] «تحفة» [‪.]٣٠٣/٢‬‬
‫المستفيدين علىفتةالمعين‬ ‫‪٤٥٨‬‬

‫وَهَكَذَا‪.‬‬ ‫وَإِنْ تَخَلَّلَهُ مِنْبَرٌ أَوْ عَمُوْدٌ ‪( -‬ثُمَّ مَا يَلِيْهِ)‬


‫وَلَوْ تَرَادَفَ يَمِيْنُ الإِمَامِ وَالصَّفُ‬ ‫وَأَفْضَلُ كُلِّ صَفٌ يَمِيْنُهُ‪،‬‬

‫حيث كان من بجانب‬ ‫إلخ) أي‪:‬‬ ‫وَإِنْ تَخَلَّلَهُ مِنْبَرٌ‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بحيث لو أزيل المنبر ووقف موضعه‬ ‫المنبر محاذيا لمن خلف الإمام‪،‬‬
‫شخص مثلًا صَارَ الكلُّ صفا واحدًا‪ .‬اهـ (ع ش [على «النهاية» ‪.]١٩٠/٢‬‬

‫أما من‬ ‫بالنسبة لمن على يسار الإمام‪،‬‬ ‫يَمِيْنُهُ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫على‬ ‫كما نُقِلَ عن «الإيعاب»‪« .‬ع ش»‬ ‫فهو أفضل من اليمين‬ ‫خلفه ‪:‬‬
‫واليمين أفضل وإن كان من باليسار يسمع الإمام ويرى‬ ‫‪.]١٩٤/٢‬‬ ‫النهاية»‬
‫نهاية» و«ع ش» و«بج» [على‬ ‫دون من باليمين على المعتمد‪.‬‬ ‫أفعاله‪،‬‬
‫‪.]١٣٥/٢‬‬ ‫«الإقناع»‬

‫ويسن أن يكتنف المأمومون الإمام بأن يكون محاذيا لوسطهم؛‬


‫ويستحبُّ‬ ‫وَسُدُّوا الْخَلَلَ» [رقم‪،]٦٨١ :‬‬ ‫لخبر أبي داود‪« :‬وَسُطُوا الإِمَامَ‪،‬‬
‫والأمر بذلك والمراد تعديلها والتّراصُ‬
‫'‬
‫لكل أحد تسوية الصفوف‪،‬‬
‫وتُحاذِي القائمين بحيث لا‬ ‫ووصلها‪ ،‬وسد فرجها وتقاربها‪،‬‬ ‫فيها‪،‬‬
‫يتقدم صدر واحد ولا شيء منه على من بجنبه‪ ،‬ولا يشرع في الثاني‬
‫حتّى يتم الذي قبله‪ ،‬فإن خالف في شيء من ذلك كُرِهَ‪ ،‬ولا يضرُّ طول‬
‫الفصل بين الإقامة والصَّلاة لتعديل الصفوف‪ ،‬كما في «التحفة» في باب‬
‫الأذان‪ ،‬وعدَّ في «الزَّواجر» قطع الصَّفّ وعدم تسويته من الكبائر‪ ،‬وهو‬
‫‪]٦٦٦‬؛ إذ هو‬ ‫ظاهر خبر‪« :‬مَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللهُ» [أبو داود رقم‪:‬‬
‫عده‬
‫من‬ ‫لكن لم أرَ‬ ‫لعنه الله واللعن من علامة الكبائر‪،‬‬ ‫‪،‬‬
‫بمعنى‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بحذف [ص ‪٣٦٢‬‬ ‫بشرى‬ ‫بل هو عندنا مكروه‬ ‫كبيرة‪،‬‬

‫لسَّيِّد‬ ‫وفي «مختصر فتاوى سيّدنا العلامة السَّيِّد عبد الله بافقيه»‬
‫بأن لا‬ ‫تندب تسوية الصُّفوف وتعديلها‪،‬‬ ‫عبد الرحمن مشهور ما نصه‪:‬‬
‫‪GY ٤٥٩‬‬ ‫‪Pos‬‬ ‫حالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَإِدْرَاكُ‬ ‫وَيَمِيْنُهُ أَوْلَى مِنَ الْقُرْبِ إِلَيْهِ فِي يَسَارِهِ‪،‬‬ ‫الأَوَّلُ؛ قُدِّمَ فِيْمَا يَظْهَرُ‪.‬‬
‫فَإِنْ‬ ‫الصَّفِّ الأَوَّلِ أَوْلَى مِنْ إِدْرَاكِ رُكُوْعِ غَيْرِ الرَّكْعَةِ الأَخِيْرَةِ‪ ،‬أَمَّا هِيَ ‪:‬‬
‫فَوَّتَهَا قَصْدُ الصَّفِّ الأَوَّلِ ؛ فَإِدْرَاكُهَا أَوْلَى مِنَ الصَّفِّ الأَوَّلِ‪.‬‬

‫بل قيل‬ ‫إجماعا‪،‬‬ ‫وتكميلها]‬ ‫أحد جانبي الصَّفٌ على الآخر‪،‬‬ ‫یزید‬

‫فمخالفته حينئذ مكروهة مفوِّتة لفضيلة الجماعة؛ ككل مكروه‬ ‫بوجوبه‪،‬‬


‫الوقوف‬ ‫فحينئذ قولهم‪:‬‬ ‫من حيث الجماعة‪ ،‬بأن لا يوجد إلّا فيها‪،‬‬
‫بقرب الإمام في صفّ أفضل من البعد عنه فيه‪ ،‬وعن يمين الإمام وإن‬
‫وإن قرب محلّه كما في «فتاوى‬ ‫بَعُدَ أفضل من الوقوف عن يساره‪،‬‬
‫ابن حجر»‪ ،‬ما إذا أتى المأموم وقد صُفّت الصفوف ولم يترتب على‬
‫ذلك خلو مياسير الصُّفوف ؛ وإلا لم يكن مفضولا؛ لئلا يرغب النَّاس‬
‫ويقاس بذلك ما في معناه ؛ لأنَّهﷺ لَمَّا رَغَبَ في ميامن‬ ‫كلَّهم عنه‪،‬‬
‫رَغِبَ النَّاس في ذلك وعطلوا ميسرة المسجد‪،‬‬ ‫الصُّفوف وفضَّلها‪،‬‬
‫فقيل ‪ :‬يا رسول الله ! إنّ ميسرة المسجد قد تعطّلت‪ ،‬فقال‪« :‬مَنْ عَمَّرَ‬
‫وإنَّما‬ ‫مَيْسَرَةَ الْمَسْجِدِ كُتِبَ لَهُ كِفْلَانِ مِنَ الأَجْرِ) [ابن ماجه رقم‪،]١٠٠٧ :‬‬
‫خصهم بذلك لَمَّا تعطلت تلك الجهة؛ إذ ليس لهم ذلك في كلِّ‬
‫ورجح ابن حجر فوات فضيلة الجماعة بالانفراد عن الصَّفّ‬ ‫حال‪،‬‬
‫ووقوف أكثر المأمومين في‬ ‫والبعد بأكثر من ثلاثة أذرع بلا عذر‪،‬‬
‫حصولها مع ذلك‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫واعتمد أبو مَحْرَمَةَ وصاحب «القلائد»‬ ‫جهة‪،‬‬

‫وغيرهما عَدَمَ الفوات‬ ‫وَنَقَلَ بَاعِشن عن «سم» و«الْبَصْرِيِّ»‬ ‫قلت ‪:‬‬


‫وعن الْمَحَلِّيَّ وابن حجر‬ ‫لكنَّه دون من دخل الصف‪،‬‬ ‫بالانفراد أيضًا‪،‬‬
‫وم ر فواتها بكلِّ مكروه من حيث الجماعة واستثنى أحمد الرملي‬
‫تقطع الصُّفوف‪ .‬اهـ [أي‪ :‬بغية المسترشدين» ص ‪ ١١١‬وما بعدها]‪.‬‬
‫‪۱۱۱‬‬

‫صلَّى جماعة على وصف يقتضي كراهة نفس‬ ‫وفي (سم)‪:‬‬


‫‪٤٦٠‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫لِمَأْمُوْم (انْفِرَادٌ) عَنِ الصَّفٌ الَّذِي مِنْ جِنْسِهِ إِنْ وَجَدَ فِيْهِ‬ ‫(وَكُرِهَ)‬
‫وَشُرُوعٌ فِي صَفٌ قَبْلَ إِثْمَامِ مَا قَبْلَهُ) مِنَ الصَّفٌ‪،‬‬ ‫سَعَةً؛ بَلْ يَدْخُلُهُ‪،‬‬

‫فالوجه فوات فضيلة الجماعة أيضًا؛ إذ لا يتَّجه‬ ‫كالْحَقْن ‪-‬‬ ‫الصَّلاة ‪-‬‬
‫وحصول ثواب وصفها؛ فليتأمل‪« .‬م ر»‬ ‫فوات ثواب أصل الصَّلاة‪،‬‬
‫‪.]٣٠٥/٢‬‬ ‫على «التحفة»‬

‫الصَّفْ إن وجد سعة ولو بلا خلاء‪،‬‬ ‫بَلْ يَدْخُلُهُ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫أَحْرَمَ‪ ،‬ثُمَّ بعد‬ ‫بحيث لو دخل بينهم لوسعهم وإن لم يجد سعة‪:‬‬
‫إحرامه جَرَّ إليه شخصًا من الصَّفٌ إن كان الصَّفُّ أكثر من اثنين وجوَّز‬
‫فإن جره قبل إحرامه‪:‬‬ ‫وسنَّ لمجروره مساعدته‬ ‫موافقته ليصطف معه‪،‬‬
‫الكراهة‪ ،‬قال‬ ‫واعتمد في «المغني» و«النهاية»‬ ‫ففي «التحفة» يحرم‪،‬‬
‫سم»‪ :‬وبها أفتى الشّهاب الرَّملي‪ .‬كذا في «عبد الحميد» على‬
‫وأقرَّ الخطيب في «المغني» ابن‬ ‫التحفة) [‪]۳۱۲/۲‬؛ لكن في «الْكُرْدِيّ»‬
‫فحرره‪.‬‬ ‫‪.]١٤/٢‬‬ ‫اهـ [أي‪« :‬الوسطى»‬ ‫الرّفْعَةِ على عدم جواز ذلك‪.‬‬
‫امتنع الْجَرُّ ؛ لأنَّه يُصيرُ أحدهما منفردًا‪.‬‬ ‫فإن كان الصف اثنين ‪:‬‬
‫وهو‬ ‫إن أمكنه الخرق ليصطفّ مع الإمام ؛ فينبغي أن يخرق‪،‬‬ ‫نعم‪،‬‬
‫خلف‬
‫أفضل من الْجَرِّ‪ ،‬ولا تفوت فضيلة الصَّفِّ الأَوَّل على من‬
‫الإمام؛ لأنَّه لا تقصير منهم وإنَّما جاز الخرق لعذره‪ ،‬وإذا اصطف‬
‫المأموم مع الإمام يكون صفًّا أوَّل حقيقة‪ ،‬وما عداه أوّل حكمًا‪،‬‬
‫ولو صار وحده في أثناء الصلاة ؛ ينبغي أن يَجُرَّ شخصا‪ ،‬فإن تركه مع‬
‫اهـ‬ ‫وتفوته الفضيلة من حينئذ‪« .‬سم»‪.‬‬ ‫م ‪.‬ر»‪.‬‬ ‫تيسره؛ ينبغي أن يكره‪.‬‬
‫ملخصا‬
‫وما بعدها‪،‬‬ ‫جمل»‬ ‫وحواشيه [أي‪:‬‬ ‫من شرح المنهج [‪]٦٥/١‬‬
‫‪.]١٩٦/٢‬‬ ‫ع ش على «النهاية»‬ ‫وما بعدها ؛ وانظر‪:‬‬ ‫بج»‬

‫مع‬ ‫إذا اصطف‬ ‫وفي فتاوى الجمال الرملي»‬ ‫قال الْكُرْدِيُّ ‪:‬‬
‫‪٤٦١‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَمُتَأَخِّرًا كَثِيرًا؛‬ ‫وَمُحَاذِيًا لَهُ‪،‬‬ ‫وَوَرَاءَهُ‪،‬‬ ‫وَوُقُوْفُ الذَّكَرِ الْفَرْدِ عَنْ يَسَارِهِ‪،‬‬
‫وَكُلُّ هَذِهِ تُفَوِّتُ فَضِيْلَةَ الْجَمَاعَةِ كَمَا صَرَّحُوا بِهِ‪.‬‬

‫وَيُسَنُّ أَنْ لَا يَزِيدَ مَا بَيْنَ كُلِّ صَفَّيْنِ وَالْأَوَّلِ وَالْإِمَامِ عَلَى ثَلَاثَةِ‬
‫أذرع‬
‫وَيَقِفُ خَلْفَ الإِمَام الرِّجَالُ‪ ،‬ثُمَّ الصِّبْيَانُ‪ ،‬ثُمَّ النِّسَاءُ‪.‬‬
‫وَلَا يُؤَخِّرُ الصِّبْيَانُ لِلْبَالِغِيْنَ؛ لاتِّحَادِ جِنْسِهِمْ‪.‬‬

‫بِرُؤْيَةٍ لَهُ‪ ،‬أَوْ لِبَعْضِ صَفٌ‪ ،‬أَوْ‬ ‫وَمِنْهَا ‪( :‬عِلْمٌ بِانْتِقَالِ إِمَامٍ)‬ ‫[‪]٣‬‬
‫بِسَمَاعٍ لِصَوْتِهِ‪ ،‬أَوْ صَوْتِ مُبَلِّغِ ثِقَةٍ‪.‬‬
‫الإِمَامِ وَالْمَأْمُوْمِ ‪( -‬بِمَكَانِ)؛‬ ‫[‪( ]٤‬وَ مِنْهَا (اجْتِمَاعُهُمَا ) أَيْ‪:‬‬
‫كَمَا عُهِدَ عَلَيْهِ الْجَمَاعَاتُ فِي الْعُصُرِ الْخَالِيَةِ‪.‬‬
‫مَا خَرَجَ عَنْهُ‬ ‫وَهِيَ ‪:‬‬ ‫جِدَارُهُ وَرَحْبَتُهُ‪،‬‬ ‫(فَإِنْ كَانَا بِمَسْجِدِ وَمِنْهُ ‪:‬‬

‫اهـ‬ ‫الإمام‪ :‬لا تكره له مساواته ولا تفوت بها فضيلة الجماعة‪.‬‬
‫‪.]١٤/٢‬‬ ‫[«الوسطى»‬

‫ومتى كان بين كل صفين أكثر من ثلاثة أذرع ؛‬ ‫قال ابن حجر ‪:‬‬
‫لم يحصلوا‬ ‫فإن فعلوا‪:‬‬ ‫كرة للداخلين أن يصطفوا مع المتأخّرين‪،‬‬
‫فينبغي لهم أن يصطفوا بين‬ ‫فضيلة الجماعة؛ لأنَّهم ضيَّعوا حقهم‪،‬‬
‫‪.]٣٢٣/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫اهـ بج»‬ ‫الإمام والمأمومين‪.‬‬

‫إنَّ الإمام‬ ‫والتقدير‪:‬‬ ‫تفريع لمحذوف‪،‬‬ ‫فَإِنْ كَانَا بِمَسْجِدِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫والمأموم إما أن يكونا بمسجد أو غيره من فضاء أو بناء‪ ،‬أو يكون‬
‫أحدهما بمسجد والآخر بغيره فإن كانا في مسجد ‪ . .‬إلخ‪ ،‬أي‪ :‬أو‬
‫شرحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٦٢‬‬

‫عَمَلًا‬ ‫سَوَاءٌ أَعْلِمَ وَقْفِيَّتُهَا مَسْجِدًا أَمْ جُهِلَ أَمْرُهَا ‪،‬‬ ‫لَكِنْ حُجِرَ لأَجْلِهِ‪،‬‬
‫بِالظَّاهِرِ وَهُوَ التَّحْوِيْطُ ؛ لَكِنْ مَا لَمْ يُتَيَقَّنْ حُدُوتُهَا بَعْدَهُ وَأَنَّهَا غَيْرُ‬
‫كَانْصِبَابٍ‬ ‫مَوْضِعُ اتَّصَلَ بِهِ وَهُيِّئَ لِمَصْلَحَتِهِ‪،‬‬ ‫مَسْجِدٍ ؛ لَا حَرِيْمُهُ وَهُوَ ‪:‬‬
‫مَاءٍ وَوَضْع نِعَالٍ ‪( :‬صَحَ الاقْتِدَاءُ وَإِنْ زَادَتِ الْمَسَافَةُ بَيْنَهُمَا عَلَى ثَلَاثِ‬
‫مِئَةِ ذِرَاعٍ‪ ،‬أَوِ اخْتَلَفَتِ الأَبْنِيَةُ؛ بِخِلَافِ مَنْ بِبِنَاءٍ فِيْهِ لَا يَنْفُذُ بَابُهُ إِلَيْهِ‬
‫فَلَا يَصِحُ الْقُدْوَةُ؛ إِذْ لَا‬ ‫أَوْ كَانَ سَطْحًا لَا مَرْقَى لَهُ مِنْهُ‪:‬‬ ‫بِأَنْ سُمِّرَ‪،‬‬

‫أو انفرد كلُّ‬ ‫مساجد تَنَافَذَتْ أبوابها وإن كانت مغلقة غير مُسمَّرة‪،‬‬
‫مسجد بإمام ومؤذن وجماعة‪« .‬شرح بافضل» [ص ‪.]٢٦٩‬‬

‫المتنافذة؛ كبئر وسطح داخلين‬ ‫(قوله ‪ :‬أَوِ اخْتَلَفَتِ الأَبْنِيَةُ أي ‪:‬‬


‫وإن أغلق الباب المنصوب على كلِّ ممَّا ذُكِرَ غلقًا من غير‬ ‫فيه‪،‬‬
‫قال‬ ‫بشرط إمكان المرور العادي بلا نحو وثبة فاحشة‪،‬‬ ‫تَسْمِيرِ‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون المراد بدخول الأبنية والبئر والسطح في‬ ‫الْكُرْدِيُّ ‪:‬‬
‫ويحتمل أن يكون المراد دخول منافذ‬ ‫‪6‬‬
‫المسجد شمول المسجديَّة لها‬
‫‪.]١٥/٢‬‬ ‫اهـ [«الوسطى»‬ ‫البئر وغيره في المسجد‪.‬‬

‫كالصَّريح في أنَّ الأبنية المتنافذة في‬ ‫بِأَنْ سُمِّرَ(‪))۱‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫المسجد الواحد يضرُّ فيها التّسمير مطلقًا ؛ إذ لا بُدَّ فيها من الاستطراق‬
‫خلافًا لـ «فتاوى شيخ الإسلام» ولـ «التحفة»‬ ‫العادي‪ ،‬وهو المعتمد‪،‬‬
‫قال فيها ‪ :‬إن فُتِحَ لكلِّ من النصفين باب مستقل ولم يمكن التوصل‬
‫‪::‬‬

‫من أحدهما إلى الآخر فالوجه أنَّ كلَّا حينئذ مستقل عُرْفًا؛ وإلا فلا ‪،‬‬
‫إلخ‪،‬‬ ‫في فتاويه»‬ ‫وعليه يُحْمَلُ كلام شيخ الإسلام ‪ -‬أي‪:‬‬

‫عمَّار]‪.‬‬ ‫بِأَنْ سَمَّرَهُ‪.‬‬ ‫في «القديمة»‪:‬‬ ‫(‪) ۱‬‬


‫‪٤٦٣‬‬
‫حالمستفيدينعلىفي المعين‬

‫كَمَا لَوْ وَقَفَ مِنْ وَرَاءِ شُبَّاكِ بجدَارِ الْمَسْجِدِ وَلَا يَصِلُ‬ ‫اجْتِمَاعَ حِينَئِذٍ‪،‬‬
‫إِلَيْهِ إِلَّا بِازْوِرَارٍ وَانْعِطَافِ بِأَنْ يَنْحَرِفَ عَنْ جِهَةِ الْقِبْلَةِ لَوْ أَرَادَ الدُّخُوْلَ‬
‫إِلَى الإِمَامِ‪.‬‬
‫أَيْ الْمَسْجِدِ ‪( -‬وَالآخَرُ خَارِجَهُ ‪:‬‬ ‫(وَلَوْ كَانَ أَحَدُهُمَا فِيْهِ)‬
‫شُرِطَ مَعَ قُرْبِ الْمَسَافَةِ ‪ -‬بِأَنْ لَا يَزِيدَ مَا بَيْنَهُمَا عَلَى ثَلَاثِ مِئَةِ ذِرَاعٍ‬

‫والإغلاق‪ :‬منع‬ ‫والتَّسْمِيرُ ‪ :‬أن يضرب مسمارًا على باب المقصورة‪،‬‬


‫المرور بقفل أو نحوه كضَبَّةٍ‪ ،‬قال الْقَلْيُوْبِيُّ ‪ :‬وإن لم يكن لها مفتاح‪،‬‬
‫فالتسمير‬ ‫ما لم تُسمَّر‪« .‬كُردي» [في‪« :‬الصُّغرى»‪ ،‬وانظر‪« :‬الوسطى» ‪.]١٥/٢‬‬
‫وهو مدار صحة القدوة‪،‬‬ ‫يخرج الموقفين عن كونهما مكانًا واحدًا‪،‬‬
‫بخلاف الإغلاق‪« .‬بَصْرِي» [في‪« :‬فتاويه»]‪.‬‬

‫هذا هو الأصحُ‬ ‫إلخ)‬ ‫كَمَا لَوْ وَقَفَ مِنْ وَرَاءِ شُبَّاكِ‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫في «المجموع» وغيره‪ ،‬وبحثُ الإِسْنَوِيِّ أنَّ هذا في غير شباك بجدار‬
‫المسجد؛ وإلا كالمدارس التي بِجُدُرِ المساجد الثلاثة صحت صلاة‬
‫والحيلولة فيه لا تضرُّ؛ رَدَّهُ‬ ‫الواقف فيها؛ لأنَّ جدار المسجد منه‪،‬‬
‫وفي فتاوى‬ ‫إلخ‪( .‬تحفة» [‪.]٣١٨/٢‬‬ ‫جَمْع وإن انتصر له آخرون ‪...‬‬
‫أنه يجوز تقليد القائل‬ ‫السَّيِّد عُمر الْبَصْرِيّ كلام طويل فيه حاصله ‪:‬‬
‫‪].‬‬
‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى» ‪١٦/٢‬‬
‫مع‬ ‫ضعفه‪.‬‬ ‫بالجواز‬

‫(قوله‪ :‬إِلَّا بِازْوِرَارٍ وَانْعِطَافٍ من عَطْفِ التفسير أو المرادف‪.‬‬


‫إلخ تصوير للازورار والانعطاف‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫بِأَنْ يَنْحَرِفَ ‪...‬‬ ‫(وقوله ‪:‬‬
‫بخلاف ما إذا كانت عن‬ ‫بحيث يستدبر القبلة بأن تكون خلف ظهره‪،‬‬
‫يمينه أو يساره؛ فإنّه لا يضر‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫بين أحدهما الذي في المسجد والآخ‬ ‫بَيْنَهُمَا) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪٤٦٤‬‬
‫فيالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫أَوْ وُقُوْفُ وَاحِدٍ)‬ ‫تَقْرِيبًا ‪( -‬عَدَمُ حَائِلٍ بَيْنَهُمَا يَمْنَعُ مُرُوْرًا أَوْ رُؤْيَةً‪،‬‬
‫مِنَ الْمَأْمُوْمِيْنَ حِذَاءَ مَنْفَذ) فِي الْحَائِلِ إِنْ كَانَ‪ ،‬كَمَا إِذَا كَانَا بِبِنَاءَيْنِ‬
‫كَصَحْنٍ وَصُفَّةٍ مِنْ دَارٍ‪ ،‬أَوْ كَانَ أَحَدُهُمَا بِبِنَاءِ وَالْآخَرُ بِفَضَاءِ؛ فَيُشْتَرَطُ‬
‫هُنَا مَا مَرَّ‪.‬‬ ‫أَيْضًا ‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫رُؤْيَةً ‪ -‬كَبَابٍ مَرْدُوْدٍ‬


‫كَشُبَّاكِ ‪ -‬أَوْ رُؤْيَةٌ‬ ‫فَإِنْ حَالَ مَا يَمْنَعُ مُرُوْرًا ‪-‬‬
‫وَإِنْ لَمْ تُغْلَقْ ضَبَّتُهُ لِمَنْعِهِ الْمُشَاهَدَةَ وَإِنْ لَمْ يَمْنَع الاسْتِطَرَاقَ‪ ،‬وَمِثْلُهُ‬
‫السِّتْرُ الْمَرْخِيُّ ‪ -‬أَوْ لَمْ يَقِف أَحَدٌ حِذَاءَ مَنْفَذ لَمْ يَصِحَ الاقْتِدَاءُ‬
‫فِيْهِمَا‪.‬‬

‫وَإِذَا وَقَفَ وَاحِدٌ مِنَ الْمَأْمُوْمِيْنَ حِذَاءَ الْمَنْفَذِ حَتَّى يَرَى الْإِمَامَ‬
‫فَحِيْنَئِذٍ تَصِحُ صَلَاةُ مَنْ بِالْمَكَانِ الآخَرِ‬ ‫أَوْ بَعْضَ مَنْ مَعَهُ فِي بِنَائِهِ ‪:‬‬
‫تَبَعًا لِهَذَا الْمُشَاهِدِ‪ ،‬فَهُوَ فِي حَقِّهِمْ كَالإِمَامِ‪ ،‬حَتَّى لَا يَجُوْزُ التَّقَدُّمُ‬

‫وتعتبر المسافة بينهما من طرف المسجد الذي يلي من‬ ‫الذي خارجه‪،‬‬
‫وإن‬ ‫فإن كان الإمام فيه ؛ اعتبرت المسافة من جدار آخره‪،‬‬ ‫بخارجه‪،‬‬
‫فإن خرجت‬ ‫كان خارجه والمأموم فيه؛ اعتبرت من جدار صدره‪،‬‬
‫الصفوف عن المسجد ؛ فالمعتبر من آخر صفٌ خارج المسجد‪« .‬م ر»‬
‫وما‬ ‫وحواشيه [أي‪« :‬جمل»‬ ‫من شرح المنهج [‪]٦٦/١‬‬ ‫ع ش‪.‬‬
‫‪.]٣٢٧/١‬‬ ‫بعدها‪« ،‬بج»‬

‫حِذَاءَ الْمَنْفَذ أي مقابله بحيث يشاهد الإمام أو من‬ ‫( قوله ‪:‬‬


‫كما في «الإيعاب»‪« .‬شَوْبَرِي»‪.‬‬ ‫ولا يكفي هنا سماع الْمُبَلِّغ‪،‬‬ ‫معه‪،‬‬
‫وأنَّه إذا كان في ظلمة بحيث‬ ‫اشتراط كون الرابطة بصيرًا‪،‬‬ ‫ومقتضاه‪:‬‬
‫اهـ‬ ‫تمنعه من رؤية الإمام أو أحد ممَّن معه في مكانه؛ لم يصح‪.‬‬
‫‪.]٥٥١/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫جمل»‬ ‫ح ف‬ ‫شيخنا‬
‫‪٤٦٥‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫عَلَيْهِ فِي الْمَوْقِفِ وَالإِحْرَامِ‪ ،‬وَلَا بَأْسَ بِالتَّقَدُّم عَلَيْهِ فِي الْأَفْعَالِ‪ ،‬وَلَا‬
‫كَرَدِّ الرِّيْحِ الْبَابَ‬ ‫يَضُرُّهُمْ بُطْلَانُ صَلَاتِهِ بَعْدَ إِحْرَامِهِمْ عَلَى الْأَوْجَهِ ‪-‬‬
‫أَثْنَاءَهَا ‪-‬؛ لأَنَّهُ يُغْتَفَرُ فِي الدَّوَامِ مَا لَا يُغْتَفَرُ فِي الابْتِدَاءِ [انظر‪« :‬فتح‬
‫‪.]٢٦٦/١‬‬ ‫الجواد»‬

‫فَرْعُ ‪ :‬لَوْ وَقَفَ أَحَدُهُمَا فِي عُلْوِ وَالْآخَرُ فِي سُفْلِ؛ اشْتُرِطَ عَدَمُ‬
‫الْحَيْلُوْلَةِ‪ ،‬لَا مُحَاذَاةُ قَدَم الأَعْلَى رَأْسَ الْأَسْفَلِ وَإِنْ كَانَا فِي غَيْرِ‬
‫وما بعدها] وَ(أَصْلِهَا»‬ ‫عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ كَلَامُ (الرَّوْضَةِ ) [‪٣٦٣/١‬‬ ‫مَسْجِدٍ‪،‬‬
‫خِلَافًا لِجَمْعِ مُتَأَخْرِيْنَ‪.‬‬ ‫وما بعدها]‪،‬‬ ‫[‪ ]١٨١/٢‬وَ(الْمَجْمُوْعِ» [‪١٣٩/٤‬‬
‫وَيُكْرَهُ ارْتِفَاعُ أَحَدِهِمَا عَلَى الآخَرِ بِلَا حَاجَةٍ وَلَوْ فِي الْمَسْجِدِ‪.‬‬

‫ولا كونه امرأة‬ ‫وَلَا بَأْسَ بِالتَّقَدُّمِ عَلَيْهِ فِي الأَفْعَالِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫أو ممَّن يلزمه القضاء كمقيم‬ ‫ولا كونه أمِّيَّا‪،‬‬ ‫وإن كان من خلفه رجال‪،‬‬
‫وخالف م ر فقال ‪:‬‬ ‫‪.]۳۱۸/۲‬‬ ‫التحفة»‬ ‫وهذا معتمد (حج) [في‪:‬‬ ‫متيمم‪،‬‬
‫وكونه أُمِّيَّا‪،‬‬ ‫وكونه امرأة لغير النساء‪،‬‬ ‫يضرُّ التَّقدم بالأفعال كالإمام‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫أو ممن يلزمه القضاء [في‪« :‬النهاية»‬

‫فيتمونها‬ ‫صلاة الواقف حذاء المنفذ‪،‬‬ ‫بُطْلَانُ صَلَاتِهِ أي ‪:‬‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫خلف الإمام إن علموا بانتقالاته‪« .‬تحفة» [‪.]٣١٨/٢‬‬

‫(قوله ‪ :‬وَيُكْرَهُ ارْتِفَاعُ أي‪ :‬إن أمكن وقوفهما بمستو‪« .‬مغني»‬


‫وتحفة» و«نهاية»‪ ،‬وفي فتاوى الجمال الرّملي»‪ :‬إذا ضاق الصَّتُ‬
‫الأول عن الاستواء؛ يكون الصف الثاني الخالي عن الارتفاع أَوْلَى‬
‫ظاهر أنَّ‬ ‫وفي التَّحفة» و«النهاية»‪:‬‬ ‫من الصَّفُ الأَوَّل مع الارتفاع‪،‬‬
‫إلخ‪« .‬كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫المدار على ارتفاع يظهر حِسَّا وإن قل ‪...‬‬
‫‪.[\A/Y‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٦٦‬‬

‫فِعْلًا أَوْ‬ ‫مِنْهَا ‪( :‬مُوَافَقَةٌ فِي سُنَنِ تَفْحُشُ مُخَالَفَةٌ فِيْهَا)‬ ‫[‪( ]٥‬وَ)‬
‫تَرْكًا‪.‬‬

‫كَسَجْدَةِ‬ ‫فَتَبْطُلُ صَلَاةُ مَنْ وَقَعَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الإِمَام مُخَالَفَةٌ فِي سُنَّةٍ‪،‬‬
‫وَتَشَهُدِ أَوَّلَ‬ ‫تِلَاوَةٍ فَعَلَهَا الإِمَامُ وَتَرَكَهَا الْمَأْمُوْمُ عَامِدًا عَالِمًا بِالتَّحْرِيمِ‪،‬‬
‫فَعَلَهُ الإِمَامُ وَتَرَكَهُ الْمَأْمُوْمُ عَلَى تَفْصِيْلِ مَرَّ فِيْهِ‪ ،‬أَوْ تَرَكَهُ الإِمَامُ وَفَعَلَهُ‬
‫حَيْثُ لَمْ يَجْلِسِ الإِمَامُ‬ ‫وَإِنْ لَحِقَهُ عَلَى الْقُرْبِ‪،‬‬ ‫الْمَأْمُوْمُ عَامِدًا عَالِمًا ‪،‬‬
‫لِلاسْتِرَاحَةِ ؛ لِعُدُوْلِهِ عَنْ فَرْضِ الْمُتَابَعَةِ إِلَى سُنَّةٍ‪.‬‬

‫فَلَا يَضُرُّ الْإِنْيَانُ بِالسُّنَّةِ‪،‬‬ ‫أَمَّا إِذَا لَمْ تَفْحُشِ الْمُخَالَفَةُ فِيْهَا ‪:‬‬
‫وَفَارَقَ‬ ‫الإِمَامَ فِي سَجْدَتِهِ الْأُوْلَى‪،‬‬ ‫كَقُنُوْتٍ أَدْرَكَ ‪ -‬مَعَ الإِثْيَانِ بِهِ ‪-‬‬
‫وَهَذَا إِنَّمَا طَوَّلَ‬ ‫بِأَنَّهُ فِيْهِ أَحْدَثَ قُعُوْدًا لَمْ يَفْعَلْهُ الْإِمَامُ‪،‬‬ ‫التَّشَهدَ الأَوَّلَ ‪:‬‬
‫فَلَا فُحْشَ‪.‬‬ ‫مَا كَانَ فِيْهِ الإِمَامُ‪،‬‬

‫وَكَذَا لَا يَضُرُّ الإِنْيَانُ بِالتَّشَهُدِ الأَوَّلِ إِنْ جَلَسَ إِمَامُهُ لِلاسْتِرَاحَةِ ؛‬

‫فَعَلَهَا الإِمَامُ وَتَرَكَهَا الْمَأْمُوْمُ) أي‪ :‬أو بالعكس‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬

‫فإذا تذكَّره أو عَلِمَ‬ ‫سهوًا أو جهلًا‪،‬‬ ‫وَتَرَكَهُ الْمَأْمُوْمُ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫بخلاف ما إذا تركه‬ ‫قبل انتصاب الإمام ولم يَعُدْ ؛ تبطل صلاته‪،‬‬
‫ففي إطلاقه‬ ‫المأموم عمدًا ؛ فلا تبطل صلاته ويسن له العود كما مر ‪،‬‬
‫هنا غفلةٌ أو تساهل مُضِرَّ‪.‬‬

‫سيأتي محترزه‬ ‫حَيْثُ لَمْ يَجْلِس الإِمَامُ لِلاسْتِرَاحَةِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫وتضعيفه‪.‬‬

‫الَّذي مال إليه في «التحفة» ‪-‬‬ ‫إِنْ جَلَسَ إِمَامُهُ لِلاسْتِرَاحَةِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫واعتمده‬ ‫بعد التَّردُّد ‪ -‬أنَّه لا يأتي بالتشهد وإن جلس إمامه للاستراحة‪،‬‬
‫‪٤٦٧‬‬
‫شحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫لأَنَّ الصَّارَّ إِنَّمَا هُوَ إِحْدَاتُ جُلُوْسِ لَمْ يَفْعَلْهُ الإِمَامُ؛ وَإِلَّا لَمْ يَجُزْ‬
‫وَهُوَ فِرَاقٌ بِعُذْرٍ‪،‬‬ ‫وَأَبْطَلَ صَلَاةَ الْعَالِمِ الْعَامِدِ‪ ،‬مَا لَمْ يَنْوِ مُفَارَقَتَهُ‪،‬‬
‫فَيَكُوْنُ أَوْلَى‪.‬‬

‫وَإِذَا لَمْ يَفْرُغِ الْمَأْمُوْمُ مِنْهُ مَعَ فَرَاعَ الإِمَامِ ‪ :‬جَازَ لَهُ التَّخَلُّفُ‬
‫لإِثْمَامِهِ ‪ ،‬بَلْ نُدِبَ إِنْ عَلِمَ أَنَّهُ يُدْرِكُ الْفَاتِحَةَ بِكَمَالِهَا قَبْلَ رُكُوعِ الإِمَامِ؛‬
‫لَا التَّخَلُّفُ لِإِثْمَامِ سُوْرَةِ‪ ،‬بَلْ يُكْرَهُ إِذَا لَمْ يَلْحَقِ الإِمَامَ فِي الرُّكُوعِ‪.‬‬
‫[‪( ]٦‬و) مِنْهَا ‪ :‬عَدَمُ تَخَلُّفٍ عَنْ إِمَامٍ بِرُكْنَيْنِ فِعْلِيَّيْنِ مُتَوَالِيَيْنِ‬
‫تَامَّيْنِ بِلَا عُذْرٍ مَعَ تَعَمُّدٍ وَعِلْمٍ بِالتَّحْرِيمِ وَإِنْ لَمْ يَكُوْنَا طَوِيْلَيْنِ‪.‬‬
‫كَأَنْ رَكَعَ‬ ‫بَطَلَتْ صَلَاتُهُ ؛ لِفُحْشِ الْمُخَالَفَةِ‪،‬‬ ‫فَإِنْ تَخَلَّفَ بِهِمَا‪:‬‬
‫وَالْمَأْمُوْمُ‬ ‫الإِمَامُ وَاعْتَدَلَ وَهَوَى لِلسُّجُوْدِ ‪ -‬أَيْ ‪ :‬زَالَ مِنْ حَدٌ الْقِيَامِ ‪-‬‬
‫قَائِم‪.‬‬

‫وَالْقَوْلِيُّ وَالْفِعْلِيُّ‪.‬‬ ‫وَخَرَجَ بِـ «الْفِعْلِيَّيْنِ الْقَوْلِيَّانِ‪،‬‬


‫عَدَمُ تَخَلُّفٍ عَنْهُ مَعَهُمَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَرْكَانٍ طَوِيْلَةٍ) [‪]۱‬‬ ‫(وَ)‬
‫‪ -‬فَلَا يُحْسَبُ مِنْهَا الاعْتِدَالُ وَالْجُلُوْسُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ ‪( -‬بِعُذْرِ أَوْجَبَهُ)‬
‫وَالْمَأْمُوْمُ‬ ‫أَي اقْتَضَى وُجُوْبَ ذَلِكَ التَّخَلُفِ ‪( -‬كَإِسْرَاعِ إِمَامَ قِرَاءَةً)‬

‫أيضًا في «المغني» و«النهاية»‪ ،‬فما جَرَى عليه الشارح مرجوح وإن‬


‫موافقة‬ ‫أوهم صنيع الْمُحَشَّي ‪ -‬مع عدم تنبيهه على مرجوجيته ‪-‬‬
‫‪.]٢٠/٢‬‬ ‫«التحفة» له ؛ فتنبه [ انظر‪« :‬الوسطى»‬

‫كَإِسْرَاعِ إِمَامٍ قِرَاءَةً أي‪ :‬أو حركة‪ ،‬كما يدلُّ عليه قوله‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫في القديمة زيادة من الأركان [عمار]‪.‬‬ ‫[‪]1‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٦٨‬‬

‫وَانْتِظَارِ‬ ‫لِعَجْزِ خِلْقِيّ؛ لَا لِوَسْوَسَةٍ ‪ -‬أَوِ الْحَرَكَاتِ‪،‬‬ ‫بَطِيْءُ الْقِرَاءَةِ ‪-‬‬
‫‪6‬‬
‫لِيَقْرَأُ فِيْهَا الْفَاتِحَةَ فَرَكَعَ عَقِبَهَا‬ ‫سَكْتَةَ الإِمَامِ ‪-‬‬ ‫مَأْمُوْمِ سَكْتَتَهُ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬
‫وَشَكِّهِ فِيْهَا قَبْلَ رُكُوْعِهِ‪.‬‬ ‫وَسَهْوِهِ عَنْهَا حَتَّى رَكَعَ الإِمَامُ‪،‬‬

‫والمراد‬ ‫فالحركات بالجرِّ عطف على «القراءة»‪،‬‬ ‫بعده «أَوِ الْحَرَكَاتِ»‪،‬‬


‫بإسراع قراءة الإمام‪ ،‬أي بالنسبة لبطء قراءة المأموم مع قراءة الإمام‪،‬‬
‫بالوسط المعتدل‪ ،‬فلو عبّر ببطء قراءة المأموم لكان أوضح‪ ،‬أما لو‬
‫أسرع الإمام فوق العادة فلا يتخلَّف المأموم؛ لأنَّه كالمسبوق ولو في‬
‫على «م ر»‪ :‬ومن ذلك ما يقع‬ ‫جميع الركعات‪ ،‬كما مرَّ ‪ ،‬قال «ع «ش»‬
‫فلا يمكن المأموم بعد قيامه‬ ‫بكثرة من الأئمة أنَّهم يسرعون القراءة‪،‬‬
‫معه‬
‫فيركع‬ ‫من السُّجود قراءة الفاتحة بتمامها قبل ركوع الإمام‪،‬‬
‫فلو تخلف‬ ‫وتحسب له الركعة ولو وقع ذلك في جميع الركعات‪،‬‬
‫أو ركع معه ولم‬ ‫لإتمام الفاتحة حتّى رفع الإمام رأسه من الركوع‪،‬‬
‫فيتبع الإمام فيما‬ ‫فاتته الرَّكعة‪،‬‬ ‫يطمئنَّ قبل ارتفاعه عن أقلّ الرُّكوع ‪:‬‬
‫جمل» [على «شرح المنهج»‬ ‫ويأتي بركعة بعد سلام الإمام‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫هو فيه‪،‬‬
‫‪.[٥٧٢/١‬‬

‫النَّاس‬ ‫يسع‬
‫فما‬ ‫وهذا ممَّا عمَّت به البلوى؛ لخفائه على كثيرين‪،‬‬
‫عن «م ر» ما‬ ‫ونَقَلَ «سم»‬ ‫إِلَّا ما نَقَلَهُ الْكُرْدِيُّ عن الْقَلْيُوْبِيّ قال ‪:‬‬
‫يوافقه أنَّ الموافق هو من أدرك الإمام في أول القيام وإن لم يدرك‬ ‫'‬

‫قدر زمن الفاتحة‪ ،‬ومن أدرك ذلك الزَّمن موافق وإن لم يدرك أوَّل‬
‫وضده المسبوق فيهما‪ .‬اهـ [«الوسطى» ‪.]٢٢/٢‬‬ ‫القيام‪،‬‬

‫وكذا (وَشَكّه)‪.‬‬ ‫بالجرِّ عطف على إسراع»‪،‬‬ ‫وَسَهْوِهِ)‬ ‫(وقوله ‪:‬‬

‫إسراع الإمام‪،‬‬ ‫فهذه أربعة أعذار للتَّخلُّف ذكرها الشارح‪:‬‬


‫وشكه في قراءتها‪.‬‬ ‫وسهو المأموم عن الفاتحة‪،‬‬ ‫وانتظار سكتته‪،‬‬
‫‪٤٦٩‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫أَمَّا التَّخَلُّفُ لِوَسْوَسَةٍ ‪ -‬بِأَنْ كَانَ يُرَدِّدُ الْكَلِمَاتِ مِنْ غَيْرِ مُوْجِبٍ ‪:-‬‬
‫فَلَيْسَ بِعُذْرٍ‪ .‬قَالَ شَيْخُنَا ‪ :‬يَنْبَغِي فِي ذِي وَسْوَسَةٍ صَارَتْ كَالْخِلْقِيَّةِ ‪-‬‬

‫موافق اشتغل بسُنَّة وترك الفاتحة‪،‬‬ ‫وتضم إليها خامسة وهي‪:‬‬


‫مسبوق‬ ‫وخرج بـ «موافق»‬ ‫فيغتفر له ما مرَّ‪.‬‬ ‫سواء شرع فيها أم لا‪،‬‬
‫فسيذكر الشارح الخلاف فيه‪.‬‬ ‫اشتغل بسُنَّة‪،‬‬

‫فلم‬ ‫وتزاد أيضًا سادسة وهي‪ :‬ما إذا انتظر قراءة إمامه السُّورة‪،‬‬
‫يقرأها‪.‬‬

‫فهذه الصُّور محل اتفاق بين ابن حجر والرملي‪.‬‬


‫وبقيت صور أخرى جَرَى الخلاف فيها بينهما ‪:‬‬
‫منها ‪ :‬ما إذا نام في تشهده الأوَّل ممكنا مقعده بمقره‪ ،‬فما انتبه‬
‫من نومه إلا وإمامه راكع أو في آخر القيام‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬ما إذا سمع تكبير إمامه للقيام فظنَّه لجلوس التشهد‬
‫فجلس له‪ ،‬فكبر إمامه للركوع فظنَّه للقيام من التَّشهد الأوَّل‪ ،‬ثُمَّ عَلِمَ‬
‫أنَّه للركوع‪.‬‬
‫وهو في السجود‬ ‫ومنها ‪ :‬ما لو نسي كونه مقتديًا أو في الصَّلاة‪،‬‬
‫فلم يقم من سجدته إلا والإمام راكع أو قارب أن‬ ‫ثُمَّ تذكَّر‪،‬‬ ‫مثلا‪،‬‬
‫يركع‪.‬‬

‫هو موافق يُغتفر له ما‬ ‫فقال الرَّمليُّ ‪:‬‬ ‫ففي هاته الصُّور اختلفا ‪:‬‬
‫فلا يلزمه أن يقرأ من الفاتحة إلا‬ ‫وقال ابن حجر بل مسبوق‪،‬‬ ‫مر‪،‬‬
‫ما أمكنه‪.‬‬

‫ومنها ‪ :‬ما إذا جلس مع إمامه للتَّشهد الأوَّل فلما قام إمامه منه‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٧٠‬‬

‫بِحَيْثُ يَقْطَعُ كُلُّ مَنْ رَآهُ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُهُ تَرْكُهَا ـ أَنْ يَأْتِيَ فِيْهِ مَا فِي بَطِيْءٍ‬
‫‪-‬‬

‫‪.]٣٤٤/٢‬‬ ‫الْحَرَكَةِ [في‪« :‬التحفة»‬

‫فلما انتصب وجد إمامه راكعا أو قارب أن‬ ‫مکث لتكميل التَّشهد‬
‫بل‬ ‫وقال ابن حجر‪:‬‬ ‫هو موافق يُغتفر له ما مرَّ ‪،‬‬ ‫فقال الرَّمليُّ ‪:‬‬ ‫يركع‪،‬‬
‫فلا يُغتفر له إلَّا ما يُغتفر لموافق ترك الفاتحة‪،‬‬ ‫متخلف بغير عذر‪،‬‬ ‫هو‬

‫فإن أتمَّ فاتحته قبل هُوِي الإمام للسجود أدركَ‬ ‫لا لعذر ممَّا مرَّ‪،‬‬
‫وجرى على نظم‬ ‫وإن لم يتمها قبل الْهُوِيِّ نَوَى المفارقة‪،‬‬ ‫الركعة‪،‬‬
‫فإن خالف بطلت صلاته‪.‬‬ ‫صلاة نفسه‪،‬‬

‫وسيأتي في الشَّرح من صور الخلاف ما إذا شَكٍّ هل أدرك‬


‫الفاتحة أم لا؟‬ ‫يسع‬ ‫زمنا‬

‫وقد نظمها بعضهم في قوله ‪:‬‬

‫ثلاث أركان له ثنتا عشر‬ ‫مسائل الشخص الذي قد اغتفر‬


‫ومثله النَّاسي لها لغفلته‬ ‫أولـهـا البـطـي فـي قراءته‬
‫منتظر في ركعة جهرية‬ ‫كذاك من لسكتة أو سورة‬

‫ولا بقارئ لتلك السُّورة‬ ‫فلم يكن إمامه بساكت‬


‫ممكنًا مقعده ثُمَّ انتبه‬ ‫أو نام عن تشهد أوَّل له‬
‫من يتخلف لأن يتمه‬ ‫رأى الإمام راكــعــا ومـثــلــه‬
‫نسي أو لكونه مقتديًا‬ ‫كذا إذا لكونه مصليا‬
‫بعد الركوع للإمام ليس له‬ ‫أو شكَّ في إتيانه بالفاتحه‬
‫تعوّذ عن القراءة ولو‬ ‫أو شغل الـمـوافـق افتتاح أو‬
‫لظنه أن لا يتم الواجبا‬ ‫حقه قد ندبا‬ ‫لم يك ذا في‬
‫‪٤٧١‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَيَلْزَمُ الْمَأْمُوْمَ فِي الصُّوَرِ الْمَذْكُورَةِ إِثْمَامُ الْفَاتِحَةِ‪ ،‬مَا لَمْ يَتَخَلَّفْ‬
‫بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَرْكَانٍ طَوِيْلَةٍ‪.‬‬

‫وَإِنْ تَخَلَّفَ مَعَ عُذْرٍ بِأَكْثَرَ مِنَ الثَّلَاثَةِ؛ بِأَنْ لَا يَفْرَغَ مِنَ الْفَاتِحَةِ إِلَّا‬
‫فَلْيُوَافِقْ) إِمَامَهُ وُجُوْبًا (فِي)‬ ‫وَالإِمَامُ قَائِمٌ عَنِ السُّجُوْدِ أَوْ جَالِسٌ لِلتَّشَهُدِ ‪:‬‬
‫الرُّكْنِ (الرَّابع) وَهُوَ الْقِيَامُ أَوِ الْجُلُوْسُ لِلنَّشَهُدِ‪ ،‬وَيَتْرُكُ تَرْتِيْبَ نَفْسِهِ‪ ،‬ثُمَّ‬
‫يَتَدَارَكُ) بَعْدَ سَلَامِ الإِمَامِ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ‪ ،‬فَإِنْ لَمْ يُوَافِقُهُ فِي الرَّابِعِ مَعَ عِلْمِهِ‬
‫بِوُجُوْبِ الْمُتَابَعَةِ وَلَمْ يَنْوِ الْمُفَارَقَة ؛ بَطَلَتْ صَلَاتُهُ إِنْ عَلِمَ وَتَعَمَّدَ‪.‬‬

‫وَإِنْ رَكَعَ الْمَأْمُوْمُ مَعَ الإِمَام فَشَكَ هَلْ قَرَأَ الْفَاتِحَةَ أَوْ تَذَكَّرَ أَنَّهُ‬
‫وَتَدَارَكَ بَعْدَ سَلَامِ الإِمَامِ‬ ‫لَمْ يَقْرَأْهَا ؛ لَمْ يَجُزْ لَهُ الْعَوْدُ إِلَى الْقِيَامِ‪،‬‬
‫بَطَلَتْ صَلَاتُهُ؛ وَإِلَّا فَلَا فَلَوْ تَيَقَّنَ‬ ‫رَكْعَةً‪ ،‬فَإِنْ عَادَ عَالِمًا عَامِدًا ‪:‬‬
‫الْقِرَاءَةَ وَشَكٍّ فِي إِكْمَالِهَا ؛ فَإِنَّهُ لَا يُؤَكِّرُ‪.‬‬

‫وَهُوَ مَنْ لَمْ يُدْرِكُ مِنْ قِيَامِ الإِمَامِ قَدْرًا‬ ‫(وَلَوِ اشْتَغَلَ مَسْبُوْقٌ)‬
‫يَسَعُ الْفَاتِحَةَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْقِرَاءَةِ الْمُعْتَدِلَةِ‪ ،‬وَهُوَ ضِدُّ الْمُوَافَقِ‪ .‬وَلَوْ شَكَ‬
‫هَلْ أَدْرَكَ زَمَنًا يَسَعُهَا؟ تَخَلَّفَ لإِثْمَامِهَا وَلَا يُدْرِكُ الرَّكْعَةَ مَا لَمْ يُدْرِكْهُ‬

‫فلاتكن لما ذكرت آبِيَ‬ ‫عليه من فاتحة الكتاب‬


‫موافقا قد شك هذا ما رووا‬ ‫كذا إذا في كونه مسبوقا أو‬
‫عليه فاحفظنّ ما قد ضبطا (‪)۱‬‬ ‫أو كان تكبير الإمام اختلطا‬

‫«التحفة»‬ ‫في‬ ‫كذا‬ ‫إلخ)‬ ‫وَلَا يُدْرِكُ الرَّكْعَةَ مَا لَمْ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وإليه رجع شيخ الإسلام؛ واعتمد الخطيب و«م ر» [في‪« :‬النهاية»‬ ‫[‪]٣٤٨/٢‬‬

‫ذكرها الجمل على شرح المنهج ‪[ .٥٧٢/١‬عمار]‪.‬‬ ‫( ‪)۱‬‬


‫‪٤٧٢‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫كَتَعَوُّذِ وَافْتِتَاحِ ‪ ،‬أَوْ لَمْ يَشْتَغِلْ بِشَيْءٍ‪ ،‬بِأَنْ سَكَتَ‬ ‫فِي الرُّكُوعِ ‪( -‬بِسُنَّةِ)‬
‫وَهُوَ عَالِمٌ بِأَنَّ وَاجِبَهُ الْفَاتِحَةُ‪ ،‬أَوِ اسْتَمَعَ‬ ‫زَمَنًا بَعْدَ تَحَرُّمِهِ وَقَبْلَ قِرَاءَتِهِ‪،‬‬
‫قِرَاءَةَ الإِمَام ‪( :‬قَرَأَ) وُجُوْبًا مِنَ الْفَاتِحَةِ بَعْدَ رُكُوعِ الإِمَامِ‪ ،‬سَوَاءٌ أَعَلِمَ‬
‫سُجُوْدِهِ أَمْ لَا عَلَى الْأَوْجَهِ‪،‬‬ ‫أَنَّهُ يُدْرِكُ الإِمَامَ قَبْلَ [رَفْعِهِ مِنْ ][‪]١‬‬
‫(قَدْرَهَا) حُرُوْفًا فِي ظَنْهِ‪ ،‬أَوْ قَدْرَ زَمَن سُكُوْتِهِ؛ لِتَقْصِيْرِهِ بِعُدُولِهِ عَنْ‬
‫فَرْضِ إِلَى غَيْرِهِ[‪]۲‬‬

‫(وَعُذِرَ) مَنْ تَخَلَّفَ لِسُنَّةٍ كَبَطِيْءِ الْقِرَاءَةِ عَلَى مَا قَالَهُ الشَّيْخَانِ‬
‫فَيَتَخَلَّفُ وَيُدْرِكُ الرَّكْعَةَ‪ ،‬مَا لَمْ يُسْبَقْ بِأَكْثَرَ‬ ‫كَالْبَغَوِيِّ لِوُجُوْبِ التَّخَلُّفِ‪،‬‬
‫مِنْ ثَلَاثَةِ أَرْكَانِ [انظر‪« :‬الروضة» (‪ ،]۳۷۱/۱‬خِلَافًا لِمَا اعْتَمَدَهُ جَمْعٌ مُحَقِّقُوْنَ‬
‫مِنْ كَوْنِهِ غَيْرَ مَعْذُورٍ ؛ لِتَقْصِيرِهِ بِالْعُدُوْلِ الْمَذْكُوْرِ‪ ،‬وَجَزَمَ بِهِ شَيْخُنَا فِي‬

‫فيجري على ترتيب نفسه ويدرك‬ ‫والشَّهاب الرَّملي أنَّه كالموافق‪،‬‬ ‫‪]۲۲۷/۲‬‬
‫واعتمد‬ ‫الركعة ما لم يسبق بأكثر من ثلاثة أركان طويلة‪« .‬صُغرى»‪.‬‬
‫عبد الله بن عُمر بَامَخْرَمَةَ قال ‪ -‬وفاقًا لابن كَبّن ‪ -‬إنَّه كالمسبوق (‪.)۱‬‬
‫فتحصَّل أنَّ في المسألة ثلاثة آراء للمتأخرين‪.‬‬ ‫اهـ‪ .‬ابن قاضي‪.‬‬
‫(قوله‪ :‬جَزَمَ بِهِ شَيْخُنَا يعني مال إليه‪ ،‬قال الْكُرْدِيُّ في‬
‫«الصُّغرى»‪ :‬كلام «التحفة» يميل إلى ما ذكر ومال إليه الخطيب وم‬
‫‪6‬‬

‫إلى ‪.]١١٢‬‬ ‫وانظر‪« :‬الكُبرى»‬ ‫اهـ [‬ ‫وهو المعتمد ‪.‬‬ ‫ر»‪،‬‬

‫‪[ .٣٤٩/٢‬عمار]‪.‬‬ ‫ما بين معقوفتين زائد عما في «التحفة»‬ ‫[‪]١‬‬


‫عمَّار]‪.‬‬ ‫إِلَى نَفْلِ‪.‬‬ ‫من نُسخةٍ دون تصحيح ‪:‬‬ ‫القديمة»‬ ‫كُتب على هامش‬ ‫[‪]٢‬‬

‫«القلائد عن شيخه ‪[ .۱۳۷/۱‬عمار]‪.‬‬ ‫هو موافق لما نقله في ‪:‬‬ ‫)‪(۱‬‬


‫‪٤٧٣‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫‪٢١٥/١‬‬ ‫وما بعدها‪،‬‬ ‫الكبرى الفقهية»‬ ‫شَرْحِ الْمِنْهَاج [‪ ]٣٤٩/٢‬وَ(فَتَاوِيْهِ)‬


‫وما‬ ‫مَنْ عَبَّرَ بِعُذْرِهِ فَعِبَارَتُهُ مُؤَوَّلَةٌ [في‪« :‬التحفة»‬ ‫وما بعدها ثُمَّ قَالَ ‪:‬‬
‫فَاتَتْهُ الرَّكْعَةُ‪ ،‬وَلَا‬ ‫وَعَلَيْهِ ‪ :‬أَنَّهُ إِنْ لَمْ يُدْرِكِ الإِمَامَ فِي الرُّكُوعِ ‪:‬‬ ‫بعدها]‪.‬‬
‫لأَنَّهُ لَا يُحْسَبُ لَهُ ‪ -‬بَلْ يُتَابِعُهُ فِي هُوِيِّهِ لِلسُّجُوْدِ؛ وَإِلَّا بَطَلَتْ‬ ‫يَرْكَعُ ‪-‬‬
‫‪ .]٦٨/١‬ثُمَّ‬ ‫‪۲۷۷/۱‬؛ «فتح الوهاب»‬ ‫فتح الجواد»‬ ‫صَلَاتُهُ إِنْ عَلِمَ وَتَعَمَّدَ [انظر ‪:‬‬
‫وَالَّذِي يَتَّجِهُ أَنَّهُ يَتَخَلَّفُ لِقِرَاءَةِ مَا لَزِمَهُ حَتَّى يُرِيْدَ الإِمَامُ الْهُوِيَّ‬ ‫قَالَ ‪:‬‬

‫وعدم‬ ‫بأنَّ المراد بعذره عدم الكراهة(‪)1‬‬ ‫مُؤَوَّلَةٌ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫البطلان بتخلفه بأقل من ركنين قطعا ؛ لأنَّه كبطيء القراءة‪ ،‬كما في‬
‫«الفتح» قال عقبه وعليه فإذا لم يدركه إلا في هُوِيهِ للسجود‪:‬‬ ‫‪:‬‬

‫وإنَّما‬ ‫وَجَبَتْ متابعته ولا يركع ؛ وإلا بطلت صلاته إن علم وتعمَّد‪،‬‬
‫يتخلف للتّدارك إن ظنَّ أنَّه يدركه قبل سجوده؛ وإلا تابعه ـ وهو ما‬
‫وهو ما في‬ ‫وإن ظنَّ أنَّه يدركه في ركوعه؛ وإلا فارقه‪،‬‬ ‫قاله جَمْع ‪-‬‬
‫والذي يتَّجه أنَّه يتخلف لقراءة ما لزمه حتَّى يريد الإمام الْهُوِيَّ‬ ‫«الأُمِّ»‪،‬‬
‫ومنه‬ ‫اهـ بالحرفِ [‪.]٢٧٧/١‬‬ ‫وافقه فيه ؛ وإلّا فارقه‪.‬‬ ‫فإن كمل‪:‬‬ ‫للسجود‪،‬‬
‫تعلم ما في كلام الشارح الآتي الملفّق من كلام «التحفة» و«الفتح»‬
‫بغير انتظام‪.‬‬

‫إلخ) قد علمت من القولة التي قبل هذه‬ ‫وَالَّذِي يَتَّجِهُ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫كما يقتضيه‬ ‫لا من كلام «شرح المنهاج»‬ ‫أنَّ هذا من كلام «الفتح»‪،‬‬
‫صنيعه‪.‬‬

‫على المعتمد أنَّ التَّخلُّف بركن مكروه غير مبطل‪.‬‬ ‫عدم الكراهة) أي‪:‬‬ ‫(‪( )۱‬قوله ‪:‬‬
‫وعدم البطلان أي على الضَّعيف القائل بأنَّ التَّخلُّف بركن مبطل‪.‬‬ ‫(وقوله ‪:‬‬
‫‪.]٥٧٨/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫اهـ «جمل»‬
‫‪٤٧٤‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَافَقَهُ فِيْهِ وَلَا يَرْكَعُ ؛ وَإِلَّا بَطَلَتْ صَلَاتُهُ إِنْ عَلِمَ‬ ‫فَإِنْ كَمُلَ‪:‬‬ ‫لِلسُّجُوْدِ‪،‬‬
‫وَقَالَ شَيْخُنَا فِي‬ ‫فتح الجواد ‪.]۲۷۷/۱‬‬ ‫وَتَعَمَّدَ؛ وَإِلَّا فَارَقَهُ بِالنِّيَّةِ [في‪:‬‬
‫وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْمُتَأَخْرِيْنَ [أي‪:‬‬ ‫وَالأَقْرَبُ لِلْمَنْقُوْلِ الأَوَّلُ‪،‬‬ ‫شَرْحِ الإِرْشَادِ ‪:‬‬
‫‪.]٢٧٧/١‬‬ ‫فتح الجواد»‬

‫فَتَبْطُلُ صَلَاتُهُ [انظر‪« :‬شرح المنهج»‬ ‫أَمَّا إِذَا رَكَعَ بِدُوْنِ قِرَاءَةِ قَدْرِهَا ‪:‬‬
‫‪.[٦٨/١‬‬

‫وَفِي شَرْحِ الْمِنْهَاجِ لَهُ عَنْ مُعْظَم الأَصْحَابِ ‪ :‬أَنَّهُ يَرْكَعُ وَيَسْقُطُ‬
‫وَأَطَالُوا فِي‬ ‫وَاخْتِيْرَ‪ ،‬بَلْ رَبَّحَةَ جَمْعٌ مُتَأَخِّرُوْنَ‪،‬‬ ‫عَنْهُ بَقِيَّةُ الْفَاتِحَةِ‪،‬‬
‫الاسْتِدْلَالِ لَهُ ‪ ،‬وَأَنَّ كَلَامَ الشَّيْخَيْنِ يَقْتَضِيْهِ [‪.]٣٤٩/٢‬‬
‫فَهُوَ بِتَخَلَّفِهِ لِمَا لَزِمَهُ مُتَخَلِّفٌ بِعُذْرٍ‪.‬‬ ‫أَمَّا إِذَا جَهِلَ أَنَّ وَاجِبَهُ ذَلِكَ ‪:‬‬
‫‪.]٣٥٠/٢‬‬ ‫قَالَهُ الْقَاضِي [انظر‪« :‬التحفة»‬
‫فَإِنَّهُ إِذَا لَمْ يُتِمَّ الْفَاتِحَةَ لِاشْتِغَالِهِ‬ ‫وَخَرَجَ بِـ الْمَسْبُوْقِ الْمُوَافِقُ‪،‬‬
‫وَإِنْ لَمْ يَظُنَّ إِدْرَاكَ الْفَاتِحَةِ مَعَهُ؛ يَكُوْنُ كَبَطِيْءٍ‬ ‫بِسُنَّةٍ كَدُعَاءِ افْتِتَاحِ‪،‬‬
‫الْقِرَاءَةِ فِيْمَا مَرَّ بِلَا نِزَاع‪.‬‬
‫عَامِدًا عَالِمًا (بِـ) تَمَامِ (رُكْنَيْنِ‬ ‫(وَسَبْقُهُ) أَيْ الْمَأْمُوْمِ عَلَى إِمَامٍ)‬
‫لِلصَّلَاةِ؛ لِفُحْشِ الْمُخَالَفَةِ‪.‬‬ ‫فِعْلِيَّيْنِ) وَإِنْ لَمْ يَكُوْنَا طَوِيْلَيْنِ (مُبْطِلٌ)‬
‫مَثَلًا ‪-‬‬ ‫أَنْ يَرْكَعَ وَيَعْتَدِلَ ثُمَّ يَهْوِي لِلسُّجُوْدِ ‪-‬‬ ‫وَصُوْرَةُ التَّقَدُّم بِهِمَا ‪:‬‬
‫وَالإِمَامُ قَائِمٌ‪ ،‬أَوْ أَنْ يَرْكَعَ قَبْلَ الإِمَامِ فَلَمَّا أَرَادَ الْإِمَامُ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ‪،‬‬

‫الأَوَّلُ) أي‪ :‬إِنَّه يعذر في التَّخلُّف إلى ثلاثة أركان طويلة‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫كبطيء القراءة‪.‬‬

‫أورد‬ ‫إلخ) كذا في «التحفة»‬ ‫(قوله‪ :‬أَوْ أَنْ يَرْكَعَ قَبْلَ الإِمَامِ‪...‬‬
‫‪٤٧٥‬‬
‫المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫فَلَمْ يَجْتَمِعْ مَعَهُ فِي الرُّكُوعِ وَلَا فِي‬ ‫فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْفَعَ سَجَدَ‪،‬‬
‫الاعْتِدَالِ‬

‫لَكِنْ لَا يُعْتَدُّ لَهُ بِهِمَا‪،‬‬ ‫وَلَوْ سَبَقَ بِهِمَا سَهْوًا أَوْ جَهْلًا ‪ :‬لَمْ يَضُرَّ‪،‬‬
‫أَتَى بَعْدَ سَلَامِ‬ ‫فَإِذَا لَمْ يَعُدْ لِلإِثْيَانِ بِهِمَا مَعَ الإِمَامِ سَهْوًا أَوْ جَهْلًا‪:‬‬
‫إِمَامِهِ بِرَكْعَةٍ؛ وَإِلَّا أَعَادَ الصَّلَاةَ‪.‬‬
‫(وَ) سَبْقُهُ عَلَيْهِ عَامِدًا عَالِمًا (بِـ) تَمَام (رُكْنٍ فِعْلِيٌّ) كَأَنْ‬
‫بِخِلَافِ التَّخَلُّفِ بِهِ‪ ،‬فَإِنَّهُ مَكْرُوْهُ كَمَا‬ ‫رَكَعَ وَرَفَعَ وَالإِمَامُ قَائِمٌ حَرَامٌ)‬
‫يَأْتِي‪.‬‬

‫ورجحوا الأولى في «شرح‬ ‫الصورتين معًا ولم يرجّح منهما شيئًا‪،‬‬


‫ورجح «حج»‬ ‫المنهج» و«المغني» و«النهاية» قياسًا للتَّقدم على التَّأخُر‪،‬‬
‫الثَّانية في شُرُوح ‪« :‬الإرشاد» و«المختصر» و«العُباب»‪ ،‬وفي «الأسنى»‬
‫هي الأَوْلَى كُردي» [في‪« :‬الوسطى» ‪.]۲۱/۲‬‬
‫سبق المأموم‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫بالبناء للفاعل ‪-‬‬ ‫وَلَوْ سَبَقَ بِهِمَا )‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ويجب عليه العود‬ ‫لَكِنْ لَا يُعْتَدُّ لَهُ بِهِمَا) أي‪:‬‬ ‫الإمام بهما‪( .‬وقوله ‪:‬‬
‫كما يشير إليه قوله «فَإِذَا لَمْ‬ ‫إلى الإمام عند زوال السهو والجهل‪،‬‬
‫وما بعدها] و«الْبُرُأْسِي» ما‬ ‫على «حج» [‪٣٥٤/٢‬‬ ‫وفي سم»‬ ‫إلخ»‪،‬‬ ‫يَعُدْ ‪...‬‬
‫يوافقه‪.‬‬

‫(قوله ‪ :‬بِتَمَامِ رُكْنٍ) خرج به ما لو سبق ببعض ركن‪ ،‬كأن ركع‬


‫قبل الإمام ولحقة الإمام في الرُّكوع‪ ،‬فلا يحرم‪ ،‬وهذا معتمد ابن‬
‫حجر [في‪« :‬التحفة ‪]٣٥٥/٢‬؛ واعتمد في المغني» و«النهاية» [‪ ]٢٣٣/٢‬أنَّ‬
‫السبق بالبعض كالسبق بركن تام‪.‬‬

‫لا مبطل‪.‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫حَرَامٌ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫حالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٤٧٦٥‬‬

‫وَمَنْ تَقَدَّمَ بِرُكْنٍ ‪ :‬سُنَّ لَهُ الْعَوْدُ لِيُوَافِقَهُ إِنْ تَعَمَّدَ؛ وَإِلَّا تَخَيَّرَ بَيْنَ‬
‫الْعَوْدِ وَالدَّوَامِ‪.‬‬
‫وَكَذَا أَقْوَالٍ‬ ‫مُقَارَنَةُ الْمَأْمُوْمِ الإِمَامَ (فِي أَفْعَالٍ)‬ ‫(وَمُقَارَنَتُهُ) أَيْ ‪:‬‬
‫الإِمَامِ إِلَى فَرَاغِ رُكْنٍ)‪،‬‬ ‫كَتَخَلُّفٍ عَنْهُ) أَيْ ‪:‬‬ ‫غَيْرِ تَحَرُّمِ مَكْرُوْهَةٌ‪،‬‬
‫وَتَقَدُّمِ عَلَيْهِ بِابْتِدَائِهِ‪ .‬وَعِنْدَ تَعَمُّدِ أَحَدٍ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ تَفُوتُهُ فَضِيْلَةُ الْجَمَاعَةِ‪،‬‬
‫فَيَسْقُطُ إِثْمُ تَرْكِهَا أَوْ‬ ‫فَهِيَ جَمَاعَةٌ صَحِيْحَةٌ لَكِنْ لَا ثَوَابَ عَلَيْهَا‪،‬‬
‫انْتِفَاءُ الْفَضِيْلَةِ يَلْزَمُهُ الْخُرُوْجَ عَنِ الْمُتَابَعَةِ حَتَّى‬ ‫فَقَوْلُ جَمْعِ ‪:‬‬ ‫كَرَاهَتُهُ‪،‬‬
‫يَصِيْرَ كَالْمُنْفَرِدِ وَلَا تَصِحُ لَهُ الْجُمُعَةُ ؛ وَهُمْ كَمَا بَيَّنَهُ الزَّرْكَشِيُّ وَغَيْرُهُ‬
‫وَيَجْرِي ذَلِكَ فِي كُلِّ مَكْرُوْهِ مِنْ حَيْثُ‬ ‫انظر‪« :‬فتح الجواد ‪.]۲۷۲/۱‬‬
‫بِأَنْ لَمْ يُتَصَوَّرُ وُجُوْدُهُ فِي غَيْرِهَا‪.‬‬ ‫الْجَمَاعَةُ‪،‬‬

‫فَالسُّنَّةُ لِلْمَأْمُوْم أَنْ يَتَأَخَّرَ ابْتِدَاءُ فِعْلِهِ عَنِ ابْتِدَاءِ فِعْلِ الْإِمَامِ‪،‬‬
‫وَيَتَقَدَّمَ عَلَى فَرَاغِهِ مِنْهُ‪.‬‬

‫وَالأَكْمَلُ مِنْ هَذَا ‪ :‬أَنْ يَتَأَخَّرَ ابْتِدَاءُ فِعْلِ الْمَأْمُوْمِ عَنْ جَمِيعِ حَرَكَةِ‬

‫وإذا عاد‬ ‫ليركع معه مثلًا‪،‬‬ ‫إلخ) أي ‪:‬‬ ‫سُنَّ لَهُ الْعَوْدُ ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫يحسب‬ ‫والأقرب أنَّه‬ ‫فهل يحسب له ركوعه الأوَّل أو الثَّاني؟ فيه نظر‪،‬‬
‫ثُمَّ على حساب الأوَّل‬ ‫له ركوعه الأوّل إن اطمأَنَّ فيه ؛ وإِلَّا فالثَّاني‪،‬‬
‫لو ترك الطُّمأنينة في الثَّاني لم يضرَّ ‪ ،‬ولو لم يتَّفق له بعد عوده ركوع‬
‫حتَّى اعتدل الإمام فهل يعود ويركع لوجوبه عليه بفعل الإمام أو لا؛‬
‫لأنَّه كان لمحض ‪،‬المتابعة وفاتت فَأَشْبَهَ ما لو لم يتفق له سجود‬
‫فيسجد مع‬ ‫والأقرب الثاني‪،‬‬ ‫التلاوة مع إمام حتَّى قام؟ فيه نظر‪،‬‬
‫‪.]٢٣٢/٢‬‬ ‫الإمام‪ .‬اهـ ع ش على النهاية»‬
‫‪٤٧٧‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَلَا يَهْوِي‬ ‫وَلَا يَشْرَعَ حَتَّى يَصِلَ الإِمَامُ لِحَقِيْقَةِ الْمُنْتَقَلَ إِلَيْهِ‪،‬‬ ‫الإِمَامِ‪،‬‬
‫لِلرُّكُوعِ وَالسُّجُوْدِ حَتَّى يَسْتَوِيَ الإِمَامُ رَاكِعًا‪ ،‬أَوْ تَصِلَ جَبْهَتُهُ إِلَى‬
‫الْمَسْجِدِ‪.‬‬

‫وَلَوْ قَارَنَهُ بِالتَّحَرُّمِ أَوْ تَبَيَّنَ تَأَخُرُ تَحَرُّمِ الإِمَامِ؛ لَمْ تَنْعَقِدْ صَلَاتُهُ‪.‬‬
‫وَلَا‬ ‫وَلَا بَأْسَ بِإِعَادَتِهِ التَّكْبِيْرَ سِرًّا بِنِيَّةٍ ثَانِيَةٍ إِنْ لَمْ يَشْعُرُوا‪،‬‬
‫بِالْمُقَارَنَةِ فِي السَّلَامِ‪.‬‬
‫وَإِنْ سَبَقَهُ بِالْفَاتِحَةِ أَوِ التَّشَهُدِ ‪ -‬بِأَنْ فَرَغَ مِنْ أَحَدِهِمَا قَبْلَ شُرُوع‬
‫يَجِبُ الإِعَادَةُ مَعَ فِعْلِ الإِمَام أَوْ بَعْدَهُ ‪-‬‬ ‫وَقِيلَ ‪:‬‬ ‫لَمْ يَضُرَّ ‪،‬‬ ‫الإِمَام فِيْهِ ‪:‬‬
‫وَيُسَنُّ مُرَاعَاةُ هَذَا الْخِلَافِ‪،‬‬ ‫فَعَلَيْهِ ‪ :‬إِنْ لَمْ يُعِدْ بَطَلَتْ‪،‬‬ ‫وَهُوَ أَوْلَى ‪،‬‬
‫كَمَا يُسَنُ تَأْخِيْرُ جَمِيعِ فَاتِحَتِهِ عَنْ فَاتِحَةِ الإِمَام ‪ -‬وَلَوْ فِي أُوْلَيَيْ السِّرِّيَّةِ‬
‫وَلَوْ عَلِمَ أَنَّ إِمَامَهُ يَقْتَصِرُ عَلَى الْفَاتِحَةِ؛‬ ‫‪ -‬إِنْ ظَنَّ أَنَّهُ يَقْرَأُ السُّوْرَةَ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫لَزِمَهُ أَنْ يَقْرَأَهَا مَعَ قِرَاءَةِ الإِمَام [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫استثنى في «شرح‬ ‫حَتَّى يَصِلَ الإِمَامُ لِحَقِيْقَةِ الْمُنْتَقَلِ إِلَيْهِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫مسلم ما إذا علم من حاله أنه لو أخَّر إلى هذا الحد لرفع الإمام قبل‬
‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى» ‪.]٢٠/٢‬‬ ‫وهو ظاهر‪.‬‬ ‫سجوده‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫(قوله‪ :‬وَلَا بَأْسَ بِإِعَادَتِهِ أي الإمام‪ ،‬أي‪ :‬إذا كبَّر الإمام ثانيًا‬
‫خفية ‪ -‬لشكه في تكبيره مثلا ‪ -‬ولم يعلم المأموم به ‪ :‬لم يضر‪ ،‬ولم‬
‫يجب على المأموم إعادة الصَّلاة إذا علم بحال الإمام‪ .‬اهـ ع ش في‬
‫فصل في صفة الأئمة على «النهاية» ‪.]١٦٦/٢‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٧٨‬‬

‫(وَلَا يَصِحُ قُدْوَةٌ بِمَن اعْتَقَدَ بُطْلَانَ صَلَاتِهِ)؛ بِأَنِ ارْتَكَبَ مُبْطِلًا‬
‫كَشَافِعِيُّ اقْتَدَى بِحَنَفِيٌّ مَسَّ فَرْجَهُ دَوْنَ مَا إِذَا‬ ‫فِي اعْتِقَادِ الْمَأْمُوْم ‪،‬‬
‫افْتَصَدَ؛ نَظَرًا لِاعْتِقَادِ الْمُقْتَدِي ؛ لأَنَّ الإِمَامَ مُحْدِثُ عِنْدَهُ بِالْمَسِّ دُوْنَ‬
‫فَيَتَعَذَّرُ رَبْطُ صَلَاتِهِ بِصَلَاةِ الإِمَامِ؛ لأَنَّهُ عِنْدَهُ لَيْسَ فِي صَلَاةٍ‪.‬‬ ‫الْفَصْدِ‪،‬‬
‫وَلَوْ شَكَ شَافِعِيٌّ فِي إِثْيَانِ الْمُخَالِفِ بِالْوَاجِبَاتِ عِنْدَ الْمَأْمُوْمِ‪ :‬لَمْ‬
‫يُؤَفِّرْ فِي صِحَّةِ الاقْتِدَاءِ بِهِ؛ تَحْسِيْنَا لِلظَّنِّ بِهِ فِي تَوَفِّي الْخِلَافِ وَلَا‬
‫يَضُرُّ عَدَمُ اعْتِقَادِهِ الْوُجُوْبَ‪.‬‬
‫فَرْعٌ‪ :‬لَوْ قَامَ إِمَامُهُ لِزِيَادَةٍ كَخَامِسَةٍ وَلَوْ سَهْوًا ‪ :‬لَمْ يَجُزْ لَهُ‬
‫مُتَابَعَتُهُ وَلَوْ مَسْبُوْقًا‪ ،‬أَوْ شَاكًا في رَكْعَةِ‪ ،‬بَلْ يُفَارِقُهُ وَيُسَلِّمُ‪ ،‬أَوْ يَنْتَظِرُهُ‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫عَلَى الْمُعْتَمَدِ [انظر‪« :‬التحفة»‬
‫وَإِنْ بَانَ إِمَامًا‪.‬‬ ‫وَلَوِ احْتِمَالًا‪،‬‬ ‫قُدْوَةٌ بِمُقْتَدِ)‬ ‫(وَلَا)‬
‫وَخَرَجَ بـ «مُقْتَدِ» مَنِ انْقَطَعَتْ قُدْوَتُهُ‪ ،‬كَأَنْ سَلَّمَ الإِمَامُ فَقَامَ‬
‫مَسْبُوْقٌ فَاقْتَدَى بِهِ آخَرُ صَحَتْ‪ ،‬أَوْ قَامَ مَسْبُوْقُوْنَ فَاقْتَدَى بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ‬
‫صَحَتْ أَيْضًا عَلَى الْمُعْتَمَدِ؛ لَكِنْ مَعَ الْكَرَاهَةِ‪.‬‬

‫فهو معطوف على‬ ‫الإمام‪،‬‬ ‫أَوْ شَاكًا فِي رَكْعَةٍ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ناشئ عن عدم تأمل‪.‬‬ ‫فَعَظْفُ الْمُحَشِّي ذلك على «مَسْبُوْقًا»‬ ‫سَهْوا»‪،‬‬
‫صَحَتْ أَيْضًا أي في غير الجُمعة في الصُّورتين‪ ،‬أمَّا هي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫عند »«‪.‬حجت»»‪ ،،‬أما في الأُوْلَى ‪ :‬فتصحُ‬
‫وفي الثانية عند‬ ‫فلا مطلقا عند م ر ‪،‬‬
‫اهـ «كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫ولكن يكره الاقتداء بالمسبوق المذكور ‪.‬‬ ‫عنده‪،‬‬
‫بالمسبوق المذكور ‪ ،‬أي ‪ :‬في غير الجُمعة في الصُّورتين‪،‬‬ ‫‪ .]٩/٢‬فقوله‪:‬‬
‫خلافًا لِمَا فهمه الْمُحَشِّي منها؛ تأمَّل‪.‬‬ ‫كما هو أصل المسألة‪،‬‬
‫لَكِنْ مَعَ الْكَرَاهَةِ أي في الصورة الثانية فقط‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪EVA‬‬
‫‪٤٧٩‬‬ ‫جالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَهُوَ مَنْ يُخِلُّ بِالْفَاتِحَةِ أَوْ بَعْضِهَا‪،‬‬ ‫قُدْوَةُ قَارِئِ بِأُمِّي‪،‬‬ ‫(وَلَا)‬
‫أَوْ عَنْ إِخْرَاجِهِ عَنْ مَخْرَجِهِ‪،‬‬ ‫بِأنَ يَعْجِزَ عَنْهُ بِالْكُلِّيَّةِ ‪،‬‬ ‫وَلَوْ بِحَرْفٍ مِنْهَا‪،‬‬
‫وَإِنْ لَمْ يُمْكِنْهُ التَّعَلُّمُ وَلَا عَلِمَ بِحَالِهِ؛ لأَنَّهُ لَا‬ ‫أَوْ عَنْ أَصْلِ تَشْدِيدَةٍ‪،‬‬
‫يَصْلُحُ لِتَحَمُّلِ الْقِرَاءَةِ عَنْهُ لَوْ أَدْرَكَهُ رَاكِعًا‪.‬‬

‫وَيَصِحُ الاقْتِدَاءُ بِمَنْ يُجَوِّزُ كَوْنَهُ أُمِّيَّا إِلَّا إِذَا لَمْ يَجْهَرْ فِي جَهْرِيَّةِ‬
‫لَزِمَتْهُ الإِعَادَةُ‪ ،‬مَا لَمْ‬ ‫فَإِنِ اسْتَمَرَّ جَاهِلًا حَتَّى سَلَّمَ ‪:‬‬ ‫فَيَلْزَمُهُ مُفَارَقَتُهُ‪،‬‬
‫يَتَبَيَّنْ أَنَّهُ قَارِى‪.‬‬

‫وتَبِعَهُ‬ ‫‪،]١٦٨/٢‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫وهو الذي فهمه ع ش من عبارة «التحفة»‬


‫ويشير إليه عدول الشارح عنها إلى ما عبر‬ ‫الشيخ محمد صالح الرَّيْسُ‪،‬‬
‫وصرَّح به محشيها الْكَرْدِيُّ ـ بفتح الكاف‬ ‫به كالموضّح لها‪،‬‬
‫وعبد الحميد‬ ‫السَّيّد أحمد جمل الليل‪،‬‬ ‫منهم ‪:‬‬ ‫وفهم جَمْعٌ ‪-‬‬ ‫الْفَارِسِيُّ ‪،‬‬
‫الصورتين‪،‬‬ ‫الكراهة في‬ ‫من عبارة «التحفة»‬ ‫على التحفة)) [‪]۲۸۳/۲‬‬
‫فاتَّفقوا على إفادتها الكراهة في الصورتين‪،‬‬ ‫وأما عبارة «النهاية»‪:‬‬
‫بضمّ الكاف ـ الْعَرَبِيِّ اعتماده كما مرَّ‪.‬‬
‫‪-‬‬

‫وظاهر كلام الْكُرْدِي ‪-‬‬


‫كما في متن‬ ‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬لا تصحُ الصَّلاة خلف المسبوق‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫«التنوير» [ص ‪١٨‬‬

‫مَنْ يُخِلُّ بِالْفَاتِحَةِ أي لا يحسن حروفها كما مرَّ‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫نحو التَّشهد فلمن لا يُخِلُّ بذلك فيه الاقتداء بمن يُخِلُّ‬ ‫وخرج بها ‪:‬‬
‫خلافًا لِلْبِرْمَاوِيِّ [على «شرح‬ ‫‪.]٢٨٥/٢‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫ذلك فيه‪« .‬م ر»‪« .‬سم»‬
‫ابن قاسم ص ‪.]٩٧‬‬

‫وما بعدها ] ؛ خلافًا‬ ‫فَيَلْزَمُهُ مُفَارَقَتُهُ) كذا في التحفة [‪٢٨٤/٢‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وأنَّه‬ ‫المعتمد أنَّه لا يلزمه مفارقته‪،‬‬ ‫قال (سم‬ ‫لـ «المغني» و«النهاية»‪،‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٨٠‬‬

‫وَمَحَلُّ عَدَم صِحَّةِ الاقْتِدَاءِ بِالأُمِّيِّ ‪ :‬إِنْ لَمْ يَسْتَوِ الإِمَامُ وَالْمَأْمُوْمُ‬
‫الْحَرْفِ الْمَعْجُوْزِ عَنْهُ ‪ ،‬بِأَنْ أَحْسَنَهُ الْمَأْمُوْمُ فَقَدْ‪ ،‬أَوْ أَحْسَنَ كُلُّ‬
‫مِنْهُمَا غَيْرَ مَا أَحْسَنَهُ الآخَرُ‪.‬‬

‫وَأَلْتَعُ يُبْدِلُ حَرْفًا بِآخَرَ‪.‬‬ ‫أَرَتُ يُدْغِمُ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ بِإِبْدَالٍ‪،‬‬ ‫وَمِنْهُ ‪:‬‬
‫فَإِنْ أَمْكَنَهُ تَعَلُّمٌ وَلَمْ يَتَعَلَّمْ‪ :‬لَمْ تَصِحَ صَلَاتُهُ؛ وَإِلَّا صَحَّتْ‬
‫كَاقْتِدَائِهِ بِمِثْلِهِ‪.‬‬

‫وَلَاحِنٍ بِمَا لَا يُغَيِّرُ مَعْنِّى كَضَمٌ‬ ‫وَكُرِهَ اقْتِدَاءٌ بِنَحْوِ تَأْتَاءٍ وَفَأَفَاءِ‪،‬‬
‫نَعبُدُ‪.‬‬ ‫وَفَتْحِ دَالِ‬ ‫لِلَّهِ‬ ‫هاء‬

‫فَإِنْ لَحَنَ لَحْنًا يُغَيِّرُ الْمَعْنَى فِي الْفَاتِحَةِ كَـ أَنْعَمْتَ بِكَسْرِ أَوْ‬
‫ضَمِّ‪ :‬أَبْطَلَ صَلَاةَ مَنْ أَمْكَنَهُ التَّعَلَّمَ وَلَمْ يَتَعَلَّمْ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ بِقُرْآنِ‪ .‬نَعَمْ‪،‬‬
‫إِنْ ضَاقَ الْوَقْتُ ‪ :‬صَلَّى لِحُرْمَتِهِ وَأَعَادَ لِتَقْصِيرِهِ‪ ،‬قَالَ شَيْخُنَا ‪ :‬وَيَظْهَرُ أَنَّهُ‬

‫لزمته‬ ‫بوجوب الإعادة ـ حتَّى سلم‪:‬‬


‫‪-‬‬

‫إذا استمرَّ ولو مع العلم ‪ -‬أي‬


‫فَإِنِ‬ ‫‪( .]٢٨٤/٢‬وقوله ‪:‬‬ ‫على التحفة )‬ ‫م ر)‬ ‫ما لم يبن أنه قارئ ‪.‬‬ ‫الإعادة‪،‬‬
‫اسْتَمَرَّ) أي ‪ :‬الْمُؤْتَمُّ بالذي لم يجهر في الجهريَّة‪( .‬جَاهِلًا) أي‪ :‬بلزوم‬
‫المفارقة‪ ،‬أمَّا في السِّرِّيَّة فلا إعادة عليه ؛ عملا بالظاهر‪ ،‬ولا يلزمه‬
‫كما لا يلزمه البحث عن طهارة الإمام‪« .‬م ر» [في‪:‬‬ ‫البحث عن حاله‬
‫وفيما كَتَبَهُ الْمُحَشِّي هنا نوع مخالفة؛ فليحرَّر‪.‬‬ ‫‪.]١٧٠/٢‬‬ ‫«النهاية»‬
‫الْمُتَّقِيمَ بإبدال‬ ‫يُدْغِمُ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ بِإِبْدَالٍ كأن يقول ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫السين تاء وإدغامها في الثاء‬

‫الَّذِي‬ ‫والثاني‪:‬‬ ‫الَّذي يكرّر التّاء‪،‬‬ ‫تَأْتَاءٍ وَفَأَفَاءِ الأَوَّل ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الْوَأْوَاءُ وهو الذي يكرّر الواو‪.‬‬ ‫ومثلهما ‪:‬‬ ‫يكرّر الفاء‪،‬‬
‫‪٤٨١‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَلَمْ يَتَوَفَّفْ صِحَّةُ الصَّلَاةِ‬ ‫لَا يَأْتِي بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ ؛ لأَنَّهُ غَيْرُ قُرْآنٍ قَطعًا‪،‬‬
‫‪٢٨٦/٢‬‬ ‫انتهى [«التحفة»‬ ‫بَلْ تَعَمُّدُهَا وَلَوْ مِنْ مِثْلِ هَذَا مُبْطِلُ‪.‬‬ ‫حِيْنَئِذٍ عَلَيْهَا‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬

‫صَحَّتْ صَلَاتُهُ وَالْقُدْوَهُ بِهِ‪ ،‬إِلَّا إِذَا قَدَرَ وَعَلِمَ‬ ‫أَوْ فِي غَيْرِهَا ‪:‬‬
‫وَحَيْثُ بَطَلَتْ صَلَاتُهُ هُنَا يَبْطُلُ‬ ‫وَتَعَمَّدَ؛ لأَنَّهُ حِيْنَئِذٍ كَلَامٌ أَجْنَبِيٌّ ‪،‬‬
‫وَاخْتَارَ السُّبْكِيُّ‬ ‫كَمَا قَالَهُ الْمَاوَرْدِيُّ‪،‬‬ ‫لَكِنْ لِلْعَالِمِ بِحَالِهِ‪،‬‬ ‫به ‪،‬‬
‫الاقْتِدَاءُ‬

‫لَيْسَ لِهَذَا قِرَاءَةُ غَيْرِ الْفَاتِحَةِ؛ لأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِمَا‬ ‫مَا اقْتَضَاهُ قَوْلُ الإِمَامِ ‪-‬‬
‫‪.]٢٨٧/٢‬‬ ‫مِنَ الْبُطْلَانِ مُطلقًا [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫لَيْسَ بِقُرْآنٍ بِلَا ضَرُوْرَةٍ ‪-‬‬
‫كَأَنْ ظَنَّهُ‬ ‫(وَلَوِ اقْتَدَى بِمَنْ ظَنَّهُ أَهْلًا لِلإِمَامَةِ (فَبَانَ خِلَافُهُ)‬
‫قَارِنَا ‪ ،‬أَوْ غَيْرَ مَأْمُوْمِ‪ ،‬أَوْ رَجُلًا‪ ،‬أَوْ عَاقِلًا‪ ،‬فَبَانَ أُمِّيَّا‪ ،‬أَوْ مَأْمُوْمًا ‪ ،‬أَوِ‬
‫امْرَأَةً‪ ،‬أَوْ مَجْنُوْنًا ‪( :-‬أَعَادَ الصَّلَاةَ وُجُوْبًا ؛ لِتَقْصِيْرِهِ بِتَرْكِ الْبَحْثِ فِي‬
‫ذَلِكَ‪.‬‬

‫(لا) إِنِ اقْتَدَى بِمَنْ ظَنَّهُ مُتَطَهْرًا فَبَانَ ذَا حَدَثٍ وَلَوْ حَدَثًا أَكْبَرَ (أَوْ)‬
‫ذَا (خَبَثٍ) خَفِيٌّ وَلَوْ فِي جُمُعَةٍ إِنْ زَادَ عَلَى الأَرْبَعِيْنَ‪ :‬فَلَا تَجِبُ الإِعَادَةُ‬

‫فهو معطوف على قوله‬ ‫غير الفاتحة‪،‬‬ ‫أَوْ فِي غَيْرِهَا أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫«الْفَاتِحَةِ»‪.‬‬

‫فالمنصوب‬ ‫فَبَانَ أُمِّيَّا قيل ‪ :‬أنَّ «بَانَ) من أخوات «كان»‪،‬‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫والمتَّجه أنَّ المنصوب بعدها تمييز‬ ‫قال السُّيُوطِيُّ ‪:‬‬ ‫بعدها خبرها‪،‬‬
‫وردَّ الأوَّل بأنَّ أخوات «كان»‬ ‫محوّل عن الفاعل ؛ كطاب محمَّد نفسًا‪،‬‬
‫‪.]١٧٥/٢‬‬ ‫وليس هذا منها [انظر ‪ :‬ع ش على «النهاية»‬ ‫محصورة‪،‬‬
‫فإن بان في‬ ‫هذا إن بان بعد الفراغ من الصَّلاة‪،‬‬ ‫أَعَادَ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وجب استئنافها‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫أثنائها‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٨٢‬‬

‫وَمِنْ‬ ‫وَإِنْ كَانَ الإِمَامُ عَالِمًا ؛ لِانْتِفَاءِ تَقْصِيرِ الْمَأْمُوْمِ؛ إِذْ لَا أَمَارَةَ عَلَيْهِمَا‪،‬‬
‫فَيَلْزَمُهُ الإِعَادَةُ‬ ‫ثَمَّ حَصَلَ لَهُ فَضْلُ الْجَمَاعَةِ‪ .‬أَمَّا إِذَا بَانَ ذَا خَبَثٍ ظَاهِرٍ ‪:‬‬
‫وَإِنْ حَالَ بَيْنَ‬ ‫وَهُوَ مَا بِظَاهِرِ الثَّوْبِ‪،‬‬ ‫عَلَى غَيْرِ الأَعْمَى ‪ -‬؛ لِتَقْصِيْرِهِ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الإِمَام وَالْمَأْمُوْم حَائِلٌ وَالأَوْجَهُ فِي ضَبْطِهِ ‪ :‬أَنْ يَكُوْنَ بِحَيْثُ لَوْ تَأَمَّلَهُ‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫وَالْخَفِيُّ بِخِلَافِهِ [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫الْمَأْمُومُ رَآهُ‪،‬‬

‫قَاعِدَةٌ‪ :‬كُلُّ ما يوجب الإعادة إذا طرأ في الأثناء أو ظهر‪:‬‬


‫أَوْجَبَ الاستئناف‪ ،‬ولا يجوز الاستمرار مع نيَّة المفارقة؛ وكلُّ ما لا‬
‫يوجب الإعادة ممَّا يمنع صحة الاقتداء ابتداءً عند العلم إذا طرأ في‬
‫ويجوز الاستمرار مع نية‬ ‫لَا يُوْجِبُ ‪،‬الاستئناف‪،‬‬ ‫الأثناء أو ظهر ‪:‬‬
‫‪.]١٤٦/٢‬‬ ‫وعلى «الإقناع»‬ ‫على شرح المنهج ‪۳۱۰/۱۸‬‬ ‫المفارقة‪« .‬بُجَيْرِمِي»‬
‫(قوله‪ :‬عَلَى غَيْرِ الأَعْمَى) أمَّا الأعمى ومن في ظلمة‪ :‬فلا إعادة‬
‫عليهما مطلقًا عند ابن حجر واعتمد م ر عدم الفرق بين الأعمى‬ ‫‪6‬‬

‫‪.]١١/٢‬‬ ‫والبصير [انظر‪« :‬الوسطى»‬

‫«التحفة»‬
‫كذا في‬ ‫إلخ)‬ ‫(قوله ‪ :‬أَنْ يَكُوْنَ بِحَيْثُ لَوْ تَأَمَّلَهُ‪...‬‬
‫عن «م ر» و«زي» أنَّ الظَّاهرة هي‬ ‫والَّذي نَقَلَهُ ق ل»‬ ‫و «النّهاية»‪،‬‬
‫‪.]١١/٢‬‬ ‫والخفيَّة هي الحُكْميَّة‪ .‬اهـ [انظر‪« :‬الوسطى»‬ ‫العينيَّة‪،‬‬

‫والتَّخرُّق في‬ ‫إلخ) في «الإيعاب»‪:‬‬ ‫بِحَيْثُ لَوْ تَأَمَّلَهُ‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫وما‬ ‫ساتر العورة كالخبث فيما ذُكِرَ من التَّفصيل ‪ .‬اهـ [انظر‪« :‬الكُبرى»‬
‫بعدها‪ .‬وفي النهاية» عن والده لو سجد على كُمِّهِ الَّذي يتحرَّك‬
‫بحركته ‪ :‬لزم المأموم الإعادة إن كان بحيث لو تأمل إمامه أبصر ذلك؛‬
‫اهـ [‪.]١٧٨/٢‬‬ ‫وإلا فلا‪.‬‬
‫بحيث لو تأمله المأموم لم يره‪،‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وَالْخَفِيُّ بِخِلَافِهِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪٤٨٣‬‬
‫يدينعلىفتحالمعين‬

‫وَصَحَّحَ النَّوَوِيُّ فِي التَّحْقِيقِ عَدَمَ وُجُوْبِ الإِعَادَةِ مُطْلَقًا اص‬


‫إلى ‪١١٣‬؛ وانظر‪« :‬النهاية»‬ ‫‪)۱۰٨/٤‬‬ ‫المجموع )‬ ‫وما بعدها؛ وقد فصل المسألة في‬ ‫‪٢٧٠‬‬
‫‪.[۱۷۷/۲‬‬

‫وَقَائِم‬ ‫(وَصَحَ اقْتِدَاءُ سَلِيْمٍ بِسَلِسِ لِلْبَوْلِ أَوِ الْمَذْي أَوِ الضُّرَاطِ‪،‬‬
‫يَلْزَمُهُ إِعَادَةُ‪.‬‬ ‫وَمُتَوَفِّيْ بِمُتَيَمِّمٍ‬ ‫بِقَاعِدِ‪،‬‬
‫وَإِنْ لَمْ يُوْجَدْ أَحَدٌ‬ ‫كَرَافِضِيِّ ‪-‬‬ ‫(وَكُرِهَ اقْتِدَاءٌ بِفَاسِقِ وَمُبْتَدِع)‬
‫سِوَاهُمَا‪ ،‬مَا لَمْ يَخْشَ فِتْنَةً وَقِيْلَ ‪ :‬لا يَصِحُ الاقْتِدَاءُ بِهِمَا‪.‬‬

‫لَكِنَّهُ خِلَافُ‬ ‫وَكُرِهَ أَيْضًا اقْتِدَاءٌ بِمُوَسْوَسٍ وَأَقْلَفَ؛ لَا بِوَلَدِ الزِّنَى‪،‬‬
‫الأَوْلَى‪.‬‬

‫وواضح أنَّ التفصيل إنَّما هو في‬ ‫ففي «الإيعاب ‪:‬‬ ‫فدخل فيه الحُكْميَّة‪،‬‬
‫اهـ‬ ‫فلا تقصير فيه مطلقا‪.‬‬ ‫الخبث العيني دون الحُكْمي؛ لأنَّه لا يُرَى‪،‬‬
‫‪.]١٧٨/٢‬‬ ‫[نقله «ع ش على النهاية»‬

‫فلا يكره‬ ‫ولا بصبي مميز وعبد‪،‬‬ ‫(قوله ‪ :‬لَا بِوَلَدِ الزِّنَى) أي ‪:‬‬
‫الاقتداء بهم‪ ،‬خلافا للثلاثة في الصَّبي حيث قالوا‪ :‬لا يصح الاقتداء‬
‫والبالغ أَوْلَى‬ ‫واختلفت الرواية عنهم في النَّفل‪،‬‬ ‫بالصَّبي في الفرض‪،‬‬
‫وتصح‬ ‫وكره أبو حنيفة إمامة العبد‪،‬‬ ‫بالإمامة من الصَّبي بلا خلاف‬
‫إمامة الأعمى بلا كراهة بالاتفاق إلَّا أنَّ البصير أولى منه عند أبي‬
‫‪.[٦٣‬‬ ‫ص‬ ‫حنيفة [انظر‪« :‬رحمة الأُمَّة»‪.‬‬
‫وغير من وجد[ه]‬ ‫لَكِنَّهُ خِلَافُ الأَوْلَى أي لغير مثله‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫على «تحفة الطلاب»‬ ‫كما في ش ق»‬ ‫فلا بأس به‪،‬‬ ‫قد أحرم أمَّا لهما‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪٢٧٣/١‬‬
‫‪٤٨٤‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَاخْتَارَ السُّبْكِيُّ وَمَنْ تَبِعَهُ انْتِفَاءَ الْكَرَاهَةِ إِذَا تَعَذَّرَتِ الْجَمَاعَةُ إِلَّا‬
‫وَجَزَمَ شَيْخُنَا بِأَنَّهَا‬ ‫بَلْ هِيَ أَفْضَلُ مِنَ الانْفِرَادِ‪،‬‬ ‫خَلْفَ مَنْ تُكْرَهُ خَلْفَهُ‪،‬‬
‫وَقَالَ‬ ‫‪.]٢٥٤/٢‬‬ ‫بَل الانْفِرَادُ أَفْضَلُ مِنْهَا [في‪« :‬التحفة»‬ ‫لَا تَزُولُ حِيْنَئِذٍ‪،‬‬
‫وَالأَوْجَهُ عِنْدِي مَا قَالَهُ السُّبْكِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى [انظر ‪:‬‬ ‫بَعْضُ أَصْحَابِنَا ‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪١٤٢/٢‬‬ ‫«النهاية‬

‫وَعُذْرُ الْجَمَاعَةِ‬ ‫تَتِمَّةٌ فِي بَيَانِ أَعْذَارِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ]‪:‬‬


‫كَالْجُمُعَةِ‪:‬‬

‫ﷺ أَمَرَ بِالصَّلَاةِ فِي الرِّحَالِ‬‫مَطَرٌ يَبْلُ ثَوْبَهُ لِلْخَبَرِ الصَّحِيحِ ‪ :‬أَنَّهُ‬


‫بِخِلَافِ مَا لَا يَبُلُّهُ‪.‬‬ ‫‪،]١٠٥٩‬‬ ‫يَوْمَ مَطَرٍ لَمْ يَبُلُّ أَسْفَلَ النِّعَالِ [أبو دواد رقم ‪:‬‬
‫قَطْرُ الْمَاءِ مِنْ سُقُوْفِ الطَّرِيقِ عُذْرٌ وَإِنْ لَمْ يَبُلُّهُ؛ لِغَلَبَةِ نَجَاسَتِهِ أَوِ‬ ‫نَعَمْ‪،‬‬
‫اسْتِقْدَارِهِ‪.‬‬

‫وَوَحَلٌ لَمْ يَأْمَنْ مَعَهُ التَّلْوِيْثَ بِالْمَشْيِ فِيْهِ أَوِ الزَّلَقَ‪.‬‬


‫وَبَرْدٌ شَدِيدٌ‪.‬‬ ‫وَحَرٌّ شَدِيدٌ وَإِنْ وَجَدَ ظِلَّا يَمْشِي فِيْهِ‪.‬‬

‫وَظُلْمَةٌ شَدِيْدَةٌ بِاللَّيْلِ‪.‬‬

‫تَتِمَّةٌ فِي بَيَانِ أَعْذَارِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ ‪:‬‬


‫يبل الثّوب‪.‬‬ ‫بِخِلَافِ مَا لَا يَبُلُّه) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وَحَرٌّ شَدِيدٌ) يفيد أنَّه عذر مطلقًا‪ ،‬وهو ما اعتمده في‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وما‬ ‫بكونه ظهرًا [‪٢٧١/٢‬‬ ‫وما بعدها]؛ وقيَّده في «التحفة»‬ ‫(النهاية) [‪١٥٦/٢‬‬
‫بعدها]‪.‬‬
‫‪٤٨٥‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَمَشَقَّةُ مَرَضِ وَإِنْ لَمْ تُبِحِ الْجُلُوْسَ فِي الْفَرْضِ‪ ،‬لَا صُدَاعٌ يَسِيرٌ‪.‬‬
‫فَتُكْرَهُ الصَّلَاةُ مَعَهَا‬ ‫وَمُدَافَعَةُ حَدَثٍ مِنْ بَوْلٍ أَوْ غَائِطِ أَوْ رِيْحٍ‪،‬‬
‫وَإِنْ خَافَ فَوْتَ الْجَمَاعَةِ لَوْ فَرَّغَ نَفْسَهُ ‪ ،‬كَمَا صَرَّحَ بِهِ جَمْعٌ [انظر‪« :‬فتح‬
‫وَمَحَلُّ مَا ذُكِرَ فِي‬ ‫وَحُدُوْتُهَا فِي الْفَرْض لَا يُجَوِّزُ قَطْعَهُ‪،‬‬ ‫الجواد ‪،٢٥٨/١‬‬
‫هَذِهِ ‪ :‬إِنِ اتَّسَعَ الْوَقْتُ بِحَيْثُ لَوْ فَرَّغَ نَفْسَهُ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ كَامِلَةً ؛ وَإِلَّا‬
‫حَرُمَ التَّأْخِيْرُ لِذَلِكَ‪.‬‬

‫وَفَقْدُ لِبَاسِ لَائِقِ بِهِ وَإِنْ وَجَدَ سَاتِرَ الْعَوْرَةِ‪.‬‬


‫وَسَيْرُ رِفْقَةٍ لِمُرِيْدِ سَفَرٍ مُبَاحِ وَإِنْ أَمِنَ لِمَشَقَّةِ اسْتِيْحَاشِهِ‪.‬‬
‫وَخَوْفٌ‬ ‫وَخَوْفُ ظَالِمٍ عَلَى مَعْصُوْمِ مِنْ عِرْضِ أَوْ نَفْسٍ أَوْ مَالٍ‪.‬‬
‫مِنْ حَبْسِ غَرِيْمٍ مُعْسِرٍ‪.‬‬
‫وَحُضُوْرُ مَرِيْضِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ نَحْوَ قَرِيْبٍ بِلَا مُتَعَهْدِ لَهُ‪ ،‬أَوْ كَانَ‬

‫وَمُدَافَعَةُ حَدَثٍ بالرفع عطف على «مطر»‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫وإذا كرهت‬ ‫أي‪:‬‬ ‫مع المدافعة‪،‬‬ ‫فَتُكْرَهُ الصَّلَاةُ مَعَهَا أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فالجماعة أولى كما مرَّ‪.‬‬ ‫الصَّلاة‬

‫وَإِلَّا حَرُمَ التَّأْخِيْرُ) أي‪ :‬ما لم يخش من كتم ذلك‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ضررًا؛ وإلا فرَّغ نفسه وإن خشي خروج الوقت‪.‬‬

‫أو له متعهد وكان نحو قريب‬ ‫أي‪:‬‬ ‫إلخ)‬ ‫أَوْ كَانَ ‪.‬‬ ‫(قوله ‪::‬‬

‫فكان عليه‬ ‫فتح الوهَّاب ‪،]٦١/١‬‬ ‫كما تفيده عبارة غيره [أي ‪:‬‬ ‫محتضرًا‪،‬‬
‫وهو كل قريب‬ ‫الزوجة والصهر‪،‬‬ ‫زيادة واو قبل «كان»؛ ومثل القريب ‪:‬‬
‫والمعتق والعتيق ؛ وكالخوف‬ ‫والأستاذ‬ ‫والصَّديق‪،‬‬ ‫والمملوك‪،‬‬ ‫لها‪،‬‬
‫على نحو خبز في تَنُّور ولا متعهد له غيره‪.‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٨٦‬‬

‫نَحْوَ قَرِيْبٍ مُحْتَضَرًا ‪ ،‬أَوْ لَمْ يَكُنْ مُحْتَضَرًا لَكِنْ يَأْنَسُ بِهِ‪.‬‬
‫وَغَلَبَةٌ نُعَاسِ عِنْدَ انْتِظَارِهِ لِلْجَمَاعَةِ‪.‬‬

‫وَشِدَّةٌ جُوْعِ وَعَطَشِ‪.‬‬


‫وَعَمِّى حَيْثُ لَمْ يَجِدْ قَائِدًا بِأَجْرَةِ الْمِثْلِ وَإِنْ أَحْسَنَ الْمَشْيَ‬
‫بِالْعَصَا‪.‬‬

‫وَإِثْمَهُ‬ ‫تَنْبِيْهُ ‪ :‬إِنَّ هَذِهِ الأَعْذَارَ تَمْنَعُ كَرَاهَةَ تَرْكِهَا حَيْثُ سُنَّتْ‪،‬‬
‫كَمَا قَالَ النَّوَوِيُّ فِي‬ ‫وَلَا تَحْصُلُ فَضِيْلَةُ الْجَمَاعَةِ‪،‬‬ ‫حَيْثُ وَجَبَتْ ‪،‬‬
‫وَاخْتَارَ غَيْرُهُ مَا عَلَيْهِ جَمْعٌ مُتَقَدِّمُوْنَ مِنْ حُصُوْلِهَا‬ ‫الْمَجْمُوع [‪]٧١/٤‬‬
‫‪.]۲۷۷/۲‬‬ ‫إنْ قَصَدَهَا لَوْلَا الْعُذْرُ [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫كون إمامها ممن يكره الاقتداء به‬ ‫ومن أعذار الجُمُعة والجماعة ‪:‬‬
‫أو عدم اعتقاد وجوب بعض الأركان أو‬ ‫أو فسق‪،‬‬ ‫لبدعة لا تكفر‪،‬‬
‫الشروط وإن أتى بها‪ ،‬أو كونه يوسوس وسوسة ظاهرة‪ ،‬أو معروفًا‬
‫أو سريع القراءة‬ ‫بالتساهل في الطَّهارة‪ ،‬أو أقلف أو تأتاء‪ ،‬أو فأفاء‪،‬‬
‫‪،‬‬

‫أو‬ ‫الخشوع‪،‬‬ ‫معه‬


‫أو يطوّل تطويلا يزول‬ ‫بحيث لا تدرك معه الفاتحة‪،‬‬
‫ونحو‪:‬‬ ‫أو شكّ في ملك بانيه‪،‬‬ ‫كون المسجد بني من مال خبيث‪،‬‬
‫وزفاف حليلته في‬ ‫وتجهيز ميت‬ ‫وإنشاد ضَالَّة‬ ‫زلزلة وصواعق‪،‬‬
‫وكونه متّهما بأمر ما بأن كان خروجه يشق عليه كمشقة‬ ‫مغرب وعشاء‪،‬‬
‫وليس كل الأعذار تذكر‪،‬‬ ‫بلل الثَّوب بالمطر ؛ إذ ذاك ضابط العذر‪،‬‬
‫للسَّيِّد عبد الرَّحمن‬ ‫اهـ من «مختصر فتاوى الأَشْخَرِ»‬ ‫كما قاله الْغَزَالِيُّ‪.‬‬
‫ص ‪.]١١٤‬‬ ‫بغية المسترشدين»‬ ‫مشهور [أي‪:‬‬

‫حيث لم تتأت الجماعة في‬ ‫تَمْنَعُ كَرَاهَةَ تَرْكِهَا أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪٤٨٧‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫يُسْتَحَبُّ لِمَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ بِلَا عُذْرِ أَنْ يَتَصَدَّقَ‬ ‫قَالَ فِي الْمَجْمُوع»‬
‫‪.]١١٣٧٢‬‬ ‫وَغَيْرِهِ [النسائي رقم ‪:‬‬ ‫‪]۱۰۵۳‬‬ ‫بِدِينَارٍ أَوْ نِصْفِهِ ؛ لِخَبَرِ أَبِي دَاوُدَ [رقم‪:‬‬

‫(فضل)‬

‫في صَلَاةِ الْجُمُعَةِ‬

‫بيته؛ وإلا فلا يسقط عنه الطلب وإن حصل الشّعار بغيره؛ لكراهة‬
‫‪.]١٦٢/٢‬‬ ‫[في‪« :‬النهاية»‬ ‫م ر‬ ‫انفراده‪.‬‬

‫وفي رواية لِلْبَيْهَقِيُّ‪« :‬بِدِرْهَم أَوْ نِصْفِ‬ ‫بِدِينَارٍ أَوْ نِصْفِهِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫دِرْهَم‪ ،‬أَوْ صَاعِ أَوْ مُدِّ؛ وفي الأخرى لابن ماجه مرسل «أَوْ صَاعِ‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫حِنْطَةٌ أَوْ نِصْفِ صَاعِ»‪« .‬زواجر» [‪٣٢٨/١‬‬

‫فَضل‬

‫في صَلَاةِ الْجُمُعَةِ‬

‫وأُخرى‬ ‫أي‪ :‬من حيث ما تميّزت به من اشتراط أمور لصحتها‪،‬‬

‫فليتصدق‬ ‫ورُوِيَ ‪:‬‬ ‫وهو حديث ضعيف الإسناد مضطرب منقطع‪،‬‬ ‫قال عقبه‬ ‫[‪]١‬‬
‫بدرهم أو نصف درهم‪ ،‬أو صاع حنطة أو نصف صاع»‪ ،‬وفي رواية‪« :‬مد أو‬
‫نصف مد واتَّفقوا على ضعفه‪ ،‬وأما قول الحاكم‪ :‬إنه حديث صحيح؛‬
‫اهـ ‪[ .٣١٩/٤‬عمار]‪.‬‬ ‫فإنَّه متساهل‪.‬‬ ‫فمردود‪،‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٤٨٨‬‬

‫وَفُرِضَتْ بِمَكَّةَ؛ وَلَمْ تُقَمْ‬ ‫هِيَ فَرْضُ عَيْنٍ عِنْدَ اجْتِمَاعِ شَرَائِطِهَا‪،‬‬
‫ﷺ مُسْتَخْفِيًا فِيْهَا‪.‬‬‫بِهَا لِفَقْدِ الْعَدَدِ؛ أَوْ لأَنَّ شِعَارَهَا الإِظْهَارُ وَكَانَ‬

‫ويومها أفضل أيَّام الأسبوع‪،‬‬ ‫وكيفيَّة لأدائها وتوابع لذلك‪،‬‬ ‫للزومها‪،‬‬


‫وفضَّل كثير من الصحابة ليلته على‬ ‫بل عند أحمد أفضل من يوم عرفة‪،‬‬
‫النَّار‪،‬‬
‫يعتق الله فيه ستّ مئة ألف عتيق من‬ ‫ليلة القدر‪ ،‬وفي الخبر‪:‬‬
‫من مات فيه كُتب له أجر شهيد ووقي فتنة القبر» [انظر‪« :‬فيض القدير»‬
‫والجُمعة‬ ‫وما بعدها]‪،‬‬ ‫‪۱۹۹/۵‬؛ کشف الخفاء ‪۲۸۰/۲‬‬ ‫‪،۳۹٥/٥‬‬ ‫وما بعدها‪،‬‬ ‫‪٤٨١/٢‬‬
‫من خواص هذه الأُمَّة‪ ،‬وفي الجديد أنَّ صلاتها مستقلة‪ ،‬لا ظهر‬
‫مقصورة؛ لأنَّه لا يُغني عنها ؛ ولقول عُمر إِنَّها تمام غير قصر على‬
‫وهي كغيرها في‬ ‫وهي ركعتان‪،‬‬ ‫‪،]١٠٦٤‬‬ ‫لسان نبيكمﷺ [ابن ماجه‪:‬‬
‫وتتميز بما يأتي‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٣٨١‬‬ ‫الأركان والشروط والآداب‪،‬‬

‫وهي بتثليث الميم ‪،‬وإسكانها والضَّمُّ أفصح‪« .‬تحفة» [‪]٤٠٥/٢‬‬


‫ونهاية» [‪ .]٢٨٢/٢‬زاد بعضهم والكسر أضعف‪ .‬وفي «المصباح»‪:‬‬
‫فالسكون‬ ‫الجمعة بسكون الميم اسم لأيَّام الأسبوع [ ص ‪ .]٤٢‬وعليه ‪:‬‬
‫مشترك بين يوم الجمعة وأيَّام الأسبوع‪.‬‬
‫والقول بأنَّها‬ ‫فَرْضُ عَيْنِ في باب الرِّدَّة من «التحفة»‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫اهـ [بل في باب حكم تارك الصلاة ‪.]٨٥/٣‬‬ ‫فرض كفاية شَاةٌ لا يعوّل عليه‪.‬‬
‫اتَّفق العلماء على أنَّ صلاة‬ ‫وفي رحمة الأُمَّة وتَبعَهُ فى «الميزان»‪:‬‬
‫وغَلَّطُوا من قال هي فرض كفاية‪.‬‬ ‫الجُمُعة فرض واجب على الأعيان‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫القول‬
‫كَالْبُجَيْرِمِي ‪-‬‬ ‫ومنه تعلم ما في حكاية الْمُحَشّي ‪-‬‬ ‫اهـ [ص ‪.]٧٠‬‬
‫سبقهما إلى ذلك الْمَحَلِّيُّ على‬ ‫فإن قُلْتَ‪:‬‬ ‫بأنَّها فرض كفاية‪،‬‬
‫في شرحه المذكور لحكاية الأقوال‬ ‫متصد‬ ‫هو‬ ‫المنهاج»؛ قُلْتُ ‪:‬‬
‫كما يُعلم من قواعد الاصطلاح؛ فلا تَغْفُل‪.‬‬ ‫المعمول بها وغيرها‪،‬‬
‫‪٤٨٩‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَأَوَّلُ مَنْ أَقَامَهَا بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ أَسْعَدُ بنُ زُرَارَةَ بِقَرْيَةٍ عَلَى‬
‫مِيْلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ‪.‬‬
‫وَصَلَاتُهَا أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ‪.‬‬

‫وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ ؛ لِاجْتِمَاعِ النَّاسِ لَهَا ؛ أَوْ لأَنَّ آدَمَ اجْتَمَعَ فِيْهَا مَعَ‬
‫فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ جَمْعًا‪.‬‬ ‫حَوَّاءَ مِنْ مُزْدَلِفَةَ‪،‬‬

‫بَالِغِ عَاقِلِ ذَكَرٍ حُرِّ)‪ ،‬فَلَا‬ ‫تَجِبُ جُمُعَةٌ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ) أَيْ ‪:‬‬
‫بِمَحَلِّ‬ ‫تَلْزَمُ عَلَى أُنْثَى وَخُنْثَى وَمَنْ بِهِ رِقٌ وَإِنْ كُوْتِبَ؛ لِنَقْصِهِ‪( ،‬مُتَوَطِّنٍ)‬
‫لَا يُسَافِرُ مِنْ مَحَلِّ إِقَامَتِهَا صَيْفًا وَشِتَاءَ إِلَّا لِحَاجَةٍ كَتِجَارَةٍ‬ ‫الْجُمُعَةِ‪،‬‬
‫وَزِيَارَةٍ‪( ،‬غَيْرِ مَعْذُوْرٍ بِنَحْوِ مَرَضِ مِنَ الْأَعْذَارِ الَّتِي مَرَّتْ فِي‬
‫فَلَا تَلْزَمُ عَلَى مَرِيْضٍ إِنْ لَمْ يَحْضُرْ بَعْدَ الزَّوَالِ مَحَلَّ‬ ‫الْجَمَاعَةِ‪،‬‬

‫لا من شروط‬ ‫هذا من شروط الصحة‪،‬‬ ‫مُتَوَطِّن)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫الوجوب؛ فكان عليه تأخيره وتبديله هنا بـ «مقيم»‪.‬‬
‫(قوله‪ :‬الَّتِي مَرَّتْ فِي الْجَمَاعَةِ) أي‪ :‬مما يمكن مجيئه هنا‪ ،‬لا‬
‫والريح ليس بعذر‬ ‫كالريح بالليل؛ لأنَّ الجُمُعة لا تكون إلا نهارا‪،‬‬
‫ولو اجتمع في الحبس أربعون‪:‬‬ ‫فلا يتأتى مجيئه هنا‪،‬‬ ‫إلَّا ليلًا‪،‬‬
‫لزوم الجُمُعة لهم؛ لأنَّ تعدُّد الجُمعة‬ ‫فالقياس ‪ -‬كما قال الإِسْنَوِيُّ ‪-‬‬
‫فعند تعذره بالكُلِّيَّة أَوْلَى‪ .‬اهـ ملخصا‪،‬‬ ‫يجوز عند عسر الاجتماع‪،‬‬
‫للخطيب؛ وخالف في «التَّحفة» ومال ‪ -‬تَبَعًا لِلسُّبْكِي‬ ‫ونحوه «المغني»‬
‫‪ -‬إلى أنَّها لا تجزئهم ثُمَّ قال‪ :‬ولو قيل‪ :‬لو لم يكن في البلد‬
‫وفي «التحفة»‪ :‬لعلَّ‬ ‫وأمكنهم إقامتها بمحَلَّهم لزمتهم لم يَبْعُدْ‪،‬‬ ‫غيرهم‬
‫حلف غيره عليه أن لا يصليها لخشيته عليه‬ ‫العذر‪:‬‬ ‫الأقرب أنَّ‬
‫من‬

‫لكن المحلوف عليه لم يخشه‪ ،‬إن عُذِرَ في‬ ‫محذورًا لو خرج إليها‪،‬‬
‫تري المستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٩٠‬‬

‫وَتَنْعَقِدُ بِمَعْذُورٍ‪.‬‬ ‫إِقَامَتِهَا‪،‬‬


‫كَمَنْ أَقَامَ‬ ‫بِمَحَلِّ إِقَامَتِهَا غَيْرِ مُتَوَطِّنٍ‪،‬‬ ‫تَجِبُ عَلَى مُقِيْمٍ)‬ ‫(وَ)‬
‫بِمَحَلِّ جُمُعَةٍ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ فَأَكْثَرَ وَهُوَ عَلَى عَزْمِ الْعَوْدِ إِلَى وَطَنِهِ وَلَوْ بَعْدَ‬
‫بِمَحَلِّ يَسْمَعُ مِنْهُ النَّدَاءَ وَلَا يَبْلُغُ‬ ‫وَعَلَى مُقِيْمٍ [مُتَوَطِّنِ‬ ‫مُدَّةٍ طَوِيْلَةٍ‪،‬‬

‫اهـ «كُردي» [في‪:‬‬ ‫ظَنّه الباعث له على الحلف لشهادة قرينة به‪.‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪٣٦/٢‬‬ ‫«الوسطى‬

‫وَتَنْعَقِدُ بِمَعْذُوْرٍ) أي‪ :‬إذا تكلَّف الحضور‪ .‬وفي «الغُرر»‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫والْكُرْدِي» و«بشرى الكريم والعبارة له والنَّاس في الجُمُعة سِتَّة‬
‫أقسام‪ ]١[ :‬من تلزمه وتنعقد به وتصح منه‪ ،‬وهو‪ :‬من اجتمعت‬
‫ومن لا تلزمه ولا تنعقد به‬ ‫الشُّروط المذكورة فيه ولا عذر له‪]٢[ .‬‬
‫ومن لم‬ ‫وامرأة‪،‬‬ ‫وصبي‪،‬‬ ‫ومسافر‪،‬‬ ‫وهو من فيه رِقٌ‪،‬‬ ‫وتصح منه‪،‬‬
‫وهو‪ :‬من له‬
‫عذر‬
‫يسمع‬ ‫ومن لا تلزمه وتنعقد به‪،‬‬ ‫النداء‪]٣[ .‬‬
‫ومن لا‬ ‫المرتد‪]٥[ .‬‬ ‫وهو‪:‬‬ ‫ومن تلزمه ولا تصحُ منه‪،‬‬ ‫كمريض‪]٤[ .‬‬
‫وغير‬ ‫تلزمه ولا تصح منه ولا تنعقد ‪،‬به وهو الكافر الأصلي‪،‬‬
‫المقيم غير‬ ‫وهو‪:‬‬ ‫ومن تلزمه وتصحُ منه ولا تنعقد به‪،‬‬ ‫المميز‪]٦[ .‬‬
‫ومتوطن بمحل خارج بلد يسمع منه النداء‪ .‬اهـ [أي‪ :‬لـ «بشرى‬ ‫المتوطن‪،‬‬
‫الكريم ص ‪.]٣٩١‬‬

‫التَّوطُن ليس بقيد في‬ ‫إلخ)‬ ‫وَعَلَى مُقْيم [مُتَوَطِّن]‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫فتجب على مقيم فيما ذُكِرَ وإن‬ ‫الوجوب‪ ،‬كما في التحفة» و«النّهاية»‪،‬‬
‫كما‬ ‫بآخر طرف ممَّا يلي بلد الجُمُعة‪،‬‬ ‫بِمَحَلِّ) أي ‪:‬‬ ‫لم يتوطَّن‪( .‬وقوله ‪:‬‬

‫ما بين معقوفتين غير مثبت في «القديمة»‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫[‪] ١‬‬


‫‪٤٩١‬‬
‫حالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫الْجُمُعَةُ (بِهِ) أَيْ ‪:‬‬ ‫لَكِنْ لَا تَنْعَقِدُ)‬ ‫فَتَلْزَمُهُمَا الْجُمُعَةُ ‪( ،‬وَ)‬ ‫أَهْلُهُ أَرْبَعِيْنَ‪،‬‬

‫بِمُقِيْمٍ غَيْرِ مُتَوَطِّنٍ‪ ،‬وَلَا بِمُقِيْمٍ خَارِجَ بَلَدِ إِقَامَتِهَا وَإِنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ‬
‫لَكِنْ‬ ‫بَلْ تَصِحُ مِنْهُمْ‪،‬‬ ‫وَلَا بِمَنْ فِيْهِ رِقٌ وَصِبا)‪،‬‬ ‫بِسَمَاعِهِ النَّدَاءَ مِنْهَا‪،‬‬
‫يَنْبَغِي تَأْخُرُ إِحْرَامِهِمْ عَنْ إِحْرَامِ أَرْبَعِيْنَ مِمَّنْ تَنْعَقِدُ بِهِ الْجُمُعَةُ عَلَى مَا‬
‫اشْتَرَطَهُ جَمْعُ مُحَقِّقُوْنَ وَإِنْ خَالَفَ فِيْهِ كَثِيرُوْنَ‪.‬‬

‫الأذان وإن‬ ‫النِّدَاءَ) أي‪:‬‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫هو ظاهر‪( .‬تحفة» [‪٤١٣/٢‬‬
‫خلافًا لمن‬ ‫لم يميز الكلمات والحروف حيث علم أنه نداء الجمعة‪،‬‬
‫والمراد‪:‬‬ ‫وما بعدها) و«الإمداد»‪،‬‬ ‫كما فى «النهاية) [‪۲۸۹/۲‬‬ ‫شَرَط ذلك‪،‬‬
‫سماع معتدل السمع منهم إذا أصغَى إليه من معتدل الصوت‪ ،‬وهو لا‬
‫يزيد غالبًا على نحو ميل‪ ،‬كما في «الإيعاب»‪ ،‬وأقره الْبَصْرِيُّ [على‬
‫هُدُو‬ ‫ويعتبر كونه في محلّ مستو ولو تقديرا في‬ ‫‪،]٢٥٨/١‬‬ ‫«التحفة»‬
‫ولو استوت لم‬ ‫فلو عَلَتْ قرية بِقُلَّةِ جَبَلٍ وسمعوا‪،‬‬ ‫للأصوات والرياح‪،‬‬
‫ولو استوت لسمعوا؛ وَجَبَتْ في‬ ‫أو انخفضت فلم يسمعوا‬ ‫يسمعوا‪،‬‬
‫وبوجوب الجُمُعة على من‬ ‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫الثانية دون الأُولَى‪( .‬تحفة) [‪٤١٣/٢‬‬
‫سمع النداء قال الثَّلاثة ؛ وقال أبو حنيفة من سكن خارج الْمِصْرِ لَا‬
‫اهـ «رحمة» [ص ‪.]٧١‬‬ ‫سمع النداء‪.‬‬
‫جمعة عليه وإن سمع‬

‫عَلَى مَا اشْتَرَطَهُ جَمْعُ)‬ ‫يجب‪( .‬وقوله ‪:‬‬ ‫لَكِنْ يَنْبَغِي) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وجَرَى عليه في «فتح الوهاب»؛ واعتمد في‬ ‫رجحه في «الإيعاب»‪،‬‬
‫ونَقَلَهُ في «النهاية» عن‬ ‫«المغني» و«التَّحفة» و«النِّهاية) عدم الاشتراط ‪،‬‬
‫وفى‬ ‫وهو المعتمد‪،‬‬ ‫هو الأوجه‪،‬‬ ‫وفي فتح الجواد‬ ‫إفتاء والده‪،‬‬
‫تنعقد به‬ ‫من‬ ‫الصَّواب عدم اشتراط تأخير أفعالهم عن أفعال‬ ‫التحفة»‬
‫‪.]٤٠/٢‬‬ ‫اهـ «كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٩٢‬‬

‫لِصِحَّةِ الْجُمُعَةِ مَعَ شُرُوطِ غَيْرِهَا سِتَّةٌ [‪: ]١‬‬ ‫(وَشُرِطَ)‬

‫أَحَدُهَا ‪( :‬وُقُوْعُهَا جَمَاعَةً) ب نِيَّةِ إِمَامَةٍ وَاقْتِدَاءٍ مُقْتَرِنَةٍ بِتَحَرُّم (فِي‬


‫فَلَا تَصِحُ الْجُمُعَةُ بِالْعَدَدِ فُرَادَى‪.‬‬ ‫الرَّكْعَةِ الأُولَى‪،‬‬

‫فَلَوْ صَلَّى الإِمَامُ‬ ‫وَلَا تُشْتَرَطُ الْجَمَاعَةُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ‪،‬‬


‫بِالأَرْبَعِينَ رَكْعَةً ثُمَّ أَحْدَثَ فَأَتَمَّ كُلٌّ مِنْهُمْ رَكْعَةً وَاحِدَةً‪ ،‬أَوْ لَمْ يُحْدِثُ‬
‫يُشْتَرَطُ‬ ‫نَعَمْ‪،‬‬ ‫أَجْزَأَتْهُمُ الْجُمُعَةُ‪.‬‬ ‫بَلْ فَارَقُوْهُ فِي الثَّانِيَةِ وَأَتَمُّوا مُنْفَرِدِيْنَ‪:‬‬
‫حَتَّى لَوْ أَحْدَثَ وَاحِدٌ مِنَ الْأَرْبَعِيْنَ قَبْلَ‬ ‫بَقَاءُ الْعَدَدِ إِلَى سَلَامِ الْجَمِيعِ‪،‬‬
‫وَلَوْ أَدْرَكَ‬ ‫سَلَامِهِ وَلَوْ بَعْدَ سَلَامٍ مَنْ عَدَاهُ مِنْهُمْ؛ بَطَلَتْ جُمُعَةُ الْكُلِّ‪.‬‬

‫فَرْعُ ‪ :‬لو خَطَبَ شخص وأراد أن يُقدِّم آخر ليصلي بالقوم؛‬


‫فشرطه أن يكون ممَّن سمع الخطبة‪ ،‬وأن ينوي الجُمعة إن كان من‬
‫الأربعين؛ وإلا فلا؛ إذ تجوز صلاة الجمعة خلف مصلّي الظهر‪ .‬اهـ‬
‫‪ .]٥۸/۲‬وقال مالك‪ :‬لا يصلي‬ ‫شَوْبَرِي»‪« .‬جمل» على شرح المنهج ‪۲۰/۲‬‬
‫إِلَّا من خَطَبَ؛ وعند أبي حنيفة يجوز لعذر؛ ولأحمد روايتان‪ ،‬كما‬
‫في «رحمة الأُمة» (ص ‪.]٧٦‬‬

‫فلو أحدث بعد سلامه وقبل‬ ‫ليس بقيد‪،‬‬ ‫قَبْلَ سَلَامِهِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫سلام أحد الأربعين فالحكم كذلك؛ لعدم بقاء العدد‪.‬‬

‫إنَّ المعدود في كلام الشَّيخ حمدالله خمسة إلا أن يكون عدَّ قوله‪« :‬وَمِنْ‬ ‫[‪]1‬‬
‫وانظر‪« :‬إعانة‬ ‫إلخ سادسًا ؛ فتنبه‪،‬‬ ‫شُرُوْطِهَا ‪ :‬أَنْ لَا يَسْبِقَهَا بِتَحَرُّمِ ‪...‬‬
‫عمَّار]‪.‬‬ ‫‪.٩٩/٢‬‬ ‫وما بعدها‪،‬‬ ‫‪۸۷/۲‬‬ ‫الطالبين‬
‫‪20 ٤٩٣‬‬ ‫علىفتحالمعين‬

‫أَتَى بِرَكْعَةٍ بَعْدَ سَلَامِهِ‬ ‫الْمَسْبُوْقُ رُكُوْعَ الثَّانِيَةِ وَاسْتَمَرَّ مَعَهُ إِلَى أَنْ سَلَّمَ ‪:‬‬
‫به‬
‫اقْتَدَى‬ ‫وَكَذَا مَنِ‬ ‫وَتَمَّتْ جُمُعَتُهُ إِنْ صَحَتْ جُمُعَةُ الإِمَامِ‪،‬‬ ‫جَهْرًا‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫كَمَا قَالَهُ شَيْخُنَا [في‪« :‬فتح الجواد»‬ ‫وَأَدْرَكَ رَكْعَةً مَعَهُ ‪،‬‬

‫وَيَجِبُ عَلَى مَنْ جَاءَ بَعْدَ رُكُوْعِ الثَّانِيَةِ نِيَّةُ الْجُمُعَةِ عَلَى الأَصَحُ‪،‬‬
‫وَإِنْ كَانَتِ الظُّهْرُ هِيَ اللَّازِمَةَ لَهُ ‪ ،‬وَقِيلَ ‪ :‬يَجُوزُ لَهُ نِيَّةُ الظُّهْرِ‪ ،‬وَأَفْتَى بِهِ‬
‫‪٣٤٦/٢‬‬ ‫وما بعدها؛ «النهاية»‬ ‫التَّحفة)‬ ‫وَأَطَالَ الْكَلَامَ فِيْهِ [انظر‪:‬‬ ‫الْبُلْقِيْنِيُّ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬

‫مِمَّنْ تَنْعَقِدُ بِهِمُ الْجُمُعَةُ وَلَوْ مَرْضَى‬ ‫وَقُوْعُهَا بِأَرْبَعِيْنَ)‬ ‫ثَانِيهَا ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫أَوْ مِنْهُمُ الإِمَامُ‪.‬‬

‫المسبوق‪( .‬وقوله‪ :‬إِلَى أَنْ سَلَّمَ) كذا‬ ‫وَاسْتَمَرَّ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫اشترطه ابن حجر في كُتُبِهِ‪ ،‬فعنده لو نوى المفارقة بعد السَّجدة‬
‫وغيرهم‬ ‫الثانية ‪ :‬لا يُدرِك الجُمُعة ؛ واعتمد الخطيب وم ر» و«سم»‬
‫ولم يشترطوا استمراره‬ ‫إدراكها حيث استمرَّ معه إلى سُجودها الثَّاني‪،‬‬
‫الكُبرى» ‪ ]۲۷۷/۳‬وغيره [أي‪:‬‬ ‫معه إلى السَّلام‪ ،‬كما في «الْكُرْدِيّ [أي ‪:‬‬
‫بشرى الكريم ص ‪ ٤٠٥‬وما بعدها‪ .‬وقد كَتَبَ هنا الْمُحَشِّي خلاف المقرَّر؛‬
‫فتنبه‪.‬‬

‫وَكَذَا مَنِ اقْتَدَى بِهِ) أي ‪ :‬لو أحرم خلف الثاني عند قيامه‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وخلف الثالث ‪،‬آخر وهكذا حصلت الجُمُعة لكُلِّ كما‬ ‫لثانيته آخر‪،‬‬
‫فأفتى بانقلابها‬ ‫وهذا ما اعتمده في «التَّحفة»؛ وخالف «م ر»‬ ‫مرَّ‪،‬‬
‫ظهرًا ‪ ،‬قال الْقَلْيُوْبِيُّ ‪ :‬إن كانوا جاهلين؛ وإلا لم ينعقد إحرامهم من‬
‫بل أوجه منه عدم انعقاد إحرامهم‬ ‫قال‪:‬‬ ‫وهو الوجه الوجيه‪،‬‬ ‫أصله‪،‬‬
‫‪.]٤٩/٢‬‬ ‫مطلقا ؛ فتأمَّله‪« .‬كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫‪٤٩٤‬‬
‫فيالمستفيدين علىفتحالمعاين‬

‫وَلَوْ كَانُوا أَرْبَعِيْنَ فَقَط وَفِيْهِمْ أُمِّي وَاحِدٌ أَوْ أَكْثَرُ قَصَّرَ فِي‬
‫فَيَنْقُصُوْنَ‪ ،‬أَمَّا إِذَا لَمْ‬ ‫التَّعَلُّم ‪ :‬لَمْ تَصِحَ جُمُعَتُهُمْ؛ لِبُطْلَانِ صَلَاتِهِ‪،‬‬
‫فَتَصِحُ الْجُمُعَةُ به كَمَا جَزَمَ بِهِ شَيْخُنَا فِي‬ ‫يُقَصِّرِ الأُمِّيُّ فِي التَّعَلُم ‪:‬‬
‫تَبَعًا لِمَا جَزَمَ بِهِ‬ ‫‪]٣٠٢/١‬‬ ‫شَرْحَيْ الْعُبَابِ وَالإِرْشَادِ [أي‪« :‬فتح الجواد»‬
‫ثُمَّ قَالَ فِي شَرْحِ الْمِنْهَاج»‪ :‬لَا‬ ‫شَيْخُهُ فِي شَرْحِ الرَّوْضِ» [‪]٢٤٩/١‬‬
‫وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا‬ ‫فَرْقَ هُنَا بَيْنَ أَنْ يُقَصِّرَ الْأُمِّيُّ فِي التَّعَلُّمِ وَأَنْ لَا يُقَصِّرَ‪،‬‬
‫انتهى [‪.]٤٣٨/٢‬‬ ‫غَيْرُ قَوِي‪.‬‬

‫لَمْ يُحْسَبُ رُكْنٌ فُعِلَ‬ ‫أَوْ فِي خُطْبَةٍ ‪:‬‬ ‫بَطَلَتْ‪،‬‬ ‫وَلَوْ نَقَصُوا فِيْهَا ‪:‬‬
‫جَازَ الْبِنَاءُ‬ ‫فَإِنْ عَادُوا قَرِيْبًا عُرْفًا ‪:‬‬ ‫حَالَ نَقْصِهِمْ؛ لِعَدَم سَمَاعِهِمْ لَهُ ‪،‬‬
‫كَنَقْصِهِمْ بَيْنَ الْخُطْبَةِ وَالصَّلَاةِ؛‬ ‫عَلَى مَا مَضَى؛ وَإِلَّا وَجَبَ الاسْتِثْنَافُ‪،‬‬
‫لِانْتِفَاءِ الْمُوَالَاةِ فِيْهِمَا‪.‬‬

‫فَالْعِبْرَةُ بِمَا كَثُرَتْ فِيْهِ إِقَامَتُهُ‪ ،‬فَبِمَا‬ ‫فَرْعٌ ‪ :‬مَنْ لَهُ مَسْكَنَانِ بِبَلَدَيْنِ ‪:‬‬
‫فِيْهِ أَهْلُهُ وَمَالُهُ‪ ،‬وَإِنْ كَانَ بِوَاحِدٍ أَهْلٌ وَبِآخَرَ مَالٌ ؛ فَبِمَا فِيْهِ أَهْلُهُ‪ ،‬فَإِنِ‬
‫اسْتَوَيَا فِي الْكُلِّ؛ فَبِالْمَحَلِّ الَّذِي هُوَ فِيْهِ حَالَةَ إِقَامَةِ الْجُمُعَةِ‪.‬‬
‫فَتَنْعَقِدُ‬ ‫وَلَا تَنْعَقِدُ الْجُمُعَةُ بِأَقَلَّ مِنْ أَرْبَعِيْنَ خِلَافًا لَأَبِي حَنِيْفَةَ‪،‬‬
‫وَلَا يُشْتَرَطُ عِنْدَنَا إِذْنُ السُّلْطَانِ‬ ‫عِنْدَهُ بِأَرْبَعَةٍ وَلَوْ عَبِيْدًا أَوْ مُسَافِرِيْنَ‪،‬‬

‫وهو قول قديم‬ ‫فَتَنْعَقِدُ عِنْدَهُ بأَرْبَعَةِ أي بالإمام‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫وكذا مال إليه جَمْعٌ من‬ ‫ورجّحه الْمُزَنِيُّ وابن الْمُنْذِرِ‪،‬‬ ‫للشَّافعيّ‪،‬‬
‫المحققين المتقدمين والمتأخرين ومنهم الإمام السيوطي وقال‪:‬‬
‫يكون لهذه المسألة أسوة بالمسائل المرجّحة من القول القديم التي‬
‫اختارها النَّوَوِيُّ والرَّافِعِيُّ وغيرهما اتفاقًا ووفاقًا؛ لأنَّه لم يرد عن‬
‫‪٤٩٥‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَسُئِلَ الْبُلْقِيْنِيُّ عَنْ‬ ‫خِلَافًا لَهُ فِيْهِمَا‪،‬‬ ‫وَلَا كَوْنُ مَحَلِّهَا مِصْرًا‪،‬‬ ‫لإِقَامَتِهَا‪،‬‬
‫أَهْلِ قَرْيَةٍ لَا يَبْلُغُ عَدَدُهُمْ أَرْبَعِيْنَ هَلْ يُصَلُّوْنَ الْجُمُعَةَ أَوِ الظُّهْرَ؟‬
‫يُصَلُّوْنَ الظُّهْرَ عَلَى مَذَهْبِ الشَّافِعِيِّ‪ .‬وَقَدْ أَجَازَ جَمْعٌ‬ ‫فَأَجَابَ رحمالله ‪:‬‬

‫اهـ من‬ ‫النَّبيِّﷺ في حصر العدد للجُمعة حديث يحتج به في ذلك‪.‬‬


‫فتاوى الرَّيِّسِ» نقلا عن الْقُشَّاشِيِّ [ ص ‪.]٧٤‬‬

‫وجوزها الإمام أبو حنيفة‬ ‫على «المنهج»‪:‬‬ ‫وفي «الجمل»‬


‫وحُكِيَ عن القديم عندنا والأَوْزَاعِيُّ وأبو يُوسُف‬ ‫بإمام ومأموم‪،‬‬
‫والثَّوْرِيُّ واللَّيْتُ ومحمَّد بأربعة والإمام مالك لله وربيعة‬ ‫بثلاثة‪،‬‬
‫اهـ [‪.]٢٠/٢‬‬ ‫باثني عشر بشرط أن يكون الخطيب من المستوطنين‪.‬‬

‫وهل يقلد من أراد العمل بالعدد‬ ‫وفي فتاوى الرَّيِّسِ» ما ملخصه ‪:‬‬
‫الناقص القول القديم أو قول الإمام المجتهد الآخر؟ جَرَى خلاف بين‬
‫فإمام الحرمين ومن‬ ‫علماء الشَّافعيَّة في أقوال الإمام القديمة إذا ثبتت ‪:‬‬
‫وجَزَمَ بخلافه‬ ‫تَبِعَهُ قالوا ‪ :‬إِنَّ الشَّافعيّ إذا نصَّ في القديم على شيء‪،‬‬
‫واختاره‬ ‫في الجديد ؛ فمذهبه الجديد وليس القديم معدودًا من المذهب‪،‬‬
‫ونسبته‬ ‫وهو الظاهر‪،‬‬ ‫النَّوَوِيُّ في شرح المهذب وشرح مسلم قال‪:‬‬
‫إلى الشافعي مجاز باسم ما كان عليه لا أنَّه قول له الآن‪ .‬قال في‬
‫وسبق عن «المهمات» أَنَّ النَّوَوِيَّ اختاره في‬ ‫«الفوائد المدنيَّة»‪:‬‬
‫«المجموع‪ ،‬ونسب خلافه إلى الغلط فليكن كلامه هو المعتمد‪ .‬اهـ‬
‫الشَّيخ أبو حَامَد وَالْبَنْدَنِيْجِيُّ‬ ‫وجرى على مقابله جَمْعٌ منهم ‪:‬‬ ‫ص ‪.]٣٤٥‬‬
‫فعلى‬ ‫وابن الصَّبَّاغ والعِزُّ بن عبد السَّلام وجماعة كالسَّيْد السَّمْهُوْدِي‪.‬‬
‫الأول ‪ :‬لا يجوز تقليد القديم‪ ،‬أي لا للفتوى ولا للعمل‪ ،‬بل يقلد‬‫‪:‬‬

‫الإمام المجتهد الآخر إن شاء‪ .‬اهـ ما أردت تلخيصه من فتاوى‬


‫الريس» [ص ‪ ٧٦‬وما بعدها]‪ .‬وعلى الثاني‪ :‬يجوز تقليده للعمل لا للفتوى‪.‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٤٩٦‬‬

‫فَإِذَا قَلَّدُوا ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬ ‫وَهُوَ قَوِيٌّ‪،‬‬ ‫مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنْ يُصَلُّوا الْجُمُعَةَ‪،‬‬
‫وَإِنِ احْتَاطُوا‬ ‫فَإِنَّهُمْ يُصَلُّوْنَ الْجُمُعَةَ‪،‬‬ ‫جَمِيْعُهُمْ ‪ -‬مَنْ قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ ‪:‬‬
‫فَصَلُّوا الْجُمُعَةَ ثُمَّ الظُّهْرَ كَانَ حَسَنًا‪.‬‬

‫وَلَوْ بِفَضَاءٍ مَعْدُوْدٍ‬ ‫وُقُوْعُهَا بِمَحَلِّ مَعْدُودٍ مِنَ الْبَلَدِ)‬ ‫ثَالِتُهَا ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫بِأَنْ كَانَ فِي مَحَلٌّ لَا تُقْصَرُ فِيْهِ الصَّلَاةُ وَإِنْ لَمْ يَتَّصِلْ بِالأَبْنِيَةِ‪،‬‬ ‫مِنْهَا‪،‬‬
‫وَهُوَ مَا يُجَوِّزُ السَّفَرُ الْقَصْرَ مِنْهُ‪.‬‬ ‫بِخِلَافِ مَحَلِّ غَيْرِ مَعْدُوْدٍ مِنْهَا ‪،‬‬

‫لَزِمَتْهُمُ الْجُمُعَةُ‪ ،‬بَلْ‬ ‫فَرْعٌ ‪ :‬لَوْ كَانَ فِي قَرْيَةٍ أَرْبَعُوْنَ كَامِلُوْنَ‪:‬‬
‫يَحْرُمُ عَلَيْهِمْ عَلَى الْمُعْتَمَدِ تَعْطِيْلُ مَحَلِّهِمْ مِنْ إِقَامَتِهَا وَالذَّهَابُ إِلَيْهَا فِي‬

‫وَاعْلَمْ أَنَّ أَمْرَ الجُمُعَة أَمْرٌ عظيم‪ ،‬وهي‬ ‫قال الإمام الْجِرْهَزِيُّ‪:‬‬
‫جعلها الله‬ ‫نِعمةٌ جسيمةٌ امْتَنَّ الله بها على عباده‪ ،‬فهي من خصائصنا‪،‬‬
‫ومطهرة لآثام الأسبوع ؛ ولشِدَّة اعتناء السلف الصالح‬ ‫محطّ رحمته‪،‬‬
‫بها كانوا يبكرون لها على السُّرُج؛ فاحذر أن تتهاون في تَرْكِها مسافرًا‬
‫أو مقيما ولو مع دون أربعين بتقليد والله يهدي من يشاء إلى صراط‬
‫‪.[٤٧٦‬‬
‫ص‬ ‫على «المنهج القويم»‬ ‫اهـ [«حاشيته»‬ ‫مستقيم‪.‬‬

‫وهو الأربعة‬ ‫(قوله ‪ :‬أَنْ يُصَلُّوا (الْجُمُعَةَ أي بالعدد المذكور‪،‬‬


‫أبو حنيفة‬ ‫وَهُوَ قَوِيٌّ لِمَا علمت أنَّ القائلين به‪:‬‬ ‫بالإمام‪( .‬وقوله ‪:‬‬
‫ومال إليه‬ ‫والْمُزَنِيُّ وابن الْمُنْذِرِ‪،‬‬ ‫واللَّيْثُ‪،‬‬ ‫والثَّوْرِيُّ ‪،‬‬ ‫وصاحبه محمد‪،‬‬
‫الجلال السُّيُوطِيُّ‪،‬‬ ‫جَمْعٌ من المحققين المتقدمين والمتأخرين منهم‪:‬‬
‫الله أجمعين‪.‬‬ ‫رحمهم‬

‫ككلّ مسألة جَرَى في صحتها خلاف‬ ‫(قوله ‪ :‬ثُمَّ الظُّهْرَ) أي ‪:‬‬


‫وكما إذا تعددت الجمعة لحاجة؛‬ ‫لنقص شيء من شروطها كمسألتنا ‪،‬‬
‫فتسن إعادتها ظهرًا خروجًا من الخلاف‪.‬‬
‫‪٤٩٧‬‬
‫ترشيحالمستفيدين على المعين‬

‫‪.]٤١٣/٢‬‬ ‫بَلَدٍ أُخْرَى وَإِنْ سَمِعُوا النَّدَاءَ [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫إِنَّهُمْ إِذَا سَمِعُوا النَّدَاءَ مِنْ مِصْرِ فَهُمْ‬ ‫قَالَ ابْنُ الرِّفْعَةِ وَغَيْرُهُ ‪:‬‬
‫مُخَيَّرُوْنَ بَيْنَ أَنْ يَحْضُرُوا الْبَلَدَ لِلْجُمُعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يُقِيمُوْهَا فِي قَرْيَتِهِمْ‪،‬‬
‫وَإِذَا حَضَرُوا الْبَلَدَ لَا يَكْمُلُ بِهِمُ الْعَدَدُ لأَنَّهُمْ فِي حُكْمِ الْمُسَافِرِيْنَ‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫[ في‪« :‬كفاية النَّبيه ‪٣٠٦/٤‬‬

‫وَإِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْقَرْيَةِ جَمْعٌ تَنْعَقِدُ بِهِمُ الْجُمُعَةُ وَلَوْ بِامْتِنَاعِ‬
‫بَعْضِهِمْ مِنْهَا ؛ يَلْزَمُهُمُ السَّعْيُ إِلَى بَلَدٍ يَسْمَعُوْنَ مِنْ جَانِبِهِ النِّدَاءَ‪.‬‬

‫وَلَوْ تَعَدَّدَتْ مَوَاضِعُ مُتَقَارِبَةٌ وَتَمَيَّزَ كُلٌّ بِاسْمِ؛‬ ‫قَالَ ابْنُ عُجَيْلٍ‪:‬‬
‫إِنَّمَا يَتَّجِهُ ذَلِكَ إِنْ عُدَّ كُلٌّ مَعَ ذَلِكَ قَرْيَةٌ‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫فَلِكُلِّ حُكْمُهُ‪،‬‬
‫‪.]٤٢٤/٢‬‬ ‫مُسْتَقِلَةٌ عُرْفًا [في‪« :‬التحفة»‬

‫فَرْعٌ ‪ :‬لَوْ أَكْرَهَ السُّلْطَانُ أَهْلَ قَرْيَةٍ أَنْ يَنْتَقِلُوا مِنْهَا وَيَبْنُوا فِي‬
‫فَسَكَنُوا فِيْهِ وَقَصْدُهُمُ الْعَوْدُ إِلَى الْبَلَدِ الْأَوَّلِ إِذَا فَرَّجَ ا لَّهُ‬ ‫مَوْضِع آخَرَ‪،‬‬
‫عَنْهُمْ‪ :‬لَا تَلْزَمُهُمُ الْجُمُعَةُ‪ ،‬بَلْ لَا تَصِحُ مِنْهُمْ؛ لِعَدَمِ الاسْتِيْطَانِ‪.‬‬
‫فَلَوْ ضَاقَ الْوَقْتُ عَنْهَا‬ ‫وُقُوْعُهَا (فِي وَقْتِ ظُهْرِ ‪،‬‬ ‫رَابِعُها ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫وَعَنْ خُطْبَتَيْهَا أَوْ شُكَ فِي ذَلِكَ ؛ صَلُّوا ظُهْرًا‪ ،‬وَلَوْ خَرَجَ الْوَقْتُ يَقِيْنا‬
‫أَوْ ظَنَّا وَهُمْ فِيْهَا وَلَوْ قُبَيْلَ السَّلَامِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ بِإِخْبَارِ عَدْلٍ‬
‫عَلَى الأَوْجَهِ؛ وَجَبَ الظُّهْرُ بِنَاءً عَلَى مَا مَضَى وَفَاتَتِ الْجُمُعَةُ‪،‬‬

‫وعلى القولين‪:‬‬ ‫قَالَ ابْنُ الرِّفْعَةِ ضعيفٌ قابل به الأول‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫تسقط عنهم الجمعة‪.‬‬

‫بانين على ما فعلوا منها‪،‬‬ ‫بِنَاءً عَلَى مَا مَضَى) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫المعين‬ ‫ترشحالمستفيدين على‬ ‫‪٤٩٨‬‬

‫بِخِلَافِ مَا لَوْ شُكٍّ فِي خُرُوجِهِ؛ لأَنَّ الْأَصْلَ بَقَاؤُهُ‪.‬‬

‫وَمِنْ شُرُوْطِهَا ‪ :‬أَنْ لَا يَسْبِقَهَا بِتَحَرُّمِ وَلَا يُقَارِنَهَا فِيْهِ جُمُعَةٌ‬
‫بِمَحَلِّهَا‪ ،‬إِلَّا إِنْ كَثُرَ أَهْلُهُ وَعَسُرَ اجْتِمَاعُهُمْ بِمَكَانٍ وَاحِدٍ مِنْهُ وَلَوْ غَيْرَ‬
‫مَسْجِدٍ مِنْ غَيْرِ لُحُوْقِ مُؤذِ فِيْهِ ‪ -‬كَحَرِّ وَبَرْدٍ شَدِيْدَيْنِ ‪-‬؛ فَيَجُوْزُ حِيْنَئِذٍ‬
‫تَعَدُّدُهَا لِلْحَاجَةِ بِحَسَبِهَا [‪. ]۱‬‬

‫وصوَّر المسألة «سم بما إذا أحرم بها في وقت‬ ‫ولا يجوز الاستئناف‪،‬‬
‫فلو أحرم بها في وقت لا يسعها‬ ‫يسعها لكنَّه طول حتَّى خرج الوقت‬
‫اهـ [على‬ ‫جاهلًا بأنَّه لا يسعها؛ انعقدت نفلًا مطلقًا على الأوجه‪.‬‬
‫‪.]٤٢٢/٢‬‬ ‫«التحفة»‬

‫بأن لم يكن في محلّ الجُمعة‬ ‫وَعَسُرَ اجْتِمَاعُهُمْ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫موضع يسعهم بلا مشقة لا تحتمل عادة‪ ،‬إما لكثرتهم‪ ،‬أو لقتال‬
‫بينهم‪ ،‬أو لبعد أطراف البلد بأن يكون من بطرفها لا يبلغهم الصوت‬ ‫‪،‬‬

‫قال ‪ :‬كما‬ ‫والمعتمد في «التَّحفة» و«النهاية»‬ ‫بشرطه ولو غير مسجد‪،‬‬


‫وكذلك «المغني اعتبار من يغلب فعلهم لها عادة‪،‬‬ ‫أفاده الوالد ‪-‬‬
‫واعتمد السُّنْبَاطِيُّ والمَيْدَانِيُّ اعتبار أهل البلد الشامل لمن تلزمه ومن‬
‫وتَبِعَهُ جماعة من‬ ‫وهو الأقرب عند شيخنا الْحَلَبِيِّ‪،‬‬ ‫قال الْعِنَانِيُّ ‪:‬‬ ‫لا‪،‬‬
‫واعتمد سم» في «حاشية التحفة» ما‬ ‫وفيه فسحة عظيمة‪،‬‬ ‫أهل عصره‪،‬‬
‫اعتبار الحاضرين بالفعل في‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫قال في «الإيعاب أنَّه القياس‬
‫حتَّى لو كانوا ثمانين وسهل اجتماعهم ما عدا واحدًا‪:‬‬ ‫تلك الجُمُعة‪،‬‬
‫وهذا عندي أوجه الآراء كُرْدِي في «الصُّغرى»‪.‬‬ ‫جاز التعدد‪،‬‬
‫صحت السابقات إلى أن‬ ‫فإن كان زائدا عليها‬ ‫بِحَسَبِهَا)‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫وهذا هو الشَّرط السَّادس كما مرَّ التنبيه عليه [عمار]‪.‬‬ ‫[‪]١‬‬


‫‪6) ૬૧૧‬‬ ‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَإِنْ‬ ‫فَرْعُ‪ :‬لَا يَصِحُ ظُهْرُ مَنْ لَا عُذْرَ لَهُ قَبْلَ سَلَامِ الإِمَامِ‪،‬‬
‫وَلَوْ تَرَكَهَا أَهْلُ بَلَدٍ فَصَلُّوا الظُّهَرَ ‪ :‬لَمْ‬ ‫صَلاهَا جَاهِلًا انْعَقَدَتْ نَفْلًا‪،‬‬
‫وَإِنْ‬ ‫يَصِحَ‪ ،‬مَا لَمْ يَضِقِ الْوَقْتُ عَنْ أَقَلِّ وَاجِبِ الْخُطْبَتَيْنِ وَالصَّلَاةِ‪.‬‬
‫عُلِمَ مِنْ عَادَتِهِمْ أَنَّهُمْ لَا يُقِيمُونَ الْجُمُعَةَ‪.‬‬
‫بَعْدَ زَوَالٍ ؛‬ ‫الْجُمُعَةِ ‪( -‬بَعْدَ خُطْبَتَيْنِ)‬ ‫وُقُوْعُهَا ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬ ‫خَامِسُهَا ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫لِمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ ‪ :‬أَنَّهُ اللهﷺلَمْ يُصَلِّ الْجُمُعَةَ إِلَّا بِخُطْبَتَيْنِ [البخاري رقم‪:‬‬
‫يُشْتَرَطُ وُقُوْعُ صَلَاةِ‬ ‫بِأَرْكَانِهِمَا ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬ ‫(‪)٨٦٢‬‬ ‫‪٩٢٨‬؛ مسلم رقم‪:‬‬
‫خَمْسَةٌ ‪:‬‬ ‫الْجُمُعَةِ بَعْدَ خُطْبَتَيْنِ مَعَ إِثْيَانِ أَرْكَانِهِمَا الْآتِيَةِ ـ (وَهِيَ)‬

‫‪.‬‬ ‫ثَانِيهَا ‪( :‬صَلَاةٌ عَلَى النَّبِيِّ)‬ ‫أَحَدُهَا ‪( :‬حَمْدُ اللهِ تَعَالَى)‪( .‬وَ)‬

‫(بِلَفْظِهِمَا ) أَيْ ‪ :‬حَمْدِ اللهِ وَالصَّلَاةِ عَلَى رَسُوْلِ ا لَّهِﷺ كَ‪:‬‬


‫الشُّكْرُاللَّهِ‪ ،‬أَوِ التَّنْاءُ اللَّهِ‪ ،‬وَلَا‬ ‫الْحَمْدُ للهِ‪ ،‬أَوْ أَحْمَدُ اللهَ ؛ فَلَا يَكْفِي ‪:‬‬
‫ا لَّهُمَّ صَلِّ أَوْ صَلَّى اللَّهُ أَوْ أَصَلِّي‬ ‫الْحَمْدُ لِلرَّحْمَنِ أَوْ لِلرَّحِيْمِ‪ ،‬وَكَـ ‪:‬‬
‫عَلَى مُحَمَّدٍ‪ ،‬أَوْ أَحْمَدَ‪ ،‬أَوِ الرَّسُوْلِ‪ ،‬أَوِ النَّبِيِّ‪ ،‬أَوِ الْحَاشِرِ‪ ،‬أَوْ نَحْوِهِ؛‬
‫وَلَا صَلَّى اللهُ‬ ‫ا لَّهُمَّ سَلّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ‪ ،‬أَوِ ارْحَمْ مُحَمَّدًا‪،‬‬ ‫فَلَا يَكْفِي ‪:‬‬

‫ومن شَكٍّ أنَّه من الأولين أو‬ ‫تنتهي الحاجة‪ ،‬ثُمَّ تبطل الزائدات‪،‬‬
‫لزمه إعادة الجمعة إن‬ ‫الآخرين‪ ،‬أو في أنَّ التَّعدُّد لحاجة أوْ لَا ‪:‬‬
‫أما إذا سبقت واحدة مع عدم عسر الاجتماع‪:‬‬ ‫أمكن؛ وإلا فالظهر‪،‬‬
‫وما‬ ‫اهـ «صُغرى» و«بشرى» [ص ‪۳۸۷‬‬ ‫وما بعدها باطلة‪.‬‬ ‫فهي الصَّحيحة‪،‬‬
‫بعدها ]‪.‬‬

‫‪]٤١٨/٢‬؛‬ ‫(قوله ‪ :‬مَا لَمْ يَضِقِ الْوَقْتُ) كذا عند «حج» [في‪« :‬التحفة»‬
‫‪.]٢٩٤/٢‬‬ ‫واعتمد م ر جواز الظهر وإن لم يضق الوقت [في‪« :‬النهاية»‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَإِنْ تَقَدَّمَ لَهُ ذِكْرٌ يَرْجِعُ إِلَيْهِ الضَّمِيْرُ‪ ،‬كَمَا صَرَّحَ بِهِ‬ ‫عَلَيْهِ بِالصَّمِيْرِ‪،‬‬
‫وَكَثِيرًا مَا يَسْهُو الْخُطَبَاءِ فِي‬ ‫وَقَالَ الْكَمَالُ الدَّمِيْرِيُّ ‪:‬‬ ‫جَمْعٌ مُحَقِّقُوْنَ‪،‬‬
‫فَلَا تَغْتَرَّ بِمَا تَجِدُهُ مَسْطُوْرًا فِي‬ ‫انتهى [النَّجم الوهَّاج» (‪]٤٦٧/٢‬‬ ‫ذَلِكَ‪.‬‬
‫بَعْضِ الْخُطُبِ النُّبَاتِيَّةِ عَلَى خِلَافِ مَا عَلَيْهِ مُحَقِّقُو الْمُتَأَخْرِيْنَ‪.‬‬
‫وَلَا يَتَعَيَّنُ لَفْظُهَا وَلَا تَطْوِيْلُهَا‪،‬‬ ‫ثَالِتُهَا ‪( :‬وَصِيَّةٌ بِتَقْوَى اللَّهِ ‪،‬‬ ‫(وَ)‬
‫أَطِيْعُوا اللهَ مِمَّا فِيْهِ حَثَّ عَلَى طَاعَةٍ‪ ،‬أَوْ زَجْرٌ عَنْ‬ ‫‪،‬‬
‫بَلْ يَكْفِي نَحْوُ ‪:‬‬
‫فَلَا يَكْفِي مُجَرَّدُ التَّحْذِيْرِ مِنْ‬ ‫مَعْصِيَةٍ ؛ لأَنَّهَا الْمَقْصُوْدُ مِنَ الْخُطْبَةِ‪،‬‬
‫قَالَ ابْنُ‬ ‫وَذِكْرِ الْمَوْتِ وَمَا فِيْهِ مِنَ الْفَطَاعَةِ وَالأَلَمِ‪.‬‬ ‫غُرُورِ الدُّنْيَا‪،‬‬
‫يَكْفِي فِيْهَا مَا اشْتَمَلَتْ عَلَى الأَمر بالاسْتِعْدَادِ لِلْمَوْتِ‪.‬‬ ‫الرِّفْعَةِ ‪:‬‬

‫فِي كُلِّ‬ ‫وَيُشْتَرَطُ أَنْ يَأْتِيَ بِكُلِّ مِنَ الأَرْكَانِ الثَّلَاثَةِ (فِيْهِمَا) أَيْ‪:‬‬
‫وَاحِدَةٍ مِنَ الْخُطْبَتَيْن‪.‬‬

‫وَيُنْدَبُ أَنْ يُرَتِّبَ الْخَطِيْبُ الأَرْكَانَ الثَّلَاثَةَ وَمَا بَعْدَهَا؛ بِأَنْ يَأْتِيَ‬
‫فَبِالدُّعَاءِ‪.‬‬ ‫فَبِالْقِرَاءَةِ ‪،‬‬ ‫فَالْوَصِيَّةِ‪،‬‬ ‫فَالصَّلَاةِ‪،‬‬ ‫أَوَّلًا بِالْحَمْدِ‪،‬‬

‫مُفْهِمَةٍ‬ ‫رَابِعُهَا ‪( :‬قِرَاءَةُ آيَةٍ)‬ ‫(وَ)‬

‫أو حُكْم أو قصّة‪،‬‬ ‫سواء آية وعد أو وعيد‪،‬‬ ‫آيَةٍ مُفْهِمَةٍ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫«التحفة»‪ :‬لا تجزئ آية وعظ أو حمد‬ ‫وإن تعلقت بحُكم منسوخ‪ ،‬وفي‬
‫بل‬ ‫عنه مع القرآن؛ إذ الشيء الواحد لا يُؤدَّى به فرضان مقصودان‪،‬‬
‫عنه إن قصده وحده؛ وإلّا بأن قصدهما أو القراءة أو أطلق فعنها‬

‫ولو أتى بآيات تشتمل على الأركان‬ ‫فيما يظهر في الأخيرة‪،‬‬ ‫فقط (‪)۱‬‬

‫فَعَنِ القراءة في الثلاث الصُّور‪.‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫فعنها فقط)‬ ‫(‪( )۱‬قوله‪:‬‬
‫تفيدين علىفتحالمعين‬

‫(فِي إِحْدَاهُمَا‪ ،‬وَفِي الأوْلَى أَوْلَى‪ ،‬وَتُسَنُّ بَعْدَ فَرَاغِهَا قِرَاءَةُ ق﴾ أَوْ‬
‫‪.]۸۷۳‬‬ ‫بَعْضِهَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ؛ لِلاتباع [مسلم رقم‪:‬‬
‫أُخْرَوِيٌّ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَإِنْ لَمْ يَتَعَرَّضُ‬ ‫خَامِسُهَا ‪( :‬دُعَاءُ)‬ ‫(وَ)‬
‫‪( ،]٤٤٨/٢‬وَلَوْ)‬ ‫على «التحفة»‬ ‫خِلَافًا لِلأَذْرَعِيّ [انظر‪« :‬سم»‬ ‫لِلْمُؤْمِنَاتِ‪،‬‬

‫ا لَّهُمَّ أَجِرْنَا مِنَ النَّارِ‪ ،‬إِنْ قَصَدَ‬ ‫وَكَذَا بِنَحْوِ ‪:‬‬ ‫رَحِمَكُمُ اللهُ‪،‬‬ ‫بِقَوْلِهِ ‪:‬‬
‫لاتِّبَاعِ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ‪.‬‬ ‫خُطْبَةٍ (ثَانِيَةِ)‬ ‫تَخْصِيْصَ الْحَاضِرِيْنَ‪( ،‬فِي)‬
‫وَالدُّعَاءُ لِلسُّلْطَانِ بِخُصُوْصِهِ لَا يُسَنُّ اتِّفَاقًا‪ ،‬إِلَّا مَعَ خَشْيَةِ فِتْنَةٍ‬

‫لم تجز؛ لأنَّه لا يسمى‬ ‫كلها ما عدا الصَّلاة لعدم آية تشتمل عليها ‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫اهـ [‪٤٤٧/٢‬‬ ‫خُطبة‪.‬‬

‫«التحفة»‬
‫كما في‬ ‫فلا يكفي ولو طويلة‪،‬‬ ‫شطرها‪،‬‬ ‫وخرج بـ «آية»‬
‫المغني والنّهاية»‪ :‬ينبغي اعتماد الاكتفاء‬ ‫و«الإمداد وغيرهما؛ وفي‬
‫كُردي) [في‪« :‬الوسطى» ‪ .]٤٢/٢‬وبـ «مفهمة» غير‬ ‫إلخ‪.‬‬ ‫بشطر آية طويلة ‪...‬‬
‫ثُمَّ نَظَرَ‬ ‫المفهمة نحو‪:‬‬

‫وتجزئ قبلهما وبعدهما‬ ‫العُباب»‪:‬‬ ‫في‬ ‫(قوله ‪ :‬فِي إِحْدَاهُمَا)‬


‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى» ‪.]٤٢/٢‬‬ ‫وبينهما‪.‬‬
‫خلافًا لِمَا يقتضيه صنيعه‪،‬‬ ‫عن الآية‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫قَرَاءَة طرق )‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫ولا يشترط رضا الحاضرين كما لا يشترط في قراءة الجمعة‬
‫والمنافقين في الصَّلاة وإن كانت السُّنَّة التَّخفيف‪« .‬مغني» و«نهاية»‬
‫]‪.[٣١٥/٢‬‬

‫(قوله ‪ :‬أَوْ بَعْضِهَا وإن تركها قرأ تَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ‬
‫‪.]٧٠‬‬ ‫﴾ [الأحزاب‪:‬‬ ‫وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَمَعَ عَدَمِهَا لَا بَأْسَ بِهِ حَيْثُ لَا مُجَازَفَةً فِي وَصْفِهِ‪ ،‬وَلَا يَجُوْزُ‬ ‫فَيَجِبُ‪،‬‬
‫وَصْفُهُ بِصِفَةٍ كَاذِبَةٍ إِلَّا لِضَرُورَةٍ‪.‬‬
‫وَكَذَا لِؤُلَاةِ الْمُسْلِمِيْنَ‬ ‫وَيُسَنُ الدُّعَاءُ لِوُلَاةِ الصَّحَابَةِ قَطعًا‪،‬‬

‫وَجُيُوشِهِمْ بِالصَّلَاحِ وَالنَّصْرِ وَالْقِيَامِ بِالْعَدْلِ‪.‬‬


‫وَذِكْرُ الْمَنَاقِبِ لَا يَقْطَعُ الْوِلَاءَ‪ ،‬مَا لَمْ يُعَدَّ بِهِ مُعْرِضًا عَنِ‬
‫الخُطة‪.‬‬

‫يُشْتَرَطُ أَنْ لَا يُطِيْلَهُ إِطَالَةً تَقْطَعُ الْمُوَالَاةَ كَمَا‬ ‫وَفِي التَّوَسُطِ»‬
‫‪.]٤٥٠/٢‬‬ ‫يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنَ الْخُطَبَاءِ الْجُهَّالِ [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫وَلَوْ شَكٍّ فِي تَرْكِ فَرْضِ مِنَ الْخُطْبَةِ بَعْدَ فَرَاغِهَا؛ لَمْ‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬
‫كَمَا لَا يُؤَكِّرُ الشَّكُ فِي تَرْكِ فَرْضِ بَعْدَ الصَّلَاةِ أَوِ الْوُضُوْءِ فِي‪:‬‬ ‫يُؤَكِّرُ‪،‬‬
‫‪.]٤٤٥/٢‬‬ ‫«التحفة»‬

‫تِسْعَةٍ‬ ‫الْخُطْبَتَيْنِ ‪( :‬إِسْمَاعُ أَرْبَعِيْنَ) أَيْ ‪:‬‬ ‫(وَشُرِطَ فِيْهِمَا أَيْ‪:‬‬


‫وَثَلَاثِيْنَ سِوَاهُ مِمَّنْ تَنْعَقِدُ بِهِمُ الْجُمُعَةُ (الأَرْكَانَ لَا جَمِيعَ الْخُطْبَةِ‪.‬‬
‫وَلَا‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪ :‬لَا تَجِبُ الْجُمُعَةُ عَلَى أَرْبَعِينَ بَعْضُهُمْ صُمٌ‪،‬‬
‫عَلَى الْمُعْتَمَدِ فِيْهِمَا ‪،‬‬ ‫تَصِحُ مَعَ وُجُوْدِ لَغَطِ يَمْنَعُ سَمَاعَ رُكْنِ الْخُطْبَةِ‪،‬‬

‫يفيد أنه يجب إسماع نفسه‬ ‫تِسْعَةٍ وَثَلَاثِيْنَ سِوَاهُ)‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫والذي جَزَمَ به في «التحفة» [‪]٤٥٢/٢‬‬ ‫أيضًا كالتِّسعة والثَّلاثين‪،‬‬
‫أنَّه لا يجب إسماع نفسه ولا سماعه؛‬ ‫والمغني» و«النهاية) [‪]۳۱۹/۲‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫لأنَّه وإن كان أصم يفهم ما يقول‪.‬‬

‫وَلَا تَصِحُ مَعَ وُجُوْدِ لَغَطِ جَرَى على ما ذهب إليه شيخه‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫«التحفة» أنَّه لا بُدَّ من سماعهم لها بالفعل لا بالقوة؛ واعتمد‬ ‫في‬
‫‪٥٠٣‬‬
‫‪TD‬‬ ‫حالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَعَلَيْهِ‬ ‫وَإِنْ خَالَفَ فِيْهِ جَمْعٌ كَثِيْرُوْنَ فَلَمْ يَشْتَرِطُوا إِلَّا الْحُضُوْرَ فَقَدْ‪،‬‬
‫يَدُلُّ كَلَامُ الشَّيْخَيْنِ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِع ‪ ،‬وَلَا يُشْتَرَطُ كَوْنُهُمْ بِمَحَلِّ‬
‫‪.]٤٥٣/٢‬‬ ‫وَلَا فَهُمُهُمْ لِمَا يَسْمَعُوْنَهُ [في‪« :‬التحفة»‬ ‫الصَّلَاةِ‪،‬‬
‫وَفَائِدَتُهَا بِالْعَرَبِيَّةِ‬ ‫لاتِّباع السَّلَفِ وَالْخَلَفِ‬ ‫شُرِطَ فِيْهِمَا ‪( :‬عَرَبِيَّةٌ)‬ ‫(وَ)‬

‫وابنه في «النهاية»‬ ‫على التحفة ‪،]٤٥٣/٢‬‬ ‫الشهاب الرَّملي كما في «سم»‬


‫وما بعدها] أنَّ المعتبر السَّماع بالقوَّة بحيث لو أصغوا لسمعوا‬ ‫[‪۳۱۸/۲‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫وإن اشتغلوا عن السَّماع بنحو الحديث مع جليسهم‪.‬‬

‫وجعله‬ ‫وفي النوم خلاف فمقتضى كلام ع ش أنَّه كالصمم‪،‬‬


‫(‬

‫وضعفوه؛ فالمعتمد أنَّه يضرُّ‬ ‫الْقَلْيُوْبِيُّ كاللَّغَطِ وتَبِعَهُ الْبِرْمَاوِيُّ ‪،‬‬


‫‪.]١٦٧/٢‬‬ ‫على «شرح ابن قاسم»‬ ‫اهـ (بَاجُوري»‬ ‫كالصمم‪.‬‬

‫كما لا‬ ‫وكذا الخطيب نفسه‪،‬‬ ‫وَلَا فَهُمُهُمْ لِمَا يَسْمَعُوْنَهُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ولا تمييز فروضها من سننها‪ .‬اهـ «كُردي»‬ ‫يشترط فهم أركان الصَّلاة‪،‬‬
‫كذا في بغية المسترشدين ص ‪ ]١٣٤‬قال ع ش ‪ :‬بل ولا يشترط معرفة‬
‫الخطيب أركان الخُطبة من سُننها كما في فتاوى م ر كالصَّلاة‪ ،‬لكن‬
‫حتّى‬ ‫واحد فيما يظهر‪،‬‬ ‫يشترط إسماع الأربعين أركان الخطبة في آن‬
‫لو سمع بعضُ الأربعين بعضها وانصرف فجاء غيرهم فأعاد عليهم؛ لم‬
‫ولو‬ ‫ص ‪.]١٣٤‬‬ ‫وكذا في‪« :‬بغية المسترشدين»‬ ‫اهـ [على «النهاية ‪۲،‬‬
‫‪۳۱۸‬‬
‫‪/‬‬ ‫يكف‪.‬‬
‫شَكٍّ الحاضرون حال الخُطبة أو في الصَّلاة هل اجتمع أربعون؟ أو‬
‫هل خطب الإمام ثنتين أو أخل بركن؟ لم يؤثر‪ .‬قاله أبو مَخْرَمَةَ كذا‬
‫في‪« :‬بغية المسترشدین ص ‪.]١٣٥‬‬

‫الأركان دون ما عداها‪ ،‬قال «سم»‪ :‬يفيد‬ ‫عَرَبيَّةٌ ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫كون ما عدا الأركان من توابعها بغير العربيَّة لا يكون مانعا من‬ ‫أنَّ‬

‫‪.]٤٢/٢‬‬ ‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫الموالاة‪.‬‬


‫‪٥٠٤‬‬

‫وَإِنْ لَمْ‬ ‫الْعِلْمُ بِالْوَعْظ فِي الْجُمْلَةِ‪ .‬قَالَهُ الْقَاضِي‪،‬‬ ‫مَعَ عَدَم مَعْرِفَتِهِمْ لَهَا ‪:‬‬
‫وَإِنْ‬ ‫خَطَبَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ بِلِسَانِهِمْ‪،‬‬ ‫يُمْكِنْ تَعَلَّمُهَا بِالْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ ضِيْقِ الْوَقْتِ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫أَمْكَنَ تَعَلَّمُهَا ؛ وَجَبَ عَلَى كُلِّ عَلَى الْكِفَايَةِ [انظر‪« :‬التحفة»‬
‫عَلَيْهِ‪.‬‬ ‫(وَقِيَامُ قَادِرٍ)‬
‫وَعَنْ نَجَسٍ غَيْرِ مَعْفُوٌّ عَنْهُ فِي‬ ‫(وَطُهْرٌ) مِنْ حَدَثٍ أَكْبَرَ وَأَصْغَرَ‪،‬‬
‫ثَوْبِهِ وَبَدَنِهِ وَمَكَانِهِ‪.‬‬

‫لِلْعَوْرَةِ‪.‬‬ ‫(وَسَتْرُ)‬
‫وَسُنَّ أَنْ يَكُوْنَ بِقَدْرِ‬ ‫شُرِطَ جُلُوسٌ بَيْنَهُمَا بِطُمَأْنِيْنَةٍ فِيْهِ‪.‬‬ ‫(وَ)‬
‫سُوْرَةِ الإِخْلَاصِ ‪ ،‬وَأَنْ يَقْرَأَهَا فِيْهِ‪ .‬وَمَنْ خَطَبَ قَاعِدًا لِعُذْرٍ؛ فَصَلَ‬
‫بَيْنَهُمَا بِسَكْتَةٍ وُجُوْبًا‪ .‬وَفِي الْجَوَاهِرِ»‪ :‬لَوْ لَمْ يَجْلِسْ‪ :‬حُسِبَنَا وَاحِدَةً‪،‬‬
‫‪.]٤٥٢/٢‬‬ ‫فَيَجْلِسُ وَيَأْتِي بِثَالِثَة [انظر‪« :‬التحفة»‬
‫وَبَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الصَّلَاةِ؛ بِأَنْ لَا‬ ‫بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ أَرْكَانِهِمَا ‪،‬‬ ‫(وَوِلَاءٌ)‬
‫يَفْصِلَ طَوِيلًا عُرْفًا‪.‬‬

‫فلو انكشفت‬ ‫في الأركان فقط‪،‬‬ ‫وَسَتْرٌ لِلْعَوْرَةِ أي‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫كما لو أحدث بين‬ ‫عورته في غيرها؛ لم يضرَّ كسائر الشروط‪،‬‬
‫اهـ‬ ‫الأركان وأتى مع حدثه بشيء من الوعظ ثُمَّ استخلف عن قرب‪.‬‬
‫‪.]٣٢٣/٢‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫ع ش‬

‫فيضرُّ تركه ولو سهوا‪ ،‬ولا يكفي‬ ‫وَجُلُوسٌ بَيْنَهُمَا ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وعند الأئمَّة الثَّلاثة لا يجب الجلوس بينهما‪« .‬ب ر»‬ ‫عنه الاضطجاع‪،‬‬
‫‪.[١٣٥‬‬
‫بغية المسترشدين ص‬ ‫كذا في‪:‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬
‫‪٥٠٥‬‬

‫وَسَيَأْتِي أَنَّ اخْتِلَالَ الْمُوَالَاةِ بَيْنَ الْمَجْمُوْعَتَيْنِ بِفِعْلِ رَكْعَتَيْنِ بَلْ‬


‫وَيَكُونُ بَيَانًا لِلْعُرْفِ‪.‬‬ ‫بِأَقَلِّ مُجْزِي‪ ،‬فَلَا يَبْعُدُ الضَّبْطُ بِهَذَا هُنَا‪،‬‬

‫بِتَعْمِيم‬ ‫وَإِنْ لَمْ تَلْزَمْهُ‪( :‬غَسْلٌ)‬ ‫الْجُمُعَةِ‪،‬‬ ‫(وَسُنَّ لِمُرِيْدِهَا أَيْ‪:‬‬


‫الْبَدَنِ وَالرَّأْسِ بِالْمَاءِ‪ ،‬فَإِنْ عَجَزَ سُنَّ تَيَمُّمٌ بِنِيَّةِ الْغَسْلِ‪ ،‬بَعْدَ) طُلُوْعَ‬
‫وَيَنْبَغِي لِصَائِم خَشِيَ مِنْهُ مُفَطَّرًا تَرْكُهُ‪ ،‬وَكَذَا سَائِرُ الأَغْسَالِ‬ ‫(فَجْرِ)‪،‬‬
‫وَلَوْ تَعَارَضَ الْغَسْلُ وَالتَّبْكِيْرُ ‪:‬‬ ‫وَقُرْبُهُ مِنْ ذَهَابِهِ إِلَيْهَا أَفْضَلُ‪.‬‬ ‫الْمَسْنُوْنَةِ‪.‬‬
‫وَمِنْ ثَمَّ كُرِهَ تَرْكُهُ‪.‬‬ ‫فَمُرَاعَاةُ الْغَسْلِ أَوْلَى؛ لِلْخِلَافِ فِي وُجُوْبِهِ‪،‬‬
‫وَالْكُسُوْفَيْنِ‪،‬‬ ‫غَسْلُ الْعِيْدَيْنِ‪،‬‬ ‫وَمِنَ الأَغْسَالِ الْمَسْنُوْنَةِ‪:‬‬
‫وَالْغَسْلُ‬ ‫وَغَسْلُ فَاسِلِ الْمَيْتِ‪،‬‬ ‫وَأَغْسَالُ الْحَجِّ‪،‬‬ ‫وَالاسْتِسْقَاءِ‪،‬‬
‫وَغَسْلُ‬ ‫وَلِحِجَامَةٍ‪ ،‬وَلِتَغَيرِ الْجَسَدِ‪،‬‬ ‫وَلِكُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ‪،‬‬ ‫لِلاعْتِكَافِ‪،‬‬
‫وَلَمْ يَجِبْ؛ لأَنَّ كَثِيرِيْنَ‬ ‫‪]٦٠٥‬‬ ‫الْكَافِرِ إِذَا أَسْلَمَ؛ لِلأَمْرِ بِهِ [الترمذي رقم‪:‬‬

‫بنيَّة أنَّه بدل عن غسل نحو‬ ‫تَيَمُّمُ بِنِيَّةِ الْغَسْلِ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ولا يكفي‪:‬‬ ‫أو للصلاة‪،‬‬ ‫أو بنيَّة ظهر الجُمُعة‪ ،‬أو للجُمُعة‪،‬‬ ‫الجُمُعة‪،‬‬
‫وإنما قام مقام‬ ‫نويت التَّيمُّم بدلا عن الغسل ؛ لعدم ذكر السبب‪،‬‬
‫الغسل ؛ إذ المقصود منه العبادة والنظافة فإذا فاتت هذه بقيت العبادة‪،‬‬
‫الأقرب الكراهة؛‬ ‫لكن قال ع ش»‪:‬‬ ‫وتوقف «حج» في كراهة تركه‪،‬‬
‫إعطاء للبدل حكم المبدل منه ويندب الوضوء لذلك الغسل وسائر‬
‫ويطلب التيمم بدلًا‬ ‫الأغسال المسنونة ولو لحائض ومن لم يكن محدثًا‪،‬‬
‫فإذا تيمم بنيَّة كونه بدلًا عن الوضوء‬ ‫عن الوضوء المطلوب للغسل‪،‬‬
‫الواجب أو المندوب والغَسل ؛ كَفَى لهما ‪ .‬اهـ «بشرى» [ص ‪.]٣٩٩‬‬
‫شحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٥٠٦ Pos‬‬

‫وَهَذَا إِذَا لَمْ يَعْرِضْ لَهُ فِي الْكُفْرِ مَا يُوْجِبُ‬ ‫أَسْلَمُوا وَلَمْ يُؤْمَرُوا بِهِ‪،‬‬
‫الْغَسْلَ مِنْ جَنَابَةٍ أَوْ نَحْوهَا؛ وَإِلَّا وَجَبَ الْغَسْلُ وَإِنِ اغْتَسَلَ فِي الْكُفْرِ؛‬
‫ثُمَّ مَنْ غَسَلَ الْمَيْتَ‪.‬‬ ‫غَسْلُ الْجُمُعَةِ‪،‬‬ ‫وَآكَدُهَا ‪:‬‬ ‫لِبُطْلَانِ نِيَّتِهِ‪.‬‬

‫قَالَ شَيْخُنَا ‪ :‬يُسَنُّ قَضَاءُ غَسْلِ الْجُمُعَةِ كَسَائِرِ الأَغْسَالِ‬ ‫تَنْبِيْهُ ‪:‬‬
‫وَإِنَّمَا طُلِبَ قَضَاؤُهُ؛ لأَنَّهُ إِذَا عَلِمَ أَنَّهُ‬ ‫الْمَسْنُوْنَةِ [في‪« :‬فتح الجواد (‪]٥٠۲/۱‬‬
‫يُقْضَى دَاوَمَ عَلَى أَدَائِهِ وَاجْتَنَبَ تَفُويْتَهُ‪.‬‬

‫قال ذلك‬ ‫إلخ)‬ ‫يُسَنُّ قَضَاءُ غَسْلِ الْجُمُعَةِ ‪...‬‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫قال في باب الحج‬ ‫ولم أره في «التحفة»‪،‬‬ ‫في شَرْحَيْ الإرشاد»‪،‬‬
‫غسل دخول مكة ـ؛؛ لم‬ ‫ولو فاته ‪ -‬أي‪:‬‬ ‫منهما ـ والعبارة للصغير ‪-‬‬
‫يَبْعُد ندب قضائه بعد الدُّخول‪ ،‬وكذا بقيَّة الأغسال‪ .‬اهـ [أي‪ :‬لـ «فتح‬
‫وخالف في‬ ‫وجَرَى عليه في «المغني»‪،‬‬ ‫والكبير اسمه‪« :‬الإمداد»]‪.‬‬ ‫الجواد»‪،‬‬
‫«الحاشية» و«الإيعاب»‪ ،‬فلم يُلحقا بقيَّة الأغسال بغسل دخول مكة في‬
‫أفتى‬ ‫ندب القضاء [انظر‪« :‬حميد» على «التحفة ‪ .]٥٧/٤‬قال في «الإيعاب»‪:‬‬
‫السُّبْكِيُّ بأنَّ الأغسال المسنونة لا تُقضى مطلقًا ؛ لأنَّها إن كانت للوقت‬
‫ويُستثنى منه نحو دخول مكة أو‬ ‫فقد فات‪ ،‬أو للسبب فقد زال‪،‬‬
‫وينبغي أن يُستثنى نحو غسل الإفاقة من‬ ‫المدينة إذا لم يتم دخوله‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫إن حصلت له جنابة بعد الإفاقة واغتسل لها؛‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫جنون البالغ‪.‬‬
‫اهـ «ع ش»‪.‬‬ ‫على «حج» [‪.]٤٦٥/٢‬‬ ‫انقطع طلب الغَسل السَّابق‪« .‬سم»‬
‫وفي «النهاية»‪ :‬ولو فاتت هذه الأغسال لم تُقْضَ‪ .‬اهـ‪ .‬قال «ع ش‪:‬‬
‫نَقَلَ شيخنا الزَّيَّادِيُّ عن شيخه الصَّنْدَتَائِيِّ أنْ غَسل العيد يخرج بخروج‬
‫‪.]٣٣٣/٢‬‬ ‫اهـ [على «النهاية»‬ ‫وغسل الجُمُعة يفوت بفوات الجُمُعة‪.‬‬ ‫اليوم‪،‬‬
‫‪۵۰۷‬‬
‫رحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫لِغَيْرِ خَطِيْبٍ إِلَى الْمُصَلَّى مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ؛ لِمَا فِي‬ ‫(وَبُكُوْرُ)‬
‫الْخَبَرِ الصَّحِيحِ ‪ :‬أَنَّ لِلْجَائِي بَعْدَ اغْتِسَالِهِ غَسْلَ الْجَنَابَةِ ‪ -‬أَيْ‪:‬‬
‫كَغَسْلِهَا‪ ،‬وَقِيلَ‪ :‬حَقِيْقَةٌ‪ ،‬بِأَنْ يَكُوْنَ جَامَعَ؛ لأَنَّهُ يُسَنُّ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَوْ‬
‫فِي السَّاعَةِ الأَوْلَى ‪ :‬بَدَنَةٌ‪ ،‬وَفِي الثَّانِيَةِ ‪:‬‬ ‫يَوْمَهَا [انظر‪« :‬التحفة ‪]٤٧٠/٢‬‬
‫عُصْفُوْرًا‪،‬‬ ‫وَالْخَامِسَةِ ‪:‬‬ ‫دَجَاجَةٌ‪،‬‬ ‫وَالرَّابِعَةِ ‪:‬‬ ‫كَبْشًا أَقْرَنَ‪،‬‬ ‫وَالثَّالِثَةِ ‪:‬‬ ‫بَقَرَةً‪،‬‬
‫‪٨٥٠‬؛ النسائي رقم‪:‬‬ ‫‪۹۲۹‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫بَيْضَةً [البخاري رقم‪:‬‬ ‫وَالسَّادِسَةِ ‪:‬‬
‫وَالْمُرَادُ أَنَّ مَا بَيْنَ‬ ‫للنووي ‪.]۷۸۳/۲‬‬ ‫‪۱۳۸۷‬؛ وانظر‪« :‬الخلاصة»‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٣٨٥‬‬

‫سَوَاءٌ أَطَالَ‬ ‫الْفَجْرِ وَخُرُوجِ الْخَطِيْبِ يَنْقَسِمُ سِتَّةَ أَجْزَاءَ مُتَسَاوِيَةٍ‪،‬‬


‫الْيَوْمُ أَمْ قَصُرَ‪.‬‬

‫فَيُسَنُّ لَهُ التَّأْخِيرُ إِلَى وَقْتِ الْخُطْبَةِ؛ لِلاتِّبَاعِ [انظر‪:‬‬ ‫أَمَّا الإِمَامُ ‪:‬‬
‫‪.]١٢٠/٢‬‬ ‫التلخيص الحبير»‬

‫متعلق به‪،‬‬ ‫خبر مقدم؛ لأنَّ في السَّاعَةِ الأُوْلَى»‬ ‫لِلْجَائِي)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫اسم أنَّ مؤخَّر‪.‬‬ ‫و«بَدَنة»‬
‫قضيَّة هذا التَّقييد الوارد في الحديث‪:‬‬ ‫بَعْدَ اغْتِسَالِهِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫توقف حصول البَدَنَةِ أو غيرها على كون المجيء مسبوقاً بالاغتسال‪،‬‬
‫على‬ ‫فيتوقف على الوجه الَّذِي وَرَدَ عليه‪« .‬سم»‬ ‫والثواب أمر توقيفي‪،‬‬
‫«حج»‪ .‬اهـ «ع ش» و«رَشِيْدِي»‪ .‬لكن في الْبُجَيْرِمِي» عن «ع ش‪ :‬إِنَّ‬
‫فمثله إذا راح من غير غسل‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫الغسل ليس بقيد‪ ،‬بل لبيان الأكمل‪،‬‬
‫فليراجع‪« .‬عبد» على «تحفة» [‪.]٤٧٠/٢‬‬
‫فلو عبَّرَ به لكانَ‬ ‫محترز قوله الغَيْرِ خَطِيبِ»‪،‬‬ ‫أَمَّا الإِمَامُ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫قال «ع ش‪ :‬فلو بكر لا يحصل له ثواب التبكير [على «النهاية»‬ ‫أنسب‪،‬‬
‫‪.[٣٣٤/٢‬‬
‫ترشيحالمستفييدين علىفتحالمعين‬ ‫‪2.0‬‬

‫وَيُسَنُ الذَّهَابُ إِلَى الْمُصَلَّى فِي طَرِيْقِ طَوِيْلِ مَاشِيَا بِسَكِيْنَةٍ‪،‬‬


‫وَالرُّجُوْعُ فِي طَرِيْقٍ آخَرَ قَصِيرٍ؛ وَكَذَا فِي كُلِّ عِبَادَةٍ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫إلَّا لعذر ؛ للخبر الصَّحيح‪« :‬مَنْ غَسَلَ ‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫مَاشِيًا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫أي رأسه أو‬ ‫يَوْمَ الْجُمُعَةِ ‪-‬‬ ‫بالتَّخفيف على الأرجح ‪-‬‬ ‫أي‪:‬‬
‫كذا قالوه‪،‬‬ ‫زوجته؛ لِمَا مِرَّ من ندب الجماع ليلتها أو يومها‪،‬‬
‫وَاغْتَسَلَ‬ ‫لكن ظاهر الحديث أنَّه يومها أفضل ‪-‬‬ ‫وظاهره استواؤهما‬
‫أتى بالصَّلاة أول وقتها‪،‬‬ ‫بالتشديد على الأشهر‪:‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وَبَكَّرَ ‪-‬‬
‫أدرك أوَّل الخطبة‬ ‫وَابْتَكَرَ ‪ -‬أي‪:‬‬ ‫خرج من بيته باكرًا ‪-‬‬ ‫وبالتخفيف‪:‬‬
‫وَدَنَا مِنَ‬ ‫في جميع الطَّريق ‪-‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ ‪-‬‬ ‫أو تأكيد ‪-‬‬
‫من‬ ‫أي‪:‬‬ ‫الإِمَام فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ؛ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ ‪-‬‬
‫فلا ينقطع الثواب كما قاله بعضهم‬ ‫محل خروجه إلى مصلاه‪،‬‬
‫بل يستمر فيه أيضًا إلى مصلاه‪ ،‬وكذا في‬ ‫بوصوله للمسجد‪،‬‬
‫عَمَلُ سَنَةٍ‪ ،‬أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا» [أبو داود رقم‪:‬‬ ‫المشي لكلِّ صلاةٍ ‪-‬‬
‫‪.[٣٤٥‬‬

‫أكثر من هذا الثواب؛‬ ‫ليس في السنة في خبر صحيح‬ ‫قيل‪:‬‬


‫ومحَلَّه في غير نحو الصَّلاة بمسجد مكَّة؛ لِمَا يأتي في‬ ‫فليُنْتَبَهُ له‪،‬‬
‫الاعتكاف من مضاعفة الصَّلاة الواحدة فيه إلى ما يفوق هذا بمراتب‪،‬‬
‫لَا سِيَّما إن انضم إليها نحو جماعة وسواك وغيرهما من مكملاتها‪،‬‬
‫ويتخير في عوده بين الرُّكوب والمشي‪« .‬تحفة» [‪.]٤٧١/٢‬‬

‫ودخل‬ ‫أيضًا [‪،]٤٧٢/٢‬‬ ‫(قوله‪ :‬فِي كُلِّ عِبَادَةٍ) كذا في «التحفة»‬


‫على‬ ‫لكن يأتي أنَّ الحجّ راكبًا أفضل‪« .‬سم»‬ ‫في ذلك الحج والعمرة‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫«التحفة ‪٤٧١/٢‬‬
‫‪۵۰۹‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَيَجِبُ إِذَا‬ ‫كَسَائِرِ الْعِبَادَاتِ ‪ -‬إِلَّا لِضِيْقِ وَقْتِ‪،‬‬ ‫وَيُكْرَهُ عَدْوٌّ إِلَيْهَا ‪-‬‬
‫لَمْ يُدْرِكْهَا إِلَّا بِهِ‪.‬‬

‫وَيَلِي الْأَبْيَضَ‪ :‬مَا‬ ‫الأَبْيَضُ‪،‬‬ ‫وَأَفْضَلُهَا ‪:‬‬ ‫(وَتَزَيُّنْ بِأَحْسَن ثِيَابِهِ‪،‬‬


‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫صُبغَ قَبْلَ نَسْجِهِ‪،‬‬

‫كما‬
‫به‬ ‫وإِن لم يَلِقْ‬ ‫فَيَجِبُ إِذَا لَمْ يُدْرِكْهَا إِلَّا بِهِ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وهو المعتمد‬ ‫قال «ع ش‪:‬‬ ‫في «التحفة» و«فتح الجواد» و«النهاية»‪،‬‬
‫‪.]٤٧٢/٢‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫[كذا في «حميد»‬

‫وأما المرأة ‪-‬‬ ‫مريد حضور الجُمُعة الذكر‪،‬‬ ‫وَتَزَيُّن) أي‪:‬‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫ولو عجوزا ‪ -‬إذا أرادت حضورها فيكره لها التطيب والزينة‬ ‫أي‪:‬‬
‫يستحبُّ لها قطع الرَّائحة الكريهة‪« .‬نهاية» [‪]٣٤٠/٢‬‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫وفاخر النّياب‪.‬‬
‫و«مغني»‪.‬‬

‫وَأَفْضَلُهَا الأَبْيَضُ أَي في كل زمن حيث لا عذر‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫على «التحفة»‬ ‫وحتَّى في العمائم كما في «سم»‬ ‫كما في «التحفة»‪،‬‬
‫ويسن أن تكون ثيابه جديدة كما في «النهاية»‪ ،‬فإن لم‬ ‫‪،]٤٧٥/٢‬‬
‫تكن جديدة سُنَّ أن تكون قريبة منها كما في «ع ش على‬
‫والأكمل ‪ :‬أن تكون ثيابه كلّها بيضاء‪ ،‬فإن لم يكن‬ ‫«النهاية ‪]٣٤٠/٢‬‬
‫نعم‪،‬‬ ‫ويطلب ذلك حتّى في غير يوم الجُمعة‪.‬‬ ‫كلّها فأعلاها‪،‬‬
‫الثَّمن‪.‬‬ ‫في العيد الأغلى في‬ ‫المعتبر ـ كما في «سم» و«ع ش»‬ ‫‪-‬‬

‫اهـ‪.‬‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفي المعين‬

‫‪.]٣١٢/١‬‬ ‫انتهى [«فتح الجواد»‬ ‫وَيُكْرَهُ مَا صُبغَ بَعْدَهُ وَلَوْ بِغَيْرِ الْحُمْرَةِ‪.‬‬

‫وَيَحْرُمُ التَّزَيُّنُ بِالْحَرِيْرِ‬

‫ونَظَرَ فيه‬ ‫وَيُكْرَهُ مَا صُبغَ بَعْدَهُ كذا في فتح الجواد»‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫واستَدْرَكَا عليه في «المغني» و«النهاية» [‪]٣٤٠/٢‬‬ ‫[‪]٤٧٥/٢‬‬ ‫«التحفة‬
‫لبس مصبوغ بغير الزعفران والمعصفر‪ ،‬أي‪ :‬سواء أصبغ‬ ‫بأنه لا يكره‬
‫واعتمده «ع «ش»‪ ،‬قال «سم»‪ :‬قال الشّهاب‬ ‫أم بعده‪،‬‬ ‫قبل النسج‬
‫وهو موافقٌ لِمَا اختاره شيخنا الشارح‪.‬‬ ‫المعتمد عدم الكراهة‪،‬‬ ‫الرَّمليُّ ‪:‬‬
‫ومن ذلك تعلم ضعف ما جرى عليه الشارح‬ ‫‪.]٤٧٦/٢‬‬ ‫اهـ [على «التحفة»‬
‫تَبَعًا لـ «فتح الجواد»‪.‬‬

‫شروع في حُكْم اللباس‪.‬‬ ‫وَيَحْرُمُ التَّزَيُّنُ بِالْحَرِيْرِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وذكره الأكثرون بعد صلاة‬ ‫وقد أفرده الفقهاء بباب مستقل‪،‬‬
‫ولكُلِّ‬ ‫ذكره هنا‪،‬‬ ‫كالشارح ‪-‬‬ ‫وبعض ‪-‬‬ ‫وذكره جَمْع في العيد‪،‬‬ ‫الخوف‪،‬‬
‫وجه‪.‬‬

‫ونص عليه الشيخ‬ ‫أنَّه من الكبائر [‪،]٣٣٦/١‬‬ ‫وظاهر «الزَّواجر»‬


‫‪.]٢٤٢/٢‬‬ ‫وَنُقِلَ عن ع ش [انظر‪« :‬باج» على «شرح ابن قاسم»‬ ‫عَطِيَّة‪،‬‬
‫ولو‬ ‫على الذكر البالغ والخنثى‪،‬‬ ‫استعماله ‪-‬‬ ‫وإنما يحرم ‪ -‬أي‪:‬‬
‫ولا فرق بين ما قَرُبَ منه‬ ‫بنحو افتراش وتَسَتُّرِ واستناد وتَوَسُّدِ وتَدَثْرٍ ‪،‬‬
‫عن‬ ‫ونَقَلَ «سم»‬ ‫وما بَعُد حيث جلس تحته مُسامتا له عند ابن حجر‪،‬‬
‫م ر أنَّه لو رُفِعَ جدا بحيث صار في العُلْوِ كالسقف لم يحرم‬
‫‪۵۱۱‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَمَا أَكْثَرُهُ وَزْنًا لَا ظُهُوْرًا مِنَ‬ ‫وَهُوَ نَوْعٌ مِنْهُ كَمِدُ اللَّوْنِ ‪،‬‬ ‫وَلَوْ قَزَّا ‪-‬‬

‫كما لا يحرم الجلوس تحت السَّقف الْمُذَهّب وإن‬ ‫الجلوس تحته‪،‬‬


‫حرم فعله مطلقًا واستدامته إن حصل منه شيء بالعَرْضِ على النار‪،‬‬
‫وحيث حرم الجلوس تحته حرم في ظله وإن كان مائلا عن‬ ‫قال ‪:‬‬
‫محاذاته ؛ وعند أبي حنيفة ‪ :‬يجوز توسُّدُه وافتراشه والنوم عليه للرّجال‬
‫فليقلده من ابتُلي بذلك‪« .‬كُردي» [في‪« :‬الصُّغرى»‪،‬‬ ‫والنِّساء مطلقًا‪،‬‬
‫‪.]١٨/٣‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫وانظر‪« :‬حميد»‬ ‫و«الوسطى»‬

‫قال «عبد» على تحفة»‪ :‬ويأتي في الشَّرح ‪ -‬أي ‪« :‬التحفة» ما‬


‫يفيد أنَّ عندنا وجهًا بجواز ما ذُكِرَ والتَّقليد له أَوْلَى‬
‫أولى من التقليد لأبي‬
‫حنيفة [‪ .]١٨/٣‬اهـ‪ .‬وفيه ما مرَّ(‪)۱‬؛ فلا تَغْفُل‪.‬‬
‫كالجدار ‪ -‬أو يفرّق‬ ‫وهل يحرم إلباسه الدَّوابَّ ‪-‬‬ ‫قال «سم»‪:‬‬
‫بنفع الدَّوابِّ؟ مال م ر إلى الفرق‪ .‬اهـ [على «التحفة» ‪.]٣٠/٣‬‬
‫وأشار بـ «لو» إلى وجه‬ ‫(قوله‪ :‬وَلَوْ قَزَّا ) أي أو غير منسوج‪،‬‬
‫لكن في‬ ‫فيه بالحِلِّ؛ لأنَّه كَمِدُ اللون وليس من ثياب الزينة‪،‬‬
‫«المجموع» عن الإمام حكاية الاتفاق على تحريمه‪ ،‬وأنَّ ذلك الوجه‬
‫فيكمد لونه‪،‬‬ ‫شاد‪« .‬كُبرى» [‪ .]۲۹۳/۳‬والْقَرُّ ‪ :‬ما يخرج منه الدود حيا‪،‬‬
‫فهو ما حَلَّ عن‬ ‫وأمَّا الإِبْرَيْسَمُ‪:‬‬ ‫ولا يقصد للزينة‪( .‬تحفة) [‪.]۱۹/۳‬‬
‫خلافًا لِمَا‬ ‫قال الْبَاجُوْرِيُّ ‪:‬‬ ‫والحرير يَعُمُّهُمَا‪،‬‬ ‫الدود بعد موته داخله‪.‬‬
‫‪.]٢٤٤/٢‬‬ ‫وقع في بعض العبارات على «شرح ابن قاسم»‬
‫فيجوز لبس الأَطَالِسَةِ المشهورة وإن كان‬ ‫‪.‬‬
‫( قوله ‪ :‬لَا ظُهُوْرًا ) أي ‪:‬‬
‫خلافًا‬ ‫‪.]٢٥١/٢‬‬ ‫على «شرح ابن قاسم»‬ ‫ظاهرها أنَّ الحرير فيها أكثر‪« .‬باج»‬

‫وفيه ما مرَّ) أي ‪ :‬في الأصل الأوّل في المقدمة بعد الخطبة‪.‬‬ ‫(‪( )۱‬قوله ‪:‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫الْحَرِيْرِ‪ ،‬لَا مَا أَقَلُّهُ مِنْهُ‪ ،‬وَلَا مَا اسْتَوَى فِيْهِ الْأَمْرَانِ؛ وَلَوْ شُكٍّ فِي‬
‫فَالأَصْلُ الْحِلٌّ عَلَى الأَوْجَهِ‪.‬‬ ‫الأَكْثَرِ ‪:‬‬

‫يَحِلُّ الْحَرِيرُ لِقِتَالٍ إِنْ لَمْ يَجِدْ غَيْرَهُ‪ ،‬أَوْ لَمْ يَقُمْ مَقَامَهُ فِي‬ ‫فَرْعٌ ‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫دفع السلاح‪.‬‬

‫حرم وإن قلَّ وزنه‪،‬‬ ‫لِلْقَفَّالِ في قوله ‪ :‬إن ظَهَرَ الحرير في الْمُرَكَبِ ‪:‬‬
‫وإن استتر ‪ :‬لم يحرم وإن كثر وزنه «أسنى» [‪.]٢٧٥/١‬‬

‫فَالأَصْلُ الْحِلُ كذا في «التَّحفة» [‪ ]٢٤/٣‬و«فتح الجواد»‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫واعتمد في «المغني»‬ ‫كالشَّكُ في كبر الضَّبَّة ‪،‬‬ ‫وما بعدها]‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫[‪٣٢٢/١‬‬
‫وفرق في النهاية» بين عدم تحريم الْمُضَبَّبِ‬ ‫الحرمة‪،‬‬ ‫و«النهاية»‬
‫إذا شك في كبر الضَّبَّة بالعمل بالأصل فيهما؛ إذ الأصل حِلُّ‬
‫استعمال الإناء قبل تضبيبه والأصل تحريم الحرير لغير المرأة‪ .‬اهـ‬ ‫‪6‬‬

‫]‪.[٣٧٩/٢‬‬

‫بَقِي ما لو شكٍّ فيه هل هو حرير أو غير حرير لاختلاف ذوي‬


‫الخبرة فيه كاللباس المعروف الآن الَّذي كَثُرَ استعماله في الرجال على‬
‫عند الشَّكِّ‬ ‫فهل يجري فيه خلاف ابن حجر و«م ر»‬ ‫اختلاف أنواعه‪،‬‬
‫أو يقال بحرمته مطلقًا أو حِلّه‬ ‫في أكثرية الحرير على المخلوط به‪،‬‬
‫وجمهور‬ ‫والأَوْفَقُ بما اختاره جمهور أئمتنا‬ ‫مطلقا؟ لم أَرَ فيه شيئًا‪،‬‬
‫الحنفية ‪ -‬كما في رد المحتار» ـ من أنَّ الأصل في الأشياء‬
‫الإباحة ((‪ )،)١۱‬؛ فليُرجع إليه عند الشَّكِّ في ذلك‪ ،‬ما لم يقم نص على‬
‫النَّاس الآن‪.‬‬ ‫يسع‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬ ‫خلافه ‪،‬‬

‫الثَّالث! [عمار]‪.‬‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫في الأصل المطبوع زيادة لا محل لها‪،‬‬ ‫( ‪)۱‬‬
‫‪۵۱۳‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫يَجُوْزُ الْقَبَاءُ وَغَيْرُهُ مِمَّا يَصْلُحُ‬ ‫وَصَحَّحَ فِي الْكِفَايَةِ» قَوْلَ جَمْع‪:‬‬
‫كَتَحْلِيَةِ السَّيْفِ بِفِضَّةٍ [أي‪ :‬ابن‬ ‫لِلْقِتَالِ وَإِنْ وَجَدَ غَيْرَهُ ؛ إِرْهَابًا لِلْكُفَّارِ ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫الرفعة في‪« :‬كفاية النَّبيه ‪٢٥٤/٤‬‬

‫وَلِحَاجَةٍ كَجَرَبٍ إِنْ آذَاهُ غَيْرُهُ ‪ ،‬أَوْ كَانَ فِيْهِ نَفْعٌ لَا يُوْجَدُ فِي‬
‫غَيْرِهِ‪ ،‬وَقَمْلٍ لَمْ يَنْدَفِعُ بِغَيْرِهِ‪.‬‬
‫وَلِامْرَأَةٍ وَلَوْ بِافْتِرَاشٍ‪ ،‬لَا لَهُ بِلَا حَائِلٍ‪.‬‬
‫وَزِرُّ الْجَيْبِ‪،‬‬ ‫خَيْطُ السُّبْحَةِ‪،‬‬ ‫وَيَحِلُّ مِنْهُ حَتَّى لِلرَّجُلِ ‪:‬‬

‫إلخ) كذا في «التحفة» [‪]٢٢/٣‬‬ ‫وَصَحَّحَ فِي الْكِفَايَةِ»‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫يَجُوْزُ‬ ‫الأوجه عدم الجواز‪( .‬وقوله ‪:‬‬ ‫وفي «المغني» و«النهاية [‪:]۳۷۷/۲‬‬
‫إلخ) أي من الحرير والقباء الثوب المشقوق من أمام‬ ‫الْقَبَاءُ ‪.‬‬
‫كالجُبَّة المعهودة‪.‬‬

‫من عَطْفِ العام على‬ ‫عطف على «لِقِتَالٍ‬ ‫وَلِحَاجَةٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫الخاص‪.‬‬

‫ويحل الحرير لامرأة‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫عطف على لِقِتَالِ»‬ ‫وَلِامْرَأَةٍ)‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫وسائر أوجه الاستعمال كالتدثر به‪،‬‬ ‫وَلَوْ بِافْتِرَاش) أي ‪:‬‬ ‫(وقوله‪:‬‬
‫ما لم يكن‬ ‫ومحَلٌّ حِلَّ افتراشِهِنَّ له‪:‬‬ ‫ونحو ذلك‪،‬‬ ‫والجلوس تحته‪،‬‬
‫وأما ما جرت به عادة النساء‬ ‫قال ع ش " ‪:‬‬ ‫مُزَرْكَشًا بذهب أو فِضَّة‪،‬‬
‫أمتعتها‬ ‫من‬ ‫أو تغطي به شيئًا‬ ‫اتخاذ غطاء الحرير لعمامة زوجها‪،‬‬ ‫من‬

‫‪.]٣٧٧/٢‬‬ ‫اهـ [على «النهاية»‬ ‫فالأقرب الجواز فيها ‪.‬‬ ‫المسمَّى الآن يُقْجَةً ‪:‬‬
‫والعقدة الكبيرة التي‬ ‫(قوله ‪ :‬خَيْطُ السُّبْحَةِ والشَّرَّابة الَّتى برأسها‪،‬‬
‫فوقها الشُّرَّابة‪ ،‬ومثله ‪ :‬الخيط الذي ينظم فيه أغطية الْكِيْزَانِ من نحو‬
‫الْعَنْبَرِ‪ ،‬وخيط السكين‪ ،‬وخيط المفتاح‪ ،‬وخيط مصحف‪ ،‬وخيط ميزان‬
‫‪٥١٤‬‬
‫تر المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَعَلَمُ الرُّمْحِ؛ لَا الشَّرَّابَةُ‬ ‫وَغِطَاءُ الْعِمَامَةِ‪،‬‬ ‫وَكِيْسُ الْمُصْحَفِ وَالدَّرَاهِم‪،‬‬


‫الَّتِي بِرَأْسِ السُّبْحَةِ‪.‬‬

‫وَيَجِبُ لِرَجُلٍ لُبْسُهُ حَيْثُ لَمْ يَجِدْ سَائِرَ الْعَوْرَةِ غَيْرَهُ حَتَّى فِي‬
‫الْخَلْوَةِ‪.‬‬

‫وليقة الدواة‪،‬‬ ‫وورق الحرير فى الكتابة‪،‬‬ ‫ونحو تكة لباس‪،‬‬ ‫وقنديل‪،‬‬


‫ونُقِلَ عن شيخنا الزَّيَّادِيِّ حِلُّ منديل فراش الزوجة‬ ‫قال الْقَلْيُوْبِيُّ ‪:‬‬
‫وانظر‪« :‬الوسطى»‬ ‫اهـ كُردي» [في‪« :‬الصُّغرى»‪،‬‬ ‫وفيه نظر‪.‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫للرجل‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪٥٣/٢‬‬

‫«التحفة»‬ ‫وَكِيْسُ الْمُصْحَفِ وَالدَّرَاهِم كذا في‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫واعتمد «م‬ ‫في شُرُوحِ «الإرشاد» و«المختصر»‪،‬‬ ‫و«الإيعاب»‪ ،‬وَتَبَرَّأَ‬
‫كُردي» [في‪« :‬الكُبرى» ‪.]٣٠٤/٣‬‬ ‫ر وأتباعه الحرمة فيهما‬

‫التي ليست من أصل‬ ‫(قوله ‪ :‬لَا الشَّرَّابَةُ الَّتِي بِرَأْسِ السُّبْحَةِ أي ‪:‬‬
‫تحرم‬ ‫وقيل‪:‬‬ ‫الخيط‪ ،‬أمَّا الَّتي من أصله فالمعتمد حِلَّها كما مرَّ‪،‬‬
‫‪ .]٢٤٣/٢‬أما ما‬ ‫تحِلُّ مطلقًا [انظر‪« :‬باج على شرح ابن قاسم»‬ ‫وقيل ‪:‬‬ ‫مطلقًا ‪،‬‬
‫فلا وجه لجوازه‪،‬‬ ‫جرت به العادة ممَّا يفصل به بين حبوب الشبحة‪:‬‬
‫ثُمَّ رأيت في ابن حج» ما يصرح بذلك‪« .‬سم» [نقله «ع ش» على «النهاية»‬
‫وبعضهم بحرمته‪ ،‬وقد‬ ‫وقال بعضهم بجواز زِرِّ الطَّربوش‪،‬‬ ‫‪.]۳۸۲/۲‬‬
‫فينبغي تقليد القول بالجواز؛ للخروج من‬ ‫غلب اتخاذه في هذا الزمان ‪:‬‬
‫‪.]٢٤٤/٢‬‬ ‫على «شرح ابن قاسم»‬ ‫الإثم‪« .‬باج»‬
‫إلخ) كذا في «فتح الجواد»‬ ‫وَيَجِبُ لِرَجُلٍ لُبْسُهُ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫[‪ ]۳۲۳/۱‬و شرح المختصر‪ ،‬ولم يتعرض في التحفة» و«النهاية»‬
‫للوجوب‪ ،‬إلا أن يقال‪ :‬إنَّه من قاعدة ما جَازَ بعد امتناعه وَجَبَ‪،‬‬
‫‪٥١٥‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَيَجُوْزُ لُبْسُ الثَّوْبِ الْمَصْبُوْعَ بِأَيِّ لَوْنٍ كَانَ إِلَّا الْمُزَعْفَرَ‪،‬‬

‫وفي «الإيعاب»‪:‬‬ ‫وكذا ستر ما زاد على العورة عند الخروج للنَّاس‪،‬‬
‫أفتى أبو شُكَيْل بأنَّه لو احتاج إليه لنحو التَّعمُّم ولم يجد غيره عند‬
‫ولو خرج بدونه سقطت مروءته ؛ جَازَ‬ ‫الخروج لنحو جماعة أو شراء‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫وسطى» [‪٥٢/٢‬‬ ‫له الخروج به للحاجة إليه حينئذ‪.‬‬

‫زاد «ع ش‪ :‬فإن خرج مُتَزِرًا مقتصرًا على ذلك نظر ‪ :‬فإن قصد‬
‫بذلك الاقتداء بالسَّلف‪ ،‬وترك الالتفات إلى ما يُزْرِي بالمنصب ‪ :‬لم‬
‫وإن لم يقصد ذلك بل‬ ‫بل يكون فاعلا للأفضل‪،‬‬ ‫تسقط بذلك مروءته‪،‬‬
‫فَعَلَ ذلك انخلاعًا وتهاونًا بالمروءة سقطت مروءته؛ كذا في‬
‫بأبسط من هذا‪ .‬سم» على «المنهج‪ ،‬ومن ذلك يؤخذ ‪ :‬أنّ‬ ‫النَّاشِرِي»‬
‫لبس الفقيه القادر على التَّجمل بالتِّياب التي جرت بها عادة أمثاله ثيابًا‬
‫إن كان لهضم النفس والاقتداء بالسَّلف‬ ‫دونها في الصفة والهيئة‪:‬‬
‫الصَّالحين؛ لم يُخِلَّ بمروءته‪ ،‬وإن كان لغير ذلك؛ أَخَلَّ بها‪ ،‬ومنه‪:‬‬
‫ما لو ترك ذلك متعلًا بأنَّ حاله معروف‪ ،‬وأنه لا يزيد مقامه عند‬
‫وإنَّما كان هذا مُخِلَّا؛ لمنافاته‬ ‫ولا ينقص بعدمه‪،‬‬ ‫النَّاس باللُّبس‪،‬‬
‫‪.]٣٧٨/٢‬‬ ‫فكأنه استهزاء بنفس الفقه اهـ [على «النهاية»‬ ‫منصب الفقهاء‪،‬‬

‫وما أحسن قول الإمام الشَّافعيّالله ‪:‬‬

‫زين الرجال بها تعزُّ وتكرم‬ ‫حسن ثيابك ما استطعت فإنَّها‬


‫فالله يعلم ما تسرّ وتكتم‬ ‫ودع التَّخشُن في التِّياب تواضعًا‬
‫تخشى الإله وتثقي ما يحرم‬ ‫فجميل ثوبك لا يضرك بعد أن‬
‫عند الإله وأنت عبـد مجرم‬ ‫ورثيث ثوبك لا يزيدك رفعة‬

‫وكذا المعصفر [‪،]٢٧/٣‬‬ ‫(قوله‪ :‬إِلَّا الْمُزَعْفَرَ في «التَّحفة»‪:‬‬


‫ترشح ستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَلُبْسُ الثَّوْبِ الْمُتَنَجِّسِ فِي غَيْرِ نَحْوِ الصَّلَاةِ حَيْثُ لَا رُطُوْبَةَ؛ لَا جِلْدِ‬
‫مَيْتَةٍ بِلَا ضَرُوْرَةٍ‪،‬‬
‫‪:‬‬

‫وما‬ ‫واعتمده شيخ الإسلام وخالف في المغني» و«النهاية» [‪٣٨٠/٢‬‬


‫ولا يكره‬ ‫ويحرم على غير المرأة المزعفر دون المعصفر‪،‬‬ ‫بعدها قالا ‪:‬‬
‫سواء الأحمر والأصفر‬ ‫لغير من ذُكِرَ مصبوغ بغير الزعفران والعُصفر‪،‬‬
‫قبل النسج وبعده؛ وإن خالف فيما‬ ‫والأخضر وغيرها‪ ،‬سواء [أصبغ]‬
‫بعده بعض المتأخرين‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫الأقرب تحريم ما زاد على أربع‬ ‫وفي الإمداد»‬ ‫قال الْكُرْدِيُّ ‪:‬‬
‫أصابع‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬إن صبغ نحو السَّدَى أو اللحمة بنحو زعفران؛‬
‫اتَّجه أن يأتي فيه تفصيل الْمُرَكَّب السَّابق في الحرير‪ ،‬وفي «النهاية»‪:‬‬
‫فإن صح إطلاق المزعفر عليه‬ ‫الأوجه أنَّ المرجع في ذلك العُرْف‪،‬‬
‫‪.]٥٤/٢‬‬ ‫[ عُرْفًا]‪ :‬حرم؛ وإلا فلا‪ .‬اهـ [«الوسطى»‬

‫وإِنَّما جَرَى الخلاف في المعصفر دون‬ ‫قال في «التحفة»‪:‬‬


‫واخْتُلِفَ‬ ‫المزعفر؛ لأنَّ الخُيلاء والتَّشبه فيه أكثر منهما في المعصفر‪،‬‬
‫فألحقه قوم متقدمون بالزعفران واعترض بأن قضيَّة كلام‬ ‫في الْوَرْس ‪:‬‬
‫وغيرها [في‪:‬‬ ‫الأكثرين حِلَّه‪ .‬قال الْكُرْدِيُّ ‪ :‬وهو قضيَّة إطلاق «النهاية»‬
‫‪.]٥٤/٢‬‬ ‫«الوسطى»‬

‫يستثنى من حِلِّ لبسه‪ :‬ما لو كان‬ ‫وَلُبْسُ الثَّوْبِ الْمُتَنَجِّسِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫مع‬ ‫بحيث يَعْرَقُ فيتنجس بدنه ويحتاج إلى غسله للصَّلاة‬ ‫صائفًا‬
‫الوقت‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫[‪٣٨٢/٢‬‬ ‫نهاية‬ ‫تعذر الماء‪.‬‬

‫من كلب أو خنزير أو غيرهما؛ لِغِلَظ‬ ‫(قوله ‪ :‬لَا جِلْدِ مَيْتَةٍ) أي‪:‬‬
‫مع ما عليه من التَّعبُّد‬ ‫نجاسة الكلب والخنزير؛ ولنجاسة عين غيرهما‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫كَافْتِرَاشِ جِلْدِ سَبْعِ كَأَسَدٍ‪.‬‬

‫استعماله في غيره‬ ‫وخرج بـ لُبْسِهِ»‬ ‫باجتناب النجس لإقامة العبادة‪،‬‬


‫وكالمشي عليه فيما يظهر‪.‬‬ ‫كافتراشه‪ ،‬فيحِلُّ قطعًا كما في «الأنوار»‪،‬‬
‫‪.]١٨/٣‬‬ ‫وما بعدها‪،‬‬ ‫(تحفة) [‪۳۱/۳‬‬

‫فيحرم‪ .‬اهـ‬ ‫وخرج بالمشي ‪ :‬فرشه للمشي‪،‬‬ ‫قال الرَّشِيدِيُّ‪:‬‬


‫[ على النهاية» ‪ .]۳۷۳/۲‬وفي الْبُجَيْرِمِي» عن الأَطْفِيحِي‪ :‬عدم حرمة التردد‬
‫خلافًا لِلْبَاجُوْرِي [على «شرح ابن قاسم»‬ ‫عليه [على «شرح المنهج ‪،]٤١٩/١‬‬
‫‪.[٢٤٧/٢‬‬

‫ويَحِلُّ الجلوس على حرير فُرسَ عليه ثوب أو غيره ولو رقيقا أو‬
‫مهلهلا‪ ،‬ما لم يماس قدرًا يعدُّ عُرْفًا مستعملا له‪« .‬تحفة» [‪.]١٩/٣‬‬
‫اتخاذ الحرير بلا لبس‪ ،‬كذا أطلق الحرمة في «فتح‬ ‫ويحرم‬

‫وأقرها في‬ ‫وجَرَى عليها الخطيب‪،‬‬ ‫وبحثها في «الإمداد»‪،‬‬ ‫الجواد»‪،‬‬


‫الحِلَّ قال ‪ :‬ولو حُمِلَ هذا ‪ -‬أي‪:‬‬ ‫واستوجه في النّهاية‬ ‫«الأسنى»‪،‬‬
‫بخلاف ما إذا أخذه لمجرَّد القُنْيَةِ لم‬ ‫على من اتَّخذه ليلبسه‪،‬‬
‫التحريم ‪ -‬على‬
‫محَلٌّ حرمة اتَّخاذ الحرير بلا استعمال‪ :‬ما إذا‬ ‫وفي «التحفة»‪:‬‬ ‫يَبعُد‪،‬‬
‫على الرّجال والنساء؛ كأن اتُّخِذَ‬ ‫أي‪:‬‬ ‫كان على صورة محرمة‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫وبه‬ ‫هكذا ظهر لي‪،‬‬ ‫على صورة لا تستعمل إلا لستر الجدار بها‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫اهـ «صغری» [وانظر‪« :‬الكُبرى»‬ ‫يندفع ما لـ «سم»‪.‬‬
‫الجواز‪،‬‬ ‫كَافْتِرَاشِ جِلْدِ سَبُع الكاف للتنظير في عدم‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫بل لما فيه من‬ ‫وليس كذلك‪،‬‬ ‫أنَّ عدم الجواز لنجاسته‪،‬‬ ‫ومقتضاه‬
‫«التحفة» ‪:‬‬
‫ويحرم نحو جلوس على جِلْدِ سَبع ـ كنمر‬ ‫قال في‬ ‫التكبر‪،‬‬
‫شأن‬ ‫من‬ ‫وفهد ـ بِهِ شَعْرٌ وإِن جُعِلَ إلى الأرض على الأوجه؛ لأنَّه‬
‫اهـ [‪.]٣٥/٣‬‬ ‫المتكبرين‪.‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪۵۱۸‬‬

‫وَمُتَنَجِّسٍ لِدَابَّةٍ‪.‬‬ ‫وَلَهُ إِطْعَامُ مَيْتَةٍ لِنَحْوِ طَيْرٍ لَا كَافِرِ‪،‬‬

‫اسْتِعْمَالُ الْعَاجِ فِي الرَّأْسِ وَاللَّحْيَةِ حَيْثُ لَا‬ ‫وَيَحِلُّ مَعَ الْكَرَاهَةِ ‪:‬‬
‫وَإِسْرَاجٌ بِمُتَنَجِّسٍ بِغَيْرِ مُغَلَّظ ؛ إِلَّا فِي مَسْجِدٍ وَإِنْ قَلَّ دُخَانُهُ‬ ‫رُطُوبَةَ‪،‬‬
‫وَتَسْمِيدُ أَرْضِ بِنَجِسٍ ؛ لَا اقْتِنَاءُ كَلْبِ إِلَّا لِصَيْدِ أَوْ حِفْظِ‬ ‫لِجَمْعِ‪،‬‬ ‫خِلَافًا‬
‫مَالٍ‪.‬‬

‫وَيُكْرَهُ وَلَوْ لِامْرَأَةٍ تَزْيِيْنُ غَيْرِ الْكَعْبَةِ‬

‫قال‬ ‫أنياب الفيل‪،‬‬ ‫الْعَاجُ ‪:‬‬ ‫الْعَاج) في المصباح»‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫والْعَاجُ ‪ :‬ظَهْرُ السُّلحفاة البحرية‪،‬‬ ‫الليث ‪ :‬ولا يسمَّى غَير النَّاب عاجًا‪،‬‬
‫وعليه يُحْمَلُ أنَّه كان للسَّيِّدة فاطمةاللهالله سِوَارٌ من عَاجِ [أبو داود رقم‪:‬‬
‫بخلاف‬ ‫ولا يجوز حَمْلُهُ على أنياب الفيلة؛ لأنَّ أنيابها ميتة‪،‬‬ ‫‪،]٤٢١٣‬‬
‫والحديث حُجَّة لمن يقول بالطَّهارة‪ .‬اهـ [ص ‪.]١٦٦‬‬ ‫السلحفاة‪،‬‬

‫(قوله ‪ :‬حَيْثُ لَا رُطُوْبَةً أَي في الرَّأْس واللحية‪ ،‬أو في العاج؛‬


‫والا حرم لتلطخ الرّأس أو اللحية حينئذ بالنَّجاسة‪.‬‬
‫والسَّماد‪:‬‬ ‫عطف على استعمال العاج»‪،‬‬ ‫وَتَسْمِيْدُ أَرْضِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ما يصلح به الزَّرع من تُراب وسِرْجِين‪« .‬مصباح» [ص ‪.]١٠٩‬‬
‫فلا يَحِلُّ إِلَّا لِمَا ذُكِرَ؛ لِمَا صَحْ‬ ‫(قوله‪ :‬لَا اقْتِنَاءُ كَلْبِ أي ‪:‬‬
‫قال‪« :‬مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ مَاشِيَةٍ أَوْ ضَارِيًا؛ نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ‬ ‫أنَّه‬
‫‪.]١٥٧٤‬‬ ‫ـ ‪٥٤٨٢‬؛ مسلم رقم ‪:‬‬ ‫كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ) [البخاري الأرقام ‪:‬‬
‫وكذا‬ ‫(قوله ‪ :‬غَيْرِ الْكَعْبَةِ أَي أَمَّا هي فيحِلُّ سترها بالحرير‪،‬‬
‫أنَّه لا فرق بين‬ ‫والظاهر ‪:‬‬ ‫وسائر الأنبياء إن خَلَا عن النقد‬ ‫قبره‬
‫ولا‬ ‫وأنَّه لا يحرم الاستناد لجدارها المستور به‪،‬‬ ‫داخلها وخارجها‪،‬‬
‫‪۵۱۹‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَيَحْرُمُ بِهِ‪.‬‬ ‫بِغَيْرِ حَرِيْرٍ‪،‬‬ ‫كَمَشْهَدِ صَالِحٍ ‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫الالتصاق لنحو الْمُلْتَزَم بحيث يصير سِتْرُهَا أَو يُرْقُعُهَا مَسْدُولًا على‬
‫وأنَّه لا يمتنع جَعْلُ شارة الصُّفّة‬ ‫ظَهْرِهِ؛ لأنَّ ذلك لا يعد استعمالا‪،‬‬
‫من البيت حريرًا‪ ،‬وأنَّه يمتنع جَعْلُ خَيْمَةٍ من حرير وإن كانت على‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫خشب مُرَكَّب تحتها ‪ .‬م ‪.‬ر» اهـ «سم» [على «التحفة»‬
‫هل يجوز الدخول بين سِتّر الكعبة وجدارها لنحو الدُّعاء؟‬ ‫فَرْعُ ‪:‬‬
‫وهل‬ ‫وهو دخول لحاجة‪،‬‬ ‫لا يَبْعُدُ جواز ذلك؛ لأنَّه ليس استعمالا‪،‬‬
‫يجوز الالتصاق لستْرِها من خارج في نحو الْمُلْتَزَمِ؟ فيه نظر؛ فليُحرَّر‪.‬‬
‫وهو دخول لحاجة‪ ،‬قد تُمنع الحاجة‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫على «المنهج»‪.‬‬ ‫«سم»‬
‫ويقال بالحرمة؛ لأن الدُّعاء ليس خاصا بدخوله تحت‬ ‫فيما ذُكِرَ‪،‬‬
‫بأنَّ الْمُلْتَزَمَ‬ ‫ويفرّق بين هذا وبين الجواز في نحو الْمُلْتَزَم‪،‬‬ ‫سترها‪،‬‬
‫إلخ ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫فيه نظر‪.‬‬ ‫وقوله‬ ‫‪6‬‬
‫ونحوه مطلوب فيه أدعية ‪،‬بخصوصها‬
‫الجواز؛ قياسًا على جوار الدخول بينه وبين الجدار‪ .‬اهـ «ع‬ ‫الظاهر ‪:‬‬
‫‪.]٣٨١/٢‬‬ ‫على النهاية»‬ ‫ش‬

‫قال في «المنهج القويم‪ :‬أمَّا تزيين الكعبة بالذهب والفِضَّة ‪:‬‬


‫اهـ [ص ‪.]٣١٧‬‬ ‫فحرام‪.‬‬

‫اعتمد «م‬ ‫قال «سم»‪:‬‬ ‫كَمَشْهَدِ صَالِح تمثيل لغير الكعبة‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ر أنَّ سَتْرَ توابيت الصبيان والنساء والمجانين وقبورهم بالحرير جائز‬
‫كالتَّكفين‪ ،‬بل أَوْلَى بخلاف توابيت الصَّالحين من الذكور البالغين‬
‫‪.]٣٨١/٢‬‬ ‫اهـ ( ع ش [على «النهاية»‬ ‫فإنَّه يحرم سَتْرُهَا بالحرير ‪.‬‬ ‫العاقلين‪،‬‬
‫فيالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى أَصْحَابِ الْعَمَائِمِ‬ ‫(وَتَعَمُّمْ)؛ لِخَبَرِ ‪:‬‬
‫وعزاه إلى‬ ‫‪،١٧٦/٢‬‬ ‫‪،٣٠٧٥‬‬ ‫ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد رقم‪:‬‬ ‫يَوْمَ الْجُمُعَةِ‬
‫وقال فيه أيوب بن مدرك ؛ قال ابن مَعِين ‪ :‬إِنَّه كذَّاب‪ .‬اهـ‪، ].‬‬ ‫الطبراني في ‪« :‬الكبير»‪،‬‬
‫وَيُسَنُّ لِسَائِرِ الصَّلَوَاتِ‪.‬‬

‫وَوَرَدَ فِي حَدِيثٍ ضَعِيْفٍ مَا يَدُلُّ عَلَى أَفْضَلِيَّةِ كِبَرِهَا‪.‬‬


‫في زَمَانِهِ‬ ‫وَيَنْبَغِي ضَبْطُ طُوْلِهَا وَعَرْضِهَا بِمَا يَلِيْقُ بِلَابِسِهَا عَادَةٌ‬
‫فَإِنْ زَادَ فِيْهَا عَلَى ذَلِكَ كُرِهَ‪.‬‬ ‫وَمَكَانِهِ‪،‬‬

‫وَعَكْسُهُ‪.‬‬ ‫وَتَنْخَرِمُ مُرُوْءَةُ فَقِيْهِ بِلُبْسِ عِمَامَةِ سُوْقِيٌّ لَا تَلِيْقُ بِهِ‪،‬‬

‫ﷺ وَعَرْضِهَا‬‫قَالَ الْحُفَّاظُ ‪ :‬لَمْ يَتَحَرَّرْ شَيْءٌ فِي طُوْلِ عِمَامَتِهَ‬


‫‪.]۳۳/۳‬‬ ‫انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫[‬

‫قَالَ الشَّيْخَانِ ‪ :‬مَنْ تَعَمَّمَ فَلَهُ فِعْلُ الْعَذَبَةِ وَتَرْكُهَا‪ ،‬وَلَا كَرَاهَةَ فِي‬
‫وَاحِدٍ مِنْهُمَا‪ ،‬زَادَ النَّوَوِيُّ ‪ :‬لأَنَّهُ لَمْ يَصِحٌ فِي النَّهْيِ عَنْ تَرْكِ الْعَذَبَةِ‬
‫وما بعدها ] ؛ لَكِنْ قَدْ وَرَدَ فِي الْعَذَبَةِ‬ ‫انتهى [المجموع ‪٢٣٦/٤‬‬ ‫شَيْء‪.‬‬
‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫وَقَدْ صَرَّحُوا بأَنَّ أَصْلَهَا سُنَّةٌ‪،‬‬ ‫أَحَادِيْثُ صَحِيْحَةٌ وَحَسَنَةٌ ‪،‬‬
‫وَلَا أَصْلَ فِي اخْتِيَارِ‬ ‫وَإِرْسَالُهَا بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ أَفْضَلُ مِنْهُ عَلَى الأَيْمَنِ‪،‬‬

‫وَسُنَّ لمريدها‬ ‫أي‪:‬‬ ‫بالرَّفع عطف على «غَسل»‪،‬‬ ‫وَتَعَمُّمٌ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫تعمم‪.‬‬

‫وهو‬ ‫لكنَّه شديد الضَّعف‪،‬‬ ‫وَوَرَدَ فِي حَدِيْثٍ ضَعِيْفٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ولا في فضائل الأعمال‪« .‬تحفة» [‪.]٣٦/٣‬‬ ‫وحده لا يحتج به‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَأَكْثَرُهُ ‪:‬‬ ‫أَرْبَعَةُ أَصَابِعَ‪،‬‬ ‫وَأَقَلُّ مَا وَرَدَ فِي طُوْلِهَا ‪:‬‬ ‫إِرْسَالِهَا عَلَى الأَيْسَرِ ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫ذِرَاعٌ [في‪« :‬التحفة»‬

‫وَتَتَسَرْوَلَ قَاعِدًا‬ ‫عَلَيْكَ أَنْ تَتَعَمَّمَ قَائِمًا‪،‬‬ ‫قَالَ ابْنُ الْحَاجِّ الْمَالِكِيُّ ‪:‬‬
‫‪.]١٤٣/١‬‬ ‫في‪« :‬المدخل‬

‫قَالَ فِي الْمَجْمُوع»‪ :‬وَيُكْرَهُ أَنْ يَمْشِيَ فِي نَعْلِ وَاحِدَةٍ‪ ،‬وَلُبْسُهَا‬
‫وَتَعْلِيْقُ جَرَسٍ فِيْهَا‪ ،‬وَلِمَنْ قَعَدَ فِي مَكَانٍ أَنْ يُفَارِقَهُ قَبْلَ أَنْ‬ ‫قَائِمًا‪،‬‬
‫‪.]٢٤٢‬‬ ‫يَذْكُرَ اللهَ تَعَالَى فِيْهِ [‪٢٣٩/٤‬‬

‫(وَتَطَيَّبٌ) لِغَيْرِ صَائِم عَلَى الأَوْجَهِ [انظر‪« :‬التحفة» ‪]٤٧٥/٢‬؛ لِمَا فِي‬
‫الْخَبَرِ الصَّحِيح ‪ :‬إِنَّ الْجَمْعَ بَيْنَ الْغَسْلِ وَلُبْسِ الأَحْسَنِ وَالطَّيْبِ‬
‫‪۸۸۳‬؛‬ ‫وَالإِنْصَاتِ وَتَرْكِ التَّخَطَّي يُكَفِّرُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ) [البخاري رقم‪:‬‬
‫‪.]۲۱۲۲۲‬‬ ‫رقم‪:‬‬ ‫مسنده»‬ ‫أحمد في‬

‫وَلَا يُسَنُّ الصَّلَاةُ عَلَيْهِﷺ عِنْدَ شَمِّهِ‪،‬‬ ‫وَالتَّطَيُّبُ بِالْمِسْكِ أَفْضَلُ‪،‬‬


‫كَمَا قَالَ شَيْخُنَا‪.‬‬ ‫بَلْ حَسُنَ الاسْتِغْفَارُ عِنْدَهُ‪،‬‬

‫وَنُدِبَ تَزَيَّنْ بِإِزَالَةِ ظُفْرٍ مِنْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ‪ ،‬لَا إِحْدَاهُمَا فَيُكْرَهُ‪،‬‬
‫وَشَعْرِ نَحْوِ إِبْطِهِ وَعَانَتِهِ لِغَيْرِ مُرِيْدِ التَّضْحِيَةَ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ ؛ وَذَلِكَ‬
‫وَإِزَالَةِ رِيْحٍ كَرِيْهِ‬ ‫وَبِقَصٌ شَارِبِهِ حَتَّى تَبْدُوَ حُمْرَةُ الشَّفَةِ‪،‬‬ ‫للاتِّبَاعِ‪،‬‬
‫وَوَسَخ‪.‬‬
‫ستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪۵۲۲ Les‬‬

‫وَالْمُعْتَمَدُ فِي كَيْفِيَّةِ تَقْلِيْمِ الْيَدَيْنِ ‪ :‬أَنْ يَبْتَدِئَ بِمُسَبِّحَةِ يَمِيْنِهِ إِلَى‬
‫ثُمَّ خِنْصِرِ يَسَارِهَا إِلَى إِبْهَامِهَا عَلَى التَّوَالِي‪،‬‬ ‫ثُمَّ إِبْهَامِهَا ‪،‬‬ ‫خِنْصِرِهَا ‪،‬‬
‫وَالرِّجْلَيْنِ ‪ :‬أَنْ يَبْتَدِئَ بِخِنْصِرِ الْيُمْنَى إِلَى خِنْصِرِ الْيُسْرَى عَلَى التَّوَالِي‬
‫‪.]٤٧٦/٢‬‬ ‫«التحفة»‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫[‬

‫وَيَنْبَغِي الْبِدَارُ بِغَسْلِ مَحَلِّ الْقَلْم‪.‬‬

‫وَيُسَنُّ فِعْلُ ذَلِكَ يَوْمَ الْخَمِيْسِ أَوْ بُكْرَةَ الْجُمُعَةِ‪.‬‬


‫بَلْ يَقُصُّهُ لِحَدَيْثٍ‬ ‫وَكَرِهَ الْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ نَتْفَ شَعْرِ الأَنْفِ ؛ قَالَ‪:‬‬
‫‪.]٤٧٦/٢‬‬ ‫فيه [ انظر‪« :‬التحفة»‬

‫وَمَنْ طَابَ رِيْحُهُ‬ ‫مَنْ نَظَّفَ ثَوْبَهُ قَلَّ هَمُّهُ‪،‬‬ ‫قَالَ الشَّافِعِيُّ الله ‪:‬‬
‫‪.]٣١٢/١‬‬ ‫للخطيب ‪ ،٤٦٧/١‬و«فتح الجواد»‬ ‫زَادَ عَقْلُهُ [انظر‪« :‬الإقناع»‬

‫وَيُسَنُ‬ ‫سُكُوْتُ مَعَ إِصْغَاءٍ ‪( -‬لِخُطْبَةٍ)‪،‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫سُنَّ (إِنْصَاتٌ)‬ ‫(وَ)‬
‫الأَوْلَى لِغَيْرِ السَّامِعِ أَنْ يَشْتَغِلَ‬ ‫ذَلِكَ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعِ الْخُطْبَةَ‪ .‬نَعَمْ‪،‬‬
‫بِالتَّلَاوَةِ وَالذِّكْرِ سِرًّا‪.‬‬
‫حَالَةَ الْخُطْبَةِ‪،‬‬ ‫وَلَا يَحْرُمُ خِلَافًا لِلأَئِمَّةِ الثَّلَاثَةِ ‪-‬‬ ‫وَيُكْرَهُ الْكَلَامُ ‪-‬‬
‫وَلَا بَيْنَ‬ ‫وَلَا بَعْدَهَا‪،‬‬ ‫لَا قَبْلَهَا وَلَوْ بَعْدَ الْجُلُوسِ عَلَى الْمِنْبَرِ‪،‬‬
‫الْخُطْبَتَيْنِ‪ ،‬وَلَا حَالَ الدُّعَاءِ لِلْمُلُوكِ‪ ،‬وَلَا لِدَاخِلٍ؛ إِلَّا إِنِ اتَّخَذَ لَهُ‬
‫مَكَانًا وَاسْتَقَرَّ فِيْهِ‪.‬‬
‫‪٥٢٣‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَيُكْرَهُ لِلدَّاخِلِ السَّلَامُ وَإِنْ لَمْ يَأْخُذْ لِنَفْسِهِ مَكَانًا؛ لِاشْتِغَالِ‬


‫لَزِمَهُمُ الرَّدُّ‪.‬‬ ‫فَإِنْ سَلَّمَ ‪:‬‬ ‫الْمُسَلَّمِ عَلَيْهِمْ‪،‬‬
‫وَرَفْعُ الصَّوْتِ مِنْ غَيْرِ‬ ‫وَالرَّدُّ عَلَيْهِ‪،‬‬ ‫وَيُسَنُ تَشْمِيْتُ الْعَاطِسِ‪،‬‬
‫مُبَالَغَةِ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَام عَلَيْهِ ﷺ عِنْدَ ذِكْرِ الْخَطِيْبِ اسْمَهُ أَوْ‬
‫وَلَا يَبْعُدُ نَدْبُ التَّرَضّي عَنِ الصَّحَابَةِ بِلَا رَفْعِ‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬ ‫وَصْفَهُ ‪.‬‬
‫انتهى [انظر على سبيل الاستئناس‪:‬‬ ‫وَكَذَا التَّأْمِيْنُ لِدُعَاءِ الْخَطِيْبِ‪.‬‬ ‫صَوْتٍ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫الفتاوى الكبرى «الفقهيَّة (‪٢٥٣/١‬‬

‫بَعْدَ جُلُوْسِ الْخَطِيْبِ‬ ‫وَلَوْ لِمَنْ تَلْزَمْهُ الْجُمُعَةُ‪،‬‬ ‫وَيُكْرَهُ تَحْرِيْمًا ‪-‬‬
‫وَلَوْ فَائِتَةٌ تَذَكَّرَهَا‬ ‫صَلَاةُ فَرْضِ ‪-‬‬ ‫وَإِنْ لَمْ يَسْمَعِ الْخُطْبَةَ ‪-‬‬ ‫عَلَى الْمِنْبَرِ‪،‬‬
‫وَلَوْ فِي حَالِ الدُّعَاءِ لِلسُّلْطَانِ‪،‬‬ ‫وَإِنْ لَزِمَتْهُ فَوْرًا ‪ -‬أَوْ نَفْلِ‪،‬‬ ‫الآنَ‪،‬‬
‫وَالأَوْجَهُ أَنَّهَا لَا تَنْعَقِدُ كَالصَّلَاةِ بِالْوَقْتِ الْمَكْرُوْهِ‪ ،‬بَلْ أَوْلَى وَيَجِبُ‬
‫عَلَى مَنْ بِصَلَاةٍ تَخْفِيْفُهَا‪ ،‬بِأَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَقَلِّ مُجْزِي عِنْدَ جُلُوْسِهِ عَلَى‬
‫الْمِنْبَرِ‪ .‬وَكُرِهَ لِدَاخِلٍ تَحِيَّةٌ فَوَّتَتْ تَكْبِيرَةَ الإِحْرَامِ إِنْ صَلَّاهَا؛ وَإِلَّا فَلَا‬
‫كَمَا‬ ‫لَكِنْ يَلْزَمُهُ تَخْفِيْفُهَا بِأَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى الْوَاجِبَاتِ‪،‬‬ ‫بَلْ تُسَنُّ‪،‬‬ ‫تُكْرَهُ‪،‬‬
‫إلى ‪.]٤٥٧‬‬ ‫قَالَهُ شَيْخُنَا [فى‪« :‬التحفة»‬

‫والرَّدُّ من العاطس على المشمت ‪-‬‬ ‫وَالرَّدُّ عَلَيْهِ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫بأن يرد عليه بـ‪« :‬يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ ‪-‬‬ ‫"‬
‫بصيغة اسم الفاعل‬
‫‪« .]٦٢٢٤‬أذكار» [ص‬ ‫أي شأنكم ـ كما في صحيح البخاري» [رقم‪:‬‬
‫‪.[٤٤١‬‬

‫لا طواف وسجدة تلاوة وشكر‪.‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫صَلَاةُ فَرْض)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ويمنع من‬ ‫الطَّواف ليس كالصَّلاة‪،‬‬ ‫تحفة [‪]٤٥٧/٢‬؛ وفي النهاية»‪:‬‬
‫اهـ [‪.]٣٢١/٢‬‬ ‫سجدة التلاوة والشكر‪.‬‬
‫يالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٥٢٤‬‬

‫وَكَتْبُ أَوْرَاقٍ حَالَتَهَا فِي‬ ‫وَكُرِهَ احْتِبَاءٌ حَالَةَ الْخُطْبَةِ لِلنَّهْي عَنْهُ‪،‬‬
‫بَلْ وَإِنْ كَتَبَ فِيْهَا نَحْوَ أَسْمَاءٍ سُرْيَانِيَّةٍ يَجْهَلُ‬ ‫آخِرِ جُمُعَةٍ مِنْ رَمَضَانَ‪،‬‬
‫مَعْنَاهَا ؛ حَرُمَ‪.‬‬

‫وَكُرِهَ احْتِبَاءُ كذا في شَرْحَيَّ الإرشاد» و«المغني»‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫أن يجمع الرَّجل ظَهْره‬ ‫و«النهاية»‪ ،‬وهو ـ كما في الإيعاب‬
‫‪-‬‬

‫وساقيه بثوب‪ ،‬أو يديه‪ ،‬أو غيرهما ‪ .‬اهـ وهو باليد جلسة الْقُرْفُصَاءِ‬
‫وهو الذي صدر به الْمُنَاوِيُّ في «شرح‬ ‫على أحد الأقوال فيها‪،‬‬
‫ومنه‪:‬‬ ‫جلسة الأعراب‪،‬‬ ‫وهو‪:‬‬ ‫غيره بِقِيْلَ‪،‬‬ ‫وأورد[ه]‬ ‫الشمائل»‪،‬‬
‫إذا كان يعلم من نفسه‬ ‫قال ابن زياد اليمني ‪:‬‬ ‫‪،‬‬
‫الاحتباء حيطان العرب‬
‫عادة أنَّ الاحتباء يزيد في نشاطه فَلا بأس به اهـ‪ ،‬وهو وجية وإن لم‬
‫ويُحْمَلُ النَّهي عنه والقول بكراهته على من يجلب له‬ ‫أره في كلامهم‪،‬‬
‫والحُكْم يدور مع عِلَّته‪ ،‬وقد رأيت في «سنن أبي داود»‬ ‫الفُتُور والنَّوم‪،‬‬
‫ذِكْرَ سنده عن يعلى بن شداد بن أوس‬ ‫بعد أن ذكر حديث النَّهي ‪-‬‬
‫فنظرت فإذا جُلُ‬ ‫فَجَمَّعَ بنا‪،‬‬ ‫شهدت مع معاوية بيت الْمَقْدِسِ ‪،‬‬ ‫قال ‪:‬‬
‫من في المسجد أصحاب رسول الله ﷺ فرأيتهم محتبين والإمام‬
‫ورأيت في شرح العباب ‪ :‬رواه ـ أي ‪:‬‬ ‫يخطب‪ .‬اهـ [رقم‪،]۱۱۱۱ :‬‬
‫حديث النهي عن الاحتباء ‪ -‬أبو داود والترمذي وحسنه‪ ،‬لكن اعترضه‬
‫وأكثر‬ ‫في «المجموع» بأنَّ في سنده ضعيفين‪ ،‬فلا يتم حسنه‬
‫حسنه‪،،‬‬
‫ثُمَّ قال‪:‬‬
‫العلماء على عدم كراهة ذلك‪ ،‬بل قال أبو داود ‪ :‬لم يبلغني أن أحدًا‬
‫ونَقَلَ ابن الْمُنْذِرِ عن الشافعي أنَّه لا يكره‪،‬‬ ‫كرهه إلَّا عُبادة ابن نُسَيّ‪،‬‬
‫اهـ‬ ‫وإلقاء يديه من خلفه إلَّا لعِلَّة‪.‬‬ ‫ومدُّ الرّجلين‪،‬‬ ‫الاتكاء‪،‬‬ ‫ومثله ‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بحذف [‪٢٦٣/٣‬‬ ‫كُبرى»‬
‫‪٥٢٥‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫سُنَّ قِرَاءَةُ) سُوْرَةِ (كَهْفٍ) يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَتَهَا؛ لأَحَادِيْتَ‬ ‫(وَ)‬


‫وَأَوْلَاهُ بَعْدَ الصُّبْحِ مُسَارَعَةَ لِلْخَيْرِ‪،‬‬ ‫وَقِرَاءَتُهَا نَهَارًا أَكَدُ‪،‬‬ ‫فِيْهَا‪،‬‬

‫كان أكثر جلوسه‬ ‫قال المحدث الْعَامِرِيُّ في بهجته»‬


‫فدل ذلك على أنَّ‬ ‫مُحْتَبِيًا فربَّما احتبَى ‪،‬بيده وربَّما احتبَى بثوبه‪،‬‬ ‫‪،‬‬

‫الاحتباء من أمثل الجلسات المختارة في الوحدة والجماعات؛ ولهذا‬


‫اختارها أصحاب النبيالله عند حديثهم عنه كما وَرَدَ في صحيح‬
‫وقد كَرِهَ قومٌ الحُبوة في مجالس الحديث والعلم‬ ‫‪،]٤٤٧‬‬ ‫البخاري» [رقم‪:‬‬
‫ولا أعلم له دليلا‬ ‫الصُّوفيَّة في حال السماع‪،‬‬ ‫وحال الأذان ومنهم ‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫وأطال في ذلك [ص ‪٥٠٠‬‬ ‫ولا مقبحًا من العقل‪،‬‬ ‫بالنقل‪،‬‬

‫فقد صحَ أَنَّ ‪« :‬مَنْ قَرَأَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةَ‬ ‫لأحَادِيثَ فِيْهَا)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّوْرِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ) [الحاكم في‪« :‬المستدرك» رقم‪،٣٤٤٤ :‬‬
‫‪]۱۱۷/۳‬؛ ولخبر الدَّارِمِيّ ‪ :‬مَنْ قَرَأَهَا لَيْلَتَهَا أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّوْرِ مَا بَيْنَهُ‬
‫وفي رواية‪« :‬صَلَّى عَلَيْهِ أَلْفُ مَلَكٍ‬ ‫‪]٣٤٠٧‬‬ ‫وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [رقم‪:‬‬
‫وَعُوْفِيَ مِنْ بلية‪ ،‬أَوْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَالْبَرَصِ وَالْجُذَامِ‪،‬‬ ‫حَتَّى يُصْبِحَ‪،‬‬
‫الماضية‬ ‫والمراد بالجمعتين ‪:‬‬ ‫فيض القدير ‪.]١٩٨/٦‬‬ ‫وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ» [انظر ‪:‬‬
‫كناية عن الثَّواب الذي يملأ ما ذُكِرَ لو جُسْم‪.‬‬ ‫والمستقبلة والنُّور ‪:‬‬
‫إإِللََّّاا ما وَرَدَ بخصوصه كأذكار المساء‬ ‫الأذكار‪،،‬‬
‫الأذكار‬ ‫وهي فيهما أفضل جميع‬
‫الصَّلاة‬
‫والجمع بينهما وبين‬ ‫والصَّباح ‪ ،‬ثُمَّ الصَّلاة على النَّبيِّﷺ‪،‬‬
‫وندب فيها أيضًا ‪ :‬آل عمران‬ ‫على النبيﷺ أفضل من مجرد تكريرها‪.‬‬
‫ويحدث أو‬ ‫وهُود والدُّخان ؛ لأحاديث أوردها الخطيب في «المغني»‪.‬‬
‫يَعِظُ بعد عَصْرها؛ لحديث رواه الْبَيْهَقِيُّ‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫و«بشرى» [ص ‪.]٤٠٣‬‬ ‫‪]٤٧/٢‬‬
‫‪٥٢٦‬‬
‫تربيةالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَيُكْرَهُ الْجَهْرُ بِقِرَاءَةِ الْكَهْفِ‬ ‫وَأَنْ يُكْثِرَ مِنْهَا وَمِنْ سَائِرِ الْقُرْآنِ فِيْهِمَا ‪،‬‬
‫وَغَيْرِهِ إِنْ حَصَلَ بِهِ تَأَذْ لِمُصَلِّ أَوْ نَائِمٍ‪ ،‬كَمَا صَرَّحَ بِهِ النَّوَوِيُّ فِي كُتُبِهِ‬
‫وما بعدها؛ «الروضة» ‪ ،]٢٤٨/١‬وَقَالَ شَيْخُنَا فِي شَرْح‬ ‫[انظر‪« :‬المجموع»‬
‫وَحَمَلَ كَلَامَ‬ ‫الْعُبَابِ ‪ :‬يَنْبَغِي حُرْمَةُ الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ فِي الْمَسْجِدِ‪،‬‬
‫وَعَلَى كَوْنِ الْقِرَاءَةِ فِي غَيْرِ‬ ‫النَّوَوِي بِالْكَرَاهَةِ عَلَى مَا إِذَا خَتَ التَّأَنِّي ‪،‬‬
‫الْمَسْجِدِ‪.‬‬

‫(وَإِكْثَارُ صَلَاةٍ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا)؛ لِلأَخْبَارِ الصَّحِيْحَةِ‬

‫ثلاث‬ ‫فِيْهما ) أي يومها ‪،‬وليلتها وأقلُّ إكثار الكهف‪:‬‬


‫‪6‬‬
‫(قوله ‪:‬‬
‫مرات ؛ للأحاديث الآمرة بذلك‪« .‬بشرى» [ص ‪. ]٤٠٣‬‬

‫وَإِكْثَارُ صَلَاةٍ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ قال الْحَلَبِيُّ في حواشي‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫ثلاث‬ ‫‪:‬‬ ‫طالب الْمَكِّيُّ ‪ :‬أقلُّ إكثار الصَّلاة عليه‬
‫المنهج ‪ :‬قال أبو طَالِبِ‬
‫‪.]٤٧/٢‬‬ ‫مئة مرة‪ .‬اهـ كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫يعني‪« :‬م ر» ـ گـ «حج»‬
‫‪-‬‬

‫لم يتعرَّض ‪-‬‬ ‫قال ع ش على مر‬


‫وينبغي أن تَحْصُلَ بأي صيغة كانت‪،‬‬ ‫لصيغة الصَّلاة على النبيﷺ‪،‬‬
‫الصيغة الإبراهيميَّة‪ ،‬ثُمَّ رأيت في «فتاوى‬ ‫ومعلوم أنَّ أفضل الصِّيغ‪:‬‬
‫حج الحديثيَّة ما نصه ‪ -‬نقلا عن ابن الْهُمَام ‪ -‬أنَّ أفضل الصيغ من‬
‫الكيفيات الواردة في الصَّلاة عليه ‪« :‬اللَّهمَّ صَلِّ أبدًا أفضل صلواتك‬
‫وَسَلَّم عليه تسليمًا‬ ‫علي سيدنا عبدك ونبيك ورسولك محمد‪ ،‬وآله‪،‬‬
‫وَأَنْزِلْهُ المنزل المُقرَّب عندك يوم‬ ‫وَزِدْهُ تشريفا وتكريمًا ‪،‬‬ ‫كثيرًا‪،‬‬
‫ونَقَلَ ذلك غيره عنه وأقره‪.‬‬ ‫القيامة»‪ .‬اهـ كلام ع ش ) [‪]٣٤٣/٢‬‬
‫وكأنَّهم لم يطلعوا على «الدُّرِّ المنضود في الصَّلاة على صاحب‬
‫للشهاب ابن حجر‪ ،‬فإنَّه جَمَعَ فِيهِ فَأَوْعَى ‪ -‬شَكَرَ الله‬ ‫المقام المحمود»‬
‫‪۵۲۷‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَالإِكْثَارُ مِنْهَا أَفْضَلُ‬ ‫وما بعدها]‪،‬‬ ‫التلخيص الحبير»‬ ‫الآمِرَةِ بِذَلِكَ [انظر‪:‬‬
‫‪٤٧٨/٢‬‬ ‫مِنْ إِكْثَارِ ذِكْرٍ أَوْ قُرْآنٍ لَمْ يَرِدْ بِخُصُوْصِهِ‪ .‬قَالَهُ شَيْخُنَا [في‪« :‬التحفة»‬
‫وما بعدها]‪.‬‬

‫وأورد أقوال العلماء واختياراتهم في ذلك وسردها‪.‬‬ ‫"‬ ‫سعية‬

‫أنَّ الأفضل ما‬ ‫والذي أميل إليه وأفعله من منذ سنين‪:‬‬ ‫ثُمَّ قال ‪:‬‬
‫يَجْمَعُ جميع ما مرَّ بزيادة وهو ‪« :‬اللَّهمَّ صَلِّ على محمد عبدك‬
‫وعلى آل محمد وأزواجه أُمهات المؤمنين‪،‬‬ ‫ورسولك النَّبيِّ الأُمِّيِّ‪،‬‬
‫وذُرِّيَّته وأهل بيته كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في‬
‫وبارك على محمد عبدك ورسولك النَّبيِّ‬ ‫إنَّك حميد مجيد‬ ‫العالمين‪،‬‬
‫وذُرِّيَّته وأهل بيته‪،‬‬ ‫وعلى آل محمد وأزواجه أُمَّهات المؤمنين‪،‬‬ ‫الأُمِّي‪،‬‬
‫إنَّك حميد‬ ‫كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين‪،‬‬
‫وكما تحبُّ‬ ‫وكما يليق بعظيم شرفه وكماله ورضاك عنه‪،‬‬ ‫مجيد‪،‬‬
‫ورضاء‬ ‫ومداد كلماتك‪،‬‬ ‫عدد معلوماتك‪،‬‬ ‫دائما أبدا‬ ‫وترضَى له‬
‫كلَّما ذَكَرك‬ ‫أفضل صلاة وأكملها وأتمها‪،‬‬ ‫وزنة عرشك‪،‬‬ ‫نفسك‬
‫وسلم تسليمًا‬ ‫وذكره الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون‪،‬‬
‫وعلينا معهم‪.‬‬ ‫كذلك‪،‬‬

‫فهذه الكيفيَّة قد جمعت الوارد في معظم كيفيات التشهد‬ ‫قال ‪:‬‬


‫وسائر ما استنبطه العلماء من‬ ‫أفضل الكيفيات كما مرَّ‪،‬‬ ‫هي‬ ‫الَّتِي‬
‫تميزت‬ ‫وزادت عليهم زيادات بليغة‪،‬‬ ‫وادعوا أنَّها أفضل‪،‬‬ ‫الكيفيات‪،‬‬
‫فلتكن هي الأفضل على الإطلاق‪.‬‬ ‫بها‪،‬‬
‫كلُّ ما ذُكِرَ من‬ ‫قال المحقق الْكَمَالُ بن الْهُمَام ‪:‬‬ ‫إلى أن قال‪:‬‬
‫إلى آخر الكيفية المتقدمة‬ ‫ا لهمَّ صَلِّ أبدًا ‪...‬‬ ‫الكيفيات موجود في‪:‬‬
‫عنه ‪.‬‬
‫‪۵۲۸‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَأَرْجَاهَا ‪:‬‬ ‫(وَدُعَاء) فِي يَوْمِهَا رَجَاءَ أَنْ يُصَادِفَ سَاعَةَ الإِجَابَةِ‪،‬‬
‫وَصَحَّ أَنَّهَا‬ ‫مِنْ جُلُوْسِ الْخَطِيْبِ إِلَى آخِرِ الصَّلَاةِ‪ ،‬وَهِيَ لَحْظَةٌ لَطِيْفَةٌ‪،‬‬

‫ثُمَّ قال بعدها ‪ :‬ولا شَكٌّ أنَّ الكيفيَّة التي ذكرتها مشتملة على‬
‫فلتكن أولى منها وأفضل‪.‬‬ ‫في هذه وزيادة‪،‬‬ ‫جميع‬

‫وما بعدها]‪،‬‬ ‫ومنه نَقلت [ص ‪١٠٣‬‬ ‫اهـ كلامه رحمه الله تعالى فيه‪،‬‬
‫فإنَّها بذاكَ أَحْرَى‪،‬‬ ‫فعض عليها بِنَاجِذَيْكَ وأَكْثِرُ منها ما استطعت‪،‬‬
‫ولا تؤثرنَّ غيرها ممَّا لم يزد عليها ولو قيل فيه في الفوائد والفضائل‬
‫والله يتولَّى‬ ‫والأسرار ما قيل فالصَّيد كلَّ الصَّيد فى جَوْفِ الْفَرَا‪،‬‬
‫‪6‬‬

‫هداي وهداك‪.‬‬

‫الأوَّل الكائن بعد صعوده‪،‬‬ ‫مِنْ جُلُوْسِ الْخَطِيْبِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫والمراد أنها لا تخرج‬ ‫قال في المنهج القويم والمغني» و«النهاية ‪:‬‬
‫عن هذا الوقت‪ ،‬لا أنَّها مستغرقة له؛ لأنَّها لحظة لطيفة‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫وقت الخُطبة يختلف باختلاف أوقات البلدان‪،‬‬ ‫وفي النهاية»‪:‬‬


‫فالظَّاهِرُ أنَّ ساعة الإجابة في حَقِّ كل أهل محَل‬ ‫بل في بلدة واحدة‪،‬‬
‫من جلوس خطيبه إلى آخر الصَّلاة ويحتمل أنَّها مُبهمةٌ بعد الزَّوال‪،‬‬
‫بتقدم أو تأخر‪.‬‬ ‫فقد يصادفها أهلُ محَلّ‪ ،‬ولا يصادفها أهل محل آخر‪،‬‬
‫في «الإمداد»‪.‬‬ ‫وسبقه إليه «حج»‬ ‫اهـ ‪.]٣٤٢/٢[.‬‬

‫وحاصل الأقوال فيها خمسة وأربعون قولا أوردها الْكُرْدِيُّ‬


‫‪6‬‬

‫الرَّاجح منها اثنان ما ذكره‬ ‫وما بعدها وقال ‪:‬‬ ‫في الكُبرى» [‪٢٦٨/٣‬‬
‫وقول «المجموع» أنَّها مُنْتَقِلَةٌ تكون يوما في وقت ويوما في‬ ‫الشارح‪،‬‬
‫والْقُرْطُبِيُّ‪ ،‬وقال‬ ‫الْبَيْهَقِيُّ‪ ،‬وابن الْعَرَبِيِّ‪،‬‬ ‫وممَّن رجح الأوَّلَ ‪:‬‬ ‫آخر‪،‬‬
‫أحمد بن حنبل‪،‬‬ ‫ورجّح الثاني‪:‬‬ ‫إِنَّه الصحيح أو الصَّواب‪،‬‬ ‫النَّوَوِيُّ‪:‬‬
‫‪۵۲۹‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫آخِرُ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ ؛ وَفِي لَيْلَتِهَا لِمَا جَاءَ عَنِ الشَّافِعِيِّ لَه أَنَّهُ بَلَغَهُ‬
‫‪.]٢٦٤/١‬‬ ‫وَأَنَّهُ اسْتَحَبَّهُ فِيهَا [في‪« :‬الأم»‬ ‫أَنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِيْهَا ‪،‬‬

‫وَأَنْ يَشْتَغِلَ فِي‬ ‫وَسُنَّ إِكْثَارُ فِعْلِ الْخَيْرِ فِيْهِمَا كَالصَّدَقَةِ وَغَيْرِهَا‪،‬‬
‫وَأَفْضَلُهُ الصَّلَاةُ عَلَى‬ ‫طَرِيْقِهِ وَحُضُوْرِهِ مَحَلَّ الصَّلَاةِ بِقِرَاءَةِ أَوْ ذِكْرِ‪،‬‬
‫النَّبِيِّﷺ قَبْلَ الْخُطْبَةِ‪ ،‬وَكَذَا حَالَ الْخُطْبَةِ إِنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَمَا مَرَّ ؛‬
‫لِلأَخْبَارِ الْمُرَغْبَةِ فِي ذَلِكَ‪ ،‬وَأَنْ يَقْرَأَ عَقِبَ سَلَامِهِ مِنَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ أَنْ‬
‫الْفَاتِحَةَ وَالإِخْلَاصَ‬ ‫قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ ‪-‬‬ ‫وَفِي رِوَايَةٍ ‪:‬‬ ‫يَثْنِيَ رِجْلَيْهِ ‪-‬‬

‫وابن الزَّمَلْكَانِيِّ من‬ ‫والطُّرْطُوْشِيُّ‪،‬‬ ‫وابن عبد البَرِّ ‪،‬‬ ‫وإسحاق بن راهويه‪،‬‬
‫اهـ ملخّصًا من «الوسطى» [‪.]٤٨/٢‬‬ ‫الشَّافعيّة‪.‬‬

‫وليس من‬ ‫وَجُمِعَ بأَنَّها تَنْتَقِلُ فيها‪،‬‬ ‫قال في بشرى الكريم»‪:‬‬


‫شرط الدُّعاء التَّلفظ به‪ ،‬بل إحضاره في قلبه كافٍ‪ ،‬فلا ينافي‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫اهـ ص ‪٤٠٣‬‬ ‫الإنصات للخطبة‪.‬‬

‫المراد به البقاء على هيئته التي‬ ‫قَبْلَ أَنْ يَثْنِيَ رِجْلَيْهِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫‪،،‬‬

‫وإذا‬ ‫من افتراش أو تورك أو غيرهما‪،‬‬ ‫سلَّم من الصَّلاة وهو عليها‬


‫اغتفر له قيامه لذلك؛ لأنَّه‬ ‫اتَّفق صلاة على جنازة قبل تمام ذلك ‪:‬‬
‫مهم‪ ،‬فلا يَبْعُد أن يكون عذرًا ‪ ،‬كما لا يَبْعُدُ عذر الإمام إذا جعل‬
‫وقد أفتى‬ ‫يمينه للقوم ويساره للقبلة؛ لأنَّ الشارع دعاه إلى ذلك‪،‬‬
‫إلخ‪،‬‬ ‫لا إله إلا الله وحده لا شريك له‪...‬‬ ‫بذلك الْمُنَاوِيُّ فيمن قال‪:‬‬
‫قوله ـ يعني في‬ ‫فإنَّه قال ما معناه‪:‬‬ ‫بعد صلاتي الصُّبح والمغرب‪،‬‬
‫الخبر ‪« :-‬وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَهُ»‪ ،‬هذا في غير الإمام‪ ،‬أما الإمام إذا‬
‫التفت ‪ :‬فإنَّه يثاب الثَّواب الوارد ؛ لأنَّه معذور‪ .‬اهـ شيخنا الأهدل في‬
‫«نشر الأعلام»‪.‬‬
‫نحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ سَبْعًا سَبْعًا ؛ لِمَا وَرَدَ أَنَّ مَنْ قَرَأَهَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ‬
‫وَأُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ بِعَدَدِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُوْلِهِ [انظر‪« :‬الخصال‬ ‫وَمَا تَأَخَرَ‪،‬‬
‫‪.]٤٧٢/٢‬‬ ‫‪،٤٦٤/٢‬‬ ‫وما بعدها ؛ «التحفة»‬ ‫‪۳۹‬‬ ‫للحافظ ابن حجر ص‬ ‫المكفّرة»‬

‫[آل عمران‪:‬‬ ‫يُسَنُّ أَنْ يَقْرَأَهَا وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ وَشَهِدَ اللَّهُ﴾‬ ‫مُهِمَّةٌ ‪:‬‬
‫وَحِيْنَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ مَعَ أَوَاخِرِ الْبَقَرَةِ‬ ‫بَعْدَ كُلِّ مَكْتُوْبَةٍ‪،‬‬ ‫‪]١٨‬‬
‫وَالْكَافِرُونَ‪.‬‬

‫وَأَوَّلَ غَافِرٍ إِلَى ﴿إِلَيْهِ الْمَصِيرُ‬ ‫وَيَقْرَأَ خَوَاتِيْمَ الْحَشْرِ‪،‬‬


‫إِلَى آخِرِهَا‪،‬‬ ‫‪]١١٥‬‬ ‫وَأَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَكُمْ عَبَنَا ﴾ [المؤمنون‪:‬‬ ‫[الآية ‪]٣ :‬‬
‫صَبَاحًا وَمَسَاءً مَعَ أَذْكَارِهِمَا‪.‬‬

‫وفي رواية لابن السني بإسقاط‬ ‫إلخ)‬ ‫غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الفاتحة بعد «مِنَ السُّوْءِ إِلَى الْجُمُعَةِ الأَخْرَى»‪ ،‬وفي رواية زيادة‪:‬‬
‫وَقَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ حُفِظَ لَهُ دِيْنُهُ وَدُنْيَاهُ وَأَهْلُهُ وَوَلَدُهُ»‪ ،‬قال الْغَزَالِيُّ ‪:‬‬
‫يا رحيم يا ودود‪،‬‬ ‫یا مبدئ يا معيد‪،‬‬ ‫اللهم يا غني يا حمید‬ ‫وقل ‪:‬‬
‫وبطاعتك عن‬ ‫وبفضلك عمن سواك‪،‬‬ ‫أغنني بحلالك عن حرامك‪،‬‬
‫قال الشَّرْقَاوِيُّ ‪ :‬من واظب عليه أربع مرات مع ما تقدَّم‪:‬‬ ‫معصيتك‪،‬‬
‫وغفر له ما تقدم وما تأخر‪،‬‬ ‫ورزقه من حيث لا يحتسب‪،‬‬ ‫أغناه الله‪،‬‬
‫وحفظ له دينه ودنياه وأهله وولده‪« .‬بشری» [ص ‪.]۳۹۸‬‬

‫الصَّباح والمساء‪ ،‬وقد توسع العلماء‬ ‫(قوله ‪ :‬مَعَ أَذْكَارِهِمَا ‪:‬أي‪:‬‬


‫رحمهم الله تعالى في جَمْع ذلك‪ ،‬إلا أنَّ منهم من جَرَى مجرى‬
‫فلم يزد على جَمْع‬ ‫الجمع والاقتصار على ما وَرَدَ به الشرع‪،‬‬
‫وطرق‬ ‫الأحاديث المرويَّة في الصَّباح والمساء وسائر الأوقات‪،‬‬
‫التقديس والتنزيه والحمد والثَّناء بالألفاظ الشرعية من غير خروج‬
‫‪۵۳۱‬‬
‫ترحالمستفيدين علىفي المعين‬

‫وَيَس‪،‬‬ ‫السَّجْدَةِ‪،‬‬ ‫وَأَنْ يُوَاظِبَ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى قِرَاءَةِ المَ‬


‫وَعَلَى الإِخْلَاص‬ ‫وَالتَّكَاثُر‪،‬‬ ‫وَالزَّلْزَلَةِ‪،‬‬ ‫وَتَبَارَكَ ‪،‬‬ ‫وَالْوَاقِعَةِ‪،‬‬ ‫وَالدُّخَانِ‪،‬‬
‫وَالْفَجْرِ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ‪.‬‬ ‫مِئَتَيْ مَرَّةٍ‪،‬‬
‫وَالرَّعْدِ عِنْدَ الْمُحْتَضَرِ‪.‬‬ ‫ويس‬

‫وَوَرَدَتْ فِي كُلِّهَا أَحَادِيْثُ غَيْرُ مَوْضُوعَةٍ [انظرها في‪« :‬الأذكار‬


‫النَّواوِيَّة»]‪.‬‬

‫الإمام النووي في‬ ‫عنها؛ طلبًا للسَّلامة ووقوفًا مع الاتِّباع كـ‪:‬‬


‫والجلال السيوطي في غير مؤلّف‪ ،‬من أَخْصَرِهَا على حُسْنِ‬ ‫«أذكاره»‪،‬‬
‫وعلى‬ ‫فإنَّه مما يعضُّ عليه بالنواجذ‪،‬‬ ‫جمع «مختصره لأذكار النووي»‪،‬‬
‫وهي أَسْلَمُ‬ ‫هذه الطريقة اقتصر حملة الشَّرع الواقفون على قدم الاتِّباع‪،‬‬
‫وبمضاعفة الأجْرِ وتمام التَّحصُّنِ أَجْدَرُ وأَعْظَمُ‪.‬‬ ‫وأَقْوَمُ‪،‬‬

‫ومنهم من جَرَى مجرى الإفادة والتَّصرُّف‪ ،‬مع تجنب الموهمات‬


‫ممَّن‬ ‫الشَّيخ أبي الحسن الشَّاذِلِيَّ‪ ،‬ومن نَحا نحوه‪،‬‬ ‫والمبهمات گـ‪:‬‬
‫وتناوله‬ ‫أخذ الأدعية والأذكار والتَّحصُّنات من طَرِيقَي التلقي والإلهام‪،‬‬
‫من أصوله في اليقظة والمنام‪ ،‬وهو شيء لا بأس به؛ لصحة‬
‫مقاصدهم وسداد أقوالهم‪.‬‬
‫ولم يبال بموهم‬ ‫ومنهم من وقف فيه موقف المعارف والعلوم‪،‬‬
‫إذا أتى بعبارات هائلة‪،‬‬ ‫ابن سَبْعِين وأضرابه‬ ‫ولا مبهم گ‬
‫والتَّحذير والتنفير منه للخاص‬ ‫فيتعيَّن ‪،‬اجتنابه‬ ‫وأمور مُشْكِلَةٍ متطاولة‪،‬‬
‫والعام‪.‬‬
‫‪٥٣٢‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وقد كنت جَمَعْتُ المهمَّ من القسم الأوّل في نُبذة صالحة إن‬


‫بعد‬ ‫شاء الله تشتمل على أربعة أنواع الأوَّل في أذكاره‬
‫المكتوبات الخمس الثَّاني ‪ :‬فيما يتحصَّن به من الآيات والأذكار‬ ‫‪6‬‬

‫فيما يطلب تلاوته من القرآن العظيم‬ ‫الثَّالث ‪:‬‬ ‫المهمة اليومية وغيرها‪،‬‬

‫الرَّابع‪ :‬في نُبذة من جوامع الأدعية‬ ‫كل يوم أو في أوقات مخصوصة‪،‬‬


‫الفاضلة الجامعة لاختلاف‬ ‫النبوية وكيفيَّات الصَّلوات عليه‬
‫الروايات‪.‬‬

‫وسميته بـ «الباقيات الصَّالحات والدروع السابغات»؛ ليوافق‬


‫نفعني الله والمسلمين به‬ ‫ويتطابق اللفظ والمعنى‪،‬‬ ‫الاسم المسمى‪،‬‬
‫إلى ‪.]٤٤٧‬‬ ‫ص‬ ‫[مطبوع مع ترشيح المستفيدين»‬

‫ولسيدنا الإمام العارف بالله السَّيِّد عبد الله الحَدَّاد ورد لطيف‬
‫مختصر في أذكار الصَّباح والمساء الواردة تسهل المواظبة عليه‬
‫وأَخْصَرُ منه ما أورده الإمام الحافظ الْعَامِرِيُّ في كتابه «العُدد‬ ‫للغالب‪،‬‬
‫فيما لا يستغني عنه أحد»‪.‬‬
‫الأدعية‬ ‫وأضفت إليه أجمع صيغ‬ ‫وقد انتخبت المهم منهما‪،‬‬
‫أذكار‬ ‫وإن لم تكونا من‬ ‫‪،‬‬ ‫وأجمع كيفيَّات الصَّلوات عليه‬ ‫النَّبويَّة‪،‬‬
‫الصَّباح والمساء؛ ليدخل في عمومها ما فات بخصوصه؛ تقريبًا للعاجز‬
‫من أولادي وعائلتي وغيرهم من المسلمين تظهر أهميته لمن اطلع‬
‫‪6‬‬

‫تقريبًا لمن ذُكِرَ ‪.‬‬ ‫على تلك الكُتُبِ الجليلة‪ ،‬ولا بأس بإيراده هنا ‪-‬‬
‫ومن لم يجعل الله له‬ ‫والميسور لا يسقط بالمعسور‪،‬‬ ‫‪،‬‬
‫فإنَّه لا أقل منه‬
‫وهو‪:‬‬ ‫نورًا فما له من نور‪،‬‬
‫‪۵۳۳‬‬
‫‪on‬‬ ‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫)‪( 1‬‬
‫أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّحِيم‬

‫جامع‬ ‫شروع في وِرد وارد‪،‬‬ ‫إلخ)‬ ‫أعوذ بالله من الشَّيطان الرجيم ‪...‬‬ ‫(‪( )۱‬قوله‪:‬‬
‫﴿فَإذا قرأتَ الْقُرْوَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ‬ ‫قدّم فيه الاستعاذة؛ لقوله تعالى‪:‬‬ ‫مانع‪،‬‬
‫[النحل ‪ ،]۹۸ :‬أي‪ :‬إذا أردت قراءته كما عليه جمهور المفسرين‪ ،‬وفي ذلك‬
‫خلافٌ بيَّنه ‪ -‬مع بيان فضائل الاستعاذة وأحكامها وأسرارها ‪ -‬الْفَخْرُ الرَّازِيُّ‬
‫في تفسيره في أربع وعشرين صفحة في الطَّبع ؛ فانظره إن أردت أن تقدر‬
‫شَكَرَ الله سعيه‪.‬‬ ‫قَدْرَهَا‪،‬‬
‫عن أبي الدرداء‬ ‫وابن عساكر‪،‬‬ ‫‪]۷۱‬‬ ‫وَرَوَى ابن السُّنِّي في «كتابه» [رقم‪:‬‬
‫حَسْبِيَ اللَّهُ‪ ،‬لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ‪،‬‬ ‫ﷺ قال‪« :‬مَنْ قَالَ حِيْنَ يُصْبِحُ وَحِيْنَ يُمْسِي ‪:‬‬‫أنَّه‬
‫كَفَاهُ اللَّهُ مَا أَهَمَّهُ مِنْ أَمْرِ‬ ‫وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ ؛ سَبْعَ مَرَّاتٍ‪،‬‬ ‫عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ‪،‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫صَادِقًا كَانَ أَوْ كَاذِبًا»‪.‬‬ ‫الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ‪،‬‬
‫ﷺ فِي سَرِيَّةٍ‪،‬‬‫وَجَّهَنَا رَسُوْلُ اللَّهِ‬ ‫وَرَوَى ابن السُّنِّي عن محمَّد بن إبراهيم قال ‪:‬‬
‫[المؤمنون ‪]١١٥ :‬‬ ‫فَأَمَرَنَا أَنْ نَقْرَأَ إِذَا أَمْسَيْنَا وَإِذَا أَصْبَحْنَا أَفَحَسِبْتُمْ ‪...‬‬
‫إِلَى آخِرِ السُّوْرَةِ‪ ،‬فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ ‪« :‬لَوْ أَنَّ رَجُلًا قَرَأَهَا مُوْقِنًا عَلَى جَبَلٍ‬
‫‪.]٦٣١‬‬ ‫لَزَالَ» [رقم ‪:‬‬
‫إِلَى قَوْلِهِ ‪:‬‬ ‫﴾‬ ‫فَسُبْحَنَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ‬ ‫وَوَرَدَ أَنَّ مَنْ قَالَ‪:‬‬
‫إلى ‪ ]١٩‬حِيْنَ يُصْبِحُ‪ ،‬أَدْرَكَ مَا فَاتَهُ فِي يَوْمِهِ‪،‬‬ ‫تُخْرَجُونَ ﴾ [الروم‪:‬‬ ‫‪19‬‬

‫حصل له ثواب ما فاته‬ ‫وَمَنْ قَالَهُنَّ حِيْنَ يُمْسِي‪ ،‬أَدْرَكَ مَا فَاتَهُ فِي لَيْلَتِهِ‪ ،‬أي‪:‬‬
‫من وِرد وخير ؛ لاشتمالها على توحيد كامل [انظره في‪« :‬الأذكار النواوية ص‬
‫‪.[١٦٤‬‬

‫حدثنا‬ ‫وَأَخْرَجَ ابن الضُّرَيْسِ والدَّارِمِيُّ عن عقبة رضي الله تعالى عنه قال‪:‬‬
‫من ﴿هُوَ اللَّهُ‬ ‫أصحاب النبيﷺ أَنَّه قال‪« :‬مَنْ قَرَأَ خَوَاتِيْمَ سُوْرَةِ الْحَشْرِ ‪-‬‬
‫[‪ ]۲۲‬إلى آخرها ‪ -‬حِيْنَ يُصْبِحُ‪ ،‬أَدْرَكَ مَا فَاتَهُ فِي‬ ‫الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُو ‪...‬‬
‫أَدْرَكَ مَا فَاتَهُ في‬ ‫لَيْلَتِهِ‪ ،‬وَكَانَ مَحْفُوظًا إِلَى أَنْ يُمْسِي‪ ،‬وَمَنْ قَرَأَهَا حِيْنَ يُمْسِي‪،‬‬
‫وَإِنْ مَاتَ أَوْجَبَ» [كذا ذكره السيوطي‬ ‫يَوْمِهِ‪ ،‬وَكَانَ مَحْفُوْظًا إِلَى أَنْ يُصْبِحَ‪،‬‬
‫في‪« :‬الدر المنثور ‪.]٤٠٠/١٤‬‬
‫وفي رواية لهما عن الحسن قال ‪ :‬مَنْ قَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُوْرَةِ الْحَشْرِ إِذَا =‬
‫‪٥٣٤‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفي المعين‬

‫عند الدارمي]‪.‬‬ ‫طُبعَ بِطَابَع الشُّهَدَاءِ [رقم‪:‬‬ ‫فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ‪،‬‬ ‫أَصْبَحَ‪،‬‬ ‫=‬

‫عن‬ ‫سألت خليلي أبا القاسم‬ ‫وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنَّه قال ‪:‬‬
‫فأعدت‬ ‫فَأَكْثِرْ قِرَاءَتَهَا»‪،‬‬ ‫الاسم الأعظم فقال‪« :‬عَلَيْكَ بِآخِرِ سُوْرَةِ الْحَشْرِ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫عليه‪ ،‬فأعاد عليَّ [ذكره القُرْطبي في تفسيره» دون عزو ‪٤٨/١٨‬‬
‫خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَر ‪ ،‬وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ‪ ،‬نَطْلُبُ‬ ‫وَرُوِيَ عن عبد الله بن حبيب قال ‪:‬‬
‫فَقَالَ‪« :‬قُلْ»‪ ،‬فَكُمْ أَقُلْ شَيْئًا‪ ،‬ثُمَّ قَالَ‪:‬‬ ‫فَأَدْرَكْنَاهُ‪،‬‬ ‫النَّبِيَّ ﷺ لِيُصَلِّي بِنَا ‪،‬‬
‫قُلْ هُوَ اللَّهُ‬ ‫مَا أَقُوْلُ؟ قَالَ‪[« :‬قُلْ ‪:‬‬ ‫«قُلْ»‪[ ،‬فَاقُلْتُ ‪ :‬يَا رَسُوْلَ اللهِ !‬
‫أَحَدُ‬
‫وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِيْنَ تُمْسِي وَحِيْنَ تُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيْكَ مِنْ كُلِّ‬
‫وغيرهما‪.‬‬ ‫‪]٣٥٧٥‬‬ ‫والترمذي رقم‪:‬‬ ‫‪]۵۰۸۲‬‬ ‫شَيْء»‪ .‬رواه أبو داود [رقم‪:‬‬
‫قال ابن علان في «حاشية الأذكار ‪ :‬معنى تَكْفِيكَ أي‪ :‬تدفع عنك من أوَّل‬
‫وقوله ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أي‪ :‬من أدب الداعي ‪:‬‬ ‫مراتب السوء إلى آخرها‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫الإلحاح وأقله ثلاث اهـ [‪٨٤/٣‬‬
‫وفي المشكاة عن عقبة ابن عامر قال بينما أنا أسير مع النَّبيِّﷺ بين‬
‫فَجَعَلَ رسول الله يَقْرَأَ‬ ‫الْحُجْفَةِ وَالأَبْوَاءِ‪ ،‬إذ غشينا ريح وظلمة شديدة‪،‬‬
‫وَيَقُوْلُ‪« :‬يَا عُقْبَةُ! تَعَوَّذْ بِهِمَا‪،‬‬ ‫وَأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ*‬
‫‪.]١٤٦٣‬‬ ‫رواه أبو داود [رقم‪:‬‬ ‫فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذُ بِمِثْلِهِمَا»‪.‬‬
‫قال ابن حجر في شرح المشكاة»‪ :‬لا أبلغ في إزالة السحر وعدم تأثيره من‬
‫اهـ [انظر‪:‬‬ ‫كما جُرِّب ذلك‪.‬‬ ‫المداومة عليهما‪ ،‬لَا سِيَّمَا عَقِبَ كلِّ صلاة‪،‬‬
‫الفتوحات الرَّبَّانية لابن علان ‪.]٥٥/٣‬‬
‫استطاع من‬ ‫ما‬
‫مع مسح‬ ‫وَوَرَدَ في قراءة هذه السُّور الثَّلاث عند النوم ثلاثا‪،‬‬
‫فَيَحْسُنُ‬ ‫بدنه‪ ،‬وَوَرَدَ معهما النَّفث في رواية قبل القراءة‪ ،‬وفي أُخرى بعدها‪،‬‬
‫والنفث هنا ‪ :‬نفخ بلا ريق‪ ،‬وفي الخبر‪ :‬أنَّه عليه الصلاة‬ ‫الجمع بينهما‪،‬‬
‫والسَّلام لَمَّا عجز عنها في مرض موته كان يأمر عائشة رضي الله تعالى عنها‬
‫‪٢١٩٢‬؛‬ ‫‪٥٠۱۷‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫البخاري رقم‪:‬‬ ‫تفعل ذلك [انظر في كل ماسبق‪:‬‬
‫قال ابن‬ ‫وما ذاك إلا لسرِّ عظيم ومعنى جسيم‪،‬‬ ‫«الأذكار النواويَّة ص ‪،]١٧٧‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫ويَحْصُلُ أصل السُّنَّة بمرة‪.‬‬ ‫عَلَّان ‪:‬‬
‫‪۵۳۵‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫أَعُوْذُ‬ ‫قال رسول اللهﷺ‪« :‬مَنْ قَالَ‪:‬‬ ‫وَأَخْرَجَ مسلم عن أبي هريرة الله قال ‪:‬‬ ‫=‬

‫بضم الحاء‪،‬‬ ‫بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ حِيْنَ يُمْسِي لَمْ تَضُرَّهُ حُمَةٌ ‪-‬‬
‫وفي رواية ‪:‬‬ ‫‪،]۷۸۳۸‬‬ ‫مسند أحمد رقم‪:‬‬ ‫وانظر‪:‬‬ ‫أي سُمٌ ‪[ -‬رقم ‪۲۷۰۹‬‬
‫لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ» [انظر ‪« :‬الأذكار النواوية ص ‪.]١٦٠‬‬
‫سمعت رسول اللهﷺ‬ ‫وعن خولة بنت حكيم رضي الله تعالى عنها قالت‪:‬‬
‫يقول‪« :‬إِذَا نَزَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلًا فَلْيَقُلْ ‪ :‬أَعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا‬
‫خَلَقَ‪ ،‬فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ [مسلم رقم‪.]۲۷۰۸ :‬‬
‫قال الإمام ابن حجر في الْمِنَح»‪ :‬قوله ‪« :‬لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ لَا يخفى شموله‬
‫حاشية الإيضاح» ص ‪.]٥٨‬‬ ‫حتّى النفس والهوَى [أي‪:‬‬
‫عفان‬ ‫عن عثمان بن‬ ‫‪]٥٠٨٨‬‬ ‫وأبو داود ‪[:‬رقم‪:‬‬ ‫‪]۳۳۸۸‬‬ ‫وأخرج الترمذي رقم‪:‬‬
‫صَبَاحِ‬ ‫«مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُوْلُ فِي‬ ‫قال رسول اللهﷺ‪:‬‬ ‫الله تعالى عنه قال ‪:‬‬
‫الْأَرْضِ‬ ‫كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ بِاسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي‬
‫لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ»‪.‬‬ ‫ثَلَاثًا‪،‬‬ ‫وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيْمُ‪،‬‬ ‫وَلَا فِي السَّمَاءِ‪،‬‬
‫وفي رواية أبي داود‪« :‬لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ‬ ‫هذا لفظ التّرمذي‪،‬‬ ‫قال في «الأذكار»‪:‬‬
‫بَلَاء» [ص ‪.]١٦١‬‬
‫ا لَّهُمَّ‬ ‫وفي «البخاري عن شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه أَنَّ من قال ‪:‬‬
‫فَمَاتَ‪،‬‬ ‫إلى آخره‪ ،‬مُوْقِنًا حِيْنَ يُمْسِي‪،‬‬ ‫خَلَقْتَنِي ‪...‬‬ ‫أَنْتَ رَبِّي‪ ،‬لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ‪،‬‬
‫وَإِنْ قَالَهُ حِيْنَ يُصْبِحُ مُوْقِنًا بِهِ‪،‬‬ ‫كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ‪،‬‬ ‫وفي رواية ‪:‬‬ ‫دَخَلَ الْجَنَّةَ‪،‬‬
‫‪.]٦٣٢٣‬‬ ‫دَخَلَ الْجَنَّةَ [رقم ‪:‬‬ ‫فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ‪،‬‬
‫وطلب المغفرة‪،‬‬ ‫ويسمى سيد الاستغفار كأنَّه جامع للاعتراف والاعتذار‪،‬‬ ‫'‬

‫والتوحيد‪.‬‬ ‫والتوبة‪،‬‬

‫إلى‬ ‫ا لَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ‪...‬‬ ‫من قال ‪:‬‬ ‫وفي الإحياء) عن أبي الدرداء الله قال ‪:‬‬
‫وذكر عن أبي الدرداء‬ ‫صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ‪ ،‬فِي لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ‪،‬‬ ‫قوله ‪:‬‬
‫فقال‪ :‬ما كان الله ليفعل‬ ‫راوي الحديث ‪ -‬أنه قيل له ‪ :‬قد احترقت دارك‪،‬‬
‫يا أبا الدرداء إنَّ النَّار حين دنت من دارك طفئت‪،‬‬ ‫أتاه آت فقال ‪:‬‬ ‫ذلك ‪،‬‬
‫سمعت =‬
‫إنِّي‬ ‫فقيل ‪ :‬ما ندري أي قوليك أعجب؟ قال‪:‬‬ ‫قد علمت ذلك‪،‬‬ ‫قال ‪:‬‬
‫‪٥٣٦‬‬
‫علىفتحالمعين‬

‫رسول اللهﷺ يقول‪« :‬مَنْ قَالَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ»‪ .‬اهـ [ ص ‪٣٧٤‬‬ ‫=‬

‫وما بعدها]‪.‬‬

‫والنون المشددة ‪-‬‬ ‫بالغين المعجمة‪،‬‬ ‫وَأَخْرَجَ أبو داود عن عبد الله بن غَنَّام ‪-‬‬
‫قال رسول اللهﷺ‪« :‬مَنْ قَالَ‬ ‫الْبَيَاضِي الصَّحابِيِّ رضي الله تعالى عنه قال ‪:‬‬
‫فَمِنْكَ‬ ‫ا لَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ‪،‬‬ ‫حِيْنَ يُصْبِحُ ‪:‬‬
‫فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ‬ ‫فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ عَلَى ذَلِكَ‪،‬‬ ‫لَا شَرِيكَ لَكَ‪،‬‬ ‫وَحْدَكَ ‪،‬‬
‫‪.]٥٠٧٣‬‬ ‫فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ» [رقم ‪:‬‬ ‫وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ حِيْنَ يُمْسِي‪،‬‬ ‫يَوْمِهِ‪،‬‬
‫معناه ‪ :‬إِنِّي أُقِرُّ وأعترف بأنَّ كلَّ النِّعم الحاصلة من ابتداء خلق‬ ‫قال الطيبي ‪:‬‬
‫ولا‬ ‫فأوزعني أن أقوم بشكرها‪،‬‬ ‫العالم إلى انتهاء دخول الجَنَّة منك وحدك‪،‬‬
‫اهـ [انظر‪« :‬مرقاة المصابيح للقاري ‪.]١٦٧٠/٤‬‬ ‫أشرك غيرك‪.‬‬
‫وفي رواية أُخرى بحذفِ عَلَى ذَلِكَ»‪ ،‬وهي رواية أبي والنسائي وابن حِبَّان‬
‫والسُّنّي‪ ،‬أي‪ :‬وإذا كنت المتفضّل بجميع أنواع النعم‪ ،‬فأنت المستحق الشكر‬
‫على النعم‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫عليها‪،‬‬
‫في‬ ‫‪]٨٦٩‬‬ ‫وابن حِبَّان [رقم‪:‬‬ ‫‪]٢٠٦/٢‬‬ ‫‪،١٩٥٧‬‬ ‫وَرَوَى الطَّبراني والحاكم [رقم ‪:‬‬
‫صحيحيهما عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنَّ النَّبِيَّﷺ علمها هذا الدعاء‬
‫إلى ‪ ...‬لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا‬ ‫وهو‪« :‬اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ ‪...‬‬
‫وما بعدها]‪ ،‬قال سيدنا‬ ‫بالله بهذا الوضع [انظر‪« :‬الأذكار النواوية ص ‪٦٢١‬‬
‫الإمام العارف بالله السَّيِّد عبد الله بن عَلَوِي الْحَدَّادُ‪ :‬هذا الدعاء شامل لجميع‬
‫الدعوات والاستعاذات‪ ،‬فإذا لم يتيسر للعبد الإتيان بجميع الأذكار الواردة في‬
‫الصباح والمساء وعند تغاير الأحوال ؛ فليأتِ بهذا الدعاء‪ ،‬وكذا من لم يحفظ‬
‫أو كان يحفظه ولكن لم يتيسر له الإتيان‬ ‫الوارد في كل موطن فيه ذِكْرٌ وَارِدٌ‪،‬‬
‫به لعذر من الأعذار؛ لأنَّ هذه الدَّعوات من جَوَامِع كَلِم النَّبِيِّﷺ الَّتِي حَصَّ‬
‫وَاخْتُصِرَ لِي الْكَلَامُ اخْتِصَارًا) [البخاري‬ ‫بها حيث قال‪« :‬أُوْتِيْتُ جَوَامِعَ الْكَلِم ‪،‬‬
‫‪۲۹۷۷‬؛ مسلم رقم‪٥٢٣ :‬؛ عبد الرَّزَّاق في‪« :‬المصنف» رقم‪:‬‬ ‫رقم ‪::‬‬
‫‪ ،]١٠١٦٣‬وهي من النعم التي لا يقدر قدرها‪ ،‬ولا يحصر شكرها؛ لأنَّ من‬
‫ومستعيدًا بكل استعاذة =‬ ‫‪،‬‬ ‫كان داعيًا بكل دعاء دعا به رسول الله‬ ‫دعا به‬
‫‪۵۳۷‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫ولَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ‬


‫فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي‬ ‫عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمُ )‬ ‫حَرِيصٌ‬
‫[التوبة ‪:‬‬ ‫)‪(۱۲۹‬‬ ‫اللهُ لا إلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ‬
‫‪.[۱۲۹ -‬‬ ‫‪۱۲۸‬‬

‫وكرّر الحسيلة سبعًا‪.‬‬

‫)‪(110‬‬
‫أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ‬ ‫ثُمَّ‪:‬‬
‫)‪(١١٦‬‬ ‫فَتَعَلَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ‬
‫الله إلها واخر لا بُرْهَن لَم بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ‬
‫‪-‬‬
‫الله‬ ‫وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّحِمِينَ ﴾ [المؤمنون ‪:‬‬
‫)‪(۱۱۸‬‬ ‫الْكَفِرُونَ‬
‫‪.[۱۱۸ -‬‬ ‫‪۱۱۷ -‬‬ ‫‪116‬‬

‫وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ‬ ‫فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ‬
‫يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ‬
‫)‪(۱۸‬‬
‫وَالْأَرْضِ وَعَشِيَّا وَحِينَ تُظهِرُونَ‬
‫‪.]۱۹‬‬ ‫[الروم ‪:‬‬ ‫ويحي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ‬
‫وهو الله الذي لا إله إلا هُوَ عَلِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَدَةِ‪...‬‬
‫إلى آخر سورة الحشر‪.‬‬ ‫[‪]٢٢‬‬

‫الإخلاص والمعوذتين ثلاثا ثلاثا‪.‬‬ ‫ثُمَّ ‪:‬‬

‫ولا يترك ذلك إلا محروم؛ لأنَّها الغنيمة الباردة‬ ‫استعاذ بها رسول اللهﷺ‪،‬‬ ‫=‬

‫التي لا تعب فيها ولا نَصب‪ ،‬ولا علمها رسول الله ﷺ سیدتنا عائشة به إلا‬
‫اهـ من‬ ‫فنحن أعجز منها‪.‬‬ ‫لعلمه بأنَّها عاجزة عن الإتيان بكل ما دعا به‪،‬‬
‫لشيخنا الإمام السَّيّد أحمد دَحْلَان سَقَى الله ضريحه شآبيب‬ ‫تقريب الأصول»‬
‫الرحمة والرضوان ص ‪.]٢٣٢‬‬
‫‪۵۳۸‬‬
‫تر المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫ثلاثًا‪.‬‬ ‫«أَعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ»‬


‫باسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي‬
‫وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيْمُ ثلاثا ‪.‬‬ ‫السَّمَاءِ‪،‬‬

‫وَأَنَا‬ ‫«اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ‪،‬‬
‫أَبُوْءُ‬ ‫أَعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ‪،‬‬ ‫عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ‪،‬‬
‫فَاغْفِرْ لِي‪ ،‬إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا‬ ‫وَأَبُوْءُ بِذَنْبِي ‪،‬‬ ‫لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ‪،‬‬
‫أَنْتَ»‪.‬‬

‫«اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ‪ ،‬وَأَنْتَ رَبُّ‬
‫الْعَرْشِ الْعَظِيمِ‪ ،‬أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‪ ،‬وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ‬
‫وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ‬ ‫بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ؛ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي‪،‬‬
‫أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا‪ ،‬إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»‪.‬‬
‫فَمِنْكَ‬ ‫«اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ‪،‬‬
‫فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشَّكْرُ عَلَى ذَلِكَ»‪.‬‬ ‫وَحْدَكَ‪ ،‬لَا شَرِيكَ لَكَ‪،‬‬

‫«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ‪ ،‬مَا عَلِمْتُ مِنْهُ‬
‫مَا عَلِمْتُ مِنْهُ‬ ‫وَأَعُوْذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ‪،‬‬ ‫وَمَا لَمْ أَعْلَمْ‪،‬‬
‫وَأَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ وَنِيَّةٍ‬ ‫وَمَا لَمْ أَعْلَمْ‪،‬‬
‫وَاعْتِقَادٍ‪ ،‬وَأَعُوْذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ وَنِيَّةٍ‬
‫وَاعْتِقَادٍ ؛ وَمَا قَضَيْتَ اللَّهُمَّ لِي مِنْ أَمْرٍ فَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ رَشَدًا؛ اللَّهُمَّ إِنِّي‬
‫وَأَعُوْذُ‬ ‫‪،‬‬ ‫أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرٍ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ‬
‫وَأَنْتَ‬ ‫‪،‬‬ ‫بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ‬
‫اَلْمُسْتَعَانُ وَعَلَيْكَ الْبَلَاعُ‪ ،‬وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِا لَّهِ»‪.‬‬
‫‪٥٣٩‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫عبدك ورسولك النَّبيِّ الأُمِّيِّ‪،‬‬ ‫«اللَّهمَّ صَلِّ على سيدنا محمد(‪)۱‬‬

‫إلى آخرها هذه الكيفية في الصَّلاة‬ ‫ا لَّهمَّ صَلِّ على سيدنا محمد ‪...‬‬ ‫(‪( )۱‬قوله ‪:‬‬
‫بين‬ ‫شَكَرَ الله سعيه ‪-‬‬ ‫على النَّبِيِّﷺ جَمَعَ فيها الإمامُ ابنُ حَجَرِ الْهَيْتَمِيُّ ‪-‬‬
‫وزَعَمَ‬ ‫‪ ،‬قال ‪ :‬بل وبين كيفيَّات أُخر استنبطها جماعة‪،‬‬ ‫الكيفيات الواردة عنه‬
‫الدر‬ ‫قال ابن حجر في‬ ‫كل منهم أنَّ كيفيَّته أفضل الكيفيَّات ؛ لجمعها الوارد‪،‬‬
‫وزادت عليها بزيادات كثيرة‬ ‫المنضود»‪ :‬وقد جَمَعَتْ هذه الكيفيَّة ذلك كلّه‪،‬‬
‫فعليك بالإكثار منها أمام الوجه الشّريف‪ ،‬بل ومطلقا؛ لأنَّك‬ ‫بليغة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وزيادة‪ .‬اهـ [بل‬ ‫حينئذ تكون آتيًا بجميع الكيفيات الواردة في صلاة التشهد‪،‬‬
‫في‪« :‬الجوهر المنظم ص ‪.]١٠٢‬‬
‫التي ينبغي الإتيان‬ ‫وقد خَتَمْتُ بها هذا الوِرْدَ مع الأربعة الأذكار التي تليها‪،‬‬
‫الخمسة الأذكار ‪ -‬بمئة‪ ،‬التي أوردها الإمام‬ ‫من كل واحدة منها ‪ -‬أي‪:‬‬
‫وَذَكَرَ أنَّ لكلِّ واحد من هذه الأذكار الخمسة‬ ‫العَامِرِيُّ في بهجته وغيرها‪،‬‬
‫وينبغي الإتيان بها أوَّل النَّهار ؛‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫شرحًا طويلا في الصّحاح يقطع بصحته‪،‬‬
‫الإتيان‬ ‫وأرجو أنَّ من وُفِّق للعمل بها ‪ -‬أي‪:‬‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫لتكون حِرْزًا له بقيَّة يومه‪،‬‬
‫وجنَّبه الشؤم‬ ‫من كلِّ ذِكْرٍ منها بمئة ‪ -‬أن يكون ممَّن لقاه الله اليُمن والبركة‪،‬‬
‫اهـ [ص ‪.]٦١٢‬‬ ‫وغلبت حسناته سيئاته‪.‬‬ ‫والهلكة‪،‬‬

‫ولَمَّا كان قد لا يتيسر الإتيان من كلِّ ذِكر منها بمئة التي هي محط الاتِّباع ‪:‬‬
‫عَدَلْتُ‬
‫عن صيغته في الصَّلاة على النبي ﷺ إلى صيغة ابن حجر المذكورة؛‬
‫وأتيت بمثل تلك المضاعفات بعدد‬ ‫مع قربها‬ ‫لما فيها من البسط والمضاعفة‬
‫المعلومات وما معها في الأذكار الأربعة؛ لما ورد من حصول الأجر بعد‬
‫ذلك‪ ،‬فقد سُئِلَ الإمام الْكُرْدِيُّ عمَّا إذا قال‪« :‬سبحان الله» ألف مرَّة‪ ،‬أو «عدد‬
‫خلقه»‪ ،‬هل يتكرر هذا العدد أو لا؟ فأجاب رحمه الله تعالى ‪ :‬بأنه جاء في‬
‫الأحاديث النبوية ما يفيد حصول ذلك الثَّواب المرتّب على العدد المذكور‪،‬‬
‫الْجَزَرِي في عُدة حصن الحصين»‪،‬‬ ‫وقد أورد جملة من ذلك الحافظ [ابن]‬
‫وليس هذا من باب‪:‬‬ ‫وكذا العلامة ابن حجر في صفة الصَّلاة من فتاويه»‪،‬‬
‫زيادة الفضل الواسع‬ ‫بل هو من باب‬ ‫من الأجر على قدر نَصَبك‪،‬‬ ‫لك‬

‫‪.[٢٥٣‬‬ ‫ص‬ ‫والجود العظيم‪ .‬اهـ [«فتاوى الكُرْدِي»‬


‫‪٥٤٠‬‬
‫تفيدين علىفتحالمعين‬

‫وعلى آل سيدنا محمد وأزواجه أُمَّهات المؤمنين‪ ،‬وذُرِّيَّته وأهل بيته‪،‬‬


‫كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين‪،‬‬
‫وبارك على سيدنا محمد عبدك ورسولك النَّبيِّ‬ ‫إنك حميد مجيد‬
‫وذُرِّيَّته وأهل‬ ‫وعلى آل سيدنا محمد وأزواجه أُمَّهات المؤمنين‪،‬‬ ‫الأُمِّي‪،‬‬
‫كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في‬ ‫بيته‪،‬‬
‫وكما يليق بعظيم شرفه وكماله ورضاك‬ ‫إنَّك حميد مجيد‪،‬‬ ‫العالمين‪،‬‬
‫ومداد‬ ‫عدد معلوماتك‪،‬‬ ‫دائمًا أبدًا‪،‬‬ ‫وكما تحبُّ وترضَى له‬ ‫عنه‪،‬‬
‫أفضل صلاة وأكملها وأتمها‪،‬‬ ‫وزنة عرشك‪،‬‬ ‫ورضاء نفسك‬ ‫كلماتك‪،‬‬
‫وسَلّم‬ ‫كلَّما ذَكَرك وذَكَره الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون‪،‬‬
‫وعلينا معهم»‪.‬‬ ‫تسليمًا كذلك‪،‬‬
‫وهو‬ ‫له الملك وله الحمد‪،‬‬ ‫«لا إله إلا الله وحده لا شريك له‪،‬‬
‫ومداد‬ ‫وزنة عرشه‬ ‫ورضاء نفسه‪،‬‬ ‫عدد خلقه‬ ‫على كل شيء قدير‪،‬‬
‫كلَّما ذَكَره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون»‪.‬‬ ‫كلماته‪،‬‬
‫عدد‬
‫إنَّك أنت التَّوَّابِ الرَّحِيم‪،‬‬ ‫وتُبْ عليَّ‪،‬‬ ‫ربِّ اغفر لي‪،‬‬
‫إلخ»‪.‬‬ ‫خلقك ‪.‬‬
‫ولا‬ ‫والله أكبر‪،‬‬ ‫ولا إله إلا الله‪،‬‬ ‫والحمد لله‪،‬‬ ‫سبحان الله‬
‫إلخ»‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عدد خلقه ‪.‬‬ ‫حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‪،‬‬

‫إلخ»‪.‬‬ ‫عدد خلقه ‪.‬‬ ‫‪،‬‬


‫سبحان الله العظيم‬ ‫سبحان الله وبحمده‬

‫والله ولي التوفيق‪.‬‬

‫***‬
‫‪٥٤١‬‬
‫تر المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫رِقَابِ النَّاسِ ؛ لِلأَحَادِيثِ الصَّحِيْحَةِ فِيْهِ [انظر‪:‬‬ ‫(وَحَرُمَ تَخَطَّ)‬


‫وَالْجَزْمُ بِالْحُرْمَةِ مَا نَقَلَهُ الشَّيْخُ أَبُو‬ ‫وما بعدها]‪،‬‬ ‫التلخيص الحبير»‬
‫وَعَلَيْهَا‬ ‫وَاخْتَارَهَا فِي الرَّوْضَةِ» [‪،]٢٢٤/١١‬‬ ‫حَامَدٍ عَنْ نَصِّ الشَّافِعِيِّ‪،‬‬
‫وَصَرَّحَ بِهَا فِي الْمَجْمُوْعِ‬ ‫لَكِنْ قَضِيَّةُ كَلَام الشَّيْخَيْنِ الْكَرَاهَةُ‪،‬‬ ‫كَثِيرُوْنَ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪٢٩٢/٤‬‬

‫لَا لِمَنْ وَجَدَ فُرْجَةً قُدَّامَهُ ‪ -‬فَلَهُ بِلَا كَرَاهَةٍ تَخَطَّي صَفٌ وَاحِدٍ‬
‫وَلَا لِإِمَامِ لَمْ يَجِدْ طَرِيقًا إِلَى الْمِحْرَابِ إِلَّا بِتَخَطَّ‪ ،‬وَلَا‬ ‫أَوِ اثْنَيْنِ ‪،‬‬
‫‪-‬‬

‫‪،- ]٤٧٣/٢‬‬ ‫لِغَيْرِهِ إِذَا أَذِنُوا لَهُ فِيْهِ ‪ -‬لَا حَيَاءٌ عَلَى الأَوْجَهِ [انظر‪« :‬التحفة»‬
‫وَلَا لِمُعَظَّم أَلِفَ مَوْضِعًا‪.‬‬

‫والمراد‬ ‫وَحَرُمَ تَخَطّ المعتمد أنَّه مكروه كراهة تنزيه‪.‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وعليه‪:‬‬ ‫بالتَّخطّي ‪ :‬أن يرفع رجله بحيث تُحاذِي أعلى منكب الجالس‪،‬‬
‫فما يقع من المرور بين الناس ليصل إلى نحو الصَّفِّ الأَوَّل ليس من‬
‫التَّخطي‪ ،‬بل من خرق الصُّفوف إن لم يكن ثُمَّ فُرَج في الصفوف‬
‫لكن قضيَّة «اجلس‬ ‫وما بعدها‪.‬‬ ‫ع ش [ على «النهاية»‬ ‫يمشي فيها ‪.‬‬
‫فَقَدْ آذَيْتَ في حديث النَّهي ‪ :‬أنَّ المدار على الإيذاء ولو بدقّ جنب‬
‫على «تحفة»‬ ‫ويأتي عن «سم» ما يصرح به‪« .‬ع ب»‬ ‫الحاضر ونحوه‪،‬‬
‫]‪.[٤٧٣/٢‬‬

‫له‬
‫(قوله‪ :‬وَلَا لِمُعَظَّم) لعِلم أو صلاح؛ لأنَّ النفوس تسمح‬
‫بذلك‪ ،‬كما في «التحفة» و«النهاية والمغني»‪ ،‬لكن في «المنهج‬
‫فإن‬ ‫فلا يعذر ؛ ويظهر أن لا خلاف‪،‬‬ ‫أنَّه مقصر بالتأخير‪،‬‬ ‫القويم‪:‬‬
‫بشرى ص ‪ ٤٠٤‬وما بعدها]‪( .‬وقوله‪:‬‬ ‫ظنَّ رضاهم جاز؛ وإلا كره‪.‬‬
‫أَلِفَ مَوْضِعًا) قال ع ش ‪ :‬أي ‪ :‬أو لم يألف [على «النهاية» ‪.]٣٤٠/٢‬‬
‫‪٥٤٢‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفة المعين‬

‫وَيَحْرُمُ أَنْ يُقِيْمَ أَحَدًا بِغَيْرِ‬ ‫وَيُكْرَهُ تَخَطَّي الْمُجْتَمِعِيْنَ لِغَيْرِ الصَّلَاةِ‪،‬‬
‫وَيُكْرَهُ إِيْثَارُ غَيْرِهِ بِمَحَلِّهِ؛ إِلَّا إِنِ انْتَقَلَ لِمِثْلِهِ أَوْ‬ ‫رِضَاهُ لِيَجْلِسَ مَكَانَهُ ‪،‬‬
‫وَكَذَا الإِيْثَارُ بِسَائِرِ الْقُرَبِ‪.‬‬ ‫أَقْرَبَ مِنْهُ إِلَى الإِمَامِ‪،‬‬

‫وَلَا‬ ‫وَلَهُ تَنْحِيَةُ سَجَّادَةِ غَيْرِهِ بِنَحْوِ رِجْلِهِ وَالصَّلَاةُ فِي مَحَلِّهَا‪،‬‬
‫يَرْفَعُهَا وَلَوْ بِغَيْرِ يَدِهِ لِدُخُولِهَا فِي ضَمَانِهِ‪.‬‬

‫وَيُكْرَهُ إِيْثَارُ غَيْرِهِ بِمَحَلِّهِ لكن لو آثر شخصًا أحق منه‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ويعلمه إذا جهل‪:‬‬ ‫بذلك؛ لكونه أعلم فيرد على الإمام إذا غلط‪،‬‬
‫بشرى» [ص ‪.]٤٠٥‬‬ ‫استوجه م ر عدم الكراهة‪.‬‬

‫في إحياء الموات من «فتح‬ ‫إلخ)‬ ‫وَلَهُ تَنْحِيَةُ سَجَّادَةِ ‪...‬‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫والسَّابق إلى محَل من المسجد أو غيره‬ ‫ما ملخصه‬ ‫الجواد‬
‫لصلاة‪ ،‬أو استماع حديث أو وعظ أحق به فيها وفيما بعدها‬
‫حتّى يفارقه ؛ وإن كان خلف الإمام وليس فيه أهلية الاستخلاف‪،‬‬
‫فإن فارقه لغير عذر بطل حقُّه وإن نوى العود‪ ،‬أو به أي ‪:‬‬
‫‪-‬‬

‫كقضاء‬ ‫أو بعذر بنيَّة العود إليه ‪-‬‬ ‫‪،‬فَكذلك‬ ‫العذر ـ لا ليعود‬
‫‪-‬‬

‫كان أحق به ـ وإن اتسع‬


‫وإجابة داع ‪ :‬كان‬ ‫وتجديد وضوء‪،‬‬ ‫حاجة‪،‬‬
‫الوقت ولم يترك نحو إزاره ‪ -‬حتّى يقضي صلاته‪ ،‬أو مجلسه الذي‬
‫يستمع فيه‪ .‬نعم‪ ،‬إن أقيمت واتَّصلت الصفوف فالوجه سد‬
‫فلغيره‬ ‫ولا عبرة بفرش سجادة له قبل حضوره‪،‬‬ ‫الصفوف مكانه‪،‬‬
‫تنحيتها بما لا يدخل في ضمانه‪ ،‬بأن لم تنفصل على بعض‬
‫ويتَّجه في فرشها خلف المقام بمكة وفي الروضة المكرَّمة‬ ‫أعضائه‪،‬‬
‫‪٥٤٣‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وفي الجلوس خلف‬ ‫حُرمته؛ إذ الناس يهابون تنحيتها وإن جازت‪،‬‬


‫وَصلاة أكثر من سُنَّة الطواف‬ ‫المقام لغير دعاء مطلوب‬
‫انتهى‬ ‫حُرمتهما أيضًا؛ إن كان وقت احتياج النَّاس للصَّلاة ثُمَّ‪.‬‬
‫]‪.[٣٥٨/٢‬‬

‫تحت‬ ‫ومثل المقام‪:‬‬ ‫على مناسك الرَّيِّس»‪:‬‬ ‫وفي شرح الْبَطَاح»‬


‫الميزاب والصَّف الأوَّل والمحراب عند إقامة الصَّلاة وحضور الإمام‪.‬‬
‫‪.]٢٢٠/٢‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫اهـ [نقله «حميد»‬

‫ليأخذ له‬ ‫مثلا ‪-‬‬ ‫ويجوز أن يبعث عبده ‪ -‬أي‪:‬‬ ‫وفي المغني‪:‬‬
‫قاله ابنُ‬ ‫فإذا حضر السَّيِّد تأخر العبد‪.‬‬ ‫موضعًا في الصَّفِّ الأَوَّل‪،‬‬
‫ويجوز أن يبعث من يقعد له في مكان ليقوم عنه إذا جاء هو‪،‬‬ ‫العِمَادِ‪،‬‬
‫ولو فُرش لأحدٍ ثوب أو نحوه فلغيره تنحيته والصَّلاة مكانه حيث لم‬
‫ولا يرفعه بيده أو‬ ‫لا الجلوس عليه بغير رضا ‪،‬صاحبه‪،‬‬ ‫یکن به أحد‬
‫فيفي ضمانه [‪.]٥٦٣/١‬‬
‫غيرها ؛ لئلا يدخليدخل‬

‫ونحوه (النهاية) زاد فيها نعم ما جرت العادة به من فرش‬


‫‪6‬‬

‫السَّجادات بالروضة الشريفة ونحوها من الفجر أو طلوع الشمس قبل‬


‫حضور أصحابها مع تأخرهم إلى الخُطبة أو ما يقاربها ‪ :‬لَا بُعْدَ في‬
‫بل قد يقال بتحريمه؛ لِمَا فيه من تَحْجِيْرِ المسجد من غير‬ ‫كراهته‪،‬‬
‫اهـ‬ ‫فائدة عند غلبة الظَّنِّ بحصول ضرر لمن نَجَّاهَا وجَلَسَ مكانها‪.‬‬
‫]‪.[٣٣٩/٢‬‬
‫تربيةالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٥٤٤‬‬

‫كَاشْتِغَالٍ بِصَنْعَةٍ‬ ‫حَرُمَ عَلَى مَنْ تَلْزَمُهُ الْجُمُعَةُ نَحْوُ مُبَايَعَةٍ)‬ ‫(وَ)‬
‫وَيُكْرَهُ قَبْلَ‬ ‫فَإِنْ عَقَدَ صَحَ الْعَقْدُ‪،‬‬ ‫(بَعْدَ شُرُوعِ فِي أَذَانِ خُطْبَةٍ)‪،‬‬
‫الأَذَانِ بَعْدَ الزَّوَالِ‪.‬‬

‫(وَ) حَرُمَ عَلَى مَنْ تَلْزَمُهُ الْجُمُعَةُ وَإِنْ لَمْ تَنْعَقِدْ بِهِ (سَفَرٌ) يَفُوتُ‬
‫به الْجُمُعَةُ‪ ،‬كَأَنْ ظَنَّ أَنَّهُ لَا يُدْرِكُهَا فِي طَرِيْقِهِ أَوْ مَقْصِدِهِ‪ ،‬وَلَوْ كَانَ‬
‫بَعْدَ فَجْرِهَا) أَيْ‪ :‬فَجْرِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ‪،‬‬ ‫السَّفَرُ طَاعَةً مَنْدُوْبًا أَوْ وَاجِبًا‪،‬‬
‫إِلَّا إِنْ خَشِيَ مِنْ عَدَمٍ سَفَرِهِ ضَرَرًا كَانْقِطَاعِهِ عَنِ الرُّفْقَةِ؛ فَلَا يَحْرُمُ إِنْ‬
‫كَانَ غَيْرَ سَفَرٍ مَعْصِيَةٍ وَلَوْ بَعْدَ الزَّوَالِ‪.‬‬

‫وَيُكْرَهُ السَّفَرُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ؛ لِمَا رُوِيَ بِسَنَدٍ ضَعِيْفٍ‪« :‬مَنْ سَافَرَ‬
‫وقال‬ ‫لَيْلَتَهَا دَعَا عَلَيْهِ مَلَكَاهُ [ ذكره الغزالي في‪« :‬الإحياء» دون مستند‪ ،‬ص ‪،٢٢٢‬‬
‫«الأفراد» من حديث ابن عمر‪،‬‬ ‫أخرجه الدارقطني في‬ ‫العراقي في‪« :‬المغني ‪١٤١/١‬‬
‫«‬

‫من حديث أبي هريرة‪،‬‬ ‫غريب؛ والخطيب في ‪« :‬الرُّواة عن مالك»‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫ابن لهيعة‪،‬‬ ‫وفيه ‪:‬‬
‫اهـ‪.].‬‬ ‫بسند ضعيف‪.‬‬

‫قَالَ‬ ‫فَلَا تَسْقُطُ عَنْهُ الْجُمُعَةُ مُطْلَقًا‪،‬‬ ‫أَمَّا الْمُسَافِرُ لِمَعْصِيَةٍ ‪:‬‬

‫وغيرها ممَّا لا يضطر إليه وإن‬ ‫أي‪:‬‬ ‫كَاشْتِغَالِ بِصَنْعَةٍ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫كان عبادة وعلم أنَّه يدرك الجمعة‪.‬‬

‫الذي بين يدي الخطيب‪.‬‬ ‫أَذَانِ خُطْبَةٍ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫فكان عليه تأنيثهما‪.‬‬ ‫مَنْدُوْبًا أَوْ وَاجِبًا تعميم لطاعة‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ولا‬ ‫قالا ‪ :‬لَا نَجَّاه الله من سفره‪،‬‬ ‫دَعَا عَلَيْهِ مَلَكَاهُ ‪:‬أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫على «شرح المنهج»‬ ‫كما في «جمل»‬ ‫م ر [الكبير‪،‬‬ ‫أعانه على قضاء حاجته‪.‬‬
‫‪.[۱۱/۲‬‬
‫‪٥٤٥٥‬‬ ‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫مَا لَمْ تَفْتِ الْجُمُعَةُ‪،‬‬ ‫وَحَيْثُ حَرُمَ عَلَيْهِ السَّفَرُ هُنَا لَمْ يَتَرَخَصْ‪،‬‬ ‫شَيْخُنَا ‪:‬‬
‫‪.]٤١٧/٢‬‬ ‫فَيُحْسَبُ ابْتِدَاءُ سَفَرِهِ مِنْ وَقْتِ فَوْتِهَا [في‪« :‬التحفة»‬

‫(قوله ‪ :‬مِنْ وَقْتِ فَوْتِهَا ينبغي إذا وصل لمحل لو رجع منه لم‬
‫يدركها أن ينعقد سفره من الآن وإن كانت إلى ذلك الوقت لم تفعل‬
‫‪.]٤١٧/٢‬‬ ‫محلها ‪ .‬اهـ «سم» [على «التحفة»‬ ‫في‬

‫وحذف الشارح مسألة الاستخلاف ؛ اتكالا على ذكرها في‬


‫وأوردها‬ ‫المبسوطات‪ ،‬وقد لخصها الْكُرْدِيُّ في حواشيه الثلاث‪،‬‬
‫ولشيخ مشايخي الشَّيخ محمد صالح الريس فيها‬ ‫الْمُحَشِّي غير معزيَّة‪،‬‬
‫وقد لخص‬ ‫رسالة سماها‪« :‬القول الكاف في مسألة الاستخلاف»‪،‬‬
‫المسألة بَاعِشن في بشرى الكريم ص ‪ ٤٠٦‬إلى ‪ ]٤٠٨‬من كلام‬
‫الْكُرْدِي ؛ فلنكتف بإيراد ذلك منه إتماما للفائدة‪ ،‬قال رحمهالله ما نصه ‪:‬‬
‫أو في غيرها ‪:‬‬ ‫وإذا أحدث الإمام أو بطلت صلاته في الجُمعة‪،‬‬
‫استخلف هو أو أحد المأمومين مأمومًا به قبل حدثه في الجمعة أو‬
‫لكن بشرط كون غير المأموم موافقًا‬ ‫مأمومًا أو غيره في غيرها‪،‬‬
‫ويراعي الخليفة المسبوق نظم صلاة إمامه؛ لأنه‬ ‫الإمام‪،‬‬ ‫لصلاته‪ ،‬أي‪:‬‬
‫التزمه بقيامه مقامه فيمشي على نظمها‪ ،‬كأن يستخلفه في أُولى‬
‫بخلاف ما إذا استخلفه في ثانيتها أو رباعيتها ‪:‬‬ ‫‪،‬‬
‫أو ثالثتها‬ ‫الرباعيَّة‪،‬‬
‫وهم إلى الجلوس‪،‬‬ ‫فليس موافقا نظم صلاته ؛ لأنَّه محتاج إلى القيام‪،‬‬
‫لا‬ ‫وإذا استخلف مسبوقًا أو غيره قبل أن ينفرد المأمومون بركن ‪:‬‬
‫لكن تسن‪.‬‬ ‫يلزمهم تجديد نية القدوة به؛ لأنَّه مُنَزَّل منزلة الإمام‪،‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعاين‬ ‫‪٥٤٦‬‬

‫والحاصل أنَّ الاستخلاف في الجُمُعة إما أن يكون أثناء‬ ‫‪:‬‬

‫أو بينها وبين الصَّلاة‪ ،‬أو في الصَّلاة‪.‬‬ ‫الخطبة‪،‬‬


‫اشترط إسماع الخليفة ما مضى من أركان‬ ‫فإن كان الأوَّل ‪:‬‬
‫الخطية‪.‬‬

‫اشترط إسماع الخليفة جميع أركانها؛ إذ من‬ ‫وإن كان الثَّاني ‪:‬‬
‫وإنَّما يصير من أهلها إذا دخل‬ ‫لم يسمع ذلك ليس من أهل الجُمُعة‪،‬‬
‫الصَّلاة‪.‬‬

‫فعلى ثلاثة أقسام ‪:‬‬ ‫وإن كان الثَّالث‪:‬‬


‫فممتنع مطلقا‪.‬‬ ‫أحدها‪ :‬أن يكون قبل اقتداء الخليفة بالإمام‪،‬‬
‫أن يدرك الخليفة الإمام في القيام الأول أو ركوعه‪،‬‬ ‫ثانيها‪:‬‬
‫فإن استخلف الإمام مقتديا به قبل خروجه‬ ‫فتحصل له الجمعة وللقوم‬
‫ويلزمه التقدم‬ ‫فذاك ؛ وإلا لزم المأمومين تقديم واحد‪،‬‬ ‫أو تقدم بنفسه ‪:‬‬
‫إن ظَنَّ التَّواكل‪.‬‬

‫أن لا يدرك الإمام قبل حدثه إلا بعد ركوع الأولى‪،‬‬ ‫ثالثها‪:‬‬
‫وهذا لا يجوز الاستخلاف عند «حج» ؛ لأنَّه يفوت الجُمعة بذلك على‬
‫ويستمر معه إلى السَّلام‪،‬‬ ‫نفسه؛ إذ شرطه أن يدرك ركعة مع الإمام‪،‬‬
‫فيجب أن يتقدم غيره ممَّن أدرك‬ ‫وهذا لم يستمر معه إلى السَّلام‪،‬‬
‫وعند «م‬ ‫صحت جُمُعة القوم دونه‪.‬‬ ‫ومع ذلك لو تقدَّم ‪:‬‬ ‫ركوع الأولى‪،‬‬
‫ثُمَّ اسْتُخْلِفَ؛‬ ‫ر ‪ :‬لو أدرك الخليفة ركوع الثانية وسجدتيها مع الإمام‪،‬‬
‫أدرك الجمعة‪.‬‬

‫فعلى قسمين ‪:‬‬ ‫وأما الاستخلاف في غير الجُمعة ‪:‬‬


‫‪٥٤٧‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫يَجُوْزُ‬ ‫تَتِمَّةٌ فِي كَيْفِيَّةِ صَلَاةِ الْمُسَافِرِ مِنْ حَيْثُ الْقَصْرُ وَالْجَمْعُ ‪:‬‬

‫أحدهما ‪ :‬أن لا يقتدي الخليفة بالإمام قبل حدثه‪ ،‬فيجوز إن لم‬


‫كالرَّكعة الأولى مطلقا‪ ،‬أو ثالثة‬ ‫يخالف الإمام في ترتيب صلاته‪،‬‬
‫فلا يصح حيث‬ ‫أو ثالثة المغرب‪:‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الرُّباعيَّة ؛ بخلاف ثانيتها ورابعتها‬
‫لم يجددوا نيَّة اقتداء به؛ وإلا جاز‪.‬‬

‫ثانيهما‪ :‬أن يقتدي به قبل نحو ‪،‬حدثه فيجوز مطلقا ؛ لأنه يلزمه‬
‫‪،‬‬

‫جَرَى عليه؛‬ ‫ثمَّ إن كان عالِمًا بنظمها ‪:‬‬ ‫نظم صلاة الإمام باقتدائه به‪.‬‬
‫وفي‬ ‫قَامَ؛ وإِلَّا قَعَدَ‪،‬‬ ‫فإذا همُّوا بالقيام‪:‬‬ ‫وإلا فيراقب من خلفه‪،‬‬
‫فإذا قاموا‬ ‫الرباعيَّة إذا همُّوا بالقعود قَعَدَ وتشهد معهم‪ ،‬ثُمَّ يقوم‪:‬‬
‫وإن لم يقوموا ؛ عَلِمَ أنَّها رابعتهم‪.‬‬ ‫معه ؛ عَلِمَ أنَّها ثانيتهم‪،‬‬
‫وإنما يجوز الاستخلاف قبل أن ينفردوا بركن ولو قوليًّا؛ وإلا‬
‫ولو فعل‬ ‫وفي غيرها بغير تجديد نية اقتداء‪.‬‬ ‫امتنع في الجُمُعة مطلقا‪،‬‬
‫الركن بعضهم‪ :‬ففي غير الجُمُعة؛ يَحتاج من فعله لنية اقتداء به دون‬
‫بقيت‬ ‫من لم يفعله‪ ،‬وفي الجُمُعة إن كان غير الفاعلين له أربعين‪:‬‬
‫الجمعة؛ وإلا بطلت إن كان الانفراد في الركعة الأُوْلَى؛ وإلا بقيت‪.‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫أفاده العلامة الْكُرْدِي‪.‬‬

‫ويَتْبَعْهُ‬ ‫تَتِمَّةٌ فِي كَيْفِيَّةِ صَلَاةِ الْمُسَافِرِ مِنْ حَيْثُ الْقَصْرُ وَالْجَمْعُ ‪:‬‬
‫الْجَمْعُ بِالْمَرَضِ‪.‬‬

‫أفاد تعبيره بالجواز ‪ :‬أنَّ الإتمام للصَّلاة أفضل من‬ ‫يَجُوْزُ)‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫حيث جاز في السفر‪ ،‬إلا فيما إذا قصد ما أمده ثلاث مراحل‬ ‫القصر‪،‬‬
‫شحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٥٤٨٥‬‬

‫وَفَائِتَةِ سَفَرٍ قَصْرِ‬ ‫لِمَسَافِرٍ سَفَرًا طَوِيْلًا قَصْرُ رُبَاعِيَّةِ مُؤَدَّاةٍ‪،‬‬

‫إنَّها لا تقصر‬ ‫وإن لم يبلغها ؛ خروجًا من خلاف بعض أقوال الحنفية ‪:‬‬
‫ذلك‪ ،‬بل حقَّق الْكُرْدِيُّ أنَّ المعتمد عندهم أنَّ الثَّلاث بقدر‬ ‫إِلَّا في‬
‫وحينئذ فالقصر في اليومين أفضل؛ رعايةً لِمَا اعتمدوه‬ ‫يومين عندنا‪،‬‬
‫فزيدت صلاة‬ ‫فرضت ركعتين‪،‬‬ ‫غير المغرب ‪-‬‬ ‫أنَّ الصَّلاة ‪-‬‬ ‫من‬

‫وبقيت صلاة السَّفر كذلك ؛ وإلَّا لمن وجد في نفسه كراهة‬ ‫الحَضَر‪،‬‬
‫وهو‬ ‫القصر‪ ،‬لا رغبة عن السُّنَّة ؛ لأنَّه كُفْرٌ‪ ،‬بل لإيثار الأصل‪،‬‬
‫أو كان ممَّن يُقتدى به بحضرة النَّاس‪،‬‬ ‫فالأولى له القصر‪،‬‬ ‫الإتمام‪،‬‬
‫أهله‬ ‫معه‬
‫وَلِمَلاحِ‬ ‫فتعاطي الرُّخص له أفضل ؛ لئلا يشقّ على غيره‪،‬‬
‫وقد تجب؛ كأن يضيق الوقت‬ ‫الإتمام له أفضل ؛ للخلاف في جوازه‪،‬‬
‫عن الإتمام‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٣٦٨‬‬

‫بأن يقصد ذلك وإن‬ ‫سَفَرًا طَوِيلًا أي أربعة بُرُدٍ فأكثر‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫والْمِيْلُ ‪:‬‬ ‫ثلاثة أَمْيَالٍ‪،‬‬ ‫والْفَرْسَخُ ‪:‬‬ ‫لم يبلغه والْبَرِيْدُ أربعة فَرَاسِخ ‪،‬‬
‫أربعة وعشرون أَصْبُعًا‬ ‫والدِّرَاعُ ‪:‬‬ ‫أربعة أَذْرُعٍ ‪،‬‬ ‫والبَاعُ ‪:‬‬ ‫باع‪،‬‬ ‫ألف‬

‫والشعيرة‪:‬‬ ‫ستُ شعيرات معتدلات معترضات‪،‬‬ ‫معترضات والأصْبُعُ‪:‬‬


‫وهذا تحديد للسفر الطويل بالمسافة‪،‬‬ ‫ست شعرات من شعر الْبرْدَوْن‪،‬‬
‫فسيأتي في قول الشَّارِح يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بِسَيْرِ‬ ‫وأما تحديدها بالزمان‪:‬‬
‫إلخ»‪.‬‬ ‫الأَثْقَالِ ‪...‬‬
‫ولو صلاة صبي‬ ‫الظهر والعصر والعشاء‪،‬‬ ‫رُبَاعِيَّةِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫لا صُبح ومَغرب إجماعًا‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٣٦٦‬‬ ‫ومعادة‪،‬‬

‫فإنَّه‬ ‫ولو بأن سافر وقد بقي من الوقت قدر ركعة‪،‬‬ ‫مُؤَدَّاةٍ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫سواء شرع فيها في الوقت أم صلاها بعد خروج الوقت؛ لأنَّها‬ ‫يقصر‪،‬‬
‫وصرح به الزَّيَّادِيُّ و«بج»‬ ‫كذا في «الفتح» و «شرح البهجة‪،‬‬ ‫فائتة سفر‪،‬‬
‫‪٥٤٩‬‬
‫تر المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَجَمْعُ الْعَصْرَيْنِ وَالْمَغْرِبَيْنِ تَقْدِيْمًا‬ ‫فِيهِ‪،‬‬

‫والرَّشِيدِيُّ ‪:‬‬ ‫وقال ع ش‬ ‫‪،]١٦٥/۲‬‬ ‫وعلى الإقناع»‬ ‫على شرح المنهج ‪،٣٤٩/١‬‬
‫على‬ ‫وجَرَى في «المغني»‬ ‫اهـ‪،‬‬ ‫وهو المعتمد‪.‬‬ ‫ورجع في «النهاية إليه‪،‬‬
‫فلا‬ ‫أنَّه يشترط وقوع ركعة في السَّفر؛ وإلا فتكون مقضية حضر‪،‬‬
‫قال‬ ‫فقبله واستحسنه‪،‬‬ ‫وعرضه على شيخه الطَّبَلَاوِيِّ‪،‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫يقصر‪،‬‬
‫اهـ‬ ‫وفيه نظر ظاهر‪.‬‬ ‫وَنُقِلَ أيضًا عن فتاوى الشَّهاب الرَّملي»‪،‬‬ ‫(سم)‪:‬‬
‫‪.]٣٧٠/٢‬‬ ‫على «التحفة»‬ ‫[ انظر‪« :‬حمید»‬

‫في سفر قصر‪.‬‬ ‫فيه) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫وغلبت لشرفها ؛‬ ‫الظهر والعصر‪،‬‬ ‫وَجَمْعُ (الْعَصْرَيْنِ أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وغلبت‬ ‫المغرب والعشاء‪،‬‬ ‫وقوله ‪( :‬وَالْمَغْرِبَيْنِ) أي‪:‬‬ ‫لأنَّها الوسطى‪.‬‬
‫المغرب؛ للنهي عن تسمية المغرب عشاء‪ ،‬فهو مكروه‪ ،‬ومَنَعَ الجَمع‬
‫وجوزا‬ ‫الْمُزَنِيُّ ـ كأبي حنيفة ـ مطلقا‪ ،‬إلا في النسك بعرفة ومزدلفة‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫القصر ولو للعاصي بسفره ؛ لأنَّه الأصل عندهما في صلاة السفر‪،‬‬


‫وفيه فسحة عظيمة؛ إذ يندر غاية الندور‬ ‫بل عزيمة‪،‬‬ ‫فلیس برخصة‬
‫مسافر غير عاص بسفره ؛ إذ يمتنع سفر من عليه حق وإن قل ولو ميلا‬
‫فيمتنع عندهما مطلقًا‪،‬‬ ‫إلا برضا دائنه‪ ،‬أو ظَنِّ رضاه‪ ،‬وأمَّا الجَمع‪:‬‬
‫وهو مذهب مالك وأحمد كما‬ ‫وعندنا يمتنع على العاصي للمعصية‪،‬‬
‫فصار الجمع للعاصي ممتنعا اتفاقًا بین الأئمة الأربعة ؛‬ ‫في «الميزان»‪،‬‬
‫فلينتبه لذلك‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٣٧٥‬‬

‫تَقْدِيْمًا ) أي ‪ :‬في وقت الأُولى‪ ،‬قال «ب ج»‪ :‬فلا بُدَّ من‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫فعلهما جميعهما في الوقت‪ ،‬لكن نَقَلَ «سم» عن الرُّؤْيَانِي أَنَّه يجوز‬
‫ودون ركعة من‬ ‫الجمع إن بقي من المغرب ‪ -‬مثلاً ‪ -‬ما يسع المغرب‪،‬‬
‫العِشاء؛ لأنَّ وقت المغرب يمتد إلى الفجر عند العذر‪ ،‬فكما اكتفي‬
‫ترشيحالمستفيدينعلىفىالمعين‬ ‫‪٥٥٠‬‬

‫وَتَأْخِيْرًا‪.‬‬

‫والجُمعة‬ ‫بعقد الثانية في السفر ينبغي أن يُكتفَى بذلك في الوقت‪ .‬اهـ‪.‬‬


‫كالظهر‪.‬‬
‫في وقت الثانية ولو لمتحيرة وفاقد‬ ‫وَتَأْخِيْرًا) أي‪:‬‬ ‫(وقوله‪:‬‬
‫بخلاف التَّقديم‪ ،‬فلا يصح من متحيرة؛ لأنَّ شرطه ظن‬ ‫طهورين‪،‬‬
‫وهو منتف فيها وألحق بها من تسقط صلاته القضاء‬ ‫صحة الأولى‪،‬‬
‫«التحفة»‪،‬‬
‫لكن نَظَرَ فيه في‬ ‫كما في شَرْحَيْ الإرشاد»‪،‬‬ ‫كفاقد الظهور‪،‬‬
‫وإذا جمعهما كان كل منهما أداء؛‬ ‫فيه وقفةٌ‪.‬‬ ‫وقال في «النّهاية»‬
‫لأنَّ وقتيهما صارًا بالجمع كالوقت الواحد‪.‬‬
‫وترك الجمع أفضل ؛ لِمَا فيه من إخلاء أحد الوقتين عن‬
‫الصَّلاة وخروجًا من خلاف من منعه وإن خالف السُّنَّة الصَّحيحة؛ إذ‬
‫وطعنهم في صحتها في‬ ‫تأويلهم لها له نوع تمسُّك في جمع التَّأخير‪،‬‬
‫جمع التَّقديم محتمل مع اعتضادهم بالأصل فروعي‪ ،‬لكن قال‬
‫الْكُرْدِيُّ ‪ :‬في التأخير أحاديث لا تقبل التّأويل؛ كخبر البخاري‪« :‬أَخَّرَ‬
‫ومرَّ أنَّ الجمع بعرفة ومزدلفة‬ ‫الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ)) [رقم‪]۱۱۱۱ :‬‬
‫ونحن نجعله للسفر‪.‬‬ ‫لكنَّ الحنفيَّة يجعلونه للنسك‪،‬‬ ‫متفق عليه‪،‬‬

‫والأفضلُ لمن كان سائرًا في أحد الوقتين نازلا في الآخر‪:‬‬


‫فالتقديم عند‬ ‫الجَمعُ في وقت التزول‪ .‬وإن كان نازلاً أو سائرا فيهما ‪:‬‬
‫والتأخير عند «م ر» أفضل؛ لأنَّ‬ ‫«حج» أفضل ؛ مسارعةً لبراءة الذَّمَّة‪،‬‬
‫والأولى وقت الثانية في‬ ‫وقت الثانية وقت للأُولى في العذر وغيره‪،‬‬
‫فإن اقترن أحد الجَمْعين بكمال دون الآخر؛ فهو أَوْلَى‬ ‫العذر فقط‪.‬‬
‫اتفاقًا‪.‬‬

‫وما بعدها ]‪.‬‬ ‫[ص ‪٣٧٥‬‬ ‫بشری»‬


‫‪٥٥١‬‬
‫تربيةالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بِفِرَاقِ سُوْرٍ خَاصٌ بِبَلَدِ سَفَرٍ وَإِنِ احْتَوَى عَلَى خَرَابٍ وَمَزَارِعَ وَلَوْ‬
‫جَمَعَ قَرْيَتَيْنِ ‪ :‬فَلَا يُشْتَرَط مُجَاوَزَتُهُ‪ ،‬بَلْ لِكُلِّ حُكْمُهُ‪ .‬فَبُنْيَانِ وَإِنْ تَخَلَّلَهُ‬
‫خَرَابٌ أَوْ نَهْرٌ أَوْ مَيْدَانٌ‪ ،‬وَلَا يُشْتَرَطُ مُجَاوَزَةُ بَسَاتِيْنَ وَإِنْ حُوِّطَتْ‬
‫وَالْقَرْيَتَانِ إِنِ اتَّصَلَتَا عُرْفًا كَقَرْيَةٍ وَإِنِ اخْتَلَفَتَا اسْمًا‪.‬‬ ‫وَاتَّصَلَتْ بِالْبَلَدِ‪.‬‬
‫فَلَوِ انْفَصَلَتَا وَلَوْ يَسِيرًا؛ كَفَى مُجَاوَزَةُ قَرْيَةِ الْمُسَافِرِ‪.‬‬

‫(قوله ‪ :‬بِفِرَاقِ سُوْرٍ الخندق كالسُّور‪ ،‬لكن لا عبرة به مع وجود‬


‫السُّور‪ ،‬وكذا تحويط أهل القُرَى عليها بنحو التُّراب‪.‬‬
‫بالجرّ عطف على «سُوْرِ»‪.‬‬ ‫فَبُنْيَانِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وَلَوْ يَسِيرًا) في «الإيعاب»‪ :‬ولو ذراعًا‪ ،‬وفي «التحفة»‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫واقتصر في «الصغرى»‬ ‫الضّبط بالعُرْف‪« .‬وسطى» [‪.]٣٠/٢‬‬ ‫و«النهاية»‪:‬‬
‫على كلام «الإيعاب»‪.‬‬

‫ويُعتبر في سفر البحر المُتصل ساحله بالعُمْران عُرْفًا الخروج‬


‫منها مع ركوب السَّفينة وجريها أو جري الزَّورق إليها آخر مرة‪ ،‬فإذا‬
‫‪6‬‬

‫جَرَى كذلك ؛ جَازَ القصر لمن به ولمن بالسَّفينة ولو قبل وصوله إليها‪،‬‬
‫كما في «التحفة»‬ ‫وإنَّما يعتبر جري السَّفينة أو الزَّورق فيما لا سور له‪،‬‬
‫وفِي شَرْحَيْ‬ ‫قال الْكُرْدِيُّ ‪:‬‬ ‫واستوجهه الخطيب‪،‬‬ ‫والمنهج القويم»‪،‬‬
‫أنَّه‬
‫الإرشاد وكلام م ر اضطراب في النَّقل بينته في الأصل‪ ،‬على‬
‫لا فرق فى ذلك بين السُّور والعُمْران‪ ،‬فلا بُدَّ من ركوب السَّفينة أو‬
‫جري الزورق إليها في السَّواحل التي لا تصل السفينة إليها؛ لقلة عمق‬
‫آخرًا ‪-‬؛‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫فإذا جَرَى إليها ‪-‬‬ ‫فيذهب للسَّفينة بالزَّورق ‪،‬‬ ‫البحر فيها‪،‬‬
‫ومحَلٌّ ما تقدم ‪ :‬ما لم تجر السفينة‬ ‫كان ذلك أوَّل السفر‪ ،‬قال «زي»‪:‬‬
‫محاذية للبلد؛ وإلا كأن سافر من بُوْلَاق إلى الصَّعيد فلا بُدَّ من مفارقة‬
‫اهـ «بشرى» [ص ‪.]٣٦٩‬‬ ‫العُمران‪.‬‬
‫شحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٥٥٢‬‬

‫لَا لِمُسَافِرٍ لَمْ يَبْلُغْ سَفَرُهُ مَسِيْرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بِسَيْرِ الْأَثْقَالِ مَعَ النُّزُوْلِ‬
‫الْمُعْتَادِ لِنَحْوِ اسْتِرَاحَةٍ وَأَكْلِ وَصَلَاةٍ ؛ وَلا لِآبِقٍ وَمُسَافِرٍ عَلَيْهِ دَيْنٌ حَالٌ‬
‫قَادِرٍ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنِ دَائِنِهِ ؛ وَلَا لِمَنْ سَافَرَ لِمُجَرَّدِ رُؤْيَةِ الْبِلَادِ عَلَى‬
‫‪.]۳۸۷/۲‬‬ ‫الأصح [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫السَّفَرُ بِعَوْدِهِ إِلَى وَطَنِهِ وَإِنْ كَانَ مَارًّا بِهِ‪ ،‬أَوْ إِلَى مَوْضِعَ آخَرَ‬

‫ظَهَرَ للفقير‬ ‫إلخ) قال الْكُرْدِيُّ ‪:‬‬ ‫(قوله ‪ :‬أَوْ إِلَى مَوْضِع آخَرَ ‪...‬‬
‫إنَّ السَّفر ينقطع بعد استجماع‬ ‫في ضبط أطراف هذه المسألة أن تقول ‪:‬‬
‫شروطه بأحد خمسة أشياء‪:‬‬

‫بوصوله إلى مَبْدَا سفره من سور أو غيره وإن لم يدخله‪،‬‬ ‫الأوَّل‪:‬‬


‫وقيده‬ ‫إحداهما ‪ :‬أن يرجع من مسافة القصر إلى وطنه‪،‬‬ ‫وفيه مسألتان ‪:‬‬
‫الثانية‪:‬‬ ‫وغيرها‪،‬‬ ‫ولم يقيده بذلك في «النهاية»‬ ‫بالمستقل‪،‬‬ ‫«التحفة»‬ ‫في‬
‫لكن‬ ‫يرجع من مسافة القصر إلى غير ‪،‬وطنه فينقطع بذلك أيضًا‪،‬‬ ‫أن‬

‫بشرط قصد إقامة مطلقة أو أربعة أيَّام كَوَامِل‪.‬‬

‫انقطاعه بمجرَّد شروعه في الرُّجوع إلى ما سافر منه‪،‬‬ ‫الثاني‪:‬‬


‫رجوعه إلى وطنه من دون مسافة القصر‪،‬‬ ‫‪:‬إحداهما ‪:‬‬ ‫وفيه مسألتان‬
‫نيَّة‬ ‫بزيادة شرط وهو ‪:‬‬ ‫إلى غير وطنه من دون مسافة القصر‪،‬‬ ‫الثانية ‪:‬‬
‫الإقامة السابقة‪.‬‬

‫وفيه مسألتان‪:‬‬ ‫بمجرد نيَّة الرُّجوع وإن لم يرجع‪،‬‬ ‫الثالث‪:‬‬


‫بشرط أن يكون مستقلا‬ ‫إحداهما ‪ :‬إلى وطنه ولو من سفر طويل‪،‬‬
‫نية الإقامة‬ ‫فينقطع بزيادة شرط وهو‪:‬‬ ‫‪،‬‬
‫إلى غير وطنه‬ ‫الثانية ‪:‬‬ ‫مَاكِئًا‪،‬‬
‫فإن سافر من محل نيَّته فسفر جديد‪،‬‬ ‫السابقة فيما نوى الرُّجوع إليه‪،‬‬
‫والتردد في الرجوع كالجزم به‪.‬‬
‫‪٠٥٣‬‬ ‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَنَوَى إِقَامَتَهُ بِهِ مُطْلَقًا أَوْ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ‬

‫انقطاعه بنيَّة إقامة المُدَّة السابقة بموضع غير الذي سافر‬ ‫الرابع‪:‬‬
‫إحداهما ‪ :‬أن ينوي الإقامة المؤثرة بموضع قبل‬ ‫وفيه مسألتان ‪:‬‬ ‫منه‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫بشرط أن يكون مستقلا‪.‬‬ ‫فينقطع سفره بوصوله إليه‪،‬‬ ‫وصوله إليه‪،‬‬
‫فينقطع بزيادة شرط‬ ‫نيَّتها بموضع عند أو بعد وصوله إليه‪،‬‬ ‫الثانية ‪:‬‬
‫كونه مَاكِيًّا عند النِّيَّة‪.‬‬ ‫وهو‬

‫وفيه مسألتان‪:‬‬ ‫انقطاعه بالإقامة دون غيرها‪،‬‬ ‫الخامس‪:‬‬


‫انقطاعه بالإقامة أربعة أيَّام كَوَامِل غير يومَي الدخول‬ ‫إحداهما ‪:‬‬
‫وذلك‬ ‫انقطاعه بالإقامة ثمانية عشر يومًا صِحَاحًا‪،‬‬ ‫وثانيهما‪:‬‬ ‫‪6‬‬
‫والخروج‬
‫فيما إذا توقع قضاء وطره قبل مضي أربعة أَيَّامٍ كَوَامِل‪ ،‬ثُمَّ توقع ذلك‬
‫وهكذا إلى أن مضت المُدَّة المذكورة‪.‬‬ ‫قبل مضيّها‪،‬‬

‫فتلخص أن انقضاء السَّفر بواحد من الخمسة المذكورة‪ ،‬وفي كلِّ‬


‫واحد منها مسألتان‪ ،‬فهي عشر مسائل‪ ،‬وكل ثانية من مسألتين تزيد‬
‫وهذا لم أقف على من ضبطه كذلك‪،‬‬ ‫‪،‬‬

‫على أولاهما بشرط واحد‬


‫والله أعلم‪.‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫وما بعدها‪ ،‬و«الكبرى»‬ ‫اهـ بالحرفِ [من «الوسطى»‬

‫اعتمده‬ ‫الثالث ‪:‬‬ ‫من‬ ‫وما جَرَى عليه في المسألة الأولى‬ ‫أقول ‪:‬‬
‫وعزاه‬ ‫وعميرة على «الجلال»‪،‬‬ ‫شيخ الإسلام في شرح المنهج‪،‬‬
‫لأنَّه‬ ‫وفي الغُرر أنَّه صريح كلام الأصحاب قال‪:‬‬ ‫سم» لـ «م ر»‪،‬‬
‫وبهذا يفرق‬ ‫قطع السفر ليعود إلى وطنه قال سم في حاشيتها»‪:‬‬
‫بين هذا والمتبادر من كلامهم أنَّ من بلغ القصر وقصد العود إلى وطنه‬
‫بلا إقامة أو نيَّة إقامة فيه مؤثرة ؛ جَازَ له القصر فيه وفي عوده؛ لأنَّه‬
‫ففُرّق بين قطع السَّفر وقصد الرجوع بعد انتهائه‪ .‬اهـ‬ ‫لم يقطع السفر‪،‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٥٥٤‬‬

‫صِحَاحٍ‪ ،‬أَوْ عَلِمَ أَنَّ إِرْبَهُ لَا يَنْقَضِي فِيْهَا ‪ ،‬ثُمَّ إِنْ كَانَ يَرْجُو حُصُوْلَهُ‬
‫كُلَّ وَقْتٍ؛ قَصَرَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا‪.‬‬

‫فعنده‪:‬‬ ‫في شَرْحَيْ الإرشاد» و«المنهج القويم»‬ ‫وخالف «حج»‬ ‫[‪.]٤٦٣/١‬‬


‫لو‬ ‫وعليه‪:‬‬ ‫إذا نوى الرجوع بعد مرحلتين يترخص ولو قبل ارتحاله‪،‬‬
‫قاصدًا المدينة المنورة أو مصر ‪-‬‬ ‫مثلاً ‪-‬‬ ‫سافر متوطن مكَّة المكرَّمة ‪-‬‬
‫جدة‬ ‫فلما وصل جُدَّة نوى العود بلا إقامة أو نيَّة إقامة في‬ ‫مثلًا ‪-‬‬
‫بخلافه على الأوّل‪ ،‬ما لم‬ ‫جَازَ له التَّرخُص فيها وفي عوده‪،‬‬ ‫مؤثّرة ‪:‬‬
‫المتقدم؛ تأمل‬ ‫كما عُلم من كلام «سم»‬ ‫يقصد الرجوع ابتداءً من جُدَّة‪،‬‬
‫فإنَّه ممَّا اشتبه على بعض الطلبة‪.‬‬

‫واستقرب في‬ ‫صِحَاحِ) أي‪ :‬غير يومي الدخول والخروج‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫أَنَّ الحُجَّاج الذين‬ ‫وما بعدها]‬ ‫وتَبِعَهُ في النهاية) [‪٢٥٤/٢‬‬ ‫«التحفة»‬
‫يدخلون مكة قبل الوقوف بنحو يوم ناوين الإقامة بمكة بعد رجوعهم‬
‫من مِنّى أربعة أيام فأكثر يستمرُّ سفرهم إلى عودهم إليها من مِنِّى؛ لأنَّه‬
‫فلم تؤثر نيَّتهم الإقامة القصيرة قبله‪ ،‬ولا‬ ‫من جملة مقصدهم‪،‬‬
‫ناوين الإقامة‬ ‫إلخ [‪ .]٣٧٧/٢‬وقوله ‪:‬‬ ‫الشروع فيها ‪...‬‬ ‫عند‬
‫إلَّا‬ ‫الطويلة‪،‬‬
‫فلو لم ينووها بعد رجوعهم إلى مكَّة؛ فَلَهُم التَّرخُص‬ ‫إلخ‪،‬‬ ‫بمكة ‪...‬‬
‫بعد رجوعهم إليها وإن أقاموا بها أو لا الإقامة المؤثرة‪ ،‬كما في‬
‫بغية المسترشدين» ص ‪.]١٢٥‬‬ ‫الأَشْخَر وغيره [انظر‪:‬‬

‫غير يومي الدخول والخروج‪،‬‬ ‫ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ثانيها ‪:‬‬ ‫في «المنهاج»‪:‬‬ ‫وهذا على الأرجح من ثلاثة أقوال للشَّافعي‪،‬‬
‫وحكي الإجماع عليه‪.‬‬ ‫أَرْبَعَةً‪ ،‬ثالثها ‪ :‬أَبَدًا ص ‪ ]۷۲‬قال في «التحفة ‪:‬‬
‫اهـ [‪ .]٣٧٨/٢‬وهو مذهب أبي حنيفة كما في «رحمة الأُمَّة» [ص ‪]٦٨‬‬
‫و«المیزان» [‪.]١٥٥/٢‬‬
‫‪BGY 000‬‬ ‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بِمُتِمٌ‬ ‫وَعَدَمُ اقْتِدَاءِ وَلَوْ لَحْظَةً‬ ‫وَشُرِطَ لِقَصْرٍ ‪ :‬نِيَّةُ قَصْرٍ فِي تَحَرُّم‪،‬‬
‫وَدَوَامُ سَفَرِهِ فِي جَمِيعِ صَلَاتِهِ‪.‬‬ ‫وَتَحَرُّزْ عَنْ مُنَافِيْهَا دَوَامًا ‪،‬‬ ‫وَلَوْ مُسَافِرًا‪،‬‬

‫بأن يقرنها به يقينًا‪.‬‬ ‫نِيَّةُ قَصْرٍ فِي تَحَرُّم) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫أو تبيَّن كونه‬ ‫حال قدوته به وإن ظنَّه مسافرا‪،‬‬ ‫أي‬ ‫بِمُتِمٌ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وإن أحدث عقب اقتدائه به ولم‬ ‫محدثًا أو ذا نجاسة بعد تبين إتمامه‪،‬‬
‫كأن أدركه في آخر صلاته ولو من صُبح أو جُمعة أو‬ ‫يجلس معه‪،‬‬
‫وخرج بمتم حال القدوة‪ :‬ما لو لزمه الإتمام بعد‬ ‫سُنَّة؛ لأنَّها تامة‪،‬‬
‫ظنه‬
‫وبتبين حدثه بعد تبين إتمامه‪ :‬ما لو تبين من‬ ‫مفارقة المأموم‪،‬‬
‫فلا يلزمه الإتمام‪« .‬بشرى» [ص‬ ‫مسافرًا مُحدثًا ثُمَّ مُتِمَّا‪ ،‬أو بانا معًا‪،‬‬
‫‪.[۳۷۳‬‬

‫بأن لا يأتي بمنافيها‬ ‫نيَّة ‪،‬القصر‪،‬‬ ‫وَتَحَرُّزْ عَنْ مُنَافِيْهَا أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫إلى السَّلام‪ ،‬فإن عرض مناف لها كأن تردَّد هل يقطعها؟ أو شَكٍّ‬
‫هل نوى القصر أم لا؟ أتمَّ وإن تذكَّر حالا ؛ لأنَّه الأصل‪ ،‬وبه فارق‬
‫في أصل النِّيَّة إذا تذكر حالا‪ .‬نعم‪ ،‬لا يضر تعليقها بنيَّة إمامه‬ ‫الشَّكَ‬

‫ولو‬ ‫كأن قال‪ :‬إن قصر قصرت ؛ لأنَّ الظَّاهر من حال المسافر القصر‪.‬‬
‫قام إمامه لثالثة وشَكَ هل هو مقيم أو سَاهِ؟ أَتَمَّ وإن بان أنَّه سَاءٍ‪.‬‬
‫لم يلزمه‬ ‫بعد ثلاث مراحل‪:‬‬ ‫كحنفي ‪-‬‬ ‫لو أوجب إمامه القصر ‪-‬‬ ‫نعم‪،‬‬
‫بل ينتظره أو يفارقه‪« .‬بشرى» [ص‬ ‫الإتمام؛ حملا لقيامه على السهو‪،‬‬
‫‪.[٣٧٤‬‬

‫وَدَوَامُ سَفَرِهِ فِي جَمِيعِ صَلَاتِهِ) أي ‪ :‬فإن انتهت به سفينته‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫إلى ما يقطع ترخصه‪ ،‬أو شَكٍّ هل بلغتها‪ ،‬أو نوى الإقامة المنافية‬
‫أتمَّ ؛ لزوال تحقق الرخصة‪« .‬بشرى» [ص‬ ‫للتّرخُص‪ ،‬أو شَكٍّ في نيَّتها ‪:‬‬
‫‪.[٣٧٤‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٥٥٦‬‬

‫وَلِجَمْعِ تَقْدِيمِ ‪ :‬نِيَّةُ جَمْعِ فِي الأُولَى وَلَوْ مَعَ التَّحَلُّلِ مِنْهَا‪،‬‬
‫وَوِلَاءٌ عُرْفًا ‪ -‬فَلَا يَضُرُّ فَصْلٌ يَسِيرٌ بِأَنْ كَانَ دُوْنَ قَدْرِ رَكْعَتَيْنِ ‪--‬‬ ‫وَتَرْتِيْبٌ‪،‬‬

‫وَلِتَأْخِيْرٍ ‪ :‬نِيَّةُ جَمْعِ فِي وَقْتِ الْأَوْلَى مَا بَقِيَ قَدْرُ رَكْعَةٍ‪،‬‬

‫وَشُرِطَ لِجَمْعِ‬ ‫أي‪:‬‬ ‫معطوف على «القَصْرٍ»‪،‬‬ ‫وَلِجَمْعِ تَقْدِيمِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫تَقْدِيمِ‪( .‬وقوله ‪ :‬نِيَّةُ جَمْعِ) تمييزا للتقديم المشروع عن غيره‪.‬‬
‫قوله ‪ :‬وَلَوْ مَعَ التَّحَلُّل أي ما لم ينطق بالميم من «عليكم»‪،‬‬
‫‪:‬‬

‫على «التحفة» [‪.]٣٩٦/٢‬‬ ‫كما في «عبد الحميد»‬

‫بطلت إن علم وتعمد؛ وإلَّا‬ ‫وَتَرْتِيْبٌ) فإن قدَّم الثَّانية ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وقعت نفلًا مطلقًا إن لم يكن عليه فائتة من نوعها؛ وإلا وقعت عنها‪،‬‬
‫وقعت له الثَّانية نفلًا مطلقا‪ ،‬أو عن فرض‬ ‫وكذا لو بان فساد الأولى ‪:‬‬
‫بشرى» [ص ‪.]۳۷۷‬‬ ‫‪.‬‬
‫فائت عليه من نوعها‬

‫خفيفتين ولو مع تردد في نِيَّة‬ ‫دُونَ قَدْرِ رَكْعَتَيْنِ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بخلاف الطويل ولو سهوًا‪ ،‬أو في شغل الطَّهارة‪،‬‬ ‫الجمع إن تذكرها‪،‬‬
‫ولذا تركت الرواتب بينهما‪ ،‬بل يُصلِّي قبليَّة الظهر مثلا‪ ،‬ثُمَّ الفرضَين‪،‬‬
‫ثُمَّ بعديَّة الأُولى‪ ،‬ثُمَّ قبليَّة الثَّانية‪ ،‬ثُمَّ بعديَّتها‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٣٧٧‬‬
‫صلَّى الظهر ثُمَّ أعادها مع جماعة جَازَ تقديم العصر معها‬ ‫فَائِدَةٌ ‪:‬‬
‫حينئذ بشرطه قاله عبد الله بن أحمد مَخْرَمَة وخالفه ابن حجر فرجح‬
‫بغية المسترشدين» [ص ‪.]١٢٧‬‬ ‫عدم الجواز‪.‬‬

‫فهو معطوف على «لقصْرِ»‪.‬‬ ‫وَشُرِطَ لِتَأْخِيْرِ ‪،‬‬ ‫وَلِتَأْخِيْرٍ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وهذا‬ ‫ليتميز عن التأخير المحرَّم‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫مَا بَقِيَ قَدْرُ رَكْعَةٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وإن‬ ‫بناء على أنه يكفي قدر ركعة لوقوع الأولى في وقت الثانية أداء‪،‬‬
‫أنها لا‬ ‫واعتمد «م ر»‬ ‫واعتمده «حج»‪،‬‬ ‫عصى بتأخير النِّيَّة إلى ذلك‪،‬‬
‫‪٥٥٧‬‬
‫ستفيدين علىفتحالمعاين‬
‫المُسْتَفة‬ ‫بت‬

‫وَبَقَاءُ سَفَرٍ إِلَى آخِرِ الثَّانِيَةِ‪.‬‬

‫يَجُوْزُ الْجَمْعُ بِالْمَرَضِ تَقْدِيْمًا‬ ‫فَرْعٌ فِي جَوَازِ الْجَمْعِ بِالْمَرَضِ]‪:‬‬


‫كَأَنْ‬ ‫فَإِنْ كَانَ يَزْدَادُ مَرَضُهُ‪:‬‬ ‫وَيُرَاعَى الأَرْفَقُ‪،‬‬ ‫وَتَأْخِيْرًا عَلَى الْمُخْتَارِ ‪،‬‬

‫أداءً إلَّا إذا بقي من وقتها ما يسع جميعها‪« .‬بشرى» [ص ‪.]۳۷۸‬‬ ‫تقع‬

‫فلو أقام في أثنائها ‪:‬‬ ‫وَبَقَاءُ سَفَرٍ إِلَى آخِرِ الثَّانِيَةِ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫قضاء؛ لأنها تابعة للثانية في‬ ‫صارت الأولى ‪ -‬وهي الظهر والمغرب ‪-‬‬
‫وقضيَّته أنَّه لو قدَّم الثانية وأقام‬ ‫‪،‬‬
‫الأداء للعذر وقد زال قبل ‪،‬تمامها‬
‫أثناء الأولى ‪ :‬لا تكون قضاء؛ لوجود العذر في جميع المتبوعة‪،‬‬ ‫في‬
‫لكن فرّق بين‬ ‫وهو قياس جَمع التقديم‪،‬‬ ‫واعتمده الإِسْنَوِيُّ كَالسُّبْكِي‪،‬‬
‫واشترط دوامه‬ ‫الاكتفاء في جَمعِ التَّقديم بدوام السفر إلى عقد الثانية‪،‬‬
‫وقد وجد عند‬ ‫هنا بأنَّ وقت الظهر ليس وقت العصر إلا في السفر‪،‬‬
‫ووقت العصر يجوز فيه لعذر السفر‬ ‫فيحصل الجمع‪،‬‬ ‫عقد الثانية‪،‬‬
‫وغيره‪ ،‬فلا ينصرف فيه الظهر إلى السَّفر إلَّا إذا وجد فيهما ؛ وإلا جاز‬
‫أن ينصرف إليه ؛ لوقوع بعضها فيه‪ ،‬وأن ينصرف لغيره؛ لوقوع بعضها‬
‫وتردد فيه «حج»‪.‬‬ ‫واعتمد ذلك م ر»‪،‬‬ ‫في غيره الذي هو الأصل‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بشری» [ص ‪۳۷۸‬‬

‫فَرْعٌ فِي جَوَازِ الْجَمْعِ بِالْمَرَضِ‪:‬‬


‫بل‬ ‫عند النَّوَوِي وغيره من أئمتنا‪،‬‬ ‫عَلَى الْمُخْتَارِ) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫لِلْمُزَنِيِّ‪،‬‬ ‫رأيته في نهاية الاختصار من قول الشافعي»‬ ‫قال الأَذْرَعِيُّ ‪:‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫كَانَ يُحَمُّ ـ مَثَلًا ‪ -‬وَقْتَ الثَّانِيَةِ ؛ قَدَّمَهَا بِشُرُوطِ جَمْعِ التَّقْدِيمِ‪ ،‬أَوْ وَقْتَ‬
‫‪-‬‬

‫الأُوْلَى؛ أَخْرَهَا بِنِيَّةِ الْجَمْعِ فِي وَقْتِ الْأُوْلَى‪.‬‬


‫وَضَبَطَ جَمْعٌ مُتَأَخِّرُوْنَ الْمَرَضَ هُنَا بِأَنَّهُ مَا يَشْقُ مَعَهُ فِعْلُ كُلِّ‬
‫وَقَالَ‬ ‫كَمَشَقَّةِ الْمَشْي فِي الْمَطَرِ بِحَيْثُ تَبْتَلُ ثِيَابُهُ‪،‬‬ ‫فَرْضِ فِي وَقْتِهِ‪،‬‬
‫خَرُوْنَ‪ :‬لَا بُدَّ مِنْ مَشَقَّةٍ ظَاهِرَةٍ زِيَادَةٌ عَلَى ذَلِكَ بِحَيْثُ تُبِيْحُ الْجُلُوْسَ‬
‫فِي الْفَرْضِ‪ ،‬وَهُوَ الْأَوْجَهُ‪.‬‬

‫فإن‬ ‫قال الزَّرْكَشِيُّ ‪:‬‬ ‫قد ظفرت بنقله عن الشَّافعي‪،‬‬ ‫وقال الإِسْنَوِيُّ ‪:‬‬
‫ثبت له نصّ بالمنع كان له في المسألة قولان؛ وإلا فهذا مذهبه‪.‬‬
‫‪.]١٩٠/٣‬‬ ‫كُردي» [في‪« :‬الكُبرى»‬ ‫وهو مذهب الإمام أحمد‬ ‫اهـ‪،‬‬

‫ونيَّة‬ ‫والولاء‪،‬‬ ‫الترتيب‪،‬‬ ‫بِشُرُوطِ جَمْع التَّقْدِيم هي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وجود المرض حالة الإحرام بهما‪،‬‬ ‫ويشترط أيضًا‪:‬‬ ‫الجمع في الأولى‪،‬‬
‫كما في المطر‪« .‬كُردي» [في‪:‬‬ ‫وبينهما‪،‬‬ ‫وعند سلامه من الأولى‪،‬‬
‫‪.]٣٦/٢‬‬ ‫«الوسطى»‬

‫على أنَّهما متقاربان‬ ‫وَهُوَ الأَوْجَهُ) زاد في «التحفة»‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫ولو ضُبِطَ المرض بالمبيح للفطر؛‬ ‫ونحوه في «الإيعاب قال ‪:‬‬ ‫[‪،]٤٠٤/٢‬‬
‫وجَرَى فِي شَرْحَيْ الإرشاد على الأوَّل‪،‬‬ ‫لكان له وجه ظاهر‪ .‬اهـ‪،‬‬
‫بل قال في «الإمداد»‪ :‬ولا يصح ضبطه بغير ذلك‪« .‬كُردي» [في‪:‬‬
‫وصح أنَّه الله جَمَعَ بالمدينة الظهر والعصر والمغرب‬ ‫‪.]٣٦/٢‬‬ ‫الوسطى»‬
‫قال الشافعي‬ ‫‪،]٧٠٦‬‬ ‫والعشاء من غير خوف ولا سفر [مسلم رقم‪:‬‬
‫بضم الهمزة وفتحها‬ ‫وأرى ‪-‬‬ ‫أرى ذلك بعذر المطر‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫كمالك الله ‪:‬‬
‫‪.]١٨٦/٣‬‬ ‫كما في «الْكُرْدِي» [أي‪« :‬الكُبرى»‬ ‫أظنُّ أو أعتقد‪،‬‬ ‫‪ -‬أي ‪:‬‬
‫‪۵۵۹‬‬
‫تفيدينعلىفتحالمعين‬

‫خَاتِمَةٌ [ فِي حُكْمِ الْعَمَلِ بِغَيْرِ تَقْلِيدِ]‪ :‬قَالَ شَيْخُنَا فِي شَرْحِ الْمِنْهَاجِ» ‪:‬‬

‫كما‬ ‫ولم يتعرض الشارح لجمع المطر ؛ لقلة وقوعه والعمل به‪،‬‬
‫أو الاختصار فيه‪.‬‬ ‫عادته في هذا الكتاب من حذف القليل الوقوع‪،‬‬ ‫هي‬

‫قال السيد يُوسُف الْبَطَاحُ في تشنيف السَّمع»‪ :‬ومن الشافعية‬


‫وغيرهم من ذهب إلى جواز الجمع تقديمًا مطلقًا لغير سفر ولا مرض‬
‫ولا غيرهما من الأعذار‪ ،‬قال النَّمَازِيُّ رحمهالله ‪:‬‬

‫وغير عذر من الأعذار مذكور‬ ‫جَمْعُ الصَّلاتين تقديمًا بلا مرض‬


‫ربيعة الرّأي والقفَّال مأثور‬ ‫عن ابن سيرين ركن التابعين وعن‬
‫سليل منذر والقفَّال مشكور‬ ‫عن أشهب مثل ما قالا وقال به‬
‫ترجيحه ثُمَّ أحمد وهو مشهور‬ ‫أعني الكبير الذي قد فاق حيث رأى‬
‫لغير ذي عادة والـقـيـد مـبـرور‬ ‫فيما حكى عن جماعات مقيّدة‬

‫والقفَّال‬ ‫أن القائلين بهذا ابن سيرين وربيعة الرأي‪،‬‬ ‫يعني‬

‫والقفال الكبير‪،‬‬ ‫وأَشْهَبُ من المالكيَّة‪ ،‬وابن المنذر‪،‬‬ ‫الصَّغير‪،‬‬


‫وأحمد بن حنبل‪.‬‬

‫وهم غير محصورين‪،‬‬ ‫وعن جماعة جوازه ما لم يتَّخذه عادة‬


‫انتهى‬ ‫فقال به جمع غفير‪.‬‬ ‫جَمع التَّأخير ‪:‬‬
‫وأمَّا جَمع‬ ‫التقديم‪،،‬‬
‫هذا في جمع التقديم‬
‫ص‬
‫[‬‫بالحرف ص ‪ ٥٠‬وما بعدها‬
‫‪].‬‬

‫فِي حُكْمِ الْعَمَلِ بِغَيْرِ تَقْلِيدِ‪:‬‬ ‫خَاتِمَةٌ أي ‪:‬‬


‫ولعلَّ‬ ‫(وقوله ‪ :‬في شَرْحِ الْمِنْهَاج») أي‪ :‬في باب القضاء‪،‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬
‫ترشيحالمستفيد‬

‫لَزِمَهُ إِعَادَتُهَا ؛‬ ‫مَنْ أَدَّى عِبَادَةً مُخْتَلَفًا فِي صِحَّتِهَا مِنْ غَيْرِ تَقْلِيْدِ لِلْقَائِلِ بِهَا ‪:‬‬
‫لأَنَّ إِقْدَامَهُ عَلَى فِعْلِهَا عَبَتْ [‪.]١١٣/١٠‬‬

‫الشارح قدمه لمناسبة الخلاف في الجمع بالمرض‪ ،‬إلا أنَّه حذف من‬
‫كما في «سم»‬ ‫عبارة شيخه ما هو صريح في جواز التَّقليد بعد الفعل‪،‬‬
‫‪.]١١٣/١٠‬‬ ‫على «التحفة»‬

‫نقلًا عن «فتاوى ابن زياد» ـ‪:‬‬ ‫وقال السيد عُمر في «الحاشية»‬


‫إنَّ العامي إذا وافق فعله مذهب إمام يصحُ تقليده‪ :‬صح فعله وإن لم‬
‫يقلده؛ توسعةً على عباد الله تعالى وإن قالوا ‪ :‬إنَّ قولهم في الفروع‬
‫‪6‬‬

‫اهـ‪.‬‬ ‫مقيَّد بصورة العجز عن التعليم‪.‬‬ ‫الاجتهاديَّة لا يعاقب عليها‪،‬‬


‫وفي فتاوى السَّيِّد سليمان «الأَهْدَل مُفتي زَبيد عن الإمام الحسن‬
‫أفعال العوام في العبادات والبيوع وغيرها مما لا‬ ‫أنَّ‬ ‫الأَهْدَل ‪:‬‬
‫جميع‬

‫يخالف الإجماع على الصّحة والسَّداد إذا وافقوا إمامًا معتبرًا على‬
‫الصحيح‪.‬‬

‫إلى أن يرشدوا إلى الاحتياط في الخروج من‬ ‫إلى أن قال ‪:‬‬


‫الخلاف‪ ،‬قال العلامة السَّيِّد أبو بكر الأَهْدَل ‪ :‬وما أُفْتِي به من أنَّ العامي‬
‫يكادُ أنْ تتعيَّن الفتوى به في حَقِّ العوام في هذه‬ ‫لا مذهب له معين‪،‬‬
‫الأزمنة‪ ،‬وإن كان المصحح عن المتأخرين أنَّه يجب عليه التزام مذهب‬
‫معين‪ ،‬لكن من خبر حال العوام في هذا الزَّمان ‪ -‬سِيَّما أهل البوادي منهم‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫جُزِمَ بأنَّ تكليفهم التزام مذهب معين قريب من المستحيل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معرفتنا‬ ‫نحنُ لقِلَّة‬ ‫قال السيد عبد الرَّحمن بن سليمان الأَهْدَل ‪:‬‬
‫بالأصول والدليل وغير ذلك عوام‪.‬‬
‫اهـ ملخصا من مَجْمُوْعَتِي «الفوائد المكيَّة» [ص ‪.]٥٢‬‬
‫‪GY ٥٦١‬‬ ‫رشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫(فضل)‬

‫فِي صَلَاةِ الْمَيْتِ[‪]١‬‬


‫وَقِيْل ‪ :‬هِيَ مِنْ خَصَائِصِ هَذِهِ الْأُمَّةِ‪.‬‬ ‫وَشُرِعَتْ بِالْمَدِينَةِ‪.‬‬
‫الْمَيْتِ الْمُسْلِم غَيْرِ الشَّهِيدِ ‪( -‬فَرْضُ‬ ‫أَيْ‪:‬‬ ‫الْمَيْتِ)‬ ‫(صَلَاةُ‬
‫إلى ‪.]٢٢٠‬‬ ‫كِفَايَةٍ ؛ لِلإِجْمَاع وَالأَخْبَارِ [انظر‪« :‬التَّلخيص الحبير»‬
‫فَلَا يَسْقُطُ الْفَرْضُ‬ ‫(كَغَسْلِهِ وَلَوْ غَرِيْقًا؛ لأَنَّا مَأْمُوْرُونَ بِغَسْلِهِ‪،‬‬
‫عَنَّا إِلَّا بِفِعْلِنَا وَإِنْ شَاهَدْنَا الْمَلَائِكَةَ تُغَسْلُهُ‪،‬‬

‫فَضل‬

‫في صَلَاةِ الْمَيْتِ‬

‫وغيرها مما يأتي‪.‬‬ ‫أي‪:‬‬


‫اعتمده الخطيب في‬ ‫وَقِيلَ‪ :‬هِيَ مِنْ خَصَائِصِ هَذِهِ الأُمَّةِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وأقرَّه «سم»؛ ولم يرتضه في‬ ‫«المغني»‪ ،‬و«م ر» في «النهاية) [‪،]٤٦٨/٢‬‬
‫التحفة) [‪ ]۱۳۱/۳‬ولا في فتح الجواد»‪.‬‬
‫لِلإِجْمَاع) إِلَّا قولًا للمالكيَّة في غسله أَنَّه سُنَّةٌ‪« .‬بشرى»‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ص ‪.]٤٤٩‬‬

‫يجري‬ ‫(قوله‪ :‬وَإِنْ شَاهَدْنَا الْمَلَائِكَةَ تُغَسِّلُهُ) قال «سم»‪ :‬ينبغي أن‬
‫بخلاف التكفين والدفن‪،‬‬ ‫في صلاة الملائكة ما قِيْلَ في غَسلهم إيَّاه‪،‬‬
‫فيجزئ من الملائكة‪ ،‬قال ‪ :‬وظاهرُ أنَّ الْحَمْلَ كالدفن‪ ،‬بل أَوْلى‪ ،‬كما‬
‫‪.]٦٨/٢‬‬ ‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫هو ظاهر‪.‬‬

‫[‪ ]١‬كُتب على هامش القديمة» من نُسخةٍ دون تصحيح ‪ :‬فِي أَحْكَامِ صَلَاةِ الْمَيْتِ‪،‬‬
‫ومن نُسخة دون تصحيح ‪ :‬فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيْتِ‪ .‬عمَّار]‪.‬‬
‫‪٥٦٢‬‬
‫رحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪2G‬‬

‫وَيَكْفِي غَسْلُ كَافِرٍ‪.‬‬


‫حَتَّى مَا تَحْتَ قُلْفَةِ‬ ‫وَيَحْصُلُ أَقَلُهُ ‪( :‬بِتَعْمِيمِ بَدَنِهِ بِالْمَاءِ) مَرَّةً‪،‬‬
‫قَالَ الْعَبَّادِيُّ وَبَعْضُ‬ ‫صَبِيًّا كَانَ الأَقْلَفُ أَوْ بَالِغًا‪،‬‬ ‫الأَقْلَفِ عَلَى الأَصَحْ ‪،‬‬
‫فَعَلَى الْمُرَبَّحَ لَوْ تَعَذَّرَ غَسْلُ مَا‬ ‫الْحَنَفِيَّةِ ‪ :‬لَا يَجِبُ غَسْلُ مَا تَحْتَهَا‪،‬‬
‫تَحْتَ الْقُلْفَةِ بِأَنَّهَا لَا تَتَقَلَّصُ إِلَّا بِجَرْحٍ؛ يُمِّمَ عَمَّا تَحْتَهَا‪ ،‬كَمَا قَالَهُ‬
‫غَيْرُهُ‬
‫‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫وَأَقَرَّهُ‬ ‫شَيْخُنَا [ في‪« :‬التحفة» ‪،]۱۱۳/۳‬‬

‫وَقَمِيصِ‪،‬‬ ‫تَثْلِيْتُهُ‪ .‬وَأَنْ يَكُوْنَ فِي خَلْوَةٍ‪،‬‬ ‫وَأَكْمَلُهُ ‪:‬‬

‫على ما في‬ ‫وَيَكْفِي غَسْلُ كَافِرٍ أي‪ :‬وكذا الجنّ‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫«المغني »» و«النهاية»؛ واعتمد في «التَّحفة» و«الإمداد» و«المنهج القويم»‬
‫‪.]٦٨/٢‬‬ ‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫عدم الاكتفاء بغسلهم‪.‬‬
‫تنكشف‪.‬‬ ‫بأَنَّهَا لَا تَتَقَلَّصُ الباء سببيَّة ومعنى تتقلص ‪:‬‬
‫‪،‬‬
‫(قوله ‪:‬‬
‫وصلّي عليه وإن كان ما تحتها نجسا؛‬ ‫يُمِّمَ عَمَّا تَحْتَهَا أي‪:‬‬ ‫(وقوله ‪:‬‬
‫فقال ‪:‬‬ ‫واعتمده؛ وخالفه «م ر»‬ ‫كَمَا قَالَهُ شَيْخُنَا) أي ‪:‬‬ ‫للضَّرورة‪( .‬وقوله ‪:‬‬
‫ور لو‬

‫ويدفن‬ ‫فلا يُيَمَّمُ‪،‬‬ ‫وإن كان نجسًا ‪:‬‬ ‫يُمِّمَ عنه‪،‬‬ ‫إن كان ما تحتها طاهرًا ‪:‬‬
‫‪.]٢٦٨/٢‬‬ ‫حاشية الباجوري على شرح ابن قاسم»‬ ‫وقد مرَّ [انظر‪:‬‬ ‫بلا صلاة عليه‪،‬‬

‫ولم يتعرض‬ ‫إلخ) لم يستوف الأكمل‪،‬‬ ‫‪..‬‬

‫تَثْلِيتُهُ ‪.‬‬ ‫وَأَكْمَلُهُ ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫حتّى ما ظهر من فرج‬ ‫كالحَيِّ ‪-‬‬ ‫تعميم بَدَنِ الميت ‪-‬‬ ‫وأقله ‪:‬‬ ‫للأقل‪،‬‬
‫بل‬ ‫ولا تجب لهذا الغسل نيَّة‪،‬‬ ‫المرأة عند جلوسها على قدميها‬
‫ويجب كون غسله بعد إزالة النجاسة‪.‬‬ ‫تسن‪،‬‬
‫أَدْخَلَ يده‬ ‫وكونه بَالِيًا سَخِيْفًا‪ ،‬ثُمَّ إِن اتَّسع ‪:‬‬ ‫وَقَمِيصِ)‬ ‫(وقوله‪:‬‬
‫كُمِّهِ؛ وإِلَّا فَتَحَ دَخَارِيْصَهُ ‪ ،‬فإن لم يجده ‪ ،‬أو لم يرد غسله فيه؛‬ ‫في‬
‫سَتَرَ ما بين سُرَّتِهِ وركبته‪.‬‬
‫‪191‬‬ ‫‪٥٦٣‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫بِمَاءٍ بَارِدٍ إِلَّا لِحَاجَةٍ كَوَسَحْ وَبَرْدِ فَالْمُسَخَّنُ حِيْنَئِذٍ‬ ‫وَعَلَى مُرْتَفِعِ‪،‬‬
‫وَيُبَادَرُ بِغَسْلِهِ إِذَا تُيُقْنَ مَوْتُهُ‬ ‫وَالْمَالِحُ أَوْلَى مِنَ الْعَذْبِ‪،‬‬ ‫أَوْلَى‪،‬‬

‫ويستقبل به القبلة‪،‬‬ ‫(وقوله ‪ :‬وَعَلَى مُرْتَفِع كنحو لوح مُهَيَّةٍ لذلك‪،‬‬


‫ويغطي وجهه بخرقة من أول ما يضعه على‬ ‫ويرفع منه ما يلي الرّأس‪،‬‬
‫وفيها‬ ‫ويغضُّ الغَاسِلُ ومن يُعِيْنُهُ بصره ندبًا في غير عورة‪،‬‬ ‫المغتسل‪،‬‬
‫والمس‬ ‫لكنه يكره‪،‬‬ ‫وجوبًا‪ ،‬إلا حليلًا وحليلته فلا حرمة ‪،‬فيهما‪،‬‬
‫كالنظر‪.‬‬

‫ويكره غسله من‬ ‫أَوْلَى مِنَ الْعَذْبِ لأنَّه يُرخِي البدن‪،‬‬ ‫(وقوله ‪:‬‬
‫زمزم؛ للخلاف في نجاسة الميت‪.‬‬

‫ويسن مسح بطنه بيده اليسرى بقوَّة غير شديدة؛ ليخرج ما فيه‪،‬‬
‫ويسند ظهره إلى ركبته اليمنى‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫بعد إجلاسه مائلاً إلى ورائه قليلا‬
‫وإبهامه في نُقْرَةٍ قَفَاهُ‪ ،‬مع فَوْحٍ مِجْمَرَةٍ‬ ‫ويضع يده اليمنى على كتفه‪،‬‬
‫ومع كثرة صب‬ ‫بالطَّيب من موته إلى انقضاء غسله ولو مُحْرِمًا وخاليًا‪،‬‬
‫ثُمَّ يضجعه لقفاه‪.‬‬ ‫الماء عليه‪.‬‬

‫لكن يجب كونه‬ ‫وغَسلُ سَوْأَتَيْهِ والنَّجاسة‪ ،‬كما يستنجي الحَيُّ‪،‬‬


‫وندبًا في غسل‬ ‫بخرقة يلفها على يده اليسرى في غسل السوأتين‪،‬‬
‫ويلف ثانيةً لغسل سائر البدن‪.‬‬ ‫النَّجاسة في غيرهما‪،‬‬
‫ثُمَّ أخذ خِرقة أخرى ولفها على يده اليسرى ليسَوكَه بسبابتها‪،‬‬
‫فيسرع فساده‪،‬‬ ‫مبلولة بالماء‪ ،‬ولا يفتح أسنانه ؛ لئلا يسبق الماء إلى بطنه‪،‬‬
‫ويخرج بها ما في‬ ‫ثُمَّ ينظف أنفه بخرقة أخرى على خنصره‪،‬‬
‫أنفه‪.‬‬

‫ويخرج ما تحت أظفاره وظاهر‬ ‫يوضّئه ثلاثًا ثلاثًا كالحَيَّ‪،‬‬


‫أذنيه وصماخيه‪.‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفي المعين‬

‫وبعد ذلك غَسلُ رأسه ثُمَّ لِحيته بالسِّدْرِ أو نحوه كَخِطْمِي‪،‬‬


‫یو‬ ‫ور‬

‫‪-‬‬

‫ويردُّ السَّاقط من شعرهما‬ ‫ويسرحهما بمشط واسع الأَسْنَان برفق‪،‬‬


‫وأما دفنه ‪:‬‬ ‫وكذا من شَعر غيرهما ـ إليه بوضعه معه في كفنه ندبًا‪،‬‬
‫فواجب كسائر أجزاء الميت‪.‬‬

‫ثُمَّ ما أَدْبَرَ الأيمن‪،‬‬ ‫ثُمَّ يغسل ما أَقْبَلَ منه الأيمن‪ ،‬ثُمَّ الأيسر‪،‬‬
‫ولا يعيد غَسل رأسه ولحيته بل يبدأ بصفحة عُنقه فما‬ ‫ثُمَّ الأيسر‪،‬‬
‫ويحرم كَبُّه على وجهه‪.‬‬ ‫تحتها‪.‬‬

‫أَزَالَهُ بِصَب الماء‬ ‫ثُمَّ إذا فرغ من الغَسل بالسِّدْرِ أو نحوه‪:‬‬


‫ثُمَّ صبَّ وجوبًا الماء الخالص الكائن‬ ‫الخالص من رأسه إلى قدمه‪،‬‬
‫الأخيرة‬ ‫وهو في‬ ‫في غير مُحْرِمِ مع قليل كَافُوْرٍ؛ لأنَّه يدفع الْهَوَامَّ‪،‬‬
‫وَيُغَسله بذلك من قَرْنِهِ إِلى قَدَمِهِ‪.‬‬ ‫ويكره تركه ‪،‬‬ ‫آكد‪،‬‬

‫وهذه غسلةٌ واحدةٌ‪.‬‬

‫والأولى كونها متوالية‪،‬‬ ‫ونُدب أن يُكَرِّرَ غَسله بالقَرَاح ثلاثا‪،‬‬


‫والثانية مزيلة‪،‬‬ ‫فتَحْصُلُ الثَّلاث من خَمْسِ‪ ،‬الأُولَى بالسِّدْرِ ونحوه‪،‬‬
‫هذا إن‬ ‫وهاتان غير محسوبتين‪ ،‬ثُمَّ ثلاث بالقَرَاح‪ ،‬وهُنَّ المحسوبات‪،‬‬
‫وهكذا‬ ‫والأَسَنُّ زيادة ثانية وثالثة‪،‬‬ ‫حصل النقاء بمرَّة من نحو السِّدْرِ ‪،‬‬
‫ثُمَّ إن أراد‬ ‫ويزيله عَقِب كلِّ مرَّة بغسلة ثانية‪،‬‬ ‫إلى أن يحصل الإنقاء‪،‬‬
‫وإن أراد أخَّر الماء القَرَاحَ الثَّلاث إلى‬ ‫عَقِبَ كُلِّ غَسلة بماء قَرَاحٍ‪،‬‬
‫«التحفة»‬
‫وجَرَى في‬ ‫وهذه أوْلَى كما سيأتي‪،‬‬ ‫غَسَلات التنظيف‪،‬‬ ‫عَقِ‬

‫وفي كُلِّ منها ثلاث بسِدْرٍ‪ ،‬ثُمَّ مزيلة‪ ،‬ثُمَّ ماء‬ ‫على ثلاث غَسَلات‪،‬‬
‫وعَقِبَ كُلِّ واحدة منها‬ ‫أو ثلاث بالسِّدر‪،‬‬ ‫وهكذا ثانية وثالثة‪،‬‬ ‫قراح‪،‬‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫وَمَتَى شُكٍّ فِي مَوْتِهِ وَجَبَ تَأْخِيْرُهُ إِلَى الْيَقِيْنِ بِتَغَيُّرِ رِيْحِ وَنَحْوِهِ‪،‬‬
‫فَذِكْرُهُمُ الْعَلَامَاتِ الْكَثِيرَةَ لَهُ إِنَّمَا تُفِيدُ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ شَكٍّ‪.‬‬
‫وَلَوْ خَرَجَ مِنْهُ بَعْدَ الْغَسْل نَجَسٌ ‪ :‬لَمْ يُنْقَضِ الظُّهْرُ‪ ،‬بَلْ تَجِبُ‬
‫إِزَالَتْهُ فَقَطْ إِنْ خَرَجَ قَبْلَ التَّكْفِيْنِ لَا بَعْدَهُ‪.‬‬

‫فهي تِسْعُ غَسَلات‬ ‫ويؤخّر الثَّلاث بالقَرَاح إلى عَقِبِ السِّتْ‪،‬‬ ‫مزيلة‪،‬‬
‫فإن حصل‬ ‫ثُمَّ إن لم يحصل الإنقاء بالتسع زَادَ‪،‬‬ ‫على كلا التقديرين‪،‬‬
‫بِشَفْعِ زَادَ واحدةً‪.‬‬
‫إلى ‪]٤٥١‬‬ ‫وبشرى» [ص ‪٤٤٩‬‬ ‫إلى ‪]٣٤٤‬‬ ‫«منهج [«قویم» ص ‪٣٤١‬‬
‫‪.]١٤٦/٢‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫‪٦٩/٢‬؛ «جمل»‬ ‫و صُغرى» [وانظر‪« :‬الوسطى»‬

‫وما بعدها]‬ ‫وَجَبَ تَأْخِيْرُهُ) كذا في «التحفة» [‪٩٧/٣‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫أنَّ‬
‫ينبغي‬ ‫لكن في «ع ش‪:‬‬ ‫والضمير يعود على الغسل‪،‬‬ ‫و«النهاية»‪،‬‬
‫فإنهما بتقدير حياته‬ ‫دون الغسل والتَّكفين‪،‬‬ ‫الَّذي وَجَبَ تأخيره الدفن‪،‬‬
‫‪.]٤٤١/٢‬‬ ‫لا ضرورة فيهما على «النهاية»‬
‫حَيْثُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ شَكٍّ وقد قال الأطباء‪ :‬إنَّ كثيرين‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ممَّن يموتون بالسكتة ظاهرًا يدفنون أحياء ؛ لأنه يعزُّ إدراك الموت‬
‫الحقيقي بها إلا على أفاضل الأطباء‪« .‬تحفة» [‪.]٩٨/٣‬‬
‫(قوله‪ :‬لَا بَعْدَهُ) كذا في فتح الجواد»‪ ،‬لكن تَبَرَّأَ منه بقوله‪:‬‬
‫على ما أفتى به الْبَغَوِيُّ [‪ .]٣٤٧/١‬وفي «التحفة» [‪ ]١٠٦/٣‬و«النهاية»‬
‫[‪ ]٤٤٨/٢‬الجزم بوجوب إزالة النَّجاسة بعد التكفين‪ .‬زاد في بشرى‬
‫الكريم‪ :‬ولو بعد الصَّلاة عند «حج») و م ر ص ‪ .]٤٥٢‬قال الْقَلْيُوْبِيُّ ‪:‬‬
‫‪ .]۳۷۹/۱‬وفي الْبُجَيْرِمِيُّ»‪:‬‬ ‫ولم يرتضه شيخنا الزَّيَّادِيُّ على شرح المحلي»‬
‫إن كان قبل الصَّلاة؛ وإلا فتندب الإزالة؛ لأنَّه آيل إلى الانفجار‪ .‬اهـ‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٥٦٦٥٢‬‬

‫وَلَوْ غُسْلَ‬ ‫كَاحْتِرَاقٍ‪،‬‬ ‫وَمَنْ تَعَذَّرَ غَسْلُهُ لِفَقْدِ مَاءٍ أَوْ لِغَيْرِهِ ‪-‬‬
‫؛ يُمِّمَ وُجُوْبًا‪.‬‬ ‫تَهَرَّى‬

‫وَالْمَرْأَةُ أَوْلَى بِغَسْلِ الْمَرْأَةِ‪،‬‬ ‫الرَّجُلُ أَوْلَى بِغَسْلِ الرَّجُلِ‪،‬‬ ‫فَرْعُ ‪:‬‬
‫غَسْلُ زَوْجِهَا وَلَوْ نَكَحَتْ غَيْرَهُ‪،‬‬ ‫وَلِزَوْجَةٍ ‪ -‬لَا أَمَةٍ ‪-‬‬ ‫وَلَهُ غَسْلُ حَلِيْلَتِهِ‪،‬‬
‫فَإِنْ لَمْ‬ ‫فَإِنْ خَالَفَ صَحَ الْغَسْلُ‪،‬‬ ‫بِخِرْقَةٍ عَلَى يَدٍ‪،‬‬ ‫بَلْ يَلُ‬ ‫بِلَا مَيٍّ‪،‬‬

‫[على «الإقناع» ‪ .]٢٦٨/٢‬ولو لم يمكن قطع الخارج منه؛ صح غسله‬


‫والصَّلاة عليه لكن يجب فيه الْحَشْوُ والْعَصْبُ على محل النَّجس‪،‬‬
‫فإن رأى‬ ‫وسنَّ كون الغاسل أَمِينًا‪،‬‬ ‫والمبادرة بالصَّلاة عليه كالسَّلِس‪،‬‬
‫إِلَّا لمصلحة ككونه متجاهرًا بمعصية‪،‬‬ ‫أو ضِدَّه حَرُمَ‪،‬‬ ‫خيرًا سُنَّ ذِكْرُهُ‪،‬‬
‫اهـ «بشرى» [ص ‪.]٤٥٢‬‬ ‫وليحذر ذلك‪.‬‬

‫إلَّا إن‬ ‫وَلَهُ غَسْلُ حَلِيْلَتِهِ من زوجة وأَمَةٍ ولو كتابيَّة‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫كانت مزوجة أو معتدة أو مستبرأة‪« .‬فتح الوهاب» [‪.]٩١/١‬‬
‫ولو كانت أَمَةً‪( .‬وقوله ‪ :‬لَا أَمَةٍ)‬ ‫غير رجعيَّة (‪)۱‬‬ ‫وَلِزَوْجَةٍ)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫أو إلى‬ ‫فلا تُغَسل سيدها؛ لانتقالها عنه إلى ملك غيره‪،‬‬ ‫له‪،‬‬ ‫أي ‪:‬‬
‫وحواشيه [«الجمل»‬ ‫كما في «المنهج»‬ ‫الحريَّة كأم الولد والمدبّرة‪،‬‬
‫‪]١٥٠/٢‬؛ وبذلك يردُّ ما اعترض به الْمُحَشِّي على الشارح‪.‬‬
‫كأن‬ ‫ولا من الزوج أو السَّيّد لها‪،‬‬ ‫منها له‪،‬‬ ‫بِلَا مَس)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وعلى يده خِرقة؛ لئلا ينتقض وضوءه‪« .‬فتح‬ ‫كان الغسل من كل‪،‬‬
‫يندب لكلِّ منهما أن لا يمس شيئًا من بدن‬ ‫الوهَّاب [‪ .]٩١/١‬أي‪:‬‬

‫والمغني» و«النهاية» [‪]٤٥٠/٢‬‬ ‫كذا في «التحفة [‪]۱۰۸/۳‬‬ ‫غير رجعيَّة)‬ ‫(‪( )۱‬قوله‪:‬‬
‫فلا تُغسله؛ لحرمة الْمَسِّ والنظر وإن كانت كالزوجة في النفقة‬ ‫زاد فيهما ‪ :‬أي ‪:‬‬
‫البائن بطلاق أو فسخ‪.‬‬ ‫بالأولى ‪-‬‬ ‫ومثلها ‪-‬‬ ‫ونحوها‪،‬‬
‫‪2 STV 1‬‬ ‫ستفيدين علىفتحالمعين‬

‫يَحْضُرُ إِلَّا أَجْنَبِيٌّ فِي الْمَرْأَةِ أَوْ أَجْنَبِيَّةٌ فِي الرَّجُلِ ‪ :‬يُمِّمَ الْمَيْتُ‪ .‬نَعَمْ‪،‬‬
‫لَهُمَا غَسْلُ مَنْ لَا يُشْتَهَى مِنْ صَبِيٌّ أَوْ صَبِيَّةٍ ؛ لِحِلٌّ نَظَرِ كُلِّ وَمَسِّهِ‪.‬‬
‫وَأَوْلَى الرِّجَالِ بِهِ أَوْلَاهُمْ بِالصَّلَاةِ كَمَا يَأْتِي‬

‫(وَتَكْفِيْنِهِ بِسَاتِرِ عَوْرَةٍ مُخْتَلِفَةٍ بِالنُّكُوْرَةِ وَالْأُنُوْثَةِ‪ ،‬دُوْنَ الرِّقِّ‬


‫وَالْحُرِّيَّةِ‪.‬‬

‫فالمس للعورة ولغيرها مكروه عند «م‬ ‫الآخر لا العورة ولا غيرها‪،‬‬
‫هذا ما‬ ‫ولغيرها مكروه‪،‬‬ ‫فالمس للعورة حرام‪،‬‬ ‫ر»‪ ،‬وأما عند «حج»‪:‬‬
‫ر‬
‫«‬
‫م‬
‫‪].‬‬
‫»‬ ‫انحطّ عليه كلام ع ش على م ر نقلا عنه‪« .‬جمل» [‪١٥١/٢‬‬
‫وإن كان عليه نجس لا يُعفى عنه‬ ‫يُمِّمَ الْمَيْتُ وجوبًا‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫لكن بحائل ؛ لحرمة النظر حينئذ إلى شيء من بدن الميت‬ ‫عند «حج»‪،‬‬
‫‪-‬‬
‫مثلا‬ ‫يؤخذ منه ‪ :‬أنّه لو كان في ثياب سَابِعَةٍ وبحضرة نَهْرٍ ‪-‬‬ ‫والمس‪،‬‬
‫قال‬ ‫وأمكن غمسه به ليصل الماء بدنه من غير مَس ولا نظر؛ وَجَبَ‪،‬‬
‫سم»‪ :‬أو أمكن صب ماء عليه يعمه‪« .‬بشرى» [ص ‪.]٤٥٣‬‬

‫فليس للميت‬ ‫بِسَاتِرِ عَوْرَةٍ) هذا بالنسبة لحقِّ الله تعالى‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫إسقاطه‪ ،‬أما بالنسبة لحقِّ الميت فيجب ثوبٌ يَعُمُّ جميع بدنه‪ ،‬إِلَّا‬
‫رأسَ الْمُحْرِمِ ووَجْهَ الْمُحْرِمَةِ‪.‬‬
‫وحاصل ما اعتمده ابن حجر في كُتُبِهِ ـ كما في «الْكُرْدِي» ـ‪:‬‬
‫حق الله تعالى وهو ساتر العورة‪،‬‬ ‫أنَّ الكفن ينقسم على أربعة أقسام ‪:‬‬
‫نحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٥٦٨‬‬

‫وَلَوْ أَمَةً ‪ -‬مَا يَسْتُرُ غَيْرَ الْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ ؛ وَفِي‬ ‫فَيَجِبُ فِي الْمَرْأَةِ ‪-‬‬
‫الرَّجُلِ مَا يَسْتُرُ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالرُّكْبَةِ‪.‬‬

‫وَالاكْتِفَاءُ بِسَاتِرِ الْعَوْرَةِ هُوَ مَا صَحَّحَهُ النَّوَوِيُّ فِي أَكْثَرِ كُتُبِهِ وَنَقَلَهُ‬
‫«الروضة» ‪]۱۱۰/۲‬؛ لأَنَّهُ حَقٌّاللَّهِ‬ ‫عَنِ الأَكْثَرِيْنَ [انظر‪« :‬المجموع»‬
‫وَلِلْغَرِيم مَنْعُ‬ ‫تَعَالَى‪ ،‬وَقَالَ آخَرُوْنَ ‪ :‬يَجِبُ سَتْرُ جَمِيعِ الْبَدَنِ وَلَوْ رَجُلًا‪،‬‬
‫الزَّائِدِ عَلَى سَائِرِ كُلِّ الْبَدَنِ‪ ،‬لَا الزَّائِدِ عَلَى سَاتِرِ الْعَوْرَةِ؛ لِتَأْكُدِ أَمْرِهِ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫وَكَوْنِهِ حَقًّا لِلْمَيْتِ بِالنِّسْبَةِ لِلْغُرَمَاءِ [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫وَجَازَ أَنْ يُزَادَ تَحْتَهَا‬ ‫ثَلَاثَةٌ يَعُمُّ كُلٌّ مِنْهَا الْبَدَنَ‪،‬‬ ‫وَأَكْمَلُهُ لِلذَّكَرِ ‪:‬‬
‫إِزَارٌ فَقَمِيْصٌ فَخِمَارٌ فَلِفَافَتَانِ‪.‬‬ ‫وَلِلأُنْثَى ‪:‬‬ ‫فَمِيْصٌ وَعِمَامَةٌ‪،‬‬

‫ساتر بقيَّة‬ ‫وحق الميت وهو‪:‬‬ ‫وهذا لا يجوز لأحد إسقاطه مطلقًا‪،‬‬
‫البدن‪ ،‬فهذا للميت أن يوصي بإسقاطه دون غيره‪ ،‬وحق الغُرماء وهو‪:‬‬
‫الثَّاني والثَّالث‪ ،‬فهذا للغُرماء عند الاستغراق إسقاطه والمنع منه‪ ،‬دون‬
‫فللورثة إسقاطه والمنع‬ ‫الزَّائد على الثلاث‪،‬‬ ‫وحق الورثة وهو ‪:‬‬ ‫الورثة‪،‬‬
‫ووافق الجمال الرَّملي على هذه الأقسام‪ ،‬إلَّا الثاني منها‪،‬‬ ‫منه‪،‬‬
‫فإذا أسقط الميت حقه‬ ‫وحقًا للميت‪،‬‬ ‫حقًا الله‪،‬‬ ‫فاعتمد أنَّ فيه حقين ‪:‬‬
‫البدن‪.‬‬
‫فليس لأحد عنده إسقاط شيء من سابع جميع‬ ‫بقي حق الله ‪،‬‬
‫بَقِيَ‬
‫‪.]۷۱/۲‬‬ ‫اهـ [أي‪« :‬الوسطى»‬

‫قد علمت من الحاصل المتقدم‬ ‫إلخ)‬ ‫وَقَالَ آخَرُوْنَ ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫المسألة‬
‫والخلافُ شَكَرَ الله سعيه‪.‬‬ ‫من التفصيل‬ ‫لِلْكُرْدِي ما في‬
‫الزيادة على ثلاث‬ ‫إلخ) في «النّهاية»‪:‬‬ ‫وَجَازَ أَنْ يُزَادَ ‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫اهـ [‪.]٤٥٩/٢‬‬ ‫خِلافُ الأولى‪.‬‬

‫وللوارث المنع من الزائد على‬ ‫إلخ)‬ ‫إِزَارٌ ‪...‬‬ ‫وَلِلأُنْثَى ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪٥٦٩‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَيَجُوْزُ حَرِيْرٌ وَمُزَعْفَرٌ لِلْمَرْأَةِ‬ ‫وَيُكَفَّنُ الْمَيْتُ بِمَا لَهُ لُبْسُهُ حَيًّا‪،‬‬
‫وَالصَّبِيِّ مَعَ الْكَرَاهَةِ‪.‬‬
‫التَّرِكَةُ‪ ،‬إِلَّا زَوْجَةً وَخَادِمَهَا فَعَلَى زَوْجٍ غَنِيٌّ عَلَيْهِ‬ ‫وَمَحَلُّ تَجْهِيْزِهِ ‪:‬‬
‫فَعَلَى مَنْ عَلَيْهِ نَفَقَتُهُ مِنْ قَرِيبٍ وَسَيِّدِ‪،‬‬ ‫فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ تَرِكَةٌ ‪:‬‬ ‫نَفَقَتُهُمَا ‪،‬‬
‫فَعَلَى مَيَاسِيْرِ الْمُسْلِمِيْنَ‪.‬‬ ‫فَعَلَى بَيْتِ الْمَالِ‪،‬‬

‫وَيَحْرُمُ التَّكْفِينُ فِي جِلْدِ إِنْ وُجِدَ غَيْرُهُ‪ ،‬وَكَذَا الطَّيْنُ وَالْحَشِيْشُ‪،‬‬
‫فَإِنْ لَمْ يُوْجَدْ ثَوْبٌ ‪ :‬وَجَبَ جِلْدٌ ‪ ،‬ثُمَّ حَشِيْ‪ ،‬ثُمَّ طِيْنٌ فِيْمَا اسْتَظْهَرَهُ‬
‫‪.]١١٤/٣‬‬ ‫شَيْخُنَا [في‪« :‬التحفة»‬

‫الثَّلاث‪ ،‬قال الْكُرْدِيُّ ‪ :‬وكذا لو كان في الورثة محجور عليه أو غائب‬


‫لا تجوز الزيادة على ثلاث في حقٌّ المرأة‪ .‬اهـ [«الوسطى» ‪ .]٧٢/٢‬قال‬
‫بشرى الكريم ‪ :‬فليُتَنَبَّه له فإنّ العمل في الأنثى على خلافه‪ ،‬ومن‬
‫والبياض أفضل من غيره‪ ،‬بل لو‬ ‫بثلاث فهي لَفَائِفُ ولو لامرأة‪،‬‬
‫كُفِّن بثلاث‬
‫قيل بوجوبه الآن لِمَا في غيره من الإِزْرَاءِ لم يَبْعُد‪ ،‬ولو أوصى بغيره‬
‫والمغسول أفضل من‬ ‫لم تصح؛ لأنه مكروه‪ ،‬ولا تصح الوصيَّة به‪،‬‬
‫وغيرهما؛ وردَّه في‬ ‫كما في شَرْحَيْ الإرشاد والنّهاية»‬ ‫الجديد‪،‬‬
‫بأنَّ المذهب نقلًا ودليلًا أَوْلَوِيَّةُ الجديد‪ ،‬ومن ثَمَّ كُفِّن‬ ‫«التَّحفة»‬
‫ص ‪]٤٥٥‬‬ ‫اهـ‬ ‫‪.‬‬ ‫فيه‬

‫من يملك كفاية سَنَةٍ لِمَمُوْنِهِ‬ ‫المراد بالْمُؤسِرِ ‪:‬‬ ‫مَيَاسِير)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫على‬ ‫وإن طلب من واحد منهم تعيَّن عليه ؛ لئلا يتواكلوا‪« .‬بجَيْرِمِي»‬
‫وع «ش» و «جمل على «شرح المنهج ‪.]١٦٤/٢‬‬ ‫شرح المنهج ‪]٤٦٨/١‬‬
‫وقضيته‪:‬‬ ‫هو ظاهر‪،‬‬ ‫قال (سم)‪:‬‬ ‫فِيْمَا اسْتَظْهَرَهُ شَيْخُنَا)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫وجوب تعميمه بنحو الطين؛ لوجوب التَّعميم في الكفن‪ ،‬ولو لم يوجد‬
‫‪۵۷۰‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَيَحْرُمُ كِتَابَةُ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ أَوْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الْكَفَنِ‪،‬‬
‫وَلَا بَأْسَ بِكِتَابَتِهِ بِالرِّيْقِ؛ لأَنَّهُ لَا يَثْبُتُ‪.‬‬

‫إلَّا حُبّ فهل يجب التكفين فيه بإدخال الميت فيه لأنه ساتر؟ فيه‬
‫ويتَّجه تقديم نحو الحِنَّاء‬ ‫قال م ر‬ ‫ولا يَبْعُدُ الوجوب‪،‬‬ ‫نظر‪،‬‬
‫ويقدم الحرير على‬ ‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫المعجون على الطين على التحفة»‬
‫بل يحرم تكفينه فى غير لائق به ولو من النياب‪« .‬ب‬ ‫الجلد وما بعده‪،‬‬
‫ويقدم حرير على نجس عين اتفاقًا وعلى متنجس بما لا يُعفى‬ ‫ج»‪،‬‬
‫[ص ‪.]٤٥٤‬‬ ‫«بشری»‬ ‫مر»‪.‬‬ ‫عنه عند‬

‫بجواز كتابة‬ ‫وما نُقِلَ عن نوادر الأصول»‬ ‫عَلَى الْكَفَنِ)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫رسو‬

‫رَدَّهُ ابن حجر‬ ‫في نَعَم الزَّكَاةَ‪،‬‬ ‫العهد على الكفن قياسًا على كتابة «اللهِ»‬
‫وأنَّ‬ ‫وأنَّه له أصل‪،‬‬ ‫بعد أن ذكر دعاء العهد المذكور‪،‬‬ ‫في فتاويه»‬
‫نعم‪،‬‬ ‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫الفقيه ابن عُجَيْل كان يأمر به [أي‪« :‬الكبرى الفقهية»‬
‫وما بعدها]‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫كما في «الجمل»‬ ‫«الإيعاب»‬ ‫ذَكَرَ في‬
‫وغيره [أي‪« :‬الفتاوى الكبرى الفقهية ‪ ]٦/٢‬أنَّ من كَتَبَ دعاء الأمن في‬ ‫‪-‬‬
‫حِرْز من النَّجاسة كقصبة أو نحاس ووضعه بين صدر الميت وكفنه‪:‬‬
‫وهو هذا‪« :‬سبحان من‬ ‫ولم يَرَ من الملكين فزعًا‪،‬‬ ‫أَمِنَ من فتنة القبر‪،‬‬
‫وبالصفة‬ ‫وبالمعروف موصوفا‪،‬‬ ‫وبالتّوحيد معروفًا‪،‬‬ ‫هو بالجلال موحدا‪،‬‬
‫وبالقهر للعالم‬ ‫وبالربوبيَّة للعالم قاهرا‪،‬‬ ‫على لسان كل قائل ربًّا‪،‬‬
‫وبالعلم والحلم رؤوفًا رحيما‪،‬‬ ‫وبالجبروت عليمًا حليما‪،‬‬ ‫جبَّارًا‪،‬‬
‫تسبيحا تخشع له‬ ‫وسبحانه عمَّا هم ‪،‬قائلون‪،‬‬ ‫سبحانه عما يقولون‪،‬‬
‫ويحمدني من حول عرشي‪،‬‬ ‫السَّماوات والأرض ومن عليها‪،‬‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫وأنا أسرع الحاسبين»‪.‬‬ ‫اسمي الله عند غير منتهى كفَى بي ‪،‬وليا‪،‬‬

‫وجعله‬ ‫ﷺ أنَّ من كَتَبَ هذا الدُّعاء‬


‫وَرَوَى الترمذي عن النَّبيِّﷺ‬
‫‪۵۷۱‬‬
‫المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫كَمَا‬ ‫وَأَفْتَى ابْنُ الصَّلَاح بِحُرْمَةِ سَتْرِ الْجَنَازَةِ بِحَرِيْرٍ وَلَوِ امْرَأَةَ‪،‬‬
‫يَحْرُمُ تَزْيِيْنُ بَيْتِهَا بِحَرِيرِ‪ ،‬وَخَالَفَ الْجَلَالُ الْبُلْقِيْنِيُّ فَجَوَّزَ الْحَرِيرَ فِيْهَا‬
‫وَاعْتَمَدَهُ جَمْعٌ‪ ،‬مَعَ أَنَّ الْقِيَاسَ الأَوَّلُ [انظر‪« :‬التحفة» ‪١١٤/٣‬‬ ‫وَفِي الطِّفْلِ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬

‫ظُهُوْرَهَا وَسَبْعًا)‬ ‫(وَدَفْنِهِ فِي حُفْرَةٍ تَمْنَعُ بَعْدَ طَمِّهَا (رَائِحَةً) أَيْ ‪:‬‬
‫فَيَأْكُلَ الْمَيْتَ‪.‬‬ ‫نَبْشَهُ لَهَا‪،‬‬ ‫أَيْ‪:‬‬ ‫أَنْ يَنْبُشَهُ‪،‬‬

‫وَضْعُهُ بِوَجْهِ الْأَرْضِ وَيُبْنَى عَلَيْهِ مَا يَمْنَعُ‬ ‫وَخَرَجَ بِـ «حُفْرَةٍ)‬
‫جَازَ‬ ‫ذَيْنِكَ‪ ،‬حَيْثُ لَمْ يَتَعَذَّرِ الْحَفْرُ‪ .‬نَعَمْ‪ ،‬مَنْ مَاتَ بِسَفِيْنَةٍ وَتَعَذَّرَ الْبَرُّ ‪:‬‬
‫الْقَاؤُهُ فِي الْبَحْرِ وَتَثْقِيْلُهُ لِيَرْسُبَ؛ وَإِلَّا فَلَا‪.‬‬
‫كَأَنِ اعْتَادَتْ سِبَاعُ ذَلِكَ‬ ‫وَبِـ تَمْنَعُ ذَيْنِكَ مَا يَمْنَعُ أَحَدَهُمَا ‪،‬‬

‫بين صدر الميت وكفنه ‪ :‬لم يَنَلْ عذاب القبر‪ ،‬ولم يَرَ منكرًا ولا‬
‫نكيرا‪ ،‬وهو هذا لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له‪ ،‬له الملك وله‬
‫ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»‪ .‬اهـ‬ ‫لا إله إلا الله‪،‬‬ ‫الحمد‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫على شرح المنهج ‪٢٠٣/٢‬‬ ‫جمل‬

‫وهو أوجه [‪.]٤٥٧/٢‬‬ ‫وَاعْتَمَدَهُ جَمْعٌ) في «النِّهاية»‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫وخرج‬ ‫معطوفٌ على بـ «حُفْرَةٍ»‪ .‬أي‪:‬‬ ‫وَبِـ تَمْنَعُ ذَيْنِكَ»)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫الرَّائحة والسَّبع‪.‬‬ ‫بـ «تَمْنَعُ ذَيْنِكَ» أي‪:‬‬
‫‪۵۷۲‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَيَجِبُ بِنَاءُ الْقَبْرِ بِحَيْثُ يَمْنَعُ وُصُوْلَهَا إِلَيْهِ‪.‬‬ ‫الْمَحَلِّ الْحَفْرَ عَنْ مَوْتَاهُ ‪،‬‬
‫وَأَكْمَلُهُ ‪ :‬قَبْرٌ وَاسِعٌ فِي عُمْقِ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ وَنِصْفٍ بِذِرَاعِ الْيَدِ‪.‬‬
‫وَيَجِبُ إِضْجَاعُهُ لِلْقِبْلَةِ‪.‬‬

‫وَيُنْدَبُ الإِفْضَاءُ بِخَدِّهِ الأَيْمَنِ بَعْدَ تَنْحِيَةِ الْكَفَنِ عَنْهُ إِلَى نَحْوِ‬
‫تُرَابٍ مُبَالَغَةٌ فِي الاسْتِكَانَةِ وَالذُّلِّ‪.‬‬
‫وَرَفْعُ رَأْسِهِ بِنَحْوِ لَبِنَةٍ‪.‬‬

‫وَكُرِهَ صُنْدُوْقٌ؛ إِلَّا لِنَحْوِ نَدَاوَةٍ فَيَجِبُ‪.‬‬


‫وَيَحْرُمُ دَفْنُهُ بِلَا شَيْءٍ يَمْنَعُ وُقُوْعَ التُّرَابِ عَلَيْهِ‪.‬‬
‫وَيَحْرُمُ دَفْنُ اثْنَيْنِ مِنْ جِنْسَيْنِ بِقَبْرِ إِنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا مَحْرَمِيَّةً أَوْ‬
‫وَمَعَ أَحَدِهِمَا كُرِهَ؛ كَجَمْعِ مُتَّحِدِي جِنْسِ فِيْهِ بِلَا حَاجَةٍ‪.‬‬ ‫زَوْجِيَّةٌ‪،‬‬
‫إِدْخَالُ مَيْتٍ عَلَى آخَرَ وَإِنِ اتَّحَدَا جِنْسًا قَبْلَ‬ ‫أَيْضًا ‪-‬‬ ‫وَيَحْرُمُ ‪-‬‬
‫وَلَوْ وُجِدَ بَعْضُ عَظْمِهِ‬ ‫وَيُرْجَعُ فِيْهِ لأَهْلِ الْخِبْرَةِ بِالأَرْضِ‪.‬‬ ‫جَمِيعِهِ‪،‬‬

‫«التحفة»‬ ‫اعتمده في‬ ‫إلخ)‬ ‫وَيَحْرُمُ دَفْنُهُ بِلَا شَيْءٍ يَمْنَعُ ‪...‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫خلافًا لظاهر «المنهج» و«المنهاج»‬ ‫و ا ل ز ّ َ ي ّ َ ا د ِ ي» ‪،‬‬ ‫[‪ ]۱۷۲/۳‬و «النّهاية [‪)۸/۳‬‬
‫من ندب السَّد‪.‬‬

‫المَحرَميَّة والزَّوجِيَّة (كُرِهَ؛ كَجَمْعِ‬ ‫وَمَعَ أَحَدِهِمَا ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫مُتَّحِدِي جِنْسِ وهذا معتمد شيخه ابن حجر ‪[:‬في‪« :‬التَّحفة» ‪ ]۱۷۳/۳‬تَبَعاً‬
‫الحرمة‬ ‫لشيخ الإسلام واعتمد الخطيب و م ر [في النهاية» ‪]١٠/٣‬‬
‫مطلقا‪ ،‬اتَّحد الجنس أو اختلف‪ ،‬كان بينهما مَحرَميَّة أَوْ لَا‪.‬‬

‫قَبْلَ بَلَاءِ جَمِيْعِهِ أفهم جواز النَّبش بعد بلاء جميعه‪،‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪۵۷۳‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَيَجُوْزُ الدَّفْنُ مَعَهُ‪.‬‬ ‫قَبْلَ تَمَامِ الْحَفْرِ وَجَبَ رَدُّ تُرَابِهِ ‪ ،‬أَوْ بَعْدَهُ فَلَا‪،‬‬
‫وَلَا يُكْرَهُ الدَّفْنُ لَيْلًا خِلَافًا لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيّ؛ وَالنَّهَارُ أَفْضَلُ‬
‫لِلدَّفْنِ مِنْهُ‪.‬‬
‫وَتَسْطِيْحُهُ أَوْلَى مِنْ تَسْنِيْمِ‬ ‫وَيُرْفَعُ الْقَبْرُ قَدْرَ شِبْرٍ نَدْبًا‪،‬‬
‫وَيُنْدَبُ لِمَنْ عَلَى شَفِيْرِ الْقَبْرِ أَنْ يَحْثِيَ ثَلَاثَ حَشَيَاتٍ بِيَدِهِ قَائِلًا‬
‫مَعَ الأَوْلَى ‪ :‬ومِنها خَلَقْتَكُمْ ﴾ [طه‪ ،]٥٥( :‬وَمَعَ الثَّانِيَةِ ‪﴿ :‬وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ‬
‫﴿وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ﴾ [طه‪.]٥٥ :‬‬ ‫وَمَعَ الثَّالِثَةِ ‪:‬‬ ‫[طه‪،]٥٥ :‬‬

‫ويستثنى قبر عالم مشهور أو وَلِيّ مشهور فيمتنع نبشه مطلقا‪« .‬م ر»‪.‬‬
‫‪.]١٧٣/٣‬‬ ‫سم [على «التحفة»‬ ‫))‬

‫ذلك‬
‫مع‬ ‫ويستحبُّ أن يقول‬ ‫إلخ)‬ ‫قَائِلًا مَعَ الأُوْلَى‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫في الأُولَى اللَّهمَّ لَفّنه حُجَّته‪ ،‬وفي الثانية‪« :‬اللهم افتح أبواب‬
‫السَّماء لروحه»‪ ،‬وفي الثَّالثة ‪« :‬اللَّهمَّ جاف الأرض عن جنبيه»‪ .‬اهـ‬
‫«شرح م ر» [‪.]٩/٣‬‬

‫وذَكَرَ أنَّه‬ ‫وُجِدَ بخط شيخنا الإمام تقيّ الدِّينِ الْعَلَوِيِّ‪،‬‬ ‫فَائِدَةٌ ‪:‬‬
‫حدَّثني الفقيه أبو عبد الله‬ ‫وَجَدْتُ ما مثاله ‪:‬‬ ‫وَجَدَ بخط والده قال ‪:‬‬
‫أخذ‬ ‫محمد الحافظ بالإسكندرية بروايته أنَّ رسول اللهﷺ قال‪« :‬من‬
‫إنَّا‬ ‫وقرأ عليه‬ ‫حال إرادته ‪،‬‬ ‫من تراب القبر حال الدَّفن بيده ‪ -‬أي‪:‬‬
‫وجعله مع الميت في كفنه أو‬ ‫سبع مرات‪،‬‬ ‫أَنزَلْتَهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‬
‫وينبغي‬ ‫في قبره؛ لم يُعذَّب ذلك الميت في القبر»‪ .‬اهـ «عَلْقَمِي»‪،‬‬
‫أولوية كونه في القبر لا في الكفن إذا كانت المقبرة منبوشة‪ .‬اهـ «ع‬
‫على «شرح المنهج ‪.]٢٠٣/٢‬‬ ‫ش»‪« .‬جمل»‬
‫‪٥٧٤‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتىالمعين‬

‫يُسَنُّ وَضْعُ جَرِيْدَةٍ خَضْرَاءَ عَلَى الْقَبْرِ؛ لِلاتِّبَاعَ؛ وَلَأَنَّهُ‬ ‫مُهِمَّةٌ ‪:‬‬
‫ه‬

‫وَقِيْسَ بِهَا مَا اعْتِيْدَ مِنْ طَرْحٍ نَحْوِ الرَّيْحَانِ‬ ‫يُخَفَّفُ عَنْهُ بِبَرَكَةِ تَسْبِيْحِهَا ‪،‬‬
‫وَيَحْرُمُ أَخْذُ شَيْءٍ مِنْهُمَا‪ ،‬مَا لَمْ يَيْبَسَا؛ لِمَا فِي أَخْذِ الْأُوْلَى‬ ‫الرَّطْبِ‪،‬‬
‫مِنْ تَفْوِيْتِ حَظِّ الْمَيْتِ الْمَأْثُوْرَةِ عَنْهُ ﷺ [البخاري رقم‪٢١٦ :‬؛ مسلم رقم‪:‬‬
‫وَفِي الثَّانِيَةِ مِنْ تَفْوِيْتِ حَقٌّ الْمَيْتِ بِارْتِيَاحِ الْمَلَائِكَةِ النَّازِلِيْنَ‬ ‫‪،]٢٩٢‬‬
‫قَالَهُ شَيْخَانَا ابْنَا حَجَرٍ [في‪« :‬التحفة» ‪ ]۱۹۷/۳‬وَزِيَادِ‪.‬‬ ‫لِذَلِكَ‪.‬‬
‫(وَكُرِهَ بِنَاءٌ لَهُ أَيْ‪ :‬لِلْقَبْرِ أَوْ عَلَيْهِ؛ لِصِحَّةِ النَّهْيِ عَنْهُ [مسلم رقم‪:‬‬
‫‪ ،٩٧٠‬بِلَا حَاجَةٍ كَخَوْفِ نَبْشِ‪ ،‬أَوْ حَفْرِ سَبْعِ‪ ،‬أَوْ هَدْمِ سَيْلٍ‪.‬‬
‫وَمَحَلُّ كَرَاهَةِ الْبِنَاءِ ‪ :‬إِذَا كَانَ بِمِلْكِهِ‪ ،‬فَإِنْ كَانَ بِنَاءُ نَفْسِ الْقَبْرِ‬
‫بِغَيْرِ حَاجَةٍ مِمَّا مَرَّ أَوْ نَحْوِ قُبَّةٍ عَلَيْهِ بِمُسَبَّلَةِ ‪ -‬وَهِيَ ‪ :‬مَا اعْتَادَ أَهْلُ‬
‫الْبَلَدِ الدَّفْنَ فِيْهَا‪ ،‬عُرِفَ أَصْلُهَا وَمُسَبِّلُهَا أَمْ لَا ـ أَوْ مَوْقُوْفَةٍ ‪ :‬حَرُمَ‪،‬‬
‫‪-‬‬

‫فَفِيْهِ تَضْبِيْقٌ عَلَى‬ ‫وَهُدِمَ وُجُوْبًا؛ لأَنَّهُ يَتَأَبَّدُ بَعْدَ الْمِحَاقِ الْمَيْتِ‪،‬‬
‫الْمُسْلِمِيْنَ بِمَا لَا غَرَضَ فِيْهِ‪.‬‬

‫وَإِذَا هُدِمَ ‪ :‬تُرَدُّ الْحِجَارَةُ الْمُخْرَجَةُ إِلَى أَهْلِهَا إِنْ عُرِفُوا‪،‬‬ ‫تَنْبِيْهُ ‪:‬‬
‫كَمَا قَالَهُ بَعْضُ‬ ‫وَحُكْمُهُ مَعْرُوفٌ‪،‬‬ ‫أَوْ يُخَلَّى بَيْنَهُمَا ؛ وَإِلَّا فَمَالٌ ضَائِعٌ‪،‬‬
‫وَقَالَ شَيْخُنَا الزَّمْزَمِيُّ ‪ :‬إِذَا بَلِيَ الْمَيْتُ وَأَعْرَضَ وَرَثَتُهُ عَنِ‬ ‫أَصْحَابِنَا‪.‬‬
‫كَمَا‬ ‫الْحِجَارَةِ ؛ جَازَ الدَّفْنُ مَعَ بَقَائِهَا إِذَا جَرَتِ الْعَادَةُ بِالإِعْرَاضِعَنْهَا‪،‬‬
‫فِي السَّنَابِلِ‪.‬‬

‫فإن‬ ‫أنَّ الأمر فيه لبيت المال‪،‬‬ ‫وهو ‪:‬‬ ‫وَحُكْمُهُ مَعْرُوفٌ‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫لم ينتظم ؛ فلصلحاء المسلمين يصرفونه في وجوه الخير‪.‬‬

‫سنابل الحصادين‪.‬‬ ‫أي ‪:‬‬ ‫السَّنَابِلِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫تر المستفيدين علىفتح المعين‬

‫قَبْلَ‬ ‫عَلَى قَبْرِ مُسْلِم وَلَوْ مُهْدَرًا ‪-‬‬ ‫كُرِهَ (وَطْءٌ عَلَيْهِ ‪ -‬أَيْ‪:‬‬ ‫(وَ)‬
‫وَكَذَا مَا يُرِيدُ‬ ‫كَأَنْ لَمْ يَصِلْ لِقَبْرِ مَيْتِهِ بِدُونِهِ‪،‬‬ ‫بَلَاءِ‪( ،‬إِلَّا لِضَرُورَةٍ)‬
‫بِحُرْمَةِ الْقُعُوْدِ‬ ‫كَآخَرِيْنَ ‪-‬‬ ‫وَجَزْمُ شَرْحِ مُسْلِمٍ»‬ ‫زِيَارَتَهُ وَلَوْ غَيْرَ قَرِيْبٍ‪.‬‬
‫يَرُدُّهُ أَنَّ‬ ‫‪]۹۷۲‬‬ ‫مسلم رقم‪:‬‬ ‫وانظر‪:‬‬ ‫عَلَيْهِ وَالْوَطْءِ لِخَبَرِ فِيْهِ [‪)٣٤/٧‬‬
‫الْمُرَادَ بِالْجُلُوْسِ عَلَيْهِ جُلُوْسُهُ لِقَضَاءِ الْحَاجَةِ كَمَا بَيَّنَتْهُ رِوَايَةٌ أُخْرَى‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫فتح الباري ‪٢٦٥/٣‬‬ ‫[ انظر‪:‬‬

‫نَعَمْ‪،‬‬ ‫وُجُوْبًا قَبْرُ مَنْ دُفِنَ بِلَا طَهَارَةِ (لِغَسْلِ) أَوْ تَيَمُّم ‪-‬‬ ‫وَنُبِشَ)‬ ‫(‬
‫إِنْ تَغَيَّرَ وَلَوْ بِنَتَنٍ حَرُمَ ‪ -‬وَلأَجْلِ مَالِ غَيْرِ ‪ ،‬كَأَنْ دُفِنَ فِي ثَوْبِ مَغْصُوْبِ‬
‫أَوْ أَرْضِ مَغْصُوْبَةٍ إِنْ طَلَبَ الْمَالِكُ وَوُجِدَ مَا يُكَفَّنُ أَوْ يُدْفَنُ فِيْهِ؛ وَإِلَّا‬
‫لَمْ يَجُزِ النَّبْسُ ‪ ،‬أَوْ سَقَطَ فِيهِ مُتَمَوَّلُ وَإِنْ لَمْ يَطْلُبُهُ مَالِكُهُ‪.‬‬
‫لَا لِلتَّكْفِيْنِ إِنْ دُفِنَ بِلَا كَفَنِ‪ ،‬وَلَا لِلصَّلَاةِ بَعْدَ إِهَالَةِ التُّرَابِ عَلَيْهِ‪.‬‬
‫مَاتَتْ وَفِي بَطْنِهَا جَنِيْنُ حَتَّى يُتَحَقَّقُ مَوْتُهُ)‬ ‫(وَلَا تُدْفَنُ امْرَأَةٌ)‬
‫وَالنَّبْشُ لَهُ إِنْ رُجِيَ حَيَاتُهُ بِقَوْلِ‬ ‫وَيَجِبُ شَقُّ جَوْفِهَا‪،‬‬ ‫أَي ‪ :‬الْجَنِيْنِ‪،‬‬
‫لَكِنْ‬ ‫فَإِنْ لَمْ يُرْجَ حَيَاتُهُ حَرُمَ الشَّقُّ‪،‬‬ ‫الْقَوَابِل لِبُلُوغِهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَأَكَثَرَ ‪،‬‬
‫وَمَا قِيْلَ ‪ :‬إِنَّهُ يُوْضَعُ عَلَى بَطْنِهَا‬ ‫يُؤَخَّرُ الدَّفْنُ حَتَّى يَمُوْتَ كَمَا ذُكِرَ‪،‬‬
‫شَيْءٌ لِيَمُوْتَ؛ غَلَدٌ فَاحِشَ‪.‬‬

‫لأنَّ الغرض منه‬ ‫(قوله ‪ :‬لَا لِلتَّكْفِيْنِ إِنْ دُفِنَ بِلَا كَفَنِ) أي‪:‬‬
‫وقد حصل‪( .‬وقوله ‪ :‬لَا لِلصَّلَاةِ بَعْدَ إِهَالَةِ التُّرَابِ عَلَيْهِ) أي ‪:‬‬ ‫الستر‪،‬‬
‫وما زعمَهُ الْمُحَقِّي من رجوع إهالة‬ ‫لأنَّها تسقط بالصَّلاة على القبر‪.‬‬
‫التراب للصورتين غير ظاهر‪.‬‬
‫لِلشَّيْرَازِي ص ‪( .]٥٢‬وقوله‪:‬‬ ‫في «التَّنبيه)‬ ‫وَمَا قِيْلَ) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫ومع‬ ‫فَلْيُحْذَرُ‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫زاد في «التَّحفة) [‪ ]۲۰٥/۳‬و «النّهاية»‪:‬‬ ‫غَلَط فَاحِشُ)‬
‫ترشحالمستفيدينعلىفتحالمعين‬ ‫‪٥٧٦‬‬

‫كَطِفْلِ كَافِرٍ‬ ‫وُجُوْبًا‪،‬‬ ‫أَيْ ‪ :‬سُتِرَ بِخِرْقَةٍ ‪( -‬سَقْطُ وَدُفِنَ)‬ ‫(وَوُرِّيَ)‬


‫نَطَقَ بِالشَّهَادَتَيْنِ‪ .‬وَلَا يَجِبُ غَسْلُهُمَا ‪ ،‬بَلْ يَجُوْزُ‪.‬‬

‫فَيُدْفَنَانِ نَدْبًا مِنْ غَيْرِ سَتْرِ‪.‬‬ ‫وَخَرَجَ بِـ «السَّقْطِ الْعَلَقَةُ وَالْمُضْغَةُ‪،‬‬
‫وَلَوِ انْفَصَلَ بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ؛ غُسلَ وَكُفْنَ وَدُفِنَ وُجُوْبًا‪.‬‬

‫ذلك لا ضمان فيه مطلقا بلغ سِتَّة أشهر أو لا؛ لعدم تيقن حياته‪« .‬ع‬
‫‪.]٤٠/٣‬‬ ‫على «النهاية»‬ ‫ش»‬

‫وُجُوْبًا ) أي ‪ :‬فى كلِّ من المواراة والدفن‪ ،‬لكن إن وجب‬ ‫( قوله ‪:‬‬


‫غسله ؛ وإِلَّا فندبًا إِنِ انفصل لدون أربعة أشهر‪ ،‬كما في «فتح الجواد»‬
‫خلافًا لِمَا يفيده صنيعه‪.‬‬ ‫وما بعدها]‪،‬‬ ‫[‪٣٥٥/١‬‬

‫(قوله‪ :‬بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ) أي‪ :‬ولم تظهر أَمَارَةُ الحياة بنحو‬
‫اختلاج ؛ لأنَّه حينئذ لا تجوز الصَّلاة عليه بدليل قوله بعده «فَإِنِ‬
‫فإناطةُ ما مرَّ بالأربعة الأشهر ودونها جري على‬ ‫إلخ»‪،‬‬ ‫اخْتَلَجَ‪.‬‬
‫الغالب من ظهور خَلق الآدمي عندها؛ وإلا فالعبرة إنَّما هي بظهور‬

‫وجب‬ ‫خَلقه وعدم ظهوره‪ ،‬فعلم أنّه إن علمت حياته أو ظهرت أمارتها ‪:‬‬
‫الغَسل والتَّكفين والصَّلاة والدَّفن؛ وإلَّا وَجَبَ ما عدا‬ ‫الجميع ‪ ،‬أي ‪:‬‬
‫الصَّلاة إن ظهر خَلقه ؛ وإِلَّا سنَّ ستره ودفنه‪« .‬فتح الجواد» [‪.]٣٥٦/١‬‬

‫تَبَعًا لشيخ الإسلام ـ على اعتبار‬ ‫والحاصل ‪ :‬أنَّ ابن حجر جَرَى ‪-‬‬
‫فتحرم الصَّلاة عليه إن لم تظهر فيه أَمَارَةُ‬ ‫وجود أَمَارَةِ الحياة بعد الانفصال‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫الحياة بعد انفصاله وإن بلغ أكثر مُدَّة الحمل [ في‪« :‬التحفة ‪١٦٢/٣‬‬
‫وذهب الخطيب وم ر إلى أنَّ النَّازل بعد تمام ستة أشهر ليس‬
‫سواء علمت حياته أم لا‪،‬‬ ‫فيجب فيه ما يجب في الكبير‪،‬‬ ‫بسَقْطِ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫عن إفتاء والده [‪٤٩٥/٢‬‬ ‫ونقله في النهاية»‬
‫‪۵۷۷‬‬
‫ري المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وُجُوْبًا‪.‬‬ ‫(فَإِنِ اخْتَلَجَ أَوِ اسْتَهَلَّ بَعْدَ انْفِصَالِهِ؛ (صُلِّيَ عَلَيْهِ)‬

‫سَبْعَةٌ ‪:‬‬ ‫الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيْتِ ‪-‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(وَأَرْكَانُهَا)‬

‫وَمِنْ ثَمَّ وَجَبَ فِيْهَا مَا يَجِبُ فِي نِيَّةِ سَائِرِ‬ ‫كَغَيْرِهَا ‪،‬‬ ‫أَحَدُهَا ‪( :‬نِيَّةٌ)‬
‫الْفُرُوضِ مِنْ نَحْوِ اقْتِرَانِهَا بِالتَّحَرُّم وَالتَّعَرُّضِ لِلْفَرْضِيَّةِ وَإِنْ لَمْ يَقُلْ‪:‬‬
‫فَرْضَ كِفَايَةٍ‪ .‬وَلَا يَجِبُ تَعْيِيْنُ الْمَيِّتِ‪ ،‬وَلَا مَعْرِفَتُهُ‪ ،‬بَلِ الْوَاجِبُ أَدْنَى‬
‫يَجِبُ‬ ‫أُصَلِّي الْفَرْضَ عَلَى هَذَا الْمَيْتِ‪ .‬قَالَ جَمْعُ‪:‬‬ ‫فَيَكْفِي‪:‬‬ ‫مُمَيِّز(‪)١‬‬
‫تَعْيِينُ الْمَيْتِ الْغَائِبِ بِنَحْوِ اسْمِهِ‪.‬‬

‫إلخ) ولا فرق بين الغائب والحاضر في‬ ‫تَعْيِينُ الْمَيْتِ ‪.‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى» ‪.]٧٤/٢‬‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫ذلك‪ ،‬كما اعتمده في التحفة»‬
‫اعتمده في «شرح‬ ‫يَجِبُ تَعْيِينُ الْمَيْتِ الْغَائِبِ)‬ ‫قَالَ جَمْعٌ ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وَجَرَى عليه في المغني) و(النهاية)‪ ،‬وذَكَرَ في «الإمداد» ما‬ ‫المنهج‪،‬‬
‫والحاصل ‪ :‬أنَّه إذا نوى الصَّلاة على من صلَّى‬ ‫يفيد أنَّ الخُلْفَ لفظيٌّ‪،‬‬
‫وحيث صلى على بعض جمع‬ ‫عليه الإمام؛ كَفَى عن التعيين عندهما‪،‬‬
‫ولو صلى على من مات اليوم في‬ ‫لا يصح إلَّا بالتَّعيين عندهما أيضًا‪،‬‬
‫فَآلَ‬ ‫بل يندب‪،‬‬ ‫جاز عندهما‪،‬‬ ‫أقطار الأرض ممَّن تصحُ الصَّلاة عليه ‪:‬‬
‫قال في الإيعاب»‪ :‬لا بُدَّ من قوله‪:‬‬ ‫الأمر إلى أنَّه لَا خُلْفَ بينهما‪،‬‬

‫وَيَجِبُ نِيَّةُ فِعْلِهَا وَالتَّعَرُّضُ‬ ‫المثبت في القديمة»‪( :‬نِيَّةٌ) مُقْتَرِنَةٌ بِالتَّحَرُّم‪،‬‬ ‫[ ‪]1‬‬
‫لِلْفَرْضِيَّةِ وَإِنْ لَمْ يَتَعَرَّضُ لِلْكِفَايَةِ وَلَمْ يُعَيِّنِ الْمَيْتَ‪ .‬وقد أَثْبَتُ ما في غيرها؛‬
‫وهو الذي كتب عليه السَّيِّد البكري والسَّقَاف‪.‬‬ ‫لأنَّه موافق لعبارة «الفتح»‪،‬‬
‫عمار]‪.‬‬ ‫[‬
‫‪۵۷۸‬‬
‫شيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَالْعَاجِزُ يَقْعُدُ ثُمَّ يَضْطَجِعُ‪.‬‬ ‫لِقَادِرٍ عَلَيْهِ‪،‬‬ ‫ثَانِيهَا ‪( :‬قِيَامٌ)‬ ‫(وَ)‬


‫(وَ) ثَالِتُهَا ‪( :‬أَرْبَعُ تَكْبِيرَاتٍ) مَعَ تَكْبِيرَةِ التَّحَرُّم؛ لِلاتِّباع [البخاري‬
‫رقم‪۱۳۱۹ :‬؛ مسلم رقم ‪ .]٩٥٤ :‬فَإِنْ خَمْسَ؛ لَمْ تَبْظُلْ صَلَاتُهُ‪.‬‬
‫وَوَضْعُهُمَا تَحْتَ‬ ‫وَيُسَنُّ رَفْعُ يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيْرَاتِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ‪،‬‬
‫صَدْرِهِ بَيْنَ كُلِّ تَكْبِيرَتَيْنِ‪.‬‬

‫وَالْمُعْتَمَدُ أَنَّهَا‬ ‫فَوُقُوفٌ بِقَدْرِهَا‪.‬‬ ‫رَابِعُهَا ‪( :‬فَاتِحَةٌ)‪ ،‬فَبَدَلُهَا ‪،‬‬ ‫(وَ)‬


‫خِلَافًا‬ ‫‪،]٣٦١/١‬‬ ‫«فتح الجواد»‬ ‫تُجْزِئُ بَعْدَ غَيْرِ الأُولَى [انظر ‪« :‬التحفة»‬
‫وَإِنْ لَزِمَ عَلَيْهِ‬ ‫الْمُحَرَّرِ)) [ص ‪]٨٤‬‬ ‫لـ «الْحَاوِي» [أي‪« :‬الكبير» (‪ ]٥٦/٣‬كَـ‬
‫وَخُلُو الْأَوْلَى عَنْ ذِكْرٍ‪.‬‬ ‫جَمْعُ رُكْنَيْنِ فِي تَكْبِيرَةِ‪،‬‬
‫وَتَرْكُ افْتِتَاحِ‬ ‫وَتَعَوُّةٌ ‪،‬‬ ‫وَيُسَنُّ إِسْرَارٌ بِغَيْرِ التَّكْبِيْرَاتِ وَالسَّلَامِ‪،‬‬

‫صليت على من تجوز الصَّلاة عليه المستلزم لاشتراط تقدّم غسله‪،‬‬


‫وحينئذ‬ ‫وكونه غائبًا الغيبة المجوّزة للصَّلاة عليه‪،‬‬ ‫وكونه غير شهيد‬
‫فواضح ؛ وإلا فلا بُدَّ من التَّعرُّض لهذه‬ ‫فإن تذكر هذا الإجمال ونواه‬
‫‪.]٧٤/٢‬‬ ‫الشروط الثلاثة‪ .‬اهـ «كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬
‫مَعَ تَكْبِيرَةِ التَّحَرُّم ظاهر صنيعه يوهم أنها خامسة ليست‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بتكبيرة‬ ‫فلو قال‪:‬‬ ‫بل هي أحد الأربع‪،‬‬ ‫وليس كذلك‪،‬‬ ‫من الأربع‪،‬‬
‫أو نحوه ؛ لَسَلِمَ من الإيهام‪.‬‬ ‫الإحرام‪،‬‬

‫تُجْزِئُ بَعْدَ غَيْرِ الأُوْلَى في «المغني» و«النهاية»‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫لا يجوز له قراءة بعض الفاتحة في تكبيرة وباقيها في أُخرى‪« .‬كُردي»‬
‫‪.]٧٤/٢‬‬ ‫[في‪« :‬الوسطى»‬

‫كذا‬ ‫فيجهر بها‪،‬‬ ‫أما هي‪:‬‬ ‫بِغَيْرِ التَّكْبِيْرَاتِ وَالسَّلَامِ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫‪۵۷۹‬‬
‫رشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَسُوْرَةٍ ؛ إِلَّا عَلَى غَائِبِ أَوْ قَبْرِ‪.‬‬


‫تَكْبِيرَةِ (ثَانِيَةٍ) أَيْ ‪:‬‬ ‫خَامِسُهَا ‪( :‬صَلَاةٌ) عَلَى النَّبِيِّ ﷺ بَعْدَ)‬ ‫(وَ)‬
‫عَقِبَهَا‪ ،‬فَلَا تُجْزِئُ فِي غَيْرِهَا‪.‬‬
‫وَالدُّعَاءُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ‬ ‫وَيُنْدَبُ ضَمُّ السَّلَامِ لِلصَّلَاةِ‪،‬‬
‫وَالْحَمْدُ قَبْلَهَا‪.‬‬ ‫عَقِبَهَا‪،‬‬

‫ا لَّهُمَّ‬ ‫بِخُصُوْصِهِ وَلَوْ طِفْلًا بِنَحْوِ ‪:‬‬ ‫سَادِسُهَا ‪( :‬دُعَاءُ لِمَيْتٍ)‬ ‫(وَ)‬
‫فَلَا يُجْزِئُ بَعْدَ غَيْرِهَا قَطْعًا‪.‬‬ ‫اغْفِرْ لَهُ أَوْ ارْحَمْهُ بَعْدَ ثَالِثَةٍ‪،‬‬

‫وحينئذ‬ ‫أنَّه لا فرق بين المأموم والمنفرد والإمام‪،‬‬ ‫وظاهره ‪:‬‬ ‫أطلقوه‪،‬‬
‫وقد يفرق بأنَّه‬ ‫فيُشكل بما مرَّ أنَّه لا يجهر بما ذُكِرَ إِلَّا الإمام والمبلغ‪،‬‬
‫بخلاف غيرها‬ ‫فندب الجهر بما ذُكِرَ تمييزا لها‪،‬‬ ‫لا مميّز لهذه الصَّلاة‪،‬‬
‫كذا في فتح الجواد» [‪]٣٦٢/١‬؛ لكن‬ ‫فإنَّها متميزة بما فيها من الأفعال‪،‬‬
‫المعتمد ما في «التحفة) [‪ ]١٣٨/٣‬و«النهاية» [‪ ]٤٧٥/٢‬أنَّه لا يجهر بذلك‬
‫إلا الإمام والمبلغ ‪ ،‬فما جَرَى عليه الشَّارح ‪ -‬تَبَعًا لـ «الفتح» ـ خلافُ‬
‫اهـ‪.‬‬ ‫المعتمد‪.‬‬

‫هذا‬
‫في‬ ‫«التحفة»‬ ‫في‬ ‫هكذا‬ ‫(قوله‪ :‬إِلَّا عَلَى غَائِبٍ أَوْ قَبْرٍ)‬
‫والذي مرَّ له في سنن‬ ‫لكن بزيادة على ما مرَّ [‪،]۱۳۸/۳‬‬ ‫الباب‬
‫عدم‬ ‫و«م ر»‬ ‫واعتمده أيضًا الخطيب‪،‬‬ ‫الصَّلاة جازمًا به [‪]٢٩/٢‬‬
‫فما جَرَى عليه الشارح هنا‬ ‫‪]٤٧٥/٢‬‬ ‫سنيتهما ولو عليهما [في‪« :‬النّهاية )‬
‫قول مرجوح؛ فتنبه‪.‬‬
‫والآل‪ ،‬كما في «التحفة» [‪.]١٣٦/٣‬‬ ‫ضَمُّ السَّلام) أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫لأنَّه وإن قُطِعَ له بالجَنَّة تزيد مرتبته فيها‬ ‫وَلَوْ طِفْلًا)‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫بالدعاء له كالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم‪« .‬تحفة» [‪.]١٣٧/٣‬‬
‫‪۵۸۰‬‬
‫شيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَأَوْلَاهُ مَا رَوَاهُ‬ ‫وَمَأْتُوْرُهُ أَفْضَلُ‪،‬‬ ‫وَيُسَنُّ أَنْ يُكْثِرَ مِنَ الدُّعَاءِ لَهُ‪،‬‬
‫وَعَافِهِ‪،‬‬ ‫وَاعْفُ عَنْهُ‪،‬‬ ‫وَارْحَمْهُ‪،‬‬ ‫وَهُوَ ‪« :‬اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫مُسْلِمٌ عَنْهُ‬
‫وَنَقِّهِ مِنَ‬ ‫وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ‪،‬‬ ‫وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ‪،‬‬ ‫وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ‪،‬‬
‫وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ‬ ‫الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ‪،‬‬
‫وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ‪،‬‬ ‫وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ‪،‬‬ ‫وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ‪،‬‬ ‫دَارِهِ‪،‬‬
‫وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ» [رقم‪.]٩٦٣ :‬‬ ‫وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَتِهِ‪،‬‬

‫إِلَى آخِرِهِ» [أبو‬ ‫«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيْنَا وَمَيِّتِنَا ‪...‬‬ ‫وَيَزِيْدُ عَلَيْهِ نَدْبًا‬
‫‪.]۳۲٠۱‬‬ ‫داود رقم‪:‬‬

‫وَيَقُوْلُ فِي الطِّفْلِ مَعَ هَذَا ‪« :‬اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فَرَطًا لأَبَوَيْهِ‪ ،‬وَسَلَفًا‪،‬‬
‫وَشَفِيعًا‪ ،‬وَثَقُلْ بِهِ مَوَازِيْنَهُمَا ‪ ،‬وَأَفْرِعْ الصَّبْرَ‬ ‫وَاعْتِبَارًا ‪،‬‬ ‫وَذُخْرًا‪ ،‬وَعِظَةً‪،‬‬
‫عَلَى قُلُوْبِهِمَا‪ ،‬وَلَا تَفْتِنُهُمَا بَعْدَهُ‪ ،‬وَلَا تَحْرِمْهُمَا أَجْرَهُ» [ذكره النووي في‪:‬‬
‫وعزاه إلى أبي عبد الله الزُّبَيْرِي في ‪« :‬الكافي»]‪.‬‬ ‫ص ‪٢٨٤‬‬ ‫‪،۸۲۹‬‬
‫«الأذكار» رقم ‪٨٢٩‬‬
‫‪:‬‬

‫إِلَى آخِرِهِ»‬ ‫‪..‬‬


‫وَلَيْسَ قَوْلُهُ‪« :‬اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فَرَطًا‪.‬‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬

‫قال‬ ‫ويُقدِّم عليه [ص ‪،]٩٠‬‬ ‫عبارة «المنهاج »‬ ‫وَيَزِيْدُ عَلَيْهِ)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫على الدُّعاء المار [‪.]٤٧٧/٢‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫في «النهاية»‪:‬‬

‫استحبابًا‪« .‬أسنى» و«مغني»‬ ‫إلخ) أي‪:‬‬ ‫وَيَقُوْلُ‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وقوله ‪ :‬مَعَ هَذَا ‪:‬أي‪ :‬الثَّاني في الترتيب الذِّكْرِي‪.‬‬ ‫ونهاية [‪.]٤٧٨/٢‬‬
‫تحفة» [‪ .]١٤١/٣‬قال (سم)‪ :‬ولا يخفى أنَّ هذا إن لم يكن صريحًا في‬
‫الاكتفاء بذلك ‪ -‬أي بدعاء الطفل مع الثَّاني عن غيره ‪ -‬كان ظاهرا ؛‬
‫فتأمله‪ .‬اهـ على «التحفة» ‪ ]۱۳۷/۳‬أي‪ :‬خلافًا لِمَا يأتي في الشارح تَبَعًا‬
‫لـ «التحفة»‪.‬‬
‫‪۵۸۱‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫مُغْنِيًا عَنِ الدُّعَاءِ لَهُ؛ لأَنَّهُ دُعَاءُ بِاللَّازِمِ‪ ،‬وَهُوَ لَا يَكْفِي؛ لأَنَّهُ إِذَا لَمْ‬
‫وَيُؤَنِّتُ الضَّمَائِرَ‬ ‫يَكْفِ الدُّعَاءِ لَهُ بِالْعُمُوْمِ الشَّامِلِ كُلَّ فَرَّدٍ فَأَوْلَى هَذَا‪.‬‬
‫في الأُنْثَى‪ ،‬وَيَجُوْزُ تَذْكِيَّرُهَا بِإِرَادَةِ الْمَيْتِ أَوِ الشَّخْصِ‪ .‬وَيَقُوْلُ فِي وَلَدِ‬
‫وَالْمُرَادُ بِالإِبْدَالِ فِي الأهل‬ ‫الزِّنَى‪« :‬اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فَرَطا لأُمِّهِ»‪.‬‬
‫﴿الْحَقْنَا بِهِمْ‬ ‫إِبْدَالُ الأَوْصَافِ لَا الذَّوَاتِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى‪:‬‬ ‫وَالزَّوْجَةِ ‪:‬‬
‫‪ ،٣١٦٥‬و«الكبير»‬ ‫[الطور ‪]۲۱ :‬؛ وَلِخَبَرِ الطَّبَرَانِيّ [في‪« :‬الأوسط» رقم‪:‬‬ ‫ذُرِّيَّهُمْ﴾‬
‫سليمان بن‬ ‫وفي إسنادهما‪:‬‬ ‫‪:٤۱۸/۱۰‬‬ ‫‪٣٦٧/٢٣‬؛ وقال في‪« :‬مجمع الزوائد‬ ‫‪،٨٧٠‬‬ ‫رقم ‪:‬‬

‫أبي كريمة‪ ،‬وهو ضعيف‪ .‬اهـ‪.‬ا‪« :‬إِنَّ نِسَاءَ الْجَنَّةِ مِنْ نِسَاءِ الدُّنْيَا أَفْضَلُ مِنَ‬
‫إلى ‪.]١٤١‬‬ ‫الْحُوْرِ الْعِيْن‪ .‬انتهى [التَّحفة»‬
‫وَلَا يَجِبُ فِي‬ ‫بَعْدَ رَابِعَةٍ)‪،‬‬ ‫كَغَيْرِهَا ‪-‬‬ ‫سَابِعُها ‪( :‬سَلَامٌ)‬ ‫(وَ)‬

‫لأَنَّهُ دُعَاءُ بِاللَّازِم أي يلزم من الدُّعاء بجعله فَرَطا‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫رفعة قدر الطفل وشرفه ورحمته‪.‬‬ ‫سابقا وَمُهَيِّنًا ‪-‬‬

‫وَهُوَ لَا يَكْفِي) كذا في «التحفة»؛ وخالفه «المغني»‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫وسواء مات في حياة أبويه أم‬ ‫و«النهاية وغيرهما فاكتفوا بذلك‪،‬‬
‫‪.]٧٤/٢‬‬ ‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫بعدهما أم بينهما‪.‬‬

‫اللَّهمَّ اغفر لجميع أموات‬ ‫كقوله‪:‬‬ ‫بِالْعُمُوْم) أي‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫الصادق بالطفل وغيره‪.‬‬ ‫الشَّامِل كُلَّ فَرْدٍ أي ‪:‬‬ ‫المسلمين‪( .‬وقوله ‪:‬‬
‫الدُّعاء باللازم‪ ،‬قال «سم»‪ :‬قد تمنع‬ ‫فَأَوْلَى هَذَا أي‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫بل المساواة؛ لأنّ العموم لم يتعيَّن؛ لتناوله لاحتمال‬ ‫الأولوية‪،‬‬
‫‪.]١٣٧/٣‬‬ ‫بخلاف هذا ؛ فليُتَأمَّل [على «التحفة»‬ ‫التخصيص‪،‬‬

‫كذا في شَرْحَيْ «الإرشاد» و«المنهج القويم»‪،‬‬ ‫كَغَيْرِهَا)‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫‪٥٨٢‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫هَذِهِ ذِكْرٌ غَيْرُ السَّلَامِ لَكِنْ يُسَنُّ ‪« :‬اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ ‪ -‬أَيْ‪ :‬أَجْرَ‬
‫بِارْتِكَابِ‬ ‫الصَّلَاةِ عَلَيْهِ‪ ،‬أَوْ أَجْرَ الْمُصِيْبَةِ ‪ -‬وَلَا تَفْتِنَا بَعْدَهُ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬
‫الْمَعَاصِي ‪ -‬وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ» [أبو داود رقم‪.]۳۲٠۱ :‬‬

‫وَلَوْ تَخَلَّفَ عَنْ إِمَامِهِ ‪ -‬بِلَا عُذْرٍ ‪ -‬بِتَكْبِيرَةٍ حَتَّى شَرَعَ إِمَامُهُ فِي‬
‫أُخْرَى؛ بَطَلَتْ صَلَاتُهُ‪ ،‬وَلَوْ كَبَّرَ إِمَامُهُ تَكْبِيرَةً أُخْرَى قَبْلَ قِرَاءَةِ الْمَسْبُوْقِ‬
‫وَإِذَا سَلَّمَ الإِمَامُ؛‬ ‫الْفَاتِحَةَ؛ تَابَعَهُ فِي تَكْبِيْرِهِ وَسَقَطَتِ الْقِرَاءَةُ عَنْهُ‪،‬‬
‫تَدَارَكَ الْمَسْبُوْقُ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ مَعَ الْأَذْكَارِ‪.‬‬

‫ويتلخص مما ذكرته في الأصل ‪ :‬عدم ندب وبركاته» في غير الجنازة‪،‬‬


‫والمختار من حيث الدليل ندبها وأمَّا الجنازة فالمعتمد عند ابن‬
‫‪6‬‬

‫وعند الخطيب والجمال الرَّملى عدم ندبها مطلقًا‪.‬‬ ‫حجر ندبها فيها‪،‬‬
‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى» ‪.]٧٥/٢‬‬

‫أو‬ ‫فإن كان ثَمَّ عذر ـ كبطء قراءة‪،‬‬ ‫بِلَا عُذْرٍ أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫نسيان‪ ،‬أو عدم سماع تكبير‪ ،‬أو جهل ‪ -‬لم تبطل بتخلفه بتكبيرة فقط‪،‬‬
‫ولا يتحقق‬ ‫قال «سم»‪:‬‬ ‫النهاية» و«المغني»‪،‬‬ ‫كذا في‬ ‫بل بتكبيرتين‪،‬‬
‫البطلان‬
‫على عدم‬ ‫وَجَرَى «حج»‬ ‫ذلك إلَّا بعد الشروع في الرابعة‪،‬‬
‫فهذا‬ ‫لأنَّه لو تخلّف بجميع الركعات ناسيا؛ لم يضر‪،‬‬ ‫مطلقًا قال ‪:‬‬
‫أَوْلَى‪ .‬ع ش على النّهاية» ‪ .]٤٨١/٢‬وفي النهاية»‪ :‬ولو تقدم على إمامه‬ ‫((‬

‫بطلت صلاته بطريق الأولى؛ إذ التَّقدم أفحش من‬ ‫بتكبيرة عمدا ‪:‬‬
‫ويعني ببعض المتأخرين‪ :‬ابن‬ ‫خلافًا لبعض المتأخرين‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫التَّخلُّف‪،‬‬
‫‪.]٤٨١/٢‬‬ ‫كما في ع ش [على «النهاية»‬ ‫حجر‪،‬‬

‫وَسَقَطَتِ الْقِرَاءَةُ عَنْهُ) أي ‪ :‬كلّها أو بعضها إن لم يشتغل‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫ويكون متخلفا‬ ‫بالتَّعوذ؛ وإلا أتى بقدره ‪ -‬نظير ما مرَّ ‪ -‬ثُمَّ يكبر‪،‬‬
‫‪۵۸۳‬‬
‫رشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَيُقَدَّمُ فِي الإِمَامَةِ فِي صَلَاةِ الْمَيْتِ وَلَوِ امْرَأَةَ ‪ :‬أَبٌ أَوْ نَائِبُهُ‪،‬‬
‫فَلِأَبِ‪ ،‬ثُمَّ ابْنُهُمَا ‪ ،‬ثُمَّ الْعَمُ‬ ‫ثُمَّ أَخٌ لأَبَوَيْنِ‪،‬‬ ‫فَابْنُهُ‪،‬‬ ‫فَأَبُوْهُ‪ ،‬ثُمَّ ابْنُ ‪،‬‬
‫كَذَلِكَ‪ ،‬ثُمَّ سَائِرُ الْعَصَبَاتِ‪ ،‬ثُمَّ مُعْتِقٌ‪ ،‬ثُمَّ ذُو رَحِمٍ‪ ،‬ثُمَّ زَوْجٌ‪.‬‬
‫***‬

‫كأن أدركه من أوَّل‬ ‫إن ظنَّ أنَّه يدرك الفاتحة بعد التَّعوذ‪،‬‬ ‫بعذر ‪:‬‬
‫صلاته إن كان (‪ )1‬الإمام بطيء قراءة ؛ وإلا فهو بعيد؛ إذ لا دعاء‬
‫للافتتاح هنا‪ ،‬وكذا لو جمع الموافق بين الفاتحة والصَّلاة على‬
‫وتخلفه لِمَا بقي منهما تخلف بعذر‪ ،‬وإذا سلَّم‬ ‫النَّبيِّﷺ في الثَّانية‪،‬‬
‫حتّى لو‬ ‫الإمام؛ تدارك المسبوق ما بقي عليه من التكبيرات بأذكارها‪،‬‬
‫ولا تسقط عنه كالتكبير‪،‬‬ ‫لم يتم الفاتحة مع سلام الإمام ؛ أتمها‪،‬‬
‫والاشتغال بها يفوت عليه‬ ‫وإِنَّما سقطت تكبيرات العيد ؛ لأنَّها سُنَّة‪،‬‬

‫ويندب أن لا ترفع الجنازة حتّى يتم‬ ‫بخلافها هنا‪،‬‬ ‫الإنصات ‪،‬للإمام‪،‬‬


‫ولا يضرُّ رفعها قبل تمامه وإن حوّلت عن القبلة‪،‬‬ ‫المسبوق صلاته‪،‬‬
‫وحال حائل في الدوام لا في‬ ‫وزاد ما بينهما على ثلاث مئة ذراع (‪،)۲‬‬
‫ولو أحرم على جنازة سائرة صح إن كانت عند إحرامه‬ ‫الابتداء‪،‬‬
‫ولم يزد ما بينهما على‬ ‫ولا حائل بينهما في الابتداء‪،‬‬ ‫لجهة القبلة‪،‬‬
‫وفي‬ ‫فلا يضرُّ الحائل في الأثناء‪،‬‬ ‫ثلاث مئة ذراع إلى تمام الصَّلاة‪،‬‬
‫اهـ «بشرى» [ص‬ ‫يضرُّ الحائل كالزِّيادة على ثلاث مئة ذراع‪.‬‬ ‫«التحفة»‬
‫‪.[٤٦٣‬‬

‫***‬

‫وفي البشرى»‪ :‬أو كان‪[ .‬عمار]‪.‬‬ ‫كذا في الأصل المطبوع‪.‬‬ ‫(‪) ۱‬‬
‫ثلاثة أذرع ! [عمار]‪.‬‬ ‫وفي الأصل المطبوع‪:‬‬ ‫كذا في «البشرى»‪.‬‬ ‫(‪) ۲‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٥٨٤‬‬

‫أَيْ لِلصَّلَاةِ عَلَى الْمَيْتِ مَعَ شُرُوطِ سَائِرِ‬ ‫(وَشُرِطَ لَهَا)‬


‫فَتُرَابٍ‪ ،‬فَإِنْ وَقَعَ‬ ‫أَيْ الْمَيْتِ ـ بِمَاءٍ‪،‬‬ ‫الصَّلَوَاتِ ‪( :-‬تَقَدُّمُ ظُهْرِهِ)‬
‫بِحُفْرَةٍ أَوْ بَحْرٍ وَتَعَذَّرَ إِخْرَاجُهُ وَظُهْرُهُ؛ لَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ عَلَى الْمُعْتَمَدِ‬
‫‪.]٩٦/١‬‬ ‫فتح الجواد ‪٣٥٤/١‬؛ «فتح الوهاب»‬ ‫[ انظر‪:‬‬

‫الْمَيْتِ ‪ -‬إِنْ كَانَ حَاضِرًا ‪،‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(وَأَنْ لَا يَتَقَدَّمَ الْمُصَلِّي (عَلَيْهِ)‬
‫فَلَا يَضُرُّ فِيْهِ كَوْنُهُ وَرَاءَ الْمُصَلِّي‪.‬‬ ‫وَلَوْ فِي قَبْرٍ‪ .‬أَمَّا الْمَيْتُ الْغَائِبُ ‪:‬‬

‫وَيُسَنُّ جَعْلُ صُفُوفِهِمْ ثَلَاثَةٌ فَأَكْثَرَ ؛ لِلْخَبَرِ الصَّحِيحَ‪« :‬مَنْ صَلَّى‬

‫حيث كانوا سِتَّة فأكثر‪« .‬تحفة» [‪.]١٩٠/٣‬‬ ‫ثَلَاثَةً فَأَكْثَرَ) أي ‪:‬‬ ‫( قوله ‪:‬‬
‫فغير بعيد أن يقف الزائد على الإمام‪،‬‬ ‫قال (سم)‪:‬‬ ‫فإن كانوا خمسة ‪:‬‬
‫صفّين؛ لأنَّه أقرب إلى العدد المطلوب؛ ولأنهم يصيرون‬ ‫وهو أربعة‪،‬‬
‫وبحثه‬ ‫‪.]١٩١/٣‬‬ ‫اهـ [على «التحفة»‬ ‫بل هو وجيه‪.‬‬ ‫ثلاثة صفوف بالإمام‪،‬‬
‫فالصفوف الثلاثة‬ ‫أنَّهم لو كانوا ثلاثة(‪،)۱‬‬ ‫وقضيَّته ‪:‬‬ ‫أيضًا ع ش قال ‪:‬‬
‫وهو ظاهر‪ ،‬إلَّا في حَقِّ من جاء وقد‬ ‫في مرتبة واحدة في الفضيلة‪،‬‬
‫ونحوها «النهاية»‬ ‫فالأفضل له أن يتحرَّى الأوَّل‪،‬‬ ‫اصطفَ الثَّلاثة‪،‬‬
‫[‪]٢٦/٣‬؛ وخالف في المغني فاعتمد أنَّ فضيلة الثلاثة فأكثر سواء‪،‬‬
‫بمنزلة الصَّفّ الواحد؛ للنَّصّ على كثرة الصفوف هنا [‪.]٥٠/٢‬‬ ‫أي ‪:‬‬

‫وَعَجُزِ‬ ‫ويقف ندبًا غير مأموم من إمام ومنفرد عند رأس ذَكَرٍ‪،‬‬
‫ويكون‬ ‫ويوضع رأس الذكر لجهة يسار الإمام‪،‬‬ ‫غيره من أنثى وخنثى‪،‬‬
‫غالبه لجهة يمينه خلافًا لِمَا عليه عمل النَّاس الآن‪ ،‬أمَّا الأنثى‬

‫(‪ )۱‬في العبارة سقط يُعلم بالنظر والمراجعة‪ ،‬وهو خطأ من الطابع‪ ،‬فقد أورد جزءًا‬
‫من العبارة عند قول الشارح فيما يأتي ‪« :‬وَتَلْقِيْنُ بَالِغِ وَلَوْ شَهِيدًا»‪ ،‬وقد نبهت‬
‫على ذلك في محله؛ فتنبه وراجع‪[ .‬عمار]‪.‬‬
‫‪191‬‬ ‫‪٥٨٥‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫غُفِرَ لَهُ‪.‬‬ ‫‪ ]۱۰۲۸‬أَيْ ‪:‬‬ ‫عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ صُفُوفٍ؛ فَقَدْ أَوْجَبَ [الترمذي رقم‪:‬‬
‫وَاخْتَارَ بَعْضُ‬ ‫وَلَا يُنْدَبُ تَأْخِيْرُهَا لِزِيَادَةِ الْمُصَلِّيْنَ‪ ،‬إِلَّا لِوَلِيٍّ‪،‬‬
‫الْمُحَقِّقِيْنَ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يُخْشَ تَغَيَّرُهُ يَنْبَغِي انْتِظَارُ مِئَةٍ أَوْ أَرْبَعِيْنَ رُجِيَ‬
‫لِلْحَدِيْثِ‪ ،‬وَفِي مُسْلِمٍ‪« :‬مَا مِنْ‬ ‫حُضُوْرُهُمْ قَرِيبًا [انظر‪ :‬التَّحفة» ‪]۱۹۲/۳‬‬

‫ويكون رأسهما لجهة يمينه‬ ‫فيقف الإمام عند عجيزتهما‪،‬‬ ‫والخنثى ‪:‬‬
‫‪]٤٨٤/١‬‬ ‫على «شرح المنهج»‬ ‫على عادة الناس الآن‪ .‬كذا في «ع «ش» و «بج»‬
‫وغيرهما من حواشي المصريين‪.‬‬ ‫((‬
‫و«الجمل‬

‫لكنَّه مجرد بحث‪،‬‬ ‫قال الشيخ عبد الله باسُوْدَان الْحَضْرَمِيُّ ‪:‬‬
‫وأُخِذَ من كلام المجموع وفعل السَّلف من علماء وصلحاء في‬
‫جَعْلُ رأس الذكر في الصَّلاة عن اليمين‬ ‫جهتنا حضرموت وغيرها‪،‬‬
‫لا على سبيل‬ ‫والمعوّل عليه هو النَّصُّ إن وجد من مرجّح‪،‬‬ ‫أيضًا‪،‬‬
‫اهـ من‬ ‫هذا هو الصواب‪.‬‬ ‫البحث والأخذ؛ وإلا فما عليه الجمهور‪،‬‬
‫فتاويه»‪.‬‬

‫هذا إذا لم تكن الجنازة عند القبر الشَّريف؛ وإلا فالأفضل جَعلُ‬
‫رأسها على اليسار ليكون رأسها جهة القبر الشَّريف ؛ سلوكًا للأدب‪،‬‬
‫‪،]٥٥٤/١‬‬ ‫وجَرَى عليه الرَّمليُّ وأتباعه [في‪« :‬النهاية»‬ ‫وعليه العمل بالمدينة‪،‬‬
‫وإن كان له وجه وجيه [في‪« :‬التحفة»‬ ‫ونَظَرَ ابن حجر في استثنائه قال ‪:‬‬
‫‪.[١٠٥/٢‬‬

‫لكن إن لم يخش تغير كما‬ ‫وليّ الميت‪،‬‬ ‫(قوله ‪ :‬إِلَّا لِوَلِيّ) أي‪:‬‬
‫في «التحفة» [‪.]١٩٢/٣‬‬

‫لحديث مسلم؛ لانتظم‬ ‫لِلْحَدِيْثِ‪ ،‬وَفِي مُسْلِم لو قال ‪:‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫مثل ذلك في الأربعين‬ ‫التركيب‪( .‬وقوله ‪ :‬إِلَّا شُفْعُوا فِيْهِ) وفيه ‪ -‬أيضًا ‪-‬‬
‫حالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪٥٨٦‬‬

‫كُلُّهُمْ يَشْفَعُوْنَ لَهُ‪ ،‬إِلَّا‬ ‫مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ يَبْلُغُوْنَ مِئَةً‪،‬‬
‫‪.]٩٤٧‬‬ ‫شُفُعُوا فِيهِ» [رقم‪:‬‬

‫وَلَوْ صُلِّيَ عَلَيْهِ فَحَضَرَ مَنْ لَمْ يُصَلِّ ‪ :‬نُدِبَ لَهُ الصَّلَاةُ عَلَيْهِ‪ ،‬وَتَقَعُ‬
‫فَيَنْوِيْهِ وَيُثَابُ ثَوَابَهُ وَالأَفْضَلُ فِعْلُهَا بَعْدَ الدَّفْنِ؛ لِلاتِّباع [البخاري‬ ‫فَرْضًا‪،‬‬
‫وَلَوْ مُنْفَردًا ‪.‬‬ ‫‪ .]٩٥٦‬وَلَا يُنْدَبُ لِمَنْ صَلَّاهَا ‪-‬‬ ‫‪۱۳۳۷‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫رقم‪:‬‬
‫الإِعَادَةُ‬ ‫وَقَالَ بَعْضُهُمْ ‪:‬‬ ‫فَإِنْ أَعَادَهَا وَقَعَتْ نَفْلًا‪،‬‬ ‫إِعَادَتُهَا مَعَ جَمَاعَةٍ‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫خِلافُ الأَوْلَى [انظر‪« :‬التحفة»‬

‫بِأَنْ يَكُوْنَ الْمَيْتُ‬ ‫الصَّلَاةُ عَلَى مَيْتٍ غَائِبٍ عَنْ بَلَدٍ)‪،‬‬ ‫(وَتَصِحُ)‬
‫بِمَحَلِّ بَعِيْدٍ عَنِ الْبَلَدِ بِحَيْثُ لَا يُنْسَبُ إِلَيْهَا عُرْفًا؛ أَخْذًا مِنْ قَوْلِ‬
‫الزَّرْكَشِيِّ ‪ :‬إِنَّ خَارِجَ السُّوْرِ الْقَرِيْبِ مِنْهُ كَدَاخِلِهِ [انظر‪« :‬التَّحفة» ‪.]١٤٩/٣‬‬
‫لَوْ تَعَذَّرَ‬ ‫وَإِنْ كَبُرَتْ نَعَمْ‪،‬‬ ‫عَلَى غَائِبٍ عَنْ مَجْلِسِهِ (فِيْهَا)‬ ‫(لَا)‬
‫الْحُضُوْرُ لَهَا بِنَحْوِ حَبْسٍ أَوْ مَرَضِ ؛ جَازَتْ حِيْنَئِذٍ عَلَى الْأَوْجَهِ‪.‬‬

‫وبه يتم الاستدلال للشارح؛‬ ‫كما في التحفة) [‪،]۱۹۱/۳‬‬ ‫‪]٩٤٨‬‬ ‫[رقم‪:‬‬


‫فكان عليه تمامه‪.‬‬

‫*‬

‫وبحثه أيضًا‬ ‫عَلَى الأَوْجَهِ كذا في «المغني» و«النهاية»‪،‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫«الإمداد»؛ واعتمد في «التَّحفة» أنَّه لا يُصلَّى على من بالبلد وإن‬
‫إلخ‪« .‬كُردي» [في‪« :‬الوسطى»‬ ‫كبرت وعذر بنحو مرض أو حبس‪.‬‬
‫‪.[٧٥/٢‬‬
‫‪۵۸۷‬‬
‫يحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَلَوْ بَعْدَ بَلَائِهِ ‪( -‬غَيْرِ نَبِيٍّ)‪،‬‬ ‫(وَ) تَصِحُ عَلَى حَاضِرِ (مَدْفُوْنٍ)‬
‫فَلَا تَصِحُ عَلَى قَبْرِ نَبِيِّ؛ لِخَبَرِ الشَّيْخَيْنِ‪.‬‬
‫(مِنْ أَهْل فَرْضِهَا وَقْتَ مَوْتِهِ‪ ،‬فَلَا تَصِحُ مِنْ كَافِرٍ وَحَائِضِ‬
‫كَمَا اقْتَضَاهُ‬ ‫كَمَنْ بَلَغَ أَوْ أَفَاقَ بَعْدَ الْمَوْتِ وَلَوْ قَبْلَ الْغَسْلِ‪،‬‬ ‫يَوْمَئِذٍ ‪،‬‬
‫كَلَامُ الشَّيْخَيْنِ [المحرَّر» ص ‪٨٦‬؛ «المنهاج» ص ‪.]٩١‬‬

‫وَلَوْ مَعَ وُجُوْدِ‬ ‫وَلَوْ صَبِيًّا مُمَيِّزًا‪،‬‬ ‫وَسَقَطَ الْفَرْضُ فِيْهَا (بِذَكَرِ)‬
‫بَالِغِ‪ ،‬وَإِنْ لَمْ يَحْفَظُ الْفَاتِحَةَ وَلَا غَيْرَهَا بَلْ وَقَفَ بِقَدْرِهَا وَلَوْ مَعَ وُجُوْدِ‬
‫مَنْ يَحْفَظُهَا ؛ لَا بِأُنْثَى مَعَ وُجُوْدِهِ‪.‬‬
‫فَيَنْوِي الصَّلَاةَ عَلَيْهِمْ إِجْمَالًا‪.‬‬ ‫وَتَجُوْزُ عَلَى جَنَائِزَ صَلَاةٌ وَاحِدَةٌ‪،‬‬

‫لِخَبَرِ الشَّيْخَيْنِ) هو ‪« :‬لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا‬ ‫(قوله ‪:‬‬


‫‪.]٥٣١‬‬ ‫‪٤٣٦‬؛ مسلم رقم‪:‬‬ ‫قُبُوْرَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) [البخاري رقم ‪:‬‬
‫ولأنَّا لم نكن أهلاً للفرض وقت موتهم‪.‬‬ ‫«فتح الوهاب [‪]٩٦/١‬‬
‫المنهج القويم» [ص ‪.]٣٥١‬‬
‫مِنْ كَافِرٍ كذا في «التَّحفة» و«النهاية» و«الأسنى» و«الغُرر»‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫وجَرَى في «الإمداد»‬ ‫وَتَبَرَّأَ منه في «فتح الجواد»‪،‬‬
‫وتبرا‬ ‫والخطيب ‪،‬وغيرهم‬
‫كَمَنْ بَلَغَ أَوْ أَفَاقَ بَعْدَ‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫و«الإيعاب على أنَّه كالمحدث فيُصلِّي‪.‬‬
‫وأقره شيخ الإسلام‬ ‫والمعتمد في «التحفة» و«النهاية»‬ ‫ضعيفٌ‪،‬‬ ‫الْمَوْتِ)‬
‫كُردي» [في‪« :‬الوسطى» ‪،٧٦/٢‬‬ ‫والخطيب والإيعاب وغيرهم أَنَّهُ يُصلِّي‪.‬‬
‫‪.]٤٤٧/٣‬‬ ‫وانظر‪« :‬الكُبرى»‬

‫(قوله ‪ :‬إِجْمَالاً كَـ‪ :‬أُصلِّي على من يُصلِّي عليه الإمام‪ ،‬أو على‬
‫من حضر من أموات المسلمين‪ ،‬وفي المغني» و«النهاية» [‪:]٤٦٩/٢‬‬
‫ولا يجب ذكر عددهم وإن‬ ‫وفي «التحفة»‪:‬‬ ‫وإن لم يعرف عددهم‪،‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪۵۸۸‬‬

‫بَلْ يَسْقُطُ الْفَرْضُ بِالصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ‪.‬‬ ‫وَحَرُمَ تَأْخِيْرُهَا عَنِ الدَّفْنِ‪،‬‬

‫قَالَ‬ ‫(وَتَحْرُمُ صَلَاةٌ عَلَى كَافِرٍ؛ لِحُرْمَةِ الدُّعَاءِ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ‪،‬‬


‫أَطْفَالُ‬
‫وَمِنْهُمْ ‪:‬‬ ‫[التوبة‪]٨٤ :‬‬ ‫﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أبدا‬ ‫تَعَالَى‪:‬‬
‫ه وه‬

‫سَوَاءٌ أَنَطَقُوا بِالشَّهَادَتَيْنِ أَمْ لَا ؛ فَتَحْرُمُ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمْ‪.‬‬ ‫الْكُفَّارِ ‪،‬‬

‫وَعَلَى شَهِيْدٍ وَهُوَ بِوَزْنِ فَعِيْلٍ بِمَعْنَى مَفْعُوْلٍ؛ لأَنَّهُ مَشْهُودٌ لَهُ‬
‫بِالْجَنَّةِ‪ ،‬أَوْ فَاعِلِ؛ لأَنَّ رُوْحَهُ تَشْهَدُ الْجَنَّةَ قَبْلَ غَيْرِهِ‪.‬‬
‫عَلَى مَنْ قَاتَلَ لِتَكُوْنَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا؛‬ ‫وَيُطْلَقُ لَفْظُ الشَّهِيدِ ‪:‬‬
‫وَعَلَى مَنْ قَاتَلَ لِنَحْوِ حَمِيَّةٍ؛ فَهُوَ شَهِيدُ‬ ‫فَهُوَ شَهِيدُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ‪،‬‬

‫وحُكْمُ نيَّة القدوة هنا كما مرَّ‪ ،‬ولو صلّى على عشرة فبانوا أحد‬ ‫عرفه‪،‬‬
‫عشر‪ :‬لم تصح‪ ،‬أو عكسه صح ‪ .‬اهـ [‪ .]۱۳۳/۳‬وقيَّد الْبَصْرِيُّ عدم‬
‫الصحة بما إذا لم يُشِر قال ‪ :‬أمَّا إذا أشار فينبغي الصّحة؛ تغليبًا‬
‫‪.]٣١٩/١‬‬ ‫حاشيته» على «التحفة»‬ ‫‪:‬‬
‫للإشارة [في‬

‫فَتَحْرُمُ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمْ وإن قلنا بالرَّاجح أنَّهم من أهل‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫ويَحِلُّ‬ ‫ذلك يعاملون في أحكام الدُّنيا معاملة الكُفَّار‪،‬‬ ‫الجَنَّة ؛ لأنَّهم‬
‫نهم مع‬

‫بزيادة‬ ‫الدُّعاء لهم بالمغفرة؛ لأنَّه من أحكام الآخرة‪« .‬تحفة» [‪]١٥٩/٣‬‬


‫‪.]٢٤٥/٤‬‬ ‫وعلى الإقناع ‪،٢٤١/٢‬‬ ‫على شرح المنهج ‪،۲۰٨/٤‬‬ ‫من «بج)‬

‫فهو والذي قبله المقصودان بالحُكْمِ‪،‬‬ ‫شَهِيدُ الدُّنْيَا ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫بخلاف شهيد الآخرة الآتي‪.‬‬ ‫فلا يُغسلان ولا يُصلَّى عليهما‪،‬‬
‫‪۵۸۹‬‬
‫المستفيدينعلىفتحالمعين‬

‫مَنْ قَتَلَهُ‬ ‫وَعَلَى مَقْتُوْلٍ ظُلْمًا وَغَرِيْقٍ وَحَرِيْقِ وَمَبْطُوْنٍ ‪ -‬أَيْ ‪:‬‬ ‫الدُّنْيَا‪،‬‬
‫بَطْنُهُ كَاسْتِسْقَاءِ أَوْ إِسْهَال ‪ -‬؛ فَهُمُ الشُّهَدَاءُ فِي الآخِرَةِ فَقَطْ‪.‬‬ ‫'‬

‫ﷺ لَمْ يُغَسِّلْ قَتْلَى‬‫لأَنَّهُ‬ ‫وَلَوْ جُنُبا ‪،‬‬


‫؛‬ ‫الشَّهِيدِ ‪-‬‬ ‫أَيْ ‪:‬‬ ‫(كَغَسْلِهِ)‬
‫وَيَحْرُمُ إِزَالَهُ دَم شَهِيْدِ‪.‬‬ ‫‪.]١٣٤٣‬‬ ‫أُحُدٍ [البخاري رقم‪:‬‬
‫وَهُوَ مَنْ مَاتَ فِي قِتَالِ كُفَّارٍ أَوْ كَافِرٍ وَاحِدٍ قَبْلَ انْقِضَائِهِ وَإِنْ‬
‫الْقِتَالِ؛ كَأَنْ أَصَابَهُ سِلَاحُ مُسْلِمِ آخَرَ خَطَأً‪،‬‬ ‫قتِلَ مُدْبِرًا‪( ،‬بِسَبَبِهِ) أَيْ ‪:‬‬
‫أَوْ قَتَلَهُ مُسْلِمٌ اسْتَعَانُوا بِهِ‪ ،‬أَوْ تَرَدَّى بِیثْرِ حَالَ قِتَالٍ‪ ،‬أَوْ جُهِلَ مَا مَاتَ‬
‫بِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ أَثَرُ دَمٍ‪.‬‬
‫فَإِنَّهُ لَيْسَ بِشَهِيْدٍ عَلَى الأَصَحَ [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫(لَا أَسِيرٌ قُتِلَ صَبْرًا‪،‬‬
‫‪]١٦٤/٣‬؛ لأَنَّ قَتْلَهُ لَيْسَ بِمُقَاتَلَةٍ‪.‬‬

‫وَلَا مَنْ مَاتَ بَعْدَ انْقِضَائِهِ وَقَدْ بَقِيَ فِيْهِ حَيَاةٌ مُسْتَقِرَّةٌ وَإِنْ قُطِعَ‬
‫بِمَوْتِهِ بَعْدُ مِنْ جُرْحِ بِهِ‪ .‬أَمَّا مَنْ حَرَكَتُهُ حَرَكَةُ مَذْبُوْحٍ عِنْدَ انْقِضَائِهِ؛‬
‫وَالْحَيَاةُ الْمُسْتَقِرَّةُ ‪ :‬مَا يُجَوِّرُ أَنَّهُ يَبْقَى يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ‪،‬‬ ‫فَشَهِيدٌ جَزْمًا‪.‬‬
‫‪.]٥٣٤/٤‬‬ ‫وَالْعِمْرَانِيُّ [في‪« :‬البيان»‬ ‫‪]٦٣/٩‬‬ ‫عَلَى مَا قَالَهُ النَّوَوِيُّ [في‪(( :‬المجموع»‬

‫وَلَا مَنْ وَقَعَ بَيْنَ كُفَّارٍ فَهَرَبَ مِنْهُمْ فَقَتَلُوْهُ؛ لأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ‬
‫بِقِتَالٍ‪ ،‬كَمَا أَفْتَى بِهِ شَيْخُنَا ابْنُ زِيَادٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى‪.‬‬
‫وَلَا مَنْ قَتَلَهُ اغْتِيَالًا حَرْبِيٌّ دَخَلَ بَيْنَنَا ‪ .‬نَعَمْ‪ ،‬إِنْ قَتَلَهُ عَنْ مُقَاتَلَةٍ ‪:‬‬
‫الْخَادِم»‪.‬‬ ‫كَمَا نَقَلَهُ السَّيِّدُ السَّمْهُوْدِيُّ عَنِ‬ ‫كَانَ شَهِيدًا‪،‬‬

‫ونقله «سم» عن الْقَاضِي حُسَيْن حيث قال‬ ‫(قوله‪ :‬عَنِ الْخَادِم»‬


‫لو دخل حَرْبِيٌّ بلاد الإسلام فقاتل مسلمًا فقتله؛ فهو شهيد‬ ‫عنه‪:‬‬
‫‪.]٤٩٨/٢‬‬ ‫إلخ [نقله ع ش على «النهاية»‬ ‫‪...‬‬
‫قطعا‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪BGY 09.‬‬

‫وَالْمُلَطَّخَةُ بِالدَّم‬ ‫نَدْبًا شَهِيدٌ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي مَاتَ فِيْهَا‪،‬‬ ‫(وَكُفْنَ)‬
‫‪ ،]۳۱۳۳‬وَلَوْ لَمْ تَكْفِهِ ـ بِأَنْ لَمْ تَسْتُرْ كُلَّ‬ ‫أَوْلَى؛ لِلاتِّباع [أبو داود رقم‪:‬‬
‫تُمِّمَتْ وُجُوْبًا‪.‬‬ ‫بَدَنِهِ ‪-‬‬

‫لَبِسَهُ لِضَرُوْرَةِ الْحَرْبِ؛ فَيُنْزَعُ وُجُوْبًا‪.‬‬ ‫(لَا) فِي حَرِيْرِ)‬

‫وَلَوْ مُمَيِّزًا عَلَى الأَوْجَهِ [انظر‪« :‬التحفة»‬ ‫(وَيُنْدَبُ) أَنْ يُلَقَّنَ مُحْتَضَرٌ ‪-‬‬
‫الشَّهَادَةَ‪ ،‬أَيْ‪« :‬لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَقَطْ ؛ لِخَبَرِ مُسْلِم‪« :‬لَقِّنُوا‬ ‫‪۹۲/۳‬‬
‫‪]٩١٧‬؛‬ ‫مَوْتَاكُمْ ‪ -‬أَيْ‪ :‬مَنْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ ‪ -‬لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» [رقم‪:‬‬
‫مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُدَخَلَ الْجَنَّةَ» [أبو‬ ‫مَعَ الْخَبَرِ الصَّحِيحِ ‪:‬‬
‫داود رقم‪ ]٣١١٦ :‬أَيْ‪ :‬مَعَ الْفَائِزِيْنَ؛ وَإِلَّا فَكُلُّ مُسْلِمٍ وَلَوْ فَاسِقًا يَدْخُلُهَا‬
‫وَلَوْ بَعْدَ عَذَابٍ وَإِنْ طَالَ‪.‬‬

‫وَقَوْلُ جَمْعِ ‪ :‬يُلَقَّنُ مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ ا لَّهِ» أَيْضًا؛ لأَنَّ الْقَصْدَ مَوْتُهُ‬
‫عَلَى الإِسْلَام وَلَا يُسَمَّى مُسْلِمًا إِلَّا بِهِمَا ؛ مَرْدُوْدٌ بِأَنَّهُ مُسْلِمٌ‪،‬‬
‫وَإِنَّمَا‬
‫وَبَحْثُ‬ ‫الْقَصْدُ خَتْمُ كَلَامِهِ بِـ «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»؛ لِيَحْصُلَ لَهُ ذَلِكَ الثَّوَابُ‪.‬‬
‫تَلْقِيْنِهِ ‪« :‬الرَّفِيْقَ الأَعْلَى» لأَنَّهُ آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُوْلُ ا لَّهِﷺ؛ مَرْدُودٌ‬

‫وما بعدها]؛ وفي‬ ‫كذا ظاهر «التحفة» [‪١١٣/٣‬‬ ‫فَيُنْزَعُ وُجُوْبًا)‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫النّهاية جواز التّكفين فيه حينئذ مع عدم إفادة الأولوية كما في «ع‬
‫ونَقَلَ الْمُحَشَّي عن (سم» ما يفيد ندب تكفينه‬ ‫ش [على النّهاية ‪.]٤٥٦/٢‬‬
‫وقد علمت ما فيه‪.‬‬ ‫واقتصر عليه‪،‬‬ ‫فيها حينئذ‪،‬‬

‫***‬
‫‪۵۹۱‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَهُوَ ‪ :‬أَنَّ اللَّهَ خَيَّرَهُ فَاخْتَارَهُ [انظر‪:‬‬ ‫بِأَنَّ ذَلِكَ لِسَبَبٍ لَمْ يُوْجَدْ فِي غَيْرِهِ‪،‬‬
‫‪.]٩٣/٣‬‬ ‫«التحفة»‬

‫فَيُلَقَّنَهُمَا قَطْعًا مَعَ لَفْظِ أَشْهَدُ»؛ لِوُجُوْبِهِ أَيْضًا عَلَى‬ ‫وَأَمَّا الْكَافِرُ ‪:‬‬
‫مَا سَيَأْتِي فِيْهِ؛ إِذْ لَا يَصِيرُ مُسْلِمًا إِلَّا بِهِمَا‪.‬‬
‫وَأَنْ يَقِف جَمَاعَةٌ بَعْدَ الدَّفْنِ عِنْدَ الْقَبْرِ سَاعَةَ يَسْأَلُوْنَ لَهُ التَّنْبِيْتَ‬
‫وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ‪.‬‬

‫وَلَوْ شَهِيدًا) (‪ )۱‬كَمَا اقْتَضَاهُ إِطْلَاقُهُمْ خِلَافًا‬ ‫وَ(تَلْقِيْنُ بَالِغِ‪،‬‬

‫خيَّر النَّبيَّﷺ بين بقائه في الدنيا وبين‬ ‫خَيَّرَهُ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫أعلى المنازل‬ ‫ومعناه‪:‬‬ ‫فاختار الرفيق الأعلى‪،‬‬ ‫لحوقه بالرفيق الأعلى‪،‬‬
‫كما في «الفتاوى‬ ‫وقيل غير ذلك‪،‬‬ ‫كالوسيلة التي هي أعلى الجَنَّة‪،‬‬
‫الفتاوى الكبرى الفقهية ‪.]١٤٨/١‬‬ ‫الحديثية» لـ «حج» [بل في‬

‫وهذا‬ ‫بِقَدْرِ ذَبْح جَزُورٍ وتفرقة لحمها‪،‬‬ ‫سَاعَةٌ) أي ‪:‬‬ ‫(قوله‪:‬‬


‫فلو أخره عنه؛ لكان أنسب‪.‬‬ ‫الوقوف بعد التلقين أيضًا‪،‬‬
‫للأثر الصحيح أنَّه‬ ‫إلخ) أي ‪:‬‬ ‫يَسْأَلُوْنَ لَهُ التَّثْبِيْتَ ‪...‬‬ ‫(قوله ‪:‬‬
‫كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال‪« :‬اسْتَغْفِرُوا لأَخِيْكُمْ‬
‫‪« .]٣٢٢١‬نهاية» [‪.]٤١/٣‬‬ ‫أبو داود رقم‪:‬‬ ‫وَاسْأَلُوا لَهُ التَّثْبِيْتَ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ‬

‫]‬
‫وخالف‪٢‬‬
‫[‬
‫في‬
‫؛‬ ‫‪٠٧/٣‬‬ ‫كذا في «التحفة» (‪]۲۰۷/۳‬؛‬ ‫وَلَوْ شَهِيدًا)‬ ‫(قوله‪:‬‬

‫وقفوا خلف الإمام‬ ‫في طبعة ترشيح المستفيدين زيادة لا محل لها هنا وهي ‪:‬‬ ‫[‪]١‬‬
‫ولو قيل يقف واحد مع الإمام واثنان صفّا لم يبعد لقربه من المطلوب‪ .‬اهـ‪ .‬وفي‬
‫ومحلها في حاشية السقاف عند تعليقه على قول الشارح فيما سبق‪:‬‬ ‫التحفة»‪،‬‬
‫ثَلَاثَةٌ فَأَكْثَرَ»‪ ،‬وقد نبهت على ذلك في محله؛ فتنبه وراجع‪[ .‬عمار]‪.‬‬
‫ترشحالمستفيدير‬
‫تفيدين علىفتحالمعين‬ ‫‪۵۹۲‬‬

‫فَيَقْعُدَ رَجُلٌ قُبَالَةُ وَجْهِهِ وَيَقُوْلُ ‪ :‬يَا‬ ‫بَعْدَ تَمَامِ (دَفْنِ)‪،‬‬ ‫لِلزَّرْكَشِيِّ‪،‬‬
‫شَهَادَةَ‬ ‫اذْكُرِ الْعَهْدَ الَّذِي خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا ‪:‬‬ ‫عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أَمَةِ اللَّهِ !‬
‫وَأَنَّ‬ ‫أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُوْلُ اللَّهِ‪،‬‬
‫وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ‬ ‫وَأَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ‪،‬‬ ‫وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ‪،‬‬ ‫الْجَنَّةَ حَقٌّ‪،‬‬

‫وَبِالإِسْلَامِ‬ ‫وَأَنَّكَ رَضِيْتَ بِاللَّهِ رَبًّا‪،‬‬ ‫وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُوْرِ‪،‬‬ ‫فِيْهَا‪،‬‬
‫وَبِالْمُؤْمِنِيْنَ‬ ‫وَبِالْكَعْبَةِ قِبْلَةً‪،‬‬ ‫وَبِالْقُرْآنِ إِمَامًا ‪،‬‬ ‫نَبِيًّا ‪،‬‬ ‫وَبِمُحَمَّدٍ‬ ‫دِيْنًا‪،‬‬
‫رَبِّيَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ‬ ‫إِخْوَانًا ‪،‬‬
‫الكبير) من حديث أبي أمامة وانظر ما قاله النووي في‪« :‬المجموع»‬ ‫الطبراني في ‪:‬‬
‫‪.[190/0‬‬

‫وبه أفتى الوالد‬ ‫«النّهاية فعنده لا يُلقَن كما لا يُصلَّى عليه قال ‪:‬‬
‫والأصحُ أنَّ الأنبياء عليهم الصَّلاة والسَّلام لا‬ ‫رحمه الله تعالى‪،‬‬
‫يُسألون؛ لأنَّ غير النَّبيِّ يُسأل عن النَّبيِّ فكيف يُسأل هو عن نفسه؟!‬
‫لا‬ ‫أي‪:‬‬ ‫لا يُسألون‪،‬‬ ‫م ر‬ ‫قول‬ ‫قال ع ش‬ ‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫اهـ [‪٤١/٣‬‬
‫فلا يُلقنون [‪.]٤٢/٣‬‬

‫(قوله ‪ :‬فَيَقْعُدُ رَجُلٌ قُبَالَةَ وَجْهِهِ) كذا في «المغني» و«العُباب»‬


‫وينبغي أن‬ ‫وعبارة «النهاية»‪ :‬ويقفُ الْمُلَقِّنُ عند رأس القبر‪،‬‬ ‫[‪،]۳۹۲/۱‬‬
‫يتولاه أهل الدين والصَّلاح من أقاربه ؛ وإلا فمن غيرهم‪ .‬اهـ [‪.]٤١/٣‬‬
‫ولو كانوا بغير بلده؛ إذ العبرة ببلدهم ‪-‬‬ ‫ويسن لجيران أهله ‪-‬‬
‫ولأقاربه الأباعد ‪ -‬ولو ببلد آخر ‪ -‬تهيئةُ طعام يُشبعهم يومًا وليلة ‪-‬‬
‫وحرمت تهيئته لنحو‬ ‫لشغلهم بالحزن عنه ـ‪ ،‬وَيُلَحُ عليهم في الأكل‪.‬‬
‫وما اعتيد من جعل أهل الميت‬ ‫نَائِحَةٍ كَنَادِبَةٍ ؛ لأنَّها إعانة على معصية‪.‬‬
‫وكُرِهَ اجتماع‬ ‫طعاما ليدعوا الناس إليه بِدْعَةٌ مكروهة كإجابتهم لذلك‪.‬‬
‫‪۵۹۳‬‬
‫ترشحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَالأَوْلَى لِلْحَاضِرِيْنَ الْوُقُوْفُ‪،‬‬ ‫وَيُسَنُ تَكْرَارُهُ ثَلَاثًا‪،‬‬ ‫قَالَ شَيْخُنَا ‪:‬‬

‫بل ينبغي أن ينصرفوا في‬ ‫قال الأئمة‪:‬‬ ‫أهل البيت ليُقصدوا بالعزاء‪،‬‬
‫وأفتى بعضهم بصحة الوصية بإطعام‬ ‫فمن صادفهم عزَّاهم‪،‬‬ ‫حوائجهم‪،‬‬
‫فالتقييد‬ ‫وعليه ‪:‬‬ ‫وبالغ فنقله عن الأئمة‪،‬‬ ‫وأنَّه ينفذ من الثلث‪،‬‬ ‫المُعزّين‪،‬‬
‫أطعموا من‬ ‫باليوم والليلة في كلامهم لعلَّه للأفضل فيسن فعله لهم‪،‬‬
‫‪6‬‬

‫وهذا‬ ‫حضرهم من المُعزّين أم لا‪ ،‬ما داموا مجتمعين ومشغولين‪،‬‬


‫الخلاف في غير ما اعتيد الآن أنَّ أهل الميت يعمل لهم مثل ما‬
‫فإنَّ هذا حينئذ يجري فيه الخلاف الآتي في النُّقُوط‬ ‫عملوه لغيرهم‪،‬‬
‫يفعله‬ ‫فمن عليه شيء لهم‪:‬‬ ‫في فصل الإقراض من أنَّه هبة أو قرض‪،‬‬
‫ملخصا‬ ‫وحينئذ لا تتأتّى هنا كراهته اهـ «تحفة»‬ ‫وجوبًا أو ندبًا‪،‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫بتوضيح [‪٢٠٧/٣‬‬
‫وفي الْبَاجُوْرِي ‪ ::‬أمَّا فعل أهل الميت طعامًا وجَمْعُ النَّاس عليه ‪:‬‬
‫وصنع‬ ‫وإخراج الكفَّارة‪،‬‬ ‫بل تحرم الوحشة المعروفة‪،‬‬ ‫فبِدْعَةٌ غير مستحبَّة‪،‬‬
‫الجمع والشبح إن كان في الورثة محجور عليه‪ ،‬إلَّا إذا أوصى الميت‬
‫‪.]٣٠٨/٢‬‬ ‫بذلك وخرجت من الثلث‪ .‬اهـ على «شرح ابن قاسم»‬
‫قال في شرح الدُّرِّ المختار ولو مات وعليه صلوات فائتة‪،‬‬
‫ويدفعه لفقير‪،‬‬ ‫وأوصى بالكفَّارة ‪ :‬يُعْطَى لكُلِّ صلاة نصف صاع مثلا‪،‬‬
‫وانظر العبارة كاملة]‪.‬‬ ‫ثُمَّ يدفعه الفقير للوارث ثمَّ وثمَّ حتَّى يتم ص ‪٩٨‬‬

‫والأقرب‬ ‫قال مُحَشِّيه العلامة ابن عابدين أي أو قيمة ذلك‪،‬‬


‫أن يحسب ما على الميت ويستقرض بقدره بأن يقدر عن كُلِّ شهر‬
‫عمره بعد إسقاط اثنتي عشرة سَنَةٍ للذكر‪،‬‬ ‫أو يحسب مدة‬ ‫أو سَنَةٍ‪،‬‬
‫فيجب عن كُلِّ شهر‬ ‫وتسع سنين للأنثى؛ لأنَّها أقلُّ مُدَّة بلوغهما‪،‬‬
‫نصف غِرَارَةِ قمح بالْمُدِّ الدِّمَشْقِيّ مُدِّ زماننا ؛ لأنَّ نصف الصَّاع أقل‬
‫‪٥٩٤‬‬
‫تري المستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَنِدَاؤُهُ بِالأُمِّ فِيْهِ أَيْ ‪ :‬إِنْ عُرِفَتْ؛ وَإِلَّا فَبِحَوَّاءَ‪ ،‬لَا‬ ‫وَلِلْمُلَقِّنِ الْقُعُوْدُ‪،‬‬
‫يُنَافِي دُعَاءَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِآبَائِهِمْ ؛ لأَنَّ كِلَيْهِمَا تَوْقِيْفٌ لَا مَجَالَ‬
‫وَيُؤَنِّتُ الصَّمَائِرَ‪.‬‬ ‫وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ يُبْدِلُ الْعَبْدَ بِالأَمَةِ فِي الْأُنْثَى‪،‬‬ ‫لِلرَّأْيِ فِيْهِ‪.‬‬
‫‪.]٣٦٩/١‬‬ ‫انتهى [«فتح الجواد»‬

‫***‬

‫مد‬ ‫فتبلغ كفَّارة ستّ صلوات لكُل يوم وليلة نحو‪:‬‬ ‫من ربع مُد‪،‬‬
‫ولكُلِّ سَنَةٍ‬ ‫وذلك نصف غِرَارَةٍ‪،‬‬ ‫أربعون مُدًّا ‪،‬‬ ‫ولكُلِّ شهر ‪:‬‬ ‫وثُلث‪،‬‬
‫ثُمَّ يستوهبها‬ ‫ويدفعها للفقير‪،‬‬ ‫فيستقرض قيمتها‬ ‫سِتُّ غَرَائِرَ ‪،‬‬ ‫شمسيَّة ‪:‬‬
‫أو لفقير‬ ‫ثُمَّ يدفعها لذلك الفقير‪،‬‬ ‫ويتسلمها منه ؛ لِتَتِمَّ الهبة‪،‬‬ ‫منه‪،‬‬
‫أكثر‬ ‫وإن استقرض‬ ‫فيسقط فى كُلِّ مرَّة كفَّارة سَنَةٍ‪،‬‬ ‫وهكذا‬ ‫آخر‪،‬‬
‫ثُمَّ‬ ‫وبعد ذلك يعيد الدور لكفَّارة الصيام‪،‬‬ ‫ذلك يسقط بقدره‪.‬‬
‫كفَّارة الأيمان من عشرة‬ ‫في‬ ‫لكن لا بُدَّ‬ ‫ثُمَّ للأيمان‪،‬‬ ‫للأُضِحِيَّة‪،‬‬
‫ولا يصح أن يدفع للواحد أكثر من نصف صاع في يوم؛‬ ‫مساكين‪،‬‬
‫فإنَّه يجوز إعطاء فدية‬ ‫بخلاف فدية الصَّلاة‬ ‫للنَّصّ على العدد فيها‪،‬‬
‫وظاهر كلامهم أنَّه لو كان عليه زكاة‪ :‬لا‬ ‫صلوات لواحد كما يأتي‪.‬‬
‫تسقط عنه بدون وصِيَّة ؛ لتعليلهم لعدم وجوبها بدون وصية باشتراط‬
‫بأن‬ ‫فلا بُدَّ فيها من الفعل حقيقةً أو حُكْمًا‪،‬‬ ‫النِّيَّة فيها ؛ لأنَّها عبادة‪،‬‬
‫فلا يقوم الوارث مقامه في ذلك‪ ،‬ثُمَّ رأيت في‬ ‫يوصي بإخراجها‪،‬‬
‫فلا‬ ‫وعليه‪:‬‬ ‫التّصريح بجواز تبرُّع الوارث بإخراجها‪،‬‬ ‫ضوء السراج»‬
‫أن يتصدق‬ ‫بأس بإدارة الْوَلِيُّ للزَّكاة‪ ،‬ثُمَّ ينبغي بعد تمام ذلك كُلِّه ‪:‬‬
‫أو بما أوصى به الميت إن كان‬ ‫على الفقراء بشيء من ذلك المال‪،‬‬
‫أوصى‪ .‬اهـ بالحرف [‪ ٧٣/٢‬وما بعدها]‪.‬‬
‫‪۵۹۵‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫يُسَنُّ‬ ‫فَتُكْرَهُ لَهَا‪ .‬نَعَمْ‪،‬‬ ‫يُنْدَبُ زِيَارَةُ قُبُوْرِ لِرَجُلٍ ) لَا لِأُنْثَى‪،‬‬ ‫(و)‬
‫وَكَذَا سَائِرُ الأَنْبِيَاءِ‬ ‫وَقَالَ بَعْضُهُمْ‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫لَهَا زِيَارَةُ قَبْرِ رَسُوْلِ اللهِ‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫وَالْعُلَمَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ [انظر ‪« :‬التحفة»‬

‫كَمَا نُصَّ عَلَيْهِ ‪ -‬أَنْ يَقْرَأَ مِنَ الْقُرْآنِ مَا تَيَسَّرَ عَلَى الْقَبْرِ‪،‬‬ ‫وَيُسَنُ ‪-‬‬
‫فَيَدْعُوَ لَهُ مُسْتَقْبِلًا لِلْقِبْلَةِ‪.‬‬

‫كَمَا نُصَّ عَلَيْهِ أي عنه ﷺ أَنَّه قال‪« :‬مَنْ زَارَ قَبْرَ‬ ‫(قوله‪:‬‬
‫غُفِرَ لَهُ‬ ‫وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ‬ ‫وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَقَرَأَ عِنْدَهُ ريس‬
‫‪.]١٤١/٦‬‬ ‫بِعَدَدِ ذَلِكَ آيَةً أَوْ حَرْفًا» [انظر‪« :‬فيض القدير»‬
‫وإنَّما تسنُّ الزِّيارة للاعتبار والتّرحم‬ ‫قال في «الإيعاب»‪:‬‬
‫والدُّعاء؛ أخذًا من قول الزَّرْكَشِيّ ‪ :‬إِنَّ ندب الزيارة مقيَّد بقصد‬
‫وبكون‬ ‫ونحوه‪،‬‬ ‫الاعتبار‪ ،‬أو التّرحم ‪،‬والاستغفار‪ ،‬أو التلاوة والدعاء‪،‬‬
‫الميت مسلمًا‪ ،‬أي ولو أجنبيا لا يعرفه‪ ،‬لكنَّها فيمن يعرفه آكد‪ ،‬فلا‬
‫وإن كانت للاعتبار‬ ‫تسنُّ زيارة الكافر‪ ،‬بل تُباح كما في «المجموع»‪،‬‬
‫إنَّها إِمَّا لمجرد تذكر الموت‬ ‫فَلا فرق‪ ،‬ثُمَّ قال في تقسيم الزِّيارة‪:‬‬
‫والآخرة فتكفي رؤية القبور من غير معرفة أصحابها‪ ،‬وإما لنحو‬
‫الدُّعاء ‪ :‬فتسنُ لكُلِّ مسلم وإمَّا للتَّبرُّك فتسن لأهل الخير؛ لأنَّ لهم‬
‫‪:‬‬

‫وإما لأداء حق‬ ‫في بَرَازِخِهِمْ تصرُّفات وبركات لا يحصى عددها‪،‬‬


‫مَنْ زَارَ قَبْرَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا يَوْمَ‬ ‫صديق ووالد؛ لخبر أَبِي نُعَيْمٍ ‪:‬‬
‫ولفظ رواية الْبَيْهَقِيّ ‪« :‬غُفِرَ لَهُ وَكُتِبَ لَهُ بَرَاءَةٌ»‪،‬‬ ‫الْجُمُعَةِ كَانَ كَحَجَّةٍ»‪،‬‬
‫وإمَّا رحمة له وتأنيسا ؛ لِمَا رُوِيَ ‪ :‬أَنَسُ مَا يَكُوْنُ الْمَيْتُ فِي قَبْرِهِ إِذَا‬
‫رَأَى مَنْ كَانَ يُحِبُّهُ فِي الدُّنْيَا‪ ،‬وصح‪« :‬مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ أَخِيهِ‬
‫الْمُؤْمِنِ فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا عَرَفَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ»‪ ،‬وتتأكَّد الزيارة لمن‬
‫مات قريبه في غيبته اهـ اختصارًا‪ .‬ع ب [على] «تحفة» [‪.]٢٠٠/٣‬‬
‫‪٥٩٦‬‬
‫ترشيحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫فَيَقُولُ ‪:‬‬ ‫لِزَائِرِ عَلَى أَهْلِ الْمَقْبَرَةِ عُمُوْمًا‪ ،‬ثُمَّ خُصُوصًا‪،‬‬ ‫(وَسَلَامٌ)‬
‫وَيَقُوْلُ عِنْدَ قَبْرِ أَبِيْهِ‬ ‫السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِيْنَ عِنْدَ أَوَّلِ الْمَقْبَرَةِ‪،‬‬
‫فَإِنْ أَرَادَ الاقْتِصَارَ عَلَى أَحَدِهِمَا‪:‬‬ ‫مَثَلًا‪« :‬السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَالِدِي‪،‬‬
‫ﷺ قَالَ‪:‬‬‫أَتَى بِالثَّانِيَةِ؛ لأَنَّهُ أَخَصُّ بِمَقْصُوْدِهِ؛ وَذَلِكَ لِخَبَرِ مُسْلِمٍ ‪ :‬أَنَّهُ‬
‫«السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِيْنَ‪ ،‬وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُوْنَ» [رقم‪:‬‬
‫وَالاسْتِثْنَاءُ لِلتَّبَرُّكِ‪ ،‬أَوْ لِلدَّفْنِ بِتِلْكَ الْبُقْعَةِ‪ ،‬أَوْ لِلْمَوْتِ عَلَى‬ ‫‪]٩٧٤‬‬
‫الإِسْلَامِ‪.‬‬

‫اللهم ربَّ‬ ‫وَرَدَ أنَّ من دخل المقابر فقال ‪:‬‬ ‫وفي بشرى الكريم»‪:‬‬
‫التي خرجت من‬ ‫والعِظام النَّخرة‪،‬‬ ‫والأجسام البالية‬ ‫الأرواح الفانية‪،‬‬
‫الدنيا وهي بك مؤمنة‪ ،‬أدخل عليهم رَوْحًا منك وسلامًا مِنَّا ؛ فيُكتب‬
‫له بعدد من مات إلى يوم القيامة حسنات والتحقيق‪ :‬أنَّ الميت ينتفع‬
‫أو دعا به‬ ‫أو حضوره عنده‪،‬‬ ‫أن ينويه بها‪،‬‬ ‫بالقراءة بأحد ثلاثة أمور‬
‫وفي‬ ‫والدعاء والصدقة تنفعه بلا خلاف‪.‬‬ ‫له بمثل ثواب قراءته ولو بعد‪.‬‬
‫سُنَّة‪.‬‬ ‫وعند «م ر»‬ ‫مكروه‪،‬‬ ‫عند «حج»‬ ‫تقبيل ضرائح الأولياء خلافُ‬
‫اهـ [ص ‪.]٤٧٤‬‬

‫فَائِدَةُ ‪ :‬قال «سم»‪ :‬إذا صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه‬
‫في آن واحد لِمَا خُلق له ؛ سُمِّيَ شَكُورًا‪ ،‬وإن صرفها في أوقات‬
‫مختلفة؛ سُمِّيَ شَاكِرًا ‪ ،‬قال ع ش ويمكن صرفها في آن واحد‬
‫بحمله جنازة مُتَفَكِّرًا فى مصنوعاته الله كذا في‪« :‬بج» على «شرح المنهج»‬
‫‪.]٣٢/١‬‬ ‫وعلى «الإقناع»‬ ‫‪،٩/١‬‬

‫*‬
‫‪۵۹۷‬‬
‫شحالمستفيدين علىفتحالمعين‬

‫وَرَدَ أَنَّ مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَتَهَا أَمِنَ مِنْ عَذَابِ‬ ‫فَائِدَةٌ ‪:‬‬
‫‪.]١٠٧٤‬‬ ‫الترمذي رقم‪:‬‬ ‫الْقَبْرِ وَفِتْنَتِهِ [انظر‪:‬‬

‫فِي مَرَضِ مَوْتِهِ‬ ‫وَوَرَدَ أَيْضًا ‪« :‬مَنْ قَرَأَ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدُ‬
‫وَجَاوَزَ الصِّرَاطَ‬ ‫وَأَمِنَ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ‪،‬‬ ‫مِئَةَ مَرَّةٍ ‪ :‬لَمْ يُفْتَنُ فِي قَبْرِهِ‪،‬‬
‫‪۵۷۸۱‬؛ وقال الهيثمي في «مجمع‬ ‫عَلَى أَكُفِّ الْمَلَائِكَةِ [الطبراني في «الأوسط) رقم‪:‬‬
‫وهو متروك‪ .‬اهـ‪.].‬‬ ‫نصر بن حماد الوراق‪،‬‬ ‫وفيه ‪:‬‬ ‫الزوائد ‪١٤٦/٧‬‬

‫وَوَرَدَ أَيْضًا‪« :‬مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ‬
‫أَرْبَعِيْنَ مَرَّةً فِي مَرَضِهِ ‪ ،‬فَمَاتَ فِيْهِ؛ أُعْطِيَ أَجْرَ شَهِيْدٍ‪،‬‬ ‫الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء‪:‬‬
‫وما بعدها]‪.‬‬ ‫‪،١٩٠٨‬‬ ‫وَإِنْ بَرِئَ ؛ بَرِئَ مَغْفُوْرًا لَهُ) [الحاكم في ‪« :‬المستدرك» رقم‪:‬‬
‫وَأَعَاذَنَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَتِهِ‪.‬‬ ‫غَفَرَ اللَّهُ لَنَا‪،‬‬

‫منه‬
‫وَأُخِذَ‬ ‫(قوله ‪ :‬أَمِنَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَتِهِ) قال في «التحفة»‪:‬‬
‫أنَّه لا يُسألُ‪ ،‬وإِنَّما يتّجه ذلك إن صح عنه ‪ ،‬أو عن صَحَابِيَّ؛ إذ‬
‫مثله لا يُقال من قِبَلِ الرَّأي‪ ،‬ومن ثَمَّ قال شَيْخُنَا ‪ :‬يُسألُ من مات‬
‫برمضان أو ليلة الجُمُعة ؛ لعموم الأدِلَّة الصحيحة‪ .‬اهـ [‪.]٢٠٨/٣‬‬
‫والسُّؤالُ في القبر عام لكُلِّ مكلَّف ولو شهيدًا‪،‬‬ ‫وعبارة الزَّيَّادِي ‪:‬‬
‫وَيُحْمَلُ القولُ بعدم سؤال الشُّهداء ونحوهم ممَّن‬ ‫إلَّا شهيد المعركة‪،‬‬
‫خلافًا‬ ‫وَرَدَ الخبر بأنهم لا يُسألون عَلَى عَدَم الفتنة في القبر‪،‬‬
‫وقوله ‪ :‬في القبر‪ ،‬جَرْي على الغالب‪،‬‬ ‫للسيوطي‪ .‬اهـ‪ ،‬قال ع ش »‬
‫فلا فرق بين المقبور وغيره فيشمل الغريق والحريق وإن سُحِقَ‬
‫ومن أكلته السِّباع‪ .‬اهـ [على «النهاية» ‪.]٤٢/٣‬‬ ‫وَذُرِيَ في الرِّيح‪،‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫الصفحة‬
‫الموضوع‬

‫‪O‬‬
‫كلمة المحقق‬

‫‪11‬‬
‫صور المخطوطة المعتمدة في التحقيق‬
‫‪۱۷‬‬
‫ترجمة أحمد بن محمد الغزالي المليباري‬
‫‪٣٥‬‬
‫ترجمة علوي بن أحمد السقاف‬
‫‪۳۹‬‬
‫مقدمة المؤلف وفيها ثلاثة أصول‬
‫‪٤٣‬‬ ‫التقليد‬ ‫الأول ‪:‬‬
‫‪٤٩‬‬
‫الثاني ‪ :‬الكتب المعتمدة‬
‫الثالث‪ :‬في بعض ما جرى عليه اصطلاح متأخري أئمتنا الشافعية‬
‫‪۵۳‬‬
‫في كتبهم الفقهية‬
‫المقدمة‬

‫‪٦٨‬‬
‫باب الصلاة‬
‫‪۷۰‬‬
‫عقوبة تارك الصلاة‬
‫‪Vo‬‬
‫من مات وعليه صلاة فرض‬ ‫تنبيه ‪:‬‬
‫‪V7‬‬
‫أمر المميز وتعليمه‬
‫‪۷۹‬‬
‫فصل في شروط الصلاة‬
‫‪1‬‬
‫الصفحة‬
‫الموضوع‬

‫‪۸۰‬‬ ‫الطهارة عن الحدث‬


‫‪۸۱‬‬ ‫شروط الوضوء والغسل‬
‫‪۹۵‬‬ ‫فروض الوضوء‬

‫‪۱۰۲‬‬
‫سنن الوضوء‬

‫‪۱۰۸‬‬ ‫فوائد السواك‬

‫‪۱۲۰‬‬ ‫اقتصار المتوضئ‬


‫‪۱۲۱‬‬
‫تتمة في أحكام التيمم‬
‫‪۱۲۸‬‬ ‫تتمة في حكم فاقد الطهورين‬
‫‪۱۲۹‬‬ ‫نواقض الوضوء‬

‫‪۱۳۲‬‬ ‫الفروق بين المس واللمس‬

‫‪۱۳۸‬‬
‫خاتمة في بيان ما يحرم بالحدث والجنابة والحيض والنفاس‬
‫‪١٤١‬‬ ‫فائدة في حكم حمل المحدث لـ «تفسير الجلالين‬
‫‪١٤٧‬‬ ‫موجبات الغسل‬

‫‪١٥٥‬‬ ‫مسألة المستحاضة‬

‫‪100‬‬ ‫فرض الغسل‬

‫‪17.‬‬ ‫سنن الغسل‬


‫‪١٦٧‬‬ ‫الطهارة عن النجس‬

‫‪۱۸۹‬‬ ‫كيفية غسل النجاسة‬


‫الغسالة‬
‫‪۱۹۳‬‬ ‫حكم‬
‫‪۱۹۸‬‬ ‫بيان ما يعفى عنه من النجاسة‬

‫‪۲۰۱‬‬ ‫حكم التعري عند النوم‬


‫‪٢٠٥‬‬
‫قاعدة مهمة في تعارض الأصل والغالب‬
‫‪۲۱۰‬‬ ‫تتمة في بيان أحكام الاستنجاء وآداب داخل الخلاء‬
‫‪2‬‬
‫الصفحة‬
‫الموضوع‬

‫‪٢١٦‬‬
‫فرع في معنى استقبال القبلة واستدبارها بالبول والغائط‬
‫‪۲۱۸‬‬
‫ستر العورة‬
‫‪۲۲۲‬‬
‫معرفة دخول الوقت‬
‫‪۲۲۳‬‬
‫مراتب القصد‬
‫‪٢٢٤‬‬
‫تعجيل وتأخير الصلاة‬
‫‪٢٢٥‬‬
‫حكم النوم بعد دخول وقت الصلاة‬
‫‪٢٢٦‬‬
‫الأوقات التي تكره الصلاة فيها تحريمًا‬
‫‪۲۲۸‬‬ ‫استقبال القبلة‬

‫‪۲۲۹‬‬ ‫أدلة القبلة الشرعية‬


‫‪٢٣٦‬‬
‫فصل في صفة الصلاة‬
‫‪٢٣٦‬‬ ‫أركان الصلاة‬

‫الاستحضار العرفي والقرن‬ ‫'‬


‫الاستحضار الحقيقي والقرن الحقيقي‬
‫‪٢٤١‬‬
‫العرفي‬
‫‪٢٤٢‬‬ ‫‪...‬‬
‫بيان الوسواس‬

‫‪۲۷۱‬‬
‫فائدة في بيان سكتات الصلاة‬
‫‪٣١٤‬‬
‫الذكر والدعاء عقب الصلاة‬
‫‪۳۲۰‬‬
‫الأفضلية المكانية لصلاة النفل‬
‫‪۳۲۱‬‬
‫سترة المصلي‬
‫‪۳۲۳‬‬
‫مكروهات الصلاة‬
‫‪۳۲۷‬‬
‫فصل في أبعاض الصلاة ومقتضي سجود السهو‬
‫‪٣٤٥‬‬
‫تتمة في حكم سجود التلاوة‬
‫‪٣٥٣‬‬
‫فصل في مبطلات الصلاة‬
‫‪٣٦٦‬‬
‫شروط النية‬

‫‪3‬‬
‫الصفحة‬
‫الموضوع‬

‫‪٣٦٧‬‬
‫قلب الفرض إلى نفل‬
‫‪٣٦٨‬‬
‫فصل في الأذان والإقامة‬
‫‪۳۸۲‬‬
‫فصل في صلاة النفل‬
‫‪۳۸۳‬‬
‫القسم الذي لا تسن له الجماعة‬
‫‪٣٨٤‬‬ ‫الرواتب التابعة للفرائض‬
‫‪٣٨٦‬‬ ‫صلاة الوتر‬

‫‪۳۹۲‬‬ ‫صلاة الضحى‬


‫‪٣٩٦‬‬ ‫صلاة تحية المسجد‬

‫‪۳۹۹‬‬
‫صلاة الاستخارة والإحرام والطواف والوضوء‬
‫‪٤٠٤‬‬ ‫صلاة الأوابين‬
‫‪٤٠٥‬‬
‫صلاة التسبيح‬
‫‪٤٠٧‬‬
‫القسم الذي تسن فيه الجماعة‬
‫‪٤٠٧‬‬ ‫صلاة العيدين‬

‫‪٤١٢‬‬ ‫صلاة الكسوفين‬


‫‪٤١٦‬‬ ‫صلاة الاستسقاء‬

‫‪٤١٩‬‬
‫صلاة التراويح‬
‫‪٤٢٣‬‬ ‫صلاة التهجد‬

‫‪٤٢٧‬‬
‫فائدة في بعض الصلوات البدعية‬
‫‪٤٢٨‬‬
‫تتمة في تعريف الطاعة والقربة والعبادة‬
‫‪٤٢٩‬‬
‫فصل في صلاة الجماعة‬
‫‪٤٤١‬‬ ‫إدراك الجماعة والجمعة والتحرم والركعة‬
‫‪٤٥٠‬‬ ‫شروط القدوة‬

‫‪٤٧٠‬‬
‫أعذار المتخلف عن الإمام‬
‫‪4‬‬
‫الصفحة‬
‫الموضوع‬

‫‪٤٧٨‬‬ ‫بطلان القدوة‬

‫‪٤٨٤‬‬
‫تتمة في بيان أعذار الجمعة والجماعة‬
‫‪٤٨٧‬‬
‫فصل في صلاة الجمعة‬
‫‪٤٩٩‬‬ ‫أركان الخطبة‬
‫‪٥٠٢‬‬
‫شروط الخطبة‬

‫‪010‬‬
‫سنن الجمعة‬
‫‪۵۱۰‬‬
‫حكم اللباس‬
‫‪٥٢٦‬‬
‫صيغة الصلاة على النبيﷺ‬
‫‪۵۳۰‬‬
‫أذكار الصباح والمساء وغيرها‬
‫‪٥٤١‬‬
‫محرمات في يوم الجمعة‬
‫‪٥٤٥‬‬ ‫مسألة الاستخلاف‬

‫‪٥٤٧‬‬
‫تتمة في كيفية صلاة المسافر من حيث القصر والجمع‬
‫‪٥٥٧‬‬
‫فرع في جواز الجمع بالمرض‬
‫مطلقًا‬
‫‪٥٥٩‬‬
‫جواز جمع التقديم‬
‫‪٥٥٩‬‬
‫خاتمة في حكم العمل بغير تقليد‬
‫‪٥٦١‬‬
‫فصل في صلاة الميت‬
‫‪٥٦٢‬‬
‫غسل الميت‬
‫‪٥٦٧‬‬
‫تكفين الميت‬
‫‪OV1‬‬
‫دفن الميت‬
‫‪OVV‬‬ ‫أركان الصلاة على الميت‬
‫‪٥٨٤‬‬
‫شروط الصلاة على الميت‬
‫‪٥٨٦‬‬
‫الصلاة على الميت الغائب‬
‫‪۵۸۸‬‬
‫الأحكام المتعلقة بالشهيد‬

‫‪5‬‬
‫الصفحة‬
‫الموضوع‬

‫‪۵۹۰‬‬
‫تلقين المحتضر وغيره‬
‫‪۵۹۵‬‬ ‫زيارة القبور‬

‫‪٥٩٦‬‬
‫فائدة في العبد الشكور والعبد الشاكر‬

‫‪6‬‬

You might also like