Professional Documents
Culture Documents
714170090 حقوق الملزم في المسطرة الضريبية
714170090 حقوق الملزم في المسطرة الضريبية
الفوج الثالث
الفوج الثالث
2017ـ2018
مقدمة
تشكل الضريبة إحدى الموارد األساسية التي يعتمد عليها االقتصاد المغربي فمن خاللها يتم
تغطية التكاليف واألعباء العامة وذلك عن طريق اقتطاع جزء من ثروة األفراد وفقا للمقدرة
التكليفية ،لذلك تم تعريف الضريبية من طرف األستاذين MEHLو " BELTRAMEبأنها أداء
نقدي يط لب من األشخاص الطبيعيين أو المعنويين من القانون الخاص أو القانون العام
حسب قدراتهم التكليفية عن طريق السلطة بصفة نهائية وبدون مقابل محدد بهدف تغطية
التحمالت العامة أو أهداف تدخل السلطة العامة " .
فمفهوم الضريبة عرف تطورا على مر التاريخ بحيث لم يعد االقتطاع الجبائي مقرونا
بالحصول على السلم واألمان فقد أصبحت هذه األمور من الوظائف المفروغة للدولة
الحديثة لتتطور تدخالت الجباية لتغطية جميع الوظائف االقتصادية واالجتماعية هذا ما أدى
إلى توسع نفقات الدولة مقابل توسع هامش االقتطاع النقدي الذي يجبى من األفراد فظهرت
ب ذلك ضرائب جديدة ومتنوعة كمثال الضريبة على القيمة المضافة ،كما تنوعت األسس
التي تفرض عليها الضريبة في إطار تنوع المداخيل لدى الشخص الواحد هذا ما أدى إلى
تعقد المساطر وظهور العديد من حاالت المنازعة أثناء جباية الضريبة من طرف اإلدارة
الضريبية .
وقد عمل التش ريع المغربي على المحاولة بما كان في إقرار جميع الضمانات التي من شأنها
صيانة حق الخاضع للضريبة ولعل من أهم هذه الضمانات هي اإلقرار بمشروعية الضريبة
سواء من خالل حصر مجال التضريب في اختصاص القانون أو البرلمان وذلك طبقا لما
نص عليه الفصل 39من الدستور :
" عل ى الجميع أن يتحمل ،كل على قدر استطاعته ،التكاليف العمومية ،التي للقانون وحده
إحداثها وتوزيعها ،وفق اإلجراءات المنصوص عليها في هذا الدستور " .
أو من خالل ضرورة تقيد اإلدارة الضريبية بمجموع القواعد القانونية المفروضة في هذا
المجال في ضل خضوعها لرقابة القضاء اإلداري كضامن أساسي لحقوق الملزمين في
إطار خلق نوع من التوازن بين حقوق وحريات األفراد الخاضعين للضريبة .
ولعل من أهم الحقوق والضمانات التي كرسها المشرع الضريبي للملزم هو إحكامه بسياج
من اإلجراءات والقواعد المسطرية تبتدئ منذ مرحلة اإلقرار مرورا بالمراقبة نهاية بعملية
الفرض الضريبي .
الى أي حد عمل المشرع و القضاء على حد سواء في توفير الضمانات االساسية من أجل
حماية حقوق الخاضع للضريبة في المسطرة الضريبية ؟
1
لإلجابة على هذه اإلشكالية الرئيسة سنحاول التطرق لمجموعة من األسئلة الفرعية المتمثلة
في :
• ما هي حقوق الملزم خالل مسطرة إيداع اإلقرار الضريبي واإلشعار بفحص
المحاسبة ؟
• ما الضمانات التي يتمتع بها الملزم أثناء مسطرة التصحيح الضريبي ؟
• وما هي الحقوق التي يتمتع بها الملزم أثناء سلوكه لمسطرة المنازعة ؟
2
المطلب األول مسطرة إيداع اإلقرار الضريبي واإلشعار بفحص المحاسبة:
كما نعلم فإن النظام الضريبي المغربي هو نظام إقراري بامتياز بحيث يعمد الملزم بصفة
تلقائية إلى تقديم إقرار لإلدارة الضريبية برقم األعمال الذي حققه وكذا طبيعة العمليات التي
أنجزها ،وبناء عليه يقوم الملزم بصفة اختيارية بفرض سعر الضريبة الذي يالءم أرباحه
ويدفعه بصفة تلقائية إلى اإلدارة الضريبية .
إلى أنه في بعض األحيان قد يمتنع الملزم عن تقديم إقراره لإلدارة الضريبية ودفع ما في
ذمته من ديون مما يعمد من خالله مفتش الضرائب إلى دعوته لتقديم إقراره الضريبي
واللجوء إن اقتضى الحال لمسطرة فحص المحاسبة للتأكد من مدى واقعية البيانات الواردة
في سجالت المحاسبة .
عليه سنحاول التطرق في ( الفرع األول ) لحقوق الملزم في مسطرة اإلقرار الضريبي ،
بينما نتطرق في ( الفرع الثاني ) لحقوق الملزم أثناء عملية فحص المحاسبة .
الفرع األول حقوق الملزم في مسطرة اإلقرار الضريبي:
كما سبق القول فإن النظام الضريبي المغربي هو نظام إقراري هذا ما يحتم على الملزم أن
يقوم بصفة تلقائية بإيداع إقراراه الضريبي لدى اإلدارة الضريبية وفق آجال محددة في
المدونة العامة للضرائب بحسب الضريبة التي يخضع لها الملزم ورقم األعمال الذي يحققه
،فمثال _ إذا ما أخذنا الضريبة على القيمة المضافة نجد أن الخاضع لهذه
الضريبية يكون ملزما بأن يقدم إقراره بشكل شهري لإلدارة الضريبية وذلك إن كان رقم
أعماله المحقق خالل السنة المنصرمة يساوي أو يفوق مليون درهم ( ، ) 1.000.000أما
إذا كان رقم أعماله يقل عن المبلغ المذكور في هذه الحالة يكون مخيرا بين اإلقرار بشكل
1
شهري وبين اإلقرار الربع السنوي_ .
اإلشكال الذي يطرح هنا ،هو عندما ال يعمد الملزم إلى تقديم إقراره بصفة تلقائية أو أنه قدم
إقرار ناقص في هذه الحالة ،ماهي الحقوق التي يتمتع بها اتجاه اإلدارة الضريبية ؟ .
قد يتبادر إلى ذهن المطلع ألول مرة على حيثيات النظام الضريبي على أنه في حالة عدم
إيداع اإلقرار من طرف الملزم بالضريبة في األوقات المحددة قانونا ،في هذه الحالة تعمد
اإلدارة بصفة تلقائية إلى تقدير الضريبة التي يجب أداؤها من طرف الملزم وفرضها عليه ،
- 1المادة 108من المدونة العامة للضرائب وفق تعديالت قانون مالية سنة . 2018
3
إلى أن المشرع الضريبي وإعماال بحس نية الملزم وتمكينه من الوقت الالزم لتدارك عدم
إقراره فقد مكنه من مجموعة من الضمانات .
حيث أنه بالرجوع إلى المادة 228من المدونة العامة للضرائب نجدها قد ألزمت اإلدارة
2
الضريبية بض رورة توجيه رسالة إلى الملزم وفق مجموعة من اإلجراءات :
يجب أن يتم تبليغ الرسالة المذكورة إلى الملزم وذلك للعنوان الذي سبق أن أدلى به •
في إقراراته أو عقوده أو مراسالته المدلى بها إلى مفتش الضرائب التابع له مكان
فرض الضريبة إما برسالة مضمونة الوصول مع إشعار بالتسلم أو بالتسليم إليه
بواسطة المأمورين المحلفين التابعين إلدارة الضرائب أو أعوان كتابة الضبط أو
األعوان القضائيين أو بالطريقة اإلدارية .
يجب أن يقوم العون المبلغ بتقديم الوثيقة المراد تبليغها إلى المعني باألمر في ظرف •
مغلق .
يثبت التسليم بشهادة تحرر في نسختين بمطبوع تقدمه اإلدارة وتسلم نسخة من هذه •
الشهادة إلى المعني باألمر .
يجب أن تتضمن شهادة التسليم البيانات التالية : •
-اسم العون المبلغ وصفته ؛
-تاريخ التبليغ ؛
-الشخص المسلمة إليه الوثيقة وتوقيعه ،وإذا لم يستطع أو لم يرد الشخص الذي
تسلم التبليغ التوقيع ،وجب على العون الذي قام بالتسليم أن يشير فيها إلى ذلك ،
وفي جميع الحاالت يوقع العون المذكور الشهادة ويوجهها إلى مفتش الضرائب
المعني باألمر .
إذا تعذر القيام بالتسليم المذكور نظرا لعدم العثور على الخاضع للضريبة أو الشخص النائب
عنه ،وجبت اإلشارة إلى ذلك في الشهادة التي توقع من طرف العون وترجع إلى مفتش
الضرائب المعني باألمر ،بذلك تكون هذه اإلجراءات ضمانات تحمي الملزم في حالة عدم
توصله بالرسالة التبليغية أو في حالة وجود عائق منعه من تسلم الرسالة التبليغية ،في هذا
الصدد نستحضر قرار لمحكمة النقض جاء فيه :
" حيث يعيب المستأنف الحكم المستأنف بمجانبته للصواب ،ذلك أنه إذا كان موروث
المستأنف عليهم قد توفي بتاريخ 1999 / 8 / 28وأن المحل التجاري بيع بتاريخ / 6 / 2
2000فإن أعوان اإلدارة لم يالحظوا حالة التوقف عن ممارسة النشاط المهني خالل الفترة
موضوع النزاع وتم فرض الضريبة العامة على الدخل تلقائيا طبقا لمقتضيات المادة 103
- 2هذه اإلجراءات جاءت واردة في المادة 219من المدونة العامة للضرائب وفق تعديالت قانون مالية سنة . 2018
4
من القانون المتعلق بالضريبة المذكورة لعدم إدالء المستأنف عليهم لإلدارة بنسخة من عقد
البيع أو التشطيب على مورثوهم من السجل التجاري والتمس إلغاء الحكم المستأنف وعند
البت من جديد الحكم برفض طلبات المستأنف عليهم وتحميلهم الصائر.
لكن حيث أنه مما ال نزاع فيه أن المرحوم عبد الحق العمراني الجوطي الحسني توفي
بتاريخ 1999 / 8 / 28وأن المحل الذي كان يمارس فيه نشاطه التجاري فقد تم بيعه
بتاريخ 2000 / 6 / 2من جهة ،ومن جهة أخرى فقد رجعت المراسالت التي كانت
تطالبه اإلدارة فيها باإلدالء باإلقرار الضريبي تحمل عبارة (( متوفى )) ومع ذلك تم فرض
الضرائب المتنازع بشأنها باسمه في حين انه كان على اإلدارة أن تمارس المسطرة في
3
مواجهة خلفه مما يكون معه ما أثير بدون أساس والحكم المستأنف صائبا وواجب التأييد ".
وفي حالة إذا مرت األمور على ما يرام وتوصل الملزم برسالته التبليغية التي تدعوه إلى
إيداع إقراره الضريبي ،في هذه الحالة تكون له مهملة ثالثين ( )30يوما موالية لتاريخ
تسلمه بالرسالة المذكورة إليداع إقراره أو تتميمه ،وإذا لم يقم بذلك أخبرته اإلدارة في
رسالة تبليغية ثانية وفق اإلجراءات التي أشرت لها فيما سبق باألسس التي قدرتها والتي
على أساسها ستفرض عليه تلقائيا الضريبة خالل الثالثين ( ) 30يوما الموالية لتاريخ
تبليغه بالرسالة المذكورة .
ويصدر بعد ذلك األمر بتحصيل الضريبة المفروضة بشكل تلقائي من طرف مفتش
الضرائب وكذا الزيادات والغرامات والذعائر المتعلقة بها في جداول أو قوائم منتجات أو
أوامر باالستخالص .
بذلك يعتبر إنذار الملزم من خالل الرسالة التبليغية األولى والثانية بإيداع إقراره الضريبي
أو إتمامه شرطا ضروريا ال بد لإلدارة الضريبية أن تلتزم به قبل سلوك مسطرة الفرض
التلقائي وإال اعتبر األمر بالتحصيل أمرا باطال ال أساس له .
وفي هذا الصدد نستحضر قرار لمحكمة النقض جاء فيه :
" لكن حيث إن عدم التبليغ القانوني باإلنذارين المنصوص عليها في مسطرة الفرض
التلقائي للضريبة المتعلقين بالدعوى إلى تقديم اإلقرار أو إتمامه ،واإلخبار باألساس المنوي
اعتماده في فرض الضريبة يرتبان أثر بطالن مسطرة فرض الضريبة ،يستوي في ذلك أن
تكون اإلدارة قد قامت بهما على وجه سيء حينما ال تبلغهما بشكل قانوني للملزم ،أو
اكتفت بتبليغ أحدهما فقط ،أو لم تباشر أي منهما ،وأن محكمة االستئناف لما تبت لها من
- 3قرار محكمة النقض عدد 198 :المؤرخ في 2008 / 3 / 5 :الملف عدد 9 / 11 / 561 :و ، 9 / 11 / 588منشور في كتاب المساطر
الضريبية بين فقه اإلدارة الضريبية والعمل القضائي المغربي ( رصد ألكثر من 300قرار قضائي ) لمؤلفه عمر أزوكار ،مطبعة النجاح الجديدة
الدار البيضاء ،طبعة 2016 :م ،ص . 12 :
5
وثائق الملف أن تبليغ الرسالة التصحيحية األولى المتضمنة لألساس الجديد لفرض الضريبة
للملزم رجعت (( بمالحظة )) أنه تعذر تسليم التبليغ لكون المعني باألمر ال يقطن بالعنوان
بصفة دائمة ومستمرة حسب شهادة حارس العمارة (( واعتبرت أن ذلك ال يشكل تبليغا
صحيحا وفق ما نصت عليه مقتضيات المادة 112مكررة من القانون رقم 89 /17المتعلق
بالضريبة العامة على الدخل ( األرباح العقارية ) ،وأن مسطرة التصحيح الضريبي قد
تمت تبعا لذلك بشكل مخالف للمقتضيات القانونية الواردة بالمادة المذكورة ،وبالتالي أيدت
الحكم االبتدائي القاضي بإلغاء الضريبة موضوع المنازعة ،تكون قد بنت قضائها على
أساس سليم من القانون ،ولم تخرق المقتضيات القانونية المحتج بها في شيء وما بالوسيلة
4
على غير أساس ".
بذلك تكون كل هذه اإلجراءات واآلجال ضمانات وحقوق أقرها المشرع للملزم يتمتع بها
وإن لم يقدم إقراره بصورة تلقائية كما هو محدد قانونا ،بل األكثر من ذلك وحتى إن لم
يستجب الملزم لتبليغ اإلدارة الضريبية سواء األول أو الثاني الذي تدعوه من خالله لتقديم
إقراره أو تتميمه وإقدامها بعد ذلك للفرض الضريبة عليه بصورة تلقائية فيبقى له حق
المنازعة في مبلغ الضريبة المفروضة عليه .
الفرع الثاني حقوق الملزم في مسطرة فحص المحاسبة:
على الرغم من أن المبدأ الذي يقوم عليه اإلقرار الضريبي يفترض حسن نية الملزم
وصدقي ه البيانات الواردة في اإلقرار الضريبي ،إال أنه وفي إطار الرقابة البعدية فيكون
من حق اإلدارة الضريبية إجراء فحص للوثائق المحاسبية للخاضع للضريبة وذلك رغبة
منها في التأكد من صحة وصدقية اإلقرار الذي تقدم به الملزم .
ولما للوثائق المحاسبية من دور مهم في إعطاء صورة حقيقية عن وضعية الملزم المالية
ورقم معامالته وطبيعة العمليات المنجزة بصورة فعلية ،فقد ألزم التشريع المغربي
بضرورة مسك المحاسبة حيث نصت الفقرة األولى من المادة 145من المدونة العامة
للضرائب على أنه " :يجب على الخاضعين للضريبة مسك محاسبة طبقا للنصوص
التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل ،بشكل يتيح لإلدارة أن تقوم بالمراقبة المنصوص
عليها في المدونة " .
األكثر من ذلك فقد أشارت المادة 211من المدونة على أنه يجب على الخاضعين للضريبة
أن يحتفظوا طوال عشر ( ) 10سنوات في المكان المفروضة فيه الضريبة عليهم بنسخ
- 4قرار محكمة النقض عدد 355 :المؤرخ في 2013 / 4 / 4 :ملف إداري عدد 1 / 4 / 79 :م ، ، 2011منشور في كتاب المساطر
الضريبية بين فقه اإلدارة الضريبية والعمل القضائي المغربي ( رصد ألكثر من 300قرار قضائي ) لمؤلفه عمر أزوكار ،مطبعة النجاح الجديدة
الدار البيضاء ،طبعة 2016 :م ،ص . 14 :
6
فاتورات البيع أو بطاقات الصندوق واألوراق المثبتة للمصروفات واالستثمارات وكذا
الوثائق المحاسبية الالزمة لمراقبة الضرائب والسيما السجالت المقيدة فيها العمليات
والسجل الكبير وسجل الجرد والجرود المفصلة والسجل اليومي وجذاذات الزبناء
والموردين وكل وثيقة أخرى من شأنها أن تسهل عمل مأموري إدارة الضرائب في القيام
بفحص المحاسبة وإجراء عمليات المراقبة .
في مقابل كل ما سبق يتمتع الملزم بمجموعة من الضمانات والحقوق التي تجعله في مركز
قانوني محمي من بطش اإلدارة الضريبية وتعسف مفتشيها وكذلك تعزز من راحة الخاضع
للضريبة وتطمئنه بكون أن عملية الفحص ال تغدو عن كونها مسطرة إدارية محضة ال
يستفاد منها التشكيك في نيته ونزاهته الضريبية .
لذلك يقع على اإلدارة الضريبية في حالة ما أرادت القيام بعملية فحص المحاسبة تفاديا
للمباغثة وحتى تترك للملزم حيز زمني إلعداد كافة الوثائق المحاسبية وتهيئة دفاعه إلجراء
عملية الفحص بكل أريحية أن تقوم بإشعار الملزم خمسة عشر ( ) 15يوما على األقل قبل
القيام بعملية الفحص وإال كانت عملية الفحص هاته غير مرتكزة على أساس قانوني مما
يشكل معه انتهاكا لحق الملزم في منحه مهلة معقولة قبل إجراء عملية الفحص ،وتجدر
اإلشارة على أن المشرع قد حدد الحد األدنى للقيام بعملية الفحص في خمسة ( ) 15عشر
يوما دون أن يحدد أجال أقصى أي أن اإلدارة الضريبية بعد إشعار الملزم بعملية الفحص
ومرور خمسة ( ) 15عشر يوما على هذا اإلشعار وإن لم تقم بعملية الفحص في اليوم
السادس ( ) 16عش ر وقامت به في يوم آخر فإن المسطرة في هذه الحالة تكون صحيحة
5
وال بطالن فيها .
ونستحضر هنا قرار لمحكمة النقض جاء فيه :
" حيث صح ما عابت به مديرية الضرائب القرار المطعون فيه ،ذلك أن المشرع نص
صراحة في المادة المحتج بها على أنه (( إذا قررت اإلدارة القيام بفحص محاسبة ،وجب
توجيه إشعار بذلك إلى الشركة وفق اإلجراءات المنصوص عليها في المادة 50بعده قبل
التاريخ المحدد للشروع في عملية الفحص بخمسة ( ) 15عشر يوما على األقل )) فالحد
األدنى الذي يجب أن يفصل بين تاريخ تبليغ عزم اإلدارة على فحص المحاسبة وتاريخ
الشروع في عملية الفحص ال يمكن أن يقل عن خمسة ( ) 15عشر يوما وأما الحد األقصى
فهو غير محدد ولم يرتب المشرع بطالن مسطرة الفحص على عدم الشروع في الفحص
في اليوم السادس ( ) 16عشر والشركة المطلوبة لم تعترض على قيام المفتش بالمراقبة
- 5المادة 212من المدونة العامة للضرائب وفق تعديالت قانون مالية . 2018
7
وسهلت له مأموريته وقدمت له الوثائق المحاسبية ومحكمة االستئناف التي قضت بغير ذلك
6
تكون قد أولت نص المادة المحتج بها تأويال خاطئا ولم تجعل لقضائها أي أساس ".
إلى جانب آجل اإلشعار الذي يجب أن تحترمه اإلدارة الضريبية قبل القيام بفحص المحاسبة
فيجب أن يتضمن هذا اإلشعار مجموعة من البيانات منها فترة الفحص ،الضرائب والرسوم
المعنية آو البنود والعمليات المشمولة بالمراقبة ،كما يجب أن يكون بشكل إلزامي اإلشعار
بالفحص مرف قا بميثاق الخاضع للضريبة الذي من شأنه أن يبين للملزم الحقوق التي يتمتع
7
بها والواجبات التي تقع عليه في مجال المراقبة الجبائية .
و عند بداية عملية الفحص يكونون أعوان إدارة الضرائب ملزمين بتحرير محضر يوقعه
المأمور المكلف بعملية الفحص والملزم تسلم نسخة منه لهذا األخير ،وللملزم طيلة فترة
فحص المحاسبة االستعانة بخبير أو مستشار يختاره ،كما أن القانون أعطى للوثائق
المحاسبية التي يحوزها الملزم حصانة وحماية تطالها درءا ألي تلف أو ضياع بحيث ألزم
مفتشي أو محققي إدارة الضرائب بضرورة القيام بعملية فحص الوثائق المحاسبية والتأكد
من صحة األرقام واألصول المدرجة فيها داخل محل اإلقامة االعتيادي أو المقر االجتماعي
أو المؤسسة الرئيسية للخاضعين للضريبة ،األكثر من ذلك فإن المشرع الضريبي لم يترك
مهلة الفحص من طرف مأموري إدارة الضرائب مفتوحة وإنما قيدها بآجال محددة بحيث
حصرها في مدة ثالثة ( ) 3أشهر بالنسبة للمنشآت التي يعادل أو يقل رقم معامالتها عن
خمسين ( ) 50مليون درهم ،و ستة ( )6أشهر بالنسبة للمنشآت التي يفوق رقم معامالتها
خمسين ( ) 50مليون درهم .وتجدر اإلشارة على أنه يخصم من مدة الفحص هاته كل
توقف ناتج عن تطبيق مسطرة فرض الضريبة بصورة تلقائية إثر امتناع الملزم عن تقديم
8
الوثائق المحاسبية.
وفي هذا الصدد نستحضر حكم المحكمة اإلدارية بالرباط الذي جاء فيه :
" وحيث أنه يتبين من وثائق الملف وخاصة رسالتي المدعي المشار إليهما في قرار اللجنة
الوطنية والمؤرختين في 15مارس 1999و 20أبريل 1999بأن عملية فحص المحاسبة
قد توقفت من 15مارس إلى 2ماي 1999أي 48يوما وأن هذه المدة يجب أن تخصم من
- 6قرار محكمة النقض عدد ، 1022 :المؤرخ في ، 2012 / 12 / 13ملف إداري عدد ، ، 2010 / 1 / 4 / 1375 :منشور في كتاب
المساطر الضريبية بين فقه اإلدارة الضريبية والعمل القضائي المغربي ( رصد ألكثر من 300قرار قضائي ) لمؤلفه عمر أزوكار ،مطبعة
النجاح الجديدة الدار البيضاء ،طبعة 2016 :م ،ص . 43 :
- 7المادة 212من المدونة العامة للضرائب وفق تعديالت قانون المالية لسنة . 2018
- 8المرجع نفسه .
8
المدة المحددة قانونا في ستة ( ) 6أشهر األمر الذي يكون معه الدفع المثار بهذا الشأن غير
9
جدير باالعتبار ".
إضافة إلى حصر عملية الفحص في آجال محددة طبقا للمادة 212من المدونة العامة
للضرائب فإنه يتعين على مفتش إدارة الضرائب أن يشعر الخاضع للضريبة بتاريخ انتهاء
عمليات الفحص حتى يعتد به فيما قبل في حالة ما إذا كانت هناك منازعة .
وبذلك تكون كل هذه اإلجراءات ضمانات وحقوق يتمتع بها الملزم اتجاه اإلدارة الضريبية
تجعله في مركز قانوني محمي من أي تعسف أو انتهاك يطاله من طرف مفتشي أو
مأموري إدارة الضرائب ،ويترتب عن إخالل أي إجراء من هذه اإلجراءات بطالن
مسطرة فحص المحاسبة .
المطلب الثاني مسطرة التصحيح الضريبي:
بعد تصريح الملزم برقم أعماله وقيمة األرباح المحققة خالل مدة الفرض الضريبي التي
يخضع لها ،وإن اقتضى الحال قيام اإلدارة الضريبية باللجوء إلى مسطرة الفحص
الضريبي للتأكد من بعض المعطيات المحاسبية وفي حالة ظهور أرقام محاسبية جديدة أو
معطيات من شأنها أن تغير من أساس الضريبية الذي كان مقترح من طرف الملزم ،ففي
هذه الحالة ال يمكن لإلدارة الضريبية أن تغير من أساس الضريبة المقترحة من طرف
الملزم إال بناء على مسطرة التصحيح الضريبي .
وقد ميز المشرع الضريبي بين المسطرة العادية للتصحيح ( الفرع األول ) التي تتعلق
بتصحيح األساس المفروضة عليه الضريبة خصوصا الضرائب الكبرى الثالث وما تتضمنه
هذه المسطرة من إجراءات تتسم بالتدرج والبطء في تصحيح أساس الضريبة بناء على
تشاور وتحاور مع الملزم ،وبين المسطرة السريعة للتصحيح ( الفرع الثاني ) التي يتم
اللجوء إليها في حاالت محددة قانونا والتي نوعا ما تتميز بنوع من المرونة خصوصا على
مستوى األمر بتحصيل ما في ذمة الملزم من ديون .
الفرع األول حقوق الملزم في مسطرة التصحيح العادية:
قد ألزم المشرع الضريبي مسطرة التصحيح بمجموعة من اإلجراءات التي تعتبر ضمانات
وحقوق يستفيد منها الملزم تعزيزا لحقه في المواجهة والدفاع عن األساس الجديد للضريبة
المراد فرضها في إطار مسطرة التصحيح العادية ،كما أن القضاء هو اآلخر عزز هذه
- 9حكم المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء بتاريخ ، 2010 / 10 / 18 :ملف رقم ، ، 2007 / 152 :منشور في كتاب المساطر الضريبية بين فقه
اإلدارة الضريبية والعمل القضائي المغربي ( رصد ألكثر من 300قرار قضائي ) لمؤلفه عمر أزوكار ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،
طبعة 2016 :م ،ص . 51 :
9
اإلجراءات التي تعتبر ضمانة تقي الملزم من أي تعسف أو تطاول يطاله من طرف اإلدارة
الضريبية .
لذلك سنعمد إلى دراسة هذه اإلجراءات من خالل التأسيس القانوني لها على ضوء المدونة
العامة للضرائب ،وما ذهب إليه االجتهاد القضائي من تكريس لهذه الضمانات اإلجرائية .
بعد انتهاء المراقبة الضريبية وخالل الثالثة ( ) 3األشهر التي تليها في حالة ما ارتأت
اإلدارة الضريبية اللجوء إلى مسطرة التصحيح العادية وذلك إثر وجود اختالالت وأخطاء
في المعطيات والبيانات التي أقر بها الملزم في تصريحه الضريبي فيمكن للمفتش في إطار
مسطرة ا لتصحيح العادية أن يدعو لتصحيح أسس فرض الضريبة ،أو المبالغ المحجوزة
برسم الدخول المتكونة من األجور ،أو األثمان أو التصاريح التقديرية المعبر عنها في
العقود واالتفاقات .
ويتم تبليغ الملزم المعني بمسطرة التصحيح من طرف المفتش الضريبي وفق اإلجراءات
المعمول بها أثناء تبليغ الملزم إليداع أو إتمام إقراره الضريبي بحيث :
يجب أن يتم إشعار الملزم بمسطرة التصحيح العادية وذلك للعنوان الذي سبق أن •
أدلى به في إقراراته أو عقوده أو مراسالته المدلى بها إلى مفتش الضرائب التابع له
مكان فرض الضريبة إما برسالة مضمونة الوصول مع إشعار بالتسلم أو بالتسليم
إليه بواسطة المأمورين المحلفين التابعين إلدارة الضرائب أو أعوان كتابة الضبط أو
األعوان القضائيين أو بالطريقة اإلدارية .
يجب أن يقوم العون المبلغ بتقديم الوثيقة المراد تبليغها إلى المعني باألمر في ظرف •
مغلق .
يثبت التسليم بشهادة تحرر في نسختين بمطبوع تقدمه اإلدارة وتسلم نسخة من هذه •
الشهادة إلى المعني باألمر .
يجب أن تتضمن شهادة التسليم البيانات التالية : •
-اسم العون المبلغ وصفته ؛
-تاريخ التبليغ ؛
-الشخص المسلمة إليه الوثيقة وتوقيعه ،وإذا لم يستطع أو لم يرد الشخص الذي
تسلم التبليغ التوقيع ،وجب على العون الذي قام بالتسليم أن يشير فيها إلى ذلك
وفي جميع الحاالت يوقع العون المذكور الشهادة ويوجهها إلى مفتش الضرائب
المعني باألمر .
10
إذا تعذر القيام بالتسليم المذكور نظرا لعدم العثور على الخاضع للضريبة أو الشخص النائب
عنه ،وجبت اإلشارة إلى ذلك في الشهادة التي توقع من طرف العون وترجع إلى مفتش
10
الضرائب المعني باألمر .
ويجب اإلشارة في هذا اإلشعار ألسباب التصحيح المزمع القيام به وطبيعته وتفاصيل مبلغه
فيما يخص الضريبة على الدخل والضريبة على الشركات والضريبة على القيمة المضافة ،
األساس الجديد الواجب اعتماده وعاء لتصفية واجبات التسجيل وكذا مبلغ الواجبات التكميلية
الناتجة عن األساس المذكور ،حق الملزم في الرد داخل أجل ثالثين ( ) 30يوما الموالية
11
لتاريخ تسلمه باإلشعار .
كل هذه البيانات تكون إلزامية تح ت طائلة بطالن المسطرة وذلك لما لها من مساس بحق
الملزم في الدفاع عن نفسه عن طريق معرفة األساس الجديد الواجب اعتماده من طرف
اإلدارة الضريبية وإمكانية مناقشته بما يتوفر عليه من حجج وبيانات األكثر من ذلك فقد
ذهب االجتهاد القضائي إلى اعتبارها من اإلجراءات الجوهرية اآلمرة .
وفي هذا الصدد نستحضر قرار لمحكمة النقض جاء فيه :
" لكن حيث إذا كان من حق اإلدارة الجبائية القيام بمراجعة الضريبة العامة على الدخل (
األرباح العقارية ) في مواجهة الملزم متى توافر لها من الدالئل ما يوجب ذلك ،فإن عملية
التصحيح رهينة بإشعار المل زم وفقا لإلجراءات القانونية باألساس الجديد المصحح وكذا
أسباب ومبلغ التصحيح ...وعدم احترام هذه المسطرة يجعل عملية المراجعة الغية ،
لتعلقها بحق الدفاع في تمكين الملزم من مناقشة أساس تصحيح الضريبة قبل فرض
12
التصحيح عليه ،وباعتبارها إجراءات جوهرية آمرة "...
و بناء على رسالة التبليغ األولى التي توصل بها الملزم ولما تتضمنه من بيانات يكون ملزما
باإلدالء بمالحظاته خالل الثالثين ( ) 30يوما التالية لتاريخ تسلمه برسالة التبليغ ،وهذا
الرد يكون ضمانة بيد الملزم إلبداء مالحظاته حول األساس الجديد الذي فرضته اإلدارة
الضر يبية حيث يكون له حق قبول مبلغ التصحيح الضريبي أو المنازعة فيه بما يملكه من
حجج وبراهين ،أما إذا لم يقم الملزم بالرد داخل األجل المذكور فإنه يتم التحصيل على
األساس الضريبي المصحح من طرف اإلدارة الضريبية دون اللجوء إلى الرسالة التبليغية
الثانية ،13وتجدر اإل شارة على أن عبئ إثبات توجيه الرد من طرف الملزم على الرسالة
- 10المادة 219من المدونة العامة للضرائب وفق تعديالت قانون مالية سنة . 2018
- 11المادة 220من المدونة العامة للضرائب وفق تعديالت قانون مالية سنة . 2018
- 12قرار محكمة النقض ،عدد ، 432 :المؤرخ في 2013 / 5/ 2 :ملف إداري عدد ، 2011 / 1 / 4 / 1597 :منشور في كتاب المساطر
الضريبية بين فقه اإلدارة الضريبية والعمل القضائي المغربي ( رصد ألكثر من 300قرار قضائي ) لمؤلفه عمر أزوكار ،مطبعة النجاح الجديدة
الدار البيضاء ،طبعة 2016 :م ،ص . 67 :
- 13المادة 220من المدونة العامة للضرائب وفق تعديالت قانون مالية سنة . 2018
11
التبليغية يقع عليه وهذا ما ذهب إليه االجتهاد القضائي ،جيث جاء في قرار لمحكمة
النقض:
" حيث يعيب الطاعن القرار المطعون فيه بعدم الجواب على دفوع مثارة وخرق المادة
107من القانون رقم 617 – 89ذلك أن محكمة االستئناف اعتبرت بأن اإلدارة لم تدل بما
يفيد بأن مضمن اإلشعار البريدي المرفق بالمقال االفتتاحي للمطلوب في النقض ال يتعلق
بالجواب على رسالة التصحيح األولى وأنها لم تدل بما يفيد توجيهها الرسالة الثانية قبل
اللجوء إلى الفرض التلقائي للضريبة ،فدفعت اإلدارة بأن الذي يقع عليه عبئ إثبات توصل
اإلدارة بالجواب على الرسالة األولى هو المدعى وأنها ليست ملزمة بتوجيه رسالة ثانية
طبقا لمقتضيات المادة 107من القانون المشار إليه أعاله فلم تجب محكمة االستئناف على
هذا الدفع وخرقت مقتضيات قانونية واضحة وهي المتعلقة بفرض الضريبة تلقائيا عند عدم
الجواب على الرسالة األولى .
حيث صح ما عاب به مدير الضرائب القرار المطعون فيه ،ذلك أن محكمة االستئناف
بعدما تبين لها بأن المطلوب في النقض التوصل برسالة التصحيح الضريبي األولى وادعائه
بأنه أجاب عنها ،كان عليها باإلدالء بالدليل على الجواب وتوصل اإلدارة ولما قضت بغير
ذلك تكون قد قلبت عبئ اإلثبات ومن جهة ثانية فإن المادة 107من القانون ( 17 – 89
حاليا المادة 220من المدونة العامة للضرائب ) ال تلزم اإلدارة بتوجيه رسالة ثانية في حالة
عدم توصلها بجواب الملزم على الرسالة األولى وإنما يجوز لها فرض الضريبة بكيفية
تلقائية اعتمادا على األسس المبنية في الرسالة األولى ومحكمة االستئناف عندما قضت بغير
14
ذلك تكون قد أساءت تطبيق المقتضيات المذكورة وعرضت قرارها للنقض "
-2الرسالة التبليغية الثانية:
في حالة ما أبدى الملزم مالحظاته بشأن الرسالة التبليغية األولى وكان جوابه برفض ما بنت
عليه اإلدارة من أساس لتصحيح الضريبة ،فنكون أمام أمرين :
أمر أول قبول المفتش الضريبي لجواب الملزم برفض ما اقترحه من تصحيح ألساس
الضريبة المفروضة وذلك إثر اقتناعه بما أبداه من مالحظات وحجج وهنا تنتهي المسطرة
ويتم فرض الضريبة بناء على األساس األول الذي اقترحه الملزم .
أمر ثاني عدم اقتناعه وتبين له بأن ما أبداه الملزم من مالحظات ال يستند إلى أي أساس
صحيح فيكون في هذه الحالة ملزما خالل الستين ( ) 60يوما الموالية من تاريخ تسلمه لرد
- 14قرار محكمة النقض عدد 824 :المؤرخ في ، 2011 / 11 / 10 :ملف إداري عدد ، 2010 / 1 / 4 / 921 :منشور في كتاب المساطر
الضريبية بين فقه اإلدارة الضريبية والعمل القضائي المغربي ( رصد ألكثر من 300قرار قضائي ) لمؤلفه عمر أزوكار ،مطبعة النجاح الجديدة
الدار البيضاء ،طبعة 2016 :م ،ص . 73 :
12
الملزم على الرسالة التبليغية األولى ،ويجب على المفتش الضريبي أن يوضح في رسالته
التبليغية الثانية أسباب رفضه الجزئي أو الكلي وأساس فرض الضريبة الذي يرى من
الواجب اعتماده ،مع ضرورة إخبار الملزم من خالل هذه الرسالة بأن هذا األساس سيصبح
نهائيا إذا لم يقم بالطعن فيه سواء أمام اللجنة المحلية لتقدير الضريبة ،أو أمام اللجنة
الوطنية للنظر في الطعون وذلك داخل أجل الثالثين ( ) 30يوما الموالية لتاريخ تسلمه
15
بالرسالة التبليغية الثانية .
وتجدر اإلشارة على أن الرسالة التبليغية الثانية تعتبر من الضمانات األساسية التي يتمتع بها
الملزم اتجاه اإلدارة الضريبية أثناء مسطرة التصحيح الضريبي فعلى أساسها ينتظر الملزم
رد المفتش الضريبي هل اقتنع بما أداله من حجج وبراهين أم أنه تمسك بما تبناه من
تصحيح ألساس فرض الضريبة ،فيبقى له الحق في هذه الحالة وبناء على إشعار المفتش
الضريبي في الرسالة التبليغية الثانية بالمنازعة أمام اللجان الضريبية ،عليه اعتبر القضاء
المغربي بأن إصدار األمر بتحصيل الضريبة التكميلية على أساس مسطرة التصحيح
الضريبي دون توجيه الرسالة التبليغية الثانية للملزم والمتضمنة لألسس الضريبية المعتمدة
من طرف المفتش الضريبي إثر مسطرة التصحيح ،يجعل المسطرة بكاملها معيبة ال أساس
قانوني لها .
وفي هذا الصدد نستحضر قرار لمحكمة النقض جاء فيه :
" لكن وخالف ما ورد في تعليالت القرار فالمحكمة تبت لها أن لإلدارة الجبائية الحق في
مراقبة ومراجعة أساس الخاضعين للضريبة العامة على الدخل فإن ذلك يبقى مكفوال بتطبيق
إجراءات المسطرة التواجهية المنصوص عليها قانونيا وفي نازلة الحال وبعد البحث
المجرى من طرف القاضي المقرر فقد تبين بأن اإلدارة الطالبة نتيجة إطالعها عن مداخيل
المطلوب وتبليغه برسالة مضمونة تحت رقم 946بتاريخ 2000 / 06 / 01بشأن
مراجعتها للضريبة العامة على الدخل برسم سنة 1997وجوابه عليها برسالة مضمونة
تحت عدد 255توصلت بها اإلدارة الجبائية بتاريخ 2000 / 06 / 27وأصدرت الفرض
الضريبي بتاريخ 2000 / 12 / 29دون أن توجه له الرسالة الثانية المتضمنة لألسس
الضريبية مما اعتبرته المحكمة بأن مسطرة الفرض الضريبي التكميلي معيبة وهي تعليالت
16
لم تناقشها الطالبة في وسائل الطعن مما يجعلها غير مرتكزة على أساس ".
- 15المادة 220من المدونة العامة للضرائب وفق تعديالت قانون مالية سنة . 2018
' - 16قرار محكمة النقض عدد 1 / 523 :المؤرخ في 2013 / 06 / 06 :ملف إداري عدد ، 2011 / 1 / 4 / 1503 :منشور في كتاب
المساطر الضريبية بين فقه اإلدارة الضريبية والعمل القضائي المغربي ( رصد ألكثر من 300قرار قضائي ) لمؤلفه عمر أزوكار ،مطبعة
النجاح الجديدة الدار البيضاء ،طبعة 2016 :م ،ص . 78 :
13
الفرع الثاني حقوق الملزم في المسطرة التصحيح السريعة:
يقصد بمسطرة التصحيح السريعة تلك المسطرة المتعلقة بتصحيح الربط الضريبي التي
تتطلب نوعا من السرعة في حفظ حقوق الخزينة من الضياع 17،و نظمها المشرع من خالل
المادة 221من المدونة العامة للضرائب ،حيث اعطى المشرع للمفتش صالحية سلوك
المسطرة السريعة ،و بالتالي تصحيح األساس الضريبي في مجموعة من الحاالت ،التي لها
عالقة ب الضريبة على الشركات و الضريبة على الدخل و الضريبة على القيمة المضافة:
محمد حجاج ،مجلة المعيار العدد 51مطبعة األورو متوسطية ،مسطرة التصحيح بين القانون ورقابة القضاء ،سنة ،2015ص .116 17
14
و من خالل سرد الحاالت التي تضمنتها المادة 221من م.ع.ض ،نستنج ان القاسم بين
جميع الحاالت التي تسمح للمفتش بسلوك المسطرة السريعة لتصحيح هو تهديد حقوق
الخزينة.
و عند القيام بمقارنة المسطرة السريعة بالمسطرة العادية ،يتضح لنا أن المسطرة السريعة
تتميز بإجبارها الملزم على أداء الضرائب قبل المنازعة فيها ،حيث يلزم الملزم في إطار
المسطرة السريعة ،بعد أول تبليغ ألسس الضريبة المصححة إلى أداء المبلغ الذي نتج عنه
التصحيح الم ذكور قبل متابعة المنازعة أمام اللجان التحكيمية .والحكمة في ذلك هو انه في
إطار المسطرة العادية نكون أمام ملزم موجود ومعروف والزال يقوم بجميع التزاماته
الضريبية ،وفي ذلك ضمانة كبرى لإلدارة ،بينما في إطار المسطرة الثانية يكون الملزم قد
انتهى وجوده أو على وشك االنتهاء ،مما يتعين تصفية وضعيته الضريبية في أسرع
18
وقت.
لكن ما يهمنا نحن في هذا المستوى هي الضمانات التي منحها المشرع للملزم عند اللجوء
اإلدارة الضريبية لهذه المسطرة ،و البحث كذلك حول كيفية تكريس هذه الضمانات من قبل
القضاء.
تمر مسطرة التصحيح السريعة عبر مرحلتين ،المرحلة االولى تتجسد من خالل الرسالة
األولى ،ثم المرحلة الثانية من خالل الرسالة الثانية.
د.عبد الغني خالد ,المسطرة في القانون الضريبي المغربي ،مطبعة دار النشر المغربية عين ـ سبع الدار البيضاء ،2002 ،ص .169 18
15
و من خالل قراءة ما تضمنته المادة 221المنظمة لمسطرة التصحيح السريعة يتضح لنا
بشكل جلي أن الرسالة االولى تتضمن أمرين أساسين و اللذان يعتبران في حد ذاتهما
ضمانة اساسية للحقوق الخاضع للضريبة:
)1اسباب التصحيح و تفاصيل مبلغ التصحيح ،حيث يحق للملزم عند سلوك االدارة
الضريبية ا لمسطرة السريعة للتصحيح التعرف على األسباب التي دفعت اإلدارة الى
تصحيح أساس الضريبة ،و كذلك التعرف على المبلغ الجديد الذي ستعتمده اإلدارة،
و يبلغ المفتش الخاضعين للضريبة بأسباب التصحيح و مبلغ التصحيح داخل أجل 3
اشهر التي تلي تاريخ إنهاء المراقبة الضريبية؛
)2دعوة الملزمين لتقديم مالحظاتهم داخل أجل 30يوم من تسلم رسالة التبليغ االولى،
و إن منح المشرع اإلدارة الضريبة الحق في سلوك مسطرة التصحيح االساس
الضريبي ،فإنه في المقابل منح المشرع الحق في االعتماد على جميع وسائل االثبات
من أجل إقناع اإلدارة بتغيير االساس الضريبي الذي ستعتمده.
و من أجل ضمان حقوق الملزم في دفاع عن حقوقه و تقديم اإلثباتات الالزمة لإلدارة ،فان
المشرع نظم كذلك عملية التبليغ من خالل المادة 219من المدونة العامة للضرائب ،حيث
يجب أن تبلغ الرسالة االولى في العنوان المبين في اإلقرار الخاص بالملزم أو عقوده ،أو
مرسالته المدلى بها إلى مفتش الضرائب التابع له مكان فرض الضريبة عليه ،و ذلك عبر
رسالة مضمونة الوصول مع إشعار التسلم بواسطة المأمورين المحلفين التابعين إلدارة
الضرائب ،أو أعوان كتابة الضبط أو األعوان القضائيين أو بالطريقة اإلدارية ،و ذلك وفقا
لألحكام التبليغ.
و يجب ان يتم توقيع رسالة التصحيح من طرف مأمور الضرائب المحلف ،و الذي يتوفر
على رتبة مفتش مساعد على األقل ،و تنص المادة 210من المدونة العامة للضرائب أن
يتم توقيع على الرسالة األولى من رئيس فرقة التحقيق التي ينتمي إليها المفتش.
وتكمن الضمانة الجوهرية هنا لصالح الملزم في أن التوقيع يكون عن طريق الكتابة من
طرف الشخص المسؤول عن مراقبة الضرائب ،و ذلك للتعريف عن هويته ،فاإلشعار
16
بالتصح يح يجب أن يكون ذو طبيعة قانونية ،و يكون غير قانوني في حالة عدم تضمينه اسم
19
الشخص المعتمد الذي له صالحية في تنفيذ إجراء عملية التصحيح.
و ضمانا كذلك للحقوق الملزم و جعله على اطالع بجميع اإلجراءات التي تتخذها اإلدارة
عند سلكها مسطرة التصحيح ،يجب على إدارة الضرائب ان تشير في رسالة الى النصوص
القانونية المعتمدة في التصحيحات ،و في حالة إبعاد محاسبة الملزم يبقى له الحق في معرفة
20
أسباب استبعادها و نوعية االختالالت التي تشوبها.
و تجسيدا لحق الملزم في الرد على التعديالت التي ستقدم عليها اإلدارة يبقى من حق الملزم
اتخاد احد المواقف التالية بعد نهاية اجل رد الممنوح بعد توصله بالرسالة األولى:
و قد طرحت إشكالية مدى امكانية تراجع الملزم عن قبوله لتصحيحات االدارة الضريبية،
فإذ كان أجل 30يوم لم ينته بعد ،فالمشرع عندما منح الملزم أجل 30يوم لإلدالء
بمالحظته ،فالملزم له الحق كذلك في تراجع عن قبوله داخل األجل القانوني ما دام ال يجد
22
نص تشريعي يمنع الملزم من الرجوع عن قبوله لتصحيحات.
وبناء على رد الملزم يتم التأسيس للرسالة التصحيحية الثانية حيث يلزم المفتش برد على
المالحظات التي قدمها الخاضع للضريبة داخل أجل 60يوما لتسلم رسالة جواب المعني
باألمر ،و يبين المفتش في جوابه اسباب رفضه الكلي أو الجزئي مع االشارة الى حق الملزم
19يونس مليح ،الضمانات المسطرية للملزم في مواجهة اإلدا رة الضريبية ،مطبعة األمنية الرباط ،العدد التاسع ،ص .55
20محمد شكيري ،القانون الضريبي المغربي ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،سلسلة مؤلفات و أعمال جامعية ،عدد ،49
سنة ،2003ص .285
21د.عبد الغني خالد,المسطرة في القانون الضريبي المغربي ،مرجع سابق ،ص .166
22الحسن الكثير ،التبليغ في المادة الجبائية على ضوء التشريع الجبائي و االجتهاد القضائي ،مطبعة االمنية الرباط ،ص .141
17
في اللجوء الى اللجنة المحلية أو الوطنية ،للطعن في أسس فرض الضريبة المبينة في
الرسالة التبليغ الثانية وذلك داخل أجل 30يوم من تسلم نفس الرسالة.
فالرسالة الثانية ال يجب ان تكون مجرد تكرار للرسالة األولى ،بل يجب أن يعبر فيها
المفتش عن موقفه الرافض لمالحظات الخاضع للضريبة ،و تفصيل موقفه من كل مالحظة
من المالحظات المذكورة و تعليل موقف الرفض باالعتماد على عناصر االرقام و
23
المعطيات التي تدعوه الى تمسك بقرار صحيح.
و ضمانا للحقوق الملزم اعتبر المشرع عدم تبليغ جواب المفتش على مالحظات الخاضعين
للضريبة داخل اجل 60يوم من تسلم رسالة جواب الخاضعين للضريبة يؤدي الى بطالن
مسطرة التصحيح السريعة.
و في حال عدم تقديم الملزم الطعن أمام اللجنة المحلية أو الوطنية ،منحه المشرع الحق في
المنازعة ،وذلك من خالل توجيه طلب الى المدير العام أو من ينوب عنه ،و ذلك كشكل
24
احتجاجي يجسد عدم القبول بالقرار الصادر عن اإلدارة.
و عند عدم قبول الخاضع للضريبة القرار الصادر عن اإلدارة بخصوص موضوع مطالبته،
ففي هذه الحالة سيصبح يتوفر على خيار اللجوء الى القضاء داخل اجل 30يوما من تاريخ
تبليغ القرار الذي لم يقبله الخاضع للضريبة.
وفي حالة سكوت اإلدارة و استمر ذلك السكوت مدة 3أشهر من تاريخ إيداع المطالبة ،جاز
للخاضع للضريبة رفع طلب للقضاء داخل أجل 30يوم الموالي لتاريخ انصرام أجل 3
25
أشهر.
محمد السماحي ،مسطرة المنازعة في الضريبة ،مطبعة دار ابي رقراق الرباط ،الطبعة الثانية.2003 ، 23
18
2دور القضاء في حماية حقوق الملزم عند سلك اإلدارة مسطرة التصحيح السريعة:
سنعزز في هذا المستوى عملنا من خالل رصد بعض االحكام الصادرة عن القضاء اإلداري
،و التي توخى من خاللها القاضي اإلداري الحفاظ بكل حياد على حقوق الملزم ،و ذلك
باعتبار القاضي اإلداري يسهر على إحقاق التوزان بين المصلحة العامة و المصلحة
الخاصة.
إذا كان المشرع قد عمل على تنظيم المسطرة السريعة لتصحيح ،و حدد اآلجال المتعلقة
بإرسال المفتش الرسالة التبليغية األولى في 3أشهر بعد نهاية المراقبة الضريبية ،فخرق
هذا االجل يؤدي الى بطالن المسطرة التصحيحية ،و تعتبر االرباح العقارية من أهم
الضرائب التي تثار بشأنها المنازعات في إطار المسطرة السريعة.
و تأكيد للفقرة المبينة اعاله سنعتمد على القرار رقم 221الصادر عن محكمة االستئناف
اإلدارية بمراكش بتاريخ 24مارس ،2011ملف عدد 2010/09/247لتوضيح
الصورة حول كيفية تعامل القضاء مع وجوب احترام األجل التصحيحي:
اعتبرت المحكمة أن اإلدارة ملزمة بتبليغ الخاضعين للضريبة عند سلوك مسطرة التصحيح،
وذلك وفقا لإلجراءات المنصوص عليها في المادة 219من م.ع.ض ،ويحب على اإلدارة أن
تبين من خالل الرسالة التبليغية األولى أسباب التصحيح المزمع القيام بها و تفاصيلها و
مبلغها و االساس المعتمد لفرض الضريبية ،و مادام ان اإلدارة لم تدلي بما يفيد سلوكها هذه
المسطرة في المرحلة االبتدائية ،و ان قدمت في مرحلة االستئناف من طي التبليغ مرفق
باإلش عار البريدي الذي يحمل عبارة غير مطالب به ،و تبين للمحكمة من خالل االطالع على
الرسالة االولى ،انها وجهت الى المعني باألمر بعدما يزيد عن 90يوما من تاريخ وضع
الملزم إلقراره بالبيع و بتالي نكون الرسالة قد قدمت خارج االجل القانوني مما تعتبر معه
مسطرة التصحيح معيبة و موجبة لألبطال الضريبية التكميلية المترتبة عنها.
و ذهبت كذلك محكمة النقض الى اعتبار ان االجل القانوني يسري من تاريخ تبليغ الرسالة
26
الى الملزم و ليس تاريخ توجيهها.
عمر ازوكار ،المساطر الضريبية بين فقه اإلدارة الضريبية و العمل القضائي المغربي ،طبعة ،2016ص .108 26
19
و افتراضا ان اإلدارة احترمت اجل 3اشهر و قامت بإرسال الرسالة التبليغية االولى
للملزم ،فإنها يجب ان تو جه هذه الرسالة وفق االجراءات المنصوص عليها في المادة 219
من م.ع.ض ،وذلك الى العنوان المحدد من قبل الخاضع للضريبة في إقراراته أو عقوده أو
مرسالته المدلى بها الى مفتش الضرائب التابع له مكان فرض الضريبة عليه.
و في هذا الصدد اعتبرت محكمة االستئناف االدارية بالرباط في قرارها عدد 2172
بتاريخ 14ماي 2012ملف عدد 9/11/538
تلزم اإلدارة بتبليغ الخاضع للضريبة وفقا للعنوان المبين في تصريحه أو عقوده أو مراسالته المدلى بها
الى مفتش الضرائب التابع له مكان فرض الضريبة.
فعدم تقيد اإلدارة بالعنوان المصرح به ،و ارسال الرسالة التبليغية الى عنوان ناقص بالمقارنة مع العنوان
المبين في التصريح يجعل مسطرة المراقبة باطلة و حق اإلدارة في فرض الضريبة على إثرها باطل.
و ذلك على رغم من كون المالحظة التي رجعت بها الرسالة و المتمثلة في عنوان غير معروف التي
تعتبر شكل من اشكال التي تكون فيه الوثيقة مبلغة بشكل الصحيح.
و اتجهت محكمة النقض في قرارها عدد 740بتاريخ 13اكتوبر ، 2011الى اعتبار انه
يمكن للملزم الخاضع للمسطرة التصحيح أن يمارس الطعن برفع الدعوى مباشرة أمام
القضاء بعد انصرام أجل 30يوما ،دون انتظار توصله بالرسالة التبليغية الثانية للتصحيح
الضريبي ،اذ المفروض أن تصدر اإلدارة الجبائية األمر بالتحصيل بمجرد عدم الجواب عن
الرسالة االولى.
20
اما بخصوص الضمانات التي عمل القضاء على حمايتها عند الوصول الى مرحلة الرسالة
التبليغية الثاني ،فالقضاء اعتبر انه ال يحق لإلدارة اللجوء الى التصحيح المباشر دون
27
احترام وجوب توجيه الرسالة التبليغية الثانية الى الخاضع للضريبة.
كما انه يحق للملزم مراسلة االدارة الضريبية بعد التوصل بالرسالة الثانية و يطلب منها
صراحة إحالة الملف على اللجنة المحلية ،لكن ذلك ال يحول دون إصدار األمر بتحصيل
الضريبة على أساس األسس المقررة في الرسالة الثانية.
اختلفت اآلراء بخصوص الطبيعة القانونية للجان الضريبية ،و اكد المجلس األعلى على أنه
" ال يمكن اعتبارها هيئات قضائية وان لمقرراتها صبغة إدارية و أن مقصود المشرع من
إحداثها منحه الملزمين بالضريبة ضمانات إضافية تتمثل في اختبار و تقدير نقط واقعية من
28
شأنها أن تساعد على تحديد أسس الضريبة من قبل هيئات اإلدارية ذات سلطة التقرير".
لكن هناك بعض الفقه يعتبر هذه اللجان االدارية تتمتع بالصبغة القضائية ،مهمتها النظر و
البث في النزعات و الطعون المعروضة على أنظارها ،و ذلك في حدود اختصاصها
29
النوعي و الزماني و المكاني.
و أي كانت الطبيعة القانونية للجان الضريبية ،فما يهمنا في هذا الصدد الضمانات التي
توفرها هذه اللجان سواء محليا أو وطنيا ،لحماية حقوق الخاضع للضريبة ،من اجل ذلك
سنتعرف على الضمانات التي توفرها اللجان المحلية ،ثم بعد ذلك اللجنة الوطنية.
27عمر ازوكار ،المساطر الضريبية بين فقه اإلدارة الضريبية و العمل القضائي المغربي ،مرجع سابق ،ص.126
28حكم االداري عدد 7الصادر بتاريخ 10ذو القعدة 1388موافق 29يناير 1969
29د.ابراهيم اولتيت ،القانون الجبائي المغربي و التوزان بين حقوق الخزينة و حقوق الخاضع للضريبة ،مكتبة و مطبعة قرطبة حي السالم
اكادير ،ص .215
21
الفرع األول الضمانات التي توفرها اللجان المحلية لفائدة الخاضع للضريبة:
كما هو متعارف عليه فالمشرع الزم اإلدارة الضريبية عند توجيهها الرسالة التبليغ الثانية
للخاضع لضريبة أن تشير الى حقه في اللجوء الى اللجنة المحلية ،وذلك داخل اجل 30يوم
من التوصل بالرسالة التبليغ الثانية.
و قام المشرع بتنظيم اختصاصات اللجان المحلية لتقدير الضريبة من خالل المادة 225من
م.عِ.ض ،و تعمل هذه اللجان على توفير مجموعة من الضمانات للخاضع للضريبة ،حيث
اعطى المشرع الحق للخاضع للضريبة اللجوء الى هذه اللجان من اجل تقديم مطالبتهم كلما
تعلق االمر ب :
✓ التصحيحات فيما يتعلق بالدخول المهنية المحددة حسب نظام الربح الجزافي و
الدخول و األرباح العقارية و الدخول و األرباح الناشئة عن رؤوس األموال المنقولة
و وجبات التسجيل و التمبر؛
✓ فحص محاسبة الخاضعين للضريبة الذين يقل رقم أعمالهم المصرح به في حساب
الحاصالت و التكاليف عن كل سنة محاسبية 10ماليين درهم.
و تتجلي كذلك أهم الضمانات التي منحها المشرع للخاضع للضريبة على مستوى اللجان
المحلية في تركيبة اللجان ،حيث يكون الملزم ممثال في إطار اللجنة الضريبية تمثيال
مشرفا ،بوجود عضو للجنة ذات صوت تقرير ينتمي الى الغرف التي تمثل المهنة الممارسة
من طرف الملزم ،اضافة الى إمكانية اختيار خبير ذي صوت استشاري.30
و يبقى من حق الخاضع للضريبة االطالع على تاريخ انعقاد الجلسة التي ستعقدها اللجنة
المحلية من اجل البث في مطالبه ،و ذلك 30يوما على االقل قبل انعقاد الجلسة ،ويبلغ
الخاضع للضريبة بذلك بواسطة الرسالة وفق لإلجراءات المنصوص عليها في المادة 219
من م.ع.ض.
د.عبد الغني خالد,المسطرة في القانون الضريبي المغربي ،مرجع سابق ،ص .312 30
22
و بالنظر لدور الذي يلعبه المفتش في مسطرة اللجوء الى اللجان المحلية ،حيث يقوم بتسليم
المطالبات الى اللجان المحلية ،و ذلك داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ تبليغ االدارة بالطعن
المقدم من طرف الخاضع للضريبة.
و من أجل ضمان الحقوق الكاملة في دفاع عن مصالح الخاضع للضريبة ،ذهب المشرع
إلى اعتبار عدم توجيه المفتش المطالبات الى اللجان المحلية داخل اجل 3أشهر من تاريخ
تبليغ االدارة بالطعن المقدم من طرف الخاضع للضريبة ،يؤدي الى االلتزام بعدم تجاوز
أسس فرض الضريبة ما أقره أو قبله الخاضع للضريبة.
و على اعتبار أن المشرع قد حدد اجل بث اللجان المحلية في المطالبات المعروضة على
انظارها في 12شهرا الموالية لتاريخ تسلم المطالبات ،فمن أجل ضمان حقوق الخاضع
لضريبة الى جانب ضمان حقوق و مصالح االدارة ،ألزم المشرع الكاتب المقرر للجنة
المحلية بأن يقوم بإشعار كل من االدارة و الخاضع للضريبة بواسطة رسالة وفق
االجراءات المنظمة لكيفية التبليغ ،و عند تجاوز اللجنة المحلية اجل 12شهرا و لم تعمل
على البث في المطالبات المعروضة عليها ،تقوم اإلدارة بحمل عبئ تسليم المطالبات و
الوثائق الى اللجنة الوطنية الى اإلدارة ،و ذلك داخل أجل شهرين من تسليم اإلشعار الى
اإلدارة من قبل الكاتب المقرر حول تجاوز أجل البت.
و يقوم المفتش بتسلم الطعن من قبل الخاضع للضريبة الذي يقدمه في شكل عريضة ،على
أن يقوم ابرفع هذه المطالبات الى اللجنة الوطنية.
و تزكية للفقرة اعاله جاء في حكم المحكمة االدارية بفاس عدد 754بتاريخ
" 2013/11/13إذ لم تفصل اللجنة المحلية في األجل القانوني المحدد في 12شهرا،
وجب على مفتش الضرائب إشعار الخاضع للضريبة بانتهاء األجل القانوني المقرر للجنة
المحلية ،و مكنه من تقديم طعنه أمام اللجنة الوطنية في أجل ستين يوما من تاريخ
توصل"
23
و يترتب عن عدم توجيه االدارة المطالبات الى اللجنة الوطنية داخل اجل شهرين من تسلم
اإلشعار ،االلتزام بعدم تجاوز أسس فرض الضريبة تلك التي تم إقرارها أو تم قبولها من
طرف الخاضع للضريبة.
من أهم الضمانات كذلك التي منحها المشرع للخاضع للضريبة عند بث اللجان المحلية في
المطالبات أن تصدر اللجان المحلية مقرراتها بشكل مفصل و معلل ،غير انه لم يشر
المشرع المغربي من خالل المادة 225من م.ع.ض لمضمون المقررات و البيانات الالزم
إدراجها ،و االشارات الواجب تضمينها ،ما عدا وجوب تصريح اللجنة المحلية لتقدير
الضريبة بعدم اختصاصها كلما تعلق األمر بتفسير النصوص التشريعية و التنظيمية.
لكن اإلدارة الجبائية تحرص على تفصيل مضمون مقررات اللجان المحلية لتقدير الضريبة،
و ذلك في إطار ضمان حقوق دفاع الملزم السيما أن القرارات الصادر عن اللجان المحلية
31
تكون قابلة لطعن امام اللجنة الوطنية لنظر في الطعون الضريبية.
و بعد ذلك يفتح الباب للخاضع للضريبة أما التوجه من اجل الطعن في مقرر اللجنة المحلية
لتقدير الضريبة امام اللجنة الوطنية للنظر في الطعون المتعلقة بالضريبة أو التوجه الى
القضاء من أجل المنازعة في مقرر الصادر عن اللجنة المحلية لتقدير الضريبة داخل أجل
32
ستين يوم الموالي لتاريخ تبليغ مقرر اللجنة.
الحسن الكثير ،التبليغ في المادة الجبائية على ضوء التشريع الجبائي و االجتهاد القضائي ،مرجع سابق ،ص .53 31
24
الفرع الثاني الضمانات التي توفرها اللجنة الوطنية للنظر في الطعون المتعلقة بالضرائب
لفائدة الخاضع للضريبة:
قام المشرع من خالل المادة 226من المدونة العامة للضرائب بتنظيم و تحديد
اختصاصات اللجنة الوطنية للنظر في الطعون المتعلقة بالضرائب.
و تتميز اللجنة الوطنية بمجموعة من الخصائص ،حيث تعتبر اللجنة الوطنية لجنة دائمة و
تمارس اختصاصها على مجموع التراب الوطني ،و هي تابعة مباشرة الى رئيس الحكومة
و يجد مقرها بالرباط ،و تنقسم الى 7لجان فرعية.
وبعد ان قدمنا بعض أهم الخصائص التي تميز اللجنة الوطنية لنظر في الطعون المتعلقة
بالضرائب ،سننتقل الى الحديث عن أهم الضمانات التي توفرها هذه اللجنة من أجل ضمان
حقوق الخاضع للضريبة.
فأول ضمانة تثير انتباه الباحث هي طبيعة الطعون التي تختص اللجنة بالبث فيها:
و تظهر ثاني الضمانات كذلك على مستوى تركيبة اللجنة الوطنية ،فالتركيبة في حد ذاتها
ضمانة لحقوق الخاضع للضريبة ،حيث خصص المشرع حصة 100عضو على مستوى
تركيبة اللج نة الوطنية ،تكون مهمتهم االساسية هي تمثيل الخاضعين للضريبة ،و الزم
25
المشرع اللجان الفرعية بضرورة استدعاء ممثل أو ممثلي الخاضع للضريبة ،و ال يمكن ان
تصدر هذه اللجان مقرراتها دون وجود ممثلي الخاضع للضريبة.
بعد ان قمنا بتحديد انواع الطعون التي تبث فيها اللجنة الوطنية و التركيبة الخاصة بها،
سننتقل األن لتعرف على أهم الضمانات التي خولها المشرع للخاضع للضريبة عند بث
اللجنة الوطنية في الطعون التي تدخل في مجال اختصاصها.
ال بأس قبل الحديث عن الحقوق أ ن نذكر واجب من الواجبات التي الزم المشرع الخاضع
للضريبة التقيد بها قبل رفع الطعن الى أنظار اللجنة الوطنية ،فالخاضع للضريبة ملزم بأن
يقوم بتقديم طعنه في شكل عريضة موجهة الى المفتش في رسالة مضمونة مع إشعار
التوصل ،هذا اإللزام الذي ستترتب عنه مجموعة من الحقوق الحقا.
أول هذه الحقوق تتجسد في حق الملزم في أن تصل مطالباته الى اللجنة الوطنية عن طريق
المفتش ،فالمفتش يقوم بن قل المطالبات الخاصة بالخاضع للضريبة و الوثائق المتعلقة
بإجراءات المسطرة التواجهية الى اللجنة الوطنية ،و ذلك داخل أجل ثالثة أشهر من تسلم
اإلدارة للطعن المقدم من كرف الخاضع للضريبة.
و عند عدم تقديم المطالبات الخاصة بالخاضع للضريبة و الوثائق المتعلقة بإجراءات
المسطرة التواجهية داخل اجل 3اشهر من تسلم االدارة للطعن ،فإنه في هذه الحالة يستفيد
الخاضع للضريبة من حق عدم تجاوز اسس فرض الضريبة ما أقره أو ما وافق عليه.
و في حالة تقديم هذه المطالبات و الوثائق المتعلقة بإجراءات المسطرة التواجهية داخل
االجل المحدد قانونا ،فالخاضع لضريبة له الحق في ان تطلعه اللجنة الوطنية عن تاريخ عقد
الجلسة 30يوما على األقل قبل عقدها و ذلك وفق لإلجراءات التبليغ المحدد بموجب المادة
219من م.ع.ض.
و حدد المشرع اجل البث في الطعون المعروضة على انظار اللجنة الوطنية في 12شهرا
من تاريخ تسلم اللجنة المطالبات والوثائق المتعلقة بإجراءات المسطرة التواجهية.
26
و في حالة تجاوز اجل 12شهرا دون تدخل اللجنة من اجل البث في الطعون ،أكد المشرع
في هذه الحالة من اجل ضمان حقوق الخاضع للضريبة ،أنه ال يجوز إدخال أي تصحيح
على اقرار الخاضع للضريبة أو على أساس فرض الضريبة المعتمد من طرف اإلدارة في
حالة فرض الضريبة بصورة تلقائية ،اال في حالة الموافقة الجزئية للخاضع للضريبة على
االسس المبلغة من لدن إدارة الضرائب أو في حالة عدم تقديم الخاضع للضريبة أي
مالحظات بخصوص أسباب التصحيح المدخلة من طرف اإلدارة.
و عند تبليغ الخاضع للضريبة بمقرر اللجنة الوطنية يحق له أن ينازع في ذلك المقرر
قضائيا داخل أجل 60يوم الموالية لتبليغه بمقرر اللجنة الوطنية.
فحق التقاضي مضمون لكل شخص للدفاع عن حقوقه و عن مصالحه التي يحميها القانون.
وهنا يجب علينا ان نستحضر المقولة الشهيرة للفقيه السنهوري "أن من كان مظلوما وكان
خصمه قويا كاإلدارة ،فالبد من مالذ يلوذ به ويتقدم إليه بشكواه وال شيء أكرم لإلدارة
وأحفظ لمكانتها من أن تنزل مع خصمها إلى ساحة القضاء تنصفه أو تنتصف منه وذلك
أدنى إلى الحق والعدل وأبقى للهيبة واالحترام".
27
خــــــــــاتــــــــــــمـــــــــة
لقد أحاط المشرع المسطرة الضريبية بمجموعة من االجراءات الضرورية ،و الهدف من
ذلك الحفاظ على مصالح الخزينة ،و المحافظة كذلك عل حقوق الخاضعين للضريبة.
حيث نظم المشرع االجراءات المتعلقة بالمسطرة الضريبية ،من مرحلة االقرار الى مرحلة
المنازعة القضائية ،و في حالة تجاوز الضمانات التي خولها المشرع لإلدارة أو الخاضع
للضريبة ،يتدخل القضاء من اجل ارجاع الحق الى صاحبه سواء االدارة أو الخاضع
للضريبة.
فاعتماد المشرع تقنية إيداع التصريح بطريقة الكترونية له مجموعة من المزايا ،حيث يقلل
الج هد و الوقت و المال ،ويخدم مصالح اإلدارة الضريبية ،وكذلك مصلحة الخاضع للضريبة
عوض أن ينتظر ساعات من اجل ايداع إقرار ،فمن خالل اعتماد المعاملة االلكترونية،
سيتمكن من ايداع إقراره من مكتبه دون الحاجة لتنقل الى االدارة الضريبية و إضاعة
الوقت.
لكن رغم كل هذه المزايا السؤال الذي يطرح بشدة هل يمكن للخاضع للضريبة عند سلوكه
هذه المسطرة الحديثة ،ان يستفيد من نفس الضمانات التي خولها له المشرع عند سلوكه
المسطرة العادية.
28
الئحة المراجع
اوال الكتب:
−عمر ازوكار ،المساطر الضريبية بين فقه اإلدارة الضريبية و العمل القضائي المغربي ،طبعة
.2016
−يونس مليح ،الضمانات المسطرية للملزم في مواجهة اإلدارة الضريبية ،مطبعة األمنية الرباط،
العدد التاسع.
الحسن الكثير ،التبليغ في المادة الجبائية على ضوء التشريع الجبائي و االجتهاد القضائي ،مطبعة −
االمنية الرباط.
د.ابراهيم او لتيت ،القانون الجبائي المغربي و التوزان بين حقوق الخزينة و حقوق الخاضع −
للضريبة ،مكتبة و مطبعة قرطبة حي السالم اكادير.
محمد السماحي ،مسطرة المنازعة في الضريبة ،مطبعة دار ابي رقراق الرباط ،الطبعة الثانية، −
.2003
محمد شكيري ،القانون الضريبي المغربي ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية، −
سلسلة مؤلفات و أعمال جامعية ،عدد ،49سنة .2003
د.عبد الغني خالد ,المسطرة في القانون الضريبي المغربي ،مطبعة دار النشر المغربية عين ـ −
سبع الدار البيضاء.2002 ،
29
ثالثا مجالت و مقاالت:
−محمد حجاج ،مجلة المعيار العدد 51مطبعة األورو متوسطية ،مسطرة التصحيح بين القانون
ورقابة القضاء ،سنة .2015
30
الفهرس
الصفحة المحتوى
1 مقدمة
28 خاتمة
31