Professional Documents
Culture Documents
الفصل_الخامس[1]
الفصل_الخامس[1]
الفصل_الخامس[1]
الفصل الخامس
▪ نظرية بياجيه في النمو العقلي.
2
1.
3
مقدمة
✓ يحدث النمو العقلي في صورة مراحل لدى األطفال والمراهقين وهذه المراحل
ثابتة لدى جميع األطفال ،وال يمكن أن ينتقل طفل عقليا من مرحلة إلي مرحلة
إال إذا كان قد أكمل المرحلة السابقة؛ ألن كل مرحلة يتم بناؤها واشتقاقها من
المرحلة السابقة عليها ،وفي كل مرحلة تُضاف بنايات جديدة مختلفة أكثر توافقا
إلي ما بناه وأنجزه الفرد فعال في المرحلة السابقة.
4
مقدمة
✓ وقد أطلق "بياجيه" علي هذه البنايات المعرفية العقلية مصطلح "المخططات"
وعندما يتم تأسيس هذه المخططات في العقل ،فإنها تُصبح نشاطات عقلية ينفذها
الفرد ويعمل في ضوءها في خطوة العمليات والمخططات ،والعمليات هي طرق
خاصة للمعرفة تكون متاحة لكل فرد.
5
مقدمة
✓ ويحدث النمو العقلي والمعرفي مع تغيير المخططات والعمليات ،فيُصبح أكثر تركيبا،
ويحدث هذا النمو من خالل خطوتين أساسيتين تكمل أحدهما األخري ،وهما :المماثلة
والموائمة ،فعندما يواجه الطفل موضوعا أو موقفا أو خبرة جديدة لم يمر بها من قبل ،فإنه
يقوم باستدخالها وتشفيرها في إطاره المعرفي الموجود ،وهنا قد يتغير البنيان المعرفي
نتيجة لذلك ،أو يُعاد تنظيمه ليتوافق مع الخبرة الجديدة ،فالمماثلة هي عملية الحصول علي
معلومات ومعارف جديدة والقيام بتعديلها لتماثل التنظيم(المخطط) العقلي الموجود لدى
الفرد ،أما الموائمة فهي عملية تغيير النظام المعرفي الداخلي للقيام بعمليات توافق أفضل
مع المعلومات الخارجية ،إنها عملية تعديل للمخططات لتتناسب مع اإلدراك والفهم المتغير
للخبرات
6
مقدمة
✓ معني ذلك ،ان عملية المماثلة والموائمة يعمال علي توسيع وتمديد حدود العقل بدرجة
تتناسب مع المعلومات والمعارف المرتبطة بالموقف أو الخبرة ،وبالتالي يحدث نمو عقلي
معرفي.
7
مقدمة
✓ وهكذا مع تكرار هاتين العمليتين يتطور وينمو النظام المعرفي العقلي بالتدريج لدى
الطفل ،وعندما يقوم الطفل بإدراك وفهم كامل للظواهر المختلفة ،فإن هذا يعني أن الطفل
قد انتقل إلي مرحلة تالية من النمو ،فعندما يتعلم الطفل في الخامسة أو السادسة من عمره
أن الطيور تتحرك في الهواء عن طريق الطيران ،فإنه يتمثل داخل عقله ارتباط الطيران
بالطيور ،وعندما يري ذات يوم طائرة تطير في الهواء ويحاول تمثيله داخل مخططه
المعرفي عن الطيور والطيران ،فإنه يكتشف بأن خصائص طيران الطائرة يختلف عن
طيران الطيور(الحجم -الشكل -الصوت) ،وبالتالي فإن عملية المماثلة هنا تكون غير
ممكنة ،فتظهر هنا العملية المكملة وهي الموائمة ،فينزع الطفل إلي التغير كاستجابة
للموقف الجديد ،فيعدل من نشاطه ومخططاته لتتناسب مع الموقف والموضوع الجديد.
8
مقدمة
✓ فهو هنا في حاجة إلي مخطط عقلي جديد يستوعب الموقف الجديد ،حيث إن هذا المخطط
غير موجود لديه من قبل ،وبحصول الطفل عن الفروق بين طيران الطيور والطائرة،
يتمكن من تكوين مخطط عقلي جديد فيصل الطفل إلي توازن معرفي ،وهكذا ينمو ويتطور
الطفل عقليا ومعرفيا.
✓ ويفترض"بياجيه" أن األفراد تسعي دائما من أجل الوصول إلي حالة اإلتزان في تفاعلها
مع البيئة ،وعندما يختل هذا اإلتزان ،نتيجة لمواجهة موقف أو خبرة جديدة ،فإن عمليتا
المماثلة والموائمة تنشط من أجل إعادة هذا اإلتزان ،فيستعيد الفرد حالة اإلتزان فينمو
ويتطور بإضافة بنيانات "مخططات" عقلية جديدة.
9
مراحل النمو العقلي المعرفي:
10
-1المرحلة الحسية الحركية (من الميالد -عامين):
يعتبر الطفل هنا وليدا ،فيعتمد الطفل علي جسمه للتعبير عن ذاته واتصاله بالغير ،فال يستطيع الطفل من تكوين
بنيات "مخططات" معرفية تساعده علي القيام بتحويل األحداث الخارجية إلي رموز ،أي تمثلها في العقل ،فيسعي
الطفل في هذه المرحلة إلي التنسيق بين أفعاله وحركات جسمه وإداركه الحسي،
وقد قام بياجيه بتقسيم المرحلة الحسية الحركية إلي ست مراحل فرعية تضمن انتقاال تدريجيا في السلوك فيما
بينها وليس انتقاال فجائيا ،وهذه المراحل هي:
أ-النشاط االنعاكسي(ممارسة األفعال المنعكسة).
ب-ردود األفعال الدورية األولية.
ج-ردود األفعال الدورية الثانوية.
د-تنسيق الخطط الثانوية وتطبيقها في مواقف جديدة.
ه -ردود الفعل الدورية الثالثية.
و-ابتكار وسائل جديدة من خالل التشكيالت العقلية.
11
-1المرحلة الحسية الحركية (من الميالد -عامين):
أ-النشاط االنعكاسي(ممارسة األفعال المنعكسة)
ويبدأ ذلك بممارسة األفعال المنعكسة (البكاء -المص) واختالفات في إيقاع التنفس ،كما في حالة منعكس
االمتصاص أو المص(إن موضع الحلمة واإلحساس الفوري بوجود شئ يمكن معه يولد خبرة ،تؤدي إلي دورة
من الخبرات ،وتعتبر أساسا لكل نمو الحق).
فالطفل في الشهر األول يقوم بتهذيب استجاباته من خالل التكرار التلقائي باإلثارة الداخلية والخارجية فتتولد
الخبرة الضرورية للنضج ،وهذه الخبرة التكرارية تولد اإليقاع ونوع االنتظام ،فيصبح الطفل أكثر كفاءة في
استخدام المنعكسات(يتعلم الطفل ان يبتعد عن مص األشياء المنفرة كالبطانية).
12
-1المرحلة الحسية الحركية (من الميالد -عامين):
ب-ردود الفعل الدورية األولية:
ثم تحل الحركات اإلرادية تدريجيا ،بشكل مقصود وتُعرف باألفعال األولية (ألنها وظائف حركية للجسم)
الدورية(ألنها يتم تكرارها) ،ويتطلب هذا من الطفل الوليد أن يصل إلي درجة من االستعداد والنضج تمكنه من
اإلتيان بأفعال خاصة به.
فالطفل يحرك رأسه وعينيه في تجاه األصوات ،كما أنه يضحك في وجه أي شخص إذا ما عاملوه بنفس الطريقة
التي ألفها جيدا.
-في الشهر الثاني يستطيع الطفل أن يكرر واعيا هذه األفعال ،وبذلك تتضمن أنشطته التكرار اإلرادي البدائي
للسلوك ،لما كان قبل ذلك مجرد سلوك منعكس تلقائي ،ويصبح تكرار السلوك اإلرادي مجرد استجابة مقصودة
ومتعمدة لإلثارة المعروفة لخبرة سابقة.
-والزالت تلك األفعال الدورية األولية تركز علي نشاطات الطفل وجسمه.
-فالطفل يختبر أي شئ جديد من خالل حصيلة معارفه لألنشطة الحسية(المص-اللمس ،)..كما أنه يتعلم من خالل
التفاعل الداخلي مع الشئ وليس الشئ نفسه(مثال :يضحك في وجه جلسية جديدة إذا هي عاملته بنفس الطريقة التي
بها الذين ألفهم)
يعامله 13
المرحلة الحسية الحركية (من الميالد -عامين):
ج-ردود األفعال الدورية الثانوية:
تبدأ هذه المرحلة عندما يكون عمر الطفل( )8-4شهور ،حيث يتطور نمو الطفل ويبدأ في التركيز علي األشياء
بدال من التركيز علي جسمه( ،في المرحلة السابقة أداءات الطفل تتكرر لذاتها دون هدف معين) ،فحركات الطفل تكون
متمركزة حول النتيجة الحادثة من تفاعله مع أشياء وموضوعات البيئة ،فإذا كانت هذه النتيجة ُمرضية فإنه
يحاول أداء نفس الحركات بهدف الحفاظ علي نفس النتيجة ،وبالتالي فإن التكرار هنا بهدف الحصول علي النتائج
الطيبة ،وهذه تسمي باألفعال الدورية الثانوية ،وهي بمثابة تطور لألفعال األولية الدورية ،وهكذا يتطور النمو
المعرفي العقلي للطفل ثم يتطور النمو باستخدام هذه الخبرات السابقة كأساس يقيم عليها بنايات جديدة تُضاف إلي
مخططاته اآلخذة في االتساع ،فهو يختبر أشياء جديدة يجرب تفاعالت جديدة.
-أي أن تنصب جهوده علي جعل األحداث السعيدة تدوم ،ويؤدي ذلك إلي مزيد من اإلدراك للبيئة والتالؤم معها.
-إن ردود الفعل الدورية األولية تتكرر وتطول بفعل ردود الفعل الدورية الثانوية الجديدة ،فعلي سبيل المثال،
يقوم الطفل بتكرار السلوكيات التي تنتج عنها الوقائع المثيرة التي حدثت أوال بطريق الصدفة ،فالطفل قد
يمسك(الخشخاشة) ويهزها ويسمع صوتها الذي يثير اهتمامه ،ويأتي الطفل بحركات للوصول لألشياء
(واإلمساك بها وهزها) لسماع صوتها ،فالطفل هنا يقوم بعمليات التناول المقصودة من أجل تكرار خبرات سارة
14
والمحافظة عليها.
-1المرحلة الحسية الحركية (من الميالد -عامين):
د-تنسيق الخطط الثانوية وتطبيقها في مواقف جديدة:
يبدأ الطفل خالل هذه المرحلة الممتدة من ( )12-8شهر باستخدام خبراته السلوكية السابقة أساسا يقيم عليها
خبرات جديدة تضاف إلي حصيلته اآلخذة في االتساع ،ويساعدها في ذلك خفة حركة الطفل علي توجيه اهتمامه
إلي البيئة ،فهو يختبر أشياء جديدة ويجرب طرق جديدة للتعامل معها ،مثال(:يبدأ في اكتشاف أن تخبئة الشئ
تحدث قبل العثور عليه) ،إذ أنه في بداية المرحلة يدرك الشئ فقط في وضع معين ،فلو خبئنا لعبته تحت الوسادة
ثم أظهرناها له ،ورأي محاولة إظهارها ،فإنه يبحث عنها دوما في نفس المكان تحت الوسادة.
-الطفل من تسعة أشهر يستطيع التعرف علي األصوات.
15
-1المرحلة الحسية الحركية (من الميالد -عامين):
د-تنسيق الخطط الثانوية وتطبيقها في مواقف جديدة:
-قرب نهاية السنة األولي يظهر لديه نوعا من التعميم والتمييز ،ويظهر لديه سلوك المحاولة والخطأ ،ولذلك
يستطيع الطفل تجربة فعل ما بالمالحظة ،وهو يترك الحوادث تقع ويراقب النتائج ،مثال(:خبرته من االرتطام
الذي سبق وأن اكتسبها واستخدمها فينا يتعلق باالشياء المتحركة مثل السيارات ،فإنه سوف يستخدم هذه الفكرة
بعد ذلك من أجل إزالة عائق يوجد أمام لعبته ،أو أن "باي باي" تعني أن أمه علي وشك الخروج) ومن هنا
يتضح أن خبرته قد تم تعميمها ونقلها من موقف إلي موقف آخر) ،وكذلك يظهر لديه سلوك المحاكاة بتقليد
االستجابات التي يقوم بها أفراد آخرون.
16
-1المرحلة الحسية الحركية (من الميالد -عامين):
ه-ردود الفعل الدورية الثالثية:
مثل هذا السلوك يؤدي بالطفل إلي موائمة مع المواقف الجديدة في البيئة ويتمثلها تحدث هذه المرحلة فيما بين (18 -12
شهر) ،يستخدم الطفل في هذه المرحلة أسلوب المحاولة والخطأ لتعلم خصائص األشياء ،ويكون اهتمامته مركز حول سلوكه
الخاص وحول جسمه ،ولكن بإتمام الطفل العام يبدأ حب االستطالع ،مما يجعله يختبر ويجرب بهدف أن يري ،فحين
يكتشف شيئا جديدا ،يتولد لديه نشاط جديد فيقوم بردود أفعال دورية جديدة ،ليست مجرد تكرارات ولكن أداءات مختلفة
ليصل إلي نتائج جديدة ،فالطفل هنا يكرر ولكنه ينوع ويخالف األداءات التي أدت إلي نتيجة جديدة ومثيرة لكي يصل إلي
نتيجة أخري جديدة(مثال :الطفل يصبح اكثر اهتماما بخصائص األشياء التي تسقط ،فمن خالل إسقاط ألعابه يتعرف علي
مسافات ومواضع السقوط) ،ومثال آخر(في المرحلة السابقة يري الطفل ورقة فيكتفي بمالحظتها وتركها أو يُحدِث بها صوتا
ما ،إال أنه في هذه المرحلة يمسكها ويمزقها ويسقطها من يده مرة رأسيا ومرة أخري يرمي بها إلي األمام) ،مثال
آخر(:الملء والتفريغ لألشياء المجوفة بأشياء أصغر حجما او وضع مكعبات مختلفة الشكل في الفتحات المالئمة لكل منها)
إن هذه التجارب وهذا االستكشاف هو نوع من سلوك حل المشكالت المبكر الذي يؤدي بالطفل إلي موائمة جوانب جديدة في
بيئته وتمثيلها في عقله ،فتزداد مخططاته المعرفية.
17
المرحلة الحسية الحركية (من الميالد -عامين):
و-ابتكار وسائل جديدة من خالل التشكيالت العقلية.
تحدث هذه المرحلة فيما بين سن ( 18إلي 24شهرا) ،فباقتراب الطفل من نهاية العام الثاني ،يكون قادر علي اكتشاف
وابتكار وسائل جديدة وأن يبتدعها ال من خالل السلوك الخارجي أو الجسمي الحسي الحركي بل من خالل البنايات العقلية
الداخلية التي تبلغ ذروتها مع الفهم المفاجئ أو االستبصار للوصول إلي حل فوري للمشكالت التي تعترض الطفل ،فيظهر
لديه الفهم واالستبصار.
فعندما يعترض الطفل مشكلة (فتح صندوق أو علبة) فإنه يحاول أوال فتح الصندوق من خالل السلوك الجسمي ولكنه يفشل
فيتوقف عن النشاط ،ثم يبدأ في فحص الموقف من جديد فيضع يده فجأه علي أي ضاغط فينجح في فتح الصندوق أو تشغيل
اللعبة ،وبالتالي فإن البنيانات المعرفية العقلية تساعده علي ابتكار واكتشاف ألوان جديدة من السلوك.
-إن تحديد الذات كعملية عقلية والتغلب علي التركيز الذاتي الحسي الحركي يعتبر أهم منجز معرفي يتوصل إليه الطفل في
نهاية هذه المرحلة.
18
-2مرحلة ما قبل المفاهيم ( 5-3سنوات):
يعتبر "بياجيه" هذه المرحلة فترة انتقالية محصورة بين أنماط الحياة الخاصة بالسلوك -
الصريح للنفس ،والسلوك األصلي الذي يرجع إلي التنشئة االجتماعية.
في هذه المرحلة (مرحلة ما قبل المدرسة) يكون الطفل غير قادر علي صياغة المفاهيم -
والقيم بالتحرير والتمييز بين األشياء من حيث الصيغة أو النوع أو الكمية للوصول إلي
التعميم ،فهو يتعامل مع البيئة رمزيا حيث يكتشف في كل يوم رموز جديدة يستخدمها
في التفاعل مع اآلخرين ،وهذه الرموز يكون لها مرجع شخصي في البداية بالنسبة له.
-مثال (:الطفل يعرف أباه ،ولكنه إذا رأي شخصا في مثل مالبس أبيه يعتبره أيضا أباه).
19
-2مرحلة ما قبل المفاهيم ( 5-3سنوات):
-إن الطفل ال يعرف العالم إال كما يراه ،وهذه الرؤية المحدودة لألشياء تؤدي إلي افتراضه
أن كل شخص يفكر كما يفكر هو ،ويفهمه دون الحاجة إلي محاولة نقل أفكاره ومشاعره.
20
-2مرحلة ما قبل المفاهيم ( 5-3سنوات):
وهو إذ ينظر إلي األشياء ال يستثيره منها إال شئ واحد يركز عليه نظره وتفكيره ويتجاهل كل ما عداه،
وسرعان ما يحول خبراته بالعالم إلي لعب ،إن للعب الرمزي بالنسبة للطفل له كل عناصر الواقع ،في حين
يكون اآلخرين مجرد خيال ،فهذا المكعب يمثل أرنب ومكعب آخر يمثل جزر ،والطفل في هذه المرحلة قد يقال
عنه أنه يشق طريقه في الحياة باللعب.
وباتساع نشاط اللعب الرمزي تنمو اللغة نمو سريعا ،كما تنمو اللغة بالمحاكاة سواء المحاكاة في "الهنا
واآلن" ،أو المحاكاة اآلجلة(أي المحاكاة التي تبدأ بعد اختفاء النموذج المحاكي).
21
-2مرحلة ما قبل المفاهيم ( 5-3سنوات):
فالطفل يكرر الكلمات ويربط بين هذه الكلمات واألشياء او األفعال المحسوسة ،إن المحاكاة
تمد بثروة لغوية من الرموز العديدة الجديدة لألشياء.
إن محاكاة األخرين والمحاكاة الرمزية هي من مظاهر وسمات األطفال في هذه المرحلة،
كأن يكتب الطفل خطابا كمحاكاة رمزية لوالدة وهو يكتب خطابا.
إن الطفل يحاكي كما يدرك وال يهتم بالتفاصيل ،إن المحاكاة تمده بثروة من الرموز الجديدة
لألشياء ،فيكتسب الطفل سلوكا جديدا ومعارف جديدة وعن طريق المحاكاة يشارك الطفل
اجتماعيا.
22
-2مرحلة ما قبل المفاهيم ( 5-3سنوات):
وعن طريق المحاكاة يُقيم الطفل ويعيد تقييم إدراكه للبيئة ،وتتميز هذه المرحلة بأن الحكم علي األشياء يكون
علي أساس المظهر الخارجي ،فحكمه علي األشياء كما يراها ،فمثال (:إن الطفل ينتقي كوبا صغيرا مليئا حتي
الحافة مفضال إياه من كوب حجمه ضعف حجم الكوب األول ،ملئ ثالثة ارباعه ،وهو يبني اختياره علي
فكرته الخاصة عن االمتالء ،مع أنه قد شاهد صب كمية أكبر من اللبن في الكوب الثاني ،إال أنه يحكم علي
األشياء كما يراها ،أي أن المقارنة تكون بصرية)
،فالطفل يميل إلي اختيار األشياء إما علي أساس المظهر النوعي او المظهر الكمي ،فليس هناك عالقة بين
مفهومي النوع والكم أو المجال أو السببية..إلخ.
فال يدرك بحسه كال المظهرين ،وال وجود عالقة تربط بين مفهومي النوع والكم ،فالطفل لم يصل بعد إلي
النقطة التي يستطيع عندها إدخال مفاهيم األشيائ والمجال والسبيية في عالقات داخلية زمنية مع مفهوم الزمن.
23
-3مرحلة التفكير الحدسي ( 7 -5سنوات):
تتميز هذه المرحلة بنمو اإلدراك عند الطفل ،فيستطيع العد والتصنيف والربط
بين الموضوعات ،إال أنه ال يدرك المبادئ التي يستخدمها في هذه العمليات،
وال يفسر األسباب التي جعلته يحل مشكلة ما بطريقة بعينها.
وعندما يبلغ الطفل سن المدرسة يكون تفكيره ترجمة لفظية لعملياته العقلية،
فيستخدم الكالم للتعبير عن فكرة(تفكيره) ،بدال من استخدام جهازه الحركي
لتجسيد فكرة ،فهو يتمثل الخبرات وينظمها.
24
-3مرحلة التفكير الحدسي ( 7 -5سنوات):
-فالطفل يكون غير قادر علي إعادة ترتيب األشياء عقليا أو إدراكها في أشكال تنظيمية أخري غير التي هي
عليها ،كما أن الطفل يقوم بالتركيز في الحاالت علي الشكل اإلدراكي الذي تظهر من خالله األشياء أكثر من
تركيزه علي العمليات أو اإلجراءات التي أنتجت هذه الحالة.
-فيستطيع تصنيف األشياء إلي مجموعات ويتعامل معها ،ال يستأثره منها مظهر أو سمة واحدة فيها ،ولكنه
يفكر ويتعامل معها ككل ،إنه يحاول أن يفكر بالموقف ككل ،ويحاول التوفيق بين خبراته الجديدة وأنماط تفكيره
السابقة،
-علي سبيل المثال :إنه يستدل علي أنه إذا كانت (أ) سببا في (ب) فإن (ب) ستكون سببا لحدوث(أ) ،وكذلك
فإن ارتداءه الزي العسكري يعني أنه يمثل الدور الذي يعتقد أنه الضابط فيقوم به.
-ورغم هذا فإن اتساع دائرة االهتمام االجتماعي للطفل بالعالم من حوله واحتكاكه المتكرر باآلخرين سوف
يقلل بالضرورة من ذاتية الطفل ،ويُزيد من مشاركته االجتماعية ،ألن الطفل يعتقد أن كل شخص يري العالم
من خالل عينيه ،وأن خبرة كل شخص مشابهة لخبرته ،ولذلك اليستطيع أن يتخذ موقع اآلخر في التعامل مع
25
األشياء.
-3مرحلة التفكير الحدسي ( 7 -5سنوات):
إن اللغة في هذه المرحلة أداة هامة للتفكير الحدسي ،تُستخدم لتنعكس علي حدث ،ولتبرزه
في المستقبل ،والحديث مع النفس ظاهرة مألوفة في هذه السن.
ويستخدمها الطفل لتوكيد ما يفهمه حيث مازال يفترض أن كل شخص يفكر كما يفكر هو،
والمناقشات ليست إال توكيد فهمه ووجوده ،ألن الكلمات تعتبر كأفكار وأفعال.
26
-3مرحلة التفكير الحدسي ( 7 -5سنوات):
-فقد يتناقش أو يتجادل طفالن حول تفضيلها لسيارة فورد أو شيفرولية مع احتمال أن يكونا قد سمعا أبويهما
يشتركان في مناقشة مماثلة ،وأي من الطفلين ليس لديه معرفة حقيقة بمزايا السيارة التي فضلها ،فالمحادثة هي
امتداد للتفكير بصوت عال ،وبعكس تطور اللعب كثير من نمو العقل وتطوره ،كما يميل الطفل إلي محاكاة
اآلخرين في قيمهم وأدوارهم.
فهو في لعبة يعيد إقرار قواعد وقيم من هم أكبر منه ،فهو يستخدم بدرجة متزايدة اللغة والقواعد والقيم دون أن
يدرك تماما معناها.
-إنه يفكر بمقياس الكل ،وال يهتم كثيرا بالجزء ،فإنه يستطيع ربط األجزاء بالكل.
27
-4مرحلة العمليات الحسية ( )11 -7عام:
-إن المرحلة السابقة في نظر "بياجيه" هي بمثابة اإلعداد للنمو نحو العمليات المنطقية ،أي
أن الطفل يصبح قادرا علي التفكير المنطقي أو كما يُسميه "بياجيه" التفكير الحسي،
-فيصبح الطفل قادرا علي رؤية الشئ من أبعاده المختلفة ،فيمكن أن يفترص الفروض
ويختبرها ،هذه الرؤية البعدية لألشياء تجعله يقوم بعميات عقلية تمكنه من إيجاد عالقة بين
األشياء أو الربط بين األحداث وذلك لفهم هذا الشئ أو ذاك الحادث من بدايته إلي نهايته أو
من نهايته إلي بدايته(ظاهرة قابلية االنعكاس) ،فيدرك الطرح بالنسبة للجمع ،أو القسمة
بالنسبة للضرب
28
-4مرحلة العمليات الحسية ( )11 -7عام:
إن الطفل تكون لديه القدرة علي التفكير في كل الموضوعات ذات الخصائص
المشتركة باعتبارها تشكل مائة من الموضوعات ذات الخصائص المشتركة
وهو ما يُسميه "بياجيه" التفكير المجرد.
فهو يستطيع أن ينظم ويتابع مناقشة لموضوع معين دون الحاجة إلي مواد
محسوسة ،أي يفكر في موضوع مع غياب الدليل المادي.
29
-4مرحلة العمليات الحسية ( )11 -7عام:
إن تزايد فهم الطفل للعمليات المتضادة "العكسية" وتفهم وجهات نظر اآلخرين
وتناقص التمركز حول الذات يؤدي به إدراك جديد للواقع واضطراد المنطق
وزيادة قدرته علي التصنيف والتفكير اإلجرائي.
فالطفل ينظم األشياء ليجعل منها كال ،فيستطيع أن يدرك فرضين والعالقة
بينهما ويتعرف علي العالقات مثل( :أ) أكبر من (ب) وأن (س) أصغر من
( ص ).
30
-4مرحلة العمليات الحسية ( )11 -7عام:
كما أن خروج الطفل إلي المدرسة يساعده أكثر علي المشاركة في الحياة
االجتماعية ،فينتقل من مرحلة المحاكاة إلي مرحلة التدقيق في سلوكه
اإلجتماعي ،فتحتل المالحظة والمقارنة وفهم اآلخرين جزءا هاما في حياة
الطفل ،فاالهتمام يكون بالتفاصيل واألجزاء وعالقتها بالسلوك الكلي ،فيستخدم
الطفل القيم األخالقية وتصبح جزءا من مكوناته الشخصية.
31
-5مرحلة العمليات الشكلية (الصورية) ( – 11حتي الرشد):
هذه بداية مرحلة المراهقة والشباب ،فتظهر مخططات معرفية عقلية جديدة
تتعلق بالتفكير االستداللي واالستنباطي والتفكير التحليلي والتركيبي والقدرة
علي التطبيق والتقويم ،فيدرك الطفل النسبة والتناسب وبعض أشكال
االحتماالت ،وتنمو القدرة علي التعبير عن األفكار والمظاهر العامة ،وفهم
العالقات الهندسية ،فتفكير المراهق يتفق مع الواقع ،فالصورة (الشكل) والواقع
متطابقان ،وبالتالي يستطيع حل المشكالت من خالل استخدامه لتفكيره المنطقي
الواقعي.
32
-5مرحلة العمليات الشكلية (الصورية) ( – 11حتي الرشد):
فالتفكير الحدسي يُستبدل باألسلوب العلمي لحل المشكالت ،إن القدرة علي
يكون
ِ االستدالل تمده بأداة جديدة لفهم عالمه وعالقاته االجتماعية ،فهو
تصورات ومفاهيم عن كل شئ من الماضي وباستخدام الحاضر ،في ضوء
المستقبل ،فيصبح العالم وحدة عضوية لها عاداتها وقوانينها وتعاليمها ،كما
ينمو اإلحساس بالمساواة بدال من الخضوع لسيطرة الكبار ،وتنمو الشخصية
لزيادة تبادل األفكار وتذوب الذاتية فينمو التكامل االجتماعي واألخالقي.
33
تعقيب:
إن نظرة سرعة علي نظرية "بياجيه" تجعلنا نري أن النمو العقلي يحدث بشكل
بنائي متعاقب متتابع يكمل كل البناء السابق وفقا لما استجد من جديد ليتعداه بعد
ذلك إلي بناء جديد.
فبعد بناء األشكال الحسية الحركية ،بأتي بناء العالقات الرمزية فتعمل علي
إعادة بناء األشكال الحسية وفقا للتصور الجديد يتعداها إلي مجموعة العمليات
الحسية ،فيأتي التفكير الحدسي وينظم وينشئ بنية جديدة بإخضاع العمليات
الحسية إلي بنيات جديدة تمتد حتي المرحلة األخيرة مرحلة العمليات الشكلية
التي تغير وتضيف مخططات وبنيات عقلية جديدة تمتد وتنمو وتطور مع 34
تعقيب:
هذا التكامل في المخططات المعرفية المتعاقبة يجعل النمو العقلي يحدث علي
فترات أو مراحل تؤدي كل مرحلة منها إلي إكمال وتعديل المرحلة السابقة
واألعداد للمرحلة التالية.
35
thanks!
Any questions?
36