Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 185

1

‫إهداء‬

‫ال‬
‫ال كل من ساهم يف اخراج هذا الكتاب ي‬
‫إهداء ي‬
‫الشباب ‪.‬‬
‫لكل المتطوعي من فريق منب الذين عملوا بجد‬
‫ينته هذا الكتاب يف الوقت‬
‫ي‬ ‫حت‬
‫ي‬ ‫و اجتهاد‬
‫المحدد له‪.‬‬
‫ال مشايخنا و علماؤنا الذين لوال هم ما كنا‬ ‫اهداء ي‬
‫هنا نصدر رابع كتاباتنا ‪.‬‬
‫ال كل الشباب الباحثي عن بداية الطريق‬
‫اهداء ي‬
‫ال هللا‪.‬‬
‫ي‬

‫‪2‬‬
‫عن منصة منب‬

‫فريق منصة منب القائم عل انتاج هذا الكتاب‪ ،‬هو فريق جديد قائم‬
‫شباب تأسس يف ‪ 2016‬باسم فريق الكبسولة و اتغب‬
‫ي‬ ‫عل فريق دعوي‬
‫ي‬
‫االسم يف ‪ 2023‬لمنصة منب عشان اصبح هدفنا ان برامجنا و‬
‫اصداراتنا تكون دايما منب للعلوم الدينية و الدنيوية بفضل هللا‪.‬‬
‫الل كان‬
‫الفريق مكون من مجموعة من الشباب المحبي للدين و ي‬
‫ال بي الشباب و بي الدين‪ ..‬الحاجز ي‬
‫ال‬ ‫حلمهم انهم يكرسوا الحاجز ي‬
‫بيخل الشباب يخافوا من اي حاجة ليها عالقة بالدين ‪ ،‬الحاجز‬
‫ي‬ ‫كان‬
‫بيخل الشباب تكره المشايخ و العلماء و تقلب اول ما تشوفهم‬
‫ي‬ ‫ال كان‬
‫ي‬
‫‪ ..‬كان حلمنا الشباب يحبوا الدين و يبقوا هم كمان شايلي هم الدين‬

‫ال هللا‪ ..‬و بالفعل بدأنا بتأسيس صفحتنا ي‬


‫عل‬ ‫و هم الدعوة ي‬
‫الفيسبوك ف رمضان ‪ 2016‬و ف خالل ال‪ 8‬سني دول ر‬
‫نرسنا اكب من‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ه المعلومات الدينية‬
‫‪ 800‬فيديو او زي ما كنا بنسميهم كبسوالت و ي‬
‫ال بتقوينا وسط مشاكل الدنيا ‪ ..‬كنا مقتنعي ان كل فيديو هو رسالة‬
‫ي‬
‫مبعوتة لشاب او لبنت عشان يقربوا من ربنا و يكرسوا الحاجز بينهم‬
‫و بي الدين‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فيديوهاتنا وصلت ألكب من ‪ 5‬مليون شاب و بنت ‪ ،،‬قصص‬
‫الهداية بفضل هللا بدأت تزيد و حبنا لنقل الخب و كالم ربنا بدأ‬
‫يزيد اكب ‪ ..‬عملنا ايفنتات يف أكب من مكان‪ ..‬عملنا سالسل و‬
‫برامج عن مواضيع دينية مهمة‪ ،‬و يف خالل كل ده كنا الزم احنا‬
‫كمان نتعلم يف ديننا اكب و اكب عشان نعرف نوصل كالم ربنا و‬
‫النت صح للشباب‪ ..‬لحد ما أخبا قررنا اننا عايزين نعمل يف‬
‫كالم ي‬
‫وه إصدار كتب دينية شبابية‪.‬‬ ‫رمضان ‪ 2020‬حاجة جديدة ي‬

‫قررنا اننا عندنا مكتبة من مئات الفيديوهات و الرسائل االيمانية‬


‫الل ممكن تنفع ماليي الشباب ‪ ..‬و لقينا ان صعب شاب‬
‫ي‬
‫عل ‪ 800‬فيديو عشان يشوف‬
‫حت يعرفنا يتفرج ي‬
‫ميعرفناش او ي‬
‫ال احنا قلناه‪ ..‬و عشان كدة كان قرارنا بأننا هنبدأ انتاج كتب‬
‫ي‬
‫شبابية تجمع عدد كبب من فيديوهاتنا يف كتاب واحد بشكل‬
‫ال بيتكلم بيها الشباب و عشان‬
‫منظم و سهل القراءة و باللغة ي‬
‫كان طول عمره هدفنا اننا نكرس الحاجز بي الدين و بي الشباب‬
‫أصدرنا ثالث كتب قبل الكتاب ده ‪:‬‬

‫➢ يف رمضان ‪ 2020‬أنتجنا اول كتاب لينا‪ .‬كتاب (البداية) ي‬


‫والل‬
‫عل ‪ 365‬رسالة ربانية للشباب و البنات عشان‬
‫بيحتوي ي‬

‫‪4‬‬
‫تقرب هم من ربنا أكب و يعرفوا عن الدين بشكل مبسط و سلس‬
‫حوال اكب من ‪ ٤0‬دولة‬
‫ي‬ ‫وتم تحميله اكب من ‪ 20‬الف مرة يف‬
‫حول العالم‬
‫➢ يف ذو الحجة يف نفس السنة أصدرنا كتاب ‪Countless‬‬
‫‪Blessings‬‬
‫باللغة اإلنجلبية وتم تحميله ر‬
‫اكب من ‪ 2000‬مرة بفضل هللا‬
‫يف دول كتب حول العالم و أصبح يستخدم يف القاء الدروس‬
‫يف بريطانيا‪.‬‬

‫➢ يف رمضان العام الفائت اصدرنا كتاب "اإلجابة" ي‬


‫الل اتحمل‬
‫نحك فيه مواقف مختلفة من حياة‬ ‫اكب من ‪ 3000‬مرة عشان‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫فيبق‬
‫ي‬ ‫النت ﷺ و ازاي كانوا بيترصفوا يف المواقف دي‪،‬‬
‫صحابة ي‬
‫الكتاب ده دليل للشباب للترصف يف مواقف الحياة المختلفة‪.‬‬
‫➢ وأخبا قررنا ان السنة دي ‪ 202٤‬هيكون كتابنا الجديد‬
‫بعنوان‬

‫" نقطة ومن أول السطر"‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة‬
‫ان الحمد هلل رب العالمي الذي جعل طريق الدعوة إليه رأشف‬
‫ً‬
‫الطرق وأزكاها ‪ ،‬و أحسنها و أعالها فقال ﷻ ‪(:‬ومن أحسن قوال‬
‫ً‬
‫إب من المسلمي ‪) ،..‬‬
‫ممن دعا إل هللا وعمل صالحا وقال ي‬

‫فاللهم لك الحمد أن جعلتنا مسلمي‪ ،‬و أسلكتنا سبيل نبيك‬


‫األمي‪ ،‬وسبيل صحابة نبيك الغر الميامي‪ ،‬صل هللا عليهم‬
‫أجمعي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫القاري الكريم سفرا نادرا يف مبناه‬ ‫أما بعد‪ ،‬فها أنا أقدم بي يدى‬
‫ً‬
‫جديدا يف معناه صنعة ثلة من العاملي يف منصة (منب )‬
‫ً‬
‫الت أسأل هللا تعال أن يجعلها منبا للحق و لكلمة‬
‫تلك المنصة ي‬
‫الحق اللهم أمي ‪.‬‬

‫هذا السفر أبتدأه الداعية الشاب أحمد سعد و جعله مقدما‬


‫ْ‬
‫القاري البسيط (غب المتخصص)‬ ‫الت يفهمها‬
‫العامية ي‬
‫ً‬
‫باللغة‬
‫ع‬ ‫ر‬
‫لتكون عونا له عل بداية طريق طلب العلم الرس ي‬

‫فجعل الكتاب من مقدمة و بابيي‪:‬‬

‫المقدمة فيها ( نبذة عن الكتاب وحديث عن حكم طلب العلم‬


‫ع ‪ ،‬ثم جعل البابي األول منهما عن االيمان و أركانه ‪ ،‬و‬ ‫ر‬
‫الرس ي‬

‫‪6‬‬
‫الثاب عن االسالم و أركانه) و جعل الربط بي هذه االبواب بلغة‬
‫ي‬
‫عامية بسيطة _ كما قدمت _ و هذا ما درج عليه الكاتبون عل‬
‫االجتماع ‪.‬‬
‫ي‬ ‫مواقع التواصل‬

‫ع و لعلها‬ ‫ر‬
‫فلعل هذا الكتاب يكون نقلة يف ميدان العلم الرس ي‬
‫نرس علم اوسع عل مواقع التواصل‪.‬‬ ‫بداية ل ر‬

‫أثت عل منفذها و‬
‫لذلك أثمن هذه الخطوة و أدعو لمبدأها‪ ،‬و ي‬
‫أهيب بالقائمي عل هذا العمل أن يواصلوا إكمال هذه الخطوة‬
‫ً‬
‫‪ ،‬فيجعلوا إصدارا آخر يف اإلحسان و عالمات الساعة و‬
‫إرهاصاتها ثم يف فروع العلم المختلفة‬
‫ً‬
‫وختاما ‪ :‬بي يدى الكتاب‬

‫د‪ /‬مصطق ربيع‬

‫دكتوراه التفسب وعلوم القرآن‬

‫عل منصة منب‬ ‫ر‬


‫العلم ي‬
‫ي‬ ‫المرسف‬

‫الخميس الموافق ‪ 29‬ذو القعدة ‪1445‬ه‬

‫‪7‬‬
‫نبذة عن الكتاب‬
‫ً‬
‫الكتاب ده عبارة عن رحلة معرفية جديدة ومهمة جدا لكل‬
‫ً‬
‫ال‬
‫مسلم ومسلمة‪ ،‬كتاب معمول خصيصا للشباب والشابات ي‬
‫زينا‪ ،‬عشان يساعدنا نتعرف عل أساسيات ديننا بطريقة سهلة‬
‫و مبسطة ‪.‬‬
‫ً‬
‫يمكن تتساءلوا ليه اخبنا االسم ده تحديدا؟ والسبب ان الحياة‬
‫وف كل مرة بنواجه صعوبات أو‬ ‫مليانة محطات وتحديات‪ ،‬ي‬
‫بنحتاج نبدأ من جديد‪ ،‬بنقول "نقطة ومن أول السطر"‪ .‬ديننا‬
‫ً‬
‫الحنيف دايما بيعلمنا إن البداية الجديدة ممكن تكون يف أي‬
‫وقت‪ ،‬مهما كانت الظروف‪ .‬عشان كده‪ ،‬الكتاب ده جاي عشان‬
‫يكون نقطة تحول يف حياتكم‪ ،‬بداية جديدة لفهم أعمق وأشمل‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫ي‬ ‫ألساسيات الدين‬

‫"نقطة ومن أول السطر" مش مجرد عنوان‪ ،‬هو دعوة لكل حد‬
‫هيقرا الكتاب انه يقف وقفة مع نفسه و يشوف هو يعرف ايه‬
‫ال هيتسأل عليها يوم‬ ‫ايه و ميعرفش ايه يف اساسيات الدين ي‬
‫ال عدت‬ ‫القيامة‪ .‬الكتاب دعوة عشان نحط نقطة لكل األيام ي‬
‫تعال و معرفة اساسيات الدين‬
‫من غب معرفة هللا سبحانه و ي‬

‫‪8‬‬
‫اإلسالم و نبدأ من أول السطر رحلة جديدة مليانة معرفة وفهم‪،‬‬
‫ي‬
‫ال مينفعش أي مسلم او مسلمة‬‫الكتشاف األساسيات ي‬
‫ميكونوش عارفينها عن دينهم‪.‬‬

‫يف الجزء األول من الكتاب‪ ،‬هنتناول مع بعض أركان اإليمان‬


‫وأركان اإلسالم‪ .‬ر‬
‫هنرسح أساسيات العقيدة والفقه بأسلوب سهل‬
‫وواضح‪ ،‬علشان نستوعب أهم جوانب ديننا بكل يرس‪.‬‬

‫الل هيبل إن شاء هللا يف آخر السنة‪ ،‬هيكون‬


‫الثاب‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫أما الجزء‬
‫النت محمد صل هللا عليه وسلم‪ .‬هنتكلم عن‬
‫عن حياة سيدنا ي‬
‫أساسيات السبة النبوية بشكل شيق وممتع‪ .‬وكمان هنتناول‬
‫ه أهم النصائح واإلرشادات‬
‫الل ي‬
‫موضوع بناء األشة المسلمة ي‬
‫لبناء بيت مسلم سعيد ومستقر‪.‬‬

‫من األخر كدة وبكل بساطة‪ ،‬الكتاب ده هو فرصة عشان تبدأ‬


‫من جديد‪ ،‬وتفتح صفحة جديدة يف حياتك بإيمان وعلم‬
‫ومعرفة‪ .‬فخلونا نبدأ مع بعض‪ ،‬ونخط أول سطر يف هذه الرحلة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ع رضوري ؟‬ ‫ر‬
‫هو العلم الش ي‬
‫ع اصال؟"‪ .‬يمكن كتب‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ع ضوري؟ و ليه نتعلم العلم الرس ي‬
‫هو العلم الرس ي‬
‫عل االسئلة دي تحتاج كتاب‬ ‫مننا بيسأل نفسه االسئلة دي‪ ،‬واإلجابة ي‬
‫لوحده‪ ،‬و لكن بإختصار شديد هنحاول نجاوب عليها يف الفصل ده من‬
‫الكتاب‪.‬‬

‫ربنا سبحانه وتعال قال يف القرآن الكريم" ‪:‬وما خلقت الجن واإلنس إال‬
‫ه عبادة هللا‪ ،‬وعلماء التفسب‬
‫ليعبدون"‪ ،‬بمعت إن الغاية من خلقنا أصال ي‬
‫عل هللا و تعلم‬
‫قالولنا ان "إال ليعبدون" دي عمرها ما تحصل اال بالتعرف ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ع من أعظم أشكال العبادة‪ ،‬ألن طلب‬ ‫ع‪ .‬طلب العلم الرس ي‬ ‫العلم الرس ي‬
‫ر‬
‫الل بيعلمنا‬
‫ع هو ي‬ ‫العلم يف حد ذاته عبادة عليها أجر كبب‪ .‬العلم الرس ي‬
‫الل‬
‫المعاص ونزود من الحسنات‪ ،‬وده ي‬‫ي‬ ‫الحالل والحرام‪ ،‬علشان نتجنب‬
‫بيوصلنا يف النهاية لطريق الجنة‪.‬‬

‫ر‬ ‫ً‬
‫خبا يفقهه يف الدين‪".‬‬ ‫النت صل هللا عليه وسلم قال" ‪ :‬من يرد هللا به ر‬ ‫ي‬
‫ع و ربنا كمان قال يف‬ ‫يعت الخب كله ف الدنيا و الخرة ف تعلم العلم ر‬
‫الرس‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫القرآن‪" :‬يرفع هللا الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" شوفوا‬
‫الل بيتعلموا‪ ،‬ببفع درجاتهم يف الدنيا والخرة‪.‬‬
‫بيعل من شأن ي‬ ‫ي‬ ‫قد إيه ربنا‬

‫النت صل هللا‬
‫ومن أهمية العلم إنه كان أول ما نزل يف القرآن الكريم عل ي‬
‫عليه وسلم يف سورة العلق‪ ،‬لما ربنا قال‪" :‬اقرأ باسم ربك الذي خلق‪ ،‬خلق‬
‫اإلنسان من علق‪ ،‬اقرأ وربك األكرم‪ ،‬الذي علم بالقلم‪ ،‬علم اإلنسان ما‬
‫لم يعلم" اليات دي بتأكدلنا عل أهمية العلم والمعرفة يف ديننا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الل كتب منها حوالينا يف‬ ‫ر‬
‫ع بيكون عصمة لنا من الفي ي‬ ‫كمان‪ ،‬العلم الرس ي‬
‫أمت‬
‫يأت زمان عىل ي‬ ‫النت صل هللا عليه وسلم‪ ":‬ي‬
‫الزمن ده زي ما قال ي‬
‫بق هو‬ ‫ر‬
‫ع ي‬ ‫القابض عىل دينه كالقابض عىل جمر من النار‪ ".‬العلم الرس ي‬
‫عل المبدأ يف وسط‬ ‫الل بيحمينا وبيخلينا متمسكي بديننا و ثابتي ي‬
‫الدرع ي‬
‫كل الفي دي‪.‬‬

‫ه مجالس مغفرة وعفو‪ ،‬ربنا‬ ‫ر‬


‫عف ي‬‫بق مجالس الذكر وتعلم العلم الرس ي‬ ‫اما ي‬
‫النت صل هللا عليه‬
‫ُ ْ ً ي ُ َّ‬
‫رص هللا عنه عن‬ ‫ذنوب هم‪ .‬عن ًأبو هريرة ي‬ ‫َّ‬
‫بيغفر ألهلها‬
‫ر ر‬ ‫َّ‬
‫الناس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اب‬ ‫احي ِّ يف األرض فضًل عن كت ِ‬ ‫هلل مالئكة سي ر‬ ‫وسلم قال‪" :‬إن ِ‬
‫قوما يذكرون هللاَ‬ ‫أهل الذكر‪ ،‬فإذا وجدوا ً‬ ‫الط ُرق‪ ،‬يلتمسون َ‬ ‫ر ُّ‬
‫ِ‬ ‫يطوفون يف‬
‫َ ُّ‬ ‫َُ‬
‫السماء الدنيا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫بأجنحتهم إىل‬
‫ِ‬ ‫تنادوا‪ :‬هل ُّموا إىل حاجا ِتكم‪ ،‬فيحفونهم‬
‫سبحونك‪،‬‬ ‫أعلم منهم‪ :‬ما يقول عبادي؟ فيقولون‪ُ :‬ي ِّ‬ ‫فيسألهم ُّرب هم‪ ،‬وهو ُ‬
‫ويمجدونك‪ ،‬فيقول‪ :‬هل ر ر‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫وي ِّ‬ ‫ُ‬
‫أوت؟ فيقولون‪ :‬ال‬ ‫ي‬ ‫ويحمدونك‪،‬‬ ‫كبونك‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ر‬
‫أوت؟ فيقولون‪ :‬لو رأوك كانوا أشد لك‬ ‫كيف لو ر ي‬ ‫وهللا ما رأوك‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫يسألوت؟‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬
‫عبادة‪ ،‬وأشد لك تمجيدا‪ ،‬وأكب لك تسبيحا‪ ،‬فيقول فما‬
‫ِّ‬ ‫َّ َ‬
‫وهللا يا رب‬ ‫ِ‬ ‫فيقولون‪ :‬يسألونك الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬وهل رأوها؟ فيقولون‪ :‬ال‬
‫ما رأوها‪ ،‬فيقول‪ :‬فكيف لو أنهم َرأوها؟ فيقولون‪ :‬لو أنهم رأوها كانوا‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫أشد عليها ح ً‬ ‫َّ‬
‫وأعظم فيها رغبة‪ ،‬قال‪ :‬فمم‬ ‫طلبا‪،‬‬ ‫رصا‪ ،‬وأشد لها‬ ‫ِ‬
‫فيقول ُ‬‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وهللا‬
‫ِ‬ ‫هللا‪ :‬هل رأوها؟ فيقولون‪ :‬ال‬ ‫يتعوذون؟ فيقولون‪ :‬من النار‪،‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫يا رب ما َرأوها‪ ،‬فيقول‪ :‬فكيف لو رأوها؟ فيقولون‪ :‬لو رأوها كانوا أشد‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ر‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫فيقول‬ ‫أت قد غفرت لهم‪،‬‬ ‫شهدكم ي‬ ‫منها فرارا‪ ،‬وأشد لها مخافة‪ ،‬فيقول‪ :‬فأ ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫لحاجة! فيقول‪ :‬هم‬ ‫ٍ‬ ‫المالئكة‪ :‬فيهم فالن ليس منهم‪ ،‬إنما جاء‬ ‫ِ‬ ‫ملك من‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ْ‬
‫جليسهم‪...".‬‬ ‫القوم ال يشق بهم‬

‫ونسع لطلبه طول الوقت ان قدوتنا‬ ‫ع‬ ‫ر‬


‫ً‬ ‫ي‬ ‫ويكق سببا يخلينا نحب العلم الرس ي‬
‫ي‬
‫و حبيبنا سيدنا النت صل هللا عليه وسلم كان دايما بيدع‪":‬اللهم ر‬
‫إت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ي ً‬ ‫ً‬
‫أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعمال متقبال‪ ..".‬اما ابن القيم فقال مقولته‬

‫‪11‬‬
‫ر‬
‫المشهورة‪":‬إن يف الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة اآلخرة"‪،‬‬
‫فالل عايز يدخل جنة‬
‫ي‬ ‫ه؟" قال‪" :‬جنة المعرفة باهلل‪".‬‬ ‫وقالوا له‪" :‬ما ي‬
‫ع‪.‬‬ ‫ر‬
‫الدنيا وجنة الخرة عليه بتعلم العلم الرس ي‬

‫ع‬ ‫ر‬ ‫ر‬


‫ع فرض عي وال فرض كفاية؟ العلم الرس ي‬ ‫طيب هل تعلم العلم الرس ي‬
‫ر‬
‫ع الواجب عل كل‬ ‫نوعي‪ :‬نوع فرض عي ونوع فرض كفاية‪ .‬العلم الرس ي‬
‫الل ال يصح اإليمان إال بها‪،‬‬
‫مسلم معرفته هو العلم بأصول اإليمان وأركانه‪ ،‬ي‬
‫زي العلم باهلل‪ ،‬وربوبيته‪ ،‬وتبيه هللا عن كل نقص‪ ،‬واإليمان بجميع اسماء‬
‫هللا وصفاته‪ ،‬وبألوهيته إنه الوحيد المعبود بحق‪ ،‬ومعرفة سبة رسول هللا‬
‫الل متعلقة بالحالل والحرام يف التعامالت‬ ‫ومعرفة األحكام الفقهية ي‬
‫اليومية‪ ،‬واألمور المتعلقة بصحة الفرائض زي الصالة والصيام والزكاة‪.‬‬
‫يعت كل عي (شخص)‬ ‫العلم ده كله فرض عي عل كل مسلم وفرض عي ي‬
‫ال هنناقشه يف الكتاب بتاعنا‪ .‬أي‬ ‫هيتحاسب عليه لوحده عشان كدة ده ي‬
‫يعت مش الزم كل المسلمي‬ ‫بق زيادة عن كدة فهو فرض كفاية ي‬ ‫علم ي‬
‫باف‬
‫يتعلموه لو حبة تخصصوا فيه وكانوا مكفيي األمة فيسقط الفرض عن ي‬
‫األمة‪.‬‬

‫الحال‪ ،‬بقت حت‬


‫ي‬ ‫ولألسف الشديد يف ظل التفتح والفي يف مجتمعنا‬
‫عل طول نفكر نفسنا بحقيقة‬ ‫أساسيات الدين مش موجودة‪ .‬بس الزم ي‬
‫الدنيا‪ ،‬إنها مجرد امتحان‪ ،‬واألسئلة بتاعت االمتحان معانا من ‪ 1٤00‬سنة‬
‫يف قول الرسول صل هللا عليه وسلم‪":‬ال تزول قدما عبد يوم القيامة حت‬
‫يسأل عن أرب ع‪ :‬عن عمره فيما أفناه‪ ،‬وعن جسده فيما أباله‪ ،‬وعن ماله‬
‫فيما أنفقه ومن أين اكتسبه‪".‬‬

‫الل هتقفوا فيها قدام ربنا وبيسألكم‪ :‬قضيت وقتك يف‬


‫فكروا يف اللحظة ي‬
‫الل عدى عملت فيه إيه؟ ده سؤال صعب لو كانت صحيفتنا‬‫إيه؟ عمرك ي‬

‫‪12‬‬
‫والسع للسعادة والمال ونسينا‬
‫ي‬ ‫فاضية‪ ،‬أو لو حياتنا كلها كانت يف الدنيا‬
‫السعادة الحقيقية‪.‬‬

‫ع هو المفتاح لفهم حياتنا وديننا‪ ،‬والزم نبدأ نجهز إجابات‬ ‫ر‬


‫تعلم العلم الرس ي‬
‫لألسئلة دي‪ .‬الصحابة والتابعي فهموا الكالم ده‪ ،‬وعشان كده كانوا بيقضوا‬
‫ع‪.‬‬ ‫ر‬
‫حياتهم يف تعلم العلم الرس ي‬

‫يحت بن سعيد القطان قال‪" :‬كنت أخرج من البيت قبل الغداة فال أرجع‬
‫يعت كان بيخرج يف طلب العلم من الفجر وال يرجع إال بعد‬
‫إىل العتمة"‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ً‬
‫وأربعي سنة أختلف ربي الشام‬‫ر‬ ‫العشاء‪ .‬ابن شهاب قال" ‪:‬مكثت خمسا‬
‫ً‬
‫والحجاز فما وجدت حديثا أستبعد مكانه‪".‬‬

‫و علشان نبدأ صح ونتعلم دينا صح‪ ،‬يف أساسيات الزم نعرفها‪ .‬وأول جزء‬
‫وف الكتاب ده هو جزء اإليمان وأركانه‪ ،‬هنتعلم من هو هللا‬
‫يف األساسيات ي‬
‫معت اإليمان وأركانه وده أول ما بدأ به الرسول صل هللا عليه وسلم‬
‫ي‬ ‫وما‬
‫معت االيمان قبل ما يتفرض‬
‫ي‬ ‫مع الصحابة يف مكة ‪ 13‬سنة يعلم الصحابة‬
‫صل هللا عليه وسلم قررنا نبدأ‬
‫النت ي‬‫عليهم أي فرض‪ .‬وعشان اتباع سنة ي‬
‫صل هللا عليه وسلم يف تعليم الصحابة‬ ‫ي‬ ‫النت‬
‫يف الكتاب ده بما بدأ به ي‬
‫اساسيات الدين وهو اإليمان‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الباب األول‪:‬‬

‫أركان االيمان‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإليمان باهلل‬

‫توحيد األلوهية و الربوبية‬ ‫‪.1‬‬


‫توحيد األسماء و الصفات‬ ‫‪.2‬‬
‫الحسن‬
‫ي‬ ‫أسماء هللا‬ ‫‪.3‬‬

‫‪15‬‬
‫توحيد الربوبية و األلوهية‬
‫تعالوا نبدأ رحلتنا يف "أركان اإليمان الستة"‪ :‬اإليمان باهلل‪ ،‬مالئكته‪ ،‬كتبه‪،‬‬
‫رسله‪ ،‬اليوم الخر‪ ،‬القدر خبه ر‬
‫وشه‪.‬‬

‫طيب‪ ..‬إيه هو أول و أهم ركن يف أركان اإليمان؟ هو اإليمان باهلل وهو ي‬
‫ال‬
‫هيبق أكب جزء يف الكتاب‪ .‬الزم‬
‫ي‬ ‫باف الكتاب كله عشان كدة ده‬‫عليه بيقوم ي‬
‫العل‪ ،‬الزم نعرف‬
‫ي‬ ‫الحست و صفاته‬
‫ي‬ ‫ه اسماؤه‬
‫نعرف من هو هللا ﷻ و ايه ي‬
‫الل‬
‫بق ي‬‫صل معناها ايه‪ ،‬من هو هللا ي‬ ‫نيج ن ي‬
‫الل بنقولها لما ي‬‫"هللا أكب" ي‬
‫الل أي حد‬
‫بنصل عشانه‪ ،‬و ما حقيقة كلمة "ال إله إال هللا‪ ".‬ي‬‫ي‬ ‫بنعبده و‬
‫يفهمها صح يدخل الجنة‪ .‬كل ده هنعرفه يف باب اإليمان باهلل‪.‬‬

‫ه اصال األدلة وجود هللا؟‬ ‫و لكن يف البداية كدة الزم نفهم إيه ي‬
‫ُ‬
‫أدلة وجود هللا كتبة وال تعد‪ ،‬هنتكلم عن بعضها‪ .‬أول دليل هو الفطرة‪:‬‬
‫تعال‪:‬‬
‫ي‬ ‫البرس ُولدوا عل الفطرة لتوحيد هللا‪ .‬قال‬
‫الزم نكون عارفي إن كل ر‬
‫بت آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم عل أنفسهم‬ ‫"وإذ أخذ ربك من ي‬
‫ألست بربكم قالوا بل شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلي "‬
‫[األعراف‪.]172 :‬‬

‫عل الفطرة‬
‫عل نفسه و ي‬ ‫بيج الدنيا بيشهدوا ي‬‫يعت ربنا قبل ما كل واحد فينا ي‬
‫ي‬
‫بوجود هللا‪ ..‬طيب لو حد قال أنا مش فاكر الكالم ده انه حصل قبل ما‬
‫هنالف إنهم أقروا بأن‬
‫ي‬ ‫اتولد‪ ،‬نقوله ارجع لراء الباحثي يف تاري خ األديان‪،‬‬
‫الل درسوا تاريخها اتخذت معبودات تتوجه لها وتقدسها‪،‬‬ ‫األمم كلها ي‬
‫البديه‪ :‬لماذا عبدوا أشياء‬
‫ي‬ ‫لعلمهم أن المخلوق البد له من خالق‪ .‬والسؤال‬
‫مختلفة غب هللا؟ الجواب عل ده أن الفطرة السليمة وجهتهم للعبادة وأن‬
‫يف خالق لهذا الكون‪ ،‬إنما كل أمة يحيط بها أمور بتخليهم ينحرفوا عن‬

‫‪16‬‬
‫التوجه للمعبود الحق‪ .‬ولو استعملوا العقل مع الفطرة وبعدوا عن العادات‬
‫ً‬ ‫‪ِّ َ َ ْ َ ْ َ َ :‬‬
‫ين َح ِنيفا‬
‫تعال "فأ ِقم وجهك ِل ِ‬
‫لد‬ ‫ف عرصهم‪ ،‬أكيد هيوصلوا للحقيقة‪ .‬قال‬
‫ه‬ ‫ي ْ َ َ ه ه َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫اَّلل "[الروم‪ .]30 :‬وعن ي‬
‫أب‬ ‫اَّلل ال ِ يت فطر الناس عليها َل تب ِديل ِلخل ِق ِ‬
‫ِفطرة ِ‬
‫النت ﷺ قال‪" :‬ما من مولود إال يولد عل الفطرة‪،‬‬ ‫رص هللا عنه عن ي‬ ‫هريرة ي‬
‫فأبواه يهودانه أو ينرصانه أو يمجسانه‪".‬‬

‫دليل الفطرة بيقول إن العباد مفطورون عل معرفة هللا ﷻ‪ .‬قال تعال ‪:‬‬
‫أف هللا شك فاطر السماوات واألرض يدعوكم ليغفر لكم من‬
‫"قالت رسلهم ي‬
‫ذنوبكم ويؤخركم إل أجل مسم "[إبراهيم‪ .]10 :‬حت فرعون لما غرق‬
‫قال" ‪:‬آمنت برب العالمي‪ ،‬رب موىس وهارون[ "األعراف‪].122-121 :‬‬

‫العقل‪ :‬كما يف القاعدة العلمية لكل‬


‫ي‬ ‫عل وجود هللا هو الدليل‬ ‫تاب دليل ي‬‫ي‬
‫ر‬ ‫ُ‬
‫ىسء أم هم الخالقون "[الطور‪:‬‬ ‫ي‬ ‫غب‬ ‫من‬ ‫لقوا‬ ‫خ‬ ‫أم‬ ‫‪:‬‬ ‫"‬‫تعال‬ ‫قال‬ ‫‪.‬‬‫فاعل‬ ‫فعل‬
‫يعت لو‬
‫ي‬ ‫‪.‬‬‫‪ ،]35‬ودي قاعدة فبيائية معروفة‪ .‬كل حدث البد له من محدث‬
‫جيت سألت حد‪" :‬مي عمل الكوباية دي؟" اإلجابة هتكون احتمال من‬
‫التاب أن يكون‬
‫ي‬ ‫اتني‪ :‬إما أنها أوجدت نفسها وده أمر ال يعقل‪ ،‬أو االحتمال‬
‫أوجدها أحد آخر‪ .‬وحسب إتقانها تتوقع قدرة الموجد لها‪ .‬فلما نشوف‬
‫الكون حولنا ومخلوقاته من إنسان وحيوان ونبات وسماء والدقة المحكمة‬
‫يف تفاصيله المذهلة‪ ،‬يدل ده عل وجود خالق يتصف بالقدرة الغب‬
‫محدودة وسعة العلم‪ ،‬وده بيسم عند العلماء التجريبيي "دليل‬
‫الذك‪ .‬ويشهد بهذا اإلتقان‬
‫ي‬ ‫الل بتقوم عليه نظرية التصميم‬ ‫التصميم" ي‬
‫العظيم يف الكون كثب من العلماء والباحثي‪ ،‬منهم هبشل عالم الفلك‬
‫الل قال‪" :‬إن العلم كلما اتسع‪ ،‬زادت الباهي القوية الدالة عل‬ ‫اإلنجلبي ي‬
‫أزل ال حد لقدرته"‪ .‬قال تعال‪":‬سبي هم آياتنا يف الفاق ي‬
‫وف‬ ‫وجود خالق ي‬
‫أنفسهم حت يتبي لهم أنه الحق" فصلت‪53 :‬‬

‫كل حاجة يف الكون بتدلل عل وجود هللا القادر‪ .‬ومن هنا وبعد ما دللنا‬
‫الل لو حققناه دخلنا الجنة‬
‫بق لمعت التوحيد هلل‪ ،‬ي‬
‫عل وجود خالق نتجه ي‬‫ي‬

‫‪17‬‬
‫بدون حساب وال عذاب‪ .‬فعن معاذ بن جبل أن رسول هللا ﷺ قال‪" :‬يا‬
‫معاذ‪ ،‬أتدري ما حق هللا عل العباد وما حق العباد عل هللا؟ قلت‪ :‬هللا‬
‫ً‬ ‫ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬حق هللا عل العباد‪ :‬أن يعبدوه وال ر‬
‫يرسكوا به شيئا‪،‬‬
‫ً‬ ‫وحق العباد عل هللا‪ :‬أن ال يعذب من ال ر‬
‫يرسك به شيئا‪".‬‬

‫التوحيد علم كبب اوي‪ ،‬هنتكلم فيما ال يسع المسلم جهله منه وهو توحيد‬
‫األلوهية وتوحيد الربوبية و بعدها هنتكلم عن األسماء و الصفات‪.‬‬

‫طيب‪ ..‬إيه الفرق بي توحيد األلوهية والربوبية؟ توحيد األلوهية هو‬


‫نصل هلل‬
‫ي‬ ‫يعت‬
‫توحيد هللا بتوجيه كل أعمالنا و نوايانا ليه هو وحده ﷻ‪ ،‬ي‬
‫وحده‪ ،‬نستعي باهلل وحده‪ ،‬نتصدق ونصوم ونحج هلل وحده‪ .‬ي‬
‫فه‬
‫ٍّ‬ ‫َ‬
‫بحق إال هللا ﷻ‪ ،‬فهو وحده‬ ‫العمل ل "ال إله إال هللا"‪ .‬ال معبود‬
‫ي‬ ‫التطبيق‬
‫ُ‬
‫سبحانه المستحق بأن ترصف له جميع العبادات وتكون خالصة له دون‬
‫سواه‪ .‬قال تعال‪":‬وإلهكم إله واحد ال إله إال هو الرحمن الرحيم "[البقرة‪:‬‬
‫‪ .]163‬وقال تعال‪":‬وإذ قال إبراهيم ألبيه وقومه ي‬
‫إنت براء مما تعبدون إال‬
‫فطرب فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية يف عقبه لعلهم يرجعون "‬ ‫ي‬ ‫الذي‬
‫الج القيوم"آل عمران‪:‬‬‫[الزخرف‪ .]28-26 :‬وقال تعال‪":‬هللا ال إله إال هو ي‬
‫‪2‬‬

‫ومما ورد يف فضل هذه الكلمة ‪-‬كلمة التوحيد‪ -‬يف القرآن الكريم أنها وصفت‬
‫بالكلمة الطيبة والقول الثابت‪ ،‬كما قال تعال" ‪:‬ألم تر كيف ضب هللا مثال‬
‫تؤب أكلها كل حي‬‫كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها يف السماء ي‬
‫بإذن رب ها ويرصب هللا األمثال للناس لعلهم يتذكرون "[إبراهيم‪.]25-2٤ :‬‬
‫وأنها العروة الوثق‪ ،‬كما قال تعال" ‪:‬فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن باهلل فقد‬
‫ً‬
‫استمسك بالعروة الوثق ال انفصام لها "[البقرة‪ .]256 :‬من فضائلها أيضا‬
‫رِّ‬
‫مبرسين ومنذرين‪ ،‬كما قال تعال" ‪:‬وما أرسلنا‬ ‫أن الرسل جميعهم أرسلوا بها‬
‫نوح إليه أنه ال إله إال أنا فاعبدون[ "األنبياء‪].25 :‬‬
‫ي‬ ‫من قبلك من رسول إال‬

‫‪18‬‬
‫ً‬
‫أما ما ورد يف فضلها يف السنة النبوية فكثب جدا؛ نذكر منها بعضها‪ :‬أنها‬
‫النت ﷺ أنه قال‪" :‬اإليمان بضع‬ ‫ي‬ ‫أفضل شعب اإليمان‪ ،‬فقد ورد عن‬
‫وسبعون‪ ،‬أو بضع وستون شعبة‪ ،‬أفضلها‪ :‬قول ال إله إال هللا‪ ،‬وأدناها إماطة‬
‫األذى عن الطريق‪".‬‬

‫بق توحيد الربوبية فهو افراد هللا بأفعاله وصفاته واإليمان بان بصفاته‬ ‫أما ي‬
‫وأفعاله ال يقدر عليها اال هو‪ .‬فال رازق إال هللا‪ .‬ال مانع اال هللا‪ ،‬ال فعال يف‬
‫هذا الكون اال هللا‪ ،‬كل ما دون هللا مفعول به‪ .‬مديرك وشغلك ما هم إال‬
‫العل‪ .‬وال خالق إال هللا‪ ..‬طبيبك‬ ‫ي‬ ‫أسباب‪ ،‬إنما من يرزقنا هو هللا الرب‬
‫والشاف هو هللا عز وجل‪ .‬األخذ‬
‫ي‬ ‫ه إال أسباب‪،‬‬‫ال بتعملها ما ي‬‫والعمليات ي‬
‫عل رب األسباب فرض‪ ،‬أمرنا أن نأخذ باألسباب‬ ‫باألسباب سنة و االعتماد ي‬
‫لكن يف األول الزم نستعي ونتوكل عل هللا رب األسباب‪ .‬وال ننظر للسبب‬
‫إنه الطريق الوحيد للرزق او السعة‪ ،‬فاهلل يرزق باألسباب وبدون األسباب‬
‫وبضد األسباب‪ .‬وتأمل قصة سيدنا موىس وإلقاءه يف البحر‪ ،‬كل األسباب‬
‫بتقول إنه هالك‪ ،‬لكن هللا رب األسباب ينجيه ويعيش يف بيت فرعون أكب‬
‫ر‬
‫ىسء‪ ،‬هو الخالق الرزاق المدبر‬ ‫عدو له‪ .‬فاهلل مشيئته نافذة ال يعجزه ي‬
‫ىسء وهو السميع البصب‪".‬‬ ‫ر‬
‫"ليس كمثله ي‬
‫المعاب دي يف قلوبنا ونوكل كل أمورنا هلل‪ ،‬هنا نكون حققنا‬
‫ي‬ ‫فلما نحقق‬
‫ر‬
‫ىسء آخر له القدرة عل الرزق أو‬‫التوحيد‪ .‬طيب لو من جوانا شوفنا إن يف ي‬
‫ر‬
‫الخلق او العون وغبه؟ كده نكون دخلنا يف الرسك معاذ هللا‪ .‬قال تعال ‪:‬‬
‫"وما أمروا إال ليعبدوا هللا مخلصي له الدين حنفاء "[البينة‪.]5 :‬‬

‫توحيد العبادة هو تخصيص العبادة هلل وحده‪ ،‬وطلب العون من هللا‬


‫ً‬
‫تاب مهم جدا يف التوحيد وهو مفهوم الوالء‬
‫بيج مفهوم ي‬
‫وحده ومن هنا ي‬
‫والباء‪.‬‬

‫الوالء هو محبة المؤمني ومواالتهم والباء هو بغض الكافرين والباءة منهم‬


‫ومما يعملون ويعبدون‪ .‬قال تعال‪" :‬وإذ قال إبراهيم ألبيه وقومه ي‬
‫إنت براء‬

‫‪19‬‬
‫فطرب فإنه سيهدين "[الزخرف‪ .]27-26 :‬وعن معاذ‬ ‫ي‬ ‫مما تعبدون إال الذي‬
‫ُ‬
‫أنه سأل رسول هللا ﷺ عن أفضل اإليمان‪ ،‬قال‪" :‬أفضل اإليمان أن تحب‬
‫ُ‬
‫هلل‪ ،‬وتبغض يف هللا‪ ،‬وتعمل لسانك يف ذكر هللا"‪ .‬ومن حديث ابن عباس‬
‫النت ﷺ قال‪" :‬أوثق عرى اإليمان‪ :‬المواالة يف هللا‪،‬‬‫رص هللا عنهما أن ي‬ ‫ي‬
‫والمعاداة يف هللا‪ ،‬والحب يف هللا‪ ،‬والبغض يف هللا عز وجل‪".‬‬

‫تاب للوالء والباء أن يتبأ اإلنسان من كل ما تبأ هللا منه‪ ،‬كما قال‬
‫معت ي‬
‫و ي‬
‫تعال" ‪:‬قد كانت لكم أسوة حسنة يف إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم‬
‫إنا براء منكم ومما تعبدون من دون هللا كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة‬
‫ً‬
‫والبغضاء أبدا "[الممتحنة‪ .]٤ :‬قال تعال‪":‬وأذان من هللا ورسوله إل الناس‬
‫المرسكي ورسوله "التوبة‪3 :‬‬ ‫يوم الحج األكب أن هللا بريء من ر‬

‫العمل؟ الوالء والباء بيحدد عالقتنا بالناس‪ ،‬وبيأكد إن‬ ‫ي‬ ‫طب ايه التطبيق‬
‫الحقيق الزم يكون هلل ولرسوله وللمؤمني بس‪ .‬ده مش معناه إننا‬ ‫ي‬ ‫الوالء‬
‫نظلم أو نعتدي عل غب المسلمي‪ ،‬لكن الزم نكون ثابتي يف عقيدتنا‪ ،‬نمب‬
‫بي الحق والباطل‪ ،‬وندافع عن الحق وأهله‪.‬‬
‫ُ َ ُّ َ َ ْ َ َّ‬
‫اد ه َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ ُ َ ه‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫اَّلل‬ ‫اَّلل َوال َي ْو ِم ال ِخ ِر يوادون من ح‬
‫ربنا قال‪َ":‬ل ت ِجد ق ْو ًما يؤ ِمنون ِب ِ‬
‫َُ‬
‫والل كانوا معاه قدوة‬
‫ي‬ ‫َو َر ُسوله "[المجادلة‪ .]22 :‬ولنا يف سيدنا إبراهيم‬
‫حسنة لما تبأوا من قومهم وما يعبدون من دون هللا‪ .‬عشان كده‪ ،‬الزم‬
‫نخل والءنا هلل ولرسوله وللمؤمني‪ ،‬ونتبأ‬ ‫ي‬ ‫نعيش حياة التوحيد بإخالص‪،‬‬
‫من كل ما يخالف ديننا‪ ،‬نسع لنرصة الحق ونبذ الباطل‪ ،‬ونتقرب لربنا‬
‫بأعمالنا وأقوالنا‪.‬‬

‫ييج دورنا كمسلمي يف دعم إخواتنا يف فلسطي ونرصتهم‬ ‫وف السياق ده‪ ،‬ي‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫يف محنتهم‪ .‬من أهم وسائل الدعم الفعالة مقاطعة منتجات الصهاينة وكل‬
‫الل بيدعموهم‪ .‬المقاطعة دي بتعب عن رفضنا للظلم واالحتالل‪ ،‬ي‬
‫وه‬ ‫ي‬
‫خطوة عملية تجسد معت الباء من الظالمي والمعتدين‪ .‬ربنا قال ‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ َ ْ ِّ َ َّ ْ‬
‫التق َوى َوَل ت َع َاونوا َعل ِاإلث ِم َوال ُع ْد َو ِان "[المائدة‪.]2 :‬‬ ‫"وتعاونوا عل ال ِب و‬

‫‪20‬‬
‫ه تعاون عل الب والتقوى‪ ،‬ودعم إلخواتنا‬ ‫مقاطعة المنتجات الصهيونية ي‬
‫يف فلسطي‪ ،‬ورسالة واضحة إننا ببفض االحتالل والظلم بكل أشكاله‪.‬‬
‫عمل يف حياتنا اليومية‪.‬‬
‫ي‬ ‫الوالء والباء مش مجرد مفهوم نظري‪ ،‬ده تطبيق‬
‫بمقاطعتنا للمنتجات الصهيونية‪ ،‬بنأكد والءنا إلخواتنا المسلمي وبراءنا‬
‫من المحتلي الظالمي‪ ،‬وبنسهم ف دعم قضية عادلة تمثل ً‬
‫جزءا من واجبنا‬ ‫ي‬
‫واألخالف‪.‬‬
‫ي‬ ‫الديت‬
‫ي‬

‫‪21‬‬
‫توحيد االسماء والصفات‬
‫العلماء بيقولوا إذا عرفت المر سهلت األوامر‪...‬لو عرفنا ربنا ﷻ حق‬
‫نصج للقيام و للفجر و نغض‬ ‫ي‬ ‫هيبق سهل علينا نطبق أوامره و‬‫ي‬ ‫المعرفة‬
‫ع صح ال يشف وال يصف و كل‬ ‫ر‬
‫البرص و المحجبات تلبس حجاب ش ي‬
‫الل‬
‫هتبق أسهل ما يكون إلننا هنكون عرفنا مي ي‬ ‫ي‬ ‫ال شايفنها صعبة‬ ‫األمور ي‬
‫بق لو تعرفنا عاألوامر قبل ما تتعرف عليه ﷻ زي‬ ‫أمرنا و هو هللا ﷻ‪ .‬بينما ي‬
‫هيبق صعب علينا جدا االلبام باألوامر‬ ‫ي‬ ‫لألسف ما ناس كتب بب يب أوالدها‬
‫دي وهنبدأ بالتهاون فيها لحد ما نبكها بالكلية‪.‬‬

‫عشان كدة مهم اوي عشان نكون مؤمني باهلل ﷻ حق اإليمان إننا نتعرف‬
‫عل أسماء و صفات هللا ثم نثبت هلل ﷻ كل اسمائه وصفاته ‪-‬إثبات بال‬‫ي‬
‫الل بيطلق عليه توحيد االسماء والصفات؛‬‫ي‬ ‫وهو‬ ‫‪-‬‬ ‫تعطيل‬ ‫بال‬ ‫يه‬
‫وتب‬ ‫تمثيل‬

‫هللا ﷻ قالنا عن نفسه اسماء وصفات سواء يف القرآن ﷺالكريم أو أحاديث‬


‫يعت كما قال‬ ‫ونثبتها َهلل بال تمثيل ي‬ ‫بق أننا نؤمن بها‬ ‫النت ﷺ فاحنا دورنا‬
‫األ ْرض ۚ َج َع َل َلكم ِّم ْن َأ ُنفسكمْ‬‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ي‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ات‬
‫ِ‬ ‫او‬ ‫م‬ ‫الس‬ ‫ر‬ ‫اط‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫[‬ ‫قوله‬ ‫ف‬ ‫نفسه‬ ‫عن‬ ‫ﷻ‬ ‫هللا‬
‫السميعُ‬ ‫ىس ٌء ۖ َو ُه َو َّ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ ِ ْ رَ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ ً َ َ ْ َْ َ ي َْ َ ً َ ْ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫يه ۚ ليس ك ِمث ِل ِه ي‬
‫أزواجا و ِمن األنع ِام أزواجا ۖ يذرؤكم ِف ِ‬
‫ْ‬
‫ال َب ِص ُب]‬

‫يعت أي صفة هلل ﷻ مش زي أي صفة يف فكر أي إنسان أو عند أي مخلوق‬ ‫ي‬


‫كل عن اي اسم‬ ‫اختالف‬ ‫مختلفة‬ ‫ﷻ‬ ‫هللا‬ ‫وصفات‬ ‫فأسماء‬ ‫‪.‬‬ ‫ليس كمثله ر ئ‬
‫ىس‬
‫ي‬
‫فه ليست مماثلة‪.‬‬‫حت لو اتفقت يف االسم ي‬ ‫أو صفة ي‬
‫عل سبيل المثال يف قول هللا ﷻ‬ ‫بالنسبة للتبيه بال تعطيل ي‬
‫َ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ه َ ُ َ ُ َ َ َّ َ ُ َ ُ َ ه َ َ ُ ه َ َ َ‬
‫اَّلل ف ْوق أ ْي ِد ِيه ْم ف َم ْن نكث ف ِإن َما‬
‫[ ِإن ال ِذين يب ِايعونك ِإنما يب ِايعون اَّلل يد ِ‬
‫ْ ُ َ َْ‬
‫َينكث َعل نف ِس ِه]‬

‫‪22‬‬
‫يف الية الكريمة ربنا ﷻ أثبت أن له يد وليست مثل أي يد يعرفها أي مخلوق‬
‫تاب‬ ‫يعت منحرفش كالم هللا ﷻ ونقول إن الصفة دي ربنا قصده ر ئ‬
‫ىس ي‬ ‫ي‬
‫نق صفات هللا تعال أو اسمائه وإنكار قيام صفات‬‫فالتعطيل هنا معناه ي‬
‫هللا تعال به‪.‬‬

‫وما استقر يف عقيدة أهل السنة والجماعة أن ما أثبته هللا ﷻ تعال لنفسه‬
‫من اسماء وصفات وأفعال يجب إثباتها كما وردت دون تحريف وال تعطيل‬
‫وال تمثيل والقاعدة دي جعلتهم يتعاملوا مع ما ثبت يف القرآن والسنة يف‬
‫حق هللا تعال بمبان االعتدال‪.‬‬

‫معت توحيد االسماء والصفات يف اإليمان بما أثبته هللا ﷻ‬ ‫فاحنا الزم نفهم ي‬
‫ّ‬
‫يف نفسه يف كتابه وأثبته له رسوله ﷺ يف سنته من االسماء الحست‪،‬‬
‫العل‪ ،‬من غب تحريف ألفاظها أو معانيها‪ ،‬وال تعطيلها بنفيها‪ ،‬أو‬ ‫والصفات ُ‬
‫نق بعضها عن هللا ﷻ وال تشبيهها بصفات المخلوقي عشان ال نقع يف‬ ‫ي‬
‫ُ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ ُ َ َ َُ ه َ ْ ُ َ‬ ‫َ ه ْ‬
‫ين ُيل ِحدون‬ ‫قول هللا عز وجل‪[ :‬و ِ ِ‬
‫َّلل اَلسماء الحست فادعوه ِبها وذروا ال ِذ‬
‫َ ُ ْ َْ َ َ َ ُ َْ َ َ‬
‫ون]‪.‬‬‫ِ يف اسما ِئ ِه سيجزون ما كانوا يعمل‬

‫الت ال يعبي ها‬


‫الحست ي‬
‫ي‬ ‫ويبي سبحانه لنا يف الية الكريمة أن له االسماء‬
‫الل بينفوا‬
‫فه كاملة ويقصد باإللحاد الميل عن الحق وأهل البدع ي‬ ‫نقص ي‬
‫اسماء هللا ﷻ وصفاته‪.‬‬

‫عل سبيل المثال‬ ‫يعت ي‬‫يعت التماثل يف الصفات ي‬


‫فالتماثل يف المسميات ال ي‬
‫لو قارنا بي قوة األسد وقوة الفأر هل قوتهم متشابهة؟‪ ..‬بالتأكيد أل‪ .‬قوة‬
‫ً‬
‫مسم القوة هنا واحد و لكن ال تماثل يف‬
‫ي‬ ‫معت كده ان‬
‫ي‬ ‫األسد أكب طبعا‪..‬‬
‫حت لو تماثلت المسميات وده بي المخلوقات فما بالكم برب كل‬ ‫الصفات ي‬
‫واألعل واألعظم‪...‬‬ ‫األعل‬ ‫ىسء وهلل ﷻ المثل‬‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫المخلوقات وخالق كل ي‬
‫فهنالف هللا ﷻ يف كتابه الكريم‬
‫ي‬ ‫طب لو عايزين امثلة للكالم ده من القرآن‬
‫َ َهُ ْ َََ ه ُ َ‬ ‫‪ ُ ْ َ َ :‬ه ُ ْ َ ْ َ َ َّ‬
‫اس لعلهم يتذكرون]‬ ‫رصب اَّلل األمثال ِللن ِ‬
‫قال [وي ِ‬

‫‪23‬‬
‫ً‬
‫ربنا بيرصب لنا األمثال عشان نتدبر ونتفكر فمهم جدا انه يكون لنا ورد‬
‫قرآن يف اليوم مش مهم الكم المهم انه يكون بتدبر وتفكر وربنا عشان‬
‫يعت التماثل يف الصفات بيدينا أكب من‬ ‫يأكدلنا أن التماثل يف المسيات ال ي‬
‫مثال؛‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َّ ه َ َ ْ ُ ْ َ ُ َ ُّ ْ َ َ َ‬
‫ات ِإ ٰل أه ِل َها َو ِإذا َحك ْمتم‬ ‫فق قول َهللا ﷻ‪ِ [:‬إن اَّلل يأم ُركم أن تؤدوا األمان ِ‬ ‫ي‬
‫ان َسم ً‬
‫يعا‬
‫َّ ه َ َ َ‬
‫ك‬ ‫اَّلل‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ۗ‬ ‫ه‬‫ب‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ظ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫الناس أن َت ْحك ُموا ب ْال َع ْدل ۚ إ َّن ه َ‬
‫اَّلل نع َّما َ‬ ‫َ ْ َ َّ‬
‫ي‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َب ِص ًبا]‬
‫ان من ُّن ْط َفة َأ ْم َشاج َّن ْب َتليه َف َج َع ْل َن ُاه َسم ً‬ ‫َّ َ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫يعا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وقول هللا ﷻ‪ِ [ :‬إنا خلقنا ِاإلنس ِ‬
‫َب ِص ًبا]‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫األول ربنا ﷻ قال عن نفسه‪" :‬سميعا بصبا" والية الثانية وصف‬ ‫ي‬ ‫يف الية‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اإلنسان انه سميعا بصبا؛ هل يستون! ال طبعا ‪ ..‬زي ما قلنا هللا ﷻ ليس‬
‫ىسء‪.‬‬ ‫ر‬
‫كمثله ي‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ه ُ َ َّ‬
‫اَّلل أنك ْم َستذك ُرون ُه َّن َول ٰ ِكن َل‬ ‫وف مثال تا يب يف قول هللا ﷻ‪[:‬ع ِلم‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫َ ً‬ ‫ُ َ ُ ُ َّ ًّ َّ َ َ ُ‬
‫شا ِإَل أن تقولوا ق ْوَل َّم ْع ُروفا]‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫وه‬ ‫د‬‫اع‬
‫تو ِ‬
‫وقول هللا ﷻ يف الية الكريمة‪:‬‬
‫ُ َ ْ َّ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ َ ْ ُ ُ ُ َّ ُ ْ َ‬
‫ات فَل ت ْر ِج ُعوه َّن ِإل الكفار]‬
‫[َف ِإن ع ِلمتموهن مؤ ِمن ٍ‬
‫األول ربنا أثبت لنفسه العلم والية الثانية أثبت لإلنسان العلم وال‬ ‫ي‬ ‫يف الية‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫األعل كما يف‬
‫ي‬ ‫يوجد تماثل طبعا بي علم البرس وعلم هللا ﷻ وهلل المثل‬
‫قول هللا ﷻ‪:‬‬
‫َ َ ٰ َ َّ ُ َ َ َ َّ رَ ْ ْ‬ ‫َّ َ َ ٰ ُ ُ ه ُ ه‬
‫ىس ٍء ِعل ًما]‬
‫[ ِإنما ِإل هكم اَّلل ال ِذي َل ِإل ه ِإَل هو ۚ و ِسع كل ي‬
‫ووصف علم اإلنسان يف قول هللا ﷻ‪:‬‬
‫ْ ْ َّ َ ً‬ ‫ُ‬ ‫وح م ْن َأ ْمر َر ِّب َو َ‬ ‫الروح ۖ ُقل ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫ون َك َعن ُّ‬
‫وتيتم ِّم َن ال ِعل ِم ِإَل ق ِليَل]‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ِ ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫[ويسأل‬

‫‪24‬‬
‫ىس وعلم االنسان مهما كان فهو قليل وكله بمشيئة هللا‬‫فربنا علمه وسع كل ر ئ‬
‫ﷻ فمهم جدا بعد كل األمثلة المنطقية والقرآنية دي اننا نتيقن و نؤمن انه‬
‫مهما كان يف تماثل يف االسماء ال يوجد تماثل يف الصفات‪.‬‬

‫النت ﷺ أ كدلنا أهمية االسماء والصفات وأهمية دراستها والتفكر‬ ‫سيدنا ي‬


‫النت ﷺ عن فضل وأهمية سورة‬ ‫فيها والتأكيد ده بيظهرلنا يف أحاديث ي‬
‫ال بيتكلموا يف األساس عن اسماء و‬ ‫الكرىس ي‬
‫ي‬ ‫اإلخالص وفضل و أهمية آية‬
‫معت كلمة توحيد االسماء و‬ ‫هنبق فهمنا‬ ‫برسحهم‬ ‫صفات هللا والل ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الصفات فهم صحيح‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الخ ّ‬
‫رص هللا عنه أن رجَل‬
‫ي‬ ‫دري‬ ‫أب سعيد‬ ‫اإلخالص؛ فعن ي‬ ‫و نبدأ بسورة‬
‫ُ ٌ ّ ُ‬ ‫‪ُ ُ :‬‬ ‫ً‬
‫النت ﷺ فذكر‬
‫هللا أحد يرددها‪ ،‬فلما أصبح جاء إل ي‬ ‫سمع رجَل يقرأ قل هو‬
‫ُّ‬
‫ذلك له‪ ،‬وكان الرجل يتقالها‪ ،‬فقال رسول هللا ﷺ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لتعدل ثلث القرآن]‬ ‫نفس بيده! إنها‬
‫ي‬ ‫[والذي‬
‫بق هذه السورة الصغبة بتعدل ثلث القرآن‪..‬‬
‫طب ليه ي‬
‫ثبتت يف فضائل سورة اإلخالص أحاديث كثبة تدل عل عظم السورة‬
‫وأهميتها وتركبها عل ترسيخ أصول العقيدة ومبادئ اإليمان‪ ،‬و أطلق‬
‫وف اإلتقان تسم “سورة‬ ‫عليها يف بعض المصاحف “سورة التوحيد” ي‬
‫األساس” ألنها تحتوي عل توحيد هللا وهو أساس اإلسالم‪ ،‬و هو أحد‬
‫بت عليها اإلسالم‪ ،‬و اشتهر يف كالم السلف‪ :‬أن القرآن‬ ‫الت ي‬‫األركان الثالثة ي‬
‫ُ ٌ‬
‫النت ﷺ عل ثالثة أقسام‪ :‬ثلث منها األحكام وثلث‬ ‫الكريم الذي أنزل عل ي‬
‫منها وعد ووعيد‪ ،‬وثلث منها التوحيد و االسماء والصفات‪ .‬وسورة‬
‫الت ال يمكن ألحد‬ ‫االخالص جمعت االسماء والصفات الخاصة بالمول ﷻ ي‬
‫أن يماثله أو يشابهه فيها‪.‬‬
‫َ‬ ‫وكان َي ْق َرأ ْ‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ ُ ً َ‬
‫عل َ َّ‬
‫ألص َح ِاب ِه يف َصَل ِت ِه ْم‬ ‫شي ٍة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫النت ﷺ انه بعث رجَل‬ ‫وورد عن َّ‬
‫ي‬
‫ه‬
‫للنت َصل ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أح ٌد‪ ،‬فل َّما َر َج ُعوا ذك ُ‬ ‫َف َي ْخت ُم ُبق ْل هو ه ُ‬
‫اَّلل َ‬
‫هللا عليه‬ ‫ي‬ ‫ذلك‬ ‫وا‬‫ر‬ ‫ِ‬

‫‪25‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وسل َم‪َ ،‬ف َ‬
‫قال‪َ :‬سل ُ‬ ‫ه‬
‫قال‪ :‬ألن َها ِصفة‬ ‫ىس ٍء َي ْصن ُع ذلك؟‪ ،‬فسألوه‪ ،‬ف‬
‫ي‬
‫وه ِّ‬
‫ألي ر‬
‫اَّلل ُي ِح ُّب ُه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ُّ ‪َّ ُ ُ ْ :‬‬
‫أن ه َ‬ ‫النت ﷺ أخ ِبوه‬ ‫ُّ ْ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َّ ْ َ‬
‫الرحم ِن‪ ،‬وأنا أ ِحب أن أقرأ بها‪ ،‬فقال ي‬
‫‪‬‬ ‫ً‬
‫إب أسألك بأنك أنت‬ ‫وروي أن رسول هللاﷺ سمع رجل يقول اللهم ي‬
‫هللا الذي ال إله إال أنت األحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن‬
‫له كفوا أحد فقال لقد سألت هللا باالسم الذي إذا سئل به أعىط وإذا‬
‫‪‬‬ ‫دع به أجاب‪.‬‬‫ي‬
‫كل األحاديث ر‬
‫الرسيفة السابقة اكدت أهمية و فضل سورة اإلخالص‬
‫وأهمية دراستها والتفكر فيها‪..‬‬

‫معت سورة اإلخالص وايه سبب نزولها ؟‪‬‬ ‫ي‬ ‫طب ايه‬
‫ر‬
‫ذكر بعض المفرسين أن سبب نزول سورة اإلخالص؛ الرد عل المرسكي‬
‫النت ﷺ يسألونه عن ربه ﷻ ؛ بقولهم‪ :‬انسب لنا ربك‪ ،‬وقيل‬ ‫الل جاؤوا إل ي‬‫ي‬
‫إنها نزلت بسبب سؤال اليهود للنت ﷺ ؛ بقولهم‪ :‬صف لنا ربك‪ ،‬وسواءٌ‬
‫ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المرسكون أو اليهود قد سألوا عن هللا ّ‬
‫ر‬
‫وجل؛ فإن الجواب جاء‬ ‫عز‬ ‫كان‬
‫‪ َ ُ ْ ُ :‬ه ُ ََ ٌ‬ ‫ً‬
‫واضحا يف سورة اإلخالص الكريمة فأنزل هللا ﷻ قوله [قل هو الل ه أحد*‬
‫َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫هُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ه ُ‬
‫الص َمد* ل ْم َي ِلد َول ْم ُيولد* َول ْم َيكن له كف ًوا أ َحد]‪‬‬ ‫الل ه‬
‫‪‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ ْ ُ َ هُ ََ ٌ ُ‬
‫ومعت (قل هو اَّلل أحد)‪ :‬قل يا محمد قوال جازما مؤكدا‪ ،‬أن هللا ﷻ أحد‬
‫منفرد بصفات الكمال والجالل‪ ،‬له االسماء الحست والصفات ُ‬
‫العليا ‪..‬‬ ‫ٌ‬

‫والفرق بي اختيار هللا ﷻ لفظ أحد يف الية الكريمة وليس واحد كبب‬
‫جاءب واحد من الناس وال‬
‫ي‬ ‫بت لمفتتح العدد فممكن تقول‪:‬‬
‫فالواحد اسم ي‬
‫جاءب أحد فاألحد منفرد بالمعت وممكن تقول‪ :‬واحد اثنان يف‬
‫ي‬ ‫تقول‪:‬‬
‫األعداد المتتالية وصعب تقول أحد اثنان‪.‬‬

‫ولفظ واحد له مؤنث و هو واحدة ولفظ احد ليس له مؤنث؛ ولفظ واحد‬
‫يمكن تجزيئه (نصف واحد ‪ ..‬رب ع واحد) ولكن األحد ال يمكن تجزئته‪..‬‬

‫‪26‬‬
‫ىسء‪ ،‬فممكن تقول‪ :‬رجل واحد‪ ،‬وثوب‬‫ر‬
‫لفظ واحد يمكن جعله وصف ألي ي‬
‫واحد‪،‬‬

‫ىسء يف جانب اإلثبات بأحد إال هللا األحد‪( :‬قل هو هللا‬‫ر‬


‫وال يصح وصف ي‬
‫أحد)‪.‬‬

‫ومن الفروق الواضحة بي الواحد واألحد ان الواحد يقال عن العاقل والغب‬


‫عاقل؛ عن الجماد واالنسان فممكن نقول جمل واحد أو كتاب واحد أو‬
‫انسان واحد‪ ،‬ولكن أحد ال تقال اال هلل ﷻ‪ .‬ولو جينا نتكلم عل الواحد‬
‫فه صفة‬ ‫عل وزن اسم فاعل؛ اما بالنسبة الحد ي‬ ‫كمصطلح لغوي فهو ي‬
‫مشبهة والصفة المشبهة يف القوة اقوي من اسم الفاعل‪.‬‬

‫فكأن هللا ﷻ استأثر بهذا النعت فاألحد صفة من صفات هللا ﷻ استأثر‬
‫ىسء وليس له ثان‪.‬‬‫ر‬ ‫ر‬
‫بها‪ ،‬فال يرسكه فيها ي‬
‫هللا الصمد ‪..‬الصمد الكامل الذي تصمد إليه الخالئق يف حاجاتها‪ ،‬ترجوه‬
‫وتسأله وترصع إليه حاجاتها فاهلل ﷻ ال يحتاج ألحد ويحتاج إليه كل أحد‬
‫تنبع إال له‪.‬‬
‫الت ال ي‬
‫فهذه صفته ي‬
‫فهو الصمد الذي لم يلد ولم يولد؛ فالعلماء قالوا انها رد عل ثالث طوائف‬
‫القائلون اتخذ هللا سبحانه ولدا هم من قال من اليهود بأن ً‬
‫عزيرا ابن هللا‪،‬‬
‫ومن قال من النصارى بأن المسيح ابن هللا‪ ،‬ومن قال من العرب‬
‫ر‬
‫المرسكي بأن المالئكة بنات هللا‪.‬‬

‫ومعت‪ :‬لم يكن له كفوا أحد أي لم يكن أحد من خلقة مماثال وال مشابها‬
‫له‪ ،‬ال يف اسمائه وال يف صفاته‪ ،‬وال يف أفعاله‪،‬‬
‫ّ‬
‫أي أن هللا ﷻ ال يكافئه أحد بالمكانة؛ فال شبيه له وال مثيل‪ ،‬وال ِند له وال‬
‫‪‬‬‫نظب‪ ،‬حيث ان التوحيد أهم مبدأ دعا إليه اإلسالم‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ال كلنا ببردها يف الصلوات و األذكار كل يوم‬‫و بعد ما فهمنا سورة اإلخالص ي‬
‫النت ﷺ‬
‫الكرىس إلنها أعظم آية يف القرآن بقول ي‬
‫ي‬ ‫معت آية‬
‫الزم كمان نفهم ي‬
‫عل وحدانية هللا ﷻ‪.‬‬
‫إلنها تدل ي‬
‫رص هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ ‪[ :-‬يا أبا‬ ‫ي‬ ‫أب بن كعب ‪‬‬ ‫عن ي‬
‫ُ‬
‫آية من كتاب هللا معك أعظم؟ " قال‪ :‬قلت‪ :‬هللا ورسوله‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫المنذر‪ ،‬أتدري أي ٍ‬
‫ُ‬
‫أعظم؟ " قلت‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫أعلم! قال‪" :‬يا أبا المنذر أتدري أي ٍ‬
‫آية من كتاب هللا معك‬
‫وم‪‬قال‪ :‬فرصب يف صدري وقال‪" :‬ليهنك‬ ‫القي ُ‬ ‫هللا ال إله ّإَل ُهو ُّ‬
‫الج ُّ‬ ‫ُ‬
‫ي‬
‫ُ‬
‫العلم أبا ُ‬
‫المنذر‪].‬‬

‫ص هللا عنه؛ قال‪ :‬قال رسول هللاﷺ‪‬‬ ‫أب أمامة‪‬ر ي‬ ‫وعن ي‬


‫الجنة ّإَل أن ُ‬
‫يموت]‬
‫ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫صالة لم يمنعه من دخول‬
‫ّ ُ‬
‫رىس د ُبر ك ّل‬
‫ٍ‬ ‫[من قرأ آية الك ي‬
‫وه قوله ﷻ‪:‬‬ ‫ه ْأعظم ْ َآية يف كتاب هللا بنص الرسول ﷺ ي‬ ‫الكرىس ي‬
‫ي‬ ‫فآية‬
‫الس َم َوات َوماَ‬‫وم ال َت ْأ ُخ ُذ ُه س َن ٌة َوال َن ْو ٌم َل ُه َما ف َّ‬ ‫ج الق ُّي ُ‬ ‫اَّلل ال إ َل َه إ ََّل ُه َو ال َُّ‬
‫[ هُ‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َْ‬ ‫األ ْرض َم ْن َذا هالذي َي ْش َف ُع ع ْن َد ُه إ ََّل بإ ْذنه َي ْع َل ُم َما َب ْ َ‬ ‫َ‬
‫ي أ ْي ِد ِيه ْم َو َما خلف ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ يف‬
‫َ َ‬
‫األ ْرضَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ َ َ َ ْ ُّ ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ ُ ُ َ رَ‬
‫ات و‬‫س ٍء ِمن ِعل ِم ِه ِإَل ِبما شاء و ِسع كر ِسيه السمو ِ‬ ‫ْ‬ ‫وال ي ِحيطون ب‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ ُ ْ ِ ُ ي َ َ ُ َ ْ َ ُّ ْ‬
‫وال يئوده ِحفظهما وهو الع ِ يل الع ِظيم]‪.‬‬

‫معاب عظيمة من جهة توحيد هللا ﷻ‪ ،‬وإثبات اسمائه‬ ‫ي‬ ‫واشتملت الية عل‬
‫وصفاته‪ ،‬وعموم علمه وقدرته‪.‬‬

‫وم]‬ ‫اَّلل ال إ َل َه إ ََّل ُه َو ْال َ ُّ‬


‫ج ْال َق ُّي ُ‬ ‫فقوله سبحانه ﷻ‪ [ :‬ه ُ‬
‫ي‬ ‫ِ ِ‬
‫يعت‪ :‬ال معبود بحق إال هو‪ ،‬هللا ال‬
‫فمعت كلمة التوحيد‪ :‬ال إله إال هللا‪ ،‬ي‬
‫معبود حق سواه‪ ،‬واإلله هو المعبود‪ ،‬والتأله هو التعبد ثم مدح هللا ﷻ‬
‫‪‬‬‫(الج القيوم)‬
‫ي‬ ‫نفسه بصفتي جليلتي فقال‪:‬‬
‫ر‬ ‫•‬
‫الج‪ :‬الذي ال يموت‪ ،‬فكل ي‬
‫ىسء هالك إال وجهه ﷻ‬ ‫ي‬

‫‪28‬‬
‫• القيوم‪ :‬أي دائم القيام بجميع شؤون الخلق‪ ،‬وهو القائم عل كل‬
‫ىسء‪ ،‬فاهلل ﷻ قائم بتدبب خلقه يف أرزاقهم وكل ما يحتاجون إليه‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ىسء‪ ،‬كما قال‬ ‫ر‬
‫وأقام كل ي‬ ‫فهو الذي أقام السماوات‪ ،‬وأقام األرض‪،‬‬
‫َ ْ َ َ ْ َ ُ َ َّ َ ُ َ َ ْ ُ َ‬
‫‪‬‬ ‫ْ‬
‫هللا ﷻ [و ِمن آي ِات ِه أن تقوم السماء واألرض ِبأم ِر ِه]‪.‬‬
‫ََ‬ ‫ه‬ ‫َ َ ْ ُ َ ْ َ َ ُ‬ ‫َ ْ ْ َ َّ‬
‫اَّلل ﷺ َي ْو ًما فقال‪:‬‬
‫ول ِ‬ ‫اس قال كنت خلف رس ِ‬ ‫فعن اب ِن عب ٍ‬
‫ْ َ ْ هَ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ هَ َ ْ ُ َ َ‬ ‫ِّ َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َُ‬
‫اَّلل ت ِجد ُه ت َجاهك‬ ‫ات احفظ اَّلل يحفظك احفظ‬ ‫ٍ‬ ‫[ َيا غَل ُم ِإ يب أ َعل ُمك ك ِل َم‬
‫ه َ ْ َ َ َّ ْ ُ َ َ‬
‫اعل ْم أن األ َّمة ل ْو‬ ‫َ َ َْ َ َ ْ َ ْ ه َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ‬
‫ِإذا سألت فاسأل اَّلل و ِإذا است َعنت فاست ِعن ِب ِ‬
‫اَّلل و‬
‫ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ رَ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َ َّ ر َ ْ َ ْ َ َ َ ُ ه ُ َ َ َ‬
‫اَّلل لك َول ْو‬ ‫س ٍء قد كتبه‬ ‫س ٍء لم ينفعوك ِإَل ِب ي‬ ‫اجتمعت عل أن ينفعوك ِب ي‬
‫ْ َ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ ُّ َ ر َ ْ َ ْ َ ُ ُّ َ َّ رَ ْ َ ْ َ َ َ ُ ه ُ َ َ ْ َ‬
‫س ٍء قد كتبه اَّلل عليك‬ ‫س ٍء لم يرصوك ِإَل ِب ي‬ ‫وا َ ْع َل أن يَّرصوك ِب ي‬ ‫اجتمع‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ َ َ ْ‬ ‫ُ َ ْ ْ‬
‫ر ِفعت األقَلم وجفت الصحف]‬

‫ىسء قائم بأمور الدنيا والخرة وكل أمورنا‬ ‫ر‬


‫عل كل ي‬ ‫الج القيوم قادر ي‬ ‫فاهلل ي‬
‫تقوم بأمر هللا فال حول لنا والقوه اال به ﷻ‪.‬‬

‫يعت‪ :‬ال تصيبه‪ ،‬وال تعبيه سنة‪،‬‬ ‫َْ ُ ُ ُ ٌَ َ َْ ٌ‬


‫ولهذا قال بعدها [ال تأخذه ِسنة وال نوم] ي‬
‫وه النوم الخفيف‪ ،‬وال نوم وهو النوم الثقيل‪ ،‬فال يعبيه‬ ‫وه النعاس‪ ،‬ي‬ ‫ي‬
‫غفلة‪ ،‬وال نعاس‪ ،‬وال نوم‪ ،‬وال موت‪ ،‬بل حياته كاملة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َُ َ‬
‫ىسء‪ ،‬هو المالك‬ ‫ي‬
‫األ ْرض] يعت‪ :‬هو المالك لكل ر‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ات َو َما ِ يف‬ ‫َّ َ َ‬
‫[له ما ِ يف السمو ِ‬
‫ىسء‪.‬‬ ‫ر‬
‫للسماء وما فيها‪ ،‬واألرض وما فيها والمالك لكل ي‬
‫ْ َ َّ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ه‬
‫[ َم ْن ذا ال ِذي َيشف ُع ِعند ُه ِإَل ِب ِإذ ِن ِه] أي‪ :‬ال أحد يستطيع يشفع إال بإذنه ﷻ‬
‫النت محمد ﷺ إال بإذنه‪ ،‬حت‬ ‫يعت‪ :‬يوم القيامة ال يتقدم أحد يشفع حت ي‬ ‫‪ ،‬ي‬
‫يأذن له لعظم مقامه وجبوته وكونه ﷻ المستحق ألن يعظم ويجل‪ ،‬وأال‬
‫يتقدم بي يديه إال بإذنه ؛فإذا اشتد الكرب يوم القيامة بالناس؛ فزع‬
‫يقض بينهم‪ ،‬فيعتذر‬ ‫ي‬ ‫المؤمنون إل أبيهم آدم؛ ليشفع لهم إل هللا حت‬
‫نوحا؛ فيعتذر ‪-‬عليه الصالة والسالم‪-‬‬ ‫آدم‪ ،‬ثم يحيلهم عل نوح ‪ ،‬فيأتون ً‬
‫ويقول‪ :‬اذهبوا إل إبراهيم ‪ ،‬فيأتون إبراهيم فيعتذر ويقول‪ :‬اذهبوا إل‬

‫‪29‬‬
‫نفس‪ ،‬فيقول لهم‬ ‫ي‬ ‫نفس‬
‫ي‬ ‫موىس‪ ،‬فيأتون موىس؛ فيعتذر‪ ،‬وكل واحد يقول‪:‬‬
‫نفس‪ ،‬اذهبوا إل‬‫ي‬ ‫نفس‬
‫ي‬ ‫موىس‪ :‬اذهبوا إل عيس ‪ ،‬فيأتون عيس فيقول‪:‬‬
‫ً‬
‫محمد ﷺ فيأتون محمدا ﷺ فيقول‪ :‬أنا لها ﷺ ثم يتقدم‪ ،‬فيسجد بي يدي‬
‫ويثت عليه سبحانه بمحامد يفتحها عليه‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ربه‪ ،‬ويحمد بمحامد عظيمه‪،‬‬
‫ثم يقال له‪ :‬يا محمد! ارفع رأسك‪ ،‬وقل يسمع‪ ،‬وسل تعط‪ ،‬واشفع تشفع‪،‬‬
‫يقض هللا بينه‪.‬‬
‫ي‬ ‫فعند ذلك يشفع يف الناس أن‬

‫يعت‪ :‬هو العالم بأحوال عباده‪ ،‬ال يخق‬ ‫‪:‬‬ ‫]‬‫م‬‫ي َأ ْيديه ْم َو َما َخ ْل َف ُه ْ‬‫[ َي ْع َل ُم َما َب ْ َ‬
‫ي‬ ‫ِ ِ‬
‫يأب‪ ،‬ويعلم‬ ‫عليه خافية ﷻ يعلم ما بي أيديهم‪ ،‬وما خلفهم‪ ،‬ما مض‪ ،‬وما ي‬
‫ىسء‪.‬‬ ‫ر‬
‫أحوال عباده الماضي والخرين‪ ،‬ويعلم كل ي‬
‫ر‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ ُ ُ َ‬
‫ون ب ر َ ْ‬
‫بسء من‬‫س ٍء ِمن ِعل ِم ِه ِإَل ِبما شاء]‪ :‬فهم ال يحيطون ي‬ ‫[وال ي ِحيط ِ ي‬
‫علمه‪ ،‬إال بما أطلعهم عليه؛ فهو العالم بأحوال عباده كلهم ماضيها‬
‫والحقها‪ ،‬يعلم أحوالهم‪ ،‬وما صدر منهم‪ ،‬وما ماتوا عليه‪ ،‬وما لهم يف الخرة‬
‫يعت مفيش أي اكتشاف أو علم أي عالم اكتشفه إال بمشيئة هللا ﷻ مفيش‬ ‫ي‬
‫حاجة حصلت أو هتحصل إال بمشيئة هللا ﷻ‪.‬‬
‫َ َ‬
‫األ ْر َ‬ ‫ُّ ُ َّ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫الكرىس‪ :‬هو موضع‬ ‫ي‬ ‫ض]‪ :‬قال ابن عباس‬ ‫ات و‬ ‫[و ِسع ك ْر ِسيه السمو ِ‬
‫الكرىس‬
‫ي‬ ‫قدم الرب) و قال أبو ذر سمعت رسول هللا ﷺ يقول‪:‬ما‬ ‫القدمي( ي‬
‫يف العرش إال كحلقة من حديد ألقيت بي ظهري فالة من األرض‪.‬‬

‫قدم الرحمن ﷻ عل أصح األقوال فيه‪ ،‬والعرش أكب‬


‫فالكرىس هو موضع ي‬
‫ي‬
‫‪‬‬‫الكرىس‪.‬‬
‫ي‬ ‫من‬
‫ً‬
‫استواء يليق بجالله‪ ،‬وله‬ ‫والعرش هو أعظم المخلوقات‪ ،‬وعليه استوى ربنا‬
‫‪‬‬‫قوائم‪ ،‬ويحمله حملة من المالئكة عظام الخلق‪.‬‬

‫رص هللا عنه قال‪ :‬بي السماء الدنيا ي‬


‫والت تليها خمسمائة‬ ‫عن ابن مسعود ي‬
‫والكرىس‬
‫ي‬ ‫عام وبي كل سماء خمسمائة عام‪ ،‬وبي السماء السابعة‬

‫‪30‬‬
‫الكرىس والماء خمسمائة عام‪ ،‬والعرش فوق الماء‪،‬‬
‫ي‬ ‫خمسمائة عام‪ ،‬وبي‬
‫ىسء من أعمالكم‪.‬‬‫ر‬
‫وهللا فوق العرش ال يخق عليه ي‬
‫نعىط هللا‬
‫ي‬ ‫فدا يبي لنا اد ايه هللا ﷻ كبب وعظيم ومهما قولنا أو وصفنا ال‬
‫ىسء كما يف قوله ﷻ‪:‬‬ ‫ر‬
‫عل كل ْ ي‬ ‫القادر ي‬ ‫ً َ‬
‫ﷻ حق قدره فاهلل ﷻ القوي الملك‬
‫ه َ َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ض َج ِميعا قبضته يوم ال ِقيام ِة]‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫األ ْر ُ‬‫[ َو َما قد ُروا اَّلل حق قد ِر ِه و‬

‫يعت‪ :‬ال يكرث الرب ﷻ‪ ،‬وال يثقله‪ ،‬وال يشق عليه‬ ‫َ َُ ُ ُ ْ ُ َ‬


‫[وال يئوده ِحفظهما]‪ :‬ي‬
‫حفظ المخلوقات هو الحافظ للسماوات‪ ،‬وهو الحافظ لألرض وما فيهما‪،‬‬
‫ىسء‪.‬‬ ‫ر‬
‫عل كل ي‬ ‫وال يشق عليه ذلك‪ ،‬بل هو القادر ي‬
‫يم]‪:‬‬ ‫ل ْال َعظ ُ‬ ‫وينه هللا ﷻ الية الكريمة بقوله ﷻ [ َو ُه َو ْال َع ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ي‬
‫فهو العال من جهة كمال اسمائه وصفاته وسلطانه وقدرته ﷻ وله ر‬
‫الرسف‬ ‫ي‬
‫الرسف‬‫وأشفه ﷻ فله علو السلطان وعلو ر‬ ‫والفضل‪ ،‬فهو أفضل رىسء‪ ،‬ر‬
‫ي‬
‫العل فوق جميع خلقه‪ ،‬القادر عل‬ ‫والقدر وعلو المكان فوق العرش‪ ،‬هو ي‬
‫ىسء‪ ،‬العظيم السلطان‪ ،‬المترصف يف عباده كيف يشاء‪ ،‬وهو العظيم‬ ‫ر‬
‫كل ي‬
‫الذي ال أعظم منه‪ ،‬فله العظمة الكاملة فال أعظم منه‪ ،‬وال أكب‪ ،‬وال أعلم‪،‬‬
‫وال أقدر ﷻ‪.‬‬

‫الحست هلل‬ ‫وبعد ما عرفنا معاب أهم سورة و أهم أية ر‬


‫لرسح توحيد االسماء‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫عل كل اسم من هذه االسماء و معناه و مقتضاه و ازاي‬‫ﷻ فالزم نتعرف ي‬
‫ندع بيه و عشان كدة ده موضوع الفصل القادم‬ ‫ي‬ ‫نستفيد منه و ازاي‬
‫الحست"‪.‬‬
‫ي‬ ‫"اسماء هللا‬

‫‪31‬‬
‫ر‬
‫الحست‬ ‫االسماء‬
‫ي‬
‫ولسه مستمرين معاكم يف رحلتنا لمعرفة هللا‪ ،‬ألن أول ركن من أركان اإليمان‬
‫هو اإليمان باهلل‪ ،‬ومش هيحسن وال هيصدق إيماننا باهلل إال بمعرفته حق‬
‫المعرفة‪ ،‬ولو أمض اإلنسان عمره كله يتعرف عل هللا‪ ،‬لما كفاه عمره‬
‫لعظمة هللا وجالله وجماله‪ ،‬بس احنا هنحاول نعرف لمحات بسيطة عن‬
‫ه رحلة عمر‪ ،‬الزم تكملها بنفسك‬ ‫هللا يف كتابنا دا‪ ،‬ورحلة معرفة هللا ي‬
‫عشان تدخل جنة الدنيا والخرة‪ ،‬وجنة الخرة معروفة‪ ،‬بس جنة الدنيا كما‬
‫ه معرفة هللا وعبادته حق العبادة عن معرفة وعلم ويقي‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ي‬
‫ومن أعظم ما نتعرف به عل هللا‪ ،‬أننا نتعلم عن اسمائه الحست وصفاته‬
‫معاب كل اسم وكل صفة ومقتضاها‪.‬‬ ‫ي‬ ‫العال‪ ،‬ونفهم‬

‫ولكن لية الزم نعرف اسماء هللا ﷻ و نفهم معناها ‪...‬؟!‬

‫الن ده أهم سؤال فحياتنا‪ ..‬ده اول سؤال هنتسأله ف القب [من ربك ؟ ]‬
‫فلو أصال مش عارفي اجابته فالدنيا فأكيد مش هنعرف نجاوب يف القب و‬
‫ده األهم‪.‬‬

‫و معرفتنا وفهمنا لمعت اسماء هللا ﷻ دليل عل محبتنا هلل ﷻ‬

‫ده غب أنها هتكون سبب الستجابة دعائنا‪ ..‬لما نعرف معت كل اسم‬
‫انه اسم يتجل يف حياتنا فالوقت ده‬
‫هنعرف فكل موقف احنا محتاج ي‬
‫أشفت‬
‫ي‬ ‫شاف‬
‫قلت‪ ،‬يا ي‬
‫فندع أن يا رزاق أرزقت‪ ،‬يا هادى أهدى ي‬
‫و ال يليق بنا كمسلمي موحدين باهلل ﷻ أن نكون عارفي تاري خ أندية و‬
‫العبي و أنواع سيارات و تاري خ الفن و الفناني و نبق مش عارفي معت‬
‫دلوقت‬
‫ي‬ ‫اسم هللا الصمد مثال‪ .‬كل واحد فينا الزم يقف مع نفسه وقفة‬

‫‪32‬‬
‫ويسأل نفسه تعرف ايه عن ربنا و يشوف هيتكلم قد ايه؟ خمس دقايق؟‬
‫نبق بنتكلم عن‬ ‫ر‬
‫عرس دقايق ؟ ساعة بالكتب؟ طب مش عيب يف حقنا ي‬
‫الكورة و الفن و المسلسالت بالساعات بدون توقف و عارفي كل تفاصيلها‬
‫ال بإيده مقادير‬
‫ال خلقنا و ي‬
‫و مش عارفي نتكلم ساعة واحدة بس عن ي‬
‫السماء و األرض‪.‬‬

‫عشان كدة الفصل ده من أهم الفصول يف الكتاب‪ ..‬الزم كل حد فينا يفهمه‬


‫ويحفظه بقلبه قبل لسانه عشان اما نتسأل يف القب من منكر و نكب يف‬
‫ال‬‫مشهد مرعب سؤال (من ربك؟) القلب المتشبع بأسماء هللا بس ي‬
‫هيجاوب فالوقت ده‪.‬‬

‫اكب من ‪ 99‬اسم و له صفات كثبة اخري ذكرت‬ ‫والزم نعرف ان هللا ﷻ له ر‬


‫يف القرآن و السنة لكننا هنستعرض ال ‪ 99‬اسم الواردة يف األحاديث النبوية‬
‫الصحيحة و نعرف معناها و ازاى نتعبد هلل ﷻ بها‪.‬‬

‫النت ﷺ قال‪ [ :‬إن هلل تسعة وتسعي اسما من‬


‫فكما ورد يف الحديث عن ي‬
‫أحصاها دخل الجنة ]‬

‫العلماء وضحوا معت كلمة أحصاها‪ :‬أن مش المقصود حفظها‪ ،‬أنما‬


‫ال هنعرفه مع بعض يف‬
‫المقصود علمها و معرفة معناها و العمل بها و ده ي‬
‫كل اسم‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪‬‬
‫اسم (هللا)‬

‫اسم "هللا" هو أعظم األسماء وأشملها‪ ،‬ويمثل كمال الصفات وجالل‬


‫والل ُيعتب‬
‫ي‬ ‫معاب األلوهية والتوحيد‪،‬‬
‫ي‬ ‫الذات اإللهية‪ .‬االسم الجامع لكل‬
‫األصل يف أسماء هللا الحست كلها‪" .‬هللا" ليس مجرد اسم‪ ،‬بل هو معجزة‬
‫معان عظيمة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫لغوية‪ ،‬يحمل يف طياته‬

‫الجمال يف اسم "هللا" يبدأ من تكوينه اللغوي‪ .‬فهو اسم فريد‪ ،‬ال ُيشتق من‬
‫ئ‬
‫تلقاب‬ ‫أي جذر لغوي آخر‪ ،‬بل هو مشتق من ذاته‪ .‬واما بننطق هذا االسم‪،‬‬
‫ي‬
‫ر ً‬
‫مباشة‪ .‬قال هللا تعال ‪:‬‬ ‫بنشعر بالراحة والسكينة‪ ،‬وكأننا نتواصل مع خالقنا‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َّ ُ َ َ ُ ْ َ ْ َ َّ َ َ ُ َ َّ ْ َ ُ‬ ‫ُ َ هُ ه‬
‫اَّلل ال ِذي ال ِإله ِإَّل هو ع ِالم الغي ِب والشهاد ِة هو الرحمن الر ِحيم "‬ ‫" هو‬
‫الحرس‪22 :‬‬‫ر‬

‫دع به أجاب و إذا سئل به أعىط‪ .‬هو‬ ‫وهو اسم هللا االعظم الذى اذا ي‬
‫االسم الذى اذا ذكر عل القليل ر‬
‫كبه ولو قاله المستغيث أغاثه هللا ﷻ‬

‫ابن عباس قال‪ :‬هو ذو االلوهية والعبودية عل جميع خلقه‬

‫ونالحظ ان كل اسماء هللا فيها صفة وليس العكس فمثال اسم السميع‬
‫يعكس صفة السمع اسم البصب يعكس صفة البرص اال اسم (هللا) ﷻ ال‬
‫معت جميع الصفات كلها‪.‬‬
‫يعكس صفة إلنه يحمل ي‬
‫قال الشعراوى‪ :‬اسم هللا ﷻ هو اسم علم عل واجب الوجود و يحمل‬
‫معاب كل الصفات الربانية األخرى‬
‫ي‬
‫وده فيه تسهيل للعباد يف وقت الدعاء ألنك بدل ما هتبحث عن االسم‬
‫الذي له معت لحل مشكلتك مثل اسم الشاف يف المرض و الرزاق لطلب‬
‫تدع بيها‬
‫ال تقدر ي‬‫الرزق فاسم هللا هنا يقدر يجمع كل الصفات الربانية ي‬
‫أي دعاء فهو اسم يدل عل كمال الصفات و األسماء‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الرحمن – الرحيم‬

‫اسمان يدالن عل الرحمة الواسعة لكن يف اختالف بي معناهم‬

‫اسم هللا الرحمن معناه المبالغة يف الرحمة الواسعة لكل المخلوقات و‬


‫ه ال تنته‪ ،‬ومبالغة‬
‫مبالغة يف تعدد رحمته فرحمة هللا ﷻ ليس لها عدد و ي‬
‫يأب وهو يظن أن هللا ﷻ‬‫يف عظمة الرحمة لدرجة أن إبليس يوم القيامة ي‬
‫هبحمه و يدخله الجنة‬

‫رحمت‬
‫ي‬ ‫قال رسول هللاﷺ‪ [:‬لما قض هللا الخلق كتب عنده فوق عرشة ‪ :‬إن‬
‫نالف اسم الرحمن دايما بييج مع ذكر العرش‬
‫غضت ] عشان كده ي‬‫ي‬ ‫سبقت‬
‫كقوله ﷻ [الرحمن عل العرش أستوى]‬

‫غضت] و مش عل‬ ‫ي‬ ‫رحمت سبقت‬ ‫ي‬ ‫طب ليه ربنا كتب عل العرش [إن‬
‫الكرىس كما جاء‬
‫ي‬ ‫الكرىس هو موضع قدم الرحمن و‬
‫ي‬ ‫الكرىس ‪..‬؟ اإلجابة إلن‬
‫ي‬
‫يف الحديث أن حجمه من العرش كحلقة يف فالة (دبلة اترمت يف الصحراء)‬
‫‪‬‬‫متخيل حجم العرش‪..‬؟‬

‫العرش هو أكب مخلوق‪ ،‬لذلك ربنا أراد أن يكتبه عل أوسع مخلوق فالكون‬
‫إليضاح وسع رحمته عز وجل‪.‬‬

‫ومعت‬ ‫ومن معاب الرحمن أنه يرحم كل الخالئق حت الكافر أو ر‬


‫المرسك‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫رحمته بالكفار و المرسكي أن رزقهم بالصحة و القوة و المال رغم أنكارهم‬
‫و عدم أعبافهم بوجود هللا ﷻ‬

‫اما الرحيم‪ :‬وهو رحمة هللا ﷻ الواسعة يف الخرة‪ ،‬و رحمته يف الخرة ي‬
‫ه‬
‫للمؤمني فقط‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫و ده االختالف بي الرحمن (رحمان الدنيا لكل المخلوقات) والرحيم (رحيم‬
‫األخرة)‪ ..‬قال هللا ﷻ [و كان بالمؤمني رحيما]‬

‫و من تمام رحمة ربنا انها مش الزم كل مرة تكون يف شكل خب انت شايفه‬
‫عس ان تحبوا شيئا و هو رش لكم) فممكن الرحمة‬ ‫خب‪ .‬هللا ﷻ بيقول (و ي‬
‫ىسء انت بتتمناه‪ ،‬إلنه ربنا يعلم أن االمر ده فيه‬ ‫ر‬
‫نفسها تكون يف شكل منع ي‬
‫السء ده فيه مصلحتك ونجاتك‪..‬‬ ‫ر‬
‫هالكك حت لو كنت بنظرتك شايف إن ي‬
‫ىسء يف كل أحوال‬ ‫ر‬
‫الل رحمته وسعت كل ي‬ ‫فالزم نثق باهلل الرحمن الرحيم ي‬
‫ر‬
‫النت ﷺ يف حديثه الرسيف انه قسم‬ ‫ال قال عنه ي‬ ‫حياتنا ونتأكد أن‪‬هللا ي‬
‫الرحمة ل‪ 100‬قسم‪ ،‬أنزل منها فالدنيا قسم واحد بس تباحم به‬
‫المخلوقات مع بعضها و األم بولدها و االبن بأهله و حفظ عنده ‪ 99‬قسم‬
‫ال‬
‫تاب و أكيد ي‬‫هيبق أرحم بنا من انفسنا و من أي حد ي‬ ‫ي‬ ‫للمؤمني اكيد‬
‫الحال‪.‬‬
‫ي‬ ‫كاتبهولنا هو الخب لينا يف الوقت‬

‫الملك‬

‫ر‬
‫الملك‪ :‬هو الحاكم لكل ي‬
‫ىسء يف األرض والمتحكم به‬

‫وتنطق الملك ليس (المالك) الن المالك ممكن يكون بيملك لكن ال يتحكم‬
‫بالل بيملكه‪ ،‬لكن هللا هو مالك هذا الكون والمتحكم الوحيد بكل ما فيه‪.‬‬
‫الل بيملك خزائن االرض هتطمن عل‬ ‫فلما تعرف أن هللا ﷻ هو الملك ي‬
‫رزقك وهتعرف أن هللا ﷻ فقط هو الل قادر يرزقك مهما كانت امنياتك‬
‫تبان مستحيلة الن قدرته وملكة ﷻ أوسع بكتب‪ .‬ومع اسم الملك هتعرف‬
‫أن كل الل معاك مش ملكك‪ ،‬ولكنه ملك هللا اداهولك اختبار عشان‬
‫يسألك عليه‪ .‬فساعتها هتخرج الدنيا من قلبك و متحزنش لو حاجة كانت‬

‫‪36‬‬
‫معاك و راحت منك‪ ،‬إلنها ببساطة ملك الملك‪ ..‬هللف ما أخذ وهلل ما أعىط‬
‫ىسء عنده بمقدار‪.‬‬‫ر‬
‫و كل ي‬
‫ومن لطائف تفسب [له الملك وله الحمد] أن هللا ﷻ له الحمد أن له الملك‬
‫وحده ال رشيك له وانه مخالش الملك يف الدنيا ألي مخلوق غبه ﷻ‪ .‬تخيل‬
‫معايا كدة لو الملك كان لغب هللا ﷻ أو كان ف رشكاء ف الملك من ر‬
‫البرس‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫بيتحكموا يف حياتنا كيف كانت ستكون الحياة؟ هتكون عذاب وهللا‬
‫عل كل‬ ‫ر‬
‫فالحمد هلل وكل الحمد هلل ان الملك هلل وحده ال شيك له و هو ي‬
‫ىسء قدير‪.‬‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫القدوس‬

‫القدوس هو المتبه عن كل نقص و عيب و الطاهر من كل عيب و نقص‬


‫رص هللا عنها قالت‪:‬‬
‫ي‬ ‫و االسم ده بيذكر دائما مع التسبيح فعن أمنا عائشة‬
‫يكب من قول (سبوح قدوس رب المالئكة و‬‫أن الرسول ﷺ كان ف ركوعه ر‬
‫ي‬
‫الروح ) وقال هللا ﷻ عن المالئكة [و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك]‬
‫فهو الوحيد المستحق للتبيه و التقديس ‪.‬‬

‫فالقدوس هو المتبه عن كل وصف يدركه حس أو خيال‬

‫و معناه يف اللغة الطاهر من كل عيب ومنه جه اسم سيدنا جبيل (الروح‬


‫القدس ) إلنه طاهر من كل عيب ‪ ،‬ومنه جه اسم ( بيت المقدس ) إلنه‬
‫مكان يتطهر فيه الناس من الذنوب‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫السالم‬

‫السالم هو السالم من كل العيوب‪ ،‬الذي يعمم السالم عل كل خالئقه فال‬


‫يأب إال بالخب)‬
‫يأب منه أي عدوان (رب الخب ال ي‬
‫فلما تحس وتعرف اسم هللا السالم مش هتخاف مهما كان همك أو ابتالئك‬
‫يأب من هللا ﷻ إال الخب‬
‫الن ال ي‬
‫ومن تفصيل اسم هللا السالم أنه سالم حت يف صفاته ﷻ‬

‫الج الذي سلمت حياته من الموت والنوم‪ ،‬و هو القادر الذى سلمت‬‫هو ي‬
‫قدرته من التعب و العجز‪ ،‬و حت يف عقابه عل أخطائنا فهو سالم من‬
‫التشق و القسوة‪.‬‬
‫ي‬ ‫الظلم أو الخطأ أو‬

‫المؤمن‬

‫المؤمن هو الذي يؤمن عباده ويبعد عن قلوب هم الخوف ويبعث يف قلوب هم‬
‫االمان واالطمئنان حت يف أشد االوقات فمثال يف غزوة بدر رغم أن عدد‬
‫كبة اعداد‬ ‫المرسكي كان أضعاف المسلمي أال ان هللا أمن خوفهم من ر‬‫ر‬
‫ر‬
‫المرسكي‪.‬‬

‫و فيه معت تاب السم هللا المؤمن عند ابن القيم أنه المؤمن ‪ /‬المصدق‬
‫الذى يصدق الصادقي بما يقيم لهم من شواهد صدقهم من المعجزات‪،‬‬
‫الل بيصدق الصادقي و هم األنبياء عليهم السالم عن طريق‬ ‫يعت ي‬
‫اعطاءهم معجزات عشان الناس تصدقهم‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫المهيمن‬

‫ىسء وال يخق‬‫ر‬ ‫ر‬


‫ىسء وال يغيب عن سيطرته ي‬‫المهيمن هو المسيطر عل كل ي‬
‫ىسء يف األرض وال يف السماء‪.‬‬‫ر‬
‫عليه ي‬
‫ىسء الزم تعرف كل التفاصيل والمعلومات عنه وهلل‬ ‫ر‬
‫وعشان تهيمن عل ي‬
‫المثل األعل فاسم هللا المهيمن جمع بي حاجتي العلم بأدق االمور و‬
‫عل كل االمور وده من تمام الكمال هلل ﷻ الن العلم بدون قدرة‬
‫القدرة ي‬
‫عل الفعل ملوش قيمة و فعل بدون علم ببواطن االمور ممكن برده يسبب‬
‫أخطاء‪.‬‬

‫ىسء‪ ،‬ويسيطر عليه بعلمه‬ ‫ر‬


‫الل بباقب كل األمور‪ ،‬بيحفظ كل ي‬ ‫المهيمن هو ي‬
‫الل يعلم ما كان وما سيكون‪ ،‬وما لم يكن لو كان كيف يكون‪.‬‬ ‫وحكمته‪ .‬هو ي‬
‫لما نقول إن هللا "المهيمن"‪ ،‬بنعبف إن كل حاجة يف الكون تحت مراقبته‬
‫وسيطرته‪ ،‬وإن مفيش حاجة بتحصل من غب علمه وإرادته‪.‬‬
‫َ َ َ َّ ُ ْ ُ‬ ‫ُ َ هُ ه‬
‫اَّلل ال ِذي َّل ِإله ِإَّل ه َو ال َم ِلك‬ ‫ربنا سبحانه وتعال قال يف القرآن الكريم "هو‬
‫ْ ُ ُّ ُ َّ َ ْ ْ ُ ْ َ‬
‫[الحرس‪ .]23 :‬اسم "المهيمن" بيخلينا‬ ‫ر‬ ‫السًل ُم ال ُمؤ ِمن ال ُمه ْي ِمن"‬ ‫القدوس‬
‫ً‬
‫الل بيحفظنا ويراقبنا دايما‪.‬‬ ‫نحس باألمان والثقة‪ ،‬ألننا عارفي إن ربنا هو ي‬
‫مهما كانت الظروف أو التحديات‪ ،‬إحساسنا بوجود هللا المهيمن بيدينا‬
‫‪‬‬‫طمأنينة وسكينة يف قلوبنا‪.‬‬

‫لما نتأمل يف اسم "المهيمن"‪ ،‬بنتعلم إننا الزم نتوكل عل هللا يف كل أمور‬
‫ىسء بحكمته وعدله‪ .‬ندعو هللا‬ ‫ر‬
‫الل بيدبر كل ي‬‫حياتنا‪ ،‬ونعرف إن ربنا هو ي‬
‫‪‬‬‫باسمه المهيمن ونسأله إنه يحفظنا ويرعانا‪ ،‬ويوفقنا يف كل خىط حياتنا‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫العزيز‬

‫العزيز هو اسم جامع فهو الغالب الذى ال يغلب و الذى يجب و ال يجار‬
‫عليه (ينرص و ينترص و محدش ينترص عليه )‬

‫و العزة ثالث أنواع وكل هذه األنواع يمتلكها هللا ﷻ‬

‫عزة قوة‪ :‬مثل قول هللا ﷻ [وما النرص اال من عند هللا العزيز الحكيم] و‬
‫‪‬‬‫قول هللا [بل رفعه هللا اليه وكان هللا عزيزا حكيما ]‬
‫عزة قهر‪ :‬مثل قول هللا ﷻ [إن الذين كفروا بآيات هللا لهم عذاب شديد‬
‫‪‬‬‫وهللا عزيز ذو انتقام]‬
‫عزة امتناع‪ :‬امتناع عل أن يكون له مثيل او شبيه كما يف قول هللا ﷻ [ثم‬
‫‪‬‬‫أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن هللا عزيز حكيم]‪.‬‬

‫وهتالحظ أن دايما يتم تقديم اسم هللا العزيز عل الحكيم والعليم الن‬
‫العزة تشمل الحكمة والعلم و ده من اإلعجاز اللغوي للقرآن‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الجبار‬

‫اسم هللا "الجبار" هو ال يل يمتلك القوة واإلرادة‪ ،‬فهو الوحيد الذي يجب‬
‫العباد عل ما أراد ويتحكم يف مصبهم‪ .‬الجبار هو ال يل بيجب المظلوم‬
‫والمنكرس‪ ،‬يجب كرس قلوب هم ويداوي هم ويعوضهم بأفضل مما أخذ منهم‪.‬‬
‫الصفة العظيمة دي من صفات هللا وحده‪ ،‬وال يجوز ألي أحد من الناس‬
‫أن يتصف بها‪ .‬قال هللا تعال"وما أنت عليهم بجبار" وهو بيخاطب ي‬
‫النت‬
‫‪‬‬‫محمد صل هللا عليه وسلم‬
‫و يف األحاديث النبوية‪ ،‬ورد تحذير شديد للناس من صفة التجب‪ .‬قال‬
‫يحش الجبارون والمتكبون يوم‬ ‫رسول هللا صل هللا عليه وسلم " ر‬
‫القيامة أمثال الذر يطؤهم الناس بأقدامهم‪[‬رواه البخاري]‪ .‬وقال‬
‫ر‬
‫‪‬‬‫أيضا"ال يدخل الجنة من كان يف قلبه مثقال ذرة من كب"رواه مسلم‬
‫ً‬
‫الجبار بيدينا الطمأنينة إننا دايما يف حماية هللا وإن العدالة يف النهاية‬
‫هتتحقق‪ .‬اسم الجبار بيخلينا نحس إن ربنا قريب مننا‪ ،‬بيحس بينا وبيجب‬
‫بخاطرنا يف كل وقت‪ .‬والزم ندعو هللا بهذا االسم اما نشعر بالظلم أو‬
‫الكرس‪ ،‬ونتطلع إل عدله ورحمته عشان يجب خواطرنا ويرفع عنا الظلم‪.‬‬
‫الجبار هو الذي يمسح عل قلوبنا وقت الحزن ويمنحنا القوة عندما نكون‬
‫ضعفاء‪ ،‬ويجعلنا نشعر بأننا لسنا وحدنا يف مواجهة مصاعب الحياة‪.‬‬

‫المتكب‬

‫الت تليق بربنا وحده‪.‬‬ ‫اسم هللا "المتكب" يدل عل الكبياء والعظمة ي‬
‫ر‬
‫الت يمتلكها‬ ‫ىسء يعل عليه‪ .‬الكبياء ي‬ ‫المتكب هو الذي ال يوجد مثله‪ ،‬وال ي‬
‫ه كبياء‬ ‫الت قد تكون مصحوبة بالغرور‪ ،‬بل‬ ‫ر‬
‫َ ي َ َٰ َ َّ‬ ‫ُ َ هُ ه‬ ‫هللا مش زي كبياء البرس ي‬
‫تتعلق بالعظمة والكمال المطلق‪ .‬قال هللا تعال "هو اَّلل ال ِذي َّل ِإل ه ِإَّل‬

‫‪41‬‬
‫ْ ْ ُ ْ َ ُ ْ ُ ْ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُه َو ْال َمل ُك ْال ُق ُّد ُ‬
‫السًل ُم ال ُمؤ ِمن ال ُمه ْي ِمن ال َع ِزيز الج َّب ُار‬ ‫وس‬ ‫ِ‬
‫ْ َ َ‬
‫‪‬‬‫ال ُمتك ِّ ُب"الحرس ‪23‬‬
‫‪:‬‬ ‫ر‬
‫ردات والعظمة إزاري‪ ،‬فمن‬ ‫القدىس‪ ،‬قال هللا تعال"الكبياء ي‬
‫ي‬ ‫و يف الحديث‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫ر‬
‫المتعال‬
‫ي‬ ‫نازعت واحدا منهما قذفته يف النار"‪[‬رواه مسلم]‪ .‬المتكب هو‬ ‫ي‬
‫خل عند المؤمني‬ ‫عن أي سوء وظلم ونقص يف عباده‪ ،‬والصفة دي ت ي‬
‫‪‬‬
‫تعال‪.‬‬
‫شعور بالخضوع والتواضع أمام عظمة هللا ي‬
‫اما نعرف أن هللا هو المتكب‪ ،‬الزم نشعر بمدى صغر حجمنا أمام عظمة‬
‫والسع اكب لنقبب من هللا بأعمالنا‬ ‫ي‬ ‫ربنا‪ ،‬وده يدفعنا للتواضع اكب‬
‫الصالحة‪.‬‬
‫ومهم ندعو هللا بهذا االسم اما نحس بالفخر أو الكبياء الزائد‪ ،‬ونتذكر‬
‫‪‬‬
‫عظمة هللا لبجع إل التواضع ونبتعد عن الغرور‪.‬‬

‫الخالق‬

‫اسم هللا "الخالق" يعب عن قدرة هللا يف اإليجاد واإلبداع‪ .‬الخالق هو ال يل‬
‫ىسء من العدم ويصور الكون بكل تفاصيله بحكمته وعلمه‪ .‬هللا‬ ‫ر‬
‫يخلق كل ي‬
‫‪َ ُّ َ َ :‬‬
‫هو الذي خلق اإلنسان وأبدع يف خلقه‪ ،‬ومنحه الحياة‪ .‬قال تعال "يا أيها‬
‫الس َم ِاء‬ ‫اَّلل َي ْر ُز ُق ُك ْم م َن َّ‬
‫َْ ه‬ ‫َّ ُ ْ ُ ُ ْ َ َ ه َ َ ْ ُ ْ َ ْ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫اَّللَ عليكم هل ِمن خ ِال ٍق غ ر ُب ِ‬
‫الناس اذكروا ِنعمت ِ‬
‫َ َ َٰ َ َّ ُ َ َ رَّ ُ ْ َ ُ َ‬
‫ض َّل ِإل ه ِإَّل هو فأت تؤفكون" فاطر‪3 :‬‬ ‫َ ْ َْ‬
‫واألر ِ‬
‫‪‬‬
‫الت تعينه عل البقاء‬ ‫األمور َ ي‬ ‫الخالق هو ال يل خلق االنسان وخلق له كل‬
‫َ هُ َ ََ ُْ َ َ َْ َُ‬
‫والعيش‪ .‬قال هللا تعال‪" :‬واَّلل خلقكم وما تعملون" الصافات‪96 :‬‬
‫‪‬‬
‫ر‬
‫ىسء حولنا‪ ،‬من‬ ‫لما نفكر يف اسم هللا الخالق ﷻ‪ ،‬نشعر بعظمة هللا يف كل ي‬
‫ر‬
‫ىسء مخلوق بدقة وإتقان يدل‬ ‫السماء واألرض إل اإلنسان والحيوان‪ .‬كل ي‬
‫عل حكمة هللا وعلمه الواسع‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫البارئ‬

‫اسم هللا "البارئ" يعب عن خلق هللا الدقيق والمبدع‪ .‬البارئ هو الذي‬
‫يخلق األشياء بطريقة متقنة بدون سابقة مثال‪ .‬هللا هو الذي برأ الخلق‬
‫َ ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ َ هُ ْ َ ُ ْ‬
‫اَّلل الخ ِالق ال َب ِارئ ال ُم َص ِّو ُر له‬ ‫وأوجدهم من العدم‪ .‬قال تعال‪" :‬هو‬
‫ْ ُ َ‬ ‫َْ‬
‫‪‬‬ ‫ر‬
‫الحرس‪2٤ :‬‬ ‫األ ْس َم ُاء الح ْس رت"‬
‫البعض من العلماء يف أيامنا دي ممكن يقول إنه خلق خلية أو جني‪ ،‬لكنه‬
‫مستحيل يستطيع خلقها من العدم‪ ،‬الزم يستعي بخاليا تانية حية ألن‬
‫دي اخر قدرتهم عل الخلق‪ ،‬أما هللا قدرته مطلقة‪ ،‬فهو يخلق من العدم‪.‬‬
‫ىسء‪ ،‬وأعىط كل مخلوق ما يحتاجه‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ىسء من ال ي‬ ‫هللا هو الذي أوجد كل ي‬
‫ليعيش ويبق يف هذا الكون‪.‬‬
‫‪‬‬
‫لما نفكر يف اسم هللا البارئ‪ ،‬نشوف قدرة هللا يف خلق اإلنسان بكل‬
‫وف خلق الكون بكل جماله وتعقيداته وندعو هللا بهذا االسم اما‬ ‫تفاصيله‪ ،‬ي‬
‫نشعر بحاجتنا إل العون واإلبداع يف حياتنا‬
‫‪‬‬

‫‪43‬‬
‫المصور‬

‫ىسء ويعطيه‬ ‫ر‬


‫اسم هللا "المصور" يدل عل أن هللا هو الذي يصور كل ي‬
‫شكله الفريد‪ .‬المصور هو الذي خلق الكائنات الحية بكل تفاصيلها الدقيقة‬
‫ض َق َر ًارا َو َّ‬ ‫َ َ َ َ ُُ َْ‬
‫األ ْر َ‬ ‫هُ ه‬
‫الس َم َاء‬ ‫اَّلل ال ِذي جعل لكم‬ ‫وألوانها الجميلة‪ .‬قال تعال‪" :‬‬
‫َ ً َ َ َّ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ َ ُ ِّ َ َّ‬
‫الط ِّي َبات ۚ َذ َٰ ل ُك ُم ه ُ‬
‫اَّلل َر ُّب ُكم ْۖ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِبناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من‬
‫ي" غافر‪6٤ :‬‬ ‫َف َت َب َار َك ه ُ‬
‫اَّلل َر ُّب ْال َع َالم رَ‬
‫ِر‬
‫‪‬‬
‫هللا هو ال يل أنشأ الخلق عل صور وأشكال مختلفة‪ .‬كل نبات ليه شكل‬
‫"يسق بماء واحد"‪ ..‬هللا خلق وصور مليارات‬ ‫ي‬ ‫وطعم و لون مع انه كله‬
‫تالف اتني متطابقي؟ اكيد ال‪ ،‬الن حت التوائم لو‬ ‫البرس‪ ،‬هل ممكن‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫تشابهوا يف بعض المالمح الخارجية‪ ،‬مستحيل يتشابهوا يف البصمة سواء‬
‫للعي أو لليد و ده يورينا عظمة اسم هللا المصور‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ً‬
‫لما نفكر يف اسم هللا المصور‪ ،‬نشعر بروعة الخلق ونزداد تقديرا لجمال‬
‫ر‬
‫ىسء يف الكون مخلوق بتفاصيل متقنة‬ ‫العالم الذي خلقه هللا لينا‪ .‬كل ي‬
‫وألوان بديعة تدل عل جمال وإبداع هللا يف خلقه‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪44‬‬
‫الغفار‬

‫يعت كثب المغفرة ودائم المغفرة‪ .‬مهما عملنا من ذنوب‪،‬‬ ‫اسم هللا "الغفار" ي‬
‫هللا غفار‪ ،‬مغفرته ال تنقطع‪ ،‬كل ما تجددت المعصية تجددت المغفرة‪،‬‬
‫البرس مش من صفاتهم إنهم يذنبوا‪،‬‬ ‫فمغفرته ال تنقطع‪ .‬قال ابن القيم‪ :‬لو ر‬
‫النت صل هللا عليه وسلم قال‪" :‬لو‬ ‫سم بالغفار‪ .‬و يف حديث ي‬ ‫مكنش هللا ي‬
‫لم تذنبوا لذهب هللا بكم‪ ،‬وجاء بقوم يذنبون‪ ،‬فيستغفرون هللا فيغفر‬
‫لهم"[رواه مسلم]‪ .‬اسم هللا الغفار فيه صيغة مبالغة عشان ما نملش من‬
‫االستغفار والتوبة‪ ،‬وال نيأس من التوبة‪ .‬هللا ال يمل من المغفرة حت نمل‬
‫‪‬‬‫نحن من االستغفار‪.‬‬
‫تأب إال مع صفة هللا الستب‪ ،‬فاهلل يسبنا‬‫قال العلماء إن صفة المغفرة ال ي‬
‫ً‬
‫وقت الذنب ويعطينا فرصة أن نرجع ونستغفر فيغفر لنا‪ .‬ودائما يف القرآن‬
‫تأب بعدها الرحمة‪ ،‬كما يف قوله تعال" و كان هللا غفورا رحيما"‬ ‫المغفرة ي‬
‫تأب الرحمة بعد ما‬‫ه الغنيمة‪ ،‬و ي‬ ‫ه السالمة والرحمة ي‬ ‫و ده الن المغفرة ي‬
‫‪‬‬ ‫ئ‬
‫تطمي أن هللا غفر لك الذنب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫مهم اوي ندعو هللا بهذا االسم كل اما نشعر بالذنب ونفتكره ويكون كلنا‬
‫أمل يف رحمته ومغفرته إلنه هو هللا الغفور الرحيم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪45‬‬
‫القهار‬

‫يسم نفسه بهذا‬ ‫ي‬ ‫اسم هللا "القهار" من أسماء العزة‪ ،‬وال يجوز ألحد أنه‬
‫االسم ألنه من صفات هللا وال يجوز ألحد أن ينازعه فيها‪ .‬القهار ي‬
‫يعت أن‬
‫كلمته تنفذ بدون اعباض من أحد‪ ،‬وال يجوز أن يكون هناك قهار آخر يف‬
‫ً‬
‫الكون‪ ،‬وإال لقهر بعضهم بعضا‪ .‬هللا ﷻ قهره مطلق‪ ،‬ال ينازعه فيه أحد‪.‬‬
‫فالبرس مقهورون بالنوم‪ ،‬وإال لوصلوا‬ ‫ر‬ ‫القهر له أشكال كثبة‪ ،‬منها النوم‪،‬‬
‫لمرحلة الجنون واالنهيار‪ .‬ومن أشكال القهر الحب‪ ،‬مثل حب امرأة فرعون‬
‫ويمكن له يف بيت‬ ‫لسيدنا موىس‪ ،‬فاهلل قهرها بالحب ليأمن سيدنا موىس ُ‬
‫‪‬‬‫فرعون‪.‬‬
‫معت اسم هللا‬ ‫ي‬ ‫الل بيبي لينا‬ ‫يف حديث الرسول صل هللا عليه وسلم ي‬
‫القهار قال‪" :‬احفظ هللا يحفظك‪ ،‬احفظ هللا تجده تجاهك‪ ،‬إذا سألت‬
‫فاسأل هللا‪ ،‬وإذا استعنت فاستعن باهلل‪ ،‬واعلم أن األمة لو اجتمعت‬
‫بشء قد كتبه هللا لك‪ ،‬وإن‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫بشء لم ينفعوك إال ي‬ ‫عىل أن ينفعوك ي‬
‫بشء قد كتبه هللا عليك‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫بشء لم يضوك إال ي‬ ‫اجتمعوا عىل أن يضوك ي‬
‫‪‬‬ ‫رفعت األقالم وجفت الصحف"رواه البمذي‬
‫يعصمت من‬ ‫ر‬ ‫و يف قصة سيدنا نوح‪ ،‬قال هللا تعال"قال سآوي إىل جبل‬
‫ي‬
‫الماء‪ ،‬قال ال عاصم اليوم من أمر هللا إال من رحم"[هود‪ .]٤3 :‬اسم‬
‫هللا القهار يطمنك أن حكمه نافذ ومحدش يقدر يعطله‪ .‬اسم هللا القهار‬
‫ىسء إال بإذنه‪.‬‬ ‫ر‬
‫يخليك متخافش من الناس‪ ،‬رزقك بيد هللا‪ ،‬ولن يصيبك ي‬
‫أرص َ‬ ‫َ‬
‫هللا‬ ‫صل هللا عليه و سلم‪َ " :‬من‬ ‫النت ي‬ ‫ومهم برده نفتكر حديث ي‬
‫ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ َْ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫هللا وكله هللا إل‬ ‫َ‬
‫الناس كفاه هللا الناس ومن أرص الناس بسخ ِط ِ‬ ‫َ‬ ‫ِب َسخ ِط‬
‫َّ‬
‫‪‬‬ ‫اس"‬
‫الن ِ‬
‫وأرص ربنا ﷻ يرص عليك كل‬ ‫ي‬ ‫اوع تلجأ ألحد غب هللا‪،‬‬ ‫عشان كدة‪ ،‬ي‬
‫‪‬‬ ‫المخلوقات‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الوهاب‬

‫الل بيدي النعم والهبات من غب‬ ‫اسم هللا "الوهاب" بيعب عن هللا ﷻ ي‬
‫مقابل‪ .‬الوهاب بيدينا حاجات كتب وعظيمة من غب ما يستت مننا أي‬
‫حاجة‪ .‬قال هللا تعال‪" :‬وإن تعدوا نعمة هللا ال تحصوها"[النحل‪.]18 :‬‬
‫ً‬
‫يعت لو جينا نحسب نعم ربنا علينا مش هنقدر‪ ،‬زي مثل نعمة البرص‪،‬‬ ‫ي‬
‫الل بنتنفس‬‫ي‬ ‫التنفس‬ ‫ونعمة‬ ‫والمشاهد‪،‬‬ ‫الصور‬ ‫آالف‬ ‫يوم‬ ‫كل‬ ‫بيها‬ ‫بنشوف‬
‫الصناع و كل‬
‫ي‬ ‫بيها آالف المرات يف اليوم‪ ،‬وغبنا عايش بأجهزة للتنفس‬
‫نفس بيحسب عليه فلوس‪ .‬هللا الوهاب هباته وعطاياه مالهاش عدد وال‬
‫ه نعمة اإلسالم‪ ،‬إننا اتولدنا مسلمي‬ ‫حد‪ .‬وأعظم هبة أنعم هللا بيها علينا ي‬
‫البرس‪ .‬االصطفاء ده مش بس للمالئكة واألنبياء‪ ،‬لكن كمان‬ ‫واختارنا من بي ر‬
‫كبرسعاديي‪ ،‬ربنا اصطفانا وخالنا مسلمي‪ ،‬وده مسؤولية كببة‪.‬‬ ‫لنا إحنا ر‬
‫الزم نحافظ عل النعمة دي ونشكر ربنا عليها بااللبام بتعاليم اإلسالم‬
‫وكمان الزم نعرف الناس بالنعمة دي ونكون دعاه هلل وسط المحيطي‬
‫بينا‪ ،‬ألن ما فيش أنبياء بعد سيدنا محمد صل هللا عليه وسلم‪ .‬قال هللا‬
‫خب أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن‬ ‫تعال‪" :‬كنتم ر‬
‫المنكر وتؤمنون باهلل"[آل عمران‪.]110 :‬‬

‫ال قال عنهم‬‫ال الزم نحافظ عليها بعد نعمة اإلسالم هم ي‬ ‫ومن أهم النعم ي‬
‫كثب من الناس‪ :‬الصحة‬ ‫النت صل هللا عليه "نعمتان مغبون فيهما ر‬ ‫ي‬
‫يعت الزم نحافظ عل صحتنا ونستغل وقتنا يف‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬‫البخاري]‬ ‫[رواه‬ ‫"‬ ‫اغ‬
‫ر‬ ‫والف‬
‫طاعة هللا‪ ،‬ألن ربنا هيحاسبنا عل كل لحظة يف حياتنا وكل نعمة انعم‬
‫علينا بيها و وهبها لينا‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪‬‬
‫الفتاح‬
‫الل ما فيش‬‫اسم هللا "الفتاح" ليه معنيي‪ .‬األول هو الحاكم بي الناس ي‬
‫حد يقدر يرد حكمه‪ .‬زي ما قال هللا تعال‪” :‬قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح‬
‫الل بيفصل‬‫بيننا بالحق وهو الفتاح العليم”[سبأ‪ .]26 :‬فهنا الفتاح هو ي‬
‫‪‬‬‫بي الناس ويحكم بينهم بعدل وحكمة‪.‬‬
‫الل بيفتح لعباده كل أبواب الرزق‪ .‬قال هللا تعال‪:‬‬
‫التاب هو الفتاح ي‬
‫المعت ي‬
‫"ما يفتح هللا للناس من رحمة فال ممسك لها وما يمسك فال مرسل له‬
‫الل بيده مفاتيح كل‬‫من بعده وهو العزيز الحكيم"فاطر‪ .]2 :‬الفتاح هو ي‬
‫حاجة‪ ،‬بيفتح لنا أبواب الرزق‪ ،‬والهداية والبكة والصحة‪ .‬لو ربنا فتح لك‬
‫باب‪ ،‬ما حدش يقدر يقفله‪ ..‬لو واجهت مشكلة‪ ،‬ما تقولش "يحلها ألف‬
‫الل بيسهل لنا الطريق ويفتح‬ ‫حالل"‪ ،‬ألن كل األمور بيد هللا الفتاح‪ .‬هو‬
‫يً‬
‫لنا األبواب المغلقة ويوجهنا للخب‪ .‬افتكر دايما إن كل الخب والبكة جاية‬
‫الل بيفتح لنا الفرص ويرزقنا من حيث ال نحتسب‪ .‬الفتاح‬ ‫من هللا الفتاح‪ ،‬ي‬
‫بيخل األمور الصعبة سهلة والمستحيل ممكن‪ ،‬ويرزقنا من‬ ‫ي‬ ‫لل‬
‫هو ا ي‬
‫حيث‪‬ال‪‬نحتسب‪.‬‬
‫‪‬‬

‫الرزاق‬

‫هللا هو الرزاق‪ ،‬الذي يرزق من يشاء بغب حساب ومن حيث ال نحتسب‪.‬‬
‫هللا يبعتلك رزقك من مكان مستحيل كنت تتخيل إنه يجيلك منه‪ .‬هللا‬
‫السع‪،‬‬
‫ي‬ ‫مش محتاج سبب عشان يبعتلك رزقك‪ ،‬أنت بس مطلوب منك‬
‫فاهلل يرزق باألسباب وبدون األسباب وبضد األسباب‪ .‬والرزق نوعي‪ :‬رزق‬
‫‪‬‬‫عام ورزق خاص‬
‫الرزق العام‪ :‬يشمل الب والفاجر‪ ،‬المؤمن والكافر‪ ،‬رزق لكل المخلوقات‬
‫ر‬
‫حت األجنة يف بطون أمهاتهم‪ .‬قال هللا تعال‪" :‬وما من دابة يف األرض إال‬

‫‪48‬‬
‫عىل هللا رزقها" [هود‪ .]11 :‬ورزق هللا بيكون حسب علمه باألفضل ليك‬
‫يف الوقت ده‪ ،‬ألنك ممكن تطلب مال وهللا يعلم إن المال يفسدك أو‬
‫بغب حساب"[البقرة‪:‬‬ ‫يطغيك‪ .‬قال هللا تعال‪" :‬وهللا يرزق من يشاء ر‬
‫‪ .]212‬فمشيئة هللا مبنية عل علمه بك وبأحوالك‪ ،‬ومعرفة إيه األصلح‬
‫‪‬‬‫دلوقت‪.‬‬
‫ي‬ ‫ليك‬
‫الل يستمر نفعه يف الدنيا‬ ‫أما الرزق الخاص‪ :‬هو الرزق النافع للعباد ي‬
‫والخرة‪ ،‬زي رزق القلوب بالعلم النافع والهداية واألخالق الحسنة‪ .‬قال‬
‫ً‬
‫هللا تعال‪" :‬ومن يؤمن باهلل ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من‬
‫ً‬
‫تحتها األنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن هللا له رزقا"[الطالق‪.]11 :‬‬
‫الرسول صل هللا عليه وسلم قالنا يف دليل تحصيل الرزق "لو أنكم‬
‫ً‬
‫خماصا وتروح‬ ‫الطب‪ ،‬تغدو‬
‫تتوكلون عىل هللا حق توكله لرزقكم كما يرزق ر‬
‫ً‬
‫السع والتوكل عل هللا‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ال مطلوب مننا هو‬ ‫يعت من األخر كل ي‬‫بطانا" ي‬
‫ونطمن ان رزقنا جايلنا ولو عل ظهر عدونا‪ .‬وأخبا الزم نعرف أن الرزق‬
‫مش مال بس‪ ،‬ممكن يكون رزقنا يف األمان أو حب الناس لينا أو يف األوالد‪،‬‬
‫فرزق هللا ال حرص له وال نهاية‪.‬‬
‫‪‬‬

‫العليم‬

‫يأب من العلم ببواطن األمور واألحوال‪ ،‬وعلمه ال حدود‬


‫اسم هللا "العليم" ي‬
‫له وسابق للوجود‪ .‬أكب مثال عل علم هللا هو خلقك أنت‪ .‬لو افبضنا إن‬
‫عالم عبقري اخبع آلة دقيقة وعظيمة‪ ،‬واألجيال كلها درستها واكتشفت‬
‫بواطنها‪ ،‬علم العالم العبقري الل أنشأها يختلف ً‬
‫تماما عن علم الدارس‬ ‫ي‬
‫‪‬‬ ‫الل فهم الروابط والعالقات وعمل زي ها‬‫ي‬
‫تفكر يف أبسط أمر وهو رمشة العي‪ ،‬ليه اإلنسان عينه ببمش غب السمك‬
‫ً‬
‫مثَل؟ عند اإلنسان‪ ،‬رمشة العي ضورية لحماية العي وترطيبها‪ ،‬وضوري‬

‫‪49‬‬
‫تغمض عينك وقت النوم‪ .‬لكن السمك ال يرمش وال يغمض عينه بشكل‬
‫الل ممكن يبان بسيط يف نظرك‬ ‫كامل لتفادي المخاطر‪ .‬العليم قدر األمر ي‬
‫قبل خلق الكائنات وقبل وجودها‪ .‬الرسول صل هللا عليه وسلم قال “كل‬
‫ميش لما خلق له" كل أمر هللا خب‪ ،‬اطمن‪ .‬قال ابن القيم‪" :‬هللا عليم‬
‫يحب كل عليم وال يضع علمه إال عند من أحبه"‪ .‬قرب من ربنا حت يحبك‬
‫تالف حد عنده علم‪ ،‬قرب منه و اعرف أن هللا‬‫ويعطيك من علمه‪ ،‬ولما ي‬
‫يحبه‪.‬‬

‫القابض‪/‬الباسط‪/‬الخافض‪/‬الرافع‬

‫اسم هللا "القابض" فيه تضاد مع اسم أخر وهو الباسط‪ ،‬زي برده التضاد‬
‫ال يف أسماء هللا الخافض‪ ،‬الرافع‪ ،‬المعز‪ ،‬والمذل‪.‬‬
‫ي‬
‫هللا بيعلمنا من التضاد ده إنه إذا قبض فهو القادر عل البسط والسعة‪،‬‬
‫ال يف ايدك تختار‪ ،‬تطيعه فيعزك أو‬ ‫وإذا أعزك فهو قادر عل إذاللك‪ .‬أنت ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وتعال يرفع أقواما ويخفض أقواما‪ .‬قال هللا‬ ‫تعصيه فيذلك؟‪ .‬سبحانه‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫تؤت الملك من تشاء وتبع الملك ممن‬ ‫تعال "قل اللهم مالك الملك ي‬
‫شء‬ ‫ر‬
‫الخب إنك عىل كل ي‬ ‫ر‬ ‫تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك‬
‫قدير"[آل عمران‪ .]26 :‬فال عزة وال رفعة وال بسط يف الحياة إال بأمر هللا‬
‫وطاعته‪‬‬
‫ً‬
‫قال هللا تعال "من كان يريد العزة هللف العزة جميعا‪ ،‬إليه يصعد الكلم‬
‫الطيب والعمل الصالح يرفعه" [فاطر‪ .]10 :‬لو عايز ربنا يعزك‪ ،‬اعمل‬
‫وخل كالمك طيب‪ .‬خد بالك من لسانك‪ .‬الرسول صل هللا‬ ‫ي‬ ‫عمل صالح‬
‫ر‬
‫عليه وسلم قال "وهل يكب الناس يف النار عىل وجوههم إال حصائد‬
‫‪‬‬‫ألسنتهم"‬

‫‪50‬‬
‫الل يحصل؟ قال هللا تعال "إن الذين‬ ‫بق لو متبعتش أوامر هللا‪ ،‬إيه ي‬‫أما ي‬
‫ر ر‬ ‫ر‬
‫األذلي"[المجادلة‪ .]20 :‬وقال هللا تعال‬ ‫يحادون هللا ورسوله أولئك يف‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫المؤمني‪ ،‬أيبتغون عندهم‬
‫ر‬ ‫أيضا "الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون‬
‫ً‬
‫جميعا"[النساء‪ .]139 :‬العزة و الرفعة و البسط يف‬ ‫العزة؟ فإن العزة هلل‬
‫يأب اال بطاعة هللا و الذلة و الخفض و القبض يف الرزق ال يكون‬ ‫الرزق ال ي‬
‫‪‬‬‫اال بالمعصية‪.‬‬

‫البصب‬
‫ر‬ ‫السميع ‪/‬‬

‫الل تطمنك إن‬‫اسماء هللا "السميع" و"البصب" هما من أسماء الطمأنينة ي‬


‫ىسء‪ .‬قال ابن القيم يف وصف اسم هللا‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ىسء وبصب بكل ي‬‫هللا سميع لكل ي‬
‫السميع‪" :‬يسمع ضجيج األصوات باختالف اللغات عل اختالف‬
‫الحاجات‪ ،‬ال يشغله سمع عن سمع‪ ،‬وال تغلطه المسائل‪ ،‬وال يتبم بإلحاح‬
‫أدع بأي لغة وهللا هيفهمك‪ ،‬هللا يسمعك وال يمل من‬ ‫الملحي"‪ .‬يع يت ي‬
‫‪‬‬ ‫كبة إلحاحك وطلبك‬ ‫ر‬
‫ىسء بكمال برصه‪ ،‬حت تفاصيل‬ ‫ر‬
‫يعت إن هللا يرى كل ي‬
‫بينما اسم هللا البصب ي‬
‫خلق الذرة وتحويلها إل نطفة وعلقة ومضغة وعظام‪ .‬قال ابن القيم يف‬
‫وصف اسم هللا البصب‪" :‬يرى بكمال برصه تفاصيل خلق الذرة وتحويلها‬
‫ر‬
‫ىسء حت داخل‬ ‫يعت هللا يرى كل ي‬ ‫إل نطفة وعلقة ومضغة وعظام"‪ .‬ي‬
‫‪‬‬ ‫األرحام‬
‫الل بيطمنك إن مفيش حاجة بتحصل يف الكون‬ ‫هللا السميع والبصب هو ي‬
‫إال وهو عارفها‪ ،‬ومهما كانت األمور مختفية عنك‪ ،‬هو شايف وسامع كل‬
‫‪‬‬ ‫حاجة يف هذا الكون الواسع بسمعه و برصه‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الحكم ‪ /‬العدل‬

‫الل‬
‫االسمي دول مرتبطي ببعض‪ ،‬فاهلل سبحانه وتعال هو الحكم ي‬
‫بيحكم بي عباده بالعدل و حكمه هو الحق و الزم نلبم بحكمه‪ .‬قال هللا‬
‫تعال”فال وربك ال يؤمنون حت يحكموك فيما شجر بينهم ثم ال يجدوا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ر‬
‫يف أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما"[النساء‪ .]65 :‬ي‬
‫يعت ما‬
‫تقولش عل نفسك مؤمن إال لما تحكم أوامر هللا وسنة نبيه يف كل أمور‬
‫ّ‬
‫حياتك‪ .‬الزم ترص بحكم هللا وتسلم ليه بكل قلبك‪ .‬قال هللا تعال” ر‬
‫أفغب‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫هللا ر‬
‫‪‬‬‫حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصًل األنعام‪11٤ :‬‬ ‫أبتغ‬
‫ي‬
‫اسم هللا العدل بيبي إن ربنا عادل يف كل حاجة‪ ،‬ما بيظلمش حد‪ .‬قال‬
‫ابن القيم‪ :‬ر‬
‫"أكب الناس يظنون باهلل غب الحق‪ ،‬ظن السوء فيما يختص‬
‫بهم وفيما يفعله بغبهم‪ ،‬وال يسلم عن ذلك إال من عرف هللا وعرف‬
‫أسمائه وصفاته وعرف موجب حمده وحكمته‪ .‬فمن قنط من رحمته‬
‫وأيس من روحه‪ ،‬فقد ظن به ظن السوء‪ ،‬ومن جوز عليه أن يعذب‬
‫أولياءه مع إحسانهم وإخالصهم ويسوي بينهم وبي أعدائه فقد ظن به‬
‫‪‬‬‫ظن السوء‪.‬‬

‫بيعاب‬
‫ي‬ ‫ظلمت عايش مرتاح؟" مش يمكن يكون‬
‫ي‬ ‫الل‬
‫يعت ما تقولش "ليه ي‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫يف حاجة انت مش عارفها؟ مش يمكن هللا بيمهله لعله يتوب؟ مش‬
‫يمكن هللا قدر األمر ده وقفل باب عشان يفتح لك أبواب أفضل وأوسع؟‬
‫‪‬‬‫ثق يف هللا العدل‪ .‬قال هللا تعال‪":‬و ما ربك بظالم للعبيد" فصلت‪٤6 :‬‬
‫الل عليك إنك تتبع أمر هللا وتثق فيه عشان تسعد يف الدنيا والخرة‪.‬‬
‫كل ي‬
‫الل بيحقق العدل بي الناس‪ ،‬وما يضيعش حق حد‪.‬‬ ‫هللا العدل هو ي‬
‫الل هيسود يف‬ ‫ً‬
‫خل ثقتك يف ربنا كببة واعرف إن العدل هو ي‬
‫فدايما ي‬
‫‪‬‬‫النهاية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫اللطيف‬

‫ُ ْ َ‬
‫يف الخ ِب ُب) ‪.‬من‬ ‫َ ََُْ َ ْ َ َ َ َ ُ َ‬
‫معاب اسم هللا‬
‫ي‬ ‫قال ﷻ‪( :‬أال يعلم من خلق وهو ِ‬
‫اللط‬
‫اللطيف أن هللا بالغ أمره بحكمة بالغة ولطف واسع‪ .‬وأكب مثال عل لطف‬
‫هللا وحكمته قصة سيدنا يوسف أما هللا عز وجل جعل له ف ئ‬
‫البب نجاة و‬ ‫ي‬
‫يف السجن رفعة و ده تمام اللطف ان هللا يدبرلك األمر و أنت ال تدري‪ .‬قال‬
‫ٌ َ َ َ ُ َّ ُ ُ َ ْ َ ُ ْ َ ُ‬ ‫َّ َ ِّ َ‬
‫ﷻ‪(ِ :‬إن ر يب ل ِطيف ِلما يشاء ِإنه هو الع ِليم الح ِكيم) ‪.‬المعت الخر ي‬
‫يعت‬
‫تخق الصدور وال تخق عليه خافية‪ ،‬وإيصال‬ ‫ي‬ ‫علمه بدقائق األمور وما‬
‫الرحمة بالطرق الخفية‪ ،‬فاهلل ينفذ أمره بطرق خارج التوقع‪.‬‬

‫قال ابن القيم‪" :‬واسمه اللطيف يتضمن‪ :‬علمه باألشياء الدقيقة‪ ،‬وإيصاله‬
‫الرحمة بالطرق الخفية ‪".‬وده يعلمنا أنه لما نقع يف أزمة أو مشكلة ندعو‬
‫باسم هللا اللطيف (يا لطيف‪ ،‬الطف بحالنا)‪ ،‬فيعطينا هللا من فضله‬
‫وبفضل اسمه اللطيف‪.‬‬

‫الل بيفتح لك أبواب الرزق من حيث ال تحتسب‪ ،‬وبييرس‬


‫هللا اللطيف هو ي‬
‫لك األمور بطرق غب متوقعة‪.‬‬
‫مهما كانت الظروف صعبة‪ ،‬افتكر ً‬
‫دايما إن هللا لطيف بعباده‪ ،‬بيعرف ما‬
‫وبيعتت بيهم بلطف وحنان‪ .‬هللا اللطيف بيدبر امورك يف‬
‫ي‬ ‫يخق عليهم‬
‫الخفاء عشان يحقق لك الخب حت لو مش مدرك ده يف البداية‪ .‬لما ي‬
‫تالف‬
‫نفسك يف موقف صعب‪ ،‬افتكر إن هللا اللطيف قادر عل تحويل األمور‬
‫لصالحك بلطفه ورحمته‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الخبب‬
‫ر‬

‫الل بيعلم بواطن األمور وخفاياها‪ ،‬وبيعرف كل‬‫يعت ي‬‫اسم هللا "الخبب" ي‬
‫الل ما يخفاش عليه حاجة يف األرض وال يف‬‫حاجة عن خلقه‪ .‬الخبب هو ي‬
‫السماء‪ .‬ربنا قال‪" :‬أال يعلم من خلق وهو اللطيف الخبب" [الملك‪.]1٤ :‬‬
‫الل‬
‫الل يصلح لنا وإيه ي‬
‫هللا الخبب بيعلم ما يف قلوبنا ونوايانا‪ ،‬وبيعرف إيه ي‬
‫يرصنا‪ .‬لما تكون مبدد أو محتاج نصيحة‪ ،‬افتكر إن هللا الخبب هو ي‬
‫الل عنده‬
‫الل‬‫والل يقدر يوجهك للطريق الصح‪ .‬الخبب هو ي‬ ‫ي‬ ‫كل العلم والمعرفة‪،‬‬
‫بيعرف تفاصيل كل حاجة وبيقدر يحل كل المشاكل ألنه عارف كل‬
‫التفاصيل‬

‫قال ابن القيم‪" :‬الخبب هو الذي انته علمه إل اإلحاطة ببواطن األشياء‬
‫ال‪" :‬هو الذي ال تعزب عنه‬ ‫وخفاياها كما أحاط بظواهرها"‪ .‬وقال الغز ي‬
‫ىسء وال يتحرك ذرة وال‬‫ر‬
‫األخبار الباطنة وال يجري يف الملك والملكوت ي‬
‫ئ‬
‫يطمي إال ويكون عنده خبه‪".‬‬ ‫يسكن وال يضطرب نفس وال‬

‫الل بيدرك كل حاجة بدقة وبيعرف كل صغبة وكببة يف‬ ‫هللا الخبب هو ي‬
‫الل‬
‫الل بيوجهنا ويرشدنا للخب‪ ،‬وبيعطينا الفهم العميق لكل ي‬ ‫حياتنا‪ .‬هو ي‬
‫بيحيط بينا‪ .‬الصفة دي بتخلينا نطمن ألن هللا الخبب بيعرف كل حاجة وما‬
‫بيغلطش يف تدبب شؤوننا‪ .‬هللا الخبب هو ي‬
‫الل بباقبنا بعلمه الشامل‪ ،‬يف كل‬
‫تفاصيل حياتنا‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الحليم‬

‫الل بيصب عل عباده وما بيعجلش بعقابهم‪ ،‬رغم‬ ‫يعت ي‬ ‫اسم هللا "الحليم" ي‬
‫الل بيدي الفرصة للناس للتوبة والرجوع ليه‪.‬‬ ‫قدرته عل ده‪ .‬الحليم هو ي‬
‫ربنا قال‪" :‬واعلموا أن هللا غفور حليم" [البقرة‪ .]235 :‬هللا الحليم بيعاملنا‬
‫تخىط أو‬ ‫ئ‬ ‫برحمة وصب‪ ،‬وبيمهلنا عشان نرجع ليه ونتوب من ذنوبنا‪ .‬لما‬
‫تحس بالذنب‪ ،‬افتكر إن هللا الحليم بيفتح لك أبواب التوبة وبيصب عليك‪،‬‬
‫الل بيدي لك الفرصة تصلح أخطائك‬ ‫فارجع ليه واستغفره‪ .‬هللا الحليم هو ي‬
‫وتبدأ من جديد‪.‬‬
‫َ‬
‫يعت أنه ذو أناة‪ ،‬ال يعجل‬ ‫يقول اإلمام الطبي رحمه هللا‪" :‬وقوله {حليم} ي‬
‫عل عباده بعقوبتهم عل ذنوب هم ‪".‬ومن حلم هللا بنا أنه مهما عصيناه‬
‫وأذنبنا يسبنا يف كل مرة ويحفظنا ونحن نعمل الذنب وال يمنع رزقه عنا‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ ُ َ ُ ْ َ َ :‬ه ُ َّ‬
‫اس ِبظل ِم ِه ْم َما ت َرك َعل ْي َها ِم ْن د َّاب ٍة)‬
‫الن َ‬ ‫بذنوبنا‪ .‬قال ﷻ (ولو يؤ ِاخذ اَّلل‬
‫[النحل‪. ]61:‬لكن هللا بحلمه يمهلنا لنتوب ونعود إليه‪ ،‬ومن تمام حلمه‬
‫أنه ال يعجل بالعقوبة ويحفظنا ويرزقنا‪.‬‬

‫الصفة دي بتخلينا نحس باألمل واالطمئنان‪ ،‬ألننا عارفي إن هللا مش‬


‫هيعاقبنا ً‬
‫فورا عل أخطائنا‪ ،‬بل هيدينا الفرصة لإلصالح‪ .‬هللا الحليم هو‬
‫الل بيمدنا بالفرصة بعد الفرصة لنحقق التوبة الصادقة ونرجع للطريق‬‫ي‬
‫المستقيم‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫العظيم‬

‫اسم هللا "العظيم" بيعب عن عظمة هللا وجالله‪ ،‬وهو أكب وأعظم من كل‬
‫ر‬
‫الل ما يتقارنش به حاجة‪ ،‬وما حدش يقدر يدرك عظمته‬ ‫ىسء‪ .‬العظيم هو ي‬ ‫ي‬
‫الل خلق الكون بكل ما فيه بعظمته وحكمته‪ .‬لما‬ ‫بالكامل‪ .‬هللا العظيم هو ي‬
‫تحس بالضعف أو الصغر قدام مشاكل الحياة‪ ،‬افتكر إن هللا العظيم هو‬
‫الل مستحيل بالنسبة لنا‪ .‬هللا العظيم‬ ‫ر‬
‫ىسء‪ ،‬وقادر يحقق كل ي‬ ‫الل بيده كل ي‬ ‫ي‬
‫الل بيمدنا بالقوة والعزة والثبات‪.‬‬ ‫ي‬ ‫هو‬
‫ل ال َعظ ُ‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َو َما ف األ ْرض َو ُه َو ال َع ُّ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫يم)‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫قال ﷻ‪( :‬له ما ِ يف السماو ِ‬
‫[الشورى‪. ]٤:‬العظيم عظمة ال تعلوها عظمة‪ ،‬ولنستشعر عظمة هللا ننظر‬
‫لحجمنا يف ملكه‪ :‬حجمنا مقارنة باألرض والشمس والكون‪ ،‬وحجم كل ده‬
‫بعرش الرحمن كحلقة يف فاله (دبلة يف صحراء)‪ .‬متخيل قد إيه صغر‬
‫حجمنا يف ملك العظيم؟ قال ابن األثب‪" :‬هو الذي جاوز قدره عز وجل‬
‫حدود العقول‪ ،‬حت ال تتصور اإلحاطة بكنهه وحقيقته ‪".‬فاهلل هو العظيم‬
‫يف قدرته وقوته‪ ،‬والعظيم يف ذاته وصفاته‪ ،‬عظيم يف علمه ولطفه وحكمته‪،‬‬
‫ىسء ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ىسء دون ي‬ ‫عظيم يف سمعه وبرصه‪ ،‬فال يصح أن نحدد عظمته يف ي‬
‫قال ابن القيم‪" :‬وهو العظيم بكل معت يوجب التعظيم‪ ،‬ال ُيحصيه من‬
‫إنسان‪ ،‬فمن عظمته يف علمه وقدرته‪ ،‬أنه ال يشق عليه أن يحفظ‬
‫ْ‬ ‫‪ُ ُ ََ :‬‬
‫(وَل َيؤود ُه ِحفظ ُه َما‬ ‫السماوات السبع واألرضي السبع ومن فيهما؛ كما قال‬
‫يم) [البقرة‪"]255:‬‬‫ل ْال َعظ ُ‬
‫َو ُه َو ْال َع ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِي‬
‫الل ما نقدرش‬
‫عظمة هللا بتخلينا نتفكر يف قدرته الالمحدودة وعظمته ي‬
‫نحيط بيها‪ .‬هللا العظيم هو ي‬
‫الل بيسب الكون بحكمته وعدله‪ ،‬وما فيش أي‬
‫قوة تقدر تعارض إرادته‪ .‬لما نفتكر عظمة هللا‪ ،‬بنحس بالخشوع والرهبة‪،‬‬
‫وندرك إننا يف رعاية قوة عظيمة وحكيمة‪ .‬هللا العظيم هو ي‬
‫الل بيمتلك كل‬
‫ىسء‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ىسء ويقدر عل كل ي‬ ‫ي‬

‫‪56‬‬
‫الغفور‬

‫الل بيغفر الذنوب وبيتجاوز عن األخطاء‪ ،‬مهما‬ ‫يعت ي‬ ‫اسم هللا "الغفور" ي‬
‫الل ما يملش من مغفرة ذنوب عباده كل‬ ‫كانت كببة أو كتبة‪ .‬الغفور هو ي‬
‫ما استغفروه وتابوا ليه‪ .‬ربنا قال‪" :‬إن هللا غفور رحيم" [البقرة‪ .]173 :‬هللا‬
‫الغفور بيفتح لنا أبواب المغفرة ً‬
‫دايما‪ ،‬ويدعونا نرجع ليه يف أي وقت‪ .‬لما‬
‫تحس بالذنب أو الندم‪ ،‬افتكر إن هللا الغفور مستعد يغفر لك ويعفو عنك‬
‫ه السالمة من الذنب والراحة‬ ‫لو تبت واستغفرته بصدق‪ .‬المغفرة ي‬
‫النفسية‪.‬‬
‫الل بيدينا األمل يف المغفرة والرحمة مهما كانت ذنوبنا‪.‬‬‫هللا الغفور هو ي‬
‫الصفة دي بتخلينا نحس بالراحة والطمأنينة‪ ،‬ألننا عارفي إن هللا بيغفر لنا‬
‫لو رجعنا ليه بصدق وتوبة نصوحة‪ .‬هللا الغفور هو ي‬
‫الل بيمحو ذنوبنا ويدينا‬
‫الفرصة نبدأ من جديد بصفحة بيضاء‪.‬‬

‫الشكور‬

‫ّ‬
‫الل بيقدر ويثيب عباده عل أعمالهم‬ ‫اسم هللا "الشكور" بيعب عن ي‬
‫الل بيضاعف األجر ويزيد‬‫الصالحة‪ ،‬حت ولو كانت بسيطة‪ .‬الشكور هو ي‬
‫يف الثواب‪ ،‬ويشكر لعباده عل حسن طاعتهم‪ .‬هللا الشكور بيعطينا أكب‬
‫مما نتوقع عل أعمالنا الصالحة‪ ،‬وبيقدر تعبنا وجهدنا يف طاعته‪ .‬لما تعمل‬
‫حاجة كويسة أو تتعب يف سبيل هللا‪ ،‬افتكر إن هللا الشكور هيكافئك‬
‫ويديك أجر عظيم‪ .‬الشكور هو الل بيشجعك ً‬
‫دايما عل العمل الصالح‬ ‫ي‬
‫واالستمرار يف الطاعة‪.‬‬

‫هللا هو الغفور للذنوب و الشكور لألعمال الصالحة‪ ،‬وهو الذي يشكر‬


‫ً‬
‫األعمال القليلة الخالصة وال يضيع أجر من أحسن عمَل‪ ،‬بل يضاعفه بغب‬

‫‪57‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫صالحا‬ ‫عدد وال حساب ‪.‬فإن وقعنا يف الذنب فاهلل غفور‪ ،‬وإن عملنا عمَل‬
‫فاهلل شكور يضاعف الحسنة بغب عدد‪ .‬هللا من رحمته بينا أنه يضاعف‬
‫ْ َ ُ ه‬ ‫َ َ‬
‫العمل الصالح فقط‪ ،‬أما السيئة ال تضاعف ‪.‬قال ﷻ‪( :‬وقالوا الح ْمد ِ ِ‬
‫َّلل‬
‫ور َشك ٌ‬
‫ور) [فاطر‪. ]3٤:‬‬ ‫هالذي َأ ْذ َه َ‬
‫ب َع َّنا ْال َح َز َن إ َّن َرَّب َنا َل َغ ُف ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال ابن القيم‪" :‬إن هللا شكور يحب الشاكرين ‪ ".‬و عشان كده الزم نتعلم‬
‫يوم من الحمد و الشكر‬
‫يبق عندنا ورد ي‬‫احنا كمان شكر هللا عل النعم و ي‬
‫نواح حياتنا كما‬
‫ي‬ ‫ونري هللا الشكر يف أعمالنا لبيدنا هللا من فضله يف كل‬
‫َ َ َ ُ َ َ َ َّ‬
‫وعدنا‪( :‬ل ِ ئي شك ْرت ْم أل ِزيدنك ْم) [إبراهيم‪.]7:‬‬

‫العىل‬
‫ي‬

‫ىسء‪ ،‬يف ذاته وصفاته‬ ‫ر‬


‫"العل" بيعب عن علو هللا وارتفاعه فوق كل ي‬ ‫ي‬ ‫اسم هللا‬
‫الل ما فيش حاجة تدانيه يف العلو والمكانة‪.‬‬ ‫العل هو ي‬ ‫ي‬ ‫وأفعاله‪.‬‬
‫َ َّ‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ ه َ ُ َ ْ َ ُّ َ َ َّ َ َ ْ ُ َ‬
‫اط ُل َوأن‬ ‫قال ﷻ‪(ْ :‬ذ ِلك ْ ِب َأن اَّلل هو الحق وأن ما يدعون ِمن د ِ‬
‫ون ِه هو الب ِ‬
‫ويعت العلو المطلق‬ ‫ل الك ِب ُب) [الحج‪. ]62:‬فهو اسم للتبيه‬ ‫هَ‬
‫اَّلل ُه َو ال َع ُّ‬
‫ي‬ ‫ِي‬
‫الذي يعلو بصفاته وأسمائه عن كل نقص وعن غبه من المخلوقات ‪.‬قال‬
‫ر‬
‫ىسء"‬ ‫ابن القيم‪" :‬إن من تمام علو هللا أن ال يكون فوقه ي‬
‫العل عند السجود‪،‬‬
‫ي‬ ‫عشان كده الزم نتذكر يف كل صالة معت اسم هللا‬
‫رب األعل" عشان نتذكر‬ ‫ر‬
‫ونحن يف أكب وضع فيه خضوع نقول "سبحان ي‬
‫علو هللا وخضوعنا إليه‪ ،‬فأي كب يف نفسنا يروح ونستشعر عظمة هللا‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الكبب‬
‫ر‬

‫عشان نستشعر هذا االسم ننظر لحجمنا يف ملك هللا‪ :‬حجمنا بالمقارنة‬
‫بالقارة والكوكب والمجرة‪ ،‬ثم نتذكر حجم كل هذا الكون يف عرش الرحمن ‪.‬‬
‫ِّ َّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫بأرض‬
‫ٍ‬ ‫ملقاة‬
‫ٍ‬ ‫كحلقة‬
‫ٍ‬ ‫رىس إَل‬ ‫قال رسول هللا ﷺ‪" :‬ما السماوات السبع يف الك ي‬
‫الحلقة ‪".‬‬ ‫الفالة عل تلك‬ ‫كفضل تلك‬ ‫رىس‬ ‫ُ‬
‫وفضل العرش عل الك ِّ‬ ‫فالة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫ىسء ال يصدق‪.‬‬ ‫نرجع بق نتخيل حجمنا بالنسبة للعرش‪ ..‬ي‬
‫ىسء‪ ،‬يف ذاته وصفاته‬ ‫ر‬
‫اسم هللا "الكبب" بيعب عن كب وعظمة هللا يف كل ي‬
‫الل ما فيش حاجة تحده‪ ،‬وال يمكن يتقارن بيه حاجة‬ ‫وأفعاله‪ .‬الكبب هو ي‬
‫يف الكب والعظمة‪ .‬ربنا قال‪" :‬عالم الغيب والشهادة الكبب المتعال" [الرعد‪:‬‬
‫ىسء بحكمته وقدرته‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫والل خلق كل ي‬‫ىسء‪ ،‬ي‬ ‫‪ .]9‬هللا الكبب هو ي‬
‫الل بيده كل ي‬
‫لما تحس إنك صغب قدام مشاكل الحياة‪ ،‬افتكر إن هللا الكبب قادر عل كل‬
‫ىسء‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ىسء‪ ،‬وبيحكم كل ي‬ ‫ي‬

‫الحفيظ‬

‫الل بيحفظ عباده وأمورهم من كل سوء‬ ‫اسم هللا "الحفيظ" بيعب عن ي‬


‫الل بيحميك ويرعاك يف كل لحظة‪ ،‬ويحميك من‬
‫ً‬ ‫ومكروه‪ .‬الحفيظ هو ي‬
‫األذى‪ .‬ربنا قال‪" :‬فاهلل ٌ‬
‫خب حافظا وهو أرحم الراحمي" [يوسف‪ .]6٤ :‬هللا‬
‫الل بيحفظك يف نومك ويقظتك‪ ،‬يف رحلتك ومقامك‪،‬‬ ‫الحفيظ هو ي‬
‫ر‬
‫وبيحميك من كل ش ممكن تتعرض له‪.‬‬

‫الل بيحيطك برعايته وبيضمن سالمتك‪ ،‬فما تخافش من‬ ‫هللا الحفيظ هو ي‬
‫أي حاجة ألنك يف حماية هللا‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الل بيحفظ أفعالك وأقوالك‪ ،‬وبيكتبها‬
‫تاب ان هو ي‬‫معت ي‬
‫ي‬ ‫الحفيظ كمان له‬
‫لك أو عليك‪ ،‬عشان يجازيك بيها يوم القيامة‪ .‬هللا الحفيظ بيعرف كل‬
‫حاجة عنك سواء فالرس او العلن‪ ،‬فأما تعلم انه يراك و يحفظ افعالك يف‬
‫كتاب عنده ال يغادر صغبة وال كببة فتحفظ حدوده عز وجل هتالقيه‬
‫النت لمعاذ بن جبل "احفظ هللا‬ ‫ي‬ ‫يحفظلك نفسك كما يف حديث‬
‫يحفظك"‪.‬‬

‫المقيت‬

‫المقيت ه كلمة مشتقة من القوت‪ ،‬الطعام ر‬


‫والرساب الذي نتقوى به‪ ،‬و‬ ‫ي‬
‫الل بيدي كل مخلوق رزقه وقوته‪ ،‬وبيكفيهم‬‫يعت ي‬ ‫اسم هللا "المقيت" ي‬
‫الل تحتاجه عشان تعيش وتستمر‬ ‫حاجاتهم‪ .‬المقيت هو ي‬
‫الل بيمدك بكل ي‬
‫ً‬
‫ىسء مقيتا" [النساء‪.]85 :‬‬‫ر‬
‫يف الحياة‪ .‬ربنا قال‪" :‬وكان هللا عل كل ي‬
‫هللا المقيت هو الل بيمدك بالطعام ر‬
‫والرساب‪ ،‬وبيمنحك القوة والقدرة‬ ‫ي‬
‫الل بيوزع األرزاق بي عباده بحكمة‬
‫ي‬ ‫هو‬ ‫المقيت‬ ‫هللا‬ ‫‪.‬‬‫حياتك‬ ‫عل مواصلة‬
‫الل بيضمن لك‬ ‫الل يحتاجه‪ .‬المقيت هو ي‬ ‫وعدل‪ ،‬وبيكفل لكل مخلوق ي‬
‫الل تحتاجه بالضبط‪ ،‬فما تخافش من الفقر أو الحرمان ألن‬‫رزقك ويديك ي‬
‫الل بيعرف حاجاتك الحقيقية وبيكفيك‬ ‫رزقك بيد هللا‪ .‬هللا المقيت هو ي‬
‫إياها بما فيه الخب ليك‪.‬‬

‫لما تحس بالضيق أو القلق بشأن رزقك او مستقبلك‪ ،‬افتكر إن هللا هو‬
‫المقيت واطمن‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الحسيب‬

‫بيكق عباده و يكفيك همك‪ ،‬عشان كده‬ ‫ي‬ ‫الل‬


‫يعت ي‬‫اسم هللا "الحسيب" ي‬
‫ً‬
‫بنقول "حسبنا هللا ونعم الوكيل"‪ ،‬وربنا قال ربنا قال‪" :‬وكق باهلل حسيبا"‬
‫عل‬
‫يعت بنطلب من هللا أن يكفينا ما أهمنا‪،‬وهو لوحده قادر ي‬‫[النساء‪ .]6 :‬ي‬
‫كفايتنا‪.‬‬

‫الل بيجازي عباده عل أعمالهم‪.‬‬‫يعت ي‬


‫التاب إلسم الحسيب ي‬‫ي‬ ‫المعت‬
‫ي‬ ‫اما‬
‫الل بيحاسبك عل كل صغبة وكببة يف حياتك‪ .‬هللا الحسيب‬
‫الحسيب هو ي‬
‫بيحاسب عباده عل أعمالهم بالعدل‪ ،‬له الحكم وهو أشع الحاسبي‪.‬‬

‫الجليل‬

‫الل يستحق التقدير‬


‫اسم هللا "الجليل" بيعب عن عظمة هللا وجالله‪ ،‬وهو ي‬
‫الل بيتصف بالعظمة والكبياء‬ ‫والتعظيم من كل مخلوق‪ .‬الجليل هو ي‬
‫والجالل‪ ،‬وما فيش مخلوق يقدر يحيط بجالله‪ .‬ربنا قال‪" :‬تبارك اسم ربك‬
‫ذو الجالل واإلكرام" [الرحمن‪.]78 :‬‬

‫وتأب منه لفظ‬


‫ي‬ ‫الجليل هو المتصف بصفات الجالل والكمال والعظمة‪،‬‬
‫البيهق‪:‬‬
‫ي‬ ‫الجاللة (هللا)‪ .‬فالجليل هو ي‬
‫العل المقبن علوه بمهابة العباد ‪.‬قال‬
‫"الجليل هو من الجالل والعظمة‪ ،‬ومعناه ينرصف إل جالل القدرة وعظم‬
‫الشأن‪ ،‬فهو الجليل الذي يصغر دونه كل جليل‪ ،‬ويتضائل معه كل رفيع‪،‬‬
‫وهذه صفة يستحقها بذاته‪".‬‬

‫‪61‬‬
‫الكريم‬

‫اسم هللا "الكريم" بيعب عن سخاء هللا وجوده وكرمه الواسع‪ .‬الكريم هو‬
‫الل بيدي بال حدود وبيمنح بال مقابل‪ ،‬وبيفيض بالنعم والخبات عل‬ ‫ي‬
‫عباده‪ .‬ربنا قال‪" :‬يا أيها اإلنسان ما غرك بربك الكريم" [االنفطار‪ .]6 :‬هللا‬
‫الل تحتاجه وأكب‪ ،‬من غب ما يطلب منك‬ ‫الل بيدي لك كل ي‬ ‫الكريم هو ي‬
‫حاجة يف المقابل‪.‬‬
‫ْ َ‬ ‫ه ُ ْ َ ُ ْ َ ُّ َ َ َ َّ ُ َ َ ُّ ْ َ ْ‬ ‫َََ َ‬
‫قال ﷻ‪( :‬فتعال اَّلل الم ِلك الحق َل ِإله ِإَل هو رب العر ِ‬
‫ش الك ِر ِيم)‬
‫[المؤمنون‪. ]116:‬هللا سبحانه هو أكرم الكرماء‪ ،‬الذي يبسط يده لعباده‬
‫بالليل والنهار ليكرمهم‪ ،‬وهو الجواد الذي ال ينفذ عطاؤه‪ ،‬ومن عظيم كرمه‬
‫ً‬
‫أنه يصفح عن عباده وال ينتظر مقابَل لكرمه‬

‫ال‪" :‬الكريم هو الذي إذا قدر عفا‪ ،‬وإذا وعد وف‪ ،‬وإذا أعىط زاد‬ ‫‪.‬قال الغز ي‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يبال كم أعىط ولمن أعىط‪ ،‬وإن ر ِفعت حاجة إل‬ ‫عل منته الرجاء‪ ،‬وال ي‬
‫ق عاتب وما استقض‪ ،‬وال يضيع من الذ به والتجأ‪،‬‬ ‫غبه ال يرص‪ ،‬وإذا ُج ِ َ‬
‫ي‬
‫ويغنيه عن الوسائل والشفعاء‪ ،‬فمن اجتمع له جميع ذلك ال بالتكلف‪ ،‬فهو‬
‫الكريم المطلق وذلك هلل سبحانه وتعال فقط"‬
‫َ َْْ‬ ‫ْ ْ‬
‫مقتض هذا االسم و نفهمه من قول هللا ﷻ‪( :‬اق َرأ َو َرُّبك األ ك َر ُم)‬ ‫ي‬ ‫و من‬
‫[العلق‪. ]3:‬أن هللا يف هذه الية اقبن كرمه بقراءة القرآن‪ .‬وهنا يف رسالة‬
‫اليوم من القرآن مفتاح و باب لكرم هللا علينا‪ .‬خلونا نفتكر‬ ‫ي‬ ‫مهمة لينا‪ :‬وردنا‬
‫غت‬
‫الل محتاجي لكرم ربنا لينا‪ ،‬فاحنا دايما فقراء وهللا دايما هللا ي‬ ‫ان احنا ي‬
‫نخل الشيطان ينسينا ورد القرآن و لو صفحة واحدة كل‬ ‫ي‬ ‫فاوع‬
‫ي‬ ‫عن عبادتنا‬
‫يوم تجلب لنا كرم الكريم يف هذا اليوم‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الرقيب‬

‫ىسء‪ ،‬وما‬‫ر‬ ‫ر‬


‫ىسء وبيعلم بكل ي‬ ‫الل بباقب كل ي‬ ‫يعت ي‬‫اسم هللا "الرقيب" ي‬
‫يخفاش عليه حاجة يف األرض وال يف السماء‪ .‬الرقيب هو ي‬
‫الل بيعلم كل‬
‫تفاصيل حياتك وبباقب كل أفعالك وأقوالك‪ .‬ربنا قال‪" :‬إن هللا كان عليكم‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫رقيبا" [النساء‪ .]1 :‬قال السعدي‪" :‬الرقيب‪ :‬المطلع عل ما أكنته الصدور‪،‬‬
‫نفس بما كسبت‪ ،‬الذي حفظ المخلوقات وأجراها عل‬ ‫ٍ‬ ‫القائم عل كل‬
‫أحسن نظام وأكمل تدبب‪".‬‬

‫ومن تمام التعبد باسم هللا الرقيب أن نراقب هللا يف كل أعمالنا ونستشعر‬
‫مراقبة هللا لنا‪ .‬يف كل لحظة و نحاول نوصل دايما يف مراقبة هللا لدرجات‬
‫اإلحسان ‪ .‬ان نعبد هللا كأننا نراه فان لم نكن نراه فهو يرانا‪.‬‬

‫المجيب‬

‫النت ﷺ فقالوا‪" :‬أقريب ربنا فنناجيه؟ أم بعيد‬ ‫ي‬ ‫سأل بعض الصحابة‬
‫ٌ‬ ‫َ ِّ َ ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ ََ َ َ َ :‬‬
‫فنناديه؟ فربنا سبحانه وتعال أنزل (و ِإذا سألك ِعب ِادي ع يت ف ِإ يب ق ِريب ۖ‬
‫ان)‪.‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ َ ْ َ َ َّ‬
‫أ ِجيب دعوة الد ِاع ِإذا دع ِ‬
‫يعت أن ربنا سبحانه وتعال بيستجيب لدعوات‬ ‫اسم هللا "المجيب" ي‬
‫عباده‪ ،‬سواء كانت دعوة يف الرس أو يف الجهر‪ ،‬يف الليل أو يف النهار‪ .‬من‬
‫رحمته سبحانه وتعال إنه بيستجيب لدعواتنا حت لو كانت بسيطة أو‬
‫كببة‪ .‬لما نقول "يا مجيب"‪ ،‬بنطلب من هللا إنه يستجيب لنا ويسمعنا‬
‫ويحقق لنا ما نتمت‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫َْ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ ُّ ُ ْ ُ‬
‫ب لك ْم)‬ ‫يف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال‪( :‬وقال ربكم ادع ِ ي‬
‫وب أست ِج‬
‫[غافر‪ .]60:‬ده وعد من ربنا إنه هيستجيب لدعواتنا لما ندعيه بصدق‬
‫وإخالص‪ .‬كتب مننا بيحسوا بالضيق أو الحزن أو بيمروا بمشاكل‪ ،‬ي‬
‫وف‬
‫اللحظات دي بنلجأ هلل "المجيب" ندعوه ونستغيث به‪.‬‬
‫ومن كرم هللا المجيب ما قاله ﷺ‪( :‬من لم يسأل هللا يغضب عليه)‪.‬‬
‫ربنا بيغضب إذا مسألتوش والعبد بيغضب إذا سألته‪.‬‬

‫فعجت عليك سبت الرب وسألت العبد‪!!..‬‬


‫ي‬
‫ادع المجيب القريب وافتكر قوله ﷺ‪( :‬إن الدعاء هو العبادة) وقوله ﷺ‪:‬‬ ‫ي‬
‫َ َ َ ُ ُّ ْ َ َ َ َّ ُّ‬
‫الد َع ُاء)‪.‬‬ ‫(وَل يرد القدر ِإَل‬

‫وأكيد شفنا كتب أمثلة يف حياتنا أو حياة الناس حواليينا عن استجابة هللا‬
‫لدعواتهم‪ .‬ممكن تكون دعوة يف لحظة ضيق أو طلب حاجة مهمة‪ ،‬وفجأة‬
‫تالف ربنا استجاب وحققها بأفضل شكل ممكن‪ .‬ده بيخلينا نتأكد إن ربنا‬ ‫ي‬
‫"المجيب" ً‬
‫دايما سامعنا ومستجيب لنا‪.‬‬
‫ندع بإخالص ونكون واثقي إن هللا المجيب هيستجيب لينا‪.‬‬
‫ي‬ ‫المهم إننا‬
‫نحافظ عل الدعاء ونطلب من ربنا يف كل حاجة صغبة أو كببة‪ ،‬ونعرف‬
‫إن هللا هو األعلم باألفضل لنا‪ .‬الزم نثق يف حكمته ورحمته ونكون عل‬
‫الل‬ ‫ً‬
‫يقي إنه دايما هيكون جنبنا ويستجيب لدعواتنا بالوقت والطريقة ي‬
‫شايفها األنسب لينا‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الواسع‬

‫الل وسعت رحمته‬ ‫اسم هللا "الواسع" معناه إن ربنا سبحانه وتعال هو ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ىسء يف السماوات واألرض‪ ،‬ووسعت‬ ‫ىسء‪ .‬هو ي‬
‫الل بيملك كل ي‬ ‫وعلمه كل ي‬
‫ىسء‪ .‬لما نقول "يا واسع"‪ ،‬بنطلب من ربنا إنه يوسع لنا‬ ‫ر‬
‫قدرته وحكمته كل ي‬
‫وف كل جوانب حياتنا‪.‬‬ ‫يف رزقنا‪ ،‬يف صحتنا‪ ،‬يف علمنا‪ ،‬ي‬
‫ت ك َّل رَ ْ‬
‫ىس ٍء)‬
‫َ َ ْ‬
‫(و َر ْح َم ِ يت و ِسع‬
‫ف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال‪َ :‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫[األعراف‪ .]156:‬ده معناه إن رحمة ربنا واسعة جدا وبتشمل كل ر‬
‫ىسء‪،‬‬ ‫ي‬
‫مفيش حاجة خارجة عن رحمته‪ .‬لما بنفكر يف وسع رحمة ربنا‪ ،‬بنشعر‬
‫دايما راحمنا ومش هيسيبنا يف أي ضيق‪.‬‬ ‫باالطمئنان إن ربنا ً‬

‫كمان ربنا "الواسع" بيعطينا من نعمه ورزقه بكرم وسعة‪ .‬مهما كانت طلباتنا‬
‫أو احتياجاتنا‪ ،‬نقدر نلجأ لربنا ونسأله إنه يوسع لنا‪ .‬سواء كنا محتاجي رزق‬
‫ندع ربنا الواسع‬
‫ي‬ ‫نفس‪ ،‬نقدر‬
‫ي‬ ‫مادي‪ ،‬أو صحة‪ ،‬أو علم‪ ،‬أو حت هدوء‬
‫الل بنحتاجه‪.‬‬
‫يحقق لنا ي‬
‫الل مهم إننا نكون واثقي يف وسع رحمة ربنا وعلمه‪ ،‬ونفهم إن مهما كانت‬ ‫ي‬
‫مشاكلنا أو احتياجاتنا‪ ،‬ربنا قادر إنه يوسع لنا فيها‪.‬‬

‫الحكيم‬

‫اسم هللا "الحكيم" معناه إن ربنا سبحانه وتعال عنده الحكمة المطلقة يف‬
‫بتيج بحكمة كاملة‪ .‬لما نؤمن باسم الحكيم ‪،‬‬ ‫ىسء‪ .‬كل أفعاله وأوامره‬‫ر‬
‫ي‬ ‫كل ي‬
‫بنعبف بحكمة ربنا يف كل حاجة بتحصل حوالينا‪ ،‬حت لو ما فهمناش‬
‫السبب يف اللحظة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫يم ْال َحك ُ‬
‫يم) [التحريم‪ .]2:‬ده‬ ‫(و ُه َو ْال َعل ُ‬
‫ف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫‪.‬‬
‫بيأكد لنا إن علم ربنا وحكمته مفيش زي هم كتب مننا بيواجهوا مواقف‬
‫صعبة أو حاجات مش مفهومة‪ ،‬ولما بنفتكر إن ربنا "الحكيم"‪ ،‬بنطمن إن‬
‫كل حاجة بتحصل ليها حكمة ومصلحة لنا‪.‬‬

‫الل بنشوفها‬
‫ً‬ ‫ربنا الحكيم بيدبر أمورنا بأفضل شكل ممكن‪ .‬حت الحاجات ي‬
‫مش كويسة‪ ،‬ممكن تكون فيها خب كبب وإحنا مش واخدين بالنا‪ .‬مثَل‪،‬‬
‫ممكن نفقد شغل أو نفشل يف حاجة‪ ،‬ونكتشف بعد كده إن ده كان‬
‫س‬ ‫(و َع َ ٰ‬
‫لمصلحتنا وإن فيه حاجة أحسن جاية ف الطريق‪ .‬قال هللا تعال‪َ :‬‬
‫ي‬
‫اَّلل‬ ‫س َأن ُت ِح ُّبوا َش ْي ًئا َو ُه َو رَ ٌّ‬
‫ش هلك ْم ۗ َو ه ُ‬ ‫ه‬ ‫َ ْ‬
‫أن َتك َر ُهوا َش ْي ًئا َو ُه َو َخ ْ ٌب لك ْم ۖ َو َع َ ٰ‬
‫ََُْ ََ ُْ َ ََُْ َ‬
‫ون)‪.‬‬ ‫يعلم وأنتم َل تعلم‬

‫لما بنفهم إن ربنا هو الحكيم‪ ،‬بنكون أكب ً‬


‫صبا وثقة يف تدببه ألمورنا‪.‬‬
‫بنسلم له أمورنا ونعرف إن مهما كانت الظروف‪ ،‬ربنا هيختار لنا األفضل‪.‬‬
‫السء المناسب بالقدر المناسب يف الوقت‬ ‫ر‬
‫الل بيعمل ي‬‫إلن الحكيم معناه ي‬
‫والمكان المناسب‪.‬‬

‫دع الحكيم يرزقهالنا النها من اكب النعم‪ ،‬قال‬ ‫وعشان نتعلم الحكمة الزم ن‬
‫ً‬ ‫َ َ ًْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ ْ ْ َ َ َ ْ َ َ ُ َي َ ْ ُ ْ َ ْ ْ َ َ َ َ‬
‫وب خبا ك ِثبا)‪.‬‬ ‫تعال‪( :‬يؤ ِ يب ال ِحكمة من يشاء ومن يؤت ال ِحكمة فقد أ ِ ي‬

‫‪66‬‬
‫‪‬‬
‫الودود‬
‫بيعت إن ربنا سبحانه وتعال هو المحب لعباده‪ ،‬بيحبنا‬ ‫ي‬ ‫اسم هللا "الودود"‬
‫ً‬
‫بقدر كبب جدا و عايز يدخلنا الجنة عشان كدة بيدينا مواسم تضاعف فيها‬
‫الحسنات لمئات و االف األضعاف النه عارف تقصبنا طول السنة و عارف‬
‫كفت المبان بتاعنا يوم القيامة‪.‬‬ ‫اننا بنحتاج النفحات دي عشان نعدل ي‬
‫‪ُ ُ ْ ُ ُ َْ َ ُ َ :‬‬
‫ور ال َودود) [البوج‪ .]1٤:‬ده‬ ‫يف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال (وهو الغف‬
‫يعت بيغفر لنا بمغفرته و‬‫بيوضح لنا إن ربنا بيجمع بي المغفرة والمحبة‪ ،‬ي‬
‫يضاعف لنا الحسنات بوده لينا‪ .‬ومن عجائب ود هللا الودود إن محبته‬
‫الل بيبدأ عباده بالمحبة‪،‬‬ ‫سبحانه‪ ,‬فاهلل هو َ ي‬ ‫لعباده بتسبق محبتهم ليه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫هُ َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ‬
‫ف َيأ ِ يب اَّلل ِبقو ٍم ي ِحبهم وي ِحبونه)‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫قال تعال‪( :‬فسو‬

‫كمان ربنا بيحب إننا نرجع له ونتقرب منه‪ ،‬حت لو بعدنا أو أخطأنا‪ ،‬هو‬
‫ً‬
‫دايما مستعد يستقبلنا بحب وود‪.‬‬

‫لما بنعرف إن ربنا هو الودود‪ ،‬بنحاول نكون ودودين مع الناس‪ .‬بنحب‬


‫الخب لغبنا وبنساعدهم ونكون رحيمي بيهم‪ .‬نحاول نتقرب لربنا بحب‬
‫الل بتقربنا منه وتخلينا نستحق محبته ورحمته‪.‬‬
‫وود‪ ،‬ونعمل األعمال ي‬
‫ه أعظم نعمة نقدر نعيش بيها‪.‬‬ ‫ً‬
‫ونفتكر دايما إن محبة ربنا لينا ي‬

‫‪67‬‬
‫المجيد‬

‫الل عنده المجد‬


‫اسم هللا "المجيد" معناه إن ربنا سبحانه وتعال هو ي‬
‫الكامل والعظمة المطلقة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َْْ‬
‫ش ال َم ِجيد) [البوج‪ .]15:‬ده‬
‫يف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال‪( :‬ذو العر ِ‬
‫بيأكد لنا إن ربنا هو صاحب العرش العظيم والمجد الكبب‪ .‬عظمة ربنا مش‬
‫بس يف خلقه وإبداعه‪ ،‬لكن كمان يف حكمته ورحمته وعدله‪.‬‬

‫ىسء حوالينا‪ .‬لما بنشوف السماوات‬ ‫ر‬


‫ربنا المجيد بيظهر عظمته يف كل ي‬
‫واألرض والكون كله‪ ،‬بنشوف جزء من مجد ربنا‪ .‬كمان يف حياتنا الشخصية‪،‬‬
‫لما بنشوف رحمة ربنا وعدله‪ ،‬بنشوف جزء من عظمته ومجده‪.‬‬

‫لما نتفكر يف اسم هللا المجيد‪ ،‬بنحاول نعيش حياتنا بشكل يعكس احبامنا‬
‫وتقديرنا لعظمة ربنا‪ .‬ونكون ً‬
‫دايما ممتني لنعمه ورحمته علينا‪.‬‬

‫الباعث‬

‫الل يبعث الحياة يف‬ ‫وتعال َهو َ ي‬ ‫اسم هللا "الباعث" معناه إن ربنا سبحانه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫ر‬
‫ىسء‪ .‬يف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال‪( :‬ثم ِإذا شاء أنرسه) [عبس‪.]22:‬‬ ‫كل ي‬
‫ربنا الباعث مش بس بيبعث الحياة يف الموب‪ ،‬لكن كمان بيبعث األمل يف‬
‫قلوبنا لما بنكون يف ضيق أو يأس‪ .‬لما نفتكر إن ربنا هو الباعث‪ ،‬بنشعر‬
‫باألمل إن حت يف أصعب الظروف‪ ،‬ربنا يقدر يغب الحال ويبعث لنا الخب‪.‬‬

‫لما نتفكر يف اسم هللا الباعث‪ ،‬بنحاول نعمل األعمال الصالحة ونبتعد عن‬
‫الذنوب‪ ،‬ونسع إننا نكون مستعدين ليوم البعث‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الشهيد‬

‫ىسء‪،‬‬‫ر‬
‫اسم هللا "الشهيد" معناه إن ربنا سبحانه وتعال هو الشاهد عل كل ي‬
‫بيشوف كل حاجة وبيسمع كل حاجة‪.‬‬
‫‪ َ :‬ه ُ َ َ ِّ رَ ْ َ ٌ‬
‫يد) [المجادلة‪.]6:‬‬ ‫ىس ٍء ش ِه‬
‫يف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال (واَّلل عل كل ي‬
‫ده معناه إن ربنا شايف ومطلع عل كل حاجة بنعملها‪ ،‬سواء كانت صغبة‬
‫أو كببة‪ ،‬يف الرس أو يف العلن‪.‬‬

‫لما نفتكر إن ربنا الشهيد بيشوفنا يف كل وقت‪ ،‬بنحاول نكون أحسن يف‬
‫المعاص‪ ،‬ألننا عارفي‬
‫ي‬ ‫أعمالنا وترصفاتنا‪ .‬بنخاف من ربنا ونحاول نبعد عن‬
‫إنه شايف كل حاجة‪ .‬وكمان بنحاول نكون صادقي وأمناء‪ ،‬ألن ربنا شايف‬
‫ومطلع عل نوايانا وأفعالنا‪.‬‬

‫ربنا الشهيد كمان بيشهد عل الظلم والعدل‪ .‬ي‬


‫يعت لما بنكون مظلومي‪ ،‬ربنا‬
‫شايف الظلم وهيجيب لنا حقنا يف الوقت المناسب‪ .‬ولما بنعمل خب أو‬
‫بنساعد حد‪ ،‬ربنا بيشوف وبيكافئنا عل كل حاجة بنعملها‪.‬‬

‫الحق‬

‫اسم هللا "الحق" معناه إن ربنا سبحانه وتعال هو الحقيقة المطلقة‪،‬‬


‫مفيش حاجة أصدق وال أثبت منه‪ .‬وكل حاجة تانية غب هللا ناقصة أو‬
‫مؤقتة‪.‬‬
‫ْ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ٰ َ َ َّ ه َ ُ ْ‬
‫اَّلل ه َو ال َح ُّق َوأن َما َيد ُعون‬ ‫يف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال‪( :‬ذ ِلك ِبأن‬
‫اط ُل) [لقمان‪ .]30:‬ده بيأكد لنا إن ربنا هو الحق وكل حاجة‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫ُ‬
‫ون ِه هو الب ِ‬
‫ِمن د ِ‬
‫تانية مش دايمة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫لما نتفكر يف اسم هللا الحق‪ ،‬بنحاول نثبت عل الحق يف حياتنا‪ .‬بنحاول‬
‫نبعد عن الباطل والكذب‪ ،‬ونكون صادقي يف كل حاجة بنعملها‪ .‬نفهم إن‬
‫ه الحق ومافيش فيها شك‪ ،‬وده بيخلينا نثق يف وعوده‬
‫كل حاجة ربنا قالها ي‬
‫ونتبع أوامره‪.‬‬
‫ر‬
‫منترس‪،‬‬ ‫الل هينرص الحق يف النهاية‪ .‬مهما كان الباطل‬ ‫ربنا الحق كمان هو ي‬
‫ربنا هيجيب الحق وينرصه‪ .‬وده بيخلينا نكون مطمئني إننا لما نتبع الحق‪،‬‬
‫حت لو كنا قلة‪ ،‬ربنا هينرصنا يف النهاية‪.‬‬

‫الوكيل‬

‫الل بنتوكل عليه يف كل‬ ‫اسم هللا "الوكيل" معناه إن ربنا سبحانه وتعال هو ي‬
‫(و َك َقٰ‬
‫أمورنا‪ ،‬هو الل بيدبر لنا كل حاجة‪ .‬ف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال‪َ :‬‬
‫ي‬ ‫ً ي‬
‫ه‬
‫اَّلل َو ِكيَل) [النساء‪ .]81:‬ده معناه إن ربنا هو أحسن وكيل لينا‪ ،‬بيكفينا‬‫ِب ِ‬
‫وبيحقق لنا الخب يف كل حاجة‪.‬‬

‫لما نتفكر يف اسم هللا الوكيل‪ ،‬بنحاول نتعلم إزاي نتوكل عل ربنا بجد‪ .‬مش‬
‫بس نقول بالكالم‪ ،‬لكن نحط ثقتنا يف ربنا يف كل موقف‪ .‬سواء كان موقف‬
‫صعب أو حاجة صغبة‪ ،‬نسيبها لربنا ونتأكد إنه هيدبرها بأحسن طريقة‪.‬‬

‫و مهم نفهم كمان الفرق بي التوكل و التواكل‪ ،‬التوكل هو االعتماد عل هللا مع‬
‫يعت أنك تعمل كل ما يف وسعك وتبذل الجهد المطلوب لتحقيق‬ ‫األخذ باألسباب‪ .‬ي‬
‫هدفك‪ ،‬ثم تعتمد عل هللا وتثق بأن النتائج هتكون يف صالحك مهما كانت‪ .‬التوكل‬
‫والسع لتحقيق األهداف‪ ،‬ومن ثم ترك النتائج هلل‪.‬‬
‫ي‬ ‫يتطلب العمل الجاد‬

‫اما التواكل هو االتكال عل هللا بدون بذل أي جهد أو اتخاذ األسباب‬


‫يعت أنك تجلس مكتوف األيدي وتنتظر أن تتحقق األمور بمفردها‬‫الالزمة‪ .‬ي‬
‫من غب ما تحاول تحقيقها بنفسك‪ .‬التواكل يعكس الكسل وعدم‬
‫المسؤولية‪ ،‬وهو ليس من تعاليم اإلسالم‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ً‬
‫إيمانا ً‬
‫قويا باهلل‪ ،‬وثقة بأنه يدبر األمور بحكمته ورحمته‪ .‬أما‬ ‫التوكل يعكس‬
‫ً‬
‫تقصبا يف حق هللا‬ ‫التواكل فيعكس سوء فهم لدور هللا يف حياتنا‪ ،‬ويعتب‬
‫وف حق أنفسنا‪.‬‬
‫ي‬

‫القوي‪ -‬ر ر‬
‫المتي‬

‫الل عنده القوة‬


‫اسم هللا "القوي" معناه إن ربنا سبحانه وتعال هو ي‬
‫المطلقة‪.‬‬
‫َّ ه َ َ َ‬
‫اَّلل لق ِو ٌّي َع ِز ٌيز) [الحج‪ .]٤0:‬ده‬ ‫يف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال‪(ِ :‬إن‬
‫الل يقدر‬
‫الل مفيش حاجة تقف قدامه‪ ،‬هو ي‬ ‫بيأكد لنا إن ربنا هو القوي ي‬
‫ىسء‪.‬‬ ‫ر‬
‫عل كل ي‬
‫اق ُذو ْال ُق َّوة ْال َمت ُ‬
‫ي) [الذاريات‪.]58:‬‬
‫َّ ه َ ُ َ َّ َّ ُ‬
‫وايضا قال هللا تعال‪(ِ :‬إن اَّلل هو الرز‬
‫ِ ِ‬
‫الل بيمدنا بالقوة والثبات يف كل حاجة‪.‬‬ ‫ده بيأكد لنا إن ربنا هو المتي ي‬
‫لما نتفكر يف اسم هللا القوي‪ ،‬بنحاول نستمد قوتنا من ربنا‪ .‬نحس إننا مش‬
‫لوحدنا‪ ،‬لما نتفكر يف اسم هللا القوي المتي‪ ،‬بنحاول نتعلم إزاي نكون‬
‫الل بتمكننا من‬
‫وف قوته ي‬‫ثابتي ومستقرين يف حياتنا‪ .‬نكون واثقي يف ربنا ي‬
‫مواجهة كل الصعوبات‪ .‬نحاول نبعد عن الضعف واليأس‪ ،‬ونعتمد عل ربنا‬
‫المتي‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ّ‬
‫الوىل‬
‫ي‬

‫الل بيحمينا وينرصنا‪.‬‬


‫الل بيتول أمورنا وبيدبر شؤوننا‪ ,‬وهو ي‬
‫الول ي‬
‫هللا ي‬
‫والل بتفزع إليه يف‬
‫ي‬ ‫الل بنلجأ إليه بعد أول مشكلة‪ ,‬القريب منك‬
‫الول ي‬
‫ي‬
‫المحن‪.‬‬

‫ووالية هللا عامة لكل خلقه يف تدبب شؤونهم‪ ,‬ووالية خاصة اختص بها هللا‬
‫ً‬
‫باف خلقه يدافع عنهم وينرصهم؛ فيقول تعال‪:‬‬ ‫عباده المؤمني دونا هعن ي‬
‫آم ُنوا)‪ ,‬وي هديهم بنوره‪ ,‬يقول تعال‪ :‬ه ُ‬
‫(اَّلل َو ِ ي ُّل‬ ‫ين َ‬ ‫اَّلل ُي َداف ُع َعن الذ َ‬
‫( إ َّن ه َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور)‪.‬‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ه َ َ ُ ُ ْ ُ ُ ِّ َ ُّ‬
‫ات ِإل الن ِ‬
‫ال ِذين آمنوا يخ ِرجهم من الظلم ِ‬
‫بعد هذه اليات العظيمة الزم كلنا نسع؛ لنكون من أولياء هللا الصالحي‪,‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ َّ َ ْ َ َ ه َ َ ْ ٌ َ‬
‫ف َعل ْي ِه ْم َوَل ه ْم َي ْح َزنون)‪,‬‬ ‫الل ربنا قال عنهم‪( :‬أَل ِإن أو ِلياء ِ‬
‫اَّلل َل خو‬ ‫ي‬
‫الل يف الية التانية‪ ,‬قال تعال‪:‬‬ ‫ط‬ ‫وعشان تكون منهم الزم تحقق ر‬
‫الرس‬
‫ي‬
‫ه َ َ ُ َ َ ُ َ َّ ُ َ‬
‫ون)‪.‬‬ ‫(ال ِذين آمنوا وكانوا يتق‬
‫ول من أولياء هللا‪.‬‬
‫إيمان ‪ +‬تقوى = ي‬
‫الل بتهون به مصائب‬
‫واإليمان هو التوكل عل هللا حق توكله واليقي ي‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫فه أن يجدك هللا حيث أمرك وال يجدك حيث نهاك‪.‬‬
‫أما التقوى ي‬
‫فاللهم تولنا فيمن توليت‪..‬‬

‫‪72‬‬
‫الحميد‬

‫الحميد هو المستوجب للحمد وللشكر‪.‬‬

‫الت ال تعد وال تحض‪,‬‬


‫عل نعمه ي‬ ‫فاهلل هو وحده من يستحق منا أن نحمده‬
‫ْ َ َ ه َ ُ ْ ُ َ‬ ‫ِّ َ َ َ ْ ُ ُ ُ َ َ ُ ُّ‬ ‫َ َ‬
‫قال تعال‪( :‬وآتاكم ِّمن كل ما سألتموه ۚ و ِإن تعدوا ِنعمت ِ‬
‫اَّلل َل تحصوها)‬

‫الل بنغرق فيها وبننس نحمده ونشكره عليها‪ ,‬وبنألفها وبنبدأ‬ ‫نعم ربنا ي‬
‫الل ربنا ذكره عن قريش‬ ‫نسخط ونشوف نواقص حياتنا ومشاكلها بس‪ ,‬ودا ي‬
‫وأشكوا يف عبادته أصنام ال بتنفع وال‬ ‫لما ألفوا نعم هللا ونسيوا يحمدوه بل ر‬
‫بترص‪.‬‬
‫َْ ُ‬ ‫الش َتاء َو َّ‬ ‫َ ْ ْ َ َ ِّ‬ ‫َُْ‬ ‫َ‬
‫الص ْي ِف (‪ )2‬فل َي ْع ُبدوا‬ ‫ِ‬ ‫ش (‪ِ )1‬إيَل ِف ِهم ِرحلة‬ ‫تعال ْ‪ِ ِ :‬‬
‫(إليَل ِف هقري ٍَ‬ ‫قال‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ‬
‫وع وآمنهم ِمن خو ٍف (‪.))٤‬‬ ‫رب هذا البي ِت (‪ )3‬ال ِذي أطعمهم ِمن ج ٍ‬
‫فأول بينا نعيد حساباتنا مع الحميد ذو الفضل العظيم ونحمد هللا يف‬
‫الرساء والرصاء‪.‬‬

‫وكبة حسناتك‪ ,‬وإنك‬ ‫يوم القيامة لما تستعجب من عظمة مبانك ر‬


‫معملتش كل الحسنات دي فتسأل وتعرف إنه بسبب إنك قولت الحمدهلل‬
‫قلبك بإخالص‪..‬‬ ‫من‬
‫قال رسول هللا ﷺ‪( :‬الطهور شطر اإليمان و الحمد هلل تمأل المبان)‪.‬‬

‫حت‬
‫عل نفسنا منفرطش يف ورد الحمد كل يوم ي‬ ‫فكلنا من انهاردة ناخد عهد ي‬
‫لو خمس دقايق بس كل يوم نفتكر نعم هللا علينا فيهم و نحمده عليها‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫المحص‬
‫ي‬

‫بيحض كل‬
‫ي‬ ‫الل‬
‫"المحض" معناه إن ربنا سبحانه وتعال هو ي‬ ‫ي‬ ‫اسم هللا‬
‫حاجة يف الكون‪ ،‬مش بيفوته أي حاجة مهما كانت صغبة‪.‬‬
‫َ‬
‫َ َ‬ ‫(وك ُّل رَ ْ‬
‫ىس ٍء أ ْح َص ْين ُاه ِكت ًابا) [النبأ‪ .]29:‬ده‬ ‫ف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال‪َ :‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بيحض كل حاجة يف كتاب‪ ،‬مفيش حاجة بتفلت من‬ ‫ي‬ ‫بيوضح لنا إن ربنا‬
‫علمه وحسابه‪.‬‬
‫لما نتفكر ف اسم هللا المحض‪ ،‬بنحاول نكون ً‬
‫دايما صادقي يف أعمالنا‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وأقوالنا‪ .‬نعرف إن كل حاجة بنعملها محسوبة عند ربنا‪ ،‬فالزم نكون حذرين‬
‫ومخلصي يف كل ترصفاتنا‪ .‬نتحرى الدقة واألمانة‪ ،‬ونتأكد إننا بنعمل كل‬
‫حاجة بنية خالصة لربنا‪.‬‬

‫المحض إننا نحافظ عل صالتنا وعباداتنا بشكل‬


‫ي‬ ‫كمان نتعلم من اسم هللا‬
‫نحض أعمالنا الصالحة ونحاول نزودها‪ ،‬ونتجنب األعمال السيئة‬‫ي‬ ‫منتظم‪.‬‬
‫المحض شايف كل حاجة وكل‬ ‫ً‬
‫ونحاول نقلل منها‪ .‬نفتكر دايما إن ربنا‬
‫ي‬
‫ينس‪.‬‬
‫ي‬ ‫رب وال‬
‫حاجة مكتوبة و محسوبه عنده يف كتاب ال يضل ي‬

‫‪74‬‬
‫‪‬‬
‫المح‪-‬المميت‬
‫ي‬ ‫المبدئ‪ -‬المعيد‪-‬‬

‫الل بيبدأ كل حاجة‪،‬‬‫اسم هللا "المبدئ" معناه إن ربنا سبحانه وتعال هو ي‬


‫ىسء فيه من العدم‪ ،‬واسم هللا المعيد معناه هو‬ ‫ر‬
‫الل خلق الكون وكل ي‬ ‫هو ي‬
‫الل قادر يرجع كل حاجة زي ما كانت‪.‬‬‫الل بيعيد الخلق بعد الموت وهو ي‬ ‫ي‬
‫الل بيدينا الحياة وبيجددها لينا يف كل نفس بتنفسه‬
‫والمج المميت هو ي‬‫ي‬
‫الل بيأمر مبك الموت و قبض الروح وبيقرر نهاية الحياة يف‬
‫ي‬ ‫هو‬ ‫والمميت‬
‫الزمان و المكان المحددين‪.‬‬

‫الل عدي عليها‬ ‫األسماء دي بتبان معانيها واضحة يف قصة عزير و القرية ي‬
‫عل احياء هذه القرية‬‫عل عروشها و سأل نفسه هل ربنا قادر ي‬ ‫وه خاوية ي‬ ‫ي‬
‫يالف القرية كلها‬
‫ي‬ ‫عشان‬ ‫بعثه‬ ‫ثم‬ ‫عام‬ ‫‪100‬‬ ‫أماته‬ ‫جل‬ ‫و‬ ‫عز‬ ‫فربنا‬ ‫جديد؟‬ ‫من‬
‫تاب زي ما كانت و أكله و حماره كمان رجعوا زي ما كانوا تصديقا‬ ‫رجعت ي‬
‫لقدرة هللا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ ُ‬
‫يف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال‪(ِ :‬إنه ه َو ُي ْب ِدئ َو ُي ِعيد) [البوج‪ .]13:‬وقال‬
‫َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ه‬
‫أيضا‪( :‬ال ِذي خل َق ال َم ْوت َوال َح َياة) [الملك‪ .]2:‬ده بيوضح لنا إن ربنا هو‬
‫هينه الخلق بموت كل المخلوقات و‬ ‫ي‬ ‫الل‬
‫الل بدأ الخلق من األول‪ ،‬وهو ي‬ ‫ي‬
‫تاب‪.‬‬
‫ي‬ ‫يعيده‬ ‫يقدر‬ ‫الل‬
‫ي‬ ‫الوحيد‬ ‫برده‬ ‫هو‬

‫لما نتفكر يف األسماء دي‪ ،‬بنحاول نزود اليقي يف قلوبنا يف الحياة بعد‬
‫ر‬
‫الموت‪ .‬نعرف إن الدنيا مش نهاية كل ي‬
‫ىسء‪ ،‬وإن فيه حياة تانية ربنا هيعيدنا‬
‫فيها للحساب والجزاء‪ .‬بنعرف كمان إن كل نفس بناخده هو بفضل ربنا‪،‬‬
‫ه منه ده و بنتأكد ان كلنا راجعي له يف النهاية‬
‫وكل فرصة جديدة يف حياتنا ي‬
‫بعد الموت‪ .‬كل ده بيخلينا نكون مستعدين اكب للقاء الملك و للحظة‬
‫الل هتنفعنا بعد ما نموت و تكون سبب‬ ‫اإلعادة ونزود األعمال الصالحة ي‬
‫يف دخولنا الجنة‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ّ‬
‫الح‪-‬القيوم‬
‫ي‬

‫الل ال يموت‪ ،‬حياته‬ ‫الج‬ ‫ّ‬


‫"الج" معناه إن ربنا سبحانه وتعال هو‬ ‫اسم هللا‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫(اَّلل َل إ َل َه إَل ُهوَ‬
‫أبدية ومفيش نهاية لها‪ .‬ف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال‪ :‬ه ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ي‬
‫وم) [البقرة‪.]255:‬‬ ‫ج ْال َق ُّي ُ‬
‫ْال َ ُّ‬
‫ي‬
‫الل بيدبر أمور‬ ‫ر‬
‫ىسء‪ ،‬هو ي‬
‫الل بيقوم عل كل ي‬
‫معت اسم هللا القيوم هو ي‬ ‫اما ي‬
‫الكون كلها‪ .‬وال تقوم الخالئق اال بإذنه‪.‬‬

‫ال ان الدعاء بهذين االسمي هو اسم هللا‬ ‫و بعض العلماء كمان أشاروا ي‬
‫األعظم‪.‬و من أهم ادعية تفري ج الهموم يف اإلسالم هو دعاء "يا ي‬
‫ح يا قيوم‬
‫نفس طرفة عي"‬‫ي‬ ‫ال‬
‫تكلت ي‬
‫شأب كله وال ي‬‫برحمتك استغيث اصلح يل ي‬
‫ندع بيهم عل قد ما نقدر و نبدأ‬ ‫لما نفتكر اسم هللا ّ‬
‫الج القيوم‪ ،‬نحاول‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بيهم كل دعاءنا‪ .‬ونحاول نفهم إن حياتنا كلها مرتبطة بربنا‪ .‬نعيش حياتنا و‬
‫احنا واثقي إن ربنا معانا ف كل وقت‪ ،‬كمان نتعلم إننا نكون ً‬
‫دايما عل ثقة‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫عل البرس النهم ال يستطيعوا‬
‫بربنا ونعتمد عل ربنا يف كل حاجة وال نعتمد ي‬
‫الج القيوم‪.‬‬
‫انهم يقيموا امرهم من غب اذن ي‬

‫الواجد‪-‬الماجد‬

‫اسم هللا "الواجد" مشتق من كلمة الجدة والل بالفصج معناها ر‬


‫البوة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الغت الغت الكامل المطلق‪ ،‬الذي‬
‫والواجد معناها أنه سبحانه وتعال هو ي‬
‫الغت عن كل المخلوقات‪ ،‬خزائنه ال تنفذ‬
‫ي‬ ‫ال فقر بعده‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الل عنده المجد‬ ‫معت إن ربنا سبحانه وتعال ُهو ْ ي‬
‫اما اسم هللا "الماجد" له ي‬
‫َْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫تعال يف القرآن الكريم‪( :‬ذو العر ِ‬
‫ش الم ِجيد)‬ ‫ي‬ ‫والعظمة الكاملة كما قال‬
‫[البوج‪.]15:‬‬

‫التاب السم هللا المجيد هو انه الجواد الكريم كرم مطلق و‬


‫ي‬ ‫المعت‬
‫ي‬ ‫اما‬
‫القدىس "‪ .....‬ذلك ي‬
‫بأب جواد واجد‬ ‫ي‬ ‫المعت من الحديث‬
‫ي‬ ‫عل هذا‬ ‫استدلوا ي‬
‫ماجد أفعل ما أريد‪ "....‬برواية البمذي‪.‬‬

‫لما نتفكر يف اسم هللا الواجد الماجد‪ ،‬بنحاول نفهم إن كل المجد والعظمة‬
‫ه لربنا‪ .‬و نفتكر ان اننا فقراء و هللا هو ي‬
‫الغت الوحيد فنحاول نبعد عن‬ ‫ي‬
‫غت فكله‬
‫ي‬ ‫او‬ ‫عظمة‬ ‫أو‬ ‫مجد‬ ‫من‬ ‫عندنا‬ ‫الل‬
‫ي‬ ‫كل‬ ‫إن‬ ‫ف‬ ‫ونعب‬ ‫والغرور‪،‬‬ ‫الكب‬
‫بفضل ربنا و كرمه و جوده‪.‬‬

‫الواحد‪-‬األحد‬

‫اسم هللا "الواحد" معناه إن ربنا سبحانه وتعال هو الواحد األحد المتفرد‬
‫بجميع صفات الكمال‪ ،‬مفيش رشيك له يف الملك‪.‬‬
‫‪ َ ُ ْ ُ :‬هُ َ ٌ‬
‫اَّلل أ َحد) [اإلخالص‪ .]1:‬ده‬ ‫يف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال (قل هو‬
‫الل مفيش زيه وال رشيك له‪.‬‬
‫بيوضح لنا إن ربنا هو الواحد األحد‪ ،‬ي‬
‫لما نتفكر يف اسم هللا الواحد‪ ،‬بنحاول نفهم إن كل حاجة يف حياتنا مرتبطة‬
‫بربنا‪ .‬نحاول نكون مخلصي يف عبادتنا ونتوجه لربنا بكل قلبنا‪ ،‬نعرف إن‬
‫مفيش حد يقدر يساعدنا غبه‪.‬‬

‫كمان نتعلم من اسم هللا الواحد إننا نحافظ عل وحدة قلوبنا وعقولنا يف‬
‫طاعة ربنا‪ .‬نبعد عن التشتت ونركز يف عبادة ربنا الواحد‪ ،‬نكون واثقي إن‬
‫الل يقدر يحقق لنا الخب‪.‬‬
‫كل حاجة بيده وإنه الوحيد ي‬

‫‪77‬‬
‫الصمد‬

‫‪ :‬ه ُ َّ ُ‬
‫الص َمد) [اإلخالص‪ .]2:‬الصمد معناه‬ ‫يف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا تعال (اَّلل‬
‫الذي تصمد إليه الخالئق يف حاجاتها‪ ،‬ترجوه وتسأله وترصع إليه حاجاتها‬
‫تنبع إال‬
‫ي‬ ‫الت ال‬
‫فاهلل ﷻ ال يحتاج ألحد ويحتاج إليه كل أحد فهذه صفته ي‬
‫له‪.‬‬

‫عل ثالث طوائف‬ ‫فهو الصمد الذي لم يلد ولم يولد؛ فالعلماء قالوا انها رد ي‬
‫ً‬
‫القائلون اتخذ هللا سبحانه ولدا هم من قال من اليهود بأن عزيرا ابن هللا‪،‬‬
‫ومن قال من النصارى بأن المسيح ابن هللا‪ ،‬ومن قال من العرب‬
‫ر‬
‫المرسكي بأن المالئكة بنات هللا‪.‬‬

‫نتعلم من اسم هللا الصمد إننا نحافظ عل عبوديتنا لربنا‪ .‬نبعد عن االعتماد‬
‫عل الناس أو األشياء‪ ،‬ونتوجه لربنا بكل قلبنا‪ .‬نكون واثقي إن ربنا هو‬
‫الصمد ال يل عنده القدرة المطلقة لحل كل مشاكلنا و همومنا‪.‬‬

‫القادر‪-‬المقتدر‬

‫الل عنده القدرة الكاملة‬ ‫اسم هللا "القادر" معناه إن ربنا سبحانه وتعال هو ي‬
‫الت ليس لها حدود‪ ،‬مفيش حاجة تعجزه‪.‬‬ ‫ي‬
‫َّ ه َ َ َ ِّ رَ ْ َ‬
‫ىس ٍء ق ِد ٌير) [البقرة‪.]20:‬‬
‫تعال‪(ِ :‬إن ْاَّلل عل كل ي‬ ‫يف القرآن الكريم‪ ،‬قال هللا‬
‫ً‬ ‫‪ َ َ َ :‬ه ُ َ َ ِّ رَ ْ ُ َ‬
‫ىس ٍء مقت ِدرا) ده بيوضح لنا إن ربنا هو القادر‬ ‫وقال ايضا (وكان اَّلل عل كل ي‬
‫ال يقدر يقدر يحقق لنا كل حاجة‪ ،‬حت لو كانت األمور بالنسبة‬ ‫المقتدر ي‬
‫البرسي صعبة أو مستحيلة‪.‬‬ ‫لعقلنا ر‬

‫‪78‬‬
‫لما نتفكر يف اسم هللا القادر المقتدر‪ ،‬نفتكر قصو سيدنا إبراهيم و سيدنا‬
‫زكريا اما ربنا بقدرته رزقهم بالولد و هم يف سن الشيخوخة و ازواجهم عاقرة‪.‬‬
‫نفتكر قصة سيدنا يونس و هو يف بطن الحوت و نفهم ان مفيش مستحيل‬
‫ندع‬
‫ي‬ ‫مع ربنا‪ ..‬المستحيل ده يف عقولنا احنا بس ‪ ..‬فنتعلم اننا اما ي‬
‫نيج‬
‫ندع هللا‬
‫ي‬ ‫عل قدر عقلنا المحدود المتعلق باألسباب و لكن‬ ‫مندعيش ي‬
‫باسمه القادر المقتدر بكل ثقة و يقي و نطلب كل المستحيالت طالما‬
‫هيبق حقيقة‬
‫ي‬ ‫عل قدرة هللا فالمستحيل‬ ‫بنأخذ باالسباب و متيقني ي‬
‫بقدرته عز وجل‪.‬‬

‫المقدم والمؤخر‬

‫اسم هللا "المقدم والمؤخر"‪ ،‬بنالحظ هنا إن أسماء هللا متقابلة‪ ،‬وده إثبات‬
‫لكمال هللا سبحانه وتعال المطلق‪ ،‬فهو سبحانه قادر عل فعل ر‬
‫السء‬
‫ي‬
‫اإلله‪.‬‬
‫ي‬ ‫وعكسه لما تقتضيه حكمته سبحانه وتعال وده تحقيق للعدل‬

‫الل ببفع من شأن عباده ويقرب هم ليه‪ ،‬وعباد‬


‫ومعت اسم هللا المقدم‪ ،‬هو ي‬
‫الل ربنا شايف يف قلوب هم خب‪ ،‬فيقرب هم‬
‫الل بيعملوا الخبات أو ي‬
‫هللا دول ي‬
‫إليه ويقدمهم عل بقية خلقه بصدق نواياهم وصالح قلوب هم‪ .‬أما المؤخر‪،‬‬
‫الل يبعد من عبيده من يشاء ويجعل بينهم وبينه حجاب‪.‬‬
‫فهو ي‬
‫اسم هللا المقدم والمؤخر‪ ،‬إننا نشكر هللا ونحمده‬‫ي‬ ‫الل بنتعلمه من‬
‫ومن ي‬
‫نرسك‬‫البرس بأن جعلنا مسلمي‪ ،‬نعبده وحده وما ر‬ ‫إنه قدمنا عل مليارات ر‬
‫البرس‪ ،‬يا إما ملحدين‪ ،‬أو كافرين‪ ،‬أو ر‬
‫شيئا‪ ،‬وغبنا من ماليي ر‬ ‫ً‬
‫مرسكي‪ ،‬أو‬ ‫به‬
‫ضالي ما يعرفوش هللا‪.‬‬

‫فالزم نحمد هللا باسمه المقدم إنه قدمنا ورفعنا باإلسالم وباتباع رسول‬
‫هللا ﷺ‪ ،‬ونحمد هللا باسمه المؤخر إنه ما جعل بيننا وبي معرفته ودينه‬

‫‪79‬‬
‫حجاب‪ ،‬وده من رحمة هللا وفضله علينا إنه رأى سبحانه يف قلوبنا خب‬
‫فجعلنا مسلمي مهتديي‪ ،‬ومن فضله علينا إنه هدانا للتعلم عنه والتعرف‬
‫عليه سبحانه وتعال‪.‬‬
‫البرس من خلق آدم‪ ،‬فجعل أنق ر‬
‫البرس قلوب‬ ‫وقد نظر هللا إل كل قلوب ر‬
‫هم األنبياء‪ ،‬وبعدهم صحابة األنبياء‪ ،‬وبعدهم اختار هللا المسلمي‬
‫الموحدين‪.‬‬

‫فأنت وأنا وكل مسلم الزم نعرف إن هللا سبحانه وتعال اصطفانا‪ ،‬واختارنا‪،‬‬
‫وقدمنا باإلسالم‪ ،‬فالزم نستشعر النعمة دي‪ ،‬ونكون فخورين معبين‬
‫باالصطفاء ده‪ ،‬ونظهر البامنا بإسالمنا واعبازنا به يف كل فعل وقول‪.‬‬

‫األول واآلخر‬

‫ولسه مستمرين معاكم يف رحلتنا لمعرفة هللا‪ ،‬ألن أول ركن من أركان اإليمان‬
‫هو اإليمان باهلل‪ ،‬ومش هيكمل وال هيصدق إيماننا باهلل إال بمعرفته حق‬
‫المعرفة‪ ،‬ومن أهم ما يجب أن نعرفه عن هللا هو أسماؤه الحست وصفاته‬
‫العال‪.‬‬

‫ومن أسماء هللا األول‪ ،‬الخر‪ ،‬الظاهر‪ ،‬الباطن‪ ،‬وكان مما يقوله الرسول ﷺ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ىسء‪،‬‬
‫ىسء‪ ،‬وأنت الخر فليس بعدك ي‬ ‫قبل النوم‪" :‬أنت األول فليس قبلك ي‬
‫ىسء‪".‬‬‫ر‬ ‫ر‬
‫ىسء‪ ،‬وأنت الباطن فليس دونك ي‬ ‫وأنت الظاهر فليس فوقك ي‬
‫ىسء يف الكون‬‫ر‬
‫ومعت اسم هللا األول‪ ،‬إن هللا سبحانه وتعال كان ولم يكن ي‬
‫ىسء يف الوجود إال هللا‪ ،‬فهو األول ليس‬‫ر‬
‫غبه سبحانه‪ ،‬فلم يكن هناك أي ي‬
‫ىسء‪.‬‬‫ر‬
‫قبله ي‬

‫‪80‬‬
‫هينته وهيفضل هللا‬ ‫ي‬ ‫وأما معت اسم هللا الخر‪ ،‬فهو إن الوجود كله‬
‫‪َ ِّ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ُّ :‬‬
‫ان ويبق وجه ربك‬ ‫سبحانه وتعال‪ ،‬زي ما قال هللا تعال "كل من عليها ف ٍ‬
‫ْ‬
‫الل َواإلك َر ِام‪".‬‬ ‫ُ ْ َ‬
‫ذو الج ِ‬
‫ومن مقتض اسم هللا األول والخر‪ ،‬إننا نعرف إن الدنيا دي بكل ما فيها‬
‫زائلة وفانية‪ ،‬فال نتعلق باألسباب وال نؤمن باألسباب‪ ،‬بل نتعلق ونؤمن‬
‫ىسء وكلنا‬‫ر‬ ‫ر‬
‫ىسء وال بعده ي‬‫الل مش قبله ي‬ ‫باألول والخر مسبب األسباب‪ ،‬ي‬
‫إليه راجعي محاسبي عل ما استخلفنا به يف األرض‪ ،‬وإن الدنيا دي لهو‬
‫ه دار الخرة‪.‬‬
‫ولعب‪ ،‬والدار الحق ي‬
‫وده مش بيمنعنا من االجتهاد واألخذ باألسباب‪ ،‬بس بيحررنا من إننا‬
‫نستعبد إنسان أو نتعلق بسبب‪ ،‬فنتذكر ضعف األسباب‪ ،‬وقدرة هللا‬
‫الل‬
‫سبحانه وتعال‪ ،‬فاألمور مش بتتحقق باجتهادنا‪ ،‬وال بفالن أو عالن ي‬
‫الج الذي‬ ‫ر‬
‫ىسء ي‬‫مصبهم الموت والزوال‪ ،‬بل إن هللا هو األول والخر يف كل ي‬
‫ال يموت‪ ،‬والقيوم القائم عل شؤون خلقه‪.‬‬
‫ر‬
‫فالبرس دول‬ ‫ىسء‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ىسء وسبحانه خلق كل ي‬ ‫وإن هللا األول كان ولم يكن أي ي‬
‫َ‬
‫ىسء‪ ،‬زي ما قال هللا تعال‪" :‬ه ْل‬ ‫ر‬
‫وسلطانهم فهم ال ي‬ ‫مهما بلغت مناصبهم‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ َّ ْ َ ْ َ ْ َ ْ ً‬
‫ان ِحي ِمن الده ِر لم يكن شيئا مذكورا‪".‬‬ ‫ََ ََ ْ ْ َ‬
‫أب عل ِاإلنس ِ‬
‫فاب وزائل‪،‬‬ ‫ر‬
‫بسء َ ي‬ ‫التعلق َ َ ي‬ ‫بنت هللا إبراهيم ‪-‬عليه السالم‪ -‬يف عدم‬
‫َ َ ي َّ َ َّ َ َ ْ ه‬
‫ونقتدي‬
‫َ‬
‫ال َل أحبُّ‬ ‫الل ْي ُل َ َرأ ٰى َك ْو َك ًبا َق َ‬
‫ال َه ٰ َذا َر ِّب َف َل َّما أف َل ق َ‬ ‫لما قال‪" :‬فلما جن علي ِه‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫ي"‪ ،‬فهو عليه السالم علم بفطرته إنه ال يجب عليه عبادة أو التعلق‬ ‫ْالفل َ‬
‫ِِ‬
‫ىسء وليس بعده‬ ‫بسء زائل‪ ،‬وإن اإلله الحق ال يفت وال يموت وليس قبله ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الج الذي ال‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ىسء‪ ،‬فلماذا نتعلق ببرس مصبهم الفناء والموت‪ ،‬وننس ي‬ ‫ي‬
‫يموت؟‬

‫‪81‬‬
‫الظاهر‬

‫الل يعلو وما فيش حاجة بتعلوه سبحانه‬ ‫معت اسم هللا "الظاهر" هو ي‬
‫الكرىس‪،‬‬
‫ي‬ ‫وتعال‪ ،‬فربنا فوق سبع سماوات‪ ،‬وفوق العرش العظيم‪ ،‬وتحته‬
‫ىسء يف الكون وما فيش حاجة بتعلوه‪ .‬و اسم هللا "الظاهر" يعتب‬‫ر‬
‫فهو أعل ي‬
‫من أسماء العظمة والجالل‪.‬‬

‫الباطن‬

‫أما معت اسم هللا "الباطن"‪ ،‬فهو مش زي الظاهر بمعت إنه مش تحته‬
‫ىسء وكل‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫والمحيط بكل ي‬ ‫يعت القريب‬‫ي‬ ‫ىسء ‪-‬حاشا هلل‪ ،-‬لكن "الباطن"‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ ْ ُ ْ ُ‬
‫يد"‪ ،‬فربنا محيط‬ ‫تفصيلة‪ .‬زي ما ربنا قال‪" :‬ونحن أق َرب إليه ِمن ح ْب ِل الو ِر ِ‬
‫بكل تفاصيل حياتنا‪ ،‬ما فيش حاجة بتخق عليه يف السماوات وال يف‬
‫األرض‪ ،‬حت إنه يعلم دبيب النملة السوداء تحت الصخرة الصماء يف الليلة‬
‫الظلماء‪ .‬يعلم كل أعمالنا وأقوالنا‪ ،‬ويسمع كل كالمنا‪ ،‬ويعرف نوايانا‪ ،‬فإزاي‬
‫نغفل عنه ونبارزه بالمعصية أو نصد الناس عن دينه؟‬

‫‪82‬‬
‫والمتعاىل‬
‫ي‬ ‫الواىل‬
‫ي‬

‫"الوال" إنه سبحانه وتعال المتحكم يف كل حاجة‪.‬‬


‫ي‬ ‫معت اسم هللا‬

‫وف أمور سكانها‪،‬‬‫الناه فيها ي‬


‫ي‬ ‫يعت حاكمها والمر‬
‫وال اإلمارة ي‬
‫والناس بيقولوا ي‬
‫وهلل المثل األعل‪ ،‬فهو المتحكم الوحيد والمترصف يف الكون كله‪ ،‬ما ينازعه‬
‫وال الوالة وملك الملوك ومالك الملك‪.‬‬‫يف حكمه وال واليته حد‪ ،‬فهو ي‬
‫دايما إن كل حاجة دون هللا مفعول بيها‪ ،‬ووحده هللا سبحانه وتعال‬ ‫افتكر ً‬
‫الفعال لما يشاء يف الكون ‪.‬والزم معرفتنا وفهمنا ألسماء هللا دي تزود إيماننا‬
‫ويقيننا إنه ما فيش فعال يف الكون إال هللا‪ ،‬ما نتعلقش وال ندعو وال نسأل‬
‫معاب بعض أسماء هللا الحست تتشابه لزيادة اليقي بعظمة‬ ‫ي‬ ‫غبه ‪.‬ممكن‬
‫وجاللة هللا‪.‬‬

‫مينفعش حد يقول هيترصف يف حاجة أو هيعمل حاجة إال بمشيئة هللا‪،‬‬


‫دايما نقول إن شاء هللا قبل أي حاجة‪ ،‬زي ما قال تعال يف قرآنه‬ ‫فالزم ً‬
‫َ‬
‫سء إ ِّب َفاع ٌل َذ ٰ ل َك َغ ًدا إ ََّل أن َي َش َاء ه ُ‬‫َ َ َ ُ َ َّ َ‬ ‫ً‬
‫اَّلل‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫موجها نبيه ﷺ‪" :‬وَل تقولن ِل ر ي ْ ٍ ِ ي ِ‬
‫المتعال‪ ،‬فهو من أسماء العظمة والكبياء‪ ،‬ومعناه إن هللا‬
‫ي‬ ‫أما عن اسم‬
‫والمتعال عن عباده بصفات الكمال‬
‫ي‬ ‫المتعال المتكب عن كل نقص‪ ،‬المتكب‬
‫ي‬
‫والعزة والجالل‪.‬‬

‫مينفعش حد يتسم بأي اسم من أسماء العظمة والكبياء هلل‪ ،‬فاهلل ما‬
‫‪ َ َ :‬ه‬ ‫ُ ه‬
‫ال اَّلل‬‫اَّلل ﷺ "ق‬
‫أب هريرة قال‪ ،‬قال رسول ِ‬ ‫يحبش حد ينازعه فيهم‪ .‬عن ي‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ َ ئ َ َ ْ َُ‬ ‫وجل‪ُّ :‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫واحد منهما فقد‬
‫ٍ‬ ‫اب‪ ،‬فمن ينازع يت يف‬
‫والكبياء ِرد ِ ي‬
‫العز ِإزاري‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫عز‬
‫َّ ُ‬
‫عذبته‪".‬‬

‫‪83‬‬
‫الب‬

‫اسم هللا "الب"‪ ،‬معناه إن هللا هو مصدر الخب كله يف الكون‪ .‬الرسول ﷺ‬
‫هُ َُ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ ً ْ ْ ْ‬
‫ألم ِر ال ُمؤ ِم ِن ِإن أ ْم َر ُه كله له خ ْ ٌب"‪ ،‬والخب ده مش بمنظورنا‬ ‫قال‪" :‬عجبا‬
‫إله شامل‪ .‬مينفعش اإلنسان يحكم عل أمر‬ ‫ر‬
‫البرسي القاض‪ ،‬بل بمنظور ي‬
‫إنه ما فيهوش خب خالص وإنه كله رش‪ ،‬ألن هلل حكمة ال يعلمها إال هو‬
‫الرس‬ ‫الحكيم العليم‪ ،‬فالزم نؤمن إن الخب كله ف إيديه سبحانه وتعال وإن ر‬
‫ي‬
‫مش إليه‪ ،‬حت لو كان ظاهر األمر رش‪.‬‬
‫ً‬
‫الل‬ ‫ليعرفوا ْ إن الخب كله يف ي‬ ‫أحيانا ربنا يطلع عباده عل الحكمة من أقداره‪،‬‬
‫َ َ ُ َ ً ُ َ‬
‫"و َع َس أن تك َرهوا ش ْيئا َوه َو خ ْ ٌب‬‫شا لهم‪ .‬يقول هللا تعال‪َ :‬‬ ‫ظنوه ف األول ر ً‬
‫ي‬
‫ه ْ َ َ َ َ ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ رَ ٌّ ه ْ َ ه ُ َ ْ َ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫َ‬
‫لكم وعس أن ت ِحبوا شيئا وهو ش لكم واَّلل يعلم وأنتم َل تعلمون‪".‬‬
‫كله ف َيد ْي َك رَّ ُّ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫ً ‪َ َّ :‬‬
‫والرس‬ ‫ي‬ ‫"لب ْيك وسعد ْيك والخب‬ ‫الرسول ﷺ كان يقول دايما‬
‫َ‬
‫ليس إليك‪".‬‬

‫ابن القيم بيقول يف اسم هللا الب‪" :‬ومن بره بعباده سبه عليهم ما ارتكبوه‬
‫المعاص مع رؤيته لهم‪ ،‬ولو شاء لفضحهم بي خلقه وهذا حقه‪".‬‬‫ي‬ ‫من‬

‫باف‬
‫الزم ناخد بالنا إن ارتكاب المسلم لمعصية يف حق هللا أعظم وأكب من ي‬
‫الل كفروا باهلل وما يعرفوش حاجة عن هللا‪ .‬لكن احنا المسلمي‬ ‫الناس ي‬
‫اصطفانا هللا بمعرفته‪ ،‬وسهل لنا يف عرصنا ده التعلم عنه وإحنا يف بيوتنا‪.‬‬
‫ً‬
‫قديما الناس كانوا يقطعوا أميال طويلة ليتعلموا عن هللا ودينه‪ ،‬فإيه عذرنا‬
‫دلوقت وكل حاجة تحت إدينا بضغطة زر؟ فكيف نتجرأ عل هللا ونعصيه‬ ‫ي‬
‫المعاص دون خشية أو خوف من هللا وهو يطلع عل كل‬ ‫ي‬ ‫عل‬ ‫ونرص‬
‫أحوالنا؟‬

‫‪84‬‬
‫العلماء قالوا إن كلمة المجرمي لما تتذكر يف القرآن‪ ،‬المقصود بيها‬
‫الل بيعصوا هللا ‪ -‬عافانا هللا وإياكم ‪ -‬ألنهم أجرموا يف حق نفسهم‬
‫المسلمي ي‬
‫بعصيانهم هلل رغم إنعامه عليهم باإلسالم وكفاية بها نعمة‪.‬‬

‫المعاص والذنوب‬
‫ي‬ ‫نعض هللا ونتمادى يف‬
‫ي‬ ‫فتخيل معايا بعد كل ده‪،‬‬
‫والغفلة‪ ،‬ومع ذلك يسبنا هللا‪ ،‬وما يفضحنا‪ ،‬ولو فضحنا فهو حقه سبحانه‬
‫وعدله‪ ،‬لكنه الب سبحانه يتفضل علينا بالسب الجميل‪.‬‬

‫ابن القيم قال‪" :‬هللا الب ويحب أهل الب‪ ،‬فيقرب قلوب هم منه بحسب ما‬
‫قاموا به من الب‪ ،‬ويبغض الفجور وأهله‪ ،‬فيبعد قلوب هم عنه بحسب ما‬
‫اتصفوا به من الفجور‪".‬‬

‫ومن أهم الطرق الموصلة للب والقرب من هللا هو طريق الصدق‪ .‬وعكسه‬
‫ً‬
‫الل يتخذ من الكذب حاَل له‪ ،‬يسلك طريق الفجور والبعد عن هللا‬ ‫إن ي‬
‫"ع َل ْيكمْ‬
‫ويبوء بغضب هللا بسبب كذبه وفجوره‪ .‬الرسول ﷺ قال‪َ :‬‬
‫وما َي َز ُ‬
‫ال‬ ‫الص ْد َق َي ْهدي إ َل ْال ِّب‪ ،‬وإ َّن ْال َّب َي ْهدي إ َل ْال َج َّنة‪َ ،‬‬ ‫الص ْدق‪َ ،‬فإ َّن ِّ‬
‫ب ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الصدق َح َّت ُيك َت َ‬ ‫ْ‬ ‫وي َت َح َّرى ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وإ َّياك ْم‬ ‫ا‪،‬‬‫يق‬
‫ِ َ َّ ِ‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫اَّلل‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫الر ُج ُل َي ْصدق َ‬ ‫َّ‬
‫النار‪َ ،‬‬
‫وما‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫وال َكذ َب‪َ ،‬فإ َّن ْال َكذ َب َي ْهدي إ َل ْال ُف ُجور‪ ،‬وإ َّن ْال ُف ُج َ‬
‫ور َي ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫َ ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُ َّ ُ ُ َ ْ ُ َ َ َ َّ ْ َ َ َ َّ ُ ْ َ َ ْ َ ه‬
‫اَّلل كذ ًابا‪".‬‬ ‫ب ِعند ِ‬ ‫يزال الرجل يك ِذب ويتحرى الك ِذب حت يكت‬

‫التواب‬

‫الل يقبل التوبة عن عباده‪ ،‬زي ما قال سبحانه‬ ‫معت اسم هللا "التواب" إنه‬
‫َ‬ ‫ََْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ َّ ْ َ َ‬ ‫َ ُ يَ ه‬
‫وتعال يف القرآن الكريم‪" :‬وهو ال ِذي يقبل التوبة عن ِعب ِاد ِه ويعفو ع ِن‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َّ ِّ َ‬
‫ات َو َي ْعل ُم َما تف َعلون‪".‬‬
‫السيئ ِ‬
‫يعت هللا ‪ -‬سبحانه وتعال ‪ -‬ما يقبلش‬‫الحظ إن اسم التواب صيغة مبالغة‪ ،‬ي‬
‫عرس مرات‪ ،‬بل ما يملش من قبول توبة عبده‬ ‫توبة عباده مرة أو مرتي أو ر‬
‫العاص حت يمل العبد نفسه من التوبة إل هللا ‪ -‬والعياذ باهلل ‪ ،-‬لكن رشط‬
‫ي‬

‫‪85‬‬
‫يعت التوقف عن عمل الذنب‪،‬‬ ‫قبول التوبة هو إنها تكون توبة نصوحة‪ ،‬ي‬
‫والعزم وصدق النية عل عدم العودة للذنب مرة تانية‪ ،‬والندم عل ارتكابه‪.‬‬
‫ً‬
‫تاب‬‫الل بيقول إنه تاب هلل وهو أصل ناوي يرجع يعمل الذنب ي‬
‫أما اإلنسان ي‬
‫لو أتيحت له الفرصة‪ ،‬فدي توبة ال تصح‪ .‬لكن لو صدق النية والندم يف‬
‫ً‬
‫عدم العودة للذنب وبعدها عاد إليه لضعف يف نفسه‪ ،‬ومن ثم تاب مجددا‬
‫ً‬
‫بصدق‪ ،‬فاهلل يقبل التوبة منه‪ ،‬وإن عاد يتوب وهللا يتوب عليه مجددا‪،‬‬
‫وهكذا يظل يذنب ويتوب لحد ما يتخلص من ذنبه ً‬
‫تماما‪.‬‬

‫ومن جميل فضل هللا عل عباده إن هللا سبحانه وتعال مش بس بيقبل‬


‫َ‬ ‫َ ه ُ َ َ ُّ َ‬
‫"َّلل أشد ف َر ًحا ِبت ْو َب ِة َع ْب ِد ِه‬ ‫توبة عباده‪ ،‬بل ويفرح بتوبتهم‪ .‬الرسول ﷺ قال‪:‬‬
‫ت م ْن ُه َو َع َل ْيهاَ‬ ‫ََ َ َََْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ َ‬
‫ض فَل ٍة فانفل َت ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب ِإل ْي ِه ِم ْن أ َح ِدك ْم كان َعل َر ِاحل ِت ِه ِبأ ْر‬ ‫ِحي يت‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫ِّ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ رَ َ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ً َ ْ َ‬
‫طعامه وشابه فأ ِيس ِمنها فأب شجرة فاضطجع ِ يف ِظلها قد أ ِيس ِمن ر ِاحل ِت ِه‬
‫َّ ْ َ‬
‫ال ِم ْن ِشد ِة الف َر ِح‬ ‫َف َب ْي َنا ُه َو َك َذل َك إ َذا ُه َو ب َها َقائ َم ًة ع ْن َد ُه َف َأ َخ َذ بخ َطام َها ُث َّم َق َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ َ َ ِ ُّ َ َ ْ َ َ ْ َّ ْ َ‬ ‫ه َْ َ‬
‫الل ُه َّم أنت َع ْب ِدي وأنا ربك أخطأ ِمن ِشد ِة الفر ِح‪".‬‬
‫َ‬

‫ابن القيم بيقول يف معت اسم هللا التواب‪" :‬كذلك التواب من أوصافه‪:‬‬
‫والتوب يف أوصافه نوعان‪ :‬إذن بتوبة عب ده وقبولها‪ :‬بعد المتاب بمنة‬
‫المنان"‪ ،‬نفهم هنا إن معت اسم هللا التواب إنه يديك اإلذن بالتوبة‪ ،‬ومن‬
‫الل وفقك هو إليها‪.‬‬
‫ثم يقبل توبتك ي‬

‫عشان كده بنقول‪" :‬اللهم تب علينا‪ ،‬لنتوب"‪ ،‬ومعت تب علينا‪ ،‬ي‬


‫يعت ِائذن‬
‫لنا بالتوبة وتقبل منا التوبة‪.‬‬

‫ندع ربنا‪ ،‬نختار من أسمائه ما يناسب‬‫هلل سبحانه وتعال أسماء كتب‪ ،‬فلما ي‬
‫حاجتنا‪ ،‬نقول يا تواب يا غفور يا رحيم‪ ،‬تب علينا‪ ،‬واغفر لنا‪ ،‬وارحمنا‪!...‬‬
‫وده مما يزيد من استجابة الدعاء بإذن هللا‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫العفو‬

‫من اسم هللا التواب‪ ،‬ننتقل السم هللا "العفو"‪ .‬البعض ممكن يشوف إن‬
‫ً‬
‫نالف أسماء هللا قريبة‬
‫اسم هللا العفو يشبه اسم هللا الغفور‪ ،‬وفعل ممكن ي‬
‫باف‬
‫المعاب‪ ،‬بس كل اسم بيختص بمعت يمبه‪ ،‬ويتكامل مع ي‬
‫ي‬ ‫من بعضها يف‬
‫األسماء ليثبتوا الكمال المطلق هلل تعال‪.‬‬

‫الل‬ ‫العلماء قالوا إن المغفرة أبلغ من العفو‪ ،‬منهم شيخ اإلسالم ابن تيمية‬
‫َ ْ َ ْ َي ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ َ ْ ُ ُ َ َ ِّ ٌ ْ َ‬
‫اط َحق ِه ِق َب ِل ِه ْم َو ُم َس َام َح ِت ِه ْم ِب ِه‪ ،‬والمغ ِفرة‬ ‫قال‪" :‬العفو متضمن ِ ِإلسق ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ َ ِّ َ ٌ َ َ ْ رَ َّ ُ ُ‬
‫وب ِه ْم‪َ ،‬و ِإق َب ِال ِه َعل ْي ِه ْم‪َ ،‬و ِرض ُاه َعن ُه ْم؛ ِب ِخَل ِف ال َعف ِو‬
‫ِ‬ ‫ش ذن‬ ‫متضمنة ِل ِوقاي ِت ِهم‬
‫ْ ُ َ َّ َ َّ ْ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ ْ ‪ُ.‬‬
‫اف قد يعفو‪ ،‬وَل يق ِبل عل من عفا عنه‪ ،‬وَل يرص عنه‬ ‫المجر ِد؛ ف ِإن الع ِ ي‬
‫َ َْ ْ ُ َْ ٌ َ ْ ٌ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ٌ َ َ ْ ٌ َ ُ ٌ‬
‫فالعفو ترك محض‪ ،‬والمغ ِفرة إحسان وفضل وجود‪".‬‬

‫يعت إسقاط اللوم والذم بس من غب ثواب‪ ،‬بس‬ ‫معت الكالم ده إن العفو ي‬


‫المغفرة معناها إسقاط العقاب المبتب عل الذنب‪ ،‬ونيل الثواب‪ ،‬بتبديل‬
‫ً‬
‫هللا السيئات حسنات‪ .‬لكن طبعا ما يستحقش المغفرة إال المؤمن ي‬
‫الل‬
‫ً‬
‫تاب فعل عن ذنبه وغب حاله بصدق نية وعزيمة وإخالص هلل‪ ،‬فاهلل‬
‫الل كانت هتقع عليه بسبب‬ ‫ر‬
‫الغفور يغفر له ويقيه ش ذنوبه‪ ،‬أو االبتالءات ي‬
‫ارتكابه للذنب‪ ،‬ويقبل هللا عليه ويرص عنه‪ ،‬وعشان كده المغفرة درجة‬
‫أعل من العفو‪ ،‬وكليهما خب ورحمة من هللا‪.‬‬

‫وألن العفو معناه محو الذنب من صحيفة أعمالنا كأنه لم يكن‪ ،‬الرسول‬
‫ﷺ كان يحب يدع ً‬
‫دايما باسم هللا العفو‪ ،‬زي ما ورد يف حديث السيدة‬ ‫ي‬
‫تدع بإيه يف ليلة القدر‪،‬‬
‫ي‬ ‫رص هللا عنها ‪ -‬إنها سألت الرسول ﷺ‬
‫عائشة ‪ -‬ي‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌّ ُ‬ ‫َّ‬
‫"قول‪ :‬اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف ي‬
‫عت‪".‬‬ ‫ي‬ ‫فقال لها الرسول ﷺ‪:‬‬

‫يعت لو حصلت مشكلة‬


‫والزم احنا كمان نتصف بصفة العفو يف عالقاتنا‪ ،‬ي‬
‫يعت يمحو كل واحد‬
‫بي زوج وزوجته‪ ،‬وتصالحوا‪ ،‬الزم يعفوا عن بعض‪ ،‬ي‬

‫‪87‬‬
‫ً‬
‫التاب من قلبه وعقله كأنه محصلش أصل‪ ،‬عشان ما يحصلش‬ ‫ي‬ ‫خطأ‬
‫تراكمات‪ ،‬والعالقات تفضل نقية وصحية‪ .‬ورغم إن ده ممكن يبان صعب‪،‬‬
‫بيج بالتدري ج والتعود‪.‬‬
‫لكنه ي‬
‫الرؤوف‬

‫معت اسم هللا "الرؤوف" هو الحنان‪ .‬هللا هو صاحب الرأفة والحنان عل‬
‫عباده‪.‬‬
‫"ير ُيد ه ُ‬
‫ُ‬
‫اَّلل‬ ‫َهللا يرأف بحال عباده‪ ،‬ويعرف حالهم وشعورهم‪ .‬يقول تعال‪ِ :‬‬
‫َ ُ َ ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ َ ِّ َ ْ‬
‫نسان ض ِعيفا‪".‬‬‫ف َعنك ْم َوخ ِل َق ِاإل‬ ‫أن يخف‬

‫من صور رأفة هللا بعباده‪ ،‬القرص والجمع للصالة يف حالة السفر‪ ،‬وإباحة‬
‫الفطر يف رمضان يف السفر‪.‬‬

‫جميعا وليس المسلمي بس‪ ،‬إنه سخر لهم‬ ‫ً‬ ‫من صور رأفة هللا بالناس‬
‫األرض يعيشوا عليها‪ ،‬وسخر لهم البحار‪ ،‬وأنزل لهم من السماء األمطار‪.‬‬
‫ُْْ َ َ‬
‫ض َوالفلك ت ْج ِري ِ يف‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َّ ه َ َ َّ َ َ َّ‬
‫هللا تعال‪" :‬ألم تر أن َاَّلل َسخر َلكم ْ َما ِ يف َّاألر ِْ‬ ‫يقول‬
‫َّ ه َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ ْ َْ َُ ْ ُ‬
‫اس‬
‫ض ِإَل ِب ِإذ ِن ِه ۗ ِإن اَّلل ِبالن ِ‬
‫َالبح ِر ِبأم ِر ِه ويم ِسك السماء أن تقع عل األر ِ‬
‫يم"‪ .‬ورغم كل النعم دي‪ ،‬أغلب ر‬ ‫ل َر ُء ٌ‬
‫وف َّرح ٌ‬
‫البرس كفروا باهلل وجحدوا نعمه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ونسبوها لغبه‪ ،‬وعبدوا األوثان‪ ،‬وبعضهم ادع هلل الولد‪ ،‬وبعضهم أنكر‬
‫وجود هللا‪ ،‬ومننا المسلمي ال يل رغم معرفتهم باهلل ونعمه عليهم‪ ،‬إال إننا‬
‫عصيناه وتركنا ما أمرنا به وفعلنا ما نهانا عنه‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫مالك الملك‬

‫معت اسم هللا "مالك الملك" إن هللا يمتلك كل حاجة يف الكون‪ ،‬وإننا كلنا‬
‫هلل‪ ،‬يترصف فينا كيف يشاء وكيفما اقتضت حكمته‪.‬‬

‫الزم نبطل نتعلق باألسباب‪ ،‬واألشخاص‪ ،‬والوسطات‪ ،‬والعالقات‪ .‬ما‬


‫نزعلش عل شغل راح‪ ،‬وال نزعل عل فلوس ضاعت‪ ،‬وال عالقات‬
‫الل ما يساويش عند هللا‬ ‫الطبيع ي‬
‫ي‬ ‫انقطعت‪ .‬الدنيا الزم تكون يف حجمها‬
‫جناح بعوضة ‪.‬نعلق قلوبنا بس بمالك الملك‪ ،‬ألن بيده كل حاجة‪ .‬ولو‬
‫"م ْن‬‫صدقنا ف عالقتنا مع هللا‪ ،‬يسخر لنا الكون بمن فيه‪ .‬الرسول ﷺ قال‪َ :‬‬
‫ي‬
‫َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ه ُ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ ُ ُّ‬
‫الد ْن َيا َو ِ َ‬ ‫َ َ‬
‫ه‬ ‫َ َ َ َ َ ي‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫أ‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ل‬‫ق‬ ‫ف‬
‫ِ ِي ِ ِ‬ ‫اه‬ ‫ن‬ ‫غ‬ ‫اَّلل‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ج‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ة‬‫ر‬ ‫الخ‬
‫كان ِت ِ‬
‫ُ‬ ‫ُّ ْ َ َ َّ ُ َ َ َ ه ُ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬
‫ي َع ْين ْي ِه‪َ ،‬وف َّرق َعل ْي ِه ش ْمله‪،‬‬ ‫َر ِاغ َمة‪َ ،‬و َم ْن كان ِت الدنيا همه جعل اَّلل فقره ب‬
‫َ ُّ ْ َ َّ َ ُ ِّ َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََْ َ‬
‫يعت رضا‬ ‫ولم يأ ِت ِه ِمن الدنيا ِإَل ما قدر له ‪".‬معت إن الخرة تكون همنا‪ ،‬ي‬
‫هللا يكون مقدم عل رضا أي مخلوق‪ ،‬ومقدم عل شهواتنا وأهوائنا‬
‫ورغباتنا‪.‬‬

‫ذو الجالل واإلكرام‬

‫الل ما يجوزش‬ ‫اسم هللا "ذو الجالل واإلكرام" هو اسم من أسماء العظمة ي‬
‫يتسم بيها حد غب هللا‪ .‬معناه إن هللا هو صاحب العظمة والرفعة ‪.‬خد‬
‫بالك إن ذو الجالل واإلكرام ممكن يكون اسم هللا األعظم لوروده يف حديث‬
‫قال فيه الرسول ﷺ إن اسم هللا األعظم مذكور فيه‪ .‬الحديث حكاه أنس‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ه‬ ‫‪َ ُ َّ :‬‬
‫كان َ‬
‫بيصل‪ ،‬ثم دعا‬‫ي‬ ‫ورجل‬ ‫جالسا‪،‬‬ ‫اَّلل ﷺ‬
‫رسول ِ‬ ‫ِ‬ ‫مع‬ ‫رص هللا عنه "أنه‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ه ي َّ ِّ‬
‫موات‬
‫إب أسألك بأن لك الحمد ال إله إَل أنت المنان بديع الس ِ‬ ‫'اللهم ي‬
‫ه‬
‫اَّللَ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ح يا قيوم'‪ .‬فقال الن يت ﷺ لقد دعا‬ ‫واإلكر ِام يا ي‬‫الجالل ِ‬
‫ِ‬ ‫واألرض يا ذا‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫باسم ِه العظيم الذي إذا َ‬
‫دع ِب ِه أجاب وإذا سئل ِب ِه أعىط"‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪89‬‬
‫المقسط‬

‫معت اسم هللا "المقسط" هو العادل‪ ،‬فاهلل مقسط عادل وبيحب‬


‫الل بيحكموا بالعدل حت لو كان الحق عل أهلهم وأقارب هم‪،‬‬ ‫المقسطي ي‬
‫احكم َب ْي َن ُهم ب ْالق ْسط ۚ إ َّن ه َ‬
‫اَّلل ُيحبُّ‬ ‫ت َف ْ‬
‫‪َ ْ َ َ ْ َ :‬‬
‫زي ما قال هللا تعال (و ِإن حكم‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ْال ُم ْقسط َ‬
‫ي)‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ومن مقتضيات العلم باسم هللا المقسط إن اإلنسان ما يخافش إنه يتظلم‬
‫من هللا مثقال ذرة أو أقل‪ ،‬وكمان الزم احنا كمان نتصف بصفة العدل‪،‬‬
‫ونكون من المقسطي عشان ننال محبة هللا‪ .‬فلو اتحطينا يف موقف الزم‬
‫نحكم فيه‪ ،‬يبقا الزم نحكم بالعدل‪ ،‬وما نظلمش عشان أي سبب دنيوي أو‬
‫منفعة أو جاه أو منصب أو ترقية‪.‬‬
‫ً‬
‫يعت لما أساوي حد‬
‫كمان الزم أفهم إن المساواة كتب جدا بتكون ظلم‪ ،‬ي‬
‫بيعمل ويجتهد‪ ،‬بحد ال يعمل وال يجتهد وإنما يتكاسل‪ ،‬يبقا أنا كده ظلمت‬
‫المجتهد‪ .‬نقيس عل كده أي حاجة يف حياتنا‪.‬‬

‫الجامع‬

‫ندخل بعد عل معرفة معت اسم هللا "الجامع"‪ ،‬فاهلل تسم بالجامع ألنه‬
‫يجمع الناس ليوم ما فيهوش شك‪ ،‬زي ما قال تعال عل لسان عباده‬
‫َّ ه َ َ‬ ‫َ ْ َّ َ ْ َ‬ ‫َ َّ َ َّ َ َ ُ َّ‬
‫اَّلل َل‬ ‫يه ۚ ِإن‬ ‫المؤمني يف دعائهم إياه‪( :‬ربنا ِإنك ج ِامع الن ِ‬
‫اس ِليو ٍم َل ريب ِف ِ‬
‫ُ ْ ُ ْ َ َ‬
‫يعاد)‪.‬‬ ‫يخ ِلف ال ِم‬

‫معاب اسم هللا الجامع إنه سبحانه وتعال الجامع لكل صفات الكمال‬
‫ي‬ ‫ومن‬
‫والجالل والجمال والعظمة‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ر‬
‫المغت‪ ،‬المانع‬ ‫ر‬
‫الغت‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫الغت‪،‬‬
‫ي‬ ‫و"المغت" و"المانع"‪ .‬معت اسم هللا‬ ‫ي‬ ‫"الغت"‬
‫ي‬ ‫ننتقل إل أسماء هللا‬
‫مستغت عن خلقه‪ ،‬وما يحتاجش ألحد ‪-‬جل يف عاله‪ -‬وكل‬ ‫ي‬ ‫إن هللا سبحانه‬
‫البرس والمخلوقات ف حاجة ال هللا الغت‪ ،‬زي ما قال هللا تعال‪(َ :‬يا َأ ُّيهاَ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ْ ي‬ ‫َي‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫اَّلل ُه َو ال َغ ِ ُّ‬
‫اَّلل ۖ َو ه ُ‬
‫ه‬ ‫َّ ُ ُ ُ َ‬
‫ت ال َح ِميد)‪.‬‬ ‫ي‬ ‫اس أنت ُم الفق َر ُاء ِإل ِ‬ ‫الن‬

‫الل محتاجي‬ ‫وغت عن شكرنا‪ ،‬لكن احنا ي‬ ‫ي‬ ‫غت عن عبادتنا‪،‬‬‫فاهلل سبحانه ي‬
‫هللا ومحتاجي نتقرب إليه بما أمرنا به من الصالة والزكاة والصدقة وفعل‬
‫ّ‬
‫الخبات عشان يرص هللا عنا ويدخلنا برحمته يف جنات النعيم‪.‬‬
‫اس ب ْال ُب ْخل ۗ َو َمن َي َت َو َّل َفإ َّن ه َ‬ ‫‪ :‬ه َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ َّ‬
‫الن َ‬
‫اَّلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يقول هللا تعال (ال ِذين يبخلون ويأمرون‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ْ َ ُّ ْ‬
‫ت ال َح ِميد)‪.‬‬‫هو الغ ِ ي‬
‫المغت والمانع لنفهم إن هللا بيده خزائن السماوات‬ ‫ي‬ ‫بييج اسم هللا‬
‫ي‬ ‫وهنا‬
‫الغت عنا‬ ‫واألرض وإنه سبحانه يرزق من يشاء بغب حساب‪ ،‬فنتيقن إن هللا ي‬
‫الل محتاجي ننفق عشان‬ ‫الل بنخرجها‪ ،‬بل احنا‬ ‫مش محتاج لصدقاتنا ي‬
‫ُ ْ ْ َ ْ َ ْ ي َ َ َ ً ُ َ ِّ ُ ُ ْ َ ُ َ ِّ‬
‫يهم‬ ‫ربنا يطهرنا‪ ،‬زي ما قال تعال‪( :‬خذ ِمن أمو ِال ِهم صدقة تطهرهم وتزك ِ‬
‫(و ُي ْر ِ يب‬ ‫ب َها)‪ .‬وكمان نتأكد إن الصدقة زيادة مش نقصان زي ما قال تعال‪َ :‬‬
‫ِ َّ َ َ‬
‫ات ۗ)‪ .‬ومنفتكرش إننا لو حوشنا الفلوس وبخلنا بالصدقة إن إحنا‬ ‫الصدق ِ‬
‫اه ُم ه ُ‬ ‫‪ َّ َ َ ْ َ َ َ :‬ه َ َ ْ َ َ َ َ ُ‬
‫اَّلل ِمن‬ ‫كده ناصحي‪ ،‬يقول تعال (وَل يحسي ال ِذين يبخلون بما آت‬
‫ِ َْ َ ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ َ َ ْ ً ه ُ ْ َ ْ ُ َ رَ ٌّ ه‬ ‫َ ْ‬
‫ش ل ُه ْم ۖ َس ُيط َّوقون َما َب ِخلوا ِب ِه يوم ال ِقيام ِة)‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫فض ِل ِه هو خبا لهم ۖ بل هو‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫كان‬
‫يوم يصبح العباد فيه إال ومل ِ‬ ‫ودايما نفتكر حديث رسول هللا ﷺ (ما من ًٍ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ‬
‫الخر‪ :‬اللهم ِ‬
‫أعط‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ويقول‬ ‫أعط ُمنفقا خلفا‪،‬‬ ‫َّ‬
‫الن‪ ،‬فيقول أحدهما‪ :‬اللهم ِ‬ ‫يب ِ‬
‫ُ ْ ً َ ً‬
‫فنخل بالنا أي دعوة هتكون من نصيبنا‪ ،‬الخلف وال التلف‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ممسكا تلفا)‪.‬‬
‫وكله جراء ما ارتكبته أيدينا‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫يحم أولياؤه‪ ،‬ويمنعهم‬
‫ي‬ ‫معاب اسم هللا المانع‪ ،‬إنه‬
‫ي‬ ‫ابن القيم قال إن من‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫الرصر‪ ،‬ويدفع عنهم األذى‪ .‬الرسول ﷺ قال‪( :‬أن اَّلل قال‪ :‬من عادى يل‬
‫َ ًّ َ ْ َ‬
‫آذ ْن ُت ُه َ‬
‫بالح ْر ِب)‪.‬‬ ‫و ِليا فقد‬

‫الضار ‪/‬النافع‬

‫من أسماء الكمال هلل الضار والنافع‪ .‬الرسول ﷺ رشح لنا معت اسم هللا‬
‫الل ينفع ويرص من‬ ‫الضار واسم هللا النافع‪ ،‬وإن هللا هو الوحيد سبحانه ي‬
‫رص هللا عنه وهو‬ ‫أراد بما أراد لحكمة يعلمها‪ .‬الرسول ﷺ قال لمعاذ‬
‫اَّلل َتج ْدهُ‬
‫احفظ ه َ‬ ‫هَ َ َ ي َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ ُ ِّ ِّ ُ ُ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مات‪ ،‬احف ِظ اَّلل يحفظك ‪،‬‬ ‫إب أعلمك ِكل ٍ‬ ‫بيعلمه (يا غالم ي‬
‫َ َّ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫باَّلل‪ ،‬واعلم أن‬ ‫فاسأل اَّلل ‪ ،‬وإذا استعنت فاست ِعن ِ‬ ‫ِ‬ ‫تجاهك ‪ ،‬إذا سألت‬
‫كتب ُه ه ُ‬
‫اَّلل‬ ‫بس ٍء قد َ‬ ‫َ َّ ر‬ ‫َ‬ ‫َ َ رَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫بس ٍء لم ينفعوك َّإَل ي‬ ‫َاألمة لو اجتمعت عل أن ينفعوك ي‬
‫كتب ُه ه ُ‬
‫بس ٍء قد َ‬ ‫ر‬ ‫َ ُّ َ‬ ‫ُّ َ ر َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫اَّلل‬ ‫بس ٍء لم يرصوك إَل ي‬ ‫لك ‪ ،‬ولو اجتمعوا عل أن َّيرصوك ي‬
‫الص ُ‬ ‫األقالم وجفت ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫حف)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عليك ‪ُ ،‬ر ِف َع ِت‬

‫بسء‪ ،‬مش بيخص‬ ‫ر‬


‫يوص حد من الصحابة ي‬ ‫ي‬ ‫الزم نعرف إن الرسول ﷺ لما‬
‫ه وصية ألمته كلها‪ .‬عشان كده الكالم ده وصية‬ ‫الصحاب ده لوحده‪ ،‬لكن ي‬
‫ي‬
‫الرسول ﷺ لينا وبيعلمنا فيها إن مفيش مخلوق يقدر يؤذيك طالما هللا لك‬
‫يكتب عليك هذا األذى‪ ،‬ومفيش مخلوق يقدر ينفعك بمثقال ذرة طالما‬
‫هللا لم يكتب لك هذا النفع‪ .‬فالواحد يتعلم إنه ما يخافش يف هللا وال يف‬
‫الحق لومة الئم‪ ،‬وال يتنازل عن أمر من أمور دينه عشان يحصل عل حاجة‬
‫من أمور دنياه‪ ،‬فيكون بكده خرس الدين والدنيا والعياذ باهلل‪.‬‬
‫ً‬
‫نخل بالنا كويس جدا إن قلبنا ما يشكرش وما يحمدش حد غب هللا‬ ‫ي‬ ‫والزم‬
‫ساعدب‪،‬‬
‫ي‬ ‫الل‬
‫الل جاب يل الوظيفة‪ ،‬أو هو ي‬ ‫وما يظنش إن فالن أو عالن هو ي‬
‫وما إل ذلك‪ .‬ألن كل دول مجرد أسباب هللا سخرهم ليك ليحقق فيك‬

‫‪92‬‬
‫إرادته ومشيئته‪ .‬ومش معت كده إننا نجحد معروف وإحسان الناس‬
‫َّ‬
‫الن َ‬
‫يشكر‬
‫ِ‬ ‫اس لم‬ ‫يشكر‬
‫ِ‬ ‫ومساعدتهم‪ ،‬بالعكس الرسول ﷺ قال‪( :‬من لم‬
‫اَّلل)‪ ،‬بس وإحنا بنشكر الناس وبنبهم وبنحفظ لهم معروفهم‪ ،‬نتيقن يف‬ ‫هَ‬
‫الل سخرهم لنا بفضل منه ورحمة‪ ،‬فمنتعلقش بيهم‬ ‫قلوبنا إن هللا هو ي‬
‫قلبيا‪ ،‬ونحس إن مصبنا يف إيديهم‪.‬‬ ‫ً‬
‫َ‬ ‫والزم نفتكر ً‬
‫الناس؛‬
‫ِ‬ ‫هللا بسخ ِط‬ ‫دايما حديث الرسول ﷺ (من التمس ِرضا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رص ُ‬
‫هللا عنه‪ْ ،‬‬ ‫ِ َ‬
‫هللا‪،‬‬
‫الناس بسخ ِط ِ‬ ‫ِ‬ ‫الناس‪ ،‬ومن التمس رضا‬ ‫وأرص عنه‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الناس)‪.‬‬ ‫سخط هللا عليه‪ ،‬وأسخط عليه‬ ‫ِ‬

‫‪‬‬
‫النور‬
‫الل تسم بها هللا هو اسم "النور"‪ ،‬وقال عن نفسه يف‬ ‫من جميل األسماء ُ ي‬
‫َ َْ‬
‫األ ْرض ۚ َم َث ُل ُنوره َكم ْش َكاة ف َيها م ْص َباح ٌۖ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫هُ‬
‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ات و‬ ‫القرآن الكريم‪( :‬اَّلل نور السماو ِ‬
‫َ َ َ ُّ َ َ َ‬ ‫ُّ َ َ ُ َ َ َّ َ َ ْ َ ِ ٌ ُ ِّ ٌّ ُ َُ‬ ‫اح ف ُز َج َ‬ ‫ْالم ْص َب ُ‬
‫اج ٍة ۖ الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد ِمن شجرٍة مبارك ٍة‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ ٌ ُّ ٌ َ َ ٰ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ َّ ر َ ْ َّ َ َ َ ْ َّ َ َ ُ َ ْ ُ‬
‫ور ۗ‬
‫ضء ولو لم تمسسه نار ۚ نور عل ن ٍ‬ ‫زيتون ٍة َل شِقي ٍة وَل غر ِبي ٍة يكاد زيتها ي ِ ي‬
‫َ‬ ‫هُ ُ‬
‫ور ِه َمن َيش ُاء)‪.‬‬ ‫يه ِدي اَّلل ِلن ِ‬
‫َْ‬

‫فسم هللا نفسه نور‪ ،‬وسم دينه نور‪ ،‬وسم اإليمان به نور‪ ،‬واحتجب‬
‫عن خلقه بحجاب النور‪.‬‬
‫‪ َ ُ ُ ُْ َ ُ ُ :‬ه‬
‫اَّلل‬
‫ور ِ‬ ‫سم هللا دينه بالنور يف قرآنه ويقول تعال (ي ِريدون ِليط ِفئوا ن‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬
‫ور ِه َول ْو ك ِر َه الك ِاف ُرون)‪ .‬ودا معناه إن الكافرين‬
‫ْ َ ه ُ ُ ُّ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ِبأفو ِاه ِهم واَّلل م ِتم ن ِ‬
‫دايما هيحاولوا يصدوا عن دين هللا بكل الوسائل المتاحة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫والمنافقي‬
‫وهيحاولوا يشوهوا ويمنعوا دين هللا من الوصول للناس‪ ،‬سواء باستخدام‬
‫وبنرس الفي‪ ،‬والشبهات بي الناس‪ .‬بس‬ ‫ر‬ ‫اإلعالم أو المنصات المختلفة‪،‬‬
‫هللا سبحانه وتعال بيطمن عباده المؤمني إنه هيحفظ دينه وهينرصه‬
‫وهيتمه رغم حقد الحاقدين ومكر الماكرين‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫ع‬ ‫آم ُنوا َم َع ُه ۖ ُن ُ‬
‫ور ُه ْم َي ْس َ ٰ‬ ‫(و هالذ َ‬
‫ين َ‬ ‫وسم هللا اإليمان به نور‪ ،‬فيقول تعال‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫َ َ َّ َ َ ْ ْ َ َ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ورنا)‪ .‬فمعت دعائهم أن يتم لهم‬ ‫ي أ ْي ِد ِيه ْم َو ِبأ ْي َما ِن ِه ْم َيقولون ربنا أت ِمم لنا ن‬ ‫ب‬
‫هللا نورهم أي يتم لهم إيمانهم‪.‬‬

‫ه اعتقادنا بحكم العادة إن كل‬ ‫نخل بالنا منها ي‬


‫ي‬ ‫الل الزم‬‫ومن الحاجات ي‬
‫ر‬
‫يوم الصبح لما الشمس بتطلع بقينا فاكرين إن الشمس بترسق وعندها‬
‫اإلشاق وإنارة األرض‪ ،‬ودا مش صحيح ألن ال الشمس وال القمر‬ ‫القدرة عل ر‬
‫عندهم أي قدرة‪ ،‬بل رإشاقها وإنارتها من هللا وبأمر منه‪ .‬عشان كدا يوم‬
‫الش ْم ُ‬‫‪َّ َ :‬‬ ‫القيامة ال الشمس ر‬
‫س‬ ‫هترسق وال القمر هينور‪ ،‬زي ما قال تعال ِ(إذا‬
‫َ َ ُّ ُ ُ ْ َ َ َ ْ‬ ‫ِّ َ ْ‬
‫يعت طمس‬ ‫يعت أظلمت وذهب نورها‪ ،‬و(و ِإذا النجوم انكدرت)‪ َ ْ ،‬ي‬ ‫كورت)‪ ،‬ي‬
‫َُ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫يعت‬‫نورها‪ ،‬وقال تعال عن حال القمر يوم القيامة‪( :‬وخسف القمر)‪ ،‬ي‬
‫ذهب ضوءه بال رجوع يوم القيامة‪.‬‬
‫َ َ رْ َ َ ْ َ‬
‫األ ْر ُ‬
‫ض‬ ‫وف عز الظالم الحالك دا يقول هللا تعال عن يوم القيامة‪( :‬وأشق ِت‬ ‫ي‬
‫ْ َ ِّ َ ُْ‬ ‫ُ َ ِّ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ َّ ِّ َ َ ُّ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ض َب ْين ُهم ِبالحق وهم‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ق‬‫و‬ ‫اء‬
‫ِ‬ ‫د‬‫ه‬‫الش‬‫و‬ ‫ي‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫الن‬‫ب‬
‫ي ِ ِ‬ ‫ء‬ ‫ح‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫اب‬ ‫ت‬‫ك‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ب‬
‫ر‬ ‫ور‬
‫ِبن ِ‬
‫َ ُْ َُ َ‬
‫َل يظلمون)‪.‬‬

‫ومن هنا نتعلم إننا منعتقدش بقدرة األشياء‪ ،‬بل بقدرة خالق األشياء‪.‬‬

‫زي ما بنعتقد إن النار عندها قدرة الحرق‪ ،‬يف حي إن الحقيقة إنها ما‬
‫تحرقش إال بأمر من هللا عشان كدا ما حرقتش سيدنا إبراهيم‪ ،‬والسكينة ما‬
‫ذبحتش سيدنا إسماعيل‪ ،‬والبحر ما غرقش سيدنا موىس وهو رضيع ال‬
‫حول له وال قوة‪ ،‬والحوت ما افبسش سيدنا يونس‪.‬‬

‫يمس بي الناس‬ ‫طيب الل عاوز يقتبس من نور هللا ويجعل هللا له نور ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫يعمل إيه؟‬
‫آم ُنوا َّات ُقوا ه َ َ ُ َ ُ‬ ‫ين َ‬ ‫َ‬
‫القرآن أرشدنا لدا بقوله تعال‪(َ :‬يا أ ُّي َها هالذ َ‬
‫ول ِه‬
‫اَّلل و ِآمنوا ِبر َس ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل غفورٌ‬ ‫ون به َو َي ْغف ْر َلك ْم ۚ َو ه ُ‬
‫َّ ْ َ َ َ ْ َ ه ْ ُ ً َ ْ ُ َ‬ ‫ُ ْ ْ ْ َْ‬
‫ِ‬ ‫ي ِمن رحم ِت ِه ويجعل لكم نورا تمش ِ ِ‬ ‫يؤ ِتكم ِكفل ِ‬
‫َّرح ٌ‬
‫يم)‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪94‬‬
‫يبق نتعلم من الية الكريمة إن باإليمان باهلل وبتقواه واتباع الرسول ﷺ‬
‫وهديه ربنا هيجعل لنا نور‪.‬‬

‫الهادي‬

‫يعىط الهداية لمن يشاء من‬ ‫ي‬ ‫معت اسم هللا "الهادي" إنه سبحانه من‬
‫ر‬
‫عباده‪ .‬هللا أمر رسله وعباده بالدعوة إليه‪ ،‬وما ألزمهمش بهداية البرس‪ ،‬ألن‬
‫َّ َ َ َ‬
‫مفيش حد يهدي إال هللا الهادي‪ ،‬زي ما قال تعال‪(ِ :‬إنك َل ت ْه ِدي َم ْن‬
‫َ‬ ‫َ ْ َْ َ‬
‫ت َو َلك َّن ه َ‬
‫اَّلل َي ْه ِدي َم ْن َيش ُاء)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أحبب‬

‫البديع‬

‫الل أبدع خلق كل حاجة يف السماوات واألرض‪.‬‬ ‫اسم هللا "البديع" معناه ي‬
‫معت اإلبداع يختلف عن معت الخلق‪ ،‬فاإلبداع هو إنك تخلق بدون مثال‪.‬‬
‫َ َْ‬
‫ٱأل ْ‬ ‫هللا قال عن نفسه‪(َ :‬بد ُ‬
‫ض)‪ .‬اسم البديع من أسماء‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ٱلس َم ٰ َ ٰو ِت و‬
‫يع َّ‬
‫ِ‬
‫العظمة والجمال‪ .‬والزم نتذكر اسم هللا البديع كل ما ننظر لبديع خلق هللا‬
‫ال اشكاله مختلفة و بيعمل لوحات رائعة يف السما‬ ‫يف حياتنا زي السحاب ي‬
‫كل يوم و اما نشوف اختالف الوان و اشكال الجبال ونشوف الطبيعة‬
‫الخالبة يف البحر و األنهار‪ ..‬كل ده يخلينا نقف مع نفسنا و نقول سبحان‬
‫هللا العظيم البديع فيما ابدع و خلق‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الباف‬
‫ي‬

‫َ‬ ‫ُّ َ ْ َ َ ْ َ َ‬
‫ان ۝ َو َي ْبق‬
‫"الباف" نفهمه من قوله تعال‪( :‬كل من عليها ف ٍ‬ ‫معت اسم هللا‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ َ ُ ْ َ ي َ ْ‬
‫الل و ِاإلكر ِام)‪ ،‬ومعناه قريب من معت اسم هللا "الخر"‪.‬‬ ‫وجه ربك ذو الج ِ‬
‫الج القيوم‪ .‬يوم القيامة‬ ‫ويبق هللا ي‬ ‫كل المخلوقات يف الكون هتفت وتموت‬
‫َّ‬ ‫َۡ‬ ‫ِّ َ ۡ ُ ۡ ُ ۡ َ ۡ َۖ ه ۡ‬
‫َّلل ٱل َو ⁠ٰ ٰ ِح ِد ٱلقهار)ِ‪.‬‬
‫هللا ينادي‪( :‬لم ِن ٱلملك ٱلیوم ِ ِ‬

‫الوارث‬

‫معت اسم هللا "الوارث" إنه تؤول له كل األشياء يف السماوات واألرض‪ .‬دا‬
‫يخلينا نحب الصدقة أكب ألن كل األموال واألمالك هبجع هلل يف الخر‪،‬‬
‫الل عاشوا‬ ‫حاجة ْ لقبه‪َ .‬هللا قال عن األمم السابقة ي‬ ‫ومحدش واخد معاه‬
‫يش َت َها ۖ َفت ْل َك َم َس ٰ ك ُن ُهمْ‬
‫َْ َ َ ْ َ َ‬ ‫‪َ ََْ ََْ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عل األرض قبلنا (وكم أهلكنا ِمن قري ٍة ب ِطرت م ِع‬
‫ي)‪ .‬دا يقلل تعلقنا بما دون‬ ‫َل ْم ُت ْس َكن ِّم ۢن َب ْعده ْم إ ََّل َقل ًيَل ۖ َوك َّنا َن ْح ُن ۡٱل َ ٰو رث َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫هللا سبحانه من مال وولد ومسكن ألن كل حاجة مصبها ومآلها هلل‬
‫شخصيا مآلنا له‪ ،‬ودا معت كلمة "إنا هلل وإنا إليه‬ ‫ً‬ ‫سبحانه وتعال‪ .‬بل إحنا‬
‫راجعون‪".‬‬

‫‪96‬‬
‫الرشيد‬

‫يعت‬
‫الل يرشد عباده للهداية‪ ،‬ي‬ ‫معت اسم هللا "الرشيد" إنه سبحانه هو ي‬
‫يري هم هللا طريق الهداية‪ .‬دا من حق العباد عل هللا‪ ،‬إنه يري هم ويرشدهم‬
‫ويدلهم عل طريق الهداية‪ .‬مفيش حد من بداية ر‬
‫البرسية لنهايتها إال وأعطاه‬
‫هللا عالمات ليؤمن به ويدله عليه وعل وحدانيته‪ .‬عشان كده كل واحد‬
‫هيحاسب يوم القيامة ألن ربنا أعطاه دالالت وعالمات وإرشادات ليصل‬
‫بها إليه‪.‬‬

‫الل ربنا يبعت لهم رسايل اإلرشاد فيتجاهلوها‬


‫أوع نكون من الناس ي‬
‫ويرموها ورا ظهرهم‪ .‬لما ي‬
‫تالف رسالة من ربنا إنك تقرب منه‪ ،‬قرب منه‪،‬‬
‫تالف رسالة من ربنا إنك تبعد عن ذنب أو معصية كنت بتعملها توب‬
‫ولما ي‬
‫منهم‪.‬‬

‫يعت هللا‬
‫ابن القيم قال إن اسم هللا الرشيد من األسماء الموجبة للعباد ي‬
‫رشيد يحب الرشد‪ .‬هللا بيحب عباده المرشدين‪ ،‬والمرشد هو ي‬
‫الل يرشد‬
‫الناس لطريق الهداية‪ ،‬ويدعو الناس لعبادة هللا‪ .‬الرسول ﷺ قال‪( :‬من دلَّ‬
‫فاعله)‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أجر ِ‬
‫خب فله مثل ِ‬‫عل ٍ‬

‫الصبور‬

‫آخر اسم من أسماء هللا يف رحلتنا هو اسم هللا "الصبور"‪ ،‬معناه إن هللا‬
‫الل يصب عل عباده بال كلل أو ملل‪ .‬هللا بيصب عل عصياننا‬ ‫سبحانه هو ي‬
‫له‪ ،‬ويقبل توبتنا‪ ،‬ويغفر لنا ذنوبنا لو استغفرنا‪ ،‬ويبدل لنا سيئاتنا حسنات‪.‬‬
‫َّ َّ‬
‫وجل‪ ،‬إنه‬ ‫عل ًأذى َي ْس َم ُع ُه م َن هللا َّ‬
‫عز‬
‫َ َ ْ َُ َ‬
‫الرسول ﷺ قال‪( :‬ال أحد أصب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َُُْ‬ ‫ُ‬ ‫ََُ ُ‬ ‫ُي ر ْ َ‬
‫رس ُك به‪ُ ،‬‬
‫الولد‪ ،‬ث َّم هو يعافيهم ويرزقهم)‪.‬‬
‫ْ‬ ‫وي ْج َع ُل له‬

‫‪97‬‬
‫و ف ختام رحلتنا الجميلة ف باب أسماء هللا الحست‪ ،‬نتذكر ً‬
‫دايما إن‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ه المفتاح للتقرب منه سبحانه وتعال‪ .‬أسماء‬
‫معرفتنا بأسماء هللا وصفاته ي‬
‫بالمعاب‬
‫ي‬ ‫هللا الحست مش مجرد كلمات ببددها‪ ،‬دي صفات عظيمة مليانة‬
‫الل بتوضح لنا كمال وجالل هللا سبحانه وتعال‪.‬‬
‫العميقة ي‬

‫فكل اسم من أسماء هللا بيفتح لنا باب من أبواب الخب‪ ،‬وبيخلينا نتأمل يف‬
‫عظمته ورحمته وعدله وحكمته‪ .‬لما نعرف إن هللا هو "الرحمن الرحيم"‪،‬‬
‫معاب أسماء زي "العفو"‬
‫ي‬ ‫بنحس بالطمأنينة والراحة‪ ،‬ولما نتأمل يف‬
‫و"الغفور"‪ ،‬بنحس باألمل ف مغفرة هللا ورحمته‪ ،‬حت لو ر‬
‫كبت ذنوبنا‪.‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫معرفتنا بأسماء هللا الحست بتعلمنا نعيش حياتنا بطريقة مختلفة‪ ،‬بنحاول‬
‫نتحل بصفات زي الرحمة والعفو والعدل يف تعامالتنا مع الناس‪ .‬بنسع‬
‫نكون قريبي من هللا يف كل وقت‪ ،‬عارفي إن هللا شايفنا وسامعنا وعالم‬
‫بكل حاجة بنعملها‪.‬‬
‫ً‬
‫نهاية‪ ،‬ندعو هللا سبحانه وتعال إنه يعيننا عل ذكره وشكره وحسن عبادته‪،‬‬
‫يضء حياتنا وطريقنا لآلخرة‪.‬‬
‫وإنه يرزقنا فهم أسمائه وصفاته‪ ،‬ويجعلها نور ي‬
‫ونسأله سبحانه إنه يرزقنا اإلخالص يف القول والعمل‪ ،‬ويجعلنا من عباده‬
‫الل ينعموا بمعرفته وحبه‪.‬‬
‫المقربي ي‬

‫اللهم اجعلنا من الذين يعرفونك بأسمائك الحست‪ ،‬ويعبدونك حق‬


‫عبادتك‪ ،‬وامنحنا القرب منك يف الدنيا والخرة‪ .‬آمي‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل ر‬
‫الثات‪ :‬اإليمان بالمالئكة‬
‫ي‬
‫تاب ركن من أركان اإليمان الذي يجب عل كل مسلم ومسلمة اإليمان به‬
‫ي‬
‫هو اإليمان بالمالئكة‪.‬‬

‫مبت عل علم‪،‬‬ ‫ه عشان يبقا إيمان ي‬ ‫وعشان نؤمن بحاجة الزم نعرف إيه ي‬
‫الرسع بيعرف لنا المالئكة بأنهم عباد هلل خلقهم من نور‪،‬‬ ‫وهنا بنالف ر‬
‫ي‬
‫وأعطاهم القدرة عل التشكل بأشكال مختلفة‪ ،‬ومسكنهم السماوات‪ ،‬وقد‬
‫خلقهم هللا لطاعته وعبادته ليل نهار‪ ،‬فيجب ويلزمك كشخص مسلم إنك‬
‫تؤمن إن المالئكة كلهم عباد هلل مكرمون خلقهم هللا من نور لطاعته لب ال‬
‫يفبون عن ذكره لحظة وال يتوقفون عند تمجيده وتعظيمه سبحانه برهة‪،‬‬
‫نه بل يفعلون ما يأمرهم‬ ‫وال يسبقونه يف القول‪ ،‬وال يخالفونه يف أمر أو ي‬
‫به هللا‪.‬‬
‫ون ه َ‬ ‫َّ َ ْ ُ َ‬
‫اَّلل َما‬ ‫وبي هللا سبحانه وتعال إن أهم صفة تمبهم أنهم‪َ( ،‬ل يعص‬
‫َََ ُ ْ ََْ َ َ َ ُْ َُ َ‬
‫ون)‪.‬‬ ‫أمرهم ويفعلون ما يؤمر‬
‫ً‬
‫جدا نؤمن بالمالئكة‪ ،‬والدليل عل كدا قوله تعال‪:‬‬ ‫والزم نعرف إن مهم‬
‫ْ َ ِّ َ ْ ُ ْ ُ َ ٌّ َ َ ه َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ ُ ُ َ ْ َ َ‬
‫اَّلل ومَل ِئك ِت ِه)‪،‬‬
‫(آمن الرسول ِبما أن ِزل ِإلي ِه ِمن رب ِه والمؤ ِمنون كل آمن ِب ِ‬
‫ً‬
‫فاإليمان بالمالئكة من أصل هذا الدين‪ ،‬وال يعد إيمان اإلنسان صحيحا إذا‬
‫تشكك يف المالئكة أو لم يؤمن بوجودهم‪.‬‬

‫عشان كدا الزم ناخد بالنا ونعرف إن أي شخص ينكر وجود المالئكة من‬
‫غب جهل ُيعذر به فقد كفر‪ ،‬ألنه بإنكاره للمالئكة وعدم إيمانه بهم بيكذب‬
‫ما جاء يف القرآن من إثبات وجودهم‪ ،‬بل إن هللا سبحانه وتعال قرن الكفر‬
‫الل هيكفر بالمالئكة كفر باهلل ‪-‬والعياذ باهلل‪-‬‬
‫يعت ي‬
‫بالمالئكة بالكفر به‪ ،‬ي‬

‫‪99‬‬
‫ََ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ه‬ ‫َ ُْ‬
‫اَّلل َو َمَل ِئك ِت ِه َوكت ِب ِه َو ُر ُس ِل ِه َوال َي ْو ِم ال ِخ ِر فقد ض َّل‬ ‫َ‬
‫يقول تعال‪( :‬و َمن يكف ْر ِب ِ‬
‫َ َ ً َ ً‬
‫يدا)‪.‬‬ ‫ضَلَل ب ِع‬

‫وزي ما يجب علينا ويلزمنا من اإليمان بوجودهم وحقيقة خلقهم من نور‬


‫ً‬
‫الت‬
‫لعبادة هللا وطاعة أوامره‪ ،‬يجب علينا أيضا أن نؤمن بكل أوصافهم ي‬
‫ذكرها هللا يف قرآنه وذكرها الرسول ‪-‬صل هللا عليه وسلم‪ -‬يف صحيح‬
‫أحاديثه‪.‬‬

‫هيالف الكثب من آياته تتكلم عن المالئكة‬ ‫ومن يقرأ القرآن ويتدبره‬


‫ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ي ْ َ ْ ُ ه َ‬
‫ض‬ ‫ات ْ و ْاألر ِ‬
‫اط ِر السماو ِ‬ ‫وأوصافهم‪ ،‬فيقول جل ف عاله‪( :‬الحمد ِ ِ‬
‫َّلل ف ِ‬
‫اع ۚ َيز ُيد ف ال َخلق ماَ‬‫ي َ ْ َ َّ ْ َ ٰ َ ُ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫ً‬ ‫ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِي‬ ‫ول أج ِنح ٍة مثت وثَلث ورب‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫َج ِاع ِل ال َمَل ِئك ِة ُر ُسَل أ‬
‫َ َ ُ َّ ه َ َ َ ٰ ِّ رَ ْ َ‬
‫ىس ٍء ق ِد ٌير)‪.‬‬ ‫يشاء ۚ ِإن اَّلل عل كل ي‬
‫فعل سبيل المثال ال الحرص الزم نؤمن بأن هللا خلق المالئكة بأجنحة‪،‬‬
‫منهم ذا جناحي ومنهم ذو ثالثة أجنحة‪ ،‬ومنهم ذو أربعة أجنحة أو ر‬
‫أكب‪.‬‬

‫وقد ثبت عمن ال ينطق عن الهوى‪ ،‬الصادق األمي ‪-‬صل هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫أنه رأى جبيل عليه السالم وله ست مائة جناح‪ ،‬كل جناح سد األفق من‬
‫عظمه‪.‬‬
‫‪ َ َ َّ َ ٌ َّ َ َ َ َّ َ :‬رَ ٌ‬
‫شيك‪َ ،‬ع ْن‬ ‫فروى اإلمام أحمد يف "المسند"‪ ،‬قال حدثنا حجاج‪ ،‬حدثنا‬
‫َ ه ِ ُ ََ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫ْ‬
‫هللا صل هللا علي ِه‬ ‫ُ ُ‬
‫"رأى َرسول ِ‬ ‫هللا‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫اص ٍم‪ ،‬عن أ ِ يب وا ِئ ٍل‪ ،‬عن ع ْب ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع‬
‫ْ َ ْ َّ ْ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُّ َ‬ ‫َو َس هل َم ج ْب َ‬
‫اح ِمن َها قد َسد األف َق‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫اح‪ ،‬ك ُّل َجن‬‫ٍ‬ ‫ورِت ِه‪َ ،‬وله ِست ِمائ ِة َجن‬ ‫يل ف ُص َ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الد ِّر َو ْال َي ُاقوت َما ُ‬
‫هللا به َعل ٌ‬
‫يم‪".‬‬
‫َ ُّ‬
‫و‬ ‫يل‬ ‫او‬‫ه‬
‫َ َّ‬
‫الت َ‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ه‬‫اح‬
‫َ ْ ُ ُ ْ َ َ‬
‫ن‬ ‫ج‬ ‫ن‬‫يسقط ِم‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫طبعا مش ممكن لعقل أي إنسان أنه يتخيل عظمة خلق المالئكة‪ ،‬بس‬ ‫ً‬
‫مش معت إننا قاضين عن التخيل‪ ،‬إننا ننكر وجودهم أو نشكك يف‬
‫وصفهم‪ ،‬بل الزم إيماننا باسم هللا الخالق البديع يخلينا مؤمني إن هللا‬
‫قادر عل خلق المالئكة وإيجادهم من العدم‪ ،‬فطالما سبحانه قال إنهم‬
‫موجودين‪ ،‬فما علينا إال اإليمان والتيقن‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫بعد ما آمنا بوجودهم وأوصافهم الزم نؤمن كمان بأقسام المالئكة‪ ،‬وإن‬
‫بعض المالئكة هللا سبحانه وتعال اختصهم بوظائف خاصة‪ ،‬فالزم نؤمن‬
‫ونعرف كل وظيفة‪ ،‬مثل إن جبيل ‪-‬عليه السالم‪ -‬هو الملك الموكل بتبيل‬
‫ُّ ُ ْ َ‬ ‫َ‬
‫األم ُ‬
‫ي)‪ ،‬أي القرآن‬ ‫الروح ِ‬ ‫الوح عل رسل هللا وأنبيائه‪ ،‬يقول تعال‪( :‬ن َز َل ِب ِه‬
‫ي‬
‫ووح من‬
‫ي‬ ‫بأمر‬ ‫‪-‬‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صل‬ ‫‪-‬‬ ‫هللا‬ ‫لرسول‬ ‫ليعلمه‬ ‫يل‬
‫جب‬ ‫به‬ ‫نزل‬
‫هللا‪.‬‬

‫كما نؤمن أن هناك مالئكة لهم أتباع‪ ،‬زي ملك الموت وأتباعه‪ ،‬فيقول‬
‫ِّ‬ ‫ه‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ُ َ َّ‬
‫تعال‪( :‬ق ْل َيت َوفاكم َّملك ال َم ْو ِت ال ِذي ُوك َل ِبك ْم)‪ ،‬معناها إن كل مننا ربنا‬
‫وكل له ملك موت مسؤول عن قبض روحه إذ حان أجله‪.‬‬

‫وكمان الزم نؤمن أن ملك المطر والنبات هو ميكائيل ‪-‬عليه السالم‪ ،-‬يف‬
‫حي أن ملك النفخ يف الصور هو إشافيل ‪-‬عليه السالم‪.-‬‬

‫والزم كل واحد مسلم يؤمن بوجود الحفظة‪ ،‬وإن فيه ملكي‪ ،‬ملك عل‬
‫يمينه وملك عل يساره‪ ،‬بمجرد ما اإلنسان يقول أي حاجة أو يعمل أي‬
‫ْ َ َ َّ‬
‫شا‪ ،‬بيسجلوها ويكتبوها‪ ،‬يقول هللا تعال‪(ِ :‬إذ َيتلق‬ ‫خبا كانت أو ر ً‬‫حاجة ً‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ْال ُم َت َل ِّق َيان َعن ال َيم َ َ‬
‫ْ‬
‫ال ق ِعيد (‪َّ )17‬ما َيل ِفظ ِمن ق ْو ٍل ِإَل لد ْي ِه‬
‫ي وع ِن الشم ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫يب َع ِتيد)‪ ،‬عشان كدا الزم نراقب كل كلمة بنقولها وكل فعل بنعمله إيمانا‬ ‫َرق ٌ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫منا بأن المالئكة يكتبون كل صغبة وكببة يف كتابنا‪ ،‬ويوم القيامة كل واحد‬
‫هيقرأ كتابه‪ ،‬وهتشهد عليه يديه ورجليه ولسانه‪.‬‬

‫ونؤمن بمالئكة القب‪ ،‬المنكر والنكب‪ ،‬ووصفهم أسودان أزرقان‪ ،‬يسأالن كل‬
‫ً‬
‫مسلما‬ ‫إنسان بمجرد دخوله القب ثالثة أسئلة‪ ،‬ال يعرف إجابتهم إال من كان‬
‫بحق‪ ،‬وهم‪( :‬من ربك؟ وما دينك؟ وماذا تقول يف الرجل الذي بعث‬
‫فيكم؟)‪.‬‬

‫كما نؤمن بخزنة النار وخزنة الجنة الذين جاء ذكرهم مر ًارا يف القرآن الكريم‪،‬‬
‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ه َ َ َ‬
‫ين كف ُروا ِإ ٰل َج َهن َم ز َم ًرا ۖ َح َّ ٰت ِإذا َج ُاءوها ف ِت َحت‬ ‫يقول هللا تعال‪َ :‬‬
‫(و ِسيق ال ِذ‬

‫‪101‬‬
‫ات َرِّبك ْم‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َ ُ َ َ َ ْ َ ْ ْ ُ ُ ٌ ِّ ْ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ‬
‫أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأ ِتكم رسل منكم يتلون عليكم آي ِ‬
‫َ َ َ َ ٰ ْ َ َّ ْ َ َ ُ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫اب َعل‬ ‫ل ول ِكن حقت ك ِلمة َالعذ ِ‬ ‫ونك ْم ِل َق َاء َي ْو ِمك ْم َه ٰ ذا ۚ َقالوا ب ٰ‬‫َُ ُ َ‬
‫نذر‬
‫وي ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫الك ِاف ِرين (‪ِ )71‬قيل ادخلوا أبواب جهنم خ ِال ِدين ِفيها ۖ ف ِبئس مثوى‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َّ ُ‬ ‫َ ه َ َّ َ‬ ‫ْال ُم َت َك ِّب َ‬
‫ين اتق ْوا َرَّب ُه ْم ِإل ال َجن ِة ز َم ًرا ۖ َح َّ ٰت ِإذا َج ُاءوها‬ ‫ين (‪َ )72‬و ِسيق ال ِذ‬ ‫ِ‬
‫وها َخالد َ‬ ‫َ ُ َ ْ َْ َ ُ َ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َ ُ َ َ َ ٌ َ َ ْ ْ ْ ُ ْ َ ْ ُ َ‬
‫ين‬ ‫ِِ‬ ‫ل‬‫خ‬ ‫اد‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ط‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬‫َل‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫ز‬ ‫خ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬‫ق‬‫و‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫اب‬‫و‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫وف ِتح‬
‫(‪.)73‬‬

‫وكمان الزم نؤمن بمالك وهو قائد خزنة النار‪ ،‬الذي ذكره هللا يف قرآنه يف‬
‫َ َ ْ َ َ ُّ َ َ َ َّ َّ ُ َ‬ ‫ََ َْ َ َ ُ َْ‬
‫ون)‪.‬‬ ‫قوله تعال‪( :‬ونادوا يا م ِالك ِليق ِ‬
‫ض علينا ربك ۖ قال ِإنكم م ِاكث‬

‫وزي ما آمنا بكل المالئكة دول‪ ،‬الزم كمان نؤمن بالمالئكة حملة عرش‬
‫ل‬‫(و ْال َم َل ُك َع َ ٰ‬
‫الرحمن‪ ،‬الذين ذكرهم هللا ف محكم آياته‪ ،‬يقول تعال‪َ :‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ يَ‬ ‫َأ ْر َجائ َها ۚ َو َي ْحم ُل َع ْر َ‬
‫ش َ ِّرب َك ف ْوق ُه ْم َي ْو َم ِئ ٍذ ث َما ِن َية)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫ومهم جدا نؤمن أن هللا هو من أعطاهم هذه المقدرة‪ ،‬وسبحانه قادر عل‬
‫ً‬
‫أخذها منهم إن شاء‪ ،‬فمثَل ملك الموت هللا أعطاه القدرة عل قبض‬
‫األرواح بأمر منه‪ ،‬وبعد أن يقبض ملك الموت أرواح كل من يف السماوات‬
‫واألرض بإذن من هللا‪ ،‬هللا سبحانه وتعال هيقبض روح ملك الموت‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ َ ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫ً‬
‫ان ۝ َو َي ْبق َو ْجه َرِّبك ذو‬ ‫نفسه‪ ،‬تحقيقا لقوله تعال‪( :‬كل من عليها ف ٍ‬
‫ْ‬
‫الل َواإلك َر ِام)‪.‬‬ ‫ْ َ‬
‫الج ِ‬
‫بت إشائيل‪ ،‬لما قالوا إنهم‬ ‫ومينفعش نفرق بي حبنا للمالئكة‪ ،‬زي ما عمل ي‬
‫بيحبوا الملك ميكائيل عشان هو الملك الموكل بالمطر وإنبات الزرع‪،‬‬
‫الوح والتكاليف وإنزال‬ ‫ي‬ ‫وبيكرهوا جبيل ‪-‬عليه السالم‪ -‬عشان موكل بإنزال‬
‫العذاب بأمر من هللا‪ ،‬ووقتها رد هللا سبحانه عل قولهم دا يف القرآن‪ ،‬قال‬
‫َ ْ َ َ َ َ َ َّ ه َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ ِّ ًّ ُ َ َ َ َ :‬ه‬
‫اَّلل َعد ٌّو‬ ‫َّلل َو َمَل ِئك ِت ِه َو ُر ُس ِل ِه و ِج ِبيل و ِميكال ف ِإن‬
‫(من كان عدوا ِ‬ ‫تعال‬
‫َ‬ ‫ِّ ْ َ‬
‫للك ِاف ِرين)‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫الل حك لنا هللا عنهم يف مواضع كتبة يف‬ ‫عالم المالئكة من الغيبيات ي‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬فيجب علينا كمؤمني باهلل‪ ،‬إننا نؤمن بكل ما قاله هللا عنهم‬
‫ونصدقه ونعمل بمقتض هذا اإليمان‪ ،‬ومن ذلك أال نؤذي المالئكة‪ ،‬وأن‬
‫نستفيد من وجود المالئكة‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الم ْ‬ ‫الشجرتي ُ‬‫ْ‬


‫البصل والك َّراث‬ ‫نتنتي‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫قال رسول هللا ﷺ‪( :‬من أكل من َ َّ ِ‬
‫هاتي‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫يقربن مسجدنا فإن المالئكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم)‪ ،‬والشاهد‬ ‫فال‬
‫هنا من البصل والثوم األكل ذو الرائحة الكري هة‪ ،‬فالزم اإلنسان يحافظ عل‬
‫ب‬ ‫المالئ َك ُة َب ْي ًتا فيه َك ْل ٌ‬ ‫نظافة فمه وجسده‪ ،‬وقال رسول هللا ﷺ‪( :‬ال َت ْد ُخ ُل َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ ٌَ‬
‫نخل بالنا من موضوع‬ ‫ي‬ ‫ورة)‪ ،‬والحديث دا صحيح متفق عليه فالزم‬ ‫وال ص‬
‫الل بنعلقها يف بيوتنا وبتحرمنا من إن‬ ‫تربية الكالب يف البيوت‪ ،‬والصور ي‬
‫المالئكة تدخل بيوتنا وتمالها بركة‪.‬‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫كما قال رسول هللا ﷺ‪َ :‬‬
‫الئكة تل َعنه‪،‬‬ ‫يه بح ِديد ٍة‪ ،‬فإن الم ِ‬ ‫(من أشار إل ِأخ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ َ َ َ ُ‬
‫الل َيرفع يف َو ْج ِه أخيه‬ ‫ي‬ ‫يه وأ ِّم ِه)‪ ،‬ودا معناه إن‬ ‫حت يدعه‪ ،‬وإن كان أخاه أل ِب ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً ُ ِّ َ ُ ُ ِّ َ‬ ‫ً‬
‫خوفه ولو كان َم ِاز ًحا‪ ،‬فإن المالئكة‬ ‫المسل ِم َح ِديدة أو ِسالحا‪ ،‬لبوعه أو ي‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‪ْ َ :‬‬ ‫َْ ُ‬
‫والوقوع يف‬‫ِ‬ ‫وابه‬‫والحرمان ِمن ث ِ‬ ‫ِ‬ ‫هللا‬
‫رحمة ِ‬‫ِ‬ ‫رد ِمن‬‫عو عليه بالط ِ‬ ‫تل َعنه‪ ،‬أي تد‬
‫بع َدها عنه‪.‬‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ ُ َْ َ ُ‬ ‫َّ‬
‫الن ِار‪ ،‬وال تزال تلعنه حت ي ِ‬
‫فاحنا الزم نبعد عن أي حاجة بتؤذي المالئكة وتبعدهم عننا‪ ،‬ونعمل‬
‫وتدع لنا ألن دعاء المالئكة‬
‫ي‬ ‫تخل المالئكة موجودة معانا‬ ‫ي‬ ‫الل‬
‫األعمال ي‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫مستجاب‪ ،‬زي مجلس العلم‪ ،‬يقول رسول هللا ﷺ‪( :‬ما جلس قوم مجلسا‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫يذكرون َ‬
‫حفتهم المالئكة وغشي ُته ُم الرحمة وتبلت عليهم‬
‫ُ‬ ‫هللا فيه إَل‬
‫َ‬ ‫وذكر ُهم ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫عنده)‪.‬‬ ‫هللا فيمن‬ ‫السكينة‬

‫يصل ويفضل قاعد بعد الصالة يذكر ربنا‪،‬‬


‫بتدع ألي حد َ ي‬‫ي‬ ‫كمان المالئكة‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫‪َّ :‬‬
‫تصل عل أحدكم ما دام يف مصَله اللهم‬
‫ي‬ ‫يقول رسول هللا ﷺ (إن المالئكة‬

‫‪103‬‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫ارح ْمه ما لم ُي ْح ِدث)‪ ،‬فعشان كدا الزم نحاول نعود نفسنا‬
‫له اللهم َ‬ ‫اغفر‬
‫ِ‬
‫نصل ومنقومش عل طول بعد الصالة‪ ،‬نقعد ونقول أذكار بعد الصالة‪ ،‬أو‬ ‫ي‬
‫نقرأ قرآن‪ ،‬ألن طول ما احنا قاعدين والمالئكة بتستغفر لنا وبتدع لنا‬
‫بالرحمة‪ ،‬وكلنا يف أشد الحاجة الستغفار المالئكة ودعائهم عشان دول عباد‬
‫يعت دعائهم‬
‫هللا الذين ال يعصون هللا ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون ي‬
‫مستجاب ‪.100/100‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اإليمان بالكتب‬
‫بعد ما عرفنا مع بعض مقتض اإليمان باهلل واإليمان بالمالئكة والواجب‬
‫الل مفروض نلبم به عشان نحقق اإليمان دا‪ ،‬تعالوا نتعلم عن ما‬
‫العمل ي‬
‫ي‬
‫ال يسع المؤمن جهله من الركن التالت من أركان اإليمان وهو اإليمان‬
‫بالكتب‪.‬‬

‫الت انزلها هللا اجماال سواء‬ ‫والمقصود بالكتب هنا ان نؤمن بكل الكتب ي‬
‫الت أنزلها هللا عل أنبيائه‬ ‫عرفناها او ال‪ ...‬ونؤمن تفصيال بالكتب السماوية ي‬
‫ورسله‪ ،‬فالزم كمسلمي نؤمن بالكتب كلها الت أنزلها هللا‪ ،‬قال تعال‪( :‬ياَ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ه ي َ َّ َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫َ ُّ َ ه َ َ ُ‬
‫اب‬ ‫ْ ِ‬‫ت‬‫ك‬‫ِ‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ول‬
‫ِْ‬ ‫س‬‫ل َر ُ‬ ‫ٰ‬ ‫اب ال ِذي نزل ع‬
‫ِ‬ ‫ول ِه َوال ِكت‬
‫ِ‬ ‫اَّلل َو َر ُس‬
‫آمنوا ِآمنوا ِب ِ‬ ‫أيها ال ِذين‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ َ َ َ ُْْ ه َ ََ َ َ ُ‬
‫اَّلل ومَل ِئك ِت ِه وكت ِب ِه ورس ِل ِه واليو ِم ال ِخ ِر‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ه‬
‫ال ِذي أنزل ِمن قبل ۚ ومن يكفر ِب ِ‬
‫َ َ ْ َ َّ َ َ ً َ ً‬
‫يدا)‪.‬‬ ‫فقد ضل ضَلَل ب ِع‬

‫الت أنزل هللا ألجلها كل الكتب‬ ‫وأول حاجة الزم نؤمن أن الهدف والغاية ي‬
‫السماوية منذ آدم وحت خاتم النبيي والمرسلي محمد ﷺ واحدة وثابتة‪،‬‬
‫الرسائع والمناسك‬ ‫وه عبادة هللا وحده ال رشيك له‪ ،‬وإن مهما اختلفت ر‬
‫ي‬
‫إال أنها كل الكتب أصلها واحد وهدفها واحد وهو توحيد هللا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ْ ر ْ َ ً َ َْ ً ََْ َ َ هُ َ َ‬ ‫َْ‬
‫اَّلل ل َج َعلك ْم أ َّمة‬ ‫يقول هللا تعال‪(ِ :‬لك ٍّل َج َعلنا ِمنكم ِشعة و ِمنهاجا ۚ ولو شاء‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ً َ‬
‫َو ِاحدة َول ٰ ِكن ل َي ْبل َوك ْم ِ يف َما آتاك ْم)‪ ،‬أي أن اختالف رشائع الكتب السماوية‬
‫وأحكامها ومناسكها كان لحكمة اقتضاها هللا‪ ،‬فاهلل سبحانه أعلم بحال‬
‫األمم وبما يناسب كل زمان ومكان‪.‬‬

‫يعت نؤمن إن‬


‫تاب حاجة الزم نؤمن بالتخصيص الذي ذكره هللا يف القرآن‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫الت خصها‬
‫هللا سبحانه وتعال أنزل كتب كتبة من عنده‪ ،‬ونؤمن بالكتب ي‬

‫‪105‬‬
‫وه القرآن‪ ،‬والتوراة‪ ،‬واإلنجيل‪ ،‬والزبور‪ ،‬وصحف‬
‫بالذكر يف القرآن‪ ،‬ي‬
‫إبراهيم وموىس‪.‬‬

‫ً‬
‫وه أن القرآن الكريم نسخ كل ما قبله‬ ‫ي‬ ‫الزم ناخد بالنا من نقطة مهمة جدا‪،‬‬
‫ً‬
‫من الكتب‪ ،‬فنحن كمسلمي نؤمن ببول الكتب السماوية من هللا فعَل‪،‬‬
‫ولكن مينفعش حد مسلم يقول أنا هتبع ما جاء يف التوراة واإلنجيل وهعبد‬
‫هللا عل أساسهم‪ ،‬ألن القرآن نسخ الكتب دي خالص‪ ،‬كمان الزم نعرف‬
‫إن كل الكتب الحالية محرفة‪ ،‬ما عدا القرآن الكريم الذي وعد هللا بحفظه‬
‫َّ َ ُ‬ ‫َ ْ َ ِّ ْ‬ ‫َّ َ‬
‫من التحريف حت قيام الساعة‪ ،‬قال تعال‪(ِ :‬إنا ن ْح ُن ن َّزلنا الذك َر َو ِإنا له‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ون)‪.‬‬‫ل َح ِافظ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫نزل َنا إ َل ْي َك ْالك َت َ ْ َ ِّ ُ َ ِّ ً ِّ َ َ ْ َ َ َ ْ‬
‫اب‬ ‫اب ِبالحق مصدقا لما بي يدي ِه ِمن ال ِكت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال تعال‪( :‬وأ‬
‫ُ‬ ‫ََُْ َ َ َ َ ه‬ ‫ْ‬ ‫َ َُ ْ ً ََْ َ‬
‫ومهي ِمنا علي ِه ۖ فاحكم بينهم ِبما أنزل اَّلل)‪ ،‬فدا معناه إن نزول القرآن أبطل‬
‫فالل عاوز يعبد هللا ويتبع ما أمر به الزم يتبع ما جاء‬ ‫أي كتاب آخر دونه‪ ،‬ي‬
‫ً‬
‫حرصا‪.‬‬ ‫به القرآن الكريم‬

‫طيب إيه حكم الكالم الموجود يف التوراة واإلنجيل وازاي نتعامل مع الكتب‬
‫دي كمسلمي‪...‬؟!‬

‫ينقسم األمر لثالثة أقسام‪:‬‬

‫أول حالة لو لقيت حكم يف التوراة واإلنجيل يتفق مع ما جاء يف القرآن وقتها‬
‫ً‬
‫نؤمن أن هذا مبل من عند هللا فعَل‪.‬‬

‫والحالة التانية إن فيه أجزاء يف التوراة واإلنجيل شهد القرآن أنها باطلة‪ ،‬زي‬
‫ً‬
‫مثَل ادعاء أن هلل ولد‪ ،‬أو أنه ثالث ثالثة يف اإلنجيل‪ ،‬أو أن عزير ابن هللا يف‬
‫والل شهد القرآن عل بطالن هذه االدعاءات‪ ،‬فعل طول نؤمن أن‬ ‫التوراة‪ ،‬ي‬

‫‪106‬‬
‫هذه األجزاء ليست من تبيل هللا‪ ،‬بل من تحريف ر‬
‫البرس من الرهبان‬
‫واألحبار‪.‬‬

‫الت سكت عنها القرآن فلم يقل بموافقتها‬


‫ه األجزاء ي‬
‫والحالة الثالثة عندنا ي‬
‫وال بمعارضتها‪ ،‬فالواجب علينا زي ما علمنا الرسول ﷺ أن نسكت نحن‬
‫ً‬
‫أيضا عنها‪ ،‬منقولش صح وال نقول غلط‪ ،‬حت ال نكذب بحق‪ ،‬وال نصدق‬
‫بباطل‪.‬‬

‫رص هللا عنه‪ :‬كان أهل الكتاب أي اليهود يقرؤون التوراة‬ ‫قال أبو هريرة ي‬
‫وه لغة اليهود‪ ،‬ويفرسونها بالعربية ألهل اإلسالم أي‬ ‫ي‬ ‫بالعبانية‪،‬‬
‫المسلمي‪ ،‬فقال رسول هللا ﷺ‪ :‬ال تصدقوا أهل الكتاب وال تكذبوهم‪ ،‬أي‬
‫ال تعتمدوا أقوالهم وتفسباتهم سواء وافقت الواقع أم خالفته‪ ،‬واعتمدوا‬
‫ما جاءكم عل لسان نبيكم ﷺ مع تصديقكم بما أنزل عل الرسل عليهم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الصالة والسالم‪ ،‬وأيضا إذا كان ما يخبونكم به محتمَل‪ ،‬لئال يكون يف نفس‬
‫صدقا فتكذبوه أو ً‬ ‫ً‬
‫كذبا فتصدقوه‪ ،‬فتقعوا يف الحرج‪ ،‬وقرأ عليهم قوله‬ ‫األمر‬
‫اَّلل َو َما أنز َل إ َل ْي َنا َو َما أنز َل إ َ ٰل إ ْب َراه َ‬
‫يم َوإ ْس َماعيلَ‬ ‫ه‬ ‫َ َّ‬
‫تعال‪( :‬قولوا آمنا ِب ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َّ ِ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وب م ٰ‬
‫وىس و ِع ٰ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وب َو ْ َ ْ‬ ‫اق َو َي ْع ُق َ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫وب الن ِبيون ِمن‬ ‫يس وما أ ِ ي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫اط وما أ‬ ‫األسب ِ‬ ‫وإسح‬
‫َّ ِّ ِ ْ َ ُ َ ِّ ُ َ ْ َ َ ِّ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ ُ ُ ْ ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رب ِهم َل نفرق بي أح ٍد منهم ونحن له مس ِلمون)‪ ،‬وهذا هو حكم‬
‫اإلشائيليات‪.‬‬
‫ً‬
‫طيب بعد ما عرفنا كل دا ازاي نحقق اإليمان بالكتب فعَل‪ ،‬وإيه هو مقتض‬
‫العمل المفروض علينا‪...‬؟!‬ ‫ي‬ ‫اإليمان بالكتب‪ ،‬والواجب‬

‫أول حاجة الزم نعملها أن نتلوا القرآن الكريم حق تالوته‪ ،‬فيقول سبحانه‬
‫َ َ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ :‬ه َ ََْ ُ ُ ْ َ َ ْ َ ُ‬
‫اب َيتلونه َح َّق ِتَل َو ِت ِه أول ٰ ِئك ُيؤ ِمنون ِب ِه)‪ ،‬وهنا‬‫وتعال (ال ِذين آتيناهم ال ِكت‬
‫كلنا محتاجي نقف وقفة مع نفسنا ونسأل نفسنا احنا في من تالوة القرآن‬
‫يوم من القرآن الكريم‪...‬؟‬ ‫الكريم‪ ،‬وهل ملبمي بورد تالوة ي‬

‫‪107‬‬
‫يعت نثاب بفعله‬‫ي‬ ‫الزم كلنا نعرف إن تالوة القرآن الكريم فرض علينا‪،‬‬
‫ونعاقب ببكه‪.‬‬
‫ً‬
‫الموضوع مش هي أبدا‪ ،‬الزم كل مسلم عاقل بالغ يكون بيعرف يتلو القرآن‬
‫الكريم حق تالوته بأحكامه وتجويده‪.‬‬

‫والزم ناخد بالنا كويس أوي إن أي صالة هتكون باطلة لو كانت قراءة‬
‫الفاتحة غب صحيحة‪ ،‬ولو بطلت صالة اإلنسان بطل عمله كله‪.‬‬

‫فعل األقل خالص‬‫وجهل المسلم باألمر دا ال يعذر به‪ ،‬بل يحاسب عليه ي‬
‫ال بنقرأ بيها يف الصالة بالتجويد و‬
‫نكون بنعرف تقرأ الفاتحة و الصور ي‬
‫التشكيل الصحيح‪.‬‬

‫تاب حاجة يف مقتض اإليمان بالكتب‪ ،‬تحليل حالله‪ ،‬وتحريم حرامه‬ ‫ي‬
‫والعمل به‪.‬‬
‫ً‬
‫مينفعش يكون المسلم مؤمن أن القرآن مبل فعَل من عند هللا وأنه حق‬
‫ونواه‪ ،‬وقدوتنا يف دا هو‬
‫ي‬ ‫وف األخب ما يلبمش بما جاء فيه من أوامر‬ ‫ونور ي‬
‫رص هللا عنها‪ -‬عن خلقه‪،‬‬
‫الرسول ﷺ‪ ،‬لما الصحابة سألوا السيدة عائشة ‪ -‬ي‬
‫ُ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫واحد من‬
‫ٍ‬ ‫توف رسول هللا ﷺ إال وكل‬‫قالت‪( :‬كان خلقه القرآن)‪ ،‬وما ي‬
‫آن ر‬ ‫ٌ‬
‫يمس عل وجه األرض‪ ،‬واحنا كمان واجب علينا نكون زي هم‪،‬‬
‫ي‬ ‫أصحابه قر‬
‫خب خلف لخب سلف‪.‬‬

‫غال أول حاجة هيعملها هيقرأ الكتالوج عشان‬ ‫أي حد فينا لو اشبى جهاز ي‬
‫يعرف ازاي يستخدمه ويحافظ عليه‪ ،‬وهلل المثل األعل‪ ،‬فاهلل هو خالق‬
‫الخلق وهو سبحانه أنزل القرآن منهاج للحياة‪ ،‬فال تستقيم حياة إنسان إال‬
‫بالعمل بما جاء يف القرآن الكريم‪.‬‬

‫تالت واجب علينا لإليمان بالكتب حق اإليمان هو االعتبار بقصصه‬


‫ْ َْ َ‬ ‫ْ ْ َ ٌ ِّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫اب ۗ‬ ‫وأمثاله‪ ،‬فيقول سبحانه وتعال‪( :‬لقد كان ِ يف قص ِص ِهم ِعبة أل ِ ي‬
‫ول األلب ِ‬

‫‪108‬‬
‫َ ِّ رَ ْ ُ ً‬ ‫َْ َ َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ ه‬ ‫َ َ َ َ ً ُ ْ ََ ٰ َ َٰ َ ْ‬
‫ىس ٍء َوهدى‬
‫ما كان ً ِّح َ ِديثا ي ْفبى ول ِكن تص ِديق ال ِذي بي يدي ِه وتف ِصيل كل ي‬
‫ْ ُ ُ َ‬
‫ون)‪.‬‬ ‫َو َر ْح َمة لقو ٍم يؤ ِمن‬

‫ومن أهم مواطن االعتبار ف القرآن الكريم االعتبار بأحوال من مض من‬


‫األمم السابقة‪ ،‬إذ حثنا القرآن الكريم عل النظر واالعتبار بأحوالهم‪ ،‬وبما‬
‫كان بي األنبياء والرسل وأقوامهم‪ ،‬وحسن عاقبة من آمنوا وصدقوا‪ ،‬وسوء‬
‫عاقبة من جحدوا‪ ،‬وكذبوا الرسل‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإليمان بالرسل‬
‫رابع ركن من أركان اإليمان الذي يجب عل كل مسلم اإليمان به حق اإليمان‬
‫والعمل بمقتضاه‪ ،‬فهذا مما ال يسع المسلم جهله يف دينه‪ ،‬فيحاسب بجهله‬
‫وال يعذر به‪ ،‬اإليمان بالرسل‪.‬‬
‫َ‬
‫ول ِب َما أ ِنز َل ِإل ْي ِه ِمن َّرِّب ِه‬
‫الر ُس ُ‬‫(آم َن َّ‬
‫يقول هللا تعال ف محكم آياته‪َ :‬‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫اَّلل َو َم ََلئ َكته َوك ُتبه َو ُر ُسله َل ن َف ِّر ُق َب ْ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ْ ُ َ ٌّ َ َ ه‬
‫ي أ َح ٍد ِّمن‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫والمؤ ِمنون ۚ كل آم ِ ِ‬
‫ب‬ ‫ن‬
‫ُّر ُس ِل ِه ۚ)‪ ،‬ومن هذه الية نعلم أن عل كل مسلم أن يؤمن برسل هللا جميعا‪،‬‬
‫ً‬
‫وال يفرق بي أحد منهم‪ ،‬أو يفضل بعضهم عل بعض‪ ،‬بل هللا وحده هو‬
‫الذي يفضل رسله عل بعضهم‪.‬‬

‫كما يجب علينا كمسلمي أن نؤمن بكل الرسل اجماال‪ ،‬من ذكر منهم وما‬
‫لم يذكر‪.‬‬

‫فبعض الرسل ذكروا يف القرآن بأسمائهم عل وجه التخصيص وهؤالء نؤمن‬


‫بهم وبأخبارهم الت ذكرها لنا القرآن والرسول ﷺ‪ ،‬وهم خمسة ر‬
‫وعرسين‬ ‫ي‬
‫ونت ذكرت أسماؤهم يف القرآن‪.‬‬‫رسول ي‬
‫آدم‪ ،‬وإدريس‪ ،‬ونوح‪ ،‬وهود‪ ،‬وصالح‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬ولوط‪ ،‬وإسماعيل‪،‬‬
‫وإسحاق‪ ،‬ويعقوب‪ ،‬ويوسف‪ ،‬وأيوب‪ ،‬وشعيب‪ ،‬وموىس‪ ،‬وهارون‪،‬‬
‫ْ‬
‫ويونس‪ ،‬وداود‪ ،‬وسليمان‪ ،‬وإلياس‪ ،‬وال َي َسع‪ ،‬وزكريا‪ ،‬ويحت‪ ،‬وعيس عليهم‬
‫الصالة والسالم‪ ،‬وكذا ذو الكفل عند كثب من المفرسين‪ ،‬وسيدهم محمد‬
‫ﷺ‪.‬‬

‫بس يف نفس الوقت الزم نؤمن إن مش بس دول هم رسل هللا وأنبياؤه‬


‫الذين أرسلهم لهداية ر‬
‫البرس من أول خلق آدم ‪-‬عليه السالم‪ -‬ألن هللا‬
‫سبحانه وتعال أرسل لكل أمة رسول يدعوهم لتوحيد هللا وعبادته‪ ،‬يقول‬

‫‪110‬‬
‫نذ ٌر ۖ َو ِلك ِّل‬ ‫َّ َ َ ُ‬ ‫َ ِّ ْ َّ َّ َ َ َ َ‬
‫تعال‪( :‬و ِإن من أم ٍة ِإَل خَل ِفيها ن ِذ ٌير)‪ ،‬ويقول تعال‪(ِ :‬إن َما أ َنت م ِ‬
‫اع ُب ُدوا ه َ‬ ‫وَل أن ْ‬ ‫ِّ َّ َّ ُ ً‬ ‫‪َْ ْ َََ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اَّلل‬ ‫ِ‬ ‫(ولقد َب َعثنا ِ يف كل أم ٍة رس‬ ‫ق ْو ٍم ه ٍاد)‪ ،‬كما قال تعال‬
‫َّ ُ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫وت)‪.‬‬ ‫اجت ِن ُبوا الطاغ‬ ‫و‬

‫كمان الزم نؤمن إن كل الرسل واألنبياء الذين أرسلهم هللا سبحانه وتعال‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫أبدا‪ ،‬قال تعال‪:‬‬ ‫للبرس‪ ،‬قد بلغوا رساالت رب هم عل أكمل وجه ولم يقرصوا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫(ل َي ْعل َم أن ق ْد أ ْبل ُغوا ِر َساَل ِت َرِّب ِه ْم)‪.‬‬

‫واإليمان بالرسل كمان بيشمل اإليمان إن هللا سبحانه وتعال هو من‬


‫للبرسية‪ ،‬وأن خب الخلق‬ ‫اصطفاهم وفضلهم عل باف خلقه بحمل رسالته ر‬
‫ي‬
‫‪ :‬هُ ََُْ َ ْ ُ َ ْ َ ُ َ ََ ُ‬
‫هم الرسل واألنبياء‪ ،‬قال تعال (اَّلل أعلم حيث يجعل ِرسالته)‪ ،‬وقال‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫هُ‬
‫﴿إنا‬‫اس َ﴾‪َ ،‬وقال ْتعال‪ِ :‬‬ ‫ِ‬ ‫﴿اَّلل َي ْصط ِ يق ِم َن ال َمل ِئك ِة ُر ُسل َو ِم َن الن‬ ‫تعال‪:‬‬
‫ندنا لم َن ال ُم ْص َط َف ْيَ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ْ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫أخلصناهم ِبخ ِالص ٍة ِذكرى الد ِار (‪ )٤6‬و ِإنهم ِع‬
‫َ‬
‫األ ْخ َي ِار﴾‪.‬‬

‫عشان إيماننا بالرسل يكون حق وصادق‪ ،‬الزم نعمل بمقتض هذا اإليمان‪،‬‬
‫عمل لإليمان بالرسل‪ ،‬هو االقتداء بهم والسب عل نهجهم‪،‬‬ ‫وأول واجب‬
‫ه ْ َ ٌ َ َ ٌَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يه َ ْ َ َ َ‬
‫اَّلل أسوة حسنة)‪ ،‬وقال تعال عن‬ ‫ول ِ‬ ‫يقول هللا تعال‪( :‬لقد كان لكم ِ يف رس ِ‬
‫‪ ْ َّ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َّ ُ :‬ه َ ْ َ َ َ ً َ َ َ َ‬
‫خليل الرحمن إبراهيم (ثم أوحينا ِإليك أ ِن ات ِبع ِملة ِإبر ِاهيم ح ِنيفا ۖ وما كان‬
‫م َن ْال ُم رْرسك َ‬
‫ي)‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫فبالش حد يستهي بسنة الرسول ﷺ ويقول دي مش واجب دي سنة‪،‬‬
‫ه طريقك إل الجنة‪ ،‬يقول‬ ‫الل أنت بتشوفها مش مهمة دي‬ ‫الن السنة‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ْ يُ ه ُ َ َ ْ ْ َ ْ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ ي ُ ْ ُ ُّ َ ه َ َ َّ‬
‫وب يح ِببكم ٱَّلل ويغ ِفر لكم ذنوبكم)‪.‬‬
‫تعال‪( :‬قل ِإن كنتم ت ِحبون ٱَّلل فٱت ِبع ِ‬
‫العمل يف الجزء ده هو اننا نحاول نقتدي كمان بكل األنبياء‪،‬‬
‫ي‬ ‫والواجب‬
‫فنقتدي بصب أيوب‪ ،‬وعفة يوسف‪ ،‬وشجاعة إبراهيم‪ ،‬وصيام داود‪ ،‬وذكر‬
‫يونس عليهم وعل رسولنا الصالة والسالم‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬اإليمان باليوم األخر‬
‫خامس ركن من أركان اإليمان هو اإليمان باليوم الخر و معناه هو‪" :‬اإليمان‬
‫بما أخب هللا به و أخب به رسوله مما يكون بعد الموت"‬

‫للتاب بيحصل حوالينا حاجات عقلنا مش بيقدر يستوعبها‬ ‫ي‬ ‫كلنا من وقت‬
‫ويفهمها‪ .‬ساعات نسمع حد مثال يقول (طب ليه كده؟ طب إيه الحكمة‬
‫الل بيحصل؟)‪ .‬بعض الحاجات دي ربنا ﷻ قالنا عليها من آالف‬ ‫من ورا ي‬
‫السني‪ ،‬و الرسول ﷺ رشحها لنا يف أحاديث كتب‪ .‬تعالوا نتكلم شويه عن‬
‫دلوقت‪ .‬هنتكلم يف‬ ‫ي‬ ‫جزء بيعكسلنا‪ ،‬ويفهمنا حاجات بتحصل حوالينا‬
‫الفصل ده عن اليوم الخر‪ ،‬وعالمات الساعة الصغرى‪ ،‬والكبي‪:‬‬
‫اع َة َأ ْن َت ْأ ِت َي ُه ْم َب ْغ َت ًة َف َق ْد َج َاء َأ رْ َ‬
‫ش ُاط َها))‪.‬‬ ‫الس َ‬ ‫ََ ْ َْ ُ َ‬
‫ون إال َّ‬
‫قال هللاﷻ‪(( :‬فهل ينظر ِ‬
‫يعت فجأة يا جماعة! محدش هيعرف الساعة‬ ‫يعت إيه تأتيهم بغتة؟ ي‬ ‫ي‬
‫يعت عالماتها هنا أنا الزم أكون مؤمن إن‬ ‫‪.‬‬ ‫ر‬ ‫!‬
‫يعت إيه أشاطها؟ ي‬ ‫ي‬ ‫امت‬
‫هتيج ي‬‫ي‬
‫هتيج فجأة‪ ،‬و إن كمان يف عالمات بتقول إنها قربت‪ .‬طب ليه أنا‬ ‫ي‬ ‫الساعة‬
‫موقق إيه؟ أنا‬ ‫ي‬ ‫محتاج أكون عارف ده؟ عشان أشوف أنا واقف في! أنا‬
‫جاهز و ال أل!‬

‫طب تعالوا نشوف هو إحنا في من عالمات الساعة كدة! خلينا نبدأ‬


‫بالقسم األصغر يف العالمات بالبتيب كدة‪ :‬انتشار الفي‪ ،‬وشيوع‬
‫الفواحش‪ ،‬و ر‬
‫كبة القتل و الزالزل‪.‬‬

‫الل بنسمع عنها كل يوم إن حد قتل ابنه أو أبوه‬


‫طبعا كمية حوادث القتل ي‬
‫الل بقت تعمل الحرام يف‬ ‫بق العادي‪ ،‬غب الناس ي‬ ‫أو مراته بدم بارد و ده ي‬
‫عل جزء من دينه‪،‬‬ ‫الل لسه محافظ ي‬ ‫العلن و تفتخر بيه‪ ،‬و تسخر من ي‬

‫‪112‬‬
‫تتباه بأفعالها‪ .‬كل ده بيعدي‬
‫ي‬ ‫الل بتفخر بفعل الفواحش و و‬
‫والشباب ي‬
‫علينا كل يوم‪.‬‬

‫باف العالمات‪ :‬ادعاء النبوة من قبل الكثبين‪ ،‬و تطاول الحفاة‬


‫خلينا نكمل ي‬
‫العراة العالة رعاء الشاء يف البنيان‪.‬‬

‫بيحك إن‬
‫ي‬ ‫طبعا كل ده بالفعل موجود‪ ،‬ومن فبة كببة كمان‪ .‬أحد أصدقائنا‬
‫نت و عايش يف مسجد كبب جدا بإنجلبا‬ ‫شخص ما من باكستان بيقول إنه ي‬
‫و ف ناس مصدقة‪ ،‬و بتبدد عل المسجد ده‪ ،‬و كونوا جماعة ر‬
‫انترست و‬ ‫ي‬
‫دلوقت يف دول‬
‫ي‬ ‫شايفينه‬ ‫كلنا‬ ‫البنيان‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫والتطاول‬ ‫لوحدهم‪،‬‬ ‫دين‬ ‫ليهم‬ ‫بق‬‫ي‬
‫الخليج من أبراج عالية و غبه و غبه‪.‬‬

‫تداع األمم عل المسلمي‪.‬‬


‫ي‬ ‫ايه كمان معانا يف عالمات الساعة الصغرى؟‬

‫النت ﷺ بيقولوله‪ :‬من قلة؟ ي‬


‫يعت‬ ‫الصحابة رضوان هللا عليهم كانوا بيسألوا ي‬
‫يعت ساعتها يا‬
‫هنبق قليلي ي‬‫ي‬ ‫عشان عددنا قليل ف األمم هتتداع علينا؟‬
‫ر‬
‫هيبق عددنا كبب‬
‫ي‬ ‫النت ﷺ يرد‪ :‬بل من كبة‪ :‬ي‬
‫يعت بالعكس‬ ‫رسول هللا؟ ف ي‬
‫جدا‪ ،‬ده إحنا ‪ 2‬مليار‪ ،‬ده إحنا ‪ ٪25‬من سكان العالم! يع يت يف خالل كم‬
‫يعت‬‫هيبق اكب دين موجود يف العالم! و لكن كغثاء السيل‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫سنة اإلسالم‬
‫دلوقت‪.‬‬
‫ي‬ ‫الل احنا فيه‬
‫وال لينا حول وال قوة‪ ،‬و طبعا ده الوضع ي‬
‫الل فيها‬
‫طيب كدة احنا ماشيي اهو ببتيب العالمات‪ ،‬وفاضل آخر عالمة ي‬
‫وه حرب بي المسلمي واليهود‪ ،‬يقاتل المسلمون اليهود‪،‬‬ ‫ر‬
‫برسى لينا‪ ،‬ي‬
‫فينرصون عليهم‪ ،‬حت يقول الشجر والحجر‪ :‬يا مسلم‪ ،‬يا عبدهللا‪ ،‬هذا‬
‫يهودي تعال فاقتله‪.‬‬

‫نسأل هللا ﷻ أن يكون قريبا! حرب بي المسلمي واليهود ربنا ينرص فيها‬
‫يستخت كدة و هو خايف ورا شجرة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫المسلمي لدرجة أن اليهودي لما‬
‫تعال اقتله‪.‬‬
‫الشجرة تقول للمسلم يف هنا يهودي ي‬

‫‪113‬‬
‫دي آخر عالمة من العالمات الصغرى‪ .‬ي‬
‫يعت إحنا قربنا أوي يا جماعة‪،‬‬
‫محتاجي نخاف ونفوق و نرجع لربنا عشان ينرصنا‪ ،‬محدش فينا ضامن‬
‫دقيقة كمان يف عمره‪ .‬احنا هنا بنتكلم عن القيامه الكبى! طب هو حد فينا‬
‫الل نندم فيه؟ ليه نكون من‬‫نستت الوقت ي‬
‫ي‬ ‫ضامن قيامته هو أصال! ليه‬
‫لعل أعمل صالحا فيما تركت))! ليه نقول‪:‬‬ ‫الل هيقولوا‪(( :‬رب ارجعون ي‬ ‫ي‬
‫ليتت لم أتخذ فالنا خليال))‪ .‬ربنا بيدينا العالمات دي عشان‬ ‫ي‬ ‫((يا‬
‫‪.‬‬
‫منتفاجئش‪ ،‬عشان نرجع‪ ،‬و عشان ربنا رحيم بينا بيحذرنا و بينذرنا طب‬
‫مستت ايه؟‬
‫ي‬ ‫انت‬
‫نسأل هللا ﷻ الهداية لنا و لكم جميعا‪.‬‬

‫دلوقت عن العالمات الكبى و هنا يف اختالف شوية يف ترتيبها‬


‫ي‬ ‫تعالوا نتكلم‬
‫بعض العلماء قالوا تبدأ ب ظهور المسيح الدجال و البعض قالوا تبدأ‬
‫بالخسوفات‪.‬‬

‫المرسق‪ ،‬و خسوف يف المغرب‪ ،‬وخسوف‬ ‫عندنا ‪ 3‬خسوفات للشمس‪ ،‬ف ر‬


‫ي‬
‫يف الجزيرة العربية‪ ،‬و بعد كدة بيكون يف دخان يف السماء يمأل ما بي‬
‫ر‬
‫المرسق والمغرب يمكث أربعي يوما وليلة زي ما ربنا ﷻ قال‪(( :‬فارتقب‬
‫تأب السماء بدخان مبي))‬
‫يوم ي‬
‫طب ظهور المسيخ الدجال معناه ايه يا جماعة؟ ده معناه انه موجود و‬
‫دلوقت؟ اه ممكن جدا‪ .‬طب‬
‫ي‬ ‫هيظهر‪ .‬ي‬
‫يعت ممكن يكون موجود يف وسطينا‬
‫النت ﷺ يف وصفه قال‪" :‬ما من ي‬
‫نت إال وقد أنذر أمته‬ ‫ه مواصفاته؟ ي‬ ‫ايه ي‬
‫األعور الكذاب‪ ،‬أال إنه أعور‪ ،‬وإن ربكم ليس بأعور‪ ،‬مكتوب بي عينيه‪:‬‬
‫كفر"‬
‫النت بيدينا دالالت عشان لو حد شافه ميتبعوش‪.‬‬
‫يعت ي‬‫ي‬

‫تاب يقول ﷺ‪ " :‬إنه شاب قطط عينه طافئة ي‬


‫كأب أشبهه بعبد‬ ‫يف حديث ي‬
‫العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج‬

‫‪114‬‬
‫خلة بي الشأم والعراق فعاث يمينا وعاث شماال يا عباد هللا فاثبتوا قلنا يا‬
‫رسول هللا وما لبثه يف األرض قال أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم‬
‫كجمعة وسائر أيامه كأيامكم‪"..‬‬
‫يعت شعره ناعم و عنده عي ال تري و النت ﷺ بيشبهه بواحد من ر‬
‫المرسكي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫يف ذلك الوقت و بيوصينا لو شفناه نقرأ فواتح سورة الكهف‪ .‬هيخرج مني‬
‫طيب؟ من بي الشام و العراق‪ ،‬وهبوح يمي و شمال و هيدخل كل القري‬
‫مفيش قرية هيسيبها‪ ،‬و هيقعد أربعي يوما‪ ،‬يوم كأنه سنه‪ ،‬و يوم كأنه شهر‪،‬‬
‫وباف األيام كأيامنا عادي‪ .‬طب ي‬
‫يعت ايه الكالم ده؟‬ ‫ويوم كجمعة ي‬
‫تعالوا نكمل الحديث‪:‬‬

‫" قلنا يا رسول هللا فذلك اليوم الذي كسنة اتكفينا فيه صالة يوم؟ قال‪:‬‬
‫ال‪ ،‬اقدروا له قدره‪"..‬‬

‫الل بسنة ده خمس صلوات بس؟‬ ‫هنصل يف اليوم ي‬


‫ي‬ ‫يعت هل‬
‫يعت ايه ؟ ي‬ ‫ي‬
‫هنصل زي ما متعودين يف الفرق بي الظهر والعرص مثال ارب ع ساعات‪،‬‬
‫ي‬ ‫ال‪.‬‬
‫نصل و نحسب ‪ 6‬ساعات و‬ ‫ي‬ ‫يج الفجر‬
‫نصل‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫نحسب االرب ع ساعات و‬
‫نصل الظهر و هكذا‪ ،‬تفضلوا تصلوا لحد ما السنة تخلص‪ ،‬و الشهر يخلص‬ ‫ي‬
‫و هكذا‪.‬‬

‫نكمل؟‬

‫فيأب‬
‫"قلنا يا رسول هللا وما إشاعه يف األرض قال كالغيث استدبرته الري ح ي‬
‫عل القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر‬
‫واألرض فتنبت فبوح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضوعا‬
‫يأب القوم فيدعوهم فبدون عليه قوله فينرصف عنهم‬ ‫وأمده خواض ثم ي‬
‫ىسء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول‬‫ر‬
‫فيصبحون ممحلي ليس بأيديهم ي‬
‫أخرح كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجال ممتلئا‬
‫ي‬ ‫لها‬

‫‪115‬‬
‫شبابا فيرصبه بالسيف فيقطعه جزلتي رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل‬
‫ويتهلل وجهه يضحك‪"..‬‬

‫يعت بيعمل ايه؟ شي ع جدا جدا‪ ،‬يعمل كدة السما تمطر‪ ،‬يعمل كدة الزرع‬
‫ي‬
‫يطلع‪ ،‬يعمل كدة الماشية تكب و تضخم‪.‬‬

‫يدعو الناس فلما يرفضوا انهم يتبعوه يروحوا يالقوا أراضيهم خربت‬
‫طلع الكنوز ف الكنوز تتحرك‬
‫ي‬ ‫عل االرض يقولها‬
‫وفلوسهم راحت ويعدي ي‬
‫تمس وراه‪ ،‬و يجيب الراجل مليان يف عز شبابه يقسمه بالسيف نصي‬ ‫و ر‬
‫ي‬
‫وبعدها يقوله ارجع‪ ،‬فبجع!!‬

‫النت كان يستعيذ من إيه؟ من فتنة‬


‫ف ده كله فتنة كببة اوي عشان كدة ي‬
‫المسيخ الدجال يا جماعة‬

‫يحت و يميت و يطلع الكنوز‬


‫ي‬ ‫يوم يبل المطر ويوم‬

‫نكمل الحديث‪:‬‬

‫"فبينما هو كذلك إذ بعث هللا المسيح ابن مريم فيبل عند المنارة البيضاء‬
‫رش يف دمشق بي مهرودتي واضعا كفيه عل أجنحة ملكي إذا طأطأ رأسه‬
‫قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فال يحل لكافر يجد ري ح نفسه إال‬
‫ينته طرفه فيطلبه حت يدركه بباب لد فيقتله‬‫ي‬ ‫ينته حيث‬
‫ي‬ ‫مات ونفسه‬

‫يعت يف مكان معي سيدنا عيس هيطلب يقابل المسيح الدجال و يقتله‪،‬‬ ‫ي‬
‫تنته‬
‫ي‬ ‫و‬ ‫المسيح‬ ‫خروج‬ ‫وبعد‬ ‫الخسوفات‬ ‫بعد‬ ‫معانا‬ ‫التالتة‬ ‫العالمة‬ ‫دي‬ ‫و‬
‫بوفاة سيدنا عيس عليه السالم ألنه عايش طبعا مماتش ألنه رفع عليه‬
‫السالم إل هللا سبحانه وتعال‪.‬‬

‫ه خروج يأجوج و مأجوج و ده مؤكد عندنا يف‬ ‫طب ايه العالمة الرابعة؟ ي‬
‫ِّ َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ُ َ ُ ُ ْ َ َ ُ ُ ْ َ ْ َ ُ َ ٰ َّ َ :‬‬
‫القرآن‪.‬قال ﷻ ((حت ِإذا ف ِتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حد ٍب‬
‫ون)) يعت من كب ما هم كتب اوى اولهم ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يرسب من النهر و يكملوا لحد‬ ‫ي‬ ‫نسل‬
‫ي ِ‬

‫‪116‬‬
‫ما آخر واحد فيهم يقول ياه ده أجدادنا كانوا يقولوا ان يف نهر هنا‪ .‬ي‬
‫يعت‬
‫تحك‬
‫ي‬ ‫ماشيي سني عشان يخلص عددهم لحد ما النهر يخلص و الناس‬
‫كمان عليه‪.‬‬

‫تيج بعدها ري ح تأخذ كل أرواح‬


‫ساعة ظهورهم هيبدأ عدد المؤمني يقل و ي‬
‫المؤمني‬

‫مفيش حد هيفضل خالص! طب ليه؟ عشان بعد كدة الشمس خالص‬


‫بق‪ ،‬وال هينفع توبة و ال هينفع‬ ‫ر‬
‫هترسق من مغرب ها ويكون كدة خالص ي‬
‫رجوع وال أي حاجة‪.‬‬

‫ربنا ﷻ يقول هنا‪(( :‬يوم ال تنفع نفس إيمانها)) ي‬


‫يعت خالص كدة؟ اه‬
‫خالص‪.‬‬

‫الل هتكلم الناس‪ .‬الدابة‬


‫ه خروج الدابة ي‬ ‫الل بعد كدة؟ ي‬
‫طيب ايه العالمة ي‬
‫دي نازلة تشهد عل الناس الموجودين يف الوقت ده ان كلهم من أهل النار‪.‬‬
‫ر‬
‫المحرس‪ ،‬و‬ ‫هتج نار عظيمة هتجمع الناس دي كلها من أرض‬ ‫آخر عالمة‬
‫ي‬
‫النت ﷺ قالنا‪ .‬مهم أوي عشان نكون بنؤمن‬‫ده يا جماعة قريب جدا زي ما ي‬
‫باليوم الخر أننا نتعظ و نخاف من األهوال دي كلها و نعمل حسابنا و نرجع‬
‫لربنا‪.‬‬

‫بق و خالص كل الناس ماتت‪ ،‬ايه أول مكان‬ ‫طيب بعد ما خلصنا كل ده ي‬
‫الناس بتدخله بعد الموت؟ القب‪ .‬طبعا من تمام اإليمان باليوم الخر أننا‬
‫نؤمن بالقب ونعيمه وعذابه و سؤال الملكي‪.‬‬
‫ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ه‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫سمع ق ْرع‬ ‫أصحابه وإنه َلي‬ ‫قبه وتول عنه‬ ‫ُ َ‬
‫قال ﷺ‪" :‬إن َالعبد إذا و ِضع يف ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫يعت ‪ :‬محمدا‬ ‫الرجل ي‬
‫ِ‬ ‫تقول يف هذا‬ ‫فيقوالن ‪ :‬ما كنت‬ ‫ِ‬ ‫ان‬
‫نعالهم‪ ،‬يأتيه ملك ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫هللا ورسوله ‪ ،‬فيقال له ‪:‬‬ ‫ﷺ؟ قال ‪ :‬فأما المؤمن فيقول ‪ :‬آمنت أنه عبد ِ‬
‫جميعا‪َ .‬قالَ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الجنة فباهما‬
‫ً‬
‫هللا مقعدا يف‬ ‫انظر إل مقعدك ف النار قد ْأب َد َل َك ُ‬‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ي‬

‫‪117‬‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫في ُ‬ ‫الم َناف ُق ‪َ -‬‬
‫الكاف ُر ‪ -‬أو ُ‬‫َ َ ُ َ ً َ َّ َ‬
‫قول‪ :‬ال أد ِري‪ ،‬كنت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النت ﷺ‪ :‬ف َباهما ج ِميعا‪ ،‬وأما ِ‬ ‫ُّ‬
‫ُ ي‬
‫ْ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َّ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ ُ ُ َ ُ ‪َ ْ َ َ :‬‬ ‫ُ‬
‫أقول ما يقول الناس‪ ،‬فيقال ال دريت وَل تليت‪ ،‬ثم يرصب ِبمطرق ٍة ِمن‬
‫ي و يضيق‬ ‫يح َص ْي َح ًة َي ْس َم ُع َها َمن َيل َّ َّ َ َ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ً ْ َ َُ‬
‫بي أذن ْي ِه‪ ،‬ف َي ِص‬ ‫َ‬
‫يه إَل الثقل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يد ضبة‬ ‫ح ِد ٍ‬
‫يعت القب يضيق عليه لحد ما بيتعرص عرص‬ ‫حت تختلف أضالعه" ي‬ ‫قبه ي‬
‫كده يا جماعه‪.‬‬

‫يستت عشان مجرد ما‬‫ي‬ ‫لو حد ليه عزيز عليه مات ما يمشيش برسعة‪.‬‬
‫بيمس بيبدأ سؤال الملكي‪ .‬الزم نعمل حساب اليوم ده‪ .‬الجواب عل‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫هنبق‬
‫ي‬ ‫سؤال الملكي مش سهل‪ .‬وجود الملكي قدامنا صعب‪ .‬مش‬
‫هيبق مهول‪ ،‬و انت‬
‫ي‬ ‫قاعدين يف تكييف‪ ،‬و ال باصي يف الموبايل‪ .‬الموقف‬
‫قاعد بي أيديهم و بيسألوك‪ .‬الجواب مش هيطلع سهل‪ ،‬الزم ثبات كبب‪.‬‬

‫مش بيعدي عليك مواقف ساعات تقول ده انا من كب الخضة نسيت كل‬
‫بيسألوب اسمك ايه معرفتش ارد‪ ،‬وال فهمت بيقولوا ايه‪ .‬حصلت‬‫ي‬ ‫حاجة‪،‬‬
‫يف حادثة بنت اختها اتخطفت بتقول نسيت حت باسورد الموبايل و‬
‫بيبق‬
‫ي‬ ‫الل حصل‪ .‬الموقف‬‫مكنتش عارفة اكلم مي‪ ،‬وال قول ايه وال و ايه ي‬
‫صعب ف نسأل ربنا الثبات و هللا‪.‬‬

‫بعد القب بيكون يف ايه؟ بيكون يف البعث‪ .‬كله هيتجمع يوم البعث زي ما‬
‫نحرس المتقي إل الرحمن وفدا ونسوق المجرمي إل‬‫ربنا ﷻ قال‪ ((:‬يوم ر‬
‫جهنم وردا))‪ .‬طب ازاي ده هيحصل؟‬
‫الرسول ﷺ قال ف وصفه لليوم ده‪ :‬ر‬
‫يحرسون يوم القيامة حفاة عراة غرال‪،‬‬ ‫ي‬
‫يعت ليس عليهم نعال‪ ،‬عراة ليس عليهم لباس‪ ،‬غرال غب مختوني تعاد‬ ‫ي‬
‫يقض هللا بي الناس وأول من يكس إبراهيم الخليل‬ ‫ي‬ ‫إليهم القلفة حت‬
‫رص هللا عنها‪ :‬يا رسول هللا الرجال‬
‫عليه الصالة والسالم‪ .‬قالت عائشة ي‬
‫والنساء ينظر بعضهم إل بعض؟ قال عليه الصالة والسالم‪ :‬يا عائشة األمر‬
‫أشد من ذلك األمر أشد من أن ينظر بعضهم إل بعض‪ ،‬األهوال عظيمة‬
‫ينته‬
‫ي‬ ‫وليس الشأن شأن النظر‪ ،‬فكل أحد خائف ماذا يلق؟ ماذا يصب؟ ماذا‬

‫‪118‬‬
‫أمره إليه؟ فهم يف وجل وخوف‪ ،‬وتقدم أنهم يعرقون يوم القيامة حت يبلغ‬
‫العرق من بعضهم إل ترقوته‪ ،‬وإل فمه‪ ،‬من شدة الهول يكون عرقهم‬
‫كالسيل يخوضون فيه‪ ،‬منهم من يكون إل قدمه‪ ،‬إل ركبتيه‪ ،‬إل حجزته‪،‬‬
‫ومنهم من يلجمه إلجاما‪.‬‬

‫بعد البعث يقوم الناس يوم كخمسي ألف سنة و الناس كلها واقفة مرعوبة‪،‬‬
‫و بعد وقوف كتب اوي اوي من الناس‪ ،‬ربنا يبل الحوض عشان الناس‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫تاب من بعدها أبدا‪ .‬طب لمي الحوض ده؟ مي ي‬
‫الل‬ ‫ترسب شبة متعطش ي‬
‫ر‬
‫هيرسب منه؟‬
‫النت ﷺ‪.‬‬
‫كل من مات عل سنة ي‬
‫الرسيفة رشبة ال تظمأ بعدها أبدا‪ .‬قد‬‫هترسب من يده ر‬
‫يعت تتبع سنة النت ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫النت ﷺ و قد ايه ده هيفيدنا يف يوم زي ده‪ .‬بعد ما‬ ‫ي‬ ‫سنة‬ ‫اتباع‬ ‫مهم‬ ‫ايه‬
‫الحوض يبل الناس هتفضل واقفة كتب جدا و تبدأ تروح لألنبياء يتحايلوا‬
‫عليهم عشان يطلبوا من ربنا يبدأ الحساب‪ ،‬و كلهم يرفضوا لحد ما الناس‬
‫تروح لسيدنا محمد ﷺ يطلبوا منه يشفع لهم عند ربنا عشان يبدأ‬
‫الحساب‪ ،‬و هنا بيسجد سيدنا محمد ﷺ سجدة طويلة يحمد فيها ربنا ﷻ‬
‫ُ َّ‬ ‫َ ُ‬
‫وس ْل تعط‪ ،‬واشفع تشفع"‬ ‫ثم يقال له‪" :‬ارفع رأسك وقل ُيسمع‪،‬‬

‫النت ﷺ حت يبدأ هللا عز و جل‬


‫و دي اسمها الشفاعة الكبى أن يشفع لنا ي‬
‫الحساب‪.‬‬

‫بق يف ‪ 3‬مراحل‪ :‬العرض العام‪ .‬تطاير الصحف‪ ،‬ثم‬


‫أما يبدأ الحساب ي‬
‫العرض الخاص‪.‬‬

‫العرض العام كل الناس تعرض اعمالها امام الجميع ماعدا المؤمني يسبهم‬
‫الباف يبص يمي يشوف‬ ‫ي‬ ‫هللا عز وجل فيكون لهم العرض الخاص‪ .‬لكن‬
‫أعماله‪ ،‬يبص شمال يشوف اعماله‪ ،‬ويتفضحوا قدام العالم كله من كفار‪،‬‬
‫ومنافقي‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫ه فيها األعمال و تبل‬
‫الل ي‬
‫تيج الكتب و تبدأ الصحف تتطاير ي‬‫بعد كده ي‬
‫الل هم الحفظة الكاتبي يشهدوا عليك و تشهد الجلود و األلسن‬‫المالئكة ي‬
‫واأليدي‪ ،‬والناس تبدأ تقول "مال هذا الكتاب ال يغادر صغبة وال كببة"‪.‬‬

‫التاب و ده للمذنبي واحد‬


‫ي‬ ‫بق الحساب‬ ‫بعد تطاير الصحف يحصل ي‬
‫واحد‪،‬ربنا يسأل المذنب عملت كدة؟ يقول معملتش‪ .‬يبدأ ايده تشهد‬
‫عليه‪ ،‬و لسانه يشهد عليه‪ ،‬و يبدأ يكلم ايده يقولها ده انا كنت بعمل كده‬
‫علشانك‪ ،‬و يقول للسانه انا كنت بعمل ده عشانك‪.‬‬

‫متقولش انا بعمل صغبة مش كببة عشان ساعتها كل جزء يف جسمك‬


‫هيشهد عليك‪ .‬هتقول ايه؟ انت يف ايدك القرار!‬

‫و بعد كدة تنصب الموازين‪ .‬أول ما يبل المبان يبدأ يوزن الكتاب بعد‬
‫يعت كبب جدا‪ .‬تقل‬
‫ماتقراه‪ .‬المبان ده وسعه زي ما بي السماء واألرض‪ ،‬ي‬
‫بق ب سبحان هللا و بحمده سبحان هللا العظيم‪ ،‬انك تحمد ربنا‬‫مبانك ي‬
‫ر‬
‫بعد ما تاكل او ترسب‪ ،‬ده يتقل مبانك‪.‬‬

‫تالف المؤمني مع بعض‪ ،‬و‬ ‫ي‬ ‫بعد المبان الناس هتتقسم ألقسام ف‬
‫بق؟‬ ‫الظالمي مع بعض‪ ،‬و كل حبة كانوا بيتبعوا حد تالقيهم مع بعض‪ .‬ليه ي‬
‫عل الرصاط كدة ربنا يرصب‬ ‫عشان يروحوا عل الرصاط‪ ،‬و احنا داخلي ي‬
‫بق‪ ،‬ويتشال النور مفيش نور خالص موجود وال حد شايف حاجة‪.‬‬ ‫الظلمة ي‬
‫عل قد عمله‪ .‬المؤمني ليهم نور‬ ‫طب هنشوف ازاي؟ كل واحد و نوره ي‬
‫المرسكي يمشوا ورا المؤمني عشان مش شايفي حاجة‬ ‫ماشيي وراه و يبدأ ر‬
‫الل طالع من المؤمني‪ .‬و فجأة يفصل ربنا بينهم‬ ‫ف ماشيي ورا النور ي‬
‫بسور‪.‬‬
‫ونا َن ْق َتب ْ‬‫ُ َ‬ ‫‪ ُ َ َُْ َ َ ُ َُْ ُ َُ َ َْ :‬ه َ َُ‬
‫س‬ ‫ون ْ والمن ِاف ُقات َ ِلل ِذين آمنوا انظر ه ِ‬ ‫تعال ((يوم يقول المن ِافق‬ ‫ي‬ ‫قال‬
‫ورا ف ُرص َب َب ْي َن ُهم ب ُسور ل ُه َبابٌ‬ ‫يل ْارج ُعوا َو َر َاءك ْم َفال َتم ُسوا ن ً‬‫من ُّنورك ْم ق َ‬
‫ِ َ ََ َ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ْ َ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اهره ِمن ِقب ِل ِه العذاب ‪،‬ينادونهم ألم نكن معكم ۖ‪))..‬‬ ‫يه الرحمة وظ ِ‬ ‫اطنه ِف ِ‬ ‫ب ِ‬

‫‪120‬‬
‫و هنا الكفار يبدأوا ينادوا عل المؤمني‪ :‬يا جماعة احنا مش كنا ماشيي‬
‫معاكم؟ سبتونا و مشيتوا ليه؟ بس خالص كدة الكفار مفيش نور شايفينه‬
‫تاب عشان السور ده‪.‬‬‫ي‬
‫الرصاط ده أرفع من الشعرة‪ ،‬و أدق من السيف و تحتيه النار‪ ،‬و كل الناس‬
‫تعال‪ (( :‬و إن منكم إال‬
‫هتعدي عليه و كل الناس هتشوف النار؟ ايوة‪ .‬قال ي‬
‫واردها))‪.‬‬

‫كل واحد هيعدى عل قد عمله ف يف ناس بتعدي برسعه‪ ،‬وناس هتعدي‬


‫والنت‬
‫ي‬ ‫بتحبو ببحف‪ ،‬و ناس تقع و تقوم تقع و تقوم‪ ،‬و هم تحتهم النار‬
‫واقف الناحية التانية يقول يا رب سلم‪،‬و يقع من الناس دي ناس كانت‬
‫النت الشفاعة‬
‫موحدة و مؤمنة‪ ،‬و يتعذبوا يف النار فبة لحد ما يشفع لهم ي‬
‫الثانية‪ .‬محدش يقول عادي اتعذب شوية وادخل الجنة‪ ،‬ده النار سبعي‬
‫الل يف الدنيا‪.‬‬
‫ضعف قوة النار ي‬
‫ه القنطرة و دي الرجاع حقوق العباد‪،‬‬
‫بق آخر حاجة و ي‬‫يج ي‬‫بعد الرصاط ي‬
‫تبق الجنة قدامك و خالص هتدخل‬ ‫تبدأ الناس تقتص من بعضها البعض‪ .‬ي‬
‫حق فالن اتكلم عليا و ياخد من حسناتك‪ ،‬يا رب‬
‫يج حد يقول يا رب ي‬ ‫و ي‬
‫عت من ضهري‪ ،‬يا رب عمل و عمل‪،‬‬ ‫اغتابت و أتكلم ي‬
‫ي‬ ‫ظلمت‪ ،‬فالن‬
‫ي‬ ‫فالن‬
‫عل باب الجنة‪ ،‬و حسناتك بتقل‬ ‫ويأخذ من حسناتك‪ ،‬و انت خالص ي‬
‫قدامك! طب ليه نحط نفسنا يف موقف زي ده؟‬

‫بق يفتح باب الجنة‬


‫بعد ما يقتص المؤمنون من بعضهم البعض ي‬
‫النت ثم الفقراء اوال قبل األغنياء عشان لسه يف حساب بينهم و بي‬
‫يدخل ي‬
‫الل كان معاه و مطلعش صدقة لفقب‪ ،‬الفقب يقتص منه‪ ،‬عشان‬ ‫الفقراء‪ .‬ي‬
‫كده يؤخر دخول األغنياء للجنة‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫بق ففيها ماال عي رأت‪ ،‬و ال أذن سمعت‪ ،‬وال خطر عل قلب‬ ‫أما الجنة ي‬
‫ر‬
‫عل‬ ‫برس! و ي‬
‫يكق يف الجنة يوم المزيد‪ ،‬كل يوم جمعة ربنا يخلينا نطلع ي‬
‫النت ﷺ يف الجنة‪.‬‬
‫يكق أيضا وجود ي‬
‫وجهه الكريم سبحانه و تعال‪ ،‬و ي‬
‫اغل من كدة يا جماعة؟‬
‫يف ايه ي‬
‫عل الجانب الخر عذاب النار يقال ك َّنا مع َر ُسول هللا َص هل ه ُ‬
‫اَّلل عليه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ه َ‪َ ُ ْ َ :‬‬ ‫ت َص هل ه ُ‬ ‫الن ُّ‬‫َ َ ه َ ْ َ َ َ ْ َ ً َ َ َّ‬
‫اَّلل عليه وسلم تدرون ما هذا؟‬ ‫ي‬ ‫وسلم‪ ،‬إذ س ِمع وجبة‪ ،‬فقال‬
‫النار ُم ْن ُذ َس ْبعيَ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫م به يف‬ ‫اَّلل َو َر ُسول ُه َأ ْع َل ُم‪ ،‬قال‪ :‬هذا حج ٌر ر َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قال‪ُ :‬ق ْل َنا‪ :‬ه ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫وف رواية‪ :‬هذا َوق َع‬
‫َْ َ‬ ‫َّ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ً َ َْ‬
‫خ ِ َريف َا‪ ،‬فهو َيه ِوي يف الن ِار الن‪ ،‬حت انته إل قع ِرها‪ .‬ي‬
‫يف أ ْسف ِل َها‪ ،‬ف َس ِم ْع ُت ْم َو ْج َب َت َها‪.‬‬

‫يعت الحجر اترم ف النار قعد سبعي سنة عشان يوصل للقعر؟ متخيلي‬
‫ي‬
‫قد ايه حجمها و قد ايه عمقها!!‬

‫ربنا يوعدنا وإياكم بالجنة‪ .‬و يحفظنا من النار يا رب‪ .‬اعملوا لهذا اليوم‪ ،‬و‬
‫تذكروا الموت‪ ،‬فما الدنيا إال دنيا فانية‪ ،‬وما العيش إال عيش الخرة‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬اإليمان بالقدر ر‬
‫خبه‬
‫و رشه‬

‫الل بيثبت اإليمان فالقلب لو فهمناه صح‬ ‫الركن األخب من أركان اإليمان و ي‬
‫هو اإليمان بالقدر‪ .‬و عشان نفهم األيمان بالقدر الزم نفهم هو ايه القدر و‬
‫ايه مراتب القدر األول و من ثم نعرف ايه هو االيمان بها‪.‬‬
‫ُ‬
‫وعلمه سبحانه أنها ستقع يف‬ ‫القدر هو‪ :‬تقدير هللا تعال األشياء يف القدم‪،‬‬
‫ُ‬
‫أوقات معلومة عنده‪ ،‬وعل صفات مخصوصة‪ ،‬وكتابته سبحانه لذلك‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫قدرها‪ ،‬وخلقه لها‪.‬‬ ‫ومشيئته لها‪ ،‬ووقوعها عل حسب ما‬

‫و مراتب القدر أربعة‪ ..‬األول‪ :‬العلم‪ :‬أي أن هللا علم كل ي‬


‫الل الخلق هيعملوه‬
‫األزل‪.‬‬
‫ي‬ ‫بعلمه القديم‬

‫الت علمها يف اللوح‬ ‫الثانية‪ :‬الكتابة‪ :‬ي‬


‫يعت أن هللا كتب مقادير الخالئق ي‬
‫المحفوظ‬

‫الثالثة‪ :‬المشيئة‪ :‬أي أن ما شاء هللا كان وما لم يشأ لم يكن‪ ،‬وأن ليس يف‬
‫السموات واألرض من حركة وال سكون إال بمشيئته سبحانه‪ ،‬وال يكون يف‬
‫ملكه إال ما يريد‪.‬‬
‫ر‬
‫الرابعة‪ :‬الخلق والتكوين‪ ،‬أي أن هللا خالق كل ي‬
‫ىسء‪ ،‬ومن ذلك أفعال العباد‪،‬‬
‫كما دلت عل ذلك النصوص‬

‫يعت إننا نبق عارفي ومؤمني إن ربنا ﷻ قد أحاط بكل‬ ‫إننا نؤمن بالقدر ي‬
‫علما‪ ،‬مفيش حاجة ربنا مش عارفها‪ ،‬ومفيش حاجة ربنا مش شايفها‪.‬‬ ‫رىسء ً‬
‫ي‬
‫ىسء ربنا خلقه‬ ‫أمرا فإنما يقول له كن فيكون‪ ،‬يعت كل ر‬ ‫يعت إذا قض ً‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪ َّ َّ :‬رَ ْ َ َ ْ َ ُ َ َ‬
‫مزعالب‬
‫ي‬ ‫حاجة‬ ‫شفش‬ ‫ما‬ ‫يعت‬
‫ي‬ ‫‪.‬‬‫)‬‫ر‬ ‫د‬
‫ِ ٍ‬ ‫ق‬‫ب‬ ‫اه‬‫ن‬ ‫ق‬‫ل‬‫خ‬ ‫ء‬ ‫ىس‬
‫ي ٍ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ا‬‫ن‬ ‫(إ‬
‫ِ‬ ‫ﷻ‬ ‫قال‬ ‫‪.‬‬‫بحكمة‬

‫‪123‬‬
‫ً‬
‫لل بيحصل حواليا من‬ ‫وأقول إيه ده! ليه يا رب كده! مينفعش أبص مثَل ي‬
‫حروب وأحداث وأقول هو ربنا مش شايفهم؟ هو ربنا ليه سايبهم يحصل‬
‫بالل بيحصل من خب أو رش‪ .‬مش مهم تعرف‬ ‫فيهم كده؟ الزم نبق مؤمني ي‬
‫ً‬ ‫الحكمة‪ ،‬عشان مش ً‬
‫دايما هنبق عارفينها‪ ،‬ومش دايما ربنا هيوري هالنا‪.‬‬

‫طيب يا جماعة‪ ،‬إيه أول حاجة ربنا خلقها؟ القلم‪ ،‬وال هو الجنة وال النار‪،‬‬
‫ر‬
‫ىسء حت قيام‬ ‫وال غبه‪ .‬هو القلم لما ربنا ﷻ قاله‪ :‬اكتب‪ ،‬اكتب مقادير كل ي‬
‫ً‬
‫الل خايف‬ ‫يعت كل حاجة مكتوبة إحنا مش المفروض أبدا نقلق‪ .‬ي‬ ‫الساعة‪ .‬ي‬
‫ر‬
‫يعت‬ ‫ىسء مكتوب ي‬ ‫من بكرة‪ ،‬والغالء‪ ،‬وغبه وغبه مينفعش يقلق‪ .‬ما هو كل ي‬
‫عليك تسع وبس‪ ،‬مفيش حاجة تقلق منها عشان مفيش حد يقدر يظلمك‬
‫لو ربنا كاتب غب كده‪ ،‬ولو ربنا رايدلك أي حاجة هتاخدها‪ ،‬وهتجيلك‪،‬‬
‫فالزم تطمن إن أمر المؤمن كله خب‪.‬‬
‫‪ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ َ َّ ُ َّ َ ْ َ ْ َ :‬رَ ْ َ ْ َ َ‬
‫س ٍء ل ْم َينف ُعوك‬ ‫قال ﷺ "واعلم أن األمة لو اجتمعت عل أن ينفعوك ِب ي‬
‫َّ ر َ ْ َ ْ َ َ َ ُ ه ُ َ َ َ َ ْ ْ َ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ ُّ َ ر َ ْ َ ْ َ ُ ُّ َ‬
‫س ٍء لم يرصوك‬ ‫س ٍء َقد َكتبه اَّلل ل َك‪ ،‬ولو اجتمعوا عل أن يرصوك ِب ي‬ ‫ِإَل ِب ي‬
‫َّ ر َ ْ ْ َ َ ُ ه ُ َ ْ َ‬
‫س ٍء قد كتبه اَّلل عليك‪".‬‬ ‫ِإَل ِب ي‬
‫ون إ ََّل َأ ْن َي َش َاء ه ُ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ‬
‫اَّلل) فهنا‬ ‫طيب يف آية يف القرآن الكريم بتقول‪( :‬وما تشاء ِ‬
‫الكفار قالوا بس ده معناه إن لو ربنا عايزنا مسلمي كان هيخلينا مسلمي‪،‬‬
‫َ َ َ َ‬
‫(وهد ْين ُاه‬ ‫البرسية‬‫وبدأ يحصل مغالطة الل هو إزاي ربنا مدينا اإلرادة ر‬
‫ي‬
‫اَّلل)؟ إزاي ربنا الزم يريد‬ ‫ون إ ََّل َأ ْن َي َش َاء ه ُ‬‫َ َ َ َ ُ َ‬
‫اء‬‫ش‬ ‫ت‬ ‫ا‬‫م‬ ‫(و‬
‫َّ َ‬
‫الن ْجد ْي ِن) وازاي بيقول‬
‫ِ‬
‫وازاي بيدينا اإلرادة؟‬
‫ً‬ ‫الشيخ الشعراوي بيدي مثل‪ ،‬وهلل المثل األعل ً‬
‫طبعا‪ ،‬بيقولك لو انت مثَل‬
‫وتيج تقول لحد معي شايف الطالب‬ ‫ي‬ ‫بتدرس لطالب بقاله معاك سنة‪،‬‬
‫يعت انت‬ ‫الل هناك ده! ده هيغلط يف كذا كذا يف االمتحان‪ .‬يقولك إزاي ي‬ ‫ي‬
‫تعرف مني! يقولك أنا عارفه كويس ده بقاله معايا سنة!! وهلل المثل األعل‬
‫يعت عارف‬ ‫ً‬
‫يعت ربنا خالقنا وعارفنا كلنا وعارف إحنا هنعمل إيه‪ ،‬ي‬ ‫طبعا ي‬
‫هتعمل إيه النهاردة‪ ،‬هتعمل إيه بكرة‪ .‬هو عارف سبحانه وتعال عليم بيك‬

‫‪124‬‬
‫الل بتعمل‪ .‬ربنا مديك االختيار إنك‬
‫الل بيعمل؟ انت ي‬ ‫وبالغيب‪ ،‬لكن مي ي‬
‫الل انت عايزه‪ ،‬ربنا مديك الحرية حت يف إنك تؤمن أو‬ ‫ر‬
‫تمس يف الطريق ي‬ ‫ي‬
‫تكفر‪ ،‬فأيوة ربنا مدينا اإلرادة‪ ،‬لكنها محاطة بعلم هللا ﷻ‪.‬‬

‫وشه؟ الناس‬ ‫ده كده اإليمان بالقدر‪ .‬طب يعت إيه بق اإليمان بالقدر خبه ر‬
‫ي‬
‫جال مصيبة‬ ‫هو‬ ‫الل‬ ‫‪.‬‬‫بس‬ ‫األقدار‬ ‫ور‬ ‫برس‬‫فاهمة إن اإليمان المفروض يكون ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اص بقضاء ربنا وخالص‪ ،‬لكن ربنا قال بخبه كمان قبل رشه‪ .‬زي ما‬ ‫فأنا ر ي‬
‫الل بيجيلك‬ ‫ده بإرادة هللا ده كمان بإرادة هللا‪ .‬مينفعش تنسب الخب ي‬
‫الجتهادك وشطارتك‪ .‬الزم تؤمن إن ده برضه قدر هللا وتوفيقه‪.‬‬
‫َ َّ ْ‬ ‫ٌَ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ً َ‬ ‫‪َّ َ ْ َ َ َ َ :‬‬
‫اس َر ْح َمة ف ِر ُحوا ِب َها َو ِإن ت ِص ْب ُه ْم َس ِّيئة ِب َما قد َمت‬
‫الن َ‬ ‫قال هللا ﷻ (و ِإذا أذقنا‬
‫َ ُ َُْ َ‬ ‫َ‬
‫أ ْي ِد ِيه ْم ِإذا ه ْم َيقنطون)‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مهم جدا نركز إننا نؤمن بالقدر يف الحالتي‪ ،‬مينفعش مثَل تقول من برة‬
‫ً‬
‫كده الحمد هلل وانت من جواك معبض‪ .‬زي مثَل حد عنده السكر فيقولك‬
‫طب أنا بق مش هاخد األنسولي! طب مانت كده معبض! بتعاقب‬
‫همس عل الدوا طول عمري!‬ ‫ر‬ ‫نفسك وال بتعاقب مي؟ متقولش هو أنا‬
‫ي‬
‫طب ما هو ده االبتالء إنك هتكمل بالدوا‪ .‬مينفعش تيأس من رحمة ربنا‬
‫الل شايفها رش دي تبق الخب ليك ولو ملقتش العوض يف‬ ‫يمكن الحاجة ي‬
‫الدنيا هتالقيه يف الخرة أكيد‪.‬‬

‫خل بالك! ياما ناس أذك وأشطر منك وموصلوش‬ ‫وف اإليمان بخب القدر ي‬
‫ي‬
‫لل انت وصلتله‪ .‬عشان انت وصلت لده بقدر هللا وتوفيقه وهللا‪ .‬فاحمد‬ ‫ي‬
‫ربنا ً‬
‫دايما وخليك واثق إن مفيش حاجة بإيدك وإن كل خب من عند هللا‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫مسائل ايمانية‬

‫بعد ما خلصنا أركان اإليمان‪ ،‬يف كم جزء مهم كده من اإليمانيات بس مش‬
‫من األركان‪ ،‬محتاجي نتكلم فيه برضه‪.‬‬

‫ه حقيقة اإليمان يا جماعة؟ أهل السنة بيقولوا إن اإليمان عبارة عن‬ ‫إيه ي‬
‫‪ 3‬حاجات الزم يكونوا موجودين عشان اإليمان يكون كامل‪ ،‬مينفعش‬
‫ه الحاجات دي؟ قالوا إن اإليمان قول‪،‬‬ ‫حاجة تبق ناقصة‪ .‬طيب إيه ي‬
‫يعت‬
‫يعت إيه؟ ي‬ ‫يعت أنا بقول ال إله إال هللا‪ ،‬واعتقاد ي‬ ‫وعمل‪ ،‬واعتقاد‪ .‬قول ي‬
‫حياب إال‬
‫ي‬ ‫يعت مخليش أولوية يف‬ ‫ويعت إيه عمل؟ ي‬ ‫ي‬ ‫أقولها وأنا مصدق فيها‪.‬‬
‫وإب الزم‬ ‫هللا وأبق مؤمن إن سيدنا محمد رسول هللا‪ ،‬وإن القرآن كالم ربنا‪ ،‬ي‬
‫هيخليت مبسوط ‪.‬طب لو قول بس؟ مينفعش‪ ،‬ألن‬ ‫ي‬ ‫أتبع السنة عشان ده‬
‫ً‬
‫المنافقي كانوا كده‪ ،‬يقولوا آمنا باهلل ورسوله‪ ،‬لكن هل هم فعل كان‬
‫عندهم اعتقاد؟ كانوا بيعملوا بيه؟ ال‪ ،‬كان مجرد كالم وبس‪ .‬طب لو اعتقاد‬
‫الل خلق الكون فتوحيد الربوبية كان‬ ‫بس؟ كفار قريش كانوا عارفي إن ربنا‬
‫َ َْ‬
‫األ ْرضَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ئ َ َ ي ْ َ ُ َّ ْ َ َ‬
‫موجود عندهم‪ .‬قال هللا ﷻ‪( :‬ول ِي سألتهم من خلق السماو ِ‬
‫ات و‬
‫اَّلل) لكن مكنش فيه توحيد الوهية وال قول وال عمل‪ ،‬طب ده‬ ‫َل َي ُقول َّن ه ُ‬
‫ينفع؟‬

‫تيج تقول إيه‪ :‬أصل ربك رب‬ ‫شوف بعض الفرق الضالة يف العقيدة بق ي‬
‫فإنت مش مهم‬ ‫ِ‬ ‫قلوب‪ ،‬إن هللا ال ينظر إل صوركم ولكن ينظر إل قلوبكم‪.‬‬
‫تصل يف المسجد!! طب إزاي يا‬ ‫ي‬ ‫تلبس الحجاب‪ ،‬وإنت مش الزم‬ ‫ي‬ ‫بق‬
‫جماعة؟ ما المنافقي عملوا كده! كانوا مؤمني إن ده ربنا وده سيدنا محمد‪،‬‬
‫لكن مبيعملوش بده وال يقولوه مع إنهم عارفي من جواهم كويس إن دي‬
‫الر ُسول َو َأ َط ْع َنا ُث َّم َي َت َو ه ٰل َفر ٌ‬ ‫َ َ َّ ه‬
‫اَّلل َوب َّ‬ ‫ََُ‬
‫يق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحقيقة‪ .‬قال َهللا ﷻ‪( :‬وي َقولون ْآمن ْا ِب ِ ِ‬
‫ِّم ْن ُهم ِّمن َب ْعد ذ ٰ ل َك ۚ َو َما أ ْول ٰ ئ َك بال ُمؤمن َ‬
‫ي)‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬

‫‪126‬‬
‫بالل انت مؤمن بيه‪،‬‬
‫فيالف فيه إيمان ده لو انت بتعمل ي‬
‫ي‬ ‫ربنا ينظر إل قلبك‬
‫!ً‬
‫لكن لو مبتعملش فده مش إيمان أصل الزم اإليمان يكون قول‪ ،‬وعمل‪،‬‬
‫وندع ربنا يهدينا‪ ،‬لكن‬
‫ي‬ ‫واعتقاد‪ .‬يبق منغالطش يا جماعة‪ ،‬نسع ونحاول‬
‫بيصل يف المسجد وأنا‬ ‫ي‬ ‫والل‬
‫ي‬ ‫الل البسه حجاب‬ ‫منقولش أنا أحسن من ي‬
‫قلت كويس‪ .‬ال‪ ،‬حاول تتحسن واعرف إن يف حاجة‬ ‫كده كويس طالما ي‬
‫ناقصة هتشتغل عليها‪ ،‬مش إن انت كده تمام وأحسن من غبك ألن دي‬
‫مشكلة كببة يف العقيدة‪.‬‬

‫وه إن اإليمان يزيد بالطاعة‬


‫طيب يف نقطة تانية عايزين نتكلمً فيها‪ ،‬ي‬
‫طبيع جدا‪ .‬الرسول ﷺ كان بيقول ألصحابه لو‬‫ي‬ ‫وينقص بالمعصية‪ ،‬وده‬
‫إنتم إيمانكم لما بتخرجوا من عندي هو نفس إيمانكم وإنتم معايا‪،‬‬
‫وطبيع‬
‫ي‬ ‫فطبيع إن إيماننا يزيد ساعات‪،‬‬
‫ي‬ ‫لصافحتكم المالئكة يف الطرقات‪.‬‬
‫تنس وتغلط وإيمانك ينقص فبوده بالطاعات‪ .‬هو ترمومب‪ ،‬كل ما تحس‬
‫إنك عملت ذنب اعمل قدامه طاعة عشان تزود إيمانك‪.‬‬
‫ً‬
‫تيج تقولك أصل اإلسالم ده نزل من آالف السني والدنيا‬ ‫يف ناس مثل ي‬
‫دلوقت اتغبت‪ .‬ما يا جماعة لو ربنا عايز القرآن لزمن معي كان قالنا‪ .‬قال‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ ً ِّ ْ َ َ‬
‫يعت كل العوالم‬ ‫‪.‬‬
‫هللا ﷻ (وما أرسلناك ِإَل رحمة للعال ِمي) العالمي دي ي‬ ‫‪:‬‬
‫يعت اإلسالم دين خالد‪ ،‬فمحدش يقولنا أصل من‬ ‫حت قيام الساعة‪ .‬ي‬
‫ودلوقت الوضع اختلف! ال الزم تؤمن‬ ‫ي‬ ‫‪ 1٤00‬سنة مكنش الموضوع كده‬
‫إن اإليمان رشيعة خالدة لكل األزمان‪.‬‬
‫ً‬
‫طيب خلينا نتكلم عن آخر نقطة مهمة جدا معانا يف اإليمانيات عن‬
‫ً‬
‫أصحاب الكبائر يف اإلسالم ‪:‬مبدئيا كده أصحاب الكبائر من المسلمي مش‬
‫َّ‬
‫كفار‪ .‬مينفعش إن إحنا نكفرهم طالما ربنا مكفرهمش‪ .‬قال هللا ﷻ‪(ِ :‬إن‬
‫َ َ ْ ُ َ ُ َ َٰ َ َ ْ َ َ ُ‬ ‫ه َ َ َ ْ ُ َ ْ ُ رْ َ َ‬
‫يعت هو الموضوع‬ ‫اَّلل َل يغ ِفر أن يرسك ِب ِه ويغ ِفر ما دون ذ ِلك ِلمن يشاء)‪ .‬ي‬
‫يف مشيئة هللا‪ ،‬ربنا ممكن يغفر لهم أو ال‪ .‬دي حاجة بتاعة ربنا أنا مليش‬
‫دعوة بيها خالص وال أقول ده داخل الجنة وال ده داخل النار‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫ً‬
‫للنت ﷺ‬
‫حكم إيه؟ اشتمه مثل؟ أضبه؟ أهينه؟ يف واحد راح ي‬ ‫ي‬ ‫طب أنا هنا‬
‫وقاله يا رسول هللا ائذن يل بالزنا‪ .‬ده حد من كب حبه للزنا راح يسأل ي‬
‫النت‬
‫النت ﷺ‬‫ﷺ لو يسمحله بيه عشان هو متضايق إنه حرام وهو بيحبه! هل ي‬
‫شتمه؟ هل أهانه؟ ال‪ .‬طب عمل إيه؟ طبطب عليه وقاله ﷺ‪ :‬أترضاه‬
‫ألمك؟ أترضاه ألختك؟ لحد ما الراجل اقتنع‪ ،‬بالهدوء وباللي‪.‬‬

‫أوع تفتكر إن انت أحسن منه يف حاجة‪ .‬زي ما قلنا هو توفيق ربنا مش‬
‫شطارة منك حت الهداية مش بشطارتنا‪ ،‬فأوع تشوف حد بيعمل معصية‬
‫وتقول إيه القرف ده! إزاي يعمل كده! وتنفر منه وتضايق من شخصه‪،‬‬
‫ْ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫(وك ِر َه ِإل ْيك ُم الكف َر‬ ‫عشان إنك تشتم المسلم ده فسوق‪ .‬هللا ﷻ يقول‪:‬‬
‫َ ُْ ُ َ َ ْ ْ َ َ‬
‫الل هو بيعمله‪،‬‬ ‫يعت إيه حكمه؟ حكمه إنك تكره ي‬‫والفسوق وال ِعصيان)‪ .‬ي‬
‫متكرهش شخصه‪ .‬مينفعش أكرهه كإنسان الزم يكون جوايا ناحيته شفقة‪،‬‬
‫ورحمة عليه‪ .‬ولو ليا طريق معاه للنصيحة انصحه‪ ،‬ولو مفيش يبق ادعيله‬
‫كتب أوي عشان ربنا يهديه‪.‬‬

‫الملخص إن أصحاب الكبائر يف مشيئة هللا‪ ،‬وأنا هنا بكره الفعل نفسه‪،‬‬
‫لكن الفاعل بدعيله ربنا يهديه‪ ،‬وهو ده الدين‪ ،‬وده تمام اإليمان‪ .‬ربنا يهدينا‬
‫ً‬
‫وإياكم للحق وااليمان دايما يا رب‪.‬‬

‫وه اإليمان باهلل ومالئكته‬


‫كده خلصنا الكالم عن أركان اإليمان الستة‪ ،‬ي‬
‫وكتبه ورسله واليوم الخر والقدر خبه ر‬
‫وشه‪ .‬اإليمان باألركان دي بيساعدنا‬
‫نفهم حاجات كتب ويفتح لينا أبواب كتب من الراحة والطمأنينة‪.‬‬
‫أول حاجة‪ ،‬اإليمان باهلل‪ .‬اإليمان باهلل هو أساس كل حاجة يف حياتنا‪ .‬لما‬
‫نبق مؤمني بوجود هللا وقدرته وحكمته‪ ،‬حياتنا بتتغب‪ .‬بنبق شايفي‬
‫الدنيا بمنظور مختلف‪ ،‬بنحس باألمان والراحة‪ ،‬وبنعرف إن ربنا ً‬
‫دايما معانا‬
‫يف كل خطوة بنخطوها‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫تاب حاجة‪ ،‬اإليمان بالمالئكة‪ .‬المالئكة مخلوقات ربنا خلقها عشان تساعد‬
‫ي‬
‫ف إدارة الكون وتسجيل أعمالنا‪ .‬لما نؤمن بيهم‪ ،‬بنحس ً‬
‫دايما إن يف حد‬ ‫ي‬
‫بباقبنا وبيسجل أعمالنا‪ ،‬وده بيخلينا نحاول نعمل الخب ونتجنب ر‬
‫الرس‪.‬‬
‫تالت حاجة‪ ،‬اإليمان بالكتب السماوية‪ .‬ربنا أنزل الكتب دي عشان تكون‬
‫دليل ومرشد لينا‪ .‬اإليمان بالكتب دي بيساعدنا نعرف الصح من الغلط‬
‫وبيخلينا نتبع تعليمات ربنا عشان نعيش حياة ترضيه‪.‬‬

‫رابع حاجة‪ ،‬اإليمان بالرسل‪ .‬الرسل هما ي‬


‫الل نقلوا لينا رسالة ربنا ووضحوا‬
‫لنا الطريق الصح‪ .‬اإليمان بالرسل بيخلينا نقتدي بيهم ونتعلم من حياتهم‬
‫وتجارب هم‪.‬‬
‫خامس حاجة‪ ،‬اإليمان باليوم الخر‪ .‬اإليمان باليوم الخر بيفكرنا ً‬
‫دايما إن‬
‫حياتنا مش بتخلص بالموت‪ ،‬وإن يف حساب وجزاء‪ .‬ده بيحفزنا نعمل الخب‬
‫المعاص عشان نحصل عل الجزاء الحسن يف الخرة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ونتجنب‬
‫ً‬
‫وأخبا‪ ،‬اإليمان بالقدر خبه ر‬
‫وشه‪ .‬اإليمان بالقدر بيدينا راحة نفسية‬
‫وبيخلينا نرص بأي حاجة بتحصل لينا يف الحياة‪ ،‬سواء كانت حلوة أو‬
‫وحشة‪ .‬بنعرف إن كل حاجة بتحصل لسبب وإن ربنا عنده حكمة يف كل‬
‫حاجة‪.‬‬
‫اإليمان باألركان الستة دول بيخلينا نعيش حياة متوازنة ومليانة بالسالم‬
‫الداخل‪ .‬بيخلينا نواجه التحديات بثقة وصب‪ ،‬ونعرف إن ربنا ً‬
‫دايما معانا‬ ‫ي‬
‫‪.‬‬
‫ومش هيسيبنا بيخلينا نكون ناس أحسن‪ ،‬ناس بتهتم بالخب وبتتجنب‬
‫ر‬
‫مبت عل القيم الدينية‬
‫نبت مجتمع قوي ومتعاون‪ ،‬ي‬ ‫الرس‪ .‬وده بيساعدنا ي‬
‫واإلنسانية‪.‬‬
‫يارب نكون كلنا مؤمني باألركان دي ونعمل بيها يف حياتنا اليومية‪ .‬ونفضل‬
‫الل يرضيه‪ .‬يف النهاية‪ ،‬اإليمان هو‬ ‫ً‬
‫دايما نسع نكون قريبي من ربنا ونعمل ي‬
‫الل بيخلينا نحس بمعت الحياة ويدينا األمل والطاقة لمواجهة أي تحدي‪.‬‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫جميعا عل اإليمان ويجعلنا من عباده الصالحي‪ .‬آمي‪.‬‬ ‫ربنا يثبتنا‬

‫‪129‬‬
‫الباب ر‬
‫الثات‬
‫ي‬

‫أركان اإلسالم‬

‫‪130‬‬
‫ر ر‬
‫الشهادتي‬ ‫الركن األول‪:‬‬

‫الشهادتي هما أول ركن من أركان اإلسالم وأهمهم‪ .‬هما المفتاح ي‬


‫الل بيفتح‬
‫باب اإلسالم لكل شخص‪ ،‬وبدونهما مينفعش يبق الشخص مسلم‪.‬‬
‫ً‬
‫محمدا رسول هللا"‪.‬‬ ‫الشهادتي هما‪" :‬أشهد أن ال إله إال هللا وأشهد أن‬
‫الجملة البسيطة دي بتجمع يف معناها كل مبادئ اإلسالم وتوحيد هللا‬
‫النت محمد ﷺ‪ .‬الشهادتي مش بس مجرد كلمات‪ ،‬هما‬ ‫واإليمان برسالة ي‬
‫عهد بنقطعه عل نفسنا إننا نلبم بتعاليم اإلسالم ونعيش حياتنا عل‬
‫الل حطها هللا ورسوله‪ .‬الشهادتي هما بداية الرحلة يف اإلسالم‪،‬‬‫األسس ي‬
‫ومن غبهم‪ ،‬كل األركان التانية متنفعش‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬شهادة أال إله إال هللا ﷻ ‪:‬‬

‫أ‪ -‬معناها‪ :‬معت شهادة أال إله إال هللا أنه ال معبود بحق إال هللا‪ ،‬ومعت‬
‫ده أننا لما بنقول ال إله إال هللا نقصد بيها مفيش معبود حق غب هللا‬
‫ﷻ ‪ ،‬وده ألن فيه معبودات غب هللا ﷻ‪ ،‬ولكنها معبودات باطلة‬
‫يعت إنهم آلهة‬ ‫ر‬
‫يعبدها المرسكون وذكروا يف القرآن باسم آلهة‪ ،‬وده ي‬
‫من حيث إن فيه ناس جهال يعبدونهم مش من حيث أنهم‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫َ ََْ ْ ْ‬
‫مستحقي للعبادة‪ ،‬قال هللا ﷻ ‪] :‬ف َما أغنت َعن ُه ْم ِآل َهت ُه ُم ال ِ يت‬
‫ىس ٍء [ ‪ ،‬وعشان كده معت هذه الشهادة هو‬ ‫اَّلل ِمن رَ ْ‬
‫ه‬
‫ون ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫يدعون ِمن د ِ‬
‫ي‬
‫إن مفيش مستحق للعبادة (معبود بحق) إال هللا عز وجل‪.‬‬
‫ْ‬
‫عبد قال‪:‬‬ ‫ب‪ -‬المبتب عل قولها‪ :‬ورد يف الحديث عن ي‬
‫النت ﷺ ‪] :‬ما ِمن ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ال إله إال هللا‪ ،‬ثم مات عل ذلك إال دخ َل الجنة [ ‪ ،‬ومن الحديث ده‬
‫ال بيدخل اإلنسان بيها لدين‬ ‫وه الكلمة ي‬‫نعرف إن الكلمة دي ي‬

‫‪131‬‬
‫ال لو مات عليها دخل الجنة‪ ،‬ولكن ده مش‬ ‫ه نفس الكلمة ي‬ ‫اإلسالم ي‬
‫لكل شخص قال ال إله إال هللا‪ ،‬ألن الكلمة دي زي المفتاح‪ ،‬وكل مفتاح‬
‫الزم يكون ليه سنون عشان يفتح الباب ‪ ،‬ولو سن واحد منهم فيه‬
‫خلل يبقا المفتاح ده مش هيفتح الباب‪ ،‬وكذلك كلمة ال إله إال هللا‬
‫لها رشوط‪ ،‬الزم مينقصش منها رشط عشان تبقا فعال شهادة تامة‬
‫وتدخل صاحبها إل الجنة بإذن هللا ﷻ‪.‬‬

‫ت‪ -‬رشوط ال إله إال هللا‪:‬‬

‫كلمة ال إله إال هللا لها سبعة رشوط‪ ،‬ومجموعة يف بيت شعري وهو‪:‬‬

‫فادر ما أقول‬
‫واالنقياد ِ‬ ‫العلم واليقي والقبول‬

‫وفقك هللا لما أحبه‬ ‫والصدق واإلخالص والمحبة‬

‫‪-‬العلم‪ :‬يجب عل كل مسلم أن يعلم معت ال إله إال هللا‪ ،‬والعلم بها ينقسم‬
‫فننق استحقاق كل‬
‫ي‬ ‫فالنق هو (ال إله)‬
‫ي‬ ‫نق وعلم إثبات‪،‬‬
‫إل قسمي‪ ،‬علم ي‬
‫ما دون هللا عز وجل للعبادة‪ ،‬واإلثبات (إال هللا) فنثبت أن المستحق‬
‫ال ذكرناه يف األول (ال معبود بحق‬ ‫للعبادة هو هللا ﷻ‪ ،‬ونوصل بده للمعت ي‬
‫إال هللا)‪.‬‬

‫اليقي‪ :‬فالواجب عل كل مسلم إنه يقول الشهادة دي بيقي بدون ذرة‬ ‫‪ -‬ر ر‬
‫ال مفيش فيه مكان لذرة‬ ‫شك‪ ،‬وده معت اإليمان‪ :‬وهو التصديق الجازم‪ ،‬ي‬
‫شك‪ ،‬فالشاك يف أمر غب مؤمن به‪ ،‬وقال هللا ﷻ ‪] :‬إنما المؤمنون الذين‬
‫آمنوا باهلل ورسوله ثم لم يرتابوا [‬

‫‪-‬القبول‪ :‬والقبول هو أن يقبل المؤمن هذه الكلمة ويستسلم لها ‪ ،‬وده‬


‫عكس الرفض والرد‪ ،‬ومعت ده إن مش كفاية العلم بمعت هذه الكلمة وال‬
‫اليقي بها‪ ،‬فكان بعض كفار قريش يعلمون معناها وموقنون بها‪ ،‬ولكنهم‬

‫‪132‬‬
‫رفضوها بسبب استكبارهم‪ ،‬فتحقيق هذه الشهادة ال يكتمل إال بقبول‬
‫حقيق‪.‬‬
‫ي‬ ‫هذه الكلمة والرضا بها بشكل‬

‫‪-‬االنقياد‪ :‬ومعناه إن الشخص ي‬


‫ال يشهد بإنه ال إله إال هللا ويعلم معناها‬
‫ً‬
‫وموقن بده وقابل ليه‪ ،‬الزم يكون منقاد ألوامر هللا ﷻ‪ ،‬مطيعا له ﷻ‪،‬‬
‫بعكس المحاربي ألوامر هللا عز وجل الرافضي ألحكام هللا‪ ،‬التاركي‬
‫الرسط‪.‬‬‫لالنقياد والمتبعي للهوى‪ ،‬فلم يحققوا هذا ر‬

‫ال بتكون صادقة من القلب‪ ،‬مش‬


‫ً‬ ‫ه ي‬ ‫‪-‬الصدق‪ :‬فالشهادة الحقيقية ي‬
‫ال بيظهر‬
‫مصدرها الكذب‪ ،‬فالمؤمن هو الصادق حقا عكس المنافق ي‬
‫ال يف قلبه وهو الكفر‪.‬‬
‫اإليمان وهو كاذب يف قوله ألن ي‬
‫ال بتكون خالصة لوجه هللا‬
‫ه ي‬‫‪-‬اإلخالص‪ :‬شهادة أال إله إال هللا الحقيقية ي‬
‫ﷻ‪ ،‬مفيهاش ذرة رشك أو رياء‪ ،‬اإلخالص هو إن اإلنسان يشهد بهذه‬
‫يبتع بها إال هللا عز وجل‪.‬‬‫الشهادة ال ي‬
‫*مالحظة‪ :‬المؤمن له المظهر واألعمال الظاهرة‪ ،‬وأما ما يف القلوب‬
‫النت ﷺ ‪] :‬أمرت أن أقاتل الناس ‪،‬‬ ‫فيحاسب عليه هللا جل وعال‪ ،‬قال ي‬
‫حت يشهدوا أن ال إله إال هللا ‪ ،‬وأن محمدا رسول هللا ‪ ،‬ويقيموا الصالة ‪،‬‬
‫مت دماءهم وأموالهم إال بحق‬ ‫ويؤتوا الزكاة ‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك عصموا ي‬
‫اإلسالم ‪ ،‬وحسابهم عل هللا تعال [‬

‫والنت ﷺ أحب إليه من كل‬


‫ي‬ ‫حقيق يكون هللا ﷻ‬
‫ي‬ ‫‪-‬المحبة‪ :‬فالمؤمن إيمان‬
‫وف نفس الوقت البغض‬ ‫ر‬
‫ىسء‪ ،‬ويكون يف قلبه حب من يؤمن بهذه ًالكلمة ‪ ،‬ي‬ ‫ي‬
‫والباء من كل أبغض هذه الكلمة وكان عدوا لها‪ ،‬فاإليمان بالكلمة دي مرتبط‬
‫النت ﷺ ‪ ] :‬ثالث‬
‫ارتباط وثيق بالمشاعر القلبية للمؤمن‪ ،‬يف الحديث عن ي‬
‫من كن فيه وجد حالوة اإليمان‪ :‬أن يكون هللا ورسوله أحب إليه مما‬
‫سواهما‪ ،‬وأن يحب المرء ال يحبه إال هلل‪ ،‬وأن يكره أن يعود إل الكفر كما‬
‫يكره أن يقذف يف النار[‬

‫‪133‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬شهادة أن محمدا ﷺ رسول هللا‪:‬‬

‫ه الشهادة والعلم واليقي أن محمد ﷺ بن عبدهللا‬ ‫أ‪ -‬معناها‪ :‬ي‬


‫القرىس هو رسول من عند هللا‪ ،‬وما جاء به هو الحق من‬ ‫ر‬ ‫الهاشم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫نت من عند ربه يوح عليه من السماء‪ ،‬وأن كالمه هو‬ ‫ي‬ ‫وأنه‬ ‫هللا‪،‬‬
‫ترسي ع وتبليغ عن هللا ﷻ ‪ ،‬وهذا ثابت بالقرآن والسنة‪ ،‬قال هللا ﷻ‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫‪َ ] :‬و َما َي ْنط ُق َعن ال َه َوى * إ ْن ُه َو إَل َو ْ ٌ ُ َ‬
‫النت ﷺ‬
‫ح يوح[ ‪ ،‬وقال ي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪] :‬ما أخبتكم أنه من عند هللا فهو الذي ال شك فيه[‬
‫ً‬
‫ب‪ -‬رشوط شهادة أن محمدا ﷺ رسول هللا‪:‬‬
‫ً‬
‫‪-‬طاعته فيما أمر‪ :‬إلن المؤمن أنه رسول من عند هللا حقا‪ ،‬يعرف أن طاعته‬
‫من طاعة هللا جل وعال‬

‫فالل بينه عنه‬‫‪-‬اجتناب ما نىه عنه وزجر‪ :‬ألنه ﷺ ال ينطق عن الهوى‪ ،‬ي‬
‫النت هو مما نه هللا عنه‪.‬‬
‫سيدنا ي‬
‫ً‬
‫نت‪ ،‬فبالرصورة عارف إنه ال‬ ‫‪-‬تصديقه فيما أخب‪ :‬ألن المؤمن حقا أنه ي‬
‫الماص‬
‫ي‬ ‫يكذب وليس بكذاب‪ ،‬ويعلم أنه يوح إليه يف أمور غيبية سواء يف‬
‫أو المستقبل‪ ،‬فالمؤمن بنبوته ﷺ يصدقه يف كل ما أخب به‪.‬‬
‫ر‬
‫يعت العبادة تتوقف‬ ‫‪-‬أال يعبد هللا إال بما شع‪ :‬ألن العبادات توقيفية‪ ،‬ي‬
‫عل ما أمر هللا به مينفعش نزود فيها بدون دليل‪ ،‬فمينفعش شخص يخبع‬
‫ال اخبعها‬ ‫صالة يف وقت محدد من عنده‪ ،‬ومفيش أي دليل عل الصالة ي‬
‫فق الحالة دي تسم الصالة دي بدعة مش عبادة‪ ،‬فالمؤمن بنبوة‬ ‫دي‪ ،‬ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫النت ﷺ يعلم أنه أب بالدين كامل ال ناقصا‪ ،‬فال يجوز أن يزيد أحد يف الدين‬
‫ي‬
‫‪:‬‬
‫شيئا‪ ،‬قال ﷺ ]من أحدث يف أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد[‪ ،‬ومعناه إن‬
‫النتﷺ أو فعلها أو سمح بها‬ ‫ال يجيب حاجة جديدة يف الدين مأمرش بها ي‬ ‫ي‬
‫‪ ،‬فهذا العمل مردود عل صاحبه وال يقبل منه‪ ،‬واسمه بدعة‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫الل بتبرع يف قلب كل مسلم‪ ،‬وبتنبت‬ ‫يف النهاية‪ ،‬الشهادتي هما البذرة ي‬
‫الل بيقوم عليه كل حاجة يف‬ ‫منها شجرة اإليمان واإلسالم‪ .‬هما األساس ي‬
‫ً‬
‫ديننا‪ .‬لما بنقول "أشهد أن ال إله إال هللا وأشهد أن محمدا رسول هللا"‪،‬‬
‫النت محمد ﷺ‪ .‬دي مش‬ ‫بنأكد إننا مقتنعي بتوحيد هللا وبنؤمن برسالة ي‬
‫مجرد كلمات بنقولها بلساننا‪ ،‬دي البام بنعيشه كل يوم يف ترصفاتنا وأفكارنا‪.‬‬
‫الشهادتي بيفتحوا لنا الباب لنكون جزء من أمة محمد ونتبع طريق الحق‪.‬‬
‫الل بيدونا الهوية اإلسالمية وبيخلونا نشعر باالنتماء للدين العظيم‬ ‫هما ي‬
‫ده‪ .‬كل ما نتعمق يف فهم الشهادتي‪ ،‬كل ما يزداد إيماننا وقوتنا الروحية‪ .‬يا‬
‫الل‬
‫الحقيق بالشهادتي‪ ،‬ألن ده هو ي‬ ‫ي‬ ‫الل قلبه مليان باإليمان‬
‫بخت ي‬
‫هيدخله الجنة يف الخرة ويعيشه حياة مليانة بالبكة والسكينة يف الدنيا‪.‬‬
‫من هنا‪ ،‬الزم نحافظ عل الشهادتي يف قلوبنا ونعيش حياتنا عل أساسهم‪،‬‬
‫ونكون مثال للمسلمي الحقيقيي يف كل حاجة بنعملها‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫الركن ر‬
‫الثات‪ :‬الصالة‬
‫ي‬
‫ِّ‬
‫ربنا سبحانه رفع قدر الصالة لدرجة إنه سبحانه شاء أن ُي َبلغها إل الرسول‬
‫باف‬ ‫ر‬
‫ﷺ بشكل مباش وبدون واسطة‪ ،‬ومكانش إبالغها عل األرض زي ي‬
‫ه العبادة‬ ‫ر‬
‫سماوات‪ ،‬وكانت ي‬
‫َ‬
‫الترسيعات؛ األمر بالصالة كان من فوق سبع‬
‫الل طلب رسول هللا ﷺ تخفيفها‪ ،‬عشان يحسن‬ ‫الوحيدة يف الدين ي‬
‫المسلمون أداءها ويقدروا يتقنوها‪.‬‬

‫ه حالة خاصة بي العبد وربه‬‫ه إيه؟ الصالة ي‬ ‫محتاجي نفهم الصالة ي‬


‫بتبدأ من ساعة ما تتوص‪ .‬ي‬
‫يعت إيه الكالم ده؟ إنت عارف إن من أول ما‬
‫بتبدأ تغسل إيدك كل خطيئة عملتها إيدك بتسقط مع المياه؟ عارف إن‬
‫لما بتغسل وشك‪ ،‬كل خطيئة عملتها سواء نظرة حرام‪ ،‬أو كلمة غلط‬
‫بتسقط عنك مع المياه! وإنت بتغسل رجلك‪ ،‬كل خطوة مشيتها يف حاجة‬
‫بتنق نفسك‪ .‬الزم‬
‫ي‬ ‫حرام‪ ،‬بيتغفر لك ذنبها‪ .‬عشان كدا وإنت بتتوص‪ ،‬إنت‬
‫بتنق نفسك‪ .‬بتقف بي‬
‫ي‬ ‫تدخل يف الصالة وإنت يف الحالة دي‪ ،‬حالة إنك‬
‫نق‪ ،‬و بتشكيله كل همومك‪ ،‬وتستغفر‪ ،‬و تطلب منه أي طلب‬ ‫إيديه وإنت ي‬
‫إنت عاوزه‪ .‬ربنا يا جماعة عنده كل حاجة‪ ،‬و مفيش أي حاجة تعجزه‬
‫ُ‬
‫ه حالة‪ ،‬و عشان كدا الصالة فرضت‬ ‫فاطلبوا من ربنا‪ ،‬واعرفوا إن الصالة ي‬
‫النت (ﷺ) وهو يف السماء‪ .‬كذلك إنت لما بتدخل يف الصالة‪ ،‬ي‬
‫بتبق يف‬ ‫عل ي‬
‫حالة تانية تماما‪ ،‬كإنك بالظبط يف السماء‪.‬‬

‫الل‬
‫هنتكلم يف الفصل ده ان شاء هللا عن بعض احكام الصالة الفقهية ي‬
‫مينفعش أي مسلم او مسلمة يكونوا مش عارفينها‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫أوال‪ /‬ما ي‬
‫ه الصالة؟‬

‫تعريف الصالة يف اللغة‪ :‬الصالة يف اللغة معناها الدعاء‬ ‫•‬


‫ر‬ ‫•‬
‫ه عبادة ذات أقوال وأفعال‬‫ع‪ :‬ي‬ ‫تعريف الصالة كمصطلح ش ي‬
‫معلومة‪ ،‬بدايتها التكبب وآخرها التسليم‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ /‬أهمية الصالة؟‬
‫َ‬
‫النت ﷺ ‪] :‬رأس األمر اإلسالم‪ ،‬وعموده الصالة وذروة َسنامه‬ ‫ورد عن ي‬
‫وف‬‫النت ﷺ أن عمود الدين هو الصالة‪ ،‬ي‬ ‫فق هذا الحديث قال ي‬ ‫الجهاد [ ‪ ،‬ي‬
‫ب به ْال َع ْب ُد َي ْو َم ْالق َي َامة منْ‬ ‫اس ُ‬ ‫حديث آخر قال النت ﷺ ‪] :‬إ َّن َأ َّو َل َما ُي َح َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫اب َو َخ ِرسَ‬‫ت َف َق ْد َأ ْف َل َح َو َأ ْن َج َح َوإ ْن َف َس َد ْت َف َق ْد َخ َ‬ ‫َ َ ُُ َ ْ َ َ ْ‬
‫َع َم ِل ِه صَلته ف ِإن صلح‬
‫ِ‬ ‫َ ْ ََْ َ ْ َ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫الر ُّب َع َّز َو َج َّل ‪ :‬انظ ُروا ه ْل ِل َع ْب ِدي ِم ْن‬ ‫ال َّ‬ ‫ىس ٌء َق َ‬ ‫يض ِت ِه رَ ْ‬ ‫‪ ،‬ف ِإن انتقص ِمن ف ِر‬
‫ي‬
‫ُ َّ َ ُ َ ُ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ ُّ َ ُ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ َ‬
‫تطو ٍع فيكمل ِبها ما انتقص ِمن الف ِريض ِة ؟ ثم يكون سا ِئر عم ِل ِه عل ذ ِلك [‬
‫‪ .‬واألحاديث واليات يف الحث عل الصالة وبيان أهميتها أكب من إننا‬
‫تخل اإلنسان يعرف قدر‬ ‫ي‬ ‫نجمعها‪ ،‬ولكن يف الحديثي دول نبذة بسيطة‬
‫سأل عليها من العبادات وبناءً‬ ‫َُ َ‬
‫وه أول حاجة هت‬ ‫فه عمود دينك‪ ،‬ي‬ ‫الصالة‪ ،‬ي‬
‫عل صالحها أو فسادها هتكون ناجح أو خاش‪.‬‬

‫ه لحظات موت الرسول‬ ‫عل أهمية الصالة يف حياة المسلم ي‬‫و أكب دليل ي‬
‫عليه الصالة والسالم كان كل همه اول ما يفوق من التعب يسأل دايما‬
‫(أصل الناس؟) فبد عليه السيدة عائشة ال يا رسول هللا هم ينتظرونك ثم‬
‫تاب‬ ‫ئ‬
‫بوضوب) ولكن لم يستطع ﷺ وكان بيغم عليه ويفوق ي‬ ‫ي‬ ‫يقول (اتوب‬
‫ويسأل (أصل الناس؟) فتجيبه عائشة ال يا رسول هللا هم ينتظرونك‬
‫تاب ويسأل نفس السؤال‬ ‫ئ‬
‫تاب ويفوق ي‬ ‫فيقول (اتوب بوضوب) وبيغم عليه ي‬
‫ويغم عليه ويفوق رابعة ويسأل نفس السؤال حت مات ﷺ‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫ً‬
‫نصىل؟‬
‫ي‬ ‫ثالثا‪ /‬ازاي‬

‫نصل الزم نعرف كل ما يختص بالصالة‪ ،‬وكل حركة يف‬


‫ي‬ ‫عشان نعرف ازاي‬
‫ر‬
‫الصالة ايه مقدار أهميتها‪ ،‬وعشان كده الزم نقسم الرسح عن األمور‬
‫المتعلقة بالصالة إل‪ :‬رشوط‪ ،‬أركان‪ ،‬واجبات‪ ،‬ر ر‬
‫سي‪.‬‬

‫معت ر‬
‫الشوط واألركان والواجبات؟‪:‬‬ ‫ر‬
‫رابعا‪ /‬طب ما ي‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫•‬
‫ال المفبض يكون جاهز‬ ‫الرسط‪ :‬الرسط هو زي األساس ي‬
‫ً‬
‫وال بدونه العبادة مش موجودة أصل او مش مطلوبة‪،‬‬‫وموجود‪ ،‬ي‬
‫وبعد ما يتحقق فينا األساس السليم ده الزم نعمل العبادة صح‬
‫عشان تكون عبادة صحيحة (وده بتحقيق األركان والواجبات)‬
‫ً‬
‫الركن‪ :‬هو ما ال تصح العبادة بدونه‪ ،‬وال يسقط عن المرء عمدا‬ ‫•‬
‫ً‬
‫أو سهوا‬
‫ً‬
‫الواجب‪ :‬هو أمر واجب يف الصالة‪ ،‬من تركه عمدا تبطل صالته‬ ‫•‬
‫ً‬
‫لكن تركه سهوا ال يبطل الصالة‬

‫السي‪ :‬ي‬
‫ه أمور يف فعلها تحسي وتكميل للصالة‪ ،‬ولكن تركها‬ ‫•‬
‫ً‬
‫عمدا ال يبطل الصالة‬

‫ً‬
‫خامسا‪ /‬رشوط الصالة‪- :‬‬
‫رشوط وجوب الصالة (من لم تتوفر فيه هذه ر‬
‫الرسوط ال تجب‬ ‫أ‪-‬‬
‫عليه الصالة)‪:‬‬

‫اإلسالم‬ ‫•‬

‫‪138‬‬
‫البلوغ‬ ‫•‬

‫العقل‬ ‫•‬

‫(يعت عدم وجود الموانع مثل‬


‫ي‬ ‫الخلو من الموانع‬ ‫•‬
‫الحيض أو النفاس)‬

‫ب‪ -‬رشوط صحة الصالة (إذا نقص رشط من هذه ر‬


‫الرسوط ال تكون‬
‫الصالة صحيحة)‪:‬‬

‫بيصل وهو قاصد صالة معينة‪ ،‬مش‬


‫ي‬ ‫• النية‪ :‬ي‬
‫وه إن االنسان يكون‬
‫بيصل ظهر أو‬
‫ي‬ ‫بيصل وخالص‪ ،‬فهو يكون مستحرص وعارف إنه‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫عرص‪ ،‬أو سنة الظهر‪ ،‬أو ركعتي سنة عموما‪ ،‬وبتكون النية قبل‬
‫الصالة‪.‬‬

‫ً‬
‫• دخول الوقت (فمن صل هللا صالة الظهر مثل ولسه وقتها مدخلتش‬
‫فصالته غب صحيحة‪ ،‬حت لو صالحها وهو فاكر إن وقت الظهر‬
‫دخل‪ ،‬وبعدين تبي له إنه لما صل كان وقت الظهر مدخلش‪ ،‬فصالته‬
‫ال صالها غب صحيح والزم يعيدها)‬ ‫ي‬

‫• الطهارة من الحدثي األكب واألصغر‪ ،‬والطهارة من الحدث األكب‬


‫بتكون عن طريق االغتسال‪ ،‬وأما الحدث األصغر فالطهارة منه عن‬
‫طريق الوضوء‪ ،‬ولو حد صل وبعدين اكتشف إنه لم يكن عل طهارة‬
‫النت ﷺ ‪ ] :‬ال يقبل‬
‫فصالته غب صحيحة والزم يعيد الصالة لقول ي‬
‫هللا صالة أحدكم إذا أحدث حت يتوضأ[‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫وه الطهارة من النجاسة يف البدن و المالبس و‬ ‫• الطهارة من الخبث‪ :‬ي‬
‫نس‬ ‫مكان الصالة‪ ،‬ولكن لو صل اإلنسان وكان يف ثيابه نجاسة وهو ي‬
‫يغسلها وصل بيها‪ ،‬أو معرفش إنها موجودة غب بعد الصالة فصالته‬
‫رص هللا عنه‪ ،‬قال‪ :‬صل‬ ‫أب سعيد الخدري ي‬ ‫صحيحة‪ ،‬والدليل عن ي‬
‫بنا رسول هللا ﷺ ذات يوم‪ ،‬فلما كان يف بعض صالته خلع نعليه‪،‬‬
‫فوضعهما عن يساره‪ ،‬فلما رأى الناس ذلك‪ ،‬خلعوا نعالهم‪ ،‬فلما قض‬
‫َ‬ ‫َْ َ ُ‬
‫صالته‪ ،‬قال ‪َ ]:‬ما َبالك ْم ألق ْيت ْم ِن َعالك ْم؟[‪ ،‬قالوا‪ :‬رأيناك ألقيت نعليك‬
‫َ َ ْ َ َ َ َّ‬ ‫َّ ْ َ َ َ‬
‫يه َما‬
‫اب‪ْ ،‬فأخب ِ يب أ َن ْ ِف ِ‬ ‫رسول هللاﷺ َ ‪ِ ]َ :‬إن ِج َ ِبيل أت ِ َي‬ ‫فألقينا نعالنا‪ ،‬فقال‬
‫َق َذ ًرا –أو قال ‪َ :‬أ ًذى ‪َ -‬ف َأ ْل َق ْي ُت ُه َما‪ ،‬فإذا َج َاء أ َح ُدك ْم إل ال َم ْسج ِد‪ ،‬فل َي ْنظرْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َن ْع َل ْيه‪َ ،‬فإ ْن َ َرأى فيه َما َق َذ ًرا ‪-‬أو قال ‪َ :‬أ ًذى ‪َ -‬ف ْل َي ْم َس ْح ُه َما‪َ ،‬و ْل ُي َصلِّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِي‬
‫النت‬ ‫َ‬
‫يهما[ ‪ ،‬والشاهد من الحديث إن لما جبيل عليه السالم عرف ي‬ ‫ِف ِ‬
‫النت ﷺ خلع نعليه وأكمل صالته بدون‬ ‫ﷺ بوجود النجاسة يف نعليه‪ ،‬ي‬
‫ال صاله وهو البس النعلي‪.‬‬ ‫إعادة للجزء ي‬

‫ر‬
‫• سب العورة‪ :‬وعورة الرجل من الرسة إل الركبة‪ ،‬وعورة المرأة يف الصالة‬
‫ال بيظهر عند‬ ‫ه جميع جسدها إال وجهها وكفيها‪ ،‬والوجه هو ي‬ ‫ي‬
‫ال قدامك ‪ ،‬فيكون من أطراف الشعر حت الذقن‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الشخص‬ ‫مواجهة‬
‫فينبع سبه يف الصالة‪ ،‬واختلف العلماء يف حكم‬ ‫ي‬ ‫وأما أسفل الذقن‬
‫تغىط قدميها‬
‫ي‬ ‫كشف قدم المرأة يف الصالة واألفضل واألكمل إن المرأة‬
‫يف الصالة‪.‬‬

‫• استقبال القبلة‪ :‬وهو واجب يف صالة الفريضة يف كل وقت وكل مكان‪،‬‬


‫واالنحراف أو البعد البسيط عن القبلة ال يرص لكل شخص بعيد عن‬

‫‪140‬‬
‫برسط إن االنحراف يكون‬ ‫الكعبة مش بيصل والكعبة قدامه‪ ،‬لكن ر‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫بسيط‪ .‬ولو صل اإلنسان لغب القبلة ناسيا فعليه إعادة الصالة‪ ،‬أما لو‬
‫كان يف مكان ميعرفش في القبلة‪ ،‬فيحاول يسأل‪ ،‬فلو كان يف مكان‬
‫ً‬
‫ميقدرش يعرف فيه القبلة لعدم وجود مساجد مثل‪ ،‬ومفيش حد‬
‫يسأله فالزم إنه يجتهد بصدق وبدون إهمال إنه يعرف مكان القبلة‪،‬‬
‫فلو ظهر بعدما اجتهد وصل إنه صل لجهة خاطئة فمش الزم يعيد‬
‫ال عليه‪ ،‬لكن لو محاولش إنه يعرف مكان القبلة وقرص يف‬ ‫ألنه عمل ي‬
‫ال المفروض يعمله او استسهل وصل‪ ،‬واكتشف بعد الصالة إنه‬ ‫ي‬
‫صل لغب القبلة فعليه إعادة الصالة‪.‬‬

‫ً‬
‫سادسا‪ /‬أركان الصالة‪:‬‬

‫ه أركان الصالة؟‬
‫ما ي‬ ‫أ‪-‬‬

‫القيام يف الفرض عل القادر‪ ،‬أما صالة السنة فيجوز فيها‬ ‫•‬


‫وال مش‬ ‫المصل قادر إنه يكون واقف‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫الجلوس حت لو كان‬
‫طت فمعذور ان شاء هللا‪.‬‬
‫قادر يقف يف صالة الفرض لعذر ي‬
‫وه قول "هللا أكب"‪ ،‬والزم الشخص يقول‬
‫تكببة اإلحرام ي‬ ‫•‬
‫تكببة اإلحرام وهو واقف مستقيم‪ ،‬فلو حد دخل وكان عايز‬
‫يلحق الركوع الزم ينتبه إنه يقول لفظ التكبب وهو واقف‬
‫وبعدين يركع‪.‬‬

‫قراءة الفاتحة‪ ،‬وحت لو انت وراء اإلمام تقرأ الفاتحة برسعة‬ ‫•‬
‫بصوت خفيف بعد ما اإلمام يقرأها واألمر فيه خالف‪ ،‬ولكن‬
‫األفضل قراءتها‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫ينحت بحيث يقدر يلمس ركبتيه بكفيه‪،‬‬
‫ي‬ ‫الركوع وأقله أن‬ ‫•‬
‫وأكمله أن يمد ظهره مستويا ويجعل رأسه يف نفس مستوى‬
‫ظهره‬

‫الرفع من الركوع‪.‬‬ ‫•‬

‫االعتدال قائما بعد الركوع‪.‬‬ ‫•‬

‫السجود ‪ ،‬والزم السجود يكون عل سبع أعضاء‪ ،‬وتكون‬ ‫•‬


‫األعضاء دي مالمسة لألرض‪ ،‬وهم (الجبهة واألنف‪ ،‬الكفي‬
‫كاملي مش مجرد األصابع‪ ،‬الركبتي‪ ،‬القدمي)‬

‫الرفع من السجود‪.‬‬ ‫•‬

‫الجلوس بي السجدتي‪.‬‬ ‫•‬

‫وه السكون يف كل ركن‪ ،‬ومعت ده إن جسمك‬ ‫الطمأنينة ي‬ ‫•‬


‫ياخد وضعية الركن ويثبت عليها لفبة ولو قليلة‪.‬‬

‫التشهد األخب‪ ،‬ولفظه ‪ :‬التحيات هلل‪ ،‬والصلوات والطيبات‪،‬‬ ‫•‬


‫النت‪ ،‬ورحمة هللا وبركاته‪ ،‬السالم علينا‬
‫السالم عليك أيها ي‬
‫وعل عباد هللا الصالحي‪ ،‬أشهد أن ال إله إال هللا وحده ال‬
‫ً‬
‫محمدا عبده ورسوله‪.‬‬ ‫رشيك له‪ ،‬وأشهد أن‬

‫الجلوس للتشهد األخب وللتسليمتي‪.‬‬ ‫•‬

‫التسليمتان وهو أن يقول مرتي‪ :‬السالم عليكم ورحمة هللا‪،‬‬ ‫•‬


‫ويكق يف صالة النافلة تسليمة واحدة‪ ،‬وكذلك يف صالة‬ ‫ي‬
‫الجنازة‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫ترتيب األركان كما ذكرنا‪ ،‬فلو سجد مثال قبل ركوعه عمدا‬ ‫•‬
‫ً‬
‫بطلت صالته‪ ،‬ولو عمل كده سهوا الزم يرجع عشان يركع‬
‫وبعدين يسجد‬
‫ب‪ -‬مسألة يف أركان الصالة‪:‬‬

‫النت ﷺ يف التشهد األخب‪ ،‬فبعض العلماء‬


‫اختلف العلماء يف الصالة عل ي‬
‫قالوا إنها ركن ال تصح الصالة بدونه‪ ،‬وبعضهم قال إنها واجبة وبعضهم‬
‫فالمنبع للمسلم إنه يحافظ عليها ويحرص إنه يخرج من‬
‫ي‬ ‫قال إنها سنة‪،‬‬
‫النت ﷺ‪.‬‬
‫الخالف وميصليش صالة إال يقول فيها الصالة اإلبراهيمية عل ي‬
‫ج‪ /‬ماذا يفعل من ترك ركنا‪:‬‬

‫لو حد ترك ركن متعمد فصالته باطلة‪.‬‬ ‫•‬


‫ً‬
‫لو حد ترك الركن سهوا (خطأ أو نسيان) فالزم إنه يجيب الركن‬ ‫•‬
‫وده له حاالت‪:‬‬

‫ال بعدها‪ ،‬وهنا الزم‬ ‫موصلش لنفس للركن يف الركعة ي‬ ‫إنه يكون‬ ‫‪-1‬‬
‫ر ً‬
‫ال نسيه‪ ،‬ومثال ده لو حد بعد السجدة األول‬ ‫يرجع مباشة للركن ي‬
‫ر‬
‫نس وطلع مباشة للركعة الثانية‪ ،‬وافتكر قبل ما‬ ‫يف الركعة األل ي‬
‫ال نسيه) يف الركعة الثانية‪،‬‬
‫يوصل للجلوس بي السجدتي (الركن ي‬
‫مباشة للجلوس بي السجديي ويكمل‬ ‫ر‬ ‫فالواجب عليه إنه يبل‬
‫نس‪ ،‬ويسجد للسهو‪.‬‬ ‫صالته من مكان ما ي‬
‫ال بعده‪ ،‬أو مفتكرش غب‬ ‫كعة ي‬ ‫إنه يكون وصل لنفس الركن يف الر‬ ‫‪-2‬‬
‫ً‬
‫نس فيها الركن‪،‬‬
‫ال ي‬ ‫هيلع تماما الركعة ي‬‫ي‬ ‫بعد أكب من ركعة فهنا‬
‫ً‬
‫نس ركن يف الركعة‬‫ويحسب صالته بدون الركعة دي‪ ،‬فمثل لو ي‬
‫هيلع الركعة األول‬
‫ي‬ ‫األول وافتكر أو خد باله يف الركعة الثالثة‪،‬‬

‫‪143‬‬
‫ال المفروض يصليه عل‬
‫فهيكون صل ركعتي بس‪ ،‬ويكمل ي‬
‫حسب الصالة ثالثية أو رباعية‪.‬‬

‫لو لم يتذكر إال بعدما انته من الصالة‪ ،‬فلو كان الوقت الفاصل‬ ‫‪-3‬‬
‫نس‬
‫بي انتهائه من الصالة وتذكره قليل فالزم يرجع من مكان ما ي‬
‫ويكمل صالته ويسجد للسهو‪ ،‬أما لو كان الوقت الفاصل كبب‬
‫فالصالة باطلة وعليه إعادة الصالة‪.‬‬

‫سابعا‪ /‬واجبات الصالة‪:‬‬

‫ه واجبات الصالة؟‬
‫ما ي‬ ‫أ‪-‬‬

‫• تكببات االنتقال‪ ،‬ي‬


‫وه التكببات غب تكببة اإلحرام (تكببة‬
‫اإلحرام ركن ال واجب)‬

‫بيصل لوحده‪،‬‬
‫ي‬ ‫• قول‪ :‬سمع هللا لمن حمده لإلمام والمنفرد ي‬
‫ال‬
‫بيصل خلف إمام مش الزم يقول سمع هللا لمن‬
‫ي‬ ‫ال‬‫أما المأموم ي‬
‫حمده‪.‬‬

‫بيصل‪ ،‬إمام أو مأموم أو‬


‫ي‬ ‫• قول ربنا ولك الحمد (لكل شخص‬
‫منفرد)‬

‫• قول سبحان ي‬
‫رب العظيم يف الركوع‪ ،‬وأقل حاجة مرة واحدة‬

‫• قول سبحان ي‬
‫رب العظيم يف السجود وأقل حاجة مرة واحدة‬

‫• قول رب اغفر يل يف الجلوس بي السجدتي‪ ،‬وأقل حاجة مرة‬


‫واحدة‪.‬‬

‫• التشهد األول من أي صالة‬

‫‪144‬‬
‫• الجلوس للتشهد األول‬

‫ب‪ -‬ما المبتب عل ترك واجب من واجبات الصالة؟‬


‫ً‬
‫البك عمدا‪ :‬لو شخص ترك واجب من واجبات الصالة‬ ‫•‬
‫متعمد بطلت صالته‬
‫ً‬
‫البك سهوا‪ :‬لو شخص ي‬
‫نس حاجة من واجبات الصالة‬ ‫•‬
‫أو سها عنها فيسجد للسهو فقط‪ ،‬وال يجب عليه إنه‬
‫يرجع للواجب أو إنه يعوضه‪.‬‬
‫ً‬
‫ثامنا‪ /‬ر ر‬
‫سي الصالة‪:‬‬

‫ه كل ما يف الصالة غب الواجبات واألركان‪،‬‬


‫سي الصالة ي‬ ‫أ‪-‬‬
‫ر‬
‫ومش هنذكرها كلها لكبتها ولكن هيكون فيه تنبيه عل‬
‫بعض المسائل‪.‬‬

‫ب‪ -‬مسائل لللتنبيه‪:‬‬

‫وباف‬
‫ي‬ ‫رفع اليدين أثناء التكبب سنة يف أرب ع مواضع فقط‪،‬‬ ‫•‬
‫الصالة مببفعش اليدين فيهم‪ ،‬واألرب ع مواضع هم (تكببة‬
‫اإلحرام‪ ،‬عند الركوع‪ ،‬بعد الرفع من الركوع‪ ،‬عند القيام للركعة‬
‫الثالثة بعد التشهد األول)‬

‫قراءة سورة بعد الفاتحة سنة ال تبطل الصالة ببكها‬ ‫•‬

‫• ما زاد عن تسبيحة واحدة يف الركوع والسجود فهو سنة‪،‬‬


‫وممكن يزيد يف عدد التسبيحات إل ما ال نهاية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ت‪ -‬ما المبتب عل ترك السنة؟ ترك السنة عمدا أو سهوا ال‬
‫تبطل به الصالة‪ ،‬وليس عل من ترك السنة سجود سهو ‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫ً‬
‫تاسعا‪ /‬الشك ر يف الصالة‪:‬‬

‫توضيح اليقي والشك والظن‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫اليقي‪ :‬إنه يكون متأكد ‪ ٪100‬من الحاجة ي‬


‫ال يعتقدها‬ ‫•‬

‫الشك‪ :‬هو إنه يكون محتار بي حاجتي‪ ،‬ومفيش حاجة‬ ‫•‬


‫احتمالها اكب من حاجة‪ ،‬االثني احتمالهم ‪٪50‬‬

‫غلبة الظن‪ :‬إنه يكون محتار بي أمرين بس فيه حاجة‬ ‫•‬


‫غالبة عنده عل الثانية‪ ،‬مثال حاجة يعتقد إنها صح‬
‫بنسبة ‪ ٪60‬والتانية بنسبة ‪.٪٤0‬‬

‫ب‪ -‬ماذا يقعل من شك يف الصالة؟‬


‫ً‬
‫لو حد شك يف الصالة فبيكمل صالته عل األقل‪ ،‬مثل‬ ‫•‬
‫لو شك هو يف الركعة الثانية وال الثالثة فيكمل صالته‬
‫عل أساس إنه يف الثانية‪ ،‬أو لو شك هل دي السجدة‬
‫األول أو الثانية فيكمل عل أساس إنها السجدة األول‬
‫‪ ،‬ويسجد للسهو قبل السالم‪.‬‬

‫لسء معي‪،‬‬‫ر‬ ‫•‬


‫لو حد شك يف الصالة وعنده غلبة ظن ي‬
‫يعمل بغلبة الظن ويسجد للسهو بعد السالم‪.‬‬

‫ال وصل لمرحلة الوسوسة ال يلتفت للشك‬


‫كثب الشك ي‬ ‫•‬
‫ً‬
‫ويصل بدون اعتبار للشك أو الوسوسة‪.‬‬
‫ي‬ ‫أبدا‪،‬‬

‫لو الشك جه لشخص بعد ما انته من صالته ومكنش‬ ‫•‬


‫عنده أي شك أثناء الصالة‪ ،‬فال يلتفت وميفكرش يف‬
‫الشك ده‪ ،‬وصالته صحيحة بإذن هللا‬

‫‪146‬‬
‫ر ً‬
‫نش سجود السهو‪:‬‬
‫عاشا‪ /‬من ي‬
‫نس سجود السهو‪ ،‬بس الفبة بي انتهائه من الصالة وتذكره‬‫لو ي‬ ‫أ‪-‬‬
‫ر‬
‫لسجود السهو قصبة‪ ،‬يسجد للسهو سجدتي ويسلم مباشة‬
‫بعدهما بدون تشهد‪.‬‬

‫نس سجود السهو وكانت الفبة بعد الصالة لوقت تذكره‬ ‫ب‪ -‬لو ي‬
‫طويلة فأغلب العلماء إنه معليهوش حاجة ومش الزم يسجد‬
‫للسهو‪ ،‬وبعض العلماء قال إنه يسجد أول ما يتفكر سواء كان‬
‫الوقت الفاصل كبب أو صغب‪ ،‬ولذلك قال بعض العلماء إن‬
‫األفضل إنه يسجد لما يفتكر‪ ،‬حت لو طال الفصل‪.‬‬
‫ً‬
‫أخبا‪ /‬بعض المسائل األخرى‪:‬‬
‫ر‬
‫نس التشهد األول‪ ،‬فلو كان وقف بشكل تام ومستقيم وافتكر‬
‫من ي‬ ‫أ‪-‬‬
‫نس التشهد مينفعش يرجع للتشهد‪ ،‬ولكن لو كان لسه بيقوم‬ ‫إنه ي‬
‫و موصلش لوضع القيام التام فبجع للتشهد‪ ،‬ويسجد للسهو يف‬
‫الحالي‪.‬‬

‫ال يقوم لركعة زائدة‪ ،‬مثال يقوم لركعة خامسة يف صالة الظهر‪،‬‬
‫ب‪ -‬ي‬
‫ر‬
‫فالزم أول ما ينتبه إنها ركعة زائدة يبل مباشة للتشهد ويسجد‬
‫للسهو بعد السالم‪.‬‬

‫ت‪ -‬لو اإلمام قام لركعة زائدة‪ ،‬وأنت متأكد إنها ركعة زائدة‪ ،‬فعليك‬
‫إنك تنبه اإلمام‪ ،‬ولكن ال تقوم معه للركعة الزائدة وتستناه لحد‬
‫ما يبل للتشهد ويسلم وتسلم معاه‪ ،‬أو ممكن تنوي إنك تنفصل‬

‫‪147‬‬
‫عن الجماعة وتسلم لوحدك‪ ،‬لكن لو أنت شاكك فتقوم معاه ألن‬
‫معندكش يقي إنه بيعمل حاجة زائدة‪.‬‬

‫ث‪ -‬لو حد دخل متأخر وراء اإلمام‪ ،‬مثال يف الركعة الثانية يف صالة‬
‫فال دخل متأخر يكمل مع اإلمام‬ ‫الظهر‪ ،‬واإلمام صل ركعة زيادة ي‬
‫ه ركعة رابعة‬‫وتكون الركعة الزائدة (الخامسة يف المثال بتاعنا) ي‬
‫لل دخل متأخر‪.‬‬‫ي‬
‫ج‪ -‬لو نقص اإلمام من الصالة وجلس للتشهد بعد ‪ 3‬ركعات يف صالة‬
‫الظهر‪ ،‬فبضوا ينبهه المأموم لو متأكد ولو مطلعش اإلمام يكمل‬
‫صالته‪ ،‬فينفصل المأموم عن الجماعة ويقوم يكمل الناقص‪ ،‬لكن‬
‫لو المأموم شاكك يكمل وراء اإلمام‪.‬‬

‫وف بعض‬
‫ح‪ -‬سجود السهو ممكن يكون قبل السالم يف أي حالة‪ ،‬ي‬
‫الحاالت األفضل إنه يكون فيها بعد السالم (تحتاج تفصيل ليس‬
‫هذا محله) لكن لو كان قبل السالم فالصالة صحيحة برضوا‪.‬‬

‫نبق خلصنا األساسيات الفقهية ألحكام الصالة و لكن الزم قبل ما‬‫و بكده ي‬
‫بق بعد تطبيق كل االحكام دي صالتنا‬ ‫ال بعده نعرف ازاي ي‬ ‫ننتقل للفصل ي‬
‫تكون فعالة‬
‫ً‬
‫عشان صالتنا تكون فعل صالة تغب األقدار وتفتح لنا أبواب الخب‪ ،‬الزم‬
‫نؤديها بروح الخشوع واإلخالص‪ .‬سيدنا محمد ﷺ كان إذا حزبه أمر فزع‬
‫يعت كل ما كان يقابل مشكلة أو يمر بضيق‪ ،‬كان يلجأ للصالة‬ ‫إل الصالة‪ ،‬ي‬
‫كأول حل‪ .‬الصالة بتكون مالذ المؤمن وراحته‪ ،‬وبتهديه للطريق الصح‪،‬‬
‫نصل بصدق‪ ،‬بنكون بنعرض همومنا‬ ‫ي‬ ‫وبتفتح له أبواب الفرج والرحمة‪ .‬لما‬
‫وأحزاننا عل هللا‪ ،‬وبنطلب منه العون والتوفيق‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫ه فرصة‬ ‫روتيت‪ ،‬بل ي‬
‫ي‬ ‫الصالة مش مجرد حركات وكلمات بنؤديها بشكل‬
‫الل محتاجينه‪ .‬لما ندخل‬
‫نقبب فيها من هللا‪ ،‬ونتكلم معاه ونطلب منه كل ي‬
‫صاف ونية خالصة‪ ،‬بنحس بطمأنينة وسكينة بتغمر قلوبنا‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الصالة بقلب‬
‫الصالة بتكون مصدر للقوة النفسية والجسدية‪ ،‬وبتساعدنا نواجه‬
‫تحديات الحياة بإيمان وثقة‪.‬‬

‫ه نعمة وفرصة نتقرب بيها‬ ‫ً‬


‫الزم نفتكر دايما إن الصالة مش عبء‪ ،‬بل ي‬
‫من ربنا‪ .‬كلما نواجه صعوبات أو تحديات‪ ،‬نلجأ للصالة زي ما علمنا ي‬
‫النت‬
‫وبنالف فيها الحل والراحة‪.‬‬
‫ي‬ ‫ﷺ‪،‬‬

‫ه مفتاح النجاح والفالح يف الدنيا والخرة‪ .‬خلينا نحافظ عليها‬‫الصالة ي‬


‫بصدق وإخالص‪ ،‬ونعلم أوالدنا قيمتها وأثرها يف حياتنا‪ .‬الصالة بتغب‬
‫األقدار وبتفتح لنا أبواب الخب‪ ،‬فالزم نكون حريصي عليها ونؤديها بكل‬
‫حب واهتمام‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫الركن الثالث‪ :‬الزكاة‬
‫وه الزكاة‪ ،‬وتعالوا نفهم معناها لغة عند‬
‫الركن التالت من أركان اإلسالم ي‬
‫العرب واصطالحا يف الدين‪.‬‬

‫ه النماء والزيادة والطهارة‪.‬‬


‫لغة‪ :‬ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تعبدا هلل تعال‪.‬‬ ‫اصطالحا‪ :‬إخراج جزء محدد من المال لجهات محفوظة‬
‫ايه الفرق بينها ر ر‬
‫وبي الصدقة؟‬

‫الصدقة مش بتخرج لجهة محددة وملهاش مقدار محدد وال موعد زي‬
‫الزكاة‪ ،‬بالعكس الصدقة ممكن تخرج يف أي وقت وألي حد‪.‬‬

‫فه محددة بوقت ومقدار ولجهات محددة منقدرش نطلع‬


‫أما الزكاة ي‬
‫لغبها‪.‬‬

‫ربنا ﷻ قرن الصالة والزكاة يف القرآن أكب من ‪ 12‬مرة وخاطب بها الرجال‬
‫والنساء‪ ،‬وده دليل عل أهميتها‪ .‬قال تعال‪( :‬وأقيموا الصالة وءاتوا الزكاة)‬
‫وقال تعال‪( :‬وأقمن الصالة وآتي الزكاة)‪.‬‬
‫ً‬
‫ومهم جدا أعرف المقصد من كل عمل عشان استفيد بيه‪ ،‬طيب لو عملت‬
‫العمل بدون فهم مقصده هاخد األجر ولكن مش هستفيد بيه‪.‬‬

‫أوال‪ /‬ايه مقصد الزكاة؟‬

‫عشان نحس بالفقراء والغالبة؟ ال‪ ،‬دي استفادة وثمرات الزكاة ولكن مش‬
‫الل بندور عليه‪.‬‬
‫مقصدها ي‬
‫هنجاوب عل السؤال ده من القران‪ ،‬قال تعال‪( :‬خذ من أموالهم صدقة‬
‫تطهرهم وتزكيهم بها)‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫يبق المقصد األول هو‪ :‬تطهب القلب من حب الدنيا‪.‬‬

‫التاب هو‪ :‬تطهب المال ونموه وزيادته‪.‬‬


‫والمقصد ي‬
‫ربنا ﷻ خلقنا وهو عارف إن حب المال بيلهينا وبيشغلنا فبيطهرنا من حب‬
‫الدنيا وبيخلصنا من فتنة المال وجمعه بإننا نطهر قلوبنا من الدنيا‪.‬‬

‫ربنا ﷻ قال‪( :‬إنما أموالكم وأوالدكم فتنة) وعشان انجح يف االختبار ده‬
‫مال والتطهب ده‬‫قلت وأطلع الدنيا منه وأطهر ي‬
‫وانجو من الفتنة الزم أطهر ي‬
‫ميجيش من غب الزكاة‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬حكم الزكاة‪:‬‬

‫وه الركن الثالث من أركان اإلسالم‪.‬‬


‫فرض ي‬
‫ثالثا‪ /‬فضل الزكاة‪:‬‬

‫ه عماد الدين يف أكب من موضع يف القرآن‬


‫الل ي‬
‫‪ -1‬ربنا ﷻ بيقرنها بالصالة ي‬
‫ألهميتها‪.‬‬

‫‪ -2‬الزكاة سابقة الصوم والحج يف ترتيب األركان‪.‬‬

‫‪ -3‬الزكاة عالمة من عالمات التقوى واإلحسان‪ ،‬قال ﷻ يف كتابه يف ذكر‬


‫صفات المحسني والمتقي ‪ :‬ي‬
‫(وف أموالهم حق للسائل والمحروم) فعشان‬
‫الل ربنا أعد لهم‬
‫أوصل للمرحلة دي وأكون من المتقي والمحسني ي‬
‫الجوائز والثواب الزم أطلع الزكاة‪.‬‬

‫‪-٤‬سبب لمضاعفة الثواب والمال‪ ،‬فانت بتشوف أثرها يف الدنيا قبل‬


‫الخرة‪ .‬أعظم استثمار تستثمره يف حياتك هو زكاتك‪ .‬قال تعال‪ ( :‬وما ءاتيم‬
‫من زكاة تريدون بها وجه هللا فأولئك هم المضعفون)‪ .‬فربنا بيضاعفلك‬
‫أجرك وكمان بيبارك يف مالك‪ ،‬مش ضعف واحد بل أضعاف كثبة (وهللا‬
‫يضاعف لمن يشاء)‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫دايما إن الصدقة لما تكون من حالل ربنا ﷻ بببيها‪ ،‬فلو تصدقت‬‫افتكر ً‬
‫بتمرة وال جنيه تكب لحد ما تالقيها بقت يف وزن جبل أحد‪ .‬وعل قدر‬
‫احتياجك للفلوس عل قدر ما ربنا بيبارك ليك يف الثواب والمال‪.‬‬

‫يعت انت ممكن تكون مزنوق يف التشطبيات ومصاريف الجواز بس الزكاة‬‫ي‬


‫وجبت عليك فتطلعها وانت محتاجها بس افتكر انك هتشوف العوض من‬
‫ً‬
‫ربنا (أضعافا كثبة)‪.‬‬

‫عايزين نفكر نفسنا إن الرزق بأيد ربنا مش بأيد العباد‪ ،‬وإن الفلوس مش‬
‫ه رزق وسعة وتوفيق من هللا سبحانه‬ ‫بتيج بالتعب والمجهود بس بل ي‬‫ي‬
‫وتعال فالزم نطلع حق العباد يف األموال دي‪.‬‬

‫ومهما تكون مزنوق افتكر إن الرزق من هللا ومتغفلش عن الدعاء‪ ،‬ألن الدنيا‬
‫فالل علينا هو‬
‫ي‬ ‫مش كلها أسباب بس‪ ،‬افتكر إن رب األسباب هو الرزاق‪.‬‬
‫األخذ باألسباب والتوكل عل هللا وإخراج الزكاة يف معادها وربنا ﷻ هيباركها‬
‫وينميها‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬حكم ترك الزكاة‪:‬‬

‫جحودا ده بيكون كفر ألنه جحد فرض‪.‬‬‫ً‬


‫لو تركها‬
‫ً‬
‫بس لو تركها بخَل ‪-‬وهو يبخل عل نفسه ألنه بيخرس فرصة تطهب قلبه‬
‫وفلوسه‪ -‬فده يقاتل عليها وتأخذ منه عنوة‪.‬‬

‫الل ممكن توصل‬


‫وه دي بالضبط نفس فكرة الرصايب يف الدول الغربية ي‬ ‫ي‬
‫‪ ٪٤0‬من دخلك‪ .‬بس يف اإلسالم الزكاة مش بتوصل للنسبة دي ورغم كده‬
‫وه فيها طهارة وزكاة ألموالهم وسماحة من‬‫يف ناس بتستثقل الزكاة ي‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫الل عملته القبائل بعد وفاة الرسول ﷺ ومنعوا الزكاة ولكن أبو‬
‫وده نفس ي‬
‫رص هللا عنه قاتلهم عليها ورفض التفريق بي الصالة والزكاة‪.‬‬
‫بكر الصديق ي‬
‫ده عقابه يف الدنيا‪ ،‬ايه عقابهم يف الخرة؟‬

‫قال تعال‪( :‬والذين يكبون الذهب والفضة وال ينفقونها يف سبيل هللا‬
‫فبرسهم بعذاب أليم * يوم يحم عليها يف نار جهنم فتكوى بها جباههم‬‫ر‬
‫وجنوب هم وظهورهم هذا ما كبتم ألنفسكم فذوقوا ما كنتم تكبون)‬

‫الل كان نفسهم فيها‬‫خالص يف الدنيا حوشوا كل السبايك والجنيهات ي‬


‫هيج يف نار جهنم‬
‫ي‬ ‫الل عايزينها‪ ،‬بس كل ده‬
‫ودخلوا والدهم الجامعات ي‬
‫يتسخن ويكوى بها جسمهم زي ما ضيعت حق الزكاة فيها‪.‬‬

‫اوع تفتكر إنك لو مطلعتش الفلوس ده خب ليك‪ ،‬قال تعال‪( :‬وال يحسي‬
‫الذين يبخلون بما آتاهم هللا من فضله هو خبا لهم بل هو رش لهم‬
‫الل حوشناها دي‬
‫فهتيج الفلوس ي‬
‫ي‬ ‫سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة)‬
‫وبخلنا بيها تطوقنا حوالي رقبتنا يوم القيامة‪ ،‬طب ليه يارب؟ ألنك‬
‫مطلعتش حق الزكاة منها وبخلت بيها‪.‬‬

‫مهم نفكر نفسنا بالموت وإن عمرنا ممكن يخلص يف أي لحظة فنطهر قلبنا‬
‫الل بتشجعنا عليه آية الزكاة (وهلل مباث‬
‫من الدنيا ومنتعلقش بيها وهو ده ي‬
‫السموات واألرض) كل حاجة راجعة لربنا سبحانه وتعال فمنعلقش نفسنا‬
‫بدنيا زائلة ونطلع من فلوسنا حق ربنا وحق الغالبة‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫خامسا‪ /‬رشوط الزكاة‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلسالم‪ :‬غب المسلم بنسميها جزية وليها أحكام مش موضعها‬


‫هنا‪.‬‬

‫‪ -2‬الحرية‪ :‬فمفيش عبد بيطلع الزكاة‪.‬‬

‫‪ -3‬بلوغ النصاب‪ :‬مش أي مال بيكلع عليه زكاة الزم يبلغ مقدار معي‬

‫الل كان من رشطها إنه‬


‫‪ -4‬ال يشبط العقل والبلوغ‪ :‬عكس الصالة ي‬
‫يكون عاقل وبالغ‪.‬‬

‫فالوص الزم يطلعها عنه وال تسقط عنه‪.‬‬


‫ي‬ ‫صت ورث مبلغ‬
‫مثال لو ي‬

‫سادسا‪ /‬بنطلع الزكاة عن ايه؟‬

‫الذهب والفضة والنقود‬ ‫•‬


‫المعادن‪ :‬النحاس‪ ،‬الحديد‬ ‫•‬
‫اص الزراعية‬
‫الزروع والثمار واألر ي‬ ‫•‬
‫األنعام‬ ‫•‬

‫سابعا‪ /‬ايه هو النصاب؟‬

‫الل فوق تفرض‬


‫ال اما اوصله فأي حاجة من ال ‪ ٤‬ي‬
‫النصاب هو المقدار ي‬
‫عليا الزكاة و ده بيختلف من حاجة لحاجة فنصاب الذهب غب الفضة غب‬
‫الزروع غب األنعام‬

‫نصاب الدهب مثال ‪ 85‬جرام ذهب عيار ‪ 2٤‬طيب لو معايا ‪21‬؟ هيكون‬
‫‪ 97.5‬جرام وما يعادلها من أموال وفضة‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫يعت لو محوش فلوس يف البنك أو معايا فضة بحسب تمن النصاب من‬ ‫ي‬
‫الل معايا مساوي ليه او اكب واطلع منه الزكاة‪.‬‬
‫الدهب واشوف هل ي‬
‫إب أكون محوشه أو مسقعه‪ ،‬سواء‬ ‫بس ر‬
‫األساىس لحساب المبلغ ي‬
‫ي‬ ‫الرسط‬
‫كان استثمار يف دهب أو عملة أو شقة أو فلوس‪.‬‬

‫إنما لو بستخدمه أو هدفعه قريب مش هيكون معايا يف النصاب‪.‬‬

‫التاب إن يعدي عل النصاب ده الحول وهو سنة هجرية‪.‬‬ ‫ر‬


‫والرسط ي‬
‫كاب‪.‬‬
‫الل بحسب فيه عشان أعرف أحسب ز ي‬
‫يبق الزم أثبت اليوم الهجري ي‬

‫* طيب لو حوشت مبلغ يساوي النصاب او فوقه وعدى عليه سنة هجرية‬
‫اعمل ايه؟‬

‫الل هو ‪% 2.5‬‬ ‫ر‬


‫ال معايا رب ع العرس ي‬
‫اجمال المبلغ ي‬
‫ي‬ ‫أطلع من‬

‫الل كان معايا من سنة؟‬


‫* طيب لو الفلوس زادت عن ي‬
‫الل معايا يف آخر السنة مش أولها‪.‬‬
‫اطلع ‪ ٪2,5‬عل ي‬

‫ولو الفلوس قلت عن النصاب بعد ما عدت السنة؟‬

‫يبق أنا مش هطلع الزكاة السنة دي وهستت السنة الجاية أشوف معايا‬
‫النصاب وال ال‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫أما الزروع عشان تدخل النصاب الزم أكون محوشها مش أكل ر‬
‫وشب‬
‫بستخدمه‪.‬‬

‫الزم أوصل ‪ 612‬كيلو من القمح أو الشعب أو غبه أنا محوشهم عشان أطلع‬
‫زكاتهم وبتكون ‪ ٪10‬منهم لو بيبرعوا بماء المطر‪.‬‬

‫أما لو أنا بشبيله مية وبسقيه بمجهودي ومكن مش من المطر يبق هطلع‬
‫منه ‪ ٪5‬زكاة‪.‬‬

‫بالنسبة لألنعام والماشية بطلع الزكاة منهم عل حسب عددهم‪:‬‬

‫لكل ‪ 5‬ابل = بطلع شاة واحدة‬

‫ونفضل نزود لكل ‪ 5‬من اإلبل شاة لحد ما يوصلوا ل ‪ 25‬من االبل بنطلع‬
‫مكانهم ابل صغب عمره سنة بدل الشاة‪.‬‬

‫الل معانا وده بينطبق عل‬


‫وكل ما زادوا ببيد العمر والعدد زي الجدول ي‬
‫بقية الحيوانات زي الجدول بالضبط‪.‬‬

‫‪156‬‬
157
‫ثامنا‪ /‬مسائل أخري‪:‬‬

‫* هل ينفع أطلع الزكاة كل شهر؟‬


‫ده نقدر نسميه صدقة بس مش زكاة‪ ،‬الزكاة ليها وقت محدد ومقدار محدد‪.‬‬

‫* هل ينفع أعجل الزكاة واطلعها قبل معادها بالذات يف األزمات؟‬

‫اه ممكن نطلعها قبل موعدها وتعجيلها لو يف سبب أو احتياج شديد مع‬
‫الل بعدها‪.‬‬
‫تثبيت الحول بتاعنا السني ي‬
‫لو لقيت حالة محتاجة زكاة سنتي مش سنة واحدة هل يجوز؟ نعم ممكن‬
‫نطلع سنتي مع بعض أو نطلع زكاة سنة واحدة بزيادة تطوعا وصدقات‪.‬‬

‫* هل ينفع نحسب الحول عىل الميالدي؟‬

‫اه ممكن نحسب عل الحول الميالدي بنسبة ‪ ٪2.6‬واألفضل نحسب‬


‫عل الهجري‪.‬‬

‫تأخب الزكاة؟‬
‫* هل يجوز ر‬
‫ال يجوز تأخبها إال بعذر قهري زي إنك مسلفه لحد وهو مرجعهوش أو‬
‫محوش ذهب بس ومعرفتش تسيله وقت الدفع‪.‬‬

‫* مفروض نحدد النصاب يف يوم محدد وال يف شهر كامل؟‬

‫الصحيح إننا نحدد يوم بعينه ونطلع الزكاة قبل اليوم ده مش نسيبها غب‬
‫محددة‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫الزم تاخد بالك إن الزكاة ال تسقط بالجهل وال تسقط بالموت‪ ،‬فالزم قبل‬
‫الل نسيت‬‫وف السني ي‬‫توزي ع المباث الزكاة تطلع عنك وبعدين يتوزع‪ .‬ي‬
‫رجع وال‬
‫زكاتك أو مكنتش تعرف حكمها الزم تطلع عن كل السني دي بأثر ي‬
‫تسقط إال لما تطلعها‪.‬‬

‫* ينفع أطلع ما يعادل الدهب واألنعام فلوس وال الزم أطلعها من نفس‬
‫نوعها؟‬

‫الراجح إننا نطلعها حسب حاجة الفقراء‪ .‬لو محتاجي فلوس فنحسب‬
‫قيمة الدهب ونطلع ما يعادلها فلوس‪.‬‬

‫غب بلدي؟‬
‫* هل ينفع أطلع الزكاة لبلد ر‬
‫األول بالزكاة هم أهل بلدك فاألفضل تطلعها ليهم‪.‬‬

‫شقت أنا عايشة فيها مع والدي‬


‫ي‬ ‫رزف أو‬
‫* لو عندي محل وهو مصدر ي‬
‫هل عليها زكاة؟‬
‫ال‪ ،‬طالما بتستخدمه فمش عليه زكاة‪.‬‬

‫الزكاة بتكون عل أي حاجة انت محوشها بغرض االستثمار والفاصل يف كل‬


‫ده نيتك‪.‬‬

‫البت يسكن فيها فال زكاة عليها‪ ،‬بس لو نفس الشقة‬


‫يعت لو جايب شقة ي‬
‫ي‬
‫ابت يكب عشان أبيعها واجوزه يبق عليها زكاة‪.‬‬
‫ومستت ي‬
‫ي‬ ‫جايبها ومسقعها‬

‫‪159‬‬
‫فالفاصل هنا هو نيتك‪.‬‬

‫الل بتستخدمه المرأة كزينة‪ ،‬ليس عليه‬


‫ونفس الكالم ينطبق عل الذهب ي‬
‫زكاة طالما نيتها فيه إنه زينة وبتلبسه عشان شكله حلو‪.‬‬

‫أما لو نيتها إنه استثمار ومش بتلبسه فعليه زكاة حت لو كان عل شكل‬
‫غوايش أو غبه‪.‬‬

‫وبالنسبة للرجال لو لبس ذهب فعليه زكاة ويحرم لبسه‪.‬‬

‫المباث عليه زكاة؟‬


‫* هل ر‬
‫نعم‪ ،‬إذا تحققت فيه رشوط الزكاة الزم تطلعها بعد ما يكمل سنة‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫تاسعا‪ /‬مصارف الزكاة‪:‬‬

‫هنالف اإلجابة يف قوله تعال‪ ( :‬إنما الصدقات للفقراء‬


‫ي‬ ‫نطلع الزكاة لمي؟‬
‫وف‬
‫وف الرقاب والغارمي ي‬ ‫والمساكي والعاملي عليها والمؤلفة قلوب هم ي‬
‫سبيل هللا وابن سبيل فريضة من هللا)‬
‫فاحنا معانا ‪ 8‬أصناف من الناس يستحقوا الزكاة‪:‬‬

‫‪ -1‬الفقراء وهم محتاجي أكب من المساكي‪.‬‬

‫‪ -2‬المساكي‪.‬‬

‫الل بيجمعوا فلوس الزكاة حت لو أغنياء‪.‬‬


‫‪ -3‬العاملي عليها‪ :‬ي‬
‫الل دخلوا اإلسالم جديد وعايز أحببهم فيه‪.‬‬
‫‪ -٤‬المؤلفة قلوب هم‪ :‬ي‬
‫‪ -5‬يف الرقاب‪ :‬إعتاق رقبة وده مش موجود حاليا‪.‬‬

‫وتقض‬
‫ي‬ ‫‪ -6‬الغارمي‪ :‬من أهم مصارف الزكاة إنك تطلعها لحد عليه دين‬
‫عنه دينه ده‪.‬‬

‫‪ -7‬يف سبيل هللا‪ :‬الراجح إنها لتجهب الجيوش المسلمة‪.‬‬

‫‪ -8‬ابن السبيل‪ :‬شخص عل سفر لسه مش مستقر يف عمل وال سكن زي‬
‫الالجئي‪.‬‬

‫وال تجوز الزكاة لألصول وال للفروع من األهل‪ ،‬سواء أب أو ابن ألن‬
‫واجب عليك تنفق عليهم وتطلع ليهم صدقات‪.‬‬

‫والكالم ينطبق عل الزوج برده فال يجوز ليه إنه يطلع الزكاة لزوجته ألن‬
‫النفقة واجبة عليه‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫تعىط الزكاة لزوجها لو هو فقب أو مسكي أو عليه‬
‫ي‬ ‫لكن الزوجة يجوز إنها‬
‫ديون أو ينطبق عليه رشط من ر‬
‫الرسوط التمانية‪.‬‬

‫النت ﷺ جاءت زينب امرأة ابن مسعود‪ ،‬فقالت‪( :‬يا‬


‫وده حصل يف عهد ي‬
‫حل يل فأردت أن‬‫رسول هللا‪ ،‬إنك أمرت اليوم بالصدقة وكان عندي ي‬
‫أتصدق به‪ ،‬فزعم ابن مسعود أنه وولده أحق من أتصدق به عليهم‪ .‬فقال‬
‫النت ﷺ‪ :‬صدق ابن مسعود‪ ،‬زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم)‪.‬‬ ‫ي‬
‫فلو الزوجة ربنا كرمها بمباث أو أي مصدر دخل وزوجها ال يستطيع تلبية‬
‫ومرسب‪ -‬ويندرج تحت الفقراء‬‫ر‬ ‫االحتياجات األساسية ‪-‬مأكل وملبس‬
‫والمساكي يجوز انها تطلع الزكاة ليه‪.‬‬
‫ر‬
‫عاشا‪ /‬زكاة الفطر‪:‬‬

‫عل كل مسلم بالغ عاقل ونصابها صاع رز = ‪ 3‬كيلو‪.‬‬

‫فأي شخص مقتدر الزم يطلع ما يعادل ‪ 3‬كيلو رز عن نفسه وعن أهل‬
‫بيته‪ ،‬بتطلع بعد مغرب آخر يوم يف رمضان وقبل صالة العيد‪ ،‬واألرجح‬
‫إنها بتطلع للفقراء والمساكي فقط‪.‬‬

‫*هل ينفع أطلعها قبل آخر يوم رمضان؟‬


‫اه يجوز نطلعها يوم ‪ 27‬و‪ 28‬رمضان‪.‬‬

‫*هل ينفع أطلعها فلوس؟‬

‫النت ﷺ عمل هو والصحابة رضوان هللا‬


‫األفضل أطلعها حبوب زي ما ي‬
‫عليهم‪.‬‬

‫*لو نسيت وملحقتش أطلعها قبل صالة العيد؟ ينفع أطلعها بعد صالة‬
‫العيد بس بتكون يف حكم الصدقة وتسقط الفرض عنك‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫الركن الرابع‪ :‬صوم رمضان‬

‫الصوم عبادة عظيمة يكتب لصاحبها بسببها الحسنات وترفع بها درجته‬
‫يف الجنة وتزي ح عنه السيئات فهو أحد أركان هذا الدين الحنيف فعن عبد‬
‫أن ال َإل َه َّإَل ه ُ‬
‫اَّلل‬
‫‪ْ َ َ َ : ْ َ َ ُ َ ْ َ ُ :‬‬
‫س شهاد ِة‬
‫َّ َ‬ ‫هللا إبن عمر أنه قال ﴿ب ِ يت َاإلسَلم َعل خم ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫اَّلل‪ ،‬وإقام َّ‬ ‫ُ ه‬ ‫َ ً‬ ‫َّ‬
‫الصَل ِة‪ ،‬وإيت ِاء الزك ِاة‪ ،‬والحج‪ ،‬وصو ِم‬ ‫ِ‬ ‫وأن ُمح َّمدا َرسول ِ‬
‫َ َ‬
‫َر َمضان‪﴾.‬‬
‫ر‬
‫أوال‪ /‬ي‬
‫يعت ايه كلمة صيام؟؟‬

‫➢ لغة ‪ :‬هو اإلمساك واالمتناع عن القول ‪ .‬زي قول السيدة مريم‬


‫اب نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا"‬
‫" ي‬
‫شهوب البطن والفرج‬
‫ي‬ ‫➢ اصطالحا ‪ :‬اإلمساك عن المفطرات وعن‬
‫من طلوع الفجر وحت غروب الشمس مع وجود النية‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬مقصد الصيام‪:‬‬


‫ب َع َل هالذ َ‬
‫ين‬ ‫ب َع َل ْيك ُم ِّ‬
‫الص َي ُام َك َما كت َ‬ ‫آم ُنوا كت َ‬ ‫قال تعال ‪َ { :‬يا َأ ُّي َها هالذ َ‬
‫ين َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ه َ َّ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِمن ق ْب ِلك ْم ل َعلك ْم تتقون } فمقصد الصيام األول هو تحصيل التقوى‬

‫والتقوى ه إتقاء الحرام وإجتنابه‪ .‬فامتناعنا عن الحالل يف الصيام هو‬


‫تدريب لنفوسنا علشان يسهل عليها األمتناع عن الحرام ف كل وقت‬
‫علشان كده ْ‬
‫األول للصائم أنه يمتنع عن الحرام أثناء صيامه فعن أبو هريرة‬
‫رص هللا عنه أنه قال ‪ :‬سمعت رسول هللا صل هللا عليه وسلم يقول ‪:‬‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫صيامه الجوع والعطش )‬
‫ِ‬ ‫صائم حظه من‬
‫ٍ‬ ‫(رب‬

‫‪163‬‬
‫الصيام هو صيام العي بغض البرص وصيام اللسان عن النميمة وصيام اليد‬
‫المس يف أذية مثال وعدم الذهاب‬ ‫ر‬ ‫عن الرسقة مثال وصيام الرجل عن‬
‫ي‬
‫للمحرمات‪.‬‬
‫ر‬
‫والمرسب و هو حالل‪،‬‬ ‫لك أن تتخيل أن هللا عز وجل منعنا عن المأكل‬
‫فاألول إننا نمتنع عن الحرام عشان نحس بمعت الصيام‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬رشوط الصيام‪:‬‬

‫األول‪ :‬أن يكون مسلم موحد يشهد أم ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا‪.‬‬
‫ر‬
‫ولألنت‬ ‫الثاب‪ :‬ان يكون بالغ والبلوغ ليه عالمات معروفة بالنسبة للذكر‬
‫ي‬
‫المت‪ ،‬نبات شعر خشن حول‬ ‫ي‬ ‫خروج‬ ‫ثالثة‬ ‫من‬ ‫بواحدة‬ ‫البلوغ‬ ‫يكون‬ ‫للذكر‬
‫ر‬ ‫ُ‬
‫الق ُبل ‪ ،‬أو بتمام خمس ر‬
‫ولألنت نفس العالمات الثالثة ‪ ،‬وتزيد‬ ‫عرسة سنة‬
‫وه الحيض ‪.‬‬‫عالمة رابعة ي‬
‫الثالث‪ :‬عاقل والعاقل ضده المجنون المعتوه ‪ ،‬فكل من ليس له عقل ليس‬
‫عليه واجب من واجبات الدين ال صالة وال ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫الرابع‪ :‬مقيم قادر لقول هللا تعال {ومن كان مريضا أو عل سفر فعدة من‬
‫أيام أخر}‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬أنواع الصيام ‪:‬‬

‫الصيام نوعان واجب ‪ :‬وهو صيام رمضان والنذور او كفارة اليمي والقضاء‬
‫ومستحب ‪:‬وهو صيام النوافل ويوم عرفة واأليام القمرية او اي صيام‬
‫تطوع ‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫منه عن الصيام فيها زي أيام العيد وبعض‬
‫ي‬ ‫❖ و هناك بعض األيام‬
‫االيام مكروه فيها الصيام زي اخر ثالث أيام من شهر شعبان ويوم‬
‫عرفة للحاج ‪ ..‬فقد نه رسول هللا صل هللا عليه وسلم أن يصوم‬
‫الحاج يوم عرفة‪.‬‬

‫خامسا‪ /‬فضائل الصيام‪:‬‬

‫القدىس‬ ‫رص هللا عنه يقول رب العزة يف الحديث‬ ‫عن أبو هريرة ي‬ ‫•‬
‫َ َ يَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ه ُ َ َّ َ َ َّ ‪َ ْ َ َ ُّ :‬‬
‫﴿قال اَّلل عز وجل كل عم ِل اب ِن آدم له‪ِ ،‬إَل الصيام‪ ،‬هو يل وأنا‬
‫ب‬ ‫الصائم‪َ ،‬أ ْط َي ُ‬ ‫َأ ْجزي به َف َو هال ِذي َن ْف ُ‬
‫س ُم َح َّمد َبيده‪َ ،‬ل ُخ ْل َف ُة َفم َّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬
‫الم ْس ِك‪﴾.‬‬ ‫ح‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫هللا‬ ‫د‬ ‫ِعن‬

‫والصيام عبادة جمعت كل أنواع الصب ففيها صب عل الطاعة‬ ‫•‬


‫وصب عن المعصية وصب عل البالء علشان كده استحق أن‬
‫َ َ ُ‬ ‫يكون أجره بغب حساب قال تعال {إ َّن َما ُي َو َّف َّ‬
‫الص ِاب ُرون أ ْج َرهم‬ ‫ِ‬
‫اب }‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِبغ ِب ِحس ٍ‬
‫رص هللا عنه‬ ‫صيام شهر رمضان يكفر الذنوب فعن ابو هريرة ي‬ ‫•‬
‫أنه قال‪ :‬سمعت رسول هللا صل هللا عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫الج ْم َع ِة‪َ ،‬و َر َمضان إل َر َمضان‪،‬‬‫س‪َ ،‬و ْال ُج ْم َع ُة إل ُ‬ ‫َّ َ َ ُ َ‬
‫الخ ْم ُ‬ ‫﴿الصلوات‬
‫ْ َ ُ َّ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ ِّ ٌ‬
‫ُمكف َرات ما بينهن ِإذا اجتنب الكبا ِئر‪ ﴾.‬وعنه صل هللا عليه وسلم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫إيم ًانا ْ‬ ‫َ َ َ ََ َ َ‬
‫واح ِت َس ًابا‪ ،‬غ ِف َر له ما تقد َم ِمن‬ ‫ان‪َ ،‬‬ ‫أنه قال ﴿من صام رمض‬
‫َْ‬
‫ذن ِب ِه‪﴾.‬‬

‫الباهل أنه قال‬


‫ي‬ ‫وصيام النفل أيضا أجره عظيم فعن ابو امامة‬ ‫•‬
‫‪:‬سمعت رسول هللا صل هللا عليه وسلم يقول ‪ ﴿:‬من صام يوماً‬

‫‪165‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ف سبيل هللا جعل ُ‬
‫السماء‬
‫ِ‬ ‫هللا بينه وبي الن ِار خندقا كما بي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫واألرض﴾‪.‬‬
‫ِ‬

‫سادسا‪ /‬أداب الصيام‪:‬‬

‫وه سي عن الحبيب صل هللا عليه وسلم بس يصح الصيام من غبها‬‫ي‬


‫بأجر وحسنات أقل‪.‬‬

‫أ‪ -‬السحور فعن أنس بن مالك أنه قال‪ :‬ان رسول هللا صل هللا عليه‬
‫ًَ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َّ ُ‬
‫ور َب َركة‪﴾.‬‬ ‫َّ ُ‬
‫وسلم قال‪﴿ :‬تسحروا؛ فإن يف السح ِ‬
‫َّ‬
‫رص هللا عنه أنه قال‪ ﴿:‬أن ُه ْم‬ ‫ب‪ -‬تأخب السحور فعن زيد أبن ثابت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ه َ ي ُ َّ َ‬ ‫النت َص هل ُ‬ ‫َت َس َّح ُروا مع ِّ‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬ثم قاموا إل الصَل ِة‪ ،‬قلت‪:‬‬ ‫َ ي‬
‫ً‬ ‫ال‪َ :‬ق ْد ُر َخ ْمس َ‬
‫ي ْأو س ِّت َ‬ ‫َك ْم ْبي َن ُه َما؟ ق َ‬
‫ي‪َ ،‬ي ْع ِ يت َآية‪﴾.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫رص هللا عنه انه قال ‪:‬قال رسول هللا‬ ‫ت‪ -‬تعجيل اإلفطار فعن ابو هريرة‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ي َّ ُ َ‬
‫الفطر عجلوا‬
‫صل هللا عليه وسلم ﴿ ال يزال الناس بخ ٍب ما عجلوا ِ‬
‫َ َّ َ َ ِّ َ‬
‫اليهود يؤخرون﴾‬ ‫الفطر فإن‬

‫ث‪ -‬اإلفطار عل عدد فردي من التمر‪.‬‬

‫ج‪ -‬الزيادة يف قراءة القرأن يف وقت الصيام يف شهر رمضان فهو شهر‬
‫ْ ُ ْ ُ ُ ً ِّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََ َ َ ه‬
‫اس‬
‫يه القرآن هدى للن ِ‬ ‫القرأن قال تعال‪ { :‬شه ُر رمضان ال ِذي أ ِنزل ِف ِ‬
‫ِّ َ ْ ُ َ ٰ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫َ َ ِّ َ‬
‫ان }‬
‫ات من الهدى والفرق ِ‬ ‫وبين ٍ‬

‫ح‪ -‬الدعاء عند اإلفطار ‪.‬‬


‫ُ‬ ‫َ‬
‫رسول‬ ‫خ‪ -‬الكرم وإطعام الطعام عن عبد هللا أبن عباس انه قال‪﴿ :‬كان‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ه‬
‫يل َوكان‬
‫يلقاه جب ُ‬ ‫رمضان َ‬
‫حي‬ ‫اس َوكان أجود ما َيكون يف‬
‫اَّلل أجود الن ِ‬
‫ِ‬

‫‪166‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قال كان‬ ‫فيدارسه القرآن‬ ‫هر رمضان‬ ‫ليلة من ش ِ‬
‫جبيل يلقاه يف كل ٍ‬
‫أجود بالخب َ‬
‫من ِّ‬ ‫َ‬ ‫الس ُ‬
‫عليه َّ‬
‫يل ْ‬ ‫ُ‬
‫يلقاه جب ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ه‬
‫الري ِح‬ ‫ِ‬ ‫الم‬ ‫ِ‬ ‫حي‬ ‫اَّلل‬
‫رسول ِ‬
‫َ‬
‫المرسل ِة﴾‬

‫رص‬ ‫د‪ -‬اإلجتهاد ف ر‬


‫المؤمني عائشة ي‬
‫ه‬
‫العرس االواخر من رمضان عن ام‬ ‫ي‬
‫َّ‬
‫وشد ئ‬
‫المبرَ‬ ‫الليلَ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هللا عنها أنها قالت ﴿كان إذا دخل العرس أحيا‬
‫َ َ َُ‬
‫وأيقظ أهله﴾‬

‫رص هللا عنه أنه قال‪ :‬سمعت رسول‬ ‫ذ‪ -‬حفظ اللسان فعن أبو هريرة ي‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ُ ََ َ َ ْ َ َ :‬‬
‫﴿إذا أصبح أحدكم يوما صا ِئما‪ ،‬فال‬ ‫هللا صل هللا عليه وسلم يقول‬
‫ْ ُ ٌ َ َ َ ُ ِ َ ْ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ ْ ِّ َ ٌ ِّ‬ ‫َْ ُ ْ ََ َ ْ ْ َ‬
‫إب‬
‫إب ص ِائم‪ ،‬ي‬ ‫يرفث وَل يجهل‪ ،‬ف ِإ ِن امرؤ شاتمه‪ ،‬أو قاتله‪ ،‬فليقل‪ :‬ي‬
‫َصا ِئ ٌم‪﴾.‬‬

‫سابعا‪ /‬مكروهات الصيام‪:‬‬

‫تذوق الطعام يف وقت الصيام‪.‬‬ ‫•‬

‫جمع الريق‪.‬‬ ‫•‬

‫مالطفة الزوجة أو ما يسبق الجماع من االفعال‪.‬‬ ‫•‬

‫المبالغة يف المضمضة واالستنشاق‪.‬‬ ‫•‬


‫ً‬ ‫ر‬
‫كبة النوم نهارا‪.‬‬ ‫•‬

‫رص هللا عنه قال‪ :‬قال‬


‫عمل الذنوب يف رمضان عن ابو هريرة ي‬ ‫•‬
‫رسول هللا صل هللا عليه وسلم ﴿من لم َيد ْع َ‬
‫قول ُّ‬
‫الزور والعملَ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫َ ُ ر ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ه‬
‫وش َابه﴾‬ ‫َّلل حاجة بأن يدع طعامه‬
‫فليس ِ‬ ‫ِب ِه ‪،‬‬

‫‪167‬‬
‫ثامنا‪ /‬مبطالت الصيام‪:‬‬
‫ً‬ ‫األكل ر‬
‫والرسب متعمدا‪.‬‬ ‫•‬
‫ً‬ ‫ئ‬
‫القت عمدا‪.‬‬ ‫•‬

‫الجماع يف وقت الصيام‪.‬‬ ‫•‬

‫اإلستمناء‪.‬‬ ‫•‬

‫الحيض والنفاس‪.‬‬ ‫•‬

‫نية األفطار وإن لم تفطر‪.‬‬ ‫•‬

‫تاسعا‪ /‬القضاء وأحكامه‪:‬‬

‫❖ لمن اضطر بعذر‪ :‬كالمريض والحائض والمسافر والنفساء ويكون‬


‫التال‪.‬‬
‫عليهم قضاء االيام قبل رمضان ي‬
‫❖ ال يجوز القضاء يف أيام العيد‪.‬‬

‫❖ الزم ننوي لكل يوم يف القضاء بشكل منفصل‪.‬‬

‫❖ ال يجوز اإلفطار فيه‪.‬‬

‫❖ يف حالة موت الشخص وعليه أيام قضاء لو صام بعضها ومكملش‬


‫ياخد أجرهم كامل أن شاء هللا ولو مبدأش فيهم اصال عل أوالدة‬
‫يقضوها عنه او يطعموا عن كل يوم مسكي من اوسط ما‬
‫يطعمون أهليهم‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫❖ يف حالة شخص عنده مرض دائم يمنعه من الصيام عليه إطعام‬
‫مسكي عن كل يوم‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال ثم القضاء‪.‬‬ ‫❖ بدون عذر عليه التوبة‬

‫❖ من يجامع يف نهار رمضان عليه ان يكمل صيام اليوم والتوبة هلل‬


‫عز وجل وقضاء اليوم وعليه كفارة وتكون بالبتيب إما عتق رقبة؛‬
‫أو صيام شهرين متتابعي ؛أو إطعام ستي مسكي‪.‬‬
‫ر‬
‫عاشا‪ /‬بعض المسائل األخري‪:‬‬

‫➢ يف البالد ي‬
‫ال النهار بيكون طويل ويكون الليل قصب جدا يف الحالة‬
‫دي يبحث الشخص عل أقرب بلد بيتعاقب فيها الليل والنهار‬
‫ف مدة أربعة ر‬
‫وعرسون ساعة ويصوم عل توقيتها‪.‬‬

‫➢ يف حالة ركوب الطيارة والشمس لم تغرب يف الحالة دي ننتظر‬


‫الوصول للبلد المقصود لبى غروب الشمس ونفطر‪.‬‬
‫➢ لو األنسان ف بلد الليل والنهار بيتعاقبوا ف أربعة ر‬
‫وعرسون ساعة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ولكن مدة النهار كببة جدا وخاف عل نفسه المرض يفطر‬
‫وتكون االيام دي عليه والزم يقضيها‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫الركن الخامس‪ :‬الحج‬

‫الحج هو الركن األخب من أركان اإلسالم‪ ،‬وهو واجب مرة واحدة يف العمر‬
‫لمن استطاع إليه سبيال‪.‬‬

‫طب ايه نوع االستطاعة؟ المقصود هنا استطاعة مالية واستطاعة‬


‫جسدية‪.‬‬

‫يبق‬
‫يعت اما ي‬
‫ولو انت مستطيع فالحج واجب عليك يف أول االستطاعة‪ ،‬ي‬
‫بق‬
‫معاك فلوس الحج وانت قادر جسديا تحج الزم تحج قبل ما تفكر ي‬
‫تستثمر فلوسك أو تشبي دهب أو غبه الزم تحج عشان تسقط الفرض‬
‫من عليك‪.‬‬
‫ر‬
‫أوال‪ /‬ما ي‬
‫معت الحج ؟‬

‫تعريف الحج لغة‪:‬‬

‫عت‪:‬‬ ‫ْ َ ُّ َ ْ ْ َ ُ َ ْ َ ْ ُ َ َّ َ ْ َ ُ َ ٌ َ ْ َ َ َ َ َّ ُ َ‬
‫َ‪ - 1‬الحج‪ِ :‬بفت ِح الح ِاء ه َو القْصد‪ ،‬حج ِإلينا فلن‪ :‬أي ق ِدم‪ ،‬وحجه ي ي‬
‫َ َ ُ‪ٌ ُ َ ْ ٌ ُ ْ َ ٌ ُ َ َ .‬‬
‫ود‪.‬‬‫قصده ورجل محجوج‪ ،‬أي مقص‬
‫ً‬
‫اصطالحا‪:‬‬ ‫تعريف الحج‬
‫َ ُ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫لح ر َّ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ُّ‬
‫(وه َو ال َب ْيت‬ ‫وص‬‫ٍ‬ ‫الرس ِع‪ :‬ه َو ق ْصد َم ْو ِض ٍع َمخ ُص‬ ‫ِ‬ ‫‪ - 2‬ال َحج ِ يف اص ِط‬
‫ال‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ُ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ِّ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬
‫ال َح َر ُام َو َع َرفة) ِ يف َوق ٍت َمخ ُص‬
‫وص (وهو أشهر الحج) ِلل ِقي ِام ِبأعم ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫وصة َو َ ْ ُ ُ ُ َ َ َ َ َ َّ َ ُ َ َّ ْ ُ ْ َ ُ ْ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ‬
‫ور ال ُعل َم ِاء‬
‫ه الوقوف ِبعرفة‪ ،‬والطواف‪ ،‬والس يع ِعند جمه ِ‬ ‫مخ ص ٍ ِ ي‬

‫‪170‬‬
‫ثانيا‪ /‬ايه فوائد الحج؟‬

‫وف الحديث‬ ‫قال ﷺ‪( :‬من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) ي‬
‫الصحيح قال ﷺ‪ ( :‬الحج المبور ليس له جزاء إال الجنة)‪ .‬فالحج الصحيح‬
‫يسقط عنك كل ذنوبك كأنك لسه بتبدأ حياتك من األول‪.‬‬
‫َ ُ ُ ه َ ه هُ َ‬
‫اَّلل َعل ْي ِه‬ ‫اَّلل صل‬
‫عل زيادة الرزق زي ما قال رسول ِ‬ ‫كمان الحج بيساعد ي‬
‫َ ْ َ َ ُّ ُ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ه َ َ ُ َ ْ َ َ ِّ َ ُ ْ َ َ َّ ُ َ َ ْ‬
‫ان الفقر والذنوب كما ين ِ يق‬ ‫وسلم ‪:‬ت ِابعوا بي الحج والعمر ِة‪ ،‬ف ِإنهما ين ِفي ِ‬
‫الف َّض ِة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫الك ُب خ َبث الح ِد ِ‬
‫يد‪ ،‬والذه ِب‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬
‫ثالثا‪ /‬أنواع الحج‪:‬‬

‫‪ -1‬حج اإلفراد‪ :‬يف النوع ده بتنوي الحج بدون عمرة وال يجب عليك‬
‫النحر‪.‬‬

‫‪ -2‬حج القران‪ :‬بتعمل إحرام واحد تنوي فيه الحج والعمرة مع‬
‫بعض‪.‬‬

‫‪ -3‬حج التمتع‪ :‬بتبدأ يف إحرامك بنية العمرة وتعملها بعد كده تتحلل‬
‫تاب وتبدأ مناسك الحج‪ .‬وهو ده النوع‬‫من إحرامك بعدين تحرم ي‬
‫الل وص به الرسول ﷺ أصحابه‪.‬‬ ‫ي‬

‫رابعا‪ /‬خطوات الحج‪:‬‬

‫‪ -1‬النية‪ :‬أحدد أنا هعمل حج فقط وال حج وعمرة‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلحرام‪ :‬بنستعد يف اإلحرام بتقليم األظافر‪ ،‬وإزالة شعر الجسم‬


‫الزائد‪ ،‬واالغتسال بنية اإلحرام‪ ،‬وبنتجنب أي عطر‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫ونصل‬
‫ي‬ ‫وبعد ما نستعد بننوي التوبة النصوح ونلبس بعدها لبس اإلحرام‬
‫كعت اإلحرام‪.‬‬
‫ر ي‬
‫سفل ورداء للجزء العلوي بدون أي خياطة‬
‫ي‬ ‫بالنسبة للرجال بيكون ليهم إزار‬
‫يغىط كعب القدم‬
‫ي‬ ‫ويكشف كتفه األيمن ومعاه صندل أو شبشب بحيث ال‬
‫كوتس مثال‪.-‬‬‫ر‬ ‫وال األصابع –مينفعش يلبس‬
‫ي‬
‫أما النساء فمش ملزمة بلبس معي‪ ،‬أهم حاجة إن لبسها يكون محتشم‬
‫وساتر وحجاب صحيح‪.‬‬

‫ويجوز االستعداد باللبس يف البيت قبل ما نركب الطيارة أو نلبس يف‬


‫الميقات لو مش مسافرين جوي‪.‬‬

‫‪ -3‬بداية من اإلحرام نبدأ بالتلبية سواء كنا يف الميقات أو الباص أو الطيارة‪.‬‬

‫ه محظورات اإلحرام؟‬
‫طب ايه ي‬
‫تغطية الرأس‪ ،‬قص الشعر أو األظافر‪ ،‬الصيد‪ ،‬استخدام العطور‪ ،‬الجماع‪.‬‬

‫كل دي محظورات البد اإلنسان يتجنبها من وقت اإلحرام‪ ،‬وكمان البد إن‬
‫المحرم يتجنب الجدال والرفث والفسوق يف الحج‪.‬‬

‫ىسء‬ ‫ر‬
‫ناىس فال ي‬
‫طيب لو وقع اإلنسان يف محظور من دول يعمل ايه؟ لو ي‬
‫عليه‪ ،‬بس لو متعمد بيكون عليه صيام ‪ 3‬أيام يف الحج و‪ 7‬أيام بعد ما‬
‫يرجع‪.‬‬

‫‪ -4‬طواف القدوم‪ :‬أول ما توصل مكة وتشوف الكعبة ابدأ قول‪ :‬هللا أكب‪ ،‬هللا‬
‫ه دعوة‬ ‫وادع بعدها‪ ،‬أول دعوة ليك ي‬ ‫ي‬ ‫أكب‪ ،‬هللا أكب‪ ،‬ال إله إال هللا‪.‬‬
‫مستجابة فمتضيعش اللحظة دي وتنشغل بالتصوير أو غبه‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫الطواف ‪ 7‬أشواط عكس عقارب الساعة ومع بداية كل شوط ببفع ايدك‬
‫عند الحجر األسود ومش رشط إنك تلمسه أو تقبله عشان تتجنب الزحام‪.‬‬

‫وصل ركعتي خلف مقام إبراهيم أو يف‬


‫ي‬ ‫غىط كتفك األيمن‬
‫ي‬ ‫وبعد الطواف‬
‫أي مكان يف المسجد الحرام‪.‬‬

‫وتنته بالمروة‪.‬‬
‫ي‬ ‫السع‪ 7 :‬أشواط تبدأ بالصفا‬
‫ي‬ ‫‪-5‬‬

‫السع المتمتع هيتحلل من عمرته فالرجل يحلق شعره والمرأة تقص‬‫ي‬ ‫‪ -6‬بعد‬
‫ويقدر بعدها يفك إحرامه ويتنظر يوم ‪8‬‬ ‫قيد أنملة من شعرها‪.‬‬
‫عشان يبدأ مناسك الحج‪ .‬أما حج القران فمش هيتحلل من العمرة‬
‫والهيفك اإلحرام وهينتظر يوم ‪ 8‬عشان يبدأ المناسك بنفس اإلحرام‪.‬‬

‫‪ -7‬يوم ‪ 8‬المتمتع هبجع للميقات يحرم ي‬


‫تاب‪ ،‬والمفرد هيبدأ المناسك من هنا‬
‫وهو لسه جاي بإحرامه وحج القران هينتقل معاهم بدون إعادة إحرامه‬
‫ويتجهوا كلهم لمت ويباتوا فيها ويقرصوا الصلوات هناك‪.‬‬

‫‪ -8‬عرفة‪ :‬يتوجهوا جميعا لعرفة وهو أهم ركن يف الحج‪.‬‬


‫هيصلوا الضهر والعرص قرصا وجمعا مع بعض عشان يتفرغ الحاج من‬
‫الضهر للدعاء والذكر حت المغرب‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫‪ -9‬مزدلفة‪ :‬بيتوجه الحجاج لمزدلفة بعد المغرب ويصلوا هناك المغرب‬
‫لرم الجمارات يف‬
‫والعشاء ويباتوا فيها ويجمعوا الحض استعدادا ي‬
‫الل بعده‪.‬‬
‫اليوم ي‬

‫‪ -10‬ي‬
‫رم الجمارات‪ :‬أول مرة بب يم ‪ 7‬حصوات يف جمرة العقبة‪ .‬ويجوز إن‬
‫ويرم عنهم عشان الزحام‪.‬‬
‫ي‬ ‫كبار السن أو النساء ينوب عنهم حد‬

‫‪ -11‬النحر‪ :‬أول أيام العيد هو أفضل أيام السنة وكل حاج عليه ذبح خروف‬
‫أو كل ‪ 7‬يشبكوا يف جمل‪ .‬سواء ذبح بنفسه أو فوض حد يدبح عنه‪.‬‬

‫‪ -12‬التحلل من اإلحرام‪ :‬التحلل األصغر لجميع الحجاج –اإلفراد والقران‬


‫والتمتع‪ -‬زي ما رشحنا بعد العمرة‪ .‬وهنا تحل كل محظورات اإلحرام‬
‫ما عدا الجماع‪.‬‬

‫ً‬
‫جميعا لمكة عشان يطوفوا وهو من‬ ‫‪ -13‬طواف اإلفاضة‪ :‬ببجع الحجاج‬
‫أركان الحج‪ .‬بالنسبة للمفرد فالزم يسع بي الصفا والمروة بعد‬
‫سع قبل الحج وكمان المتمتع ألنه تحلل‪.‬‬
‫الطواف ألنه معملش ي‬

‫‪ -14‬مت‪ :‬هبجع الحجاج للبيات ف مت ‪ 3‬أيام ر‬


‫الترسيق ويخرجوا من مت‬ ‫ي‬
‫لرم الجمرات‪.‬‬
‫فقط ي‬

‫‪174‬‬
‫تاب يوم وميقعدش اليوم‬ ‫‪ -15‬المتعجل‪ :‬ممكن ر‬
‫يمس قبل غروب شمس ي‬
‫ي‬
‫التالت‪.‬‬

‫‪ -16‬طواف الوداع‪ :‬بعد أيام ر‬


‫الترسيق ببجع الحجاج لمكة يطوفوا آخر مرة‬
‫ويودعوا مكة‪.‬‬

‫خامسا‪ /‬أركان الحج‪:‬‬

‫السع‪.‬‬
‫ي‬ ‫اإلحرام‪ ،‬عرفة‪ ،‬طواف اإلفاضة‪،‬‬
‫لو حجيت بدون واحد من دول فالحج غب صحيح‪.‬‬

‫سادسا‪ /‬واجبات الحج‪:‬‬

‫رم الجمرات‪.‬‬
‫اإلحرام من مكان الميقات‪ ،‬البيات يف مزدلفة‪ ،‬البيات يف مت‪ ،‬ي‬
‫فكل الواجبات دي لو سقطت منك حجك صحيح ولكن عليك كفارة‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫و أخبا الحج هو رحلة روحانية بتمثل قمة الطاعة والعبودية هلل‪ .‬مقصد‬
‫الحج مش بس زيارة األماكن المقدسة‪ ،‬لكن هو تجربة بتغب القلوب‬
‫والنفوس‪ ،‬وببفع من مستوى اإليمان واليقي باهلل‪ .‬لما بنأدي مناسك‬
‫الحج‪ ،‬بنعيش لحظات من اإلخالص واالتصال العميق بربنا‪ ،‬وبنستشعر‬
‫الوحدة والتساوي بي جميع المسلمي مهما اختلفت جنسياتهم وألوانهم‪.‬‬

‫الحج بيعلمنا الصب والتحمل‪ ،‬وبببينا عل الطاعة واالنقياد ألوامر هللا‬


‫بدون تردد‪ .‬بيذكرنا بقصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل‪ ،‬وبيخلينا‬
‫نستحرص قوة اإليمان والتضحية يف سبيل هللا‪ .‬يف كل خطوة بنخطوها يف‬
‫مناسك الحج‪ ،‬بنقبب من هللا أكب‪ ،‬وبنحس بفضل هللا ورحمته علينا‪.‬‬

‫خاتمة الحج بتكون بعودتنا ألوطاننا بقلوب جديدة ونفوس نقية‪ ،‬بتكون‬
‫توبتنا نصوح‪ ،‬ونيتنا صافية لبداية حياة مليانة بالطاعة والعبادة‪ .‬ببجع‬
‫الحقيق يف حياتنا اليومية‪ ،‬وبيدفعنا‬
‫ي‬ ‫روح عميق بيوصلنا للتغيب‬ ‫ي‬ ‫بحس‬
‫لنكون أفضل يف عالقتنا بربنا وعالقتنا بالناس‪.‬‬
‫ً‬
‫مشكورا‪ ،‬وأن يعيدنا من‬ ‫ً‬
‫وسعيا‬ ‫ورا‬ ‫ندعو هللا أن يكتب لنا ولكم ً‬
‫حجا مب ً‬
‫حجنا بقلوب مملوءة باإليمان واليقي‪ ،‬وبنفوس متمسكة بالطاعة‬
‫والعبادة‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫خاتمة‬
‫خالص وصلنا لنهاية رحلتنا مع الكتاب الجميل ده‪" ،‬نقطة ومن أول‬
‫الل أخدنا يف جولة ممتعة ومفيدة جوة أساسيات ديننا الحنيف‪.‬‬ ‫السطر"‪ ،‬ي‬
‫زب وزيك‪،‬‬ ‫الكتاب ده مش مجرد شوية معلومات‪ ،‬أل‪ ،‬ده دليل للشباب ي ي‬
‫بيوضح لنا حاجات كتب كنا بنعدي عليها برسعة أو بنجهلها ً‬
‫تماما‪ .‬النهاردة‪،‬‬
‫الل اتعلمناه ونفكر إزاي‬
‫وإحنا بنقف عل عتبة الختام‪ ،‬الزم نراجع سوا ي‬
‫نقدر نطبقه يف حياتنا اليومية‪.‬‬

‫أول حاجة بدأنا بيها كانت أركان اإليمان الستة‪ .‬اتعلمنا إن اإليمان باهلل مش‬
‫مجرد كلمة بنقولها‪ ،‬أل‪ ،‬ده عقيدة بتسكن يف قلوبنا وتنعكس عل ترصفاتنا‪.‬‬
‫ىسء‪.‬‬ ‫ر‬
‫لما بنقول بنؤمن باهلل‪ ،‬بنؤمن بصفاته وأفعاله‪ ،‬بنؤمن بقدرته عل كل ي‬
‫الل ربنا خلقها‬
‫بعدها جينا عل اإليمان بالمالئكة‪ ،‬الكائنات النورانية ي‬
‫لطاعته وتنفيذ أوامره‪ .‬دي مش مجرد معلومات نعرفها‪ ،‬دي حاجات الزم‬
‫تأثر يف سلوكنا وتخلينا نكون أكب طاعة لربنا‪.‬‬

‫الل كانت نزلت عل األنبياء‪ ،‬كل‬


‫وكملنا الرحلة باإليمان بالكتب السماوية‪ ،‬ي‬
‫كتاب كان هداية ونور يف زمنه‪ ،‬والقرآن الكريم هو خاتمهم وأكملهم‪ .‬بعدين‬
‫بيج برسالة تهدي الناس‬ ‫ي‬ ‫نت كان‬
‫جينا لإليمان بالرسل‪ ،‬وشفنا ازاي كل ي‬
‫وتنور طريقهم‪ ،‬وكلهم كانوا بيكملوا بعض لحد ما جه خاتم األنبياء‪ ،‬سيدنا‬
‫محمد ﷺ‪.‬‬

‫الل هنقف فيه كلنا قدام‬


‫مشينا بعد كده عل اإليمان باليوم الخر‪ ،‬اليوم ي‬
‫ربنا ونتحاسب عل كل حاجة عملناها‪ .‬اليوم ده الزم يكون يف بالنا طول‬
‫الوقت‪ ،‬يخلينا نفكر قبل ما نعمل أي حاجة‪ ،‬نراجع نفسنا ونتوب عن‬
‫وشه‪ ،‬وازاي نرص بقضاء‬ ‫ً‬
‫وأخبا‪ ،‬اتكلمنا عن اإليمان بالقدر خبه ر‬ ‫غلطاتنا‪.‬‬
‫ربنا ونثق يف حكمته‪ ،‬حت لو األمور ما كانتش ماشية زي ما إحنا عايزين‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫بعد ما خلصنا أركان اإليمان‪ ،‬دخلنا عل أركان اإلسالم الخمسة‪ .‬الشهادتي‪،‬‬
‫الل هما مفتاح الدخول لإلسالم‪ ،‬ما ينفعش نكون مسلمي من غب ما‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫نشهد أن ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا‪ .‬بعد كده الصالة‪ ،‬الركن ي‬
‫الل‬
‫بيخلينا عل اتصال دائم بربنا‪ ،‬زي ما اتكلمنا قبل كده عن ازاي الصالة‬
‫بتهدي وتنه عن الفحشاء والمنكر‪.‬‬
‫الل بيطهر مالنا وبيساعدنا نساعد غبنا‪.‬‬
‫بعد الصالة جينا عل الزكاة‪ ،‬الركن ي‬
‫اتعلمنا إن الزكاة مش بس فلوس بنطلعها‪ ،‬دي عبادة ووسيلة لتحقيق‬
‫العدالة االجتماعية‪ .‬الصيام جه بعد كده‪ ،‬والشهر الفضيل رمضان ي‬
‫الل‬
‫بنتعلم فيه الصب والتحكم يف شهواتنا‪ ،‬والصيام مش بس عن األ كل‬
‫والرسب‪ ،‬لكن عن كل ما يغضب ربنا‪.‬‬ ‫ر‬

‫الل بنأديه مرة واحدة يف العمر لو قدرنا‪ .‬الحج‬ ‫ً‬


‫وأخبا‪ ،‬ركن الحج‪ ،‬الركن ي‬
‫مش مجرد مناسك بنعملها‪ ،‬ده رحلة روحية بتغب فينا حاجات كتب‬
‫وبتخلينا نرجع بقلوب جديدة ونفوس أنق‪.‬‬

‫الل اتعلمناه مش ينفع يفضل‬‫وإحنا بنختم الكتاب‪ ،‬الزم نفتكر إن العلم ي‬


‫مجرد كالم يف الكتب‪ .‬العلم ده الزم يبجم ألفعال‪ ،‬والزم يبق عندنا نية‬
‫الل عرفناه‪ .‬حياتنا ممكن تكون مليانة تحديات‬ ‫صادقة إننا نطبق كل ي‬
‫ومشاكل‪ ،‬لكن ً‬
‫دايما الزم نفتكر إن ربنا معانا‪ ،‬وإنه هو الموفق والمعي‪.‬‬

‫يعت مهما غلطنا أو بعدنا‪،‬‬


‫نقطة ومن أول السطر‪ ،‬ده عنوان معناه كبب‪ ،‬ي‬
‫دايما يف فرصة نبدأ من جديد‪ ،‬نصلح غلطاتنا ونرجع لطريق ربنا‪ .‬خلينا‬ ‫ً‬
‫نستغل الفرصة دي ونبدأ صفحة جديدة يف حياتنا‪ ،‬صفحة مليانة باإليمان‬
‫والطاعة‪ ،‬صفحة نكون فيها قدوة حسنة لغبنا‪ ،‬ونحقق بيها رضا ربنا‬
‫وسعادتنا يف الدنيا والخرة‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫يف النهاية‪ ،‬الزم أقولك إنك مش لوحدك يف الرحلة دي‪ .‬خلينا نتعاهد إننا‬
‫ولل‬
‫ونبت حياة أفضل لنا ي‬
‫ي‬ ‫نكمل المشوار‪ ،‬ونكون أحسن نسخة من نفسنا‪،‬‬
‫ً‬
‫جميعا لكل خب‪ ،‬وي هدينا لطريقه المستقيم‪.‬‬ ‫حوالينا‪ .‬وربنا يوفقنا‬

‫تم بحمد هللا‬


‫فريق منصة منب‬

‫‪179‬‬
‫الفهرس‬
‫إهداء ‪2 ..........................................................................................‬‬
‫عن منصة منبر ‪3 .............................................................................‬‬
‫مقدمة ‪6 .........................................................................................‬‬
‫نبذة عن الكتاب ‪8 ..............................................................................‬‬
‫هو العلم الشرعي ضروري ؟ ‪10 ..........................................................‬‬
‫الباب األول‪14 ............................................................................... :‬‬
‫أركان االيمان ‪14 .............................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإليمان بالل ‪15 ..............................................................‬‬
‫توحيد الربوبية و األلوهية ‪16 ...............................................................‬‬
‫توحيد االسماء والصفات ‪22 ................................................................‬‬
‫االسماء الحسني ‪32 ...........................................................................‬‬
‫اسم (هللا) ‪34 ...............................................................................‬‬
‫الرحمن – الرحيم‪35 .....................................................................‬‬
‫الملك ‪36 ....................................................................................‬‬
‫القدوس ‪37 .................................................................................‬‬
‫السالم ‪38 ...................................................................................‬‬
‫المؤمن ‪38 ..................................................................................‬‬
‫المهيمن ‪39 .................................................................................‬‬
‫العزيز ‪40 ..................................................................................‬‬
‫الجبار ‪41 ...................................................................................‬‬
‫المتكبر ‪41 ..................................................................................‬‬
‫الخالق‪42 ...................................................................................‬‬
‫البارئ ‪43 ..................................................................................‬‬

‫‪180‬‬
‫المصور ‪44 ................................................................................‬‬
‫الغفار ‪45 ...................................................................................‬‬
‫القهار ‪46 ...................................................................................‬‬
‫الوهاب‪47 ..................................................................................‬‬
‫الفتاح ‪48 ....................................................................................‬‬
‫الرزاق ‪48 ..................................................................................‬‬
‫العليم ‪49 ....................................................................................‬‬
‫القابض‪/‬الباسط‪/‬الخافض‪/‬الرافع ‪50 .....................................................‬‬
‫السميع ‪ /‬البصير ‪51 ......................................................................‬‬
‫الحكم ‪ /‬العدل ‪52 ..........................................................................‬‬
‫اللطيف‪53 ..................................................................................‬‬
‫الخبير ‪54 ...................................................................................‬‬
‫الحليم‪55 ....................................................................................‬‬
‫العظيم‪56 ...................................................................................‬‬
‫الغفور ‪57 ..................................................................................‬‬
‫الشكور ‪57 .................................................................................‬‬
‫العلي ‪58 ....................................................................................‬‬
‫الكبير ‪59 ...................................................................................‬‬
‫الحفيظ ‪59 ..................................................................................‬‬
‫المقيت ‪60 ..................................................................................‬‬
‫الحسيب ‪61 .................................................................................‬‬
‫الجليل ‪61 ...................................................................................‬‬
‫الكريم ‪62 ...................................................................................‬‬
‫الرقيب ‪63 ..................................................................................‬‬

‫‪181‬‬
‫المجيب ‪63 .................................................................................‬‬
‫الواسع ‪65 ..................................................................................‬‬
‫الحكيم ‪65 ...................................................................................‬‬
‫الودود ‪67 ...................................................................................‬‬
‫المجيد ‪68 ...................................................................................‬‬
‫الباعث ‪68 ..................................................................................‬‬
‫الشهيد ‪69 ...................................................................................‬‬
‫الحق ‪69 ....................................................................................‬‬
‫الوكيل‪70 ...................................................................................‬‬
‫القوي‪-‬المتين ‪71 ...........................................................................‬‬
‫الولي ‪72 ....................................................................................‬‬
‫الحميد ‪73 ...................................................................................‬‬
‫المحصي ‪74 ...............................................................................‬‬
‫المبدئ‪ -‬المعيد‪-‬المحي‪-‬المميت ‪75 ......................................................‬‬
‫الحي‪-‬القيوم ‪76 ............................................................................‬‬
‫الواجد‪-‬الماجد ‪76 ..........................................................................‬‬
‫الواحد‪-‬األحد ‪77 ...........................................................................‬‬
‫الصمد ‪78 ..................................................................................‬‬
‫القادر‪-‬المقتدر ‪78 ..........................................................................‬‬
‫المقدم والمؤخر ‪79 ........................................................................‬‬
‫األول واآلخر ‪80 ..........................................................................‬‬
‫الظاهر ‪82 ..................................................................................‬‬
‫الباطن ‪82 ..................................................................................‬‬
‫الوالي والمتعالي ‪83 ......................................................................‬‬

‫‪182‬‬
‫البر ‪84 ......................................................................................‬‬
‫التواب ‪85 ..................................................................................‬‬
‫العفو ‪87 ....................................................................................‬‬
‫الرؤوف ‪88 ................................................................................‬‬
‫مالك الملك ‪89 .............................................................................‬‬
‫ذو الجالل واإلكرام‪89 ...................................................................‬‬
‫المقسط ‪90 ..................................................................................‬‬
‫الجامع ‪90 ..................................................................................‬‬
‫الغني‪ ،‬المغني‪ ،‬المانع ‪91 ................................................................‬‬
‫الضار ‪/‬النافع ‪92 ..........................................................................‬‬
‫النور ‪93 ....................................................................................‬‬
‫الهادي ‪95 ..................................................................................‬‬
‫البديع ‪95 ....................................................................................‬‬
‫الباقي ‪96 ...................................................................................‬‬
‫الوارث ‪96 .................................................................................‬‬
‫الرشيد ‪97 ..................................................................................‬‬
‫الصبور ‪97 .................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اإليمان بالمالئكة ‪99 ........................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اإليمان بالكتب ‪105 ........................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإليمان بالرسل ‪110 .......................................................‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬اإليمان باليوم األخر ‪112 ...............................................‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬اإليمان بالقدر خيره و شره‪123 .......................................‬‬
‫مسائل ايمانية ‪126 ............................................................................‬‬
‫الباب الثاني ‪130 ..............................................................................‬‬

‫‪183‬‬
‫أركان اإلسالم ‪130 ...........................................................................‬‬
‫الركن األول‪ :‬الشهادتين ‪131 ...............................................................‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬الصالة ‪136 ..................................................................‬‬
‫الركن الثالث‪ :‬الزكاة ‪150 ...................................................................‬‬
‫الركن الرابع‪ :‬صوم رمضان ‪163 .........................................................‬‬
‫الركن الخامس‪ :‬الحج ‪170 ..................................................................‬‬
‫خاتمة ‪177 .....................................................................................‬‬

‫‪184‬‬
‫لتحميل اصداراتنا السابقة اضغط عىل اسم الكتاب المراد‬
‫تحميله‬

‫كتاب اإلجابة‬ ‫كتاب البداية‬

‫‪Countless Blessings‬‬

‫‪185‬‬

You might also like