Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫كمية الدراسات األفريقية العميا‬

‫النظام السياسي في كينيا منذ االستقالل‬

‫إعداد ‪/‬‬

‫وائل فاروق عبد الشافي‬


‫باحث في الشئون السياسية واالقتصادية األفريقية‬

‫كمية الدراسات األفريقية العميا – جامعة القاىرة‬

‫‪1028‬‬
‫تقسيم الدراسة‬

‫مقدمة‬

‫المطمب األول ‪ :‬محددات النظام السياسي في كينيا ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬محددات البيئة الداخمية‬

‫ثانيا ‪ :‬محددات البيئة الخارجية‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬أطر الحياة السياسة في كينيا ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬السمطة التشريعية ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬السمطة التنفيذية ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬السمطة القضائية ‪.‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬ديناميات الحياة السياسية في كينيا ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬األحزاب السياسية‬

‫ثانياً ‪ :‬جماعات الضغط‬

‫قائمة المراجع ‪.‬‬


‫مقدمة ‪:‬‬

‫تتناول ىذه الدراسة النظام السياسي في كينيا وذلك منذ استقالليا عن المممكة البريطانية‬
‫المتحدة في ‪ 21‬ديسمبر عام ‪ , 2691‬حيث تتمتع دراسة النظام السياسي لمدولة بأىمية قصوى‬
‫في إطار دراسة النظم السياسة السيما اإلفريقية حيث أن النظام بحسب تعريف " ديفيد إستون "‬
‫عبارة عن مجموعة من المكونات الرسمية وغير الرسمية والتي تتفاعل مع بعضيا في إطار بيئة‬
‫محددة بيدف التخصيص السمطوي لمقيم استنادا إلى عالقات القوى ‪.‬‬

‫وتكمن إشكالية الدراسة في انو بالرغم من شيرة كينيا منذ استقالليا بأنيا واحدة من أكثر الدول‬
‫األفريقية استق ار ار مع وجود معارضة قوية ومنظمة ضد الحكومة إال أن ىذا االستقرار ما ىو إال‬
‫استقرار ظاىري يخفى تفاعالت صراعات مستمرة و متزايدة بين الحكومة والمعارضة والتي‬
‫استخدم كل طرف فييا كل ما ىو متاح من الوسائل لمتعبير عن مواقفو وفرضيا مستخدماً في‬
‫ذلك التدرج من اإلدانة وحشد الرأي العام مرو اًر بالشكاوى لممنظمات والييئات الدولية وصوالً إلي‬
‫ال من الرئيسين كينياتا واراب مواي وتدبير‬
‫مجموعة من محاوالت االغتيال لرموز المعارضة و لك ً‬
‫المؤامرات واالنقالبات ‪.‬‬

‫وبالرغم من وصول الرئيس كينياتا لمحكم عام ‪ 2691‬عن طريق انتخابات ديمقراطية في ظل‬
‫تعدد حزبي إال انو تم فرض نظام دولة الحزب الواحد عام ‪ 2696‬ولم تشيد كينيا في عيد‬
‫الرئيس كينياتا أي شكل من أشكال التعددية الحزبية حتى وفاتو عام ‪ 2698‬ولكن شيدت كينيا‬
‫في تمك الفترة انتخابات تنافسية واتسمت كل من الصحافة واإلعالم والقضاء والنقابات بالحرية ‪.‬‬

‫ولكن بعد تولى الرئيس موى الحكم عام ‪ 2698‬تقمصت مساحة الحريات واستقالل المؤسسات‬
‫الحكومية وغير الحكومية وبدأت عمميات تزوير االنتخابات مما عكس تدنى وضعف الييكل‬
‫المؤسسي الموروث من قبل الحاكم السابق كينياتا ‪ ,‬ليتبقى لنا التساؤل الرئيسي عن مدى طبيعة‬
‫وتكوين النظام السياسي الكيني وما ىي ديناميات الحياة السياسية في كينيا منذ استقالليا ‪.‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬محددات النظام السياسي في كينيا ‪.‬‬

‫ىناك العديد من العوامل والمحددات التي تؤثر عمى النظام السياسي في كينيا وتتراوح ىذه‬
‫المحددات مابين محددات البيئة الداخمية ومحددات البيئة الخارجية‬

‫أوالً ‪ :‬محددات البيئة الداخلية‬

‫‪ -1‬المحددات الجغرافية ‪.‬‬

‫يتأثر النظام السياسي في كينيا بالعديد من العوامل الجغرافية حيث تنقسم جميورية كينيا إداريا‬
‫إلى سبعة أقسام ( مقاطعات ) إدارية وىم ‪ ( :‬الوسطى ‪ ,‬والساحمية ‪ ,‬والشرقية ‪ ,‬والشمالية‬
‫الشرقية ‪ ,‬والغربية ‪ ,‬ونيان از ‪ ,‬واألخدود العظيم ‪ ,‬باإلضافة إلى العاصمة نيروبى )‬

‫و نجد أن ىناك تيديدات داخمية ناشئة عن حركات اثنيو انفصالية أو من خالل سياسات‬
‫الحكومة في توزيع األرض والدخل القومي وتوزيع المشروعات التنموية بين المناطق المختمفة‬
‫والسياسات التنموية واإلدارية المتبعة وكيفية تنظيم وتوزيع السمطة بين العاصمة والمحميات كما‬
‫أن لتأثير المعطيات الجغرافية التي صنعيا االستعمار األوربي أثاره السمبية التي عانت وال تزال‬
‫تعانى منيا كينيا والتي تمس بشكل مباشر األمن و واالندماج الوطني والوحدة السياسية ‪ ,‬ومدى‬
‫‪2‬‬
‫‪ ,‬حيث تتنوع التضاريس الجغرافية في‬ ‫قدرة النظام السياسي عمى احتواء ىذه التيديدات ‪.‬‬
‫كينيا مما أدي إلي تنوع أوجو النشاط االقتصادي ما بين ثروة زراعية وثروة تعدينية وتنوع في‬
‫المحاصيل الزراعية من منطقة ألخرى وتنوع حجم اإلنتاج واختالفو ‪ ,‬وتنتج كينيا المحاصيل‬
‫االستوائية وشبة االستوائية والمعتدلة المناخ ‪ ,‬ويحدد معدل سقوط األمطار واختالفيا حجم الناتج‬
‫الز ارعي من الناتج القومي اإلجمالي ‪ ,‬كما أن معدل سقوط األمطار مابين معدالت طبيعية تؤدى‬
‫إلى زيادة المحاصيل الزراعية وبين معدالت غير طبيعية تؤدى إلى تدمير المحاصيل الزراعية‬
‫والبنية األساسية واإلضرار باالقتصاد القومي في حالة الزيادة ‪ ,‬وبين الجفاف في حالة النقص‬
‫كما حدث في عام ‪ , 1000 – 2668 , 2661‬والذي أدى إلى تضرر قطاع الرعي وتربية‬
‫‪1‬‬
‫الماشية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪) Omari H. Kokole, the politics of fertility in Africa, in, Jason L.Finkle&Alison Mclntosh(eds.),The New‬‬
‫‪Politics of Population, (New York : The Population Council,Inc.,1994), pp . 76-77‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الستار ابو الحسن ‪ ,‬النظام السياسي في كينيا منذ االستقالل‪ ,‬رسالة دكتوراه (القاهرة ‪ :‬معهد البحوث والدراسات األفريقية ‪,‬‬
‫جامعة القاهرة ‪ ,)2002‬ص ص ‪. 12-11‬‬
‫ثانياً ‪ :‬المحددات الثقافية و االجتماعية ‪.‬‬
‫تنقسم كينا من حيث الثقافة السياسية إلى ثقافة سياسية تقميدية وأخرى حديثة ويشمل كل نوع‬
‫أنماطا عديدة من الثقافات ذات الخصائص المشتركة ‪ ,‬ويمكن القول بان الثقافة السياسية‬
‫التقميدية يدخل في نطاقيا أبناء المجموعات اإلثنيو والقبمية سواء تواجدوا في الريف أو المدن‬
‫وىى تتميز بثالث سمات وىى الزعيم القبمي والمحارب اإلفريقي‬
‫و القسم اإلفريقي ‪.‬وىو ماال يمكن إغفال دورىم في تكوين نظم السياسة الكينية باعتبارىا تراث‬
‫قديم ‪.‬‬
‫وتظير الثقافة الحديثة بصفة عامة لدى سكان المدن من األسيويين واألوربيين واإلفريقيين وغيرىم‬
‫من المتعممين والمثقفين والفئات النخبوية في المجتمع الكيني ‪ ,‬و يوجد في كينيا مزيجاً ثقافيا ما‬
‫بين قيم ثقافية تقميدية وأخرى حديثة طبقاً لمدى االندماج واالختالف بين الجماعات واختالف‬
‫االتجاىات والسموك السياسي لمجماعات المختمفة وىو ماال يعنى أنيا ال تشترك في قيم ثقافية‬
‫سياسية بل ىناك مجموعة من القيم يقف عمييا المجتمع الكيني ومن بينيا ‪:‬‬
‫‪ -2‬مبدأ المساواة ‪:‬‬
‫ظيور الغزو االستعماري البريطاني في كينيا ىو الذي اوجد الحاجة لتدعيم مبدأ المساواة‬
‫حيث رسخ الغزو االستعماري مدرك أن اإلفريقي ذو ذاكرة ضعيفة ويتسم بالكسل والخمول وال‬
‫يعتمد عميو في انجاز أي ميمة وسيل االنقياد وان ما يحكمو ىو الرغبات والحاجات الجسدية ‪,‬‬
‫وقامت الحكومة البريطانية في العيد اإلستعماري بتمييز المستوطنين األوربيين عن بقية‬
‫الجماعات في كينيا وطردت األفارقة من المناطق ذات األراضي الجيدة لمزراعة والمناطق‬
‫المرتفعة ذات المناخ المعتدل والذي يناسب طبيعة المستوطنين الحياتية كما أنيا ميزت أيضا‬
‫األسيويين ‪ ,‬و طبقت مبدأ عدم المساواة في التعميم ‪ ,‬ولم يأخذ صانعي السياسة الكينية بمبدأ‬
‫المساواة في االىتمام رغم وجود تغير تدريجي وثابت فيما يتعمق بذلك ‪.‬‬
‫‪ -1‬طبيعة العالقة بين الحاكم والمحكومين ‪.‬‬
‫تختمف حقوق اإلفراد وحرياتيم في كينيا طبقا الختالف الجماعات االثنية التي ينتمي إلييا الحاكم‬
‫والمحكومين ‪ ,‬وذلك يرجع إلى نمط الحكم االوتوقراطى الذي ساد في كينيا قبل الغزو االستعماري‬
‫والذي اتسم بالحكم الفردي لزعيم القبيمة ‪ ,‬مطمق السمطة غير خاضع لسمطة غيره من إفراد قبيمتو‬
‫ولكنو يأخذ بمشورتيم في شئون القبيمة ‪ ,‬ولم تكن ىناك حقوق ممكية خاصة لألفراد فيما يتعمق‬
‫باألراضي ومصادر المياه والتي يخصصيا ويوزعيا زعيم القبيمة كل عام ولم يممك األفراد في‬
‫‪2‬‬
‫ذلك النظام إال حرية االنتقال واليجرة إلى خارج ارض القبيمة ‪.‬‬

‫‪ -1‬ترسيخ اليوية القومية ‪.‬‬


‫ال يوجد تجانس اثني أو لغوى أو ديني في كينيا فمكل مجموعة أصل اثني ولغة وثقافة تختمف‬
‫عن باقي المجموعات االثنية األخرى ‪ ,‬وقد عاشت المجموعات االثنية في كينا في عزلة عن‬
‫بعضيا البعض حتى ثورة الماوماو ضد االحتالل البريطاني والتي شارك فييا كثير من‬
‫المجموعات االثنية االخرى مثل مجموعة ناندى والماساى وليو ولوىايا وكاالنجين وىو ما عمل‬
‫عمى تقوية الشعور باليوية المشتركة والمصير الواحد واالتحاد ضد الغزو البريطاني ‪ ,‬ومن أكثر‬
‫المجموعات االثنية حاليا والتي تشعر بالبعد عن اليوية الكينية ىم مجموعات الصوماليون في‬
‫أقصى شمال وشرق كينيا تمييم مجموعات وقبائل القاطنة لممناطق الساحمية ‪.‬‬

‫‪ -4‬الفكر العمماني لمحياة السياسية‬


‫لعب تعدد االثنيات وتعدد الديانات والمعتقدات إلى اتجاه النظام السياسي الكيني إلى األخذ‬
‫بالعممانية لمحفاظ عمى تماسك المجتمع والتقميل من الصراعات الدينية ‪ ,‬والعممانية من القيم‬
‫الراسخة في النظام السياسي الكيني ويتفق عمييا معظم المجتمع الكيني بمختمف فئاتو ‪ ,‬والدولة‬
‫‪1‬‬
‫تكفل حرية الفرد في إقامة شعائر وطقوس دياناتيم طالما ال يمحقون اى ضرر أو أذى لألخرين‬

‫رابعاً ‪ :‬المحددات السياسية ‪.‬‬

‫نالت كينيا استقالليا عن المممكة البريطانية المتحدة في ‪ 21‬ديسمبر ‪ 2691‬ووضع أول دستور‬
‫لمبالد في ذلك التاريخ والذي تم تعديمو عام ‪ 2694‬ثم أعيد إصداره بعد إدخال تعديالت عميو في‬

‫‪1‬‬
‫‪) http://www.upr-info.org/IMG/pdf/A_HRC_WG-6_8_KEN_1_A.pdf‬‬

‫‪2‬‬
‫) عبد الستار ابو الحسن ‪ ,‬مرجع سبق ذكره ‪ ,‬ص ص ‪101-22 ,‬‬
‫األعوام ‪ 1002 , 2669 , 2661 , 2662 , 2688 , 2689 , 2681 , 2696 ,‬وفى عام‬
‫‪2‬‬
‫وىو‬ ‫‪ 1002‬تم اإلعالن عن االستفتاء الشعبي لدستور جديد والذي تم رفضو من قبل الشعب‬
‫ما كان لو عظيم األثر عمى الحياة السياسة في كينيا وعمى السمطات الرسمية لمدولة‬

‫االنقالبات العسكرية ‪:‬‬


‫فمع إجياض االنقالب العسكري الذي تم في أغسطس ‪ 2681‬عمى يد مجموعة من‬
‫المتطوعين والجنود وصغار ضباط القوات الجوية والذي ينتمي معظميم إلى مجموعتي الكيكويو‬
‫و ليو ‪ ,‬والذي وجية النظام السياسي إلى حرمانيم من األدوار السياسية اليامة واضعاف أي‬
‫تأثير ليم عمى الشئون الوطنية واقصائيم من المناصب اليامة والحيوية في الجيش‬
‫محاوالت االنفصال االثنية ‪:‬‬
‫ترغب المجموعة الصومالية والتي تقطن المناطق الشمالية الشرقية في كينيا في االنفصال‬
‫واالنضمام لمصومال وىو ما يمثل تيديد مباشر ومستمر لالستقرار والوحدة الوطنية ‪ ,‬وقد قام‬
‫النظام السياسي باستخدام القوة لحل المشكمة واعالن الحرب عمى االنفصاليين المسمحين الذين‬
‫يطمقون عمى أنفسيم " الشيفتا " وابادتيم والتي أصبحت بعد ذلك ممجأ وعون لمصوماليين‬
‫‪1‬‬
‫المتمردين ضد نظام الرئيس الصومالي سياد برى ‪.‬‬

‫السياسات اإلدارية التنموية المتبعة ‪:‬‬


‫لم تعرف كينيا في تاريخيا حكومة مركزية تفرض سيطرتيا اإلدارية عمى كامل اإلقميم حتى‬
‫في مرحمة ما قبل االحتالل البريطاني ‪ ,‬ومع ذلك فإدارة األقاليم يخضع بشكل مباشر ومسئول‬
‫أمام مكتب رئيس الجميورية وىو يعتبر الجياز اإلداري المسئول عن األمن والنظام لألقاليم‬
‫المختمفة ‪ ,‬وقد قامت كينيا بالعديد من المشروعات التنموية فيما يتعمق ببناء سدود األنيار وتوليد‬
‫الكيرباء والطاقة خاصة عمى نير تانا وبحيرة فيكتوريا ‪ ,‬وقد انتيجت كينيا في العقدين التاليين‬
‫لالستقالل سياسة أفرقة االقتصاد وتنمية كل منطقة كجزء من خطة التنمية الشاممة وقد نجحت‬
‫كينيا في إتباع سياسات الالمركزية في الحكم واإلدارة لتصبح كينيا ونيجيريا أوضح تجربتين في‬
‫الدول اإلفريقية ‪ ,‬وعميو فان الالمركزية يمكن تطبيقيا بنجاح إذا وجدت تأييد مجتمعي ونظام‬

‫‪( http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Dwal-Modn1/KENYA/Sec04.doc_cvt.htm‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫) عبد الستار ابو الحسن ‪ ,‬مرجع سبق ذكره ‪ ,‬ص ص ‪11-11 ,‬‬
‫سياسي قوى يبسط سيطرتو عمى كامل اإلقميم وال يقوم عمى أساس اإلقميمية أو التعددية أو‬
‫الطائفية ‪ ,‬وحيث إن النظام الكيني يقوم عمى أساس اإلقميمية – اإلثنيو لذلك فإنو يواجو مشكالت‬
‫‪2‬‬
‫داخمية في عدم استقرار النظام السياسي الكيني‬

‫ثانياً محددات البيئة الخارجية‬

‫‪ -1‬المحددات اإلقليمية‬

‫تتوسط كينيا دول شرق أفريقيا وتتميز بطول سواحميا المطمة عمى المحيط اليندي التي‬
‫أعطت أىمية كبرى لكينيا فيما يتعمق بالتجارة والنقل والمواصالت وقيام المواني البحرية اليامة‬
‫منذ العصور القديمة وحتى أالن وخاصة ميناء مومباسا ‪ ,‬أيضا كان موقع كينيا سبباً في‬
‫التواصل ودعم روابط االعتماد المتبادل بينيا وبين جيرانيا خاصة أوغندا وتنزانيا وىما من الدول‬
‫الحبيسة حيث تستفيد كينيا من العوائد المادية كونيا المعبر األقرب واالىم بالنسبة لصادرات و‬
‫واردات الدول األفريقية الحبيسة وتعتبر ميناء مومباسا ىو الميناء الرئيسي لدول شرق أفريقيا ‪.‬‬
‫وتعتبر مدينة كوزوميو الميناء الرئيسي لكينيا عمى بحيرة فيكتوريا وقاعدة األسطول البحري وتربط‬
‫القوارب في بحيرة فيكتوريا بين كينيا وأوغندا وتنزانيا وتعتبر ثاني وسيمة لمنقل بعد خطوط السكك‬
‫الحديدية والتي تمتد لمسافة ‪ 1900‬كيمومتر تقريبا مرو ار بالعاصمة نيروبي ووصوالً إلى األراضي‬
‫‪1‬‬
‫األوغندية شماالَ وىى الوسيمة الرئيسية في نقل تجارة كينيا وأوغندا من والى العالم الخارجي ‪.‬‬

‫وتتمثل أىم التيديدات الخارجية التي شاىدتيا كينيا نتيجة موقعيا اإلقميمي في الصراع‬
‫االستعماري بين ألمانيا وبريطانيا عمى الحصول عمى األراضي الكينية في بداية الفترة‬
‫االستعمارية وذلك عام ‪ 2860‬والذي كاد أن يتحول إلى صراع مسمح بين القوتين لوال توقيع‬
‫اتفاقية بينيا والتي رضخت بمقتضاىا كنيا تحت االستعمار البريطاني ثم تمي ذلك وفود‬
‫المستوطنين األوربيين وخاصة البريطانيين ثم البوير من جنوب أفريقيا واستيطانيم األراضي‬
‫المرتفعة واالستيالء عمى األراضي بالقوة من أصحابيا وطرد وتيجير السكان األصميين إلى‬
‫‪1‬‬
‫المناطق المنخفضة قميمة المطر والزراعة‬

‫‪1‬‬
‫المرجع السابق ‪ ,‬ص ص ‪20-11 ,‬‬
‫‪2‬‬
‫‪) Omari H. Kokole, , op.cit ., pp . 76-77‬‬
‫‪3‬‬
‫) عبد الستار ابو الحسن ‪ ,‬مرجع سبق ذكره ‪ ,‬ص ص ‪. 12-11‬‬
‫‪ -2‬المحددات الدولية ‪:‬‬

‫كان لمحدود المصطنعة والموروثة عن االستعمار دو ار رئيسيا فى تحديد النظام السياسيى فى‬
‫كينيا حيث انيا قامت بتقسيم المجموعات االثنية والشعوب ذات الحدود الطبيعية والمشتركة ذات‬
‫األصل الواحد إلى عدة مجموعات اثنيو تحول بينيا الحدود المصطنعة وبيذا الخصوص تواجو‬
‫كينيا العديد من النزاعات عمى الحدود مع جيرانيا كما في الصومال والسودان وأوغندا والذي أدى‬
‫إلى تنازع كينيا مع الصومال حول اإلقميم الشمالي الشرقي من كينيا وذلك منذ بداية ستينيات‬
‫القرن العشرين حيث طالبت الصومال بضم ىذا اإلقميم وكذلك جميع األراضي التي تقطنيا‬
‫القبائل الصومالية في شرق وشمال كينيا ثم تصاعدت العداوة بين البمدين حتى توصال التفاقية‬
‫إلدارة الحدود السياسة المشتركة في يوليو ‪ 2684‬لثناء زيارة الرئيس دانيال اراب موى لمصومال‬
‫ثم تمي ذلك توقيع اتفاق السالم بينيما في ديسمبر من نفس العام والذي ميد لعودة الالجئين‬
‫الكينيين من المنفى في الصومال إلى وطنيم في إقميم شمال شرق كينيا أيضا استمر توتر‬
‫العالقات بين كينيا وأوغندا حول توزيع وسائل نقل التجارة األوغندية إلى ميناء مومباسا وعدم‬
‫االستقرار السياسي الدائم في أوغندا والذي يؤثر بشكل كبير عمى النظام السياسي لكينيا فأوغندا‬
‫من الدول األفريقية والتي تكررت فييا االنقالبات العسكرية والتي كان من شأنيا تغيير سياسات‬
‫النظام الكيني تجاه أوغندا فقد اتيمت كينيا أوغندا بدعم حركة موكينيا المتمردة ضد النظام الكيني‬
‫وتدريب المتمردين في لبيبا مما أدى إلى غمق الحدود مع أوغندا عام ‪. 2 2689‬‬

‫أما الحدود الكينية السودانية فقد شيدت نزاعا بين البمدين من استقالليما‪.‬وفى يناير عام‬
‫‪ 2686‬تجدد النزاع وأعمنت السودان ان جزء من األراضي الواقعة في أقصى شمال كينيا عند‬
‫حدودىا مع السودان ىو أراضى سودانية وبالرغم من حدة التوتر في ىذا األمر إال إننا لم نجد‬
‫‪1‬‬
‫مناوشات عسكرية بين البمدين في حين وجود تواجد عسكري سوداني مستمر‬

‫وتتخذ كينيا العديد من الوسائل واألدوات والتي من شأنيا تفادى التيديدات الخارجية حيث نجد‬
‫أن النظام الكيني يسعى باستمرار لحل مشكالت الجذور بشكل ودي وىو ما ال يمنع من استخدام‬
‫القوة العسكرية إذا لزم األمر مثمما حدث بين كنيا وكل من أوغندا والصومال ‪ ,‬وفى إطار ذلك‬
‫‪1‬‬
‫) المرجع السابق ‪,‬ص ‪13‬‬
‫‪R.Bruce Me Colm,(ed.),freedom in The World Political Rights&Civil Liberties 1989-1990 , (New York :‬‬
‫‪2‬‬

‫‪Freedom House), pp . 140 -149‬‬


‫فقد قام الرئيس دانيال اراب مواى بزيارة الصومال في ‪ , 2684‬وأيضا تم عقد العديد من‬
‫المؤتمرات والتي كان أبرزىا المؤتمر الوزاري لوزراء من كنيا وأوغندا في يونيو ‪ , 2689‬أيضا‬
‫‪2‬‬
‫استقبال الرئيس التنزاني في كينيا يونيو ‪. 2689‬‬

‫يقوم النظام السياسي في كينيا عمى تقوية العالقات مع دول الجوار ومناقشة قضايا األمن‬
‫والسالم في المنطقة لخمق مناخ مناسب لمتنمية والتعاون متخذه في ذلك الكثير من اآلليات منيا‬
‫االنضمام لمنظمة اإليجاد ‪ ’ IGAD‬و السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا) ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬إطار الحياة السياسية في كينيا ‪.‬‬

‫اشتيرت كينيا منذ استقالليا عن بريطانيا بأنيا واحدة من أكثر الدول التي تتسم باالستقرار‬
‫السياسي خاصة إمام الرأي العام الغربي ‪ ,‬كما اشتيرت بوجود معارضة قوية ومنظمة ضد‬
‫الحكومة والتي تستخدم فييا كل الطرق والوسائل المتاحة لمتعبير عن المعارضة لمسياسات‬
‫الحكومية ‪ ,‬واتسمت كينيا بالتعدية الحزبية في بعض الفترات وبنظام الحزب الواحد في فترات‬
‫أخرى حيث اتسمت الفترة بين عام ‪ 2690‬وحتى عام ‪ 2694‬بالتعددية الحزبية ‪ ,‬ثم أخذت بنظام‬
‫الحزب الواحد بشكل واقعي عام ‪ 2699‬وبشكل رسمى عن طريق تعديالت دستورية عام ‪2696‬‬
‫وما ترتب عمى ذلك من إتباعيا وسائل غير ديمقراطية في أحكام السيطرة السياسية ‪ ,‬واتسمت‬
‫الصحافة الكينية والقضاء ورجال القانون ونقابات العمال بالتمتع بحرية الرأي وحرية الدفاع عن‬
‫الحقوق المدنية في بعض الفترات والقمع واالضطياد في فترات أخرى‬

‫( التشريعية ‪ ,‬والتنفيذية ‪,‬‬ ‫ولذلك سنتناول ىذا المبحث من خالل تناول السمطات الثالث‬
‫القضائية ) في المطالب الثالثة التالية ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬السلطة التشريعية ‪.‬‬

‫‪( http://iknowpolitics.org/sites/default/files/idea_guide.pdf , pp 2-5‬‬


‫‪1‬‬

‫‪( Colin Legum, (ed.), Africa Contemporary Record 1984-1985 (New York : Holms&Meier Publisher‬‬
‫‪2‬‬

‫‪,1985 ),Vol.17, pp. B275-B276‬‬


‫ترجع السمطة التشريعية في كينيا من حيث نشأتيا وبعض وظائفيا لمماضي االستعماري ‪,‬‬
‫حيث تم إنشاء أول مجمس تشريعي لكينيا مكون من البريطانيين بقانون صدر عام ‪ 2609‬وعقد‬
‫أول اجتماع لو عام ‪ , 2609‬وفى عام ‪ 2644‬أضيف ألول مرة عضوا أفريقي‬

‫لممجمس التشريعي وتم تعينو من قبل حاكم كينيا ( المندوب السامي البريطاني ) بناءاً عمى تقديره‬
‫‪2‬‬
‫الشخصي ‪.‬‬

‫وقد شيدت كينيا تطو اًر في السمطة التشريعية فيما بين الحربين العالميتين ‪ ,‬وادي ازدياد اإلنفاق‬
‫العسكري عمى اإلدارات الحكومية إلى زيادة الوعي السياسي واالنتخابي وبالتالي زيادة معدل‬
‫التصويت والمشاركة في االنتخابات في الفترة من ‪ 2646‬إلى ‪ , 2691‬وقد تكونت السمطة‬
‫التشريعية في كينيا بعد االستقالل من مجمسين ىما المجمس التمثيمي ومجمس الشيوخ بنفس‬
‫طريقة طريقو التكوين وعدد األعضاء وطرق االنتخاب بالشكل السابق مباشرة قبل االستقالل ‪,‬‬
‫ومن حيث أداء السمطة التشريعية كان المجمس التمثيمي أقوى من مجمس الشيوخ وأكثر‪ 0‬تأثي ار‬
‫في السمطة التنفيذية حتى نياية عام ‪ 2699‬حيث تم دمج مجمس الشيوخ في المجمس التمثيمي‬
‫واطالق اسم الجمعية الوطنية عمى المجمس الجديد وذلك في ديسمبر ‪ 2699‬وحتى أالن ‪ ,‬وىكذا‬
‫أصبح البرلمان الكيني ذو مجمس واحد بنفس عدد األعضاء وبنفس طريقة التكوين حيث تتكون‬
‫الجمعية الوطنية منذ عام ‪ 2699‬من ‪ 229‬عضوا منتخبين باالقتراع العام باإلضافة إلى ‪21‬‬
‫عضوا يتم انتخابيم بطريقة خاصة ‪.2‬‬

‫ال يجوز ألحد أعضاء المجنة الجمع بين عضوية المجنة وبين منصب سياسي أو أدارى أو‬
‫عسكري في الدولة ‪ .‬ولمجنة االنتخابية وظائف ومسئوليات في العممية االنتخابية من بينيا ‪:‬‬

‫إجراء االنتخابات حرة وعادلة ‪ ,‬تسجيل الناخبين وحفع ومراجعة سجل الناخبين ‪ ,‬توجيو اإلشراف‬
‫عمى كل االنتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحمية ‪,‬مراجعة عدد الدوائر االنتخابية وحدودىا‬
‫‪1‬‬
‫وتعديميا في أي وقت تشاء‪,‬تحديد أىمية وجدارة المرشحين النتخابات الرئاسية والعامة والمحمية‬

‫وقد حدد الدستور الكيني اختصاصات السمطة التشريعية واجراءات التشريع في من خالل‬

‫‪1‬‬
‫‪) Constitutions of the countries of the world,op.cit,pp.19-27‬‬
‫‪2‬‬
‫‪http://www1.umn.edu/humanrts/arabic/CESCR71.pdf‬‬
‫‪3‬‬
‫‪) Government of kenya informations:dec.2002 elections ,on internet:‬‬
‫‪www.kenyaelictions.com,27/9/2004, pp,21-29‬‬
‫تمرير القوانين لمتصويت ثم عرضيا عمى رئيس الجميورية لمتصديق عمييا لتصبح قوانين فاعمة‬
‫والبدء في تنفيذىا ‪ ,‬وأيضا تعديل أي نص دستوري بعد تمريره ثالثة مرات لمتصويت داخل‬
‫الجمعية الوطنية وأن يحظى بنسبة ‪ %92‬من األعضاء وبشرط أال يعترض عميو ‪%12‬من‬
‫‪2‬‬
‫‪ ,‬وتتمثل وظيفة السمطة التشريعية الكينية في صنع القوانين والتحكم في النفقات‬ ‫األعضاء‬
‫والمخصصات المالية العامة والتقييم النقدي ألداء الحكومة ‪ ,‬وطبقا لمدستور الكيني فان الجمعية‬
‫‪1‬‬
‫الوطنية عمى السمطة العميا في الدولة‬

‫السلطة التنفيذية ‪ :‬السلطة التنفيذية ‪:‬‬

‫يمكن تعريف السمطة التنفيذية عمى أنيا القسم أو اإلدارة المسئولة عن تنفيذ السياسات‬
‫العامة لمدولة ‪ ,‬وتتضمن رئيس الحكومة سواء كان رئيس الدولة أو رئيس الوزراء أو أي مسمى‬
‫أخر طبقا لنوع الحكم المتبع في الدولة ‪.‬‬

‫وترجع نشأة السمطة التنفيذية بشكميا الحالي عندما أعمنت بريطانيا رسميا احتالليا لألراضي‬
‫الكينية عام ‪ , 2862‬وكان يحكم كينيا وقتيا العديد من القبائل األفريقية ذات االستقاللية التامة‬
‫عن بعضيا البعض وجميعيا تخضع لمحكم االتوقراطى والذي يممك فيو زعيم القبيمة السمطة‬
‫المطمقة ويتم الرجوع إليو في كافة شئون الحياة بدءاً من شئون الحياة اليومية وحتى إعالن الحرب‬
‫وانيائيا وعقد االتفاقيات وتوزيع األراضي والمراعى كل عام وال يستثنى من ذلك القبائل‬
‫الصومالية المسممة التي تقطن في شمال و شرق كينيا إال في التزام حكاميا وزعمائيا بتشريعات‬
‫‪1‬‬
‫وتوجيات الشريعة اإلسالمية والتي قممت إلى حد كبير من دكتاتورية الحاكم‬

‫وقد اتبعت بريطانيا سياسة الحكم غير المباشر لكل األراضي الكينية وجعمت زعماء القبائل وكبار‬
‫رجاليا من ذوى النفوذ وأطمقت عمييم لقب األعيان الموكمين بالقيام بالسمطة التنفيذية في كل قبيمة‬
‫نيابة عن بريطانيا ‪ ,‬ثم قسمت كينيا إلى أقاليم ومناطق وأقسام ومحميات صغرى وعينت مأمور‬
‫بريطاني عمى رأس كل إقميم ومنطقة وعينت مندوباً سامياً عمى رأس اليرم اإلداري والذي تغير‬
‫اسمو فيما بعد باسم حاكم كينيا وىو بدوره يتمقى التعميمات واألوامر من و ازرة المستعمرات‬

‫‪1‬‬
‫‪) Richard Walker ,op.cit, p.578‬‬
‫‪2‬‬
‫‪) Prof.h.w.o.okoth-ogendo,op.cit,p33‬‬
‫‪3‬‬
‫‪) David f. gordan , op.cit, pp. 105-106‬‬
‫‪ ,‬وفى بداية القرن العشرين أدخمت بريطانيا تعديالت عمى نظام الحكم في كينيا‬ ‫‪2‬‬
‫البريطانية‬
‫وصدر قانون تأسيس المجمس التمثيمي والمجمس التنفيذي عام ‪ 2609‬وقد بدءا عمميما عام‬
‫‪ 2609‬وذلك دون إلزام المندب السامي البريطاني بتنفيذ ق ارراتيما أو حتى اخذ مشورتيما ولكنو‬
‫كان دائم االستعانة بمشورتيما وتعاونيما في إدارة كينيا‪ .‬وىكذا ظير النظام التمثيمي لمسمطة‬
‫التشريعية في كينيا وتطور بعيدا عن السمطة التنفيذية التابعة لبريطانيا والتي استمرت ىدفا لمقادة‬
‫األفارقة لموصول إلييا والسيطرة عمييا وقد سنحت الفرصة وازداد فرصة األفارقة فيما بين الحربين‬
‫العالميتين حيث تطور دور الحكومة وازداد اإلنفاق الحكومي عمى اإلدارات خاصة اإلدارات‬
‫الزراعية باعتبار أن كينيا أىم مصدر لغذاء الجيش البريطاني وجيوش الحمفاء خالل الحرب‬
‫العالمية ‪ ,‬وقد حدث أىم تطور في العالقة بين السمطة التشريعية والتنفيذية عام ‪ 2684‬عندما‬
‫فوضت بريطانيا المجمس التشريعي الكيني بمناقشة الميزانية والمسئوليات المالية ثم إصدار قانون‬
‫المالية العامة عام ‪ 2621‬وانشاء أول و ازرة في كينيا وىى و ازرة المالية عام ‪ 2621‬وانشاء أول‬
‫‪1‬‬
‫مجمس وزاري متعدد األجناس كاداه رئيسية في الحكم ‪,‬‬

‫وبعد صدور دستور االستقالل في يونيو ‪ 2691‬والذي ينص عمى تشكيل مجمس وزاري لو رئيس‬
‫وزراء يكون قائد حزب األغمبية في المجمس التمثيمي الكيني وتكون ىذه الو ازرة مسئولة أمام ممكة‬
‫بريطانيا وتمارس سمطاتيا نيابة عن الحاكم العام البريطاني ثم جاء استقالل كينيا في ديسمبر‬
‫عام ‪ 2691‬بعد ستة اشير من اجراء انتخابات االستقالل والتي فاز فييا حزب كانو وتولى‬
‫جومو كينياتا رئاسة مجمس الوزراء الذى اجرى اول تعديل دستورى غير بو نظام الحكم في كينيا‬
‫من نظام تابع لحكم بريطانيا إلى نظام رئاسى مستقل تم استحداث منصب رئيس الجميورية‬
‫ليكون ىو صاحب السمطة التنفيذية بشرط أن يكون رئيس جميورية كينيا ىو رئيس الوزراء قبل‬
‫‪ 21‬ديسمبر ‪ 2691‬وكان المقصود بذلك تعيين كينياتا نفسو وىكذا اصبح كينياتا رئيس جميورية‬
‫‪1‬‬
‫‪ ,‬ثم تم تعديل الدستور قبل انتخابات عام ‪ 2661‬جعل‬ ‫كينيا وصاحب السمطة التنفيذية‬
‫انتخاب رئيس الجميورية باالنتخاب المباشر والغي طريقة االنتخاب غير المباشر مما اتاح‬
‫الفرصة ألول مرة بدخول ثمانية مرشحين لمرئاسة ضد الرئيس السابق دانيال اراب موى والذى‬

‫‪1‬‬
‫‪) Dr.E.K.Mburugu&Prof.F.ojany , op.cit, pp. 33-39‬‬
‫‪( W.J.M.Mackenzie&kennith ,op.cit, pp. 393-397‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪) Constitutions ,op.cit, pp. 5-12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ,‬وفى عام ‪ 2669‬فاز الرئيس اراب دانيا موى بنسبة ‪ % 40‬امام مواى‬ ‫فاز بتمك االنتخابات‬
‫‪1‬‬
‫‪,‬‬ ‫كيباكى عمى ‪ ,‬ورايال امولو اودينجا ‪ ,‬ميخائيل وامالوا ‪ ,‬تشاريتى نجيمو ‪ ,‬مارتين شيكوكو‬
‫وفى عام ‪ 1001‬فاز الرئيس مواى كيباكى بمنصب رئيس الجميورية بنسبة ‪ % 91‬اما منافسيو‬
‫اوىورو كينياتا والذي حصل عمى نسبة ‪ % 10‬ولم يدخل الرئيس دانيال اراب موى تمك‬
‫االنتخابات وتم تسميم السمطة بطريقة سممية إلى الرئيس الجديد مواى كيباكى عمى ‪, 1‬‬

‫ثالثاً‪ :‬السلطة القضائية ‪.‬‬

‫تعتبر السمطة القضائية في اى نظام حاكم ىى الحكم النيائى في كل القضايا التي ترجع‬
‫إلى ممارسة السمطة وحماية الحقوق والحريات لالفراد والمجتمعات وايضا لمقوانين ولذلك فان ما‬
‫يحدث لمسمطة القضائية في اى دولة يعتبر مؤشر لمدى صحة ومصداقية سياسات النظام‬
‫‪4‬‬
‫وتوجياتو وفاعميتو‬

‫وقد ورثت كينيا تقاليد ثقافية قضائية بعد االستقالل نظماً قضائية عديدة من بينيا القانون‬
‫المحمى االفريقى المعمول بو في المجموعات االثنية وفقا لتقاليدىا واعرافيا ‪,‬القوانين االسالمية‬
‫المطبقة عمى المسممين فقط ‪ ,‬القانون اليندوسى الخاص بالزواج والطالق والمواريث بين‬
‫اليندوس ‪ ,‬القانون العام لمدولة والذى انشاتو وطبقة االستعمار البريطاني ‪.‬‬

‫ويتسم النظام القضائى الكينى بالتماسك واالستقاللية رغم تعدد مصادره واشكالو ومخرجاتو‬
‫وبالرغم من التعديالت الدستورية التي تمت منذ االستقالل وحتى االن ال يزال النظام القضائى‬
‫قائما عمى القانون العام االنجميزى والذى انشاتو قوى الغزو البريطاني في كينيا ‪ .‬ويقوم النظام‬
‫القضائي الكيني في الوقت الحالي عمى وجود محاكم متنوعة ولجنة لمخدمة القضائية وىى‬
‫كالتالي ‪ :‬محكمة كينيا لالستئناف ‪ ,‬المحكمة العميا ‪,‬المحاكم الثانوية ‪,‬المحكمة العمالية ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬ديناميات الحياة السياسية في كينيا‬

‫الحزاب السياسية‬

‫‪1‬‬
‫‪) Charles Hornsby,op.cit,‬‬ ‫‪p.214‬‬
‫‪2‬‬
‫‪) idem,pp.32-33‬‬
‫سادت النظم التعددية الحزبية في بعض الدول األفريقية والتي خضعت لالستعمار البريطاني‬
‫واستمرت بشكل واضح ‪ ,‬إال أن ىذه نظم الحزب الواحد ىي التي كانت سائدة واألكثر عددا في‬
‫دول افريقية ‪ ,‬وقد قدمت الحكومات األفريقية العديد من األسباب التي تمكنيا من انتياج نظام‬
‫الحزب الواحد والتي في بعض األحيان تكون متناقضة وغير منطقية مثل تكوين حزب قوى من‬
‫كافة قوى المجتمع من اجل التنمية االقتصادية وعدم االنقسام وذلك منذ مطمع ستينيات القرن‬
‫‪2‬‬
‫‪ ,‬وميما تكن المبررات فيناك سمات مشتركة لنظم الحزب الواحد نذكر منيا ‪:‬‬ ‫العشرين‬

‫احتكار السمطة السياسية سواء بفرض الواقع أو عن طريق تشريع قانوني كما الحال في كينيا منذ‬
‫عام ‪ 2699‬وحتى ‪ , 2696‬الفشل في إدارة التنمية االقتصادية واالجتماعية والسياسية لمدولة‪,‬‬

‫قمع الحريات وانتياكات لحقوق اإلنسان‪,‬قمع المعارضة وتصفيتيم جسديا في بعض األحيان ‪,‬‬

‫تعديالت دستورية تسمح بمزيد من تكريس السمطة في شخص الحاكم ‪,‬انتشار الفساد اإلداري‬
‫والمالي ‪.‬‬

‫وتعتبر كينيا من أوائل الدول التي شيدت قيام أحزاب سياسية بالمفيوم الحديث لألحزاب السياسية‬
‫سبقتيا في ىذا الشأن بعض الدول التاريخية مثل مصر وجنوب أفريقيا وغيرىما ‪ ,‬وكان عام‬
‫‪1‬‬
‫‪ 2620‬ىو بداية إنشاء أول حزب سياسي في كينا وكان لممستوطنين األوربيين‬

‫وعند استقالل كينيا عام ‪ 2691‬فاز حزب كانو ( حزب اتحاد كينيا األفريقي الوطني ) في‬
‫انتخابات االستقالل واستأثر بالحكم واستخدم في ذلك اساليب عديدة القناع حزب المعارضة‬
‫الوحيد عند االستقالل وىو حزب اتحاد كينيا االفريقى الديمقراطى ( كادو ) بان يحل نفسو‬
‫ويندمج طواعية في الجزب الحاكم الذى اصبح الحزب الوحيد وظل ىكذا حتى عام ‪ 2699‬عندما‬
‫تم إنشاء حزب معارضة جديد باسم حزب شعب كينيا والذي سرعان ما حومتو الحكومة الكينية‬
‫وسجنتا قادتو وتعقبت أعضاءه وذلك عام ‪ , 2696‬وىكذا عادت كينيا بعد ثالثة سنوات إلى‬
‫‪1‬‬
‫‪ ,‬ولم ينتيي نظام الحزب الواحد في كينيا والغاء التشريع الذي يدعم ىذا‬ ‫نظام الحزب الواحد‬
‫النظام وبداية التعددية الحزبية إال في عام ‪ , 2662‬مما أدى إلى نشأة العديد من األحزاب‬
‫السياسية والتي بمغت أكثر من ستة عشر حزبا دخل نصفيا عمى األقل انتخابات عام ‪, 2661‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬صبحى قنصوة ( ترجمة)‪" ,‬الدولة في غرب افريقيا من منظور تاريخي"‪ ,‬في اكوديبا نولى( تحرير)‪,‬السياسة والحكم في‬
‫افريقيا‪ :‬الجزء االول( القاهرة‪:‬المجلس االعلى للثقافة‪ ,)2003,‬ص ‪31‬‬
‫‪2‬‬
‫‪) William tordoff,op.cit., p. 103‬‬
‫‪3‬‬
‫‪) George Bennett ,op.cit., pp.30-90‬‬
‫ثم وصل ىذه األحزاب إلى واحد وعشرون حزبا في انتخابات عام ‪ , 1001‬ثم ازداد عدد‬
‫األحزاب المسجمة إلى مائة وأربعة وأربعون حزبا سياسيا تنافس معظميا عمى انتخابات الرئاسة‬
‫’ مما سبق‬ ‫‪2‬‬
‫التي جرت في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 1009‬ولم يفز بمقاعد إال ثالثة وعشرون حزبا فقط‬
‫يتضح لنا انو بالرغم من تحول كينيا إلى نظام الحزب الواحد عام ‪ 2694‬باندماج حزب كادو‬
‫داخل حزب كانو الحاكم ثم االنشقاق الذي تم داخل الحزب الواحد الحاكم ( كانو ) عام ‪2699‬‬
‫بقيادة اوجينجا اودينجا والذي شكل حزب اتحاد شعب كينيا المعارض والذي منعت الحكومة‬
‫نشاطو وسحقت قادتو عام ‪ 2696‬وعودة كينيا مرة أخرى إلى نظام الحزب الواحد والذي استمر‬
‫العمل بو في عيد الرئيس كينياتا ثم في عيد وليو دانيال اراب موى كأمر واقعي وحتى عام‬
‫‪ 2681‬عندما تم تعديل الدستور بحظر قيام أي أحزاب سياسية غير حزب كانو الحاكم وىكذا‬
‫أصبح أمر واقعي وقانوني رسمي ‪ ,‬وفى مطمع التسعينيات ضغطت كل من القوى الدولية وقوة‬
‫المعارضة بالداخل والدول المانحة عمى الرئيس موى لمسماح بالتعدد الحزبي ولذلك تم تعديل‬
‫الدستور عام ‪ 2662‬ليسمح بإجراء انتخابات في إطار التعددية الحزبية وذلك خالل األعوام‬
‫‪ , 1006 , 1009 , 1001 , 2669, 2661‬وفيما يمي نورد األحزاب السياسية اليامة التي‬
‫نشأت بعد االستقالل ‪:‬‬

‫‪ -2‬اتحاد كينيا الديمقراطى االفريقى ( كادو ) ‪ :‬تم تشكيل ىذا الحزب في يونية عام ‪ 2690‬في‬
‫مدينة نجونج‬

‫‪ -1‬اتحاد كينيا الوطني األفريقي ( كانو ) ‪ :‬تم إنشاء ىذا الحزب بعد انتياء مؤتمر النكستر ىاوس‬
‫في لندن عام ‪ 2690‬والتي جاءت نتيجتو لصالح وفد األغمبية األفريقية في كينيا والذي كان‬
‫يرأسو رونالد نجاال وتوم مبويا سكرتي ار وبعضوية كال من اوجينجا اودينجا وبيتر كوينانج مندوب‬
‫عن كينياتا في المؤتمر‬

‫‪ -1‬اتحاد شعب كينيا ‪ :‬تم إنشاء ىذا الحزب بعد الصراع الداخمي الذي تم في حزب كانو عام‬
‫‪ 2699‬وبعد عزل اجينجا اودينجا من منصب نائب رئيس الجميورية واقالة اشينج اونيكو من‬
‫‪1‬‬
‫منصب وزير اإلذاعة والتمفزيون بعد انتقادىم الدائم لسياسات الحكومة‬

‫‪1‬‬
‫‪Idem, p 513‬‬
‫‪2‬‬
‫‪) http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Dwal-Modn1/KENYA/Sec04.doc_cvt.htm‬‬
‫‪ -4‬التجمع من اجل استعادة الديمقراطية ( فورد )‪ :‬وىو أول حزب معارض تم إنشاءه في كينيا قبل‬
‫السماح بالتعددية الحزبية في الدستور وفقا لمتعديل الدستوري عام ‪.2662‬‬

‫كما يوجد عدد آخر من األحزاب منيا حزب فورد كينيا‪,‬حزب فورد اسيمى ‪,‬حزب كينيا‬
‫الديمقراطي ‪,‬حزب كينيا لمتنمية الوطنية ‪,‬الحزب الميبرالي الديمقراطي ‪,‬حركة البرتقال‬
‫الديمقراطية ‪.‬‬

‫جماعات الضغط والمجتمع المدني ‪.‬‬

‫ىناك العديد من جماعات الضغط والتي ليا دور فعال في تكوين النظام السياسي الكينى ومن‬
‫بين ىذه الجماعات ‪ ,‬المجمس الكيني لممبشرين اإلسالميين‪ ,‬جماعات حقوق اإلنسان‪,‬منتدى‬
‫حقوق اإلنسان‪,‬المجمس التنفيذي لممؤتمر الوطني‪,‬المجمس الوطني لبروتستانت الكنائس الكينية‬
‫‪12‬‬
‫منتدى الزعماء المسممين الوطني‪,‬المجمس األعمى لمسممي كينيا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Dwal-Modn1/KENYA/Sec04.doc_cvt.htm‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫ المراجع بالمغة العربية‬:‫أوال‬

‫السياسة‬,)‫ في اكوديبا نولى( تحرير‬,"‫ "الدولة في غرب افريقيا من منظور تاريخي‬,)‫ صبحى قنصوة ( ترجمة‬.‫د‬ -
.)2003,‫المجلس االعلى للثقافة‬:‫ الجزء االول( القاهرة‬:‫والحكم في افريقيا‬
‫ جامعة‬, ‫ معهد البحوث والدراسات األفريقية‬, ‫ رسالة دكتوراه‬,‫ النظام السياسي في كينيا منذ االستقالل‬, ‫عبد الستار ابو الحسن‬ -
.)2002 ‫القاهرة‬

‫ المراجع بالمغة اإلنجميزية‬:‫ثانيا‬

- Book:
 R.Bruce Me Colm,(ed.),freedom in The World Political Rights&Civil Liberties 1989-1990
(New York: Freedom House,1999).

- Articles:
 Omari H. Kokole, the politics of fertility in Africa, in, Jason L.Finkle&Alison
Mclntosh(eds.),The New Politics of Population (New York: The Population Council,Inc.,1994).

 Colin Legum, (ed.), Africa Contemporary Record 1984-1985 (New York:Holms&Meier


Publisher,Vol.17,1994).

- others:

 http://www.upr-info.org/IMG/pdf/A_HRC_WG-6_8_KEN_1_A.pdf

 http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Dwal-Modn1/KENYA/Sec04.doc_cvt.htm

 http://iknowpolitics.org/sites/default/files/idea_guide.pdf .

 http://www1.umn.edu/humanrts/arabic/CESCR71.pdf

 Government of kenya informations:dec.2002 elections ,on internet:


www.kenyaelictions.com,27/9/2004 .

 http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Dwal-Modn1/KENYA/Sec04.doc_cvt.htm

 http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Dwal-Modn1/KENYA/Sec04.doc_cvt.htm
‫حقوق الطبع والنسخ والنشر واالقتباس جزء او كل مما سبق محفوظة للباحث وال يسمح بذلك‬
‫قبل موافقة خطية منه وذلك لعدم التعرض للمسائلة القانونية‬

‫للتواصل مع الباحث ‪:‬‬

‫‪Wfa.egy@gmail.com‬‬

‫‪toroqbilady@gmail.com‬‬

‫‪Phone / what's : 00201099816633 - 00201120556040‬‬

You might also like