Professional Documents
Culture Documents
التوحيد وفضله والشرك وخطورته
التوحيد وفضله والشرك وخطورته
التوحيد وفضله والشرك وخطورته
ويليه الَق ِص يَد ُة الَّالِم َّيُة لَش ْيِخ اإلْس الِم اْبِن َتْيِم َّيَة
ِج ِد
وَم نُظوَم ُة (اَحلائَّيِة) َأِليِب َبْك ٍر عب اِهلل اْبِن َأيِب َد اُو َد الِّس ْس َتاِّيِن
ﺇﻥ ﺍﺤﻟﻤﺪ ﻪﻠﻟ ﺤﻧﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻪﻠﻟ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺳﻴﺌﺎﺕ
ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﻪﻠﻟ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ،ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ،ﻭﺃﺷﻬﺪ
ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻪﻠﻟ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ،ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﺤﻣﻤﺪًﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ .
َيا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا اَّتُقوا َهَّللا َح َّق ُتَقاِتِه َو اَل َتُم وُتَّن ِإاَّل َو َأنُتم ُّم ْس ِلُم وَن
[ ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ . ] 102
اَّتُقوا َر َّبُك ُم اَّلِذ ي َخ َلَقُك م ِّم ن َّنْفٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم ْنَها َيا َأُّيَها الَّناُس
ِم ْنُهَم ا ِر َج ااًل َك ِثيًرا َو ِنَس اًء َو اَّتُقوا َهَّللا اَّلِذ ي َتَس اَء ُلوَن َز ْو َجَها َو َبَّث
ِإَّن َهَّللا َك اَن َع َلْيُك ْم َر ِقيًبا[ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ . ] 1 ِبِه َو اَأْلْر َح اَم
َيا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا اَّتُقوا َهَّللا َو ُقوُلوا َقْو اًل َسِد يًدا* ُيْص ِلْح َلُك ْم َأْع َم اَلُك ْم
َو َيْغ ِفْر َلُك ْم ُذ ُنوَبُك ْم َو َم ن ُيِط ِع َهَّللا َو َر ُسوَلُه َفَقْد َفاَز َفْو ًز ا َع ِظ يًم ا
[ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ 71 70-ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﻓﺈﻥ ﺃﺻﺪﻕ ﺍﺤﻟﺪﻳﺚ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻪﻠﻟ ،ﻭﺧﺮﻴ ﺍﻬﻟﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﺤﻣﻤﺪ ﷺ ،ﻭﺷﺮ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺤﻣﺪﺛﺎﻬﺗﺎ ،ﻭﻛﻞ ﺤﻣﺪﺛﺔ ﺑﺪﻋﺔ ،ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ ،ﻭﻛﻞ ﺿﻼﻟﺔ ﻲﻓ ﺍﻟﻨﺎﺭ .
التوحيد واجب على كل مسلم ومسلمة وهو إفراد اهلل تعاىل بالعبادة.
قال الشيخ ابن عثيمني رمحه اهلل .التوحيد يف اللغة :مشتق من وحد يوحد أي
جعل الشيء واحدا
. 2وتوحيد األلوحية
قال ابن القيم رمحه اهلل .أما التوحيد الذي دعت إليه الرسل ،ونزلت به الكتب
فهو نوعان :توحيد يف املعرفة واإلثبات ـ وهو توحيد الربوبية ،واألمساء
والصفات ـ وتوحيد يف الطلب والقصد ـ وهو توحيد األلوحية
قال شيخ اإلسال ابن تيمية رمحه اهلل .التوحيد الذي جائت به الرسل ،إمنا
يتضمن إثبات اإلهلية هلل وحده ،بأن يشهد أن ال إله إال هو ،اليعبد إال إياه،
واليتوكل إال عليه ،وال يوايل إال له ،وال يعادي إال فيه ،واليعمل إال ألجله.
وذلك يتضمن إثبات ما أثبته لنفسه من األمساء والصفات
ِت
وقد اجتمعت يف قوله تعاىلَّ (.ر ُّب الَّس َم اَو ا َو اَأْلْر ِض َو َم ا َبْيَنُه َم ا َفاْع ُبْد ُه
َو اْص َطْرِب ِلِعَباَد ِتِه ۚ َه ْل َتْع َلُم َلُه ِمَس ًّيا ) مرمي ()65
قال علي ابن أيب طلحة عن ابن عباس هل تعلم للرب مثال أو شبيها
وقال عكرمة عن ابن عباس ليس أحد يسمى الرمحان غريه تبارك وتعاىل
وتقدس امسه
( )1توحيد الربرية :ـ معناه اإلعتقاد اجلازم واإلقرار التام بأن اهلل تعاىل وحده
رب كل شيء ومليكه ،ال شريك له ،هو اخلالق ،وهو مدبر العامل واملتصرف
فيه والقادر عليه ،وأنه خالق العباد ورازقهم وحمييهم ومميتهم ،ال معقب حلكمه
ماشاء كان وما مل يشأ مل يكن ،وكل من يف السماوات واألرض عبد له ويف
قبضته ،واإلمان بقضاء اهلل وقدره ،وبوحدانيته يف ذاته،
وقد قامت األدلة الشرعية على وجوب اإلمان بربوبية اهلل سبحانه وتعاٰىل
كقوله تعاٰىل ( اَحْلْم ُد ِلَّلِه َر ِّب اْلَعاَلِم َني ) الفاحتة ()2
وقوله تعاٰىل ( ِإَّن َر َّبُك ُم الَّلُه اَّلِذي َخ َلَق الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر َض يِف ِس َّتِة َأَّياٍم َّمُث
ِث ِش
اْس َتَو ٰى َعَلى اْلَعْر ِش ُيْغ ي الَّلْيَل الَّنَه اَر َيْطُلُبُه َح يًثا َو الَّش ْم َس َو اْلَق َمَر َو الُّنُج وَم
ُم َس َّخ َر اٍت ِبَأْم ِرِه ۗ َأاَل َلُه اَخْلْلُق َو اَأْلْم ُر ۗ َتَباَر َك الَّلُه َر ُّب اْلَعاَلِم َني ) األعراف (
)54
وقوله تعاٰىل ( اَّلِذي َل َلُك م َّم ا يِف اَأْل ِض ِمَج ي ا َّمُث ا ٰى ِإىَل الَّس اِء
َم ًع ْس َتَو ْر َخ َق ُه َو
َفَس َّو اُه َّن َس ْبَع َمَساَو اٍت ۚ َو ُه َو ِبُك ِّل َش ْي ٍء َعِليٌم ) البقرة ()29
{ مث استوى إىل السماء } قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف" :أي ارتفع
إىل السماء".
وهذا النوع من التوحيد أقر به كفار قريش وأكثر أصحاب امللل والديانات
واملشركون القدامى الذين بعث اهلل إليهم الرسل ،فكلهم يعتقدون :أن خالق
العامل ورازقهم هو اهلل وحده.
قال تعاٰىل ( َو َلِئن َس َأْلَتُه م َّم ْن َخ َلَق الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر َض َلَيُقوُلَّن الَّلُه ۚ ُقِل اَحْلْم ُد
ِلَّلِه ۚ َبْل َأْك َثُر ُه ْم اَل َيْع َلُم وَن )
لقمان ()25
( )2توحيد األلوهية :ـ وهو إفراد اهلل تعاٰىل بأفعال العباد ،ويسمى أيضا
"توحيد العبادة " ،ومعناه اإلعتقاد اجلازم بأن اهلل تعاٰىل هو اإلله احلق وال إله
غريه ،وكل معبود سواه باطل ،وإفراد اهلل تعاٰىل بالعبادة واخلضوع والطاعة
املطلق ،وال يشرك به كائنا من كان،وال يسرف شيئا من العبادة لغريه تعاٰىل ،
كالصالة ،واحلج ،والدعاء ،واإلستعانة ،والنذر ،والذبح ،والتوكل ،واخلوف
والرجاء ،وغري ها من العبادة الظاهرة والباطنة،
وأن يعبد اهلل باحلب واخلوف والرجاء مجيعا وعباد ته ببعضها دون بعض
ضالل .
قال اهلل تعاٰىل ( ِإَّياَك َنْع ُبُد َو ِإَّياَك َنْس َتِعُني ) الفاحتة ()5
و قال تعاٰىل ( َو َم ن َيْد ُع َمَع الَّلِه ِإًهَٰلا آَخ َر اَل ُبْر َه اَن َلُه ِبِه َفِإَمَّنا ِح َس اُبُه ِعنَد َر ِّبِه ۚ
ِإَّنُه اَل ُيْف ِلُح اْلَك اِفُر وَن ) املؤمنون ()117
( ومن يدع مع اهلل إهلا آخر ال برهان له به ) أي :ال حجة له به وال بينة ،
ألنه ال حجة يف دعوى الشرك ( ،فإمنا حسابه ) جزاؤه ( ،عند ربه ) جيازيه
بعمله ،كما قال تعاىل َّ ( :مُث ِإَّن َعَلْيَنا ِح َس اَبُه م )الغاشية( ( )26إنه ال يفلح
الكافرون ) ال يسعد من جحد وكذب .
وتوحيد العبادة من أجله خلق اهلل اجلن واإلنس :قال تعاىل َ ( .و َم ا َخ َلْق ُت
اِجْلَّن َو اِإْل نَس ِإاَّل ِلَيْع ُبُد وِن ) الذاريات ()56
وقال علي بن أيب طالب " :إال ليعبدون " أي إال آلمرهم أن يعبدوين
وأدعوهم إىل عباديت ،يؤيده قوله -عز وجل " : -وما أمروا إال ليعبدوا إهلا
واحدا " ( .التوبة . ) 31 -
وقال جماهد" :إال آلمرهم وأهناهم " إختاره الزجاج وشيخ اإلسالم .
وقال ويدل علٰى ذلك قوله هتاٰىل ( َأْحَيَسُب اِإْل نَس اُن َأن ُيْتَر َك ُس ًد ى ) القيامة (
)36
قال ابن القيم رمحه اهلل .أن العبادة منقسمة على القلب ،واللسان ،واجلوارح .
فهذا التوحيد يستلزم القسمني ،ويتضمنهما ،ألن األلوهية اليت هي صفة تعم
أوصاف الكمال ،ومجيع أوصاف الربوبية والعظمة،
فتوحيده تعاٰىل بصفات الكمال وتفرده بالربوبية يلزم منه أن ال يستحق العبادة
وحده سواه .
ومقصود دعوة الرسل من أوهلم إٰىل آخرهم ،الدعوة إٰىل هذا التوحيد
وألجله أرسلت الرسل ،وأنزلت الكتب ،وُس َّلت سيوف اجلهاد ،وفرق بني
املؤمنني والكافرين ،وبني أهل اجلتة وأهل النار.
وهو معىن قول اهلل تعاٰىل ( اَل ِإَٰلَه ِإاَّل الَّلُه ) الصافات ()35
قال اهلل تعاٰىل ( َو َم ا َأْر َس ْلَنا ِم ن َقْبِلَك ِم ن َّر ُس وٍل ِإاَّل ُنوِح ي ِإَلْيِه َأَّنُه اَل ِإَٰلَه ِإاَّل َأَنا
َفاْع ُبُد وِن )األنبياء ()25
قال اهلل تعاٰىل ( َو َلَقْد َبَعْثَنا يِف ُك ِّل ُأَّم ٍة َّر ُس واًل َأِن اْع ُبُد وا الَّلَه َو اْج َتِنُبوا
الَّطاُغوَت ۖ َفِم ْنُه م َّم ْن َه َد ى الَّلُه َو ِم ْنُه م َّم ْن َح َّقْت َعَلْيِه الَّض اَل َلُة ۚ َفِس وا يِف
ُري
اَأْلْر ِض َفانُظُر وا َك ْيَف َك اَن َعاِقَبُة اْلُم َك ِّذ ِبَني ) النحل ()36
واآلخر عام وهو كل ماجتاوز به العبد حده من معبود ،أومتبوع ،أو مطاع،
ذكره ابن القيم رمحه اهلل يف أعالم املوقعني واستحسنه يف فتح اجمليد
( )3توحيد األمساء والصفات :ـ معناه اإلعتقاد اجلازم بأن اهلل تعاٰىل له األمساء
احلسنا والصفات العلى ،وهو متصف جبميع صفات الكمال ،ومنزه عن مجيع
صفات النقص ،متفرد بذلك عن مجيع الكائنات .
َلْيَس َك ِم ْثِلِه َش ْي ٌء) رد على املمثلة (َو ُه َو الَّس ِم يُع اْلَبِص ُري)رد على املعطلة
قال ابن عباس -رضي اهلل عنهما : -ليس له نظري ( .وهو السميع البصري )
.
( َو ِلَّلِه اَأْلَمْساُء اُحْلْس ٰىَن َفاْد ُعوُه َهِبا ۖ َو َذُر وا اَّلِذ يَن ُيْلِح ُد وَن يِف َأَمْساِئِه ۚ َسُيْج َزْو َن
َم ا َك اُنوا َيْع َم ُلوَن )
األعراف ()180
ومعىن اإلحلاد هو :امليل عن ا ْق َص د يقال :أحلد يلحد إحلادا ،وَحلد يلَح د
َمل
حلودا :إذا مال .
وأهل السنة واجلماعت :ـ ال حيددون كيفية صفات اهلل تعاٰىل ألنه جل وعال
مل خيرب عن الكيفية ،ألنه ال أحد أعلم من اهلل سبحانه بنفسه،
قال تعاٰىل ( ُقْل َأَأنُتْم َأْع َلُم َأِم الَّلُه ) البقرة ()140
قال تعاٰىل ( َفاَل َتْض ِر ُبوا ِلَّلِه اَأْلْم َثاَل ۚ ِإَّن الَّلَه َيْع َلُمَو َأنُتْم اَل َتْع َلُم وَن ) النحل ()74
وأهل السنة واجلماعة :ـ يثبتون هلل ما أثبته لنفسه إثباتا بال متثيل وتنزيها بال
تعطيل ،فِح ني ُيْثِبتون هلل ما أثبته لنفسه الميثلون ،وإذا نَّز هوه الُيَعِّطلون
الصفات اليت وصف نفسه هبا.
قال يف فتح الباري :وهو ما ذهب إليه مجهر السلف ،ونقله البيهقي وغريه،
عن األئمة األربعة ،والسفيانني واحلمادين ،واألوزاعي ،واليث ،وغريهم
قال اإلمام التابعي الفقيه حممد ابن مسلم الزهري رمحه اهلل
(من اهلل الرسالة وعلى الرسل البالغ وعلينا التسليم) أخرجه اإلمام البغوي يف
"شرح السنة "
( آمنت باهلل ،ومبا جاء عن اهلل علٰى مراد اهلل وآمنت برسول اهلل ،ومبا جاء عن
رسول اهلل علٰى مراد رسول اهلل ) "ملعة اإلعتقاد اهلادي إٰىل سبل الرشاد" ابن
قدامة املقدسي
وقال الوليد بن مسلم القرشي سألت األوزاعي ،وسفيان بن عيينة ،ومالك بن
أنس عن هذه األحاديث يف الصفات والرئية فقالوا َ ( :أِم ُّر وها كما جائت بال
كيف ) أخرجه البغوي يف شرح الستة
قال اإلمام مالك بن أنس ـ إمام دار اهلجرتني رمحه اهلل ( .إياكم والبدع )
قيل :وما البدع ؟ قال ( :أهل البدع هم الذين يتكلمون يف أمساء اهلل وصفاته
وكالمه ،وعلمه ،وقدرته ،وال يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون
هلم بإحسان ) أخرجه"البغوي يف شرح" الستة
وسأل رجل اإلمان مالكا رمحه اهلل عن قول اهلل تعاٰىل ( الَّر َٰمْحُن َعَلى اْلَعْر ِش
اْس َتَو ٰى ) طـه ()5
كيف استوى؟ فقال ( :اإلستواء غري جمهول ،والكيف غري معقول ،واإلمان به
واجب ،والسؤال عنه بدعة ،وما أراك إال ضاال ) وأمر به أن خيرج من
املسجد)أخرجه "البغوي يف شرح الستة"
( الينبغي ألحد أن ينطق يف ذات اهلل بشيء ،بل يصفه مبا وصف به نفسه،
وال يقول فيه برأيه شيئا ،تبارك اهلل تعاٰىل رب العاملني ) شرح عقيدة الطحاوية
لنب أيب العز احلنفي
وملا سئل رمحه اهلل عن صفة النزول فقال (ينزل بال كيف) شرح عقيدة
الطحاوية لنب أيب العز احلنفي
( من شبه اهلل خبلقه فقد كفر ،ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر ،وليس
فيما وصف به نفسه وال رسوله تشبيه ) رواه اإلمام الذهيب يف " العلو للعلي
الغفار "
ال يلحدون يف أمساء اهلل تعاٰىل وهو امليل هبا عما جيب فيها وهو أربعة أنواع
األول :أن ينَك ر شيئا منها أو ما دلت عليه من الصفات واألحكام كما فعلت
أهل التعطيل من اجلهمية وغريهم
الثاين :أن جيعلها دالة علٰى صفات تشابه صفات املخلقني كما فعل أهل
التشبيه ،وذلك ألن التشبيه معىن باطل ال ميكن أن تدل عليه النصوص .
الثالث :أن يسمى اهلل تعاٰىل مبا مل يسم به نفسه كتسمية النصارٰى له " :
األب " وتسمية الفالسفة له " العلة الفاعلية " وذلك ألن أمساء اهلل توقيفية،
الرابع :أن يشتق من أمسائه أمساء لألصنام ،كاشتقاق "االت " من اإلله ،و "
العزٰى " من العزيز.
واإلحلاد يف أمسائه هو العدول هبا وحبقائقها ،ومعا نيها ،عن احلق الثابت هلا،
كاألشاعرة ،واملعتزلة.
أما األشاعرة يقولون :نثبت األمساء ،ونثبت بعض الصفات ،وأما الباقي فال
نثبته .يثبتون سبع صفاة فقط.
جمموعة يف قوله (لُه اَحلياُة والكالُم والبَص ر ْمَسٌع ِإراَدٌة َو ِعْلٌم واْقَتَد ْر )
وقد أثبتوا ما أثبتوه حبجة أن العقل يدل عليه ،ونفوا ما نفوا حبجة أن العقل
ينفيه أو ال يدل عليه ،ألهنم يقولون :ما دل العقل علٰى ثبوته أثبتناه ،وما دل
علٰى نفيه نفيناه ،وما ال يدل علٰى نفيه ،وال إثباته نتوقف فيه ،وأكثرهم
يقولون :ننفيه .
وحنن نقول ردا عليهم
أوال :الرجوع إٰىل العقل باطل ،ألن الرسول صلٰى اهلل عليه وسلم وسلف
األمة مل يرجعوا إليه.
ثانيا :العقول متناقضة مضطربة ال ميكن الرجوع إليها ،وتناقض األدلة يدل
علٰى فسادها ،وإذا كانت متناقضة ومضطربة فإٰىل أي عقل نرجع؟
قال اإلمام مالك رمحه اهلل :يا ليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والستة
حٰىت نقول :هذا دل عليه العقل ،وهذا مل يدل عليه العقل؟!
ثالثا :أن الرجوع إٰىل العقل يستلزم رد ما دل عليه السمع من صفات اهلل
تعاٰىل وهذا الشك أنه باطل ،ألن كل شيء يستلزم رد ما جاء به الشرع،
فإنه باطل بال شك .
رابعا :أن ما وصف اهلل به نفسه من أمور الغيب ،وال ميكن للعقل إدراك
ذلك ،لكن السمع دل عليه فوجب إثباته بدليل السمع .
خامسا :نقول :بل ميكن أن يكون العقل قد دل علٰى مانفيتم ،وقولكم :إن
العقل اليدل عليه غري مقبول.
مثال ذلك :هم يقولون :إن العقل يدل علٰى أن اهلل ال يتصف بالرمحة ،ألن
الرمحة لني وعطف ورقة ،وهذا اليتناسب مع مقام الربوبية ،فالرمحة إرادة
اإلحسان ،أما أن يكون له رمحة فهذا الميكن
فنقول هلم أوال :إذا مل يدل علٰى ثبوهتا العقل ،فقد دل عليها السمع .
ثانيا :بل قد دل عليها العقل ،فنحن ـ اآلن ـ نتقلب يف نعم اهلل من الصحة
والرزق والسمع والبصر والعلم واملال والولد واألمن وغري ذلك مما ال حيصٰى
فعلٰى ماذا تدل هذه النعم؟
فاجلواب :تدل علٰى الرمحة ،إذن :نثبت صفة الرمحة قال تعاٰىل ( َفانُظْر ِإٰىَل آَثاِر
ِل ِه
َر َمْحِت الَّل َك ْيَف ْحُيِيي اَأْلْر َض َبْع َد َمْو َهِتا ۚ ِإَّن َٰذ َك َلُم ْح ِيي اْلَمْو َتٰى ۖ َو ُه َو َعَلٰى
ُك ِّل َش ْي ٍء َقِد يٌر ) الروم ()50
ونفوا الرمحة ،ألهنا تستلزم لني الراحم ورقته للمرحوم ،وهذا حمال يف حق اهلل
تعاٰىل وأولوا األدلة السمعية املثبتة للرمحة إٰىل الفعل ففسروا الرحيم باملنعم أو
إرادة اإلنعام .
أما نفيها حبجة أهنا تستلزم اللني والرقة ،فجوابه :أن هذه احلجة لوكانت
مستقيمة ألمكن نفي اإلرادة مبثلها فيقال :اإلرادة ميل املريد إٰىل ما يرجو به
حصول منفعة أو دفع مضرة وهذا يستلزم احلاجة واهلل تعاٰىل منزه عن ذلك .
فإن أجيب :بأن هذه إرادة املخلوق أمكن اجلواب مبثله يف الرمحة بأن الرمحة
املستلزمة للنقص هي رمحة املخلوق.
فضل التوحيد
وللتوحيد فضائل كثرية :منها أنه حيصل لصاحبه اهلدٰى الكامل واألمن التام
ِب ٍم َٰلِئ ِب ِإ َّلِذ
يف الدنيا واآلخرة قال تعاٰىل ( ا يَن آَم ُنوا َو ْمَل َيْل ُس وا َمياَنُه م ُظْل ُأو َك ُهَلُم
اَأْلْم ُن َو ُه م ُّم ْه َتُد وَن ) األنعام ( ( )82ومل يلبسوا إمياهنم بظلم ) مل خيلطوا
إمياهنم بشرك
وقال تعاٰىل ِ (،إَّن اَّلِذ يَن آَم ُنوا َو َعِم ُلوا الَّص اَحِلاِت َو َأَقاُموا الَّصاَل َة َو آَتُو ا الَّز َك اَة
ُهَلْم َأْج ُر ُه ْم ِعنَد َر ِهِّبْم َو اَل َخ ْو ٌف َعَلْيِه ْم َو اَل ُه ْم ْحَيَز ُنوَن ) البقرة ()277
ومن فضائله :أنه السبب األعظم لتفريج كربات الدنيا واآلخرة ودفع
عقوبتهما.
قا تعاٰىل ( َفَلْو اَل َك اَنْت َقْر َيٌة آَم َنْت َفَنَف َعَه ا ِإَمياُنَه ا ِإاَّل َقْو َم ُيوُنَس َلَّم ا آَم ُنوا
َك َش ْف َنا َعْنُه ْم َعَذ اَب اِخْلْز ِي يِف اَحْلَياِة الُّد ْنَيا َو َم َّتْع َناُه ْم ِإٰىَل ِح ٍني ) يونس ()98
ومن أجل فوائده :أنه مينع اخللود يف النار ،إذا كان يف القلب منه أدٰىن مثقال
حبة خردل .وأنه إذا كمل يف القلب مينع دخول النار بالكلية.
قال الَّن َّلى الَّل َل ِه َّل فيما رواه البخاري والرتمزي َأيِب ِعيٍد
َعْن َس ُّيِب َص ُه َع ْي َو َس َم
اُخْلْد ِر ّي ْخُيَرُج ِم ْن الَّناِر َمْن َك اَن يِف َقْلِبِه ِم ْثَق اُل َذَّر ٍة ِم ْن اِإْل َمياِن َقاَل َأُبو
َس ِعيٍد َفَمْن َش َّك َفْلَيْق َر ْأ ( ِإَّن الَّلَه اَل َيْظِلُم ِم ْثَق اَل َذَّر ٍة )
ومنها :أنه السبب الوحيد لنيل رضا اهلل وثوابه ،وأن أسعد الناس بشفاعة
حممد صلى اهلل عليه وسلم .من قال ال إله إال اهلل خالصا من قلبه.
اْلِق ا ِة ِب ِت ِه ِق
َعْن َأيِب ُه َر ْيَر َة َأَّنُه َقاَل يَل َيا َرُس وَل الَّل َمْن َأْسَعُد الَّناِس َش َف اَع َك َيْو َم َي َم
ِه ِه
َقاَل َرُس وُل الَّل َص َّلى الَّلُه َعَلْي َو َس َّلَم َلَقْد َظَنْنُت َيا َأَبا ُه َر ْيَر َة َأْن اَل َيْس َأُليِن َعْن
َه َذ ا اَحْلِد يِث َأَح ٌد َأَّو ُل ِم ْنَك ِلَم ا َر َأْيُت ِم ْن ِح ْر ِص َك َعَلى اَحْلِد يِث َأْسَعُد الَّناِس
ِبَش َف اَعيِت َيْو َم اْلِق َياَم ِة َمْن َقاَل اَل ِإَلَه ِإاَّل الَّلُه َخ اِلًص ا ِم ْن َقْلِبِه َأْو َنْف ِس ِه .أخرجه
البخاري ومسلم
ومن أعظم فضائله :أن مجيع األعمال واأل قوال ،الظاهرة والباطنة متوقفة يف
قبوهلا ويف كماهلا ويف ترتب الثواب عليها علٰى التوحيد
قال تعاىل؛ ( َو َلَقْد ُأوِح َي ِإَلْيَك َو ِإىَل اَّلِذ يَن ِم ن َقْبِلَك َلِئْن َأْش َر ْك َت َلَيْح َبَطَّن
َعَم ُلَك َو َلَتُك وَنَّن ِم َن اَخْلاِس ِر يَن ) الزمر ()65
وقال تعاٰىل ( َٰذ ِلَك ُه َد ى الَّلِه َيْه ِدي ِبِه َم ن َيَش اُء ِم ْن ِعَباِدِه ۚ َو َلْو َأْش َر ُك وا َحَلِبَط
َعْنُه م َّم ا َك اُنوا َيْع َم ُلوَن ) األنعام ()88
و قال تعاٰىل ( َو َقِد ْم َنا ِإٰىَل َم ا َعِم ُلوا ِم ْن َعَم ٍل َفَجَعْلَناُه َه َباًء َّم نُثوًر ا ) الفرقان (
)23
الشرك وخطورة
الشرك األكرب :هو ما ينايف أصل التوحيد ،وخيرج صاحبه من ملة اإلسالم
والشرك األصغر :هو ما ينايف كمال التوحيد ،وال خيرج صاحبه من ملة
اإلسالم
وللشرك يف اللغة معان منها .اإلقرتان ،وعدم اإلنفراد ،يقال شاركت فالنا يف
الشيئ .
ويطلق على التسوية .يقال :طريق مشرتك أي يستوي فيه الناس .شرح
نواقض اإلسالم لشيح حممد سعيد رسالن
وأما يف اإلصطالحَ ،فِلْلُعَلماء فيه أقوال ،منها قول الشيخ السعدي رمحه اهلل،
وهو أن جيعل هلل ندا ،يدعوه كما يدع اهلل ،أو خيافه أو يرجوه أو حيبه كحب
اهلل ،أو يصرف له نوعا من أنواع العبادةَ ،عْن َعْبِد الَّلِه بن مسعود رضي اهلل
عنه َقاَل َس َأْلُت الَّنَّيِب َص َّلى الَّلُه َعَلْيِه َو َس َّلَم َأُّي الَّذ ْنِب َأْع َظُم ِعْنَد الَّلِه َقاَل َأْن
ْجَتَعَل ِلَّلِه ِنًّدا َو ُه َو َخ َلَق َك .رواه البخاري ومسلم
و هذا هو الشرك األكرب الذي حرم اهلل عليه اجلنة ومأواه النار .قال تعاٰىل ( ِإَّنُه
ِل ِلِم ِم ِه ِب ِه
َمْن ُيْش ِر ْك الَّل َفَقْد َح َّر َم الَّلُه َعَلْي اَجْلَّنَة َو َم ْأَو اُه الَّناُر ۖ َو َم ا لَّظا َني ْن
َأْنَص اٍر ) املائدة ٧٢
( ِإَّن الَّلَه اَل َيْغِف ُر َأْن ُيْش َر َك ِبِه َو َيْغِف ُر َم ا ُدوَن َٰذ ِلَك ِلَمْن َيَش اُء ۚ َو َمْن ُيْش ِر ْك
ِبالَّلِه َفَق ِد اْفَتَر ٰى ِإًمْثا َعِظ يًم ا) النساء 48
مث كانوا يدعوهنم لقضاء حوائجهم ودفع كرباهتم ،معتقدين أهنم يسمعون ملا
قالوا ،ويستجيبون ملا دعوا ،فيقضون حوائجهم ،ويكشفون كرباهتم ،إما
بأنفسهم ،وإما بشفاعتهم لذلك من اهلل.
ِإ َّلِذ ِم
فأبطل اهلل عليهم بقوله ( َيا َأُّيَه ا الَّناُس ُضِر َب َم َثٌل َفاْس َت ُعوا َلُه ۚ َّن ا يَن
َتْد ُعوَن ِم ْن ُدوِن الَّلِه َلْن ْخَيُلُقوا ُذَباًبا َو َلِو اْج َتَم ُعوا َلُه ۖ َو ِإْن َيْس ُلْبُه ُم الُّذ َباُب َش ْيًئا
اَل َيْس َتْنِق ُذ وُه ِم ْنُه ۚ َض ُعَف الَّطاِلُب َو اْلَم ْطُلوُب ) احلج 73
ِمَس
وقوله ( ِإْن َتْد ُعوُه ْم اَل َيْسَم ُعوا ُدَعاَءُك ْم َو َلْو ُعوا َم ا اْس َتَج اُبوا َلُك ْم ۖ َو َيْو َم
اْلِق َياَم ِة َيْك ُفُر وَن ِبِش ْر ِكُك ْم ۚ ) فاطر 14
َأ ُّل َّمِم ْد و ِم وِن الَّلِه اَل َتِج ي َل ِإٰىَل ِم اْلِق ا ِة
َمْن َيْس ُب ُه َيْو َي َم وقوله ( َو َمْن َض ْن َي ُع ْن ُد
َو ُه ْم َعْن ُدَعاِئِه ْم َغاِفُلوَن ) األحقاف 5
فكان هذا هو شركهم باهلل ،وعبادهتم لغري اهلل ،وكان هاؤالء األولياء
والصاحلني وأمثاهلم هم آهلة املشركني.
فلما قام الرسول صلٰى اهلل عليه وسلم بالدعوة إٰىل توحيد اهلل ،وخلع كل ما
اختذوه إلٰـها من دون اهلل ،شق ذلك علٰى املشركني ،وأعظموه ،وأنكروه،
وقالوا َ ( :أَجَعَل اآْل َهِلَة ِإًهَٰلا َو اِح ًد ا ۖ ِإَّن َٰه َذ ا َلَش ْي ٌء ُعَج اٌب (َ )5و انَطَلَق اْلَم ُأَل
ِم ْنُه ْم َأِن اْم ُش وا َو اْص ُرِبوا َعَلٰى آَهِلِتُك ْم ۖ ِإَّن َٰه َذ ا َلَش ْي ٌء ُيَر اُد) ( ص" " 6
{ َو اْنَطَلَق اْلَم ُأَل ِم ْنُه ْم } املقبول قوهلم ،حمرضني قومهم على التمسك مبا هم
عليه من الشركَ { .أِن اْم ُش وا َو اْص ُرِبوا َعَلى آَهِلِتُك ْم } أى :استمروا عليها،
وجاهدوا نفوسكم يف الصرب عليها وعلى عبادهتا ،وال يردكم عنها راد ،وال
يصدنكم عن عبادهتا ،صادِ { .إَّن َه َذ ا } الذي جاء به حممد ،من النهي عن
عبادهتا { َلَش ْي ٌء ُيَر اُد } أي :يقصد ،أي :له قصد ونية غري صاحلة يف ذلك،
وهذه شبهة ال ُتَر َّو ج إال على السفهاء ،فإن من دعا إىل قول حق أو غري حق،
ال يرد قوله بالقدح يف نيته ،فنيته وعمله له.
( َم ا ِمَس ْع َنا َٰهِبَذ ا يِف اْلِم َّلِة اآْل ِخ َر ِة ِإْن َٰه َذ ا ِإاَّل اْخ ِتاَل ٌق ) ص ()7
{ ا ِمَس َنا َذ ا } القول الذي قاله ،والدين الذي دعا إليه { يِف اْلِم َّلِة
َم ْع َهِب
اآْل ِخ َر ِة } أي :يف الوقت األخري ،فال أدركنا عليه آباءنا ،وال آباؤنا أدركوا
آباءهم عليه ،فامضوا على الذي مضى عليه آباؤكم ،فإنه احلق ،وما هذا الذي
دعا إليه حممد إال اختالق أي كذب وافرتاه ،وهذه أيضا شبهتم الذي
يناظرون به املسلمني ليكفوا بذلك الدعوة إٰىل اهلل ،ويبطلوا أثرها يف املسلمني،
تفسي السعدي
أقيمت عليهم احلجة من عدة اجلوانب ،فقيل هلم :من أين علمتم أن اهلل تعاٰىل
أعطٰى عباده املقربني التصرف يف الكون ،وأهنم يقدرون علٰى ما تزعمون ،من
قضاء احلوائج ،وكشف الكربات ؟ هل اطلعتم علٰى الغيب ؟ أو وجتم ذلك
ِع
يف كتاب ورثتموه من األنبياء أو أهل العلم؟ قال تعاٰىل ( َأْم نَد ُه ُم اْلَغْيُب
َفُه ْم َيْك ُتُبوَن ) القلم ()47
ِم ِم ِن ِه
وقالُ ( :قْل َأَر َأْيُتم َّم ا َتْد ُعوَن ن ُدو الَّل َأُر ويِن َم اَذا َخ َلُقوا َن اَأْلْر ِض َأْم
ٍة ِع ِإ ِبِك ٍب ِت ِش
ُهَلْم ْر ٌك يِف الَّس َم اَو ا ۖ اْئُتويِن َتا ِّم ن َقْبِل َٰه َذ ا َأْو َأَثاَر ِّم ْن ْلٍم ن ُك نُتْم
َص اِدِقَني ) األحقاف ()4
وقال تعاىل( َو ِإَذا ِقيَل ُهَلُم اَّتِبُعوا َم ا َأنَز َل الَّلُه َقاُلوا َبْل َنَّتِبُع َم ا َو َج ْدَنا َعَلْيِه آَباَءَنا
ۚ ) لقمان ()21
وقال تعاىل( َو َك َٰذ ِلَك َم ا َأْر َس ْلَنا ِم ن َقْبِلَك يِف َقْر َيٍة ِّم ن َّنِذ يٍر ِإاَّل َقاَل ُم ْتَر ُفوَه ا ِإَّنا
َو َج ْدَنا آَباَءَنا َعَلٰى ُأَّم ٍة َو ِإَّنا َعَلٰى آَثاِر ِه م ُّم ْق َتُد وَن ) الزخرف ()23
وهباذا اجلواب تبني عجزهم وجهلهم معا :فقيل هلم إن اهلل يعلم وأتتم
التعلمون ،فامسعوا منه ما يقوله وخيرب به عن حقيقة شركائكم هؤالء،
ِم ِن ِه ِع ِإ ِذ
يقول تعاٰىل ـَّ ( :ن اَّل يَن َتْد ُعوَن ن ُدو الَّل َباٌد َأْم َثاُلُك ْم ۖ َفاْد ُعوُه ْم
َفْلَيْس َتِج يُبوا َلُك ْم ِإن ُك نُتْم َص اِدِقَني ) األعراف ()194
أي إهنم اليقدرون علٰى شيء مما خيتص باهلل ،كما أنكم التقدرون عليه ،فأنتم
وهم سواء يف العجز وعدم القدرة.
خطر الشرك
وهو أعظم الذنب عصي اهلل به ،ويرتتب عليه أعظم النتائج ،وأقبح األثار يف
اآلخرة واألوىل
أما يف اآلخرة :من لقي ربه مشركا خلد يف النار وحرمت عليه اجلنة .قال
ِل ِلِم ِه ِه
تعاىل ( ِإَّنُه َمْن ُيْش ِر ْك ِبالَّل َفَقْد َح َّر َم الَّلُه َعَلْي اَجْلَّنَة َو َم ْأَو اُه الَّناُر ۖ َو َم ا لَّظا َني
ِم ْن َأْنَص اٍر ) املائدة ٧٢
وقال ( َو َناَدٰى َأْص َح اُب الَّناِر َأْص َح اَب اَجْلَّنِة َأْن َأِفيُضوا َعَلْيَنا ِم َن اْلَم اِء َأْو َّمِما
َر َز َقُك ُم الَّلُه ۚ َقاُلوا ِإَّن الَّلَه َح َّر َمُه َم ا َعَلى اْلَك اِفِر يَن ) اإلعراف 50
وهو الذنب الذي اليغفره اهلل لن لقي اهلل به ،قال تعلى ( ِإَّن الَّلَه اَل َيْغِف ُر َأْن
ُيْش َر َك ِبِه َو َيْغِف ُر َم ا ُدوَن َٰذ ِلَك ِلَمْن َيَش اُء ۚ َو َمْن ُيْش ِر ْك ِبالَّلِه َفَق ِد اْفَتَر ٰى ِإًمْثا
َعِظ يًم ا) النساء 48
قال تعاىل ( َو َلَقْد ُأوِح َي ِإَلْيَك َو ِإىَل اَّلِذ يَن ِم ْن َقْبِلَك َلِئْن َأْش َر ْك َت َلَيْح َبَطَّن
َعَم ُلَك َو َلَتُك وَنَّن ِم َن اَخْلاِس ِر يَن ) الزمر 65
وقال تعاىل( َو َلْو َأْش َر ُك وا َحَلِبَط َعْنُه ْم َم ا َك اُنوا َيْع َم ُلوَن ) األنعام 88
املشرك ال ُيْق َبُل منه عمل حٰىت يدع شركه ،ويسلم لربه قال تعاٰىل ( ُقْل َأْنِف ُقوا
َطْو ًعا َأْو َك ْر ًه ا َلْن ُيَتَق َّبَل ِم ْنُك ْم ۖ ِإَّنُك ْم ُك ْنُتْم َقْو ًم ا َفاِس ِق َني (َ )٥٣و َم ا َم َنَعُه ْم َأْن
ِإ ِلِه ِب ِه ِإ ِم
ُتْق َبَل ْنُه ْم َنَفَق اُتُه ْم اَّل َأَّنُه ْم َك َف ُر وا الَّل َو ِبَر ُس و َو اَل َيْأُتوَن الَّصاَل َة اَّل َو ُه ْم
ُك َس اٰىَل َو اَل ُيْنِف ُقوَن ِإاَّل َو ُه ْم َك اِر ُه وَن ) التوبة 53ـ 54
و َأيِب و ى اَأْلْش ِر ِّي رضي اهلل عنه قال َط َنا وُل الَّلِه َّلى الَّل َل ِه
َص ُه َع ْي َخ َب َرُس َع َعْن ُم َس
َو َس َّلَم َذاَت َيْو ٍم َفَق اَل َأُّيَه ا الَّناُس اَّتُقوا َه َذ ا الِّش ْر َك َفِإَّنُه َأْخ َف ى ِم ْن َد ِبيِب الَّنْم ِل
َفَق اَل َلُه َمْن َش اَء الَّلُه َأْن َيُقوَل َو َك ْيَف َنَّتِق يِه َو ُه َو َأْخ َف ى ِم ْن َد ِبيِب الَّنْم ِل َيا
ِم ِه
َرُس وَل الَّل َقاَل ُقوُلوا الَّلُه َّم ِإَّنا َنُعوُذ ِبَك ْن َأْن ُنْش ِر َك ِبَك َش ْيًئا َنْع َلُم ُه
َو َنْس َتْغِف ُر َك ِلَم ا اَل َنْع َلُم) أخرجه أمحد 19109وحسنه األلباين يف صحيح
الرتغيب والرتهيب( )١٥وانظر صحيح اجلامع ()٣٧٣٠
إخواين يطلب منا أن ندعو اهلل تعاٰىل
أن ينجينا من الشرك كبريه وصغريه ،وأن يعيذنا وينجينا منه .كان اخلليل
إبراهيم خيافه ،ومن يئمن البالء بعده ،قال ( َو اْج ُنْبيِن َو َبَّيِن َأْن َنْع ُبَد اَأْلْص َناَم)
إبراهيم 35
الَّلُه َّم ِإَّنا َنُعوُذ ِبَك ِم ْن َأْن ُنْش ِر َك ِبَك َش ْيًئا َنْع َلُم ُه َو َنْس َتْغِف ُر َك ِلَم ا اَل َنْع َلُم.
الَّلُه َّم َو اْج ُنْبيِن َو َبَّيِن َأْن َنْع ُبَد اَأْلْص َناَم)
وصل اللهم وسلم علٰى نبيا حممد وآله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إىل يوم
الدين
الَق ِص يَد ُة الَّالِم َّيُة لَش ْيِخ اإلْس الِم اْبِن َتْيِم َّيَة اَحلَّر اُّيِن عدد األبيات 16 :البحر :
الكامل
القصيدة
َيا َس اِئلي َعْن َم ْذ َه يِب وَعِق يَد يِت
َ -4و اَل َتُك يِف الُقْر آِن ِبالَو ْقِف َقاِئاًل َ ...ك َم ا َقاَل َأْتَباٌع َجِلهٍم َو أْسَجُح وا
= أي الُنوا هلذا االعتقاِد يف القرآن!
ِهلل ِظ ِإ
َ -5و اَل َتُقِل "الُقرآُن َخ ْلٌق َقَر ْأُتُه" َ ...ف َّن َك اَل َم ا بالَّلْف ُيوَض ُح
ِل
َ -6و ُقْل َيَتَج َّلى اُهلل ْلَخ ْلِق َج ْه َر ًة َ ...ك َم ا الَبْد ُر اَل ْخَيَف ى َو َر ُّبَك َأوَض ُح
ِش ِب ِلٍد ٍد
َ -7و َليَس َمِبوُلو َو َليَس َو ا َ ...و َليَس َلُه ْبٌه َتَعاىَل اُملَس َّبُح
ِد ِمِب ِق ِع ِم ِك
َ -8و َقْد ُيْن ُر اَجلْه ُّي َه َذ ا َو ْنَد نا ْ ...ص َد ا َم ا ُقْلَنا َح يٌث ُمَص ِّر ُح
ِم ِل ٍد
َ -9رَو اُه َج ِر يٌر َعْن َم َق ا َحُمَّم َ ...فُقْل ْثَل َم ا َقْد َقاَل يِف َذاَك َتْنَجُح
ِه ِب ِض ِك ِمَي ِم ِك
َ -10و َقْد ُيْن ُر اَجلْه ُّي َأْيًض ا يَنُه َ ...و ْلَتا َيَد ي الَف َو ا ِل َتْنَف ُح
ِح ٍة ِب
َ -11و ُقْل َيْنِز ُل اَجلَّباُر يِف ُك ِّل َليَل ...اَل َك يَف َج َّل الَو ا ُد الـُم َتَم ِّد ُح
ِء ِب ِلِه ِإ
-12ىَل َطَبِق الُّد ْنَيا ُمَيُّن َفْض َ ...فُتْف َرُج أْبَو اُب الَّس َم ا َو ُتْف َتُح
ِن ِف ِف
َ -13يُقوُل َأاَل ُمْس َتْغ ٌر َيْلَق َغا ًر ا َ ...و ُمْس َتْم ٌح َخ ْيًر ا َو ِر ْز ًقا َفُيْم َنُح
َ -14رَو ى َذاَك َقْو ٌم اَل ُيَر ُّد َح ِد يُثُه ْم َ ...أاَل َخ اَب َقوٌم َك َّذ ُبوُه ْم َو ُقِّبُح وا
ِق ٍد ِإ
َ -15و ُقْل َّن َخ َري الَّناِس َبْع َد َحُمَّم َ( ...و ِز يَر اُه)* ْد ًم ا َّمُث (ُعْثَم اُن ) ااَل ْر َجُح
ِج ِب ِل ِة ِب
َ -16و َر ا ُعُه ْم َخ ُري الرَب َّي َبْع َد ُه ْم َ( ...علٌّي ) َح يُف اَخلِري اَخلِري ُم ْن ُح
ِب ِب ِف ِف ِه ِإ
َ -17و َّنُه ُم للَّر ْه ُط اَل َر ْيَب ي ُم َ ...عَلى ُجُن ال ْر َدوِس الُّنوِر َتْسَرُح
َ -18س ِعيٌد َو َس ْع ٌد َو اْبُن َعْو ٍف َو َطْلَح ٌة َ ...و َعاِم ُر ِفْه ٍر َو الُّز َبُري ا َم َّد ُح *
ُمل
ِع ِة ِه ٍل
َ _19و ُقْل َخ َري َقو يِف الَّص َح اَب ُك ِّل ْم َ ...و اَل َتُك َطَّعاًنا َت يُب َو ْجَتَرُح
ا ِب ِبَفْض ِلِه ...يِف "الَفْتِح " آ للَّص ا ِة
ٌي َح َب ْم َو َ -20فَقْد َنَطَق الَو ْح ُي ُمل ُني
ْمَتَد ُح =أي :يف سورة الفتح
َ -21و ِس ْبَطْي َرُس وِل اِهلل َو اْبيَن َخ ِدجيٍةَ ...و َفاِط َم ٌة َذاُت الَّنَق اِء َتَبْح َبُح وا=
َ -24و ِم ْن َبْع ِدِه ْم َفالَّتاِبُعوِن ُحِلْس ِن َم آِخ ٍذَ ...و َأْفَعاُهِلْم َقواَل َو ِفْع اًل َفَأْفَلُح وا
ِع ِل
َ -25و َم ا ٌك َو الَّثورُّي َّمُث َأُخ وُه ُم َ ...أُبو َعْم ٍر و اَأْلوَز ا ُّي َذاَك اُملَس ِّبُح
ِإ ِف ِم ِدِه
َ -26و ْن َبْع ْم َفالَّشا عُّي َو َأَمَحُد َ ...م اَم ا ُه ًد ى َمْن َيْتَبِع اَحلَّق َيْنَص ُح
ُ -27أوَلِئَك َقوٌم َقْد َعَف ا اُهلل َعْنُه ُم َ ...فَأْح ِبْبُه ُم َفِإّنَك َتْف ـَرُح =