التوحيد وفضله والشرك وخطورته

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 30

‫التوحيد وفضله والشرك وخطورته‬

‫كتبه أبو محزة سعيد بن علي بن حسن‬

‫ويليه الَق ِص يَد ُة الَّالِم َّيُة لَش ْيِخ اإلْس الِم اْبِن َتْيِم َّيَة‬
‫ِج‬ ‫ِد‬
‫وَم نُظوَم ُة (اَحلائَّيِة) َأِليِب َبْك ٍر عب اِهلل اْبِن َأيِب َد اُو َد الِّس ْس َتاِّيِن‬
‫ﺇﻥ ﺍﺤﻟﻤﺪ ﻪﻠﻟ ﺤﻧﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ‪ ،‬ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻪﻠﻟ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺳﻴﺌﺎﺕ‬
‫ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﻪﻠﻟ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ‪،‬ﻭﺃﺷﻬﺪ‬

‫ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻪﻠﻟ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ‪،‬ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﺤﻣﻤﺪًﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ‪.‬‬

‫َيا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا اَّتُقوا َهَّللا َح َّق ُتَقاِتِه َو اَل َتُم وُتَّن ِإاَّل َو َأنُتم ُّم ْس ِلُم وَن‬
‫[ ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ ‪. ] 102‬‬

‫اَّتُقوا َر َّبُك ُم اَّلِذ ي َخ َلَقُك م ِّم ن َّنْفٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم ْنَها‬ ‫َيا َأُّيَها الَّناُس‬
‫ِم ْنُهَم ا ِر َج ااًل َك ِثيًرا َو ِنَس اًء َو اَّتُقوا َهَّللا اَّلِذ ي َتَس اَء ُلوَن‬ ‫َز ْو َجَها َو َبَّث‬
‫ِإَّن َهَّللا َك اَن َع َلْيُك ْم َر ِقيًبا[ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ‪. ] 1‬‬ ‫ِبِه َو اَأْلْر َح اَم‬
‫َيا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا اَّتُقوا َهَّللا َو ُقوُلوا َقْو اًل َسِد يًدا* ُيْص ِلْح َلُك ْم َأْع َم اَلُك ْم‬
‫َو َيْغ ِفْر َلُك ْم ُذ ُنوَبُك ْم َو َم ن ُيِط ِع َهَّللا َو َر ُسوَلُه َفَقْد َفاَز َفْو ًز ا َع ِظ يًم ا‬
‫[ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ‪ 71 70-‬ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ‪:‬‬

‫ﻓﺈﻥ ﺃﺻﺪﻕ ﺍﺤﻟﺪﻳﺚ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻪﻠﻟ‪ ،‬ﻭﺧﺮﻴ ﺍﻬﻟﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﺤﻣﻤﺪ ﷺ‪ ،‬ﻭﺷﺮ‬
‫ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺤﻣﺪﺛﺎﻬﺗﺎ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﺤﻣﺪﺛﺔ ﺑﺪﻋﺔ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﺿﻼﻟﺔ ﻲﻓ ﺍﻟﻨﺎﺭ ‪.‬‬
‫التوحيد واجب على كل مسلم ومسلمة وهو إفراد اهلل تعاىل بالعبادة‪.‬‬

‫قال الشيخ ابن عثيمني رمحه اهلل ‪.‬التوحيد يف اللغة‪ :‬مشتق من وحد يوحد أي‬
‫جعل الشيء واحدا‬

‫ويف الشرع ‪ :‬إفراد اهلل ـ سبحانه ـ مب خيتص به من الربوبية واأللوهية واألمساء‬


‫والصفات‪.‬‬

‫أقسامه‪ :‬ثالثة ‪. 1‬توحيد الربوبية‬

‫‪ . 2‬وتوحيد األلوحية‬

‫‪ . 3‬وتوحيد األمساء والصفات‬

‫قال ابن القيم رمحه اهلل‪ .‬أما التوحيد الذي دعت إليه الرسل‪ ،‬ونزلت به الكتب‬
‫فهو نوعان ‪ :‬توحيد يف املعرفة واإلثبات ـ وهو توحيد الربوبية ‪ ،‬واألمساء‬
‫والصفات ـ وتوحيد يف الطلب والقصد ـ وهو توحيد األلوحية‬

‫قال شيخ اإلسال ابن تيمية رمحه اهلل‪ .‬التوحيد الذي جائت به الرسل‪ ،‬إمنا‬
‫يتضمن إثبات اإلهلية هلل وحده‪ ،‬بأن يشهد أن ال إله إال هو‪ ،‬اليعبد إال إياه‪،‬‬
‫واليتوكل إال عليه‪ ،‬وال يوايل إال له‪ ،‬وال يعادي إال فيه‪ ،‬واليعمل إال ألجله‪.‬‬
‫وذلك يتضمن إثبات ما أثبته لنفسه من األمساء والصفات‬
‫ِت‬
‫وقد اجتمعت يف قوله تعاىل‪َّ (.‬ر ُّب الَّس َم اَو ا َو اَأْلْر ِض َو َم ا َبْيَنُه َم ا َفاْع ُبْد ُه‬
‫َو اْص َطْرِب ِلِعَباَد ِتِه ۚ َه ْل َتْع َلُم َلُه ِمَس ًّيا ) مرمي (‪)65‬‬

‫قال علي ابن أيب طلحة عن ابن عباس هل تعلم للرب مثال أو شبيها‬

‫وقال عكرمة عن ابن عباس ليس أحد يسمى الرمحان غريه تبارك وتعاىل‬
‫وتقدس امسه‬

‫(‪ )1‬توحيد الربرية ‪:‬ـ معناه اإلعتقاد اجلازم واإلقرار التام بأن اهلل تعاىل وحده‬
‫رب كل شيء ومليكه‪ ،‬ال شريك له‪ ،‬هو اخلالق ‪ ،‬وهو مدبر العامل واملتصرف‬
‫فيه والقادر عليه‪ ،‬وأنه خالق العباد ورازقهم وحمييهم ومميتهم‪ ،‬ال معقب حلكمه‬
‫ماشاء كان وما مل يشأ مل يكن ‪ ،‬وكل من يف السماوات واألرض عبد له ويف‬
‫قبضته ‪ ،‬واإلمان بقضاء اهلل وقدره ‪ ،‬وبوحدانيته يف ذاته‪،‬‬

‫وخالصته ‪ :‬توحيد اهلل تعاىل بأفعاله‪.‬‬

‫وقد قامت األدلة الشرعية على وجوب اإلمان بربوبية اهلل سبحانه وتعاٰىل‬
‫كقوله تعاٰىل ( اَحْلْم ُد ِلَّلِه َر ِّب اْلَعاَلِم َني ) الفاحتة (‪)2‬‬

‫وقوله تعاٰىل ( ِإَّن َر َّبُك ُم الَّلُه اَّلِذي َخ َلَق الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر َض يِف ِس َّتِة َأَّياٍم َّمُث‬
‫ِث‬ ‫ِش‬
‫اْس َتَو ٰى َعَلى اْلَعْر ِش ُيْغ ي الَّلْيَل الَّنَه اَر َيْطُلُبُه َح يًثا َو الَّش ْم َس َو اْلَق َمَر َو الُّنُج وَم‬
‫ُم َس َّخ َر اٍت ِبَأْم ِرِه ۗ َأاَل َلُه اَخْلْلُق َو اَأْلْم ُر ۗ َتَباَر َك الَّلُه َر ُّب اْلَعاَلِم َني ) األعراف (‬
‫‪)54‬‬
‫وقوله تعاٰىل ( اَّلِذي َل َلُك م َّم ا يِف اَأْل ِض ِمَج ي ا َّمُث ا ٰى ِإىَل الَّس اِء‬
‫َم‬ ‫ًع ْس َتَو‬ ‫ْر‬ ‫َخ َق‬ ‫ُه َو‬
‫َفَس َّو اُه َّن َس ْبَع َمَساَو اٍت ۚ َو ُه َو ِبُك ِّل َش ْي ٍء َعِليٌم ) البقرة (‪)29‬‬

‫{ مث استوى إىل السماء } قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف‪" :‬أي ارتفع‬
‫إىل السماء"‪.‬‬

‫وهذا النوع من التوحيد أقر به كفار قريش وأكثر أصحاب امللل والديانات‬
‫واملشركون القدامى الذين بعث اهلل إليهم الرسل‪ ،‬فكلهم يعتقدون ‪:‬أن خالق‬
‫العامل ورازقهم هو اهلل وحده‪.‬‬

‫قال تعاٰىل ( َو َلِئن َس َأْلَتُه م َّم ْن َخ َلَق الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر َض َلَيُقوُلَّن الَّلُه ۚ ُقِل اَحْلْم ُد‬
‫ِلَّلِه ۚ َبْل َأْك َثُر ُه ْم اَل َيْع َلُم وَن )‬

‫لقمان (‪)25‬‬

‫َّل‬ ‫ِت‬ ‫ِئ‬


‫قال تعاٰىل ( َو َل ن َس َأْلَتُه م َّم ْن َخ َلَق الَّس َم اَو ا َو اَأْلْر َض َلَيُقوُلَّن ال ُه ۚ ُقْل‬
‫ِش‬ ‫ِب‬ ‫ِم ِن ِه ِإ‬
‫َأَفَر َأْيُتم َّم ا َتْد ُعوَن ن ُدو الَّل ْن َأَر اَدَيِن الَّلُه ُضٍّر َه ْل ُه َّن َك ا َف اُت ُضِّر ِه َأْو‬
‫َأَر اَديِن ِبَر َمْحٍة َه ْل ُه َّن ْمُمِس َك اُت َر َمْحِتِه ۚ ُقْل َحْس َيِب الَّلُه ۖ َعَلْيِه َيَتَو َّك ُل اْلُم َتَو ِّك ُلوَن‬
‫) الزمر (‪)38‬‬
‫ِل‬ ‫ِء‬
‫وقوله تعاٰىل ( ُقْل َم ن َيْر ُز ُقُك م ِّم َن الَّس َم ا َو اَأْلْر ِض َأَّم ن ْمَي ُك الَّس ْمَع َو اَأْلْبَص اَر‬
‫ن ْخُيِر ا ِم اْل ِّيِت‬
‫ُج َحْلَّي َن َم‬ ‫َو َم‬
‫َو ْخُيِر ُج اْلَم ِّيَت ِم َن اَحْلِّي َو َم ن ُيَد ِّبُر اَأْلْم َر ۚ َفَس َيُقوُلوَن الَّلُه ۚ َفُقْل َأَفاَل َتَّتُقوَن )‬
‫يونس (‪)31‬‬

‫(‪ )2‬توحيد األلوهية ‪ :‬ـ وهو إفراد اهلل تعاٰىل بأفعال العباد‪ ،‬ويسمى أيضا‬
‫"توحيد العبادة "‪ ،‬ومعناه اإلعتقاد اجلازم بأن اهلل تعاٰىل هو اإلله احلق وال إله‬
‫غريه ‪ ،‬وكل معبود سواه باطل‪ ،‬وإفراد اهلل تعاٰىل بالعبادة واخلضوع والطاعة‬
‫املطلق‪ ،‬وال يشرك به كائنا من كان‪،‬وال يسرف شيئا من العبادة لغريه تعاٰىل ‪،‬‬
‫كالصالة‪ ،‬واحلج‪ ،‬والدعاء‪ ،‬واإلستعانة‪ ،‬والنذر ‪ ،‬والذبح ‪ ،‬والتوكل‪ ،‬واخلوف‬
‫والرجاء ‪ ،‬وغري ها من العبادة الظاهرة والباطنة‪،‬‬

‫وأن يعبد اهلل باحلب واخلوف والرجاء مجيعا وعباد ته ببعضها دون بعض‬
‫ضالل ‪.‬‬

‫قال اهلل تعاٰىل ( ِإَّياَك َنْع ُبُد َو ِإَّياَك َنْس َتِعُني ) الفاحتة (‪)5‬‬

‫و قال تعاٰىل ( َو َم ن َيْد ُع َمَع الَّلِه ِإًهَٰلا آَخ َر اَل ُبْر َه اَن َلُه ِبِه َفِإَمَّنا ِح َس اُبُه ِعنَد َر ِّبِه ۚ‬
‫ِإَّنُه اَل ُيْف ِلُح اْلَك اِفُر وَن ) املؤمنون (‪)117‬‬

‫( ومن يدع مع اهلل إهلا آخر ال برهان له به ) أي ‪ :‬ال حجة له به وال بينة ‪،‬‬
‫ألنه ال حجة يف دعوى الشرك ‪ ( ،‬فإمنا حسابه ) جزاؤه ‪ ( ،‬عند ربه ) جيازيه‬
‫بعمله ‪ ،‬كما قال تعاىل ‪َّ ( :‬مُث ِإَّن َعَلْيَنا ِح َس اَبُه م )الغاشية(‪ ( )26‬إنه ال يفلح‬
‫الكافرون ) ال يسعد من جحد وكذب ‪.‬‬
‫وتوحيد العبادة من أجله خلق اهلل اجلن واإلنس‪ :‬قال تعاىل ‪َ ( .‬و َم ا َخ َلْق ُت‬
‫اِجْلَّن َو اِإْل نَس ِإاَّل ِلَيْع ُبُد وِن ) الذاريات (‪)56‬‬

‫وقال علي بن أيب طالب ‪ " :‬إال ليعبدون " أي إال آلمرهم أن يعبدوين‬
‫وأدعوهم إىل عباديت ‪ ،‬يؤيده قوله ‪ -‬عز وجل ‪ " : -‬وما أمروا إال ليعبدوا إهلا‬
‫واحدا " ‪ ( .‬التوبة ‪. ) 31 -‬‬

‫وقال جماهد‪" :‬إال آلمرهم وأهناهم " إختاره الزجاج وشيخ اإلسالم ‪.‬‬

‫وقال ويدل علٰى ذلك قوله هتاٰىل ( َأْحَيَسُب اِإْل نَس اُن َأن ُيْتَر َك ُس ًد ى ) القيامة (‬
‫‪)36‬‬

‫وقال الشافعي "اليؤمر وال ينهٰى‬


‫قال شيخ اإلسال رمحه اهلل‪ .‬العبادة هي طاعة اهلل بامتثال ما أمر اهلل به‪ ،‬على‬
‫ألسنة الرسل‪.‬‬

‫قال ابن القيم رمحه اهلل‪ .‬أن العبادة منقسمة على القلب‪ ،‬واللسان‪ ،‬واجلوارح ‪.‬‬

‫فهذا التوحيد يستلزم القسمني‪ ،‬ويتضمنهما‪ ،‬ألن األلوهية اليت هي صفة تعم‬
‫أوصاف الكمال‪ ،‬ومجيع أوصاف الربوبية والعظمة‪،‬‬

‫فتوحيده تعاٰىل بصفات الكمال وتفرده بالربوبية يلزم منه أن ال يستحق العبادة‬
‫وحده سواه ‪.‬‬
‫ومقصود دعوة الرسل من أوهلم إٰىل آخرهم ‪ ،‬الدعوة إٰىل هذا التوحيد‬

‫وألجله أرسلت الرسل‪ ،‬وأنزلت الكتب‪ ،‬وُس َّلت سيوف اجلهاد‪ ،‬وفرق بني‬
‫املؤمنني والكافرين‪ ،‬وبني أهل اجلتة وأهل النار‪.‬‬

‫وهو معىن قول اهلل تعاٰىل ( اَل ِإَٰلَه ِإاَّل الَّلُه ) الصافات (‪)35‬‬

‫قال اهلل تعاٰىل ( َو َم ا َأْر َس ْلَنا ِم ن َقْبِلَك ِم ن َّر ُس وٍل ِإاَّل ُنوِح ي ِإَلْيِه َأَّنُه اَل ِإَٰلَه ِإاَّل َأَنا‬
‫َفاْع ُبُد وِن )األنبياء (‪)25‬‬

‫قال اهلل تعاٰىل ( َو َلَقْد َبَعْثَنا يِف ُك ِّل ُأَّم ٍة َّر ُس واًل َأِن اْع ُبُد وا الَّلَه َو اْج َتِنُبوا‬
‫الَّطاُغوَت ۖ َفِم ْنُه م َّم ْن َه َد ى الَّلُه َو ِم ْنُه م َّم ْن َح َّقْت َعَلْيِه الَّض اَل َلُة ۚ َفِس وا يِف‬
‫ُري‬
‫اَأْلْر ِض َفانُظُر وا َك ْيَف َك اَن َعاِقَبُة اْلُم َك ِّذ ِبَني ) النحل (‪)36‬‬

‫الطاغوت ‪ :‬له معنيان يف الشرع أحدمها خاص وهو الشيطان‬

‫واآلخر عام وهو كل ماجتاوز به العبد حده من معبود‪ ،‬أومتبوع‪ ،‬أو مطاع‪،‬‬
‫ذكره ابن القيم رمحه اهلل يف أعالم املوقعني واستحسنه يف فتح اجمليد‬

‫العبادة اليت تصرف هلل التصح إال بشرطني‬

‫األول ـ أن تكن العبادة خالصة لوجه اهلل تعاٰىل‬


‫الثاين ـ املتابعة للرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أي أن يعبد اهلل مباشرع‪،‬‬
‫وطاعته فيما أمر ‪،‬واجتناب ماهنى عنه وزجر ‪.‬‬

‫(‪ )3‬توحيد األمساء والصفات ‪ :‬ـ معناه اإلعتقاد اجلازم بأن اهلل تعاٰىل له األمساء‬
‫احلسنا والصفات العلى‪ ،‬وهو متصف جبميع صفات الكمال‪ ،‬ومنزه عن مجيع‬
‫صفات النقص‪ ،‬متفرد بذلك عن مجيع الكائنات ‪.‬‬

‫وأهل السنة واجلماعة ‪ :‬يعرفون رهبم بصفاته الواردة يف القرآن والسنة‬


‫ويصفون رهبم مبا وصف به نفصه‪ ،‬ومبا وصفه به رسوله صلٰى اهلل وعلٰى آله‬
‫وسلم وال حيرفون الكلم عن مواضعه‪ ،‬وال يلحدون يف أمسائه وآياته‪ ،‬ويثبتون‬
‫هلل ما أثبته لنفسه من غريمتثيل‪،‬وال تكييف‪ ،‬وال تعطيل‪ ،‬وال حتريف‪،‬‬
‫ِم ِلِه‬
‫وقاعدهتم يف كل ذالك قول اهلل تبارك وتعاٰىل ‪َ ( :‬لْيَس َك ْث َش ْي ٌء ۖ َو ُه َو‬
‫الَّس ِم يُع اْلَبِص ُري ) الشورى (‪)11‬‬

‫َلْيَس َك ِم ْثِلِه َش ْي ٌء) رد على املمثلة (َو ُه َو الَّس ِم يُع اْلَبِص ُري)رد على املعطلة‬

‫قال ابن عباس ‪ -‬رضي اهلل عنهما ‪ : -‬ليس له نظري ‪ ( .‬وهو السميع البصري )‬
‫‪.‬‬

‫( َو ِلَّلِه اَأْلَمْساُء اُحْلْس ٰىَن َفاْد ُعوُه َهِبا ۖ َو َذُر وا اَّلِذ يَن ُيْلِح ُد وَن يِف َأَمْساِئِه ۚ َسُيْج َزْو َن‬
‫َم ا َك اُنوا َيْع َم ُلوَن )‬

‫األعراف (‪)180‬‬
‫ومعىن اإلحلاد هو ‪ :‬امليل عن ا ْق َص د يقال ‪ :‬أحلد يلحد إحلادا ‪ ،‬وَحلد يلَح د‬
‫َمل‬
‫حلودا ‪ :‬إذا مال ‪.‬‬

‫وروي عن ابن عباس ‪ :‬يلحدون يف أمسائه أي يكذبون ‪.‬‬

‫وأهل السنة واجلماعت ‪ :‬ـ ال حيددون كيفية صفات اهلل تعاٰىل ألنه جل وعال‬
‫مل خيرب عن الكيفية‪ ،‬ألنه ال أحد أعلم من اهلل سبحانه بنفسه‪،‬‬

‫قال تعاٰىل ( ُقْل َأَأنُتْم َأْع َلُم َأِم الَّلُه ) البقرة (‪)140‬‬

‫قال تعاٰىل ( َفاَل َتْض ِر ُبوا ِلَّلِه اَأْلْم َثاَل ۚ ِإَّن الَّلَه َيْع َلُمَو َأنُتْم اَل َتْع َلُم وَن ) النحل (‪)74‬‬

‫« فال تضربوا هلل األمثال » أي ال جتعلوا له أندادا وأشباها وأمثاال « إن اهلل‬


‫يعلم وأنتم ال تعلمون » أي أنه يعلم ويشهد أنه ال إله إال هو وأنتم جبهلكم‬
‫تشركون به غريه) تفسري ابن كثري‬

‫وأهل السنة واجلماعة ‪ :‬ـ يثبتون هلل ما أثبته لنفسه إثباتا بال متثيل وتنزيها بال‬
‫تعطيل‪ ،‬فِح ني ُيْثِبتون هلل ما أثبته لنفسه الميثلون‪ ،‬وإذا نَّز هوه الُيَعِّطلون‬
‫الصفات اليت وصف نفسه هبا‪.‬‬

‫قال يف فتح الباري ‪ :‬وهو ما ذهب إليه مجهر السلف‪ ،‬ونقله البيهقي وغريه‪،‬‬
‫عن األئمة األربعة‪ ،‬والسفيانني واحلمادين‪ ،‬واألوزاعي‪ ،‬واليث‪ ،‬وغريهم‬

‫قال اإلمام التابعي الفقيه حممد ابن مسلم الزهري رمحه اهلل‬
‫(من اهلل الرسالة وعلى الرسل البالغ وعلينا التسليم) أخرجه اإلمام البغوي يف‬
‫"شرح السنة "‬

‫كما قال اإلمام الشافعي رمحه اهلل‬

‫( آمنت باهلل‪ ،‬ومبا جاء عن اهلل علٰى مراد اهلل وآمنت برسول اهلل‪ ،‬ومبا جاء عن‬
‫رسول اهلل علٰى مراد رسول اهلل ) "ملعة اإلعتقاد اهلادي إٰىل سبل الرشاد" ابن‬
‫قدامة املقدسي‬

‫وقال الوليد بن مسلم القرشي سألت األوزاعي‪ ،‬وسفيان بن عيينة‪ ،‬ومالك بن‬
‫أنس عن هذه األحاديث يف الصفات والرئية فقالوا ‪َ ( :‬أِم ُّر وها كما جائت بال‬
‫كيف ) أخرجه البغوي يف شرح الستة‬

‫قال اإلمام مالك بن أنس ـ إمام دار اهلجرتني رمحه اهلل‪ ( .‬إياكم والبدع )‬
‫قيل‪ :‬وما البدع ؟ قال‪ ( :‬أهل البدع هم الذين يتكلمون يف أمساء اهلل وصفاته‬
‫وكالمه‪ ،‬وعلمه‪ ،‬وقدرته‪ ،‬وال يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون‬
‫هلم بإحسان ) أخرجه"البغوي يف شرح" الستة‬

‫وسأل رجل اإلمان مالكا رمحه اهلل عن قول اهلل تعاٰىل ( الَّر َٰمْحُن َعَلى اْلَعْر ِش‬
‫اْس َتَو ٰى ) طـه (‪)5‬‬
‫كيف استوى؟ فقال‪ ( :‬اإلستواء غري جمهول‪ ،‬والكيف غري معقول‪ ،‬واإلمان به‬
‫واجب‪ ،‬والسؤال عنه بدعة‪ ،‬وما أراك إال ضاال ) وأمر به أن خيرج من‬
‫املسجد)أخرجه "البغوي يف شرح الستة"‬

‫وقال اإلمام أبو حنيفة رمحه اهلل‬

‫( الينبغي ألحد أن ينطق يف ذات اهلل بشيء‪ ،‬بل يصفه مبا وصف به نفسه‪،‬‬
‫وال يقول فيه برأيه شيئا‪ ،‬تبارك اهلل تعاٰىل رب العاملني ) شرح عقيدة الطحاوية‬
‫لنب أيب العز احلنفي‬

‫وملا سئل رمحه اهلل عن صفة النزول فقال (ينزل بال كيف) شرح عقيدة‬
‫الطحاوية لنب أيب العز احلنفي‬

‫وقال اإلمام احلافظ نعيم بن محاد اخلزاعي رمحه اهلل‬

‫( من شبه اهلل خبلقه فقد كفر ‪ ،‬ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر‪ ،‬وليس‬
‫فيما وصف به نفسه وال رسوله تشبيه ) رواه اإلمام الذهيب يف " العلو للعلي‬
‫الغفار "‬

‫وأهل السنة واجلماعت‬

‫ال يلحدون يف أمساء اهلل تعاٰىل وهو امليل هبا عما جيب فيها وهو أربعة أنواع‬
‫األول‪ :‬أن ينَك ر شيئا منها أو ما دلت عليه من الصفات واألحكام كما فعلت‬
‫أهل التعطيل من اجلهمية وغريهم‬

‫الثاين ‪ :‬أن جيعلها دالة علٰى صفات تشابه صفات املخلقني كما فعل أهل‬
‫التشبيه‪ ،‬وذلك ألن التشبيه معىن باطل ال ميكن أن تدل عليه النصوص ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬أن يسمى اهلل تعاٰىل مبا مل يسم به نفسه كتسمية النصارٰى له ‪" :‬‬
‫األب " وتسمية الفالسفة له " العلة الفاعلية " وذلك ألن أمساء اهلل توقيفية‪،‬‬

‫الرابع ‪ :‬أن يشتق من أمسائه أمساء لألصنام‪ ،‬كاشتقاق "االت " من اإلله‪ ،‬و "‬
‫العزٰى " من العزيز‪.‬‬

‫واإلحلاد يف أمسائه هو العدول هبا وحبقائقها‪ ،‬ومعا نيها‪ ،‬عن احلق الثابت هلا‪،‬‬
‫كاألشاعرة‪ ،‬واملعتزلة‪.‬‬

‫أما األشاعرة يقولون ‪ :‬نثبت األمساء ‪ ،‬ونثبت بعض الصفات‪ ،‬وأما الباقي فال‬
‫نثبته‪ .‬يثبتون سبع صفاة فقط‪.‬‬

‫جمموعة يف قوله (لُه اَحلياُة والكالُم والبَص ر ْمَسٌع ِإراَدٌة َو ِعْلٌم واْقَتَد ْر )‬

‫وقد أثبتوا ما أثبتوه حبجة أن العقل يدل عليه‪ ،‬ونفوا ما نفوا حبجة أن العقل‬
‫ينفيه أو ال يدل عليه‪ ،‬ألهنم يقولون‪ :‬ما دل العقل علٰى ثبوته أثبتناه‪ ،‬وما دل‬
‫علٰى نفيه نفيناه‪ ،‬وما ال يدل علٰى نفيه‪ ،‬وال إثباته نتوقف فيه‪ ،‬وأكثرهم‬
‫يقولون ‪ :‬ننفيه ‪.‬‬
‫وحنن نقول ردا عليهم‬

‫أوال ‪ :‬الرجوع إٰىل العقل باطل‪ ،‬ألن الرسول صلٰى اهلل عليه وسلم وسلف‬
‫األمة مل يرجعوا إليه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقول متناقضة مضطربة ال ميكن الرجوع إليها ‪ ،‬وتناقض األدلة يدل‬
‫علٰى فسادها‪ ،‬وإذا كانت متناقضة ومضطربة فإٰىل أي عقل نرجع؟‬

‫قال اإلمام مالك رمحه اهلل ‪ :‬يا ليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والستة‬
‫حٰىت نقول‪ :‬هذا دل عليه العقل‪ ،‬وهذا مل يدل عليه العقل؟!‬

‫ثالثا‪ :‬أن الرجوع إٰىل العقل يستلزم رد ما دل عليه السمع من صفات اهلل‬
‫تعاٰىل وهذا الشك أنه باطل ‪ ،‬ألن كل شيء يستلزم رد ما جاء به الشرع‪،‬‬
‫فإنه باطل بال شك ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬أن ما وصف اهلل به نفسه من أمور الغيب ‪ ،‬وال ميكن للعقل إدراك‬
‫ذلك‪ ،‬لكن السمع دل عليه فوجب إثباته بدليل السمع ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬نقول ‪ :‬بل ميكن أن يكون العقل قد دل علٰى مانفيتم‪ ،‬وقولكم ‪ :‬إن‬
‫العقل اليدل عليه غري مقبول‪.‬‬

‫مثال ذلك ‪ :‬هم يقولون ‪ :‬إن العقل يدل علٰى أن اهلل ال يتصف بالرمحة‪ ،‬ألن‬
‫الرمحة لني وعطف ورقة‪ ،‬وهذا اليتناسب مع مقام الربوبية‪ ،‬فالرمحة إرادة‬
‫اإلحسان‪ ،‬أما أن يكون له رمحة فهذا الميكن‬
‫فنقول هلم أوال ‪ :‬إذا مل يدل علٰى ثبوهتا العقل‪ ،‬فقد دل عليها السمع ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بل قد دل عليها العقل‪ ،‬فنحن ـ اآلن ـ نتقلب يف نعم اهلل من الصحة‬
‫والرزق والسمع والبصر والعلم واملال والولد واألمن وغري ذلك مما ال حيصٰى‬
‫فعلٰى ماذا تدل هذه النعم؟‬
‫فاجلواب‪ :‬تدل علٰى الرمحة‪ ،‬إذن‪ :‬نثبت صفة الرمحة قال تعاٰىل ( َفانُظْر ِإٰىَل آَثاِر‬
‫ِل‬ ‫ِه‬
‫َر َمْحِت الَّل َك ْيَف ْحُيِيي اَأْلْر َض َبْع َد َمْو َهِتا ۚ ِإَّن َٰذ َك َلُم ْح ِيي اْلَمْو َتٰى ۖ َو ُه َو َعَلٰى‬
‫ُك ِّل َش ْي ٍء َقِد يٌر ) الروم (‪)50‬‬

‫ونفوا الرمحة ‪ ،‬ألهنا تستلزم لني الراحم ورقته للمرحوم‪ ،‬وهذا حمال يف حق اهلل‬
‫تعاٰىل وأولوا األدلة السمعية املثبتة للرمحة إٰىل الفعل ففسروا الرحيم باملنعم أو‬
‫إرادة اإلنعام ‪.‬‬

‫أما نفيها حبجة أهنا تستلزم اللني والرقة‪ ،‬فجوابه‪ :‬أن هذه احلجة لوكانت‬
‫مستقيمة ألمكن نفي اإلرادة مبثلها فيقال‪ :‬اإلرادة ميل املريد إٰىل ما يرجو به‬
‫حصول منفعة أو دفع مضرة وهذا يستلزم احلاجة واهلل تعاٰىل منزه عن ذلك ‪.‬‬

‫فإن أجيب ‪ :‬بأن هذه إرادة املخلوق أمكن اجلواب مبثله يف الرمحة بأن الرمحة‬
‫املستلزمة للنقص هي رمحة املخلوق‪.‬‬

‫فضل التوحيد‬
‫وللتوحيد فضائل كثرية ‪ :‬منها أنه حيصل لصاحبه اهلدٰى الكامل واألمن التام‬
‫ِب ٍم َٰلِئ‬ ‫ِب ِإ‬ ‫َّلِذ‬
‫يف الدنيا واآلخرة قال تعاٰىل ( ا يَن آَم ُنوا َو ْمَل َيْل ُس وا َمياَنُه م ُظْل ُأو َك ُهَلُم‬
‫اَأْلْم ُن َو ُه م ُّم ْه َتُد وَن ) األنعام (‪ ( )82‬ومل يلبسوا إمياهنم بظلم ) مل خيلطوا‬
‫إمياهنم بشرك‬

‫وقال تعاٰىل ‪ِ (،‬إَّن اَّلِذ يَن آَم ُنوا َو َعِم ُلوا الَّص اَحِلاِت َو َأَقاُموا الَّصاَل َة َو آَتُو ا الَّز َك اَة‬
‫ُهَلْم َأْج ُر ُه ْم ِعنَد َر ِهِّبْم َو اَل َخ ْو ٌف َعَلْيِه ْم َو اَل ُه ْم ْحَيَز ُنوَن ) البقرة (‪)277‬‬

‫ومنها أنه سبب لدخول اجلنة‬


‫ِه‬ ‫ِض‬
‫َعْن ُعَباَدَة َر َي الَّلُه َعْنُه َعْن الَّنِّيِب َص َّلى الَّلُه َعَلْي َو َس َّلَم َقاَل َمْن َش ِه َد َأْن اَل ِإَلَه‬
‫وُل َأَّن ِعي ى ُد الَّلِه‬ ‫ِإ‬
‫َس َعْب‬ ‫اَّل الَّلُه َو ْح َد ُه اَل َش ِر يَك َلُه َو َأَّن َحُمَّم ًد ا َعْبُد ُه َو َرُس ُه َو‬
‫ِم‬ ‫ِل‬
‫َو َرُس وُلُه َو َك َم ُتُه َأْلَق اَه ا ِإىَل َمْر َمَي َو ُر وٌح ْنُه َو اَجْلَّنُة َح ٌّق َو الَّناُر َح ٌّق َأْد َخ َلُه الَّلُه‬
‫اَجْلَّنَة َعَلى َم ا َك اَن ِم ْن اْلَعَم ِل ) رواه البخاري‬

‫ومنها أنه سبب لغفران الذنوب‬


‫َّلِه َّل َّل ِه َّل‬ ‫ِمَس‬ ‫ِلٍك ِض َّل‬
‫عن َأَنِس ْبِن َم ا َر َي ال ُه َعْنُه َقاَل ْعُت َرُس وَل ال َص ى ال ُه َعَلْي َو َس َم‬
‫َيُقوُل َقاَل الَّلُه َتَباَر َك َو َتَعاىَل َيا اْبَن آَدَم ِإَّنَك َم ا َدَعْو َتيِن َو َرَجْو َتيِن َغَف ْر ُت َلَك‬
‫َعَلى َم ا َك اَن ِفيَك َو اَل ُأَبايِل َيا اْبَن آَدَم َلْو َبَلَغْت ُذُنوُبَك َعَناَن الَّس َم اِء َّمُث‬
‫اْس َتْغَف ْر َتيِن َغَف ْر ُت َلَك َو اَل ُأَبايِل َيا اْبَن آَدَم ِإَّنَك َلْو َأَتْيَتيِن ِبُقَر اِب اَأْلْر ِض َخ َطاَيا‬
‫َّمُث َلِق يَتيِن اَل ُتْش ِر ُك يِب َش ْيًئا َأَلَتْيُتَك ِبُقَر اَهِبا َم ْغِف َر ًة‪ ).‬رواه الرتمزي وصححه‬
‫األلباين يف صحيح الرتمزي‬

‫ومن فضائله‪ :‬أنه السبب األعظم لتفريج كربات الدنيا واآلخرة ودفع‬
‫عقوبتهما‪.‬‬

‫قا تعاٰىل ( َفَلْو اَل َك اَنْت َقْر َيٌة آَم َنْت َفَنَف َعَه ا ِإَمياُنَه ا ِإاَّل َقْو َم ُيوُنَس َلَّم ا آَم ُنوا‬
‫َك َش ْف َنا َعْنُه ْم َعَذ اَب اِخْلْز ِي يِف اَحْلَياِة الُّد ْنَيا َو َم َّتْع َناُه ْم ِإٰىَل ِح ٍني ) يونس (‪)98‬‬

‫ومن أجل فوائده ‪ :‬أنه مينع اخللود يف النار‪ ،‬إذا كان يف القلب منه أدٰىن مثقال‬
‫حبة خردل‪ .‬وأنه إذا كمل يف القلب مينع دخول النار بالكلية‪.‬‬
‫قال الَّن َّلى الَّل َل ِه َّل فيما رواه البخاري والرتمزي َأيِب ِعيٍد‬
‫َعْن َس‬ ‫ُّيِب َص ُه َع ْي َو َس َم‬
‫اُخْلْد ِر ّي ْخُيَرُج ِم ْن الَّناِر َمْن َك اَن يِف َقْلِبِه ِم ْثَق اُل َذَّر ٍة ِم ْن اِإْل َمياِن َقاَل َأُبو‬
‫َس ِعيٍد َفَمْن َش َّك َفْلَيْق َر ْأ ( ِإَّن الَّلَه اَل َيْظِلُم ِم ْثَق اَل َذَّر ٍة )‬

‫ومنها‪ :‬أنه السبب الوحيد لنيل رضا اهلل وثوابه‪ ،‬وأن أسعد الناس بشفاعة‬
‫حممد صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬من قال ال إله إال اهلل خالصا من قلبه‪.‬‬
‫اْلِق ا ِة‬ ‫ِب ِت‬ ‫ِه‬ ‫ِق‬
‫َعْن َأيِب ُه َر ْيَر َة َأَّنُه َقاَل يَل َيا َرُس وَل الَّل َمْن َأْسَعُد الَّناِس َش َف اَع َك َيْو َم َي َم‬
‫ِه‬ ‫ِه‬
‫َقاَل َرُس وُل الَّل َص َّلى الَّلُه َعَلْي َو َس َّلَم َلَقْد َظَنْنُت َيا َأَبا ُه َر ْيَر َة َأْن اَل َيْس َأُليِن َعْن‬
‫َه َذ ا اَحْلِد يِث َأَح ٌد َأَّو ُل ِم ْنَك ِلَم ا َر َأْيُت ِم ْن ِح ْر ِص َك َعَلى اَحْلِد يِث َأْسَعُد الَّناِس‬
‫ِبَش َف اَعيِت َيْو َم اْلِق َياَم ِة َمْن َقاَل اَل ِإَلَه ِإاَّل الَّلُه َخ اِلًص ا ِم ْن َقْلِبِه َأْو َنْف ِس ِه ‪ .‬أخرجه‬
‫البخاري ومسلم‬

‫ومن أعظم فضائله ‪ :‬أن مجيع األعمال واأل قوال‪ ،‬الظاهرة والباطنة متوقفة يف‬
‫قبوهلا ويف كماهلا ويف ترتب الثواب عليها علٰى التوحيد‬

‫قال تعاىل؛ ( َو َلَقْد ُأوِح َي ِإَلْيَك َو ِإىَل اَّلِذ يَن ِم ن َقْبِلَك َلِئْن َأْش َر ْك َت َلَيْح َبَطَّن‬
‫َعَم ُلَك َو َلَتُك وَنَّن ِم َن اَخْلاِس ِر يَن ) الزمر (‪)65‬‬

‫وقال تعاٰىل ( َٰذ ِلَك ُه َد ى الَّلِه َيْه ِدي ِبِه َم ن َيَش اُء ِم ْن ِعَباِدِه ۚ َو َلْو َأْش َر ُك وا َحَلِبَط‬
‫َعْنُه م َّم ا َك اُنوا َيْع َم ُلوَن ) األنعام (‪)88‬‬

‫و قال تعاٰىل ( َو َقِد ْم َنا ِإٰىَل َم ا َعِم ُلوا ِم ْن َعَم ٍل َفَجَعْلَناُه َه َباًء َّم نُثوًر ا ) الفرقان (‬
‫‪)23‬‬

‫الشرك وخطورة‬

‫الشرك باهلل أعظم الذنوب‪ ،‬وهو نوعان ‪ :‬أكرب وأصغر‬

‫الشرك األكرب‪ :‬هو ما ينايف أصل التوحيد‪ ،‬وخيرج صاحبه من ملة اإلسالم‬

‫والشرك األصغر‪ :‬هو ما ينايف كمال التوحيد‪ ،‬وال خيرج صاحبه من ملة‬
‫اإلسالم‬
‫وللشرك يف اللغة معان منها‪ .‬اإلقرتان‪ ،‬وعدم اإلنفراد‪ ،‬يقال شاركت فالنا يف‬
‫الشيئ ‪.‬‬

‫ويطلق على التسوية ‪ .‬يقال‪ :‬طريق مشرتك أي يستوي فيه الناس‪ .‬شرح‬
‫نواقض اإلسالم لشيح حممد سعيد رسالن‬

‫وأما يف اإلصطالح‪َ ،‬فِلْلُعَلماء فيه أقوال‪ ،‬منها قول الشيخ السعدي رمحه اهلل‪،‬‬
‫وهو أن جيعل هلل ندا‪ ،‬يدعوه كما يدع اهلل‪ ،‬أو خيافه أو يرجوه أو حيبه كحب‬
‫اهلل‪ ،‬أو يصرف له نوعا من أنواع العبادة‪َ ،‬عْن َعْبِد الَّلِه بن مسعود رضي اهلل‬
‫عنه َقاَل َس َأْلُت الَّنَّيِب َص َّلى الَّلُه َعَلْيِه َو َس َّلَم َأُّي الَّذ ْنِب َأْع َظُم ِعْنَد الَّلِه َقاَل َأْن‬
‫ْجَتَعَل ِلَّلِه ِنًّدا َو ُه َو َخ َلَق َك ‪ .‬رواه البخاري ومسلم‬

‫و هذا هو الشرك األكرب الذي حرم اهلل عليه اجلنة ومأواه النار‪ .‬قال تعاٰىل ( ِإَّنُه‬
‫ِل ِلِم ِم‬ ‫ِه‬ ‫ِب ِه‬
‫َمْن ُيْش ِر ْك الَّل َفَقْد َح َّر َم الَّلُه َعَلْي اَجْلَّنَة َو َم ْأَو اُه الَّناُر ۖ َو َم ا لَّظا َني ْن‬
‫َأْنَص اٍر ) املائدة ‪٧٢‬‬

‫وهو الذنب الذي اليغفره اهلل‪ ،‬قال تعاىل‬

‫( ِإَّن الَّلَه اَل َيْغِف ُر َأْن ُيْش َر َك ِبِه َو َيْغِف ُر َم ا ُدوَن َٰذ ِلَك ِلَمْن َيَش اُء ۚ َو َمْن ُيْش ِر ْك‬
‫ِبالَّلِه َفَق ِد اْفَتَر ٰى ِإًمْثا َعِظ يًم ا) النساء ‪48‬‬

‫والشرك‪ :‬هو صرف نوع من العبادة إىل غري اهلل‪،‬‬


‫و هذا هو الشرك األكرب الذي كان عليه املشركون‪ ،‬وكان من مجلة أعماهلم‬
‫أهنم كانوا حيتفلون هباؤالء األولياء والصاحلني مرة أو مرتني يف السنة‪ ،‬فكانوا‬
‫يقصدون قبورهم وأماكنهم من كل جانب ‪ ،‬فيجتمعون عندها يف أيام‬
‫خاصة‪ ،‬ويقيمون هلا أعيادا‪ ،‬ويفعلون فيها من الربكات‪ ،‬واملسح‪ ،‬والطواف‪،‬‬
‫وتقدمي النذور‪ ،‬والقرابني‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬

‫كان املشركون يفعلون كل ذلك ٰهبؤالء األولياء والصاحلني تقربا إليهم‪،‬‬


‫ليجعلوهم وسطا بينهم وبني اهلل‪،‬معتقدين إهنم يقربوهنم إىل اهلل زلفى‪،‬‬
‫ويشفعون هلم عند اهلل‪،‬‬
‫ِه‬
‫الَّل ُز ْلَف ٰى‬ ‫قال تعاىل (َو اَّلِذ يَن اَخَّتُذ وا ِم ْن ُدوِنِه َأْو ِلَياَء َم ا َنْع ُبُد ُه ْم ِإاَّل ِلُيَقِّر ُبوَنا ِإىَل‬
‫ِذ‬ ‫ِد‬ ‫ِإ َّل‬ ‫ِف ِه ِل‬ ‫يِف‬ ‫ِإ َّل‬
‫َك ا ٌب‬ ‫َّن ال َه ْحَيُك ُم َبْيَنُه ْم َم ا ُه ْم ي ْخَيَت ُفوَن ۗ َّن ال َه اَل َيْه ي َمْن ُه َو‬
‫َك َّفاٌر ) زمر ‪3‬‬

‫مث كانوا يدعوهنم لقضاء حوائجهم ودفع كرباهتم‪ ،‬معتقدين أهنم يسمعون ملا‬
‫قالوا‪ ،‬ويستجيبون ملا دعوا‪ ،‬فيقضون حوائجهم‪ ،‬ويكشفون كرباهتم‪ ،‬إما‬
‫بأنفسهم‪ ،‬وإما بشفاعتهم لذلك من اهلل‪.‬‬
‫ِإ َّلِذ‬ ‫ِم‬
‫فأبطل اهلل عليهم بقوله ( َيا َأُّيَه ا الَّناُس ُضِر َب َم َثٌل َفاْس َت ُعوا َلُه ۚ َّن ا يَن‬
‫َتْد ُعوَن ِم ْن ُدوِن الَّلِه َلْن ْخَيُلُقوا ُذَباًبا َو َلِو اْج َتَم ُعوا َلُه ۖ َو ِإْن َيْس ُلْبُه ُم الُّذ َباُب َش ْيًئا‬
‫اَل َيْس َتْنِق ُذ وُه ِم ْنُه ۚ َض ُعَف الَّطاِلُب َو اْلَم ْطُلوُب ) احلج ‪73‬‬
‫ِمَس‬
‫وقوله ( ِإْن َتْد ُعوُه ْم اَل َيْسَم ُعوا ُدَعاَءُك ْم َو َلْو ُعوا َم ا اْس َتَج اُبوا َلُك ْم ۖ َو َيْو َم‬
‫اْلِق َياَم ِة َيْك ُفُر وَن ِبِش ْر ِكُك ْم ۚ ) فاطر ‪14‬‬
‫َأ ُّل َّمِم ْد و ِم وِن الَّلِه اَل َتِج ي َل ِإٰىَل ِم اْلِق ا ِة‬
‫َمْن َيْس ُب ُه َيْو َي َم‬ ‫وقوله ( َو َمْن َض ْن َي ُع ْن ُد‬
‫َو ُه ْم َعْن ُدَعاِئِه ْم َغاِفُلوَن ) األحقاف ‪5‬‬

‫فكان هذا هو شركهم باهلل‪ ،‬وعبادهتم لغري اهلل‪ ،‬وكان هاؤالء األولياء‬
‫والصاحلني وأمثاهلم هم آهلة املشركني‪.‬‬

‫فلما قام الرسول صلٰى اهلل عليه وسلم بالدعوة إٰىل توحيد اهلل‪ ،‬وخلع كل ما‬
‫اختذوه إلٰـها من دون اهلل‪ ،‬شق ذلك علٰى املشركني‪ ،‬وأعظموه‪ ،‬وأنكروه‪،‬‬
‫وقالوا ‪َ ( :‬أَجَعَل اآْل َهِلَة ِإًهَٰلا َو اِح ًد ا ۖ ِإَّن َٰه َذ ا َلَش ْي ٌء ُعَج اٌب (‪َ )5‬و انَطَلَق اْلَم ُأَل‬
‫ِم ْنُه ْم َأِن اْم ُش وا َو اْص ُرِبوا َعَلٰى آَهِلِتُك ْم ۖ ِإَّن َٰه َذ ا َلَش ْي ٌء ُيَر اُد) ( ص" ‪" 6‬‬

‫{ َو اْنَطَلَق اْلَم ُأَل ِم ْنُه ْم } املقبول قوهلم‪ ،‬حمرضني قومهم على التمسك مبا هم‬
‫عليه من الشرك‪َ { .‬أِن اْم ُش وا َو اْص ُرِبوا َعَلى آَهِلِتُك ْم } أى‪ :‬استمروا عليها‪،‬‬
‫وجاهدوا نفوسكم يف الصرب عليها وعلى عبادهتا‪ ،‬وال يردكم عنها راد‪ ،‬وال‬
‫يصدنكم عن عبادهتا‪ ،‬صاد‪ِ { .‬إَّن َه َذ ا } الذي جاء به حممد‪ ،‬من النهي عن‬
‫عبادهتا { َلَش ْي ٌء ُيَر اُد } أي‪ :‬يقصد‪ ،‬أي‪ :‬له قصد ونية غري صاحلة يف ذلك‪،‬‬
‫وهذه شبهة ال ُتَر َّو ج إال على السفهاء‪ ،‬فإن من دعا إىل قول حق أو غري حق‪،‬‬
‫ال يرد قوله بالقدح يف نيته‪ ،‬فنيته وعمله له‪.‬‬
‫( َم ا ِمَس ْع َنا َٰهِبَذ ا يِف اْلِم َّلِة اآْل ِخ َر ِة ِإْن َٰه َذ ا ِإاَّل اْخ ِتاَل ٌق ) ص (‪)7‬‬
‫{ ا ِمَس َنا َذ ا } القول الذي قاله‪ ،‬والدين الذي دعا إليه { يِف اْلِم َّلِة‬
‫َم ْع َهِب‬
‫اآْل ِخ َر ِة } أي‪ :‬يف الوقت األخري‪ ،‬فال أدركنا عليه آباءنا‪ ،‬وال آباؤنا أدركوا‬
‫آباءهم عليه‪ ،‬فامضوا على الذي مضى عليه آباؤكم‪ ،‬فإنه احلق‪ ،‬وما هذا الذي‬
‫دعا إليه حممد إال اختالق أي كذب وافرتاه‪ ،‬وهذه أيضا شبهتم الذي‬
‫يناظرون به املسلمني ليكفوا بذلك الدعوة إٰىل اهلل‪ ،‬ويبطلوا أثرها يف املسلمني‪،‬‬
‫تفسي السعدي‬

‫أقيمت عليهم احلجة من عدة اجلوانب‪ ،‬فقيل هلم ‪ :‬من أين علمتم أن اهلل تعاٰىل‬
‫أعطٰى عباده املقربني التصرف يف الكون‪ ،‬وأهنم يقدرون علٰى ما تزعمون‪ ،‬من‬
‫قضاء احلوائج‪ ،‬وكشف الكربات ؟ هل اطلعتم علٰى الغيب ؟ أو وجتم ذلك‬
‫ِع‬
‫يف كتاب ورثتموه من األنبياء أو أهل العلم؟ قال تعاٰىل ( َأْم نَد ُه ُم اْلَغْيُب‬
‫َفُه ْم َيْك ُتُبوَن ) القلم (‪)47‬‬
‫ِم‬ ‫ِم ِن ِه‬
‫وقال‪ُ ( :‬قْل َأَر َأْيُتم َّم ا َتْد ُعوَن ن ُدو الَّل َأُر ويِن َم اَذا َخ َلُقوا َن اَأْلْر ِض َأْم‬
‫ٍة ِع ِإ‬ ‫ِبِك ٍب‬ ‫ِت‬ ‫ِش‬
‫ُهَلْم ْر ٌك يِف الَّس َم اَو ا ۖ اْئُتويِن َتا ِّم ن َقْبِل َٰه َذ ا َأْو َأَثاَر ِّم ْن ْلٍم ن ُك نُتْم‬
‫َص اِدِقَني ) األحقاف (‪)4‬‬

‫وقال تعاىل( َو ِإَذا ِقيَل ُهَلُم اَّتِبُعوا َم ا َأنَز َل الَّلُه َقاُلوا َبْل َنَّتِبُع َم ا َو َج ْدَنا َعَلْيِه آَباَءَنا‬
‫ۚ ) لقمان (‪)21‬‬
‫وقال تعاىل( َو َك َٰذ ِلَك َم ا َأْر َس ْلَنا ِم ن َقْبِلَك يِف َقْر َيٍة ِّم ن َّنِذ يٍر ِإاَّل َقاَل ُم ْتَر ُفوَه ا ِإَّنا‬
‫َو َج ْدَنا آَباَءَنا َعَلٰى ُأَّم ٍة َو ِإَّنا َعَلٰى آَثاِر ِه م ُّم ْق َتُد وَن ) الزخرف (‪)23‬‬

‫وهباذا اجلواب تبني عجزهم وجهلهم معا ‪ :‬فقيل هلم إن اهلل يعلم وأتتم‬
‫التعلمون‪ ،‬فامسعوا منه ما يقوله وخيرب به عن حقيقة شركائكم هؤالء‪،‬‬
‫ِم ِن ِه ِع‬ ‫ِإ ِذ‬
‫يقول تعاٰىل ـ‪َّ ( :‬ن اَّل يَن َتْد ُعوَن ن ُدو الَّل َباٌد َأْم َثاُلُك ْم ۖ َفاْد ُعوُه ْم‬
‫َفْلَيْس َتِج يُبوا َلُك ْم ِإن ُك نُتْم َص اِدِقَني ) األعراف (‪)194‬‬

‫أي إهنم اليقدرون علٰى شيء مما خيتص باهلل‪ ،‬كما أنكم التقدرون عليه‪ ،‬فأنتم‬
‫وهم سواء يف العجز وعدم القدرة‪.‬‬

‫خطر الشرك‬

‫وهو أعظم الذنب عصي اهلل به‪ ،‬ويرتتب عليه أعظم النتائج‪ ،‬وأقبح األثار يف‬
‫اآلخرة واألوىل‬

‫أما يف اآلخرة‪ :‬من لقي ربه مشركا خلد يف النار وحرمت عليه اجلنة ‪ .‬قال‬
‫ِل ِلِم‬ ‫ِه‬ ‫ِه‬
‫تعاىل ( ِإَّنُه َمْن ُيْش ِر ْك ِبالَّل َفَقْد َح َّر َم الَّلُه َعَلْي اَجْلَّنَة َو َم ْأَو اُه الَّناُر ۖ َو َم ا لَّظا َني‬
‫ِم ْن َأْنَص اٍر ) املائدة ‪٧٢‬‬

‫وقال ( َو َناَدٰى َأْص َح اُب الَّناِر َأْص َح اَب اَجْلَّنِة َأْن َأِفيُضوا َعَلْيَنا ِم َن اْلَم اِء َأْو َّمِما‬
‫َر َز َقُك ُم الَّلُه ۚ َقاُلوا ِإَّن الَّلَه َح َّر َمُه َم ا َعَلى اْلَك اِفِر يَن ) اإلعراف ‪50‬‬
‫وهو الذنب الذي اليغفره اهلل لن لقي اهلل به ‪ ،‬قال تعلى ( ِإَّن الَّلَه اَل َيْغِف ُر َأْن‬
‫ُيْش َر َك ِبِه َو َيْغِف ُر َم ا ُدوَن َٰذ ِلَك ِلَمْن َيَش اُء ۚ َو َمْن ُيْش ِر ْك ِبالَّلِه َفَق ِد اْفَتَر ٰى ِإًمْثا‬
‫َعِظ يًم ا) النساء ‪48‬‬

‫والشرك حيبط مجيع األعمال عن صاحبه‬

‫قال تعاىل ( َو َلَقْد ُأوِح َي ِإَلْيَك َو ِإىَل اَّلِذ يَن ِم ْن َقْبِلَك َلِئْن َأْش َر ْك َت َلَيْح َبَطَّن‬
‫َعَم ُلَك َو َلَتُك وَنَّن ِم َن اَخْلاِس ِر يَن ) الزمر ‪65‬‬

‫وقال تعاىل( َو َلْو َأْش َر ُك وا َحَلِبَط َعْنُه ْم َم ا َك اُنوا َيْع َم ُلوَن ) األنعام ‪88‬‬

‫املشرك ال ُيْق َبُل منه عمل حٰىت يدع شركه‪ ،‬ويسلم لربه قال تعاٰىل ( ُقْل َأْنِف ُقوا‬
‫َطْو ًعا َأْو َك ْر ًه ا َلْن ُيَتَق َّبَل ِم ْنُك ْم ۖ ِإَّنُك ْم ُك ْنُتْم َقْو ًم ا َفاِس ِق َني (‪َ )٥٣‬و َم ا َم َنَعُه ْم َأْن‬
‫ِإ‬ ‫ِلِه‬ ‫ِب ِه‬ ‫ِإ‬ ‫ِم‬
‫ُتْق َبَل ْنُه ْم َنَفَق اُتُه ْم اَّل َأَّنُه ْم َك َف ُر وا الَّل َو ِبَر ُس و َو اَل َيْأُتوَن الَّصاَل َة اَّل َو ُه ْم‬
‫ُك َس اٰىَل َو اَل ُيْنِف ُقوَن ِإاَّل َو ُه ْم َك اِر ُه وَن ) التوبة ‪ 53‬ـ ‪54‬‬
‫و َأيِب و ى اَأْلْش ِر ِّي رضي اهلل عنه قال َط َنا وُل الَّلِه َّلى الَّل َل ِه‬
‫َص ُه َع ْي‬ ‫َخ َب َرُس‬ ‫َع‬ ‫َعْن ُم َس‬
‫َو َس َّلَم َذاَت َيْو ٍم َفَق اَل َأُّيَه ا الَّناُس اَّتُقوا َه َذ ا الِّش ْر َك َفِإَّنُه َأْخ َف ى ِم ْن َد ِبيِب الَّنْم ِل‬
‫َفَق اَل َلُه َمْن َش اَء الَّلُه َأْن َيُقوَل َو َك ْيَف َنَّتِق يِه َو ُه َو َأْخ َف ى ِم ْن َد ِبيِب الَّنْم ِل َيا‬
‫ِم‬ ‫ِه‬
‫َرُس وَل الَّل َقاَل ُقوُلوا الَّلُه َّم ِإَّنا َنُعوُذ ِبَك ْن َأْن ُنْش ِر َك ِبَك َش ْيًئا َنْع َلُم ُه‬
‫َو َنْس َتْغِف ُر َك ِلَم ا اَل َنْع َلُم) أخرجه أمحد ‪ 19109‬وحسنه األلباين يف صحيح‬
‫الرتغيب والرتهيب( ‪ )١٥‬وانظر صحيح اجلامع (‪)٣٧٣٠‬‬
‫إخواين يطلب منا أن ندعو اهلل تعاٰىل‬
‫أن ينجينا من الشرك كبريه وصغريه‪ ،‬وأن يعيذنا وينجينا منه‪ .‬كان اخلليل‬
‫إبراهيم خيافه‪ ،‬ومن يئمن البالء بعده‪ ،‬قال ( َو اْج ُنْبيِن َو َبَّيِن َأْن َنْع ُبَد اَأْلْص َناَم)‬
‫إبراهيم ‪35‬‬

‫الَّلُه َّم ِإَّنا َنُعوُذ ِبَك ِم ْن َأْن ُنْش ِر َك ِبَك َش ْيًئا َنْع َلُم ُه َو َنْس َتْغِف ُر َك ِلَم ا اَل َنْع َلُم‪.‬‬

‫الَّلُه َّم َو اْج ُنْبيِن َو َبَّيِن َأْن َنْع ُبَد اَأْلْص َناَم)‬

‫وصل اللهم وسلم علٰى نبيا حممد وآله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إىل يوم‬
‫الدين‬

‫الَق ِص يَد ُة الَّالِم َّيُة لَش ْيِخ اإلْس الِم اْبِن َتْيِم َّيَة اَحلَّر اُّيِن عدد األبيات ‪ 16 :‬البحر ‪:‬‬
‫الكامل‬

‫القصيدة‬
‫َيا َس اِئلي َعْن َم ْذ َه يِب وَعِق يَد يِت‬

‫ُر ِز َق اُهلَد ى َمْن ِلْلِه َد اَيِة َيْس َأُل‬

‫َمْسْع َك الَم َحُمِّق ٍق يِف َقـولِـه‬

‫َال َيْنـَثيِن َعْنـُه َو َال َيَتَبـَّد ُل‬


‫ِة‬
‫ُح ُّب " الَّص حاَب " كِّلِه ْم يِل َم ْذ َه ٌب‬

‫َو َم َو َّدُة الُقْر ىَب َهِبا َأَتَو ّس ـُل‬


‫ِل ِه‬
‫َو ُك ِّل ْم َقـْد ٌر َعَال َو َفَض ائٌل‬
‫ِم‬ ‫ِك‬
‫ل َّنَم ا " الِّص ِّديُق " ْنُه ْم َأْفَض ـُل‬
‫َأُقوُل يِف " الُق آِن " ا ا ِبـِه‬
‫َم َج َءْت‬ ‫ْر‬ ‫َو‬
‫آيا ـُتُه َفْه َو اْلَك ِر ُمي اْلـُم نَز ُل‬

‫َو َأُقوُل َقاَل اُهلل َج َّل َج َالُلُه‬


‫َو اْلُم ْص َطَف ى اَهْلاِدي َو َال َأَتَأَّو ُل‬

‫َو ِمَج يُع آَياِت الِّص َف اِت ُأِم ُّر َه ـا‬

‫َح ّق ـًا َك َم ا َنَق ـَل الِّطَر اُز اَألَّو ُل‬

‫وَأُر ُّد ُعْه َد هَت ا ِإىَل ُنَّقاَِهِلـا‬


‫ِل‬
‫َو َأُصوهُن ا عَـْن ُك ِّل َم ا ُيَتَخ َّيُل ُقْبحًا َمْن َنَبَذ الُقَر اَن َو َر اَءُه‬
‫َّل‬ ‫ِإ‬
‫َو َذا اْس َتَد َيُقوُل َقال اَألْخ َطُل‬
‫ِم‬
‫َو اُملْؤ ُنوَن ـَيَر ْو َن َح ّق ـًا رَّبُه ْم‬
‫َو إىَل الَّس َم ـاِء ِبَغِرْي َك ْيٍف َيْنِز ُل‬

‫وُأِقُر بـ" اْلِم يـَز اِن َو اَحْلوِض اَّلِذ ي‬


‫ِم‬
‫َأرُج ـو بَأيِّن ْنـُه َر ّيًا َأْنَه ـُل‬
‫َك َذ ا الِّص راُط َمُيُّد َفْو َق َجَه َّنٍم‬
‫َو‬
‫َّل‬
‫َفُمَس ٌم َنـاٍج َو آَخ ـَر ُمْه َم ـُل‬
‫والَّنا َال ا الَّش ِق ِحِب ْك ٍة‬
‫ُّي َم‬ ‫ُر َيْص َه‬
‫ِق ِإ ِجل ِن‬
‫َو َك َذ ا الَّت ُّي ىل ا َنا َسَيْد ُخ ُل‬
‫وِلُك ِّل َح ٍّي َعاِقـٍل يف َقْبـِرِه‬

‫َعَمٌل ُيقاِر ـُنُه ُه َنـاَك َو ُيْس ـَأُل‬


‫هذا اْع ِتَق ـاُد الَّشاِفعِِّي و اِلٍك‬
‫َم‬
‫ِن‬
‫َو َأيِب َح يَف َـَة َّمُث َأْح ـَم َد ُيْنَق ـُل‬
‫ِن‬
‫َفِإ اَّتَبْعَت َس ِبيَلُه ْم َفُمَو َّفٌق‬
‫َو ِإِن اْبَتَدْعَت َفَم ا َعَلْيَك ُمَعـَّو ُل‬

‫َم نُظوَم ُة (اَحلائَّيِة)‬


‫َأِليِب َبْك ٍر عبِد اِهلل اْبِن َأيِب َداُو َد الِّس ِج ْس َتاِّيِن(‪ 316 - 230‬هـ )‬

‫ِل‬ ‫ِب ِع‬ ‫ِهلل ِب‬


‫‪َ -1‬مَتَّسْك َحبْبِل ا َو اَّت ِع اُهلَد ى ‪َ ...‬و اَل َتُك ْد ًّيا َلعَّلَك ُتْف ُح‬
‫ِل ِهلل‬ ‫ِد ِبِك ِب ِهلل‬
‫‪َ -2‬و ْن َتا ا َو الُّس َنِن اَّليِت ‪َ ...‬أَتْت َعْن َرُس و ا َتْنُج َو َتْر َبُح‬
‫‪َ -3‬و ُقْل "َغُري ْخَمُلوٍق َك اَل ُم َم ِليِكَنا" ‪ِ ...‬بَذ ِلَك َداَن اَأْلْتِق َياُء َو َأْفَصُح وا‬

‫‪َ -4‬و اَل َتُك يِف الُقْر آِن ِبالَو ْقِف َقاِئاًل ‪َ ...‬ك َم ا َقاَل َأْتَباٌع َجِلهٍم َو أْسَجُح وا‬
‫= أي الُنوا هلذا االعتقاِد يف القرآن!‬
‫ِهلل ِظ‬ ‫ِإ‬
‫‪َ -5‬و اَل َتُقِل "الُقرآُن َخ ْلٌق َقَر ْأُتُه" ‪َ ...‬ف َّن َك اَل َم ا بالَّلْف ُيوَض ُح‬
‫ِل‬
‫‪َ -6‬و ُقْل َيَتَج َّلى اُهلل ْلَخ ْلِق َج ْه َر ًة ‪َ ...‬ك َم ا الَبْد ُر اَل ْخَيَف ى َو َر ُّبَك َأوَض ُح‬
‫ِش‬ ‫ِب ِلٍد‬ ‫ٍد‬
‫‪َ -7‬و َليَس َمِبوُلو َو َليَس َو ا ‪َ ...‬و َليَس َلُه ْبٌه َتَعاىَل اُملَس َّبُح‬
‫ِد‬ ‫ِمِب ِق‬ ‫ِع‬ ‫ِم‬ ‫ِك‬
‫‪َ -8‬و َقْد ُيْن ُر اَجلْه ُّي َه َذ ا َو ْنَد نا ‪ْ ...‬ص َد ا َم ا ُقْلَنا َح يٌث ُمَص ِّر ُح‬
‫ِم‬ ‫ِل ٍد‬
‫‪َ -9‬رَو اُه َج ِر يٌر َعْن َم َق ا َحُمَّم ‪َ ...‬فُقْل ْثَل َم ا َقْد َقاَل يِف َذاَك َتْنَجُح‬
‫ِه ِب ِض‬ ‫ِك‬ ‫ِمَي‬ ‫ِم‬ ‫ِك‬
‫‪َ -10‬و َقْد ُيْن ُر اَجلْه ُّي َأْيًض ا يَنُه ‪َ ...‬و ْلَتا َيَد ي الَف َو ا ِل َتْنَف ُح‬
‫ِح‬ ‫ٍة ِب‬
‫‪َ -11‬و ُقْل َيْنِز ُل اَجلَّباُر يِف ُك ِّل َليَل ‪ ...‬اَل َك يَف َج َّل الَو ا ُد الـُم َتَم ِّد ُح‬
‫ِء‬ ‫ِب ِلِه‬ ‫ِإ‬
‫‪ -12‬ىَل َطَبِق الُّد ْنَيا ُمَيُّن َفْض ‪َ ...‬فُتْف َرُج أْبَو اُب الَّس َم ا َو ُتْف َتُح‬
‫ِن‬ ‫ِف‬ ‫ِف‬
‫‪َ -13‬يُقوُل َأاَل ُمْس َتْغ ٌر َيْلَق َغا ًر ا ‪َ ...‬و ُمْس َتْم ٌح َخ ْيًر ا َو ِر ْز ًقا َفُيْم َنُح‬
‫‪َ -14‬رَو ى َذاَك َقْو ٌم اَل ُيَر ُّد َح ِد يُثُه ْم ‪َ ...‬أاَل َخ اَب َقوٌم َك َّذ ُبوُه ْم َو ُقِّبُح وا‬
‫ِق‬ ‫ٍد‬ ‫ِإ‬
‫‪َ -15‬و ُقْل َّن َخ َري الَّناِس َبْع َد َحُمَّم ‪َ( ...‬و ِز يَر اُه)* ْد ًم ا َّمُث (ُعْثَم اُن ) ااَل ْر َجُح‬
‫ِج‬ ‫ِب‬ ‫ِل‬ ‫ِة‬ ‫ِب‬
‫‪َ -16‬و َر ا ُعُه ْم َخ ُري الرَب َّي َبْع َد ُه ْم ‪َ( ...‬علٌّي ) َح يُف اَخلِري اَخلِري ُم ْن ُح‬
‫ِب‬ ‫ِب ِف‬ ‫ِف ِه‬ ‫ِإ‬
‫‪َ -17‬و َّنُه ُم للَّر ْه ُط اَل َر ْيَب ي ُم ‪َ ...‬عَلى ُجُن ال ْر َدوِس الُّنوِر َتْسَرُح‬
‫‪َ -18‬س ِعيٌد َو َس ْع ٌد َو اْبُن َعْو ٍف َو َطْلَح ٌة ‪َ ...‬و َعاِم ُر ِفْه ٍر َو الُّز َبُري ا َم َّد ُح *‬
‫ُمل‬
‫ِع‬ ‫ِة ِه‬ ‫ٍل‬
‫‪َ _19‬و ُقْل َخ َري َقو يِف الَّص َح اَب ُك ِّل ْم ‪َ ...‬و اَل َتُك َطَّعاًنا َت يُب َو ْجَتَرُح‬
‫ا ِب ِبَفْض ِلِه ‪ ...‬يِف "الَفْتِح " آ للَّص ا ِة‬
‫ٌي َح َب‬ ‫ْم َو‬ ‫‪َ -20‬فَقْد َنَطَق الَو ْح ُي ُمل ُني‬
‫ْمَتَد ُح =أي‪ :‬يف سورة الفتح‬

‫‪َ -21‬و ِس ْبَطْي َرُس وِل اِهلل َو اْبيَن َخ ِدجيٍة‪َ ...‬و َفاِط َم ٌة َذاُت الَّنَق اِء َتَبْح َبُح وا=‬

‫[من هنا تبدأ األبيات املزيدة على القصيدة]‬


‫ِبِه‬ ‫ِم‬
‫‪َ -22‬و َعائُش ُأُّم اُملْؤ نَني َو َخ اُلَنا ‪ُ ...‬مَعاوَيٌة َأْك ِر ْم َّمُث اْم َنُح‬
‫‪َ -23‬و َأْنَص اُر ُه َو اَهلاِج ُر وَن ِد َياَر ُه ْم ‪ِ ...‬بُنْص َر ِهِتْم َعْن َكَّيِة الَّناِر ُز ْح ِز ُح وا‬

‫‪َ -24‬و ِم ْن َبْع ِدِه ْم َفالَّتاِبُعوِن ُحِلْس ِن َم آِخ ٍذ‪َ ...‬و َأْفَعاُهِلْم َقواَل َو ِفْع اًل َفَأْفَلُح وا‬
‫ِع‬ ‫ِل‬
‫‪َ -25‬و َم ا ٌك َو الَّثورُّي َّمُث َأُخ وُه ُم ‪َ ...‬أُبو َعْم ٍر و اَأْلوَز ا ُّي َذاَك اُملَس ِّبُح‬
‫ِإ‬ ‫ِف‬ ‫ِم ِدِه‬
‫‪َ -26‬و ْن َبْع ْم َفالَّشا عُّي َو َأَمَحُد ‪َ ...‬م اَم ا ُه ًد ى َمْن َيْتَبِع اَحلَّق َيْنَص ُح‬
‫‪ُ -27‬أوَلِئَك َقوٌم َقْد َعَف ا اُهلل َعْنُه ُم ‪َ ...‬فَأْح ِبْبُه ُم َفِإّنَك َتْف ـَرُح =‬

‫هنا تنتهي األبيات املزيدة على القصيدة‬


‫ِد ِع ِد‬ ‫ِق ِإ‬
‫‪َ -28‬و ِبالَقَد ِر اَملْق ُد وِر َأي ْن َف َّنُه ‪َ ...‬عاَم ُة ْق الِّديِن َو الِّديُن َأْفَيُح‬
‫ِمل ِإ‬ ‫ِك‬ ‫ِك‬
‫‪َ -29‬و اَل ُتْن َر ْن َج ْه اًل َن ًريا َو ُم ْنًك ًر ا‪َ ...‬و اَل اَحلوَض وا يَز اَن َّنَك ُتْنَص ُح‬
‫ِم‬ ‫ِظ ِب ِلِه ِم‬
‫‪َ -30‬و ُقْل ْخُيِر ُج اُهلل الَع يُم َفْض ‪َ ...‬ن الَّناِر َأْج َس اًد ا َن الَف ْح ِم ُتْطَرُح‬
‫ِإ‬ ‫ِمَح‬ ‫ِئِه‬ ‫ِف‬
‫‪َ -31‬عَلى الَّنْه ِر يِف ال ْر َدوِس ْحَتَيا َمِبا ‪َ ...‬ك َح ِّب يِل الَّس يِل ْذ َج اَء َيْطَف ُح‬
‫ِب‬ ‫ِف‬ ‫ِهلل ِل‬ ‫ِإ‬
‫‪َ -32‬و َّن َرُس وَل ا ْلَخ ْلِق َش ا ٌع ‪َ ...‬و ُقْل يِف َعَذ ا الَق ِرْب َح ٌّق ُمَو َّض ُح‬
‫‪َ -33‬و اَل ُتْك ِف َر ْن َأْه الَّصاَل ِة َو ِإْن َعَص ْو ا ‪َ ...‬فُك ُّلُه ُم َيْعِص ي َو ُذو الَعْر ِش‬
‫َل‬
‫َيْص َف ُح‬
‫ِد‬ ‫ِل‬ ‫ِإ‬ ‫ِق‬
‫‪َ -34‬و اَل َتْع َت ْد َر ْأَي اَخلَو اِر ِج َّنُه ‪َ ...‬م َق اٌل َمْن َيْه َو اُه ُيْر ي َو َيْف َض ُح‬
‫ِإ ِج ِب‬ ‫ِبِد ِنِه‬ ‫ِج‬
‫‪َ -35‬و اَل َتُك ُمْر ًّيا َلُعوًبا ي ‪َ ...‬ف َمَّنا اُملْر ُّي الِّديِن ْمَيَز ُح‬
‫ِل‬ ‫ِف‬ ‫ِن‬ ‫ِإ‬
‫‪َ -36‬و ُقْل ‪َ :‬مَّنا اِإل َمياُن َقوٌل َو َّيٌة ‪َ ...‬و ْع ٌل َعَلى َقو الَّنِّيِب ُمَص َّر ُح‬
‫ِن‬ ‫ِب ِتِه ِم‬ ‫ِب ِص‬
‫‪َ -37‬و َيْنُق ُص َطوًر ا اَملَعا ي َو َتاَر ًة ‪َ ...‬طاَع َيْن ي َو يِف الَو ْز َيْر َجُح‬
‫ِل ِهلل‬ ‫ِل‬
‫‪َ -38‬و َدْع َعْنَك آَر اَء الِّر جا َو َقوُهَلْم ‪َ ...‬فَق وُل َرُس و ا َأْز َك ى َو َأْش َرُح‬
‫ِث‬ ‫ِبِد ِنِه‬ ‫ِم ٍم‬
‫‪َ -39‬و اَل َتُك ْن َقو َتَلَّه ْو ا ي ْم ‪َ ...‬فَتْطَعَن يِف َأْه ِل اَحلَد ي َو َتْق َد ُح‬
‫‪ -40‬إَذا َم ا اْع َتَق دَّت الَّد ْه َر َيا َص اِح َه ِذِه ‪َ ...‬فَأْنَت َعَلى َخ ٍري َتِبيُت َو ُتْص ِبُح !‬

‫َّمَتْت حبمِد اِهلل‪.‬‬

You might also like