Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫الفرع الثالث‬

‫الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة‬

‫أو ًال تعاريف الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة‬

‫الضرائب المباشرة ‪:‬ىي أن تفرض الضريبة مباشرة عمى ذات وجود الثروة(الدخل أو رأس‬
‫المال) تحت يد الممول‪ ،‬فتفرض ضريبة الدخل بمناسبة تحقق ىذا الدخل وتفرض ضريبة‬
‫رأس المال بمناسبة وجود رأس المال‪.‬‬

‫الضرائب غير المباشرة‪ :‬ىي أن تفرض الضريبة بصورة غير مباشرة عمى استعمال عناصر‬
‫الثروة(الدخل أو رأس المال) وليس عمى ذات وجود ىذه الثروة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬معايير التفرقة بين الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة‬

‫حاول عمماء المالية العامة إيجاد معايير لمتفرقة بين الضرائب المباشرة والضرائب‬
‫غير المباشرة‪ .‬ويمكن تجميع آرائيم ضمن ثالثة معايير‪:‬‬

‫معيار إداري‪ :‬يتعمق بتنظيم الضريبة من الناحية الفنية‬

‫معيار اقتصادي‪ :‬يتعمق بظاىرة نقل عبء الضريبة‬

‫معيار مالي‪ :‬يتعمق بمدى ثبات واستمرار مطرح أو وعاء الضريبة‬

‫‪ -1‬المعيار اإلداري( تنظيم الضريبة من الناحية الفنية )‪ :‬يتمخص ىذا المعيار في‬
‫فرنسا في أن الضرائب تعتبر ضرائب مباشرة اذا كانت تجبى بموجب جداول اسمية‬
‫يبين فييا اسم المكمف والمال الخاضع لمضريبة وقيمة الضريبة الواجب دفعيا‪ ،‬بينما‬
‫تعتبر الضرائب غير مباشرة إذا كانت تجبى بدون ىذه الجداول االسمية‪.‬‬
‫ويتمخص ىذا المعيار في إنكمت ار في أن الضرائب تعتبر ضرائب مباشرة اذا كان‬
‫بناء عمى اتصال مباشر بين المكمف واإلدارة المالية‬
‫فرضيا وتحققيا يحصالن ً‬
‫(كالضريبة عمى الدخل العام ) أو اذا قامت بجبايتيا ىيئة رسمية (كالضرائب‬
‫السنوية عمى السيارات) وفيما عدا ذلك تعتبر ضريبة غير مباشرة‪.‬‬

‫ويتميز المعيار اإلداري عموماً بالوضوح والسيولة من الناحية العممية فيما يتعمق‬
‫بسمطة وطرق فرض الضرائب واختصاص وطرق الطعن فييا‪.‬‬

‫لكن يعيب المعيار اإلداري أنو ال يمكن االعتماد عميو من الناحية العممية لمتفريق‬
‫بين الضرائب المباشرة وغير المباشرة لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬تختمف المعايير اإلدارية من بمد آلخر وفي البمد الواحد من وقت آلخر‪ :‬ذلك أن‬
‫المعايير اإلدارية وىي تعتمد عمى جباية الضريبة بواسطة جداول اسمية مسألة في يد‬
‫المشرع بالنسبة لكثير من الضرائب‪ ،‬فيو إن شاء قرر جباية ضريبة ما بواسطة‬
‫جداول اسمية فجعميا ضريبة مباشرة وان شاء قرر جبايتيا بغير جداول اسمية فجعميا‬
‫ضريبة غير مباشرة وىذا األمر ال يمكن قبولو من الناحية العممية‪.‬‬

‫‪ -2‬إن األخذ بيذا المعيار يدخل بعض الضرائب المباشرة في عداد الضرائب غير‬
‫المباشرة‪ :‬مثال ذلك الضريبة عمى أرباح األسيم وفوائد السندات فيي ال تجبى في‬
‫فرنسا بناء عمى جداول اسمية ألن معظم ىذه األوراق لحامميا ويقوم أصحاب العمل‬
‫والشركات بخصم الضريبة من الربح أو الفائدة قبل توزيعيا عمى أصحابيا وتوردىا‬
‫لمصمحة الضرائب‪ .‬ومع ذلك فإنو من المسمم بو حتى في فرنسا أن الضرائب عمى‬
‫أرباح األسيم وفوائد السندات تعتبر‪ -‬مثل غيرىا من ضرائب الدخل‪ -‬من الضرائب‬
‫المباشرة‪.‬‬
‫ونخمص من ىذا كمو أن المعايير اإلدارية إنما تعتمد عمى مسائل شكمية دون ان تنفذ‬
‫إلى طبيعة وجوىر الضرائب ومن ثم فإنيا ال تصمح أساساً عممياً لمتقسيم‪.‬‬

‫‪ -2‬المعيار االقتصادي ‪( :‬معيار نقل عبء الضريبة) ‪:‬اتخذ بعض الكتاب من نقل‬
‫عبء الضريبة معيا ًار لمتفريق بين الضرائب المباشرة وغير المباشرة وتكون الضريبة‬
‫مباشرة اذا كانت تستقر عمى دافعيا وال يتمكن من نقميا إلى غيره‪ ،‬ومن ثم فإنو ال‬
‫يوجد وسيط بين الخزانة والمكمف‪.‬‬

‫أما الضريبة غير المباشرة فيي التي ال يقوم دافعيا إال بدور الوسيط بين الخزانة‬
‫وبين من تستقر عميو في النياية أي أن دافعيا سوف يستردىا من غيره‪.‬‬

‫ويتميز ىذا المعيار بأنو يستطيع أن يحدد بعض أنواع الضرائب‪ ،‬فالضريبة عمى‬
‫الدخل العام ‪-‬تطبيقًا ليذا المعيار‪ -‬تعتبر ضريبة مباشرة والضريبة الجمركية تعتبر‬
‫ضريبة غير مباشرة‪.‬‬

‫ومع ذلك يمكن انتقاد ىذا المعيار من الوجوه التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬إن ظاىرة نقل عبء الضريبة ظاىرة معقدة‪ ،‬يتوقف تحققيا عمى تفاعل عدة‬
‫عوامل اقتصادية‪ .‬مثال ذلك الضريبة عمى االستيالك يتحمل عبئيا المنتج الذي‬
‫دفعيا أو ينقميا إلى المستيمك تبعا لظروف العرض والطمب فكأن ىذه الضريبة تعتبر‬
‫طبقاً ليذا المعيار مباشرة أحيانا إذا استقرت عمى دافعيا وغير مباشرة أحيانا إذا‬
‫انتقمت من دافعيا إلى غيره‪.‬‬

‫‪ -2‬إن المكمف بالضريبة قد يتحمل بعض الضريبة وينقل بعضيا اآلخر إلى من‬
‫يتعامل معو‪ .‬فيل يعني ىذا أن الضريبة تعتبر مباشرة وغير مباشرة في آن واحد‪.‬‬
‫‪ -3‬إن تطبيق معيار نقل عبء الضريبة يوصمنا أحياناً إلى نتائج عكس المستقر‬
‫عميو في الفكر المالي‪ .‬ومثال ذلك أن ضريبة األرباح التجارية قد يستطيع التاجر نقل‬
‫عبئيا إلى زبائنو عن طريق رفع أسعار البيع أو إلى عمالو عن طريق خفض‬
‫أجورىم‪ .‬ومن ثم بناء عمى ىذا المعيار تعتبر ضريبة األرباح التجارية في ىذه الحالة‬
‫ضريبة غير مباشرة مع أن المسمم بيا في الفكر المالي اعتبارىا من الضرائب‬
‫المباشرة‪.‬‬

‫‪ -3‬المعيار المالي (معيار ثبات المادة الخاضعة لمضريبة)‪ :‬اقترح بعض الكتاب‬
‫اتخاذ مدى ثبات المادة الخاضعة لمضريبة كأساس لمتقسيم إلى ضرائب مباشرة وغير‬
‫مباشرة‪ ،‬فالضرائب المباشرة ىي التي تفرض عمى عناصر تتمتع بقدر معين من‬
‫الثبات واالستمرار لدى المكمف ومثال ذلك تممك ثروة معينة أو ممارسة حرفة أو‬
‫مينة‪ .‬أما الضرائب غير المباشرة فتفرض عمى أفعال عرضية أو تصرفات متقطعة‬
‫يقوم بيا المكمف ومثال ذلك انفاق الدخل أو تسجيل العقود أو استيراد السمع‪.‬‬

‫ويؤدي ىذا المعيار في الواقع إلى اعتبار الضرائب عمى الدخل أو عمى رأس المال‬
‫ىي الضرائب المباشرة والى اعتبار الضرائب عمى االنفاق أو عمى التداول ىي‬
‫الضرائب غير المباشرة‪.‬‬

‫وىذا المعيار يعتبر أفضل من المعيارين السابقين ومع ذلك فإنو ال يخمو من نقد ‪،‬‬
‫فيو يثير صعوبة بخصوص ضريبة التركات ذلك أنو بناء عمى ىذا المعيار تعتبر‬
‫ضريبة التركات ضريبة غير مباشرة ألنيا تفرض بمناسبة واقعة عرضية وىي الوفاة‬
‫وانتقال الثروة‪ .‬ومع ذلك يرى بعض الكتاب أن ضريبة التركات تعتبر ضريبة مباشرة‬
‫اذا كانت تفرض بمعدالت مرتفعة ألنيا في ىذه الحالة ضريبة مفروضة عمى الثروة‬
‫ذاتيا وليس عمى انتقال الثروة‪.‬‬
‫رأينا من خالل بحثنا في معايير التفريق بين الضرائب المباشرة وغير المباشرة أن كالً‬
‫منيما ترد عميو انتقادات‪ ،‬مما يعني صعوبة إيجاد معيار عام مقبول لمتقسيم‪ ،‬وقد‬
‫اقترح بعض الكتاب ترك ىذا التقسيم واالعتماد عمى التمييز بين الضرائب بحسب‬
‫وبناء عميو فإنو يمكن تقسيميا إلى ضرائب عمى الدخل وضرائب‬
‫ً‬ ‫مطرحيا (وعاءىا)‪،‬‬
‫عمى رأس المال من ناحية أولى ‪ ،‬وضرائب عمى اإلنفاق و ضرائب عمى التداول من‬
‫ناحية أخرى‪.‬‬

‫الفرع الرابع‬

‫الضرائب عمى الدخل‬

‫تعريف الدخل من الوجهة الضريبية‬

‫ىو ما يحصل عميو الشخص بشكل دوري ومنتظم من النقود كالرواتب أو األجور‬
‫واإليجارات أو من السمع التي يمكن تقديرىا بالنقود كالسمع المادية التي يحصل عمييا‬
‫العمال كجزء من األجر وذلك شريطة ثبات أو دوام مصدر الدخل مدة ليست قصيرة‬
‫من الزمن وذلك طبقًا لنظرية المنبع أما نظرية الزيادة اإليجابية في ذمة الممول‬
‫ال كل زيادة إيجابية لذمة الممول (أو لمقدرتو االقتصادية ) بين فترتين أيًا‬
‫فتعتبر دخ ً‬
‫كان مصدر ىذه الزيادة وبصرف النظر عما إذا كانت ىذه الزيادة دورية منتظمة أو‬
‫غير دورية وغير منتظمة‪.‬‬

‫الضرائب عمى فروع الدخل والضريبة عمى الدخل العام‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬الضرائب عمى فروع الدخل‪:‬‬

‫يقصد بو أن يقسم دخل الممول إلى فروع مختمفة حسب مصادره( العمل – رأس‬
‫المال – المختمط) وتفرض ضريبة منفصمة عمى كل فرع من فروع الدخل ‪ ،‬ويطمق‬
‫عمى ذلك نظام الضرائب النوعية ويسمح ىذا النظام بتنويع المعاممة المالية تبعًا‬
‫لمصدر كل فرع من فروع الدخل حيث أن العدالة والمصمحة االقتصادية تقضيان‬
‫بوجوب التفرقة في المعاممة الضريبية بين الدخول المختمفة تبعًا لمصدرىا وعمى ىذا‬
‫فإن الضريبة يجب أن تفرض بمعدل منخفض عمى دخل العمل و بمعدل مرتفع عمى‬
‫دخل رؤوس األموال و بمعدل متوسط عمى الدخول المختمطة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الضريبة عمى الدخل العام‪:‬‬

‫يقوم ىذا النظام عمى فرض ضريبة وحيدة عمى مجموع الدخل الناتج من جميع‬
‫المصادر‪ ،‬مما يعني ضم الدخول التي يحصل عمييا الممول الواحد في مطرح‬
‫(وعاء) واحد بصرف النظر عن مصادرىا ويسمح ىذا النظام بتقدير أكثر دقة لممركز‬
‫المالي لممكمف وكذلك تسمح بتطبيق المعدالت التصاعدية لمضرائب أكثر مما عميو‬
‫الحال بالنسبة لمضرائب عمى فروع الدخل‪.‬‬

‫الفرع الخامس‬

‫الضرائب عمى رأس المال‬

‫يمكن تعريف رأس المال من الوجية الضريبية بأنو مجموع األموال العقارية والمنقولة التي‬
‫يممكيا الشخص في لحظة معينة سواء أكانت ىذه األموال منتجة لدخل عيني أو نقدي أو‬
‫لخدمات أم غير منتجة ألي دخل‪.‬‬

‫ويوجد ثالث أساليب لتطبيق الضريبة عمى رأس المال وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬الضريبة االستثنائية عمى تممك رأس المال‪ :‬تفرض الضريبة عمى رأس المال‬
‫ذاتو بغض النظر عن مصدره سواء أحصل عميو صاحبو عن طريق العمل واالدخار‬
‫أو من أي طريق آخر‪.‬‬
‫وىذه الضريبة إما أن تفرض عمى الرقم اإلجمالي لرأس المال واما أن تفرض عمى‬
‫بعض عناصره دون بعضيا اآلخر‪ ،‬وىذه الضريبة ضريبة استثنائية تفرض أثناء‬
‫الحروب و األزمات المالية‪.‬‬

‫‪-2‬الضريبة عمى زيادة قيمة رأس المال( العقارية والمنقولة )‪ :‬ىي ضريبة تفرض‬
‫عند زيادة رأس المال ألسباب ليس لصاحب رأس المال جيد فيو كما في حالة إعادة‬
‫تقدير عقار وزيادة قيمتو بسبب فتح البمدية لشارع يحسن من المنطقة مما يؤدي إلى‬
‫ارتفاع أثمان العقارات وما دام صاحب رأس المال لم يبذل جيدًا في ىذه الزيادة فإن‬
‫الدولة تفرض ضريبة عمى ىذه الزيادة‪.‬‬

‫واذا تكرر فرض الضريبة عمى الزيادة في قيمة العقار تصبح ضريبة دورية كما فعل‬
‫المشرع الضريبي السوري حيث فرض ضريبة عمى العقارات غير السكنية التي‬
‫يتكرر بيعيا أكثر من مرة واليدف من ىذه الضريبة الحد من المضاربات العقارية‪.‬‬

‫‪-‬الضريبة عمى الثروات المكتسبة(الضريبة عمى التركات والوصايا والهبات)‪:‬‬

‫ىي الضريبة التي تفرض بمناسبة انتقال رأس المال من المتوفى إلى ورثتو أو إلى‬
‫الموصى ليم أو إلى الموىوب ليم وىذه الضريبة باإلضافة لكونيا مصد ًار ماليًا‬
‫لخزينة الدولة فإنيا تحقق أىدافاً اجتماعية حيث تصيب عادة ذوي رأس المال الكبير‬
‫فتخفف حدة التفاوت في توزيع الثروات والدخول ‪ ،‬فيي ضريبة عادلة لكونيا‬
‫تستيدف ثروات مكتسبة لم يبذل أصحابيا جيداً يذكر في جمعيا ‪.‬‬

‫أنواع ضريبة التركات‬

‫ال‪ :‬الضريبة عمى مجموع التركة‪ :‬تفرض عمى مجموع التركة الصافي أي بعد خصم‬
‫أو ً‬
‫ما عمى التركة من ديون وقبل توزيع ىذه التركة عمى الورثة‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الضريبة عمى نصيب الوارث أو الموصى لو‪ :‬تفرض الضريبة عمى حصة كل‬
‫وارث أو موصى لو بعد توزيع التركة‬

‫الفرع السادس‬

‫الضريبة عمى التداول وعمى اإلنفاق‬

‫ٌطلق على هذه الضرائب جمٌعا الضرائب غٌر المباشرة كما رأٌنا وهً تفرض‬
‫على استخدام الدخل‬
‫الضرائب على التداول‪:‬‬
‫تفرض ضرائب التداول فً الدول الحدٌثة على التصرفات القانونٌة( التداول القانونً)‬
‫وعلى تداول األموال وانتقالها فً التعامل (التداول المادي) ومن أمثلتها الضرائب التً‬
‫تفرض عند انتقال الملكٌة وخاصه ملكٌة العقارات من شخص الى آخر وتسمى )رسوم‬
‫التسجٌل) و الضرائب التً تفرض على تحرٌر المستندات والمحررات كالعقود والكمبٌاالت‬
‫والفواتٌر وانتقال الشٌك من شخص الى آخر وتقدٌم عرائض للدولة‪ (......‬وتسمى رسوم‬
‫الطابع) وإن هذه الضرائب سهلة الجباٌة حٌث ٌتم جباٌتها إما بدفع مباشر لمبالغ معٌنة عند‬
‫اجراء تصرفات معٌنه كدفع رسوم التسجٌل انتقال ملكٌة العقارات أو عن طرٌق طوابع‬
‫تلصق بقٌمه معٌنة على المستندات والمحررات وإنما ٌبرر فرضها من قبل الدولة باإلضافة‬
‫إلى سهولة جباٌتها هو كونها مورد لإلٌرادات غزٌر الحصٌلة وتؤخذ على هذه الضرائب‬
‫أن فرضها بمعدالت مرتفعة ٌؤدي الى إعاقة انتشار المعامالت والتداول‪.‬‬
‫الضرائب على االنفاق (االستهالك)‬
‫تعتبر الضرائب على اإلنفاق أهم صور الضرائب غٌر المباشرة بل إنها المقصودة عند‬
‫ذكر هذا االصطالح ‪.‬‬
‫تفرض الضرٌبة هنا على مجموع ما ٌنفقه الشخص على السلع والخدمات االستهالكٌة‬
‫ولهذا سمٌت بالضرٌبة العامة على االنفاق نظرا ألنها تتخذ من االنفاق االستهالكٌة مطرحا‬
‫(وعاء) لها وٌرى أنصار هذه الضرٌبة أنها أكثر عدالة من الضرٌبة على الدخل ذلك أن‬
‫إنفاق الفرد ٌعتمد على ما ٌحصل علٌه من دخول دورٌة على ثروته ‪ٌ،‬ضاف إلى ذلك أن‬
‫هذه الضرٌبة وهً تفرض على االنفاق االستهالكً فقط تزٌد المٌل الحدي لالدخار والمٌل‬
‫لالستثمار ألنها ال تسري على االدخار وال على االنفاق االستثماري ‪ .‬إذا هذه الضرٌبة‬
‫تعمل على الحد من االستهالك مما ٌساعد على تخفٌف حده الضغوط التضخمٌة فً البالد‬
‫المتخلفة‪.‬‬
‫تعرضت الضرٌبة العامة على االنفاق لالنتقاد من نواحً ثالث إدارٌة واقتصادٌة والعدالة‬
‫من الناحٌة اإلدارٌة‪ :‬انتقدت هذه الضرٌبة بأنها تحتاج الى إدارة ضرٌبٌة على مستوى عال‬
‫من الكفاءة كما أنها تحتاج إلى وعً ضرٌبً كبٌر من قبل المكلفٌن ‪.‬‬
‫من الناحٌة االقتصادٌة‪ :‬انتقدت بأنها إذا كانت قد تالئم األحوال السائدة فً البالد المتخلفة‬
‫من تشجٌع لالدخار ولالستثمار وحد لالستهالك فإنها قد ال تتالءم مع األحوال السائدة فً‬
‫البالد التً تعانً من زٌاده االدخار ‪.‬‬
‫من ناحٌة العدالة الضرٌبٌة‪ :‬انتقدت هذه الضرٌبة بأنها شدٌدة العبء على ذوي المٌل‬
‫المرتفع لالستهالك وهم أصحاب الدخول المنخفضة والمتوسطة وخفٌفة العبء على ذوي‬
‫المٌل المنخفض لالستهالك وهم أصحاب الدخول المرتفعة‪.‬‬
‫من أهم تطبٌقات الضرائب العامة على اإلنفاق‬
‫الضرائب على رقم األعمال‬
‫ٌقصد بها الضرائب التً تفرض على حجم المعامالت ومثلها اإلنتاج واالستهالك بما فً‬
‫ذلك المعامالت المتعلقة باالستٌراد والتصدٌر‪ ،‬وهناك ثالث أنواع للضرائب على رقم‬
‫األعمال نتناولها فٌما ٌلً‪:‬‬

‫ال ‪:‬الضريبة العامة المتتابعة عمى رقم األعمال ‪:‬‬


‫أو ً‬

‫ىي ضريبة تصيب جميع المبيعات في أي دور من أدوار تداول البضاعة من مرحمة‬
‫إنتاجيا حتى مرحمة استيالكيا‪.‬‬

‫فتفرض عمى المبيعات المتتالية التي تقع من صاحب المعمل مثالً إلى البائع بالجممة‬
‫ومن ىذا إلى غيره من بائعي المفرق ومن ىؤالء إلى المستيمكين‪ .‬وكثيرة ىي البمدان‬
‫التي طبقت ىذا النوع من الضرائب وقد أخذت ىذه الضريبة أشكاال كثيرة فيي مطبقة‬
‫في سوريا تحت اسم الضريبة عمى اإلنفاق االستيالكي الكمالي وفي األردن الضريبة‬
‫عمى المبيعات‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الضريبة العامة الواحدة عمى رقم األعمال‪:‬‬

‫وتصيب الضريبة السمعة ىنا مرة واحدة في إحدى المراحل التي تمر بيا السمعة عند‬
‫إنتاجيا وحتى وصوليا لممستيمك ( إما في مرحمة شراء المواد األولية واإلنتاج أوفي‬
‫مرحمة انتقال السمعة من المنتج إلى تاجر الجممة – أو في مرحمة البيع من تاجر‬
‫الجممة إلى تاجر التجزئة أو في مرحمة البيع من تاجر التجزئة إلى المستيمك ) وتقوم‬
‫اإلدارة الضريبية بتحصيل الضريبة في إحدى ىذه المراحل وعادةً تفرض الضريبة في‬
‫مرحمة اإلنتاج‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الضريبة عمى القيمة المضافة‪ :‬ىي ضريبة تفرض عمى مبيعات السمع‬
‫والخدمات المقدمة لألفراد فالفرد يدفع الضريبة باإلضافة إلى ثمن السمعة أو قيمة‬
‫الخدمة والبائع أو مقدم الخدمة الذي يحصل عمى الضريبة ممزم بتسجيل ىذه‬
‫الضريبة في دفتر خاص ويدفعيا لمخزانة العامة خالل فترات محددة من قبل الدوائر‬
‫المالية‪ .‬وىذا النوع منتشر في الدول المتقدمة وقد أخذ باالنتشار في الدول النامية‪.‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫معدل ( سعر ) الضريبة‬

‫ٌقصد بسعر الضرٌبة العالقة أو النسبة بٌن مبلغ الضرٌبة والمادة الخاضعة لها ‪.‬‬
‫وٌأخذ سعر الضرٌبة عدة صور أهمها ‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫الضرائب التوزٌعٌة والضرائب القٌاسٌة‬
‫ٌمكن تقسٌم الضرائب من حٌث تحدٌد سعرها أو عدم تحدٌده إلى ضرائب توزٌعٌة‬
‫وضرائب قٌاسٌة ( تحدٌدٌة) ونتعرض فٌما ٌلً لكل منها‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الضرٌبة التوزٌعٌة ‪ :‬وهً ضرٌبة تحدد حصٌلتها اإلجمالٌة وال ٌحدد سعرها مقدما ‪،‬‬
‫وعلى هذا األساس ٌتم توزٌع عبء هذه الضرٌبة على األفراد حسب ما ٌملكه كل فرد من‬
‫المادة الخاضعة للضرٌبة وعندها ٌحدد سعر الضرٌبة الذي ٌحقق الحصٌلة المطلوبة ‪،‬‬
‫تتمٌز هذه الضرٌبة بقدرة الدولة على معرفة الحصٌلة النهائٌة للضرٌبة وٌساعد على ذلك‬
‫أنها تفرض بالتضامن فإذا لم ٌتمكن بعض األفراد من سداد الضرٌبة فٌمكن عندها زٌادة‬
‫الضرٌبة على باقً المكلفٌن ‪ ،‬إال أنه ٌعاب على هذه الضرٌبة أنها غٌر عادلة ألنها تفرض‬
‫على نسبة معٌنة من المادة الخاضعة للضرٌبة ولٌس على أساس المقدرة التكلٌفٌة فٌمكن أن‬
‫ٌدفع المكلف ضرٌبة أكبر لمجرد كونه ٌعٌش فً منطقة معٌنة ‪ ،‬وتتصف أٌضا بعدم‬
‫المرونة حٌث ال ٌمكن إدخال تعدٌالت علٌها استجابة للتغٌرات االقتصادٌة ‪،‬باإلضافة إلى‬
‫أن الضرائب التوزٌعٌة تطبق على الضرائب المباشرة فقط وال ٌمكن أن تطبق على‬
‫الضرائب الغٌر مباشرة وتظهر عدم قدرة أجهزة الدولة على معرفة األشخاص الخاضعٌن‬
‫للضرٌبة ‪،‬وبسبب هذه العٌوب تم االنتقال إلى الضرائب القٌاسٌة ‪.‬‬
‫ثانٌا ً الضرائب القٌاسٌة ‪ :‬وتعرف بالضرٌبة التحدٌدٌة ألنه ٌتم فٌها تحدٌد سعر الضرٌبة فً‬
‫البداٌة وال تعرف حصٌلتها اإلجمالٌة بشكل دقٌق ‪ ،‬وتقوم بفرض نسبة معٌنة أو مبلغ محدد‬
‫على كل وحدة من وحدات المادة الخاضعة للضرٌبة أي ٌعلم كل شخص مقدار الضرٌبة‬
‫التً ٌجب أن ٌدفعها ‪ ،‬وتتمٌز هذه الضرٌبة بكونها أكثر عدالة ألنها تفرض على أساس‬
‫المقدرة التكلٌفٌة وتراعً الظروف العائلٌة للمكلفٌن كما أنها تتمتع بالمرونة فٌمكن تغٌٌر‬
‫سعر الضرٌبة بناء على التغٌرات المحٌطة كما تتمٌز بالشمول ألنها تناسب الضرائب‬
‫المباشرة والغٌر مباشرة ‪ ،‬وتعبرعن كفاءة األجهزة الضرٌبٌة فً تحدٌد وعاء الضرٌبة ‪.‬‬
‫الضرٌبة النسبٌة والضرٌبة التصاعدٌة ‪:‬‬
‫الضرٌبة النسبٌة ‪ :‬تفرض على شكل نسبة ثابتة على المادة الخاضعة للضرٌبة وال تتأثر‬
‫بقٌمة المادة الخاضعة للضرٌبة وبالتالً تزداد حصٌلة الضرٌبة مع زٌادة القٌمة الخاضعة‬
‫للضرٌبة‪.‬‬
‫الفرع الثانً‬
‫الضرٌبة النسبٌة والضرٌبة التصاعدٌة‬
‫التعرٌف بالضرٌبة النسبٌة والضرٌبة التصاعدٌة‬
‫الضرٌبة النسبٌة‪ٌ :‬قصد بها تلك الضرٌبة التً تفرض بنفس المعدل أٌا كانت قٌمة مطرح‬
‫الضرٌبة‬
‫الضرٌبة التصاعدٌة ‪ :‬وتعرف بأنها الضرٌبة التً ٌرتفع معدلها كلما زادت قٌمة مطرحها‬
‫(سواء كان دخال أو رأسمال) وتعتبر ضرٌبة التركات من أهم الضرائب التً تطبق فٌها‬
‫التصاعد‬
‫الطرق الفنٌة لتحقٌق التصاعد‬
‫التصاعد اإلجمالً (بالطبقات)‪ :‬فً هذا األسلوب تقسم المادة الخاضعة للضرٌبة إلى عدة‬
‫طبقات وٌزداد معدل الضرٌبة فً كل طبقة عن الطبقة السابقة لها ‪.‬وٌكون المعدل واحدا‬
‫لكل طبقة‪ ،‬أي أن الضرٌبة تكون نسبٌة داخل كل طبقة‪ ،‬وتتمٌز طرٌقة التصاعد اإلجمالً‬
‫ببساطتها إال أنها تتضمن عٌبا جوهرٌا نظرا ألن صاحب الدخل قد ٌتضرر أحٌانا نتٌجة‬
‫زٌادة طفٌفة فً دخله‬
‫التصاعد بالشرائح ‪:‬‬
‫وهذا األسلوب ٌتالفى العٌب السابق ‪ ،‬حٌث تقسم المادة الخاضعة للضرٌبة إلى عدة شرائح‬
‫(أو أجزاء)وٌفرض على كل شرٌحة منها معدل خاص بها وٌتصاعد هذا المعدل بزٌادة‬
‫الشرائح‪ .‬ومن ثم فال ٌطبق على الدخل كله معدل واحد كما فً الطرٌقة السابقة ‪ ،‬و إنما‬
‫تطبق علٌه معدالت متعددة بعدد شرائح المادة الخاضعة للضرٌبة‪.‬‬

‫التنازل فً معدل الضرٌبة( الضرٌبة التنازلٌة )‬


‫ٌتحقق التصاعد فً هذه الطرٌقة عن طرٌق فرض معدل نسبً عام بحٌث ٌطبق على كافة‬
‫الدخول ‪ ،‬ثم ٌخفض هذا المعدل بالنسبة للطبقات الضئٌلة الدخل منها‪ ،‬فٌنخفض سعر‬
‫الضرٌبة لدرجة قرٌبة من إعفاء الدخول الصغٌرة جزئٌا أو كلٌا من الضرٌبة ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫تحقق وجباٌة الضرٌبة‬
‫حتى ٌتم تحقق(ربط) وجباٌة الضرٌبة من شخص معٌن ٌجب أن تتحقق بالنسبة له الشروط‬
‫التً ٌقررها القانون ‪ ،‬أي أن تتحقق الواقعة المنشئة للضرٌبة‪ ،‬ثم ٌجب حصر مطرح‬
‫الضرٌبة وتحدٌد قٌمته واستنزال ما ٌقضً النظام استنزاله من خصومات واعفاءات ‪ ،‬ثم‬
‫ننسب معدل الضرٌبة إلى المبلغ المتبقً بعد ذلك فٌظهر لنا مبلغ الضرٌبة المستحق على‬
‫الممول‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫تقدٌر مطرح الضرٌبة‪:‬‬
‫إن تقدٌر مطرح الضرٌبة ٌعتبر شرطا الزما للوصول إلى تحدٌد مقدار الضرٌبة المفروضة‬
‫وهو ٌحقق مصلحة كل من الممول والخزانة وبالتالً ٌحقق العدالة الضرٌبٌة ‪ ،‬وٌمكن تقسٌم‬
‫طرق تحصٌل الضرٌبة إلى قسمٌن ‪،‬هما‪:‬‬
‫الطرق غٌر المباشرة فً تقدٌر مطرح الضرٌبة ‪:‬‬
‫ٌكون تقدٌر مطرح الضرٌبة غٌر مباشر إذا اعتمد التقدٌر على عنصر خارجً‪ ،‬وهناك‬
‫طرٌقتٌن‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬طرٌقة المظاهر الخارجٌة ‪ :‬تعتمد اإلدارة المالٌة فً هذه الطرٌقة على عالمات أو‬
‫مظاهر خارجٌة ٌحددها النظام الضرٌبً باعتبارها كاشفة عن دخل الممول ‪ ،‬مثل إٌجار‬
‫السكن وعدد السٌارات التً ٌملكها الممول‪........‬‬
‫ثانٌاً‪ :‬طرٌقة التقدٌر الجزافً ‪ :‬تقوم هذه الطرٌقة بتقدٌر دخل الممول باالستناد إلى‬
‫قرائن قانونٌة ٌحددها النظام الضرٌبً كالقٌمة اإلٌجارٌة لألرض الزراعٌة ‪ ،‬وتعتبر هذه‬
‫الطرٌقة صورة من صور طرٌقة تقدٌر المظاهر الخارجٌة والفرق أن طرٌقة تقدٌر‬
‫المظاهر الخارجٌة تفرض الضرٌبة على المظاهر نفسها بٌنما تفرض فً طرٌقة التقدٌر‬
‫الجزافً على الدخل مستدال علٌه بالمظاهر الخارجٌة ‪.‬‬

‫الطرق المباشرة فً تقدٌر مطرح الضرٌبة ‪:‬‬


‫أوالً ‪:‬طرٌقة البٌان (المقدم من قبل الممول)‪:‬‬
‫ٌلزم القانون كل من الممولٌن بتقدٌم بٌان عن مقدار دخله أو رأسماله ‪ ،‬وقد ٌلجأ الممول إلى‬
‫التقلٌل من قٌمة مطرح الضرٌبة لٌتهرب جزئٌا من الضرٌبة لذلك تخضع تصرٌحات‬
‫الممولٌن لرقابة اإلدارة المالٌة ‪.‬‬
‫وقد ٌلجأ الممول إلى إلزام الغٌر بتقدٌم البٌان وتسمى هذه الطرٌقة (البٌان من الغٌر) ‪،‬‬
‫وٌجب أن ٌكون المصرح مدٌنا للممول بمبالغ تعتبر من ضمن الدخل الخاضع للضرٌبة ‪.‬‬
‫ثانٌا ً ‪:‬طرٌقة التقدٌر اإلداري‪:‬‬
‫تقوم اإلدارة المالٌة بتقدٌر مطرح الضرٌبة بنفسها فتلجأ إلى المعاٌنة والتحري وجمع‬
‫المعلومات عن هذا المطرح ‪ ،‬ورغم أن هذه الطرٌقة أكثر عدالة وأوفر حصٌلة فإنه ٌعاب‬
‫علٌها أنها أكثر تدخال فً شؤون المكلف وأكثر مضاٌقة له‪ ،‬لذلك ال ٌلجأ إلٌها إال فً حال‬
‫امتنع المكلف أو أهمل فً تقدٌم اإلقرار المطلوب منه ‪.‬‬

You might also like