Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 53

‫اﻹﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺪاء‬

‫راﺋــــــــــــﻊ أن ﺗﻘﻄﻒ ﺛﻤﺎر ﺟﮭﺪ دام ﺳﻨﻮات‬


‫واﻷروع أن ﺗﮭﺪﯾﮭﺎ ﻟﻤﻦ ﺳﺎﻋﺪك ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻮل‬
‫إﻟﻰ ﻣﻦ اﺣﺘﺮﻗﺖ ﺷﻤﻮﻋﮫ ﻟﺘﻀﻲء ﻟﻨﺎ دروب اﻟﻨﺠﺎح إﻟﻰ ﻣﻦ أھﺪﺗﻨﻲ رﺿﺎھﺎ وﺳﮭﺮت اﻟﻠﯿﺎﻟﻲ‬
‫وﻏﻤﺮﺗﻨﻲ ﺑﺤﻨﺎﻧﮭﺎ وﺿﺤﺖ ﻣﻦ اﺟﻠﻲ إﻟﻰ اﻋﺰ ﻣﺎ اﻣﻠﻚ ﺣﻔﻈﮭﺎ ﷲ‬
‫إﻟــــــﻰ اﻟﻐﺎﻟﯿــــــﺔ أﻣــﻲ ﺛﻢ أﻣـــــﻲ ﺛﻢ أﻣــــﻲ‬
‫إﻟﻰ ﻣﻦ أوﺻﻼﻧﻲ إﻟﻰ ﺷﺎطﺊ اﻟﻨﺠﺎح إﻟﻰ اﻟﺬي ﻋﻠﻤﻨﻲ اﻟﻘﻠﻢ ﻓﻲ طﻔﻮﻟﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺨﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ‬
‫ﯾﻤﻠﻚ ﻣﻦ اﺟﻞ إن ﯾﻨﯿﺮ ﻟﻲ درﺑﻲ ﺣﻔﻈﮫ ﷲ‬
‫إﻟـــــﻰ اﻟﻐــﺎﻟــــﻲ أﺑـــــﻲ‬
‫إﻟﻰ اﻟﺬي ﻟﻮ ﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺧﺼﻠﺔ ﺣﺐ وﺟﺪﺗﮭﺎ ﻓﯿﮫ ﻓﯿﺎﺿﺎ إﻟﻰ اﻟﺬي اﺣﺘﻮاﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣﻲ ﺑﻘﻠﺐ راﺋﻊ‬
‫ﻛﺮوﻋﺘﮫ إﻟﻰ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﻓﻲ ﻛﯿﺎﻧﻲ ﻧﻮرا اﻟﺘﻤﺲ ﻣﻨﮫ ﺳﺒﯿﻠﻲ و ﺟﻤﻌﺘﻨﺎ اﻷﻗﺪار‬
‫إﻟــــــﻰ أروع ھﺪﯾﺔ ﺳﻤــﺎوﯾﺔ زوﺟـــﻲ " ﻣﺴﻌﻮد "‬
‫إﻟﻰ ﻣﻦ ﯾﺬﻛﺮھﻢ اﻟﻘﻠﺐ ﻗﺒﻞ إن ﯾﻜﺘﺐ اﻟﻘﻠﻢ وﯾﻨﻄﻖ اﻟﻠﺴﺎن إﻟﻰ ﺗﻮأم ﺣﯿﺎﺗﻲ أﺧﻮﺗﻲ‬
‫" ﺻﺎﻟﺢ وزوﺟﺘﮫ ‪ ،‬ﺳﻤﯿﺔ وزوﺟﮭﺎ واﺑﻨﮭﺎ ) ﻗﺼﻲ ( ‪ ،‬ﺻﻮرﯾﺔ ‪ ،‬أﻣﯿﺮة ‪،‬‬
‫إﻟــﻰ ﻗﺮﺗﻲ ﻋﯿـــــﻨﻲ ﻣﯿﺴﺎء‪ ،‬وﻣﯿﺮو "‬
‫إﻟﻰ ﺟﺪﺗﻲ أطﺎل اﷲ ﻓﻲ ﻋﻤﺮھﺎ‬ ‫إﻟﻰ روح ﺟﺪﺗﻲ وﺟﺪي وﻋﻤﻲ ﺣﺴﯿﻦ رﺣﻤﮭﻢ‬
‫إﻟﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺠﻤﻌﻨﺎ رﺣﻢ واﺣﺪ وﻟﻜﻦ ﺟﻤﻌﺘﻨﺎ اﻷﺧﻮة " ﻣﻠﯿﻜﺔ ‪ ،‬ﻧﺒﯿﮭﺔ ‪،‬ﻓﺘﺤﻲ ‪،‬ﺳﻠﯿﻢ ‪ ،‬ﺗﻮﻓﯿﻖ ‪،‬‬
‫ﻋﺒﺪو ‪ ،‬أﺣﻼم " إﻟﻰ اﻹﻧﺴﺎﻧﺔ اﻟﻐﺎﻟﯿﺔ ﺧﺎﻟﺘﻲ ﯾﻤﯿﻨﺔ‬
‫إﻟﻰ ﻣﻦ اﻓﺘﺨﺮ ﺑﺼﺤﺒﺘﮭﻢ وﺟﻤﻌﺖ ﺑﯿﻨﻨﺎ اﻷﯾﺎم إﻟﻰ اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﺷﺎرﻛﻨﻨﻲ طﻔﻮﻟﺘﻲ وﺷﺒﺎﺑﻲ ﺧﯿﺮ اﻧﺲ‬
‫" أﻣﯿﺮة ‪ ،‬دﻻل ‪ ،‬ﻓﺎطﻤﯿﺔ ‪ ،‬أﺳﻤﺎء ‪ ،‬وﺳﯿﻠﺔ "‬
‫إﻟﻰ زﻣﻼء ورﻓﯿﻘﺎت اﻟﺪرب " أم ﻛﻠﺘﻮم ‪ ،‬ﺣﻔﺼﺔ ‪ ،‬ﺷﺎﺷﺔ ‪ ،‬روﻣﯿﺴﺔ "‬
‫إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﺬﻛﺮھﻢ اﻟﻘﻠﺐ وﻧﺴﺎھﻢ اﻟﻘﻠﻢ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺎھﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﯾﺐ أو ﺑﻌﯿﺪ‬
‫إﻟــــﻰ ﻛﻞ ھﺆﻻء اھﺪي ھﺬا اﻟﻌﻤــــــﻞ اﻟﻤﺘﻮاﺿـــــﻊ‬
‫ﺷﻜـ ـ ــﺮ وﺗﻘـ ــﺪﻳ ـ ـﺮ‬

‫أوﻻ وﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲ ﻧﺸﻜﺮ اﷲ وﻧﺤﻤﺪﻩ ﻋﻠﻰ إﻟﻬﺎﻣﻨﺎ اﻟﺼﺒﺮ ﻃﻴﻠﺔ ﻣﺸﻮارﻧﺎ ‪،‬ﻓﻘﺪ اﺗﺨﺬﻧﺎﻩ وﻟﻴﺎ‬

‫ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮﻧﺎﻫﺎ ﻓﻬﻮ اﻟﻤﻮﻓﻖ اﻟﻤﻌﻴﻦ ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﻳﻄﻴﺐ ﻟﻲ إن أﺗﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﻟﺠﺰﻳﻞ إﻟﻰ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻤﺸﺮف"زرﻗﻮن ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ" اﻟﺬي ﻟﻦ أﻧﺴﻰ‬
‫ﻓﻀﻠﻪ وأﺷﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﻣﻪ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪات وﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ‪.،‬‬

‫ﻛﻤﺎ أﺗﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﻟﺠﺰﻳﻞ إﻟﻰ ﻛﻞ اﻷﺳﺎﺗﺬة اﻷﻓـﺎﺿﻞ واﺧﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ اﻷﺳﺘﺎذ ﺧﺪﻳﺠﻲ أﺣﻤﺪ ‪،‬‬

‫اﻷﺳﺘﺎذة ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺳﻤﻴﺔ ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﻻ أﻧﺴﺎء إن أﺗﻘﺪم ﺑﺸﻜﺮ إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻋﻤﺎل ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗـﺎﺻﺪي ﻣﺮﺑﺎح ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺤﻘﻮق‬

‫ﻋﻤﺎل ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ وﻋﻤﺎل ﻣﻜﺘﺒﺔ دار اﻟﺘﻘـﺎﻓﺔ ﺑﻮرﻗـﻠﺔ‬

‫وأﺧـ ــﻴﺮ إﻟـﻰ ﻛـﻞ ﻣﻦ ﺳ ـ ـ ــﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﻳـﺐ أو ﺑﻌﻴـﺪ ﻻﻧﺠـﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤـ ــﻞ‬
‫اﻟـ ـ ــﻤﻘﺪﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬

‫ﯾﻌﯿﺶ اﻟﻔﺮد ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﯿﺎة ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ اﻷھﺪاف واﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻟﺬﻟﻚ ﯾﺘﺪﺧﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻟﯿﺮﺳـﻢ‬
‫ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﺣﺪود ﺣﺮﯾﺘﮫ وﯾﺒﯿﻦ ﺣﻘﻮﻗﮫ وواﺟﺒﺎﺗﮫ ‪ ،‬ﻓﻜﺜﯿﺮا ﻣﺎ ﯾﺮﺗﺒﻂ اﻟﻔﺮد ﻣﻊ اﻵﺧـــﺮﯾﻦ ﻓﻲ‬
‫ﺣﯿﺎﺗﮫ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ﻓﯿﺒﯿﻊ وﯾﺸﺘﺮي ﻛﻤﺎ اﻧﮫ ﻗﺪ ﯾﺼﯿﺐ اﻟﻐﯿﺮ ﺑﺈﺿﺮار ﺳﻮاء ﺑﻔﻌﻠﮫ أو ﺑﻔﻌﻞ ﻏـــﯿﺮه أو‬
‫ﺑﻔﻌﻞ أﺷﯿﺎء ﺑﺤﻮزﺗﮫ ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﺿﺮورﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺸــــــــﻮب ﻧـــﺰاع ‪.‬‬
‫ﻓﺤﻖ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﺣﻖ ﻣﻜﻔﻮل ﻟﻜﻞ ﻓﺮد ﯾـــــﻤﺎرﺳـــــﮫ‬
‫ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻹﺟﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪ ،‬وﺗﺸﻜﻞ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ ﺣــــــﻖ‬
‫اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ وان اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻟﻢ ﯾﺘﺮﻛﮫ اﻟﻤﺸﺮع ﻹرادة اﻟﻔﺮد وإﻧﻤﺎ أﺣـــــــــــﺎط‬
‫اﺳﺘﻌﻤﺎل ھﺬا اﻟﺤﻖ ﺑﺸﺮوط اﺳﺘﻮﺟﺐ ﺗﻮاﻓﺮھﺎ ووﻓﻘﺎ ﻟﻘﻮاﻋﺪ ﺷﻜﻠﯿﺔ ﻣﻌﯿﻨﺔ وﻓﻲ ﻣﻮاﻋﯿﺪ ﻣــﺤﺪدة‬
‫وھﺬا ﻟﻀﻤﺎن ﺣﺴﻦ ﺳﯿﺮ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﮭﻤﻨﺎ ﻓﻲ دراﺳﺘﻨﺎ ھﺬه اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺸﻜﻠﯿﺔ ﻟﻺﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻠﺰم اﻷطــــــﺮاف‬
‫ﺑﺎﺣﺘﺮاﻣﮭﺎ أﻣﺎم ﻛﻞ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ﻋﻤﻼ ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺎ ﺑﺬاﺗﮫ ﯾﻨﻈﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻨﺎﺻﺮه وأﺛﺮه اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﯾﺮﺗـــﺐ‬
‫ﻟﮫ ﺟﺰاء ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗﻮاﻋﺪه وذﻟﻚ ﺑﻐﺮض ﺿﻤﺎن اﺣﺘﺮاﻣﮫ ‪.‬‬
‫وﻣﻦ أھﻢ ھﺎﺗﮫ اﻟﺠﺰاءات اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ اﻟﺒﻄﻼن اﻟﺸﻜﻠﻲ ‪.‬‬
‫ﻓﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﺒﻄﻼن اﻟﺸﻜﻠﻲ ﻣﻦ أھﻢ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﺤﻮرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاﺋﻲ اﻟﺘﻲ ﺗــــﺨﻄﻰ‬
‫ﺑﻌﻨﺎﯾﺔ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ‪ ،‬ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻤﺪ أھﻤﯿﺘﮭﺎ ﻣﻦ أھﻤﯿﺔ اﻹﺟﺮاء اﻟﻘﻀــﺎﺋﻲ‬
‫ذاﺗﮫ ﻓﮭﺬا اﻹﺟﺮاء ﯾﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻹﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ داﺧﻞ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻟﻤـــــــــﺪﻧﯿﺔ أو ﻓﻲ‬
‫أﺣﻮال اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﺑﺪون ﺧﺼﻮﻣﺔ ‪.‬‬

‫وﺗﮭﺪف ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ إﻟﻰ ﺑﯿﺎن ﻣﺪى ﺗﺄﺛﯿﺮ اﻟﻌﯿﺐ اﻟﺸﻜﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم‬
‫ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻨﻤﻮذﺟﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ اﻟﺬي اﺧﺘﺎره اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺣﺘﻰ ﯾﺮﺗﺐ آﺛﺎره ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﻨـــــــﺘﺞ ﻋﻦ ھﺬا‬
‫اﻟﻌﯿﺐ ﺷﺮط ﻻزم وھﻮ اﻟﺒﻄﻼن اﻟﺸﻜﻠﻲ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ‪.‬‬
‫ھﺬه اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﻤﯿﻘﺔ اﻟﻐﻮر وﻷھﻤﯿﺘﮭﺎ اﻟﻜﺒﯿﺮة دﻓﻌﺘﻨﻲ إﻟﻰ اﺧﺘﯿﺎر ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣـــــــﺤﻞ‬
‫دراﺳﺘﻲ ﻓﻜﺎن اﻟﺪاﻓﻊ اﻟﺮﺋﯿﺴﻲ ﻻﺧﺘﯿﺎرھﺎ ھﻮ ﻗﺎﺑﻠﯿﺘﮫ ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﻣﺤﺎوﻟﯿﻦ ﺑﮭﺬا ﺗﺄﺻﯿﻞ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺨﻀﻊ ﻟﮭﺎ ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﺒﻄﻼن اﻟﺸﻜﻠﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ‪.‬‬
‫وﻟﻌﻞ ﻣﺎ زاد ﻣﻦ ﺗﻤﺴﻜﻲ ﺑﮭﺎ ھﻲ ﺗﻠﻚ اﻹﺷﻜﺎﻟﯿﺎت اﻟﺘﻲ ارﺗﺄت ﻟﻲ و أﻧﺎ ﺑﺼﺪد ھﺬا اﻟﺘﻘﺪﯾـــﻢ‬
‫اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﮭﺎ ﺣﻮل ‪:‬‬
‫ﻣﺎ ﻣﻔﮭﻮم اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ؟ ﻣﺎ ھﻲ أھﻢ ﻣﻤﯿﺰاﺗﮭﺎ ؟ وﻣﺎ دور اﻟﺸﻜﻠﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ‬
‫وﻣﺎ ھﻲ ﻣﻈﺎھﺮھﺎ ؟‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺒﻄﻼن ؟ وﻣﺎ ھﻲ أھﻢ ﺗﻘﺴﯿﻤﺎﺗﮫ وﻣﺬاھﺒﮫ ؟ وﻣﺎ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟــــــــــﺠﺰاﺋﺮي‬
‫ﻣﻦ اﻟﺒﻄﻼن اﻹﺟﺮاﺋﻲ ؟ ﻣﺎ ھﻲ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ اﻗﺮھﺎ اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻠﺒﻄﻼن ؟ وھﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺼﺤﯿﺤﮫ؟‬
‫ﻣﻦ ھﻢ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﺨﻮل ﻟﮭﻢ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن ؟ وﻣﺎ ھﻲ أھﻢ أﺛﺎره ؟ ‪.‬‬
‫ھﻲ إﺷﻜﺎﻟﯿﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﺣﺎوﻟﻨﺎ اﻟﺨﻮض ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﯿﻞ واﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﮭﺎ ﺑﻘﺪر اﻹﻣﻜﺎن ﻓﻲ ﺧﻄﺔ‬
‫اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﺼﻠﯿﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺑﻌﻨﻮان اﻹﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ﺳﯿﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫ﺛﻼث ﻣﺒﺎﺣﺚ اﻷول ﺟﺎء ﺑﻤﻔﮭﻮم اﻹﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ‪ ،‬واﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﺸـــــــﻜﻠﯿﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ أﻣﺎ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﺘﻀﻤﻦ طﺒﯿﻌﺔ اﻹﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺳﯿﻜﻮن ﺑﻌﻨﻮان اﻟﺒﻄﻼن ﻟﻌﯿﺐ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ اﻹﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ﻓﺼﻞ ﻓﻲ ﺛـﻼث‬
‫ﻣﺒﺎﺣﺚ أﯾﻀﺎ اﻷول ﺧﺼﺺ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻟﺒﻄﻼن واﻟﺜﺎﻧﻲ اﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺮوط اﻟﺒﻄﻼن وﺗﺼﺤﯿﺤﮫ‬
‫إﻣﺎ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﺴﯿﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن وأﺛﺎره ‪.‬‬

‫وﻗﺪ اﺗﺒﻌﻨﺎ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﺘﺤﻠﯿﻠﻲ وھﺬا ﻣﺎ ﯾﺘﻼم ﻣﻊ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ إن ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻻ ﯾﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎﻋﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﮫ ﻛﻞ ﺑﺎﺣﺚ واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠـﮭﺎ‬
‫إن اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻠﻤﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎم ﺑﮭﺬه اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ وھﺬا ﻷﻧﮭﺎ ﻣـــــــﺮاﺟﻊ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺎﺿﻄﺮرت إﻟﻰ إﺳﻘﺎط ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات‬
‫اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ‪ ،‬ﻓﺪراﺳﺔ اﻟﺒﻄﻼن ﻛﺠﺰاء ﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺷﻜﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﺸــــﺮﯾﻌﻨﺎ‬
‫دراﺳﺔ ﻣﺮھﻘﺔ ﻧﻈﺮ ﻟﻘﺼﻮر ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ وﻧﻘﺺ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ وﺗﺸﻌﺐ اﻟﺒﺤﺚ واﺗـــــﺼﺎﻟﮫ ﺑـﺴـــﺎﺋﺮ‬
‫ﻗﻮاﻋﺪ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺮاﻓﻌﺎت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﺨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻄﺔ‬
‫اﻟﻔﺼــﻞ اﻷول ‪ :‬اﻹﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﮭﻮم اﻹﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ‬


‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 1‬ـ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻹﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ وﺧﺼﺎﺋﺼﮭﺎ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 3‬ـ دور اﻟﺸﻜﻠﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﺸﻜﻠﯿﺔ ﻓﻲ اﻹﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ‬


‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 1‬ـ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 2‬ـ ﻣﻜﺎن اﻷﺟﺮاء‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 3‬ـ زﻣﻦ اﻷﺟﺮاء‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬طﺒﯿﻌﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ‬


‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 1‬ـ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ اﻟﺨﺼﻮم‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 2‬ـ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ أو ﻣﻦ اﻟﻤﻮظﻔﯿﻦ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 3‬ـ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ اﻟﻐﯿﺮ‬

‫اﻟﻔﺼــﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺒﻄﻼن ﻟﻌﯿﺐ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺒﻄﻼن‬


‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 1‬ـ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 2‬ـ ﻣﺬاھﺐ اﻟﺒﻄﻼن‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 3‬ـ ﺗﻘﺴﯿﻤﺎت اﻟﺒﻄﻼن‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺷﺮوط اﻟﺒﻄﻼن وﺗﺼﺤﯿﺤﮫ‬


‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 1‬ـ ﺷﺮوط اﻟﺒﻄﻼن ﻟﻌﯿﺐ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 2‬ـ ﺗﺼﺤﯿﺢ اﻟﺒﻄﻼن ﻟﻌﯿﺐ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن وأﺛﺎره‬


‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 1‬ـ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ‪ 2‬ـ أﺛﺎر اﻟﺒﻄﻼن‬


‫اﻟﻘواﻋد اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن ﺻﻧﻊ اﻟﻣﺷرع وﻟﻬﺎ‬
‫ﻛل اﻟﺻﻔﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن ﻋﻣوم وﺗﺟرﯾد ٕواﻟزام ‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﻬﻲ ﻗواﻋد إﺟراﺋﯾﺔ ﺗﺑﯾن‬
‫أﺷﻛﺎل اﻹﺟراءات اﻟواﺟب اﺗﺧﺎذﻫﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ وﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻹﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻫﻲ أﻋﻣﺎل ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺧﻠق اﻟﺧﺻوﻣﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ‬
‫ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻗﺎﺻدا اﻧﺗﻬﺎﺋﻬﺎ ‪ ،‬ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ أﺷﺧﺎص‬
‫ﺧوﻟﻬم اﻟﻘﺎﻧون ذﻟك ﻓﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺧﺻوم أو وﻛﻼﺋﻬم‬
‫وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻐﯾر‪.‬‬

‫وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﺳﻧﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻋن ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ وﻫذا ﻣن‬
‫ﺧﻼل‪:‬‬

‫ـ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ‪.‬‬

‫ـ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣظﺎﻫر اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ‪.‬‬

‫ـ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ‪.‬‬

‫ــ ‪ 1‬ــ‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ‬
‫ﺳﺗﻘﺗﺻر دراﺳﺗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻧﻘﺎط أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺗﻣﺣور ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺻود‬
‫ﺑﺎﻹﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ؟)اﻟﻣطﻠب اﻷول ( ‪ ،‬وﻣﺎ دور اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ؟ )اﻟﻣطﻠب‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ ( ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ‬


‫ـ ـ ـ ﯾ ـﻌرف أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻔﻘﻬـﺎء اﻷﻋ ـﻣﺎل اﻹﺟ ـراﺋﯾﺔ ﺑـﺄﻧﻬﺎ اﻷﻋ ـﻣﺎل اﻟﺗـﻲ ﯾرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘ ـﺎﻧون‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة ‪ ،‬إﻧﺷﺎء أو ﺗـطور ‪ ،‬أو ﺗـﻌدﯾل أو إﻧﻬﺎء اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻛ ـراﺑطﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫ـ ـ ﻛ ـﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻪ أﯾﺿﺎ ﺑـﺄﻧﻪ اﻟﻌﻣل اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ اﻟـذي ﯾﺗم ﻓ ــﻲ اﻟﺷﻛل اﻟـذي ﯾﺣددﻩ‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻘـﺎﻧون و ﯾﺗﺿﻣن ﺑﯾﺎﻧـﺎت ﯾـﻌد ﻛـل ﻣﻧﻬﺎ ﺷﻛـ ـ ـﻼ ﻗ ـﺎﺋ ـﻣﺎ ﺑـذاﺗﻪ ﯾﻧ ـطوي ﻋﻠ ـﯾﻬﺎ اﻹﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء‬
‫ـ ـ و ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻣﺎ ﻫو إﻻ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺑﺎﺷرة أﺛ ار‬
‫إﺟراﺋﯾﺎ و ﯾﻛون ﺟزء ﻣن اﻟﺧﺻوﻣﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ‬

‫ﺑﻣﺎ أن اﻟﻘواﻋد اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ أﻋﻣﺎل إﺟراﺋﯾﺔ ﺗﺑﯾن‬


‫أﺷﻛﺎل اﻹﺟراءات اﻟواﺟب اﺗﺧﺎذﻫﺎ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋـ ـ ـص ﻧذﻛر ﻣﻧﻬـ ـ ـ ـﺎ ‪:‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟـﻰ ‪ ،‬ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﺒﻄﻼن ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺮاﻓﻌﺎت ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ‪ ،‬ﻣﺼﺮ ‪ ، 1197 ،‬ص ‪. 80‬‬
‫)‪ (2‬ﻓﺮج ﻋﻠﻮاﻧﻲ ھﻠﯿﻞ ‪ ،‬اﻟﺒﻄﻼن ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺮاﻓﻌﺎت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ‪ ،‬د ط ‪ ،‬دار اﻟﻄﺒﺎﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪ ،‬ﻣﺼﺮ ‪، 2008 ،‬‬
‫ص‪. 70‬‬

‫ـــ ‪ 2‬ـــ‬
‫أوﻻ ‪ :‬أﻋــــــــــــــــــــــــــــﻣﺎل ﻗـــــــــــــﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫ﯾرﺗب ﻋﻠﻰ إي ﻋﻣل ﻗﺎﻧوﻧﻲ أﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻼ ﺗﻌﺗﺑر أﻋﻣﺎل اﻟذﻛﺎء اﻟﻣﺣﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻓﻲ‬
‫اﻟﺧﺻوﻣﺔ أﻋﻣﺎل إﺟراﺋﯾﺔ و ﻣﺛﺎﻟﻬﺎ ﻗﯾﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑدراﺳﺔ أوراق اﻟﻘﺿﯾﺔ ‪ ،‬و ﻛذﻟك ﻻ ﺗﻌﺗﺑر‬
‫ﻋﻣﻼ إﺟراﺋﯾﺎ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻣت داﺧل اﻟﺧﺻوﻣﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾرﺗب ﻋﻠﯾﻪ أﺛﺎر إﺟراﺋﯾﺔ و اﻷﺛر‬
‫اﻹﺟراﺋﻲ ﻫو ﻣﺑﺎﺷرة اﻷﺛر اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺳواء ﺑذاﺗﻬﺎ ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺳﯾرﻫﺎ ‪،‬أو‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ إﺟراﺋﯾﺎ و ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻫذا اﻷﺛر ﻣﺑﺎﺷ ار ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺟـــــــــــزء ﻣــــــن اﻟﺧﺻوﻣــــــــــﺔ‬


‫ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﺟزء ﻣن اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾراد أن ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻣﻼ إﺟراﺋﯾﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ و ﻟﻬذا ﻻ ﺗﻌﺗﺑر أﻋﻣﺎﻻ إﺟراﺋﯾﺔ ﺗﻠك اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺧﺎرج اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺳواء‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺗﻣت ﻗﺑل ﺑدء اﻟﺧﺻوﻣﺔ أو ﺗﻣت أﺛﻧﺎء ﺧﺻوﻣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬أﻋﻣــــــــــﺎل ﺷــــــــــــﻛﻠﯾﺔ‬

‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷﻛل ﻣن أﻫ ـ ـ ــم ﻣﺎ ﯾـﻣﯾز اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻓﻬو ﻣﻘرر ﻟﺻﺣﺗﻪ و ﻹﺛﺑﺎﺗﻪ‬
‫ﻓﺎﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻣﺎت اﻟﻣﻣﯾزة ﻟ ـﻘﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت ﻓـﺈن ﻫذﻩ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﺗــﻛون واﺿﺣـﺔ ﺑـﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻟﻸﻋﻣـﺎل اﻹﺟـراﺋﯾﺔ ﻓــﺈذا ﺗﺧﻠف اﻟﺷﻛل ﯾﺑطل اﻹﺟراء ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬أﻋـــــــــــــﻣﺎل ﻣﺗﻧوﻋــــــــــﺔ‬


‫ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ أﺷﺧﺎص ﻣﺧﺗﻠﻔون ﻓﺑﻌﺿﻬﺎ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿون أو وﻛﻼﺋﻬم و اﻵﺧر‬
‫)‪(4‬‬
‫ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﻣوظﻔون ﻋﻣوﻣﯾون أو اﻟﻘﺎﺿﻲ و ﻧوع آﺧر ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻐﯾر ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﺟﺪي راﻏﺐ ﻓﮭﻤﻲ ‪ ،‬ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺮاﻓﻌﺎت ‪ ،‬ط‪ ، 3‬دار اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ‪ ،‬ﻣﺼﺮ ‪ ، 2001،‬ص‪. 387‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ﻧﺒﯿﻞ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ﻋﻤﺮ ‪ ،‬أﺻﻮل اﻟﻤﺮاﻓﻌﺎت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻟﻠﻨﺸﺮ ‪ ،‬ﻣﺼﺮ ‪ ، 20087،‬ص ‪. 23‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫ﺑﻮﺑﺸﯿﺮ ﻣﺤﻨﺪ أﻣﻘﺮان ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ "ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﺪﻋﻮى واﻟﺨﺼﻮﻣﺔ" ‪ ،‬دار ھﻮﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ، 2008 ،‬ص‪. 167‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫ﻓﺘﺤﻲ واﻟـــــــــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 78‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫ـــ ‪ 3‬ـــ‬
‫اﻟﻣـــــــــــطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬دور اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓــــــــﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ‬

‫اﻟﻘﺎﻋدة ﻫﻲ أن اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻫﻲ أﻋﻣﺎل ﺷﻛﻠﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﻌﻧﻰ أﻧﻬﺎ ﯾﺟب إن ﺗﺗم ﻻ‬


‫ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗﺎرﻫﺎ ﻣن ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ‪ ،‬ﺑل ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون و ﻫذا ﻣﻌﻧﺎﻩ‬
‫أن اﻟﻘﺎﻧون ﻟم ﯾﺗرك ﻟﻠﻘﺎﺋم ﺑﻪ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﺑل ﺣدد وﺳﯾﻠﺗﻪ و ﻓرﺿﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ و‬
‫ﻟذا ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷﻛل ﻋﻧﺻ ار ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ‪ ،‬وﺗﺧﺗﻠف اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﺟﻣودا وﻣروﻧﺔ ﻣن‬
‫ﻋﻣل ﻷﺧر ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع ﺷﻛل اﻟﻌﻣل ﻓﻣﻔﺎد ﻫذا اﻧﻪ ﺗرك ﺗﺣدﯾدﻩ ﻟﻘواﻋد اﻟﺧﺑرة وﻟﻣﺎ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﯾﻘﺗﺿﯾﻪ ﻣﺿﻣون اﻟﻌﻣل ﻓﯾﺧﺗر اﻟﺷﻛل اﻷﻛﺛر ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق وظﯾﻔﺗﻪ ‪.‬‬
‫واﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻣﻘررة ﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣل ﻻ ﻹﺛﺑﺎﺗﻪ وﻟﻬذا ﻓﺎﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل‬
‫ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﻌﯾب ﺷﻛل ﻓﻼ ﯾﺟوز ﺗﻛﻣﻠﺔ ﻫذا اﻟﻧﻘص ﻋن طرﯾق اﻹﺛﺑﺎت ‪،‬وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻬذا إذا ﻛﺎﻧت‬
‫ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟدﻋوى ﻣﺛﻼ ﻣﻌﯾﺑﺔ ﺑﻌﯾب ﺷﻛﻠﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﺗﻛﻣﻠﺔ ﻫذا اﻟﻌﯾب ﻋن طرﯾق اﻹﺛﺑﺎت ‪،‬‬
‫و ﻣﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز إﺛﺑﺎت ورﻗﺔ اﻹﻋﻼن اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻘﺻﻬﺎ ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﻋﻼن ﻗد أﻋﻠﻧت ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ ﯾوم‬
‫ﻣﻌﯾن ‪ ،‬و أﯾﺿﺎ أن أﻏﻔل اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﯾﺎن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺿرﻩ ﻓﺈﻧﻪ‬
‫ﻻ ﯾﺟوز إﺣﺎﻟﺔ اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻹﺛﺑﺎت أﻧﻪ ﻗد ﻗﺎم ﻓﻌﻼ ﺑﻬذﻩ اﻹﺟراءات وﻻ ﯾﺣل ﻣﺣل‬
‫)‪(2‬‬
‫أﺗﺑﺎع اﻟﺷﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺷﻬﺎدة اﻟﺷﻬود أو ﺣﺗﻰ اﻹﻗرار‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬ﺑﻮﺑﺸﯿﺮ ﻣﺤﻨﺪ اﻣﻘﺮان ‪،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 167‬‬


‫)‪ (2‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ اﻟﺸﻮارﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﺒﻄﻼن اﻹﺟﺮاﺋﻲ واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺮاﻓﻌﺎت ‪ ،‬د ط ‪ ،‬اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ ،‬ﻣﺼﺮ ‪،‬‬
‫‪ ، 2008‬ص‪. 75‬‬

‫ـــ ‪ 4‬ـــ‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛـﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣظﺎﻫــــــر اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓـــــﻲ اﻷﻋـــــﻣﺎل اﻹﺟراﺋــــﯾﺔ‬

‫ﯾﺗﺧذ اﻟﺷﻛل اﻹﺟراﺋﻲ ﻣـ ــظﺎﻫر ﻣﺗﻌددة ﺳﻧﺣﺎول ذﻛـرﻫﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣ ـ ـ ــطﺎﻟب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠــب اﻷول ‪ :‬اﻟﻛـــــــــــﺗﺎﺑـــﺔ‬


‫ﯾﺗطﻠب اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻹﺟراءات وﻫذا ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 9‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ "اﻷﺻل ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ إن ﺗﻛوﻧن‬
‫ﻣﻛﺗوﺑﺔ ‪. ".‬‬

‫ﻓﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺗم ﻋن طرﯾق ورﻗﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋرﯾﺿﺔ دﻋوى ﯾﺣررﻫﺎ اﻟﻣدﻋﻰ‬
‫أو ﻣن ﯾﻧوب ﻋﻧﻪ ‪ ،‬وﯾﺗم اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻋن طرﯾﺔ ﺻﺣﯾﻔﺔ طﻌن أو ﺗﻘرﯾر اﻟطﻌن ﻛﻣﺎ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﯾﺣرر اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ورﻗﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺧﺔ اﻟﺣﻛم اﻷﺻﻠﯾﺔ أو ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم ‪. .....‬‬

‫ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﯾﻌﺗﺑر ﻫدا اﻟورﻗﺔ ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻓﻼ ﯾﻛﺗﻣل اﻹﺟراء ﻣﺎ ﻟم‬
‫ﺗﺣرر ﻫذﻩ اﻷوراق اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﻫذﻩ اﻷوراق اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻟﻌل ﻣن أﻫﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أﻧﻬﺎ ﺗﺣرر ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 8‬ﻣن ﻗﺎﻧون‬
‫إﺟراءات ﻣدﻧﯾﺔ ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬ﺣﻤﺪي ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻤﺮ ‪ ،‬ﻣﺒﺎدئ اﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ‪ ،‬د ط ‪ ،‬دار ھﻮﻣﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪2001 ،‬‬
‫ص‪. 197‬‬

‫ــ ‪ 5‬ــ‬
‫‪ 2‬ـ اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ :‬ﻓﺎﻷوراق اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﯾﺟب إن ﯾﺣررﻫﺎ ﻣوظف ﻣﺧﺗص ﻟذا ﺗﻛون ﻟﻬﺎ ﻗوة أﺛﺑﺎت‬
‫اﻟﻣﺣررات اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺣﺟﺔ ﺑﻣﺎ ورد ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﺑﯾن ﺗزوﯾرﻫﺎ ﺑﺎﻟطرق اﻟﻣﻘررة‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻗﺎﻧون ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ‪ :‬ﻓﯾﺟب إن ﺗﻔرغ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﺗﺣﺗوي ﺑذاﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺗﻬﺎ ﻓﯾﺟب إن ﺗﺗﺿﻣن ﻋرﯾﺿﺔ اﻓﺗﺗﺎح اﻟدﻋوى ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﺗﻲ وردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎد ‪ 15‬ﻣن ﻗﺎﻧون إﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﻛـــــــــــﺎن اﻹﺟـراء‬


‫ﯾﺗطﻠب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﺎدة إن ﯾﺗم اﻹﺟراء ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣﺣدد واﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ إن ﺗﺗم اﻹﺟراءات‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺛل إﯾداع ﻋرﯾﺿﺔ اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﺗﻘدﯾم إي طﻠب أو دﻓﻊ‬
‫‪.‬‬
‫إﺛﻧﺎء ﺳﯾر اﻟﺧﺻوﻣﺔ وﻛدا إﺟراءات اﻟﺻﻠﺢ ‪....‬‬
‫إﻻ إن ﺑﻐطﻬﺎ ﯾﺗم ﺧﺎرج اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺛل ﺗﺳﻠﯾم ﺻورة ورﻗﺔ اﻹﻋﻼن ﻓﻲ ﻣوطن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ‬
‫وﻫﻧﺎك أﻋﻣﺎل ﺗﺣدد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺗﺗم ﻓﯾﻪ ﻣﺛل ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻣﻛﺎن ‪.‬‬
‫ﻓﻛل ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﺗﺗم داﺧل إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﺗم ﺧﺎرﺟﻬﺎ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻋﻼن‬
‫)‪(3‬‬
‫ﺷﺧص ﻟﻪ ﻣوطن ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬ﯾﺤﻲ ﺑﻜﻮش ‪ ،‬اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ وﺻﯿﺎﻏﺘﮭﺎ اﻟﻔﻨﯿﺔ " أﻋﺪادھﺎ ﺗﺴﺒﯿﺒﮭﺎ ﻋﯿﻮﺑﮭﺎ " ‪ ،‬د ط ‪ ،‬اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪1984 ،‬‬
‫ص‪. 94‬‬
‫)‪ (2‬ﺣﻤﺪي ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻤﺮ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ص ‪. 184‬‬
‫)‪ (3‬ﻧﺒﯿﻞ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ﻋﻤﺮ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬

‫ـــ ‪ 6‬ـــ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬زﻣــــــــــــــــــن اﻹﺟــــــــــــــــــــــــــراء‬
‫اﻟﻣﯾﻌﺎد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻘﯾد ﺑﻬﺎ اﻹﺟراء اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﻫو‬
‫ﯾﻌﺗﺑر ﻣن ﺻور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺷﻛﻠﻲ ﻟﻸﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﯾﺣدد طرﻓﺎ زﻣﻧﯾﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻣراﻋﺎﺗﻪ ﻋﻧد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراء وﻣﺛﺎل ذﻟك ﻋدم ﺟواز إﺟراء إي‬
‫ﺗﺑﻠﯾﻎ أو ﺗﻧﻔﯾذ ﻗﺑل اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎ وﻻ ﺑﻌد اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷر ﻣﺳﺎء وﻻ ﻓﻲ أﯾﺎم‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻌطل اﻟرﺳﻣﯾﺔ إﻻ ﺑﺈذن ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﻪ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون وﻗت اﻹﺟراء ﺑﺈﺟراء آﺧر ﻓﯾوﺟب اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراء ووﻓق ﺗرﺗﯾب ﻣﻌﯾن ﺑﯾن‬
‫إﺟراءات اﻟﺧﺻوﻣﺔ وﻣﺛﺎل ذﻟك وﺟوب إﯾداع اﻟدﻓوع اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻗﺑل ﺗﻘدﯾم إي دﻓﻊ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع‬
‫أو دﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﻘﺑول طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 50‬ق ا م ا ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻐرض ﻣن ﺗﻘرﯾر اﻟﻣﯾﻌﺎد ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻛل ﻣﯾﻌﺎد ﻋﻠﻰ ﺣدة ﻓﻐرض ﻣﯾﻌﺎد ﺳﻘوط‬
‫اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻫو دﻓﻊ اﻟﺧﺻم إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻹﺟراءات ﺣﯾت ﻻ ﺗﺑﻘﻰ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻣؤﺑدة‬
‫ﻓﺎﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﯾﺟب إن ﺗﺗﺳﻠﺳل زﻣﻧﯾﺎ وﻣﻧطﻘﯾﺎ ﺗﺳﻠﺳﻼ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق وظﯾﻔﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﺧﺻوﻣﺔ ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬ﺑﻮﺑﺸﯿﺮ ﻣﺤﻨﺪ أﻣﻘﺮا ن ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪، 171‬‬


‫)‪ (2‬ﯾﺤﻲ ﺑﻜﻮش ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 110‬‬

‫ـــ ‪7‬ـــ‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ‬
‫ﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﯾﺟب إن ﺗﺗوﻓر ﻟدى ﻣن ﻗﺎم ﺑﻬذا اﻟﻌﻣل اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ‪،‬‬
‫وﺑﻣﺎ إن اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻓﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ‬
‫اﻟﺧﺻوم أو وﻛﻼؤﻫم وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻐﯾر ‪.‬‬
‫وﻫذا ﻣﺎ ﺳﯾﺗم ﺷرﺣﻪ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﺧﺻوم أو اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﺧﺻوم‬
‫ﯾﻘوم اﻟﺧﺻم ﺑدور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﺎﺣد اﻟﺧﺻﻣﯾن ﻫو اﻟذي ﯾﺑذأ أول ﻋﻣل‬
‫أﺟراﺋﻲ ﺛم ﺗﺗﺎﺑﻊ اﻷﻋﻣﺎل اﻷﺧرى ﻣن طﻠﺑﺎت و دﻓوع إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أو ﻏﯾرﻩ ﻣن ﻣﺳﺎﻋدﯾﻪ ﺣﺗﻰ‬
‫ﺗﺻل اﻟﺧﺻوﻣﺔ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻓﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﺧﺻم اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻪ ‪ ،‬واﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻫﻧﺎ ذا ﺷﻘﯾن‬
‫ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﺻﻼﺣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬
‫أوﻻ ـــــ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫‪ 1‬ـ أﻫﻠﯾﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎم ‪ :‬وﻫﻲ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﻻن ﯾﻛون ﺧﺻﻣﺎ ‪ ،‬وﻫذﻩ ﻫﻲ اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫أي أﻫﻠﯾﺔ اﻟوﺟوب ﻣﻧﻘوﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﯾدان اﻟﺧﺻوﻣﺔ ‪ .‬وﯾﻌﺗﺑر أﻫﻼ ﻻن ﯾﻛون ﺧﺻﻣﺎ ﻛل ﻣن ﻟﻪ‬
‫أﻫﻠﯾﺔ اﻟوﺟوب وﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺣدﯾث ﻛل إﻧﺳﺎن ﺣﻲ وﻛذﻟك اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ذات اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬ﻓﺮﯾﺠـﺔ ﺣﺴﯿـﻦ ‪ ،‬اﻟﻤﺒﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬د ط ‪ ،‬دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪،2010 ،‬‬
‫ص‪. 15‬‬

‫ـــ ‪ 8‬ـــ‬
‫‪ 2‬ـ ـ ـ اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ ‪ :‬وﻫذﻩ اﻷﻫﻠﯾﺔ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل إﺟراﺋﻲ ﺑﺎﺳﻣﻪ‬
‫)‪(1‬‬
‫) أي ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ( أو ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻵﺧرﯾن وﻫﻲ ﺗﻘﺎﺑل أﻫﻠﯾﺔ اﻷداء ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ـ ـ ـ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ) اﻟﺻﻔﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ (‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺧﺻم اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﺻﻼﺣﯾﺗﻪ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ‬
‫وﯾطﻠق ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻋﺎدة اﺻطﻼح اﻟﺻﻔﺔ وﺑﻌﺑﺎرة أدق اﻟﺻﻔﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ و اﻟﺻﻔﺔ ﻫﻧﺎ ﻟﯾﺳت‬
‫ﺳوى ﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻛون ﻣﺿﻣون‬
‫ﺳﻠطﺔ إﺟراﺋﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻣﺛﺎل ذﻟك ﻓﺎﻟﺧﺻم اﻟذي ﻟﯾس ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ ﺑﺑطﻼن ﻋﻣل إﺟراﺋﻲ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻟﯾس ﻟﻪ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻟﻬذا ﻓﺎن دﻓﻌﻪ ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ ‪.‬‬

‫*ﻣﻼﺣظﺔ ‪ :‬ﯾﺟب إن ﻧﻔرق ﺑﯾن اﻟﺻﻔﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ واﻟﺻﻔﺔ ﻛﺷرط ﻣن ﺷروط اﻟدﻋوى‬
‫ــﺎﻟﺻﻔﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻫﻲ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻣن ﻣﺻﻠﺣﺔ إﺟراﺋﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻣل‬
‫‪.‬‬ ‫اﻹﺟراﺋﻲ‬
‫ـ ـ أﻣﺎ اﻟﺻﻔﺔ ﻛﺷرط ﻣن ﺷروط اﻟدﻋوى ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟدﻋوى ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟدﻋوى ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ـ ـ ﺗﻘﺳﯾم أﻋﻣﺎل اﻟﺧﺻوم‬

‫وﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳم اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﺧﺻوم إﻟﻰ ‪:‬‬

‫ـ أﻋﻣﺎل ﺗﺗﻛون ﻣن رﻏﺑﺔ ﯾﺗﺟﻪ اﻟﺧﺻم إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أو إﻟﻰ اﻟﺧﺻم اﻷﺧر ﺗﺳﻣﻰ إﻋﻼﻧﺎت اﻟرﻏﺑﺔ وﻣﺛﺎﻟﻬﺎ‬
‫طﻠب اﻓﺗﺗﺎح اﻟﺧﺻوﻣﺔ ‪. ....‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟـــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 438‬‬


‫)‪ (2‬ﻓﺮﯾـــﺠﺔ ﺣﺴﯿـﻦ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬

‫ــ ‪ 9‬ــ‬
‫‪ 2‬ـ أﻋﻣﺎل ﺗﺗﻛون ﻣن إﯾﺻﺎل واﻗﻌﺔ إﻟﻰ ﺷﺧص أﺧر ﻧﺳﻣﯾﻬﺎ إﻋﻼﻧﺎت إﺧﺑﺎرﯾﺔ وﻣﺛﺎل ﻫذا‬
‫إﻋﻼن اﻟﺣﻛم أو إﻋﻼن اﻟوﻓﺎة ‪. ....‬‬
‫‪ 3‬ـ أﻋﻣﺎل ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﺄﻛﯾد ﺣدوث أو ﻋدم ﺣدوث واﻗﻌﺔ وﻣﺛﻠﻬﺎ ﺣﻠف اﻟﯾﻣﯾن أو اﻹﻗرار‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ 4‬ـ أﻋﻣﺎل ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﺧﺻوﻣﺔ وﻫذﻩ ﻧﺳﻣﯾﻬﺎ أﻋﻣﺎل ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن‬
‫إن أﻋﻣﺎل اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن أﺛﻧﺎء اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺗﺷﻣل ﺑﺎﻟﺧﺻوص اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﺗﺑﻠﯾﻐﻬﺎ أﺛﻧﺎء‬
‫اﻟﺟﻠﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن أو ﺑﯾن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ و اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ أو اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻫذا ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧون رﻗم‬
‫‪ 91‬ـ ‪ 04‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 8‬ﯾﻧﺎﯾر ﺳﻧﺔ ‪ 1991‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻣﻬﻧﺔ‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﻓﻘد اﺳﻧد ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ وﻣﻧﻬﺎ‬
‫اﻷﻧدارات ‪ ،‬ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷوراق أو اﻟﺳﻧدات أو اﻟوﺛﺎﺋق ‪ .....‬أﻻ أﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﺗوﺳﻊ أﻣﺎم اﻟﻣﺟﺎﻟس‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫إﻣﺎ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ إﻋﻣﺎل اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﻓﯾﺟب إن ﺗﺳﺗوﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ٕواﻻ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻛﺎﻧت ﺑﺎطﻠﺔ ﺷﻛﻼ ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ أو ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ إن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل وﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ذات ﺷﻘﯾن‬
‫ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﺻﻼﺣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟـــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 125‬‬
‫)‪ (2‬ﺑﻮﺑﺸﯿﺮ ﻣﺤﻨﺪ أﻣﻘﺮان ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 122‬‬

‫ــ ‪ 10‬ــ‬
‫أوﻻ ـــ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﯾﺟب إن ﯾﺻدر اﻹﺟراء ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﺧوﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذﻩ اﻷﻋﻣﺎل إي‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺷﺧﺻﺎ ﺻدر ﻣرﺳوم ﺑﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﻓﻲ وظﯾﻔﺔ ﻗﺎض ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ــــ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ إن ﯾﻛون ﻣﺻدر اﻟﻌﻣل ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل وظﯾﻔﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ وﻫذﻩ‬
‫اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﺧرى ذات ﺟﺎﻧﺑﯾن ﺟﺎﻧب ﻣوﺿوﻋﻲ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻻﺧﺗﺻﺎص وﺟﺎﻧب ﺷﺧﺻﻲ ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ اﻻﺧﺗﺻﺎص ‪ :‬ﯾﺟب إن ﯾﻛون اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺧﺗﺻﺎ ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ ‪ ،‬وﯾﻧظم اﻟﻣﺷرع‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧوع وﻗﯾﻣﺔ اﻟدﻋوى وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺣل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﻏﯾر اﻧﻪ ﯾﻼﺣظ إن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻛون ﻣﺧﺗﺻﺎ ﺑﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ وﻟو ﻛﺎن ﻏﯾر ﻣﺧﺗص‬
‫ﺑﺎﻟدﻋوى اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﺧﺗص ﺑﺈﺻدار ﺣﻛم ﺑﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص وﻫو ﻋﻣل إﺟراﺋﻲ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺻﺣﯾﺢ وﻟو ﻛﺎن ﻏﯾر ﻣﺧﺗص ﺑﺎﻟدﻋوى ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اﻟﺼﻼﺣﯿﺔ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ‪ :‬ﻻ ﯾﻛون إن ﯾﻛون اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺻﺎﻟﺣﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻣﺧﺗﺻﺎ‬
‫ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﺑل ﯾﺟب ان ﺗﺗواﻓر ﻟدﯾﻪ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﻣﻌﯾن وﯾدﺧل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ‪:‬‬
‫أ ـ ـ ﻗﯾﺎم ﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب ﻋدم اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ أو اﻟرد ‪ ،‬ﻓﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم ﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب ﻋدم‬
‫ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑطﻼن ﻋﻣﻠﻪ وﻣﺛﺎل اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻣن ﻗﺎﺿﻲ ﺑﻌد اﺣﺎﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎش‬
‫ب ـ ـ ﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﻋدد ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻘﺿﺎة أو اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن اﻹﺻدار ﺣﻛم ﻣﻌﯾن‬
‫ﻣﺛﻼ ﯾﺟب إن ﯾﺻدر اﻟﺣﻛم ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدﻋوي ﻓﺈذا ﺻدر ﻣن اﺛﻧﯾن ﻓﻘط‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻓﺎن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ ﻟﻌدم ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن اﻻﺛﻧﯾن ﻹﺻدار ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺣﻛم‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬ﯾﺤﻲ ﺑﻜﻮش ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 165‬‬
‫)‪ (2‬ﻓﺮﯾﺠﺔ ﺣﺴﯿـﻦ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬
‫)‪ (3‬اﻷﻧﺼﺎري ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺪاﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻌﯿﻮب اﻟﻤﺒﻄﻠﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ وطﺮق اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﮭﺎ ‪،‬د ط ‪ ،‬دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ‪ ،‬ﻣﺼﺮ ‪ ، 2009 ،‬ص‪. 162‬‬

‫ـــ ‪ 11‬ــ‬
‫ج ـ ـ وﺟوب إن ﯾﻛون اﻟﻘﺿﺎة ﻣﺻدرو اﻟﺣﻛم ﻫم ﻧﻔس اﻟﻘﺿﺎة اﻟذﯾن اﺷﺗرﻛوا ﻓﻲ ﺳﻣﺎع‬
‫اﻟﻘﺿﯾﺔ ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﺗﻛون اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎطﻠﺔ ﺣﯾن ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻣن ﻻ ﯾﺧوﻟﻪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون وﻻﯾﺔ ذﻟك اﻟﻌﻣل أو إذا ﺗﺟﺎوز أطﺎر ﺗﻠك اﻟوﻻﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن‬
‫ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل اﻟوظﯾﻔﺔ و اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﻹﺟراء ‪ ،‬ﻓﯾﺧﺿﻊ ﻣوظﻔو‬
‫ﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﺿﺑط ﻟﻠﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪90‬ـ ‪ 231‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 28‬ﯾوﻟﯾو ‪ 1990‬اﻟﻣﺗﺿﻣن‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺧﺎص اﻟذي ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ ﻣوظﻔﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﺿﺑط ﻟﻠﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﯾﻘوم‬
‫ﻛﺎﺗب اﻟﺿﺑط ﺑدور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻷﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟوﺳﯾط ﺑﯾن اﻟﺧﺻم‬
‫)‪(1‬‬
‫واﻟﻘﺎﺿﻲ ‪.‬‬

‫إﻣﺎ اﻟﻣﺣﺿرﯾن ﻓﻘد أﺳﻧدت اﻟﻣﺎدة ‪ 5‬ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم ‪91‬ـ ‪ 03‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 18‬ـ ‪ 01‬ـ‬
‫‪ 1991‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻗﺳط ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل‬
‫اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪ ،‬اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪ ،‬اﻹﻧذارات ‪. ....‬‬

‫ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗﻛزن ﻣﺣررة وﻓق ﺷروط ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ‬
‫)‪(2‬‬
‫و إﻻ ﻛﺎﻧت ﺑﺎطﻠﺔ ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬ﺑوﺑﺷﯾر ﻣﺣﻧد اﻣﻘران ‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2005 ،‬ص ‪. 174‬‬
‫)‪ (2‬ﻧ ـﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ص‪. 214‬‬

‫ــ ‪ 12‬ــ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻐﯾر‬

‫وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ أﻋﻣﺎل ﻏﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ و اﻟﺧﺻوم ﻛﺎﻹﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺧﺑراء واﻟﺷﻬود‬
‫واﻟﻣﺗرﺟﻣون وﻏﯾرﻫم ﻣﻣن ﻻ ﯾﻌﺗﺑرون ﺧﺻوﻣﺎ أو ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻟﻠﺧﺻوم وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى أﻋﻣﺎل‬
‫ﻣﺳﺎﻋدي اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﺎﻣﯾن ‪ ،‬وﻫؤﻻء ﯾﺟب ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﯾﻬم ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺧﺑﯾر إذ ﻛﺎن ﻏﯾر ﻣﻘﯾد ﻓﻲ ﺟدول ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻷداء اﻟﺧﺑرة اﻷﺑﻌد ﺣﻠف اﻟﯾﻣﯾن‬
‫ﻓﺈذا ﻗﺎم ﺑﻌﻣﻠﻪ ﺑﻐﯾر ﺣﻠف اﻟﯾﻣﯾن اﻋﺗﺑر ﻋﻣﻠﻪ ﺑﺎطﻼ ‪ ،‬ﻛذﻟك ﯾﻧظم اﻟﻘﺎﻧون ﺣﺎﻻت رد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﺧﺑﯾر ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن اﻟﺣﻛم ﺑرد اﻟﺧﺑﯾر إن ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﻣﺗﻪ ﻓﺈذا ﻗم ﺑﺎﻟﻌﻣل ﺑﻌد إن‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺻدر اﻟﺣﻛم ﺑردﻩ ﻓﺎن ﻋﻣﻠﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎطﻼ ‪.‬‬
‫ﻛذﻟك ﯾﺟب ﺗواﻓر اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﺎﻫد ﻓﻔﻲ ﺑﻌض اﻷﺣوال ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺷﺎﻫد ﻣن أداء‬
‫اﻟﺷﻬﺎدة ﻓﺈذا أدى اﻟﺷﺎﻫد اﻟﺷﻬﺎدة ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫذا اﻟﻣﻧﻊ ﻛﺎﻧت اﻟﺷﻬﺎدة ﺑﺎطﻠﺔ ﻟﻌدم ﺻﻼﺣﯾﺔ‬
‫اﻟﺷﺎﻫد ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺷﺎﻫد إن ﯾﺣﻠف اﻟﯾﻣﯾن ﺑﺎن ﯾﻘول اﻟﺣق ٕواﻻ ﻛﺎﻧت ﺷﻬﺎدﺗﻪ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺑطﺎل وﻫذا‬
‫ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 2/ 152‬ﻣن ﻗﺎﻧون أ م أ ج ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻓﻲ ﺷﻬﺎدة ﺷﺎﻫد ﺑﺳﺑب ﻗراﺑﺗﻪ ﻷﺣد اﻟﺧﺻوم أو ﻣﺻﺎﻫرﺗﻪ وﯾﻛون ذﻟك ﻗﺑل‬
‫اﻟﺷﻬﺎدة ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن إن ﺗﻛون ﺑﻌد أداء اﻟﺷﻬﺎدة ٕواذا ﻗﺑل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻓﻲ اﻟﺷﻬﺎدة اﻟﺷﺎﻫد‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻓﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدة ﺑﺎطﻠﺔ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ 157‬ﻣن ﻗﺎﻧون أ م أ ج ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬ﻓﺘﺤـﻲ واﻟــــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 445‬‬
‫)‪ (2‬ﻓﺮﯾﺠـــﺔ ﺣﺴﯿـﻦ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 74‬‬

‫ــ ‪ 13‬ــ‬
‫اﻧﺗﻬﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول إﻟﻰ ﺑﯾﺎن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ وﻣظﺎﻫرﻫﺎ و اﻷﺷﺧﺎص‬
‫اﻟﻣﺧول ﻟﻬم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذﻩ اﻷﻋﻣﺎل وﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻠﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ دراﺳﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﺑطﻼن‬
‫اﻟﺷﻛﻠﻲ ﻛﺟزاء ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ‪.‬‬

‫ﻓﻧظرﯾﺔ اﻟﺑطﻼن اﻹﺟراﺋﻲ ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون‬
‫وﻟﻘد أوﻟﻰ اﻟﻣﺷرع ﻋﻧﺎﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺑﻬﺎ وﺗﻧﺎول أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن ‪ 60‬إﻟﻰ ‪ 63‬ﻣن ﻗﺎﻧون‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ .‬وﻫذا ﻣﺎ ﺳﯾﺗم اﻟﺗطرق إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ‪.‬‬

‫ـ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺑطﻼن ‪.‬‬

‫ـ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺷروط اﻟﺑطﻼن وﺗﺻﺣﯾﺣﻪ ‪.‬‬

‫ـ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن وأﺛﺎرﻩ ‪.‬‬

‫ــ ‪ 14‬ــ‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺑطـــــــــــﻼن‬

‫ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل ﺗرﺗﯾب اﻟﺑطﻼن ﻛﺟزاء ﻟﻌﯾب ﺷﻛﻠﻲ إﻟﻰ ﺿﻣﺎن ﺳﯾر اﻟﻌداﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ‬
‫ﻓﺎﻟﺑطﻼن وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻔرض اﺣﺗرام أرادة اﻟﻣﺷرع وﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﻣﻧطق‬
‫دراﺳﺔ ﻣﻔﻬوم اﻟﺑطﻼن ‪.‬‬

‫ﻓﻣﺎ ﻫو اﻟﺑطﻼن ؟ )اﻟﻣطﻠب اﻷول ( ‪ ،‬وﻣﺎ ﻫﻲ ﻣذاﻫﺑﻪ ؟)اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( ‪ ،‬وﻣﺎ ﻫﻲ أﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‬
‫ﺗﻘﺳﯾﻣﺎﺗﻪ ؟ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث( ‪.‬‬
‫اﻟﻣطـﻠب اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺑطﻼن‬
‫*اﻟﺑطﻼن ﻟﻐﺔ ‪ :‬ﻫو ﺳﻘوط اﻟﺷﺊ ﻟﻔﺳﺎدﻩ ‪،‬و اﻟﺑﺎطل ﻣﺎﻻ ﺛﺑﺎت ﻟﻪ ﻋﻧد اﻟﻔﺣص ﻋﻧﻪ ‪ ،‬وﻣ ـﻧﻪ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻗﯾل ﻟﺧﻼف اﻟﺣق ﺑﺎطل ‪.‬‬
‫*اﻟﺑطﻼن ﻗﺎﻧوﻧﺎ ‪ :‬ﻫو ﺟزاء ﯾرﺗﺑﻪ اﻟﻣﺷرع أو ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إذا اﻓﺗﻘد اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺎﻧوﻧ ـ ـ ـ ـﻲ‬
‫)‪(2‬‬
‫اﺣد اﻟﺷروط اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﺻﺣﺗﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ‪.‬‬
‫ـ أو ﻫو وﺻف ﯾﻠﺣق ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻟﻧﻣوذﺟﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وﯾؤدي إﻟﻰ ﻋد ـ ـ ـ ـ ـم‬
‫أﻧﺗﺎج اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﺑﻬﺎ ﻫذا اﻹﺟراء ‪.‬‬
‫ـ ـ وﻗد ﻋرﻓﻪ اﻟدﻛﺗور ﻓﺗﺣﻲ واﻟ ـ ــﻰ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ " ﺗﻛﯾف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻣل ﯾﺧﺎﻟف ﻧﻣوذﺟﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧ ـ ـ ـ ـﻲ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗؤذي إﻟﻰ ﻋدم أﻧﺗﺎج اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﺑﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون إذا ﻛﺎن ﻛﺎﻣﻼ"‪.‬‬
‫ـ ـ وﻋﻠﯾـﻪ ﻓﺎﻟﺑطﻼن ﻫو وﺻف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ إذا ﻣﺧﺎﻟف اﻟﻧﻣط اﻟﻘﺎﻧوﻧ ـ ـ ـﻲ‬
‫اﻟﻣﻘرر ﻟﻪ ‪.‬‬

‫ﻓﺮج ﻋﻠﻮﻧﻲ ھﻠﯿـﻞ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 9‬‬ ‫)‪(1‬‬


‫ﻧﺒﯿﻞ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ﻋﻤﺮ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻐﻮﺛﻲ ﺑﻦ ﻣﻠﺤﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ‪ ،‬د ط ‪ ،‬دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ، 1995 ،‬ص ‪. 265‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫ﻓﺘﺤـﻲ واﻟــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 8‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫ــ ‪ 15‬ــ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣذاﻫب اﻟﺑطﻼن‬
‫ذﻫﺑت اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت‪ -‬ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﻟﻠﺑطﻼن ﻣذاﻫب ﺷﺗﻰ ﻓﺎﻟﻣذﻫب اﻷول ﯾرﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب‬
‫اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ ﻛل ﻋﯾب ﯾﺷوب اﻹﺟراء وﻟو ﻛﺎن ﺗﺎﻓﻬﺎ ‪ ،‬وﻣذﻫب أﺧر ﯾﺟﻌل اﻟﺑطـ ـ ـ ـ ـﻼن ﻧظرﯾﺔ‬
‫إﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻻ ﯾﺗرك ﻟﻠﻘﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ـﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘرﯾر ﺣﺎﻻت اﻟﺑطﻼن و وﻣذﻫب ﺛﺎﻟث ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظرﯾﺔ‬
‫اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ وﻣذﻫب راﺑﻊ ﯾﻌﻠق ﻟﺣﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ ﺣﺻول ﺿرر ﻟﻠﻣﺗﻣﺳك ﺑﻪ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع ‪ :‬اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ‬
‫أوﻻ ــ ﻣذﻫب اﻟﺑطﻼن ﺟزاء ﻛل ﻋﯾب ﺷﻛﻠﻲ‬

‫ﻫو ﻣﻌﺗﻣد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟروﻣﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺗرك اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ‬
‫ﻛل ﻋﯾب ﯾﺷوب اﻹﺟراء ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن طﺑﯾﻌﺔ ﻫذا اﻟﻌﯾب وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻹﺟراء‬
‫ﻓﺄﺳﺎس ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ إن ﻛل ﺷﻛل ﯾﻔرﺿﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﺷﻛل ﺿروري وﻋﻧد ﻋدم اﺣﺗراﻣﻪ ﯾرﺗ ـ ـ ـ ـ ـب‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺑطﻼن‪.‬‬
‫ـــ اﻟﻧﻘد ‪ :‬ﻫذا اﻟﻣذﻫب ﯾﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻋن طﺑﯾﻌﺔ ﻫذا اﻟﻌﯾب وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻹﺟـ ـ ـ ـراء‬
‫ﻓﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺧﺻم أﺛﺎرة اﻟﻌﯾب اﻟﺷﻛﻠﻲ ﻟﯾﺣول دون ﺣﺻول اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻪ اﻟﺛﺎﺑ ـ ـت‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻗﺑﻠﻪ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳوى اﻟﻘﺿﺎء ﺑﻪ ٕواﻻ ﺗﻌرض ﺣﻛﻣﻪ ﻟﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطﻼن ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ــ ﻣذﻫب ﻻ ﺑطﻼن إﻻ ﺑﻧص‬

‫ﯾﻌطﻲ ﻫذا اﻟﻣذﻫب ﻟﻠﻣﺷرع ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟﺑطﻼن ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﯾﻧﻔرد ﺑﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺣدﯾد‬
‫ﺣﺎﻻت اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﯾﻘدر ذﻟك ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻷﺟراء اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣن ﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻼل‬
‫ﺗﺣدﯾدﻩ ﻟﻣﻘوﻣﺎﺗﻪ وﯾﺣﺻر دور اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟﺑطﻼن دون إن ﺗﻛون ﻟﻪ ﺳﻠطـ ـ ـ ـ ـﺔ ﺗﻘدﯾرﻩ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻓﺎﻟﻧص اﻹﺟراﺋﻲ ﻫو اﻟذي ﯾﺣدد ﺣﺎﻻت اﻟﺑطﻼن ‪.‬‬

‫ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ ــ ــ ــ ــ ــ ـ‬
‫)‪ (1‬اﻟﻐﻮﺛﻲ ﺑﻦ ﻣﻠﺤﺔ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 265‬‬
‫)‪ (2‬ﻧﺒﯿﻞ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ﻋﻤﺮ ‪ ،‬ﻋﺪم ﻓﻌﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاءات اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺮاﻓﻌﺎت ‪ ،‬دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ‪ ،‬ﻣﺼﺮ ‪،2000،‬ص‪.200‬‬
‫)‪ (3‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟــــــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 216‬‬

‫ـــ ‪ 16‬ــــ‬
‫اﻟﻧﻘد ــ أﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ وﺟﻬت اﻧﺗﻘﺎدات ﻛﺛﯾرة ﻣﻧﻬﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻ ﺗطﻔﻲ اﻟﺣـ ـ ـ ـ ـﻣﺎﯾﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻹﺟراءات اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ و اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺣﯾث ﯾﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺗﺑﻌد‬
‫)‪(1‬‬
‫وﺟود ﻣﺷرع ﻛﺎﻣﻼ ﯾﺣدد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺣق اﻟﺑطﻼن ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ــ ﻧظرﯾﺔ ﻻ ﺑطﻼن ﺑﻐﯾر ﺿرر‬

‫ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻫدﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ إن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﻛون ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻟﻣﺟرد اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻛﻣﺎ اﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻪ‬
‫ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﻪ ﻣن ﻋدﻣﻪ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻫو ﺗﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘﯾق‬
‫اﻟﺿرر ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﻼن ﻓﻌﻠﯾﻪ أن ﯾﺗﺣﻘق ﻣن اﻟﺿرر ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺑل‬
‫اﻟﺣﻛم ﺑﻪ ‪ ،‬أو ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻋﻧد اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻧص اﻟ ـ ـ ـ ـﻘﺎﻧون‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ـﻪ ﻓﯾﺟب اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺷرط اﻟﺿرر ‪.‬‬

‫اﻟﻧﻘد ـ أﺛﺎرت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣن ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻘد أﺧد ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ إطﺎﻟﺔ‬
‫أﻣد اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﺗﺛﯾرﻩ ﻣن ﻣﺳﺎﺋل ﻓرﻋﯾﺔ ﺣول إﺛﺑﺎت اﻟﺿرر ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌطﻲ ﺳﻠطﺔ ﻛﺑﯾرة‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﺗﺣﻘق اﻟﺿرر ﻣن ﻋدﻣﻪ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧــــــــﻲ ‪ :‬ﻣوﻗف اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‬


‫ﻟم ﺗﺧرج اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣن ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻟﺣﺎﻻت اﻟﺑطﻼن ﻋن إﺗﺑﺎع اﻟﻣذاﻫب اﻟﻣذﻛورة ﺳﺎﻟﻔﺎ‬
‫أوﻻ ــ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ‬

‫أﺧد اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﻣﻌﯾﺎر ﻻ ﺑطﻼن ﺑﻐﯾر ﺿرر ‪،‬ﻓﺈن اﻟﺑطﻼن ﻻ ﯾﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻛم ﺑﻪ إﻻ إذا‬
‫أﺛﺑت اﻟﺧﺻم اﻟذي ﺗﻣﺳك ﺑﻪ أن اﻟﻌﯾب ﻗد ﺳﺑب ﺿرر و ﻫذا ﻟو ﺗﻌﻠق اﻟﺑطﻼن ﺑﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻛل‬
‫)‪(4‬‬
‫ﺟوﻫري أو ﺑﺷﻛل ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ‪.‬‬

‫ــ ــ ــ ـ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ ــ ــ ــ ــ ـ‬


‫ﻧﺒﯿﻞ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ﻋﻤﺮ ‪ ،‬ﻋﺪم ﻓﻌﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاءات اﻹﺟﺮاﺋﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪. 201‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ﻓﺘﺤﻲ واﻟـــــــــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 2018‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ اﻟﺸﻮارﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫اﺣﻤﺪ ھﻨﺪى ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 847‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫ـــ ‪17‬ـــ‬
‫ﺛــﺎﻧﯾﺎ ــ ﻣوﻗف اﻟﻘﺎﻧون اﻹﯾطﺎﻟﻲ‬

‫أﺧد اﻟﻘﺎﻧون اﻹﯾطﺎﻟﻲ ﺑﻘﺎﻋدة ﻻ ﺑطﻼن إﻻ ﺑﻌد ﺗﻛﻣﻠﻬﺎ ﻗﺎﻋدة أﺧرى ‪ ،‬ﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ أن ﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻛون‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن و ﻟو ﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ذﻟك إذا ﻛﺎن اﻟﻌﯾب اﻟذي ﺷﺎب اﻹﺟراء‬
‫ﻗد ﺟردﻩ ﻣن ﺻﻔﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ و اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻪ و ﺟﻌﻠﻪ ﻏﯾر ﻣﺣﻘق اﻟﻐرض اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻪ و‬
‫)‪(1‬‬
‫ﯾﺷﺗرط أﯾﺿﺎ ﻟﻠﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻪ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ‪.‬‬
‫ﺛـﺎﻟﺛﺎ ــ ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري‬

‫إذ ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻟوﺟدﻧﺎ أﻧﻪ ﯾﺳﺗﻧد أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻘوم اﻟﺑطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻼن إﻻ‬
‫ﺑﺗواﻓر ﺷرطﯾﯾن أﺳﺎﺳﯾن ﻫﻣﺎ ‪:‬‬
‫‪1‬ـ ـ وﺟود ﻋﯾب ﺷﻛﻠﻲ ‪ :‬و ﻫو ﻷن ﯾﻛون اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻗد ﺟﺎء ﺑﻌﯾب ﺷﻛﻠﻲ أي ﯾﻧﻘﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻪ‬
‫ﻣﻘﺗﺿﻲ ﺷﻛﻠﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬
‫‪2‬ـ أن ﯾؤدي اﻟﻌﯾب إﻟﻰ ﻋدم ﺗﺣﻘق اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺷﻛل ﻓﻼ ﯾﻛﻔﻲ ﻣﺟرد وﺟود اﻟﻌﯾب ﻓﻲ ذاﺗ ـ ـ ـ ـ ـﻪ‬
‫ﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺑطﻼن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ‪ ،‬و إﻧﻣﺎ ﯾﻠزم ﻷﺟل ذﻟك أن ﯾﻛون ﻣن أﺛر اﻟﻌﯾب ﻋدم ﺗﺣﻘﯾق‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺻودة ﻣن اﻟﺷﻛل‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟـزاﺋري‬
‫ﻟﻘد أﺧد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﻺﺟراء اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ إطﺎر ﺣﺳن‬
‫ﺳﯾر اﻟﺧﺻوﻣﺔ و ﻗرر اﻟﺟزاء ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ درﺟﺔ ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻘد أﻋﺗﻣد اﻟﻣﺷرع ﻣذﻫب اﻟﺑطﻼن‬
‫ﺑﻧص ﺻرﯾﺢ و ﻫذا ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 60‬ﻣن ق إ م إ ﺣﯾث ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻰ‬
‫اﻟﺑطﻼن ﺻراﺣﺔ ﺑﺧﺻوص ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑﻌض اﻹﺟراءات ﯾرى ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻬﻣﺔ ﻟﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﺧﺻـ ـ ـوﻣـﺔ‬
‫و ﺑذﻟك أﻋﺗﺑر اﻟﺷﻛل اﻹﺟراﺋﻲ ﻋﻧﺻ ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ‪ ،‬و ﻣﺛﺎل ذﻟك ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات‬
‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 8‬ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون وﺟب إن ﺗﺻدر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐﺔ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫)‪ (1‬ﻓرج ﻋﻠواﻧﻲ ﻫﻠﯾل ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 20‬‬
‫)‪ (2‬ﻓﺗﺣﻲ واﻟ ـ ـ ــﻰ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 393‬‬

‫ـــ ‪ 18‬ـــ‬
‫و ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 275‬ق إ م إ إذا ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺷﻣل اﻟﺣﻛم ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ‬
‫اﻟﺑطﻼن اﻟﻌﺑﺎرة اﻵﺗﯾﺔ "اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﺷﻌب اﻟﺟزاﺋري ‪"..‬‬
‫و ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﺑطﻼن ﺻرﯾﺢ ﻻ ﻣﺟﺎل ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺳوء ﺗطﺑﯾق اﻟﻧص ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺻﺣﯾﺣﻪ إذا ﻟم‬
‫ﯾﻛن ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﺑﻧﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣذﻫب اﻟﺑطﻼن اﻟﺟوﻫري ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾرد ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص‬
‫ﺻرﯾﺢ ﻟﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ﻟﻠﺧﺻوم و ﻣﺛﺎل ذﻟك ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 308‬ق إ م إ‬
‫ﻋﻠﻰ وﺟوب اﻹﺷﺎرة ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺄن ﻟﻠﻣدﯾن ﺣق اﻻﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺗراض‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻏﻠﻰ أﻣر اﻷداء ﺧﻼل ‪ 15‬ﯾوم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟرﺳﻣﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠـــــب اﻟﺛـــــﺎﻟث‪ :‬ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻟﺑطــﻼن‬
‫ﯾﻧﻘﺳم ﺑطﻼن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻟﻌﯾب ﺷﻛﻠﻲ إﻟﻰ ﺑطﻼن ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم و ﺑطـ ـ ـ ـ ـﻼن‬
‫ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪:‬اﻟﺑطﻼن اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‬
‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺑطﻼن ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم إذ ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗﺎﻋدة ﻣﻘرة ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺻﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺣﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ أي ﺣﯾن ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم و ﻣﺛﺎﻟﻬﺎ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ رﻓﻊ اﻟدﻋوى أﻣﺎ اﻟﻘﺿﺎء‬
‫أو ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗﺎﻋدة اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ درﺟﺗﯾن أو ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﺣض ﻋﻠﻰ أوراق اﻟﻣﺣﺿرﯾن أو ﻗواﻋ ـ ـد‬
‫إﺻدار اﻷﺣﻛﺎم أو ﺑﺎﻟﺑﯾﺎن اﻟﺧﺎص ﺑﺄﺳﻣﺎء اﻟﺧﺻوم و أﻟﻘﺎﺑﻬم و ﺻﻔﺎﺗﻬم أو ﺑﯾﺎن أﺳﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎب‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﺣﻛم أو ﻣﻧطوﻗﻪ ‪.‬‬
‫و أﯾﺿﺎ ﻗواﻋد ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ ﻟوﺟودﻩ و ﺻﺣﺗﻪ ﻓﻛﺎﻓﺔ ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذﻩ‬
‫اﻟﻘواﻋد ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗﻬدف ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ و ﻫﻲ ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺿ ـ ـ ـ ـ ـﺎء ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬اﻟﻐﻮﺛﻲ ﺑﻦ ﻣﻠﺤﺔ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 265‬‬
‫)‪ (2‬اﻷﻧﺼﺎري ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺪاﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 317‬‬

‫ـــ ‪ 19‬ـــ‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺑطﻼن اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ‬
‫إﻣﺎ اﻟﺑطﻼن اﻟﺧﺎص ﻓﯾرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗﺎﻋدة ﻣﻘررة ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻷﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‬
‫اﻟﺧﺻوم وﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﺑطﻼن اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﻧﻘص أو اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺑﯾﺎﻧﺎت أو ﺧطوات إﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻼن‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟدﻋوى وﺑطﻼن أوراق اﻟﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟﺣﺿور ﻟﻌﯾب ﻓﻲ اﻹﻋﻼن ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾؤذي أﯾﺿﺎ ﻧﻘص ﺑﻌض اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم إﻟﻰ ﺑطﻼن اﻟﺣﻛم ﺑطﻼﻧﺎ ﻣﺗ ـ ـﻌﻠﻘﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻣﺛﺎل اﻟﺑطﻼن اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن ﺑﯾﺎن اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺄﻣور ﺑﺈﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـطوق‬
‫اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫو ﺑطﻼن ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم و ﯾزول إذا ﻣﺎ ﺳﻛت‬
‫اﻟﺧﺻم ﻋن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻪ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣوﺿوع وﻻ ﯾﻘدح ﻣن ذﻟك إن ﯾﻛون ﺧﺻﻣﻪ ﻗد ﺗﻣﺳك‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺑﻬذا اﻟﺑطﻼن ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺑطﻼن اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ‬
‫ـ إذا ﻛﺎن اﻟﺑطﻼن ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻼ ﯾﺟوز إن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻪ إﻻ اﻟﺧﺻم اﻟذي ﺷرع اﻟﺑطﻼن ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ‬
‫ﻓﺎﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﯾﻪ وﺣدﻩ اﻟذي ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن اﻹﻋﻼن ﺑﺳﺑب ﺗﺧﻠف ﺑﯾﺎن ﻣن ﺑـ ـ ـ ـ ـﯾﺎﻧﺎﺗﻪ أو ﻋدم‬
‫ﻣراﻋﺎة ﺧطواﺗﻪ ﻓﺈذا ﺗﻌدد اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻬم وﻛﺎن اﻹﻋﻼن ﻷﺣدﻫﻣﺎ ﻣﻌﯾﺑﺎ ﻓﻼ ﯾﺟوز إن ﯾﺗﻣﺳـك‬
‫)‪(3‬‬
‫ﺑﺎﻟﺑطﻼن إﻻ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟذي ﻛﺎن إﻋﻼﻧﻪ ﻣﻌﯾﺑﺎ ‪.‬‬
‫ـ إﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺑطﻼن ﻋﺎﻣﺎ ﻓﯾﺟوز إن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻪ إي طرف ﻣن أطراف اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز‬
‫إن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻪ اﻟﺧﺻم اﻟذي ﺗﺳﺑب ﻓﯾﻪ ‪.‬‬
‫ـ إذا ﻛﺎن اﻟﺑطﻼن ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إن ﺗﺗﻣﺳك ﺑﻪ وﻟو ﻛﺎﻧت ﻋﺿوا ﻣﺗدﺧﻼ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺧﺻوﻣﺔ إﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺑطﻼن ﻋﺎﻣﺎ ﻓﯾﺟوز ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺗدﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدﻋـ ـ ـ ـ ـوى ﻓﻲ‬
‫)‪(4‬‬
‫اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬وﺟﺪي راﻏﺐ ﻓﮭﻤﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 454‬‬
‫)‪ (2‬اﻷﻧﺼﺎري ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺪاﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 318‬‬
‫)‪ (3‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ اﻟﺸﻮارﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬
‫)‪ (4‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟـــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 542‬‬

‫ــ ‪ 20‬ـــ‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺷــروط اﻟﺑطـﻼن وﺗﺻﺣﯾـﺣﻪ‬
‫ﺳﺑق إن ﺑﯾﻧﺎ ﺑﺎن اﻟﺑطﻼن ﺟزاء ﯾرﺗﺑﻪ اﻟﻣﺷرع أو ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إذا اﻓﺗﻘد اﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻣل‬
‫اﻹﺟراﺋﻲ اﺣد اﻟﺷروط اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ‪،‬إﻻ إن اﻟﻣﺷرع اﺷﺗرط ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾـ ـ ـ ـ ـؤدي‬
‫ﻫذا اﻟﺟزاء إﻟﻰ ﻋدم ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻓﺗﻘﺎدﻩ ﻟﻘﯾﻣﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺣﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﺣد‬
‫ﻣن أﺛﺎرﻩ وﻫذا ﻋن طرﯾق ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻹﺟراء اﻟﺑﺎطل‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﺳﯾﺗم ﺷرﺣﻪ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺗﺎﻟ ـ ـ ـﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬ﺷروط اﻟﺑطﻼن ﻟﻌﯾب ﻓﻲ ﺷﻛل اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ‬
‫ﯾﺟب إن ﺗﺗواﻓر ﻋدة ﺷروط ﻟﻠﻘﺿﺎء ﺑﺑطﻼن اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟوﺟود ﻋﯾب ﻓﻲ ﺷﻛل‬
‫ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل وﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻫﻲ ‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻻ ﺑطﻼن إﻻ ﺑﻧص ﺻرﯾﺢ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‬
‫ﯾﻛون اﻹﺟراء ﺑﺎطﻼ آدا ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺑطﻼﻧﻪ وﻫذا ﻣﺎ ﺗﺑﻧﺎﻩ اﻟﻣﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرع‬
‫اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 60‬ﻣن ﻗﺎﻧون ا م ا ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ " ﻻ ﯾﻘرر ﺑطﻼن اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ‬
‫ﺷﻛﻼ ‪،‬إﻻ إذا ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ‪."...‬‬
‫ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻫو اﻟذي ﯾﺣدد ﺑﺎﻟﻧص اﻟﺻرﯾﺢ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت و اﻹﺷﻛﺎل اﻟواﺟب ﺗواﻓرﻫﺎ ﻓﻲ إي ﻋﻣ ـ ـ ـ ـ ـل‬
‫إﺟراﺋﻲ ﻓﻬو اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواﺟب ﺗواﻓرﻫﺎ ﻓﻲ ﻋرﯾﺿﺔ اﻟدﻋوى أو اﻟطﻌن واﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﯾﺎﻧﺎـت‬
‫اﻟواﺟب ﺗواﻓرﻫﺎ ﻓﻲ أوراق اﻹﻋﻼن ﺳواء إﻋﻼن اﻟطﻌن أو اﻟﺣﻛم أو اﻟدﻋوى ﻛﻣﺎ اﻧﻪ ﻫو اﻟذي‬
‫ﯾﺣدد اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواﺟب ﺗواﻓرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم ﺳواء ﻣﺳودﺗﻪ أو ﻧﺳﺧﺗﻪ اﻷﺻﻠﯾﺔ ‪....‬‬
‫ﻓﺈذا أﻏﻔل اﻟﻘﺎﺋم ﺑﻬذﻩ اﻹﻋﻣﺎل اﺣد اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة ﻓﺎن اﻹﺟراء ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ وﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﻣن‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺗﻘرر اﻟﺷﻛل ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ﻣن اﻟﺧﺻوم إﻻ إن ﯾﺛﺑت ﺗﺣﻘق اﻟﻌﯾب وﯾﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن ‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫)‪ (1‬ﺑوﺑﺷﯾر ﻣﺣﻧد أﻣﻘران ‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ " ﻧظرﯾﺔ اﻟدﻋوى واﻟﺧﺻوﻣﺔ "‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 185‬‬

‫ـــ ‪ 21‬ـــ‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻻ ﺑطﻼن ﺑﻐﯾر ﺿرر‬
‫ﯾﻌﻠق اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ ﺣﺻول ﺿرر ﻟﻠﻣﺗﻣﺳك ﺑﻪ وﻫذا ﻣﺎ ﻧص‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 60‬ﻣن ﻗﺎﻧون ا م ا "‪ ...‬وﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻪ إن ﯾﺛﺑت اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﻪ ‪".‬‬
‫ﻓﻣﺑدأ ﻫذا اﻟﺷرط اﻧﻪ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻓﻘط ﻣﺟرد ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺷﻛل ﺣﺗﻰ ﯾﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺟـ ـ ـ ـ ـب‬
‫ﺣﺗﻰ ﯾﺣﻛم ﺑﻪ أﯾﺿﺎ إن ﯾﺛﺑت إن ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺿرت ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧﺻم اﻟﻣﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻓﺄﺳﺎس ﻫذا اﻟﺷرط إن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ﻫﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬أن ﯾﺗم ﺗﻘدﯾم اﻟدﻓﻊ ﺑﺑطﻼن اﻹﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﺷﻛﻼ ﻗﺑل إي دﻓﻊ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣوﺿوع ﻻ ﺣﻘﺎ ﻟﻠﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ‬
‫ﺣﺳب ﻧص ﻟﻣﺎدة ‪ 61‬ﻣن ﻗﺎﻧون ا م ا " ﯾﻣﻛن إﺛﺎرة اﻟدﻓﻊ ﺑﺑطﻼن اﻹﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﺷﻛ ـ ـ ـﻼ‬
‫ﺧﻼل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ وﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﻬذا اﻟدﻓﻊ إذا ﻗدم ﻣن ﺗﻣﺳك ﺑﻪ دﻓﺎﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻻ ﺣﻘﺎ ﻟﻠﻌـ ـﻣل‬
‫اﻹﺟراﺋﻲ اﻟﻣﺷوب ﺑﺎﻟﺑطﻼن دون إﺛﺎرﺗﻪ ‪. ".‬‬
‫ﻓﺈذا اﺑدي طﻠب أو دﻓﻊ ﻣوﺿوﻋﻲ ﻣن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺳﻘط ﺣﻘﻪ ﻓﻲ إﺑداء دﻓوع ﺷﻛﻠﯾﺔ وﻋـ ـ ـ ـﻠﺔ‬
‫ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾ ـ ـﻬﺎ‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻫﻲ إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﺧﺻوم ﻹﺑداء اﻟدﻓوع اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ أﯾﺔ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﯾﺷﺟﻊ اﻟﺧﺻم ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗظﺎر إﻟﻰ ﻗرب ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻹﺟراءات ﻟﻠﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟدﻓﻊ اﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻛﻠﻲ‬
‫ﻓﯾﺿﯾﻊ اﻟوﻗت واﻟﺟﻬد واﻟﻧﻔﻘﺎت دون ﻓﺎﺋدة وﯾﺿطر اﻟﻣدﻋﻰ إﻟﻰ ﺑدء اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻣن ﺟدﯾد ﺑﻌد‬
‫)‪(2‬‬
‫إن ﺗﻛون ﻗد ﻗطﻌت ﺷوطﺎ ﻛﺑﯾر‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﺟب إﺑداء ﺳﺎﺋر اﻟدﻓوع اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻣﻌﺎ وﺑﺄﺳﺑﺎﺑﻬﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﻛﻠم ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺧﺻم إن‬
‫ﯾﺑدي ﺟﻣﯾﻊ اﻟدﻓوع اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻣﻌﺎ ٕواﻻ ﺳﻘط اﻟﺣق ﻓﯾﻣﺎ ﻟم ﯾﺑد ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻣن ﺗﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺳك ﻓﻲ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﺟﻠﺳﺔ ﺑدﻓﻊ ﺷﻛﻠﻲ إن ﯾﻌود ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﯾﺑدي دﻓﻌﺎ ﺷﻛﻠﯾﺎ أﺧر ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬اﻟﻐﻮﺛﻲ ﺑﻦ ﻣﻠﺤﺔ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪. 266‬‬
‫)‪ (2‬اﺣﻤﺪ ھﻨﺪى ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 484‬‬
‫)‪ (3‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟــــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 488‬‬

‫ــ ‪22‬ـــ‬
‫اﻟﻔرع اﻟرﺑﻊ ‪ :‬ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن إﻻ ﻣن ﺷرع اﻟﺑطﻼن ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ‬
‫اﻟﺑطﻼن ﻻ ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻪ إﻻ ﻣن ﺷرع ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ وﻫذا ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـﻲ‬
‫ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 63‬ﻣن ﻗﺎﻧون ا م ا " ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن اﻹﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﺷﻛﻼ إﻻ ﻟ ـ ـﻣن‬
‫ﺗﻘرر اﻟﺑطﻼن ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ ‪ ".‬ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز إن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻪ ﻣن ﺗﺳﺑب ﻓﯾﻪ وﯾﺳﺗوي إن ﯾﻛ ـ ـ ـ ـ ـون ﻣن‬
‫ﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﺑطﻼن اﻟﺧﺻم ﻧﻔﺳﻪ أو ﺷﺧص أﺧر ﯾﻌﻣل ﺑﺎﺳﻣﻪ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺷﺗرط إن ﯾﻛـ ـون ﻗد‬
‫ﺻدر ﻋن اﻟﺧﺻم ﻋن ﻗﺻد أو ﻋن ﺧطﺎ ﺑل ﯾﻛﻔﻲ ﻣﺟرد اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﻛد ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ـطﻼن‬
‫)‪(1‬‬
‫إﻟﻰ اﻟﺧﺻم أو ﻣن ﯾﻌﻣل ﺑﺎﺳﻣﻪ ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑطﻼن‬
‫ﻧﻌﻧﻰ ﺑﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑطﻼن زواﻟﻪ ‪ ،‬أي أن اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻌﯾب اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻺﺑطﺎل ﯾﺻﺑﺢ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟـ ـ ـﻪ ‪.‬‬
‫وﯾﻘﺳم ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑطﻼن ﻟﻌﯾب ﻓﻲ ﺷﻛل اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن وﻫﻣﺎ ‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺑزوال اﻟﻌﯾب‬
‫ﯾﺗرﺗب اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﯾب ﻓﺈذا ﺗﺣﻘق ﻋﯾب ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﺛم ﺻﺣﺢ ﻫذا اﻟﻌﯾب ﻓ ـﺎن‬
‫اﻟﻌﻣل ﯾﻌﺗﺑر ﺻﺣﯾﺣﺎ وﯾﻛون ﻫذا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛﻣﻠﺔ اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ اﻟﺑﺎطل أو ﻓﻲ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺑﺎﻟﺣﺿور ‪.‬‬
‫ــ أوﻻ ‪ :‬ﺗﻛﻣﻠﺔ اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ اﻟﺑﺎطل‬
‫ﻧﻘﺻد ﺑﺗﻛﻣﻠﺔ اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ اﻟﺑﺎطل إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟذي ﯾﻧﻘﺻﻪ أو ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻣﻘﺗ ـ ـ ـ ـ ـﺿﻰ‬
‫اﻟﻣﻌﯾب ﻓﯾﻪ ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻓﺎﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ إذا ﻧﻘﺻﻪ اﺣد اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺣﺗﻪ ‪.‬‬
‫ﻓﺑدﻻ ﻣن اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﺧﺻم اﻟذي ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراء إن ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻣرة أﺧرى‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬ودي راﻏﺐ ﻓﮭﻤﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 464‬‬
‫)‪ (2‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟــــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 609‬‬

‫ـــ ‪ 23‬ــــ‬
‫وذﻟك ﺑﺗﻛﻣﻠﺔ اﻟﺑﯾﺎن أو اﻟﺷﻛل أو اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﻌﯾب ﻓﻲ اﻹﺟراء ﻓﯾﺗم ﺗﺟدﯾد اﻹﺟراء إﻣﺎ ﻛﻠ ـ ـ ـﯾﺎ أو‬
‫ﺟزﺋﯾﺎ ‪ ،‬إي إن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻫﻧﺎ ﻻ ﯾﺗم ﺗﺻﺣﯾﺣﻪ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟدﻗﯾق و إﻧﻣﺎ ﯾﺗم ﺗﺟدﯾد ﺑﺈﺣﻼل‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻋﻣل أﺧر ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺣﻠﻪ ‪.‬‬
‫وﻫذا ﻣﺎ ﺗﺑﻧﺎﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 62‬ﻣن ﻗﺎﻧون ا م ﺣﯾث أﺟﺎزة ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ إن ﯾﻧﺢ‬
‫ﻟﻠﺧﺻوم ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻹﺟ ارء اﻟﻣﺷوب ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﺑﺷرط ﻋدم ﺑﻘﺎء إي ﺿرر ﻗﺎﺋم ﺑﻌد اﻟﺗﺻﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﯾﺢ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻣﻊ ﺳرﯾﺎن ﻫذا اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺟراء اﻟﻣﺷوب ﺑﺎﻟﺑطﻼن ‪.‬‬
‫وﯾﺷﺗرط ﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻹﺟراء اﻟﺑﺎطل ﺑﺎﻟﺗﻛﻣﻠﺔ ﺷرطﺎن وﻫﻣﺎ ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إن ﯾؤدي اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ إﻟﻰ إزاﻟﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺿرار اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت ﺑﺎﻟﺧﺻم ﻣن ﺟراء ﻣﺧﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔﺔ‬
‫اﻹﺷﻛﺎل اﻟﻣﻘررة ‪ ،‬ﻓﯾﺻﯾر اﻟﺧﺻم ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣرﻛز اﻟذي ﯾﺟب إن ﯾﻛون ﻓﯾﻪ ﻟو ﻛﺎن اﻟﻌﻣـ ـ ـ ـ ـل‬
‫ﻗد ﺗم ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻣن اﻟﺑداﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إن ﯾﺿﺎف إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ﻣﺎ ﯾﻧﻘﺻﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﯾﻌﺎد اﻟﻣﻘرر ﻟذﻟك ‪ ،‬إي اﻧﻪ ﯾﺗم ﺗﻛﻣﻠﺔ اﻟﺑـ ـ ـ ـﯾﺎن أو‬
‫اﻟﺷﻛل اﻟﻣﻌﯾب ﻓﻲ اﻹﺟراء ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب وﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك إذا ﻛﺎﻧت ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟدﻋوى أو‬
‫اﻟطﻌن ﺑﺈﺑطﺎﻟﻪ ﻟﻌدم ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﯾﻔﺗﻬﺎ ﻓﯾﺿﺎف إﻟﻰ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﻣﻲ‬
‫ﻛﻣﺎ إن ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻌﯾب اﻟذي ﯾﻘﺗرن ﺑﺈﺟراءات رﻓﻊ اﻟطﻌن ﯾﺟب إن ﯾﺗم ﻓﻲ اﻟﻣﯾﻌﺎد اﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻘرر‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻫذا اﻟطﻌن ‪.‬‬
‫ــ ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺑﺎﻟﺣﺿور‬
‫اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺣﺿور ﻫو ﺣﺿور اﻟﺧﺻم اﻟﻣﻌﻠن إﻟﯾﻪ ) اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ( ﺳواء ﺑﺷﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺻﻪ أو‬
‫ﺑﻣﻣﺛل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻪ إي ﺣﺿور اﻟﺧﺻم اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻓﻲ اﻹﻋﻼن اﻟﻣﻌﯾب ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺗﻌدد اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدﻋﻰ‬
‫ﻋﻠﯾﻬم وﻛﺎن اﻹﻋﻼن ﺑﺎطل ﻷﺣدﻫم ﻓﺎن ﺣﺿور ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﺧﺻوم اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻬم ﻻ ﯾﺻﺣﺢ‬
‫اﻟﺑطﻼن اﻟﻣﻘرر ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬اﺣﻤﺪ ھﻨﺪى ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 878‬‬
‫)‪ (2‬ﺑﻮﺑﺸﯿﺮ ﻣﺤﻨﺪ أﻣﻘﺮان ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ " ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﺪﻋﻮى واﻟﺨﺼﻮﻣﺔ " ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 185‬‬
‫)‪ (3‬وﺟﺪي راﻏﺐ ﻓﮭﻤﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 461‬‬

‫ــ ‪ 24‬ـــ‬
‫وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺣﺿور اﻟﻣﺻﺣﺢ إن ﯾﻛون أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﻠف اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﺣـ ـ ـ ـﺿور‬
‫أﻣﺎﻣﻬﺎ وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك إذا أﻋﻠن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻠﺣﺿور أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ أول درﺟﺔ وﻟم ﯾﺣﺿر ﻓـ ـﺎن‬
‫ﺣﺿورﻩ أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻻ ﯾﺻﺣﺢ اﻟﺑطﻼن اﻟﻧﺎﺟم ﻋن اﻟﻌﯾب اﻟذي ﺷﺎب اﻹﻋﻼن أﻣﺎم‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ان ﯾﻛون اﻟﺣﺿور ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ اﻟﻣﻌﻠن اﻟﯾﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣﺿور ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺟﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﺔ ﻻ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑطﻼن ‪.‬‬
‫آﻻ اﻧﻪ ﻻ ﯾﺻﺣﺢ ﻛل اﻟﻌﯾوب اﻟﺗﻲ ﺗﺷوب اﻹﻋﻼن ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺻﺣﺢ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﻘط وﺑﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻧﺗﺞ‬
‫أﺛرﻩ ﻓﻲ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ آﻻ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻹﻋﻼن ﺛم ﺑﺎﻟﻔﻌل وﯾﻧﻘﺻﻪ ﺗﻠك اﻷﺷﻛﺎل واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻲ‬
‫ﯾﺻﺣﺣﻬﺎ اﻟﺣﺿور ‪.‬‬
‫وﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ دﻟك إدا ﺣﺿر اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ دون إن ﯾﺗﺳﻠم أي إﻋﻼن ﻓﺎن ﺣﺿورﻩ ﻻ ﯾﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔﻲ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر إن اﻟﺣﺿور ﻟم ﯾﺗم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ إﻋﻼن ﻣﻌﯾب وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺻﺣﺢ اﻹﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻼن ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﻌﯾب‬
‫ﯾﻛون ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑطﻼن ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﻌﯾب ﺑﺎﻟﻧزول ﻋن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن ‪.‬‬
‫اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺑطﻼن ﺗﺻرف إﺟراﺋﻲ ﺑﺈرادة ﻣﻧﻔردة ﯾﻌﺑر ﻓﯾﻪ اﻟﺧﺻم اﻟذي ﺷرع ﻟﻣﺻـ ـ ـ ـ ـﻠﺣﺗﻪ وﻻ‬
‫ﯾﻛون ذﻟك آﻻ ﻓﻲ اﻟﺑطﻼن اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺑطﻼن ﻋﺎﻣﺎ ﻓﻼ ﯾﺟوز‬
‫اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻪ ‪.‬‬
‫وﯾﺗﺣﻘق اﻟﻧزول ﺑﺈﻋﻼن أرادة اﻟﻧزول ﺻراﺣﺔ آو ﺿﻣﻧﯾﺎ وﺑﻐﯾر ﻫذﻩ اﻹرادة ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻛﻼم ﻋن‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻟﻧزول ‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫)‪ (1‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟــــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 652‬‬


‫)‪ (2‬ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ ‪ ،‬ص ‪. 653‬‬
‫)‪ (3‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ اﻟﺸﻮارﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬

‫ــ ‪ 25‬ـــ‬
‫أوﻻ ــ أﻧواع اﻟﻧزول ﻋن اﻟﺑطﻼن‬

‫اﻟﻧزول ﻧوﻋﺎن إﻣﺎ إن ﯾﻛون ﺻرﯾﺢ أو ﺿﻣﻧﻲ‬


‫‪ 1‬ـ اﻟﺗﻧﺎزل اﻟﺻرﯾﺢ ‪ :‬ﯾﻛون ﺑﺈﻋﻼن ﻣن ﻟﻪ اﻟﺣق ﺑﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن أرادﺗﻪ ﺻرﯾﺣﺔ ﺑﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺗﻧﺎزل‬
‫ﻋن ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﺳوى ﺷﻔﺎﻫﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ أو ﺑﻣذﻛرة ﯾﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺑطـ ـ ـﻼن‬
‫‪ 2‬ـ اﻟﺗﻧﺎزل اﻟﺿﻣﻧﻲ ‪ :‬ﯾﻛون ﺑﺄي ﺳﻠوك ﻣن اﻟﺧﺻم ﯾدل دﻻﻟﺔ ﻗﺎطﻌﺔ ﻋﻠﻰ أرادة اﻟﻧزول ﻋن‬
‫اﻟﺑطﻼن وﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إن ﯾﺑﺣث ﻋن أرادة اﻟﻧزول ﻓﻲ ﺳﻠوك اﻟﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺻم‬
‫ﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن ‪ ،‬وﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺧﺻم ﻣوﺿوع اﻹﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻣـوﺟﻪ ﺿـدﻩ دون اﻟﺗﻣﺳـك ﺑﺎﻟﺑطﻼن أو اﻟرد ﻋﻠـﯾﻪ ﺑﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑــﺎرﻩ ﺻﺣﯾﺣﺎ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ــ ﺷروط اﻟﻧزول‬

‫ﯾﺷﺗرط ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧزول ﻋن اﻟﺑطﻼن ﺳواء ﻛﺎن ﺻرﯾﺣﺎ أو ﺿﻣﻧﯾﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن ﯾﺻدر اﻟﻧزول ﻣﻣن ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻓﺎدا ﺻدر ﻣن اﻟﻐﯾر ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﯾرﺗب‬
‫إي اﺛر ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ﺗوﻓر أﻫﻠﯾﺔ اﻟﻧزول وﻫﻲ اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎﺿﻲ ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أن ﺗﺛﺑت ﻟدى اﻟﺧﺻم أرادة اﻟﻧزول ﻓﺎن ﻟم ﺗﺛﺑت ﻫذﻩ اﻹرادة ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﻛون ﺑﺻدد ﻧزول‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺻﺣﯾﺢ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ــ اﺛر اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن‬

‫إذا ﺗﻧﺎزل اﻟﺧﺻم ﻋن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻧزوﻟﻪ ﻋدم أﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن اﻟذي‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻧزل ﻋﻧﻪ وﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ وﻻ ﻓﻲ إي درﺟﺔ ﻣن درﺟﺎت اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬وﺟدي راﻏب ﻓﮭﻣﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 456‬‬


‫)‪ (2‬ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺷوارﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬
‫)‪ (3‬ﻓﺗﺣﻲ واﻟـﻰ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 684‬‬

‫ــ ‪ 26‬ـــ‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن وأﺛﺎرﻩ‬

‫إذا ﻛﺎن اﻟﺑطﻼن ﻣﻘر ار ﻛﺟزاء ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺷﻛل اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺟب إن ﯾﺗﻣ ـ ـ ـ ـﺳك ﺑﻪ‬
‫أﺷﺧﺎص ﺧوﻟﻬم اﻟﻘﺎﻧون ذﻟك ‪ ،‬وﻟﻬذا ﻓﺎن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻪ ﻣﻘرر ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﺧص ﻣﻌﯾن‬
‫أو أﺷﺧﺎص ﻣﻌﯾﻧﯾن ﺳواء ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻣﻧﺗﺟﺎ ﻷﺛﺎرﻩ ﺣﺗﻰ ﯾﻘرر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑطﻼﻧﻪ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﺑطﻼن اﻹﺟراء اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻛﺎن ﻟم ﯾﻛن وزوال أﺛﺎرﻩ ‪.‬‬
‫وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﺳﻧﺗﺣدث ﻋن أﻣرﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن اﻷول اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺧول ﻟﻬم اﻟﺗﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺳك‬
‫ﺑﺎﻟﺑطﻼن واﻟﺛﺎﻧﻲ أﺛﺎر اﻟﺑطﻼن ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن‬


‫ذﻛر اﻧﻪ ﯾﻠزم ﻟﻠﺣﻛم ﺑﺑطﻼن اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﻲ إن ﯾﺗم اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻪ ﻣن طرف أﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺧﺎـص‬
‫ﻣﺧوﻟون ﺑذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ وﺑطرق ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺧول ﻟﻬم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن‬


‫ــ أوﻻ ‪ :‬اﻟﺧﺻم اﻟذي ﺷرع ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﺑطﻼن وﻣن ﻛل ﺧﺻم ذي ﻣﺻﻠﺣﺔ‬

‫أن اﻟﺑطﻼن اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻪ ﻣن ﻛل ذي ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣن اﻟﺧﺻوم ﺣﺗﻰ‬
‫وﻟو ﻛﺎن ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﺑطﻼن‬
‫آﻣﺎ اﻟﺑطﻼن اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻪ آﻻ اﻟﺧﺻم اﻟذي ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرع‬
‫اﻟﺑطﻼن ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ وﻟم ﯾﺗﺳﺑب ﻓﯾﻪ أو ﯾﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻪ ﺗﻧﺎزﻻ ﺻﺣﯾﺣﺎ وﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟذي‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺣدﻩ اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬اﻷﻧﺼﺎري ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺪاﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 319‬‬

‫ــ ‪ 27‬ـــ‬
‫وﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك إذا ﻛﺎن إﻋﻼن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟدﻋوى ﺑﺎطﻼ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻐﯾرﻩ ﻣ ـ ـ ـن‬
‫اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻬم إن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن ﻫدا اﻹﻋﻼن ﺑل اﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﺗطﻊ ﻫو ﻧﻔﺳﻪ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن‬
‫إذا ﻛﺎن ﻫو اﻟﻣﺗﺳﺑب ﻓﯾﻪ ‪.‬‬
‫ــ ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻘﺎﻋد ﻫﻲ وﺟوب طﻠب اﻟﺑطﻼن ﻓﺎن ﻫﻧﺎك اﻋﺗﺑﺎرات ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗدﻋو‬
‫إﻟﻰ أﻋطﺎء اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺻﯾﺎﻧﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﻓﺎدا ﻛ ـ ـ ـ ـﺎن‬
‫اﻟﺑطﻼن ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ إن ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻪ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ وﻟو ﻟم ﯾطﻠـب‬
‫)‪(1‬‬
‫اﺣد اﻟﺧﺻوم ذﻟك ‪.‬‬
‫وﻫﻲ ﻻ ﺗﻣﻠك ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑطﻼن اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪،‬ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻛﻣــﺔ‬
‫إن ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻪ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻬﺎ وﻟو ﺗﺣﻘﻘت ﻣن وﺟود اﻟﻌﯾب ‪ ،‬ﺑل ﯾﻠزم إن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻪ ﺻﺎﺣب‬
‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﯾﻪ ‪.‬‬
‫ــ ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻗد ﺗﺷﺗرك اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻛطرف أﺻﻠﻲ ‪ ،‬وﻗد ﺗﺷﺗرك ﻛطرف ﻣﻧﺿم ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ـ ـ ـﺎدا‬
‫ﻛﺎﻧت طرﻓﺎ أﺻﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻓﻠﯾس ﻓﻲ اﻷﻣر ﺻﻌوﺑﺔ إذ ﯾﻛون ﻟﻬﺎ ﻛل ﺣﻘوق اﻟﺧﺻم وﯾﺻدق ﻋﻠﯾﻬ ـ ـﺎ‬
‫ﻣﺎ ﯾﺻدق ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻم أﯾﺎ ﻛﺎن ‪،‬ﻓﯾﻛون ﻟﻬﺎ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن اﻟﻣﻘرر ﻟﻬﺎ ﻛﺧﺻم ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻛون‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻟﻬﺎ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫إﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت طرف ﻣﻧﺿﻣﺎ ﻓﻠﯾس ﻟﻬﺎ ﻛل ﺣﻘوق اﻟﺧﺻم ﻓﻠﯾس ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺳك‬
‫ﺑﺎﻟﺑطﻼن اﻟﻣﻘرر ﻟﻣﺻﻠ ﺣﺔ إي ﻣن اﻟﺧﺻﻣﯾن ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻼن‬
‫اﻟﻣﻘرر ﺟزاء ﻟﻘﺎﻋدة ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم و ﻟو ﻟم ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻪ اﺣد اﻟﺧﺻوم ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬وﺟﺪي راﻏﺐ ﻓﮭﻤﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 458‬‬


‫)‪ (2‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟـــــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 599‬‬

‫ـــ ‪ 28‬ـــ‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺗدﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺑط ـ ـ ـ ـ ـ ـﻼن‬
‫اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ إذا ﻛﺎن ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺑطﻼن ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻ ـﺔ‬
‫ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻪ آﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﻣدﻋﯾﺔ أو ﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻓﻠﻬﺎ ﻛﺄي‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺧﺻم اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن اﻟﻣﻘرر ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻬﺎ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن‬


‫ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﯾﺟب اﻟﺗﻣﺳك ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ وﺣﺎﻻت ﯾﺟب اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻬﺎ ﻗﺑـ ـ ـل‬
‫ﻗﻔل ﺑﺎب اﻟﻣراﻓﻌﺔ ﻓﻲ اﻟدﻋوى وﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﯾﺟب اﻟﺗﻣﺳك ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻗﺑل اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم ‪.‬‬
‫ــ أوﻻ ‪ :‬ﺣﺎﻻت ﯾﺟب اﻟﺗﻣﺳك ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﯾﺗم اﻟﺗﻣﺳك ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ وﻗﺑل ﻗﻔل ﺑﺎب اﻟﻣراﻓﻌﺔ و ﻗﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل‬
‫اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎطﻠﺔ ﻓﯾﺟب اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ‬
‫اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ أو ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدث ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺑطﻼن إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺑطﻼن ﻗد ﺣدث ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ـد‪،‬‬
‫ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺗﻣﺳك اﻟﺧﺻم ﺑﺑطﻼن اﻟﺗﺷﻛﯾل ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ﺳﻘط ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻪ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‬
‫ذﻟك ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن ﺗﺷﻛﯾل ﻣﺣﻛﻣﺔ أول درﺟﺔ ﻷول ﻣرة أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋ ـ ـ ـ ـﻲ‬
‫أو اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻓﯾﺳﻘط ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﺗم اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﯾﻌﺎد‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻟﻣﺣدد ‪.‬‬
‫وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﺑطﻼن اﻟﺗﺷﻛﯾل ﺑﺳﺑب ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﻗﺎﺿﯾﯾن ﺑدﻻ ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺿ ـ ـ ـ ـ ـﺎءﻩ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 502‬ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن‬
‫ﻗﺎﻧون إﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪ ،‬وأﯾﺿﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﯾﻧظر اﻟدﻋوى ﻟﻪ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﯾﻬﺎ أو ﻛﺎن‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻗد ﺳﺑق إن ﻧظر ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟدﻋوى أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدرﺟﺔ اﻷول ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬اﻷﻧﺼﺎري ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺪاﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 319‬‬


‫)‪ (2‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ اﻟﺸﻮارﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬

‫ــ ‪ 29‬ـــ‬
‫ـــ ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺣﺎﻻت ﯾﺟب اﻟﺗﻣﺳك ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻗﺑل ﻗﻔل ﺑﺎب اﻟﻣراﻓﻌﺔ‬

‫ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﯾوﺟب اﻟﻣﺷرع ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻗﺑل ﻗﻔل ﺑﺎب اﻟﻣراﻓﻌﺔ ﻓﻲ اﻟدﻋوى وأﻻ ﺳﻘط‬
‫ﺣق اﻟﺧﺻم ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد وﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ﺗﻐﯾر ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أﺛﻧﺎء ﻧظر اﻟدﻋوى دون أﻋﺎدة اﻟﻣراﻓﻌﺔ أﻣﺎم اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺟدﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدة‬
‫إذا ﺗﻐﯾر ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻌد ﺑدء اﻟﻣراﻓﻌﺔ أو أﺛﻧﺎء ﻧظر اﻟدﻋوى ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إن ﺗﻌﯾد‬
‫اﻟﻣراﻓﻌﺔ ﻣن ﺟدﯾد أﻣﺎم اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻓﺈذا ﺧﺎﻟﻔت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻫذا اﻻﻟﺗزام واﺳﺗﻣرت اﻟﺗﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻛﯾﻠﺔ‬
‫اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﻧظر اﻟدﻋوى وﻟم ﺗﺄﻣر ﺑﺈﻋﺎدة اﻹﺟراءات أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻم أن ﯾﺗﻣـ ـ ـ ـﺳك‬
‫ﻗﺑل ﻗﻔل ﺑﺎب اﻟﻣراﻓﻌﺔ ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ أﻋﺎدة اﻹﺟراءات أﻣﺎم اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺗﻣﺳك ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬذا‬
‫اﻟﺣق ﺣﺗﻰ اﻗﻔل ﺑﺎب اﻟﻣراﻓﻌﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻪ إن ﯾﻌﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﻌد ذﻟك ﻟﻌدم أﻋﺎدة اﻟﻣراﻓـ ـ ـﻌﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻣن ﺟدﯾد أﻣﺎم اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺟدﯾدة ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗﺎﻋدة ﻋﻠﻧﯾﺔ اﻟﺟﻠﺳﺔ أو ﺳرﯾﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ أن ﺗﻧظر اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻠﻧﯾﺔ ﻓﺈذا ﺧﺎﻟﻔت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ ﻏـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﯾر‬
‫اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ ﻓﻧظرت اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ اﻟﻣﺷورة ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻم إن ﯾﺗﻣﺳك‬
‫ﺑوﺟود ﻧظر اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻠﻧﯾﺔ وذﻟك ﻗﺑل ﻗﻔل ﺑﺎب اﻟﻣراﻓﻌﺔ ﻓﺈذا أﻫﻣل أو ﺗﻧﺎزل ﻋن ﻫـ ـ ـذا‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﺣق ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻌد ذﻟك ﺑﺑطﻼن اﻟﺣﻛم ‪.‬‬
‫أﻻ أن ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أو ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ إن ﺗﻧظر اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ اﻟﻣﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـورة‬
‫وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻠب اﻟوﻻﺋﻲ أو ﻓﻲ دﻋوي ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺿد ﻣﺣﺎﻣﻲ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟدﻋوي ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ اﻟﻣﺷورة ﻓﺈذا ﺧﺎﻟﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬اﻷﻧﺼﺎري ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺪاﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 322‬‬


‫)‪ (2‬اﺣﻤﺪ ھﻨﺪى ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 862‬‬

‫ـــ ‪30‬ـــ‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻫذا اﻻﻟﺗزام وﻧظرﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻠﻧﯾﺔ وﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻم ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ إن ﯾطﻠـ ـ ـ ـب‬
‫ﻣﻧﻬﺎ إن ﺗﻧظر دﻋوى ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ اﻟﻣﺷورة أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻬذا اﻟﺣق ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻪ ﺑﻌد ذﻟ ـ ـ ـ ـ ـك‬
‫)‪(1‬‬
‫إن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن اﻟﺣﻛم ﻵن اﻟدﻋـوى ﻧظـرت ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻠﻧﯾﺔ ‪.‬‬

‫ــ ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﺣﺎﻻت ﯾﺟب اﻟﺗﻣﺳك ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻗﺑل اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم‬

‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺣﺎﻻت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت أﺧرى ﯾوﺟب اﻟﻣﺷرع اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺑطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻼن ﻗ ـ ـ ـ ـﺑل‬
‫اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺧﺻم اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻋن طرﯾق اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف‬
‫أو اﻟﻧﻘض ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻗد اوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻠﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‬
‫ﯾوﺟد ﻧص ﺑﻐﯾر ذﻟك أو أوﺟﺑت اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم ﺑواﺳطﺔ اﺣد اﻟﻘﺿﺎة اﻟذﯾن أﺻدروﻩ ﻓﺈذا ﺧﻠﻔ ـت‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻫدﻩ اﻟﻘواﻋد ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺟوز اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼ ن ٕواﺛﺎرﺗﻪ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬طرق اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن‬


‫ﻫﻧﺎك وﺳﯾﻠﺗﺎن ﻟﻠﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن إي ﻋﻣل إﺟراﺋﻲ ﺳواء ﻛﺎن اﻹﺟراء ﺧﺎﺻﺎ أو ﻋﺎﻣﺎ وﻫذا ﻋـ ـن‬
‫طرﯾق اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺑطﻼن أو اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ‪.‬‬
‫ــ أوﻻ ‪ :‬اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺑطﻼن‬

‫ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﻟﻔﺎ ﺑﺎن اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ دﻓﻌﺎ ﺷﻛﻠﯾﺎ ﯾﺟب إﺑداؤﻩ ﻗﺑل اﻟﺗﻛﻠم ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع وﻟﻬذا‬
‫ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن اﻹﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ أن ﯾﻘدم ﻫدا اﻟدﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗـ ـ ـﺧذ‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻷﺟراء أﻣﺎﻣﻬﺎ و أﺛﻧﺎء ﺳﯾر اﻟﺧﺻوم ذاﺗﻬﺎ وﻗﺑل اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﻣوﺿوﻋﻬﺎ ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬ﻓﺮج ﻋﻠﻮاﻧﻲ ھﻠﯿﻞ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬


‫)‪ (2‬اﻷﻧﺼﺎري ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺪاﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 322‬‬
‫)‪ (3‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟـــــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 688‬‬

‫ــ ‪31‬ـــ‬
‫ــ ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻟﺣﻛم‬

‫ﻫو وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن اﻟﺣﻛم ﺳواء ﻛﺎن ﺳﺑب اﻟﺑطﻼن ﻋﯾب ﻟﺣق اﻟﺣﻛم ذاﺗﻪ أو ﻛﺎن ﺳﺑﺑﻪ‬
‫ﺑطﻼن إﺟراء ﺳﺎﺑق ﻣن إﺟراءات اﻟﺧﺻوﻣﺔ أدى إﻟﻰ ﺑطﻼن اﻟﺣﻛم ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا أﺻﺑﺢ اﻟﺣﻛم ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠطﻌن ﻓﯾﻪ ﻻﺳﺗﻧﻔﺎذ طرق اﻟطﻌن أو ﻓوات ﻣواﻋﯾدﻩ ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑطﻼن اﻟﺣﻛم واﻹﺟراءات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬أﺛـﺎر اﻟﺑطـﻼن‬


‫أن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺑطﻼﻧﻪ أﯾﺎ ﻛﺎن ﻧوع اﻟﺑطﻼن ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﺗرﺗب أﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎر‬
‫اﻟﺑطﻼن أﻻ إذا ﻗﺿﻰ ﺑﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺑطﻼن ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻌﯾب ﺑل ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺑطـﻼن‬
‫أﻋﻣﺎل أﺧرى ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﺛر اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻓﻲ ذاﺗﻪ‬
‫إذا أﻋﻠن اﻟﺑطﻼن ﻓﺎن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻻ ﯾﻧﺗﺞ إي اﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﯾﻌﺗﺑر ﻛﺎن ﻟم ﯾﻛن ‪ ،‬ﻫذا ﻛﻘﺎﻋدة‬
‫ﻋﺎﻣﺔ أﻻ اﻧﻪ ﻗد ﺗوﺟد ﺣﺎﻻت ﺗﺗرﺗب ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل رﻏم ﺑطﻼﻧﻪ أﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‬
‫ﺗﻛون أﺛﺎر ﻋﻣل أﺧر ﯾﺗﺣول إﻟﯾﻪ اﻟﻌﻣل اﻟﺑﺎطل ‪ ،‬وﻗد ﯾﻛون ﺑﻌض أﺛﺎر ﻧﻔس اﻟﻌﻣل اﻟﺑﺎط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل‬
‫ﯾﻧﺗﺟﻬﺎ اﻟﻌﻣل اﻟﺑﺎطل ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷول ﻧﺗﻛﻠم ﻋن ﺗﺣول اﻟﻌﻣل اﻟﺑﺎطل وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻧﻛون‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺑﺻدد ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎص ‪.‬‬

‫ـــ أوﻻ ‪ :‬ﺗﺣول اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ اﻟﺑﺎطل‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺣول اﻧﻘﺎد ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أﻧﻘﺎدﻩ ﻣن اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﺷﻛل آﺧر أﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذا‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ " إﻋﻣﺎل اﻟﻛﻼم ﺧﯾر ﻣن إﻫﻣﺎﻟﻪ " ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل اﻟﺑﺎطل ﯾﺻﻠﺢ ﻻن‬
‫)‪(3‬‬
‫ﯾﺷﻛل ﻋﻣﻼ أﺧر ﻓﻶ ﻣﺎﻧﻊ ﻣن اﻷﺧذ ﺑﻬذا اﻟﻌﻣل ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬اﻷﻧﺼﺎري ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺪاﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 417‬‬


‫)‪ (2‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟـــــــــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 817‬‬
‫)‪ (3‬ﻓﺮج ﻋﻠﻮاﻧﻲ ھﻠﯿﻠﻞ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 50‬‬

‫ــــ ‪32‬ــــ‬
‫وﯾﺷﺗرط ﻟﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺷرطﺎن ﻫﻣﺎ ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن ﯾﻛون اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﺑﺎطﻼ ﻟﺗﺧﻠف ﻣﻘﺗﺿﻰ أو أﻛﺛر ﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬ ـ ـ ـ ـ ـﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬
‫‪ 2‬أن ﯾﺗواﻓر ﻓﻲ اﻹﺟراء اﻟﺑﺎطل ﻋﻧﺎﺻر إﺟراء آﺧر ﺻﺣﯾﺢ ﻓﯾﺗﺣول اﻟﻌﻣل إﻟﻰ اﻹﺟراءاﻟﺻﺣﯾﺢ‬

‫ﻓﻘد ﯾﺗﺣول اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ اﻟﺑﺎطل إﻟﻰ ﻋﻣل إﺟراﺋﻲ أﺧر ﺻﺣﯾﺢ وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻰ‬
‫ﺗﺧﻔﯾف أﺛر اﻟﺑطﻼن ﻣن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن ‪ ،‬وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻧذﻛر ‪:‬‬
‫ـ إذا ﻛﺎن ﺣﻠف اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺣﺎﺳم ﺑﺎطﻼ ﻟﻌﯾب ﺷﻛﻠﻲ ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺣول إﻟﻰ إﻗرار ﻗﺿﺎﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻲ‬
‫ﺻﺣﯾﺢ ‪.‬‬
‫ـ إذا زاﻟت اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺑطﻼن ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟدﻋوى ﻓﺎن اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓـ ـ ـﻊ‬
‫ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻣﻌﺗﺎدة ﻟرﻓﻊ اﻟدﻋوى ﺗﺗﺣول إﻟﻰ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ وﺗﺑﻘﻰ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻟﻠﻔﺻ ـل ـ‬
‫ﯾﺗﺣول اﻟﺻﻠﺢ ﻏﯾر اﻟﻣوﺛق ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟطرﻓﯾن ﻓﯾﻪ إﻟﻰ ﺑﯾﺎن ﻛﺗﺎﺑﻲ ﺻرﯾﺢ ﯾﻘـ ـرر‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻓﯾﻪ اﻟﻣدﻋﻰ ﺑﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺗرﻛﻪ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ‪.‬‬

‫ـــ ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻧﺗﻘﺎص اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ‬

‫ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎص اﻟﺗﺧﻠص ﻧﻣن اﻟﺟزاء اﻟﺑﺎطل واﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺟزء اﻟﺻﺣﯾﺢ طﺎﻟﻣﺎ اﺣﺗﻣل ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﻓﺎدا ﻟم ﯾﺣﺗﻣﻠﻬﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎك ﻣﺣل ﻟﻬذا اﻻﻧﺗﻘﺎص ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎن اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻫو ﺑطﻼن اﻟﺷق اﻹﺟراﺋﻲ اﻟﻣﻌﯾب ﻣﻊ ﺻﻼﺣﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﺷق اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﺗرﺗﯾب أﺛﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟــــــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 823‬‬


‫)‪ (2‬ﻓﺮج ﻋﻠﻮاﻧﻲ ھﻠﯿﻞ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 50‬‬

‫ـــ ‪33‬ـــ‬
‫ـ ـ وﻟﻼﻧﺗﻘﺎص ﺻورﺗﺎن وﻫﻣﺎ ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن ﯾﻛون اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻋﻣﻼ ﻣرﻛﺑﺎ ﯾﺗﻛون ﻣن ﻋدة أﺟزاء ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ أو اﻻﻧﻘﺳﺎم‬
‫)‪(1‬‬
‫وﯾﻛون اﺣد إﻻ ﺟزاء ﻣﻌﯾﺑﺎ ﻓﺗﺑﻘﻰ اﻷﺟزاء اﻷﺧرى ﺻﺣﯾﺣﺔ ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن ﯾﻛون اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﺑﺳﯾطﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺗرﻛﯾﺑﻪ وﻟﻛﻧﻪ ﻣﺗﻌدد اﻵﺛ ـ ـ ـ ـﺎر ﻓﯾﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺣﻘق‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻣن ﺣﯾث أﺛﺎرﻩ ‪.‬‬
‫ـ وﯾﺷﺗرط ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط وﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن ﯾﻛون اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﺑﺎطﻼ ‪ ،‬ﻓﺣﯾث ﻻ ﺑطﻼن ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻛﻼم ﻋن اﻻﻧﺗﻘﺎ ـ ـ ـص ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻌﻣل إﺟراﺋﻲ ﻣرﻛب ﻓﺎن اﻻﻧﺗﻘﺎص ﯾﺗﺣﻘق دون ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص‬
‫وذﻟك إذا ﻛﺎن اﺣد اﻷﺟزاء ﺻﺣﯾﺣﺎ ‪ ،‬إﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﺑﺳﯾطﺎ أو ﻛﺎن ﻋﻣ ـ ـ ـﻼ‬
‫ﻣرﻛﺑﺎ وﻛﺎﻧت أﺟزاؤﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻌﯾﺑﺔ ﻓﺎن اﻷﺻل ﻫو إن اﻟﺑطﻼن ﻛﻠﻲ وﻻ ﯾﻧﺗﺞ اﻟﻌﻣل آي اﺛـ ـر‬
‫آﻻ إذا ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ذﻟك ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ﯾﺷﺗرط أﯾﺿﺎ إن ﯾﻛون اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻣﻧﺗﺟﺎ ﻻ ﻛﺛر ﻣن اﺛر وان ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻵﺛـ ـ ـ ـﺎر‬
‫ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻣن ﺣﯾث اﻷﺟزاء ﻓﯾﺟب إن ﺗﻛون أﺟزاء اﻟﻌﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل‬
‫اﻟﻣرﻛب ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ إي اﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻣن ﺣﯾث اﻷﺟزاء ﯾﺷﺗرط أﻻ ﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤدي‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻟﺑطﻼن إﻟﻰ ﺗﻌﯾب ﻛل اﻷﺟزاء ﻻرﺗﺑﺎطﻬﺎ ﯾﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ‪.‬‬

‫ــ ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻟﻔرق ﺑﯾن ﺗﺣول اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ واﻧﺗﻘﺎﺻﻪ‬

‫‪ 1‬ـ أوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ‪:‬‬


‫ﯾﺷﺗرك اﻟﺗﺣول و اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻓﻲ أن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﻔﺗرض ﺑطﻼن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟ ـ ـ ـم‬
‫)‪(4‬‬
‫ﯾﻛن ﻫﻧﺎك ﺑطﻼن ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻛﻼم ﻋن اﻟﺗﺣول أو اﻻﻧﺗﻘﺎص ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬اﻷﻧﺼﺎري ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺪاﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 333‬‬


‫)‪ (2‬اﺣﻤﺪ ھﻨﺪى ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴــــــﺎﺑﻖ ‪،‬ص‪. 887‬‬
‫)‪ (3‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟـــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 829‬‬
‫ـــ ‪34‬ـــ‬
‫ـ ‪ 2‬ـ ـ أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ‪:‬‬
‫أ ـ ﻓﻲ اﻟﺗﺣول ﯾﻛﻔﻲ اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻌﯾﺑﺔ ﻟﺗﻛون ﻋﻣل إﺟراﺋﻲ ﯾﻌرﻓﻪ اﻟﻘﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون‬
‫ﻓﯾﺳﺗﺑدل ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﺑﺎطل ﻋﻣل أﺧر ﺟدﯾد إذا ﻛﺎن ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﻌﯾﺑﺔ ﻣن اﻟﻌﻣل‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺑﺎطل أﻻ اﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻣﻼ ﺟدﯾدا ‪.‬‬
‫ب ـ أﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻓﺎن اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﻌﯾﺑﺔ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻹﻧﺗﺎج ﻋﻣل إﺟراﺋﻲ ﺟدﯾد ﯾﺗﺣول‬
‫إﻟﯾﻪ اﻟﻌﻣل اﻟﺑﺎطل ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ اﻟﻌﻣل اﻟﺑﺎطل ﻫو ﻧﻔﺳﻪ ﺑﻌض أﺛﺎرﻩ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﺟﻬﺎ ﻟو ﻛﺎن ﺻﺣﯾﺣﺎ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻓﺎﻵﺛﺎر اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻫﻲ ﺑﻌض أﺛﺎر ﻧﻔس اﻟﻌﻣل اﻟﺑﺎطل وﻟﯾﺳت أﺛﺎر ﻋﻣل ﺟدﯾد‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﺛر ﺑطﻼن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻷﺧرى‬

‫أن ﺑطﻼن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻣﺎل اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗرك ﻣﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﺧﺻوﻣﺔ ‪ ،‬ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﺳﺎﺑﻘﺔ أو ﻻﺣﻘﺔ ‪.‬‬
‫ــ أوﻻ ‪ :‬أﺛر ﺑطﻼن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‬

‫إن اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل اﻟﺑﺎطل ﻻ ﺗﺗﺄﺛر ﺑﻬذا اﻟﺑطﻼن ﻣﺗﻰ ﺗﻣت ﻓﻲ ذاﺗـ ـ ـ ـﻬﺎ‬
‫ﺻﺣﯾﺣﺔ ‪ ،‬وﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ﻫذا ﺑطﻼن ﻋﻣل ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﺻﺣﺔ اﻓﺗﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎح‬
‫اﻟدﻋوى وﻻ ﻓﻲ ﺻﺣﺔ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ ‪ ،‬وﺑطﻼن اﻟﺣﻛم ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺣﺔ‬
‫ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟدﻋوى وﻻ ﻓﻲ ﺻﺣﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻷﺧرى اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم ‪ ،‬وﺑطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻼن‬
‫)‪(3‬‬
‫إﻋﻼن اﻟﺣﻛم ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﺻﺣﺔ اﻟﺣﻛم ‪. ....‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬وﺟﺪي راﻏﺐ ﻓﮭﻤﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 462‬‬


‫)‪ (2‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟــــــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟـــــﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 826‬‬
‫)‪ (3‬اﺣﻤﺪ ھﻨﺪى ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟـــــﻊ اﻟــــــــﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 460‬‬

‫ــ ‪35‬ــ‬
‫ــ ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬أﺛر ﺑطﻼن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻼﺣﻘﺔ‬

‫آدا ﻛﺎن ﺑطﻼن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﺻﺣﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﻣن‬
‫ذﻟك ﻓﯾؤدي إﻟﻰ ﺑطﻼن اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻪ دون اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻓﺎﻻرﺗﺑﺎط ﻫو اﻟذي ﯾﺑرر اﻟﺑطﻼن وﻫو اﻻرﺗﺑﺎط اﻟذي ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﻌﻣل اﻟﺳﺎﺑق ﻣﻔﺗرﺿﺎ ﻟﺻـﺣﺔ‬
‫اﻟﻌﻣل اﻟﻼﺣق ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﯾﺗطﻠب ﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣل إن ﯾﺳﺑﻘﻪ أﺧر ﺻﺣﯾﺢ ﻫو اﻟﻌﻣل اﻟذي وﻗـ ـ ـ ـ ـ ـﻊ‬
‫ﺑﺎطﻼ ‪.‬‬
‫ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺢ اﻟﻘول إن اﻟﻌﻣل اﻟﺳﺎﺑق ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻼﺣق ﻓﯾﺗرﺗب ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻰ‬
‫ﺑطﻼﻧﻪ ﺑطﻼن اﻟﻌﻣل اﻟﻼﺣق ‪ ،‬ﻓﯾﻣﺗد اﻟﺑطﻼن إﻟﻰ اﻹﺟراءات اﻟﻼﺣﻘﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻹﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺑﺎطل ‪.‬‬
‫وأﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻧذﻛر ‪:‬‬
‫إن ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻓﺗﺗﺎح اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻻزﻣﺔ ﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺑطﻼن‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﺑطﻼن اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﯾﻬﺎ وﻟﻬذا ﻓﺎن ﺳﺎﺋر اﻟطﻠﺑﺎت و اﻟدﻓوع ﺗﻌﺗ ـ ـ ـ ـ ـﺑر‬
‫ﺑﺎطﻠﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺑطﻼن ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻓﺗﺗﺎح اﻟدﻋوى ‪.‬‬

‫إﻻ اﻧﻪ ﻫﻧﺎك أﻋﻣﺎل إﺟراﺋﯾﺔ ﺑﺎطﻠﺔ ﻻ ﺗؤﺛر ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﻻﺣﻘﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋﻧﻬﺎ وﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك‬
‫اﻟﺣﻛم ﺑﺑطﻼن اﻟﺷﻬﺎدة ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺑطﻼن ﺗﻘرﯾر اﻟﺧﺑﯾر وﻟو ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻧﻔس اﻟواﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫وﻛﺎن اﻟﺗﻘرﯾر ﺗﺎﻟﯾﺎ ﻟﻠﺷﻬﺎدة ‪ ،‬ﻛذﻟك ﻻ ﯾؤﺛر ﻫذا اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﺻﺣﺔ ﺗﻘدﯾم ﻣﺳﺗﻧد ﻟﻺﺛ ـ ـﺑﺎت ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬ﻓﺘﺤﻲ واﻟـــــــﻰ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 850‬‬


‫)‪ (2‬ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ ‪. 851 ،‬‬

‫ــ ‪ 36‬ــ‬
‫اﳋــــــﺎﺗ ﻤــــــــــﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺧﺘﺎم ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻧﺨﻠﺺ إﻟﻰ إن ‪:‬‬
‫ﻧﻄﺮﯾﮫ اﻟﺒﻄﻼن اﻹﺟﺮاﺋﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻋﻘﺪ اﻟﻨﻈﺮﯾﺎت وأھﻤﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﮭﺎ ﻧﻈﺮﯾﺔ‬
‫ﺗﻘﻠﯿﺪﯾﺔ إﻻ أﻧﮭﺎ ﻻ زاﻟﺖ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺤﻮر دراﺳﺎت ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﺣﺪﯾﺜﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺒﻄﻼن ﺟﺰاء إﺟﺮاﺋﻲ ﻟﺘﺨﻠﻒ ﺷﻜﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻄﻠﺒﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن ھﺬه اﻹﺟﺮاءات‬
‫اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ وﺗﺘﻨﻮع ﻣﻦ ﺣﯿﺚ أﺷﺨﺎﺻﮭﺎ وﻣﻀﻤﻮﻧﮭﺎ وطﺒﯿﻌﺘﮭﺎ ﻓﺒﻌﻀﮭﺎ ﯾﻘﻮم ﺑﮭﺎ اﻟﺨﺼﻮم أو‬
‫ﻣﻦ ﯾﻤﺜﻠﮭﻢ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ وﺑﻌﻀﮭﺎ اﻷﺧﺮ ﯾﻘﻮم ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ أو اﺣﺪ أﻋﻮاﻧﮫ و اﻟﺒﻌﺾ اﻷﺧﺮ ﯾﻘـــﻮم ﺑﮫ‬
‫اﻟﻐﯿﺮ ﻛﻤﺎ ﯾﺘﺨﺬ ﺷﻜﻞ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ﺻﻮر ﻣﺘﻌﺪدة أھﻤﮭﺎ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ وزﻣﻦ اﻹﺟﺮاء وﻣــــﻜﺎﻧﮫ ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺪ اﺗﻔﻖ ﻣﻌﻈﻢ ﻓﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ إن اﻟﺒﻄﻼن ھﻮ اﻟﺠﺰاء اﻷﻧﺴﺐ اﻟﺬي ﯾﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺷـــﻜﻞ‬
‫اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ‪ ،‬إﻻ أن ھﺬا اﻟﺒﻄﻼن ﻗﺪ ﻗﯿﺪه اﻟﻤﺸﺮع ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﺑﺮزھﺎ‬
‫ﻻ ﺑﻄﻼن إﻻ ﺑﻨﺺ ﺻﺮﯾﺢ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ووﺟﻮب أﺛﺒﺎت اﻟﻀﺮر‬
‫و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دﻟﻚ ﺗﻜﻮن ھﺬه اﻹﻋﻤﺎل اﻟﺒﺎطﻠﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﺘﺼﺤﯿﺢ وھﺬا ﻋﻦ طﺮﯾﻖ اﻟﺘﺼﺤﯿﺢ‬
‫ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﻌﯿﺐ أو اﻟﺘﺼﺤﯿﺢ ﺑﺰوال اﻟﻌﯿﺐ ‪.‬‬
‫وﯾﺨﺘﻠﻒ ﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﺒﻄﻼن ﺑﺎﺧﺘﻼف ﺗﻘﺴﯿﻤﺎﺗﮫ ﺣﯿﺚ ﯾﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﺑﻄﻼن ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫وﺑﻄﻼن ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن إﻻ ﻟﻤﻦ ﻗﺮرت اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﮫ ﻓﻘﺪ ﺗﻘﺮر ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ‬
‫ﺷﺨﺺ ﻣﻌﯿﻦ أو أﺷﺨﺎص ﻣﻌﯿﻨﯿﻦ ‪ ،‬وﻗﺪ ﺗﻘﺮر ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﺎن داﺋﺮة أﺻﺤﺎب اﻟﺤﻖ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﮫ ﺗﻀﯿﻖ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﮭﺬا أو ﺗﺘﺴﻊ ‪.‬‬
‫ھﺬا اﻟﺒﻄﻼن ﯾﺮﺗﺐ أﺛﺎر ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻓﮭﻮﻻ ﯾﺆﺛﺮ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻌﯿﺐ ﺑﻞ اﻧﮫ ﻗﺪ ﯾﺆذي إﻟـــــــــﻰ‬
‫ﺑﻄﻼن أﻋﻤﺎل إﺟﺮاﺋﯿﺔ أﺧﺮى ‪.‬‬

‫ــ ‪ 37‬ــ‬
‫ﻓﺎﻟﺒﻄﻼن ﻧﻈﺮﯾﺔ ﻓﺮﺿﺖ وﺟﻮدھﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺗﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻤﺎ أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻊ دراﺳـﺔ‬
‫وإﯾﻀﺎح ﻣﻦ طﺮف ﺷﺮاح ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺮاﻓﻌﺎت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ وﻓﻘﮭﺎﺋﮫ وﻟﻢ ﯾﺨﻞ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻋﻠﻰ‬
‫ﻏﺮار ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت ﻣﻦ ﻧﺼﻮص اﻟﺒﻄﻼن ﻓﻘﺪ أﻋﻄﺎه ﻣﻮﻗﻌﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟــــﺮاءات‬
‫اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪.‬‬
‫ھﺬه ھﻲ أھﻢ اﻟﻤﺤﺎور اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻟﺠﺘﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﺣﻮل اﻟﺒﻄﻼن اﻟﺸﻜﻠﻲ ﻟﻸﻋﻤــــــــــﺎل‬
‫اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ اﻟﺬي ﻧﺮﺟﻮ أن ﯾﺸﻜﻞ وﻟﻮ ﻗﻠﯿﻞ ﻣﺮﺟﻌﺎ ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺛﻨـــــــﺎﯾﺎ ھﺬا‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻤﺘﺸﻌﺐ ‪.‬‬

‫ــ ‪ 38‬ــ‬
‫ﻗــــــــــﺎﺋﻣـــــــــﺔ اﻟﻣﺻــــــﺎدر واﻟﻣـــراﺟــــــــــــــــﻊ‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻗـــــــــــﺎﺋﻣـــــــــــــــــــﺔ اﻟﻣﺻــــــــــــــــــــــﺎدر‬

‫ـ ـ ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 08‬ـ ‪ 09‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 18‬ﺻﻔر ﻋﺎم ‪ 1429‬اﻟﻣواﻓق ‪ 25‬ﻓﺑراﯾر ﺳﻧﺔ ‪، 2008‬‬
‫ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد ‪.2008، 21‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾـــــــــﺎ ‪ :‬اﻟﻣــــــــــراﺟـــــــــــــــــــــــــــــــﻊ‬

‫ـ أﺣﻣد ﻫﻧدي ‪ ،‬أﺻول ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪ ،‬د ط ‪ ،‬اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ‪،‬‬
‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪. 2002 ،‬‬

‫ـ اﻷﻧﺻﺎري ﺣﺳن اﻟﻧﯾداﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻌﯾوب اﻟﻣﺑطﻠﺔ ﻟﻠﺣﻛم وطرق اﻟﺗﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك ﺑﻬﺎ ‪ ،‬د ط ‪ ،‬دار‬

‫اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﻧﺷر ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪. 2009 ،‬‬

‫ـ اﻟﻐوﺛﻲ ﺑن ﻣﻠﺣﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬د ط ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟ ـ ـ ـ ـﺎﻣﻌﯾﺔ ‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر ‪. 1995 ،‬‬

‫ـ ﺑوﺑﺷﯾر ﻣﺣﻧد أﻣﻘران ‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ " ﻧظرﯾﺔ اﻟدﻋوى ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﺧﺻوﻣﺔ‬
‫واﻹﺟراءات اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ " ‪ ،‬د ط ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺟزاﺋر ‪. 2008،‬‬

‫ـ ﺑوﺑﺷﯾر ﻣﺣﻧد أﻣﻘران ‪،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 2005 ،‬‬

‫ـ ﺣﻣدي ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻣر‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪ ،‬د ط‪،‬‬

‫دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 2001 ،‬‬

‫ـــ ‪ 39‬ــــ‬
‫ـ ـ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺷوارﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﺑطﻼن اﻹﺟراﺋﻲ واﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت ‪ ،‬د ط ‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗب‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث ‪ ،‬ﻣﺻر ‪. 2008 ،‬‬

‫ـ ـ ﻓﺗﺣﻲ واﻟﻲ ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟطﺑـ ـ ـﺎﻋﺔ‬

‫اﻟﺣدﯾﺛﺔ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪. 1997 ،‬‬

‫ـ ﻓرج ﻋﻠواﻧﻲ ﻫﻠﯾل ‪ ،‬اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪ ،‬د ط ‪ ،‬دار‬

‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪. 2008 ،‬‬

‫ـ ـ ﻓرﯾﺟﺔ ﺣﺳﯾن ‪ ،‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬د ط ‪ .‬دﯾوان‬
‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 2010 ،‬‬

‫ـ ـ ﻧﺑﯾل إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻣر‪ ،‬أﺻول اﻟﻣراﻓﻌﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷول ‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‬

‫اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬ﻣﺻر ‪. 2008 ،‬‬

‫ـ ـ ﻧﺑﯾل إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻣر‪ ،‬ﻋدم ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺟزاءات اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون ﻣراﻓﻌﺎت ‪ ،‬د ط ‪ ،‬دار‬

‫اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 2002 ،‬‬

‫ـ ـ وﺟدي راﻏب ﻓﻬﻣﻲ ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ‪،‬‬
‫دار اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ‪ ،‬ﻣﺻر ‪. 2001 ،‬‬

‫ـ ـ ﯾﺣﻲ ﺑﻛوش ‪ ،‬اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ اﻟﻔﻧﯾﺔ " أﻋدادﻫﺎ ‪ ،‬ﺗﺳﺑﯾﺑﻬﺎ ‪ ،‬ﻋﯾوﺑﻬﺎ " ‪ ،‬د ط ‪،‬‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 1984 ،‬‬

‫ـــ ‪ 40‬ـــ‬
‫اﻟﳫﲈت اﳌﻔ ﺎﺣ ﺔ‬
‫اﻟﺒﻄﻼن اﻟﺸﻜﻠﻲ‬ ‫‪-‬‬
‫اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺸﻜﻠﯿﺔ‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﻌﯿﺐ اﻟﺸﻜﻠﻲ‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺪﻓﻮع‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺼﻔﺔ اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬اﳌﻠﺨﺺ‬
‫‪ -‬اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ھﻲ أﻋﻤﺎل ﺷﻜﻠﯿﺔ ﻧﻈﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻨﺎﺻﺮھﺎ و اﺛﺮھﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﯾﺮﺗﺐ‬
‫ﻟﮫ ﺟﺰاء ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ھﺬه اﻟﻘﻮاﻋﺪ و ﻣﻦ أھﻢ ھﺬه اﻟﺠﺰاءات اﻟﺒﻄﻼن اﻟﺸﻜﻠﻲ اﻟﺬي ﯾﻌﺘﺒﺮ‬
‫ﻣﻦ أھﻢ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﻣﻦ أﻋﻘﺪھﺎ و ھﺬا ﻧﻈﺮا ﻟﻘﺼﻮر اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ و اﻟﻔﻘﮫ‪.‬‬
‫اﻟﻔﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮس‬
‫اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ‪ ................................................................................................‬ص أـ ب ـ ج‬

‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ‬

‫ﻣﺪﺧﻞ ﺗﻤﮭﯿﺪي ‪....................................................................................................‬ص‪01‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﮭﻮم اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ‪...................................................................‬ص‪02‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ وﺧﺼﺎﺋﺼﮭﺎ ‪...............................................‬ص‪02‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ـ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ‪..................................................................‬ص‪02‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ‪..................................................................‬ص‪02‬‬

‫أوﻻ ـ أﻋﻤﺎل ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪............................................................................................‬ص‪03‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ـ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ‪.....................................................................................‬ص‪03‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ـ أﻋﻤﺎل ﺷﻜﻠﯿﺔ ‪..............................................................................................‬ص‪03‬‬

‫راﺑﻌﺎ ـ أﻋﻤﺎل ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ‪............................................................................................‬ص‪03‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬دور اﻟﺸﻜﻠﯿﺔ ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ‪........................................................‬ص‪04‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﺸﻜﻠﯿﺔ ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ‪.....................................................‬ص‪05‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ‪...........................................................................................‬ص‪05‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﻜﺎن اﻷﺟﺮاء ‪..................................................................................‬ص ‪06‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬زﻣﻦ اﻷﺟﺮاء ‪...................................................................................‬ص‪07‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬طﺒﯿﻌﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ‪.....................................................................‬ص‪08‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ اﻟﺨﺼﻮم أو اﻟﻤﺤﺎﻣﯿﻦ ‪...................................‬ص‪08‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ـ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ اﻟﺨﺼﻮم ‪.....................................................‬ص‪08‬‬

‫أوﻻ ـ اﻟﺼﻼﺣﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪..........................................................................................‬ص‪08‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ـ اﻟﺼﻼﺣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ‪ ......................................................................................‬ص‪09‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ـ ﺗﻘﺴﯿﻢ أﻋﻤﺎل اﻟﺨﺼﻮم ‪....................................................................................‬ص‪09‬‬


‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﻣﯿﻦ ‪..................................................‬ص ‪10‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ أو اﻟﻤﻮظﻔﯿﻦ ‪..................................‬ص‪10‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ـ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪.................................................................‬ص‪10‬‬

‫أوﻻ ـ اﻟﺼﻼﺣﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪..........................................................................................‬ص‪11‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ـ اﻟﺼﻼﺣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ‪........................................................................................‬ص‪11‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ اﻟﻤﻮظﻔﯿﻦ ‪................................................................‬ص‪12‬‬

‫أوﻻ ـ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ طﺮف ﻛﺘﺎب اﻟﻀﺒﻂ ‪............................................................‬ص‪12‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ـ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ طﺮف اﻟﻤﺤﻀﺮﯾﻦ ‪...............................................................‬ص‪12‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ اﻟﻐﯿﺮ ‪.....................................................‬ص‪13‬‬

‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺒﻄﻼن ﻟﻌﯿﺐ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ‬

‫ﻣﺪﺧﻞ ﺗﻤﮭﯿﺪي ‪......................................................................................................‬ص‪14‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺒﻄﻼن ‪..................................................................................‬ص‪15‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن ‪............................................................................‬ص‪15‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﺬاھﺐ اﻟﺒﻄﻼن ‪.................................................................................‬ص‪16‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ـ اﻟﻨﻈﺮﯾﺎت اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ ‪..................................................................................‬ص‪16‬‬

‫أوﻻ ـ ﻣﺬھﺐ اﻟﺒﻄﻼن ﺟﺰاء ﻛﻞ ﻋﯿﺐ ﺷﻜﻠﻲ ‪................................................................‬ص‪16‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ـ ﻣﺬھﺐ ﻻ ﺑﻄﻼن اﻻ ﺑﻨﺺ ‪...............................................................................‬ص‪16‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ـ ﻧﻈﺮﯾﺔ ﻻ ﺑﻄﻼن ﺑﻐﯿﺮ ﺿﺮر ‪............................................................................‬ص‪17‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ‪........................................................................‬ص‪17‬‬

‫أوﻻ ـ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ‪...........................................................................................‬ص‪17‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ـ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻻﯾﻄﺎﻟﻲ ‪...........................................................................................‬ص‪18‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ـ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﺼﺮي ‪.................................................................................‬ص‪18‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ـ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي ‪......................................................................‬ص ‪18‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﺗﻘﺴﯿﻤﺎت اﻟﺒﻄﻼن ‪..............................................................................‬ص‪19‬‬


‫اﻟﻔﺮع اﻷول ـ اﻟﺒﻄﻼن اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ‪...................................................................‬ص‪19‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ اﻟﺒﻄﻼن اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ‪...........................................................‬ص‪20‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ـ اﻟﺘﻤﯿﺰ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﻄﻼن اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ‪..................‬ص‪20‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺷﺮوط اﻟﺒﻄﻼن وﺗﺼﺤﯿﺤﮫ ‪...................................................................‬ص‪21‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬ﺷﺮوط اﻟﺒﻄﻼن ‪.................................................................................‬ص‪21‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ـ ﻻ ﺑﻄﻼن أﻻ ﺑﻨﺺ ﺻﺮﯾﺢ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.........................................................‬ص‪21‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ﻻ ﺑﻄﻼن ﺑﻐﯿﺮ ﺿﺮر ‪............................................................................‬ص‪22‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ـ أن ﯾﺘﻢ ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺒﻄﻼن اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪.................‬ص‪22‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺮاﺑﻊ ـ ﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن أﻻ ﻟﻤﻦ ﺷﺮع اﻟﺒﻄﻼن ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﮫ ‪...............................‬ص‪23‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗﺼﺤﯿﺢ اﻟﺒﻄﻼن ‪...............................................................................‬ص‪23‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ـ اﻟﺘﺼﺤﯿﺢ ﺑﺰوال اﻟﻌﯿﺐ ‪..........................................................................‬ص‪23‬‬

‫أوﻻ ـ ﺗﻜﻤﻠﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ اﻟﺒﺎطﻞ ‪..........................................................................‬ص‪23‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ـ اﻟﺘﺼﺤﯿﺢ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮر ‪.....................................................................................‬ص‪24‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ اﻟﺘﺼﺤﯿﺢ ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﻌﯿﺐ ‪........................................................................‬ص‪25‬‬

‫أوﻻ ـ أﻧﻮاع اﻟﻨﺰول ﻋﻦ اﻟﺒﻄﻼن ‪..............................................................................‬ص‪26‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ـ ﺷﺮوط اﻟﻨﺰول ‪.............................................................................................‬ص‪26‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ـ اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن ‪...........................................................................‬ص‪26‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن وأﺛﺎره ‪......................................................................‬ص‪27‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن ‪...............................................................................‬ص‪27‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ـ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﺨﻮل ﻟﮭﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن ‪..........................................‬ص‪27‬‬

‫أوﻻ ـ اﻟﺨﺼﻢ اﻟﺬي ﺷﺮع ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﮫ اﻟﺒﻄﻼن وم ﻛﻞ ﺧﺼﻢ ذي ﻣﺼﻠﺤﺔ ‪.................................‬ص‪27‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ـ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ‪....................................................................................................‬ص‪28‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ـ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪...............................................................................................‬ص‪28‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ﺣﺎﻻت اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن ‪........................................................................‬ص‪29‬‬

‫أوﻻ ـ ﺣﺎﻻت ﯾﺠﺐ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ‪..............................................‬ص‪29‬‬


‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ـ ﺣﺎﻻت ﯾﺠﺐ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن ﻗﺒﻞ ﻗﻔﻞ ﺑﺎب اﻟﻤﺮاﻓﻌﺔ ‪.........................................‬ص‪30‬‬

‫ﺛﺎﻟﺚ ـ ﺣﺎﻻت ﯾﺠﺐ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻄﻖ اﻟﺤﻜﻢ ‪..............................................‬ص‪31‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬طﺮق اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن ‪..........................................................................‬ص‪31‬‬

‫أوﻻ ـ اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن ‪..............................................................................................‬ص‪31‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ـ اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ‪...........................................................................................‬ص‪32‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬أﺛﺎر اﻟﺒﻄﻼن ‪....................................................................................‬ص‪32‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ‪ :‬اﺛﺮ اﻟﺒﻄﻼن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ﻓﻲ ذاﺗﮫ ‪...................................................‬ص‪32‬‬

‫أوﻻ ـ ﺗﺤﻮل اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ اﻟﺒﺎطﻞ ‪........................................................................‬ص‪32‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ـ اﻧﺘﻘﺎص اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ‪...............................................................................‬ص‪33‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ـ اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ واﻧﺘﻘﺎﺻﮫ ‪................................................................‬ص‪34‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ اﺛﺮ ﺑﻄﻼن اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ اﻷﺧﺮى ‪..............................‬ص‪25‬‬

‫أوﻻ ـ اﺛﺮ ﺑﻄﻼن اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ‪...................................................‬ص‪35‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ـﺎﺛﺮ ﺑﻄﻼن اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻼﺣﻘﺔ ‪....................................................‬ص‪36‬‬

‫اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ‪.............................................................................................................‬ص ‪38‬‬

‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ ‪......................................................................................,.‬ص ‪40‬‬

You might also like