نقلة-مصغرة-و-جاهزة-في-مادة-الفلسفة-ثانية-باكالوريا

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫مجزوءة األخالق‬ ‫مجزوءة السياسة‬ ‫مجزوءة المعرفة‬ ‫اإلنسان‬

‫تعد األخالق من التوجيهات و الوصايا و‬ ‫يعد مفهوم السياسة من الموضوعات التي‬ ‫إن كل عملية فكرية تستوجب وجود ذات عارفة متصفة‬ ‫يعتبر موضوع اإلنسان محور اهتمام الفلسفة‪ ،‬إذ تناولت‬
‫القواعد التي تهدف إلى تقويم اعوجاج السلوك‬ ‫اهتمت بها الفلسفة لكونها تتناول التنظيم‬ ‫بالوعي و العقل و في المقابل موضوع معرفة‪ ،‬و‬ ‫مند بدايتها مع اإلغريق‪ ،‬و تنوعت طرق دراسته و مجال‬
‫اإلنساني و تنظيم الحياة االجتماعية‪ ،‬ولقد‬ ‫االجتماعي ووضع ضوابط للسلوك اإلنساني‪،‬‬ ‫المعرفة تحتم على العالم أن يلتزم الحياد في بنائه‬ ‫بحثه‪ ،‬يمكن تحديد الظروف المتدخلة في تحديد حقيقة‬
‫اهتمت الفلسفة بموضوع األخالق مند العصور‬ ‫إنها المجال الذي يرتبط بامتالك السلطة و‬ ‫للمعارف حتى تكون موضوعية و لذا ينبغي التخلي عن‬ ‫اإلنسان إلى ُبعدين‪ ،‬أولهما بعد موضوعي و يتجلى في‬
‫القديمة خاصة مع "سقراط" و "أرسطو"‪ ،‬إذ‬ ‫ممارستها من خالل مؤسسات تهدف إلى تدبير‬ ‫وجهته الخاصة و شعوره الخاص في تعامله مع‬ ‫مجموعة من اإلكراهات و الحتميات و الضغوطات التي‬
‫انصب اهتمام الباحثين في مجال األخالق إلى‬ ‫الشأن العام‪ ،‬ويمكن تقسيم االهتمام بالسياسة‬ ‫موضوع الدراسة‪ ،‬فالمعرفة ليست معطيات جاهزة و‬ ‫تفرض على اإلنسان‪ ،‬و منها خضوعه لقوانين الطبيعة‬
‫جعل السلوك متأسسا على الفضائل و تنظيم‬ ‫إلى مجالين مختلفين يتمثل األول في المجال‬ ‫تلقائية بل هي نتاج لمجهود إنساني تتدخل في إنشائه‬ ‫ثم سيادة قوانين المجتمع و أعرافه و تقاليده عليه ثم‬
‫السلوكات الغريزية و التخلص من الشهوات و‬ ‫الفلسفي الذي يتناول موضوع السياسة من‬ ‫عوامل ووسائل متعددة‪ ،‬فسواء تعلق األمر بمعرفة‬ ‫كونه كائن فان‪ .‬أما البعد الثاني فهو ذاتي يرتبط أساسا‬
‫األهواء العشوائية التي تقود إلى الفوضى‪ ،‬إن‬ ‫ناحية نظرية يهدف من خاللها إلى تحديد ما‬ ‫الطبيعة أو معرفة اإلنسان ذاته‪،‬و ينبغي على اإلنسان‬ ‫بجانب الحرية و التفكير اللذين يتمتع بهما اإلنسان‪ ،‬و‬
‫الهدف األسمى الذي تتوخى األخالق بلوغه هو‬ ‫ينبغي أن يكون‪ ،‬لذلك فان معظم النظريات‬ ‫احترام مناهج تؤهله إلى إثبات الحقيقة و توصله إلى‬ ‫من خاللهما يستطيع اإلنسان أن يختار سلوكاته و يغير‬
‫تحقيق السعادة‪ ،‬و ذلك بضمان الحرات‬ ‫الفلسفية في السياسة اتصفت بالمثالية و توخت‬ ‫معرفة ذات قيمة موضوعية‪ ،‬إن التقييم العلمي و‬ ‫من وجوده‪ ،‬وما دام اإلنسان يوجد داخل مجتمع فينبغي‬
‫الضرورية لتحقيق الحاجيات دون اإلخالل‬ ‫التنظير لدولة مثالية‪ ،‬و انتقاد ما هو قائم في‬ ‫المعرفي لإلنسان أتاح له فرصة السيطرة على العالم م‬ ‫أوال تحديد حقيقة هذا اإلنسان و توضيح األساس الذي‬
‫بالواجبات‪ ،‬غير إن التفكير في األخالق يطرح‬ ‫الواقع‪ ،‬أما المجال الثاني فيتجلى في الممارسة‬ ‫مكنه من فهم ألغازه‪ ،‬فابتداء من القرن ‪ 17‬عرف العالم‬ ‫تنبني عليه‪ ،‬كما ينبغي تحديد عالقة األنا بالغير على‬
‫عدة إشكاليات من بينها ‪:‬هل األخالق مطلقة و‬ ‫التطبيقية للسياسة في الواقع من قبل رجل‬ ‫ثورات علمية بفضل اعتماد المنهج التجريبي‪ ،‬كانت لهذه‬ ‫مستوى المعرفة و الوجود‪ ،‬و أخيرا ينبغي تحديد تصور‬
‫شاملة و موحدة بين جميع الناس‪ ،‬أم أن لكل‬ ‫السياسة و تعتمد عدة مؤسسات تتحدد مهمتها‬ ‫الثورات اثر واضح في تقدم اإلنسانية‪ .‬غير أن هذه‬ ‫اإلنسان للتاريخ و مراجعة المعارف التاريخية و األسس‬
‫مجتمع أخالقه و بذلك تكون نسبية؟ و هل يعتمد‬ ‫في الحفاظ على حقوق الناس و إقامة العدل و‬ ‫العلوم تطرح إشكاالت فيما يتعلق بطريقة إنشائها أو‬ ‫التي تنبني عليها بهدف تكوين معرفة حقيقية‪.‬‬
‫تطبيق األخالق على اإللزام أم االلتزام؟‬ ‫القضاء على العنف‪.‬‬ ‫التأكد من صدقها‪ ،‬ويتجسد ذلك خصوصا من خالل‬
‫إشكال بناء النظرية العلمية و اعتماد التجارب إلثبات‬ ‫الشخص‬
‫الواجب‬ ‫الدولة‬ ‫صدقها‪ ،‬كما ُيطرح إشكال آخر يتعلق بعلمية العلوم‬ ‫يعتبر مفهوم الشخص من المفاهيم التي حضية باهتمام‬
‫يشير الواجب إلى ما ينبغي على الفرد القيام به‪،‬‬ ‫يتربع مفهوم الدولة عرش الفلسفة السياسية‪،‬‬ ‫اإلنسانية إلى جانب إشكال تحديد مفهوم الحقيقة ضمن‬ ‫العديد من الفالسفة و المفكرين و العلماء من مجاالت‬
‫و لكن ما يجب على اإلنسان قد يقوم به بشكل‬ ‫لما يحمله من أهمية قصوى سواء اعتبرناه‬ ‫مجال البحث العلمي‪.‬‬ ‫معرفية متعددة منها ‪ :‬علم النفس‪ ،‬علم االجتماع‪،‬‬
‫حر و إرادي ملتزما بأدائه وعيا منه لما يحققه‬ ‫كيانا بشريا ذو خصائص تاريخية‪ ،‬جغرافية‪،‬‬ ‫القانون‪ ،‬األخالق‪ ،‬الفلسفة‪...‬لذلك يطرح إشكاالت صعبة‬
‫له ولغيره من نفع‪ ،‬و قد تتدخل سلطة خارجية‬ ‫لغوية‪ ،‬أو ثقافية مشتركة؛ أو مجموعة من‬ ‫النظرية العلمية‬ ‫مرتبطة بحقيقة اإلنسان و ما يتعلق بها من قيمته و‬
‫تلزم اإلنسان وتكرهه على الخضوع له‪ ،‬لكن‬ ‫األجهزة المكلفة بتدبير الشأن العام للمجتمع‪.‬‬ ‫تطرح عالقة النظرية بالتجربة إشكاال يتمثل في تحديد‬ ‫مصيره و حريته‪.‬‬
‫احترام الواجب يستوجب نوعا من الوعي‬ ‫وتعد الدولة مدافعة عن حقوق اإلنسان ومنظمة‬ ‫األساس الذي ينبغي اعتماده لفهم العالم إذ نجد عددا من‬ ‫"باسكال" التأمل العقلي بمثابة الوسيلة الوحيدة التي‬
‫األخالقي سواء كان أصل هذا الوعي فطريا أم‬ ‫للعالقات االجتماعية وضامنة لألمن‪ ،‬و لكنها في‬ ‫الفالسفة و المفكرين يعتبرون أن للعقل القدرة الكاملة‬ ‫يمكن اعتمادها في معرفة حقيقة اإلنسان‪.‬‬
‫مكتسبا‪ ،‬إلى جانب تدخل المجتمع في مراقبة‬ ‫نفس الوقت تمارس سلطات على اإلنسان و تحد‬ ‫على فهم قوانين العالم و اكتشاف أسراره وذلك عن‬ ‫الشخص والهوية‬
‫أفراده‪.‬‬ ‫من حرياته‪ .‬فإن دل االعتبار الثاني على شيء‬ ‫طريق التأمل النظري ألن العقل يمتلك أفكارا فطرية‬ ‫"جون لوك" إن اإلدراك الحسي أساسي في الوصول‬
‫الواجب و اإلكراه‪:‬‬ ‫فإنما يدل على كون الدولة سيف على رقاب‬ ‫تؤهله لفهم كل ما في الوجود‪ ،‬بينما نجد عددا من‬ ‫إلى حقيقة الشخص‪ ،‬وبالتالي شخص اإلنسان وهويته‬
‫هل يكون اإلنسان ملزما بالقيام بالواجب تحت‬ ‫المواطنين وعلى هؤالء االمتثال واالنصياع‪،‬‬ ‫الفالسفة و العلماء يعتبرون أن المعرفة ينبغي أن ُتستمد‬ ‫تنبني على مسألة الشعور‪.‬‬
‫إكراه سلطة خارجية‪ ،‬أم أن الواجب ينبع من‬ ‫من الواقع وذلك من خالل اعتماد التجربة و الحواس‪،‬‬ ‫"شوبنهاور" إن هوية الشخص تتأسس على اإلرادة‪،‬‬
‫التزام ذاتي و خضوع إرادي ؟‬ ‫"أرسطو"‪ :‬ال يمكن لإلنسان أن يعيش منعزال‬ ‫غير أن هذا االختالف الموجود بين التصورين يفضي إلى‬ ‫واختالف الناس يرجع أساسا إلى اختالف إراداتهم‪.‬‬
‫"كانط" رقابة العقل هي التي تفرض على‬ ‫ما دام يحتاج لآلخرين‪ ،‬لذلك وجب الخضوع‬ ‫نمطين من البحث يكون أحدهما بحث عقالني بينما يكون‬ ‫الشخص بوصفه قيمة‬
‫اإلنسان االلتزام بالواجب‪ ،‬وينبغي أن يتأسس‬ ‫لتنظيم يهدف إلى خدمة المصالح العامة‪ ،‬وتظل‬ ‫اآلخر بحث تجريبي‪.‬‬ ‫"كانط" يعتبر أن قيمة الشخص تنبع من امتالكه للعقل‬
‫الواجب على اإلرادة الطيبة وتوخي الخير في‬ ‫الدولة أهم من الفرد‪.‬‬ ‫التجربة و التجريب‬ ‫هذا األخير الذي يعطي لإلنسان كرامته ويسمو به‪ ،‬إنه‬
‫كل سلوك‪،‬‬ ‫مشروعية الدولة وغاياتها‪:‬‬ ‫"كلود برنارد" يركز على دور التجربة والمالحظة لبناء‬ ‫ُيشرع مبدأ الواجب األخالقي‪.‬‬
‫"ج‪.‬ماري غويل" الواجب نابع من الحياة‬ ‫من أين تستمد الدولة مشروعيتها؟ و ما هي‬ ‫المعرفة العلمية مع االلتزام بخطوات المنهج‬ ‫"غوسدورف" قيمة الشخص تتحدد داخل المجتمع ال‬
‫وقوانينها ويرتبط بقدرة اإلنسان وشعوره بما‬ ‫غاياتها؟‬ ‫التجريبي(المالحظة ثم الفرضية فالتجربة)‪.‬‬ ‫خارجه‪،‬فالشخص األخالقي ال يتحقق بالعزلة والتعارض‬
‫يستطيع القيام به دون أي إكراه‪ ،‬وكل قدرة تنتج‬ ‫"اسبينوزا" ليس الهدف من الدولة االستبداد‬ ‫"روني طوم" التجربة تحتاج إلى العقل والخيال‪،‬‬ ‫مع اآلخرين بل العكس‪.‬‬
‫واجبا‪.‬‬ ‫واإلخضاع‪ ،‬بل هدفها ضمان حقوق الناس‬ ‫ويتجلى دور العقل في بناء المعرفة من خالل صياغة‬ ‫الشخص بين الضرورة والحرية‬
‫الوعي األخالقي‪:‬‬ ‫وتوفير حرياتهم‪ ،‬شريطة أال يتصرفوا ضد‬ ‫الفرضية‪ ،‬مع إمكانية القيام بتجارب ذهنية‪.‬‬ ‫"ج‪ .‬ب‪ .‬سارتر" حقيقة اإلنسان تنبني أساسا على‬
‫كيف يتكون لدى اإلنسان الوعي بالواجبات؟ وما‬ ‫سلطتها‪.‬‬ ‫العقالنية العلمية‬ ‫الحرية‪ ،‬فحقيقة اإلنسان بمثابة مشروع يعمل كل فرد‬
‫مصدر اإلحساس بضرورة احترام الواجب؟‬ ‫"هيغل" تقوم الدولة بخدمة األفراد وبشكل‬ ‫"ألبير انشتاين" العقل مصدر المعرفة العلمية وذلك ألنه‬ ‫على تجديده من خالل تجاربه واختياراته و سلوكاته‬
‫"ج‪.‬ج‪ .‬روسو" اإلحساس بضرورة احترام‬ ‫تنظيمي توفر لهم حقوقهم‪ ،‬وتبقى أهم من الفرد‬ ‫ينتج مبادئ وأفكار‪ ،‬وتبقى التجربة بمثابة أداة مساعدة‬ ‫وعالقاته باآلخرين‪.‬‬
‫الواجبات فطري في اإلنسان‪ ،‬إن اإلنسان يعرف‬ ‫باعتبارها أفضل وجود لإلنسان‪.‬‬ ‫إلثبات صدق النظرية‪.‬‬ ‫"إمانويل مونيي" حرية اإلنسان ليست مطلقة‪ ،‬وشرط‬
‫الخير بشكل فطري وال يحتاج للدين والمجتمع‬ ‫طبيعة السلطة الذاتية‪:‬‬ ‫"غاستون باشالر" تعد المعرفة العلمية نتيجة تكامل‬ ‫التحرر من الضغوطات هو تحقيق وعي بالوضعية‪،‬‬
‫والثقافة ليتعلم ما هو خير‪.‬‬ ‫كيف ينبغي للحاكم أن يتعامل مع شعبه؟ هل‬ ‫عمل كل من العقل والتجربة‪ ،‬العقل ينتج أفكارا‬ ‫والعمل قدر اإلمكان على التحرر من الضغوطات‪.‬‬
‫"نيتشه" الوعي األخالقي باحترام الواجب‬ ‫يجب أن يقوم بكل ما يضمن له السلطة و‬ ‫وتصورات‪ ،‬تعمل التجربة على استخالص المعطيات‬
‫مصدره العالقات االجتماعية فبين الدائن و‬ ‫االستمرارية‪ ،‬أم ينبغي أن يكون قدوة لشعبه؟‬ ‫الحسية‪.‬‬ ‫الغير‬
‫المدين (في القرض) يحضر تأنيب الضمير الذي‬ ‫"ماكيافيلي" على الحاكم أن يستخدم كل‬ ‫معايير علمية النظرية العلمية‬ ‫إن مفهوم الغير اتخذ في التمثل الشائع معنى تنحصر‬
‫يلزم الفرد بإرجاع ما أخذه من الغير‪.‬‬ ‫الوسائل للتغلب على خصومه وبلوغ غايته‪،‬‬ ‫"بيير تويلي" تعدد التجارب واالختبارات في وضعيات‬ ‫داللته في اآلخر المتميز عن األنا الفردية أو الجماعية‬
‫الواجب والمجتمع‪:‬‬ ‫وعليه أن يعرف كيف يخضع الناس لسلطته‬ ‫مختلفة‪ ،‬يضفي االنسجام على النظرية كما ينبغي على‬ ‫(نحن)‪ .‬ولعل أسباب هذا التميز إما مادية جسمية‪ ،‬وإما‬
‫هل احترام الواجب نابع من سلطة المجتمع‪ ،‬أم‬ ‫بالقانون والقوة معا‪.‬‬ ‫النظرية أن تخضع لمبدأ التماسك المنطقي‪.‬‬ ‫أثنية (عرقية) أو حضارية‪ ،‬أو فروقا اجتماعية أو‬
‫ينبغي على اإلنسان االلتزام بواجبات تجاه‬ ‫"ابن خلدون" على الحاكم أن يكون القدوة‬ ‫"كارل بوبر" لكي تكون النظرية علمية ينبغي أن تخضع‬ ‫طبقية‪ ،‬ومن هذا المنطلق‪ ،‬ندرك أن مفهوم الغير في‬
‫اإلنسانية جمعاء؟ هل الواجب يرتبط بكل مجتمع‬ ‫لشعبه يحترم األخالق الفاضلة ويدافع عن‬ ‫لمعيار القابلية للتكذيب وذلك بوضع افتراضات تبين‬ ‫االصطالح الشائع يتحدد بالسلب‪ ،‬ألنه يشير إلى ذلك‬
‫و يختلف من مجتمع آلخر‪ ،‬أم انه مرتبط‬ ‫الحق‪ ،‬وعليه أن يتعامل بحكمة واعتدال مع‬ ‫مجال النقص في النظرية‪.‬‬ ‫الغير الذي يختلف عن األنا ويتميز عنها‪ ،‬ومن ثمة يمكن‬
‫باإلنسان عموما؟‬ ‫شعبه‪.‬‬ ‫أن تتخذ منه الذات مواقف‪ ،‬بعضها إيجابي كالتآخي‪،‬‬
‫"إميل دور كايم" احترام الواجب مصدره سلطة‬ ‫الدولة بين الحق والعنف‪:‬‬ ‫العلوم اإلنسانية‬ ‫والصداقة وما إلى ذلك‪ ،‬وأخرى سلبية كالالمباالة‪،‬‬
‫المجتمع‪ ،‬بمعنى أن المجتمع يفرض رقابته على‬ ‫من أين تستمد الدولة مشروعيتها‪ ،‬هل من‬ ‫لقد كان ظهور العل•وم اإلنس•انية خالل ق‪ 19 .‬ج•د مت•أخر‬ ‫والعداء‪ ...‬تطرح معرفة الغير إشكاالت فلسفية اختلفت‬
‫األفراد لكي يقوموا بالواجبات‪.‬‬ ‫الدفاع عن الحقوق أم من اللجوء إلى العنف؟ و‬ ‫بالمقارن•ة م•ع العل•وم التجريبي•ة‪ ،‬له•ذا الزالت تع•اني من‬ ‫إجابات الفالسفة فيها‪ ،‬و من أهم هذه اإلشكاالت سنقف‬
‫"برغسون" ال بد من توفر سلطة المجتمع من‬ ‫كيف يتم تدبير العنف داخل الدولة؟ أليس‬ ‫ص•••عوبات في تحدي•••د موض•••وع دراس•••تها وفي اختي•••ار‬ ‫عند إمكانية معرفة الغير كذات واعية‪ .‬و هو إشكال‬
‫اجل احترام الواجب‪ ،‬وال بد من االنفتاح على‬ ‫االعتماد على العنف دليل على عدم مشروعية‬ ‫المنهج المناس••ب للبحث‪ ،‬غ••ير أن أهم اإلش••كاالت ال••تي‬ ‫يتعلق أساسا بإعطاء قيمة لهذا اإلنسان الذي نحاول‬
‫الواجبات الكونية التي تتجاوز انغالق المجتمع‪.‬‬ ‫الدولة؟‬ ‫تطرحها ‪ :‬تتمثل في تحدي••د عالق••ة ال••ذات بالموض••وع م••ا‬ ‫معرفته‪ ،‬أما اإلشكال الثاني فيتعلق بمنهجية التعرف على‬
‫"ماكس فيبر" الدولة وحدها من تمتلك حق‬ ‫دام اإلنس••ان ه••و ال••ذات الباحث••ة و في نفس ال••وقت ه••و‬ ‫الغير‪.‬‬
‫السعادة‬ ‫ممارسة العنف وذلك إلخضاع الناس للقانون‬ ‫موضوع البحث‪ .‬و يترتب عن ذل•ك تحدي•د قيم•ة المعرف•ة‬ ‫وجود الغير‪:‬‬
‫تعتبر السعادة هدفا أسمى يتوخى كل إنسان‬ ‫ومن هنا فإن العنف الذي تمارسه الدولة يعتبر‬ ‫التي تنتجه••ا العل••وم اإلنس•انية إذا م•ا ق••ورنت بم•ا تنتج••ه‬ ‫"مارتن هايدغر" وجود الغير مهدد لوجود الذات م••ا دام‬
‫الوصول إليه‪ ،‬وتعمل األخالق والدين والسياسة‬ ‫مشروعا‪.‬‬ ‫العلوم التجريبية‪ .‬هل يمكن التعامل مع اإلنس•ان باعتب•اره‬ ‫يحرمها من خصوصياتها‪ ،‬والغير مفهوم قابل لكي يطل••ق‬
‫على توفير الظروف المناسبة للسعادة وعلى‬ ‫"عبد هللا العروي" كل دولة تعمل على إخضاع‬ ‫موض••وعا أو ش••يئا؟ م••ا قيم••ة المعرف••ة ال••تي تص••ل إليه••ا‬ ‫على كل إنسان‪.‬‬
‫توجيه اإلنسان إلى الطريق المؤدي إليها‪ ،‬غير‬ ‫الشعب لسلطاتها بالقوة والعنف وال يجمع عليها‬ ‫العلوم اإلنسانية؟ هل يمكن تطبيق المناهج التجريبي••ة في‬ ‫"ج‪ .‬ب‪ .‬س••ارتر" وج••ود الغ••ير يه••دد ال••ذات من جه••ة‬
‫أن مفهوم السعادة يختلف تحديده من فرد إلى‬ ‫الناس وال يكون الحاكم مختارا من طرف الشعب‬ ‫دراسة الظاهرة اإلنسانية؟‬ ‫وض••روري له••ا من جه••ة أخ••رى‪ ،‬إن نظ••رة الغ••ير إلين••ا‬
‫آخر‪ ،‬فهناك من يركز على السعادة المادية‪،‬‬ ‫ال تعتبر دولة شرعية‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬ ‫موضعة الظاهرة اإلنسانية‪:‬‬ ‫تحرمنا من هذه الحرية وتجعلنا مجرد شيء أو َعْبٍد‪.‬‬
‫وآخر على السعادة الروحية بينما يركز آخر‬ ‫"جون بياجي" يواجه الباحث في العلوم اإلنسانية مشكل‬ ‫معرفة الغير‪:‬‬
‫على السعادة العقلية (المعرفية)‪ ،‬ولقد اهتمت‬ ‫العنف‬ ‫تحديد المنهج المناسب إلى جانب التخلص من الذاتي••ة‪ ،‬و‬ ‫"إدموند هوسرل" معرفة الغير ممكنة ما دام جزءا من‬
‫الفلسفة بالسعادة منذ العصور القديمة فأنتجت‬ ‫يعتبر العنف بمثابة إفراط في استخدام القوة‬ ‫ينتج عن ه••••ذا الوض••••ع المت••••داخل ص••••عوبة تحقي••••ق‬ ‫العالم الذي أعيش فيه‪ ،‬وما أعرفه من الغير هو‬
‫تصورات مختلفة بطرق تحصيل السعادة الفردية‬ ‫بشكل يخالف القانون ويؤدي إلى إلحاق الضرر‬ ‫الموضوعية‪.‬‬ ‫المستوى الذي يشاركني و يشابهني فيه‪.‬‬
‫و الجماعية‪.‬‬ ‫سواء بالطبيعة أو اإلنسان‪ ،‬غير أنه ال يمكن‬ ‫"فرانس••وا باس••تيان" يؤك••د على ض••رورة الفص••ل بين‬ ‫"غاستون بيرجي" تتأسس حقيقة اإلنسان على تجربته‬
‫حصر العنف في نموذج واحد من السلوكات بل‬ ‫الذات والموضوع وااللتزام بالحياد‪ ،‬وذلك بتأمل الظواهر‬ ‫وعلى إحساساته الداخلية‪ ،‬إن هناك فاصال بين الذات‬
‫"الفارابي" السعادة هي أعظم الخيرات‪ ،‬إن‬ ‫يتخذ أشكاال متعددة مادية ومعنوية‪ ،‬ويأتي‬ ‫باعتبارها أشياء ويقتدي بالعلوم التجريبية‪.‬‬ ‫والغير يستحيل معه التعرف على حقيقة هذا الغير‪.‬‬
‫اإلنسان ال يحقق سعادته إال باالجتماع والتعاون‬ ‫االهتمام بالعنف في إطار فهم طبيعة اإلنسان‬ ‫التفسير و الفهم في العلوم اإلنسانية‪:‬‬ ‫العالقة مع الغير‪:‬‬
‫والتكامل وااللتزام باألخالق الفاضلة‪.‬‬ ‫وتنظيم عالقته بالغير قد كان اهتمام الفالسفة‬ ‫ه•••ل يمكن اعتم•••اد الفهم والتفس•••ير في دراس•••ة العل•••وم‬ ‫"إمانويل كانط" الصداقة هي النموذج المثالي للعالقة‬
‫تمثالت السعادة‪:‬‬ ‫بالعنف منذ العصور القديمة‪ ،‬غير أن العصور‬ ‫اإلنس•••انية؟ و كي•••ف يس•••اهم التفس•••ير و الفهم في بن•••اء‬ ‫مع الغير‪ ،‬و مبدأ الواجب األخالقي يفرض على اإلنسان‬
‫ما هي السعادة؟ و كيف يمكن تحقيقها؟‬ ‫الراهنة جعلت البحث في مجال العنف يتشعب‬ ‫المعرفة ضمن العلوم اإلنسانية؟‬ ‫االلتزام بمبادئ فاضلة وتوجيه إرادته نحو الخير دائما‪.‬‬
‫"أرسطو" السعادة خير نسعى إليه من أجل‬ ‫ويتسع‪ ،‬إذ أصبح ينظر إلى العنف على أنه‬ ‫"ك‪ .‬ل‪ .‬ستراوس" البحث في مج••ال العل••وم اإلنس••انية ال‬ ‫"أوغست كونت" إن الغيرية باعتبارها نكران للذات‬
‫ذاته‪ ،‬وتتحقق سعادة الفرد بالتزامه باألخالق‬ ‫مشكل يهدد استقرار المجتمع غير أن العنف‬ ‫يس••تطيع أن يص••ل إلى تفس••ير دقي••ق للظ••واهر‪ ،‬كم••ا ال‬ ‫وتضحية من أجل األخر هي الكفيلة بتثبيت مشاعر‬
‫الفاضلة‪ ،‬ثم إن السعادة حسب تنبني على‬ ‫تنبع أصوله من رغبات اإلنسان و متجدر في‬ ‫يستطيع أن يصل إلى تنبؤ صحيح بما ستكون عليه‪.‬‬ ‫التعاطف و المحبة بين الناس‪.‬‬
‫االجتهاد والجد و ليس اللهو‪.‬‬ ‫الطبيعة‪.‬‬ ‫"فلهلم دلتاي" يرفض تقليد العلوم التجريبية كما يرفض‬
‫"كانط" السعادة تصور كامل مجرد بينما حياة‬ ‫اعتماد التفس••ير في دراس••ة الظ••واهر اإلنس••انية‪ ،‬و يؤك••د‬ ‫‪/https://takhasos9.blogspot.com‬‬
‫اإلنسان تنبني على كل ما هو جزي و تجريبي‪،‬‬ ‫" ج‪ .‬ج‪ .‬روسو" العالقات االجتماعية تتصف‬ ‫على ضرورة بناء منهج يناسب الظواهر اإلنسانية‪.‬‬
‫إذن السعادة بمثابة مثال للخيال ال يمكن تحقيقه‪.‬‬ ‫بممارسات كثيرة للعنف‪ ،‬و مصدر العنف هو‬ ‫نموذجية العلوم التجريبية‪:‬‬
‫البحث عن السعادة‪:‬‬ ‫الدفاع عن الملكية الخاصة‪.‬‬ ‫ه•ل تعت•بر العل•وم اإلنس•انية بمثاب•ة نم•وذج ينبغي لب•اقي‬
‫هل التقدم اإلنساني يؤدي إلى تحقيق السعادة‪،‬‬ ‫أشكال العنف‪:‬‬ ‫العل••وم أن تقت••دي ب••ه؟ كي••ف يمكن للعل••وم اإلنس••انية أن‬
‫أم إلى االبتعاد عنها؟‬ ‫ما هي أشكال العنف؟ هل العنف طبيعي أم‬ ‫تتخلص من حضور الذاتية في النتائج؟‬
‫"ج‪.‬ج‪ .‬روسو" أدى االنتقال من حالة الطبيعة‬ ‫ثقافي؟‬ ‫"ورنيي ‪ -‬طولرا" إن العلوم اإلنسانية ال يمكنها أن تصل‬
‫إلى حالة المجتمع‪ ،‬فقدان اإلنسان سعادته‬ ‫" لورنتز" يشترك اإلنسان مع الحيوان في‬ ‫إلى معرف••ة حقيقي••ة للظ••واهر اإلنس•انية إال به••ذا الت••داخل‬ ‫التاريخ‬
‫وتحول البحث عنها إلى شقاء دائم‪.‬‬ ‫الجوانب العدوانية‪ ،‬ويتصف الحيوان بامتالك‬ ‫بين الذات و الموض••وع‪ ،‬فال ينبغي أال تطغى ه••ذه الذاتي••ة‬ ‫يعتبر مفهوم التاريخ من الموضوعات التي تهتم‬
‫"هيوم" تتحقق السعادة من خالل تنمية الدوق‬ ‫كوابح طبيعية عصبية‪ ،‬أما كوابح اإلنسان فهي‬ ‫على البحث فتغير من نتائجه و تأول داللته‪.‬‬ ‫باإلنسان وذلك بهدف تخليد تجاربه و معارفه‪ ،‬و لقد بدأ‬
‫والسمو بمشاعر اإلنسان وعواطفه واالهتمام‬ ‫ثقافية‪.‬‬ ‫"م‪ .‬ميرولو بونتي" كل إنس••ان ينطل••ق من وجه••ة نظ••ره‬ ‫االهتمام بكتابة التاريخ منذ العصور القديمة‪ .‬غير أن‬
‫بالمتعة الجمالية مع ظهور الفنون الجميلة‬ ‫" كلوزفتش" الحرب هي ممارسة العنف اتجاه‬ ‫الخاصة ومن فهمه الخاص إن حضور الذات مرك••زي في‬ ‫البحث في مجال التاريخ يطرح إشكاالت متعددة‪ ،‬يتعلق‬
‫وتطورها‪.‬‬ ‫الغير بهدف إخضاعه إلرادة الذات‪ ،‬الحرب‬ ‫تكوين كل معارف اإلنسان‪.‬‬ ‫أولها بالوصول إلى المعرفة التاريخية من خالل اعتماد‬
‫السعادة والواجب‪:‬‬ ‫سلوك عدواني يقتصر على اإلنسان فقط‪.‬‬ ‫مناهج دقيقة و محاولة تحري الصدق و الوصول إلى‬
‫هل القيام بالواجب يساهم في تحقيق السعادة أم‬ ‫العنف في التاريخ‪:‬‬ ‫الحقيقة‬ ‫اليقين‪ ،‬غير أن الحقيقة اليقينية في المعرفة التاريخية‬
‫يعيق الوصول إليها؟‬ ‫هل يتراجع العنف مع تقدم التاريخ‪ ،‬أم العكس؟‬ ‫تعتبر الحقيقة ه•دفا لك•ل بحث علمي ولك•ل تأم•ل فلس•في‪,‬‬ ‫يصعب الوصول إليها‪ ،‬وذلك بسب(تدخل ذاتية المؤرخ‪،‬‬
‫"راسل" ال تتجلى السعادة إال ضمن العالقات‬ ‫و ما هو نوع العنف المتحكم في التاريخ؟‬ ‫إنه••ا الغاي••ة ال••تي ينش•دها ك•ل إنس•ان س•واء في عالق••ات‬ ‫وقلة اآلثار والوثائق المعتمدة وكون الواقعة التاريخية‬
‫االجتماعية التي تجعل الذات تهتم بالغير‬ ‫" انغلز" هناك عنف سياسي وعنف اقتصادي‬ ‫اجتماعية أو في حياته الشخصية أو في عالقته بالوجود‪.‬‬ ‫غير قابلة للتكرار)‪ ،‬أما اإلشكال الثاني فيتعلق بدور‬
‫وتتعاطف معه‪ ،‬وينبغي استشعار الواجب في‬ ‫هدفه اإلنتاج وامتالك وسائل اإلنتاج‪ ،‬وغالبا ما‬ ‫غير أن مفهوم الحقيقة يتصف بنوع من الغم••وض س••ببه‬ ‫اإلنسان في التاريخ‪ ،‬ويتجلى اإلشكال الثالث في تحديد‬
‫التعامل مع اآلخرين‪.‬‬ ‫يحدد الثاني األول ما دام العنصر االقتصادي‬ ‫تعدد الحقائق‪ ،‬و تعدد مصادر المعرفة كما تطرح ص••عوبة‬ ‫أهمية المعرفة التاريخية الماضية بالنسبة للحاضر و‬
‫"االن" السعادة واجب على اإلنسان تجاه ذاته‬ ‫اساس التطور‪.‬‬ ‫تمي••يز الحقيق••ة عن أض••دادها نتيج••ة ت••داخلهم‪ ،‬وه••و م••ا‬ ‫المستقبل‪.‬‬
‫وهي غاية يمكن بلوغها‪ ،‬وهي كذلك واجب نحو‬ ‫" فرويد" السلطة الناتجة عن اتحاد واتفاق‬ ‫يستوجب وضع مفهوم الحقيقة موضع سؤال‪ .‬إذ يقتض••ي‬ ‫المعرفة التاريخية‬
‫الغير بإسعاده وإبعاد كل أشكال القلق واالستياء‬ ‫الجماعة هي مصدر الحق والقانون‪ ،‬والقانون‬ ‫األم••ر في البداي••ة معرف••ة الحقيق••ة و تحدي••د داللته••ا ‪ ،‬ثم‬ ‫"بول ريكور" كتابة التاريخ مسالة صعبة‪ ،‬فمعرفتنا‬
‫والشقاء والملل‪...‬‬ ‫بمثابة عنف جماعي يوجه ضد المتمردين بهدف‬ ‫إبراز الوس•ائل المعتم•دة للوص•ول إلى الحقيق•ة (ه•ل ه•و‬ ‫بالتاريخ ال تعد حقيقة مطلقة بل هي معرفة نسبية غير‬
‫الحفاظ على الحقوق‪.‬‬ ‫العق••ل أم الح••واس)‪ ,‬و أخ••يرا تحدي••د معي••ار التمي••يز بين‬ ‫أنها ومع ذلك تعد معرفة علمية موضوعية‪.‬‬
‫الحرية‬ ‫العنف والمشروعية‪:‬‬ ‫الحقيقة و الالحقيقة‪.‬‬ ‫"ريمون ارون" معرفة اإلنسان بالتاريخ عملية صعبة‬
‫يدل مفهوم الحرية في معناه الفلسفي على قدرة‬ ‫هل هناك عنف مشروط أم إن كل إشكال العنف‬ ‫الرأي والحقيقة‪:‬‬ ‫ما دامت تعتمد على استخراج داللة الوثائق والمعطيات‬
‫الفرد اختيار غاياته و السلوك وفق إرادته‬ ‫مرفوضة؟ من يمتلك حق ممارسة العنف؟ هل‬ ‫"بل•••يز باس•••كال" هن•••اك حق•••ائق مص•••درها العق•••ل ويتم‬ ‫واآلثار المنتسبة إلى الماضي‪ ،‬فالمؤرخ مطالب بالتزام‬
‫الخاصة‪ ،‬دون تدخل عوامل توثر في تلك‬ ‫يحق للشعب مواجهة عنف الدولة بعنف‬ ‫البرهان عليها‪ ،‬وحقائق مص••درها القلب ويتم اإليم••ان أو‬ ‫الموضوعية وأن يعيش على المستوى الذهني في‬
‫اإلرادة‪ ،‬إن الحرية بهذا المعنى تقتصر على‬ ‫مضاد(الثورة)؟‬ ‫التس•ليم به•ا‪ ،‬إن العق•ل يحت•اج إلى حق•ائق القلب لينطل•ق‬ ‫اللحظة التاريخية التي يريد أن يدرسها‪.‬‬
‫اإلنسان وحده‪ ،‬غير أن هذه الحرية التي تضع‬ ‫" كانط" تمرد الشعب واستخدامه للعنف يؤدي‬ ‫منها بوصفها حقائق أولى‪.‬‬ ‫التاريخ و فكرة التقدم‬
‫اإلنسان فوق باقي الكائنات الطبيعية تبدو‬ ‫إلى الفوضى وتضيع معها كل الحقوق‪ ،‬إن‬ ‫"غاستون باشالر" الرأي عائق معرفي يمنع الباحث من‬ ‫"ك‪ .‬ماركس" يتقدم التاريخ نحو األفضل بفعل التناقض‬
‫متعارضة مع مبدأ الحتمية الذي تخضع له كل‬ ‫الحاكم وحده من يملك حق استخدام العنف‪.‬‬ ‫الوصول إلى الحقيقة التي يتوخاه••ا‪ ،‬إن الحقيق••ة العلمي••ة‬ ‫بين اإلنتاج وعالقات اإلنتاج‪ ،‬وينتهي هذا التناقض‬
‫واقعة‬ ‫" فايل" العنف سلوك حيواني عدواني يحط من‬ ‫تنبني على بحث علمي خاضع لمنهجي•ة دقيق•ة تس•مو ب•ه‬ ‫بميالد مجتمع جديد وبالتالي تاريخ جديد‪.‬‬
‫قدر اإلنسان‪ ،‬انه مشكل أمام الفلسفة‪ ،‬إذ تعد‬ ‫فوق‪.‬‬ ‫"م‪.‬م‪ .‬بونتي " تسلسل أحداث التاريخ يجعلها خاضعة‬
‫"اليبنتز" يعد لفظ الحرية صعب التحديد إذ‬ ‫الفلسفة صراع فكري ال جسدي‪.‬‬ ‫معايير الحقيقة‪:‬‬ ‫لمنطق يتصف بكونه منفتحا على احتماالت جديدة‪ ،‬ولهذا‬
‫يتداخل فيه الجانب النظري مع الجانب العملي و‬ ‫" ديكارت" الح••دس واالس•تنباط أساس•ا المنهج الم••ؤدي‬ ‫ال يمكن الحكم على التاريخ ألنه خاضع لمبدأ السببية‬
‫لذلك يصبح مفهوما غامضا و ملتبسا‪ ،‬إذ نجد‬ ‫الحق و العدالة‬ ‫إلى الحقيق••ة‪ ،‬الح••دس نفهم ب••ه حقيق••ة االش••ياء بش••كل‬ ‫الحتمية‪.‬‬
‫حاالت ُينظر عادة إليها بأنها تناقض الحرية و‬ ‫الحق يندرج ضمن عالقات اجتماعية ال ينبغي‬ ‫مباشر واالستنباط هو استخراج معرفة من معرفة س••ابقة‬ ‫دور التاريخ في التقدم‬
‫مع دلك نجد اإلنسان حرًا في ظلها و بالمقابل‬ ‫أن يكون مطلقا بل يستوجب استحضار الواجب‪،‬‬ ‫نعلمها‪.‬‬ ‫"ف‪ .‬هيغل" ليس االنسان سوى وسيلة في يد التاريخ‪،‬‬
‫نجد حاالت يعتقد أنها تعبر عن الحرية ورغم‬ ‫والحق منهجية ووصايا تحدد للسلوك طريقا‬ ‫"اس••بينوزا" الحقيق••ة معي••ار ل••ذاتها إذ بفض••ل معرفته••ا‬ ‫إن التاريخ بمكره يوهمه أنه صانع التاريخ غير انه ال‬
‫ذلك ال تخلو من إكراه‪ ،‬و قد تكون عوائق‬ ‫لألخالق الفاضلة‪ ،‬والحديث عن الحق يستوجب‬ ‫نس•••تطيع تجنب الخط•••أ وال•••وهم‪ ،‬فش•••رط معرف•••ة نقيض‬ ‫ينفد سوى ارادة التاريخ وفق مسار الروح المطلق ‪.‬‬
‫الحرية طبيعية كما قد تكون اجتماعية‪.‬‬ ‫استحضار مفهوم العدالة باعتباره قانونا يضمن‬ ‫الشيء هو معرفة الشيء ذاته‪.‬‬ ‫"ج‪.‬ب‪ .‬سارتر" اإلنسان صانع التاريخ بفضل ما يتمتع‬
‫الحرية و الحتمية‪:‬‬ ‫لألفراد التمتع بحقوقهم وسلطة تلزمهم باحترام‬ ‫الحقيقة بوصفها قيمة‪:‬‬ ‫به من الحرية والوعي و القدرة على االختيار بين‬
‫هل اإلنسان مخير أم مسير؟ هل حرية اإلنسان‬ ‫واجبات اآلخرين‪ ،‬ويعتبر مفهوم الحق من‬ ‫"م••ارتن هاي••دغر" ك••ل انح••راف على الحقيق••ة يجع••ل‬ ‫إمكانات متعددة‪ ،‬وصناعة التاريخ تستوجب استحضار‬
‫مطلقة أم نسبية؟‬ ‫المفاهيم النبيلة إذ تلتقي مع قيم الواجب‬ ‫اإلنس••ان يتي••ه ويض••ل عن الفهم الس••ليم لألش••ياء وينتج‬ ‫الوعي و المسؤولية ‪.‬‬
‫"ابن رشد" الفعل اإلنساني يتصف بحرية‬ ‫والحرية واإلنصاف‪.‬‬ ‫التي••ه بس••بب اعتم••اد اإلنس••ان على األفك••ار المس••بقة في‬
‫جزئية مصدرها القدرة التي يتمتع بها على‬ ‫الحق بين الطبيعي و الوضعي‪:‬‬ ‫فهمه لألشياء‪.‬‬
‫القيام بأفعاله‪ ،‬لكن هناك عوامل تحد من حرية‬ ‫هل أصل الحق طبيعي تماسس على القوة‪ ،‬أم أن‬ ‫"فاي••ل" نقيض الحقيق••ة ال••تي يه••ددها ليس الخط••أ ب••ل‬
‫اإلنسان و تتمثل في النظام الذي تخضع له‬ ‫مصدره ثقافي مستمد من القوانين و تشريعات‬ ‫العنف الذي يؤدي إلى رفض اآلخ••ر وال••دخول في ص••راع‬
‫الطبيعة‪.‬‬ ‫المجتمع؟‬ ‫معه وإيقاف التفكير واالستبداد بالرأي‪،‬‬
‫"موريس ميرلوبونتي" ال يتمتع المرء بحرية‬ ‫"هوبز" كان اإلنسان قبل تكوين الدولة‬
‫مطلقة وال يخضع بشكل كلي للضرورة‪ ،‬فكل‬ ‫والمجتمع يتمتع بحق طبيعي يخوله استخدام‬
‫إعالن لحرية مطلقة هو مجرد وهم‪ ،‬وكل نفي‬ ‫القوة للوصول إلى ما يستطيع الحصول عليه‪،‬‬
‫التام للحرية يظل كذلك خاطئ‪.‬‬ ‫بسبب هذه الفوضى فضل اإلنسان االنتقال إلى‬
‫حرية اإلرادة‪:‬‬ ‫حالة المجتمع من خالل تعاقد اجتماعي‪،‬‬ ‫للمزيد من التصاغير و النقلة للجميع المواد‬ ‫‪/https://takhasos9.blogspot.com‬‬
‫ما هو المجال الذي تكون فيه إرادة اإلنسان‬ ‫"ج‪.‬ج‪.‬روسو" كان اإلنسان يتمتع بحقوقه في‬ ‫‪/https://takhasos9.blogspot.com‬‬
‫حرة؟ هل تكون إرادة اإلنسان حرة في المجال‬ ‫حالة الطبيعة‪ ،‬ومع تغير األحداث جاء المجتمع‬
‫المعرفي أم في المجال األخالقي؟‬ ‫فكان التعاقد االجتماعي مصدرا لحقوق ثقافية‪.‬‬
‫'إم‪ .‬كانط" كل كائن عاقل هو كائن يتمتع بحرية‬ ‫العدالة أساس الحق‪:‬‬
‫اإلرادة والقدرة على القيام بالفعل األخالقي‪ ،‬وال‬ ‫"اسبينوزا" العدالة هي تجسيد للحق وتحقيق‬
‫معنى للفعل األخالقي في غياب الحرية واالرادة‪.‬‬ ‫له فال توجد حقوق خارج إطار القوانين‪ ،‬ولهذا‬
‫"نيتشه" إن اإلرادة الحقيقية تتمثل هي إرادة‬ ‫ُيمنع على الحاكم خرق القانون ألنه هو من‬
‫الحياة و تنبني على تلبية الرغبات و الشهوات‬ ‫يسهر على تطبيقه‪.‬‬
‫الغريزية و إعادة االعتبار للجانب الجسدي في‬ ‫"آالن" أساس التمتع بالحقوق هي العدالة‪،‬‬
‫اإلنسان‪.‬‬ ‫والعدالة هي القوانين التي يتساوى أمامها كل‬
‫الحرية والقانون‪:‬‬ ‫األفراد بغض النظر على اختالفاتهم‪.‬‬
‫هل يعتبر القانون مساعدا على تحقيق الحرية أم‬ ‫العدالة بين اإلنصاف والمساواة‪:‬‬
‫عائقا أمام وجودها؟ هل هناك وجود لحرية في‬ ‫هل يكفي تطبيق القانون والعدالة لينال كل فرد‬
‫غياب قانون يدافع عنها؟‬ ‫حقه؟ أم البد من استحضار اإلنصاف؟ وهل‬
‫"مونتيسكيو" ليست الحرية هي القيام بكل ما‬ ‫ينبغي تطبيق القانون بشكل حرفي‪ ،‬أم البد من‬
‫يريده اإلنسان‪ ،‬بل الحرية هي القيام بما تسمح‬ ‫اتخاذ خصوصية كل حالة؟‬
‫به القوانين‪ ،‬فالقانون ال يعارض الحرية بل‬ ‫"أرسطو" العدالة ينبغي أن تتجه نحو اإلنصاف‬
‫ينظمها‪.‬‬ ‫ومعنى ذلك أن يتم تطبيق القانون وفق فهم سليم‬
‫"حنا أرندت" السياسة و الحياة االجتماعية هي‬ ‫مع مراعاة ظروف اإلنسان دائما وحسب الحالة‬
‫مجال ممارسة الحرية الفعلية‪ ،‬و في غياب‬ ‫الخاصة‪.‬‬
‫تنظيم سياسي ال يمكن الحديث عن حضور‬ ‫"راولس" تتأسس العدالة على مبادئ أخالقية‬
‫للحرية‪.‬‬ ‫منها مبدأ الواجب الذي يلزم اإلنسان االتصاف‬
‫بالعدل‪ ،‬والعدالة حسب هي المساواة النابعة من‬
‫أساس طبيعي‪ ،‬ومستندة على اتفاق يتم بموجبه‬
‫صياغة قوانين تتوخى اإلنصاف‪ ،‬وتنبني العدالة‬
‫على مبدأين المساواة في الحقوق و الواجبات‪.‬‬

‫للمزيد من التصاغير و النقلة للجميع المواد‬


‫‪/https://takhasos9.blogspot.com‬‬

You might also like