Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫الكفر لغة‪ :‬السرت والتغطية‬

‫كذلك غطى الكفر قلب الكافر‪،‬‬

‫والكفر شرعا‪ :‬ضد اإلميان‬

‫قال ابن حزم‪ :‬وهو يف الدين صفة من جحد شيئا مما افرتض اهلل تعاىل اإلميان به بعد قيام‬
‫احلجة عليه‪ ،‬ببلوغ احلق إليه‪ ،‬بقلبه دون لسانه‪ ،‬أو بلسانه دون قلبه‪ ،‬أو هبما معا‪ ،‬أو عمل‬
‫عمال جاء النص بأنه خمرج له بذلك عن اسم اإلميان‬

‫وقال اإلمام إسحاق بن راهوية‪ :‬ومما أمجعوا على تكفريه وحكموا عليه كما حكموا على‬
‫اجلاحد‪ ،‬فاملؤمن الذي آمن باهلل تعاىل ومما جاء من عنده مث قتل نبيا أو أعان على قتله‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬قتل األنبياء حمرم‪ ،‬فهو كافر ‪.‬‬
‫(‪)7‬‬

‫وقال الربهباري‪ :‬وال خيرج أحد من أهل القبلة من اإلسالم حىت يرد آية من كتاب اهلل‪ ،‬أو‬
‫يرد شيئا من آثار رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬أو يذبح لغري اهلل‪ ،‬أو يصلي لغري اهلل‪،‬‬
‫وإذا فعل شيئا من ذلك فقد وجب عليك أن خترجه من اإلسالم ‪.‬‬
‫(‪)8‬‬

‫وقال شيخ اإلسالم‪ :‬فمن قال بلسانه كلمة الكفر من غري حاجٍة عامدًا هلا عاملًا بأهنا كلمة‬
‫الكفر‪ ،‬فإنه يكفر بذلك ظاهرا وباطنا‪ ،‬وال جيوز أن يقال إنه يف الباطن جيوز أن يكون‬
‫مؤمنا‪ ،‬ومن قال ذلك فقد مرق من اإلسالم ‪.‬‬
‫(‪)9‬‬

‫وقال‪ :‬إن سب اهلل أو سب رسوله‪ :‬كفر ظاهرا وباطنا‪ ،‬سواء كان الساب يعتقد أن ذلك‬
‫حمرم أو كان مستحال له‪ ،‬أو كان ذاهال عن اعتقاده‪ ،‬وهذا مذهب الفقهاء وسائر أهل‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫السنة القائلني بأن اإلميان قول وعمل‬
‫(‬
‫وقال أيضا‪ :‬فمن صدق الرسول‪ ،‬وأبغضه وعاداه بقلبه وبدنه‪ ،‬فهو كافر قطعا بالضرورة‬
‫‪.‬‬ ‫‪)11‬‬

‫وقال ابن القيم‪ :‬وكذلك شعب الكفر القولية والفعلية‪ ،‬فكما يكفر باإلتيان بكلمة الكفر‬
‫اختيارا‪ ،‬وهي شعبة من شعب الكفر‪ ،‬فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالسجود‬
‫للصنم واالستهانة باملصحف‪ ،‬فهذا أصل‬

‫أنواع الكفر‬
‫المطلب األول‪ :‬الكفر األكبر‬
‫ر‬ ‫وهو يناقض اإلميان‪ ،‬وخيرج صاحبه من اإلسالم‪ ،‬ويوجب اخللود يف النا‬

‫ولهذا الكفر أنواع كثيرة؛ وهو خمسة أنواع‬

‫كفر التكذيب‪ ،‬وهو اعتقاد كذب الرسل عليهم السالم‪ ،‬فمن كذهبم فيما جاؤوا به‬
‫ِه ِذ‬
‫ظاهرا أو باطنا فقد كفر‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪َ :‬و َمْن َأْظَلُم َّمِمِن اْفَتَر ى َعَلى الَّل َك ًبا َأْو‬
‫َك َّذ َب ِباَحْلِّق َلما َج اَءُه َأَلْيَس يِف َجَه َّنَم َم ْثًو ى ِلْلَك اِفِر يَن ‪2‬‬

‫– كفر اإلباء واالستكبار‪ ،‬وذلك بأن يكون عاملا بصدق الرسول‪ ،‬وأنه جاء باحلق من‬
‫عند اهلل‪ ،‬لكن ال ينقاد حلكمه وال يذعن ألمره‪ ،‬استكبارا وعنادا‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪َ :‬و ِإْذ‬
‫ُقْلَنا ِلْلَم الِئَك ِة اْسُج ُد وا آِل َدَم َفَس َج ُد وا ِإال ِإْبِليَس َأىَب َو اْس َتْك َبَر َو َك اَن ِم َن اْلَك اِفِر يَن [البقرة‪:‬‬
‫‪]34‬‬

‫كفر الشك‪ ،‬وهو الرتدد‪ ،‬وعدم اجلزم بصدق الرسل‪ ،‬ويقال له كفر الظن‪ ،‬وهو ضد‬
‫اجلزم واليقني‪.‬‬

‫والدليل قوله تعاىل‪َ :‬و َدَخ َل َج َّنَتُه َو ُه َو َظاٌمِل ِلَنْف ِس ِه َقاَل َم ا َأُظُّن َأْن َتِبيَد َه ِذِه َأَبًد ا َو َم ا َأُظُّن‬
‫ِح‬ ‫ِم‬ ‫ِج‬ ‫ِئ ِئ ِد‬
‫الساَعَة َقا َم ًة َو َل ْن ُر ْد ُت ِإىَل َر يِّب أل َد َّن َخ ْيًر ا ْنَه ا ُمْنَق َلًبا َقاَل َلُه َص ا ُبُه َو ُه َو َحُياِو ُر ُه‬
‫َأَك َف ْر َت ِباَّلِذي َخ َلَق َك ِم ْن ُتَر اٍب َّمُث ِم ْن ُنْطَف ٍة َّمُث َس واَك َرُج اًل َلِكنا ُه َو الَّلُه َر يِّب َو ال ُأْش ِر ُك‬
‫ِبَر يِّب َأَح ًد ا‬
‫كفر اإلعراض‪ ،‬واملراد اإلعراض الكلي عن الدين‪ ،‬بأن يعرض بسمعه وقلبه وعلمه عما‬
‫جاء به الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪َ :‬و اَّلِذيَن َك َف ُر وا َعما ُأْنِذُر وا‬
‫ُمْع ِر ُضوَن‬

‫كفر النفاق ‪ ،‬واملراد النفاق االعتقادي بأن يظهر اإلميان ويبطن الكفر‪ ،‬والدليل قوله تعاىل‪:‬‬
‫َذِلَك ِبَأَّنُه ْم آَم ُنوا َّمُث َك َف ُر وا َفُطِبَع َعَلى ُقُلوِهِبْم َفُه ْم ال َيْف َق ُه وَن ‪.‬‬

‫الكفر األصغر‬

‫النوع الثاني‪ :‬كفر أصغر غير مخرج من الملة‪:‬‬

‫وهو ما ال يناقض أصل اإلميان؛ بل ينقصه ويضعفه‪ ،‬وال يسلب صاحبه صفة اإلسالم‬
‫وحصانته‪ ،‬وهو املشهور عند العلماء بقوهلم‪( :‬كفر دون كفر) ويكون صاحبه على خطر‬
‫عظيم من غضب اهلل ‪ -‬عز وجل ‪ -‬إذا مل يتب منه؛ وقد أطلقه الشارع على بعض‬
‫املعاصي والذنوب على سبيل الزجر والتهديد؛ ألهنا من خصال الكفر‪ ،‬وهي ال تصل إىل‬
‫حد الكفر األكرب‪ ،‬وما كان من هذا النوع فمن كبائر الذنوب‬

‫‪ .‬وهو مقتض الستحقاق الوعيد والعذاب دون اخللود يف النار‪ ،‬وصاحب هذا الكفر ممن‬
‫تناهلم شفاعة الشافعني‪ ،‬وهلذا النوع من الكفر صور كثرية‪ ،‬منها‪:‬‬

‫كفر النعمة‪:‬‬

‫وذلك بنسبتها إىل غري اهلل تعاىل بلسانه دون اعتقاده‪.‬‬

‫قال تعالى‪َ:‬يْع ِر ُفوَن ِنْع َم َت الّلِه ُثَّم ُينِكُر وَنَه ا َو َأْك َثُر ُه ُم اْلَك اِفُر وَن‬

‫عن ابن عباس ‪ -‬رضي اهلل عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬أريت‬
‫النار؛ فإذا أكثر أهلها النساء‪ ،‬يكفرن)) قيل‪ :‬أيكفرن باهلل‪ .‬قال‪(( :‬يكفرن العشير‪،‬‬
‫ويكفرن اإلحسان؛ لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا‪ ،‬قالت‪ :‬ما‬
‫رأيت خيرًا قط)) (‪. )1‬‬

‫الحلف بغير اهلل تعالى‪ :‬لقوله صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬

‫((من حلف بغير اهلل فقد كفر‪ ،‬أو أشرك)) (‪. )2‬‬

‫فإجماع أهل السنة والجماعة على أن هذا الشرك والكفر هما من األصغر الذي ال‬
‫يخرج صاحبه من اإلسالم‪ ،‬ما لم يعظم المخلوق به في قلب الحالف كعظمة اهلل‬
‫تعالى‪.‬‬

‫قتال المسلم‪ :‬لقوله صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬

‫((سباب المسلم فسوق‪ ،‬وقتاله كفر)) (‪. )3‬‬

‫وقوله صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬ال ترجعوا بعدي كفارًا؛ يضرب بعضكم رقاب بعض))‬
‫(‪. )4‬‬

‫فهذا النوع من الكفر غير مخرج من الملة باتفاق األئمة؛ ألنهم لم يفقدوا صفات‬
‫اإليمان‪ ،‬لقول اهلل تعالى‪:‬‬

‫َو ِإن َطاِئَف َتاِن ِم َن اْلُم ْؤ ِم ِنيَن اْقَتَتُلوا َفَأْص ِلُح وا َبْيَنُه َم ا‬

‫ضابط التفريق بين الكفر األكبر واألصغر‬

‫الشرك والكفر األكبر المخرج من الملة هو ما ناقض أصل الدين الذي هو توحيد اهلل‬
‫وااللتزام بالشريعة إجماًال‪.‬‬
‫أما الشرك والكفر األصغر وتخلف اإليمان الواجب فيكون بما دون ذلك‪ ،‬بحيث ال‬
‫ينقض أصل الدين‪ ،‬وال يكون أيضًا من اللمم المعفو عنه كما قال تعالى‪ِ :‬إن َتْجَتِنُبوْا‬
‫َك َبآِئَر َم ا ُتْنَه ْو َن َعْنُه ُنَك ِّف ْر َعنُك ْم َس ِّيَئاِتُك ْم َو ُنْد ِخ ْلُك م ُّمْد َخ ًال َك ِر يًم ا [النساء‪.]31 :‬‬

‫فكل ما ثبت بنص أنه شرك‪ ،‬لكن دلت الدالئل على أنه ليس شركًا مخرجًا من الملة‬
‫فهو شرك أصغر‪ ،‬وكل ما ثبت بنص أنه كفر‪ ،‬لكن دلت الدالئل على أنه ليس كفرًا‬
‫مخرجًا من الملة فهو كفر دون كفر‪ ،‬وكذا ما ورد فيه الوعيد بنحو ليس منا‪ ،‬أو تبرأ‬
‫منه الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬أو نفى عنه وصف اإليمان‪ ،‬فكل ذلك من الكبائر‪.‬‬

‫ولهذا عمم اإلمام أحمد رحمه اهلل القول بأن مرتكب الكبيرة ليس مؤمنًا فقال‪( :‬من‬
‫أتى هذه األربعة‪ :‬الزنا والسرقة وشرب الخمر والنهبة التي يرفع الناس فيها أبصارهم‬
‫إليه‪ ،‬أو مثلهن أو فوقهن فهو مسلم‪ ،‬وال أسميه مؤمنًا‪ ،‬ومن أتى دون الكبائر نسميه‬
‫مؤمنًا ناقص اإليمان‬

‫قواعد في معرفة أنواع الكفر‬

‫الكفر اصطالح وحكم شرعي محٌض مرده إلى اهلل في كتابه‪ ،‬وإلى رسوله صلى اهلل‬
‫عليه وسلم في سنته الصحيحة الثابتة عنه‪ ،‬وليس مبناه على الهوى والتشهي وسوء‬
‫الظن أو فاسد الفهم‪.‬‬

‫فمن كَّف رهم اهلل أو كَّف رهم رسوله صلى اهلل عليه وسلم عينًا أو جنسًا أو وصفًا وجب‬
‫وتَّعين تكفيرهم‪ ،‬وما ال فال‪ ،‬وليس ألحد ابتداء تكفيرهم دون‬

‫مستند شرعي صحيح وصريح‪ - .‬فممن ُك ِّف ر في النص الشريف وحيًا على سبيل‬
‫التعيين‪ :‬إبليس وفرعون‪.‬‬
‫‪ -‬وممن ُك ِّف ر جنسًا‪ :‬المشركون واليهود والنصارى والمجوس ونحوهم‪.‬‬

‫‪ -‬وممن ُك ِّف ر وصفًا‪ :‬المستهزئ باهلل أو بآياته أو برسوله‪ ،‬والمحِّك م لغير ما أنزل اهلل‬

‫الكفر كاإليمان له شعب كثيرة‪ ،‬ولما كان الكفر شعبًا كثيرة‪ ،‬فإن هذه الشعب‬
‫متفاوتة‪ ،‬الكفر فيها درجات‪ ،‬فمنها الكفر األكبر كسب اهلل ورسوله ودينه‪ ،‬ومنها‬
‫الكفر األصغر؛ كسب المسلم وقتله والنياحة‪ ،‬كما أن الكفر األكبر‪ ،‬شعبه متفاوتة‬
‫أيضًا تفاوتًا واضحًا‪ ،‬وكل من نوعي الكفر األكبر واألصغر على مراتب بعضها أشد‬
‫من بعض‪.‬‬

‫أن الكفر نوعان‪ :‬كفر أكبر مخرج عن الملة‪ ،‬ومحبط للعمل‪ ،‬وموجب للخلود في‬
‫النار‪ ،‬وال ُيغفر لصاحبه‪ ،‬وينفى عن صاحبه اسم اإليمان أصًال وكماًال‪ ،‬كالسحر‬
‫وسب اهلل أو رسوله أو دينه أو كتابه أو اإلعراض عن دين اهلل‪!!..‬‬

‫وكفر أصغر ال يخرج من الملة وال يحبط العمل وال يوجب الخلود في النار‪ ،‬وهو‬
‫تحت مشيئة اهلل في مغفرته‪ ،‬وال ينافي أصل اإليمان‪ ،‬بل ينافي كماله الواجب‪ ،‬وهو‬
‫حكم الكبائر من الذنوب‪ ،‬كالنياحة على الميت‪ ،‬والطعن في األنساب‪ ،‬وقتال المسلم‬

‫هناك عالقة بين الكفر األكبر والشرك األكبر‪ ،‬وهي عالقة عموم وخصوص‪ ،‬فكل‬
‫شرك كفر وليس كل كفر شركًا‪.‬‬

‫فالذبح لغير اهلل والنذر له والخوف منه خوف عبادة؛ شرك مع اهلل في تلك العبادات‪،‬‬
‫وهو كفر أكبر مخرج عن الملة‪ ،‬ومناقض لإليمان‪.‬‬
‫أما سب اهلل ورسوله ودينه أو االستخفاف بشرعه أو بالمصحف ونحو ذلك فهو كفر‬
‫مخرج عن الملة‪ ،‬وال يعد شركًا في االصطالح‪.‬‬

‫وكذلك اإلعراض أو االستكبار أو الشك واالرتياب فهو كفر أكبر وال ُيسمى شركًا‪.‬‬

‫أهل السنة والجماعة يعظمون لفظ التكفير جدًا‪ ،‬ويجعلونه حقًا هلل ولرسوله صلى اهلل‬
‫عليه وسلم فقط‪ ،‬فال يجوز وال يسوغ عندهم تكفير أحٍد إال من كفره اهلل أو كفره‬
‫رسوله‪.‬‬

‫أهل السنة والجماعة يفرقون بين الكفر المطلق والكفر الُم عَّين بالكفر األكبر مطلقًا‬
‫على غير معنيين‪ ،‬ولهم شروط وضوابط وتوَّر ع وديانة في إيقاعه على المعينين‪ ،‬فإنهم‬
‫يرون كفر المعين يقع عليه بنفسه‪ ،‬وأهم هذه الشروط في إيقاع الكفر األكبر عليه‬
‫بلوغ الحجة عليه‪ ،‬واندفاع الشبهة عنه‪،‬‬

‫وههنا أمر مهم البد من التفطن له وهو أن ثمة فرقًا بين مراحل ثالث في الكفر‬
‫المخرج عن الملة والموجب للردة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪-1‬تعيين أن هذا الجرم من الكفر األكبر‪ ،‬بالدالئل الشرعية‪.‬‬

‫‪-2‬ثم مرحلة تكفير المعَّين المواقع لهذا الجرم؛ باجتماع الشروط فيه وانتفاء‬
‫الموانع عنه‪ ،‬وهو مناط بالقضاة الشرعيين أصالة‪.‬‬

‫‪-3‬ثم مرحلة ثالثة بعدم القطع له بعد الموت بالخلود في النار‪ ،‬مع إجراء أحكام‬
‫الكفر عليه في أحكام الدنيا‬

‫الكفر يكون قوًال باللسان‪ ،‬واعتقادًا بالقلب‪ ،‬وعمًال بالجوارح‬


‫مجَم ل أقواِل العلماِء تنحصر في خمس عبـاراٍت ‪:‬‬

‫‪ -1‬أَّن الكفَر يكون بالقول أو الفعل‪ .‬فلم يقّيدوه باالعتقـاِد (‪. )1‬‬

‫‪ -2‬أَّن الكفَر يكون بالقول أو الفعل أو االعتقاد‪ .‬فغايروا بينها (‪. )2‬‬

‫‪ -3‬أَّن الكفَر يكون بالقول أو الفعل ولو لم ُيْع َتَق د‪ ،‬فنُّص وا على عدِم شرطَّيِة االعتقاد‬
‫(‪. )3‬‬

‫‪ -4‬أَّن الكفَر يكون بالقول والفعل ولو لحٍّظ من حظوِظ الُّد نيـا (‪. )4‬‬

‫‪ -5‬ردوٌد أو إنكاٌر على الجهمّية والمرجئة الذين يشترطوَن االعتقاد أو االستحالل‬

‫الردة في اللغة‪:‬‬

‫الردة اسم من االرتداد‪ ،‬وهو التحول والرجوع عن الشيء إلى غيره‪ ،‬ومنه الرجوع‬
‫عن اإلسالم‪.‬‬

‫الردة في االصطالح‪:‬‬

‫هي الكفر بعد اإلسالم طوعا؛ إما باعتقاد‪ ،‬أو بفعل‪ ،‬أو بقول‪ ،‬أو شك‪.‬‬

‫و(هي قطع اإلسالم بنية كفر‪ ،‬أو قول كفر‪ ،‬أو فعل مكفر؛ سواء قاله‪ :‬استهزاء‪ ،‬أو‬
‫عنادًا‪ ،‬أو اعتقادًا) (‪. )2‬‬

‫ِئ‬ ‫ِف‬ ‫ِد ِنِه‬ ‫ِد ِم‬


‫قال اهلل تعالى‪َ :‬و َم ن َيْر َت ْد نُك ْم َعن ي َفَيُم ْت َو ُه َو َك ا ٌر َفُأْو َل َك َح ِبَطْت َأْع َم اُلُه ْم‬
‫ِفي الُّد ْنَيا َو اآلِخ َر ِة َو ُأْو َلِئَك َأْص َح اُب الناِر ُه ْم ِفيَه ا َخ اِلُد وَن [سورة البقرة‪]217:‬‬

‫وقال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬من بدل دينه فاقتلوه)) (‪. )3‬‬
‫واتفق أهل السنة والجماعة؛ بأن الردة ال تصح إال من عاقل؛ فأما من ال عقل له؛‬
‫كالطفل‪ ،‬والمجنون‪ ،‬ومن زال عقله؛ بإغماء‪ ،‬أو نوم‪ ،‬أو مرض‪ ،‬أو شرب دواء يباح‬
‫شربه؛ فال تصح ردته‪ ،‬وال حكم لكالمه بغير خالف‬

‫ضوابط التكفير عند أهل السنة‬

You might also like