‫الفقرة األولى‪ :‬الجهة التي تبت في دعوى نقل الملكية‬

‫بعد نقل الحيازة‪ ،‬تأتي مرحلة نقل الملكية‪ ،‬فأمر قاضي المستعجالت يقتصر دوره في اإلذن‬
‫للسلطة نازعة الملكية بالحيازة المؤقتة‪ ،‬مقابل التعويض االحتياطي‪ ،‬أما النقل النهائي للملكية‪ ،‬فإنه‬
‫ينقل االختصاص إلى جهة مختلفة عن الجهة السابقة‪.‬‬
‫لدا كان من الضروري في بداية األمر أن نتطرق إلى الجهة التي يعود لها حق رفع دعوى نقل‬
‫الملكية (أوال)‪ ،‬لننتقل بعد ذلك إلى الحديث عن الجهة التي يرجع لها اختصاص تحديد التعويض‬
‫النهائي (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الجهة التي ترفع الدعوى‬

‫على الرغم من أن دعوى نقل الملكية‪ ،‬هي فرع من اختصاص المحاكم اإلدارية ‪ ،‬المنصوص‬
‫عليه في المادة الثامنة من القانون ‪ ، 41.90‬مما يجعلها مطبوعة بالسمات العامة أمام هذه المحاكم‬
‫وبحكم خصوصية قانون نزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬فإن الدعوى المقامة في هذا اإلطار‪،‬‬
‫تشكل من جهة أولى استثناء من قاعدة أن المعتدى عليه ) المتضرر( هو الذي يرفع دعواه إلى‬
‫القضاء‪ ،‬فإن الجهة التي تقوم برفع الدعوى المتعلقة بنقل الملكية حسب مقتضيات الفصل ‪ 18‬من‬
‫القانون رقم ‪ ، 7.81‬هي الجهة النازعة للملكية‪ ،‬باعتبارها طرف مدعي في مواجهة الطرف‬
‫األخر المدعى عليه وهم أصحاب العقارات‪ ،‬أو الحقوق العينية موضوع نزع الملكية‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجهة التي تقوم بتحديد التعويض النهائي‬
‫فبعد مراقبة المحكمة لسالمة اإلجراءات اإلدارية المتبعة‪ ،‬ال يبقى أمامها سوى تحديد مبلغ‬
‫التعويضات الواجب دفعها للمعنيين باألمر‪ ،‬والتي تشكل الضمانة الحقيقية لحق الملكية‪ .‬وهنا ال‬
‫يخلو األمر من حالتين يجرى عليهما العمل في المحاكم اإلدارية‪:‬‬
‫إما المدعى عليهم يوافقون ضمنيا على التعويض المقترح من طرف اإلدارة النازعة للملكية ألجل‬
‫المنفعة العامة عند عدم جوابهم‪ ،‬وعدم مناقشتهم للتعويض المعروض رغم توصلهم بالمقال‬

‫‪ - 1‬محمد ابن الحاج السلمي‪"،‬مسطرة نزع الملكية من أجل المنفعة العامة االحتالل المؤقت في القانون المغربي"‪ ،‬المطبعة دار القلم بالرباط‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،201‬الصفحة ‪.12‬‬
‫االفتتاحي‪ ،‬أو صراحة عندما يدلون بجوابهم‪ ،‬وال يعارضون في ذلك حيث تقوم المحكمة بالحكم‬
‫بنقل الملكية مقابل التعويض المقترح‪.‬‬
‫وإما أن يرفضوا التعويض المقترح لعلة‪ ،‬أو أخرى‪ ،‬حيث تقوم المحكمة أنداك بتقدير التعويض‬
‫المستحق‪ ،‬وفي هذه األخيرة تستند المحكمة في تقدير التعويض على مجموعة من القواعد التي‬
‫أرساها المشرع في القانون ‪ 7.81‬المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت‪،‬‬
‫من أجل إعطاء تعويض عادل للمنزوعة ملكيتهم‪ ،‬ألن يعتبر هذا األخير إحدى الضمانات المخولة‬
‫للملكية الخاصة‪ ،‬ويشكل مقابال‪ ،‬عن المساس والتعدي على هذا الحق‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الجهة التي تراقب مشروعية إجراءات مسطرة نزع الملكية ألجل المنفعة‬
‫العامة‬
‫بعد إحداث المحاكم اإلدارية بموجب القانون ‪ 41.90‬الصادر بتاريخ ‪ 10‬شتنبر ‪ 1993‬أصبحت‬
‫القضايا اإلدارية من اختصاص هذه المحاكم و ليس من اختصاص المحاكم االبتدائية‪.2‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 8‬من القانون ‪ 41.90‬المتعلق بإحداث المحاكم اإلدارية‪ ،‬فإن الجهة المختصة‬
‫نوعيا بالبت في دعوى اإللغاء‪ ،‬هي المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫أما بخصوص الجهة المختصة محليا‪ ،‬فإن المحكمة اإلدارية التابعة لموطن المدعي عليه‪ ،‬هي‬
‫المختصة بالبت في دعوى اإللغاء‪ ،‬غير أنه في مجال نزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬تختص‬
‫المحكمة اإلدارية التابع لها موقع العقار بالنظر في دعوى اإللغاء‪ ،‬وإذا كانت هذه الدعوى موجهة‬
‫ضد مقرر إعالن المنفعة العامة فإن الجهة المختصة محليا هي الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض‪.‬‬

‫‪ - 2‬عبد الكر يم الطالب‪" ،‬التنظيم القضائي بالمغرب"‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬السنة ‪ ، 2018‬مطبعة النجاح الجديدة دار الدا ر البيضاء‪ ،‬الصفحة ‪114‬‬