مجلة قضاء العدد 34 - الدفاتر التجارية الإلكترونية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 60

‫الدفاتر التجارية اإللكترونية‬

‫ومدى حجيتها في النظام السعودي‬

‫د‪ .‬محمد بن عبد الله آل تنيبيك العتيبي‬


‫أستاذ مساعد في قسم القانون في كلية الدراسات النظرية والعلوم اإلنسانية‬
‫بالجامعة السعودية اإللكترونية‬

‫‪417‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫العدد الرابع والثالثون | شعبان ‪1445‬هـ | فبراير ‪2024‬م‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫مقدمة‬
‫إن احلمد هلل‪ ،‬نحمده‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من رشور‬
‫هادي‬ ‫ضل له‪ ،‬ومن ُيضلل فال‬ ‫أنفسنا‪ ،‬وسيئات أعاملنا‪ ،‬من ِ‬
‫هيده اهلل فال ُم َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل‪ ،‬وأشهد أن حممدً ا عبده ورسوله‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫ف ُيعدُّ التحول اإللكرتوين ‪-‬أو الرقمي‪ -‬السمة املميزة للعرص احلديث‬
‫يف كافة التعامالت‪ ،‬واملجاالت التجارية واإلدارية؛ بل القانونية‪ ،‬فالتجارة‬
‫اإللكرتونية أصبحت واق ًعا نعيشه يف ظل التطور التكنولوجي الكبري‪،‬‬
‫ووسائل االتصال احلديثة؛ إذ أصبح الكثري من املعامالت التجارية يتم‬
‫بشكل إلكرتوين كامل‪.‬‬
‫ويف ظل هذا التحول اإللكرتوين الكبري‪ ،‬اجتهت احلكومات واألنظمة‬
‫إىل التحول نحو الرقمية‪ ،‬واستبدال كافة التعامالت والسجالت الورقية‬
‫بتعامالت وسجالت إلكرتونية َ‬
‫تتامشى مع العرص احلديث‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وملا كانت الدفاتر التجارية أحد االلتزامات النظامية التي جيب عىل‬
‫ِ‬
‫التحول الرقمي إىل استعامل‬ ‫التجار يف ِّ‬
‫ظل هذا‬ ‫التاجر االلتزام هبا؛ فقد اجته‬
‫ُ‬
‫الدفاتر التجارية اإللكرتونية ً‬
‫بدياًل عن الدفاتر الورقية (التقليدية)؛ بحيث‬
‫دون التجار معامالهتم التجارية عرب أجهزة احلاسب اآليل‪ ،‬وغريه من‬ ‫ُي ِّ‬
‫الوسائل اإللكرتونية احلديثة؛ ما يسهل عليهم تدوينها‪ ،‬وكذلك لتقليص‬
‫حجم السجالت والدفاتر باملقارنة بالسجالت‪ ،‬والدفاتر التقليدية‪.‬‬
‫منسجاًم مع‬
‫ً‬ ‫فلم َي ُعد األسلوب التقليدي يف مسك التاجر للدفاتر الورقية‬
‫األسلوب‬
‫َ‬ ‫الواقع الذي نعيش فيه؛ بل أصبحت الدفاتر التجارية اإللكرتونية‬

‫‪418‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ِ‬
‫العرص احلديث‪ ،‬ومع معطيات الواقع التكنولوجي؛ ما يقو ُدنا‬ ‫يتفق مع‬
‫الذي ُ‬
‫ِ‬
‫للحديث عن مدى حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف النظام السعودي‪،‬‬
‫وهذا ما عقدت له هذا البحث‪.‬‬
‫ً‬
‫أواًل‪ :‬أهداف البحث‪:‬‬
‫هيدف هذا البحث وبصفة أساسية إىل‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف إىل ماهية الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف إىل خصائص الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬وأشكاهلا‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف إىل مدى حجية الدفاتر التجارية يف اإلثبات ملصلحة التاجر‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف إىل مدى حجية الدفاتر التجارية يف اإلثبات بالنسبة خلصوم‬
‫التاجر‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف إىل رشوط حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف النظام‬
‫السعودي‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬أمهية البحث‪:‬‬
‫تظهر أمهية هذا البحث من خالل الواقع العميل الذي يتمثل يف أن الدفاتر‬
‫ً‬
‫وبدياًل للدفاتر التجارية التقليدية‬ ‫التجارية اإللكرتونية أصبحت واق ًعا‬
‫يف أغلب دول العامل‪ ،‬ومنها اململكة العربية السعودية؛ ما ُيظهر أمهية بيان‬
‫وتوضيح ماهية الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬والرشوط التي جيب توافرها‬
‫يف الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬والتنظيم القانوين هلا يف النظام السعودي؛‬
‫حتى تتمتع باحلجية القانونية يف اإلثبات‪.‬‬

‫‪419‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ثال ًثا‪ :‬مشكلة البحث وتساؤالته‪:‬‬


‫تتمثل مشكلة البحث يف أن الدفاتر التجارية اإللكرتونية أصبحت واق ًعا‬
‫ُمط َّب ًقا لدى كثري من التجار باململكة العربية السعودية كبديل عن الدفاتر‬
‫التقليدية (الورقية)؛ ما يثري العديد من اإلشكاالت حول حتديد ماهية تلك‬
‫الدفاتر‪ ،‬وبيان خصائصها‪ ،‬وأشكاهلا‪ ،‬والرشوط الالزم توافرها يف تلك‬
‫فضاًل عن حتديد بيان مدى حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف‬ ‫الدفاتر‪ً ،‬‬
‫تتضمنه من بيانات وقيود خاصة‪ ،‬يف ظل عدم إحاطة‬ ‫ّ‬ ‫النظام السعودي‪ ،‬بام‬
‫نظام الدفاتر التجارية السعودي بالكثري من األحكام النظامية املتعلقة بتنظيم‬
‫الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪.‬‬
‫ومن خالل اإلشكالية السابقة تظهر العديد من التساؤالت التي تتمثل‬
‫فيام يأيت‪:‬‬
‫‪ -1‬ما الدفاتر التجارية اإللكرتونية؟‬
‫‪ -2‬ما خصائص وأشكال الدفاتر التجارية اإللكرتونية؟‬
‫‪ -3‬هل تُعد الدفاتر التجارية اإللكرتونية حجة للتاجر أو ضده يف‬
‫اإلثبات‪ ،‬وف ًقا للنظام السعودي؟‬
‫‪ -4‬ما الرشوط النظامية حلجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية؟‬
‫راب ًعا‪ :‬حدود البحث‪:‬‬
‫احلدود املوضوعية‪ :‬يقترص نطاق البحث من حيث حدوده املوضوعية‬
‫عىل موضوع الدفاتر اإللكرتونية دون غريها كالدفاتر التقليدية‪.‬‬

‫‪420‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫احلدود الزمانية‪ :‬تقترص احلدود الزمانية للبحث من بداية صدور نظام‬


‫الدفاتر التجارية عام ‪1409‬هـ حتى اآلن‪.‬‬
‫احلدود املكانية‪ :‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬منهجية البحث‪:‬‬
‫لإلحاطة بكافة جوانب هذا املوضوع‪ ،‬وحتقيق أهداف البحث‪ ،‬واإلجابة‬
‫عن تساؤالته؛ سوف يعتمد البحث ‪-‬وبصفة أساسية‪ -‬عىل املنهج الوصفي‬
‫معمق‪ ،‬والوقوف عىل‬ ‫التحلييل‪ ،‬وذلك بتحليل احلالة حمل البحث بشكل ّ‬
‫أبعادها وأطرافها من خالل الرجوع إىل األنظمة القانونية املتعلقة بالدفاتر‬
‫التجارية باململكة العربية السعودية‪ ،‬ال سيام نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬ونظام‬
‫املعامالت التجارية اإللكرتوين‪ ،‬ونظام اإلثبات‪ ،‬وغري ذلك من األنظمة‬
‫القانونية املتعلقة باملوضوع‪ ،‬وحتليل تلك النصوص‪ ،‬وبيان ما حتتوي عليه‬
‫من أحكام‪ ،‬وتناول املتغريات املرتبطة هبا؛ ما يؤدي إىل نتائج أكثر دقة‬
‫وموضوعية‪.‬‬
‫سادس ًا‪ :‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫بالبحث عن دراسات سابقة حول املوضوع وجدنا بعض الدراسات‬
‫التي قد تتشابه مع هذا البحث يف بعض النواحي‪ ،‬ورغم ذلك يظل هناك‬
‫اختالف كبري بني تلك الدراسات وهذا البحث‪ ،‬ومن تلك الدراسات ما‬
‫يأيت‪:‬‬

‫‪421‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫‪ -1‬إبراهيم ‪ ،‬جميد أمحد (‪ ،)2018‬الدفاتر التجارية اإللكرتونية ومدى‬


‫حجيتها يف اإلثبات‪ ،‬املجلة األكاديمية للبحث القانوين‪ ،‬جملد (‪ )17‬عدد‬
‫(‪ ،)1‬العراق‪:‬‬
‫قسم الباحث دراسته إىل مبحثني ‪ ،‬تناول يف املبحث األول ماهية الدفرت‬
‫التجاري اإللكرتوين‪ ،‬حيث تناول بيان التعريف بالدفرت التجاري التقليدي‬
‫واإللكرتوين‪ ،‬ورشوط مسك الدفاتر التجارية اإللكرتونية وموقف املرشع‬
‫العراقي‪ ،‬أما املبحث الثاين فتناول احلجية القانونية للدفاتر التجارية‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬من حيث القيمة الثبوتية للدفاتر التجارية اإللكرتونية وحجية‬
‫الدفاتر يف القانون العراقي‪ ،‬وتقديم الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪.‬‬
‫ويتشابه هذا البحث مع بحثي من حيث اإلطار العام يف تناول حجية‬
‫الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬أما عن تفاصيل البحث فيوجد ثمة خالف‬
‫كبري بني البحثني‪ ،‬حيث تناول بحثي االستفاضة يف توضيح مفهوم الدفاتر‬
‫التجارية اإللكرتونية وخصائصها وأشكاهلا‪ ،‬كذلك يوجد ثمة اختالف‬
‫كبري بني البحثني يف احلديث عن حجية الدفاتر اإللكرتونية‪ ،‬ال سيام وأن‬
‫بحثي يف النظام السعودي‪ ،‬أما هذا البحث ففي القانون العراقي‪.‬‬
‫‪-2‬جامع‪ ،‬مليكة ‪ ،‬بكراوي‪ ،‬حممد املهدي (‪ ،)2021‬حجية الدفاتر التجارية‬
‫اإللكرتونية يف اإلثبات‪ ،‬جملة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪،‬‬
‫جملد (‪ )1‬عدد (‪ ،)3‬اجلزائر‪:‬‬
‫قسم الباحث دراسته إىل مطلبني‪ ،‬تناول املطلب األول اإلطار‬
‫املوضوعي للدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬حيث تناول مفهوم الدفاتر‬

‫‪422‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫التجارية اإللكرتونية ورشوط مسك الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف القانون‬


‫اجلزائري‪ ،‬أما املطلب الثاين فتناول بيان دور الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف‬
‫اإلثبات‪ ،‬من حيث بيان مدى حجية الدفاتر التجارية يف اإلثبات يف القانون‬
‫اجلزائري‪ ،‬وطرق االستعانة بالدفرت التجارية اإللكرتونية أمام القضاء‪.‬‬
‫ويتشابه هذا البحث مع بحثي من حيث اإلطار العام يف تناول بيان‬
‫الدفاتر التجارية اإللكرتونية وحجيتها‪ ،‬ورغم التشابه يف اإلطار العام‬
‫للموضوع إال أنه يوجد ثمة خالف كبري بني البحثني‪ ،‬فبحثي قد تناول كافة‬
‫التفاصيل املتعلقة ببيان مفهوم الدفاتر التجارية اإللكرتونية وخصائصها‬
‫ال عىل أن بحثي‬ ‫وأشكاهلا‪ ،‬ومل يتناول هذا البحث تلك التفاصيل‪ ،‬فض ً‬
‫يتناول احلديث عن حجية الدفاتر التجارية يف النظام السعودي من خالل‬
‫االعتامد عىل نظام الدفاتر التجارية الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪)61/‬‬
‫بتاريخ ‪1409/12/17‬ه واألنظمة ذات العالقة بينام هذا البحث يف‬
‫القانون اجلزائري‪ ،‬وبام يظهر اخلالف الكبري بني البحثني من حيث تناول‬
‫املوضوع حمل البحث‪.‬‬
‫‪-3‬ميشيل‪ ،‬جورج نبيل(‪ ،)2023‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف‬
‫اإلثبات يف النظام السعودي‪ ،‬جملة البحوث الفقهية والقانونية‪ ،‬عدد (‪:)40‬‬
‫قسم الباحث دراسته إىل ثالثة مباحث‪ ،‬تناول يف املبحث التمهيدي‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‪ ،‬تعريف الدفاتر التجارية وأمهيتها وأنواعها‪ ،‬أما‬
‫املبحث األول فتناول رشوط انتظام الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬حيث‬
‫تناول الرشوط اخلاصة بالدفاتر التجارية التقليدية ثم الرشوط اخلاصة‬

‫‪423‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫بالدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬أما املبحث الثاين فتناول القوة الثبوتية‬


‫للدفاتر التجارية اإللكرتونية‪.‬‬
‫ويتشابه البحث مع بحثي من حيث تناول موضوع حجية الدفاتر‬
‫اإللكرتونية يف النظام السعودي‪ ،‬ورغم هذا التشابه يف اإلطار العام للبحث‬
‫إال أن ثمة خالف ًا كبري ًا يف تناول تفاصيل املوضوع‪ ،‬ال سيام وأن الباحث يف‬
‫درسته قد تناول احلديث عن الدفاتر التقليدية من حيث أنواعها أو الرشوط‬
‫اخلاصة هبا‪ ،‬بينام ارتكزت دراستي عىل الدفاتر التجارية اإللكرتونية حرص ًا‬
‫من حيث بيان مفهومها وخصائصها التي متيزها عن الدفاتر العادية أو‬
‫أشكاهلا اإللكرتونية‪ ،‬كذلك يوجد اختالف يف تفاصيل تناول حجية‬
‫الدفاتر اإللكرتونية‪ ،‬حيث اعتمدنا يف البداية عىل إثبات احلجية النظامية‬
‫للدفاتر اإللكرتونية من خالل األنظمة ذات العالقة ال سيام نظام الدفاتر‬
‫التجارية السعودي (‪1409‬هـ) ونظام التعامالت اإللكرتونية (‪1428‬هـ)‬
‫الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )18/‬بتاريخ ‪1428/3/8‬هـ‪ ،‬و ضوابط‬
‫وإجراءات اإلثبات إلكرتوني ًا‪ ،‬الصادرة بقرار وزير العدل رقم (‪)921‬‬
‫وتاريخ ‪1444/3/16‬هـ‪ ،‬ذلك باعتبار أن الدفاتر التجارية هي أحد‬
‫املحررات الرقمية اإللكرتونية التي جيب فيها توافر رشوط معينة حددهتا‬
‫األنظمة ذات العالقة حتى حيوز الدفرت اإللكرتونية احلجية النظامية؟ فض ً‬
‫ال‬
‫عن االعتامد عىل األحكام والقرارات القضائية التي تثبت احلجية للدفاتر‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬كل ذلك يظهر وجود اختالف كبري بني البحثني من حيث‬
‫تناول تفاصيل املوضوع‪.‬‬

‫‪424‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ساب ًعا‪ :‬تقسيامت البحث‪:‬‬


‫ُ‬
‫البحث إىل‪:‬‬ ‫تأسيسا عىل ما سبق‪ ،‬فقد ُق ِّسم هذا‬
‫ً‬
‫مبحث متهيدي‪ :‬التعريف بمصطلحات البحث‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬ماهية الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪:‬‬
‫وفيه ثالثة مطالب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التعريف بالدفاتر التجارية اإللكرتونية‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬خصائص الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أشكال الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف النظام السعودي‪:‬‬
‫وفيه ثالث مطالب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬رشوط حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف النظام‬
‫السعودي‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف اإلثبات ملصلحة‬
‫التاجر‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف اإلثبات ملصلحة‬
‫خصوم التاجر‪.‬‬
‫اخلامتة‪.‬‬

‫‪425‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫مبحث تمهيدي‬
‫التعريف بمصطلحات البحث‬
‫أوضح فيام يأيت التعريف بأهم املصطلحات التي ِترد يف البحث‪ ،‬وذلك‬
‫ِّ‬
‫عىل النحو التايل‪:‬‬
‫الدفاتر التجارية‪:‬‬
‫عبارة عن دفاتر ذات صفحات ُمر َّقمة يمسكها التاجر؛ لبيان مركزه‬
‫املايل عىل الوجه الذي يتطلبه النظام(((‪.‬‬
‫دفرت اليومية‪:‬‬
‫مجيع العمليات املالية التي يقوم هبا التاجر‪،‬‬
‫ذلك الدفرت الذي تُق َّيد فيه ُ‬
‫وكذلك مسحوباته الشخصية‪ ،‬ويتم هذا القيد يو ًما بيوم بالتفصيل باستثناء‬
‫شهرا بشهر(((‪.‬‬ ‫ً‬
‫إمجااًل ً‬ ‫املسحوبات الشخصية‪ ،‬والتي يمكن أن تق ّيد‬
‫دفرت اجلرد‪:‬‬
‫ذلك الدفرت الذي يقيد فيه تفاصيل البضاعة املوجودة لدى التاجر يف‬
‫آخر سنته املالية‪ ،‬أو بيان إمجايل عنها إذا كانت تفاصيلها واردة بدفاتر‪ ،‬أو‬
‫قوائم مستقلة‪ ،‬ويف هذه احلالة تُعد هذه الدفاتر أو القوائم جز ًءا متم ًِّاًم للدفرت‬
‫((( كريم‪ ،‬د‪ .‬زهري عباس كريم‪ ،‬وخملوف‪ ،‬د‪ .‬أمحد صالح خملوف‪1441( ،‬هـ)‪ ،‬املدخل إىل‬
‫النظام التجاري السعودي‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز الدراسات والبحوث‪ -‬معهد اإلدارة العامة‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬ص‪.263 :‬‬
‫((( املادة (‪ )3‬من نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )61/‬بتاريخ‬
‫‪1409/12/17‬هـ‪.‬‬

‫‪426‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ِ‬
‫املركز املايل للتاجر يف كل سنة‬ ‫ِ‬
‫قائمة‬ ‫ِ‬
‫اجلرد صور ٌة من‬ ‫املذكور‪ ،‬كام تُق َّيدُ بدفرت‬
‫إذا مل تق َّيد يف دفرت آخر(((‪.‬‬
‫دفرت األستاذ‪:‬‬
‫ُرحل إليه العمليات املالية ذات الطبيعة الواحدة من‬
‫ذلك الدفرت الذي ت َّ‬
‫دفرت اليومية؛ بحيث يمكن استخالص نتيجة كل حساب عىل ِح ٍ‬
‫دة بسهولة‬
‫يف أي وقت(((‪.‬‬
‫دفرت املراسالت‪:‬‬
‫ذلك الدفرت الذي حيت َفظ فيه بصورة طبق األصل من مجيع املراسالت‬
‫والوثائق املتعلقة بتجارته الصادرة منه‪ ،‬والواردة إليه‪ ،‬ويكون احلفظ بطريقة‬
‫منتظمة‪ ،‬تسهل معها مراجعة القيود احلسابية‪ ،‬وتكفل عند اللزوم التحقق‬
‫من األرباح واخلسائر(((‪.‬‬
‫الدفاتر اإللكرتونية‪:‬‬
‫التاجر البيانات والقيود التي تتعلق‬‫ُ‬ ‫دون فيها‬
‫سجالت إلكرتونية ُي ِّ‬
‫بأعامل جتارته‪ ،‬سوا ًء أكان مسكها إلزام ًّيا‪ ،‬أم اختيار ًّيا(((‪.‬‬

‫املادة (‪ )4‬من نظام الدفاتر التجارية‪.‬‬ ‫(((‬


‫املادة (‪ )5‬من نظام الدفاتر التجارية‪.‬‬ ‫(((‬
‫املادة (‪ )6‬من نظام الدفاتر التجارية‪.‬‬ ‫(((‬
‫عبد الصمد هلو حممد صالح‪ ،‬ناموس‪ ،‬هناد منصور (‪2019‬م)‪ ،‬احلجية القانونية‬ ‫(((‬
‫للدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬جملة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬جملد‬
‫(‪ ،)8‬عدد (‪ ،)29‬العراق‪ ،‬ص‪.154 :‬‬

‫‪427‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫التاجر‪:‬‬
‫ِ‬
‫باملعامالت التجارية‪ ،‬ويتخذها مهن ًة له)‪.((((3‬‬ ‫ُ‬
‫يشتغل‬ ‫هو الذي‬
‫اإلثبات‪:‬‬
‫تعريف اإلثبات يف الفقه اإلسالمي‪:‬‬
‫إقامة الدليل أمام القضاء بالطرق التي حددهتا الرشيعة عىل حق‪ ،‬أو عىل‬
‫آثار رشعية)‪.((((4‬‬
‫واقعة معينة ترتتب عليها ٌ‬
‫تعريف اإلثبات يف النظام‪:‬‬
‫هو إقامة الدليل بمجلس القضاء بالطرق املحددة نظا ًما عىل وجود‬
‫واقعة قانونية تُرتِّب آثارها)‪.((((5‬‬

‫((( املادة األوىل من نظام املحكمة التجارية‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (‪ )32‬وتاريخ‬
‫‪1350/1/15‬هـ‪.‬‬
‫((( الزحييل‪ :‬حممد مصطفى‪ ،‬وسائل اإلثبات يف الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫سوريا‪ ،‬ص‪.23 :‬‬
‫((( القضاة‪ :‬د‪ .‬منذر عبد الكريم (‪1437‬هـ)‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.21‬‬

‫‪428‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫المبحث األول‬
‫ماهية الدفاتر التجارية اإللكترونية‬
‫يف ظل التطور التكنولوجي‪ ،‬وانتشار استعامل الوسائل الرقمية‪،‬‬
‫واحلاسب اآليل‪ ،‬واألساليب احلديثة يف كافة املعامالت ‪-‬ومنها املعامالت‬
‫التجارية‪ -‬ظهر استخدام الدفاتر اإللكرتونية حمل الدفاتر التقليدية‬
‫(الورقية)؛ ملناسبة استخدام الدفاتر اإللكرتونية مع التطور التكنولوجي‪،‬‬
‫والرسعة يف العمل التجاري احلديث‪.‬‬
‫وغريه قد جعل الدفاتر التجارية اإللكرتونية حتل بدي ً‬
‫ال‬ ‫ُ‬ ‫كل ذلك‬ ‫ُّ‬
‫ف َّع ًااًل وحدي ًثا للدفاتر الورقية‪ .‬وفيام يأيت بيان التعريف بالدفاتر التجارية‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬وخصائصها‪ ،‬وأشكاهلا‪ ،‬وذلك من خالل ثالثة مطالب عىل‬
‫النحو التايل‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف بالدفاتر التجارية اإللكترونية‪:‬‬


‫َ‬
‫تفاصيل عملياته‬ ‫التاجر‬
‫ُ‬ ‫الدفاتر التجارية هي سجالت ُيق ِّيد فيها‬
‫التجارية؛ كاإليرادات‪ ،‬واملرصوفات‪ ،‬وما له من حقوق‪ ،‬وما عليه من‬ ‫ِ‬
‫التزامات متعلقة بتجارته؛ هبدف معرفة وتوضيح مركزه املايل(((‪.‬‬
‫و ُيعدُّ االلتزام بمسك الدفاتر التجارية ‪-‬بصفة عامة‪ -‬أحد أهم‬
‫نص نظا ُم‬
‫االلتزامات التي تفرضها األنظمة التجارية عىل التاجر؛ حيث َّ‬

‫((( داخيل‪ ،‬رحاب حممود (‪1437‬هـ)‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز الدراسات‬
‫العربية للنرش والتوزيع‪ ،‬ص‪.199 :‬‬

‫‪429‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ِ‬
‫الدفاتر التجارية عىل أنه‪« :‬جيب عىل كل تاجر أن يمسك الدفاتر التجارية‪،‬‬
‫والتي تستلزمها طبيعة جتارته‪ ،‬وأمهيتها‪ ،‬بطريقة تكفل بيان مركزه املايل‬
‫بدقة‪ ،‬وبيان ما له من حقوق‪ ،‬وما عليه من التزامات متعلقة بتجارته‪ ،‬وجيب‬
‫أن تكون هذه الدفاتر منتظمة‪ ،‬وباللغة العربية‪ ،‬وجيب أن يمسك عىل األقل‬
‫الدفاتر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬دفرت اليومية األصيل‪.‬‬
‫‪ -‬دفرت اجلرد‪.‬‬
‫‪ -‬دفرت األستاذ العام‪.‬‬
‫رأس ماله عىل مائة‬
‫التاجر الذي ال َيزيدُ ُ‬
‫ُ‬ ‫و ُيع َفى ِمن مسك هذه الدفاتر‬
‫ألف ريال»(((‪.‬‬
‫فالنظام السعودي يفرض عىل كل تاجر يزيد رأس ماله عىل مائة ألف‬
‫ريال وجوب االلتزام بمسك الدفاتر التجارية؛ ألهنا تُعد املِرآة التي تعكس‬
‫ِ‬
‫نجاح املرشوع‬ ‫املركز املايل احلقيقي للتاجر‪ ،‬ومن خالهلا يمكن معرف ُة مدى‬
‫التجاري‪ ،‬أو خسارته‪ ،‬واإلجراءات الالزمة؛ لتصحيح املسار املايل للتاجر‬
‫يف الوقت املناسب قبل الوصول إىل مرحلة الفشل التجاري‪ ،‬ومن َثم إفالس‬
‫التاجر واملرشوع‪.‬‬
‫إىل جانب ذلك؛ فإن الدفاتر التجارية تُعد وسيلة حقيقية وف َّعالة يف‬
‫حتديد الوعاء الرضيبي‪ ،‬ومن خالهلا يمكن حتديد نسبة األرباح التي ختضع‬

‫((( املادة (األوىل) من نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )61/‬بتاريخ‬
‫‪1409/12/17‬هـ‪.‬‬

‫‪430‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫للرضائب‪ ،‬وتستطيع هيئة الزكاة والرضيبة واجلامرك أن تعتمد عىل تلك‬


‫كثريا ما‬ ‫الدفاتر يف تقدير الرضيبة ً‬
‫بداًل من اللجوء إىل التقدير اجلزايف الذي ً‬
‫ثارا للنزاع أمام القضاء(((‪.‬‬
‫ال يكون يف مصلحة التاجر‪ ،‬و َم ً‬
‫وقد ظهرت الدفاتر اإللكرتونية لتكون ً‬
‫بدياًل لتك الدفاتر التقليدية‪،‬‬
‫خاصة يف ظل انتشار استخدام الوسائل التكنولوجية احلديثة يف كافة‬
‫املعامالت التجارية‪ ،‬وإبرام كافة الترصفات والعقود من خالهلا؛ ما‬
‫جعل التجار يستخدمون تلك الدفاتر ً‬
‫بدياًل عن الدفاتر التقليدية‪ .‬ولبيان‬
‫أوضح تعريف الدفاتر لغ ًة‪ ،‬ثم‬‫تعريف الدفاتر التجارية اإللكرتونية؛ فإنني ِّ‬
‫وأخريا تعريف الباحث هلا كام ييل‪:‬‬
‫ً‬ ‫اصطالحا‪ ،‬ثم التعريف النظامي‪،‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫أواًل‪ :‬التعريف بالدفاتر لغ ًة‪:‬‬
‫ُكرس(((‪َ ،‬واَلَ ُي ْع َرف َل ُه اشتِ ٌ‬
‫قاق‪ ،‬و َب ْع ُض‬ ‫ِ‬
‫رَت يف اللغة‪ :‬بفتح الدال‪ ،‬وقد ت ُ‬ ‫الدَّ ْف َ ُ‬
‫ب ي ُقول‪َ :‬ت ْف َرَت‪ ،‬بالت ِ‬
‫َّاء‪ ،‬عىل البدَ ل‪ .‬وقيل‪ :‬الدَّ ْف َرَت‪ :‬ج ِريد ُة ِ‬
‫احل َس ِ‬
‫اب(((‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َع َر ِ َ‬
‫والدفرت مفرد واحد‪ ،‬واجلمع‪ :‬الدَّ فاتِر‪ ،‬وهي الكراريس(((‪.‬‬
‫اجلرب‪ ،‬د‪ .‬حممد بن حسن (‪1417‬هـ)‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬ط‪ ،4‬فهرسة مكتبة‬ ‫(((‬
‫امللك فهد الوطنية‪ -‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬ص‪.114 :‬‬
‫الفريوزآبادي‪ ،‬جمد الدين أبو طاهر (‪2005‬م)‪ ،‬القاموس املحيط‪ ،‬كتب حتقيق الرتاث‬ ‫(((‬
‫العرقسويس‪ ،‬ط‪ ،8‬مؤسسة الرسالة للطباعة‬
‫ُ‬ ‫يف مؤسسة الرسالة بإرشاف‪ :‬حممد نعيم‬
‫والنرش والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪ ،‬ص‪.392‬‬
‫حممد‪ ،‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬دون تاريخ‪ ،‬دار اهلداية‬
‫حممد بن ّ‬
‫الزبيدي‪ّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫(((‬
‫للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬ص‪.305 :‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬حممد بن مكرم (‪1993‬م)‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ط‪ ،4‬دار صادر‪ -‬بريوت‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫(((‬
‫ص‪.289 :‬‬

‫‪431‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫وعرف معجم اللغة العربية املعارصة (الدفرت) بأنه‪ :‬جمموعة أوراق‬


‫َّ‬
‫مضمومة‪ ،‬مستوية الطول والعرض‪ ،‬ذات غالف حيكمها(((‪.‬‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫ثان ًيا‪ :‬تعريف الدفاتر التجارية اإللكرتونية‬
‫يتطرق ُرُشاح القانون ‪-‬يف البداية‪ -‬لتعريف الدفاتر التجارية‬ ‫َّ‬ ‫مل‬
‫اإللكرتونية بشكل مستقل‪ ،‬وإنام تناولوا تعريف السجل اإللكرتوين باعتبار‬
‫أن الدفاتر التجارية اإللكرتونية هي سجل إلكرتوين‪ ،‬يشتمل عىل بيانات‬
‫وحسابات التاجر‪ ،‬ثم بعد ذلك تعدد التعريفات االصطالحية للدفاتر‬
‫اإللكرتونية يف إطار تعريف السجل اإللكرتوين عىل النحو التايل‪:‬‬
‫عرف البعض السجل اإللكرتوين بأنه‪« :‬كافة املعلومات اإللكرتونية‬ ‫َّ‬
‫ُرسل أو تُست َلم عرب وسائل إلكرتونية‪ ،‬أ ًّيا كانت وسيلة استخراجها‬
‫التي ت َ‬
‫يف املكان املستلمة فيه»(((‪.‬‬
‫تدون يف وسيط ملموس‪،‬‬
‫فالسجل اإللكرتوين هو تلك املعلومات التي َّ‬
‫أو تكون خمزونة بوسيلة إلكرتونية‪ ،‬أو بواسطة أخرى‪.‬‬
‫رسل‪،‬‬
‫ستخرج‪ ،‬و ُي َ‬
‫َ‬ ‫وتكون قابلة لالستخراج بشكل مفهوم ُيعدُّ ‪ ،‬و ُي‬
‫و ُيست َلم بوسيلة إلكرتونية(((‪.‬‬
‫((( عبد احلميد‪ ،‬أمحد خمتار (‪2008‬م)‪ ،‬معجم اللغة العربية املعارصة‪ ،‬ط‪ ،1‬عامل الكتب‬
‫للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪.752 :‬‬
‫((( البشكاين‪ ،‬هادي مسلم يونس (‪2009‬م)‪ ،‬التنظيم القانوين للتجارة اإللكرتونية‬
‫«دراسة مقارنة»‪ ،‬دار الكتب القانونية للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪.483 :‬‬
‫((( فكري‪ ،‬أيمن عبد اهلل (‪2007‬م)‪ ،‬جرائم نظم املعلومات «دراسة مقارنة»‪ ،‬دار اجلامعة‬
‫اجلديدة للنرش‪ -‬اإلسكندرية‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪.48 :‬‬

‫‪432‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫عرف البعض‬ ‫ومن خالل التعريفات املختلفة للسجل اإللكرتوين َّ‬


‫الدفاتر التجارية اإللكرتونية بأهنا‪« :‬عبارة عن قيد التاجر لعملياته التجارية‬
‫بالوجه الذي يتطلبه القانون؛ لبيان مركزه املايل بوسيلة إلكرتونية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫احلاسب اآليل‪ ،‬أو غريه من األجهزة التقنية احلديثة بطريقة منتظمة‪ ،‬متنع أي َة‬
‫ٍ‬
‫تعديالت‪ ،‬أو ٍ‬
‫حمو لبياناهتا»(((‪.‬‬
‫ُعرف الدفاتر التجارية اإللكرتونية بأهنا‪ :‬سجالت إلكرتونية‬ ‫كذلك ت َّ‬
‫ِ‬
‫البيانات والقيو َد التي تتعلق بأعامل جتارته‪ ،‬سوا ًء أكان‬ ‫التاجر‬ ‫دون فيها‬
‫ُ‬ ‫ُي ِّ‬
‫مسكها إلزام ًّيا‪ ،‬أم اختيار ًّيا(((‪.‬‬
‫رُشاح األنظمة قد ركزت عىل أن الدفاتر التجارية اإللكرتونية‬
‫فتعريفات ُ َّ‬
‫هي كافة السجالت اإللكرتونية التي ُي ِعدُّ ها التاجر من خالل الوسائل‬
‫ليدون فيها كافة البيانات واحلسابات التجارية املتعلقة‬
‫اإللكرتونية املختلفة؛ ِّ‬
‫بنشاطه التجاري بشكل إلكرتوين‪ ،‬من خالل الوسائل التكنولوجية احلديثة؛‬
‫كاحلاسب اآليل‪ ،‬وغريه‪.‬‬

‫((( فوزي‪ ،‬تيامء حممود‪ ،‬حممد‪ ،‬منار شكور (‪2013‬م)‪ ،‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية‬
‫يف إثبات العمل املرصيف اإللكرتوين «دراسة مقارنة»‪ ،‬جملة الرافدين للحقوق‪ ،‬جملد‬
‫(‪ ،)16‬عدد (‪ ،)57‬السنة (‪ ،)18‬العراق‪ ،‬ص‪.211 :‬‬
‫((( عبد الصمد هلو حممد صالح‪ ،‬ناموس‪ ،‬هناد منصور (‪2019‬م)‪ ،‬احلجية القانونية‬
‫للدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬جملة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬جملد‬
‫(‪ ،)8‬عدد (‪ ،)29‬العراق‪ ،‬ص‪.154 :‬‬

‫‪433‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ثال ًثا‪ :‬تعريف النظام السعودي للدفاتر التجارية اإللكرتونية‪:‬‬


‫عرف نظام الرضيبة عىل الدخل الدفاتر التجارية بصفة عامة بأهنا‪:‬‬ ‫َّ‬
‫«جمموعة الدفاتر التجارية‪ ،‬التي حيتفظ هبا املكلف‪ ،‬والتي جيب أن تسجل‬
‫هبا مجيع املعامالت التجارية»(((‪.‬‬
‫فالنص السابق يوضح أن الدفاتر التجارية ‪-‬بصفة عامة‪ -‬كل ما يقيد‬
‫فيه التاجر معامالته التجارية‪ ،‬وبالرجوع إىل نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬نجد‬
‫النص تعري ًفا رص ً‬
‫حيا للدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬وإنام أشار‬ ‫أنه مل يتناول ُّ‬
‫نص نظام الدفاتر التجارية عىل‬ ‫إليها فقط دون وضع تعريف حمدد هلا؛ حيث َّ‬
‫تدون البيانات اخلاصة بالدفاتر التجارية عن طريق احلاسب‬ ‫أنه‪« :‬جيوز أن َّ‬
‫اآليل‪ ،‬وذلك بالنسبة للمؤسسات والرشكات التي تَستخدم احلاسب اآليل‬
‫يف حساباهتا‪ ،‬وحتدد الالئحة التنفيذية اإلجراءات والقواعد‪ ،‬والتي تكفل‬
‫صحة وسالمة البيانات التي يثبتها احلاسب اآليل»(((‪.‬‬
‫فاملادة السابقة تشري إىل أن الدفاتر التجارية اإللكرتونية هي تلك‬
‫ٍ‬
‫رشكات‪ -‬بياناهتا من خالل‬ ‫التجار ‪-‬أفرا ًدا كانوا‪ ،‬أو‬ ‫دون‬
‫ُ‬ ‫الدفاتر التي ُي ِّ‬
‫احلاسب اآليل‪ .‬وال شك أن تلك املادة السابقة يشوهبا النقص؛ ذلك ألهنا‬
‫تقرص الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف الدفاتر التي تتم من خالل استخدام‬
‫احلاسب اآليل‪ ،‬رغم وجود آالت ووسائل إلكرتونية حديثة ‪-‬غري احلاسب‬
‫ِ‬
‫الدفرت اإللكرتوين‪.‬‬ ‫بيانات‬
‫ُ‬ ‫ُدون من خالهلا‬
‫اآليل‪ -‬يمكن أن ت َّ‬
‫((( املادة األوىل من نظام الرضيبة عىل الدخل‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )1/‬بتاريخ‬
‫‪1425/1/15‬هـ‪.‬‬
‫((( املادة الثانية من نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )61/‬بتاريخ‬
‫‪1409/12/17‬هـ‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫وإذا كان نظام الدفاتر التجارية السعودي مل ُي ِرِش يف نص رصيح إىل‬


‫تعريف الدفاتر التجارية اإللكرتونية ‪-‬كام سبق‪ -‬فإن اململكة العربية‬
‫السعودية ‪-‬ومتاش ًيا مع تطوير األنظمة هبا بام يتفق والواقع التكنولوجي‬
‫احلديث‪ -‬قد أصدرت نظام التعامالت اإللكرتونية‪ ،‬وقد تناول هذا النظام‬
‫ترسل‪ ،‬أو تس َّلم‪،‬‬ ‫تعريف السجل اإللكرتوين بأنه‪« :‬البيانات التي ت َ‬
‫ُنشأ‪ ،‬أو َ‬
‫ِ‬
‫احلصول‬ ‫أو ُت َبث‪ ،‬أو ُحُت َف ُظ بوسيلة إلكرتونية‪ ،‬وتكون قابل ًة لالسرتجاع‪ ،‬أو‬
‫عليها بشكل يمكن فهمها»(((‪.‬‬
‫علمنا أن الدفرت التجاري اإللكرتوين هو سجل إلكرتوين؛ ما جيعل‬ ‫وقد ِ‬
‫املادة السابقة تشري ‪-‬بني جوانبها‪ -‬إىل تعريف الدفاتر التجارية اإللكرتونية؛‬
‫يدوهنا من خالل أي وسيلة‬ ‫لتشمل كافة البيانات اخلاصة بالتاجر التي ّ‬
‫َ‬
‫تتالىَف النقص املوجود يف تعريف الدفاتر‬ ‫إلكرتونية‪ ،‬ومما جيعل تلك املادة‬
‫اإللكرتونية يف نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬والئحته التنفيذية‪ ،‬والتي حرصت‬
‫ُدون بياناهتا من خالل احلاسب اآليل‬ ‫الدفاتر اإللكرتونية يف تلك التي ت َّ‬
‫توسعت يف ألفاظها‪ ،‬بام جيعلها تشمل كافة‬ ‫فقط‪ ،‬بخالف تلك املادة‪ ،‬والتي ّ‬
‫ُدون بشكل إلكرتوين من خالل أي وسيلة إلكرتونية‪.‬‬ ‫البيانات التي ت َّ‬
‫راب ًعا‪ :‬تعريف الباحث للدفاتر التجارية اإللكرتونية‪:‬‬
‫من مجيع ما سبق‪ ،‬يمكن لنا تعريف الدفاتر التجارية اإللكرتونية بأهنا‪:‬‬
‫يدون من‬‫«كافة السجالت اإللكرتونية التي تتم عرب أي وسيلة إلكرتونية ِّ‬

‫((( املادة األوىل من نظام التعامالت اإللكرتونية‪1428( ،‬هـ)‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي‬
‫رقم (م‪ )18/‬بتاريخ ‪1428/3/8‬هـ‪.‬‬

‫‪435‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫خالهلا التاجر كافة البيانات والقيود واحلسابات‪ ،‬والتي تتعلق بأعامل‬


‫جتارته‪ ،‬وفق االشرتاطات التي ينص عليها النظام»‪.‬‬
‫فالتعريف السابق يوضح أن الدفاتر التجارية اإللكرتونية هي كل سجل‬
‫إلكرتوين يتم بواسطة (أي وسيلة إلكرتونية)‪ ،‬بام يشمل احلاسب اآليل‪،‬‬
‫وغريه من الوسائل اإللكرتونية األخرى‪ ،‬يدون من خالهلا التاجر كافة‬
‫البيانات والقيود واحلسابات التي تتعلق بأعامل جتارته من‪ :‬رشاء‪ ،‬وبيع‪،‬‬
‫ومصاريف‪ ،‬وأرباح‪ ،‬وخسائر‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬
‫مهاًّم يف التعريف (وفق‬
‫وضع قيدً ا ًّ‬ ‫ً‬
‫فضاًل عن أن التعريف السابق قد َ‬
‫االشرتاطات التي ينص عليها النظام)‪ ،‬ومعنى ذلك‪ :‬أنه جيب أن يكون‬
‫التدوين اإللكرتوين للبيانات‪ ،‬والقيود‪ ،‬واحلسابات‪ ،‬وغريها من املسائل‬
‫املتعلقة بالتاجر؛ قد تم وفق االشرتاطات النظامية التي حيددها النظام يف‬
‫الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬إذ إن النظام السعودي يشرتط بعض الرشوط‬
‫املعينة‪ ،‬والتي جيب توافرها يف عملية تدوين الدفرت التجاري بشكل إلكرتوين؛‬
‫حتى يكتسب تلك الصفة‪ ،‬وتكون له ُحجية نظامية ‪-‬عىل نحو ما سنرى‪.-‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الدفاتر التجارية اإللكترونية‪:‬‬

‫كبريا يف عملية إنشاء وحفظ‬


‫تطورا ً‬
‫ً‬ ‫تُعد الدفاتر التجارية اإللكرتونية‬
‫تدون كافة تعامالت التاجر‪،‬‬‫الدفاتر التجارية التقليدية (الورقية)؛ بحيث َّ‬
‫وتنظيم دفاتره املختلفة (دفرت اليومية‪ ،‬ودفرت اجلرد‪ ،‬ودفرت األستاذ العام‪،‬‬
‫وغري ذلك من الدفاتر األخرى) من خالل استخدام الوسائل اإللكرتونية‬

‫‪436‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫احلديثة؛ ما جيعل الدفاتر التجارية اإللكرتونية تتميز ببعض اخلصائص‬


‫املميزة هلا عن الدفاتر التقليدية‪ ،‬وتتمثل تلك اخلصائص فيام يأيت‪:‬‬
‫ً‬
‫أواًل‪ :‬تتميز الدفاتر التجارية اإللكرتونية بالسهولة والرسعة‪:‬‬
‫من اخلصائص املميزة للدفاتر التجارية اإللكرتونية أهنا متتاز بالسهولة‬
‫يف إعدادها‪ ،‬والرسعة يف اال ّطالع عليها‪ ،‬والبحث عن البيانات واملعلومات‬
‫املدونة هبا؛ ما جيعلها أكثر اتفا ًقا مع ما تتميز به املعامالت التجارية من‬
‫ورسعة كبرية؛ وذلك ألن الدفاتر اإللكرتونية تتم من خالل الوسائل‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تطور‬
‫اإللكرتونية احلديثة‪ ،‬ما جيعل هناك سهولة كبرية يف عملية إنشاء تلك الدفاتر‪،‬‬
‫وتدوين البيانات هبا؛ ما يوفر اجلهد والوقت‪ ،‬بخالف الدفاتر الورقية التي‬
‫كبريا يف إعدادها‪ ،‬أو االطالع‬
‫تُعدُّ من خالل الكتابة؛ ما حيتاج وقتًا وجهدً ا ً‬
‫والبحث عىل ما هبا من بيانات ومعلومات(((‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬تُعد وسيلة اقتصادية حلفظ الدفاتر التجارية‪:‬‬
‫كذلك من اخلصائص املميزة للدفاتر التجارية اإللكرتونية أهنا وسيلة‬
‫اقتصادية‪ ،‬وغري مكلفة حلفظ الدفاتر؛ ذلك ألن عملية حفظ الدفاتر‬
‫حتمل التاجر تكلفة اقتصادية‬
‫التقليدية حتتاج إىل مكان كبري؛ ما يرتتب عليه ُّ‬
‫مكان حلفظ تلك الدفاتر‪ ،‬خاصة أن النظام السعودي قد ألزم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫لتخصيص‬

‫((( الوتيدي‪ ،‬قاسم عبد احلميد (‪2000‬م)‪ ،‬الدفاتر التجارية ومدى حجيتها يف ظل تواجد‬
‫احلاسوب‪ ،‬بحث مقدّ م إىل مؤمتر القانون والكمبيوتر واإلنرتنت‪ ،‬جامعة اإلمارات‬
‫العربية‪ ،‬ص‪.14 :‬‬

‫‪437‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ملز ًما‬
‫التاجر بحفظ الدفاتر التجارية ملدة عرش سنوات(((؛ ما جيعل التاجر َ‬
‫بحفظ كمية كبرية من الدفاتر التقليدية الورقية ملدة زمنية طويلة‪ ،‬وجيعله‬
‫حيتاج إىل مكان كبري للتخزين؛ حيث يمكن أن تصل تلك الدفاتر يف‬
‫الرشكات الكربى إىل أطنان من األوراق‪ ،‬ما جيعلها حتتاج إىل جهد وتكلفة‬
‫معرضة للتلف بمرور‬ ‫مالية يف النقل والتخزين يف مساحات كبرية‪ ،‬وتكون َّ‬
‫الزمان‪ ،‬والعوامل البيئية املختلفة‪ ،‬بخالف الدفاتر اإللكرتونية التي تتميز‬
‫بسهولة يف التخزين عرب الوسائل اإللكرتونية املختلفة(((‪.‬‬
‫اختيارا يف النظام‬
‫ً‬ ‫ثال ًثا‪ :‬االلتزام بمسك الدفاتر التجارية اإللكرتونية‬
‫السعودي‪:‬‬
‫إذا كان النظام السعودي قد ألزم التاجر الذي يتجاوز رأس ماله مائة‬
‫ألف ريال بمسك الدفاتر التجارية ‪-‬وفق ما نصت عليه املادة (األوىل) من‬
‫نظام الدفاتر التجارية‪ -‬فإن ذلك ال جيعل التاجر ملز ًما بأن تكون تلك‬
‫الدفاتر يف صورة دفاتر إلكرتونية؛ بل األصل أن تكون الدفاتر ورقية‪ ،‬وهو‬
‫ملز ًما به بحسب األصل‪.‬‬
‫الذي يكون التاجر َ‬
‫أمر اختياري يرجع‬
‫أما أن يمسك التاجر الدفاتر يف شكل إلكرتوين فذلك ٌ‬
‫تدون‬
‫نص نظام الدفاتر التجارية عىل أنه‪« :‬جيوز أن َّ‬
‫إىل تقدير التاجر‪ ،‬حيث َّ‬
‫((( ُينظر‪ :‬املادة (الثامنة) من نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪)61/‬‬
‫بتاريخ ‪1409/12/17‬هـ‪.‬‬
‫((( عبد املؤمن‪ ،‬ناجي (‪2000‬م)‪ ،‬مالحظات حول حجية الدفاتر التجارية يف ظل انتشار‬
‫الكمبيوتر‪ ،‬بحث مقدم إىل مؤمتر القانون والكمبيوتر واإلنرتنت‪ ،‬جامعة اإلمارات‬
‫العربية‪ ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪438‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫البيانات اخلاصة بالدفاتر التجارية عن طريق احلاسب اآليل‪ ،‬وذلك بالنسبة‬


‫للمؤسسات والرشكات التي تستخدم احلاسب اآليل يف حساباهتا»(((‪.‬‬
‫فاملنظم السعودي ‪-‬وفق املادة السابقة‪ -‬يطلق كامل احلرية واالختيار‬
‫للتاجر ‪-‬فر ًدا‪ ،‬أو رشك ًة‪ -‬يف استخدام الدفاتر اإللكرتونية‪ ،‬ومل يلزمه بأن‬
‫أمرا جواز ًّيا واختيار ًّيا‬
‫تكون الدفاتر يف صورة إلكرتونية؛ وإنام جعل ذلك ً‬
‫للتاجر‪ ،‬ومع ذلك فقد قرر املنظم أن الدفاتر التجارية اإللكرتونية تقوم مقام‬
‫الدفاتر التجارية التقليدية‪ ،‬وتكون هلا حجية برشوط معينة ‪-‬عىل نحو ما‬
‫سيأيت‪.-‬‬
‫وبذلك‪ ،‬نجد أن الدفاتر التجارية اإللكرتونية تتمتع بالعديد من‬
‫اخلصائص املميزة هلا التي جتعلها تتناسب مع التطور التكنولوجي احلديث‪،‬‬
‫فضاًل عن سهولة إنشاء وتدوين تلك‬ ‫ً‬ ‫والرسعة يف املعامالت التجارية‪،‬‬
‫الدفاتر‪ ،‬والبحث‪ ،‬واالطالع عليها بكل سهولة‪ ،‬بخالف الدفاتر التقليدية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أشكال الدفاتر التجارية اإللكترونية‪:‬‬


‫يف البداية‪ ،‬جيب أن أشري إىل أن أنواع الدفاتر التجارية بصفة عامة‪،‬‬
‫سوا ًء كانت دفاتر تقليدية‪ ،‬أو إلكرتونية‪ ،‬تنقسم ‪-‬بدورها‪ -‬من حيث‬
‫االلتزام بمسكها إىل‪ :‬دفاتر إلزامية‪ ،‬ودفاتر اختيارية‪ ،‬والدفاتر االختيارية‬

‫((( ينظر‪ :‬املادة (الثانية) من نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪)61/‬‬
‫بتاريخ ‪1409/12/17‬هـ‪.‬‬

‫‪439‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫هي الدفاتر التي ينظمها التجار ‪-‬عادةً‪ -‬لتنظيم معامالهتم دون أن يكونوا‬
‫ملزمني بذلك نظا ًما(((‪.‬‬
‫َ‬
‫أما الدفاتر اإللزامية فقد تناول نظام الدفاتر التجارية حتديدها التي‬
‫جيب عىل التاجر مسكها؛ حيث نص النظام عىل أنه‪« :‬جيب عىل كل تاجر أن‬
‫يمسك الدفاتر التجارية‪ ،‬والتي تستلزمها طبيعة جتارته‪ ،‬وأمهيتها‪ ،‬بطريقة‬
‫تكفل بيان مركزه املايل بدقة‪ ،‬وبيان ما له من حقوق‪ ،‬وما عليه من التزامات‬
‫متعلقة بتجارته‪ ،‬وجيب أن تكون هذه الدفاتر منتظمة‪ ،‬وباللغة العربية‪،‬‬
‫وجيب أن يمسك عىل األقل الدفاتر اآلتية‪ :‬دفرت اليومية األصيل ‪ -‬دفرت‬
‫التاجر الذي ال‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الدفاتر‬ ‫اجلرد ‪ -‬دفرت األستاذ العام‪ ،‬و ُيعفى ِمن مسك هذه‬
‫يزيد رأس ماله عىل مائة ألف ريال»(((‪.‬‬
‫فالدفاتر السابقة يكون التاجر ملز ًما هبا‪ ،‬وهي دفرت اليومية األصيل‪،‬‬
‫ودفرت اجلرد‪ ،‬ودفرت األستاذ العام‪ ،‬وسوا ًء كانت تلك الدفاتر يف شكل‬
‫تقليدي (ورقي)‪ ،‬أو يف صورة دفرت إلكرتوين‪.‬‬
‫فإذا كانت الدفاتر السابقة (دفرت اليومية األصيل‪ ،‬ودفرت اجلرد‪ ،‬ودفرت‬
‫ٍ‬
‫شكل‪ ،‬أو نو ٍع‬ ‫األستاذ العام) يف صورة دفرت إلكرتوين؛ فإهنا ال تكون عىل‬
‫واحد؛ بل أظهر التطور التكنولوجي استخدام أشكال متعددة يف مسك‬
‫الدفاتر اإللكرتونية ُحُتفظ من خالهلا تلك الدفاتر اإللكرتونية‪ ،‬عىل النحو‬
‫التايل‪:‬‬
‫((( حممدين‪ ،‬جالل (‪1995‬م)‪ ،‬املبادئ العامة يف القانون التجاري‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‬
‫للنرش والتوزيع‪ -‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪ ،235 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫((( املادة (األوىل) من نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )61/‬بتاريخ‬
‫‪1409/12/17‬هـ‪.‬‬

‫‪440‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ً‬
‫أواًل‪ :‬التخزين يف ذاكرة جهاز الكمبيوتر‪:‬‬
‫ُيعد إنشاء وتدوين وختزين الدفاتر التجارية اإللكرتونية عىل ذاكرة‬
‫جهاز الكمبيوتر ‪-‬احلاسب اآليل‪ -‬من أهم أنواع وأشكال الدفاتر التجارية‬
‫اإللكرتونية؛ بحيث يستخدم التاجر جهاز الكمبيوتر يف إنشاء وتدوين‬
‫وحفظ الدفاتر اإللكرتونية‪ ،‬من خالل استخدام الكتابة الرقمية‪ ،‬وتدوين‬
‫كافة املعلومات والبيانات املتعلقة بكل دفرت من الدفاتر التجارية‪ ،‬سوا ًء دفرت‬
‫اليومية‪ ،‬أو اجلرد‪ ،‬أو دفرت األستاذ العام‪ ،‬وختزين تلك الدفاتر عىل الذاكرة‬
‫الداخلية جلهاز احلاسوب(((‪.‬‬
‫ُدون‬
‫نص نظا ُم الدفاتر التجارية عىل أنه‪« :‬جيوز أن ت َّ‬
‫ويف إطار ذلك‪َّ ،‬‬
‫البيانات اخلاصة بالدفاتر التجارية عن طريق احلاسب اآليل؛ وذلك بالنسبة‬
‫للمؤسسات والرشكات التي تستخدم احلاسب اآليل يف حساباهتا»(((‪.‬‬
‫فالدفاتر التجارية اإللكرتونية ‪-‬يف تلك احلالة‪ -‬تتم بشكل كامل‪ ،‬من‬
‫خالل جهاز احلاسب اآليل؛ بحيث تُدون ُ‬
‫وخُتزن الدفاتر عىل اجلهاز لتكون‬
‫تلك البيانات املخزنة عىل جهاز الكمبيوتر هي الدفاتر التجارية للتجار‪،‬‬
‫دون اشرتاط وجود دفاتر جتارية تقليدية سابقة للتاجر(((‪.‬‬

‫((( العزام‪ ،‬كوثر أمحد فالح (‪2010‬م)‪ ،‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف اإلثبات‪،‬‬
‫رسالة ماجستري‪ -‬جامعة جدارا‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.36 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬املادة (الثانية) من نظام الدفاتر التجارية السعودي‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم‬
‫(م‪ )61/‬بتاريخ ‪1409/12/17‬هـ‪.‬‬
‫((( املساعدة‪ ،‬أمحد حممود (‪2012‬م)‪ ،‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف اإلثبات‪،‬‬
‫جملة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬عدد (‪ ،)4‬ص‪.112 :‬‬

‫‪441‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ثان ًيا‪ :‬الدفاتر التجارية عىل شكل مصغرات فلمية (‪:)microfilms‬‬


‫املصغرات الفلمية عبارة عن أفالم فوتوغرافية تُستخدم يف تصوير‬
‫صفحات البيانات مع تصغريها لدرجة متناهية الصغر‪ ،‬عن طريق أجهزة‬
‫إلكرتونية خمصصة لذلك‪ ،‬ويمكن بعد ذلك عرض تلك البيانات من خالل‬
‫األجهزة اإللكرتونية‪ ،‬أو طباعتها يف صورة ورقية مرة أخرى(((‪.‬‬
‫املحرر أو‬
‫َّ‬ ‫ووف ًقا لذلك؛ فاملصغرات الفلمية تقوم عىل فكرة إدخال‬
‫وختزهنا بشكل‬
‫الورقة األصلية إىل أجهزة إلكرتونية تستنسخ عنها صورة‪ِّ ،‬‬
‫مصغر‪ ،‬أو مضغوط‪ ،‬ويمكن اسرتجاعها وإعادة طباعتها ورق ًّيا مرة أخرى‪،‬‬
‫أو تكبري تلك الصورة وعرضها عىل جهاز إلكرتوين خمصص لذلك(((‪.‬‬
‫الدفاتر التجاري ُة التقليدية إىل مصغرات فلمية عن‬
‫ُ‬ ‫ويف إطار ذلك‪ُ ،‬حُتول‬
‫طريق استخدام الوسائل اإللكرتونية احلديثة؛ ومنها املاسحات الضوئية‪،‬‬
‫ومن َث َّم تصغر الدفاتر التقليدية‪ ،‬وخيترص حجمها؛ ما يؤدي إىل التقليل‬
‫وتعرضها للتلف‪ ،‬واحلاجة إىل‬
‫ّ‬ ‫من مشاكل ختزين وحفظ الدفاتر الورقية‪،‬‬
‫املساحات الكبرية‪ ،‬خاصة يف املؤسسات والرشكات الكربى(((‪.‬‬

‫((( عبد الاله‪ ،‬هاليل (‪1997‬م)‪ ،‬حجية املخرجات الكمبيوترية يف املواد اجلنائية «دراسة‬
‫مقارنة»‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪.20 :‬‬
‫((( لطفي‪ ،‬حممد حسام (‪1987‬م)‪ ،‬احلجية القانونية للمصغرات الفلمية‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪.15 :‬‬
‫((( العزام‪ ،‬كوثر أمحد‪ ،‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف اإلثبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.35‬‬

‫‪442‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫وعىل ذلك؛ فإن املصغرات الفلمية تُعد نسخة إلكرتونية للدفاتر‬


‫(اإلسكانر)‪،‬‬
‫ْ‬ ‫التقليدية (الورقية) التي تُصغر عن طريق املاسحات الضوئية‬
‫ٍ‬
‫صور رقمية تكون نسخة من الدفاتر التجارية؛ ولكن‬ ‫ٍ‬
‫ملفات أو‬ ‫ُ‬
‫وحُتول إىل‬
‫يف شكل إلكرتوين‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬حفظ الدفاتر التجارية اإللكرتونية عىل شبكة اإلنرتنت‪:‬‬
‫اإلنرتنت عبارة عن شبكة اتصاالت تتألف من مئات احلاسبات اآللية‬
‫املرتابطة بعضها ببعض‪ ،‬إما عن طريق خطوط التلفون‪ ،‬وإما عن طريق‬
‫األقامر الصناعية‪ ،‬ومتتد عرب العامل لتؤ ِّلف يف النهاية شبكة عاملية هائلة‪،‬‬
‫تسمح بتبادل املعلومات والبيانات‪ ،‬ونقلها‪ ،‬وختزينها عرب تلك الشبكة بني‬
‫شبكات أصغر تتصل من خالهلا احلواسيب حول العامل‪ ،‬تعمل وفق أنظمة‬
‫حمددة‪ ،‬ويعرف بـ «الربوتوكول املوحد»‪ ،‬وهو بروتوكول إنرتنت(((‪.‬‬
‫ومن خالل استخدام شبكة اإلنرتنت يستطيع التاجر ختزين دفاتره‬
‫التجارية اإللكرتونية عىل تلك الشبكة‪ ،‬والدخول عىل املوقع اخلاص‬
‫به‪ ،‬وإدخال بياناته الشخصية؛ لفتح املوقع‪ ،‬ثم حفظ البيانات وامللفات‬
‫اإللكرتونية التي يرغب يف حفظها عن طريق الشبكة العنكبوتية بشكل‬
‫مبارش‪ ،‬إال أن تلك الوسيلة تُعاب بعدم األمان؛ إلمكانية اخرتاق املوقع‬
‫اخلاص بالتاجر‪ ،‬وقرصنة ورسقة املعلومات والبيانات اخلاصة به(((‪.‬‬
‫((( الصغري‪ ،‬مجيل عبد الباقي (‪2012‬م)‪ ،‬اإلنرتنت والقانون اجلنائي‪ ،‬دار النهضة العربية‬
‫للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪ ،5 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫((( املطالقة‪ ،‬حممد فواز (‪2006‬م)‪ ،‬الوجيز يف العقود التجارية «دراسة مقارنة»‪ ،‬دار‬
‫الثقافة للنرش والتوزيع‪ -‬عامن‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.214 :‬‬

‫‪443‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫(‪Floppy‬‬ ‫راب ًعا‪ :‬حفظ الدفاتر التجارية اإللكرتونية عىل األقراص املرنة‬
‫‪:)Disk‬‬
‫املرن من أشهر وسائط ختزين البيانات‪ ،‬وينترش استخدامه‬ ‫ُيعد القرص ِ‬
‫يف احلاسبات الصغرية واملتوسطة؛ نتيجة سهولة استخدامه وتداوله‪.‬‬
‫والقرص املرن دائري الشكل قطره مخس بوصات وربع البوصة‪ ،‬يصنع‬
‫من مادة رقيقة من البالستيك مغطاة بطبقة من مادة مغناطيسية حساسة من‬
‫أكسيد احلديد‪ ،‬وتوجد به فتحة كبرية تسمى بـ «فتحة القراءة والكتابة»‪ ،‬من‬
‫خالهلا ترتبط بوحدة إدارة األقراص عىل جهاز احلاسب اآليل‪ ،‬وبام يمكن‬
‫من ختزين املعلومات‪ ،‬واسرتجاعها من خالل القرص(((‪.‬‬
‫وعىل هذه األقراص املرنة حيفظ التاجر دفاتره التجارية اإللكرتونية بكل‬
‫سهولة ويرس؛ لتخزين تلك البيانات‪ ،‬واسرتجاعها‪ ،‬وتداوهلا‪ ،‬إال أن هذه‬
‫األقراص ُيعاب عليها أهنا متثل خطورة عىل ما حتتويه من بيانات وقيود إذا‬
‫ثم صعوبة اسرتجاع ما حتتويه من‬ ‫ِ‬
‫تعرض القرص للخدش والتلف‪ ،‬ومن ّ‬ ‫ما ّ‬
‫معلومات وبيانات(((‪.‬‬
‫ً‬
‫أشكااًل‬ ‫وعىل هذا؛ فإن الدفاتر التجارية اإللكرتونية يمكن أن تأخذ‬
‫متعددةً؛ بعضها ُخُيزن‪ ،‬ويكون له أصل مادي مكتوب ُينسخ يف صورة‬
‫مصغرات فلمية إلكرتونية‪ ،‬والبعض اآلخر ‪-‬وهو الغالب‪ -‬ال يكون‬
‫((( عبد الاله‪ ،‬هاليل‪ ،‬حجية املخرجات الكمبيوترية يف املواد اجلنائية‪ ،‬مرجع سابق ص‪:‬‬
‫‪.19 ،18‬‬
‫((( عبد الصمد‪ ،‬هلو حممد صالح‪ ،‬احلجية القانونية للدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.157 :‬‬

‫‪444‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫أصل مادي مكتوب؛ بل ُيعدُّ بشكل كامل من خالل استخدام الكتابة‬ ‫له ٌ‬
‫الرقمية‪ ،‬ومن َث ّم ُخُتزن تلك امللفات إما عىل جهاز احلاسب اآليل‪ ،‬وإما عىل‬
‫األقراص املرنة‪ ،‬وغريها‪ ،‬وإما عىل شبكة اإلنرتنت‪.‬‬
‫وتتميز كافة تلك األشكال املختلفة من الدفاتر التجارية اإللكرتونية‬
‫بسهولة ورسعة االستخدام‪ ،‬وسهولة احلفظ‪ ،‬دون احلاجة إىل أماكن واسعة‬
‫باملقارنة بالدفاتر التجارية التقليدية‪ ،‬ورغم ذلك حتتاج الدفاتر التجارية‬
‫اإللكرتونية إىل رضورة وجود أنظمة محاية معلوماتية متنع قرصنة ورسقة‬
‫البيانات اإللكرتونية لتلك الدفاتر‪ ،‬أو إحداث تعديل‪ ،‬أو تالعب فيها‪.‬‬

‫‪445‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫المبحث الثاني‬
‫حجية الدفاتر التجارية اإللكترونية في النظام‬
‫السعودي‬
‫كان التطور التكنولوجي يف كافة الوسائط والوسائل اإللكرتونية قد‬
‫بدياًل حدي ًثا من الناحية‬
‫أدى إىل ظهور الدفاتر التجارية اإللكرتونية؛ لتكون ً‬
‫العملية للدفاتر التجارية التقليدية (الورقية)‪ ،‬خاصة أن الكثري من املنشآت‬
‫حتول إىل استخدام الدفاتر اإللكرتونية‪ ،‬من خالل قيد البيانات إلكرتون ًّيا‬
‫قد َّ‬
‫ً‬
‫بداًل من قيدها يدو ًّيا يف الدفاتر التجارية التقليدية؛ وذلك بفضل ما توفره‬
‫التكنولوجيا من رسعة ودقة يف التدوين‪ ،‬وسهولة يف إعداد احلسابات‬
‫اخلتامية‪ ،‬وامليزانيات‪ ،‬وغريها من املميزات األخرى(((‪.‬‬
‫وتطبيق استخدام الدفاتر التجارية اإللكرتونية باململكة العربية السعودية‬
‫يثري احلديث عن مدى حجية تلك الدفاتر يف النظام السعودي‪ ،‬ودورها ‪-‬من‬
‫الناحية النظامية‪ -‬كأداة يمكن االعتامد عليها يف إثبات املعامالت التجارية‬
‫وغري التجارية‪.‬‬
‫إذ إن الدفاتر التجارية اإللكرتونية يمكن أن تكون ُعرض ًة للتعديل‪،‬‬
‫والتحريف‪ ،‬وأعامل القرصنة؛ ما يستدعي وجود رشوط وأحكام خاصة‬
‫لتكون الدفاتر التجارية اإللكرتونية بنفس مرتبة الدفاتر التجارية التقليدية‬
‫يف اإلثبات‪.‬‬
‫((( القريش‪ ،‬زياد أمحد‪ ،‬الزهراين‪ ،‬عدنان صالح (‪1440‬هـ)‪ ،‬القانون التجاري يف اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة جرير للنرش والتوزيع‪ -‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬ص‪.113 :‬‬

‫‪446‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫حيث إن املتعارف عليه بني التجار أن دفاتر التاجر وقيوداته يمكن‬


‫أن تكون حج ًة لصاحبها‪ ،‬أو حج ًة عليه؛ ذلك أن التجار ملزمون ‪-‬نظا ًما‬
‫و ُعر ًفا‪ -‬بإثبات ما هلم وما عليهم يف دفاترهم التجارية‪ ،‬واملبدأ املستقر هو‬
‫حرية اإلثبات يف املواد التجارية(((‪.‬‬
‫ويف إطار ذلك؛ فإنني أوضح بيان رشوط حجية الدفاتر التجارية‬
‫اإللكرتونية يف النظام السعودي‪ ،‬ومدى حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية‬
‫كوسيلة لإلثبات ملصلحة التاجر‪ ،‬وكذا بالنسبة للخصوم‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫ثالثة مطالب ‪-‬كام سيأيت‪.-‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط حجية الدفاتر التجارية اإللكترونية في‬


‫النظام السعودي‪:‬‬

‫نظرا لرسعة التعامالت التجارية؛ فإهنا تقوم عىل مبدأ حرية اإلثبات‪،‬‬ ‫ً‬
‫بحيث جيوز إثباهتا بكافة الوسائل‪ ،‬بام يف ذلك‪ :‬الب ِّينة‪ ،‬والقرائن‪ ،‬والدفاتر‪،‬‬
‫وغريها من الوسائل‪ ،‬ومهام بلغت قيمة الترصف؛ أي‪ :‬دون التقيد بام تنص‬
‫عليه بعض القوانني والترشيعات يف وجوب إثبات قيمة املعامالت التي‬
‫تتجاوز مبالغ معينة بوسائل حمددة‪ ،‬أما التعامالت التجارية؛ فإهنا ال تتقيد‬
‫بذلك‪ ،‬ألهنا تقوم عىل أساس الثقة يف التعامل والرسعة(((‪.‬‬
‫ودعاًم للرسعة‪ ،‬وتقوية الثقة يف التعامالت التي حتصل بني التجار؛ فإن‬
‫ً‬
‫املتعارف عليه‬
‫َ‬ ‫الدفاتر التجارية حت َظى بدور مهم يف إثبات احلقوق‪ ،‬حيث إن‬
‫((( اجلرب‪ ،‬حممد بن حسن‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.123 :‬‬
‫((( عوض‪ ،‬عيل مجال الدين (‪1994‬م)‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار النهضة العربية للنرش‬
‫والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪.128 :‬‬

‫‪447‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫بني التجار أن دفاتر التاجر وقيوداته يمكن أن تكون ُحج ًة لصاحبها‪ ،‬أو‬
‫حج ًة عليه؛ ذلك أن التجار ملزمون ‪-‬نظا ًما وعر ًفا‪ -‬بإثبات ما هلم وما‬
‫عليهم يف دفاترهم التجارية(((‪.‬‬
‫يقر بحجية الدفاتر التجارية‬
‫ويف إطار ذلك؛ فإن النظام السعودي ُّ‬
‫كوسيلة لإلثبات يف املعامالت التجارية‪ ،‬وسوا ًء أكانت تلك الدفاتر ورقية‪،‬‬
‫أم إلكرتونية؛ حيث إن النصوص النظامية تساوي بني حجية األدلة الرقمية‬
‫(اإللكرتونية) واألدلة الورقية‪ ،‬وهذا ما أكده نظام اإلثبات‪ ،‬حيث نص عىل‬
‫أنه‪« :‬يكون لإلثبات بالدليل الرقمي حكم اإلثبات بالكتابة الواردة يف هذا‬
‫النظام»(((‪.‬‬
‫وحتى تتمتع الدفاتر التجارية بتلك احلجية النظامية؛ فإن املنظم يشرتط‬
‫بعض الرشوط التي جيب توافرها‪ ،‬وختتلف تلك الرشوط يف الدفاتر‬
‫التجارية التقليدية عن اإللكرتونية‪ .‬وملا كان موضع البحث هو الدفاتر‬
‫التجارية اإللكرتونية؛ فسوف نقترص عىل بيان رشوط حجية الدفاتر‬
‫التجارية اإللكرتونية يف النظام السعودي عىل النحو التايل‪:‬‬
‫تدون البيانات‬
‫نص نظام الدفاتر التجارية السعودي عىل أنه‪« :‬جيوز أن َّ‬
‫َّ‬
‫اخلاصة بالدفاتر التجارية عن طريق احلاسب اآليل؛ وذلك بالنسبة‬
‫((( رقم القضية‪ /1/688 :‬ق لعام ‪1408‬هـ‪ ،‬رقم احلكم االبتدائي‪/89 :‬د‪/‬تج‪9/‬‬
‫لعام ‪1409‬هـ‪ ،‬رقم حكم التدقيق‪/114 :‬ت‪ 4/‬لعام ‪1409‬هـ‪ ،‬تاريخ اجللسة‪:‬‬
‫‪1409/7/13‬هـ‪.‬‬
‫((( املادة (اخلامسة واخلمسون) من نظام اإلثبات‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪)43/‬‬
‫وتاريخ ‪1443 /5/26‬هـ‪.‬‬

‫‪448‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫للمؤسسات والرشكات‪ ،‬والتي تستخدم احلاسب اآليل يف حساباهتا‪ ،‬وحتدد‬


‫الالئحة التنفيذية اإلجراءات والقواعد التي تكفل صحة وسالمة البيانات‪،‬‬
‫والتي يثبتها احلاسب اآليل»(((‪.‬‬
‫ووف ًقا للنص السابق؛ فإن نظام الدفاتر التجارية قد أحال حتديد الرشوط‬
‫التي يلزم توافرها يف الدفاتر التجارية اإللكرتونية (حتى تتمتع باحلجية‬
‫النظامية‪ ،‬وتقوم مقام الدفاتر التقليدية) إىل الالئحة التنفيذية للنظام‪.‬‬
‫نصت عىل‬‫وبالرجوع إىل الالئحة التنفيذية لنظام الدفاتر التجارية؛ نجد أهنا ّ‬
‫اآليت‪:‬‬
‫ً‬
‫«أواًل‪ :‬جيب أن يتصف نظام احلاسب اآليل بام ييل‪:‬‬
‫تدون عىل احلاسب‬
‫أ‪ .‬أن يسمح النظام املتبع يف معاجلة املعلومات التي َّ‬
‫اآليل بالتفتيش عىل هذه املعلومات يف أي وقت‪.‬‬
‫ب‪ .‬جيب استخراج بيانات مطبوعة من احلاسب اآليل «خمرجات»‬
‫بشكل دوري منتظم (أسبوع ًّيا‪ ،‬شهر ًّيا‪ ،‬وربع سنوي‪ ...‬إلخ)‪ ،‬وتكون هذه‬
‫ومؤرخة‪ ،‬وتتضمن مجيع املعلومات املدخلة‬
‫َّ‬ ‫املخرجات مر ّقمة الصفحات‪،‬‬
‫يف احلاسب اآليل؛ لتكون مستندً ا يمكن الرجوع إليه لتحديد أي إضافات‪،‬‬
‫أو حذف من املعلومات املدونة عىل تلك املخرجات؛ بحيث يمكن ربط‬
‫ومقارنة البنود الظاهرة يف املخرجات بمفردات املدخالت مفرد ًة مفردةً‪.‬‬

‫((( املادة (الثانية) من نظام الدفاتر التجارية السعودي‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم‬
‫(م‪ )61/‬بتاريخ ‪1409/12/17‬هـ‪.‬‬

‫‪449‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ج‪ .‬أن يكون كل بند من البنود الظاهرة يف املخرجات مؤ َّيدً ا بمستند‬


‫مكتوب‪ ،‬ويف حالة غياب ذلك بسبب إدخال املعلومات مبارشة يف احلاسب‬
‫يعزز البند بإيضاح مكتوب‪.‬‬
‫اآليل؛ جيب أن ّ‬
‫د‪ .‬أن تتوفر إمكانية استخراج وإعادة استخراج املخرجات ‪-‬املذكورة‬
‫أعاله‪ -‬يف أي وقت‪.‬‬
‫هـ‪ .‬أن تو ّثق املنشأة نظام إدخال وتوجيه املعلومات (القيود املحاسبية)‬
‫يف (احلاسب اآليل) وبرامج احلاسب اآليل إذا كانت تعدّ ها املنشأة بنفسها‪،‬‬
‫والتعليامت املتعلقة بتشغيل احلاسب اآليل‪ ،‬ووظائف واختصاصات األفراد‬
‫الذين يش ّغلونه؛ وذلك للرجوع إليها عند احلاجة‪.‬‬
‫ز‪ .‬أن تتوفر لدى املنشأة وسائل األمان الكافية التي تكفل احلفاظ عىل‬
‫ضوابط رقابي ٌة‬
‫ُ‬ ‫أمن وسالمة أجهزة احلاسب اآليل‪ ،‬وبراجمه‪ ،‬وأن تكون لدهيا‬
‫كافية َحَت ُ‬
‫ول دون التالعب يف الربامج واملعلومات املع َّبأة عىل احلاسب اآليل‬
‫(املدخالت واملخرجات)‪ ،‬وأنه يمكن فحص ومراجعة الوسائل والضوابط‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬أن تكون املنشآت التجارية التي تستخدم احلاسب اآليل لدفاترها‬
‫التجارية مسؤولة‪-‬مسؤولية مبارشة‪ -‬عن صحة البيانات املحاسبية املدونة يف‬
‫فعاًل ما احت ُِفظ به لتلك البيانات‪ ،‬واملستندات‪،‬‬
‫الدفاتر التجارية‪ ،‬وبام يطابق ً‬
‫واملعلومات املحفوظة بامللفات‪ ،‬ويف حالة حدوث ما خيالف ذلك تُط ّبق عىل‬
‫املنشأة وكل َمن تسبب يف ذلك ما تقيض به األنظمة والتعليامت املعتمدة‪.‬‬
‫يضمن‬
‫ِّ‬ ‫ثال ًثا‪ :‬جيب عىل املحاسب القانوين املرخص له مزاولة املهنة أن‬
‫تدون بياناهتا‬
‫تقريره عن املنشآت التي يراجع حساباهتا ما يفيد بأن املنشأة ِّ‬

‫‪450‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫اخلاصة بالدفاتر التجارية عىل احلاسب اآليل حسب النظام‪ ،‬وأن القوائم‬
‫مدون عىل احلاسب اآليل»(((‪.‬‬
‫املالية مطابقة ملا هو َّ‬
‫فاملادة السابقة تناولت حتديد الرشوط التي جيب توافرها يف الدفاتر‬
‫التجارية اإللكرتونية؛ حتى تتمتع باحلجية النظامية كالدفاتر التقليدية‬
‫(الورقية)‪ ،‬بحيث تقوم مقام الدفاتر التجارية التقليدية إذا توافرت فيها‬
‫الرشوط النظامية‪ ،‬والتي تتمثل يف وجوب أن يسمح النظام اإللكرتوين‬
‫فضاًل عن وجوب‬ ‫بالتفتيش عىل البيانات التي تُدون إلكرتون ًّيا يف أي وقت‪ً ،‬‬
‫استخراج بيانات مطبوعة (ورقية) مرقمة ومنتظمة للدفاتر التجارية‪،‬‬
‫ومؤرخة‪ ،‬تتضمن مجيع بيانات الدفاتر اإللكرتونية‪.‬‬
‫ّ‬
‫وهذا الرشط ُيعد رش ًطا جوهر ًّيا يف الدفاتر اإللكرتونية؛ ذلك ألن‬
‫ومؤرخة من الدفاتر اإللكرتونية‬‫ّ‬ ‫إمكانية استخراج بيانات مطبوعة ومر ّقمة‬
‫بشكل دوري‪ ،‬مع اشرتاط وجود املستندات التي عىل أساسها ُأ ِعدَّ الدفرت‬
‫الدفاتر اإللكرتونية منتظم ًة‪ ،‬وصحيحة‪ ،‬ومتوافق ًة مع‬
‫َ‬ ‫اإللكرتوين؛ جتعل‬
‫تعرض‬‫الواقع واحلقيقة‪ ،‬وبام جيعلها حج ًة صاحل ًة لإلثبات‪ ،‬خاص ًة يف حالة ّ‬
‫التاجر لإلفالس؛ إذ من خالهلا يستطيع التاجر أن يثبت براءته من جريمة‬
‫اإلفالس بالتقصري‪ ،‬أو التدليس(((‪.‬‬

‫((( املادة (الثالثة) من الالئحة التنفيذية لنظام الدفاتر التجارية‪ ،‬الصادرة بالقرار الوزاري‬
‫رقم (‪ )1110‬وتاريخ ‪1410/12/24‬هـ‪.‬‬
‫((( ابن سعيد‪ ،‬لزهر (‪2010‬م)‪ ،‬النظام القانوين لعقود التجارة اإللكرتونية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الفكر اجلامعي‪ -‬اإلسكندرية‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪.129 :‬‬

‫‪451‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫فضاًل عن وجوب وجود مستندات مكتوبة تؤكد صحة كافة البيانات‬ ‫ً‬
‫التي ُد ِّونت يف الدفاتر اإللكرتونية‪ ،‬ووجود وسائل األمان املعلومايت‪ ،‬والتي‬
‫تكفل محاية البيانات التي ُدونت‪ ،‬وعدم التالعب‪ ،‬أو العبث‪ ،‬أو التعديل فيها‬
‫بل أي شخص آخر‪ ،‬وأن تكون كافة البيانات واملستندات اإللكرتونية‬ ‫من ِق ِ‬
‫حمفوظة بشكل آمن(((‪.‬‬
‫كذلك؛ فإن الالئحة التنفيذية جتعل املنشآت التجارية التي تستخدم‬
‫الدفاتر اإللكرتونية مسؤولة ‪-‬مسؤولية مبارشة‪ -‬عن صحة البيانات‬
‫فعاًل ما احت ُِفظ به لتلك‬
‫املحاسبية املدونة يف الدفاتر التجارية‪ ،‬وبام يطابق ً‬
‫البيانات‪ ،‬واملستندات‪ ،‬واملعلومات املحفوظة بامللفات‪ ،‬وأن تُراجع كافة‬
‫مرخص‬‫بل حماسب قانوين َّ‬ ‫البيانات‪ ،‬والتي ُدونت يف الدفرت اإللكرتوين من ِق ِ‬
‫له بمزاولة املهنة؛ للتأكد من صحة بيانات وقيودات الدفاتر التجارية‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬واتفاقها مع املستندات التي تؤكد ذلك‪.‬‬
‫فإذا توافرت كافة الرشوط السابقة؛ فإن الدفاتر التجارية اإللكرتونية‬
‫تكون هلا حجية وقيمة الدفاتر التقليدية (الورقية) يف اإلثبات‪ ،‬وفق النظام‬
‫السعودي‪ ،‬وال ختتلف تلك احلجي ُة والقيم ُة النظامية؛ لكوهنا حمررات‬
‫إلكرتونية‪.‬‬
‫وهذا ما أكده نظام التعامالت اإللكرتوين الذي نص عىل أنه‪« :‬تكون‬
‫للتعامالت والسجالت والتوقيعات اإللكرتونية حجيتها ِ‬
‫امللزمة‪ ،‬وال جيوز‬

‫((( رستم‪ ،‬حممد خالد مجال (‪2006‬م)‪ ،‬التنظيم القانوين للتجارة اإللكرتونية واإلثبات يف‬
‫العامل‪ ،‬منشورات احللبي احلقوقية‪ -‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص‪ ،334 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪452‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫نفي صحتها‪ ،‬أو قابليتها للتنفيذ‪ ،‬وال منع تنفيذها؛ بسبب أهنا متت ‪-‬كل ًّيا أو‬
‫جزئ ًّيا‪ -‬بشكل إلكرتوين»(((‪.‬‬
‫وإىل جانب الرشوط السابق ذكرها يف الئحة نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬حتى‬
‫تتمتع الدفاتر التجارية اإللكرتونية باحلجية النظامية وسيل ًة لإلثبات؛ فإنني‬
‫‪-‬أيضا‪ -‬يف الدفاتر التجارية اإللكرتونية الرشوط‬‫ً‬ ‫أرى أنه ال بد أن تتوافر‬
‫التي تناول نظام التعامالت اإللكرتونية النص عليها فيام خيص السجالت‬
‫اإللكرتونية؛ إذ إن الدفاتر التجارية اإللكرتونية ‪-‬كام سبق أن أوضحت‪-‬‬
‫ًّ‬
‫سجاًّل إلكرتون ًّيا‪.‬‬ ‫تُعدّ‬
‫وقد حدد نظام التعامالت اإللكرتونية تلك الرشوط التي جيب توافرها‬
‫يف السجالت اإللكرتونية؛ حيث نص عىل أنه‪:‬‬
‫«‪ -1‬مع عدم اإلخالل بام تنص عليه املادة (الثالثة) من هذا النظام‪،‬‬
‫إذا اشرتط أي نظام يف اململكة حفظ وثيقة أو معلومة ألي سبب؛ فإن هذا‬
‫الرشط يتحقق عندما تكون تلك الوثيقة‪ ،‬أو املعلومة حمفوظة‪ ،‬أو مرسلة يف‬
‫شكل سجل إلكرتوين‪ ،‬برشط مراعاة ما ييل‪:‬‬
‫أ) حفظ السجل اإللكرتوين بالشكل الذي ُأنشئ‪ ،‬أو ُأرسل‪ ،‬أو تُس ِّلم‬
‫نشئ به‪ ،‬أو‬ ‫مطابق للمحتوى الذي ُأ ِ‬
‫ٌ‬ ‫به‪ ،‬أو بشكل يمكِّن من إثبات أن حمتواه‬
‫ُأرسل به‪ ،‬أو تم تسلمه به‪.‬‬
‫ب) بقاء السجل اإللكرتوين حمفو ًظا عىل نحو يتيح استخدامه‪ ،‬والرجوع‬
‫إليه الح ًقا‪.‬‬
‫((( املادة (اخلامسة) من نظام التعامالت اإللكرتونية‪1428( ،‬هـ)‪ ،‬الصادر باملرسوم‬
‫امللكي رقم (م‪ ،)18/‬بتاريخ ‪1428/3/8‬هـ‪.‬‬

‫‪453‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ج) أن حتفظ مع السجل اإللكرتوين املعلومات التي متكِّن من معرفة‬


‫املنشئ واملرسل إليه‪ ،‬وتاريخ إرساهلا‪ ،‬وتسلمها‪ ،‬ووقتهام‪.‬‬
‫‪ -2‬جيوز ألي شخص أن يستويف ‪-‬عىل مسؤوليته‪ -‬املتطلبات املنصوص‬
‫عليها يف الفقرة (‪ )1‬من هذه املادة باالستعانة بخدمات شخص آخر‪.‬‬
‫‪ -3‬حتدد الالئحة اإلجراءات اخلاصة بحفظ السجالت‪ ،‬والبيانات‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬والرشوط الالزمة؛ إلبرازها يف هيئتها اإللكرتونية‪ ،‬ورشوط‬
‫االطالع عليها‪ ،‬وضوابطها(((‪.‬‬
‫واملادة السابقة حتدد بعض الرشوط التي يلزم توافرها يف السجالت‬
‫اإللكرتونية؛ حتى تتمتع بالقيمة القانونية كوسيلة لإلثبات‪ .‬وأرى أن‬
‫‪-‬أيضا‪ -‬عىل الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬ويلزم‬
‫ً‬ ‫الرشوط السابقة تَرسي‬
‫توافرها ‪-‬إىل جانب الرشوط التي حددهتا الالئحة التنفيذية لنظام الدفاتر‬
‫التجارية‪ -‬حتى تصبح للدفاتر التجارية اإللكرتونية حجية وقيمة نظامية‬
‫كوسيلة لإلثبات‪ ،‬ويف تلك احلالة تكون هلا قيمة‪ ،‬وحجية الدفاتر‪ ،‬واألدلة‬
‫التقليدية (الورقية)‪.‬‬
‫وهذه ما أكدته املحكمة العليا بقوهلا‪« :‬إن الدليل الرقمي ُيعترب أدا َة‬
‫دليل طاملا أنه واضح من أي شك‪ ،‬ولكن مع هذا؛ فإن قابليتها‬ ‫ٍ‬
‫إثبات‪ ،‬أو ٍ‬
‫ٍ‬
‫إثبات خمتلف ٌة باختالف احلالة‪ ،‬ووقائعها»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كأداة‬ ‫للتنفيذ‬

‫((( املادة (السادسة) من نظام التعامالت اإللكرتونية‪1428( ،‬هـ)‪ ،‬الصادر باملرسوم‬


‫امللكي رقم (م‪ )18/‬بتاريخ ‪1428/3/8‬هـ‪.‬‬
‫((( قرار املحكمة العليا السعودية رقم (‪ )34‬بتاريخ ‪1439/4/24‬هـ‪.‬‬

‫‪454‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫وخالصة ما سبق‪ ،‬إن الدفاتر التجارية اإللكرتونية تكون هلا حجية‬


‫وقيمة قانونية كالدفاتر التقليدية إذا توافرت فيها الرشوط النظامية التي‬
‫تؤكد صحتها‪ ،‬وسالمتها من التالعب‪ ،‬أو التزوير‪ ،‬أو العبث واالخرتاق‪،‬‬
‫وتوافر املستندات‪ ،‬والتي تؤكد صحة البيانات واملعلومات التي ُد ِّونت يف‬
‫الدفرت التجاري اإللكرتوين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حجية الدفاتر التجارية اإللكترونية في اإلثبات‬


‫لمصلحة التاجر‪:‬‬

‫وفق ما سبق؛ فإن الدفاتر التجارية اإللكرتونية تكون هلا حجية وقيمة‬
‫الدفاتر التجارية التقليدية إذا توافرت يف تلك الدفاتر اإللكرتونية الرشوط‬
‫تنص عليها األنظمة السارية باململكة العربية السعودية؛ ما‬
‫النظامية التي ّ‬
‫يدعو إىل بيان نطاق حجية تلك الدفاتر اإللكرتونية كوسيلة لإلثبات‬
‫ملصلحة التاجر‪ ،‬وأوضح ذلك عىل النحو التايل‪:‬‬
‫إن القاعدة العامة يف اإلثبات أنه ال جيوز للشخص أن يستند إىل دليل‬
‫يصنعه بنفسه‪ ،‬وتطبيق ذلك املبدأ يفقد القيمة القانونية للدفاتر التجارية‪،‬‬
‫سوا ًء كانت تقليدية‪ ،‬أو إلكرتونية‪ ،‬إال أن النّظم القانونية خترج عىل ذلك‬
‫املبدأ يف إطار املعامالت التجارية‪ ،‬ومتنح الدفاتر التجارية قيمة وحجة‬
‫قانونية لإلثبات ملصلحة التاجر؛ بحيث جيوز للتاجر أن يستند إىل دفاتره‬
‫التجارية إلثبات حقه(((‪.‬‬

‫((( اجلرب‪ ،‬حممد بن حسن‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125 :‬‬

‫‪455‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫بمقتىَض دفاتره التجارية‪ ،‬سوا ًء أكانت‬


‫َ‬ ‫لكن حق التاجر يف اإلثبات‬
‫ورقية‪ ،‬أم إلكرتونية‪ ،‬ليس يف مواجهة مجيع خصومه؛ بل خيتلف بحسب ما‬
‫تاجرا‪ ،‬أو غري تاجر‪ ،‬وذلك عىل النحو التايل‪:‬‬
‫إذا كان اخلصم ً‬
‫ً‬
‫أواًل‪ :‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية ملصلحة التاجر ضد َخصم غري‬
‫تاجر‪:‬‬
‫ال جيوز للتاجر أن يستند إىل دفاتره التجارية اإللكرتونية ضد خصمه‬
‫غري التاجر كوسيلة لإلثبات؛ حيث نص نظام اإلثبات عىل أنه‪« :‬ال تكون‬
‫دفاتر التجار حجة عىل غري التجار‪ ،‬ومع ذلك؛ فإن البيانات املثبتة فيها‬
‫قوي جان ُبه من‬
‫أساسا جييز للمحكمة أن توجه اليمني املتممة ملن َ‬ ‫ً‬ ‫تصلح‬
‫الطرفني‪ ،‬وذلك فيام جيوز إثباته بشهادة الشهود»(((‪.‬‬
‫النص السابق يوضح أن الدفاتر التجارية اإللكرتونية ال تص ُلح‬
‫فمقتىَض ِّ‬
‫َ‬
‫التاجر ضد َخصمه ِ‬
‫غري التاجر‪ ،‬إال أن تلك الدفاتر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ملصلحة‬ ‫أن تكون حج ًة‬
‫متنح السلطة للمحكمة بتوجيه اليمني املتممة‪ ،‬وهو أمر جوازي للمحكمة‪،‬‬
‫وليس للخصم أن يوجه هذه اليمني خلصمه‪ ،‬أو يطلب من القايض توجيهها؛‬
‫بل تستند إليها لتوجيه اليمني املتممة الستكامل دليل ناقص‪ ،‬جيعل وجود‬
‫احلق املدَّ عى به قريب االحتامل(((‪.‬‬

‫((( املادة (‪ )31‬من نظام اإلثبات‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )43/‬وتاريخ‬
‫‪1443/5/26‬هـ‪.‬‬
‫((( كريم‪ ،‬زهري عباس (‪1995‬م)‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنرش‬
‫عاَّمن‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.145 :‬‬
‫والتوزيع‪َّ -‬‬

‫‪456‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ووف ًقا لذلك‪ ،‬ال جيوز للتاجر أن يستند إىل الدفاتر التجارية اإللكرتونية‬
‫كحجة يف اإلثبات يف مواجهة خصمه غري التاجر‪ ،‬وفق النظام السعودي؛‬
‫وذلك ألن خصم التاجر يف تلك احلالة هو شخص مدين ‪-‬غري تاجر‪ -‬ومن‬
‫َث َّم فال يمكن االحتجاج ضده بالدفاتر التجارية اإللكرتونية؛ الختالف‬
‫املراكز النظامية بني التاجر وغري التاجر‪ ،‬حيث إن األخري ‪-‬غري التاجر‪ -‬ال‬
‫يكون ملز ًما بمسك دفاتر جتارية يستطيع االعتامد عليها يف اإلثبات كالتاجر‪.‬‬
‫يتمسك هبا التاجر يف مواجهة خصمه غري‬ ‫ومن َث َّم تُطرح الدفاتر التي َّ‬
‫التاجر‪ ،‬وال تكون حجة لإلثبات‪ ،‬وتطبق القاعدة العامة‪ ،‬والتي ال جتيز‬
‫دلياًل لنفسه‪ ،‬ومن َث َّم تفقد الدفاتر التجارية حجيتها‬
‫للشخص أن يصنع ً‬
‫النظامية يف مواجهة غري التاجر(((‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية ملصلحة التاجر ضد خصم تاجر‪:‬‬
‫علمنا أن النظام السعودي ‪-‬وفق ما سبق‪ -‬ال يعتد بحجية الدفاتر‬ ‫ِ‬
‫التجارية اإللكرتونية كوسيلة لإلثبات ملصلحة التاجر ضد خصمه غري‬
‫‪-‬أيضا‪ -‬حيث‬‫ً‬ ‫تاجرا‬ ‫ِ‬
‫التاجر ً‬ ‫خصم‬
‫ُ‬ ‫التاجر؛ لكن ذلك الوضع يتغري إذا كان‬
‫يمنح النظام السعودي الدفاتر التجارية اإللكرتونية احلجية القانونية‬
‫لإلثبات ملصلحة التاجر ضد خصمه التاجر‪.‬‬

‫((( العمر‪ ،‬عدنان صالح‪ ،‬درويش‪ ،‬عبد اهلل (‪2017‬م)‪ ،‬رشح النظام التجاري السعودي‪،‬‬
‫عاَّمن‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.144 :‬‬
‫ط‪ ،1‬دار الثقافة للنرش والتوزيع‪َّ -‬‬

‫‪457‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫حيث نص نظام اإلثبات عىل أنه‪« :‬تكون دفاتر التجار اإللزامية املنتظمة‬
‫حجة لصاحبها التاجر ضد خصمه التاجر»(((‪.‬‬
‫فالنص السابق يقرر احلجية القانونية للدفاتر التجارية اإللكرتونية‬
‫يتمسك بدفاتره‬
‫ملصلحة التاجر ضد خصمه التاجر‪ ،‬بحيث جيوز للتاجر أن َّ‬
‫التجارية اإللكرتونية كحجة ووسيلة لإلثبات ضد خصمه التاجر‪.‬‬
‫وحجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية ملصلحة التاجر يف تلك احلالة‬
‫تكون مرهونة بعدة رشوط‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون النزاع بني تاجر ْين(((‪:‬‬
‫من خالل نص املادة السابقة يظهر أن حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية‬
‫ملصلحة التاجر تكون برشط أن يكون النزاع بني تاجر ْين‪ ،‬والغرض من‬
‫كاَل طريف النزاع يكون ملز ًما بمسك الدفاتر التجارية‬ ‫ذلك الرشط أن َ‬
‫لتدوين بياناهتا املحاسبية‪ِ ،‬‬
‫ومن َث َّم يمكن التحقق من صحة املسألة املدَّ عى‬

‫((( املادة (‪ )2/31‬من نظام اإلثبات‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )43/‬وتاريخ‬
‫‪1443/5/26‬هـ‪.‬‬
‫((( التاجر ‪-‬وفق أحكام النظام السعودي‪ -‬هو‪َ « :‬من اشتغل باملعامالت التجارية‪ ،‬واختذها‬
‫مهنة له»‪ .‬ينظر‪ :‬نص املادة األوىل من النظام التجاري «نظام املحكمة التجارية»‪،‬‬
‫‪1350‬هـ‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )2/‬وتاريخ ‪1390/1/15‬هـ‪ ،‬ولفظ‬
‫«التاجر» يف النظام السعودي «يشمل التاجر الفرد‪ ،‬أو الرشكة التي يكون غرضها‬
‫الرئيس القيام باألعامل التجارية»‪ .‬ينظر‪ :‬نص املادة (األوىل) من نظام الدفاتر التجارية‪،‬‬
‫الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )61/‬بتاريخ ‪1409/12/17‬هـ‪.‬‬

‫‪458‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫هبا من خالل مراجعة البيانات الواردة يف دفاتر كال التاجر ْين‪ً ،‬‬
‫فضاًل عن أن‬
‫كون ٍّ‬
‫كل منهام له صفة التاجر(((‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫متساو؛ َ‬ ‫اخلصوم يكونون يف مركز نظامي‬
‫ٍ‬
‫عمل جتاري‪:‬‬ ‫‪ -2‬أن يكون النزاع بشأن‬
‫حتى تتمتع الدفاتر التجارية اإللكرتونية بحجيتها وقيمتها يف اإلثبات‬
‫يلزم أن يكون النزاع بشأن عمل جتاري‪،‬‬‫ملصلحة التاجر ضد خصمه التاجر؛ َ‬
‫حيث إن العربة يف اإلثبات بالدفاتر التجارية يكون يف نطاق املعامالت‬
‫التجارية فقط دون غريها؛ حتى يمكن اإلثبات بكافة الوسائل‪ ،‬بام يف‬
‫ذلك الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬أما إذا كان النزاع غري جتاري ‪-‬ولو بني‬
‫التمسك بحجية الدفاتر التجارية يف تلك احلالة؛ ألن‬
‫ُّ‬ ‫تاجرين‪ -‬فال جيوز‬
‫النزاع غري جتاري(((‪.‬‬
‫‪-‬أيضا‪ -‬أن يكون‬
‫ً‬ ‫فال يكفي أن يكون النزاع بني تاجرين؛ بل يشرتط‬
‫النزاع متعل ًقا بعمل جتاري؛ ألنه يمكن أن يكون النزاع بني جتار‪ ،‬ولكن‬
‫بخصوص معاملة مدنية‪ ،‬ومن َثم فإنه خيضع للقواعد العامة يف اإلثبات‪،‬‬
‫وال يمكن التمسك بحجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف تلك احلالة‪.‬‬

‫((( خليل‪ ،‬حممد إبراهيم‪2000( ،‬م)‪ ،‬قانون التجارة اجلديد «معل ًقا عىل نصوصه بآراء‬
‫الفقه وأحكام القضاء»‪ ،‬دار النهضة العربية للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪ ،125‬وما بعدها‪.‬‬
‫((( الغامدي‪ ،‬عبد اهلادي حممد (‪1438‬هـ)‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة‬
‫الشقري‪ -‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬ص‪.125 :‬‬

‫‪459‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫‪ -3‬أن تكون الدفاتر التجارية اإللكرتونية إلزامية((( ومنتظمة(((‪:‬‬


‫ال يمكن االحتجاج بكافة الدفاتر التجارية اإللكرتونية التي يمسكها‬
‫التاجر ملصلحته ضد خصمه التاجر؛ ولكن يشرتط أن تكون تلك الدفاتر‪،‬‬
‫والتي يتمسك هبا التاجر‪ ،‬دفاتر إلزامية منتظمة‪ ،‬ووفق ذلك ال جيوز‬
‫التمسك بالدفاتر االختيارية‪ ،‬أو الدفاتر غري املنتظمة‪ ،‬سوا ًء أكانت إلزامي ًة‪،‬‬
‫أم اختياري ًة‪.‬‬
‫وتكون الدفاتر التجارية اإللكرتونية منتظمة إذا اتّبع التاجر كافة‬
‫الرشوط‪ ،‬والضوابط‪ ،‬واإلجراءات املحددة نظا ًما ملسك الدفاتر التجارية‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬سوا ًء كانت يف شكل ميكروفيلم‪ ،‬أو يف شكل بيانات إلكرتونية‬
‫ليس هلا أصل مادي مكتوب‪ ،‬أ ًّيا كانت وسيلة ختزينها‪ ،‬ما دامت توافرت‬
‫فيها الرشوط النظامية التي تكفل صحتها وسالمتها من العبث‪ ،‬أو التزوير‪،‬‬
‫أو غري ذلك(((‪.‬‬
‫يتمسك بدفاتره التجارية‬
‫فإذا توافرت الرشوط السابقة جاز للتاجر أن ّ‬
‫اإللكرتونية ضد خصمه التاجر‪ ،‬وال َ‬
‫فرق يف تلك احلالة بني ما إذا كان‬
‫((( حددت املادة األوىل من نظام الدفاتر التجارية الدفاتر اإللزامية بأهنا‪« :‬دفرت اليومية‬
‫األصيل‪ ،‬دفرت اجلرد‪ ،‬دفرت األستاذ العام»‪ ،‬ينظر‪ :‬نص املادة (األوىل) من نظام الدفاتر‬
‫التجارية‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )61/‬بتاريخ ‪1409/12/17‬هـ‪.‬‬
‫((( تكون الدفاتر التجارية اإللكرتونية منتظمة إذا توافرت فيها الرشوط التي نصت عليها‬
‫الئحة نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬والتي وضحت يف املطلب األول من هذا املبحث‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.447‬‬
‫((( العزام‪ ،‬كوثر أمحد‪ ،‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف اإلثبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.127‬‬

‫‪460‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫اآلخر ِ‬
‫يمس ُك دفاتر تقليدية‪ ،‬أو دفاتر إلكرتونية‪ ،‬فال تكون الدفاتر‬ ‫التاجر َ ُ‬
‫يتساوى‬
‫َ‬ ‫التقليدية يف مرتبة نظامية أعىل من الدفاتر التجارية اإللكرتونية؛ بل‬
‫ِ‬
‫واحلجية يف اإلثبات‪ ،‬وهذا ما أكدته‬ ‫ِ‬
‫النظامية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫النوعان من حيث القيمة‬
‫ٍ‬
‫دليل طاملا‬ ‫ٍ‬
‫إثبات‪ ،‬أو‬ ‫املحكمة العليا بقوهلا‪« :‬إن الدليل الرقمي ُيعترب أداة‬
‫أنه واضح من أي شك»(((‪.‬‬
‫كام نص نظام التعامالت اإللكرتوين عىل أنه‪« :‬تكون للتعامالت‬
‫والسجالت والتوقيعات اإللكرتونية حجيتها امللزمة‪ ،‬وال جيوز نفي‬
‫صحتها‪ ،‬أو قابليتها للتنفيذ‪ ،‬وال منع تنفيذها؛ بسبب أهنا متت ‪-‬كل ًّيا‪ ،‬أو‬
‫جزئ ًّيا‪ -‬بشكل إلكرتوين»(((‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فاحلجية املقررة للدفاتر التجارية اإللكرتونية ملصلحة التاجر‬
‫ضد خصمه التاجر ليست حجية مطلقة؛ حيث إن احلجية املقررة للدفاتر‬
‫التجارية اإللكرتونية تسقط بإثبات عكس ما ورد فيها بكافة طرق اإلثبات‪،‬‬
‫بام يف ذلك دفاتر اخلصم املنتظمة(((‪.‬‬
‫حيث يكون باستطاعة اخلصم إسقاط احلجية املقررة لدفاتر التاجر‬
‫اإللكرتونية بكافة طرق اإلثبات‪ ،‬بام يف ذلك تقديمه دفاتره التجارية‪،‬‬
‫سواء كانت تقليدية‪ ،‬أو إلكرتونية‪ ،‬وتكون ِ‬
‫العربة يف ترجيح أحد الدفرت ْين‬ ‫ً‬
‫((( قرار املحكمة العليا السعودية رقم (‪ )34‬بتاريخ ‪1439/4/24‬هـ‪.‬‬
‫((( املادة (اخلامسة) من نظام التعامالت اإللكرتونية ‪1428‬هـ‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي‬
‫رقم (م‪ )18/‬بتاريخ ‪1428/3/8‬هـ‪.‬‬
‫((( املادة (‪ )2/31‬من نظام اإلثبات‪ ،‬لعام ‪1443‬هـ‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم‬
‫(م‪ )43/‬وتاريخ ‪1443/5/26‬هـ‪.‬‬

‫‪461‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫رتا تقليد ًّيا‪ ،‬أو‬


‫عىل اآلخر بمدى صحته وانتظامه‪ ،‬دون النظر إىل كونه دف ً‬
‫إلكرتون ًّيا‪ .‬ويقارن القايض بني كال الدفرت ْين؛ ملعرفة مدى التطابق‪ ،‬وصحة‬
‫كل منهام‪ ،‬والتأكد من صحة ما يدَّ عي به املدعي عىل‬ ‫البيانات الواردة يف ٍّ‬
‫َخ ِ‬
‫صمه‪ ،‬وترجيح بيانات أحدمها عىل اآلخر(((‪.‬‬
‫وخالصة ما سبق أن الدفاتر التجارية اإللكرتونية تكون حج ًة لإلثبات‬
‫ملصلحة التاجر ضد خصمه التاجر ما دام النزاع يتعلق بمعاملة جتارية‪ ،‬وأن‬
‫تكون الدفاتر اإللكرتونية التي يستند إليها التاجر دفاتر إلزامية‪ ،‬ومنتظمة‪،‬‬
‫تتوافر فيها الرشوط‪ ،‬والتي حددهتا األنظمة واللوائح النافذة يف اململكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫وسوا ًء كان اخلصم يتمسك بدفرت جتاري إلكرتوين‪ ،‬أو دفرت تقليدي؛‬
‫غرِّي من األمر شي ًئا‪ ،‬إذ يتمتع كال النوعني ‪-‬من الدفاتر التجارية‬
‫فإن ذلك ال ُي ِّ‬
‫التقليدية‪ ،‬والدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ -‬بذات احلجية‪ ،‬والقيمة النظامية‬
‫منتظاًم‪ ،‬وبياناته‬
‫ً‬ ‫يرتجح أحدمها عىل اآلخر إال لكونه‬ ‫َّ‬ ‫يف اإلثبات‪ ،‬وال‬
‫صحيحة؛ وفق ما ترى املحكمة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حجية الدفاتر التجارية اإللكترونية في اإلثبات‬


‫لمصلحة خصوم التاجر‪:‬‬

‫ملا كان الغرض من إمساك الدفاتر التجارية اإللكرتونية هو تنظيم‬


‫التاجر معامالته التجارية‪ ،‬وما له من حقوق‪ ،‬وما عليه من التزامات‪ ،‬بام‬

‫((( سامي‪ ،‬فوزي حممد (‪2006‬م)‪ ،‬رشح القانون التجاري «اجلزء األول»‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫عاَّمن‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.126 :‬‬
‫الثقافة للنرش والتوزيع‪َّ -‬‬

‫‪462‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫يمكِّن من الوقوف عىل مركزه املايل احلقيقي‪ ،‬ومدى تقدم جتارته؛ فإن تلك‬
‫إقرارا كتاب ًّيا من جانبه بكافة ما هبا من حقوق‪ ،‬وما عليه من‬
‫ً‬ ‫الدفاتر تكون‬
‫التزامات وحقوق ملصلحة اآلخر‪ ،‬وبام جيعل الدفاتر التجارية اإللكرتونية‬
‫تاجرا‪ ،‬أو غري‬
‫اإللزامية حجة لإلثبات ملصلحة اخلصوم‪ ،‬سوا ًء كان اخلصم ً‬
‫تاجر‪ ،‬وسوا ًء كان ذلك الدفرت التجاري اإللكرتوين الذي يستند إليه اخلصم‬
‫منتظاًم‪ ،‬أو غري منتظم؛ فهو يكون ُحج ًة ضد صاحبه التاجر يف مجيع األحوال‪،‬‬
‫ً‬
‫واملقرِّص من تقصريه(((‪.‬‬ ‫والقول بغري ذلك يؤدي إىل إفادة ِ‬
‫املهمل من إمهاله‪،‬‬
‫ِّ‬
‫وقد أكد نظام اإلثبات ذلك؛ حيث نص عىل أنه‪« :‬تكون دفاتر التجار‬
‫اإللزامية ‪-‬منتظمة كانت‪ ،‬أو غري منتظمة‪ -‬حجة عىل صاحبها التاجر فيام‬
‫استند إليه خصمه التاجر‪ ،‬أو غري التاجر‪ ،‬ويف هذه احلالة تعدُّ القيود التي يف‬
‫‪-‬أيضا‪.(((»-‬‬
‫ً‬ ‫مصلحة صاحب الدفاتر حجة له‬
‫فالنص السابق يقرر احلجية النظامية للدفاتر التجارية اإللكرتونية ضد‬
‫التاجر‪ ،‬سوا ًء كانت منتظمة‪ ،‬أو غري منتظمة؛ ألن تلك الدفاتر قد ُأ ِعدَّ ت من‬
‫ِ‬
‫التاجر‪ ،‬وبام‬ ‫التاجر نفسه‪ ،‬أو من خالل أحد األشخاص املك َّلفني من ِق َبل‬
‫جيعل البيانات الواردة يف الدفاتر التجارية اإللكرتونية كاإلقرار‪ ،‬ومن َث َّم‬
‫تكون حجة ضد التاجر يف مجيع األحوال(((‪.‬‬

‫((( اجلرب‪ ،‬حممد بن حسن‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.126 :‬‬
‫((( املادة (‪ )3/31‬من نظام اإلثبات‪ ،‬لعام ‪1443‬هـ‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم‬
‫(م‪ )43/‬وتاريخ ‪1443/5/26‬هـ‪.‬‬
‫((( العزام‪ ،‬كوثر أمحد‪ ،‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف اإلثبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.132‬‬

‫‪463‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫فيكون للخصوم التمسك بالبيانات الواردة يف الدفاتر التجارية‬


‫اإللكرتونية للتاجر‪ ،‬ويف تلك احلالة تكون كافة البيانات والقيودات الواردة‬
‫يف الدفاتر حجة ضد التاجر‪ ،‬وال يكون للخصم التمسك باحلجية النظامية‬
‫للدفاتر التجارية اإللكرتونية يف جزء من الدفاتر دون جزء آخر؛ بل تكون‬
‫ُعمل قاعدة «عدم جتزئة اإلقرار»؛‬ ‫بمثابة اإلقرار الكتايب من التاجر‪ ،‬فإنه ت َ‬
‫ومن َث َّم فال جيوز خلصم التاجر جتزئة البيانات املتعلقة بالعملية املتنازع‬
‫حوهلا بأن يعتمد عىل ما يؤيد دعواه منها‪ ،‬ويستبعد ما يكون عكس ذلك(((‪.‬‬
‫ومن َث َّم؛ فإنه يمكن للخصم أن يطلب من القايض إلزام خصمه التاجر‬
‫املتنازع حوهلا‪،‬‬
‫َ‬ ‫بتقديم دفاتره التجارية لفحص القيود اخلاصة بالعملية‬
‫ً‬
‫كاماًل ضد‬ ‫ً‬
‫دلياًل‬ ‫واالستناد عىل تلك البيانات؛ إلثبات ما يدعيه‪ ،‬وتعدُّ‬
‫بعلمه‪ ،‬وحتت إرشافه(((‪.‬‬ ‫التاجر؛ ألنه قيدها بنفسه‪ ،‬أو عىل األقل ِ‬
‫َّ‬
‫نص نظام الدفاتر التجارية عىل أنه‪« :‬للجهة القضائية‬‫ويف إطار ذلك‪َّ ،‬‬
‫املختصة عند نظر الدعوى أن تقرر ‪-‬من تلقاء نفسها‪ ،‬أو بنا ًء عىل طلب أحد‬
‫املتنازع‬
‫َ‬ ‫اخلصوم‪ -‬تقديم الدفاتر التجارية؛ لفحص القيود املتعلقة باملوضوع‬
‫فيه‪ ،‬واستخالص ما ترى استخالصه منها‪ ،‬وللجهة القضائية املختصة عند‬

‫((( اجلرب‪ ،‬حممد بن حسن‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،126 :‬فض ً‬
‫اًل‬
‫عن أن نص املادة (‪ )3/31‬من نظام اإلثبات قد أشار إىل ذلك؛ حيث نص عىل أنه‪:‬‬
‫«تكون دفاتر التجار اإللزامية ‪-‬منتظمة كانت‪ ،‬أو غري منتظمة‪ -‬حجة عىل صاحبها‬
‫التاجر فيام استند إليه خصمه التاجر‪ ،‬أو غري التاجر‪ ،‬ويف هذه احلالة تعدّ القيود التي يف‬
‫‪-‬أيضا‪.»-‬‬
‫ً‬ ‫مصلحة صاحب الدفاتر حجة له‬
‫((( حكم ديوان املظامل يف القضية رقم‪/2/5855 :‬ق لعام ‪1435‬هـ‪ ،‬تاريخ اجللسة‪:‬‬
‫‪1438/6/8‬هـ‪.‬‬

‫‪464‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫امتناع التاجر عن تقديم دفاتره أن تعترب امتناعه بمثابة قرينة عىل صحة‬
‫الوقائع املراد إثباهتا بالدفاتر»(((‪.‬‬
‫ومقتىّض النص السابق أن االحتجاج بالدفاتر التجارية اإللكرتونية‬ ‫ّ‬
‫ضد التاجر يكون من خالل طلب املحكمة ‪-‬من تلقاء نفسها‪ ،‬أو بنا ًء‬
‫عىل طلب أحد اخلصوم‪ -‬االطالع ‪-‬بشكل كيل أو جزئي‪ -‬عىل الدفاتر‬
‫التجارية اإللكرتونية للتاجر‪ ،‬وفحصها‪ ،‬والتأكّد من صحة ما هبا من بيانات‬
‫وقيودات‪ ،‬ويمكن أن ُي َّطلع من خالل املحكمة بنفسها‪ ،‬أو أن تُك ِّلف ً‬
‫خبريا‬
‫للقيام باالطالع عىل الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬وفحصها‪ ،‬وإعداد تقرير‬
‫عام هبا من بيانات وقيودات تتعلق بموضوع النزاع(((‪.‬‬
‫ويكون من حق خصوم التاجر التقدم بطلب للمحكمة؛ لالطالع عىل‬
‫حمل الدعوى‪ ،‬ويف حالة‬‫الدفاتر التجارية اإللكرتونية للتاجر املتعلقة بالنزا ِع ِّ‬
‫امتناع التاجر عن تقديم الدفاتر التجارية اإللكرتونية التي طلب اخلصوم‬
‫ِ‬
‫صحة الوقائع املراد‬ ‫االطالع عليها؛ عُدَّ ذلك تفري ًطا من ِقبله(((‪ ،‬وقرين ًة عىل‬
‫إثباهتا بالدفاتر(((‪.‬‬
‫املادة رقم (‪ )10‬من نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪)61/‬‬ ‫(((‬
‫بتاريخ ‪1409/12/17‬هـ‪.‬‬
‫جامع‪ ،‬مليكة‪ ،‬بكراوي‪ ،‬حممد املهدي (‪2021‬م)‪ ،‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية‬ ‫(((‬
‫يف اإلثبات‪ ،‬جملة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬جملد (‪ ،)10‬عدد (‪،)3‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬ص‪.259 :‬‬
‫احلكم الصادر من الدائرة التجارية الثانية بديوان املظامل بالرياض يف القضية رقم‪:‬‬ ‫(((‬
‫‪/1/10420‬ق لعام ‪1435‬هـ‪ ،‬تاريخ اجللسة‪1438/7/9 :‬هـ‪.‬‬
‫احلكم الصادر من الدائرة السادسة من املحكمة التجارية بالرياض يف القضية رقم‪:‬‬ ‫(((‬
‫‪/1/11608‬ق لعام ‪1433‬هـ‪ ،‬تاريخ اجللسة‪1439/6/11 :‬هـ‪.‬‬

‫‪465‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ويكون من حق التاجر أن يثبت أن البيانات والقيودات املوجودة يف‬


‫الدفاتر التجارية اإللكرتونية التي يستند إليها اخلصم قد ُد ِّونت بشكل خطأ‪،‬‬
‫وأن يثبت عكس ما ورد يف دفاتره بكافة طرق اإلثبات(((‪.‬‬
‫وخالصة ما سبق‪ ،‬إن الدفاتر التجارية اإللكرتونية تكون حجة ضد‬
‫جتارا‪ ،‬أو غري جتار‪ ،‬وسوا ًء كانت‬ ‫التاجر ملصلحة اخلصوم‪ ،‬سوا ًء كانوا ً‬
‫وإن امتناع التاجر عن تقديم الدفاتر‬ ‫الدفاتر منتظمة‪ ،‬أو غري منتظمة‪ّ ،‬‬
‫التجارية اإللكرتونية يف حالة إذا طلبت املحكمة ذلك من تلقاء نفسها‪ ،‬أو‬
‫بناء عىل طلب اخلصوم‪ ،‬وامتنع التاجر عن تقديم دفاتره؛ عُدَّ ذلك قرين ًة عىل‬
‫ِ‬
‫الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪.‬‬ ‫إثباهُتا يف‬ ‫ِ‬
‫املراد ُ‬ ‫صحة الوقائع‬

‫((( الغامدي‪ ،‬عبد اهلادي حممد‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.126 :‬‬

‫‪466‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫الخاتمة‬
‫انتهيت من بحثي املوسوم بـــ«الدفاتر التجارية اإللكرتونية ومدى‬ ‫ُ‬
‫حجيتها يف النظام السعودي»‪ ،‬وقد ظهر يل كيف أن ذلك املوضوع غاية يف‬
‫نظرا ألن الدفاتر التجارية اإللكرتونية أصبحت واق ًعا مط َّب ًقا لدى‬
‫األمهية؛ ً‬
‫كثري من التجار‪ ،‬ويف أغلب الرشكات باململكة العربية السعودية؛ ما ُيظهر‬
‫أمهية بيان ماهية تلك الدفاتر اإللكرتونية‪ ،‬وتوضيح مدى حجيتها كوسيلة‬
‫لإلثبات يف النظام السعودي‪.‬‬
‫توصلت إىل بعض النتائج والتوصيات عىل النحو‬
‫ُ‬ ‫ويف هناية هذا البحث‪،‬‬
‫التايل‪:‬‬
‫ً‬
‫أواًل‪ :‬النتائج‪:‬‬
‫‪ -‬الدفاتر التجارية اإللكرتونية هي كافة السجالت اإللكرتونية التي‬
‫تتم بواسطة أي وسيلة إلكرتونية‪ ،‬يدون من خالهلا التاجر كافة البيانات‪،‬‬
‫ِ‬
‫االشرتاطات التي‬ ‫فق‬‫بأعامل جتارتِه‪َ ،‬و َ‬
‫ِ‬ ‫والقيود‪ ،‬واحلسابات‪ ،‬والتي تتعلق‬
‫ينص عليها النظا ُم‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪ -‬تتميز الدفاتر التجارية اإللكرتونية بالعديد من اخلصائص التي جتعلها‬
‫تتصف بالسهولة‪ ،‬والرسعة يف التدوين‪ ،‬وقلة التكلفة يف التخزين‪ ،‬باملقارنة‬
‫بالدفاتر التجارية التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬الدفاتر التجارية اإللكرتونية إما أن يكون هلا أصل مادي مكتوب‬
‫(اإلسكانر)‪ ،‬وحتويلها‬
‫ْ‬ ‫(ورقي)‪ ،‬ثم تُصغر عن طريق املاسحات الضوئية‬
‫إىل ملفات أو صور رقمية تكون نسخة من الدفاتر التجارية؛ ولكن يف‬

‫‪467‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫شكل إلكرتوين (مصغرات فلمية)‪ ،‬وإما أن تكون تلك الدفاتر قد ُأ ِ‬


‫نشئت‪،‬‬
‫و ُد ِّونت‪ُ ،‬‬
‫وخ ِّزنت بشكل إلكرتوين دون أن يكون هلا أصل مادي‪.‬‬
‫‪ -‬لكي تتمتع الدفاتر التجارية اإللكرتونية باحلجية يف النظام السعودي‬
‫ِ‬
‫الدفاتر التجارية‪،‬‬ ‫النص عليها يف نظا ِم‬ ‫ٍ‬
‫رشوط َّ‬
‫توىَّل النظا ُم َّ‬ ‫ال بد من توافر‬
‫والئحته التنفيذية‪ ،‬فإذا مل تتوافر تلك الرشوط فال يكون للدفاتر التجارية‬
‫اإللكرتونية أي قيمة قانونية‪.‬‬
‫‪ -‬تتمتع كل من الدفاتر التجارية التقليدية والدفاتر التجارية اإللكرتونية‬
‫ترتجح إحدامها عىل‬‫َّ‬ ‫بذات احلجية‪ ،‬والقيمة النظامية يف اإلثبات‪ ،‬وال‬
‫األخرى إال لكوهنا منتظمة‪ ،‬وبياناهتا صحيحة وفق ما ترى املحكمة‪.‬‬
‫‪ -‬تكون الدفاتر التجارية اإللكرتونية اإللزامية حجة ملصلحة التاجر‬
‫ضد خصمه التاجر بتوافر رشوط معينة حددها النظام‪ ،‬أما إذا مل يكن اخلصم‬
‫تاجرا فال تكون للدفاتر التجارية اإللكرتونية حجة نظامية لإلثبات ملصلحة‬
‫ً‬
‫التاجر ضد اخلصم غري التاجر‪.‬‬
‫‪ -‬تكون الدفاتر التجارية اإللكرتونية اإللزامية حجة ضد التاجر ملصلحة‬
‫تاجرا‪ ،‬أم غري تاجر‪ ،‬وسواء أكانت الدفاتر‬
‫اخلصوم‪ ،‬سوا ًء أكان ذلك اخلصم ً‬
‫منتظم ًة‪ ،‬أم غري منتظمة؛ إذ إهنا تُعدّ بمثابة إقرار كتايب من التاجر بام تشتمل‬
‫عليه من بيانات وقيودات‪.‬‬
‫‪ُ -‬يعد امتناع التاجر عن تقديم الدفاتر التجارية اإللكرتونية للمحكمة‬
‫بمثابة قرينة قانونية عىل صحة الوقائع املراد إثباهتا بالدفاتر التجارية‬
‫اإللكرتونية بالنسبة للخصوم‪.‬‬

‫‪468‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ثان ًيا‪ :‬التوصيات‪:‬‬


‫‪ -‬نويص املنظم السعودي بتعديل نص املادة الثانية من نظام الدفاتر‬
‫والتوسع يف بيان الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬وعدم‬
‫ُّ‬ ‫التجارية السعودي‪،‬‬
‫حرْصها يف الدفاتر التي تتم من خالل استخدام احلاسب اآليل رغم وجود‬ ‫ْ‬
‫ُدون من‬
‫آالت ووسائل إلكرتونية حديثة غري احلاسب اآليل‪ ،‬يمكن أن ت َّ‬
‫خالهلا بيانات الدفرت التجاري اإللكرتوين‪.‬‬
‫‪ -‬نويص املنظم السعودي بإضافة مادة إىل نظام الدفاتر التجارية تنص‬
‫‪-‬بشكل رصيح وواضح‪ -‬عىل متتع الدفاتر التجارية اإللكرتونية بذات‬
‫القيمة النظامية املقررة للدفاتر التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬حيتاج نظام الدفاتر التجارية السعودي إىل حتديث؛ بحيث يشتمل عىل‬
‫وضع قواعد ورشوط تتفق مع طبيعة الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬وعدم‬
‫ٍ‬
‫اختالفات‬ ‫االقتصار عىل النصوص املتعلقة بالدفاتر التقليدية؛ لوجود‬
‫ٍ‬
‫جوهرية بني ٍّ‬
‫كل منهام‪.‬‬
‫‪ -‬نويص وزارة التجارة باململكة العربية السعودية ‪-‬وغريها من اجلهات‬
‫املختصة‪ -‬بمراقبة وفحص الدفاتر التجارية اإللكرتونية للتجار؛ بالتأكد من‬
‫صحة البيانات والقيودات املدونة هبا بشكل دوري‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق وتفعيل الدفاتر التجارية اإللكرتونية يستدعي بذل اجلهات‬
‫األمنية والرشطية مزيدً ا من اجلهد يف مكافحة اجلرائم اإللكرتونية‪ ،‬وحماربة‬
‫عمليات القرصنة؛ إذ إن الدفاتر التجارية اإللكرتونية سوف تكون ُعرض ًة‬
‫لتلك اجلرائم؛ باالخرتاق‪ ،‬والقرصنة‪ ،‬والعبث هبا‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬

‫‪469‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫‪ -‬عىل اجلهات املعنية باململكة العربية السعودية عقد الندوات والورش‬


‫التعليمية للتجار؛ لبيان كيفية استخدام الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪،‬‬
‫وطرق إنشائها‪ ،‬وحفظها‪ ،‬وتوضيح الرشوط النظامية التي جيب توافرها يف‬
‫تلك الدفاتر؛ حتى تكون هلا قيمة نظامية وحجية يف اإلثبات‪.‬‬
‫‪ -‬مل يتناول املنظم باململكة العربية السعودية النص عىل رضورة ترقيم‬
‫بيانات الدفرت التجاري اإللكرتوين‪ ،‬وكذلك التوقيع عليه إلكرتون ًّيا؛ ما‬
‫يستدعي إضافة تلك الرشوط‪ ،‬حتى تتمتع الدفاتر التجارية اإللكرتونية‬
‫باحلجية النظامية‪.‬‬
‫‪ -‬نويص برضورة إعداد نظام جديد للدفاتر التجارية ‪-‬بشكل‬
‫عام‪ -‬يتناول تنظيم أحكام الدفاتر التجارية التقليدية‪ ،‬والدفاتر التجارية‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬والنص عىل الرشوط واإلجراءات التي تتفق وطبيعة ٍّ‬
‫كل منهام‬
‫عىل حدة‪.‬‬
‫‪ -‬نويص وزارة العدل باململكة العربية السعودية برضورة ع ْقد‬
‫الدورات الفنية الالزمة ألعضاء اجلهات القضائية ‪-‬خاصة يف املحاكم‬ ‫ِ‬
‫التجارية‪ -‬للتعرف إىل كيفية االطالع عىل الدفاتر التجارية اإللكرتونية‪،‬‬
‫وكيفية فحصها‪ ،‬والتأكد من صحة ما هبا من بيانات وقيودات‪ ،‬ولتقدير‬
‫ِ‬
‫القضائية املنظورة‪.‬‬ ‫الدعاوى‬ ‫مدى ُح ِّجيتها يف‬
‫َ‬

‫‪470‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫قائمة المراجع والمصادر‬


‫ً‬
‫أواًل‪ :‬الكتب‪:‬‬
‫‪1.‬ابن سعيد‪ ،‬لزهر (‪2010‬م)‪ ،‬النظام القانوين لعقود التجارة اإللكرتونية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار الفكر اجلامعي‪ -‬اإلسكندرية‪ ،‬مرص‪.‬‬
‫‪2.‬ابن منظور‪ ،‬حممد بن مكرم (‪1993‬م)‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ط‪ ،4‬دار صادر‪-‬‬
‫بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪3.‬البشكاين‪ ،‬هادي مسلم يونس (‪2009‬م)‪ ،‬التنظيم القانوين للتجارة اإللكرتونية‬
‫«دراسة مقارنة»‪ ،‬دار الكتب القانونية للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬مرص‪.‬‬
‫‪4.‬اجلرب‪ ،‬حممد بن حسن (‪1417‬هـ)‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬ط‪ ،4‬فهرسة‬
‫مكتبة امللك فهد الوطنية‪ -‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪5.‬خليل‪ ،‬حممد إبراهيم‪2000( ،‬م)‪ ،‬قانون التجارة اجلديد «معل ًقا عىل نصوصه‬
‫بآراء الفقه وأحكام القضاء»‪ ،‬دار النهضة العربية للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪،‬‬
‫مرص‪.‬‬
‫‪6.‬داخيل‪ ،‬رحاب حممود (‪1437‬هـ)‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز‬
‫الدراسات العربية للنرش والتوزيع‪.‬‬
‫‪7.‬دويدار‪ ،‬هاين (‪2001‬م)‪ ،‬التنظيم القانوين للتجارة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اجلامعة اجلديدة‬
‫للنرش‪ -‬اإلسكندرية‪ ،‬مرص‪.‬‬
‫‪8.‬رستم‪ ،‬حممد خالد مجال (‪2006‬م)‪ ،‬التنظيم القانوين للتجارة اإللكرتونية‬
‫واإلثبات يف العامل‪ ،‬منشورات احللبي احلقوقية‪ -‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫حممد‪ ،‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬دون تاريخ‪ ،‬دار‬
‫حممد بن ّ‬‫‪9.‬ال َّزبيدي‪ّ ،‬‬
‫اهلداية للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬مرص‪.‬‬

‫‪471‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ ‪10.‬سامي‪ ،‬فوزي حممد (‪2006‬م)‪ ،‬رشح القانون التجاري «اجلزء األول»‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫عاَّمن‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫دار الثقافة للنرش والتوزيع‪َّ -‬‬
‫ ‪11.‬الصغري‪ ،‬مجيل عبد الباقي (‪2012‬م)‪ ،‬اإلنرتنت والقانون اجلنائي‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬مرص‪.‬‬
‫ ‪12.‬عبد احلميد‪ ،‬أمحد خمتار (‪2008‬م)‪ ،‬معجم اللغة العربية املعارصة‪ ،‬ط‪ ،1‬عامل‬
‫الكتب للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬مرص‪.‬‬
‫ ‪13.‬عبد الاله‪ ،‬هاليل (‪1997‬م)‪ ،‬حجية املخرجات الكمبيوترية يف املواد اجلنائية‬
‫«دراسة مقارنة»‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬مرص‪.‬‬
‫ ‪14.‬العمر‪ ،‬عدنان صالح‪ ،‬درويش‪ ،‬عبد اهلل (‪2017‬م)‪ ،‬رشح النظام التجاري‬
‫عاَّمن‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫السعودي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنرش والتوزيع‪َّ -‬‬
‫ ‪15.‬عوض‪ ،‬عيل مجال الدين (‪1994‬م)‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار النهضة العربية‬
‫للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬مرص‪.‬‬
‫ ‪16.‬الغامدي‪ ،‬عبد اهلادي حممد (‪1438‬هـ)‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫مكتبة الشقري‪ -‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫ ‪17.‬فكري‪ ،‬أيمن عبد اهلل (‪2007‬م)‪ ،‬جرائم نظم املعلومات «دراسة مقارنة»‪ ،‬دار‬
‫اجلامعة اجلديدة للنرش‪ -‬اإلسكندرية‪ ،‬مرص‪.‬‬
‫ ‪18.‬الفريوزآبادي‪ ،‬جمد الدين أبو طاهر (‪2005‬م)‪ ،‬القاموس املحيط‪ ،‬كتب حتقيق‬
‫العرقسويس‪ ،‬ط‪ ،8‬مؤسسة‬
‫ُ‬ ‫الرتاث يف مؤسسة الرسالة بإرشاف‪ :‬حممد نعيم‬
‫الرسالة للطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫ ‪19.‬القريش‪ ،‬زياد أمحد‪ ،‬الزهراين‪ ،‬عدنان صالح (‪1440‬هـ)‪ ،‬القانون التجاري‬
‫يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة جرير للنرش والتوزيع‪ -‬الرياض‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪472‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫ ‪20.‬كريم‪ ،‬زهري عباس (‪1995‬م)‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مكتبة دار الثقافة‬
‫عاَّمن‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫للنرش والتوزيع‪َّ -‬‬
‫ ‪21.‬لطفي‪ ،‬حممد حسام (‪1987‬م)‪ ،‬احلجية القانونية للمصغرات الفلمية‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية للنرش والتوزيع‪ -‬القاهرة‪ ،‬مرص‪.‬‬
‫ ‪22.‬املطالقة‪ ،‬حممد فواز (‪2006‬م)‪ ،‬الوجيز يف العقود التجارية «دراسة مقارنة»‪،‬‬
‫عاَّمن‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫دار الثقافة للنرش والتوزيع‪َّ -‬‬
‫ ‪23.‬حممدين‪ ،‬جالل (‪1995‬م)‪ ،‬املبادئ العامة يف القانون التجاري‪ ،‬دار اجلامعة‬
‫اجلديدة للنرش والتوزيع‪ -‬اإلسكندرية‪ ،‬مرص‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬الرسائل واألبحاث العلمية والدوريات‪:‬‬


‫‪1.‬جامع‪ ،‬مليكة‪ ،‬بكراوي‪ ،‬حممد املهدي (‪2021‬م)‪ ،‬حجية الدفاتر التجارية‬
‫اإللكرتونية يف اإلثبات‪ ،‬جملة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪،‬‬
‫جملد (‪ ،)10‬عدد (‪ ،)3‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪2.‬عبد الصمد هلو حممد صالح‪ ،‬ناموس‪ ،‬هناد منصور (‪2019‬م)‪ ،‬احلجية‬
‫القانونية للدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ،‬جملة كلية القانون للعلوم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬جملد (‪ ،)8‬عدد (‪ ،)29‬العراق‪.‬‬
‫‪3.‬عبد املؤمن‪ ،‬ناجي (‪2000‬م)‪ ،‬مالحظات حول حجية الدفاتر التجارية يف‬
‫ظل انتشار الكمبيوتر‪ ،‬بحث مقدم إىل مؤمتر القانون والكمبيوتر واإلنرتنت‪،‬‬
‫جامعة اإلمارات العربية‪.‬‬
‫‪4.‬العزام‪ ،‬كوثر أمحد فالح (‪2010‬م)‪ ،‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف‬
‫اإلثبات‪ ،‬رسالة ماجستري‪ -‬جامعة جدارا‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪5.‬فوزي‪ ،‬تيامء حممود‪ ،‬حممد‪ ،‬منار شكور (‪2013‬م)‪ ،‬حجية الدفاتر التجارية‬
‫اإللكرتونية يف إثبات العمل املرصيف اإللكرتوين «دراسة مقارنة»‪ ،‬جملة‬
‫الرافدين للحقوق‪ ،‬جملد (‪ ،)16‬عدد (‪ ،)57‬السنة (‪ ،)18‬العراق‪.‬‬

‫‪473‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫‪6.‬املساعدة‪ ،‬أمحد حممود (‪2012‬م)‪ ،‬حجية الدفاتر التجارية اإللكرتونية يف‬


‫اإلثبات‪ ،‬جملة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬عدد (‪ ،)4‬العراق‪.‬‬
‫‪7.‬الوتيدي‪ ،‬قاسم عبد احلميد (‪2000‬م)‪ ،‬الدفاتر التجارية ومدى حجيتها يف‬
‫ظل تواجد احلاسوب‪ ،‬بحث مقدم إىل مؤمتر القانون والكمبيوتر واإلنرتنت‪،‬‬
‫جامعة اإلمارات العربية‪.‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬األنظمة والقرارات القضائية‪:‬‬


‫‪1.‬نظام املحكمة التجارية‪1350( ،‬هـ)‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪)2/‬‬
‫وتاريخ ‪1390/1/15‬هـ‪.‬‬
‫‪2.‬نظام الدفاتر التجارية السعودي‪1409( ،‬هـ)‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم‬
‫(م‪ )61/‬بتاريخ ‪1409/12/17‬هـ‪.‬‬
‫‪3.‬نظام التعامالت اإللكرتونية‪1428( ،‬هـ)‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم‬
‫(م‪ )18/‬بتاريخ ‪1428/3/8‬هـ‪.‬‬
‫‪4.‬نظام اإلثبات‪ ،‬لعام (‪1443‬هـ)‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪)43/‬‬
‫وتاريخ ‪1443/5/26‬هـ‪.‬‬
‫‪5.‬الالئحة التنفيذية لنظام الدفاتر التجارية‪ ،‬الصادرة بالقرار الوزاري رقم‬
‫(‪ )1110‬وتاريخ ‪1410/12/24‬هـ‪.‬‬
‫‪6.‬رقم القضية‪ /1/688 :‬ق لعام ‪1408‬هـ‪ ،‬رقم احلكم االبتدائي‪/89 :‬د‪/‬‬
‫تج‪ 9/‬لعام ‪1409‬هـ‪ ،‬رقم حكم التدقيق‪/114 :‬ت‪ 4/‬لعام ‪1409‬هـ‪،‬‬
‫تاريخ اجللسة‪1409/7/13 :‬هـ‪.‬‬
‫‪7.‬حكم ديوان املظامل‪ ،‬يف القضية رقم‪/2/5855 :‬ق لعام ‪1435‬هـ‪ ،‬تاريخ‬
‫اجللسة‪1438/6/8 :‬هـ‪.‬‬
‫‪8.‬احلكم الصادر من الدائرة التجارية الثانية بديوان املظامل بالرياض‪ ،‬يف القضية‬
‫رقم‪/1/10420 :‬ق لعام ‪1435‬هـ‪ ،‬تاريخ اجللسة‪1438/7/9 :‬هـ‪.‬‬

‫‪474‬‬
‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ينورتكلإلا ةيراجتلا رتافدلا‬

‫‪9.‬احلكم الصادر من الدائرة السادسة من املحكمة التجارية بالرياض‪ ،‬يف القضية‪،‬‬


‫رقم‪/1/11608 :‬ق لعام ‪1433‬هـ‪ ،‬تاريخ اجللسة‪1439/6/11 :‬هـ‪.‬‬
‫ ‪10.‬قرار املحكمة العليا السعودية‪ ،‬رقم (‪ )34‬بتاريخ ‪1439/4/24‬هـ‪.‬‬

‫‪475‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫نابعش | نوثالثلاو عبارلا ددعلادعلاعبارلا ددعلادعلاا‬

You might also like