Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 66

‫حجية الدفاتر التجارية في نظام اإلثبات‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬أحمد بن عبد العزيز بن شبيب‬


‫األستاذ بقسم السياسة الشرعية‬
‫في المعهد العالي للقضاء‬
‫بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‬

‫‪87‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫العـدد الحادي والثالثون | شوال ‪1444‬هـ | أبريل ‪2023‬م‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫المقدمة‬
‫إن احلمد هلل‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من رشور أنفسنا‬
‫ومن سيئات أعاملنا‪ ،‬من هيده اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪،‬‬
‫وأشهد أال إله إال اهلل وحده ال رشيك له‪ ،‬وأشهد أن حممد ًا عبده ورسوله‬
‫مـلسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن كل من له اهتامم واطالع باملجال القضائي العديل؛ ليدرك أمهية ومنزلة‬
‫العناية بأدلة وطرق اإلثبات؛ حلفظ احلقوق وحتقيق العدالة بني اخللق‪ ،‬وإن‬
‫من األنظمة التي أصدرها املنظم السعودي حديث ًا‪ :‬نظام اإلثبات‪ ،‬والذي‬
‫صدر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )43/‬وتاريخ ‪1443/5/26‬هـ‪ ،‬وقد جاء‬
‫النظام ببيان عدد من اجلوانب املوضوعية واإلجرائية يف اإلثبات‪ ،‬ومن تلك‬
‫املسائل‪ :‬ما يتعلق بحجية الدفاتر التجارية‪.‬‬
‫وملا هلذا النظام من األمهية‪ ،‬وملا للدفاتر التجارية من مكانة يف تعامالت‬
‫التجار‪ ،‬وحلداثة صدور نظام اإلثبات السعودي فقد رأيت بحث هذه املسألة‬
‫مع بيان املستجدات النظامية يف هذا‪.‬‬
‫ولعل مما يؤكد أمهية املوضوع أنه جاء النص عليه يف نظام اإلثبات‪،‬‬
‫وكان قد تم احلديث عنه يف املادتني (‪ )9‬و(‪ )491‬امللغاتني من نظام املحكمة‬
‫التجارية الصادر باألمر امللكي رقم (‪ )32‬وتاريخ ‪1350/1/15‬هـ‪ ،‬ثم يف‬
‫املادتني (التاسعة) و(العارشة) من نظام الدفاتر التجارية الصادر باملرسوم‬

‫‪88‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫امللكي رقم (م‪ )61/‬وتاريخ ‪1409/12/17‬هـ(((‪ ،‬وأخري ًا ما ورد يف‬


‫مرشوع نظام املعامالت التجارية(((‪ ،‬فكل هذا يدل عىل اهتامم املنظم‬
‫السعودي هبذا املوضوع‪ ،‬وهو موضوع حجية اإلثبات يف الدفاتر التجارية؛‬
‫إذ تم النص عليه يف األنظمة القديمة واألنظمة اجلديدة وكذا يف مرشوع‬
‫األنظمة املستقبلية‪.‬‬
‫عالوة عىل أن من أهم املزايا التي يذكرها الرشاح للدفاتر التجارية‬
‫وتنظيمها هي مسألة‪ :‬بيان أمهية ودرجة االحتجاج هبا أمام اجلهات القضائية‬
‫وفصل النزاع(((‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلضافة العلمية ألهل االختصاص واملتعاملني مع فئة التجار‬
‫بالوقوف عىل ما انتهى إليه املنظم السعودي يف مسألة االحتجاج بالدفاتر‬
‫التجارية باختالف صورها وتعدد األطراف املتعاملني هبا‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬رشح النظام التجاري السعودي‪ ،‬مساعد اجلبريي‪ ،‬ص(‪،)...117 ،109-108‬‬
‫املدخل إىل النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم ود‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬ص(‪،264‬‬
‫‪ ،)...286‬مبادئ القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممد سويلم‪ ،‬ص(‪،117 ،115‬‬
‫‪ ،)129-128‬مبادئ القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عدنان العمر وآخرون‪،‬‬
‫ص(‪ ،)163-162 ،148‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممد اجلرب‪ ،‬ص(‪.)118‬‬
‫((( انظر‪ :‬املواد (الرابعة واخلمسني) وما بعدها‪ ،‬وقد نرش املرشوع عرب منصة (استطالع)‬
‫التابعة للمركز الوطني للتنافسية‪.‬‬
‫((( انظر‪ :‬رشح النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عدنان العمر ود‪ .‬درويش درويش‪،‬‬
‫ص(‪ ،)...143 ،129‬القانون التجاري‪ ،‬د‪ .‬نايف الرشيف ود‪ .‬زياد القريش‪ ،‬ص(‪،83‬‬
‫‪ ،)...87‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬رحاب داخيل‪ ،‬ص(‪.)...130 ،120-119‬‬

‫‪89‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫‪ .2‬التأكيد عىل أمهية متابعة جديد األنظمة‪ ،‬واالستقراء واجلمع والربط‬


‫بني األنظمة املختلفة ومدى تأثرها وتأثريها فيام بينها‪ ،‬وأثر كل ذلك عىل‬
‫التعامالت املالية والدعاوى القضائية‪.‬‬
‫‪ .3‬اجلمع بني الدراسة الفقهية والنظامية يف املسألة حمل البحث‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫ورد ذكر االحتجاج بالدفاتر التجارية يف نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬ثم يف‬
‫نظام اإلثبات‪ ،‬ثم يف مرشوع نظام املعامالت التجارية‪ ،‬مما يدل عىل جتدد‬
‫األحكام والصور يف هذا‪ ،‬ومن ثم كان من األمهية بمكان جتلية الغموض‬
‫الذي يكتنف بعض الصور املحتملة حلاالت التعامل مع االحتجاج بالدفاتر‬
‫التجارية‪ ،‬وبيان مدى اإللزام باالحتجاج هبذه الصورة أو تلك‪ ،‬خصوص ًا‬
‫مع تناول أكثر من نظام بل ومرشوع نظام هلذه املسائل دون وجود بحث‬
‫متخصص معارص مواكب جلديد األنظمة احلاكمة هلا‪ ،‬رغم تأثريها الكبري‬
‫يف جمال توثيق العقود وحفظ احلقوق‪ ،‬ومن ثم فهذا البحث يسعى لإلجابة‬
‫عن السؤال اآليت‪:‬‬
‫ما هي حاالت االحتجاج بالدفاتر التجارية؟ وما مدى حجيتها يف نظام‬
‫اإلثبات السعودي؟‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫توجد هناك عدد من الدراسات السابقة حول موضوع حجية الدفاتر‬
‫التجارية‪ ،‬أمهها‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫‪ .1‬الدفاتر التجارية ودورها يف اإلثبات يف النظام السعودي والقانون‬


‫املقارن‪ ،‬د‪ .‬زينب سالمة‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬طرق اإلثبات يف القضاء التجاري وتطبيقاهتا يف املحاكم التجارية‬
‫يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬أمحد العبودي‪ ،‬وهذه الدراسة هي رسالة‬
‫دكتوراه باملعهد العايل للقضاء‪1433 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .3‬دور الدفاتر التجارية يف اإلثبات يف النظام السعودي وفق ًا لنظام‬
‫الدفاتر التجارية ونظام املحاكم التجارية‪ ،‬د‪ .‬حييى الرشيف‪.‬‬
‫إال أن كل هذه الدراسات كانت قبل صدور نظام اإلثبات‪ ،‬وعليه وبام‬
‫أن نظام اإلثبات السعودي حديث الصدور‪ ،‬وبام أن كل من كتب عن الدفاتر‬
‫التجارية وحجيتها كان قبل صدور نظام اإلثبات‪ ،‬وبام أن هذه الدراسة‬
‫تعنى بدراسة حجية الدفاتر التجارية يف ضوء نظام اإلثبات السعودي؛ كان‬
‫اجلديد يف هذه الدراسة هو بيان موقف املنظم السعودي من حجية الدفاتر‬
‫التجارية يف ضوء نظام اإلثبات الصادر حديث ًا باملرسوم امللكي رقم (م‪)43/‬‬
‫وتاريخ ‪1443/5/26‬هـ(((‪.‬‬
‫منهج البحث‪ ،‬وإجراءاته‪:‬‬
‫اعتمد الباحث يف بحثه عىل املنهج العلمي املعتاد يف البحوث األكاديمية‬
‫يف اجلوانب الشكلية‪ ،‬وانتهج املنهج االستقرائي التحلييل للنص النظامي يف‬
‫اجلوانب العلمية‪.‬‬
‫((( وللباحث بحث آخر حول نظام اإلثبات بعنوان‪ /‬املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام‬
‫السعودي‪ ،‬بحث منشور يف جملة العلوم الرشعية بجامعة القصيم‪ ،‬شوال ‪١٤٤٤‬هـ‪،‬‬
‫املجلد (‪ ،)١٦‬العدد (‪ ،)٥‬ص (‪.)...٢٥٦٠‬‬

‫‪91‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫إجراءات البحث‪:‬‬
‫سأسري يف كتابة هذا البحث ‪-‬إن شاء اهلل‪ -‬وفق اإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬الرجوع للمصادر األصلية حال النقل والتوثيق‪.‬‬
‫‪ .2‬ذكر اسم املرجع ثم املؤ ِّلف ثم اجلزء والصفحة يف احلاشية‪ ،‬وأما ما‬
‫يتعلق بتفاصيل بيانات املرجع فيكتفى بذكرها يف فهرس املصادر واملراجع‪.‬‬
‫‪ .3‬البدء بالدراسة الفقهية ثم الدراسة النظامية‪.‬‬
‫‪ .4‬مراعاة الرتتيب الزمني للمدارس الفقهية حال النقل عن املراجع‬
‫الفقهية‪( ،‬احلنفي‪ ،‬ثم املالكي‪ ،‬ثم الشافعي‪ ،‬ثم احلنبيل)‪.‬‬
‫‪ .5‬الرتكيز عىل موضوع البحث‪ ،‬وجتنب االستطراد‪.‬‬
‫‪ .6‬حال ذكر اسم لفظة (النظام) هكذا بدون إضافة‪ ،‬فاملقصود به هو نظام‬
‫اإلثبات الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )43/‬وتاريخ ‪1443/5/26‬هـ‪.‬‬
‫‪ .7‬عرض أبرز النتائج يف خامتة البحث‪ ،‬مع ختمه بذكر التوصيات‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫جاء البحث يف‪ :‬مقدمة‪ ،‬ومتهيد‪ ،‬وأربعة مباحث‪ ،‬وخامتة‪.‬‬
‫التمهيد‪ :‬التعريف بعنوان البحث‪:‬‬
‫وفيه ثالثة فروع‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الدفاتر التجارية‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫الفرع الثاين‪ :‬أنواع الدفاتر التجارية‪.‬‬


‫الفرع الثالث‪ :‬رشوط الدفاتر التجارية‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬حجية اإلثبات بالكتابة يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬حجية الدفاتر التجارية بني التجار‪:‬‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حجية الدفاتر التجارية للتاجر‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حجية الدفاتر التجارية عىل التاجر‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬حجية الدفاتر التجارية بني التاجر وغري التاجر‪.‬‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حجية الدفاتر التجارية للتاجر‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حجية الدفاتر التجارية عىل التاجر‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬االمتناع عن تقديم الدفاتر التجارية أو االطالع عليها‪.‬‬
‫اخلامتة‪.‬‬
‫واهلل أسأل أن جيعل هذا العمل خالص ًا لوجهه الكريم‪ ،‬وأن ينفع به‪،‬‬
‫وأن جيعلنا مباركني أينام كنا‪.‬‬
‫وصىل اهلل وسلم عىل نبينا حممد وعىل آله وصحبه أمجعني‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫التمهيد‬
‫التعريف بعنوان البحث‬
‫وفيه ثالثة فروع‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الدفاتر التجارية‪:‬‬
‫الدفاتر‪ :‬مجع دفرت‪ ،‬وهو الكراسة(((‪.‬‬
‫و((الفرق بني الكتاب والدفرت‪ :‬أن الكتاب يفيد أنه مكتوب‪ ،‬وال يفيد‬
‫الدفرت ذلك‪ ،‬أال ترى أنك تقول‪« :‬عندي دفرت بياض»‪ ،‬وال تقول «عندي‬
‫كتاب بياض»‪.‬‬
‫الفرق بني الصحيفة والدفرت‪ :‬أن الدفرت ال يكون إال أوراق ًا جمموعة‪،‬‬
‫والصحيفة تكون ورقة واحدة‪ ،‬تقول «عندي صحيفة بيضاء»‪ ،‬فإذا قلت‬
‫«صحف» أفدت أهنا مكتوبة))(((‪.‬‬
‫والتجارية‪ :‬من التجارة‪ ،‬وهي تشمل تقليب املال لغرض الربح وما‬
‫يتجر فيه(((‪.‬‬
‫واختاذ الناس ‪-‬وخصوص ًا األمراء والتجار‪ -‬هلم دفاتر خاصة باحلساب‬
‫معروف منذ القدم(((‪.‬‬
‫انظر‪ :‬املعجم الوسيط‪ ،‬ص(‪.)298‬‬ ‫(((‬
‫الفروق يف اللغة‪ ،‬أبو هالل العسكري‪ ،‬ص(‪.)531-530‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬املعجم الوسيط‪ ،‬ص(‪.)84‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬جمموع الفتاوى‪ ،‬شيخ اإلسالم ابن تيمية‪،)327 ،326 /31( )52 /30( ،‬‬ ‫(((‬
‫املدخل إىل النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم ود‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬ص(‪-263‬‬

‫‪94‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫والدفاتر التجارية‪ :‬هي‪« :‬الدفاتر التي يقيد فيها التاجر الشؤون املتعلقة‬
‫بنشاطه التجاري»(((‪ ،‬فهي سجالت تشتمل عىل صفحات مرقمة ورقي ًا أو‬
‫رقمي ًا يمسكها التاجر‪ ،‬يقيد فيها خمتلف عملياته‪ ،‬ما له وما عليه‪ ،‬عىل الوجه‬
‫الذي يتطلبه النظام(((‪.‬‬
‫وقد ورد تعريف الدفاتر التجارية يف نظام رضيبة الدخل الصادر‬
‫باملرسوم امللكي رقم (م‪ )1/‬وتاريخ ‪1425/1/15‬هـ بأهنا‪« :‬جمموعة‬
‫الدفاتر التجارية التي حيتفظ هبا املكلف‪ ،‬والتي جيب أن تسجل هبا مجيع‬
‫املعامالت التجارية‪ ،‬واملوصوفة باملرسوم امللكي ذي الرقم (م‪)61/‬‬
‫والتاريخ ‪1409/12/17‬هـ‪ ،‬والئحته التنفيذية الصادرة بالقرار الوزاري‬
‫ذي الرقم (‪ )699‬والتاريخ ‪1410/7/29‬هـ‪ ،‬واملعدلة بالقرار الوزاري‬
‫ذي الرقم (‪ )1110‬والتاريخ ‪1410/12/24‬هـ‪ ،‬وأي تعديالت الحقة‬
‫له»(((‪.‬‬
‫واملقصود هبا‪ :‬السجالت املحاسبية التي يدون فيها التاجر أعامله املالية‬
‫املتعلقة بتجارته؛ إذ ألزم نظام الدفاتر التجارية الصادر باملرسوم امللكي رقم‬
‫(م‪ )61/‬وتاريخ ‪1409/12/17‬هـ التاجر بأن يمسك بالدفاتر التجارية‬

‫‪.)264‬‬
‫((( معجم القانون‪ ،‬ص(‪.)426‬‬
‫((( انظر‪ :‬املدخل إىل النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم ود‪ .‬أمحد خملوف‪،‬‬
‫ص(‪ ،)263‬مبادئ القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عدنان العمر وآخرون‪،‬‬
‫ص(‪.)147‬‬
‫((( املادة (األوىل)‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫التي تستلزمها طبيعة عمله التجاري(((‪ ،‬وأن يكون ذلك عىل وجه الدقة‬
‫والبيان بام له من حقوق وما عليه من التزامات‪.‬‬
‫وهناك من ذكر تعريفني للدفاتر التجارية‪ ،‬تعريف باعتبار املعنى العام‬
‫هلا‪ ،‬وتعريف آخر باعتبار املعنى اخلاص هبا‪« :‬فيمكن أن يقال إن الدفاتر‬
‫التجارية بمعناها العام‪ :‬الدفاتر التي يستخدمها التاجر لتقييد أعامله‬
‫التجارية‪.‬‬
‫أما بمعناها اخلاص فيمكن أن يقال يف تعريفها بأهنا‪ :‬دفاتر معينة يفرض‬
‫القانون التجاري عىل التجار مسكها‪ ،‬ويدون فيها ما هلم من احلقوق يومي ًا وما‬
‫عليهم من الديون‪ ،‬ويثبت فيها مجيع العمليات التجارية التي يبارشوهنا»(((‪.‬‬
‫ويالحظ أن املنظم السعودي نص عىل بقاء هذه التسمية (الدفاتر‬
‫التجارية) يف نظام اإلثبات الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )43/‬وتاريخ‬
‫‪1443/5/26‬هـ‪ ،‬بينام يف نظام الرشكات اجلديد الصادر باملرسوم امللكي‬
‫رقم (م‪ )132/‬وتاريخ ‪1443/12/1‬هـ استخدم مصطلح (السجالت‬

‫((( أعفى النظام يف مادته (األوىل) التاجر الذي ال يزيد رأس ماله عن مائة ألف ريال من‬
‫اإللزام بمسك الدفاتر‪ ،‬وجاءت املادة (الثانية) من الالئحة التنفيذية بتأكيد هذا األمر‪،‬‬
‫وبيان معاجلة حالة منازعة التاجر يف أن رأس ماله ال يزيد عىل املائة ألف ريال‪.‬‬
‫وجاء يف املادة (الثانية واخلمسني) من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪« :‬لوزارة‬
‫التجارة أن حتدد ‪-‬بناء عىل معايري تضعها‪ -‬فئات التجار املستثنني من االحتفاظ‬
‫بنظام حماسبي‪ ،‬بمن فيهم األفراد الذين يزاولون جتارة صغرية لتأمني احلد األدنى من‬
‫املعيشة»‪.‬‬
‫((( طرق اإلثبات يف القضاء التجاري وتطبيقاهتا يف املحاكم التجارية يف اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬د‪ .‬أمحد العبودي‪ ،‬رسالة دكتوراه باملعهد العايل للقضاء‪ ،‬ص(‪.)400‬‬

‫‪96‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫املحاسبية)(((‪ ،‬وكذا ورد يف مرشوع نظام املعامالت التجارية(((‪ ،‬إذ جاء‬


‫الباب السادس منه بعنوان‪( :‬السجالت املحاسبية)‪ ،‬وأورد أحكامها يف‬
‫املادة رقم (‪ )49‬وما بعدها‪ ،‬ثم جاء النص يف آخر مادتني من مرشوع النظام‬
‫عىل اآليت‪:‬‬
‫«املادة التاسعة عرشة بعد الثالثامئة‪:‬‬
‫يلغي هذا النظام نظام املحكمة التجارية الصادر باألمر امللكي رقم‬
‫(‪ )32‬وتاريخ ‪1350/1/15‬هـ‪ ،‬ونظام األوراق التجارية الصادر باملرسوم‬
‫امللكي رقم (‪ )37‬وتاريخ ‪1383/10/11‬هـ‪ ،‬ونظام الدفاتر التجارية‬
‫الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )61/‬وتاريخ ‪1409/12/17‬هـ‪.‬‬
‫املادة العرشون بعد الثالثامئة‪:‬‬
‫يصدر وزير التجارة الئحة السجالت املحاسبية خالل (مائة وثامنني)‬
‫يوم ًا من تاريخ نرش هذا النظام‪ ،‬و ُيعمل هبا من تاريخ نفاذه»‪.‬‬
‫مما يدل عىل أن التوجه لدى املنظم السعودي هو استخدام مصطلح‬
‫(السجالت املحاسبية) يف املستقبل بدالً عن مصطلح (الدفاتر التجارية)‪.‬‬
‫ويف ختام احلديث عن مفهوم الدفاتر التجارية ال بد من التنبه إىل أهنا‬
‫تعد داخلة يف مصطلح (املحرر)(((‪ ،‬وقد عدها النظام من أنواع املحررات‬
‫((( املادة (السابعة عرشة)‪.‬‬
‫((( تم نرشه للعموم عرب منصة (استطالع) التابعة للمركز الوطني للتنافسية‪.‬‬
‫((( بعض القوانني واألنظمة أطلقت عىل الدليل الكتايب مصطلح (الورقة) أو (السند)‪،‬‬
‫وبعضها أطلق عليه مصطلح (املحرر)‪ .‬انظر‪ :‬رشح قواعد إثبات املعامالت املدنية‬
‫والتجارية وطرقه‪ ،‬د‪ .‬عبد الرزاق يس‪ ،‬ص(‪.)77‬‬

‫‪97‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫العادية((((((؛ إذ نص عليها يف املواد املدرجة يف فصل «املحررات العادية»‬


‫إال أنه أعطاها بعض األحكام اخلاصة هبا‪ ،‬زيادة عىل األحكام العامة الواردة‬
‫عىل املحررات العادية وما يتعلق باإلثبات عن طريق الكتابة‪.‬‬

‫((( ولعل من أهم اآلثار املرتتبة عىل التفرقة بني املحررات الرسمية والعادية‪ ،‬أن املحررات‬
‫الرسمية حجة ما مل يثبت تزويرها‪ ،‬فيقبل فيها االدعاء بالتزوير فقط‪ ،‬أما املحررات‬
‫العادية فتعد حجة ‪-‬وفق الضوابط املنصوص عليها يف النظام‪ -‬ما مل ينكرها رصاحة من‬
‫نُسبت إليه ‪-‬بمعنى أنه يقبل فيها اإلنكار‪ -‬أو يدعي أهنا مزورة‪ .‬انظر‪ :‬املادة (اخلامسة‬
‫والعرشين) وما بعدها من النظام‪ ،‬الوسيط يف رشح القانون املدين‪ ،‬د‪ .‬عبد الرزاق‬
‫السنهوري‪ ،)34 /2( ،‬نظرية اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية‪ ،‬د‪ .‬قدري الشهاوي‪،‬‬
‫ص(‪.)...166‬‬
‫((( يذكر عامة وغالب رشاح األنظمة‪ :‬الدفاتر التجارية ضمن املحررات العرفية (غري‬
‫ال لإلثبات‪ .‬انظر‪ :‬رشح قواعد إثبات املعامالت املدنية‬ ‫الرسمية) الغري معدة أص ً‬
‫والتجارية وطرقه‪ ،‬د‪ .‬عبد الرزاق يس‪ ،‬ص(‪ ،)...124‬النظرية العامة يف اإلثبات‪،‬‬
‫د‪ .‬سمري تناغو‪ ،‬ص(‪ ،)110‬نظرية اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية‪ ،‬د‪ .‬قدري‬
‫الشهاوي‪ ،‬ص(‪ ،)...225 ،212 ،150 ،110‬وسائل اإلثبات يف الرشيعة اإلسالمية‪،‬‬
‫د‪ .‬حممد الزحييل‪.)...481 /2( ،‬‬
‫ويف املقابل فهناك من عدها من قبيل املحررات العرفية املعدة لإلثبات عادة‪ .‬انظر‪:‬‬
‫املستندات الكتابية وقوهتا يف اإلثبات‪ ،‬عبد العزيز الدغيثر‪ ،‬بحث منشور يف جملة‬
‫العدل‪ ،‬العدد (‪ ،)47‬رجب ‪1431‬هـ‪ ،‬ص(‪.)106‬‬

‫‪98‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫الفرع الثاين‪ :‬أنواع الدفاتر التجارية‪:‬‬


‫عدد نظام الدفاتر التجارية ثالثة أنواع ألزم التاجر بإمساكها(((‪ ،‬وجعلها‬
‫احلد األدنى يف ذلك‪ ،‬وأجاز له الزيادة عىل ذلك ‪-‬وتعد حينها دفاتر مساعدة‬
‫للدفاتر اإللزامية‪ -‬والدفاتر اإللزامية هي(((‪:‬‬
‫‪ .1‬دفرت اليومية األصيل‪ :‬وهو الدفرت الذي يقيد فيه التاجر مجيع‬
‫العمليات املالية التي يقوم هبا‪ ،‬وكذلك مسحوباته الشخصية‪ ،‬ويتم هذا‬
‫القيد يومي ًا بالتفصيل باستثناء املسحوبات الشخصية‪ ،‬فيجوز تقييدها إمجاالً‬
‫شهر ًا بشهر‪.‬‬
‫‪ .2‬دفرت اجلرد‪ :‬وهو الدفرت الذي تقيد فيه تفاصيل البضاعة املوجودة‬
‫لدى التاجر يف آخر سنته املالية‪ ،‬باإلضافة إىل تقييد صورة من قائمة املركز‬
‫املايل‪.‬‬
‫‪ .3‬دفرت األستاذ العام‪ :‬وهو الدفرت الذي ت َّ‬
‫ُرحل إليه العمليات املالية‬
‫ذات الطبيعة الواحدة من دفرت اليومية‪.‬‬

‫((( وذلك يف حال زاد رأس ماله عن مائة ألف ريال‪ .‬انظر‪ :‬املادة (‪ )2‬من الالئحة التنفيذية‬
‫لنظام الدفاتر التجارية‪.‬‬
‫((( انظر‪ :‬نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬املواد‪ ،)5 ،4 ،3 ،1( :‬الوجيز يف النظام التجاري‬
‫السعودي‪ ،‬د‪ .‬سعيد حييى‪ ،‬ص(‪ ،)102-100‬مبادئ القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪.‬‬
‫عدنان العمر وآخرون‪ ،‬ص(‪ ،)...150‬مبادئ القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممد‬
‫سويلم‪ ،‬ص(‪.)...118‬‬

‫‪99‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ُص يف الالئحة التنفيذية لنظام الدفاتر التجارية عىل أن هذه الدفاتر‬


‫ون َّ‬
‫اإللزامية تكون حسب النامذج املرفقة(((‪ ،‬ونامذجها املرفقة بالالئحة جاءت‬
‫وفق األشكال اآلتية‪:‬‬
‫نموذج لصحيفة من دفرت اليومية‪:‬‬
‫التاريخ‬ ‫املرجع‬ ‫مدين دائن‬
‫رقم‬
‫البيان‬ ‫هـ‪ /‬هـ‪/‬‬
‫املستند صفحة األستاذ‬ ‫القيد‬
‫ريال ريال‬

‫نموذج دفرت (أو قائمة) اجلرد‪:‬‬


‫بيان املخزون السلعي بتاريخ ‪14.../.../...‬هـ‬
‫أساس‬ ‫سعر‬ ‫وحدة‬
‫إيضاحات‬ ‫اجلملة‬ ‫الكمية‬ ‫رقمه‬ ‫الصنف‬
‫التسعري‬ ‫القياس الوحدة‬

‫نموذج لصحيفة من دفرت األستاذ العام‪:‬‬


‫التاريخ‬ ‫املرجع‬ ‫الرصيد‬ ‫دائن‬ ‫مدين‬
‫البيان‬ ‫هـ‪:‬‬ ‫هـ‪:‬‬ ‫هـ‪:‬‬
‫اليومية‬ ‫املستند‬
‫ريال‬ ‫ريال‬ ‫ريال‬

‫ولكل دفرت من هذه الدفاتر أحكامه ورشوطه وتفاصيله اخلاصة به‪،‬‬


‫خصوص ًا ما إذا استعمل التاجر دفاتر أخرى مساعدة‪ ،‬وهي ما تعرف‬

‫((( انظر‪ :‬املادة (الثالثة) من الالئحة التنفيذية‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫بالدفاتر غري اإللزامية ‪-‬االختيارية‪ ،-‬والتي جيوز للتاجر استعامهلا‪ ،‬وهلا‬


‫قوهتا النظامية متى ما استعملها وفق الضوابط النظامية(((‪.‬‬
‫ومن الدفاتر غري اإللزامية ‪-‬االختيارية‪ -‬التي اعتاد التجار استعامهلا‪:‬‬
‫دفرت التسويدة‪ ،‬ودفرت اخلزانة أو الصندوق‪ ،‬ودفرت املخزن‪ ،‬ودفرت األوراق‬
‫التجارية(((‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬رشوط الدفاتر التجارية‪:‬‬
‫جاء يف نظام الدفاتر التجارية والئحته التنفيذية ذكر رشوط الدفاتر‬
‫التجارية(((‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫((( يالحظ أنه يف مرشوع نظام املعامالت التجارية مل يتم حتديد السجالت املحاسبية‬
‫اإللزامية‪ ،‬وإنام أحال يف حتديدها إىل الئحة السجالت املحاسبية‪ ،‬حيث جاء يف الفقرة‬
‫(‪ )3‬من املادة (‪ -3« :)49‬يكون حتديد أنواع السجالت املحاسبية اإللزامية ‪-‬سواء‬
‫أكانت ورقية أم رقمية‪ -‬وطريقة تنظيمها‪ ،‬واملعامالت واألحداث املالية التي تسجل‬
‫فيها‪ ،‬واملعايري واالشرتاطات الالزم حتققها فيها‪ ،‬وفق الئحة السجالت املحاسبية‬
‫والقرارات والتعليامت التي تصدرها وزارة التجارة»‪.‬‬
‫((( للوقوف عىل تعريف كل دفرت‪ .‬انظر‪ :‬معجم القانون‪ ،‬ص(‪.)427-426‬‬
‫((( انظر‪ :‬نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬املواد (‪ ،)8 ،7 ،2 ،1‬الالئحة التنفيذية‪ ،‬املواد (‪ 3‬بعد‬
‫تعديلها‪.)7 ،6 ،5 ،4 ،‬‬

‫‪101‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫‪ .1‬أن تكون هذه الدفاتر منتظمة(((‪ ،‬وأن تكتب باللغة العربية(((‪.‬‬


‫‪ .2‬أن تكون الدفاتر التجارية وفق النامذج التي حتددها وزارة التجارة‪،‬‬
‫وجيوز تدوينها عن طريق احلاسب اآليل وفق القواعد التي نصت عليها املادة‬
‫الثالثة من الالئحة التنفيذية ‪-‬بعد تعديلها‪.(((-‬‬
‫‪ .3‬أن تكون صفحات هذه الدفاتر مرقمة‪ ،‬وأن تعتمد من الغرفة‬
‫التجارية والصناعية الواقع يف دائرهتا حمل نشاط التاجر‪.‬‬
‫‪ .4‬أن تكون خالية من أي فراغ أو كتابة يف اهلوامش أو كشط أو حتشري‪،‬‬
‫وإال فيتم تصحيح هذا اخلطأ بقيد آخر يف تاريخ اكتشافه‪.‬‬
‫‪ .5‬عدم استعامل الدفرت اجلديد إال بعد انتهاء صفحات الدفرت السابق‪،‬‬
‫والتوقيع عىل الصفحة األخرية منه‪ ،‬وتقديم شهادة من املحاسب بذلك‪ ،‬أو‬
‫تقديم الدفرت للموظف املختص بالغرفة التجارية والصناعية للتوقيع عليه‪.‬‬

‫((( بعض الرشاح يذكر الرشوط الواردة هنا ‪-‬بعد الرشط األول‪ -‬حتت عنوان (رشوط‬
‫انتظام الدفاتر التجارية)‪ .‬انظر‪ :‬املدخل إىل النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم‬
‫ود‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬ص(‪ ،)...278‬واملقصود بانتظام الدفاتر هو‪« :‬حالة الدفاتر التي‬
‫روعي يف إمساكها القواعد الواجبة االتباع»‪ .‬معجم القانون‪ ،‬ص(‪.)415‬‬
‫((( جاء يف مرشوع نظام املعامالت التجارية‪« :‬املادة اخلمسون‪:‬‬
‫‪ .1‬يكون تنظيم السجالت املحاسبية باللغة العربية‪ ،‬وجيوز تنظيمها بلغة أخرى‬
‫باإلضافة إىل اللغة العربية»‪.‬‬
‫((( ويتنبه هنا إىل ما ورد يف الباب الرابع (الدليل الرقمي) من نظام اإلثبات‪ ،‬املادة (الثالثة‬
‫واخلمسون) وما بعدها‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫وعىل التاجر أن حيتفظ هبذه الدفاتر واملراسالت والوثائق واملستندات‬


‫املتعلقة بتجارته الصادرة منه والواردة إليه مدة عرش سنوات عىل األقل(((‪.‬‬

‫((( جاء يف أحد التطبيقات القضائية‪« :‬فبناء عىل ما تقدم من الدعوى واإلجابة‪ ،‬وتأمل‬
‫جمريات القضية ومستنداهتا‪ ،‬وما أدىل به طرفا النزاع يف املرافعة‪ ،‬وبام أن الظاهر‬
‫صحة اخلتم واملطبوعات املنسوبة للمدعى عليه‪ ،‬ويؤيد ذلك عدد من القرائن‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أن املدعى عليه مل يقدم مطبوعات وأختام مؤسسته عام ‪2018‬م حني كانت باسم‬
‫مؤسسة‪ ...‬مما أدى إىل تعذر التحقق من دعوى تزوير تلك املستندات‪ ،‬وتعلل بإتالفه‬
‫للمستندات كل سنة‪ ،‬وهذا األمر عىل ما فيه من تفريط وإمهال‪ ،‬واملفرط أوىل باخلسارة‪،‬‬
‫فإن فيه خمالفة ملا ألزمت به مواد نظام الدفاتر التجارية التي نصت عىل احتفاظ التاجر‬
‫بدفاتره التجارية مدة عرش سنوات عىل األقل‪ .»...‬رقم القضية (‪ )849‬وتاريخ ‪/9‬‬
‫‪1442 /5‬هـ‪ ،‬منشورة يف موقع (البوابة القضائية العلمية)‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫المبحث األول‬
‫حجية اإلثبات بالكتابة في الفقه اإلسالمي‬
‫بام أن الدفاتر التجارية تعد أحد طرق ووسائل اإلثبات بالكتابة‪ ،‬وكان‬
‫من األمهية بمكان اإلشارة إىل املوقف الفقهي عموم ًا من حجية اإلثبات‬
‫بالكتابة ‪-‬واملقصود هنا اإلثبات عن طريق ما يكتبه اإلنسان لنفسه أو‬
‫عليها(((‪ -‬جاء هذا املبحث لذكر االجتاهات الفقهية يف ذلك مع رسد مجلة‬
‫من النقول عنهم يف مسألة االعتداد باإلثبات القضائي عن طريق الكتابة‪.‬‬
‫وبالرجوع ملؤلفات املعارصين حول مسألة االحتجاج بالدفاتر‬
‫خرجوا مسألة االحتجاج بالدفاتر التجارية‬‫التجارية نجد أهنم قد أحلقوا أو َّ‬
‫دوهنا الفقهاء يف مصنفاهتم‪ ،‬ومن أبرز‬
‫عىل عدد من الفروع والصور التي َّ‬
‫تلك الصور‪ :‬االحتجاج بالوصية املكتوبة(((‪ ،‬واالحتجاج بام كتبه اإلنسان‬
‫عىل نفسه والشهادة عىل اخلط(((‪ ،‬واالحتجاج بدفاتر البياعني والرصافني‬
‫((( عرف الدكتور‪ /‬صالح اهلليل كتابة الدين بأهنا‪« :‬التسجيل احلريف له يف كتاب هبدف‬
‫احلفاظ عليه من الضياع نتيجة اجلحود أو النسيان»‪ .‬توثيق الديون يف الفقه اإلسالمي‪،‬‬
‫ص(‪ ،)297‬كام عرف املستندات اخلطية بأهنا‪« :‬كل كتابة من شأهنا إثبات حق أو نفيه‬
‫بشكل رصيح‪ .‬ولفظ املستندات يرادفه لفظ‪ :‬احلجج اخلطية‪ ،‬أو األدلة الكتابية‪ ،‬أو‬
‫املحررات‪ ،‬فكل هذه األلفاظ أسامء ملسمى واحد»‪ .‬املرجع السابق‪ ،‬ص(‪.)345‬‬
‫((( انظر‪ :‬األشباه والنظائر‪ ،‬ابن نجيم‪ ،‬ص(‪ ،)296‬املغني‪ ،‬ابن قدامة‪،)472-470 /8( ،‬‬
‫املبدع‪ ،‬ابن مفلح‪.)220 /8( ،‬‬
‫((( انظر‪ :‬األشباه والنظائر‪ ،‬ابن نجيم‪ ،‬ص(‪ ،)295-294 ،210 ،183‬غمز عيون‬
‫البصائر‪ ،‬احلموي‪ ،)...449 /3( )...309 ،...306 /2( ،‬الذخرية‪ ،‬القرايف‪،‬‬
‫(‪ ،)...156 ،40-39 /10‬األحكام السلطانية‪ ،‬املاوردي‪ ،‬ص(‪ ،)160-159‬هناية‬
‫املطلب‪ ،‬اجلويني‪ ،)622 ،...495 /18( ،‬األحكام السلطانية‪ ،‬أبو يعىل‪ ،‬ص(‪-205‬‬
‫‪ ،)206‬املغني‪ ،)141-138 ،132-131 /14( ،‬الطرق احلكمية‪ ،‬ابن القيم‪/2( ،‬‬
‫‪.)...544‬‬

‫‪104‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫والسامرسة(((‪ ،‬ولعل الصورتني األخريتني هي األقرب لتخريج مسألة‬


‫االحتجاج بالدفاتر التجارية عليها‪.‬‬
‫وبالنظر يف جمموع هذه الصور واألقوال الفقهية حوهلا يمكن إمجال‬
‫اخلالف الفقهي يف مسألة االحتجاج بالكتابة إىل أربعة أقوال(((‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬عدم االحتجاج بالكتابة مطلق ًا؛ الحتامل التزوير والغلط‬
‫والكذب فيام تم تدوينه‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬االحتجاج بالكتابة إذا تم اإلشهاد عليها؛ ألنه بالشهادة‬
‫تطمئن النفوس لصحة ما هو مدون يف املكتوب‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬األشباه والنظائر‪ ،‬ابن نجيم‪ ،‬ص(‪ ،)194‬األحكام السلطانية‪ ،‬املاوردي‪،‬‬
‫ص(‪ ،)161-160‬األحكام السلطانية‪ ،‬أبو يعىل‪ ،‬ص(‪.)207-206‬‬
‫((( انظر‪ :‬توثيق الديون عىل املذاهب الفقهية األربعة‪ ،‬حممد تقي العثامين‪ ،‬ص(‪،)...22‬‬
‫توثيق الديون يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬صالح اهلليل‪ ،‬ص(‪،)...346 ،...331‬‬
‫املستندات الكتابية وقوهتا يف اإلثبات‪ ،‬عبد العزيز الدغيثر‪ ،‬بحث منشور يف جملة العدل‪،‬‬
‫العدد (‪ ،)47‬رجب‪1431 /‬هـ‪ ،‬ص(‪ ،)...103‬طرق اإلثبات يف القضاء التجاري‬
‫وتطبيقاهتا يف املحاكم التجارية يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬أمحد العبودي‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه باملعهد العايل للقضاء‪ ،‬ص(‪ ،)...416‬طرائق احلكم املتفق عليها واملختلف‬
‫فيها يف الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬د‪ .‬سعيد الزهراين‪ ،‬ص(‪ ،)...274 ،...248‬الكاشف يف‬
‫رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪،)...119 ،...113 /2( ،‬‬
‫مفيد القضاة يف أصول املحاكامت عىل مذهب اإلمام املبجل أمحد بن حنبل‪ ،‬أمحد بن‬
‫بدران‪ ،‬ص(‪.)...577‬‬
‫وبناء عىل اخلالف الفقهي يف أصل مسألة االحتجاج باألوراق العادية يف إثبات‬
‫احلقوق املالية وجد االختالف بني القضاة يف السابق يف هذا‪ .‬انظر‪ :‬اختالف األحكام‬
‫القضائية‪ ،‬د‪ .‬أمحد البدراين‪ ،‬ص(‪.)503-502‬‬

‫‪105‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫القول الثالث‪ :‬االحتجاج بالكتابة فيام ِّ‬


‫يدونه اإلنسان عىل نفسه‪ ،‬دون‬
‫ما يدعيه لنفسه؛ ألن الكتابة تعد من باب اإلقرار‪ ،‬واألصل صحة إقرار‬
‫اإلنسان عىل نفسه‪ ،‬وأما سبب القول باملنع من األخذ بالكتابة إذا كانت من‬
‫قبيل ما يدعيه اإلنسان لنفسه‪ ،‬فألنه إذا مل يقبل قول وزعم اإلنسان األمر‬
‫لنفسه فعدم قبول كتابته لنفسه من باب أوىل‪.‬‬
‫القول الرابع‪ :‬االحتجاج بالكتابة مطلق ًا حال سالمتها من املعارض‬
‫املامثل يف القوة‪ ،‬واألمن من وقوع التزوير والتدليس‪ ،‬ويمكن القول بأن‬
‫هذا هو ما عليه مجهور املتأخرين‪.‬‬
‫وحججه التي استند إليها‪ ،‬إال أهنا مجيع ًا ليست رصحية‬
‫ولكل قول أدلته ُ‬
‫الداللة يف املقصود‪.‬‬
‫والذي يظهر أن سبب اخلالف بني الفقهاء يف هذا الباب ‪-‬مع كثرة‬
‫تفريعاهتم وذكرهم لفروع ومسائل متعددة يف باب الثبوت عن طريق‬
‫الكتابة‪ -‬والقول باالحتجاج بالكتابة من عدمها‪ ،‬هو االطمئنان يف وجود‬
‫وحصول الثقة بصحة املكتوب من عدمه‪ ،‬مع إمكانية إثبات نسبة املكتوب‬
‫لكاتبه من عدمه‪ ،‬ومن ثم فهنا احتامل التزوير يف املكتوب‪ ،‬كام يوجد احتامل‬
‫التدليس والتلبيس يف نسبة مكتوب إىل غري من كتبه‪.‬‬
‫ومن ثم فمن غ َّلب جانب فساد أهل الزمان وكثرة الفجور رأى عدم‬
‫صحة االحتجاج بالكتابة يف اإلثبات‪ ،‬ومن غ َّلب جانب إمكانية جتنب هذه‬
‫املخاوف بحسب ما يستجد يف كل زمان من وسائل وطرق‪ ،‬ومن ذلك‬
‫األخذ بام جرى عليه عرف أهل ذلك الزمان أو تلك الصنعة مع توافر‬

‫‪106‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫وسائل التحقق من صحة املكتوب ونسبته إىل كاتبه رأى صحة االحتجاج‬
‫باملكتوب‪.‬‬
‫قال عالء الدين الطرابليس احلنفي هللا همحر‪(( :‬مسألة‪ :‬ذكر أبو الليث‬
‫يف نوازله‪ :‬لو ادعى عىل آخر ماالً وأخرج بذلك خط ًا بخط يده عىل إقراره‬
‫بذلك املال‪ ،‬فأنكر املدعى عليه أنه خطه‪ ،‬فاستُكتب فكتب فكان بني اخلطني‬
‫مشاهبة ظاهرة دالة عىل أهنام خط كاتب واحد‪ ،‬قال أئمة بخارى‪ :‬إنه حجة‬
‫ُيقىض هبذا‪.‬‬
‫ونقل صحاب املحيط عن حممد أنه نص أن ذلك ال يكون حجة؛ ألن‬
‫هذا ال يكون أعىل حاالً مما لو أقر فقال‪« :‬هذا خطي وأنا كتبته‪ ،‬غري أنه ليس‬
‫له عيل هذا املال»‪ ،‬كان القول قوله وال يشء عليه‪...‬‬
‫مسألة‪ :‬وأئمة بلخ هللا مهمحر قالوا يف يادكار ‪-‬أي‪ :‬دفرت‪ -‬الباعة‪ :‬إذا كان‬
‫فيه مكتوب ًا بخط البياع فهي الزمة عليه؛ ألنه ال يكتب يف يادكاره إال ما‬
‫«وجدت يف‬
‫ُ‬ ‫كان له عىل الناس وما للناس عليه‪ ،‬فعىل هذا إذا قال البياع‪:‬‬
‫يادكاري أن لفالن عيل ألف درهم» كان إقرار ًا‪ ،‬ذكره الرسخيس‪.‬‬
‫وخط الرصاف والسمسار حجة أيض ًا كام ذكرنا‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬كان الصدر برهان األئمة يفتي هكذا يف خط الرصاف أنه‬
‫حجة))(((‪.‬‬

‫((( معني احلكام فيام يرتدد بني اخلصمني من األحكام‪.)169-167 /2( ،‬‬

‫‪107‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫وقال ابن عابدين هللا همحر‪« :‬ثم اعلم أن هذا كله فيام يكتبه عىل نفسه‬
‫كام قيده بعض املتأخرين‪ ،‬وهو ظاهر بخالف ما يكتبه لنفسه؛ فإنه لو ادعاه‬
‫بلسانه رصحي ًا ال يؤخذ خصمه به‪ ،‬فكيف إذا كتبه‪ ...‬وجيب تقييده أيض ًا بام‬
‫إذا كان دفرته حمفوظ ًا عنده»(((‪.‬‬
‫وقال ابن فرحون املالكي هللا همحر‪(( :‬فرع‪ :‬وإن قال‪« :‬لفالن عندي أو‬
‫ِق َبيل كذا وكذا» ‪-‬بخط يده‪ -‬قىض عليه؛ ألنه خرج خمرج اإلقرار باحلقوق‪.‬‬
‫وإن كتب‪« :‬لفالن عىل فالن‪ .»..‬إىل آخر الوثيقة‪ ،‬وشهادته فيها‪ ،‬مل جتز‬
‫إال ببينة سواه؛ ألنه أخرجها خمرج الوثائق‪ ،‬وجرى جمرى احلقوق‪ ،‬ومل جتز‬
‫الشهادة فيها عىل خطه‪ ،‬وهو تفسري جيد‪ ،‬وهي مسألة فيها اختالف))(((‪.‬‬
‫وقال أيض ًا‪« :‬فرع‪ :‬إذا ادعى رجل عىل رجل بامل فجحده‪ ،‬فأخرج‬
‫املدعي صحيفة مكتوب ًا فيها خط املدعى عليه وإقراره بام ادعى عليه‪ ،‬وزعم‬
‫املدعي أهنا بخط املدعى عليه‪ ،‬فأنكر املدعى عليه ذلك‪ ،‬وليس بينهام بينة‪،‬‬
‫فطلب املدعي أن ُجُيرب املدعى عليه عىل أن يكتب بحرضة العدول‪ ،‬ويقابلوا‬
‫ما كتبه بام أظهره املدعي‪ ،‬فأفتى أبو احلسن اللخمي بأنه ُجُيرب عىل ذلك‪ ،‬وعىل‬
‫ال ال يمكن معه أن يستعمل خط ًا غري خطه‪.‬‬‫يطول فيام يكتب تطوي ً‬‫أن ِّ‬

‫((( حاشية رد املحتار‪ ،‬ابن عابدين‪ ،)437 /5( ،‬وانظر‪ :‬املرجع نفسه‪،)601-600 /5( ،‬‬
‫الفتاوى اهلندية‪ ،)167 /4( ،‬جملة األحكام العدلية‪ ،‬مادة رقم (‪ ،)1608‬ص(‪،)785‬‬
‫درر احلكام رشح جملة األحكام‪ ،‬عيل حيدر‪ ،)161-159 /4( ،‬الذخرية‪ ،‬القرايف‪،‬‬
‫(‪ ،)...156 ،40-39 /10‬فتح العيل املالك يف الفتوى عىل مذهب اإلمام مالك‪،‬‬
‫حممد عليش‪.)265 /2( ،‬‬
‫((( تبرصة احلكام يف أصول األقضية ومناهج األحكام‪.)279 /2( ،‬‬

‫‪108‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫وأفتى عبد احلميد الصائغ بأن ذلك ال يلزمه؛ إذ ال يلزمه إحضار بينة‬
‫تشهد عليه‪.‬‬
‫وفرق اللخمي بينهام‪ ،‬بأن املدعى عليه يقطع بتكذيب البينة التي تشهد‬
‫عليه‪ ،‬فال يلزمه أن يسعى يف أمر ُيقطع ببطالنه‪ .‬وأما خطه فإنه صادر عنه‬
‫بإقراره‪ ،‬والعدول يقابلون ما يكتبه اآلن بام أحرضه املدعي‪ ،‬ويشهدون‬
‫بموافقته له أو خمالفته‪.‬‬
‫ورجح أكثر الشيوخ ما أفتى به اللخمي»(((‪.‬‬
‫وقال ابن حجر هللا همحر‪« :‬ومجلة ما تضمنته هذه الرتمجة((( بآثارها ثالثة‬
‫أحكام‪:‬‬
‫الشهادة عىل اخلط‪ ،‬وكتاب القايض إىل القايض‪ ،‬والشهادة عىل اإلقرار‬
‫بام يف الكتاب‪.‬‬
‫وظاهر صنيع البخاري جواز مجيع ذلك»(((‪.‬‬
‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية هللا همحر عندما سئل عام يوجد يف دفاتر‬
‫األمراء بخطهم أو خط نواهبم يف دفاترهم بغري حجج تكتب وال إشهاد؟‬
‫«فأجاب‪ :‬بأن كل ما وجد بخط األمري أو أخرب به كاتبه أو لفظ وكيله يف‬

‫((( املرجع السابق‪.)281-280 /2( ،‬‬


‫((( وهي‪( :‬باب الشهادة عىل اخلط املختوم‪ ،‬وما جيوز من ذلك وما يضيق عليه‪ ،‬وكتاب‬
‫احلاكم إىل عامله‪ ،‬والقايض إىل القايض)‪ .‬صحيح البخاري‪ ،‬ص(‪.)1232‬‬
‫((( فتح الباري‪.)144 /13( ،‬‬

‫‪109‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ذلك‪ ،‬مثل كاتبه واستاداره(((‪ ،‬فإنه جيب العمل بذلك‪ ...‬ومع ذلك ال حيتاج‬
‫أصحاب احلقوق إىل بينة‪ ،‬وتكليفهم البينة إضاعة للحقوق‪ ...‬ال سيام يف‬
‫املعامالت التي مل جتر العادة فيها باإلشهاد‪ ،‬فتكليف البينة يف ذلك خروج‬
‫عن العدل املعروف‪ ،‬واهلل أعلم»(((‪.‬‬
‫وقد انترص ابن القيم هللا همحر للقول بجواز اإلثبات عن طريق الكتابة‬
‫يف‪:‬‬
‫«فصل‪ :‬الطريق الثالث والعرشون(((‪ :‬احلكم باخلط املجرد»(((‪.‬‬
‫والذي يظهر أن هذا األمر وفق هذه الرشوط والضوابط مع إتاحة‬
‫املجال للخصم إلثبات عكس ما هو مدون يف الدفاتر التجارية ال مانع منه‬
‫يف الرشيعة اإلسالمية؛ استحسان ًا‪ ،‬وإلزام ًا بام تعارف التجار عليه‪ ،‬وأخذ ًا بام‬

‫يقال فيه‪ :‬االستدَّ ار‪ ،‬االستادارية‪ :‬وهي كلمة أصلها فاريس ‪-‬وهو لقب يطلق عىل نوع‬ ‫(((‬
‫من املوظفني العسكريني عند السالطني‪ -‬وتتكون من لفظتني‪« :‬استد» بمعنى‪ :‬األخذ‪،‬‬
‫و«دار» بمعنى‪ :‬اإلمساك ‪-‬وليست من لفظة «الدار» العربية‪ ،‬التي بمعنى الدار واملحلة‬
‫فجمعت اللفظتان «استادار» وأصبح املعنى‪ :‬املتويل لألخذ والرصف؛ ألنه‬ ‫املعروفة‪ُ ،-‬‬
‫املوظف الذي يتوىل األخذ ‪-‬أي مجع املال‪ -‬ورصفه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الذي يتوىل شؤون‬
‫مسكن السلطان أو األمري‪ .‬انظر‪ :‬صبح األعشى يف صناعة اإلنشاء‪ ،‬أمحد الفزاري‬
‫القلقشندي‪.)20/4( )457/5( ،‬‬
‫جمموع الفتاوى‪ ،)67-66 /30( ،‬وانظر‪ :‬املرجع السابق‪ ،)326 /31( ،‬خمترص‬ ‫(((‬
‫الفتاوى املرصية لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬بدر الدين البعيل‪ ،)159 /2( ،‬األخبار‬
‫العلمية من االختيارات الفقهية لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬عالء الدين البعيل‪،‬‬
‫ص(‪ ،)256‬جمموعة األحكام واملبادئ التجارية لعام ‪1436‬هـ‪.)1064 /3( ،‬‬
‫من الطرق التي حيكم هبا احلاكم ‪-‬أي القايض‪ .-‬انظر‪ :‬الطرق احلكمية‪.)294 /1( ،‬‬ ‫(((‬
‫املرجع السابق‪.)544 /2( ،‬‬ ‫(((‬

‫‪110‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫جرى القضاء به‪ ،‬وألن القصد هو حصول العلم بام ُد ِّون يف الدفاتر التجارية‬
‫ملن هي منسوبة إليه‪ ،‬فإذا عرف ذلك وتيقن كان كالعلم بنسبة اللفظ إليه‪ ،‬إذ‬
‫اخلط دال عىل اللفظ‪ ،‬واللفظ دال عىل القصد واإلرادة(((‪.‬‬
‫وأما ما ُذكر من املحاذير املتصورة حال إعامل القول بحجية الدفاتر‬
‫التجارية للتجار من التزوير والتدليس والكذب ونحو ذلك فيمكن تالفيها‬
‫بالقيود والضوابط‪ ،‬خصوص ًا وأن املجال جمال ترجيح بني املصالح واملفاسد‪،‬‬
‫والعمل بالسياسة الرشعية واملقاصد املرعية(((‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬الطرق احلكمية‪ ،‬ابن القيم‪.)550 /2( ،‬‬


‫((( انظر‪ :‬توثيق الديون‪ ،‬د‪ .‬صالح اهلليل‪ ،‬ص(‪ ،)352-349‬أثر الكتابة يف إثبات‬
‫احلقوق‪ ،‬عبد العزيز الدغيثر‪ ،‬بحث منشور يف جملة العدل‪ ،‬العدد (‪ ،)42‬ربيع اآلخر‬
‫‪1430‬هـ‪ ،‬ص(‪ ،)257‬اإلثبات يف النظام السعودي‪ ،‬د‪ .‬فيصل العساف‪ ،‬ص(‪-214‬‬
‫‪ ،)215‬وسائل اإلثبات يف الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬د‪ .‬حممد الزحييل‪)315-314 /1( ،‬‬
‫(‪ ،)...474 /2‬إجراءات البينة القضائية‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،‬ص(‪.)...406‬‬

‫‪111‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫المبحث الثاني‬
‫حجية الدفاتر التجارية بين التجار‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حجية الدفاتر التجارية للتاجر‪:‬‬

‫جاء تعريف التاجر يف املادة (األوىل) من نظام املحكمة التجارية الصادر‬


‫باألمر امللكي رقم (‪ )32‬وتاريخ ‪1350/1/15‬هـ بأنه‪« :‬من اشتغل‬
‫باملعامالت التجارية‪ ،‬واختذها مهنة له»‪.‬‬
‫كام جاء بيان املقصود بالتاجر هنا يف املادة (األوىل) من الالئحة التنفيذية‬
‫من نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬ونصها‪« :‬يقصد بالتاجر يف تطبيق نظام الدفاتر‬
‫التجارية‪ :‬التاجر الفرد‪ ،‬والرشكة التي يكون غرضها الرئيس القيام باألعامل‬
‫التجارية»‪ ،‬وهذه املادة تفيد بأن العربة يف الرشكات التجارية التي يطبق‬
‫عليها هذا النظام هو بالنظر إىل نشاطها وغرضها وليس شكل الرشكة(((‪.‬‬
‫وصورة املسألة‪:‬‬
‫أن يكون النزاع بني تاجرين‪ ،‬ويقدم التاجر دفاتره التجارية إىل املحكمة‬
‫لالحتجاج بام فيها له‪.‬‬
‫وقد جاء النص النظامي يف نظام اإلثبات رصحي ًا يف هذه الصورة بأنه‪:‬‬
‫«تكون دفاتر التجار اإللزامية املنتظمة حجة لصاحبها التاجر ضد خصمه‬

‫((( انظر‪ :‬الرشكات التجارية‪ ،‬د‪ .‬خالد الرويس‪ ،‬ص(‪.)...22‬‬

‫‪112‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫التاجر‪ .‬وتسقط هذه احلجية بإثبات عكس ما ورد فيها بكافة طرق اإلثبات‪،‬‬
‫بام يف ذلك دفاتر اخلصم املنتظمة»(((‪.‬‬
‫وعليه فتعد دفاتر التاجر حجة له ضد خصمه التاجر يف حال توافرت‬
‫الرشوط اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تكون هذه الدفاتر لتاجر يف مقابلة خصمه التاجر‪ ،‬بمعنى أن‬
‫يكون طرفا النزاع يف الدعوى كليهام من التجار‪.‬‬
‫‪ .2‬أن تكون الدفاتر التجارية للتاجر املدعي منتظمة(((‪ ،‬وقد سبق ذكر‬
‫رشوط انتظام واعتبار الدفاتر التجارية(((‪.‬‬
‫‪ .3‬أن هذه احلجية خاصة بالدفاتر اإللزامية‪ ،‬لكن ليس معنى هذا عدم‬
‫ُلزم‬
‫االلتفات للدفاتر االختيارية‪ ،‬وإنام املقصود أن الدفاتر اإللزامية هي التي ت َ‬
‫الدائرة القضائية باالحتجاج هبا‪ ،‬أما الدفاتر غري اإللزامية ‪-‬االختيارية‪ -‬فال‬
‫يوجد ما يمنع من االستئناس بام ورد فيها(((‪.‬‬

‫الفقرة (‪ )2‬من املادة (احلادية والثالثني)‪.‬‬ ‫(((‬


‫انظر‪ :‬قضاء النقض التجاري‪ ،‬د‪ .‬أمحد حسني‪ ،‬ص(‪.)27-26 ،18-17‬‬ ‫(((‬
‫عىل أنه توجد حالة تعد فيها الدفاتر التجارية اإللزامية حجة لصاحبها التاجر ولو مل‬
‫تكن منتظمة‪ ،‬وهي‪ :‬إذا استند اخلصم إليها‪ ،‬ومن ثم فال جيزأ االحتجاج بام يف هذه‬
‫الدفاتر‪ ،‬وانظر بيان ذلك يف املطلب التايل‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الفرع الثالث من التمهيد‪.‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬آخر ما ذكر يف املطلب األول من املبحث الثالث‪.‬‬ ‫(((‬

‫‪113‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫‪ .4‬أال يقابل ما يف هذه الدفاتر ما يثبت عكسها بأي طريق من طرق‬


‫اإلثبات األخرى‪ ،‬بام يف ذلك دفاتر اخلصم اآلخر املنتظمة(((‪.‬‬
‫ويرد ها هنا تساؤل وهو‪ :‬هل يعد من قبيل الرشوط‪ :‬أن يتعلق النزاع‬
‫بعمل جتاري؟(((‪.‬‬
‫اشرتاط هذا األمر قبل صدور نظام اإلثبات كان وجيه ًا؛ باعتبار أن الذي‬
‫كان حيكم هذه املسألة هو ما ورد يف نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬وهو بال شك‬
‫نظام خاص بالتجار(((‪ ،‬أما بعد صدر نظام اإلثبات ‪-‬وهو الذي حيكم هذه‬
‫املسألة اآلن‪ -‬فإن هذه املسألة وإن كانت خاصة بحجية الدفاتر التجارية‬
‫إال أهنا تعد داخلة يف اإلطار العام الذي حيكمه نظام اإلثبات‪ ،‬وهو حسب‬
‫ما ورد يف مادته (األوىل) بأنه‪« :‬ترسي أحكام هذا النظام عىل املعامالت‬
‫املدنية والتجارية»‪ ،‬ومن ثم فيؤخذ بعموم هذا اللفظ ما دام أنه مل يرد نص‬
‫خيصصه‪ ،‬وعليه فتعد الدفاتر التجارية حجة بني التجار حتى ولو كانت يف‬

‫((( انظر‪ :‬الوسيط يف رشح القانون التجاري املرصي‪ ،‬د‪ .‬سميحة القليويب‪-252 /1( ،‬‬
‫‪.)253‬‬
‫((( وهذا هو املقرر يف القانونني املرصي واللبناين وغريمها‪ .‬انظر‪ :‬الوسيط يف رشح القانون‬
‫التجاري املرصي‪ ،‬د‪ .‬سميحة القليويب‪ ،)252-249 /1( ،‬مبادئ القانون التجاري‪،‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن قرمان‪ ،‬ص(‪ ،)208 ،202-201‬الوايف يف رشح القانون املدين‪ ،‬د‪.‬‬
‫سليامن مرقس‪ ،)...308 /12( ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬د‪ .‬مصطفى كامل طه‪،‬‬
‫ص(‪.)149-147‬‬
‫((( انظر‪ :‬الوجيز يف النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬سعيد حييى‪ ،‬ص(‪ ،)111‬املدخل إىل‬
‫النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم ود‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬ص(‪.)291-290‬‬

‫‪114‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫معاملة مدنية بينهم‪ ،‬وذلك ما مل يرد نص خاص يف هذا يف نظام املعامالت‬


‫التجارية حال اعتامده(((‪.‬‬
‫ولذا ملا أراد املنظم السعودي ختصيص بعض األحكام النظامية‬
‫بالنزاعات والدعاوى التجارية نص عىل ذلك‪ ،‬إذ جاء فيه‪« :‬املادة السادسة‬
‫والثالثون‪:‬‬
‫‪ .1‬للخصم يف الدعاوى التجارية أن يطلب من خصمه تقديم حمرر ذي‬
‫صلة بالدعوى أو االطالع عليه‪.»...‬‬
‫ويالحظ أن اجلديد هنا يف نظام اإلثبات هو االعتداد بحجية هذه الدفاتر‬
‫متى ما توافرت رشوط االحتجاج هبا‪ ،‬إذ حينئذ تلزم الدائرة القضائية باألخذ‬
‫بام هو مدون يف هذه الدفاتر بعكس ما كان عليه النص النظامي قدي ًام‪ ،‬وهو‬
‫أن األمر ال يعدو أن يكون قرينة‪ ،‬إذ هلا استخالص ما ترى استخالصه‬
‫منها‪ ،‬فاألمر يف النهاية مرتوك للسلطة التقديرية للدائرة القضائية‪ ،‬ومل تكن‬
‫ال كامالً‪ ،‬ومن ثم فيجوز للقايض أن يكمل هذا الدليل‬ ‫الدفاتر حينها دلي ً‬
‫الناقص باليمني املتممة إىل أي من الطرفني‪ ،‬وعىل هذا درج رشاح النظام(((‪.‬‬
‫((( جاء يف مرشوع نظام املعامالت التجارية‪ ،‬يف الفقرة (أ) من (‪ )2‬يف املادة (الرابعة‬
‫واخلمسني) أنه‪:‬‬
‫«‪ -2‬تكون السجالت املحاسبية اإللزامية‪:‬‬
‫أ‪ .‬حجة لصاحبها التاجر ضد خصمه التاجر إذا كان النزاع متعلق ًا بعمل جتاري وكانت‬
‫السجالت منتظمة‪ ،‬وتسقط حجيتها بالدليل العكيس‪ ،‬وجيوز أن يؤخذ هذا الدليل من‬
‫سجالت اخلصم املنتظمة»‪.‬‬
‫((( انظر‪ :‬الوجيز يف النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬سعيد حييى‪ ،‬ص(‪ ،)111-109‬املدخل‬
‫إىل النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم ود‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬ص(‪ ،)...286‬القانون =‬

‫‪115‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ومن ثم فليس للدائرة القضائية اآلن سلطة يف عدم األخذ بام هو مدون‬
‫يف دفاتر التاجر ضد خصمه التاجر إذا انطبقت عليها الرشوط السابق‬
‫ذكرها(((‪ ،‬وهذا يؤكد مدى وجوب اهتامم التجار بدفاترهم التجارية حالي ًا‪،‬‬
‫= التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلادي الغامدي‪ ،‬ص(‪ ،)125-123‬مبادئ القانون‬
‫التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عدنان العمر وآخرون‪ ،‬ص(‪ ،)163‬رشح النظام التجاري‬
‫السعودي‪ ،‬مساعد اجلبريي‪ ،‬ص(‪ ،)119-118‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪.‬‬
‫رحاب داخيل‪ ،‬ص(‪ ،)135-133‬اإلثبات يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية‪،‬‬
‫د‪ .‬حسام الدين توفيق‪ ،‬ص(‪.)48‬‬
‫((( يف السابق ‪-‬قبل صدور نظام اإلثبات‪ -‬كان األمر يف مثل هذه احلالة راجع للسلطة‬
‫التقديرية للدائرة القضائية (انظر‪ :‬املادة العارشة من نظام الدفاتر التجارية)‪ ،‬وتعد‬
‫قرينة من القرائن (انظر‪ :‬الكاشف يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي‪ ،‬عبد اهلل‬
‫آل خنني‪ ،)»570-569 /1« ،‬عىل أنه قد جرى العمل القضائي عىل االعتداد بالدفاتر‬
‫التجارية إذا كانت سليمة ومتحققة فيها الرشوط النظامية وخلت من املعارضة املعتربة‪،‬‬
‫سواء كان االحتجاج ملصلحة التاجر أم عليه‪.‬‬
‫ومن ذلك ما جاء يف أحد التطبيقات القضائية‪« :‬وحسب املتعارف عليه بني التجار أن‬
‫دفاتر التاجر وقيوداته حجة له وعليه‪ ،‬والتجار ملزمون نظام ًا وعرف ًا بإثبات ما هلم وما‬
‫عليهم يف دفاترهم‪ ،‬كام أن العادة حمكمة‪ ،‬وملا مل يتبني من دفاتر املدعى عليه ما ينقض ما‬
‫جاء يف التقرير املحاسبي‪ .»...‬جمموعة األحكام واملبادئ التجارية لألعوام ‪/1408‬‬
‫‪1423‬هـ‪.)311 /2( ،‬‬
‫ويف التطبيق القضائي اآلخر‪« :‬وملا كان املدعي وكالة يطلب احلكم عىل املدعى عليه‪...‬‬
‫وبام أن هذا املبلغ هو الذي حواه كشف احلساب الصادر من املدعى عليه‪ ...‬وتبني أنه‬
‫يشتمل عىل قيود كافة الفواتري التي يدفع املدعى عليه بعدم استالمها‪ ...‬واستناد ًا إىل ما‬
‫نص عليه نظام الدفاتر التجارية يف مادته (‪ )9‬من أنه يفرتض أن مجيع القيود املدونة يف‬
‫دفاتر التاجر قد دونت بعلمه ورضاه ما مل يقم الدليل عىل عكس ذلك‪ ،‬وعىل ما استقر‬
‫عليه القضاء من حجية القيود واحلسابات التي يقيدها التاجر يف دفاتره‪ ...‬فإن الدائرة‬
‫تنتهي إىل ثبوت مديونية املدعى عليه للمدعية باملبلغ املطالب به‪ .»...‬رقم القضية (‪/2‬‬
‫‪ /5855‬ق) وتاريخ ‪1438 /6 /8‬هـ‪ ،‬منشورة يف موقع (البوابة القضائية العلمية)‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ومدى اهتامم املنظم السعودي حديث ًا أكثر وأكثر بالكتابة والشكلية حتى يف‬
‫األمور التجارية‪ ،‬وما ذاك إال إلرادة ضبط املعامالت املالية‪ ،‬وتقليل موارد‬
‫النزاع بني الناس ما أمكن‪ ،‬وتسهيل الوصول إىل احلقيقة من قبل الدائرة‬
‫القضائية‪.‬‬
‫وهذه املسألة تعد من املسائل املستثناة من قواعد اإلثبات‪ ،‬إذ إن من‬
‫القواعد املقررة يف هذا الباب أنه‪ :‬ال جيوز وال يصح لإلنسان أن يصنع دلي ً‬
‫ال‬
‫لنفسه‪ ،‬ومع ذلك فإن التاجر هنا هو من صنع هذا الدليل لنفسه‪ ،‬وهو ما‬
‫دونه هو يف دفاتره التجارية اخلاصة به(((‪ ،‬ورغم ذلك فقد نص النظام عىل‬ ‫ّ‬
‫صحة هذا الطريق لإلثبات واعتباره حجة لصاحبه‪ ،‬دون االلتفات للقاعدة‬
‫يف هذا الباب؛ وسبب هذا االستثناء واألخذ هبذا الرأي هو االلتفات للعرف‬
‫التجاري بني التجار‪ ،‬ولذا فهذه احلجية خاصة بام بني التجار‪ ،‬ثم أيض ًا مل يرتك‬
‫الباب هنا عىل مرصاعيه‪ ،‬وإنام ُفتح املجال للتاجر اخلصم بأن يثبت عكس‬
‫ما هو مثبت ومدون يف هذه الدفاتر التجارية بأي طريق من طرق اإلثبات‪،‬‬

‫((( انظر‪ :‬الوسيط يف رشح القانون املدين‪ ،‬د‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪،)35-34 /2( ،‬‬
‫الوايف يف رشح القانون املدين‪ ،‬د‪ .‬سليامن مرقس‪ ،)23-22 /12( ،‬النظرية العامة‬
‫يف اإلثبات‪ ،‬د‪ .‬سمري تناغو‪ ،‬ص(‪ ،)180‬اإلثبات يف الفقه اإلسالمي واألنظمة‬
‫السعودية‪ ،‬د‪ .‬حسام الدين توفيق‪ ،‬ص(‪ ،)48‬رشح قواعد إثبات املعامالت املدنية‬
‫والتجارية وطرقه‪ ،‬د‪ .‬عبد الرزاق يس‪ ،‬ص(‪ ،)33-32‬الوجيز يف قواعد اإلثبات عىل‬
‫ضوء نظام املرافعات الرشعية السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممد سويلم‪ ،‬ص(‪ ،)59-58‬الواضح‬
‫يف رشح وسائل اإلثبات‪ ،‬د‪ .‬منذر القضاة‪ ،‬ص(‪ ،)34-32‬أحكام اإلثبات‪ ،‬د‪ .‬رضا‬
‫املزغني‪ ،‬ص(‪.)209 ،110 ،107-106‬‬

‫‪117‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ٌ‬
‫حفظ حلقوق مجيع األطراف‪ ،‬وعدم إمهال تنظيم الدفاتر التجارية‬ ‫ويف هذا‬
‫والنصوص النظامية واألعراف التجارية والسوابق القضائية يف ذلك‪.‬‬
‫ونختم هذا املطلب بأن يقال بأنه يف حالة عدم حتقق الرشوط هنا فليس‬
‫معنى هذا عدم االعتداد بالكلية هبذه الدفاتر‪ ،‬وإنام يرتك األمر حينها‬
‫للسلطة التقديرية للدائرة القضائية لتقرير وتقدير ما تراه يف ذلك كسائر‬
‫األدلة واحلجج التي تقدم عليها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حجية الدفاتر التجارية على صاحبها التاجر‪:‬‬

‫واملقصود هبذا املطلب هو بيان درجة ومنزلة احتجاج التاجر عىل خصمه‬
‫التاجر بام دونه خصمه يف دفاتره التجارية اخلاصة به‪.‬‬
‫وهنا نجد أنه قد نصت الفقرة (‪ )3‬من املادة (احلادية والثالثني) من‬
‫النظام عىل هذه املسألة‪ ،‬بأنه‪ -3« :‬تكون دفاتر التجار اإللزامية ‪-‬منتظمة‬
‫كانت أو غري منتظمة‪ -‬حجة عىل صاحبها التاجر فيام استند إليه خصمه‬
‫التاجر أو غري التاجر؛ ويف هذه احلالة تعد القيود التي يف مصلحة صاحب‬
‫الدفاتر حجة له أيض ًا»‪.‬‬
‫دونه التاجر يف دفاتره التجارية اإللزامية‬
‫ففي هذا النص بنَّيَّ النظام أن ما َّ‬
‫اخلاصة به تعد حجة عليه‪ ،‬وذلك برشطني‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يستند إليها خصمه سواء أكان تاجر ًا أم غري تاجر‪ ،‬ما دام أن‬
‫اخلصم هو الذي استند إليها‪.‬‬
‫‪ .2‬وكانت من قبيل الدفاتر اإللزامية‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫وذلك متجه باعتبار أن ما تم تدوينه يف هذه الدفاتر إما أنه تم من ِق َبل‬


‫التاجر نفسه أو حتت إرشافه أو أنه يف حكم ما ُقيد بعلمه(((‪ ،‬إال أنه يف هذه‬
‫احلالة ومن باب العدل واإلنصاف ومن باب عدم جتزئة اإلقرار(((؛ فإن‬
‫القيود التي دوهنا التاجر يف دفاتره وتكون يف مصلحته فإهنا تكون حجة له‬
‫أيض ًا‪ ،‬وعليه فيحتج بكل ما يف الدفاتر سواء كانت عىل التاجر أم له(((‪.‬‬
‫ومن املالحظ أن مما فارق القول باالحتجاج بالدفاتر التجارية عىل‬
‫التاجر عن االحتجاج هبا فيام له‪ ،‬اآليت‪:‬‬

‫((( انظر‪ :‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممد اجلرب‪ ،‬ص(‪ ،)119‬أساسيات القانون‬
‫التجاري‪ ،‬د‪ .‬مصطفى كامل طه‪ ،‬ص(‪ ،)144‬نظرية اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية‪،‬‬
‫د‪ .‬قدري الشهاوي‪ ،‬ص(‪.)232‬‬
‫((( ما دونه التاجر يف دفاتره يعد من قبيل اإلقرار‪ .‬جاء يف أحد التطبيقات القضائية ما‬
‫نصه‪« :‬وحيث قرر الطرفان املوافقة عىل ندب خبري حماسبي للقيام بمهام املحاسبة‬
‫بني الطرفني‪ ،‬والتزما بتقديم كافة الدفاتر والسجالت واملستندات‪ ،‬وحيث إن اخلبري‬
‫املحاسبي‪ ...‬واستند يف تقريره إىل ما قدمه املدعى عليه من دفاتر وسجالت وقيود‬
‫وأسانيد‪ ،‬والتي سبق اإلشارة إليها‪ ،‬وهذه النتيجة التي انتهى إليها املحاسب نتيجة‬
‫سليمة كاشفة‪ ،‬وموضحة حقوق الطرفني‪ ،‬وصحة مديونية املدعى عليه للمدعي‪...‬‬
‫دون هبا بمثابة إقرار منه‪ .»...‬جمموعة األحكام‬ ‫إذ إن دفاتر التاجر حجة عليه‪ ،‬وما ّ‬
‫واملبادئ التجارية لألعوام ‪1423 /1408‬هـ‪ ،)19-18 /10( ،‬وانظر‪ :‬املبادئ‬
‫والسوابق يف القضاء التجاري‪ ،‬د‪ .‬حممد البخيت‪ ،‬ص(‪ ،)575-574 ،231‬جمموع‬
‫الفتاوى‪ ،‬شيخ اإلسالم ابن تيمية‪.)326 /31( ،‬‬
‫((( انظر‪ :‬الوسيط يف رشح القانون املدين‪ ،‬د‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،)35 /2( ،‬الوايف يف‬
‫رشح القانون املدين‪ ،‬د‪ .‬سليامن مرقس‪ ،)...308 /12( ،‬النظرية العامة يف اإلثبات‪،‬‬
‫د‪ .‬سمري تناغو‪ ،‬ص(‪ ،)180-179‬أحكام اإلثبات‪ ،‬د‪ .‬رضا املزغني‪ ،‬ص(‪-108‬‬
‫‪.)109‬‬

‫‪119‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫‪ .1‬أن االحتجاج بام يف الدفاتر عىل التاجر يقترص عىل حالة استناد خصم‬
‫التاجر إليها‪.‬‬
‫‪ .2‬أن االحتجاج بالدفاتر هنا يشمل الدفاتر اإللزامية املنتظمة وغري‬
‫املنتظمة‪ ،‬فليس األمر قارص ًا عىل الدفاتر املنتظمة فقط‪.‬‬
‫خاص ًا بام إذا‬
‫ّ‬ ‫‪ .3‬أن االحتجاج بام يف الدفاتر التجارية عىل التاجر ليس‬
‫كان الطرف اآلخر ‪-‬املدعى عليه‪ -‬تاجر ًا‪ ،‬وإنام يشمل اخلصم التاجر وغري‬
‫التاجر‪.‬‬
‫واجلديد يف هذا الباب عام كان عليه األمر قبل صدور نظام اإلثبات هو‬
‫القول باالحتجاج بام يف الدفاتر التجارية اإللزامية عىل التاجر يف حالة ما إذا‬
‫استند اخلصم إليها‪ ،‬وعدم ترك األمر للسلطة التقديرية للدائرة القضائية‪،‬‬
‫مع االستمرار بام عليه العمل القضائي سابق ًا والرأي الفقهي املعترب من عدم‬
‫جتزئة اإلقرار‪.‬‬
‫إال أنه يالحظ مسألة مهمة هنا‪ ،‬وهو أن النص النظامي جاء عا ّم ًا يف‬
‫االحتجاج بالقيود التي يف مصلحة صاحب الدفاتر يف هذه احلالة مطلق ًا‪،‬‬
‫مع أن عدد ًا من الرشاح ‪-‬قبل صدور نظام اإلثبات‪ -‬نصوا عىل أن األخذ‬
‫هبذا املبدأ ‪-‬وهو مبدأ عدم جتزئة اإلقرار‪ ،‬والبعض يسميه بمبدأ وحدة‬
‫وسيلة اإلثبات‪ -‬إنام يقال به هنا يف حالة ما إذا كانت دفاتر التاجر اإللزامية‬
‫منتظمة‪ ،‬أما إذا مل تكن منتظمة فيخضع األمر حينها للسلطة التقديرية للدائرة‬
‫القضائية فيام تراه حجة فتأخذ به‪ ،‬وما ال تراه كذلك فال تأخذ به‪ ،‬وهو رأي‬
‫سديد صحيح مسلم به؛ إذ ال يستقيم أن ُيمكَّن املخطئ ‪-‬بعدم االلتزام‬

‫‪120‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ال عن أن عدم انتظامها يقيم‬ ‫بالواجبات النظامية‪ -‬من اإلرضار بالغري‪ ،‬فض ً‬
‫قرينة عدم صحة ما جاء فيها أو بعضه‪ ،‬وعدم الثقة بام دونه التاجر فيها‪،‬‬
‫ولكي ال يؤدي ذلك أيض ًا إىل إفادة املهمل من إمهاله وتقصريه‪« ،‬والقول‬
‫بغري ذلك يؤدي إىل نتيجة غري منطقية‪ :‬هي أن الدفاتر املنتظمة تصلح دلي ً‬
‫ال‬
‫ضد صاحبها عكس الدفاتر غري املنتظمة التي ال تصلح كدليل ضد التاجر؛‬
‫مما قد يرتتب عليه تعمد التاجر اإلمهال يف تنظيم دفاتره»(((‪ ،‬إضافة إىل أن‬
‫هذا فيه جزاء عىل مسك الدفاتر بطريقة غري منتظمة(((‪.‬‬
‫((( الوسيط يف رشح القانون التجاري املرصي‪ ،‬د‪ .‬سميحة القليويب‪.)257/1( ،‬‬
‫((( انظر‪ :‬طرق اإلثبات يف القضاء التجاري وتطبيقاهتا يف املحاكم التجارية يف اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬أمحد العبودي‪ ،‬رسالة دكتوراه باملعهد العايل للقضاء‪ ،‬ص(‪-412‬‬
‫‪ ،)420-419 ،413‬مبادئ القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عدنان العمر وآخرون‪،‬‬
‫ص(‪ ،)165-164‬رشح النظام التجاري السعودي‪ ،‬مساعد اجلبريي‪ ،‬ص(‪-119‬‬
‫‪ ،)121‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬رحاب داخيل‪ ،‬ص(‪ ،)136‬رشح النظام‬
‫التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عدنان العمر ود‪ .‬درويش درويش‪ ،‬ص(‪.)145 ،143‬‬
‫وهذا ما الحظه املنظم املرصي؛ إذ اشرتط لعدم جتزئة اإلقرار يف هذه احلالة ‪-‬بأن حيتج‬
‫بكل ما هو مدون يف الدفاتر التجارية بام عىل التاجر وما له‪ -‬أن تكون دفاتر التاجر‬
‫منتظمة‪ ،‬أما إن كانت غري منتظمة فيرتك األمر حينها لتقدير القايض‪ ،‬دون أن يتقيد‬
‫بقاعدة عدم جواز جتزئة اإلقرار‪ .‬انظر‪ :‬الوسيط يف رشح القانون التجاري املرصي‪،‬‬
‫د‪ .‬سميحة القليويب‪ ،)259-255/1( ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬د‪ .‬عبد الرمحن‬
‫قرمان‪ ،‬ص(‪ ،)207-206‬اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية والرشعية‪ ،‬د‪ .‬حممد‬
‫شتا أبو سعد‪/1( ،‬الكتاب الثاين‪ ،)111 ،104-103 ،89/‬القانون املدين املرصي‬
‫«جمموعة األعامل التحضريية»‪ ،)...381 /3( ،‬مادة (‪.)397‬‬
‫«وقد قيل أيض ًا‪ :‬أنه ال يصح ملن يتمسك بالدفاتر التجارية أن جيزئ ما فيها بالنسبة له‬
‫ولو كانت غري منتظمة‪ ...‬وقيل‪ :‬أن للقايض أن ال يأخذ بام للتاجر ويأخذ بام عليه يف‬
‫حالة ما إذا كانت الدفاتر غري منتظمة‪ .‬وكام قلت يف الطبعات السابقة‪ :‬إنني أميل إىل‬
‫هذا الرأي»‪ .‬رسالة اإلثبات‪ ،‬أمحد نشأت‪.)474-473 /1( ،‬‬

‫‪121‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫عىل أنه البد من التنبيه والتأكيد هنا عىل أنه وبام أن الدفاتر التجارية‬
‫عدها النظام من باب املحررات العادية ‪-‬إذ أورد أحكامها يف ثنايا الفصل‬
‫اخلاص باحلديث عن املحررات العادية‪ -‬وبام أن هذا املطلب هو يف حجية‬
‫الدفاتر التجارية عىل التاجر فال بد من مراعاة حتقق رشط صحة نسبة هذه‬
‫فلرتاع حاالت االحتجاج بالورقة العادية‬
‫َ‬ ‫املحررات إىل صاحبها(((‪ ،‬ومن ثم‬
‫عىل من نسبت إليه‪ ،‬وذلك حسب النص النظامي‪:‬‬
‫«املادة التاسعة والعرشون‪:‬‬
‫‪ .1‬يعد املحرر العادي صادر ًا ممن وقعه((( وحجة عليه؛ ما مل ينكر‬
‫رصاحة ما هو منسوب إليه من خط أو إمضاء أو ختم أو بصمة‪ ،‬أو ينكر‬

‫((( انظر‪ :‬قواعد اإلثبات يف النظام القانوين السعودي والقانون املقارن‪ ،‬د‪ .‬متويل املريس‬
‫ود‪ .‬إيامن سليامن‪ ،‬ص(‪.)97‬‬
‫((( يالحظ أن املنظم قرص احلكم هنا يف هذه الفقرة عىل املحرر العادي املشتمل عىل التوقيع‬
‫بمعناه العام‪ ،‬وهو غالب ًا يمثل املحررات العادية املعدة لإلثبات‪ ،‬ومن ثم فال يدخل هنا‬
‫املحررات العادية غري املعدة لإلثبات التي مل تشتمل عىل توقيع‪ ،‬وغالب املحررات‬
‫العادية غري املعدة لإلثبات ال تشتمل عىل توقيع‪ ،‬ومن ذلك الدفاتر التجارية‪ .‬انظر‪:‬‬
‫قواعد اإلثبات يف النظام القانوين السعودي والقانون املقارن‪ ،‬د‪ .‬متويل املريس ود‪.‬‬
‫إيامن سليامن‪ ،‬ص(‪ ،)97-94‬نظرية اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية‪ ،‬د‪ .‬قدري‬
‫الشهاوي‪ ،‬ص(‪ ،)225 ،212 ،150‬اإلثبات يف املواد املدنية‪ ،‬د‪ .‬عبد املنعم الصده‪،‬‬
‫ص(‪ ،)160 ،107-106‬عىل أن هناك رأي ًا آخر بأن املحررات إذا خلت من التوقيع‬
‫فإهنا ال تعد من قبيل املحررات العادية‪ ،‬وإنام تكون من قبيل مبدأ الثبوت بالكتابة‪.‬‬
‫انظر‪ :‬رشح نظام اإلثبات السعودي اجلديد‪ ،‬د‪ .‬وسيم األمحد‪ ،‬ص(‪.)186‬‬
‫وهناك من فصل يف هذه املسألة‪« :‬ومتى كانت هذه الدفاتر منتظمة استند إليها القايض‬
‫يف توجيه اليمني؛ باعتبار أن ما ورد هبا يعد مبدأ ثبوت بالكتابة‪ .‬فإن مل تكن كذلك‪،‬‬
‫امتنع عىل القايض قبوهلا هبذا الوصف‪ ،‬إال أن تستخلص منها مقومات القرينة‪ ،‬ويف =‬

‫‪122‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ذلك خ َل ُفه أو ينفي علمه بأن اخلط أو اإلمضاء أو اخلتم أو البصمة هي ملن‬
‫تلقى عنه احلق‪.‬‬
‫‪ .2‬من احتج عليه بمحرر عادي وناقش موضوعه أمام املحكمة فال‬
‫يقبل منه أن ينكر بعد ذلك صحته‪ ،‬أو أن يتمسك بعدم علمه بأنه صدر ممن‬
‫تلقى عنه احلق»‪.‬‬
‫مع األخذ يف االعتبار ما جاء به النظام من السلطة التقديرية للمحكمة‬
‫باإلثبات عن طريق املحررات حال اشتامهلا عىل عيوب مادية‪ ،‬وكذا إذا كان‬
‫املحرر حمل شك يف صحته لدى الدائرة القضائية‪ ،‬باإلضافة إىل ما قد يرد‬
‫عىل املحرر من االدعاء بالتزوير(((‪ ،‬أو خمالفته أحكام الرشيعة اإلسالمية‬
‫والنظام العام(((‪.‬‬
‫ثم نختم هذا املطلب بالنص النظامي الذي جاء يف مرشوع نظام‬
‫املعامالت التجارية‪ ،‬وهو متوافق يف اجلملة مع النص النظامي احلايل يف‬
‫نظام اإلثبات‪« :‬تكون السجالت املحاسبية اإللزامية‪...:‬‬

‫= هذه احلالة األخرية ترسي األحكام املتعلقة بالقرائن‪ ،‬من حيث وجوب استكامهلا‬
‫بأدلة أخرى‪ ،‬ومن حيث قبول اإلثبات بمقتضاها»‪ .‬القانون املدين املرصي «جمموعة‬
‫األعامل التحضريية»‪.)383 /3( ،‬‬
‫((( انظر‪ :‬املادة (الثامنة والثالثني) وما بعدها‪.‬‬
‫((( انظر‪ :‬قواعد اإلثبات يف النظام القانوين السعودي والقانون املقارن‪ ،‬د‪ .‬متويل املريس‬
‫ود‪ .‬إيامن سليامن‪ ،‬ص(‪.)99 ،91‬‬

‫‪123‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ب‪ -‬حجة عىل صاحبها التاجر سواء أكانت منتظمة أم غري منتظمة‪،‬‬
‫وتعد القيود التي يف مصلحة صاحب السجل املحاسبي حجة له أيض ًا إذا‬
‫استند إليها خصمه»(((‪.‬‬

‫((( الفقرة (‪ )2‬من املادة (الرابعة واخلمسني) من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫المبحث الثالث‬
‫حجية الدفاتر التجارية بين التاجر وغير التاجر‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬
‫احلديث يف هذا املبحث يمكن أن يطلق عليه‪ :‬حجية الدفاتر التجارية يف‬
‫الدعاوى التجارية املختلطة‪ ،‬وهي التي يكون أحد طرفيها تاجر والطرف‬
‫اآلخر غري تاجر(((‪ ،‬وكام تم تقسيم املبحث السابق إىل مطلبني فكذلك يقال‬
‫هنا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حجية الدفاتر التجارية للتاجر‪:‬‬

‫نصت الفقرة (‪ )1‬من املادة (احلادية والثالثني) من النظام عىل هذه‬


‫احلالة‪ ،‬إذ جاء فيها‪:‬‬
‫«‪ -1‬ال تكون دفاتر التجار حجة عىل غري التجار‪ ،‬ومع ذلك فإن‬
‫البيانات املثبتة فيها تصلح أساس ًا جييز للمحكمة أن توجه اليمني املتممة ملن‬
‫قوي جانبه من الطرفني‪ ،‬وذلك فيام جيوز إثباته بشهادة الشهود»‪.‬‬
‫وبناء عىل هذا النص النظامي فإن الدفاتر التجارية ال ترتقي إىل رتبة‬
‫االكتفاء باالحتجاج هبا فقط لكي حيتج هبا التاجر لنفسه إذا كان خصمه يف‬
‫الدعوى شخص ًا غري تاجر‪ ،‬ومن ثم فال تعد دلي ً‬
‫ال كام ً‬
‫ال لصاحبها التاجر‬
‫((( ينبه هنا إىل أن املقصود هو صفات أطراف الدعوى ‪-‬تاجر مع غري تاجر‪ ،-‬وليس‬
‫وصف العمل ذاته ‪-‬األعامل املختلطة‪ ،‬عمل جتاري من طرف ومدين من الطرف‬
‫اآلخر‪ .-‬انظر‪ :‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممد اجلرب‪ ،‬ص(‪ ،)90-89‬املدخل‬
‫إىل النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم ود‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬ص(‪.)...190‬‬

‫‪125‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫عىل غري التاجر؛ وذلك الختالف املراكز القانونية بني التاجر وغريه‪ ،‬وكذا‬
‫االلتزامات والواجبات النظامية لكل واحد‪ ،‬ولكي ال يستفيد الشخص من‬
‫أدلة يصنعها لنفسه دون وجود ما يقابلها لدى خصمه‪ ،‬حتى يقال بفتح‬
‫املجال للمقارنة بني الدليلني لدى الدائرة القضائية ناظرة الدعوى‪ ،‬ومع‬
‫ال ناقص ًا‬
‫ذلك مل يطرح املنظم األخذ هبذه الدفاتر بالكلية‪ ،‬وإنام جعلها دلي ً‬
‫مفتقرة إىل ما يكملها ‪-‬وهي اليمني املتممة‪ -‬وفق ضوابط حمددة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون املوضوع الذي يراد إثباته عن طريق الدفاتر التجارية مما‬
‫ُيق َبل فيه إثباته بطريق شهادة الشهود‪ ،‬وقد نص النظام عىل أن األصل هو‬
‫جواز اإلثبات عن طريق شهادة الشهود‪ ،‬إال أنه حدد حاالت ال يقبل فيها‬
‫اإلثبات بطريق شهادة الشهود ‪-‬ويف مقدمتها الترصفات التي تزيد قيمتها‬
‫عن مائة ألف ريال‪ ،‬أو كانت غري حمددة القيمة‪ -‬واحلاالت املستثناة منها‪،‬‬
‫ويالحظ أنه يف احلاالت التي مل يقبل فيها اإلثبات عن طريق شهادة الشهود‬
‫ألزم أن يكون اإلثبات فيها عن طريق الكتابة(((‪.‬‬
‫‪ .2‬أن توجه اليمني املتممة إىل من قوي جانبه من املتخاصمني(((‪.‬‬
‫عرف نظام اإلثبات اليمني املتممة بأهنا‪« :‬اليمني املتممة‪ :‬هي التي‬
‫وقد َّ‬
‫يؤدهيا املدعي إلمتام البينة‪ ،‬وال جيوز ردها عىل املدعى عليه‪ ،‬وفق ًا لألحكام‬
‫((( انظر‪ :‬املادة (‪ )65‬وما بعدها‪ ،‬واملواد (‪.)85 ،51 ،6‬‬
‫((( وانظر‪ :‬رسالة اإلثبات‪ ،‬أمحد نشأت‪ ،)...160 /2( ،‬وسائل اإلثبات يف الرشيعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬د‪ .‬حممد الزحييل‪ ،)366 /1( ،‬القانون املدين «املرصي» «جمموعة األعامل‬
‫التحضريية»‪ ،)...359 /3( ،‬أصول القانون «املدخل لدراسة القانون»‪ ،‬د‪ .‬عبد الرزاق‬
‫السنهوري ود‪ .‬أمحد أبو ستيت‪ ،‬ص(‪.)417‬‬

‫‪126‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫الواردة يف هذا الباب»(((‪ ،‬ثم نص عىل أنه‪« :‬توجه املحكمة اليمني املتممة‬
‫ال ناقص ًا يف احلقوق املالية‪ ،‬فإن حلف ُحكم له‪ ،‬وإن‬ ‫للمدعي إذا قدم دلي ً‬
‫نكل مل يعتد بدليله»(((‪ ،‬فإذ ًا اليمني املتممة يف النظام تطلب ممن يدعي أمر ًا‬
‫ال ناقص ًا‪ ،‬فتطلب منه هذه اليمني؛ ليتمم دليله‪ ،‬فإن نكل مل‬ ‫ويقدم عليه دلي ً‬
‫يعتد بدليله الناقص‪.‬‬
‫عىل أن األمر هنا يف اللجوء إىل هذا الدليل بمجموعه‪ ،‬هو أمر جوازي‬
‫وليس بملزم للدائرة القضائية‪ ،‬كام أن أمر توجيه اليمني املتممة ألحد‬
‫اخلصمني مرتوك للسلطة التقديرية هلا أيض ًا؛ إذ هي التي ترى وتقدر من هو‬
‫صاحب اجلانب األقوى‪ ،‬ومن ثم ترى مناسبة توجيه اليمني املتممة إليه من‬
‫عدمها(((‪.‬‬
‫وقد جاء مرشوع نظام املعامالت التجارية بالتأكيد عىل هذه األحكام‪،‬‬
‫حيث جاء فيه‪:‬‬
‫«املادة الرابعة واخلمسون‪:‬‬
‫‪ -1‬ال تكون سجالت التجار املحاسبية حجة عىل غري التجار‪ ،‬ومع‬
‫ذلك جيوز للمحكمة املختصة بناء عىل البيانات املثبتة فيها توجيه اليمني إىل‬
‫أي من املتخاصمني»(((‪.‬‬
‫الفقرة (‪ )2‬من املادة (الثانية والتسعني)‪.‬‬ ‫(((‬
‫الفقرة (‪ )1‬من املادة (اخلامسة بعد املائة)‪.‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬د‪ .‬عبد الرمحن قرمان‪ ،‬ص(‪ ،)211‬أساسيات القانون‬ ‫(((‬
‫التجاري‪ ،‬د‪ .‬مصطفى كامل طه‪ ،‬ص(‪.)150‬‬
‫منصة (استطالع) التابعة للمركز الوطني للتنافسية‪.‬‬ ‫(((‬

‫‪127‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ونختم هذا املطلب بالتأكيد عىل أن هذه هي احلالة التي مايز فيها النظام‬
‫بني احلاالت التي أوردها يف االحتجاج بالدفاتر التجارية‪ ،‬من جهة أنه جعل‬
‫احلكم هنا عام ًا يف الدفاتر التجارية‪ ،‬ومن ثم فيشمل مجيع أنواع الدفاتر‬
‫التجارية ‪-‬اإللزامية وغري اإللزامية‪ -‬بينام نالحظ أنه يف بقية احلاالت كان‬
‫خيص مسائل االحتجاج باالحتجاج بالدفاتر اإللزامية فقط‪.‬‬
‫وبمناسبة اإلشارة إىل الدفاتر التجارية غري اإللزامية ‪-‬االختيارية‪-‬‬
‫فإنه فيام خيص حجية الدفاتر التجارية غري اإللزامية نجد أنه مل ينص‬
‫املنظم السعودي فيها بيشء عىل وجه اخلصوص‪ ،‬ومن ثم فيقال وبام أن‬
‫هذه الدفاتر تعد من قبيل املحررات العادية‪ ،‬وليس فيها نصوص خاصة‪،‬‬
‫فإهنا تعد داخلة يف عموم حكم مسألة هذا املطلب؛ باعتبار أن النص هنا‬
‫عام فيشملها احلكم؛ بمعنى أهنا ليست حجة عىل غري التاجر‪ ،‬إال أنه جيوز‬
‫للمحكمة االستئناس هبا‪.‬‬
‫وأما يف بقية احلاالت فتكون الدفاتر التجارية غري اإللزامية داخلة يف‬
‫أحكام املحررات العادية‪ ،‬والدفاتر عموم ًا(((‪........................... ،‬‬
‫((( جاء يف املادة (الثانية والثالثني) من النظام‪« :‬ال تكون الدفاتر واألوراق اخلاصة ‪ -‬ولو‬
‫دونت رقمي ًا‪ -‬حجة عىل من صدرت منه إال يف احلالتني اآلتيتني‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا أورد فيها رصاحة أنه استوىف دينه‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا أورد فيها رصاحة أنه قصد بام دونه أن يقوم مقام السند ملن أثبت حق ًا ملصلحته‪.‬‬
‫ويف احلالتني إذا كان ما ورد من ذلك غري موقع ممن صدر عنه جاز له إثبات عكسه‬
‫بكافة طرق اإلثبات»‪.‬‬
‫وسبب إيراد نص هذه املادة ألنه ربام يقال بدخول الدفاتر التجارية يف نص هذه املادة‬
‫إما باعتبارها داخلة يف عموم لفظة (الدفاتر)‪ ،‬وإما باعتبارها تعد من قبيل األوراق‬
‫الشخصية اخلاصة بالتاجر‪ .‬انظر‪ :‬املدخل إىل النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم‬
‫ود‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬ص(‪.)298‬‬

‫‪128‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫‪ .......‬والقرائن(((‪ ،‬ومبدأ الثبوت بالكتابة(((‪ ،‬وخاضعة لتطبيق القواعد‬


‫العامة بشأن اإلثبات بالقرائن(((‪.‬‬
‫عىل أهنا تعد أعىل درجة من الدفاتر العادية واألوراق الشخصية‪ ،‬لكنها‬
‫ال ترتقي لدرجة الدفاتر اإللزامية يف احلجية‪ ،‬ومن ثم فهي ال خترج عن‬
‫وصفها باملحرر العادي والدفرت اخلاص‪ ،‬وفيها مبدأ الثبوت بالكتابة‪ ،‬وكل‬
‫هذا يف النهاية خاضع للسلطة التقديرية للمحكمة فيام تراه من االحتجاج‬
‫بام ُقدم إليها من دفاتر‪.‬‬
‫ولذا نجد أن املنظم السعودي استخدم عدد ًا من املصطلحات التي‬
‫أراد لكل مصطلح منها معناه اخلاص به وأحكامه املقررة يف ذلك‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫((( انظر‪ :‬املادتني (الرابعة والثامنني‪ ،‬واخلامسة والثامنني) من النظام‪.‬‬


‫وانظر‪ :‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬د‪ .‬مصطفى كامل طه‪ ،‬ص(‪ ،)149-148‬نظرية‬
‫اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية‪ ،‬د‪ .‬قدري الشهاوي‪ ،‬ص(‪ ،)232‬اإلثبات يف املواد‬
‫املدنية والتجارية والرشعية‪ ،‬د‪ .‬حممد شتا أبو سعد‪/1( ،‬الكتاب الثاين‪.)107/‬‬
‫«والقرائن‪ :‬قرائن قانونية يقررها القانون بنص فيه‪ ،‬وقرائن قضائية يستنبطها القايض‬
‫من وقائع الدعوى وظروفها وله حرية واسعة يف تقديرها‪.‬‬
‫والقرائن القانونية إما أن تكون قرائن بسيطة تقبل إثبات العكس‪ ،‬أو قرائن قاطعة ال‬
‫جيوز إثبات عكسها‪.‬‬
‫أما القرائن القضائية فكلها قابلة إلثبات العكس»‪ .‬نظرية اإلثبات يف املواد املدنية‬
‫والتجارية‪ ،‬د‪ .‬قدري الشهاوي‪ ،‬ص(‪.)93‬‬
‫((( انظر‪ :‬املادة (‪ )51‬من نظام اإلثبات‪ ،‬اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية والرشعية‪ ،‬د‪.‬‬
‫حممد شتا أبو سعد‪/1( ،‬الكتاب الثاين‪.)102/‬‬
‫((( انظر‪ :‬القانون املدين املرصي «جمموعة األعامل التحضريية»‪.)386-384 /3( ،‬‬

‫‪129‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫املحررات الرسمية والعادية(((‪ ،‬الدفاتر التجارية اإللزامية ويقابلها ‪-‬وإن مل‬


‫ينص عليها‪ -‬الدفاتر غري اإللزامية(((‪ ،‬القرائن(((‪ ،‬مبدأ الثبوت بالكتابة(((‪،‬‬
‫األدلة الرقمية الرسمية وغري الرسمية(((‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حجية الدفاتر التجارية على التاجر‪:‬‬

‫االحتجاج بام يف الدفاتر التجارية عىل التاجر مل يفرق فيه املنظم‬


‫السعودي يف حال املدعي بني التاجر وغري التاجر؛ حيث جاء فيه‪« :‬تكون‬
‫دفاتر التجار اإللزامية ‪-‬منتظمة كانت أو غري منتظمة‪ -‬حجة عىل صاحبها‬
‫التاجر فيام استند إليه خصمه التاجر أو غري التاجر؛ ويف هذه احلالة تعد‬
‫القيود التي يف مصلحة صاحب الدفاتر حجة له أيض ًا»(((‪ ،‬ومن ثم نالحظ‬
‫أن النص النظامي جاء هنا شام ً‬
‫ال لكل مدعٍ‪ ،‬ما دام أن املسألة هنا متجهة إىل‬
‫االحتجاج بالدفاتر التجارية اإللزامية عىل صاحبها التاجر‪ ،‬وعليه فيقال‬
‫هنا مثل ما قيل يف املطلب الثاين من املبحث األول؛ إذ احلكم يف الصورتني‬
‫واحد‪ ،‬فال حاجة لتكراره هنا‪.‬‬

‫انظر‪ :‬املادة (اخلامسة والعرشين) وما بعدها‪.‬‬ ‫(((‬


‫انظر‪ :‬املواد (‪ )2/215 ،36 ،32 ،31‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬املواد (‪.)2/36 ،85 ،84‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬املادتني (‪.)1/68 ،51‬‬ ‫(((‬
‫انظر‪ :‬املادة (‪ )53‬وما بعدها من نظام اإلثبات‪ ،‬واملادة (‪ )3‬بعد التعديل من الالئحة‬ ‫(((‬
‫التنفيذية لنظام الدفاتر التجارية‪ ،‬واملتعلقة بتدوين البيانات اخلاصة بالدفاتر التجارية‬
‫عن طريق احلاسب اآليل‪ ،‬واملادة (‪ )49‬وما بعدها من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬
‫الفقرة (‪ )3‬من املادة (احلادية والثالثني) من النظام‪.‬‬ ‫(((‬

‫‪130‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫وهنا ينبه إىل أن فصل النزاع يف مثل هذه الصورة املقصودة يف هذا‬
‫املطلب‪ ،‬ومن ثم النظر يف حجية الدفاتر التجارية‪ ،‬يتصور أن يكون من‬
‫اختصاص املحاكم العامة‪ ،‬كام لو كان املدعي مدني ًا واملدعى عليه تاجر ًا‪،‬‬
‫والنزاع يف عقد جتاري‪ ،‬وقيمة املطالبة األصلية يف الدعوى مخسامئة ألف‬
‫ريال فأقل(((‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬الفقرة (‪ )2‬من املادة (السادسة عرشة) من نظام املحاكم التجارية مع املادة‬
‫(احلادية والثالثني) من الالئحة التنفيذية‪ ،‬االختصاص القيمي يف نظام املحاكم‬
‫التجارية‪ ،‬د‪ .‬أمحد بن شبيب‪ ،‬بحث منشور يف جملة قضاء‪ ،‬العدد (‪ ،)28‬حمرم ‪1444‬هـ‪،‬‬
‫ص(‪.)...402‬‬

‫‪131‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫المبحث الرابع‬
‫االمتناع عن تقديم الدفاتر التجارية أو االطالع عليها‬
‫أورد املنظم مصطلحني ال بد من التنبه إىل الفرق بينهام‪ ،‬ومها تقديم‬
‫الدفاتر‪ ،‬واالطالع عليها((((((‪.‬‬
‫واملقصود بتقديم الدفاتر هو‪« :‬وضع الدفاتر التجارية حتت ترصف‬
‫املحكمة»(((‪.‬‬
‫أما االطالع عىل الدفاتر فاملقصود به هو‪« :‬وضع الدفاتر التجارية حتت‬
‫ترصف خصم التاجر؛ كي يطلع عليها»(((‪.‬‬

‫انظر‪ :‬الفقرة (‪ )4‬من املادة (احلادية والثالثني)‪ ،‬والفقرة (‪ )1‬من املادة (الرابعة‬ ‫(((‬
‫والثالثني)‪ ،‬والفقرة (‪ )2‬من املادة (اخلامسة والثالثني)‪ ،‬واملادة (السادسة والثالثني)‪.‬‬
‫استعامل مصطلحي‪( :‬التقديم) و(االطالع) هو ما درج عليه عامة الرشاح‪ ،‬إال أن‬ ‫(((‬
‫فضل تسمية (التقديم) بـ(االطالع اجلزئي)‪ ،‬وتسمية‬ ‫الدكتور‪ /‬مصطفى كامل طه َّ‬
‫(االطالع) بـ(االطالع الكيل أو الشامل)‪ .‬انظر‪ :‬أساسيات القانون التجاري‪،‬‬
‫ص(‪.)153‬‬
‫املدخل إىل النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم ود‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬ص(‪،)297‬‬ ‫(((‬
‫وانظر‪ :‬الوسيط يف رشح القانون التجاري املرصي‪ ،‬د‪ .‬سميحة القليويب‪-242 /1( ،‬‬
‫‪ ،)243‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممد اجلرب‪ ،‬ص(‪ ،)120‬رشح النظام التجاري‬
‫السعودي‪ ،‬مساعد اجلبريي‪ ،‬ص(‪.)122-121‬‬
‫املدخل إىل النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم ود‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬ص(‪،)300‬‬ ‫(((‬
‫وانظر‪ :‬الوسيط يف رشح القانون التجاري املرصي‪ ،‬د‪ .‬سميحة القليويب‪-243 /1( ،‬‬
‫‪ ،)245‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممد اجلرب‪ ،‬ص(‪ ،)120‬رشح النظام التجاري‬
‫السعودي‪ ،‬مساعد اجلبريي‪ ،‬ص(‪.)122‬‬

‫‪132‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ومن ثم فالتقديم هو الطالع املحكمة عىل الدفاتر بنفسها أو بواسطة‬


‫خبري تُع ِّينه لذلك‪ ،‬وتستخلص منها ما تراه يف ذلك‪ ،‬أما االطالع فهو تسليم‬
‫الدفاتر للخصم أو متكينه من االطالع عليها بنفسه؛ للبحث فيها عام يؤيد‬
‫صحة دعواه(((‪.‬‬
‫وقد جاء النص النظامي فيام يتعلق بأثر االمتناع عن تقديم الدفاتر‬
‫التجارية أو عدم التمكني من االطالع عليها يف مسألة احلجية بأنه‪« :‬إذا‬
‫استند أحد اخلصمني التاجرين إىل دفاتر خصمه‪ ،‬وس َّلم مقدم ًا بام ورد‬
‫مسوغ عن إبراز دفاتره أو التمكني من االطالع‬‫فيها‪ ،‬وامتنع اخلصم دون ِّ‬
‫عليها؛ جاز للمحكمة توجيه اليمني املتممة ملن استند إىل الدفاتر عىل صحة‬
‫دعواه»(((‪.‬‬
‫وبناء عليه نجد أن املنظم رأى أن هذه احلالة وفق الضوابط املحددة‬
‫تعد من قبيل ما هو يف حكم الدليل الناقص؛ باعتبار أن املدعي ‪-‬والذي‬
‫توجهت له اليمني املتممة هنا‪ -‬مل يقدم دلي ً‬
‫ال حقيقة‪ ،‬وإنام هو استند إىل دفرت‬
‫خصمه‪ ،‬وامتنع اخلصم من إبراز دفاتره أو التمكني من االطالع عليها دون‬
‫ال ناقص ًا؛ ولذا َّ‬
‫جوز‬ ‫املدعي حينها يف حكم من قدم دلي ً‬
‫َ‬ ‫املنظم‬
‫ُ‬ ‫مسوغ‪ ،‬فاعترب‬
‫للمحكمة هنا أن توجه إليه طلب اليمني املتممة(((‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬د‪ .‬عبد الرمحن قرمان‪ ،‬ص(‪ ،)203-202‬اإلثبات يف‬
‫املواد املدنية والتجارية والرشعية‪ ،‬د‪ .‬حممد شتا أبو سعد‪/1( ،‬الكتاب الثاين‪.)...96/‬‬
‫((( الفقرة (‪ )4‬من املادة (احلادية والثالثني) من نظام اإلثبات‪.‬‬
‫دليال ناقص ًا يف احلقوق املالية‪ .‬انظر‪ :‬املادة‬
‫((( إذ اليمني املتممة توجهها املحكمة ملن قدم ً‬
‫(اخلامسة بعد املائة) من نظام اإلثبات‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ومن ثم يمكن القول بأن االمتناع عن تقديم الدفاتر التجارية أو التمكني‬


‫ال ناقص ًا‪ ،‬وعليه فيجوز للمحكمة توجيه اليمني‬ ‫من االطالع عليها يعد دلي ً‬
‫املتممة ملن استند إىل دفاتر خصمه التاجر عىل صحة دعواه؛ إذا توافرت‬
‫الرشوط اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تكون املنازعة بني تاجرين‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يستند املدعي إىل دفاتر خصمه عىل صحة دعواه‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يسلم املدعي مقدم ًا بام ورد يف دفاتر خصمه‪.‬‬
‫عن إبراز دفاتره أو التمكني من‬ ‫(((‬
‫‪ .4‬أن يمتنع اخلصم دون مسوغ‬
‫االطالع عليها(((‪.‬‬
‫((( يالحظ أن نظام الدفاتر التجارية يف مادته (الثامنة) ألزم التاجر وورثته باالحتفاظ‬
‫بالدفاتر املنصوص عليها يف النظام مدة عرش سنوات عىل األقل‪ ،‬ومع ذلك فتبقى‬
‫للدفاتر التجارية حجيتها بعد مرور هذه املدة برشط بقائها واالحتفاظ هبا بالصورة‬
‫املوافقة للنظام‪ ،‬عىل أن انقضاء هذه املدة يفيد قرينة إتالف التاجر لدفاتره التجارية‪،‬‬
‫وبالتايل عدم التزامه بتقديمها للمحكمة حال طلبها منه‪ ،‬إال أن هذه تعد قرينة‬
‫جيوز إثبات عكسها‪ .‬انظر‪ :‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلادي الغامدي‪،‬‬
‫ص(‪ ،)120‬املدخل إىل النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم ود‪ .‬أمحد خملوف‪،‬‬
‫ص(‪.)283-282‬‬
‫((( ومن التطبيقات القضائية ‪-‬السابقة‪ -‬يف االمتناع عن التقديم‪« :‬فإن تلك الدائرة قد‬
‫طلبت من املدعى عليه تقديم مستنداته للخبري املحاسبي‪ ،‬فأجاب بأنه ال يوجد لديه‬
‫أي مستندات‪ ،‬وقد نصت املادة العارشة من نظام الدفاتر التجارية‪ ،...‬لذا كان يتعني‬
‫عىل املدعى عليه تقديم ما لديه من مستندات عندما طلبتها الدائرة لفحص موضوع‬
‫النزاع‪ ...‬وألن الدائرة قد طلبت من املدعي أداء يمني االستظهار عىل استحقاقه للمبلغ‬
‫الذي انتهى إليه اخلبري املحاسبي فأداها‪ .»...‬جمموعة األحكام واملبادئ التجارية لعام‬
‫‪.)2232-2231 /5( ،1433‬‬

‫‪134‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫وهذا األمر يعد استثناء من قاعدة من قواعد اإلثبات‪ ،‬وهي‪ :‬أنه ال جيوز‬
‫إجبار اخلصم عىل تقديم دليل ضد نفسه(((‪« ،‬وترجع العلة يف هذا االستثناء‬
‫إىل الثقة التي يتمتع هبا التاجر‪ ،‬مما يدعو خصمه يف كثري من احلاالت إىل‬
‫يدونه يف دفاتره‪ ،‬فال هيتم بإثبات التعامل معه كتابة»(((‪،‬‬
‫االعتامد عىل ما ِّ‬
‫فيالحظ هنا أنه تم االستثناء من هذه القاعدة وفق ضوابط حمددة‪ ،‬ومن ثم‬
‫فإن واجب اخلصم هو املعاونة يف الوصول إىل احلقيقة‪ ،‬وعدم تعطيل سبل‬
‫الوصول إليها‪ ،‬ما مل يوجد مانع نظامي كوجوب االحتفاظ برس املهنة(((‪.‬‬
‫ومن التطبيقات القضائية ‪-‬السابقة‪ -‬يف االمتناع عن التمكني من االطالع‪« :‬منطوق‬
‫يزود‪ ...‬بالقوائم املالية من تاريخ بدء الرشاكة‬
‫احلكم‪ :‬حكمت الدائرة بإلزام‪ ...‬أن ِّ‬
‫يف ‪1438 /10 /1‬هـ إىل تاريخ إقامة الدعوى يف ‪1442 /7 /18‬هـ‪ ،‬وإلزام‪...‬‬
‫بتمكني‪ ...‬من االطالع عىل كشوفات احلسابات البنكية للرشكة حمل العقد‪ ،‬ومجيع‬
‫أوامر الرصف‪ ...‬والدفاتر التجارية‪ .»...‬رقم القضية (‪ )4293‬وتاريخ ‪/10 /26‬‬
‫‪1442‬هـ‪ .‬منشورة يف موقع (البوابة القضائية العلمية)‪.‬‬
‫((( ومن االستثناءات هنا أيض ًا والتي تعد خروج ًا عن قواعد اإلثبات العامة‪« :‬أن دفاتر‬
‫التاجر مل تزد عىل أن تكون حمررات ‪-‬سندات‪ -‬عادية خالية من توقيعه‪ ،‬وهي يف أغلب‬
‫األحيان مل تكتب بخطه‪ ،‬واملحررات العادية ال تكون حجة عىل صاحبها إال إذا كانت‬
‫موقعة من قبله‪ ،‬فإن كانت حمررة بخط يده فتعترب مبدأ ثبوت بالكتابة‪ ،‬جيب تعزيزها‬
‫بالشهادات والقرائن‪ ،‬هذا من جهة‪ .»...‬اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية والرشعية‪،‬‬
‫د‪ .‬حممد شتا أبو سعد‪/1( ،‬الكتاب الثاين‪.)102/‬‬
‫((( أساسيات القانون التجاري‪ ،‬د‪ .‬مصطفى كامل طه‪ ،‬ص(‪.)152‬‬
‫((( انظر‪ :‬الوسيط يف رشح القانون املدين‪ ،‬د‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،)...35 /2( ،‬الوايف‬
‫يف رشح القانون املدين‪ ،‬د‪ .‬سليامن مرقس‪،317 ،...281 ،...274 ،24-23 /12( ،‬‬
‫‪ ،)322‬النظرية العامة يف اإلثبات‪ ،‬د‪ .‬سمري تناغو‪ ،‬ص(‪ ،)179‬رسالة اإلثبات‪ ،‬أمحد‬
‫نشأت‪ ،)...475 /1( ،‬اإلثبات يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية‪ ،‬د‪ .‬حسام‬
‫الدين توفيق‪ ،‬ص(‪ ،)49-48‬الوجيز يف قواعد اإلثبات عىل ضوء نظام املرافعات‬
‫الرشعية السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممد سويلم‪ ،‬ص(‪.)62-61‬‬

‫‪135‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫وتتمي ًام للفائدة‪ ،‬حيسن التنويه ها هنا إىل عدد من املسائل ذات العالقة‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬إذا امتنع اخلصم عن تقديم حمررات غري الدفاتر التجارية يف‬
‫دعوى جتارية‪:‬‬
‫فإن الذي حيكم هذه املسألة يف النظام هو ما جاء يف الفقرة (‪ )2‬من املادة‬
‫(السادسة والثالثني)‪ ،‬ونصها‪:‬‬
‫«املادة السادسة والثالثون‪:‬‬
‫‪ .1‬للخصم يف الدعاوى التجارية أن يطلب من خصمه تقديم حمرر ذي‬
‫صلة بالدعوى أو االطالع عليه‪ ،‬وتأمر املحكمة بذلك وفق الضوابط اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون املحرر حمدد ًا بذاته أو نوعه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون للمحرر عالقة بالتعامل التجاري حمل الدعوى‪ ،‬أو يؤدي‬
‫إىل إظهار احلقيقة فيه‪.‬‬
‫ج‪ -‬أال يكون له طابع الرسية بنص خاص أو اتفاق بني اخلصوم؛ أو أال‬
‫يكون من شأن االطالع عليه انتهاك أي حق يف الرس التجاري أو أي حقوق‬
‫متصلة به‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا امتنع اخلصم عن تقديم ما أمرت املحكمة بتقديمه إىل خصمه‬
‫وفق أحكام الفقرة (‪ )1‬من هذه املادة؛ فللمحكمة أن تعد امتناعه قرينة»‪.‬‬
‫وعليه فيتنبه هنا إىل أن االمتناع عن تقديم هذه املحررات وفق الضوابط‬
‫املذكورة قد عدَّ ه املنظم من قبيل القرائن‪ ،‬بخالف االمتناع عن تقديم الدفاتر‬

‫‪136‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫التجارية فقد عدَّ ها املنظم من قبيل األدلة الناقصة؛ ولذا تم توجيه اليمني‬
‫املتممة للمدعي هناك‪.‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬إذا امتنع اخلصم عن تقديم حمررات يف دعوى غري جتارية‪:‬‬
‫فإن الذي حيكم هذه املسألة يف النظام هو ما جاء يف الفقرة (‪ )2‬من املادة‬
‫(اخلامسة والثالثني)‪ ،‬ونصها‪:‬‬
‫«‪ .2‬إذا امتنع اخلصم عن تقديم املحرر املطلوب بعد إمهاله مرة واحدة‪،‬‬
‫عدت صورة املحرر التي قدمها الطالب صحيحة مطابقة ألصلها‪ ،‬فإن مل‬
‫يكن قد قدم صورة من املحرر؛ فللمحكمة األخذ بقول الطالب فيام يتعلق‬
‫بشكل املحرر ومضمونه»‪.‬‬
‫ففي هذه احلالة أطلق املنظم السلطة التقديرية للمحكمة فيام تراه يف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫املسألة الثالثة‪ :‬إذا امتنع اخلصم عن تقديم الدفاتر التجارية غري اإللزامية‬
‫‪-‬االختيارية‪:-‬‬
‫هذه املسألة متوقفة عىل الرأي النظامي يف تصنيف الدفاتر التجارية غري‬
‫اإللزامية يف نظام اإلثبات؟(((‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية والرشعية‪ ،‬د‪ .‬حممد شتا أبو سعد‪/1( ،‬الكتاب‬
‫الثاين‪ ،)108-107/‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬د‪ .‬مصطفى كامل طه‪ ،‬ص(‪-148‬‬
‫‪.)149‬‬

‫‪137‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫هل تعد داخلة يف عموم لفظة (الدفاتر) الواردة يف الفقرة (‪ )4‬من املادة‬
‫(احلادية والثالثني)‪ ،‬أم ال؟(((‪.‬‬
‫فإن قيل بأهنا داخلة يف هذا العموم فيطبق عليها التفصيل الوارد يف هذا‬
‫املبحث‪.‬‬
‫أما إن قيل بأن النص النظامي وإن كان عام ًا إال أن املقصود به هي الدفاتر‬
‫التجارية اإللزامية فقط بدليل أهنا هي التي نص النظام عىل االحتجاج هبا‬
‫فقط وذكر أحكامها كام يف الفقرتني (‪ )3 ،2‬السابقتني للفقرة الواردة فيها‬
‫حكم االمتناع عن تقديم هذه الدفاتر ‪-‬الفقرة (‪ -)4‬من املادة (احلادية‬
‫والثالثني)‪ ،‬يف حني أن املنظم مل ُي ِرِش إىل موقفه من االحتجاج بالدفاتر غري‬
‫اإللزامية‪ ،‬ومن ثم فال تدخل هذه الدفاتر يف العموم الوارد يف الفقرة (‪.)4‬‬
‫ومما يؤيد عدم دخول الدفاتر التجارية غري اإللزامية ‪-‬االختيارية‪ -‬يف‬
‫عموم الفقرة (‪ )4‬بأن يقال‪ :‬بأنه إن كان النظام مل ينص عىل االحتجاج‬
‫بالدفاتر التجارية االختيارية‪ ،‬فعدم دخول حالة االمتناع عن تقديمها يف‬
‫االحتجاج من باب أوىل‪.‬‬
‫وعىل هذا فإن كان ذلك كذلك‪ ،‬فيقال بأنه يف هذه احلالة‪ُ :‬ينظر يف نوع‬
‫النزاع الذي تم طلب تقديم هذه الدفاتر التجارية غري اإللزامية فيه‪:‬‬

‫((( ونصها‪« :‬إذا استند أحد اخلصمني التاجرين إىل دفاتر خصمه‪ ،‬وس َّلم مقدم ًا بام ورد‬
‫مسوغ عن إبراز دفاتره أو التمكني من االطالع عليها؛ جاز‬ ‫فيها‪ ،‬وامتنع اخلصم دون ِّ‬
‫للمحكمة توجيه اليمني املتممة ملن استند إىل الدفاتر عىل صحة دعواه»‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫أ‪ -‬فإن كان يف نزاع جتاري‪ ،‬فيطبق عىل هذه احلالة ما ورد يف الفقرة (‪)2‬‬
‫من املادة (السادسة والثالثني) ‪-‬املسألة األوىل‪.-‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان يف نزاع غري جتاري‪ ،‬فيطبق عليها ما ورد يف الفقرة (‪ )2‬من‬
‫املادة (اخلامسة والثالثني) ‪-‬املسألة الثانية‪.(((-‬‬

‫((( فائدة‪:‬‬
‫ذهب القضاء املرصي إىل أن ملحكمة املوضوع احلق يف عدم إجابة طلب تقديم الدفاتر‬
‫التجارية‪ ،‬ومن ثم فاألمر جوازي بالنسبة للمحكمة‪ ،‬إن شاءت أجابته إىل طلبه‪ ،‬وإن‬
‫شاءت مل جتبه لذلك‪ ،‬وال يعد هذا فيه خمالفة للقانون‪ .‬انظر‪ :‬قضاء النقض التجاري‪،‬‬
‫د‪ .‬أمحد حسني‪ ،‬ص(‪ ،)17-16‬اإلثبات يف املواد املدنية‪ ،‬د‪ .‬عبد املنعم الصده‪،‬‬
‫ص(‪.)180‬‬

‫‪139‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫الخاتمة‬
‫احلمد هلل محد ًا كثري ًا طيب ًا مبارك ًا فيه‪ ،‬احلمد هلل كام ينبغي جلالل وجهه‬
‫وعظيم سلطانه‪ ،‬احلمد هلل والشكر هلل عىل نعمه وإفضاله‪ ،‬وأسأله شكر نعمه‬
‫واملزيد من فضله‪ .‬ثم إين أذكر يف ختام البحث أبرز ما توصلت إليه من‬
‫نتائج‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬املراد بالدفاتر التجارية‪ :‬السجالت املحاسبية التي يدون فيها التاجر‬
‫أعامله املالية املتعلقة بتجارته‪ ،‬فهي سجالت تشتمل عىل صفحات مرقمة‬
‫ورقي ًا أو رقمي ًا يمسكها التاجر‪ ،‬يقيد فيها خمتلف عملياته‪ ،‬ما له وما عليه‪،‬‬
‫عىل الوجه الذي يتطلبه النظام‪.‬‬
‫‪َ .2‬أ ْوىل املنظم السعودي الدفاتر التجارية ومسألة االحتجاج هبا عناي ًة‬
‫بارزة‪ ،‬ابتداء بام ورد يف نظام املحكمة التجارية‪ ،‬ثم نظام الدفاتر التجارية‪،‬‬
‫مرور ًا بنظام اإلثبات الصادر حديث ًا‪ ،‬وما جاء مؤخر ًا يف مرشوع نظام‬
‫املعامالت التجارية‪.‬‬
‫‪ .3‬اختلفت اجتاهات الفقهاء املتقدمني حول حجية اإلثبات عن طريق‬
‫الكتابة‪ ،‬والذي عليه عامة املتأخرين‪ :‬هو القول باجلواز حال سالمة املكتوب‬
‫من املعارض املامثل يف القوة‪ ،‬واألمن من وقوع التزوير والتدليس‪.‬‬
‫‪ .4‬تعد دفاتر التاجر حجة له ضد خصمه التاجر يف حال توافرت‬
‫الرشوط اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تكون هذه الدفاتر لتاجر يف مقابلة خصمه التاجر‪ ،‬بمعنى أن‬
‫يكون طرفا النزاع يف الدعوى كالمها من التجار‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ب‪ -‬أن تكون الدفاتر التجارية للتاجر املدعي منتظمة‪.‬‬


‫ت‪ -‬أن هذه احلجية خاصة بالدفاتر اإللزامية‪.‬‬
‫ث‪ -‬أال يقابل ما يف هذه الدفاتر ما يثبت عكسها بأي طريق من طرق‬
‫اإلثبات األخرى‪ ،‬بام يف ذلك دفاتر اخلصم اآلخر املنتظمة‪.‬‬
‫‪ .5‬األقرب حالي ًا أنه ال يعد من قبيل رشوط احتجاج التاجر بدفاتره‬
‫التجارية ضد خصمه التاجر‪ :‬أن يكون النزاع متعلق ًا بعمل جتاري‪ ،‬إذ إن‬
‫الذي حيكمها هو نظام اإلثبات‪ ،‬وهو حسب ما ورد يف مادته األوىل بأنه‪:‬‬
‫«ترسي أحكام هذا النظام عىل املعامالت املدنية والتجارية»‪ ،‬ومن ثم‬
‫فيؤخذ بعموم هذا اللفظ ما دام أنه مل يرد نص خيصصه‪ ،‬وعليه فتعد الدفاتر‬
‫التجارية حجة بني التجار ولو كانت يف معاملة مدنية بينهم‪ ،‬وذلك ما مل يرد‬
‫نص خاص يف هذا يف نظام املعامالت التجارية حال اعتامده‪.‬‬
‫‪ .6‬ما دونه التاجر يف دفاتره التجارية اإللزامية اخلاصة به تعد حجة‬
‫عليه‪ ،‬وذلك برشطني‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يستند إليها خصمه سواء أكان تاجر ًا أم غري تاجر‪ ،‬ما دام أن‬
‫اخلصم هو الذي استند إليها‪.‬‬
‫ب‪ -‬وكانت من قبيل الدفاتر اإللزامية‪.‬‬
‫‪ .7‬مما فارق القول باالحتجاج بالدفاتر التجارية عىل التاجر عن‬
‫االحتجاج هبا فيام له‪ ،‬اآليت‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن االحتجاج بام يف الدفاتر عىل التاجر يقترص عىل حالة استناد خصم‬
‫التاجر إليها‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ب‪ -‬أن االحتجاج بالدفاتر عىل التاجر يشمل الدفاتر اإللزامية املنتظمة‬
‫وغري املنتظمة‪ ،‬فليس األمر قارص ًا عىل الدفاتر املنتظمة فقط‪.‬‬
‫خاص ًا بام إذا‬
‫ت‪ -‬أن االحتجاج بام يف الدفاتر التجارية عىل التاجر ليس ّ‬
‫كان الطرف اآلخر ‪-‬املدعى عليه‪ -‬تاجر ًا‪ ،‬وإنام يشمل اخلصم التاجر وغري‬
‫التاجر‪.‬‬
‫‪ .8‬ال تعد دفاتر التجار حجة عىل غري التجار‪ ،‬ومع ذلك فإن املنظم‬
‫جوز للمحكمة أن‬‫السعودي مل يطرح األخذ هبذه الدفاتر بالكلية‪ ،‬وإنام َّ‬
‫تأخذ هبا كدليل ناقص مفتقر إىل ما يكمله ‪-‬وهي اليمني املتممة‪ -‬وفق‬
‫ضوابط حمددة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون املوضوع الذي يراد إثباته عن طريق الدفاتر التجارية مما‬
‫ُيق َبل فيه إثباته بطريق شهادة الشهود‪ ،‬ويف هذا نص النظام عىل أن األصل‬
‫هو جواز اإلثبات عن طريق شهادة الشهود‪ ،‬إال أنه حدد حاالت ال يقبل‬
‫فيها اإلثبات بطريق شهادة الشهود ‪-‬ويف مقدمتها الترصفات التي تزيد‬
‫قيمتها عن مائة ألف ريال‪ ،‬أو كانت غري حمددة القيمة‪ -‬واحلاالت املستثناة‬
‫منها‪ ،‬ويالحظ أنه يف احلاالت التي مل ُيق َبل فيها اإلثبات عن طريق شهادة‬
‫الشهود ألزم أن يكون اإلثبات فيها عن طريق الكتابة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن توجه اليمني املتممة إىل من قوي جانبه من املتخاصمني‪.‬‬
‫‪ .9‬مل يفرق املنظم السعودي يف حال املدعي بني التاجر وغري التاجر‬
‫يف مسألة االحتجاج بام يف الدفاتر التجارية عىل التاجر؛ ولذا جاء النص‬

‫‪142‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ال لكل مدعِ‪ ،‬ما دام أن املسألة هنا متجهة إىل االحتجاج‬ ‫النظامي شام ً‬
‫بالدفاتر التجارية اإللزامية عىل صاحبها التاجر‪ ،‬ومن ثم فتعد دفاتر التجار‬
‫اإللزامية ‪-‬منتظمة كانت أو غري منتظمة‪ -‬حجة عىل صاحبها التاجر فيام‬
‫استند إليه خصمه التاجر أو غري التاجر‪.‬‬
‫‪ .10‬يف حال االحتجاج بالدفاتر التجارية عىل التاجر نفسه‪ ،‬فإنه يف‬
‫هذه احلالة ومن باب العدل واإلنصاف ومن باب عدم جتزئة اإلقرار؛ فإن‬
‫القيود التي دوهنا التاجر يف دفاتره وتكون يف مصلحته فإهنا تكون حجة‬
‫له أيض ًا‪ ،‬وعليه فيحتج بكل ما يف الدفاتر سواء كانت عىل التاجر أم له‪،‬‬
‫عىل أن األخذ هبذا املبدأ ‪-‬وهو مبدأ عدم جتزئة اإلقرار‪ ،‬والبعض يسميه‬
‫بمبدأ وحدة وسيلة اإلثبات‪ -‬إنام يقال به هنا يف حالة ما إذا كانت دفاتر‬
‫التاجر اإللزامية منتظمة‪ ،‬أما إذا مل تكن منتظمة فاملتجه أنه خيضع األمر‬
‫حينها للسلطة التقديرية للدائرة القضائية‪ ،‬فام تراه حجة فتأخذ به‪ ،‬وما ال‬
‫تراه كذلك فال تأخذ به‪.‬‬
‫‪ .11‬مل ينص املنظم السعودي فيام خيص حجية الدفاتر التجارية غري‬
‫اإللزامية ‪-‬االختيارية‪ -‬فيها بيشء عىل وجه اخلصوص‪ ،‬إال أنه أورد لفظة‬
‫(الدفاتر) عىل وجه العموم يف ثالثة مواضع‪:‬‬
‫أ‪ -‬عند حديثه عن االحتجاج بالدفاتر التجارية عىل غري التجار‪ ،‬وأن‬
‫الدفاتر حينها ال تكون حجة‪ ،‬لكن ومع ذلك فال يمنع من أن تأخذ هبا‬
‫املحكمة كدليل ناقص‪ ،‬يتمم عن طريق اليمني ملن قوي جانبه‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ب‪ -‬وعند حديثه عن أثر امتناع التاجر عن إبراز دفاتره أو التمكني من‬
‫االطالع عليها‪.‬‬
‫ت‪ -‬وعند حديثه عن االحتجاج بالدفاتر واألوراق الشخصية‪.‬‬
‫والذي يظهر هو دخول الدفاتر التجارية غري اإللزامية يف عموم املوضع‬
‫األول‪ ،‬وعدم دخوله يف املوضعني اآلخرين‪.‬‬
‫وأما يف بقية احلاالت فتكون الدفاتر التجارية غري اإللزامية داخلة‬
‫يف أحكام املحررات العادية‪ ،‬والدفاتر عموم ًا‪ ،‬والقرائن‪ ،‬ومبدأ الثبوت‬
‫بالكتابة‪ ،‬وخاضعة لتطبيق القواعد العامة بشأن اإلثبات بالقرائن‪.‬‬
‫عىل أهنا تعد أعىل درجة من الدفاتر العادية واألوراق الشخصية لكنها‬
‫ال ترتقي لدرجة الدفاتر اإللزامية يف احلجية‪ ،‬ومن ثم فهي ال خترج عن‬
‫وصفها باملحرر العادي والدفرت اخلاص وفيها مبدأ الثبوت بالكتابة‪ ،‬وكل‬
‫هذا يف النهاية خاضع للسلطة التقديرية للمحكمة فيام تراه من االحتجاج‬
‫بام قدم إليها من دفاتر‪.‬‬
‫‪ .12‬عد النظام االمتناع عن إبراز الدفاتر التجارية أو التمكني من‬
‫ال ناقص ًا‪ ،‬وعليه فيجوز للمحكمة توجيه اليمني املتممة‬
‫االطالع عليها دلي ً‬
‫ملن استند إىل الدفاتر عىل صحة دعواه؛ إذا توافرت الرشوط اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تكون املنازعة بني تاجرين‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يستند املدعي إىل دفاتر خصمه عىل صحة دعواه‪.‬‬
‫ت‪ -‬أن يسلم املدعي مقدم ًا بام ورد يف دفاتر خصمه‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ث‪ -‬أن يمتنع اخلصم دون مسوغ عن إبراز دفاتره أو التمكني من‬
‫االطالع عليها‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ .1‬أن حيدد املنظم املوقف من االحتجاج بالدفاتر التجارية غري اإللزامية‪،‬‬
‫ال ناقص ًا أم قرينة أم مبدأ ثبوت بالكتابة أم حمرر ًا عادي ًا؟‬
‫وهل تعد دلي ً‬
‫‪ .2‬النص عىل حتديد املوقف النظامي من مسألة عدم جتزئة اإلقرار فيام‬
‫إذا كانت دفاتر التاجر غري منتظمة‪ ،‬وأال يرتك النص النظامي عام ًا يف هذا‪.‬‬
‫هذا وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫والصالة والسالم عىل املبعوث رمحة للعاملني نبينا حممد‪.‬‬
‫عليه وعىل آله وصحبه أفضل الصالة وأتم التسليم‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬


‫‪1.‬اإلثبات يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية‪ ،‬د‪ .‬حسام الدين توفيق‪ ،‬دار‬
‫الكتاب اجلامعي‪ ،‬الطبعة األوىل‪1439 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪2.‬اإلثبات يف املواد املدنية‪ ،‬د‪ .‬عبد املنعم الصده‪ ،‬مكتبة ومطبعة مصطفى البايب‬
‫احللبي‪1954 ،‬م‪.‬‬
‫‪3.‬اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية والرشعية‪ ،‬د‪ .‬حممد شتا أبو سعد‪ ،‬دار الفكر‬
‫العريب‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪4.‬اإلثبات يف النظام السعودي‪ ،‬د‪ .‬فيصل العساف‪ ،‬دار الشقري‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1437‬هـ‪.‬‬
‫‪5.‬أثر الكتابة يف إثبات احلقوق‪ ،‬عبد العزيز الدغيثر‪ ،‬بحث منشور يف جملة العدل‪،‬‬
‫العدد (‪ ،)42‬ربيع اآلخر ‪1430‬هـ‪.‬‬
‫‪6.‬إجراءات البينة القضائية يف الشهادة والكتابة واليمني‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،‬دار‬
‫احلضارة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1441 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪7.‬أحكام اإلثبات‪ ،‬د‪ .‬رضا املزغني‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪8.‬األحكام السلطانية‪ ،‬أبو يعىل الفراء‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الرمحن املالكي وحامد‬
‫العمري واليف الصاعدي‪ ،‬دار األوراق‪ ،‬الطبعة األوىل‪1440 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪9.‬األحكام السلطانية والواليات الدينية‪ ،‬املاوردي‪ ،‬حتقيق‪ :‬خالد العلمي‪ ،‬دار‬
‫الكتاب العريب‪ ،‬الطبعة األوىل‪1410 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪10.‬األخبار العلمية من االختيارات الفقهية لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬عالء الدين‬
‫البعيل‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬أمحد اخلليل‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ ،‬الطبعة األوىل‪1436 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪11.‬االختصاص القيمي يف نظام املحاكم التجارية‪ ،‬د‪ .‬أمحد بن شبيب‪ ،‬بحث‬
‫منشور يف جملة قضاء‪ ،‬العدد (‪ ،)28‬حمرم ‪1444‬هـ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ ‪12.‬اختالف األحكام القضائية‪ ،‬د‪ .‬أمحد البدراين‪ ،‬دار الفضيلة‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1441‬هـ‪.‬‬
‫ ‪13.‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬د‪ .‬مصطفى كامل طه‪ ،‬منشورات احللبي احلقوقية‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪2012 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪14.‬األشباه والنظائر عىل مذهب أيب حنيفة النعامن‪ ،‬زين الدين ابن نجيم‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫زكريا عمريات‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1419 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪15.‬أصول القانون «املدخل لدراسة القانون»‪ ،‬د‪ .‬عبد الرزاق السنهوري ود‪ .‬أمحد‬
‫أبو ستيت‪ ،‬مطبعة جلنة التأليف والرتمجة والنرش‪1938 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪16.‬البوابة القضائية العلمية‪ ،‬موقع عىل الشبكة العنكبوتية تابع لوزارة العدل‪.‬‬
‫ ‪17.‬تبرصة احلكام يف أصول األقضية ومناهج األحكام‪ ،‬ابن فرحون‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫عثامن ضمريية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الطبعة األوىل‪1437 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪18.‬توثيق الديون عىل املذاهب الفقهية األربعة‪ ،‬حممد تقي العثامين‪ ،‬دار القلم‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪1442 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪19.‬توثيق الديون يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬صالح اهلليل‪ ،‬جامعة اإلمام حممد بن‬
‫سعود اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪20.‬حاشية رد املحتار‪ ،‬ابن عابدين‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الثانية‪1386 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪21.‬درر احلكام رشح جملة األحكام‪ ،‬عيل حيدر‪ ،‬تعريب‪ :‬فهمي احلسيني‪ ،‬دار عامل‬
‫الكتب‪1423 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪22.‬الذخرية‪ ،‬القرايف‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد حجي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪23.‬رسالة اإلثبات‪ ،‬أمحد نشأت‪ ،‬مكتبة العلم للجميع‪ ،‬الطبعة األوىل‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪24.‬رشح النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عدنان العمر ود‪ .‬درويش درويش‪ ،‬دار‬
‫الثقافة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1438 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ ‪25.‬رشح النظام التجاري السعودي‪ ،‬مساعد اجلبريي‪ ،‬الطبعة الثانية‪1438 ،‬هـ‪.‬‬


‫ ‪26.‬رشح قواعد إثبات املعامالت املدنية والتجارية وطرقه‪ ،‬د‪ .‬عبد الرزاق يس‪،‬‬
‫أكاديمية رشطة ديب‪ ،‬طبعة ‪2006‬م‪.‬‬
‫ ‪27.‬رشح نظام اإلثبات السعودي اجلديد‪ ،‬د‪ .‬وسيم األمحد‪ ،‬مكتبة القانون‬
‫واالقتصاد‪ ،‬الطبعة األوىل‪1443 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪28.‬الرشكات التجارية‪ ،‬د‪ .‬خالد الرويس‪ ،‬دار الشقري‪ ،‬الطبعة األوىل‪1440 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪29.‬صبح األعشى يف صناعة اإلنشاء‪ ،‬أمحد الفزاري القلقشندي‪ ،‬املطبعة األمريية‪،‬‬
‫‪1333‬هـ‪.‬‬
‫ ‪30.‬صحيح البخاري‪ ،‬وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪1419 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪31.‬طرائق احلكم املتفق عليها واملختلف فيها يف الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬د‪ .‬سعيد‬
‫الزهراين‪ ،‬دار النصيحة‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪1435 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪32.‬طرق اإلثبات يف القضاء التجاري وتطبيقاهتا يف املحاكم التجارية يف اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬أمحد العبودي‪ ،‬رسالة دكتوراه باملعهد العايل للقضاء‪،‬‬
‫‪1433‬هـ‪.‬‬
‫ ‪33.‬الطرق احلكمية يف السياسة الرشعية‪ ،‬ابن القيم‪ ،‬حتقيق‪ :‬نايف احلمد‪ ،‬دار عامل‬
‫الفوائد‪ ،‬الطبعة األوىل‪1428 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪34.‬غمز عيون البصائر رشح كتاب األشباه والنظائر البن نجيم‪ ،‬أمحد احلموي‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪35.‬الفتاوى اهلندية يف مذهب اإلمام األعظم أيب حنيفة النعامن‪ ،‬مجاعة من علامء‬
‫اهلند‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫ ‪36.‬فتح الباري‪ ،‬ابن حجر‪ ،‬اعتنى به‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬املكتبة السلفية‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ ‪37.‬فتح العيل املالك يف الفتوى عىل مذهب اإلمام مالك‪ ،‬حممد عليش‪ ،‬املكتبة‬
‫التجارية الكربى‪ ،‬مطبعة مصطفى حممد‪.‬‬
‫ ‪38.‬الفروق يف اللغة‪ ،‬أبو هالل العسكري‪ ،‬حتقيق‪ :‬مجال مدغمش‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1422 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪39.‬القانون التجاري‪ ،‬د‪ .‬نايف الرشيف ود‪ .‬زياد القريش‪ ،‬دار حافظ‪ ،‬الطبعة‬
‫السادسة‪1435 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪40.‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬رحاب داخيل‪ ،‬مركز الدراسات العربية‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪1437 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪41.‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلادي الغامدي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1440 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪42.‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممد اجلرب‪ ،‬حتديث وتنقيح‪ :‬د‪ .‬أمحد اخلبتي‪،‬‬
‫الطبعة السادسة‪1443 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪43.‬القانون املدين املرصي «جمموعة األعامل التحضريية»‪ ،‬احلكومة املرصية‪ ،‬مطبعة‬
‫أمحد خميمر‪.‬‬
‫ ‪44.‬قضاء النقض التجاري‪ ،‬د‪ .‬أمحد حسني‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪2000‬م‪.‬‬
‫ ‪45.‬قواعد اإلثبات يف النظام القانوين السعودي والقانون املقارن‪ ،‬د‪ .‬متويل املريس‬
‫ود‪ .‬إيامن سليامن‪ ،‬دار اإلجادة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1439 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪46.‬الكاشف يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،‬مكتبة‬
‫الرشد‪ ،‬الطبعة السابعة‪1441 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪47.‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬د‪ .‬عبد الرمحن قرمان‪ ،‬دار اإلجادة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫‪1442‬هـ‪.‬‬
‫ ‪48.‬مبادئ القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عدنان العمر ود‪ .‬خالد عبد التواب‪،‬‬
‫ود‪ .‬نزار احلمروين‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الطبعة األوىل‪1435 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ ‪49.‬مبادئ القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممد سويلم‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪1437 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪50.‬املبادئ والسوابق يف القضاء التجاري من عام ‪ 1408‬إىل عام ‪1438‬هـ‪ ،‬د‪.‬‬
‫حممد البخيت‪ ،‬دار الصميعي‪ ،‬الطبعة األوىل‪1443 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪51.‬املبدع يف رشح املقنع‪ ،‬إبراهيم بن مفلح‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫‪1421‬هـ‪.‬‬
‫ ‪52.‬جملة األحكام العدلية‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد كوندوز‪ ،‬منشورات وقف الدراسات‬
‫العثامنية‪2022 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪53.‬جمموع فتاوى شيخ اإلسالم أمحد بن تيمية‪ ،‬مجع وترتيب‪ :‬عبد الرمحن وحممد‬
‫بن قاسم‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪1416 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪54.‬جمموعة األحكام واملبادئ التجارية لعام ‪1433‬هـ‪ ،‬ديوان املظامل‪1437 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪55.‬جمموعة األحكام واملبادئ التجارية لعام ‪1436‬هـ‪ ،‬ديوان املظامل‪1438 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪56.‬جمموعة األحكام واملبادئ التجارية لألعوام ‪1423-1408‬هـ‪ ،‬ديوان املظامل‪،‬‬
‫‪1436‬هـ‪.‬‬
‫ ‪57.‬خمترص الفتاوى املرصية لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬بدر الدين البعيل‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫حممد الشواديف‪ ،‬دار ابن رجب‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪58.‬املدخل إىل النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم ود‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬معهد‬
‫اإلدارة العامة‪1441 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪59.‬املستندات الكتابية وقوهتا يف اإلثبات‪ ،‬عبد العزيز الدغيثر‪ ،‬بحث منشور يف‬
‫جملة العدل‪ ،‬العدد (‪ ،)47‬رجب ‪1431‬هـ‪.‬‬
‫ ‪60.‬مرشوع نظام املعامالت التجارية‪ ،‬منشور عرب منصة «استطالع» التابعة للمركز‬
‫الوطني للتنافسية‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ ‪61.‬معجم القانون‪ ،‬جممع اللغة العربية‪ ،‬اهليئة العامة لشؤون املطابع األمريية‪،‬‬
‫‪1420‬هـ‪.‬‬
‫ ‪62.‬املعجم الوسيط‪ ،‬جممع اللغة العربية‪ ،‬مكتبة الرشوق الدولية‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪،‬‬
‫‪1432‬هـ‪.‬‬
‫ ‪63.‬معني احلكام فيام يرتدد بني اخلصمني من األحكام‪ ،‬عالء الدين الطرابليس‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬د‪ .‬عثامن ضمريية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الطبعة األوىل‪1439 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪64.‬املغني‪ ،‬عبد اهلل بن قدامة‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل الرتكي ود‪ .‬عبد الفتاح احللو‪ ،‬دار‬
‫عامل الكتب‪1432 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪65.‬مفيد القضاة يف أصول املحاكامت عىل مذهب اإلمام املبجل أمحد بن حنبل‪،‬‬
‫أمحد بن بدران‪ ،‬دار الفضيلة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1441 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪66.‬نظام اإلثبات‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )43/‬وتاريخ ‪1443/5/26‬هـ‪.‬‬
‫ ‪67.‬نظام الدفاتر التجارية‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )61/‬وتاريخ‬
‫‪1409/12/17‬هـ‪ ،‬والئحته التنفيذية‪.‬‬
‫ ‪68.‬نظام الرشكات‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )132/‬وتاريخ‬
‫‪1443/12/1‬هـ‪.‬‬
‫ ‪69.‬نظام املحاكم التجارية‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )93/‬وتاريخ‬
‫‪1441/8/15‬هـ‪ ،‬والئحته التنفيذية الصادرة بقرار معايل وزير العدل رقم‬
‫(‪ )8344‬وتاريخ ‪1441/10/26‬هـ‪.‬‬
‫ ‪70.‬نظام املحكمة التجارية‪ ،‬الصادر باألمر امللكي رقم (‪ )32‬وتاريخ‬
‫‪1350/1/15‬هـ‪.‬‬
‫ ‪71.‬نظرية اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية‪ ،‬د‪ .‬قدري الشهاوي‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬الطبعة األوىل‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪72.‬النظرية العامة يف اإلثبات‪ ،‬د‪ .‬سمري تناغو‪ ،‬منشأة املعارف‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬
‫ابثإلا ماظن يف ةيراجتلا رتافدلا ةيجح‬

‫ ‪73.‬هناية املطلب يف دراية املذهب‪ ،‬اجلويني‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد العظيم الديب‪ ،‬دار‬
‫املنهاج‪ ،‬الطبعة األوىل‪1428 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪74.‬الواضح يف رشح وسائل اإلثبات‪ ،‬د‪ .‬منذر القضاة‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪1436 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪75.‬الوايف يف رشح القانون املدين‪ ،‬د‪ .‬سليامن مرقس‪ ،‬صادر للمنشورات احلقوقية‪،‬‬
‫الطبعة السادسة‪.‬‬
‫ ‪76.‬الوجيز يف النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬سعيد حييى‪ ،‬الطبعة السادسة‪،‬‬
‫‪1416‬هـ‪.‬‬
‫ ‪77.‬الوجيز يف قواعد اإلثبات عىل ضوء نظام املرافعات الرشعية السعودي‪ ،‬د‪.‬‬
‫حممد سويلم‪ ،‬دار النرش الدويل‪ ،‬الطبعة األوىل‪1438 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪78.‬وسائل اإلثبات يف الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬د‪ .‬حممد الزحييل‪ ،‬دار البيان‪1428 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪79.‬الوسيط يف رشح القانون التجاري املرصي‪ ،‬د‪ .‬سميحة القليويب‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬الطبعة السابعة‪2015 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪80.‬الوسيط يف رشح القانون املدين‪ ،‬د‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬حتديث وتنقيح‪:‬‬
‫أمحد املراغي‪ ،‬دار الرشوق‪ ،‬الطبعة األوىل‪2010 ،‬م‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫لاوش | نوثالثلاو يداحلا ددـعلاـعلااحلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬

You might also like