Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 74

‫لمصف األٔه الشسع٘‬

‫الفصنُ الدزاضُّ٘ األٔه‬

‫‪1437‬ىػ‬ ‫طبعة ابتدائية‬


‫احملتٕ‪ٝ‬‬

‫عدد اذتصص‬
‫زقي الصفخ‪ٛ‬‬

‫املفسدات‬

‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الكحدة األكلى‪ :‬السياسة الشرعية‬


‫‪8‬‬ ‫تعريؼ السياسة‬
‫‪9‬‬ ‫أنكاع السياسة‬
‫‪01‬‬ ‫عالقة السياسة بالشريعة‬
‫‪00‬‬ ‫أمثمة عمى جكاز العمؿ بالسياسة الشرعية‬
‫‪05‬‬ ‫قتاؿ المسمميف لمخارجيف عف حكـ الشريعة‬
‫‪08‬‬ ‫أسئمة الكحدة األكلى‬
‫‪09‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الكحدة الثانية‪ :‬نظاـ الحكـ في الدكلة اإلسالمية‬
‫‪01‬‬ ‫‪8‬‬ ‫كجكب إقامة الدكلة اإلسالمية‬
‫‪00‬‬ ‫تعريؼ اإلمامة‬
‫‪00‬‬ ‫تسمية اإلماـ‬
‫‪00‬‬ ‫كجكب نصب اإلماـ‬
‫‪02‬‬ ‫طرؽ انعقاد اإلمامة‬
‫‪05‬‬ ‫شركط اإلمامة‬
‫‪07‬‬ ‫كجكب البيعة‬
‫‪07‬‬ ‫معنى البيعة‬
‫‪08‬‬ ‫كحدة اإلمامة‬
‫‪08‬‬ ‫كاجبات اإلماـ‬
‫‪09‬‬ ‫حقكؽ اإلماـ عمى الرعية‬
‫‪01‬‬ ‫الخركج عمى الحاكـ‬
‫‪02‬‬ ‫أسئمة الكحدة الثانية‬
‫‪03‬‬ ‫‪0‬‬ ‫العماؿ‬
‫الكحدة الثالثة‪ :‬السياسة الشرعية في تعييف الكالة كاألمراء ك ٌ‬
‫‪03‬‬ ‫العماؿ‬
‫أكالن‪ :‬أيسس تعييف الكالة كاألمراء ك ٌ‬
‫عدد اذتصص‬
‫زقي الصفخ‪ٛ‬‬
‫املفسدات‬

‫‪08‬‬ ‫ثانيان‪ :‬المقصد الشرعي مف الكالية ىك إصالح ديف الخمؽ‬


‫‪08‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أركاف الكالية (القكة كاألمانة)‬
‫‪09‬‬ ‫رابعا‪ :‬كجكب استعماؿ األصمح لكؿ كالية بحسبيا‬
‫‪20‬‬ ‫خامسان‪ :‬عمى اإلماـ أف يكازف بيف خمؽ الشدة كالميف في الكاليات‬
‫‪20‬‬ ‫أسئمة الكحدة الثالثة‬
‫‪20‬‬ ‫‪05‬‬ ‫الكحدة الرابعة‪ :‬النظاـ اإلدارم في الدكلة اإلسالمية‬
‫‪25‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المحكر األكؿ‪ :‬أىـ الكظائؼ السمطانية‬
‫‪25‬‬ ‫أكالن‪ :‬اتخاذ الكزراء‬
‫‪28‬‬ ‫ثانيان‪ :‬تقميد اإلمارة عمى الكاليات‬
‫‪29‬‬ ‫ثالثان‪ :‬ترتيب الدكاكيف‬
‫‪52‬‬ ‫‪01‬‬ ‫الديف كاقامة الشريعة‬
‫المحكر الثاني‪ :‬الكظائؼ المعنية بحفظ ٌ‬
‫‪55‬‬ ‫أكالن‪ :‬الكالية عمى إمامة الصالة‬
‫‪57‬‬ ‫ثانيان‪ :‬الكالية عمى القضاء‬
‫‪59‬‬ ‫ثالثان‪ :‬الكالية عمى الحسبة‬
‫‪30‬‬ ‫رابعان‪ :‬الكالية عمى المظالـ‬
‫‪30‬‬ ‫خامسان‪ :‬الكالية عمى الصدقات‬
‫‪32‬‬ ‫سادسان‪ :‬الكالية عمى الجزية‬
‫‪35‬‬ ‫سابعان‪ :‬الكالية عمى الخراج‬
‫‪37‬‬ ‫ثامنان‪ :‬الكالية عمى الشرطة‬
‫‪38‬‬ ‫تاسعان‪ :‬الكالية عمى الفتاكل‬
‫‪71‬‬ ‫عاش ارن‪ :‬الكالية عمى األكقاؼ‬
‫‪70‬‬ ‫أسئمة الكحدة الرابعة‬
‫املُكدِّو‪ٛ‬‬
‫شيد المسممكف في ماضييـ حضارة راقية‪ ،‬امتدت مف أقصى الغرب إلى أقصى الشرؽ‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫حضارة شممت جميع نكاحي الحياة في السياسة كاإلدارة كاالقتصاد كجميع شؤكف الٌناس‪ ،‬ككؿ‬
‫مفصؿ كجانب مف ىذه الحضارة كاف الشرع الحنيؼ ىك المرشد كالمرجع كالحكـ في التحميؿ‬
‫كالتحريـ‪ ،‬كليذا طيبعت نظـ الحضارة اإلسالمية بكؿ مفاصميا بالطابع اإلسالمي‪ ،‬كلـ يكف مف‬
‫الديف عمى العبادات مف صالة كصياـ كحج دكف غيرىا مف شؤكف‬ ‫اعتقاد المسمميف اقتصار ٌ‬
‫الحياة‪.‬‬
‫كىذا المقرر استعراض مكجز لمنظـ السياسية في الحضارة اإلسالمية‪ ،‬حيث خصصت‬
‫الكحدة األكلى لمحديث عف السياسة الشرعية كأقساميا‪ ،‬كطبيعة عالقة الشرع بالسياسة‪ ،‬كأسباب‬
‫انفصاؿ حكـ الشرع عف السياسة‪ ،‬كحكـ الشرع الحنيؼ في الخارجيف عمى حكـ الشريعة‪ .‬أما‬
‫الكحدة الثانية فقد تناكلت الحديث عف نظاـ الحكـ في الدكلة اإلسالمية‪ ،‬فتـ فييا التعريؼ باإلمامة‬
‫كما يتعمؽ بيا مف أحكاـ‪ .‬أما الكحدة الثالثة فقد يخصصت لمحديث عف السياسة الشرعية في تعييف‬
‫العماؿ‪ .‬كختـ المقرر في الكحدة الرابعة بالحديث عف النظاـ اإلدارم في الدكلة‬
‫الكالة كاألمراء ك ٌ‬
‫اإلسالمية‪ ،‬حيث قسمت الكحدة إلى محكريف‪ :‬المحكر األكؿ خصص لمحديث عف أىـ الكظائؼ‬
‫الديف كاقامة الشريعة‪.‬‬
‫السمطانية‪ ،‬أما المحكر الثاني فقد اعتنى بتناكؿ أىـ الكظائؼ المعنية بحفظ ٌ‬
‫كتتجمى مف خالؿ ىذه الكحدات شدة ارتباط الحكـ الشرعي بحياة المسمميف‪ ،‬كما يظير فيو زيؼ‬
‫ادعاء مف ادعى أف ال عالقة لمديف بحياة المسمميف‪.‬‬

‫كاهلل كلي التكفيؽ‬

‫‪-1‬اإلسالـ ديف كدنيا‪ ،‬شريعة كسياسة‪.‬‬


‫‪-2‬الخالفة ىي نظاـ الحكـ الشرعي الكحيد في ديار المسمميف‪.‬‬
‫الديف كسياسة الدنيا بالشرع الحنيؼ‪.‬‬
‫‪-3‬كاجبات اإلماـ ىك حفظ ٌ‬
‫الٕحد‪ ٚ‬األٔىل‬
‫الطٗاض‪ ٛ‬الشسعٗ‪ٛ‬‬

‫‪7‬‬
‫الطٗاض‪ ٛ‬الشسعٗ‪ٛ‬‬

‫ؼ الطالب السياسة لغ نة كشرعان‪.‬‬ ‫عر ى‬


‫‪ -1‬أف يي ِّ‬
‫يعدد الطالب أنكاع السياسة بحسب ارتباطيا بالشرع‪.‬‬ ‫‪ -2‬أف ٌ‬
‫ؼ الطالب السياسة الظالمة‪.‬‬ ‫عر ى‬
‫‪ -3‬أف يي ِّ‬
‫ؼ الطالب السياسة العادلة‪.‬‬ ‫عر ى‬
‫‪ -4‬أف يي ِّ‬
‫‪ -5‬أف يعػ ٌػدد الطالػػب بعػػض الشػكاىد مػػف العصػػر النبػػكم كالخالفػػة الراشػػدة عمػػى جػكاز‬
‫العمؿ بالسياسة الشرعية‪.‬‬
‫يعدد الطالب ما دلت عميو كممة السياسة الشرعية مف كالـ العالٌمة ابف عقيؿ‪.‬‬ ‫‪ -6‬أف ٌ‬
‫يعدد الطالب أسباب انفصاؿ حكـ الشرع عف السياسة‪.‬‬ ‫‪ -7‬أف ٌ‬
‫‪ -8‬أف يحفظ الطالب الحديث في الصحيحيف عف كجكب الكفاء لبيعة الخمفاء‪.‬‬
‫ؼ الطالب قكانيف الياسا أك الياسؽ‪.‬‬ ‫عر ى‬
‫‪ -9‬أف يي ِّ‬
‫‪ -10‬أف يشرح الطالب كيؼ بدأت قكانيف الياسا تنتشر بيف المسمميف‪.‬‬
‫‪ -11‬أف يحفػػػػظ الطالػػػػب تفسػػػػير ابػػػػف كثيػػػػػػػر فػػػػي قكلػػػػػػو تعالػػػػػػى‪ :‬ﭽﯾﯿ‬
‫ﰀﰁ…ﭼسورة المائدة‪.50 :‬‬
‫ؼ الطالب الياسؽ‪.‬‬ ‫عر ى‬
‫‪ -12‬أف يي ِّ‬
‫‪ -13‬أف يذكر الطالب حكـ المسمميف الخارجيف عف حكـ الشريعة‪.‬‬

‫تعسٖف الطٗاض‪:ٛ‬‬
‫ص ًمحو‪ ،‬كالسياس ية‪ً :‬ف ٍع يؿ‬ ‫السياس ية في المٌغة ىي القياـ عمىى َّ ً‬
‫الش ٍيء ًب ىما يي ٍ‬ ‫ي ى‬ ‫ِّ‬
‫كس‬ ‫ً‬ ‫كس الدك َّ ً‬ ‫الس ًائ ً‬
‫س ي‬ ‫اضيا‪ ،‬ىكا ٍل ىكالي ىي ي‬
‫اـ ىعمى ٍي ىيا كر ى‬
‫اب إذا قى ى‬ ‫س ي‬‫س‪ ،‬ييقىا يؿ‪ :‬يى ىك ىي ي‬ ‫َّ‬
‫ىرًعيَّتىو)‪.(1‬‬

‫)‪ )1‬لساف العرب‪ ،‬ابف منظكر ‪.108/6‬‬

‫‪8‬‬
‫تعسٖف الطٗاض‪ ٛ‬الشسعٗ‪:ٛ‬‬
‫ىي سياسة ال ٌناس كفؽ األحكاـ الشرعية في أحكاؿ دنياىـ كآخرتيـ‪،‬‬
‫الديف)‪.(1‬‬
‫ألف أحكاؿ الدنيا كاآلخرة كمٌيا ترجع إلى ٌ‬
‫َّ‬

‫إٌٔاع الطٗاض‪:ٛ‬‬
‫تنقسـ السياسة بحسب ارتباطيا بالشرع إلى قسميف)‪:(2‬‬

‫يع ية‬ ‫ظ ًال ىم هة تي ىحِّريم ىيا َّ‬


‫الش ًر ى‬ ‫اس هة ى‬ ‫ً‬
‫األٔىل‪ :‬س ىي ى‬
‫كىذه السياسة تسكس ال ٌناس باالعتماد عمى العقؿ اإلنساني في جمب‬
‫المضار دكف الرجكع إلى الشرع‪ ،‬كأحكاـ السياسة‬
‫ٌ‬ ‫المصالح الدنيكية‪ ،‬كدفع‬
‫معنية بالحالؿ كالحراـ‪ ،‬كىذا‬
‫تيتـ بمصالح الدنيا فقط‪ ،‬كىي غير ٌ‬
‫بيذا المعنى ٌ‬
‫مردكد‪ ،‬كال أساس شرعي لو‪ ،‬كذلؾ لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫ه‬ ‫المعنى‬
‫فإف الدنيا كمَّيا ه‬
‫عبث كباط هؿ إذ‬ ‫‪ -1‬إ َّف الخمؽ ليس المقصكد بيـ دنياىـ فقط‪ٌ ،‬‬
‫غايتيا المكت كالفناء‪ ،‬قاؿ تعالى‪ :‬ﭽ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳‬
‫فالمقصكد بالخمؽ إ ٌنما ىك دينيـ المفضي بيـ‬ ‫سكرة المؤمنكف‬
‫ﭼ‬ ‫﮴﮵‬
‫السعادة في اآلخرة‪ ،‬كال يجكز نسياف اآلخرة في دنيانا كمعاشنا‪.‬‬
‫إلى ٌ‬
‫اإلسالمية شامم هة عالجت أمكر ال ٌناس في دينيـ كدنياىـ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫إف الشريع ىة‬
‫‪َّ -2‬‬
‫الدنيا‪ ،‬كعمماء المسمميف لـ‬‫الديف ك ٌ‬
‫فكجب التٌحاكـ إلييا كعدـ الفصؿ بيف ٌ‬
‫يفرقكا بيف األحكاـ التي تينظٌـ األمكر الدينية‪ ،‬كاألحكاـ التي تينظٌـ األمكر‬
‫ٌ‬
‫عية" فمقصكد‬
‫الدنيكية‪ ،‬كا ٌنما أطمقكا عمييا جميعان اسـ "األحكاـ الشر ٌ‬
‫الشارع بالناس صالح آخرتيـ كدنياىـ أيضان‪.‬‬

‫)‪ )1‬مقدمة ابف خمدكف‪ ،‬ص‪.338‬‬

‫)‪ )2‬ينظر التفاصيؿ‪ :‬ابف قيـ الجكزية‪ ،‬الطرؽ الحكمية في السياسة الشرعية‪ ،‬ص‪.5‬‬

‫‪9‬‬
‫العقمية قائم هة عمى استبعاد الكحي‪ ،‬كاالعتماد عمى العقؿ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -3‬إ َّف السياسة‬
‫الس ٌنة‪ ،‬قاؿ‬
‫كاليكل‪ ،‬كقد ح ٌذرنا اهللي سبحانو مف االىتداء بغير الكتاب ك ٌ‬
‫تعالى‪ :‬ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ﮆﮇ … ﭼسورة األنعاـ‪.153 :‬‬

‫الجاٌٗ‪ :ٛ‬الطَِٗاضَ‪ ُٛ‬العَادِلَ‪ٛ‬‬


‫ظ ًال ىـ‪ ،‬ىكتىٍرىدعي أ ٍ‬
‫ىى ىؿ‬ ‫عية التي تي ٍظ ًي ير ا ٍل ىح َّ‬
‫ؽ ىكتى ٍدفىعي ا ٍل ىم ى‬ ‫كىي السياسة الشر ٌ‬
‫اع ًت ىم ى‬
‫اد ىىا‬ ‫ب َّ‬
‫الش ًر ى‬
‫يع ية ٍ‬ ‫َّة‪ ،‬ىك ًىي الًَّتي تي ً‬
‫كج ي‬ ‫ى‬
‫الشرًعي ً‬ ‫ًً‬ ‫س ًاد‪ ،‬ىكتيىك ِّ‬
‫صؿ إلى ا ٍل ىمقىاصد َّ ٍ‬ ‫ا ٍلفى ى‬
‫الس ٍي ىر ىعمى ٍي ىيا‪ ،‬كالسياسة العادلة غير مخالفة لمشريعة اإلسالمية‪ ،‬بؿ ىي جزء‬
‫ىك َّ‬
‫مر اصطالحي‪.‬‬‫مف أجزائيا كباب مف أبكابيا‪ ،‬كتسميتيا سياسة إ ٌنما ىك أ ه‬

‫أوجم‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬جٕاش العىن بالطٗاض‪ ٛ‬الشسعٗ‪:ٛ‬‬


‫عدة مف العصر النبكم كالخالفة الراشدة تد ٌؿ عمى جكاز‬ ‫اىد ٌ‬ ‫ىناؾ شك ي‬
‫كحرؽ‬ ‫اؿ ًم ٍف ا ٍل ىغ ًن ً‬ ‫العمؿ بالسياسة الشرعية‪ ،‬فقد م ىن ىع َّ‬
‫الن ًب ُّي ‪ ‬ا ٍل ىغ َّ‬
‫س ٍي ىم يو‪ٌ ،‬‬ ‫يمة ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ييا ا ٍل ىخ ٍم ير‪ ،‬ىكتى ٍح ًريقي يو‬ ‫ً‬ ‫يعمر ٍب يف ا ٍل ىخطَّ ً‬
‫ار‪ ،‬ىكتى ٍح ًريقي يو قى ٍرىي نة يي ىباعي ف ى‬ ‫كت ا ٍل ىخ َّم ً‬
‫اب ىحا ين ى‬ ‫ىي‬
‫ًً‬ ‫ً ً‬ ‫س ٍع ًد ٍب ًف أىًبي ىكقَّ و‬
‫ص ًر ٍب ًف‬ ‫ٍس ىن ٍ‬‫احتى ىج ىب فيو ىع ٍف ىرًعيَّتو‪ ،‬ىك ىح ٍمقي يو ىأر ى‬ ‫اص لى َّما ٍ‬ ‫ص ىر ى‬ ‫قى ٍ‬
‫السي ً ً‬ ‫ً ً‬
‫اس ًب ىيا‬ ‫س ى‬ ‫اسة الَّتي ى‬ ‫َّاج ىكىن ٍف يي يو لما افتتنت بو النساء‪ ،‬إلى ىغ ٍي ًر ىذل ىؾ م ٍف ِّ ى ى‬ ‫ىحج و‬
‫ؼ‬‫ام ًة‪ ،‬ىكًا ٍف ىخالىفى ىيا ىم ٍف ىخالىفى ىيا فىقى ٍكلي يو يم ىخالً ه‬ ‫ً ً‬
‫سن نة إلى ىي ٍكـ ا ٍلق ىي ى‬
‫يم ىة فىص ىار ٍت ي َّ‬ ‫ٍاأل َّ‬
‫الشرًعي ً‬ ‫مسي ً‬ ‫ً‬
‫َّة)‪.(1‬‬ ‫اسة َّ ٍ‬ ‫ل ِّ ى ى‬

‫عالق‪ ٛ‬الطٗاض‪ ٛ‬بالشسٖع‪:ٛ‬‬


‫قكؿ اإلماـ الشافعي‬ ‫قاؿ اإلماـ أبك الكفا ابف عقيؿ رحمو اهلل شارحان ى‬
‫ٍع ً‬
‫اؿ ًب ىح ٍي ي‬
‫ث‬ ‫"السياس ية ما ىك ى ً‬ ‫ؽ َّ‬‫اس ىة َّإال ىما ىكافى ى‬ ‫ً‬
‫اف م ٍف ٍاألىف ى‬ ‫ع"‪ ِّ :‬ى ى ى‬ ‫الش ٍر ى‬ ‫رحمو اهلل ى"ال س ىي ى‬

‫)‪ )1‬ابف قيـ الجكزية‪ ،‬اعالـ المكقعيف‪.284/4 ،‬‬

‫‪10‬‬
‫شِّر ٍع يو‬‫يي ى‬ ‫س ًاد‪ ،‬ىكًا ٍف لى ٍـ‬‫الص ىال ًح ىكأ ٍىب ىع ىد ىع ٍف ا ٍلفى ى‬
‫َّ‬ ‫كف ال ٌناس ىم ىع يو أىق ىٍر ىب إلى‬ ‫ىي يك ي‬
‫اس ىة َّإال ىما ىكافى ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ع"‬ ‫َّ‬
‫الش ٍر ى‬ ‫ؽ‬ ‫سك يؿ‪ ‬ىكىال ىن ىز ىؿ ًبو ىك ٍح هي؛ فىًإ ٍف أ ىىرٍد ىت ًبقى ٍكًل ىؾ " ىال س ىي ى‬ ‫الر ي‬
‫َّ‬
‫ؽ ًب ًو َّ‬
‫الش ٍرعي فى ىغمىطه‬ ‫طى‬ ‫يح‪ ،‬ىكًا ٍف أ ىىرٍد ىت ىما ىن ى‬ ‫الشرعي فى ً‬
‫صح ه‬ ‫ى‬
‫طى ً‬
‫ؽ ًبو َّ ٍ‬ ‫ؼ ىما ىن ى‬ ‫ىم لى ٍـ يي ىخ ًال ٍ‬
‫أٍ‬
‫مص ىح ىابة")‪.(1‬‬ ‫ىكتى ٍغ ًميطه ًل َّ‬
‫يتبيف لنا ما يأتي‪:‬‬
‫كمف خالؿ كالـ اإلماـ ابف عقيؿ ٌ‬
‫المكصمة إلى الصالح ك ً‬
‫المبعدة عف‬ ‫ً‬ ‫عية ىي جميع األفعاؿ‬‫‪ -1‬أف السياس ىة الشر ٌ‬
‫تنطؽ بيا الشريعة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫الفساد‪ ،‬كاف لـ‬
‫رع‪ ،‬كاف لـ تنطؽ بيا الشريعة‪ ،‬فالتكافؽ‬
‫ش ى‬‫افؽ ال ٌ‬
‫‪ -2‬أ ٌنو ال سياس ىة إال ما ك ى‬
‫مطمكب بيف الشرع كالسياسة‪.‬‬
‫‪ -3‬أ َّف السياس ىة إذا لـ تتكافؽ مع الشرع فيي سياسة ظالمة‪ ،‬كال يمكف أف‬
‫الحؽ كالعدؿ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫كصؿ بيا إلى‬
‫ييتى َّ‬
‫سبؿ الكصكؿ إلى العدؿ كالحؽ في أدلٌة كأىمارات‬
‫يحد ٍد ي‬
‫‪ -4‬أ َّف اهلل تعالى لـ ٌ‬
‫فأم‬
‫مقصكده إقام ية الحؽ كالعدؿ كقياـ ال ٌناس بالقسط‪ٌ ،‬‬
‫ى‬ ‫بيف أ َّف‬
‫محددة‪ ،‬بؿ ٌ‬
‫كع ًرؼ بو العدؿ فيك مف شرع اهلل كدينو كرضاه‬ ‫الحؽ ي‬
‫ٌ‬ ‫طريؽ استيخ ًرج بو‬
‫كأمره‪ ،‬ككجب الحكـ بمكجبو كمقتضاه‪.‬‬

‫أوجم‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬جٕاش العىن بالطٗاض‪ ٛ‬الشسعٗ‪:ٛ‬‬


‫ناب‬
‫ثـ ٌم ٍف ى‬ ‫إف األصؿ في الحكـ كالسياسة ألىؿ الشريعة‪ ،‬كىـ األنبياء ٌ‬ ‫َّ‬
‫بي ‪ ،‬قاؿ‪« :‬كانت ب ينك‬ ‫أف ال ٌن ٌ‬
‫الصحيح َّ‬
‫عنيـ مف الخمفاء‪ ،‬كقد كرد في ٌ‬
‫نبي بعدم‪،‬‬‫خمفو نبي‪ ،‬كا ٌن يو ال َّ‬
‫ي‬ ‫األنبياء‪ ،‬يكمٌما ىمؾ نبي‬
‫ي‬ ‫كس يي يـ‬
‫تس ي‬
‫إسرائيؿ ي‬
‫فاألكؿ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫األكؿ‬
‫تأم يرنا؟ قاؿ‪« :‬فيكا ببيعة ٌ‬
‫مفاء فيكثييركف» قاليكا‪ :‬فما ي‬
‫كف يخ ي‬
‫كسي يك ي‬

‫)‪ )1‬ابف قيـ الجكزية‪ ،‬إعالـ المكقعيف عف رب العالميف‪ .283/4 ،‬كالطرؽ الحكمية‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫‪11‬‬
‫عاىـ»)‪ ،(1‬كالحديث فيو إشارة إلى‬
‫عما استر ي‬
‫فإف المٌو سائمي ييـ ٌ‬
‫كىـ حقٌ ييـ‪ٌ ،‬‬
‫أعطي ي‬
‫عية بالشريعة‪ ،‬كأ ٌنو لـ‬
‫أف األ نبياء كمف خمفيـ مف الخمفاء كانكا يسكسكف الر ٌ‬‫َّ‬
‫أدت‬
‫عدة ٌ‬
‫غير أ ٌنو حدثت مالبسات ٌ‬
‫يكف ىناؾ انفصا هؿ بيف الشريعة كالسياسة‪ ،‬ى‬
‫إلى ابتعاد الحكاـ عف سياسة الرعية بالشرع الحنيؼ‪ ،‬كترجع ىذه الظاىرة إلى‬
‫و‬
‫أسباب عدة منيا‪:‬‬

‫أٔالً‪ :‬ضٕ‪ ٞ‬فّي وعٍ‪ ٜ‬الطٗاض‪ ٛ‬الشسعٗ‪ٛ‬‬


‫الجكزية إلى أ َّف سكء فيـ المراد مف السياسة الشرعية‬
‫ٌ‬ ‫قيـ‬
‫أشار ابف ٌ‬
‫أدل إلى تبايف المكاقؼ تجاىيا بيف اإلفراط كالتفريط‪:‬‬
‫ٌ‬
‫كمنع مف األخذ بيا‪ ،‬اعتقادان منيـ‬
‫ى‬ ‫قكـ بالسياسة الشرعية‬‫فرط ه‬ ‫فقد ٌ‬
‫كد‪،‬‬‫فأدل بيـ األمر كما يقكؿ ابف القيـ إلى أف " ىعطَّميكا ا ٍل يح يد ى‬ ‫أ ٌنيا منافية لمشرع‪ٌ ،‬‬
‫الش ًريع ىة قى ً‬ ‫كر عمىى ا ٍلفى ً‬
‫اص ىرةن ىال‬ ‫ساد‪ ،‬ىك ىج ىعميكا َّ ى‬ ‫ى‬ ‫ىى ىؿ ا ٍلفي يج ً ى‬ ‫كؽ‪ ،‬ىك ىجَّأركا أ ٍ‬ ‫َّعكا ا ٍل يحقي ى‬ ‫ضي ي‬‫ىك ى‬
‫ؼ‬‫ؽ الًَّتي يي ٍع ىر ي‬ ‫يح نة ًمف الطُّ ير ً‬ ‫صح ى‬
‫تىقيكـ ًبمص ًال ًح ا ٍل ًعب ًاد‪ ،‬كس ُّدكا عمىى أى ٍنفي ًس ًيـ طيرقان ً‬
‫ٍ ي ى‬ ‫ى ى ى ى‬ ‫ي ى ى‬
‫كىا ىم ىع ًع ٍم ًم ًي ٍـ ىك ًع ٍمًـ ال ٌناس ًب ىيا أ َّىن ىيا أ ًىدلَّ ية ىحؽٍّ‪،‬‬ ‫ؽ ًم ٍف ا ٍل يم ٍب ًط ًؿ‪ ،‬ىك ىعطَّمي ى‬ ‫ًب ىيا ا ٍل يم ًح ُّ‬
‫ير ًفي ىم ٍع ًرفى ًة‬ ‫صو‬ ‫الشر ًع‪ ،‬كاىلًَّذم أىكجب لىيـ ىذ ًل ىؾ ىنكعي تى ٍق ً‬
‫ٍ‬ ‫ٍ ى ى يٍ‬
‫ً ًً‬
‫ظ ٌنان م ٍن يي ٍـ يم ىنافىاتى ىيا لقى ىكاعد َّ ٍ ى‬
‫ى ً‬
‫ؽ ىب ٍي ىف ا ٍل ىك ًاق ًع ىكىب ٍي ىن ىيا‪ ،‬ىفمى َّما ىأرىل يكىالةي ٍاأل ٍىم ًر ىذ ًل ىؾ ىكأ َّ‬
‫ىف‬ ‫يع ًة ىكالتَّ ٍط ًبي ً‬ ‫ىح ًقيقى ًة َّ‬
‫الش ًر ى‬
‫يع ًة‬
‫الش ًر ى‬‫شي وء ىز ًائ ود ىعمىى ىما فى ًي ىم يو ىى يؤىال ًء ًم ٍف َّ‬ ‫َّ ً‬
‫يـ أ ٍىم يريى ٍـ إال ب ى ٍ‬
‫ال ٌناس ىال ي ً‬
‫ستىق ي‬ ‫ىٍ‬
‫ير أيكلى ًئ ىؾ‬ ‫صً‬‫اس َّي نة ي ٍنتى ًظـ ًبيا مص ًالح ا ٍلعالىًـ؛ فىتىكلَّ ىد ًم ٍف تى ٍق ً‬
‫ى‬ ‫ى ي ى ى ى ي ى‬
‫يف ًسي ً‬ ‫ً‬
‫ىح ىدثيكا لى يي ٍـ قى ىكان ى ى‬ ‫فىأ ٍ‬
‫اد‬
‫سه‬ ‫ط ًكي هؿ‪ ،‬ىكفى ى‬ ‫شر ى‬ ‫اس ًت ًي ٍـ ى‬ ‫ض ً ً‬
‫اع س ىي ى‬ ‫ىح ىدثيكهي ًم ٍف أ ٍىك ى‬ ‫اث ىى يؤىال ًء ىما أ ٍ‬ ‫الش ًريع ًة كًا ٍح ىد ً‬
‫في َّ ى ى‬
‫ً‬
‫اس ًت ٍد ىار يك يو)‪. (2‬‬ ‫َّ‬
‫يض‪ ،‬ىكتىفىاقى ىـ ٍاأل ٍىم ير‪ ،‬ىكتى ىعذ ىر ٍ‬ ‫ىع ًر ه‬
‫شرع عف‬ ‫اعتقاد بعض الفقياء انفصا ىؿ ال ٌ‬
‫ى‬ ‫أف‬
‫كىذا األمر يد ٌؿ عمى َّ‬
‫عية قد جعؿ الشريعة عند ىؤالء عاجزةن عف‬‫السياسة‪ ،‬كنفي كجكد سياسة شر ٌ‬

‫)‪ )1‬ركاه البخارم برقـ ‪ ،3455‬كمسمـ برقـ ‪.1842‬‬

‫)‪ )2‬إعالـ المكقعيف‪.284/4 ،‬‬

‫‪12‬‬
‫القياـ بمصالح العباد‪ ،‬األمر الذم دفع بعض الح ٌكاـ إلى استحداث بعض‬
‫كتعاظـ األمر في كثير مف‬
‫ى‬ ‫كسمكىا سياسة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫القكانيف لتسيير مصالح ال ٌناس‪،‬‬
‫شرعي عف السياسة‪ ،‬كصار ييقاؿ‪ :‬الشرع‬ ‫انفصؿ ال ٌ‬
‫ى‬ ‫أمصار المسمميف؛ حتٌى‬
‫غ‬
‫سك ى‬
‫كالسياسة‪ ،‬كىذا يدعك خصمو إلى الشرع‪ ،‬كاآلخر يدعكه إلى السياسة‪ ،‬ف ٌ‬
‫بعض الح ٌكاـ أف يحكمكا بالشرع كاآلخر بالسياسة)‪.(1‬‬
‫فسكغت ما‬ ‫التكسع في األخذ بالسياسة الشرعية ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كما أفرطت طائف هة في‬
‫العقكبات عمى ىكاه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يفرض‬ ‫لكلي األمر أف‬
‫ى‬ ‫يناقض حكـ اهلل كرسكلو‪ ،‬كأباحت ٌ‬
‫يرىىا ًفي ىم ٍع ًرفى ًة ىما ىب ىع ىث المَّ يو ًب ًو‬
‫صً‬ ‫ك ًك ىال الطَّ ًائفىتى ٍي ًف أ ًيتي ٍت ًم ٍف ًقب ًؿ تى ٍق ً‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫سكلى يو كأنزؿ بو كتابو‪.‬‬ ‫ىر ي‬
‫ثاٌٗا‪ :‬ظّٕز الطٗاض‪ ٛ‬العامل‪ٔ ٛ‬اذتهي بغري وا أٌصه اهلل‬
‫كاف المسممكف في ِّ‬
‫كؿ بقاع العالـ اإلسالمي يتحاكمكف إلى الشريعة‬
‫اإلسالمية في كؿ جزئيات حياتيـ‪ ،‬كما كانكا يعتقدكف جك ىاز التحاكـ إلى غيرىا‪،‬‬
‫ٌ‬
‫العصر األمكم‬
‫ي‬ ‫مما شيده‬ ‫الرغـ ٌ‬
‫الصريح‪ ،‬كعمى َّ‬‫الكفر ٌ‬
‫ى‬ ‫كاعتقدكا بالخارج عمييا‬
‫كالعباسي مف بعض حاالت الجكر كالظمـ كسفؾ الدماء‪ ،‬كأخذ األمكاؿ بالباطؿ‬
‫غير أ َّف ىذه الحاالت كانت تقع‬ ‫َّ‬
‫مف قبؿ بعض األمراء ككالة المسمميف الظمىمة‪ ،‬ى‬
‫مظاىر‬
‫ي‬ ‫ظ ير إلييا دائمان عمى أنيا‬
‫بناء عمى اليكل كالطمع أك االنتقاـ‪ ،‬ككاف يين ى‬
‫ن‬
‫مصدرىا ىك ظمـ الح ٌكاـ‪ ،‬كلـ تكف تستند إلى قانكف أك‬
‫ى‬ ‫مخالف هة لإلسالـ‪ ،‬كأ َّف‬
‫نظاـ‪ ،‬كلـ يكف سببيا الخركج عمى شريعة اإلسالـ‪ ،‬كلـ تيًب ًح الشريعة‬
‫الخركج عمى ىؤالء الح ٌكاـ الظَّمىمة طالما‬ ‫ى‬ ‫اإلسالمية‪-‬في أصح أقكاؿ العمماء‪-‬‬ ‫ٌ‬
‫بف الص ً‬
‫اؿ‪:‬‬‫امت ‪ ‬قى ى‬ ‫فع ٍف عبادةى ً ٌ‬ ‫يظير مف ىؤالء الح ٌكاـ الكفر البكاح‪ ،‬ى‬‫ٍ‬ ‫أ ٌنو لـ‬
‫الس ٍم ًع‬
‫ىف ىب ىاي ىع ىنا ىعمىى َّ‬
‫يما أخ ىذ ىعمى ٍي ىنا‪« :‬أ ٍ‬ ‫الن ًب ُّي ‪ ‬فىبايع ىناه‪ ،‬فىقى ى ً‬
‫ىد ىعا ىنا َّ‬
‫اؿ ف ى‬ ‫ى ىٍ ي‬

‫)‪ )1‬المنتخب مف كتب شيخ اإلسالـ ص‪.108‬‬

‫‪13‬‬
‫كالطَّاع ًة‪ً ،‬في م ٍن ى ً‬
‫ع األ ٍىم ىر‬ ‫ىف ىال ين ىن ً‬
‫از ى‬ ‫شط ىنا ىك ىم ٍك ىرًى ىنا‪ ،‬ىك يع ٍ‬
‫س ًرىنا ىكأىثىىرةن ىعمى ٍي ىنا‪ ،‬ىكأ ٍ‬
‫س ًرىنا‬ ‫ىكيي ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫يو يب ٍرىىاف")‪.(1‬‬ ‫المَّ ًو ًف ً‬
‫ىف تىىرٍكا يك ٍف ارن ىب ىكاحان‪ً ،‬ع ٍن ىد يك ٍـ ًم ىف‬
‫ىىمى يو‪ ،‬إًَّال أ ٍ‬
‫أٍ‬
‫غير أنو مع ظيكر المغكؿ كسقكط جزء كبير مف ديار المسمميف بيد‬ ‫ى‬
‫كنظـ جديدةه بعيدة عف الشريعة‬‫ه‬ ‫انيف‬
‫التٌتار‪ ،‬ظيرت بيف المسمميف قك ي‬
‫اإلسالمية‪ ،‬كىي قكانيف الياسا‪ ،‬كىي مجمكع هة مف القكانيف التي أصدرىا‬
‫حد كصؼ المقريزم‪ ،‬فقد كاف التزاـ‬
‫جنكيزخاف لتنظيـ شؤكف دكلتو‪ ،‬كعمى ِّ‬
‫المغكؿ بػ"حكـ الياسا كالتزاـ ٌأكؿ المسمميف حكـ القرآف‪ ،‬كجعمكا ذلؾ دينان لـ‬
‫حد منيـ مخالفتو بكجو")‪.(2‬‬‫يعرؼ عف أ و‬
‫يى‬
‫كبخاصة بعد احتكاكيـ‬
‫ٌ‬ ‫بدأت قكانيف الياسا تنتشر بيف المسمميف‪،‬‬
‫بالمغكؿ الذيف أعمنكا إسالميـ حديثان‪ ،‬مف غير أف يتخمٌكا عف معظـ قكانينيـ‬
‫كضمكا ال َّ‬
‫حؽ إلى الباطؿ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫الحؽ كالباطؿ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫السابقة‪ ،‬فجمعكا بيف‬
‫كشرائعيـ ٌ‬
‫كمزجكا بيف الشريعة اإلسالمية كقكانيف المغكؿ‪ ،‬فأخذكا بالتحاكـ إلى قاضي‬
‫الدينية‪ ،‬مف الصالة كالصكـ كالزكاة كالحج‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫كؿ ما يتعمَّؽ باألمكر‬
‫القضاة في ِّ‬
‫كفي األقضية الشرعية كنحك ذلؾ‪ ،‬بينما تحاكمكا في ذات أنفسيـ إلى قكانيف‬
‫منصب الحاجب ليقضي بينيـ بقكانيف الياسا فيما يقع‬
‫ى‬ ‫الياسا‪ ،‬فمذلؾ أقامكا‬
‫السمطانية‪ ،‬كعند االختالؼ في أمكر‬
‫ٌ‬ ‫بينيـ مف تنازع في قضايا الدكاكيف‬
‫اإلقطاعات‪ ،‬فشٌرعكا في دكاكينيـ ما لـ يأذف بو اهلل تعالى‪ ،‬ليصير ليـ ذلؾ‬
‫حؽ)‪.(3‬‬ ‫سبيالن إلى أكؿ ماؿ اهلل ً‬
‫بغير ٌ‬
‫اب بتسمية قكانيف الياسا‬ ‫الح َّج ً‬
‫كقد أخذ عدد مف المماليؾ أك ي‬
‫الحجاب أك نال يقاؿ ليا حكـ السياسة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫بػ"السياسة"‪ ،‬يقكؿ المقريزم "ككانت أحكاـ‬

‫)‪ )1‬صحيح البخارم‪ ،‬الحديث رقـ (‪.)7056‬‬

‫)‪ )2‬المقريزم‪ ،‬كتاب المكاعظ كاالعتبار‪.85/3 :‬‬

‫)‪ )3‬المقريزم‪ ،‬كتاب المكاعظ كاالعتبار‪.85/3 :‬‬

‫‪14‬‬
‫اليكـ أصمىيا‪ ،‬كيتساىمكف في‬ ‫يعرؼ أكثر ً‬
‫أىؿ زماننا‬ ‫شيطانية ال‬ ‫كىي لفظة‬
‫ى‬ ‫ي ي‬ ‫ٌ‬
‫مما ال يمشي في األحكاـ الشرعية‪ ،‬كانما ىك‬
‫التمفٌظ بيا‪ ،‬كيقكلكف ىذا األمر ٌ‬
‫مف حكـ السياسة‪.(1)"...‬‬
‫تنبو معظـ عمماء المسمميف إلى ىذا الخرؽ الحاصؿ‪ ،‬ففي معرض تفسيره‬
‫كقد ٌ‬
‫قاؿ‬ ‫لقكلو تعالى‪ :‬ﭽﯾ ﯿ ﰀﰁﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﭼ‬
‫سورة المائدة‬

‫خير‪،‬‬ ‫"ينكر تعالى عمى مف خرج عف حكـ اهلل المح ىكـ المشتمؿ عمى ِّ‬
‫كؿ و‬ ‫ابف كثير‪ :‬ي‬
‫كعدؿ إلى ما سكاه مف اآلراء كاألىكاء كاالصطالحات التي كضعيا‬
‫شر‪ ،‬ى‬‫الناىي عف ك ٌؿ ٍّ‬
‫الضالالت‬
‫الرجاؿ بال مستند مف شريعة اهلل‪ ،‬كما كاف أى يؿ الجاىمية يحكمكف بو مف ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الممكية‬
‫ٌ‬ ‫كالجياالت مما يضعكنيا بآرائيـ كأىكائيـ‪ ،‬ككما يحكـ بو التتار مف السياسات‬
‫المأخكذة عف ممكيـ جنكيزخاف الذم كضع ليـ الياسا‪ ،‬كىك عبارة عف كتاب‬
‫مجمكع مف أحكاـ قد اقتبسيا مف شرائع شتٌى‪ :‬مف الييكدية كالنصرانية ك ً‬
‫الممٌة‬ ‫ى‬
‫مجرد نظره كىكاه‪،‬‬
‫اإلسالمية كغيرىا‪ ،‬كفييا الكثير مف األحكاـ أخ ىذىا مف ٌ‬
‫فصارت في بنيو شرعان متٌبعان يقدمكنو عمى الحكـ بكتاب اهلل كس ٌنة رسكؿ‬
‫كافر يجب قتالو حتٌى يرجع إلى حكـ اهلل‬
‫فعؿ ذلؾ منيـ فيك ه‬
‫اهلل‪ ‬فمف ى‬
‫كرسكلو‪ ،‬فال يح ٌكـ سكاه في و‬
‫قميؿ أك و‬
‫كثير")‪.(2‬‬

‫قتاه املطمىني لمدازجني عَ حهي الشسٖع‪:ٛ‬‬


‫الرغـ مف إعالف المغكؿ دخكليـ في اإلسالـ‪ ،‬كنطقيـ‬
‫عمى َّ‬
‫أف إسالـ ىؤالء التتر كاف مشكبان‬
‫كبخاصة في زمف قازاف‪ ،‬غير َّ‬
‫ٌ‬ ‫بالشيادتيف‪،‬‬
‫يككف عميو المسمـ مف‬
‫ى‬ ‫بالعديد مف المظاىر كالممارسات المخالفة لما يجب أف‬
‫نكاقض ككبائر‪ ،‬فقد ظمٌكا يتحاكمكف إلى قكانيف الياسا كيعظٌمكنيا‪ ،‬كما عطٌمكا‬

‫)‪ )1‬المقريزم‪ ،‬كتاب المكاعظ كاالعتبار‪.81/3 :‬‬

‫)‪ )2‬تفسير ابف كثير‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫بعض المنكرات‪ ،‬كالسماح لم ٌنصارل بتعميؽ‬
‫قركا ى‬‫بعض شرائع اإلسالـ كأركانو‪ ،‬كأ ٌ‬
‫ى‬
‫تحر ىج بعض المسمميف مف‬ ‫غزك بالد الشاـ ٌ‬
‫ى‬ ‫حاكؿ قازاف‬
‫ى‬ ‫لما‬
‫الصمباف‪ ،‬ك ٌ‬
‫ٌ‬
‫مقاتمتيـ ٌأك ىؿ األمر‪ ،‬كقالكا‪ :‬كيؼ نقاتميـ كىـ ينطقكف بالشيادة كيعمنكف‬
‫فتصدل ليذا األمر‬ ‫ٌ‬ ‫الحؽ في ذلؾ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫يبيف كجو‬ ‫اإلسالـ؟!! فاحتاج األمر إلى مف ٌ‬
‫عدد مف العمماء يقؼ في مقدمتيـ شيخ اإلسالـ أحمد بف تيمية رحمو اهلل‪،‬‬
‫س ًئؿ عف جكاز قتاؿ التتار كخاصة بعد أى ٍف (تى ىكمَّ يمكا‬ ‫فقد قاؿ في فتكل لو لما ي‬
‫س يبكا إلى اإلسالـ ىكلى ٍـ يي ٍبقيكا ىعمىى ا ٍل يك ٍف ًر الًَّذم ىكا ينكا ىعمى ٍي ًو ًفي‬ ‫ادتى ٍي ًف‪ ،‬ىكا ٍنتى ى‬ ‫ًب َّ‬
‫الش ىي ى‬
‫ب ًقتىالي يي ٍـ أ ٍىـ ىال؟‪.(1))...‬‬ ‫أ َّىك ًؿ ٍاأل ٍىم ًر فى ىي ٍؿ ىي ًج ي‬
‫ككاف شيخ اإلسالـ ابف تيمية ىر ًح مو اهلل فقييان بكاقع الحاؿ‪ ،‬فكاف‬
‫شر ً‬ ‫ش ًر و ً‬ ‫ً و‬ ‫ً‬
‫ائ ًع‬ ‫يع ة م ٍف ى ى‬ ‫مم ا جاء في جكابو رح ىم و اهلل " يك ُّؿ طىائ فىة ىخ ىر ىج ٍت ىع ٍف ى ى‬ ‫ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يف ‪ ،‬ىكاً ٍف‬ ‫سمم ى‬ ‫ؽ أىئ َّم ة الٍ يم ٍ‬ ‫ب ق تىالي ىي ا ًب اتِّفىا ً‬ ‫اإلسالـ الظَّاى ىرًة الٍ يم تى ىكات ىرًة فى ًإ نَّ وي ىي ًج ي‬
‫الص مىك ً‬ ‫اد تى ٍي ًف ‪ ،‬فى ًإ ىذ ا أىقى ُّركا ًب َّ‬ ‫تى ىك مَّ ىم ٍت ًب َّ‬
‫ات‬ ‫َّ ى‬ ‫ام تىنى عي كا ىع ٍف‬ ‫اد تى ٍي ًف ىك ٍ‬ ‫الش ىي ى‬ ‫الش ىي ى‬
‫ب ًق تىالي يي ٍـ‬ ‫س ‪ ،‬كج ب ًق تىاليي ـ ح تَّى ي ص مُّكا‪ ،‬كاً ٍف ام تىنى ع كا ع ٍف َّ ً‬
‫الز ىك اة ‪ ،‬ىك ىج ى‬ ‫ٍ ي ى‬ ‫ى‬ ‫يٍ ى ي ى‬ ‫الٍ ىخ ٍم ً ى ى ى‬
‫اف ‪ ،‬أك ىح ِّج‬ ‫ض ى‬ ‫ش ٍي ًر ىر ىم ى‬ ‫ص ىي ًاـ ى‬ ‫إف ام تىنى ع كا ع ٍف ً‬ ‫ً‬ ‫ىح تَّى يي ىؤ ُّد كا َّ‬
‫الز ىك اةى‪ ،‬ىك ىك ىذ ل ىؾ ٍ ٍ ي ى‬
‫الزىن ا‪ ،‬أك‬ ‫ش ‪ ،‬أك ِّ‬ ‫اح ً‬ ‫يـ الٍ فىك ً‬ ‫إف ام تى ىن ع كا ع ٍف تى ٍح ًر ً‬ ‫ً‬ ‫الٍ ىب ٍي ًت الٍ ىع ًت ي ً‬
‫ى‬ ‫ؽ ‪ ،‬ىك ىك ىذ ل ىؾ ٍ ٍ ي ى‬
‫ام تى ىن عي كا‬
‫إف ٍ‬ ‫يع ًة ىك ىك ىذ لً ىؾ ٍ‬ ‫الش ًر ى‬‫ات َّ‬ ‫الٍ م ٍي ًس ًر ‪ ،‬أك الٍ ىخ م ًر ‪ ،‬أك ىغ ٍي ًر ىذ لً ىؾ ًم ٍف م ح َّرم ً‬
‫يى ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬
‫ض ا ًع ‪ ،‬كنى ٍح ًك ىى ا ًب ح ٍك ـً‬ ‫اض ‪ ،‬ىك ٍاأل ٍىب ى‬ ‫ىع ىر ً‬‫اؿ ىك ٍاأل ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ىع ٍف الٍ يح ٍك ـ ف ي الدِّم اء ‪ ،‬ىك ٍاألىم ىك ً‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬
‫كؼ ىكالنَّ ٍي ًي ىع ٍف‬ ‫الس نَّ ًة ‪ ،‬ك ىك ىذ لً ىؾ إ ٍف ام تىنى ع كا ع ٍف ٍاألىم ًر ًب الٍ م ع ر ً‬ ‫اب ىك ُّ‬ ‫الٍ ًك تى ً‬
‫ى ٍي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ي ى‬ ‫ى‬
‫س مً يم كا ىكيي ىؤ ُّد كا الٍ ًج ٍز ىي ىة ىع ٍف ىي ود ىكىي ٍـ‬ ‫ىف يي ٍ‬ ‫ار إلى أ ٍ‬ ‫اد الٍ يك فَّ ً‬ ‫الٍ م ٍن ىك ًر ‪ ،‬ك ًج ي ً‬
‫ى ى‬ ‫ي‬
‫الس نَّ ًة ‪ ،‬ىكاتِّ ىب ا ًع‬
‫اب ىك ُّ‬ ‫ظ ىي ركا الٍ ًب ىد عى الٍ م ىخ الًفى ىة لًمٍ ًك تى ً‬
‫ي‬ ‫إف أى ٍ ي‬ ‫كف ‪ ،‬ىك ىك ىذ لً ىؾ ٍ‬ ‫اغ ير ى‬ ‫ص ً‬
‫ى‬
‫ات ًو ‪ ،‬أك‬ ‫اء المَّ ًو كآي ً‬
‫ى ى‬
‫اد ًف ي أىس م ً‬
‫ٍى‬ ‫ظ ًي يركا ًٍ‬
‫اإل لٍ ىح ى‬ ‫ىف يي ٍ‬ ‫يم ًة ىكأ ًىئ َّم ًت ىي ا ًم ثٍؿ‪ :‬أ ٍ‬ ‫ؼ ٍاأل َّ‬ ‫س مى ً‬
‫ى‬
‫يب ًب ىم ا‬ ‫ً‬ ‫ات ًو ‪ ،‬أك التَّ ٍك ًذ يب ًب قى ىد ًرًه كقى ى ً ً‬ ‫ص فى ً‬ ‫اء المَّ ًو ك ً‬ ‫التَّ ٍك ًذ يب ًب أىس م ً‬
‫ض ائ و أك التَّ ٍك ذ ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٍى‬ ‫ى‬

‫)‪ )1‬ابف تيمية‪ ،‬مجمكع الفتاكل‪ 509/28 :‬كما بعدىا‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫يف ‪ ،‬أك الطَّ ٍع ىف ًف ي‬ ‫اش ًد ى‬ ‫الر ً‬
‫اء َّ‬ ‫يف ع مىى ع ي ًد الٍ يخ مىفى ً‬
‫ىٍ‬ ‫سمم ى ى‬
‫اف ع مى ٍي ًو ج م اع ية الٍ م ً ً‬
‫ي ٍ‬ ‫ىى ى‬ ‫ىك ى ى‬
‫اف أك‬ ‫س و‬ ‫ار ىكاىلَّ ًذ ى‬
‫يف اتَّ ىب عي كىي ٍـ ًب ًإ ٍح ى‬ ‫صً‬ ‫يف ًم ٍف الٍ يم ىي ا ًج ًر ى‬
‫يف ىك ٍاألى ٍن ى‬ ‫الس ا ًب ًق ى‬
‫يف ٍاأل َّىكلً ى‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫يف ح تَّى ي ٍد يخ ميكا ًف ي طى ً‬ ‫م قىاتىمى ًة الٍ م ً ً‬
‫كج ىع ٍف‬ ‫ب الٍ يخ ير ى‬ ‫اع ت ًي ٍـ الَّت ي تيك ًج ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫سمم ى ى‬ ‫ي ٍ‬ ‫ي‬
‫كر قىا ىؿ المَّوي تى ىع الىى‪ :‬ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ‬ ‫يم ً‬ ‫ش ًريع ًة اإلسالـ كأ ً ً ً‬
‫ىم ثىاؿ ىى ذ ه ٍاأل ي‬ ‫ى ٍ‬ ‫ى ى‬
‫فى ًإ ىذ ا ىك ى‬ ‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ … ﭼ‬
‫سورة األنفاؿ ‪39 :‬‬
‫ض‬ ‫اف ىب ٍع ي‬
‫الد يف يك مُّوي لًمَّ ًو ")‪.(1‬‬
‫كف ٌ‬‫ب الٍ ًق تىا يؿ ىح تَّى ىي يك ى‬ ‫ً‬ ‫الد يف لًمَّ ًو ‪ ،‬كب ع ي ً‬
‫ض وي ل ىغ ٍي ًر المَّو ىك ىج ى‬ ‫ىىٍ‬ ‫ٌ‬
‫مما قد التبس عمى بعض المسمميف في ىذا‬ ‫كىذه اإلشكالية قريب هة ٌ‬
‫الحرج‪ ،‬ك أركا عدـ جكاز الخركج عمى ح ٌكاميـ‬ ‫الزماف‪ ،‬حيث كقعكا في ى‬ ‫ٌ‬
‫لما أركا‬
‫األمنية‪ ،‬كذلؾ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ش ًرطة كاألجيزة‬
‫كم ٍف يناصرىـ مف الجيش كال ٌ‬
‫كمحاربتيـ ى‬
‫كيتسمكف‬
‫ٌ‬ ‫كيؤدكف بعض شعائر اإلسالـ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ىؤالء الح ٌكاـ ينطقكف بالشيادتيف‪،‬‬
‫بأسماء المسمميف‪ ،‬مف غير التدقيؽ في حقيقة حاليـ‪ ،‬كأنيـ محاربكف لشريعة‬
‫كفري وة‬
‫ٌ‬ ‫انيف‬
‫اإلسالـ كأىمو‪ ،‬كقد عزلكا الشرع عف حكـ المسمميف كأبدلكه بقك ى‬
‫كضعية‪ ،‬حكمكا بيا بالد المسمميف‪ ،‬كأباحكا المنكرات‪ ،‬كحاربكا الدعاة‪ ،‬كناصركا‬
‫ٌ‬
‫يصركف عمى ارتكابيا‬
‫أعداء اإلسالـ ككالكىـ‪ ،‬إلى غير ذلؾ مف النكاقض التي ٌ‬
‫ليؿ نيار‪.‬‬
‫ى‬

‫)‪ )1‬ابف تيمية‪ ،‬مجمكع الفتاكل‪.510/28 :‬‬

‫‪17‬‬
‫عرؼ ما يأتي‪:‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -1‬السياسة‪.‬‬
‫‪ -2‬السياسة الشرعية‪.‬‬
‫‪ -3‬قكانيف الياسا‪.‬‬

‫لماذا تي ُّ‬
‫عد السياسة القائمة عمى النظر العقمي مردكدة شرعان؟‬

‫اذكر بعض الشكاىد مف السنة النبكية كالخالفة الراشدة عمى‬


‫جكاز العمؿ بالسياسة الشرعية‪.‬‬

‫تكمٌـ عف عالقة السياسة بالشريعة‪.‬‬

‫كيؼ بدأت قكانيف الياسا في التغم يغ ًؿ إلى بالد المسمميف؟‬

‫‪18‬‬
‫الٕحد‪ ٚ‬الجاٌٗ‪ٛ‬‬
‫ٌعاً اذتهي‬
‫يف الدٔل‪ ٛ‬اإلضالوٗ‪ٛ‬‬

‫‪19‬‬
‫ٔجٕب إقاو‪ ٛ‬الدٔل‪ ٛ‬يف اإلضالً‬

‫ؼ الطالب اإلمامة‪.‬‬‫عر ى‬
‫‪ -1‬أف يي ِّ‬
‫‪ -2‬أف يحفظ الطالب األدلة عمى كجكب نصب اإلماـ‪.‬‬
‫‪ -3‬أف يشرح الطالب طرؽ انعقاد اإلماـ‪.‬‬
‫يعدد الطالب شركط اإلماـ‪.‬‬‫‪ -4‬أف ٌ‬
‫‪ -5‬أف يعمٌؿ الطالب كجكب البيعة‪.‬‬
‫ؼ الطالب البيعة لغ نة كشرعان‪.‬‬
‫عر ى‬
‫‪ -6‬أف يي ِّ‬
‫أف اإلمامة ال تنعقد إال إلماـ كاحد‪.‬‬ ‫‪ -7‬أف يفيـ الطالب َّ‬
‫يعدد الطالب كاجبات اإلماـ‪.‬‬
‫‪ -8‬أف ٌ‬
‫يعدد الطالب حقكؽ اإلماـ عمى الرعية‪.‬‬ ‫‪ -9‬أف ٌ‬
‫‪ -10‬أف يشرح الطالب حكـ الخركج عمى الحاكـ‪.‬‬
‫يعدد الطالب بعض أكجو كفر ح ٌكاـ العالـ اإلسالمي اليكـ‪.‬‬ ‫‪ -11‬أف ٌ‬

‫ديف كدكل هة‪ ،‬عقيدةه كشريع هة‪ ،‬كالشريعة اإلسالمية شريعة كاممة‬
‫اإلسالـ ه‬
‫كؿ جكانب الحياة "سياسية كاقتصادية‪،‬‬ ‫أحكاميا كقكاعدىا ِّ‬
‫ي‬ ‫شاممة غطَّت‬
‫كضـ الشرع الحنيؼ مف األكامر كالنكاىي ما ىك كفيؿ‬
‫َّ‬ ‫اجتماعية كادارية"‬
‫الديف عمى ال ٌناس كضماف تطبيقو‪ ،‬كلضماف تطبيؽ أكامر اهلل‬ ‫بسيادة أحكاـ ٌ‬
‫بد مف قكوة كسمطة ممزمة كرادعة‪ ،‬كىذا ال يتـ إال بكجكد و‬
‫دكلة‪ ،‬كما‬ ‫كنكاىيو فال َّ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫يتـ الكاجب إال بو فيك كاجب‪ ،‬لذلؾ أصبح مف الكاجب عمى المسمميف إقامة‬ ‫ال ٌ‬
‫الديف اإلسالمي‪ ،‬كتنفيذ أحكامو‪،‬‬
‫الدكلة‪ ،‬ككظيفة الدكلة اإلسالمية ىك إقامة ٌ‬
‫كالحفاظ عمى ديار المسمميف‪ ،‬ثـ إنو ال َّ‬
‫بد ليذه الدكلة مف إماـ يقكـ برئاستيا‬
‫كقيادتيا‪ ،‬فكجب عمى المسمميف تنصيب اإلماـ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫تعسٖف اإلواو‪:ٛ‬‬
‫بعدة تعريفات منيا‪:‬‬
‫عرؼ العمماء اإلمامة ٌ‬
‫ٌ‬
‫تعسٖف املأزد‪:ٙ‬‬
‫الدنيا بو))‪.(1‬‬
‫الديف كسياسة ٌ‬ ‫(اإلمام ية مكضكع هة لخالفة النبكة في حر ً‬
‫اسة ٌ‬ ‫ٌ‬
‫تعسٖف إواً اذتسوني ادتٕٖين‪:‬‬
‫ميمات‬
‫ٌ‬ ‫العامة في‬
‫بالخاصة ك ٌ‬
‫ٌ‬ ‫تامة‪ ،‬كزعامة تتعمٌؽ‬
‫(اإلمامة رياس هة ٌ‬
‫الدنيا))‪.(2‬‬
‫الديف ك ٌ‬
‫ٌ‬
‫تعسٖف ابَ خمدُٔ‪:‬‬
‫(ىي حمؿ الكافة عمى مقتضى النظر الشرعي في مصالحيـ األخركية‬
‫شارع إلى اعتبارىا‬
‫كالدنيكية الراجعة إلييا‪ ،‬إذ أحكاؿ الدنيا ترجع كمٌيا عند ال ٌ‬
‫الديف‬
‫بمصالح اآلخرة‪ ،‬فيي في الحقيقة خالفة عف صاحب الشرع في حراسة ٌ‬
‫كسياسة الدنيا بو))‪.(3‬‬
‫تصب في معنى ك و‬
‫احد كىك أ َّف اإلمام ىة نياب هة عف‬ ‫ُّ‬ ‫كىذه التعريفات كمٌيا‬
‫ن‬
‫كفؽ‬
‫ى‬ ‫الرسكؿ ‪ ‬في رياسة المسمميف كرعاية مصالحيـ الدينية كالدنيكية‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أحكاـ الشريعة‬

‫)‪ )1‬األحكاـ السمطانية‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫)‪ )2‬الغياثي‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫)‪ )3‬مقدمة ابف خمدكف‪ ،‬ص‪.151‬‬

‫‪21‬‬
‫تطىٗ‪ ٛ‬اإلواً‪:‬‬
‫قاؿ لإلماـ‪ :‬الخميفة‪ ،‬كاإلماـ‪ ،‬كأمير المؤمنيف‪ ،‬كىذه‬
‫أف يي ى‬‫يجكز ٍ‬
‫التسميات كمُّيا ُّ‬
‫تدؿ عمى رئيس المسمميف كزعيميـ‪ ،‬غير أ ٌف ِّ‬
‫لكؿ تسمية سببان‬
‫أكجدىا )‪:(1‬‬
‫الصالة في اتٌباعو كاالقتداء بو‪ ،‬كليذا يقاؿ‪:‬‬
‫فأما تسميتو إمامان فتشبييان بإماـ ٌ‬
‫ٌ‬
‫اإلمامة الكبرل أك العظمى‪.‬‬
‫ؽ‪،‬‬‫أمتو‪ ،‬فيقاؿ‪ :‬خميفة بإطال و‬
‫أما تسميتو خميف نة فذلؾ أل ٌنو يخمؼ النبي ‪ ‬في ٌ‬
‫كٌ‬
‫(لست‬
‫ي‬ ‫حد (خميفة اهلل)‪ ،‬كقاؿ‪:‬‬
‫يسم ىيو أ ه‬
‫كخميفة رسكؿ اهلل‪ ،‬كقد نيى أبك بكر أف ٌ‬
‫ً‬
‫رسكؿ اهلل ‪ )‬كألف االستخالؼ إ ٌنما ىك في حؽ‬ ‫خميف ىة اهلل كلك ٌني خميف ية‬
‫الغائب‪ ،‬كأما الحاضر فال‪.‬‬
‫كػاف‬
‫سمى أمير المػؤمنيف‪ :‬كسػبب ىػذه التسػمية أ ٌنػو لمػا يبكيػع أبػك بكػر ‪ ،‬ى‬
‫كي َّ‬
‫ي‬
‫فممػا‬
‫يسػمكنو خميفػة رسػكؿ اهلل‪ٌ ،‬‬ ‫الصحابة رضي اهلل عنيـ كسائر المسػمميف ٌ‬ ‫ٌ‬
‫رسكؿ ً‬
‫اهلل ‪ ،‬ككػأ ٌنيـ اسػتثقمكا ىػذا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫خميفة‬ ‫عمر ‪ ‬كانكا يدعكنو خميف ىة‬
‫بكيع ي‬
‫قب لكثرتو كطكؿ إضافتو كأنو يتزايد فيما بعد مع ك ٌؿ خميفػة جديػد‪ ،‬كاتٌفػؽ أف‬
‫المٌ ى‬
‫عمر ‪" :‬يا أمير المؤمنيف" كسػمعيا أصػحابو فاستحسػنكه‪،‬‬ ‫دعا بعض ال ٌناس ى‬
‫كقالكا أصبت كاهلل اسمو‪ ،‬إ ٌنو كاهلل أمير المؤمنيف حقٌان‪ ،‬فدعكه بذلؾ‪ ،‬كذىب لقبػان‬
‫لو في ال ٌناس‪ ،‬كتكارثو الخمفاء مف بعده‪.‬‬

‫ٔجٕب ٌصب اإلواً‪:‬‬


‫ىف األمة‬‫السكاد األعظـ مف المسمميف عمى كجكب نصب اإلماـ‪ .‬كأ َّ‬ ‫اتٌفؽ ٌ‬
‫تقػػع فػػي اإلثػػـ إذا لػػـ تقػػـ بيػػذا الكاجػػب‪ ،‬كنصػػب اإلمػػاـ فػػرض عمػػى الكفايػػة‪،‬‬
‫مخاطب بيا طائفتاف مػف ال ٌنػاس‪ ،‬إحػداىما‪ :‬أىػؿ االجتيػاد حتٌػى يختػاركا إمامػان‪،‬‬

‫)‪ )1‬ينظر مقدمة ابف خمدكف‪ :‬ص ‪.151‬‬

‫‪22‬‬
‫ينتصب أحػدىـ لإلمامػة‪ ،‬كقػد يعػرؼ‬
‫ى‬ ‫كالثانية‪ :‬مف يكجد فيو شرائط اإلمامة حتٌى‬
‫الصػحابة كالتػابعيف‪ ،‬قػاؿ اإلمػاـ ابػف جماعػة‪( :‬يجػب‬
‫كجكبو في الشػرع بإجمػاع ٌ‬
‫ػػؼ أيػػػدم‬
‫ػػديف‪ ،‬كسياسػػػة أمػػػكر المسػػػمميف‪ ،‬ككػ ٌ‬
‫نصػػػب إمػػػاـ يقػػػكـ بحراسػػػة الػ ٌ‬
‫المعتػػديف‪ ،‬كانصػػاؼ المظمػػكميف مػػف الظػػالميف‪ ،‬كيأخػػذ الحقػػكؽ مػػف مكاقعيػػا‪،‬‬
‫ػالح الػػبالد‪ ،‬كأمػ ىػف العب ػاد‪،‬‬
‫كيضػػعيا جمع ػان كصػػرفان فػػي مكاضػػعيا‪ ،‬فػػإف بػػذلؾ صػ ى‬
‫مؽ ال تصػمح أحػكاليـ إال بسػمطاف يقػكـ بسياسػتيـ‪،‬‬ ‫الخ ى‬
‫اد الفساد‪ ،‬أل َّف ى‬ ‫كقطع مك ٌ‬
‫ى‬
‫كيتجرد لحراستيـ))‪.(1‬‬
‫ٌ‬

‫ٔوَ األدل‪ ٛ‬عم‪ٔ ٜ‬جٕب ٌصب اإلواً‪:‬‬


‫‪ -1‬قال تعالى‪ :‬ﭽﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬
‫ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ‬
‫ﰕ ﭼسوةر ص فهذه اآلية فيها إرشاد وتعميم من الباري‪ ،‬جل وعال‪ ،‬لعباده المؤمنين‬
‫أنو ال بد من خميفة يقوم بالحكم بما أنزل اهلل بين عباده لتصمح بو البالد والعباد‪.‬‬
‫قاؿ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -2‬ركل اإلماـ أحمد بإسناده إلى عبد اهلل بف عمرك أف رسكؿ اهلل‬
‫أمركا عمييـ‬
‫نفر يككنكف بأرض فالة إال ٌ‬ ‫في حديث طكيؿ‪" :‬كال يح ٌؿ لثالثة و‬
‫أمتو أ ٌنو إذا خرج ثالثة في‬
‫أرشد ٌ‬
‫ى‬ ‫أحدىـ‪ ،(2)"..‬فإذا كاف رسكؿ اهلل ‪ ‬قد‬
‫أف السفر يككف في‬‫أحدىـ أمي ارن عمييـ‪ ،‬مع َّ‬
‫فإف عمييـ أى ٍف يختاركا ى‬
‫سفر َّ‬
‫كمدة كجيزة فما الشأف باإلمامة العظمى فإف كجكبيا‬
‫مسافة محدكدة ٌ‬
‫متحتٌـ عمى األمة مف باب أكلى‪.‬‬

‫)‪ )1‬تحرير األحكاـ في تدبير أىؿ اإلسالـ‪ ،‬ص‪.48‬‬

‫)‪ )2‬الحديث رقـ ‪.6757‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -3‬أى َّف أصحاب رسكؿ اهلل ‪ ‬عند كفاتو بادركا إلى بيعة أبي بكر ‪ ‬كتسميـ النظر‬
‫إليو في أمكرىـ‪ ،‬ككذا في ِّ‬
‫كؿ عصر مف بعد ذلؾ‪ ،‬كلـ تترؾ الٌناس فكضى في‬
‫استقر ذلؾ إجماعان داالٌن عمى كجكب نصب اإلماـ)‪.(1‬‬
‫عصر مف العصكر‪ ،‬ك ٌ‬

‫طسم اٌعكاد اإلواو‪ٛ‬‬


‫تنعقد اإلمامة بثالث طرؽ كىي)‪:(2‬‬

‫الطسٖل األٔه‪ :‬بٗع‪ ٛ‬أِن العكد ٔاذتن‬


‫يتيسر‬
‫ٌ‬ ‫الرؤساء‪ ،‬ككجكه ال ٌناس الٌذيف‬
‫العمماء‪ ،‬ك ٌ‬
‫أم بيعة األيمراء ك ي‬
‫ٍ‬
‫السقيفة‪ ،‬كال ييشتىرط‬
‫حضكرىـ ببمد اإلماـ عند البيعة‪ ،‬كبيعة أبي بكر ‪ ‬يكـ ٌ‬
‫ضكره عند عقدىا‪ ،‬كال تتكقٌؼ‬ ‫تيسر يح ي‬
‫مخصكص‪ ،‬بؿ مف ٌ‬ ‫ي‬ ‫في أىؿ البيعة عدد‬
‫المكافقة إذا كاف‬
‫لزميـ ي‬
‫ي‬ ‫صحتيا عمى مبايعة أىؿ األمصار‪ ،‬بؿ متى بم ىغ ييـ‬
‫ٌ‬
‫لو أىالن ليا‪ ،‬كال عبرة بعدـ رضا بعضيـ؛ فمـ يقدح في خالفة أبي‬ ‫المعقيكد ي‬
‫عدـ مبايعة سعد بف عبادة ‪.‬‬ ‫بكر‪‬‬
‫الطسٖل الجاٌ٘‪ :‬اضتدالف اإلواً الّر‪ ٙ‬قبمْ‬
‫صحتو‪،‬‬
‫أجمعكا عمى ٌ‬‫عنيما‪ ،‬ك ي‬ ‫عمر رضي اهلل ي‬
‫كما استخمؼ يأبك بكر ى‬
‫ص َّح أيضان‪ ،‬كيتفقكف عمى كاحد‬ ‫و‬
‫شكرل في جماعة ى‬
‫األمر بعده ي‬
‫ى‬ ‫اإلماـ‬
‫ي‬ ‫جعؿ‬
‫فإف ى‬‫ٍ‬
‫عمر ‪ ‬بأىؿ الشكرل مف العشرة‪ ،‬ككا ينكا ستٌة‪ :‬يعثماف‪،‬‬
‫فعؿ ي‬ ‫منيـ‪ ،‬كما ى‬‫ي‬
‫الرحمف‪ ،‬كاتٌفقيكا عمى يعثماف‪.‬‬ ‫كعمي‪ ،‬كطمحة‪ ،‬ك ُّ‬
‫الزبير‪ ،‬كسعد‪ ،‬كعبد ٌ‬
‫كيشترط في الخميفة الم ً‬
‫ستخمؼ كالمستخمىؼ بعده‪ :‬أى ٍف ي يككنا قد جمعا‬ ‫ي‬
‫كلي العيد ذلؾ بعد العيد‪ ،‬كقبؿ مكت مف استخمفو‪،‬‬
‫ش يركط اإلمامة‪ ،‬كأف يقبؿ ٌ‬
‫ي‬
‫رده لـ تنعقد البيعة‪.‬‬
‫فإف ٌ‬

‫)‪ )1‬ابف خمدكف‪ ،‬المقدمة‪.339 ،‬‬

‫)‪ )2‬ابف جماعة الحمكم‪ ،‬تحرير األحكاـ في تدبير أىؿ اإلسالـ‪ ،‬ص‪.52‬‬

‫‪24‬‬
‫الطسٖل الجالح‪ :‬بٗع‪ ٛ‬املتغمب‬
‫كج ينػكده بغيػر بيعػة أك‬
‫أف يتغمب شخص عمػى األميػر الشػرعي بشػككتو ي‬
‫المسػػمميف كتجتمػػع‬
‫اسػػتخالؼ‪ ،‬انعقػػدت بيعتػػو‪ ،‬كلزمػػت طاعتػػو‪ ،‬لينػػتظـ شػػمؿ ي‬
‫كممتيـ‪.‬‬

‫شسٔط اإلواو‪:ٛ‬‬
‫المتصدر لمنصب اإلمامة‪ ،‬كي‬
‫ٌ‬ ‫ىناؾ عدة شركط يجب أف تتكفر في‬
‫)‪(1‬‬
‫تصح بيعتو‪ ،‬كيمكف إدراج ىذه الشركط في النقاط اآلتية ‪:‬‬
‫َّ‬
‫‪ -1‬أف يككف مسممان‪ :‬فال يجكز أف يككف إماـ المسمميف كاف ارن‪ ،‬سكاء أكاف كف ارن‬
‫(مرتدان) لقكلو تعالى ﭽ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬
‫ٌ‬ ‫أصميان أك طارئان‬
‫ٌ‬
‫حريـ عمى المسمميف‬
‫‪ ،‬كىي آي هة صريحة ت ِّ‬
‫سكرة النساء‪59 :‬‬
‫ﯼ ﯽ ﯾ…ﭼ‬
‫تقديـ الطاعة لغير المسمميف مف الح ىكاـ‪ ،‬لقكلو تعالى‪( :‬منكـ)‪.‬‬
‫ى‬
‫السقيفة عمى‬‫الص ٌديؽ ‪ ‬يكـ ٌ‬ ‫بكر ٌ‬ ‫احتج أبك و‬
‫َّ‬ ‫قرشيان‪ :‬فقد‬
‫ٌ‬ ‫‪ -2‬أف يككف‬
‫"األئم ية مف‬ ‫بي ‪:‬‬ ‫ً‬
‫ٌ‬ ‫األنصار لما أرادكا مبايعة سعد بف يعبادة بقكؿ ال ٌن ٌ‬
‫قي و‬
‫ريش")‪.(2‬‬
‫حكـ‬
‫ى‬ ‫أجاز لممرأة‬
‫ى‬ ‫‪ -3‬أف يككف ذك ارن‪ :‬كال ييعرؼ بيف فقياء المسمميف مف‬
‫حد مف الفقياء‪،‬‬ ‫المسمميف‪ ،‬فاإلجماع في ىذه القضية تاـ‪ ،‬لـ َّ‬
‫يشذ عنو أ ه‬ ‫ٌ‬
‫أىؿ فارس‪ ،‬قد ممٌ يككا عمييـ بنت كسرل‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫أف ى‬ ‫رسكؿ المٌو ‪ٌ ‬‬ ‫كلما بمغ ي‬
‫ٌ‬
‫)‪(3‬‬
‫أمريى يـ ام أرةن» ‪.‬‬
‫قكـ كلٌكا ى‬
‫«لف ييفمح ه‬

‫)‪ )1‬أنظر‪ :‬الماكردم‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ :‬ص‪.20‬‬

‫)‪ )2‬الحاكـ في المستدرؾ الحديث رقـ (‪.)6962‬‬

‫)‪ )3‬البخارم الحديث رقـ (‪.)4425‬‬

‫‪25‬‬
‫الديف‪ ،‬كدفع‬
‫قادرن عمى القياـ بميامو في حفظ ٌ‬
‫‪ -4‬أف يككف عالمان‪ :‬لكي يككف ا‬
‫ُّ‬
‫الش يبيات عف العقائد‪ ،‬كاصدار األحكاـ استنادان إلى النصكص أك إلى‬
‫الديف‬
‫االستنباط‪ ،‬كىذا ىك الغرض األساس مف إقامة الخالفة‪ ،‬حفظ ٌ‬
‫كسياسة الدنيا بالديف‪.‬‬
‫‪ -5‬أف يككف عدالن‪ :‬أل ٌنو منصب ديني ينظر في سائر المناصب التي مف‬
‫شركطيا العدالة‪ ،‬فكاف أكلى باشتراطيا فيو‪ ،‬كالمراد بالعدالة أف يككف‬
‫و‬
‫استقامة في السيرة‪ ،‬كأف يككف متج ٌنبان األفعاؿ كاألحكاؿ المكجبة‬ ‫صاحب‬
‫ى‬
‫لمفسؽ كالفجكر كأمثاليا‪.‬‬
‫‪ -6‬أف يككف صحيحان‪ :‬أم سميـ الحكاس كاألعضاء مف النقص كالعطؿ‬
‫كالجنكف كالعمى كالصمـ كالخرس‪ ،‬كما يؤثر فقده مف األعضاء في العمؿ‬
‫كفقد اليديف كالرجميف فتشترط السالمة منيا كميا‪ ،‬لتأثير ذلؾ في تماـ‬
‫عممو كقيامو بما أ ًيك ىؿ إليو‪.‬‬
‫يككف جريئان عمى إقامة الحدكد‬
‫ى‬ ‫أما الكفاية فيك أف‬ ‫‪ -7‬أف يككف كفؤان‪ :‬ك ٌ‬
‫كاقتحاـ الحركب بصي ارن بيا‪ ،‬كفيالن بحمؿ ال ٌناس عمييا‪ ،‬كذلؾ كي يككف‬
‫قاد ارن عمى تنفيذ ما أيك ًكؿ إليو مف حماية ٌ‬
‫الديف‪ ،‬كجياد العدك‪ ،‬كاقامة‬
‫األحكاـ‪ ،‬كتدبير المصالح‪.‬‬
‫يصح لو أف يتكلى‬
‫ٌ‬ ‫فاقد لمكالية عمى نفسو فال‬
‫حرن‪ :‬أل َّف العبد ه‬
‫‪ -8‬أف يككف ٌا‬
‫قيادة غيره‪.‬‬
‫‪ -9‬أف يككف بالغان‪ :‬ألف القاصر غير مكمٌؼ بالخطاب الشرعي‪ ،‬كال يتعمٌؽ‬
‫ؽ عمى غيره حكـ‪.‬‬
‫بقكلو عمى نفسو حكـ‪ ،‬فاألكلى أف ال يتعمٌ ى‬

‫‪26‬‬
‫وعٍ‪ ٜ‬البٗع‪:ٛ‬‬
‫المبايع‬
‫ى‬ ‫كأف‬
‫العيد عمى الطٌاعة‪َّ ،‬‬
‫ي‬ ‫البيعة‪ :‬لغة مصدر باع‪ ،‬كشرعان‪:‬‬
‫أميره عمى أ ٌنو يسمـ لو النظر في أمر نفسو كأمكر المسمميف‪ ،‬ال ينازعو‬
‫يعاىد ى‬
‫في شيء مف ذلؾ‪ ،‬كيطيعو فيما يكمٌفو بو مف األمر عمى المنشط كالمكره‪،‬‬
‫ككاف المسممكف إذا بايعكا األماـ‪ ،‬كعقدكا عيده جعمكا أيدييـ في يده تأكيدان‬
‫لمعيد‪ ،‬فأشبو ذلؾ فعؿ البائع كالمشترم‪ ،‬كصارت البيعة مصافحة باأليدم)‪.(1‬‬

‫ٔجٕب البٗع‪:ٛ‬‬
‫أعمف الخالفة‪ ،‬كلـ‬ ‫إذا يك ًجد اإلماـ الذم تتكفٌر فيو الشركط الشر ٌ‬
‫عية‪ ،‬ك ى‬
‫انعقد ٍت بيعتو كامامتو؛ كلزمت في غير معصي ًة اهلل‬
‫ى‬ ‫إماـ غيره‪،‬‬
‫ثمة ه‬ ‫يكف ٌ‬
‫رسكؿ اهلل‬
‫ى‬ ‫عبد اهلل بف عمر‪ ‬قاؿ‪ :‬سمعت‬‫طاعتيو‪ ،‬ففي صحيح مسمـ عف ً‬
‫لو‪ ،‬كمف مات‬ ‫و‬
‫طاعة‪ ،‬لقي المٌو يكـ القيامة ال يح ٌجة ي‬ ‫‪ ‬يقكؿ‪" :‬مف خمع يدان مف‬
‫جاىمي نة")‪.(2‬‬
‫ٌ‬ ‫كليس في يع ينقو بيعةه‪ ،‬مات ميت نة‬
‫إف شركط اإلمامة التي أشار إلييا العمماء تنطبؽ عمى خميفة ىذا الزماف أبي‬ ‫َّ‬
‫صحيح حر كف هؤ‪،‬‬ ‫بكر البغدادم‪ ،‬فالخميفة البغدادم رج هؿ مسمـ قرشي ً‬
‫عال هـ عد هؿ‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫فما دامت البيعة قد يع ًقدت لو فقد لزمت بيعتو ككجبت طاعتو‪ ،‬كال عبرةى بمف‬
‫الس ٌنة كالجماعة‪.‬‬
‫مقرر في مذىب أىؿ ٌ‬
‫خالؼ إذ ال يشترط اإلجماع‪ ،‬كما ىك ٌ‬

‫)‪ )1‬ابف خمدكف‪ ،‬ص‪.165‬‬

‫)‪ )2‬الحديث رقـ (‪)1851‬‬

‫‪27‬‬
‫ٔحد‪ ٚ‬اإلواو‪:ٛ‬‬
‫إماـ كاحد في و‬
‫كقت كاحد‪ ،‬سكاء‬ ‫ال يجكز أ ٍف تيعقى ىد اإلمام ية ألكثر مف و‬
‫ى‬
‫بمد كاحد أـ في بمديف متباعديف‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ الحفاظ عمى‬ ‫أكاف ذلؾ في و‬
‫تمزقيا‪ ،‬كقطعا لمتنازع كحسما لمفتنة‪ ،‬قاؿ تعالى‪:‬‬
‫كحدة األمة اإلسالمية كعدـ ٌ‬
‫«إذا‬ ‫‪‬‬ ‫ﭽ …ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ …ﭼسكرة األنفاؿ‪ ،46 :‬كقاؿ رسكؿ اهلل‬
‫منيما»)‪.(1‬‬
‫يبكيع لخميفتيف‪ ،‬فاقتيميكا اآلخر ي‬
‫فإف بكيع لخميفتيف يختار منيما األسبؽ بالبيعة كالعقد‪ ،‬قاؿ الماكردم‬
‫تسميـ األمر إليو‬
‫ي‬ ‫المسبكؽ‬
‫ي‬ ‫لو اإلمام ية‪ ،‬كعمى‬‫استقرت ي‬
‫ٌ‬ ‫منيما‬
‫ابؽ ي‬‫الس ي‬
‫تعيف ٌ‬
‫"فإذا ٌ‬
‫الد يخك يؿ في بيعتو")‪ ،(2‬كعمى األمة كافٌ نة في الكاليات اإلسالمية أف يسارعكا إلى‬
‫ك ُّ‬
‫بيعة السابؽ كيسممكا لو باإلمامة‪ ،‬لئال ينتشر الخالؼ بيف أبناء األمة اإلسالمية‪،‬‬
‫قاؿ تعالى‪ :‬ﭽﭱﭲﭳﭴﭵﭶ …ﭼسكرة آؿ عمراف‪.103 :‬‬

‫ٔاجبات اإلواً‪:‬‬
‫يقع عمى اإلماـ بحكـ منصبو مجمكعة مف الكاجبات يجب القياـ بيا‪،‬‬
‫كقد جمع الماكردم ىذه الحقكؽ في عشر نقاط ىي‪:‬‬
‫الزيغ‬
‫الديف عمى أصكلو كحراستو مف شبيات أىؿ ٌ‬ ‫‪ -1‬العمؿ عمى حفظ ٌ‬
‫الحجة عمييـ‪ ،‬كابطاؿ شبياتيـ‪ ،‬كمعاقبة المبتدعيف‬
‫ٌ‬ ‫كالبدع‪ ،‬كاقامة‬
‫الزنادقة بما يستحقٌكف مف العقاب‪.‬‬
‫كٌ‬
‫يعـ العدؿ بيف‬
‫‪ -2‬إقامة القضاء كاألحكاـ بيف المتشاجريف كالمتخاصميف‪ ،‬كي َّ‬
‫ال ٌناس‪.‬‬
‫الذب عف الحريـ‪ ،‬ليع َّـ األمف في معاش ال ٌناس كأسفارىـ‪.‬‬
‫‪ -3‬حماية البالد ك ٌ‬

‫)‪ )1‬ركاه مسمـ برقـ (‪.)1853‬‬

‫)‪ )2‬األحكاـ السمطانية‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -4‬إقامة الحدكد صيان نة لمحارـ اهلل كحفاظان عمى حقكؽ العباد مف الضياع‪.‬‬
‫الع ٌدة حفاظان عمى دماء المسمميف كديارىـ‬ ‫ً‬
‫بالع ىدد ك ي‬
‫‪ -5‬تحصيف الحدكد كالثغكر ى‬
‫مف االنتياؾ‪.‬‬
‫‪ -6‬إقامة شرع اهلل في جياد ىم ٍف عاند اإلسالـ مف الكفٌار بعد الدعكة إلى أف‬
‫مرة كؿ سنة‪.‬‬‫يسمـ أك يدفع الجزية‪ ،‬كأق ٌؿ ما ينبغي مف الغزك ٌ‬
‫‪ -7‬جباية أمكاؿ الفيء كالصدقات بحسب قكاعد الشرع الحنيؼ‪.‬‬
‫‪ -8‬تقدير العطاء مف بيت الماؿ كدفعو إلى مستحقٌيو بحسب قكاعد الشرع‬
‫الحنيؼ‪ ،‬مف غير إسراؼ كال تقصير‪ ،‬كبال تقديـ كال تأخير‪.‬‬
‫‪ -9‬تقميد الكظائؼ كاألعماؿ إلى األ ٍكفىاء األمناء كال ٌنصحاء‪ ،‬لتسير األعماؿ‬
‫بالكفاءة المطمكبة‪.‬‬
‫‪ -10‬أف يشرؼ بنفسو عمى سير األعماؿ‪ ،‬كيتصفٌح األحكاؿ كمراقبة‬
‫المكظفيف‪ ،‬لينيض بسياسة األمة كحراسة ً‬
‫الممٌة‪ ،‬كال يتٌكؿ اال تٌكاؿ كمٌو‬
‫عمى التفكيض)‪.(1‬‬

‫حكٕم اإلواً عم‪ ٜ‬السعٗ‪:ٛ‬‬


‫جمع العمماء حقكؽ اإلماـ عمى األمة في عشر نقاط كىي)‪:(2‬‬
‫عنو‪ٌ ،‬إال أف‬ ‫لو ظاى ارن كباطنان‪ ،‬في ِّ‬
‫كؿ ما يأمر بو أك ينيى ي‬ ‫‪ -1‬بذؿ الطٌاعة ي‬
‫معصية؛ قاؿ ال ٌنبي ‪( :‬عمى المرًء المسمـ الطاعة فيما ٌ‬
‫أحب أك‬ ‫ى‬ ‫يككف‬

‫ىك ًرهى‪ٌ ،‬إال أف ى‬


‫يؤمر بمعصية‪ ،‬فإذا أمر بمعصية فال سمع كال طاعة))‪.(3‬‬

‫)‪ )1‬األحكاـ السمطانية‪ ،‬ص‪ ،40‬ابف الفراء األحكاـ السمطانية‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫)‪ )2‬ابف جماعة‪ ،‬تحرير األحكاـ في تدبير أىؿ اإلسالـ‪ :‬ص ‪.62‬‬

‫)‪ )3‬سنن ابن ماجة برقم ‪.0832‬‬

‫‪29‬‬
‫الديف‬
‫قاؿ‪ٌ « :‬‬ ‫بي‬ ‫لو ًس انر كعالنية‪ ،‬فعف و‬
‫‪‬‬‫أف الٌن ٌ‬
‫م ٌ‬‫الدار ٌ‬
‫تميـ ٌ‬ ‫ى‬ ‫‪ -2‬بذؿ الٌنصيحة ي ٌ‬
‫كعامتيـ»)‪.(1‬‬
‫المسمميف ٌ‬
‫ألئمة ي‬
‫كلرسكلو ك ٌ‬
‫الٌنصيح ية» يقمنا‪ :‬لمف؟ قاؿ‪« :‬لمٌو كلكتابو ي‬
‫المسمميف‬
‫‪ -3‬القياـ بنصرتو باطنان كظاى ارن ببذؿ المجيكد في ذلؾ لما فيو نصر ي‬
‫المعتديف‪.‬‬
‫ككؼ أيدم ي‬
‫الديف‪ٌ ،‬‬ ‫كاقامة يحرمة ٌ‬
‫لو‬
‫عامؿ بما يجب ي‬
‫في ى‬‫لو عظيـ حقٌو‪ ،‬كما يجب مف تعظيـ قدره‪ ،‬ي‬ ‫‪ -4‬أف يعرؼ ي‬
‫مف االحتراـ كاإلكراـ‪.‬‬
‫تنبييو عند غفمتو‪ ،‬كارشاده عند ىفكتو‪ ،‬شفق نة عميو‪ ،‬كحفظان لدينو‬ ‫ي‬ ‫‪-5‬‬
‫ً‬
‫كعرضو‪ ،‬كصيان نة لما جعمو اهلل إليو مف الخطأ فيو‪.‬‬
‫خارجي ييخاؼ‬
‫ٌ‬ ‫عدك يقصدهي بسكء‪ ،‬كحاسد يركمو بأذل‪ ،‬أك‬ ‫‪ -6‬تحذيره مف ٍّ‬
‫منو عمى اختالؼ أنكاع ذلؾ‬
‫كؿ شيء ييخاؼ عميو ي‬ ‫منو‪ ،‬كمف ِّ‬
‫عميو ي‬
‫فإف ذلؾ مف آكد يحقيكقو كأكجبيا‪.‬‬
‫كأجناسو‪ٌ ،‬‬
‫عمالو‪ ،‬الٌذيف يىك مطالب بيـ‪ ،‬كمشغكؿ ال ٌذ ٌمة بسببيـ‬‫‪ -7‬إعالمو بسيرًة ٌ‬
‫عيتو‪.‬‬
‫ذمتو‪ ،‬كلألمة في مصالح ممكو كر ٌ‬
‫لينظر لنفسو في خالص ٌ‬
‫الم ٍك ىن ًة‪،‬‬ ‫تحممو مف أعباء األمة‪ ،‬كمساعدتو عمى ذلؾ ً‬
‫بقدر ي‬ ‫‪ -8‬إعانتو عمى ما ٌ‬
‫أحؽ ىمف‬ ‫ك ٌ‬
‫سكرة المائدة‪2 :‬‬
‫قاؿ اهلل تعالى‪ :‬ﭽ …ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ…ﭼ‬
‫عيف عمى ذلؾ يكالة األمكر‪.‬‬
‫أي ى‬
‫محبة ال ٌناس عميو؛ ًلما في ذلؾ مف‬
‫عنو إليو‪ ،‬كجمع ٌ‬‫‪ -9‬ىرُّد ال يقميكب النافرة ي‬
‫مصالح األمة كانتظاـ أيمكر ً‬
‫الممٌة‪.‬‬ ‫ي‬
‫عنو بالقكؿ كالفعؿ‪ ،‬كبالماؿ كال ٌنفس كاألىؿ في الظٌاىر كالباطف‪،‬‬
‫الذب ي‬‫‪ُّ -10‬‬
‫السر كالعالنية‪.‬‬
‫ك ٌ‬
‫الحقيكؽ العشرة الكاجبة‪ ،‬كأحسنت القياـ بمجامعيا‬
‫الرعية بيذه ي‬ ‫فإذا كفت ٌ‬
‫كالمراعاة لمكقعيا‪ ،‬صفت ال يقميكب‪ ،‬كأخمصت‪ ،‬كاجتمعت الكممة كانتصرت‪.‬‬

‫)‪ )1‬ركاه مسمـ برقـ (‪.)95‬‬

‫‪30‬‬
‫ارتسٔج عم‪ ٜ‬اذتاني‬
‫يختمػػؼ الحكػػـ فػػي جػكاز الخػػركج عمػػى الحػػاكـ مػػف عدمػػو بحسػػب حػػاؿ‬
‫الحاكـ‪ ،‬كاليؾ التفصيؿ‪-:‬‬

‫أٔال‪ :‬حتسٖي ارتسٔج عم‪ ٜ‬اإلواً ادتا‪ٟ‬س‬


‫ذىب الجميكر مف أىؿ الس ٌنة إلى عدـ جكاز الخركج عمى اإلماـ الجائر‪،‬‬ ‫ى‬
‫ؽ لألركاح‬ ‫لما يترتٌب عمى الخركج عميو مف المفاسد الكثيرة مف و‬
‫سفؾ لمدماء‪ ،‬كزى و‬
‫بي‬ ‫و‬ ‫و‬
‫"باب قكؿ ال ٌن ٌ‬
‫استحالؿ لممحارـ‪ ،‬كقد عقد البخارم بابان سماه ي‬ ‫كنيب لألمكاؿ‪ ،‬ك‬
‫كىب‪ ،‬قاؿ‬‫زيد بف و‬ ‫كرن تينكركنيا» كأكرد فيو حديثان عف ً‬
‫يم ا ي‬ ‫‪« :‬ستركف بعدم أ ي‬
‫كرن‬
‫يم ا‬
‫رسك يؿ المٌو ‪« :‬إ ٌن يكـ ستركف بعدم أثرةن كأ ي‬
‫سمعت مف عبد المٌو‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ لنا ي‬
‫ي‬
‫أدكا إلييـ حقى ييـ‪ ،‬كسميكا المٌو‬ ‫رسكؿ المٌو؟ قاؿ‪ُّ « :‬‬ ‫تأميرنا يا ي‬ ‫نكركنيا» قاليكا‪ :‬فما ي‬ ‫تي ي‬
‫بي ‪ ،‬قاؿ‪« :‬مف كره مف أميره شيئان‬ ‫ن‬
‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫عف‬ ‫‪،‬‬ ‫اس‬‫عب و‬ ‫ٌ‬ ‫ابف‬ ‫كعف‬ ‫‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫حقٌ يكـ»‬
‫ٌ‬
‫جاىمي نة»)‪.(2‬‬
‫ٌ‬ ‫شبرن مات ميت نة‬ ‫السمطاف ا‬ ‫فميصبر‪ ،‬فإ ٌن يو مف خرج مف ُّ‬
‫ضكا‬ ‫كر ًفي ًكىال ىي ًت ًي ٍـ ىكىال تى ٍعتى ًر ي‬ ‫يم ى‬‫از يعكا يكىالةى ٍاأل ي‬ ‫قاؿ اإلماـ النككم‪" :‬ىال تيىن ً‬
‫اع ًد اإلسالـ فىًإ ىذا ىأر ٍىيتي ٍـ ىذ ًل ىؾ‬ ‫ىف تىركا ًم ٍنيـ م ٍن ىك ارن محقَّقان تىعمىمكىن يو ًم ٍف قىك ً‬
‫ى‬ ‫ٍ ي‬ ‫يى‬ ‫يٍ ي‬ ‫ىعمى ٍي ًي ٍـ إًَّال أ ٍ ى ٍ‬
‫اـ‬ ‫ً‬
‫كج ىعمى ٍي ًي ٍـ ىكقتىالي يي ٍـ فى ىح ىر ه‬ ‫ىما ا ٍل يخ ير ي‬‫ث ىما يك ٍنتي ٍـ ىكأ َّ‬ ‫ؽ ىح ٍي ي‬ ‫فىأى ٍن ًك يركهي ىعمى ٍي ًي ٍـ ىكقيكليكا ًبا ٍل ىح ِّ‬
‫يث ًب ىم ٍع ىنى ىما‬ ‫ىح ًاد ي‬‫اى ىرت ٍاأل ى‬
‫ظ ى ً‬ ‫يف ىكقى ٍد تى ى‬ ‫ظ ًال ًم ى‬ ‫سقى نة ى‬ ‫يف ىكًا ٍف ىكا ينكا فى ى‬ ‫س ًم ًم ى‬
‫اع ا ٍل يم ٍ‬ ‫ًبًإ ٍج ىم ً‬
‫كر ًفي‬ ‫ىما ا ٍل ىك ٍج يو ا ٍل ىم ٍذ يك ي‬
‫ؽ ىكأ َّ‬ ‫سً‬ ‫ط ي ً‬
‫اف ًبا ٍلف ٍ‬ ‫الس َّن ًة أ َّىن يو ىال ىي ٍن ىع ًز يؿ ُّ‬
‫الس ٍم ى‬ ‫ىى يؿ ُّ‬ ‫ىج ىم ىع أ ٍ‬‫ىذ ىك ٍرتي يو ىكأ ٍ‬
‫ىص ىحا ًب ىنا أ َّىن يو ىي ٍن ىع ًز يؿ ىك يح ًك ىي ىع ًف ا ٍل يم ٍعتى ًزلى ًة أ ٍىيضان فى ىغمىطه ًم ٍف قى ًائ ًم ًو‬ ‫ضأ ٍ‬ ‫يكتي ًب ا ٍل ًف ٍق ًو ًل ىب ٍع ً‬
‫ً‬ ‫ب ىع ىدًـ ا ٍن ًع ىزًال ًو ىكتى ٍح ًر ًيـ ا ٍل يخ ير ً‬ ‫ؼ ًل ٍ ً‬ ‫يم ىخ ًال ه‬
‫ب‬‫كج ىعمى ٍيو ىما ىيتىىرتَّ ي‬ ‫س ىب ي‬
‫اء ىك ى‬ ‫اؿ ا ٍل يعمى ىم ي‬
‫اع قى ى‬‫إل ٍج ىم ً‬

‫)‪ )1‬الحديث رقـ (‪.)7052‬‬

‫)‪ )2‬البخارم الحديث رقـ (‪.)7053‬‬

‫‪31‬‬
‫س ىدةي ًفي ىع ٍزًل ًو‬
‫كف ا ٍل ىم ٍف ى‬
‫اء كفىس ًاد ىذ ً‬
‫ات ا ٍل ىب ٍي ًف فىتى يك ي‬ ‫عمىى ىذ ًل ىؾ ًم ىف ا ٍل ًفتى ًف كًا ارقى ًة الد ً‬
‫ِّم ى ى‬ ‫ى‬ ‫ىى‬ ‫ى‬
‫أى ٍكثىىر ًم ٍن ىيا ًفي ىبقىائو" ‪.‬‬
‫ً ً )‪(1‬‬

‫ثاٌٗا‪ٔ :‬جٕب ارتسٔج عم‪ ٜ‬اذتاني الهافس‬


‫السمؼ عمى أنو إذا ط أر عمى الحاكـ الكفر كجب الخركج عميو‬
‫أجمع عمماء َّ‬
‫بي ‪ ‬فبايعناهي‪ ،‬فقاؿ فيما أخذ عمينا‪:‬‬ ‫الصامت قاؿ‪ :‬دعانا الٌن ُّ‬ ‫كمقاتمتو‪ ،‬فعف يعبادة بف ٌ‬
‫سرنا كأثرةن عمينا‪ ،‬كأف‬ ‫كي ً‬ ‫سرنا ي‬ ‫كع ً‬ ‫السمع كالطٌاعة‪ ،‬في منشطنا كمكرىنا‪ ،‬ي‬ ‫أف بايعنا عمى ٌ‬ ‫«ٍ‬
‫اضي‬ ‫ىاف»)‪ ،(2‬قىا ىؿ اٍلقى ً‬ ‫فر بكاحان‪ ،‬عند يكـ مف المٌو فيو يبر ه‬ ‫أف ىتركا يك ان‬ ‫أىمو‪ٌ ،‬إال ٍ‬‫ال يننازع األمر ي‬
‫ام ىة ىال تىٍن ىع ًق يد ًل ىك ًاف ور ىك ىعمىى أَّىن يو لىٍك طىىأىر ىعمىٍي ًو اٍل يك ٍفير‬ ‫اإل ىم ى‬‫ىف ًٍ‬‫اء ىعمىى أ َّ‬ ‫ىج ىم ىع اٍل يعمى ىم ي‬‫اض "أ ٍ‬‫ًعىي ه‬
‫اؿ ىكىك ىذًل ىؾ ًعٍن ىد يج ٍم يي ً‬
‫كرًى يـ‬ ‫اء إًلىٍي ىيا‪ ،‬قى ى‬ ‫ُّع ى‬
‫اٍنعىز ىؿ‪ ،‬قىا ىؿ كىك ىذا لىك تىر ىؾ إًقىام ىة َّ ً‬
‫الصمىىكات ىكالد ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫طىأىر‬ ‫ً‬
‫اؿ اٍلقىاضي ىفمىٍك ى‬ ‫ستىىد ياـ لى يو ًأل َّىن يو يمتىأِّىك هؿ قى ى‬ ‫ً‬ ‫ص ًرِّي ى‬ ‫اٍلًب ٍد ىع ية‪ ،‬قى ى‬
‫يف تىٍن ىعق يد لى يو ىكتي ٍ‬ ‫ض اٍلىب ٍ‬ ‫اؿ ىب ٍع ي‬ ‫اؿ ىكقى ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ىعمىٍي ًو يك ٍفهر ىكتى ٍغًي هير لً َّ‬
‫اعتي يو ىكىك ىج ىب ىعمىى‬ ‫ط ٍت طى ى‬ ‫سقى ى‬ ‫مشٍرًع أك ًب ٍد ىع هة ىخىر ىج ىع ٍف يح ٍكـ اٍل ًكىالىية ىك ى‬
‫ب إً ىم واـ ىع ًاد وؿ إً ٍف أ ٍىم ىكىن يي ٍـ ىذًل ىؾ فىًإ ٍف لى ٍـ ىيقى ٍع ىذلً ىؾ إًَّال‬ ‫صي‬
‫ً‬
‫اـ ىعمىٍيو ىك ىخٍم يع يو ىكىن ٍ‬
‫اٍلمسًم ًم ى ً‬
‫يف اٍلقىي ي‬ ‫يٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫ًل ى ً‬
‫ظُّنكا اٍلقي ٍدىرةى ىعمىٍيو فىًإ ٍف‬ ‫ب في اٍل يمٍبتىد ًع إًَّال إً ىذا ى‬ ‫اـ ًب ىخٍم ًع اٍل ىكاف ًر ىكىال ىي ًج ي‬‫طائفىة ىك ىج ىب ىعمىٍي ًي يـ اٍلقىي ي‬
‫ض ًو إلى ىغٍي ًرىىا ىكىي ًفَّر ًبًد ًين ًو))‪.(3‬‬ ‫اج ًر اٍلمسًمـ ع ٍف أىر ً‬
‫اـ ىكٍليي ىي ً ي ٍ ي ى ٍ‬
‫ًً ً‬
‫تى ىحققيكا اٍل ىع ٍجىز لى ٍـ ىيجب اٍلقىي ي‬
‫َّ‬
‫اح ال يحتمؿ التأكيؿ‬ ‫كفر صر ه‬ ‫يتبيف أنو إذا ظير عند اإلماـ ه‬ ‫مما سبؽ ٌ‬ ‫ك ٌ‬
‫فاف كفرىـ‬
‫اليكـ‪َّ ،‬‬
‫كجب الخركج عميو‪ ،‬كما ىي حاؿ معظـ ح ٌكاـ العالـ اإلسالمي ى‬
‫فكجب الخركج عمييـ‪ ،‬كا َّف مف أظير كجكه كفرىـ ما يأتي)‪:(4‬‬
‫ى‬ ‫متعيف مف عدة كجكه‪،‬‬
‫ٌ‬
‫كفره اهلل كرسكلو‬
‫‪ -1‬إعراضيـ عف تكفير الييكد كالنصارل‪ ،‬كعدـ تكفير مف ٌ‬
‫و‬
‫ناقض مف نكاقض اإلسالـ‪ ،‬قاؿ العمماء "مف لـ يكفٌر المشركيف‪ ،‬أك شؾ‬
‫في كفرىـ‪ ،‬أك صحح مذىبيـ‪ ،‬كفر إجماعان"‪.‬‬

‫)‪ )1‬النككم‪ ،‬المنياج شرح صحيح مسمـ بف الحجاج‪.229/12 ،‬‬

‫)‪ )2‬البخارم الحديث رقـ (‪.)7056‬‬

‫)‪ )3‬انظر‪ :‬النككم‪ ،‬المنياج شرح صحيح مسمـ بف الحجاج‪.229/12 ،‬‬

‫)‪ )4‬ينظر عف نكاقض اإلسالـ‪ :‬شرح نكاقض اإلسالـ لمشيخ محمد بف عبد الكىاب‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ناقض‬
‫ه‬ ‫الكضعية بدالن شريعة اإلسالـ‪ ،‬كىذا‬
‫ٌ‬ ‫‪ -2‬حكميـ كىك الحكـ بالقكانيف‬
‫مف نكاقض اإلسالـ‪.‬‬
‫‪ -3‬بغضيـ شريعة اإلسالـ‪ ،‬كىذا متحقٌؽ فييـ مف خالؿ بغضيـ لمجياد‬
‫كالحجاب كالحكـ بما أنزؿ اهلل‪ ،‬قاؿ العمماء "مف أبغض شيئان مما جاء بو‬
‫الرسكؿ ‪ ،‬كلك عمؿ بو‪ ،‬كفر إجماعان‪ ،‬كالدليؿ قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﯦ ﯧ‬
‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﭼسورة محمد‪.‬‬
‫‪ -4‬استي ازؤىـ بشريعة اإلسالـ‪ ،‬كاستيزائيـ بخمار المرأة كالمحية كاقامة‬
‫الحدكد كما إلى ذلؾ‪ ،‬كالدليؿ قكلو تعالى‪ :‬ﭽ…ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮏ ﮐ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ … ﭼالتكبة‪.66-65:‬‬
‫‪ -5‬مظاىرة المشركيف كمعاكنتيـ عمى حرب المسمميف‪ ،‬مثؿ مساعدتيـ عمى‬
‫حرب المسمميف في أفغانستاف كالصكماؿ كدكلة الخالفة‪ ،‬قاؿ تعالى‪:‬‬
‫ﭽ…ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭼسورة المائدة‪.51 :‬‬
‫‪ -6‬اعتقادىـ بجكاز الخركج عمى شريعة اإلسالـ‪ ،‬فجعمكا أنفسيـ أندادان هلل في‬
‫ربكبيتو‬
‫ٌ‬ ‫التٌشريع كالتحميؿ كالتحريـ كالفصؿ بيف الناس‪ ،‬فنازعكا اهلل في‬
‫كألكىيتو كأسمائو كصفاتو‪.‬‬
‫كصد ال ٌناس عف تعمٌمو كالعمؿ بو‪ ،‬بؿ كمحاربتيـ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -7‬إعراضيـ عف ديف اهلل‬
‫كمطاردتيـ عمى ذلؾ‪ ،‬قاؿ تعالى‪ :‬ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼسورة السجدة‪.‬‬
‫فيذه بعض مظاىر كفر حكاـ المسمميف فػي ىػذا الزمػاف‪ ،‬كىػي مظػاىر‬
‫كاضحة تكقع صاحبيا في كصؼ "الكفر البكاح" إف ارتكب كاحدة منيا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫عرؼ‪ :‬اإلمامة‪ ،‬البيعة‪.‬‬
‫ٌ‬

‫عمٌؿ ما يأتي‪:‬‬
‫الديف كالدكلة‪.‬‬
‫‪ -1‬النظاـ السياسي في اإلسالـ قائـ عمى كحدة ٌ‬
‫‪ -2‬ال يجكز نصب أكثر مف إماـ‪.‬‬
‫‪ -3‬كجكب البيعة‪.‬‬

‫ما حكـ الخركج عمى الحاكـ الكافر؟‬

‫ما شركط اإلمامة العظمى؟‬

‫اذكر الدليؿ الشرعي عمى ما يأتي‪:‬‬


‫‪ -1‬كجكب طاعة اإلماـ‪.‬‬
‫‪ -2‬كجكب ككف اإلماـ قرشيا‪.‬‬
‫‪ -3‬كجكب ككف اإلماـ مسمما‪.‬‬
‫‪ -4‬النيي عف تسمية الخميفة "خميفة اهلل"‪.‬‬
‫‪ -5‬كجكب التحاكـ إلى شريعة اهلل‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الٕحد‪ ٚ‬الجالج‪ٛ‬‬
‫الطٗاض‪ ٛ‬الشسعّٗ‪ٛ‬‬
‫يف تعٗني‬
‫الٕال‪ٔ ٚ‬األوسا‪ٔ ٞ‬العىّاه‬

‫‪35‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الطٗاض‪ ٛ‬الشسعٗ‪ ٛ‬يف تعٗني الٕال‪ٔ ٚ‬األوسا‪ٔ ٞ‬العىّاه‬
‫)‪(1‬‬

‫َّ‬
‫يعدد الطالب أسس تعييف الكالة كاألمراء كالعماؿ‪.‬‬ ‫أف‬ ‫‪-1‬‬
‫َّ‬
‫يعدد الطالب‪ ،‬كيشرح أركاف الكالية‪.‬‬ ‫أف‬ ‫‪-2‬‬
‫َّ‬
‫يعدد الطالب خصاؿ األمانة مع الدليؿ‪.‬‬ ‫أف‬ ‫‪-3‬‬
‫يعدد الطالب صفات مف يتكلى كالية الحرب‪.‬‬‫َّ‬ ‫أف‬ ‫‪-4‬‬
‫يذكر الطالب صفات مف يتكلى كالية حفظ األمكاؿ‪.‬‬ ‫أف‬ ‫‪-5‬‬
‫يبيف الطالب صفات مف يتكلى كالية القضاء‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أف‬ ‫‪-6‬‬

‫أٔالً‪ :‬أضظ تعٗني الٕال‪ٔ ٚ‬األوسا‪ٔ ٞ‬العىاه‬


‫عمى اإلماـ كمف ينكب عنو أف يراعي بعض األسس عند تعييف الكالة‬
‫عية في دينيـ كدنياىـ‪ ،‬كمف ىذه‬ ‫العماؿ‪ ،‬لضماف تحقيؽ مصمحة الر ٌ‬ ‫كاألمراء ك ٌ‬
‫األسس‪:‬‬
‫ىف يي ىكلِّ ىي ىعمىى يك ِّؿ ىع ىم وؿ ًم ٍف‬ ‫ب ىعمىى ىكًل ِّي ٍاأل ٍىم ًر أ ٍ‬ ‫‪ -1‬كجكب تكلية األصمح‪ :‬ىي ًج ي‬
‫"م ٍف تىىكلَّى‬ ‫ىصمى ىح م ٍف ىي ًج يدهي ًل ىذ ًل ىؾ ا ٍل ىعم ًؿ‪ ،‬قى ى َّ‬ ‫س ًم ًم ى‬ ‫ىعم ً‬
‫اؿ الن ًب ُّي ‪ :‬ى‬ ‫ى‬ ‫يف‪ ،‬أ ٍ ى‬ ‫اؿ ا ٍل يم ٍ‬ ‫أٍى‬
‫ىف ًفي ًي ٍـ ىم ٍف يى ىك‬ ‫استى ٍع ىم ىؿ ىعمى ٍي ًي ٍـ ىر يجالن ىك يى ىك ىي ٍعمى يـ أ َّ‬
‫ش ٍيئان فى ٍ‬‫يف ى‬ ‫س ًم ًم ى‬ ‫ًم ٍف أ ً‬
‫يم ىراء ا ٍل يم ٍ‬‫ى‬
‫سكلى يو‬ ‫اف اهللى ىكىر ي‬ ‫سكًل ًو‪ ،‬فىقى ٍد ىخ ى‬ ‫اهلل ك ً‬
‫س َّنة ىر ي‬ ‫ى ي‬
‫اب ً‬ ‫ىعمىـ ًم ٍن يو ًب ًكتى ً‬ ‫ً ً‬
‫أ ٍىكلىى ب ىذل ىؾ ىكأ ٍ ي‬
‫يف")‪.(2‬‬ ‫يع ا ٍل يم ٍؤ ًم ًن ى‬ ‫ً‬
‫ىك ىجم ى‬
‫الر يج ىؿ ًل ىك ٍكًن ًو‬
‫ِّـ َّ‬
‫كلي األمر أف ىال ييقىد ي‬ ‫‪ -2‬عدـ تقديـ طالب الكالية‪ :‬ينبغي عمى ٌ‬
‫فع ٍف أىًبي‬ ‫سبؽ في الطمب؛ بؿ يككف ذلؾ سببان لممنع‪ ،‬ى‬ ‫ى‬ ‫طمب الكالية‪ ،‬أك‬ ‫ى‬
‫ىح يد‬
‫اؿ أ ى‬ ‫الن ًب ِّي ‪ ‬أىىنا ىكىر يجالى ًف ًم ٍف قى ٍك ًمي‪ ،‬فىقى ى‬ ‫ت ىعمىى َّ‬ ‫اؿ‪ :‬ىد ىخ ٍم ي‬‫كسى ‪ ،‬قى ى‬ ‫يم ى‬

‫)‪ )1‬ىذه الكحدة مستخرجة مف كتاب السياسة الشرعية لشيخ اإلسالـ احمد بف تيمية بتصريؼ‪.‬‬

‫)‪ )2‬ركاه الطبراني في المعجـ الكبير برقـ (‪ )11216‬كىك حديث ضعيؼ لكف معناه صحيح‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اآلخ ير ًم ٍثمى يو‪ ،‬فىقى ى‬
‫اؿ ‪« :‬إً َّنا الى ين ىكلِّي‬ ‫اؿ ى‬ ‫كؿ المَّ ًو‪ ،‬ىكقى ى‬‫س ى‬
‫ىر ي‬ ‫الر يجمى ٍي ًف‪ :‬أ ِّ‬
‫ىم ٍرىنا ىيا‬ ‫َّ‬
‫ص ىعمى ٍي ًو»)‪.(1‬‬‫ىم ٍف ىح ىر ى‬ ‫سأىلى يو‪ ،‬ىكالى‬
‫ىى ىذا ىم ٍف ى‬
‫ؽ‬
‫ىح ِّ‬
‫لكلي األمر العدكؿ ىع ٍف ٍاأل ى‬
‫ِّ‬ ‫‪ -3‬عدـ تقديـ األقرباء كاألصدقاء‪ :‬ال يجكز‬
‫الصداقة أك المكافقة في البمد‪ ،‬كما إلى‬ ‫ىصمى ًح إلى ىغ ٍي ًرًه‪ً ،‬أل ٍ‬
‫ىج ًؿ القرابة أك ٌ‬ ‫ٍاأل ٍ‬
‫ألجؿ العداكة‬ ‫ً‬ ‫األصمح‬
‫ى‬ ‫يبعد‬
‫أف ى‬ ‫ذلؾ مف أنكاع القرابة‪ ،‬كما ال يجكز لو ٍ‬
‫اف المَّ ىو‬‫كم ٍف يفعؿ ذلؾ فقد ىخ ى‬ ‫ضغف في قمبو عميو‪ ،‬ى‬ ‫و‬ ‫بينيما‪ ،‬أك لكجكد‬

‫ىف ا ٍل ًكىال ىي ىة أ ى‬
‫ىما ىن هة‬ ‫كؿ المَّ ًو ‪ ‬ىعمىى أ َّ‬ ‫س ً‬ ‫يف‪ ،‬ىكقى ٍد ىدلَّ ٍت ي‬
‫س َّن ية ىر ي‬ ‫سكلى يو ىكا ٍل يم ٍؤ ًم ًن ى‬
‫ىكىر ي‬
‫كؿ ً‬
‫اهلل‪ ،‬أىالى‬ ‫س ى‬ ‫ت‪ :‬ىيا ىر ي‬ ‫فع ٍف أىًبي ىذٍّر‪ ،‬قى ى‬
‫اؿ‪ :‬يق ٍم ي‬ ‫اؤ ىىا إلى األصمح ليا‪ ،‬ى‬ ‫ىي ًج ي‬
‫ب أ ىىد ي‬
‫يؼ‪،‬‬ ‫ض ًع ه‬‫اؿ‪ :‬ى"يا أ ىىبا ىذٍّر‪ ،‬إً َّن ىؾ ى‬ ‫ض ىر ىب ًب ىي ًد ًه ىعمىى ىم ٍن ًك ًبي‪ ،‬ثيَّـ قى ى‬
‫اؿ‪ :‬فى ى‬ ‫ستى ٍع ًمميًني؟ قى ى‬ ‫تى ٍ‬
‫ىخ ىذ ىىا ًب ىحقِّ ىيا‪ ،‬ىكأىدَّل‬ ‫امةه‪ ،‬إًالَّ ىم ٍف أ ى‬ ‫كًا َّنيا أىما ىن ية‪ ،‬كًا َّنيا يكـ ا ٍل ًقي ً ً‬
‫م ىكىن ىد ى‬ ‫امة خ ٍز ه‬‫ى ى ىٍ ى ى ى‬ ‫ى ى ى‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫الن ًب ُّي ‪ ‬فىقى ى‬ ‫ىع ىار ًبي َّ‬ ‫كع ٍف أىًبي يى ىرٍي ىرةى قى ى‬ ‫الَّذم ىعمى ٍيو ف ى‬
‫)‪(2‬‬
‫اؿ‪:‬‬ ‫اؿ‪ :‬سأؿ أ ٍ‬ ‫ييا" ‪ ،‬ى‬
‫ؼ‬ ‫اؿ‪ :‬ىك ٍي ى‬‫اع ىة» قى ى‬ ‫ىما ىن ية فىا ٍنتى ًظ ًر َّ‬
‫الس ى‬
‫الساع ية؟ فقاؿ ‪« :‬إً ىذا ي ً‬
‫ض ِّي ىعت األ ى‬ ‫ىمتىى َّ ى‬
‫اع ىة»)‪.(3‬‬ ‫ىى ًم ًو فىا ٍنتى ًظ ًر َّ‬
‫الس ى‬ ‫س ىد األ ٍىم ير إلى ىغ ٍي ًر أ ٍ‬ ‫اؿ‪« :‬إً ىذا يك ِّ‬ ‫اعتي ىيا؟ قى ى‬ ‫ض ى‬‫إً ى‬
‫‪ -4‬اختيار األمثؿ عند انعداـ األصمح‪ :‬األصؿ أف عمى اإلماـ أف يختار األصمح ِّ‬
‫لكؿ‬
‫انعدـ األصمح فىىي ٍختى يار ٍاأل ٍىمثى ىؿ فى ٍاأل ٍىمثى ىؿ ًفي يك ِّؿ منصب بحسبو‪ ،‬كذلؾ بعد‬
‫فإف ى‬ ‫كالية‪ً ،‬‬
‫أف يبذؿ اإلماـ جيده كاجتياده في البحث كاالختيار‪ ،‬عندىا يككف اإلماـ قى ٍد أىدَّل‬
‫ض ًع ًم ٍف أئمة العدؿ المقسطيف ًعٍن ىد‬
‫اج ًب‪ ،‬كصار ًفي ىى ىذا اٍلمك ً‬
‫ىٍ‬ ‫ى ىى‬
‫ٍاألىماىن ىة‪ ،‬ىكقىاـ ًباٍلىك ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫المَّ ًو‪ ،‬قاؿ تعالى‪ :‬ﭽ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ…ﭼسورة التغابف‪ ،16 :‬ىكقىا ىؿ َّ‬
‫النًب ُّي ‪" :‬إً ىذا‬
‫ً‬
‫أ ىىمٍرتي يك ٍـ ًبأ ٍىم ور فىأٍتيكا مٍنوي ىما ٍ‬
‫استىطى ٍعتيٍـ")‪.(4‬‬

‫)‪ )1‬البخارم الحديث رقـ (‪.)7149‬‬

‫سمً هـ برقـ (‪.)1825‬‬


‫)‪ )2‬ىرىكاهي يم ٍ‬

‫)‪ )3‬ركاه البخارم برقـ (‪.)59‬‬

‫)‪ )4‬ركاه البخارم برقـ (‪)7288‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -5‬اختيار المفضكؿ عند كجكد مصمحة راجحة‪ :‬يجكز لإلماـ أف يستعمؿ عمى‬
‫اإلمارة المفضكؿ مع كجكد مف ىك أفضؿ منو‪ ،‬كذلؾ عندما تككف ىناؾ‬
‫ٍض يؿ‬
‫اص ىعمىى ىم ٍف يى ٍـ أىف ى‬ ‫ىم ىر َّ‬
‫الن ًب ُّي ‪ ‬ىع ٍم ىرك ٍب ىف ا ٍل ىع ً‬ ‫مصمحة راجحة‪ ،‬فقدى أ َّ‬
‫ارًب ًو الًَّذ ى‬
‫يف‬ ‫مكجية نحك أىقى ً‬ ‫الس ىال ًس ًؿ‪ ،‬كذلؾ أل ٍف الغزكة ٌ‬ ‫ات َّ‬ ‫ًم ٍن يو ًفي ىغ ٍزكًة ىذ ً‬
‫ى‬
‫بف زيد؛ ألجؿ طمب ثأر أبيو‪ ،‬ككذلؾ كاف يستعمؿ‬ ‫و‬ ‫ىم ىر أسام ىة ى‬ ‫ىب ىعثى يو إلى ٍي ًي ٍـ‪ ،‬ىكأ َّ‬
‫اف‪.‬‬ ‫يم ً‬
‫اإل ى‬‫ٍض يؿ ًم ٍن يو ًفي ا ٍل ًع ٍمًـ ىك ًٍ‬
‫الرجؿ لمصمحة راجحة‪ ،‬ىم ىع كجكد ىم ٍف يى ىك أىف ى‬

‫ثاٌٗاً‪ :‬املكصد الشسع٘ وَ الٕالٖات ِٕ إصالح دَٖ ارتمل‬


‫الذم ىمتىى فىاتى يي ٍـ‬ ‫ً‬ ‫ؽ‬‫يف ا ٍل ىخ ٍم ً‬‫إص ىال يح ًد ً‬ ‫ً‬
‫ب ًبا ٍل ًكىال ىيات ىك ٍ‬ ‫اج ي‬‫كد ا ٍل ىك ً‬
‫ص ي‬ ‫ا ٍل ىم ٍق ي‬
‫ص ىال ىح ىما‬ ‫الد ٍن ىيا‪ ،‬كىذا يشمؿ إً ٍ‬ ‫س ىرانان يم ًبينان‪ ،‬ىكلى ٍـ ىي ٍنفى ٍع يي ٍـ ىما ىن ًع يمكا ًب ًو ًفي ُّ‬‫ىخس يركا يخ ٍ‬
‫ً‬
‫اؿ ب ٍي ىف مستى ًحقِّ ً‬ ‫الديف َّإال ًب ًو ًم ٍف أ ٍىم ًر يد ٍن ىي ي‬
‫يو؛‬ ‫س يـ ا ٍل ىم ً ى ي ٍ‬ ‫اف‪ :‬ىق ٍ‬‫اى ٍـ‪ ،‬ىك يى ىك ىن ٍك ىع ً‬ ‫كـ ٌ‬ ‫ىال ىيقي ي‬
‫كعقكبات المعتديف‪ ،‬فى ىم ٍف حاز قكتو كأمف عمى ركحو صمح لى يو أمر ًدي ىن يو ىكيد ٍن ىياهي‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اف يعمر ٍب يف ا ٍل ىخطَّ ً‬
‫"إن ىما ىب ىعثٍت يع َّمالي إلى ٍي يك ٍـ ل يي ىعمِّ يمك يك ٍـ كتى ى‬
‫اب‬ ‫اب ىيقيك يؿ‪َّ :‬‬ ‫ىكل ىي ىذا ىك ى ى ي‬
‫ً‬
‫اعي ًفي إص ىال ًح ًد ً‬
‫ين ًي ٍـ‬ ‫الر ً‬ ‫س َّن ىة نبيكـ‪ ،‬كيقسمكا بينكـ فيئكـ"‪ ،‬فىًإ ىذا ٍ‬
‫اجتى ىي ىد َّ‬
‫ٍ‬ ‫ىرِّب يك ٍـ‪ ،‬ىك ي‬
‫اى ًد ى‬
‫يف‬ ‫ٍض ًؿ ا ٍلمج ً‬
‫اف م ٍف أىف ى ي ى‬
‫ىى ًؿ ىزم ًان ًو‪ ،‬ك ىك ى ً‬
‫ى‬ ‫ٍضؿ أ ٍ ى‬
‫اف ًم ٍف أىف ى ً‬ ‫اف ىك ى‬ ‫كدنياىـ بحسب ًٍ‬
‫اإل ٍم ىك ً‬
‫يؿ المَّ ًو‪ ،‬قاؿ تعالى‪ :‬ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬
‫س ًب ً‬ ‫ً‬
‫في ى‬
‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﭼسكرة الحج‪.‬‬

‫ثالجاً‪ :‬أزناُ الٕالٖ‪( ٛ‬الكٕ‪ٔ ٚ‬األواٌ‪)ٛ‬‬


‫اؿ تى ىعالىى‪ :‬ﭽ …ﮮ ﮯ ﮰ‬ ‫ىما ىن ية‪ ،‬ىك ىما قى ى‬ ‫ا ٍل ًكىال ىي ىة لى ىيا يرٍك ىن ً‬
‫اف‪ :‬ا ٍلقيَّكةي ىك ٍاأل ى‬
‫ؼ ‪:‬‬‫كس ى‬ ‫ً‬ ‫اح ً‬‫ً‬ ‫سكرة القصص‬
‫ﮱ﮲﮳ ﭼ‬
‫ص ىر ل يي ي‬
‫ب م ٍ‬
‫ص ي‬ ‫اؿ ى‬ ‫‪ ،‬ىكقى ى‬
‫ﭽ…ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭼسكرة يكسؼ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫اختالف الكٕ‪ ٚ‬يف الٕالٖات‬
‫كا ٍلقيَّكةي ًفي يك ِّؿ ًكىال ىي وة تختمؼ بحسب الكاليات‪ ،‬كما ىك مبيف‪:‬‬
‫اع ًة ا ٍل ىق ٍم ًب‪،‬‬
‫ش ىج ى‬ ‫إم ىارًة ا ٍل ىح ٍر ًب‪ :‬فالقكةي في إمارة الحرب تىٍر ًجعي إلى ى‬ ‫ً‬
‫‪ -1‬ا ٍلقيَّكةي في ى‬
‫اع ا ٍل ًقتى ً‬
‫اؿ‪:‬‬ ‫ىكًالىى الخبرة بالحركب‪ ،‬كمعرفة الخدع‪ ،‬كا ٍلقي ٍد ىرًة ىعمىى استعماؿ أى ٍن ىك ً‬
‫كفر‪ ،‬كنحك ذلؾ؛ كما قاؿ اهلل تى ىعالىى‪:‬‬ ‫ض ٍر وب ٍّ‬
‫ككر‪ٍّ ،‬‬ ‫ًم ٍف ىرٍم وي ىك ى‬
‫ط ٍع وف ىك ى‬
‫ﭽﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥ…ﭼسكرة األنفاؿ‪.60 :‬‬
‫‪ -2‬ا ٍلقيَّكةي ًفي ا ٍل يح ٍكًـ‪ :‬كالقكة في الحكـ ىب ٍي ىف ال ٌناس تىٍر ًجعي إلى العمـ بالعدؿ الًَّذم‬
‫ىح ىك ًاـ‪.‬‬ ‫الس َّن ية‪ ،‬كًالىى ا ٍلقي ٍدرًة عمىى تى ٍن ًف ً‬ ‫ً ً‬
‫يذ ٍاأل ٍ‬ ‫ى ى‬ ‫اب ىك ُّ ى‬ ‫ىد َّؿ ىعمى ٍيو ا ٍلكتى ي‬
‫خِصاه األواٌ‪ٛ‬‬
‫مف اجتمعت فيو صار أمينان‪ ،‬كىذه الخصاؿ ىي‪:‬‬ ‫لألمانة خصا هؿ‪ً ،‬‬
‫آي ًات ًو ثى ىمنان ىق ًميالن‪ ،‬ىكتىٍر يؾ خشية ال ٌناس‪ ،‬كىذه الخصاؿ‬
‫م ًب ى‬ ‫ش ىي ية المَّ ًو‪ ،‬ىكأَّىال ىي ٍ‬
‫شتى ًر ى‬ ‫ىخ ٍ‬
‫كؿ ىم ٍف ىح ىك ىـ ىعمىى ال ٌناس‪ ،‬قاؿ تعالى‪ :‬ﭽ …ﮚ ﮛ‬ ‫الثالث أخذىا اهلل عمى ِّ‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬ ﭼسكرة المائدة‪.‬‬

‫زابعاً‪ٔ :‬جٕب اضتعىاه األصمح لهن ٔالٖ‪ ٛ‬حبطبّا‬


‫ىما ىن ًة ًفي ال ٌناس ىق ًمي هؿ‪ ،‬ىكًل ىي ىذا ىك ى‬
‫اف يع ىم ير ٍب يف‬ ‫ً‬
‫اع ا ٍلقيَّكة ىك ٍاأل ى‬ ‫اج ًت ىم ى‬
‫إف ٍ‬
‫ٌ‬
‫اج ًر‪ ،‬ىك ىع ٍج ىز الثِّقى ًة"‪ ،‬كفي مثؿ ىذه‬ ‫ش يكك إلى ٍي ىؾ ىج ىم ىد ا ٍلفى ً‬ ‫اب‪ ‬ىيقيك يؿ‪" :‬المَّ يي َّـ أى ٍ‬ ‫ا ٍل ىخطَّ ً‬
‫س ًب ىيا‪.‬‬ ‫و‬ ‫الحالة فىا ٍلكا ًج ً‬
‫ىصمىح ًب ىح ى‬ ‫ب في يك ِّؿ ًكىال ىية استعماؿ ٍاأل ٍ‬ ‫ى ي‬

‫‪39‬‬
‫نٗفّٗ‪ ٛ‬وعسف‪ ٛ‬األصمح لهن ٔالٖ‪ٛ‬‬
‫ص ً‬ ‫ً‬
‫كد‬ ‫لكؿ كالية َّإن ىما تت ُّـ ًب ىم ٍع ًرفىة ىم ٍق ي‬‫الطريقة التي ييعرؼ بيا األصمح ِّ‬
‫عيف مف تؤىمو صفاتو لتحقيؽ مقصكد الكالية‪ ،‬كما ىك مبيف‪:‬‬ ‫ا ٍل ًكىال ىي ًة‪ ،‬ثـ يي َّ‬
‫الش ىجاعي‪،‬‬‫م ُّ‬ ‫الر يج يؿ ا ٍلقى ًك ُّ‬
‫قد يـ في إمارة الحركب َّ‬ ‫‪ -1‬في الكالية عمى الحركب‪ :‬يي َّ‬
‫س ًئ ىؿ‬ ‫اج ًز‪ ،‬كًا ٍف ىك ى ً‬
‫اف أىمينان؛ ىك ىما ي‬
‫ً ً‬
‫الر يج ًؿ الضَّعيؼ ا ٍل ىع ً ى‬ ‫كر‪ ،‬ىعمىى َّ‬ ‫كًا ٍف ىك ى ً ً‬
‫اف فيو في يج ه‬ ‫ى‬
‫ىح يد يى ىما قى ًكم فىا ًجهر‬ ‫ً‬ ‫الرجمى ٍي ًف ي يككىن ً ً‬
‫يرٍي ًف في ا ٍل ىغ ٍز ًك‪ ،‬ىكأ ى‬
‫اف أىم ى‬ ‫ى‬ ‫ىح ىم يد‪ :‬ىع ٍف َّ ي‬
‫اـ أ ٍ‬ ‫ًٍ‬
‫اإل ىم ي‬
‫م‪ ،‬فىقيَّكتي يو‬ ‫ىما ا ٍلفى ً‬
‫اج ير ا ٍلقى ًك ُّ‬ ‫اؿ‪ :‬أ َّ‬ ‫ىك ٍاآل ىخ ير صالح ضعيؼ‪ ،‬مع أييما ييغزل؛ فىقى ى‬
‫ص ىال يح يو ًل ىن ٍف ًس ًو‬ ‫يؼ فى ى‬ ‫َّع ي‬‫الص ًالح الض ً‬
‫ىما َّ ي‬ ‫كرهي ىعمىى ىن ٍف ًس ًو؛ ىكأ َّ‬ ‫يف‪ ،‬ىكفي يج ي‬ ‫س ًم ًم ى‬ ‫ً‬
‫ل ٍم يم ٍ‬
‫الن ًب ُّي ‪« :‬إ َّف‬ ‫اؿ َّ‬ ‫اج ًر‪ ،‬ىكقى ٍد قى ى‬ ‫م ا ٍلفى ً‬‫يف‪ ،‬فى يي ٍغ ىزل ىم ىع ا ٍلقى ًك ِّ‬ ‫س ًم ًم ى‬
‫ض ٍعفي يو ىعمىى ا ٍل يم ٍ‬ ‫ىك ى‬
‫اج ًر»)‪.(1‬‬ ‫الر يج ًؿ ا ٍلفى ً‬ ‫الديف ًب َّ‬ ‫المَّ ىو يي ىؤِّي يد ىى ىذا ٌ‬
‫شدَّ‪،‬‬ ‫ىما ىن ًة أى ى‬ ‫ً‬
‫اج ية في ا ٍل ًكىال ىية إلى ٍاأل ى‬
‫ً‬
‫‪ -2‬الكالية عمى حفظ األمكاؿ‪ :‬فإذا ىكا ىن ٍت ا ٍل ىح ى‬
‫اج ىيا ىك ًح ٍفظي ىيا‪ ،‬فى ىال يب َّد‬ ‫ىما ً‬
‫است ٍخ ىر ي‬‫ىم ىك ًاؿ ىكىن ٍح ًك ىىا؛ فىأ َّ ٍ‬
‫ىم ي ً ً ً‬
‫يف؛ م ٍث يؿ ح ٍفظ ٍاأل ٍ‬
‫قيدِّـ ٍاأل ً‬
‫ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ىما ىن وة‪ ،‬فى يي ىكلَّى ىعمى ٍي ىيا يم‬ ‫ً ً ً‬
‫ب‬ ‫ستى ٍخ ًر يج ىيا ًبقيَّكًتو‪ ،‬ىك ىكات ه‬ ‫م ىي ٍ‬ ‫ستخرج قى ًك ه‬
‫ه‬ ‫و‬
‫فيو م ٍف قيَّكة ىكأ ى‬
‫ىما ىن ًت ًو‪.‬‬ ‫ً ًً‬
‫يف ىي ٍحفىظي ىيا ًبخ ٍب ىرتو ىكأ ى‬ ‫ىم ه‬‫أً‬
‫ىعمى يـ ٍاأل ٍىكىرعي ٍاألى ٍكفىأي؛ فىًإ ٍف‬ ‫اء ٍاأل ٍ‬ ‫ض ً‬ ‫َّـ ًفي ًكىال ىي ًة ا ٍلقى ى‬ ‫‪ -3‬الكالية عمى القضاء‪ :‬ىكييقىد ي‬
‫اؼ ًف ً‬
‫يو‬ ‫يما قى ٍد ىي ٍظ ىي ير يح ٍك يم يو‪ ،‬ىكيي ىخ ي‬ ‫ع؛ قيد ً‬
‫ِّـ ف ى‬ ‫أعمـ‪ ،‬ىك ٍاآل ىخ ير أ ٍىكىر ى ى‬ ‫ى‬ ‫ىح يد يى ىما‬
‫اف أ ى‬ ‫ىك ى‬
‫ش ًت ىباهي‪ٍ :‬األ ٍ‬
‫ىعمى يـ‪.‬‬ ‫يو ًاال ٍ‬‫اؼ ًف ً‬ ‫ؽ يح ٍك يم يو‪ ،‬ىكيي ىخ ي‬ ‫يما ىي يد ُّ‬ ‫ً‬
‫ا ٍل ىي ىكل ٍاأل ٍىكىرعي؛ ىكف ى‬
‫اح ود ىج ىم ىع ىب ٍي ىف‬ ‫ات إ ىذا لىـ تىًت َّـ ا ٍلمصمىح ية ًبرج وؿ ك ً‬
‫ى ٍ ى ىي ى‬ ‫ٍ‬
‫ك ىى ىك ىذا ًفي س ًائ ًر ا ٍل ًكىالي ً‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫و‬
‫كثر مف كاحد إ ىذا لى ٍـ تىقى ٍع ا ٍلكفى ىاي ية‬ ‫ىع ىد ود؛ فى ىال يب َّد م ٍف تىٍر ًج ً‬
‫ً‬
‫ىصمى ًح‪ ،‬أك تعييف أ ى‬ ‫يح ٍاأل ٍ‬
‫اح ود تى ٍّ‬
‫اـ‪.‬‬ ‫ًبك ً‬
‫ى‬

‫)‪ )1‬صحيح مسمـ‪ :‬الحديث رقـ ‪.178‬‬

‫‪40‬‬
‫خاوطاً‪ :‬عم‪ ٜ‬اإلواً أُ ٖٕاشُ بني خمل الشد‪ٔ ٚ‬المني يف الٕالٖات‬
‫ؽ‬
‫يخمي ي‬ ‫كف‬‫ىف ىي يك ى‬ ‫يف‪ ،‬فى ىي ٍن ىب ًغي أ ٍ‬‫فإ ٍف كاف أحد الكالة في يخمي ًق ًو ًميؿ إلى المِّ ً‬
‫ؽ‬
‫يخمي ي‬ ‫كف‬
‫ىف ىي يك ى‬ ‫َّة‪ ،‬فى ىي ٍن ىب ًغي أ ٍ‬
‫الشد ً‬
‫اف يخميقي يو ىي ًمي يؿ إلى ِّ‬ ‫َّة؛ ىكًا ىذا ىك ى‬‫الشد ً‬
‫ىن ًائ ًب ًو ىي ًمي يؿ إلى ِّ‬
‫ِّيؽ ‪ ‬يي ٍؤًث ير‬ ‫الصد ي‬‫اف أ يىبك ىب ٍك ور ِّ‬ ‫يف؛ ًل ىي ٍعتىًد ىؿ ٍاأل ٍىم ير‪ ،‬ىكًل ىي ىذا ىك ى‬ ‫ىن ًائ ًب ًو ىي ًمي يؿ إلى المِّ ً‬
‫اس ًت ىن ىاب ىة أىًبي‬ ‫ًو‬
‫اب ‪ ‬يي ٍؤًث ير ىع ٍز ىؿ ىخالد‪ ،‬ىك ٍ‬ ‫اف يعمر ٍب يف ا ٍل ىخطَّ ً‬ ‫ًو‬
‫است ىن ىاب ىة ىخالد؛ ىك ىك ى ى ي‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫اف‬
‫اب‪ ،‬ىكأ ىىبا يع ىب ٍي ىدةى ىك ى‬ ‫ىف ىخ ًالدان كاف شديدان ىك يعمر ٍب ًف ا ٍل ىخطَّ ً‬ ‫اح ‪ً ‬أل َّ‬ ‫يع ىب ٍي ىدةى ٍب ًف ا ٍل ىجَّر ً‬
‫ىى‬
‫كف أ ٍىم يرهي يم ٍعتىًدالن‪،‬‬‫ىف يي ىكلِّ ىي ىم ٍف ىكَّالهي؛ ًل ىي يك ى‬
‫ىصمى يح ًل يك ٍّؿ ًم ٍن يي ىما أ ٍ‬
‫اف ٍاأل ٍ‬ ‫لى ِّينان ىكأىًبي ىب ٍك ور؛ ىك ىك ى‬
‫الن ًب ُّي ‪:‬‬ ‫اؿ َّ‬ ‫كؿ المَّ ًو ‪ ‬الًَّذم يى ىك يم ٍعتىًد هؿ؛ ىحتَّى قى ى‬ ‫س ً‬ ‫ً‬ ‫كي يك ى ً ً‬
‫كف ًب ىذل ىؾ م ٍف يخمىفىاء ىر ي‬ ‫ىى‬
‫الر ٍح ىم ًة‪ ،‬ىكأىىنا ىن ًب ُّي ا ٍل ىم ىالحـ» ‪.‬‬
‫ً ً )‪(1‬‬
‫«أىىنا ىن ًب ُّي َّ‬

‫)‪ )1‬أكرده اآلجرم في كتابو الشريعة برقـ (‪.)1010‬‬

‫‪41‬‬
‫ما األدلٌة الشرعية عمى ما يأتي؟‬
‫‪ -1‬يجكز لإلماـ تقديـ المفضكؿ في الكالية مع كجكد األفضؿ‪.‬‬
‫إف المقصد الشرعي مف الكاليات ىك إصالح ديف الخمؽ‪.‬‬
‫‪َّ -2‬‬
‫‪ -3‬أركاف الكالية القكة كاألمانة‪.‬‬

‫العماؿ؟‬
‫ما األسس الكاجب اتٌباعيا في تعييف الكالة ك ٌ‬

‫الصفات الكاجب تكفٌرىا في الكاليات التالية؟‬


‫ما ِّ‬
‫‪ -1‬الكالية عمى الحركب‪.‬‬
‫‪ -2‬الكالية عمى القضاء‪.‬‬
‫‪ -3‬الكالية عمى حفظ األمكاؿ‪.‬‬
‫‪ -4‬الكالية عمى استخراج األمكاؿ‪.‬‬

‫عمؿ ما يأتي‪:‬‬
‫خالد بف الكليد‪.‬‬ ‫‪ -1‬استعماؿ أبي بكر الصديؽ ‪‬‬
‫‪ -2‬تقديـ القكم الفاجر عمى الصالح الضعيؼ في كالية الحركب‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الٕحد‪ ٚ‬السابع‪ٛ‬‬
‫الٍعاً اإلداز‪ّٙ‬‬
‫يف الدٔل‪ ٛ‬اإلضالوّٗ‪ٛ‬‬

‫‪43‬‬
‫تٕط‪:ٛ٠‬‬
‫رئاسة الدكلة اإلسالمية مف اختصاص الخميفة‪ ،‬كألف الخالف ىة نياب هة عف النبكة‬
‫الديف كسياسة الدنيا بو‪ ،‬صار الخميفة مسؤكالن عف جميع الكظائؼ المعنية‬ ‫في حفظ ٌ‬
‫الديف فبمقتضى التكاليؼ الشرعية التي ىك مأمكر‬ ‫أما في ٌ‬ ‫الديف كسياسة الدنيا‪ٌ ،‬‬
‫بحفظ ٌ‬
‫أما سياسة الدنيا فمعمكـ تعمؽ الحكـ الشرعي بأفعاؿ العباد‬‫بتبميغيا كحمؿ الٌناس عمييا‪ ،‬ك ٌ‬
‫جميعيا‪ ،‬فصار الممؾ يندرج تحت الخالفة إذا كاف إسالميان كيككف مف تكابعيا‪.‬‬
‫الديف كسياسة الدنيا مياـ الدكلة‬
‫كتستغرؽ الكظائؼ المتضمنة في معنى حفظ ٌ‬
‫اإلسالمية جميعيا‪ ،‬كعمى إماـ المسمميف مسؤكلية النيكض بيا كتحقيؽ مراد الشارع‬
‫منيا‪ ،‬كىذا يعني أف كاجبات الخميفة ترجع إلى أصميف‪:‬‬

‫األٔه‪ :‬حفغ الدَّٖ ٔإقاو‪ ٛ‬الشسٖع‪ٛ‬‬


‫فكجب عمى الخميفة إقام ية الكظائؼ الدينية المعنية بتحقيؽ ىذا الكاجب كتعييف‬
‫المؤىميف ليا‪ ،‬كالقضاء‪ ،‬كالنظر في المظالـ‪ ،‬كالحسبة‪ ،‬كالجياد‪ ،‬كامامة الصالة كالخطابة‬
‫كغيرىا‪.‬‬

‫الجاٌ٘‪ :‬ضٗاض‪ ٛ‬الدٌٗا بالدَٖ‬


‫كعينكا الكالة عمييا‪،‬‬
‫كقسمكا البالد إلى أقاليـ‪ٌ ،‬‬
‫كلذلؾ اتٌخذ الخمفاء الكزراء‪ٌ ،‬‬
‫السمطانية‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫سمى ابف خمدكف ىذه الكظائؼ بالكظائؼ‬ ‫ككضعكا الدكاكيف كالكتٌاب‪ ،‬كقد ٌ‬
‫الديف مف حيث كجكب إرجاعيا إلى الشرع الحنيؼ‪،‬‬ ‫كىي ال تختمؼ عف كظائؼ حفظ ٌ‬
‫السمطانية في اإلسالـ مندرجة تحت الخالفة الشتماؿ منصب الخالفة عمى‬
‫ٌ‬ ‫فالكظائؼ‬
‫عية متعمٌقة بجميعيا كمكجكدة لك ٌؿ كاحدة منيا في سائر‬
‫الدنيا‪ ،‬فاألحكاـ الشر ٌ‬
‫الديف ك ٌ‬
‫ٌ‬
‫كجكىيا‪ ،‬فالفقيو ينظر في منصب رئاسة الدكلة كشركط تقميدىا‪ ،‬كما ينظر في الك ازرة‬
‫بد لمفقيو مف النظر في‬ ‫كالكالية عمى األقاليـ كغيرىا مف كظائؼ الممؾ كالسمطاف‪ ،‬فال َّ‬
‫قدمناه مف انسحاب حكـ الخالفة الشرعية في الممة اإلسالمية عمى رتبة‬ ‫جميع ذلؾ لما ٌ‬
‫الممؾ كالسمطاف‪.‬‬
‫كفيما يأتي تفصيؿ ألىـ ىذه الكظائؼ نقسميا بحسب ىذا المدلكؿ إلى‬
‫محكريف‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫احملٕز األٔه‪ :‬أِي الٕظا‪ٟ‬ف الطمطاٌٗ‪ٛ‬‬

‫أف يعمٌؿ الطالب اتخاذ الكزراء‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫أف يذكر الطالب صالحيات كزير التفكيض‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يعدد الطالب شركط كزارة التفكيض‪.‬‬ ‫أف ٌ‬ ‫‪-3‬‬
‫يبيف الطالب مياـ كزير التنفيذ‪.‬‬‫أف ٌ‬ ‫‪-4‬‬
‫أف يذكر الطالب شركط كزارة التنفيذ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫يعدد الطالب كاجبات القائـ عمى الكالية العامة‪.‬‬‫أف ٌ‬ ‫‪-6‬‬
‫ؼ الطالب الديكاف‪.‬‬
‫عر ى‬
‫أف يي ِّ‬ ‫‪-7‬‬
‫يعدد الطالب دكافع كضع الدكاكيف‪.‬‬ ‫أف ٌ‬ ‫‪-8‬‬
‫يعدد الطالب كيشرح أىـ الدكاكيف في الدكلة اإلسالمية‪.‬‬ ‫أف ٌ‬ ‫‪-9‬‬

‫أٔال‪ :‬اختاذ الٕشزا‪ٞ‬‬

‫الٕشاز‪:ٚ‬‬
‫فإف‬
‫السمطانية‪ ،‬كاسميا يد ٌؿ عمى مطمؽ اإلعانة‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫ىي أىـ الكظائؼ‬
‫إما مف المؤازرة كىي المعاكنة‪ ،‬أك مف الكزر كىك الثقؿ أل ٌنو‬
‫الكزارة مأخكذة ٌ‬
‫يتحمؿ عف الحاكـ أثقالو‪ ،‬كىك راجع إلى المعاكنة المطمقة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫جٕاش اختاذ الٕشزا‪:ٞ‬‬
‫كتكس ًع‬
‫ُّ‬ ‫الديف كسياسة الدنيا‪،‬‬
‫مياـ الخميفة في حفظ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫لتعدد‬
‫نتيجة ٌ‬
‫الدكلة اإلسالمية كامتدادىا شرقان كغربان‪ ،‬فقد كاف مف المتع ٌذر عمى الخمفاء‬
‫مباشرة مياميـ جميعيا بأنفسيـ مف غير أى ٍف يتخذكا أعكانان‪ ،‬كلذلؾ كاف‬
‫الخمفاء يتخذكف الكزراء ليعينكىـ عمى إدارة شؤكف الدكلة‪ ،‬كقد أجازت‬
‫الـ‪:‬‬
‫الس ي‬
‫الصالةي ك ٌ‬
‫الشريعة ذلؾ‪ ،‬قاؿ المٌ يو تعالى حكاية عف نبيو مكسى عميو ٌ‬
‫ﭽﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯯ ﯰ ﯲ ﯳ ﯴ ﯶ ﯷ ﯸ ﭼطو‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫اء لو‪ ،‬كما كرد في‬
‫كعمر ¶ كزر ى‬
‫ى‬ ‫أبا و‬
‫بكر‬ ‫كقد اتٌخ ىذ رسكؿ اهلل ‪‬‬
‫السماء‪ :‬جبري يؿ‪ ،‬كميكائي يؿ‪ ،‬كمف‬
‫"كزيرام مف ٌ‬ ‫رسك يؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪:‬‬
‫الحديث أف ي‬
‫مر")‪ ،(1‬ككاف عمر بف الخطاب كزير أبي بكر‪ ،‬ككاف‬
‫كع ي‬ ‫أىؿ األرض‪ :‬يأبك و‬
‫بكر‪ ،‬ي‬
‫عبد الرحمف بف عكؼ كزير الخميفة عمر رضي اهلل عنيـ أجمعيف‪َّ ،‬‬
‫فدؿ ذلؾ‬
‫عمى جكاز اتخاذ الكزراء‪.‬‬
‫كانت الكزارة في الدكلة اإلسالمية عمى نكعيف‪ :‬كزارة تفكيض‪ ،‬ككزارة‬
‫تنفيذ)‪:(2‬‬

‫ٔشاز‪ ٚ‬التّفٕٖض‪:‬‬
‫المتعمٌقة بمياـ‬
‫األمكر ي‬
‫ى‬ ‫اإلماـ‬
‫ي‬ ‫ض إليو‬
‫فك ي‬
‫كزير التفكيض‪ :‬ىك الذم يي ِّ‬
‫يدبرىا برأيو‪ ،‬كيمضييا عمى اجتياده‪.‬‬
‫الخميفة جميعان‪ٌ ،‬‬
‫صالحٗات ٔشٖس التفٕٖض‪:‬‬
‫التفكيض الذم يحصؿ عميو الكزير يجعمو قاد ارن عمى تقميد القيضاة‪،‬‬
‫كالح ٌكاـ‪ ،‬كالكالة‪ ،‬كتجنيد األجناد‪ ،‬كصرؼ األمكاؿ‪ ،‬كبعث الجيكش‪ ،‬كسائر‬
‫كدبره‪ ،‬لينظر الخميفة فييا‬
‫اإلماـ بما أمضاهي ٌ‬
‫ى‬ ‫غير أ ٌنو يطالع‬
‫مطانية‪ ،‬ى‬
‫الس ٌ‬‫األمكر ُّ‬
‫يردهي‪.‬‬
‫يصكبو كيستدرؾ ما ٌ‬
‫فيقر ما ٌ‬ ‫برأيو كاجتياده‪ٌ ،‬‬

‫)‪ )1‬ركاه الحاكـ في المستدرؾ الحديث رقـ ‪.3046‬‬

‫)‪ )2‬الماكردم‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ :‬ص‪ ،50‬كأبك يعمي بف الفراء‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪46‬‬
‫شسٔط ٔشاز‪ ٚ‬التفٕٖض‪:‬‬
‫‪ -1‬ييع ٌد في كزير التفكيض مف الشركط ما ييع ٌد في اإلمامة ٌإال ال ٌنسب فال‬
‫قرشيان‪ ،‬كعميو يجب أف يككف كزير‬ ‫ٌ‬ ‫يشترط أف يككف كزير التفكيض‬
‫حرن عالمان ذك ارن‪.‬‬
‫التفكيض مسممان بالغان عاقالن ٌا‬
‫صاحب خبروة ككفاية كمعرفة بتفاصيؿ ك ٌؿ ما أيككؿ إليو مف‬ ‫ى‬ ‫يككف‬
‫ى‬ ‫‪ -2‬ينبغي أف‬
‫إما أف يباشر شؤكف‬‫كخاص نة في شؤكف الحرب كالخراج‪ ،‬فإنو ٌ‬
‫ٌ‬ ‫مياـ‪،‬‬
‫ٌ‬
‫الحرب كيتابع خراج األراضي بنفسو‪ ،‬أك يستنيب ليذه األعماؿ مف ينكب‬
‫عنو‪ ،‬كفي الحاليف ينبغي أف تتكفر فيو الكفاءة كالخبرة)‪.(1‬‬

‫ٔشاز‪ ٚ‬التٍفٗر‪:‬‬
‫َّ‬
‫يستبد بشيء‬ ‫المعيف في تنفيذ األمكر مف غير أف‬
‫كزير التنفيذ ىك ي‬
‫مف ذلؾ‪ ،‬كليس بك واؿ عمييا كال متقمٌد ليا‪ ،‬كليذا السبب صار حكميا أضعؼ‬
‫مف كزارة التفكيض‪ ،‬كشركطيا أق ٌؿ‪.‬‬

‫وّاً ٔشٖس التٍفٗر‪:‬‬


‫كسط بيف اإلماـ كالرعية كالكالة كالمكظفيف‪ ،‬فيك الذم يكصؿ أكامر‬ ‫‪ -1‬الت ٌ‬
‫الخميفة لممعنييف بيا‪ ،‬كينفٌذ أكامره‪ ،‬كيخبر بتقميد الكالة‪ ،‬كتجييز الجيش‬
‫كالحماة‪ ،‬كتعييف المكظفيف‪.‬‬
‫السمطاف ما ىي ًريد مف األمكر الميمة‬
‫مياـ كزير التنفيذ أى ٌف يعرض عمى ُّ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -2‬مف‬
‫السمطاف فييا بما يراهي أصكب‪.‬‬
‫ليتقدـ ُّ‬

‫)‪ )1‬الماكردم‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ :‬ص‪.50‬‬

‫‪47‬‬
‫شسٔط ٔشاز‪ ٚ‬التٍفٗر)‪:(1‬‬
‫ال ييشتىرط في مف يتكلٌى كزارة التٌنفيذ العمـ كال الحرية‪ ،‬أل ٌنو غير مكمٌؼ‬
‫فيعتبر فيو‬
‫فيعتبر فيو شرط الحرية‪ ،‬كال يجكز لو أف يحكـ ي‬ ‫بتقميد الكالية ألحد‪ ،‬ي‬
‫يؤدم إلى الخميفة‪ ،‬كأف‬
‫كر النظر عمى أمريف‪ :‬أف ٌ‬
‫مقص ي‬
‫ي‬ ‫شرط العمـ‪ ،‬كا ٌنما يىك‬
‫و‬
‫أكصاؼ‪:‬‬ ‫عنو‪ ،‬كلذلؾ ييراعى فيو سبعة‬
‫يؤدم ي‬ ‫ٌ‬
‫يخكف فيما اؤتمف فيو‪.‬‬
‫ى‬ ‫‪ -1‬األمانة حتٌى ال‬
‫ؽ بخبره الذم يؤديو كيعمؿ بقكلو الذم يكصمو‪.‬‬
‫‪ -2‬صدؽ المٌيجة حتى ييكثى ى‬
‫حؽ‪ ،‬كال ييخدع فيتساىؿ‪.‬‬
‫‪ -3‬قمٌة الطمع حتٌى ال يرتش ىي فيميؿ عف ال ِّ‬
‫تصد عف الحؽ‪.‬‬
‫ألف العداكةى ٌ‬
‫يككف بينو كبيف ال ٌناس عداكة كشحناء‪َّ ،‬‬
‫ى‬ ‫‪ -4‬أف ال‬
‫‪ -5‬أف يككف حريصان عمى إيصاؿ ك ٌؿ ما يبمغو مف أمر إلى الخميفة‪ ،‬كأف يككف‬
‫شاىد لو كعميو‪.‬‬
‫ه‬ ‫كؿ ما يصدر عف الخميفة مف شأف‪ ،‬أل ٌنو‬‫أمينان في إيصاؿ ِّ‬
‫تمتبس عميو األمكر كتشتبو‪.‬‬ ‫‪ -6‬الذكاء ك ً‬
‫الفطنة‪ ،‬حتى ال‬
‫ى‬
‫الحؽ إلى الباطؿ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫يككف مف أىؿ األىكاء‪ ،‬فيخرجو اليكل عف‬
‫ى‬ ‫‪ -7‬أف ال‬
‫ذكرن فال يجكز أف يقكـ بأمر كزارة التنفيذ امرأة‪ ،‬أل َّف الكزارة تي ُّ‬
‫عد‬ ‫يككف ا‬
‫ى‬ ‫‪ -8‬أف‬
‫أمرن مف أمكر‬ ‫مف الكاليات في الدكلة اإلسالمية‪ ،‬كال يجكز لممرأة أف تتكلٌى ا‬
‫قكـ كلٌكا أمريى يـ ام أرةن»)‪.(2‬‬
‫«لف ييفمح ه‬ ‫بي ‪‬‬
‫المسمميف‪ ،‬كقد قاؿ ال ٌن ُّ‬

‫ثاٌٗاً‪ :‬تكمٗد اإلواز‪ ٚ‬عم‪ ٜ‬الٕالٖات‬


‫فكض كالية كؿ إقميـ أك بمد أك ناحية أك عمؿ‬
‫المسمميف أف يي ٌ‬
‫يجكز إلماـ ي‬
‫السيما في البالد البعيدة‪،‬‬
‫تدعك إلى ذلؾ‪ ،‬ك َّ‬ ‫و‬
‫ألف الحاجة ي‬‫كؼء لمٌنظر العاـ فيو‪َّ ،‬‬ ‫إلى‬

‫)‪ )1‬الماكردم‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ :‬ص‪.57‬‬

‫)‪ )2‬البخارم رقـ (‪.)4425‬‬

‫‪48‬‬
‫خالد بف الكليد‬
‫ى‬ ‫رسكؿ اهلل ‪ ‬عتاب بف أسيد م ٌكة‪ ،‬ككلٌى يأبك بكر ‪‬‬
‫كما كلٌى ي‬
‫شاـ‪ ،‬كلـ يزؿ ذلؾ عادة الخمفاء)‪.(1‬‬
‫عمى ال ٌ‬

‫ٔالٕالٖ‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬األقالٗي عم‪ٌٕ ٜ‬عني‪:‬‬

‫ٔالٖ‪ ٛ‬خاصّ‪:ٛ‬‬
‫رجؿ كيفكضو تفكيضان‬‫عمؿ إلى و‬ ‫إقميـ أك و‬
‫بمد أك و‬ ‫ض ً‬
‫الخميف ية كالي ىة و‬ ‫يفك ى‬
‫كىي أى ٍف ٌ‬
‫فكض تعدم مياـ كاليتو‪ ،‬كما إذا كٌاله الجيش‬ ‫لمم َّ‬ ‫و‬ ‫خاصان و‬
‫خاص‪ ،‬كال يجكز ي‬ ‫بعمؿ‬ ‫ٌ‬
‫فحسب دكف األمكاؿ أك األمكاؿ دكف القضاء كنحك ذلؾ‪.‬‬

‫ٔالٖ‪ ٛ‬عاوّ‪:ٛ‬‬
‫رجؿ كيفكضو تفكيضان‬‫محدود إلى و‬
‫بمد ٌ‬ ‫قميـ أك و‬ ‫ض ً‬
‫الخميف ية كالي ىة إ و‬ ‫يفك ى‬
‫كىي أى ٍف ٌ‬
‫فكضو الخميفة في ىذا اإلقميـ تنصيب القيضاة كالمكظفيف‪،‬‬ ‫عامان‪ ،‬فعندئذ يجكز لمف ٌ‬
‫ٌ‬
‫كتدبير الجيكش‪ ،‬كاستيفاء األمكاؿ مف جياتيا جميعان‪ ،‬كصرفيا في مصارفيا‪ ،‬كقتاؿ‬
‫فكض إليو‪.‬‬
‫الم َّ‬
‫المشركيف كالمحاربيف الذيف مف جيتو‪ ،‬لكف كؿ ذلؾ مقصكر عمى اإلقميـ ي‬
‫ي‬
‫ٔاجبات الكا‪ٟ‬ي عم‪ ٜ‬الٕالٖ‪ ٛ‬العاو‪:ٛ‬‬
‫عامة جمم هة مف‬
‫معيف كالي نة ٌ‬
‫تقع عمى عاتؽ األمير المتكلٌي كالية إقميـ ٌ‬
‫الكاجبات منيا‪:‬‬
‫كف الخميفة قد‬
‫ظر في تدبير كتنظيـ الجيش‪ ،‬كتقدير أرزاقيـ‪ٌ ،‬إال أف ي يك ى‬
‫‪ -1‬ال ٌن ي‬
‫قدرىا‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ظر في األحكاـ‪ ،‬كتقميد القضاة كالح ٌكاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال ٌن ي‬
‫يستحؽ منيا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫العماؿ‪ ،‬كتفريؽ ما‬
‫الصدقات‪ ،‬كتقميد ٌ‬ ‫‪ -3‬جباية الخراج‪ ،‬كقبض ٌ‬
‫ض ًة( )‪ ،‬كمراعاة ٌ‬
‫‪2‬‬
‫الديف‪ ،‬مف تغيير أك تبديؿ‪.‬‬ ‫الب ٍي ى‬
‫الذب عف ى‬
‫‪ -4‬حماية الحريـ‪ ،‬ك ٌ‬

‫)‪ )1‬ابف جماعة‪ ،‬تحرير األحكاـ‪ :‬ص‪.58‬‬

‫(‪ )2‬البيضة‪ :‬بيضة القكـ ًح ي‬


‫ماىـ كحكزتييـ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫حؽ اهلل تعالى كحقكؽ اآلدمييف‪.‬‬
‫‪ -5‬إقامة الحدكد في ِّ‬
‫يقكـ بيا‪ ،‬أك يستخمؼ عمييا‪.‬‬
‫الج ىم ًع كالجماعات‪ ،‬حتٌى ى‬
‫‪ -6‬اإلمامة في ي‬
‫كقسـ غنائميـ في المقاتمة‪ ،‬كأخ يذ خمسيا‬
‫ي‬ ‫‪ -7‬جياد مف يميو مف األعداء‪،‬‬
‫ألىؿ الخمس)‪.(1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫ثالجا‪ :‬تستٗب الدٔأَٖ‬
‫الدّٖٕاُ‪:‬‬
‫السجالت‬
‫المخصص لحفظ األمكاؿ‪ ،‬ك ٌ‬‫ٌ‬ ‫ؽ ىذا االسـ عمى المكضع‬
‫ييطمى ي‬
‫الدكلة‪ ،‬ككارداتيا كصادراتيا‪ ،‬كأسماء المستحقٌيف‬
‫الخاصة بحفظ ممتمكات ٌ‬
‫ٌ‬
‫العماؿ‪ ،‬كك ٌؿ ما يتعمٌؽ بتدبير ميزانية الدكلة كالجيش‪ ،‬كالقائـ‬
‫لمعطاء مف الجند ك ٌ‬
‫سمى الكاتب أك صاحب الديكاف‪.‬‬ ‫عمى ترتيب الديكاف يي َّ‬

‫ٔضع الدٖٕاُ‪:‬‬
‫بف الخطاب ‪ ،‬كقد كاف‬ ‫عمر ي‬
‫ٌأك يؿ ىمف كضع الديكاف في اإلسالـ ي‬
‫اء إال مف عند‬
‫المسممكف قبؿ ىذا ىـ الجند‪ ،‬ككانكا ال يريدكف عمى جيادىـ جز ن‬
‫ليـ‬ ‫‪‬‬ ‫النبي صمكات اهلل عميو كسالمو كال أبك بكر‬
‫ٌ‬ ‫اهلل تعالى‪ ،‬كلـ يفرض‬
‫قررتو الشريعة ليـ‪،‬‬
‫مقر ارن‪ ،‬غير أف ليـ مف الغنائـ نصيبان بحسب ما ٌ‬
‫عطاء ٌ‬
‫ن‬
‫كفي خالفة عمر ‪ ‬جاءه ما هؿ كثير مف البحريف فاستشار أصحابو في كيفية‬
‫تكزيعو‪ ،‬فقاـ إليو رج هؿ فقاؿ لو‪" :‬يا أمير المؤمنيف‪ ،‬قد رأيت األعاجـ يدكنكف‬
‫فدكف أنت لنا ديكانان" فأخذ أمير المؤمنيف برأيو ككضع الديكاف‪،‬‬
‫ديكانان ليـ‪ٌ ،‬‬
‫السبؽ في اإلسالـ‪ ،‬كأمر الكتٌاب بترتيب‬
‫كفرض العطاء كجعمو عمى حسب ٌ‬ ‫ى‬
‫بمف نبدأ يا أمير المؤمنيف؟ فقاؿ‪:‬‬
‫الطٌبقات‪ ،‬كضبط العطاء في الديكاف‪ ،‬فقالكا‪ :‬ى‬

‫)‪ )1‬الماكردم‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ ،62 ،‬أبك يعمى‪،‬األحكاـ السمطانية‪ :‬ص‪.34‬‬

‫)‪ )2‬ينظر التفاصيؿ‪ :‬االماكردم‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ ،‬ص ‪.297‬‬

‫‪50‬‬
‫بم ٍف‬
‫ثـ ى‬
‫عـ رسكؿ اهلل‪ -‬صمكات اهلل عميو‪ -‬كببني ىاشـ‪ٌ ،‬‬ ‫بالعب ً‬
‫اس ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫"ابد يؤكا‬
‫ى‬
‫عز كج ٌؿ"‪.‬‬
‫بعدىـ طبقة طبقة كضعكا آؿ الخطٌاب حيث كضعيـ اهلل ٌ‬‫ى‬
‫دٔافع ٔضع الدٖٕاُ‪:‬‬
‫يكج ىو‬
‫إف األمة اإلسالمية أ ٌم هة مجاىدةه‪ ،‬فأراد الخميفة عمر بف الخطاب أى ٍف ِّ‬
‫‪َّ -1‬‬
‫اتب‬
‫فخصص لممقاتميف رك ى‬ ‫ٌ‬ ‫نحك الجياد في سبيؿ اهلل‪،‬‬ ‫ىى َّـ المسمميف ى‬
‫الجياد‪،‬‬
‫ى‬ ‫ىميـ‬
‫أعطيات مف بيت الماؿ ليكفييـ مؤكنة العمؿ‪ ،‬كيجعؿ َّ‬ ‫و‬ ‫ك‬
‫كؿ ىذا‪.‬‬ ‫ً‬
‫لضبط ِّ‬ ‫فاحتاج إلى ديك و‬
‫اف‬
‫‪ -2‬ليحفظ أسماء المجاىديف كأىميـ فيسيؿ عميو االطٌالع عمى عددىـ‬
‫كع ٌدتيـ كأحكاليـ‪.‬‬
‫ي‬
‫الدكلة كمصركفاتيا‪.‬‬
‫مالية الدكلة كمعرفة مكارد ٌ‬
‫‪ -3‬لضبط ٌ‬
‫تعسٖب الدٔأَٖ‪:‬‬
‫كانت الدكاكيف في بالد المسمميف عمى نكعيف‪:‬‬

‫الدٔأَٖ املسنصّٖ‪:ٛ‬‬
‫كىي التي أنشأىا المسممكف أنفسيـ‪ ،‬ككانت بالمغة العربية منذ‬
‫نشأتيا‪ ،‬مثؿ ديكاف الجند الذم أسسو عمر بف الخطاب ‪.‬‬

‫الدٔأَٖ احملمٗ‪ ٛ‬يف الٕالٖات ٔاألوصاز (دٔأَٖ ارتساج)‪:‬‬


‫ككانت ىذه الدكاكيف مكتكبة بالمغات المحمية (الفيمكية الفارسية في‬
‫العراؽ كالمشرؽ‪ ،‬كالركمية في بالد الشاـ‪ ،‬كالقبطية في مصر)‪ ،‬كقد أبقاىا‬
‫المسممكف عمى حاليا إلى أف يعِّربت في عيد الخميفة عبد الممؾ بف مركاف‬
‫تطكر أكضاع المسمميف‬ ‫كالكليد بف عبد الممؾ‪ ،‬ككاف ىذا التعريب مف نتاج ٌ‬
‫كرغبتيـ في تحقيؽ االستقالؿ كاألمف االقتصادم كاإلدارم‪ ،‬فاألمة المجاىدة ال‬
‫ينبغي أف تككف مقدراتيا اإلدارية كاالقتصادية مكتكبة بمغة أجنبية‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫تعسٖب دٖٕاُ الشاً‪:‬‬
‫يعِّربت دكاكيف الشاـ عف الركمية في عيد الخميفة عبد الممؾ بف‬
‫مركاف‪ ،‬ىعٌربو لو سميماف بف سعيد‪ ،‬مكلى الحسيف كاتب رسائؿ عبد الممؾ‪،‬‬
‫فمما بمغ الخبر سرجكف كاتب عبد الممؾ‪،‬‬
‫فكٌاله عبد الممؾ جميع دكاكيف الشاـ‪ٌ ،‬‬
‫العيش في غير ىذه الصناعة فقد قطعيا اهلل عنكـ‪،‬‬
‫ى‬ ‫قاؿ لكتٌاب الركـ‪ :‬اطمبكا‬
‫كذلؾ ألنيا كانت حك ارن عمييـ فيـ كحدىـ العارفكف بمغة الديكاف الركمية‪.‬‬

‫تعسٖب دٖٕاُ العسام‪:‬‬


‫ٌأكؿ مف نقؿ ديكاف العراؽ مف الفارسية إلى العربية الحجاج بف‬
‫اج كاتبو صالح بف عبد‬
‫الحج ي‬
‫ٌ‬ ‫يكسؼ‪ ،‬في خالفة عبد الممؾ بف مركاف‪ ،‬فأمر‬
‫الرحمف‪ ،‬ككاف يكتب بالعربية كالفارسية‪ ،‬أف ينقؿ الديكاف مف الفارسية إلى‬
‫العربية ففعؿ‪ ،‬فجعمو الحجاج كاتب الديكاف‪.‬‬

‫تعسٖب دٖٕاُ وصس‪:‬‬


‫ٌأكؿ ىم ٍف نقؿ ديكاف مصر مف القبطية إلى العربية عبد العزيز بف‬
‫مصر‪.‬‬
‫ى‬ ‫مركاف في إمارتو عمى‬

‫أِي الدٔأَٖ يف الدٔل‪ ٛ‬اإلضالوٗ‪:ٛ‬‬


‫محددة لتمبية حاجات‬
‫ٌ‬ ‫كانت الدكاكيف في بداية اإلسالـ بسيط نة‬
‫تكسع الدكلة‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫كتعددت مع‬
‫ٌ‬ ‫نم ٍت‬
‫ثـ ى‬
‫اإلدارية‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫المالية ك‬
‫الجيادية ك ٌ‬
‫ٌ‬ ‫المسمميف‬
‫كظيرت دكاكيف جديدة‪ ،‬كأىـ ىذه الدكاكيف‪:‬‬
‫النظر في مشكالتو‪.‬‬
‫ظر في الخراج كجبايتو ك ى‬‫‪ -1‬ديكاف الخراج‪ :‬يتكلٌى الن ى‬
‫‪ -2‬ديكاف الجند‪ :‬تيحفىظي فيو أسماء الجند كأكصافيـ كأنسابيـ كأعطياتيـ‪ ،‬كقد‬
‫عمر بف الخطاب في اإلسالـ‪.‬‬
‫أسسو الخميفة ي‬‫ى‬
‫ؽ عمى مكاف جمكس الكتٌاب القائميف عمى إنفاذ كتب‬ ‫كيطمى ي‬
‫‪ -3‬ديكاف الخاتـ‪ :‬ي‬
‫إما بالعالمة أك بالحزـ‪ ،‬ككاف الخميفة معاكية بف‬
‫السمطاف كالختـ عمييا ٌ‬

‫‪52‬‬
‫و‬
‫رسالة أرسميا إلى‬ ‫و‬
‫تزكير في‬ ‫أبي سفياف ٌأك ىؿ مف أنشأه‪ ،‬كذلؾ بعد حصكؿ‬
‫فبدؿ‬
‫أمر فييا بإعطاء حامؿ الرسالة مئة ألؼ‪ٌ ،‬‬
‫الكالي زياد بف أبيو‪ ،‬كقد ى‬
‫حاممييا المقدار إلى مئتي ألؼ‪ ،‬كفي ىذا الديكاف تيحفىظي نسخ هة مف رسائؿ‬
‫حزـ‪ ،‬كقد ثبت‬
‫الخميفة‪ ،‬كأكامره بعد أى ٍف تيختى ىـ ال ٌنسخ ية األصيمة بالشمع كتي ى‬
‫العجـ‬
‫ى‬ ‫إف‬
‫أف النبي ‪ ‬أراد أف يكتب إلى قيصر‪ ،‬فقيؿ لو‪َّ :‬‬ ‫الصحيحيف َّ‬‫في ٌ‬
‫فضة‪ ،‬كنقش فيو‪:‬‬‫يككف مختكمان‪ ،‬فاتٌخذ خاتمان مف ٌ‬
‫ى‬ ‫ال يقبمكف كتابان إال أف‬
‫ثـ سقط مف يد‬‫كعثماف‪َّ ،‬‬
‫ي‬ ‫كعمر‬
‫ي‬ ‫"محمد رسكؿ اهلل" كتىختَّ ىـ بو أبك و‬
‫بكر‬
‫آخر عمى مثمو‪.‬‬
‫عثماف في بئر أريس‪ ،‬فصنع ى‬
‫ى‬
‫تحرر رسائؿ الخميفة كأكامره في الداخؿ‬
‫الديكاف ٌ‬
‫الرسائؿ‪ :‬كفي ىذا ٌ‬
‫‪ -4‬ديكاف ٌ‬
‫كض َّـ ىذا الديكاف كتابان متخصصيف‪ ،‬كىك مف‬
‫كمكاتباتو مع الخارج‪ ،‬ى‬
‫المستحدثة‪ ،‬فقد كاف الخمفاء كالكالة في القركف األكلى يي ٌعبركف‬
‫ى‬ ‫الدكاكيف‬
‫فسد المساف‪ ،‬كصار صناع نة في‬ ‫ى‬ ‫فمما‬
‫عف مقاصدىـ بأبمغ العبارات‪ٌ ،‬‬
‫اختص بمف يحسف كتابة المخاطبات‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫العصكر التالية‬
‫كميمتو الرئيسة كاألكلى نق يؿ األخبار كالرسائؿ بيف العاصمة‬
‫ٌ‬ ‫‪ -5‬ديكاف البريد‪:‬‬
‫اد لمدكلة‬
‫كالكاليات أك بيف الكاليات‪ ،‬ككاف ينقؿ بعضان مف الحاجيات كالمك ٌ‬
‫أيضان‪.‬‬
‫خرج‬
‫كي ى‬
‫ؽ ي‬ ‫ظر في المصركفات كافٌ نة‪ ،‬كفي ِّ‬
‫كؿ ما يينفى ي‬ ‫كميمتو الٌن ي‬
‫ٌ‬ ‫‪ -6‬ديكاف َّ‬
‫النفقات‪:‬‬
‫الصمة في عممو ببيت الماؿ‪.‬‬‫في سبيؿ الجياد أك غيره‪ ،‬ككاف كثيؽ ِّ‬
‫الصدقات‪ ،‬كتكزيعيا عمى‬
‫الزكاة ك ٌ‬
‫الصدقة‪ :‬كينظر في مكارد ٌ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -7‬ديكاف‬
‫شرع‪.‬‬
‫مستحقٌييا بحسب ال ٌ‬
‫نشئ ىذا الديكاف في عيد الخميفة العباسي الميدم‪،‬‬‫‪ -8‬ديكاف المظالـ‪ :‬أي ً‬
‫كميمتو النظر في شكاكل الرعية مف الكالة‪ ،‬كحمايتيا مف تعدياتيـ‬
‫ٌ‬
‫السيما في الجباية‪.‬‬
‫ك ٌ‬

‫‪53‬‬
‫احملٕز الجاٌ٘‪ :‬الٕظا‪ٟ‬ف املعٍٗ‪ ٛ‬حبفغ الدَّٖ ٔإقاو‪ ٛ‬الشسٖع‪ٛ‬‬

‫‪ -1‬أف يعمٌؿ الطالب ككف إمامة الصالة ىي أرفع الكاليات الدينية كميا‪.‬‬
‫‪ -2‬أف يعمٌؿ الطالب كقكع المساجد المحمية تحت مراقبة المحتسب‪.‬‬
‫يعدد الطالب صفات متكلي إمامة المسمميف في الصالة‪.‬‬ ‫‪ -3‬أف ٌ‬
‫ؼ الطالب القضاء‪.‬‬ ‫عر ى‬‫‪ -4‬أف يي ِّ‬
‫‪ -5‬أف يعمٌؿ الطالب استنابة بعض الخمفاء غيرىـ لمقضاء‪.‬‬
‫يعدد الطالب كيشرح الشركط الكاجب تكفرىا في القاضي‪.‬‬ ‫‪ -6‬أف ٌ‬
‫ؼ الطالب الحسبة‪.‬‬ ‫عر ى‬‫‪ -7‬أف يي ِّ‬
‫يعدد الطالب كاجبات المحتسب‪.‬‬ ‫‪ -8‬أف ٌ‬
‫يعدد الطالب صفات كالي المظالـ‪.‬‬ ‫‪ -9‬أف ٌ‬
‫ؼ الطالب الزكاة‪.‬‬
‫عر ى‬
‫‪ -10‬أف يي ِّ‬
‫‪ -11‬أف يحفظ الطالب حكـ الزكاة كحكـ منعيا‪.‬‬
‫‪ -12‬أف يتكمٌـ الطالب عف الكالية عمى الجزية‪.‬‬
‫ؼ الطالب الخراج‪.‬‬‫عر ى‬
‫‪ -13‬أف يي ِّ‬
‫يفرؽ الطالب بيف الجزية كالخراج‪.‬‬‫‪ -14‬أف ٌ‬
‫يعدد الطالب كاجبات االماـ في جمع الخراج‪.‬‬ ‫‪ -15‬أف ٌ‬
‫ؼ الطالب الشرطة لغة كاصطالحان‪.‬‬ ‫عر ى‬
‫‪ -16‬أف يي ِّ‬
‫يعدد الطالب كاجبات الشرطة‪.‬‬‫‪ -17‬أف ٌ‬
‫‪ -18‬أف يعمٌؿ الطالب حاجة الناس لمفتاكل‪.‬‬
‫يبيف الطالب شركط المفتي‪.‬‬ ‫‪ -19‬أف ٌ‬
‫ؼ الطالب الكقؼ لغ نة كاصطالحان‪.‬‬ ‫عر ى‬
‫‪ -20‬أف يي ِّ‬
‫يعدد الطالب كاجبات مف يتكلى كالية األكقاؼ‪.‬‬ ‫‪ -21‬أف ٌ‬

‫عية كإمامة الصالة كالفتيا كالقضاء‬


‫الدينية الشر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫تعتبر الكظائؼ‬
‫ي‬
‫كالجياد كالحسبة كغيرىا مف اختصاص اإلمامة الكبرل التي ىي الخالفة‪،‬‬
‫لعمكـ نظر الخالفة كتصرفيا في سائر أحكاؿ الممة الدينية كالدنيكية‪ ،‬فالخالفة‬
‫الديف كسياسة الدنيا بالشرع‪.‬‬
‫نيابة عف صاحب الشرع في حفظ ٌ‬

‫‪54‬‬
‫رسكؿ اهلل ‪ ،‬كسنيا كأكجب‬ ‫شريعة ىي المحجة الٌتي جاء بيا ي‬ ‫كال ٌ‬
‫اتباعيا كصكنيا‪ ،‬كىي إلى اهلل أقصد سبيؿ‪ ،‬ألف مبناىا عمى الكحي كالتنزيؿ‪،‬‬
‫شر يكمو في ضياعيا‪ ،‬كقد جعؿ اهلل ليا حماة‬
‫كالخير يكمو في اتباعيا‪ ،‬كال ٌ‬
‫المميكؾ كاألمراء‪ ،‬كحفاظيا‪:‬‬
‫قيمكف منارىا‪ ،‬كحممة يحفظكف شعارىا‪ ،‬فحماتيا‪ :‬ي‬
‫يي ي‬
‫األئمة العمماء القائمكف بحمميا المعنيكف بحفظيا كنقميا‪ ،‬فيـ المرجع‬
‫ٌ‬ ‫ىـ‬
‫الذم يفتي بحالليا كحراميا‪ ،‬كمكاقع أحكاميا‪ ،‬كلذلؾ كاف الخمفاء يككمكف‬
‫كمنيـ‬
‫ي‬ ‫الديف‪ ،‬فكاف منيـ الكافي لمحكـ كالقضاء‪،‬‬
‫إلييـ الكظائؼ المعنية بحفظ ٌ‬
‫بالمعركؼ‬
‫ي‬ ‫كمنيـ‪ :‬مف يىك أىؿ لمحسبة كاألمر‬
‫ي‬ ‫مف يىك أىؿ الفتاكل كالكقائع‪،‬‬
‫المنكر كفيما يأتي إشارة إلى أىـ ىذه الكظائؼ‪:‬‬
‫كال ٌنيي عف ي‬

‫أٔالً‪ :‬الٕال‪ ٚ‬عم‪ ٜ‬إواو‪ ٛ‬الصمٕات‬


‫إمامة الصالة ىي أرفع ىذه الكاليات الدينية كميا‪ ،‬يشيد لذلؾ استدالؿ‬
‫باستخالفو في الصالة عمى‬ ‫‪‬‬ ‫الصحابة ╚ بصحة خالفة أبي بكر‬
‫لديننا‪ ،‬أفال نرضاه‬ ‫‪‬‬ ‫استخالفو في الخالفة في قكليـ‪ :‬ارتضاه رسكؿ اهلل‬
‫لدنيانا؟ فمكال أف الصالة أرفع مف الخالفة لما صح القياس)‪.(1‬‬
‫الديف بإقامة الصالة كالجمع‬
‫كيجب عمى خميفة المسمميف حفظي ٌ‬ ‫ي‬
‫كالجماعات‪ ،‬ككاف النبي ‪ ‬إذا بعث أمي ارن عمى ناحية جعؿ الصالة إليو‪ ،‬ككاف‬
‫الخمفاء األكلكف ال يقمدكنيا لغيرىـ مف ال ٌناس‪ ،‬ككانكا يباشركنيا بأنفسيـ‪،‬‬
‫ككذا كاف رجاؿ الدكلة األمكية مف بعدىـ استئثا ارن بيا كاستعظامان لرتبتيا‪ ،‬فمما‬
‫جاءت طبيعة الممؾ كعكارضو مف الغمظة كالترفع عف مساكاة ال ٌناس في دينيـ‬
‫كدنياىـ‪ ،‬استنابكا في الصالة‪ ،‬كمع ىذا فقد كانكا يستأثركف بيا في بعض‬

‫)‪ )1‬مقدمة ابف خمدكف‪.387 ،‬‬

‫‪55‬‬
‫األحياف‪ ،‬كفي الصمكات العامة كالعيديف كالجمعة إشادة كتنكييان‪ ،‬كقد فعؿ ذلؾ‬
‫كثير مف خمفاء بني العباس‪.‬‬

‫إٌٔاع املطاجد يف دٖاز اإلضالً‪:‬‬


‫)‪(1‬‬
‫المساجد في الدكلة اإلسالمية صنفاف‪:‬‬

‫املطاجد الطمطاٌٗ‪:ٛ‬‬
‫أمر‬
‫المعدة لمصمكات المشيكدة‪ :‬ك ي‬
‫ىي الجكامع الكبيرة كثيرة المصميف‪ ،‬ي‬
‫و‬
‫كزير أك‬ ‫و‬
‫سمطاف أك‬ ‫يفكض إليو مف‬
‫ىذه الجكامع راجع إلى الخميفة أك مف ٌ‬
‫و‬
‫قاض‪ ،‬فينصب ليا اإلماـ في الصمكات الخمس كالجمعة كالعيديف كالخسكفيف‬
‫عينو‬
‫نتدب لإلمامة في ىذه المساجد إال مف ٌ‬
‫كاالستسقاء‪ ،‬كال يجكز أف يي ى‬
‫السمطاف كقمده اإلمامة فييا‪.‬‬

‫املطاجد العاوّٗ‪:ٛ‬‬
‫المختصة بقكـ أك محمة كليست لمصمكات العامة‪ ،‬كىذه‬
‫ٌ‬ ‫ىي المساجد‬
‫المساجد أمرىا راجع إلى الجيراف كأىؿ المحمة‪ ،‬يعينكف فييا مف يصمح لإلمامة‬
‫دكنما الرجكع إلى الخميفة أك الكالي‪ ،‬كتخضع مثؿ ىذه المساجد إلى مراقبة‬
‫السنف‪.‬‬
‫المحتسب كي ال يقع فييا ما يخالؼ ُّ‬

‫صفات وتٕل٘ إواو‪ ٛ‬املطمىني يف الصال‪:ٚ‬‬


‫رجالن‬
‫خمس‪ :‬أف ي يككف ي‬
‫ه‬ ‫المعتبرةي في تقميد ىذا اإلماـ‬
‫فات ي‬
‫الص ي‬
‫قاؿ الماكردم‪" :‬ك ٌ‬
‫صبيان أك عبدان أك‬
‫ٌ‬ ‫و‬
‫نقص أك لىثٍ وغ‪ ،‬فإف كاف‬ ‫عادالن قارئان فقييان سميـ المٌفظ مف‬
‫ؽ كالفسؽ يمنعي مف‬ ‫الر ٌ‬
‫الصغر ك ٌ‬
‫ألف ٌ‬
‫صحت إمامتي يو كلـ تنعقد كاليتي يو؛ ٌ‬
‫فاسقان ٌ‬
‫أقؿ ما عمى ىذا اإلماـ مف القراءة كالفقو أف‬‫الكالية كال يمنعي مف اإلمامة"‪ ،‬ك ُّ‬

‫)‪ )1‬يراجع التفاصيؿ‪ :‬الماكردم‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ :‬ص‪ ،160‬ابك يعمى‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ ،‬ص‪.94‬‬

‫‪56‬‬
‫ُّ‬
‫ستحؽ فييا‪ ،‬كاف‬ ‫الم‬
‫القدر ي‬
‫ي‬ ‫الصالة؛ أل ٌن يو‬
‫ي يككف حافظان أل ٌيـ القيرآف‪ ،‬عالمان بأحكاـ ٌ‬
‫كاف حافظان لجميع القيرآف عالمان بجميع األحكاـ كاف أكلى")‪.(1‬‬

‫ثاٌٗا‪ :‬الٕالٖ‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬الكضا‪ٞ‬‬

‫الكضا‪:ٞ‬‬
‫ىك منصب الفصؿ بيف ال ٌناس في الخصكمات حسمان لمتنازع كقطعان‬
‫لمتداعي‪ ،‬ككاف الخمفاء في صدر اإلسالـ يباشركنو بأنفسيـ‪ ،‬كال يجعمكنو إلى‬
‫سكاىـ‪ ،‬ثـ اضطركا إلى استخالؼ أمر القضاء في الكاقعات بيف ال ٌناس إلى‬
‫العامة‪ ،‬ككثرة أشغاليـ بالجياد كالفتكحات كسد‬
‫ٌ‬ ‫سكاىـ‪ ،‬لقياميـ بالسياسة‬
‫الثغكر كحماية البيضة‪ ،‬فاستنابكا غيرىـ في القضاء‪ ،‬كأكؿ مف دفعو إلى غيره‬
‫شريحان بالبصرة ككلٌى‬
‫فكلى أبا الدرداء بالمدينة‪ ،‬ككلى ي‬ ‫‪‬‬ ‫كفكض فيو عمر‬
‫َّ‬
‫أبا مكسى األشعرم بالككفة)‪.(2‬‬

‫الشسٔط الٕاجب تٕفسِا يف الكاض٘‪:‬‬


‫يصح معيا‬
‫ُّ‬ ‫ش يركطي يو الٌتي‬
‫القضاء ٌإال مف تكاممت فيو ي‬
‫ي‬ ‫كز أف ييقمٌد‬
‫يج ي‬
‫ال ي‬
‫كم يو‪ ،‬كقد جمع العمماء ىذه الشركط في عدة نقاط منيا)‪:(3‬‬ ‫تقميدهي‪ ،‬كينفي يذ بيا يح ي‬
‫ي‬
‫يصح تكلية الكافر أك المرتد‪ ،‬قاؿ تعالى‪ :‬ﭽ …ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ُّ‬ ‫‪ -1‬اإلسالـ‪ :‬فال‬
‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼسكرة النساء‪.‬‬
‫ؽ‬
‫قمـ كال يتعمٌ ي‬
‫البميكغ‪ :‬فال يصح تكلية الصبياف‪ ،‬فالقاصر ال يجرم عميو ه‬ ‫‪ -2‬ي‬
‫كـ‪.‬‬
‫كـ‪ ،‬ككاف أكلى أف ال يتعمٌؽ عمى غيره يح ه‬
‫بقكلو عمى نفسو يح ه‬

‫)‪ )1‬الماكردم‪ ،‬األحكاـ السمطانة‪ ،‬ص‪.162‬‬

‫)‪ )2‬ابف خمدكف‪ ،‬المقدمة‪.390 ،‬‬

‫)‪ )3‬الماكردم‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ :‬ص‪.110‬‬

‫‪57‬‬
‫السيك كالغفمة‪.‬‬
‫جيد الفطنة‪ ،‬بعيدان عف ٌ‬ ‫‪ -3‬العقؿ‪ :‬حتٌى ي يككف صحيح التٌمييز‪ٌ ،‬‬
‫ً‬
‫لنقص ال ٌنساء عف يرتب الكاليات‪.‬‬ ‫‪ -4‬الذككرة‪ :‬فال يجكز تكلية النساء‪،‬‬
‫‪ -5‬العدالة‪ :‬فال يجكز تكلية الفاسؽ المطعكف في صدقو كأمانتو كعفتو‬
‫كمركءتو‪.‬‬
‫عية‪ :‬أصكالن كفركعان‪ ،‬كبمعرفة‬
‫شر ٌ‬
‫‪ -6‬العمـ‪ :‬فيجب أف يككف عالمان باألحكاـ ال ٌ‬
‫السنة كاإلجماع كالقياس‪ ،‬كمظاف مكاقعيا‪.‬‬
‫الكتاب ك ٌ‬
‫فرؽ بيف‬‫كي ٌ‬
‫الحقيكؽ‪ ،‬ي‬
‫إثبات ي‬
‫ي‬ ‫السمع كالبصر‪ :‬ليتمكف مف‬
‫السالم ية في ٌ‬
‫‪ٌ -7‬‬
‫ُّ‬
‫الحؽ مف الباطؿ‪،‬‬ ‫لو‬
‫ليتميز ي‬
‫ٌ‬ ‫المنكر؛‬
‫قر مف ي‬
‫الم ٌ‬
‫ميز ي‬‫كي ٌ‬
‫الطٌالب كالمطميكب‪ ،‬ي‬
‫المبطؿ‪.‬‬
‫حؽ مف ي‬
‫الم ٌ‬
‫كيعرؼ ي‬
‫الحٌرٌي ية‪ :‬ألف العبد فاقد لمكالية عمى نفسو فال يصح انعقاد كاليتو عمى‬
‫‪ -8‬ي‬
‫غيره‪.‬‬

‫ٔاجبات الكاض٘‬
‫‪ -1‬الفصؿ بيف الخصكـ‪.‬‬
‫‪ -2‬استيفاء مجمكعة مف الحقكؽ العامة لممسمميف بالنظر في أمكاؿ المحجكر‬
‫عمييـ مف المجانيف كاليتامى كالمفمسيف كأىؿ السفو‪ ،‬كفي كصايا‬
‫المسمميف كأكقافيـ‪.‬‬
‫‪ -3‬تزكيج األيامى عند فقد األكلياء عمى رأم مف رآه‪.‬‬
‫‪ -4‬النظر في مصالح الطرقات كاألبنية‪.‬‬
‫‪ -5‬تصفح الشيكد كاألمناء كالنكاب‪ ،‬كاستيفاء العمـ كالخبرة فييـ‪ ،‬بالعدالة‬
‫كالجرح ليحصؿ لو الكثكؽ بيـ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ثالجا‪ :‬الٕالٖ‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬اذتطب‪ٛ‬‬
‫اذتطب‪:ٛ‬‬
‫ىي األمر بالمعركؼ إذا ظير تركو‪ ،‬كالنيي عف المنكر إذا ظير‬
‫فعمو‪ ،‬لقكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬
‫ﮠ… ﭼ سكرة آؿ عمراف‪.104 :‬‬
‫كىك فرض عمى اإلماـ القائـ بأمكر المسمميف‪ ،‬كيحؽ لإلماـ أف يعيف‬
‫لمحسبة مف يقكـ بيا نيابة عنو‪ ،‬كيتخذ األعكاف عمى ذلؾ‪.‬‬
‫فإف فرضو‬
‫كاألمر بالمعركؼ كالنيي عف المنكر كاف صح مف كؿ مسمـ‪ٌ ،‬‬
‫متعيف عمى المحتسب بحكـ الكالية‪ ،‬كفرضو عمى غيره داخؿ في فركض الكفاية‪ ،‬كقد‬
‫ٌ‬
‫ذـ اهلل سبحانو تاركو كجعؿ تركو سببان ًلمى ٍعًنو‪ ،‬قاؿ تعالى‪ :‬ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬
‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬
‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ ﭼالمائدة‪.‬‬

‫صفات احملتطب‪:‬‬
‫لممحتسب مجمكعة مف الصفات يجب أف تتكفر فيو‪ ،‬كمف شركط كالي‬
‫الحسبة‪:‬‬
‫يككف عدالن غير مطعكف في سيرتو‪.‬‬
‫ى‬ ‫‪ -1‬أف‬
‫الديف‪.‬‬
‫صاحب رأم كقكة في انفاد أمكر ٌ‬
‫ى‬ ‫يككف‬
‫ى‬ ‫‪ -2‬أف‬
‫عمـ بالمنكرات الظاىرة ككجكه المصالح‪.‬‬
‫يككف لو ه‬
‫ى‬ ‫‪ -3‬أف‬
‫يككف عالمان مف أىؿ االجتياد إذا كاف عارفان بالمنكرات‬
‫ى‬ ‫‪ -4‬كال يشترط أف‬
‫المتفؽ عمييا‪.‬‬

‫)‪ )1‬الماكردم‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ :‬ص‪ ،349‬ابك يعمى‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ ،‬ص‪.284‬‬

‫‪59‬‬
‫ٔاجبات احملتطب‪:‬‬
‫جمع الماكردم كاجبات المحتسب في األمكر اآلتية)‪:(1‬‬

‫أٔالً‪ٔ :‬اجبات تتعمّل حبُكُٕم اهلل تعاىل‪ :‬كمنيا‪:‬‬


‫‪ -1‬ينظر المحتسب في مف يخ ٌؿ بالكاجبات الشرعية مف الطٌيارة كالصمكات‬
‫المحرمات‪ ،‬كشرب‬
‫المنكرات كإظيار ي‬
‫الج يمعة كالجماعات‪ ،‬كمف يرتكب ي‬
‫ك ي‬
‫المسكرات‪ ،‬ككشؼ العكرات‪ ،‬كالتياكف في أمر الحجاب الشرعي‪ ،‬فيزجر‬
‫فاعؿ ذلؾ‪ ،‬كيؤدبو بما يقتضيو الحاؿ‪.‬‬
‫الضالالت‪ ،‬كمنعيـ مف نشر بدعيـ بيف‬ ‫‪ -2‬يجب عميو متابعة ً‬
‫أىؿ البدع ك ٌ‬
‫كتتبع المؤلفات‬
‫المدرسيف‪ٌ ،‬‬
‫الكعاظ ك ِّ‬
‫عية‪ ،‬إذ يجب عميو مراقبة الخطباء ك ٌ‬ ‫الر ٌ‬
‫كالكتب التي تحث عمى الكفر كاالبتداع‪.‬‬

‫ثاٌٗا‪ٔ :‬اجبات تتعمل حبُكُٕم العباد ٔاملصاحل العاو‪ :ٛ‬كمنيا‪:‬‬


‫‪ -1‬ال ٌنظر في المكازيف كالمكاييؿ كالتأكد مف صحتيا عمى العرؼ المألكؼ في‬
‫بمده‪ ،‬فيأمر بإصالح فسادىا‪ ،‬كجرييا عمى أحسف عكائدىا‪.‬‬
‫‪ -2‬متابعة األسكاؽ كتتبع حاالت الغش في البيع كالشراء‪.‬‬
‫‪ -3‬ال ٌنظر في الشكارع كالمجارم‪ ،‬كمتابعة مف يخؿ بأسباب النظافة كالصحة‪.‬‬
‫‪ -4‬ال ٌنظر في أحكاؿ التُّ ٌجار‪ ،‬كالكارديف مف األمصار‪ ،‬كالقيـ كاألسعار‪.‬‬
‫الحماليف كأىؿ السفف مف اإلكثار‬
‫‪ -5‬المنع مف المضايقة في الطرقات‪ ،‬كمنع ٌ‬
‫في الحمؿ‪.‬‬
‫‪ -6‬الحكـ عمى أىؿ المباني المتداعية لمسقكط بيدميا‪ ،‬كازالة ما يتكقع مف‬
‫ضررىا عمى السابمة‪.‬‬

‫)‪ )1‬األحكاـ السمطانية‪ :‬ص‪.354‬‬

‫‪60‬‬
‫ثالجا‪ :‬وا ٖشرتك فْٗ حل اهلل تعاىل ٔحلّ العباد‪ :‬كمنيا‪:‬‬
‫التعدم عمى الرقيؽ كتحميميـ‬
‫السادة‪ ،‬فيمنع السادة مف ٌ‬‫‪ -1‬ال ٌنظر في األرقَّاء ك ٌ‬
‫ما ال يطيقكف‪.‬‬
‫مما‬
‫المسمميف كيمنعيـ ٌ‬‫‪ -2‬متابعة أىؿ ال ٌذ ٌمة‪ ،‬فيأمرىـ بمبس ما يميزىـ عف ي‬
‫كيعزر مف كجب تعزيره باجتياده‪،‬‬
‫المعتديف‪ ،‬ي‬
‫عنيـ أيدم ي‬
‫عنو‪ ،‬كيكؼ ي‬ ‫منعكا ي‬
‫ي‬
‫الح يدكد‪.‬‬
‫حدان مف ي‬
‫عمى أف ال يبمغ بالتعزير ٌ‬
‫)‪(1‬‬
‫زابعا‪ :‬الٕالٖ‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬املعامل‬
‫ٔالٖ‪ ٛ‬املعامل‪:‬‬
‫كردىا إلى‬
‫كتختص بال ٌنظر في المظالـ ٌ‬
‫ُّ‬ ‫الدكلة‪،‬‬
‫ىي إحدل كظائؼ ٌ‬
‫الحؽ كالتناصؼ بالرىبة‬
‫ٌ‬ ‫أصحابيا‪ ،‬كتعني إجبار المتظالميف عمى الرجكع إلى‬
‫كالتخكيؼ‪ ،‬كزجر المتخاصميف عف إنكار الحقكؽ بالييبة كالسطكة‪.‬‬
‫كىذه الكظيفة ممتزجة مف سطكة السمطنة كنصفة القضاء‪ ،‬كتحتاج‬
‫إلى عمك يد كعظيـ رىبة تقمع الظالـ مف الخصميف‪ ،‬كتزجر المعتدم ككأنو‬
‫يمضي ما عجز القضاة أك غيرىـ عف إمضائو‪ ،‬كيككف نظره في البينات‬
‫الحؽ‪ ،‬كحمؿ‬
‫ٌ‬ ‫كالتقرير كاعتماد األمارات كالقرائف‪ ،‬كتأخير الحكـ إلى حيف ظيكر‬
‫الخصميف عمى الصمح‪ ،‬كاستحالؼ الشيكد كذلؾ أكسع مف نظر القاضي‪.‬‬
‫ككاف الخمفاء األكلكف يباشركف النظر في المظالـ بأنفسيـ إلى أياـ‬
‫‪‬‬ ‫كربما كانكا يجعمكنيا لقضاتيـ كما فعؿ عمر‬
‫الميتدم مف بني العباس‪ٌ ،‬‬
‫مع قاضيو أبي إدريس الخكالني‪ ،‬ككما فعمو المأمكف ليحيى بف أكثـ‪.‬‬

‫)‪ )1‬الماكردم‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ :‬ص‪ .130‬ابك يعمى‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ ،‬ص‪.73‬‬

‫‪61‬‬
‫صفات ٔال٘ املعامل‪:‬‬
‫كيحؽ لو‬
‫ٌ‬ ‫فرض عمى اإلماـ القائـ بأمكر المسمميف‪،‬‬
‫النظر في المظالـ ه‬
‫ال لو‪ ،‬فيتعيف فرضو عميو‪ ،‬غير أنو يجب أف تتكفر‬‫يعيف لذلؾ مف يراه أى ن‬
‫أف ٌ‬
‫في المتصدر ليذا المنصب مجمكعة مف الصفات منيا‪:‬‬
‫‪ -1‬أف تجتمع فيو صفات القاضي العادؿ كالسمطاف القاىر‪ ،‬فصفات القاضي‬
‫العادؿ تكصمو إلى الحؽ‪ ،‬كصفات السمطاف القاىر تمكنو مف قير الجائر‬
‫عف ظممو كرده بالرىبة إلى الحكـ العادؿ‪.‬‬
‫‪ -2‬أف يككف جميؿ القدر نافذ األمر عظيـ الييبة ظاىر ً‬
‫العفة قميؿ الطمع كثير‬
‫الكرع‪.‬‬
‫مجمس مف أىؿ االختصاص‪ ،‬يعينكنو عمى‬ ‫ه‬ ‫‪ -3‬أف يككف لصاحب المظالـ‬
‫إتماـ ميامو‪ ،‬كىـ‪ :‬الحماة كاألعكاف‪ ،‬كالقضاة كالحكاـ‪ ،‬كالفقياء‪ ،‬كالكتاب‪،‬‬
‫كالشيكد‪.‬‬

‫ٔاجبات صاحب املعامل‪:‬‬


‫لصاحب المظالـ النظر في عشر قضايا ىي‪:‬‬
‫‪ -1‬النظر في تعدم الكالة عمى الرعية‪.‬‬
‫العماؿ فيما يجبكنو مف األمكاؿ‪.‬‬
‫‪ -2‬النظر في جكر ٌ‬
‫‪ -3‬متابعة عمؿ يكتٌاب الدكاكيف ألنيـ أمناء المسمميف عمى أمكاليـ‪.‬‬
‫‪ -4‬النظر في تظمـ المسترزقة مف نقص أرزاقيـ أك تأخرىا عنيـ‪.‬‬
‫لد ٍف كالة الجكر كأصحاب القكة‬
‫‪ -5‬النظر في األمكاؿ كالعقارات المغتصبة مف ي‬
‫كالجاه‪.‬‬
‫‪ -6‬النظر في شؤكف األكقاؼ العامة كالخاصة‪.‬‬
‫‪ -7‬تنفيذ ما أصدره القضاة مف أحكاـ لضعفيـ عف إنفاذىا كعجزىـ عف‬
‫المحككـ عميو لقكة يده أك لعمك قدره كعظـ خطره‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ -8‬لو النظر فيما عجز عف تنفيذه صاحب الحسبة مف المصالح‬
‫كالج ىمع كاألعياد كالحج كالجياد مف أم تقصير أك‬
‫‪ -9‬مراعاة العبادات الظاىرة ي‬
‫إخالؿ بشركطيا‪.‬‬
‫‪ -10‬كذلؾ لو النظر بيف المتشاجريف كالحكـ بيف المتنازعيف‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫خاوطا‪ :‬الٕالٖ‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬الصدقات‬
‫تعسٖف الصنا‪:ٚ‬‬
‫كىي إحدل أركاف اإلسالـ الخمسة‪ ،‬كيقصد بيا القدر الكاجب إخراجو‬
‫مف ماؿ األغنياء لمستحقٌيو‪ ،‬في الماؿ الذم بمغ نصابان معينان‪ ،‬كقد حاؿ عميو‬
‫الحكؿ بشركط مخصكصة‪ ،‬كالزكاة طيارة لمعبد كتزكية لنفسو‪ ،‬قاؿ تعالى‪:‬‬
‫ﭽﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ …ﭼسورة التكبة‪ ،103 :‬كال يجكز تسميتيا‬
‫بالضريبة أل ٌنيا عبادةه‪.‬‬

‫حهي الصنا‪:ٚ‬‬
‫و‬
‫مسمـ‪ ،‬ممؾ نصابان مف ماؿ بشركطو‪،‬‬ ‫الزكاة فريضة اهلل عمى ك ٌؿ‬
‫أمر بأخذىا ممف تجب عميو‪ ،‬سكاء‬ ‫فرضيا اهلل في كتابو كأخذىا النبي ‪ ‬ك ى‬
‫أكاف كبي ارن أـ صغي ارن‪ ،‬ذك ارن أـ أنثى صحيحان أـ معتكىان أـ مجنكنان‪ ،‬قاؿ تعالى‪:‬‬
‫ﭽﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ‬
‫‪.267‬‬ ‫سكرة البقرة‪:‬‬
‫ﮟﮠ…ﭼ‬

‫حهي وٍعّا‪:‬‬
‫عامدان فقد كفر كلك أخرجيا‪ ،‬لتكذيبو هلل‬ ‫الزكاة عالمان ً‬
‫كجكب ٌ‬ ‫جحد‬
‫ى‬ ‫ىم ٍف‬
‫ى‬
‫كلرسكلو كاجماع األمة‪ ،‬لك ٌنو ييستتاب فإف تاب كاٌال قيًت ىؿ كف ارن‪ ،‬كمف منعيا بخالن‬

‫)‪ )1‬التفاصيؿ‪ ،‬الماكردم‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ ،‬ص‪ .179‬ابك يعمى‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ ،‬ص‪.115‬‬

‫‪63‬‬
‫كعِّزر؛ الرتكابو محرمان‪ ،‬كاف امتنعت جماعة عف دفعيا‬
‫كتياكنا أخذت منو ي‬
‫يصيركف يبغاةن‬
‫ي‬ ‫الزكاة؛ أل ٌن ييـ‬
‫يؽ ‪ ‬مانعي ٌ‬
‫الص ٌد ي‬ ‫قكتمكا كما قاتؿ يأبك و‬
‫بكر ٌ‬
‫باالمتناع مف طاعة يكالة األمر إذا عدليكا‪.‬‬

‫شسٔط ٔال٘ الصدقات‪:‬‬


‫كجباية الزكاة كصرفيا في مستحقييا مف الكاجبات المفركضة عمى‬
‫الديف‪ ،‬كيجكز أف‬
‫اإلماـ‪ ،‬كىي تندرج ضمف مياـ منصب الخالفة في حفظ ٌ‬
‫يكلي ىذه الميمة إلى مف يقكـ بيا نيابة عنو‪ ،‬كيجب أف تتكفر في القائـ عمى‬
‫كالية الصدقات عدد مف الصفات كذلؾ بحسب نكع الكالية المككمة إليو‪:‬‬
‫فإف كانت كالية تفكيض‪ :‬أم إف كاف العامؿ ممف فكض إليو اإلماـ‬
‫"حٌارن يمسممان عادالن‬
‫شؤكف الصدقات تفكيضا عاما فيجب أف يككف القائـ بيا ي‬
‫قياء فيو عمى رأيو‬ ‫الزكاة" كيجكز لو أخذىا فيما اختمؼ الفي ي‬
‫عالمان بأحكاـ ٌ‬
‫يجز‬
‫كاجتياده‪ ،‬ال عمى اجتياد اإلماـ‪ ،‬كال عمى اجتياد أرباب األمكاؿ‪ ،‬كلـ ي‬
‫لو عمى قدر ما يأ يخ يذهي"‪.‬‬
‫ص ي‬‫لإلماـ أف ي ين ٌ‬
‫كاف كانت كالية تنفيذ‪ :‬أم إف كاف تقميدا خاصا محصك ار في جمعيا‬
‫عمى قدر معمكـ قد عينو لو اإلماـ‪ ،‬فعندىا جاز أف ال ي يككف مف أىؿ العمـ بيا‪،‬‬
‫لو عمى القدر المأ يخكذ‪،‬‬
‫ص ي‬‫يجز ليذا العامؿ أف يجتيد‪ ،‬كلزـ اإلماـ أف ي ين ٌ‬ ‫كلـ ي‬
‫رسكالن في القبض يمنفٌذان الجتياد اإلماـ‪.‬‬
‫كي يككف ي‬
‫)‪(1‬‬
‫ضادضا‪ :‬الٕالٖ‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬ادتصٖ‪ٛ‬‬

‫الصادرة عف‬
‫عية ٌ‬
‫شر ٌ‬
‫الكالية أك العمال ية عمى الجزية كالي هة مف الكاليات ال ٌ‬
‫كقبضيا مف أىؿ الذمة‪ ،‬ذلؾ أف حؽ‬‫ي‬ ‫استيفاء الجزية‬
‫ي‬ ‫بمقتضاىا‬‫يتـ ي‬
‫اإلماـ ُّ‬

‫)‪ )1‬الماكردم‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ .221 ،‬أبك يعمى‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ ،‬ص‪.153‬‬

‫‪64‬‬
‫المطالبة بالجزية لإلماـ كحده أك مف ينكب عنو‪ ،‬فإذا طالب اإلماـ أىؿ الذمة‬
‫يعقد ال ٌذ ٌمة‬
‫فاإلماـ ي‬
‫ي‬ ‫بالجزية كجب دفعيا إليو‪ ،‬كال يجكز أف تعطى إلى غيره‪،‬‬
‫العامة باجتياده‪ ،‬كعامؿ‬ ‫ٌ‬ ‫المسمميف‬
‫طالب بالجزية كيصرفييا في مصالح ي‬ ‫كي ي‬‫ي‬
‫حددةه‬
‫الجزية ككي هؿ عف اإلماـ في استيفاء الجزية كقبضيا‪ ،‬كجبايتي يو لمجزية يم ٌ‬
‫الحٌرٌي ية كاألمان ية‬
‫أىميا‪ :‬اإلسالـ ك ي‬
‫ش يركطه ُّ‬
‫اإلماـ‪ ،‬كلعامؿ الجزية ي‬
‫ي‬ ‫لو‬
‫رسمو ي‬
‫ي‬ ‫بما‬
‫الفقو‪.‬‬
‫العمـ ك ي‬
‫كالكفاي ية ك ي‬
‫السّقاب‪ ُٛ‬عم‪ ٜ‬عُىّاه ادتصٖ‪:ٛ‬‬
‫كعمى اإلماـ اإلشراؼ عمى األمكر كتصفُّح األحكاؿ‪ ،‬كمف يمقتضيات‬
‫الفعال ية عمى يع ٌماؿ الجزية‪ ،‬كالجتناب يكقيكع يع ٌماؿ الجزية‬
‫الرقاب ية ٌ‬
‫ىذا الكاجب‪ٌ :‬‬
‫كرن‬
‫يج ا‬
‫ليـ أ ي‬
‫كج ىب عمى اإلماـ أف يصرؼ ي‬ ‫الرشكة كأكؿ أمكاؿ ال ٌناس بالباطؿ‪ ،‬ى‬
‫في ٌ‬
‫(ركاتب) يمجزي نة تفي بحاجاتيـ‪ ،‬كتكفي نفقاتيـ‪.‬‬

‫ٔجٕب ضبط أمسا‪ ٞ‬أِن الرّوّ‪ٔ ٛ‬صفاتّي يف دٖٕاٍُ‪:‬‬


‫يجب عمى عامؿ الجزية أف يجعؿ ألىؿ ال ٌذ ٌمة ديكانان يشتمؿ عمى‬
‫منيـ‪ ،‬كيكتيب ما ييؤخ يذ مف‬ ‫و‬
‫جب عمى يكؿ كاحد ي‬ ‫أسمائيـ كصفاتيـ كأحكاليـ كما ي ي‬
‫ليجمعيـ عند أخذ الجزية‪،‬‬ ‫و‬
‫طائفة منيـ عريفان‪،‬‬ ‫منيـ‪ ،‬كيجعؿ عمى يكؿ‬ ‫و‬
‫ي‬ ‫يكؿ كاحد ي‬
‫منيـ بالمكت‪.‬‬
‫يخر يج ي‬
‫بالبميكغ‪ ،‬كمف ي‬
‫معيـ في الجزية ي‬‫ب مف يد يخؿ ي‬‫كيكتي ي‬
‫)‪(1‬‬
‫ضابعا‪ :‬الٕالٖ‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬ارتساج‬
‫ارتساج‪:‬‬
‫عيف أك غمَّة‪ ،‬سكاء أزرعت أـ لـ‬
‫رض عمى رقاب األرض مف و‬
‫ىك ما في ى‬
‫تزرع‪ ،‬تؤدل إلى بيت ماؿ المسمميف‪.‬‬

‫)‪ )1‬الماكردم‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ .221 ،‬أبك يعمى‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ ،‬ص‪.153‬‬

‫‪65‬‬
‫اء أكاف‬
‫اجي هة نامي هة سك ه‬
‫أرض خر ٌ‬‫ه‬ ‫اجب عمى يك ِّؿ مف بيده‬
‫اج ك ه‬
‫كالخر ي‬
‫ألف‬
‫رجالن‪ ،‬أـ ام أرةن‪ ،‬كذلؾ ٌ‬
‫كبيرن‪ ،‬عاقالن‪ ،‬أـ مج ينكنان‪ ،‬ي‬
‫صغيرن أـ ا‬
‫ا‬ ‫كافرن‪،‬‬
‫يمسممان‪ ،‬أـ ا‬
‫اء‪.‬‬
‫صكؿ ال ٌنماء سك ه‬
‫كىـ في يح ي‬
‫الخراج مؤكن ية األرض ال ٌنامية‪ ،‬ي‬

‫األراضي الخراجية‪:‬‬
‫تنقسـ إلى ثالثة أنكاع‪:‬‬
‫كف صمحان‪ ،‬فتككف ممكان لم يمسمميف‪،‬‬‫سمم ى‬ ‫َّ‬
‫فتحيا ا ٍل يم ي‬
‫ى‬ ‫الن ٍكع األكؿ‪ :‬األراضي التي‬
‫ىىميا ا ٍلكفَّار بخراج ىم ٍعميكـ يؤدكنو لممسمميف‪،‬‬
‫غير أنيا تبقى بيد أ ى‬
‫كىذه األراضي فىيء‪ ،‬كالخراج المضركب عمييا ال يسقط بإسالـ‬
‫الذمة أخذ ًم ٍن ييـ ا ٍلخراج كالجزية‬
‫أىميا‪ ،‬فمك كاف أىميا مف أىؿ ٌ‬
‫ىمعان‪.‬‬
‫النكع الثَّ ًاني‪ :‬األراضي التي فتحت عن ىكة (بالقكة) ثـ قسمت ىبيف ا ٍل ىغ ًانميف‪َّ ،‬‬
‫ثـ‬
‫عكض أك ًب ىغ ٍير عكض‪ ،‬ككقفيا عمى‬ ‫اإل ىماـ منيـ بمقابؿ ب و‬
‫أخذىا ً‬
‫ا ٍل يمسمميف ىكضرب ىعمى ٍي ىيا الخراج‪ ،‬ىك ىما فعؿ عمر بف الخطاب ‪‬‬
‫يضرب اإلماـ‬ ‫عراؽ‪ ،‬فتعتبر مثؿ ىذه األراضي خراجية‪ٍ ،‬‬ ‫بسكاد ال ى‬
‫يراهي‪.‬‬‫ىعمى ٍي ىيا الخراج ًب ىما ى‬
‫الن ٍكع الثَّ ًالث‪ :‬أىرض جال ىع ٍن ىيا ا ٍلكفَّار‪ ،‬كىربكا خكفان مف ا ٍل يمسمميف‪ ،‬فتصير ىكقفان‬
‫َّ‬
‫يسكنيا أك ي ٍنتىفع‬
‫ى‬ ‫يضرب ا ٍلخراج عمى مف‬ ‫ل ٍم يمسمميف ىك ىما تقدـ‪ ،‬فى ٍ‬
‫ً‬
‫اإل ىماـ‪.‬‬ ‫اف أك ذ ِّميان ًب ىما ى‬
‫يراهي ً‬ ‫بيا يمسمما ىك ى‬ ‫ى‬

‫الفرؽ بيف الجزية كالخراج‪:‬‬


‫فيكضعي عمى األرض‪.‬‬ ‫اج ي‬
‫أما الخر ي‬
‫‪ -1‬إ ٌف الجزية تيكضعي عمى األفراد‪ٌ ،‬‬
‫اج فال يسقيطي باإلسالـ‪ ،‬كيبقى مع اإلسالـ‬
‫أما الخر ي‬
‫‪ -2‬كالجزي ية تسقيطي باإلسالـ‪ٌ ،‬‬
‫كال يكفر‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫ٔاجبات اإلواً يف مجع ارتساج‪:‬‬
‫اجية‬
‫قدر ما ييكضعي عمى األرضي الخر ٌ‬
‫لي ٌ‬
‫‪ -1‬عمى اإلماـ أف ييرسؿ أىؿ الخبرة ي‬
‫اإلماـ مف يجبي الخراج في‬
‫ي‬ ‫كعمـ ييرسؿ‬‫استقر ذلؾ ي‬
‫ٌ‬ ‫مف الخراج‪ ،‬فإذا‬
‫السابؽ‪.‬‬
‫مكعده بحسب التٌقدير ٌ‬
‫‪ -2‬يجب عمى اإلماـ أف يفكض أمكر الخراج إلى مف تتكفر فيو الشركط‬
‫الحٌرٌي ية‪ ،‬كاألمان ية‪ ،‬كاالضطالعي بالحساب كالمساحة‪ ،‬كال‬
‫الكاجبة‪ ،‬كاإلسالـ‪ ،‬ك ي‬
‫استقر بكضع غيره‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ييشترطي أف ي يككف فقييان يمجتيدان؛ أل ٌن يو يتكلٌى قبض ما‬
‫برسكؿ المٌو ‪ ‬أل ٌن يو فعؿ ذلؾ فقد‬
‫تأسيان ي‬
‫الجباة ٌ‬ ‫ي‬ ‫يجب عمى اإلماـ يمحاسب ية‬
‫‪ -3‬ي‬
‫س ًد عمى‬
‫رجالن مف األي ٍ‬
‫رسكؿ المٌو ‪ ‬استعمؿ ي‬ ‫ي‬ ‫أف‬
‫الصحيحيف‪ٌ :‬‬‫جاء في ٌ‬
‫كىك أص هؿ في‬ ‫حاسبو ي‬ ‫فمما جاء‬ ‫ابف المُّ ٌ‬ ‫صدقات بني س و‬
‫ي‬ ‫تبية‪ٌ ،‬‬ ‫ميـ ييدعى‬ ‫ي‬
‫الجباة‪.‬‬
‫يمحاسبة ي‬
‫الجباة أف ي يككينكا صادقيف مع اإلماـ فال ييخفيكا شيئان مف‬
‫كيجب عمى ي‬
‫ي‬
‫جمعكهي ألنو مف األمانة‪ ،‬كقد قاؿ المٌ يو تعالى‪ :‬ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫الماؿ الٌذم ي‬
‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼسكرة األنفاؿ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫ثاوٍا‪ :‬الٕالٖ‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬الشسط‪ٛ‬‬
‫الشُّ ِسط ُ‪ ٛ‬يف المّغ‪:ٛ‬‬
‫شرط‪ ،‬نسبة إلى العالمات التي تكضع عمى الكتؼ لتميزىـ عف‬ ‫مفرد‪ ،‬ي‬
‫اف الك ً‬
‫الة‪ ،‬كفي‬ ‫غيرىـ‪ ،‬ككاف اسميـ في بداية ظيكرىـ العسس‪ ،‬كىـ أعك ي‬
‫االصطالح‪ :‬ىـ الجند الذيف يعتمد عمييـ الخميفة أك الكالي أك القاضي في‬
‫استتباب األمف كحفظ النظاـ‪ ،‬كالقبض عمى الجناة كالمفسديف‪ ،‬كتطبيؽ الحدكد‬
‫التي يقررىا القضاة عمى الجناة‪ ،‬كىي مف الكظائؼ الدينية في الدكلة‬

‫)‪ )1‬مقدمة ابف خمدكف‪.3393 ،‬‬

‫‪67‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬تكسع النظر فييا عف أحكاـ القضاء قميالن‪ ،‬ككاف أصؿ كضعيا في‬
‫الدكلة العباسية لمف يقيـ أحكاـ الجرائـ في حاؿ استبدائيا أكالن ثـ الحدكد بعد‬
‫استيفائيا‪.‬‬
‫الكالة مف يخاؼ اهلل تعالى كيتقيو كال يحابي‬
‫كيجب أف ييختار ليا مف ي‬
‫منو‬
‫حدان مف يح يدكد اهلل المعميكمة أقامكه عميو غير مخففيف ي‬
‫فيو فمف استحؽ ٌ‬
‫عنو‪.‬‬
‫كأحمكه بو غير مقصريف ي‬
‫ٔاجبات الشسط‪:ٛ‬‬
‫‪ -1‬فرض العقكبات الزاجرة قبؿ ثبكت الجرائـ‪.‬‬
‫‪ -2‬إقامة الحدكد الثابتة في محاليا‪.‬‬
‫‪ -3‬الحكـ في القىكًد ك ً‬
‫القصاص‪.‬‬ ‫ى‬
‫حؽ مف لـ ينتو عف الجريمة‪.‬‬
‫‪ -4‬يقيـ التعزير كالتأديب في ِّ‬
‫الد ٌعار مستدلٌيف عمى‬
‫كتتبع األشرار‪ ،‬كطمب ي‬
‫الضالٌ ؿ‪ٌ ،‬‬
‫الج ٌياؿ‪ ،‬كردع ي‬
‫‪ -5‬قمع ي‬
‫أماكنيـ متكغميف إلى مكامنيـ‪.‬‬

‫تاضعا‪ :‬الٕالٖ‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬الفتأ‪ٝ‬‬

‫الفتٕ‪:ٝ‬‬
‫الناس في‬
‫عي بالدليؿ الشرعي لمف سأؿ عنو‪ ،‬ك ي‬ ‫شر ٌ‬
‫ىي تبييف الحكـ ال ٌ‬
‫المجتمع اإلسالمي بحاجة إلى الفتاكل لمعرفة الحالؿ كالحراـ فيما يط أر عمى‬
‫الصحابة كالتابعكف ليـ يرجعكف إلييا‪،‬‬
‫حياتيـ اليكمية مف قضايا‪ ،‬كلـ يزؿ ٌ‬
‫كيعكلكف في دينيـ عمييا‪.‬‬

‫اإلفتا‪ ٞ‬فسض نفاٖ‪:ٛ‬‬


‫يبيف ليـ‬
‫بد أف يككف لممسمميف مف ٌ‬ ‫فرض عمى الكفاية‪ ،‬إذ ال ٌ‬
‫كالفتكل ه‬
‫كؿ و‬
‫أحد‪ ،‬فكجب أف يقكـ بو مف لديو‬ ‫يحسف ذلؾ ُّ‬
‫ي‬ ‫أحكاـ دينيـ فيما يقع ليـ‪ ،‬كال‬

‫‪68‬‬
‫العممية‪ ،‬كح ٌؿ‬
‫ٌ‬ ‫القدرة‪ ،‬قاؿ المحمٌ ٌي‪" :‬كمف فركض الكفاية القياـ بإقامة الحجج‬
‫شرع كالتٌفسير كالحديث‬‫شبو‪ ،‬كالقياـ بعمكـ ال ٌ‬
‫الديف‪ ،‬كدفع ال ٌ‬
‫المشكالت في ٌ‬
‫الفقيية بحيث يصمح لمقضاء كاإلفتاء لمحاجة إلييما"‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫كالفركع‬
‫فيتكجيكا إلييـ‬
‫ٌ‬ ‫فتكف ليعرفيـ ال ٌناس‪،‬‬
‫كيجب أف يككف في البالد يم ى‬
‫احد عمى األقؿ‪.‬‬ ‫افعية أف يككف في كؿ مسافة و‬
‫قصر ك ه‬ ‫ش ٌ‬‫كقدر ال ٌ‬
‫بسؤاليـ‪ٌ ،‬‬
‫ٔاجب اإلواً جتآ املفتني‪:‬‬
‫أىؿ العمـ كالتدريس‪ ،‬كرد الفتيا إلى مف ىك‬
‫كينبغي لمخميفة أف يتصفح ى‬
‫أىؿ ليا كاعانتو عمى ذلؾ‪ ،‬كمنع مف ليس أىالن ليا كزجره‪ ،‬ألنيا مف مصالح‬
‫المسمميف في دينيـ‪ ،‬فتجب عميو مراعاتيا لئال يتعرض لذلؾ مف ليس لو بأىؿ‬
‫إف المٌو ال يقبض العمـ انتزاعان‬
‫كصح عف ال ٌنبي ‪ ‬أنو قاؿ‪ٌ « :‬‬‫ٌ‬ ‫فيضؿ ال ٌناس‪،‬‬
‫ينتزعو مف العباد‪ ،‬كلكف يقبض العمـ بقبض العمماء‪ ،‬حتٌى إذا لـ يبؽ عالمان‬
‫اتٌخذ ال ٌناس رؤكسان جياالن‪ ،‬فسئمكا فأفتكا بغير و‬
‫عمـ‪ ،‬فضمٌكا كأضمٌكا»)‪.(1‬‬ ‫ٌ‬
‫شسٔط املفيت‪:‬‬
‫كشركط المفتي خمسة كما ذكر بعض أىؿ العمـ‪ ،‬ىي‪:‬‬
‫المرتد‪.‬‬
‫تصح فتيا الكافر ك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -1‬اإلسالـ‪ :‬فال‬
‫يتضمف‬
‫ٌ‬ ‫ألف اإلفتاء‬
‫تصح فتيا الفاسؽ عند جميكر العمماء‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -2‬العدالة‪ :‬فال‬
‫عي‪ ،‬كخبر الفاسؽ ال يقبؿ‪.‬‬ ‫شر ٌ‬‫اإلخبار عف الحكـ ال ٌ‬
‫شافعي رحمو اهلل فيما ركاه عنو الخطيب‪" :‬ال يح ٌؿ و‬
‫ألحد‬ ‫‪ -3‬العمـ‪ :‬قاؿ اإلماـ ال ٌ ٌ‬
‫أف يفتي في ديف المٌو‪ ،‬إالٌ رجالن عارفان بكتاب المٌو‪ :‬بناسخو كمنسكخو‪،‬‬
‫كمدنيو‪ ،‬كما أريد بو‪ ،‬كيككف‬
‫ٌ‬ ‫كمحكمو كمتشابيو‪ ،‬كتأكيمو كتنزيمو‪ ،‬كم ٌك ٌيو‬
‫بعد ذلؾ بصي ارن بحديث رسكؿ المٌو ‪ ‬كيعرؼ مف الحديث مثؿ ما عرؼ‬

‫)‪ )1‬صحيح البخارم حديث رقـ (‪.)100‬‬

‫‪69‬‬
‫لمس ٌنة‬
‫شعر‪ ،‬كما يحتاج إليو ٌ‬
‫بصيرن بال ٌ‬
‫ا‬ ‫بصيرن بالمٌغة‪،‬‬
‫ا‬ ‫مف القرآف‪ ،‬كيككف‬
‫كالقرآف كيستعمؿ ىذا مع اإلنصاؼ‪ ،‬كيككف مشرفان عمى اختالؼ أىؿ‬
‫األمصار‪ ،‬كتككف لو قريح هة بعد ىذا‪ ،‬فإذا كاف ىكذا فمو أف يتكمٌـ كيفتي‬
‫في الحالؿ كالحراـ‪ ،‬كاذا لـ يكف ىكذا فميس لو أف يفتي")‪.(1‬‬
‫تصح فتيا المجنكف‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ -4‬العقؿ‪ :‬فال‬
‫الصغير‪.‬‬
‫تصح فتيا ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -5‬البمكغ‪ :‬فال‬

‫عاشسا‪ :‬الٕالٖ‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬األٔقاف‬

‫األٔقاف‪:‬‬
‫جمع كقؼ‪ ،‬كمعناه لغ نة الحبس‪ ،‬أما شرعان‪ :‬فمعناه حبس األصؿ‬
‫كالتصدؽ بالمنفعة‪ ،‬فال تباع العيف كال تكرث كال تكىب‪.‬‬

‫إٌٔاع الٕقف‪:‬‬
‫لمكقؼ أنكاع أشيرىا نكعاف ىما‪:‬‬
‫‪ -1‬الكقؼ األىمي أك ال ٌذٌرم‪ :‬كىك ما كاف عمى األكالد كاألحفاد‪ ،‬أك األقارب‬
‫كمف بعدىـ إلى الفقراء‪.‬‬
‫‪ -2‬الكقؼ الخيرم‪ :‬كىك ما كاف عمى أبكاب الخير كمجاالتو كالمساجد‪،‬‬
‫كحمقات تحفيظ القرآف الكريـ‪ ،‬كعمى كفالة الدعاة‪ ،‬كعمى طباعة الكتب‬
‫اإلسالمية كما أشبييا‪.‬‬

‫وشسٔعٗ‪ ٛ‬الٕقف‪:‬‬
‫اختص بو المسممكف‪ ،‬كلـ يكف أىؿ الجاىمية يعرفكنو‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫مما‬
‫الكقؼ ٌ‬
‫كاألصؿ في مشركعيتو‪ :‬السنة النبكية‪ ،‬فقد جاء في الحديث عف ابف يعمر‬

‫)‪ )1‬انظر‪ :‬كالية اهلل كالطريؽ إلييا‪ ،‬الشككاني‪ ،‬ص‪.300‬‬

‫‪70‬‬
‫أصبت‬
‫ي‬ ‫بي ‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬‫مر بخيبر أرضان‪ ،‬فأتى ال ٌن ٌ‬ ‫عنيما‪ ،‬قاؿ‪ :‬أصاب يع ي‬
‫رضي المٌ يو ي‬
‫حبست‬
‫تأم يرني بو؟ قاؿ‪« :‬إف شئت ٌ‬ ‫منو‪ ،‬فكيؼ ي‬ ‫أرضان لـ أيصب ماالن قطُّ أنفس ي‬
‫كرث في‬
‫كىب كال يي ي‬
‫مر أ ٌن يو ال ييباعي أصمييا كال يي ي‬
‫فتصدؽ يع ي‬
‫ٌ‬ ‫كتصدقت بيا»‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫أصميا‬
‫السبيؿ‪ ،‬ال يجناح عمى‬
‫الضيؼ كابف ٌ‬‫الرقاب كفي سبيؿ المٌو ك ٌ‬
‫الفيقراء‪ ،‬كالقيربى ك ٌ‬
‫تمك وؿ فيو))‪.(1‬‬
‫بالمعركؼ‪ ،‬أك ييطعـ صديقان غير يم ٌ‬
‫ي‬ ‫مف كلييا أف يأ يكؿ منيا‬

‫الٕالٖ‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬األٔقاف‪:‬‬


‫ص اإلماـ بيا مف‬
‫النظر في شؤكف األكقاؼ مف مياـ القاضي‪ ،‬فإف ىخ َّ‬
‫صح ذلؾ‪ ،‬كعمى مف يتكلى شؤكنيا حفظ أصكليا‪،‬‬
‫يصمح ليا‪ ،‬كفكضيا إليو ٌ‬
‫كتنمية فركعيا‪ ،‬كقبض غمتيا‪ ،‬كصرفيا في سبميا‪ ،‬كال فرؽ في ذلؾ بيف‬
‫العامة‪ ،‬فإف كاف أىؿ‬
‫ٌ‬ ‫الخاصة ستؤكؿ إلى‬
‫ٌ‬ ‫الخاصة كالعامة؛ ألف‬
‫ٌ‬ ‫األكقاؼ‬
‫منيـ‬
‫الخاصة قائميف بمصالحيا كشركطيا‪ ،‬أقرىـ عمييا‪ ،‬كاٌال نزعيا ي‬
‫ٌ‬ ‫األكقاؼ‬
‫كفكضيا إلى مف يقكـ بذلؾ‪ ،‬أك يضـ إلييـ مف يرشدىـ لذلؾ كيمنعيـ مف‬
‫ضياعيا‪.‬‬

‫أِي ارتدوات الٕقفٗ‪ ٛ‬يف اإلضالً‪:‬‬


‫تطكرت األكقاؼ لدل المسمميف في صكرة ال نظير ليا في أمـ األرض‪،‬‬
‫كتكسعت أكجو الصرؼ مف الكقؼ حتى شممت مختمؼ نكاحي الحياة‪ ،‬كما ىك‬
‫مبيف‪:‬‬
‫الكقفية‬
‫ٌ‬ ‫‪ -1‬في مجاؿ التعميـ‪ :‬أي ً‬
‫نشئت بأمكاؿ الكقؼ الكتاتيب كالمدارس‬
‫عية‬
‫المتنكعة‪ ،‬ككانت تخصص النفقات عمى طمبة العمكـ الشر ٌ‬‫ٌ‬ ‫كالمعاىد‬
‫كالعمكـ المساندة‪ ،‬فكقفت ليـ المصركفات كاإلعاشة كاإلنفاؽ عمى العالج‪.‬‬

‫)‪ )1‬صحيح البخارم الحديث رقـ ‪.2772‬‬

‫‪71‬‬
‫كما عنى الكاقفكف بكقؼ الكتب لممكتبات العامة‪ ،‬كالمكتبات المدرسية‪،‬‬
‫كفي أركقة المساجد‪.‬‬
‫‪ -2‬تعمير المساجد‪ :‬كما تـ بأمكاؿ الكقؼ إنشاء المساجد كتكسعتيا‬
‫كاضاءتيا‪ ،‬كفرشيا كتعييف القائميف عمى نظافتيا‪.‬‬
‫‪ -3‬الكقؼ عمى الجياد‪ :‬كاف المسممكف يكقفكف السالح كالحيكاف في سبيؿ‬
‫اهلل‪ ،‬ككانكا أيضا يكقفكف األراضي لمرعى خيؿ الجياد‪ ،‬احتسابا لألجر‪،‬‬
‫قاؿ‪« :‬مف احتبس فرسان في سبيؿ‬ ‫فقد كرد في الصحيح أف رسكؿ اهلل ‪‬‬
‫كبكلو في ميزانو‬
‫ي‬ ‫كركثو‬
‫ي‬ ‫كري يو‬
‫شبعو ٌ‬
‫ي‬ ‫فإف‬
‫المٌو إيمانان بالمٌو كتصديقان بكعده‪ٌ ،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫اعو في سبيؿ‬ ‫خالد فقد احتبس أدر ي‬
‫ه‬ ‫أما‬
‫يكـ القيامة» ‪ ،‬كقاؿ ‪ٌ « :‬‬
‫المٌو»)‪.(2‬‬
‫عية‬
‫‪ -4‬المجاؿ االجتماعي‪ :‬كأسيـ الكقؼ في تقديـ الخدمات لمختمؼ فئات الر ٌ‬
‫منيا‪:‬‬
‫أ‪ -‬أكقاؼ لممستشفيات التي تعالج المرضى لكجو اهلل‪.‬‬
‫ب‪ -‬أكقاؼ لختاف األكالد اليتامى‪.‬‬
‫ج‪ -‬أكقاؼ لرعاية الغرباء‪.‬‬
‫د‪ -‬أكقاؼ لتزكيج الفقراء كالمكفكفيف كالمعكزيف‪.‬‬
‫سف‪.‬‬
‫الح ى‬
‫ق‪ -‬أكقاؼ لمقى ٍرض ى‬
‫ك‪ -‬أكقاؼ لمسبؿ كاآلبار‪.‬‬

‫)‪ )1‬ركاه البخارم برقـ (‪.)2853‬‬

‫الح ٍر ًب‪.‬‬ ‫الن ًب ِّي ‪ ،‬كالقى ًم ً ً‬


‫اب ما ًقي ىؿ ًفي ًد ٍر ًع َّ‬
‫يص في ى‬ ‫ى‬ ‫)‪ )2‬ركاه البخارم ىب ي ى‬

‫‪72‬‬
‫الديكاف‪ ،‬القىضاء‪ ،‬الحسبة‪،‬‬
‫الخراج‪ ،‬كزارة التنفيذ‪ٌ ،‬‬
‫عرؼ ما يأتي‪ :‬ى‬ ‫ٌ‬
‫كالية المظالـ‪.‬‬

‫ٌن مما يأتي‪:‬‬


‫عدد بنقاط كال‬
‫ٌ‬
‫‪ -1‬شركط كالي الصدقات‪.‬‬
‫‪ -2‬أنكاع األراضي الخراجية‪.‬‬
‫شرطة‪.‬‬
‫‪ -3‬كاجبات ال ٌ‬
‫‪ -4‬أنكاع المساجد في ديار اإلسالـ‪.‬‬
‫‪ -5‬أنكاع الكاليات عمى األقاليـ‪.‬‬
‫‪ -6‬كاجبات القائـ بأمر الكالية العامة في األقاليـ‪.‬‬
‫‪ -7‬دكافع كضع المسمميف لمديكاف‪.‬‬

‫إف كاجبات الخميفة ترجع إلى أصميف اثنيف‪ ،‬اذكرىما مع الشرح‪.‬‬

‫ما الفرؽ بيف كزارة التنفيذ ككزارة التفكيض مف حيث الشركط‬


‫كالصالحيات؟‬

‫‪73‬‬

You might also like