Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 84

‫أرجوك ال تحترق وظٌفٌا‬

‫دلٌلك للتخلص من االستنزاؾ و اإلحتراق الوظٌفى و إنطفاء الشؽؾ‬


‫كٌؾ ت تمتع بالمرونة العاطفٌة و النفسٌة و تتعاٌش مع التوتر و الضؽوط ؟‬

‫إعداد و تؤلٌؾ‬
‫عبدالرحمن عثمان‬

‫مإلؾ ال كتاب األكثر مبٌعا ً بقرة باللون البنفسجى‬


‫برؼم األوقات الصعبة و برؼم مشقات الحٌاة سنحاول اإلبتسام ‪ ،‬فمع الوقت‬
‫ستزول الصعوبات و المشقات و تبقى الذكرٌات و الصور‪.‬‬
‫فالحٌاة مؽامرة كبرى ال ٌفوز فٌها اال المؽامرون ‪.‬‬

‫( عبدالرحمن عثمان )‬
‫إذا عزمت لفعل أمر ‪..‬‬
‫فاجعل التوكل مركبة العبور‪..‬‬
‫وإذا عصاك الدهر ٌوما ً‪..‬‬
‫فاسؤل المولى لتسهٌل األمور‪..‬‬
‫ال تجزع لضٌق الرزق أبداً‪..‬‬
‫ٌرزق العصفور من بٌن النسور‪..‬‬
‫واعلم بؤن هللا ٌعلم‪..‬‬
‫نظرة العٌن وما تخفً الصدور‪..‬‬
‫كن شاكراً ما دمت حٌا ً‪..‬‬
‫واعلم بؤن الدنٌا أٌام تدور‬

‫( أستاذ محمد مرزوق )‬


‫مدٌر إدارة الموارد البشرٌة بإحدى الشركات الكبرى فى مجال المطاعم‬
‫لقد أصبح الضؽط الوظٌفً ٌمثل مشكلة كبرى بنسبة تثٌر القلق للموظفٌن فً‬
‫العالم‪.‬‬

‫(دكتور جون بى أردن )‬


‫مإلؾ كتاب التعاٌش مع ضؽوط العمل‬
‫مدٌر التدرٌب بقسم علم النفس و االجتماع لمراكز كٌزر برمٌنانت الطبٌة‬
‫شمال كالٌفورنٌا‬
‫من أهم المهارات التى اصبحت مطلوبه فى سوق العمل سواء كنت موظؾ أو‬
‫مدٌر أو حتى صاحب عمل أو رائد أعمال هى القدرة على العمل تحت ضؽط او‬
‫ما نطلق علٌه فى السٌرة الذاتٌة‬
‫)‪(Work under pressures … Work under Stress‬‬

‫عبدالرحمن عثمان‬
‫إهداء‬
‫أهدى الكتاب لمرأتٌن أستطاعوا تحملى بٌنما كنت اعانى من االحتراق النفسى‬
‫الوظٌفى و مازلت أحاول أن أتعافى منه تدرٌجٌا ً فالضؽط المهنى ال ٌنتهى ‪،‬‬
‫تحملوا عصبٌتى و تعبى و إرهاقى و حزنى الؽٌر مبرر بالن سبة لهم و للجمٌع‬
‫من حولى و وحدتى و صمتى و انطوائى و اختفائى و تقلب مشاعرى‬
‫االمتناهى و ضٌقى من ابسط األشٌاء لدرجة أن واحده منهن أطلقت على صفة‬
‫( القمووصه ) اى س رٌع الضٌق و شدٌد الزعل ‪.‬‬

‫شكرا ً لكم من كل قلبى ‪.‬‬

‫أولهم أمى تلك المرأة التى بدون رعاٌتها لى و تربٌتها لى ما كنت انا ما انا‬
‫علٌه بهذا الشكل ‪.‬‬

‫و األخرى هى حبٌبتى و زوجتى المستقبلٌه فهى تلك المرأة التى بدون‬


‫وجودها ما كنت أظن أننى سؤحب من جدٌد بعد إعتزالى الحب‪.‬‬
‫شكر و تقدٌر‬

‫الشكر موصول إلى صدٌقى الناشر و المكافح و المجتهد بسام الدوٌك‬


‫مإسس دار نشر ٌورٌكا و مكتبة مورٌسكى إلٌمانه بقلمى و موهبتى ‪ ،‬برؼم‬
‫عدم إٌمانى بؤهمٌة ما أكتبه إال أنه رأى أن ما أكتبه ٌستحق أن ٌنشر و أن‬
‫ٌقرأه الناس ‪.‬‬

‫و لن أستطٌع أ ن أنسى صدٌقى سقراط حارس الكتب فى مكتبة بٌت الكتب ‪،‬‬
‫تلك المكتبة التى تربٌت فٌها على حب الكتب ‪ .‬صدٌقى سقراط هو من أستطاع‬
‫ان ٌسمعنى أثناء تعرضى لبلحتراق الوظٌفى و النفسى و ٌنصحنى بنصائح‬
‫عملٌه فطرٌة ‪ ،‬فشكرا ً لك لن أستطٌع ان انسى معروفك و جهدك معى و‬
‫استماعك فقط لشكوتى ‪.‬‬
‫نبذه عن المإلؾ‬
‫عبدالرحمن عثمان‬

‫باحث فى العلوم اإلنسانٌة و اإلدارٌة ‪ ،‬قارىء نهم لكل ما ٌكتب فى مجال‬


‫تطوٌر الشخصٌة و المساعدة الذاتٌه و اإلدارة ‪ ،‬مسئول قسم الموارد البشرٌة‬
‫فى كبرى الشركات الناجحة باإلسكندرٌة ‪ ،‬و له خبرة خمس سنوات كخبٌر‬
‫موارد بشرٌة فى الشركات الصؽٌرة و المتوسطه و الكبٌرة ‪ ،‬كما أنه مدرب و‬
‫محاضر فى المهارات الشخصٌة و اإلدارٌة و المهنٌة و قد درب فى العدٌد من‬
‫الجهات الخٌرٌة و المإسسٌة باإلسكندرٌة ‪ ،‬و مدون و له العدٌد من المقاالت‬
‫و التى نالت إعجاب القراء سواء على المواقع الخاصه او صفحته على موقع‬
‫الفٌس بوك ‪ ،‬و له قناة على الٌوتٌو ب ٌستضٌؾ فٌها الخبراء و المتخصصٌن‬
‫و المهنٌن و رواد األعمال لمناقشة رحلتهم و سٌرتهم الذاتٌه الناجحة ‪ ،‬كما‬
‫انه مإسس جروب ‪ From Zero To Hero‬لنشر المقاالت اإلٌجابٌة و‬
‫القصص و السٌر الذاتٌه لشخصٌات ناجحة وصلت من الصفر إلى القمه برؼم‬
‫المعوقات و المصاعب و التحد ٌات و ذلك تحفٌزا لنفسه و لؤلخرٌن‪.‬‬

‫محترق نفسٌا وظٌفٌا ً و ٌتعافى ‪.‬‬


‫المقدمه‬
‫أهبل بك صدٌقى المحترق نفسٌا ً و باألخص المحترق نفسٌا ً وظٌفٌا ً ‪ ،‬أحب‬
‫أعرفك بنفسى صدٌقك المحترق و الذى مازال ٌتعافى ألن الموضوع لٌس بتلك‬
‫البساطة و فى نفس الوقت لٌس بتلك الصعوبة التى ٌمكنك أن تتخٌلها !‬

‫كبلمى المتناقض ستفهمه جٌدا ً حٌنما تكمل قراءتك للكتاب ‪ ،‬ففى الكتاب‬
‫أحاول أن أشرح لك هذا المفهوم و الذى نسمعه كثٌرا ً ممن حولنا و ال نفهم ما‬
‫الذى ٌعنٌه الشخص بذلك المفهوم الجدٌد و ما الذى ٌا ترى ٌعانى منه بشكل‬
‫دقٌق و كٌؾ ٌا ترى نساعده و نخرجه مما هو فٌه و نعالجه مما أصابه ‪ ،‬و ال‬
‫نجد سوى مجرد مقاالت أو مجرد تدوٌنات بسٌطه موجوده على االنترنت ‪ ،‬و‬
‫قلٌل ما نجد له كتب مكتوبه و خصوصا ً ممن ٌمرون بمراحل االحتراق‬
‫النفسى و باالخص االحتراق الوظٌفى بؤنفسهم ‪.‬‬

‫الكتاب كتب خصٌ صا ً لك من شخص ٌفهمك و ٌشعر بك و ٌمر بما تمر به‬
‫بالضبط ‪.‬‬
‫أفهمك جٌدا ً ألنى من الذٌن ٌحاولون التعافى و ٌمشون فى رحلة العبلج ‪ ،‬و‬
‫ألننى اعمل بمجال الموارد البشرٌة أو ما هو معروؾ فى الشركات ال ‪، HR‬‬
‫بمعنى أننى أحتك بالعدٌد من الناس و أرى الكثٌر من الشخصٌات و الطباع‬
‫النفسٌة و المرجعٌات و الخلفٌات و التربٌه المختلفه من كل الناس أثناء‬
‫عملى ‪.‬‬

‫أنا أعمل فى مجال المكروهٌن فى األرض ‪ ،‬مجال محترم و مهم و ذو‬


‫سلطة و مكانه مجتمعٌة و مإسسٌة و لكن أصحاب األعمال ٌرون أننا ال ناخذ‬
‫من العماله القدر الكافى من العمل و اإلنتاجٌه ‪ ،‬و العماله ترانا أننا نحن‬
‫األشرار الذٌن ٌخصمون من الراتب و نضعط علٌهم لٌعملون كالعبٌد ‪،‬‬
‫باإلضافة لو كنت تتعامل مع جهات رسمٌة فؤنت تتعامل مع شخصٌات روتٌنٌه‬
‫و تسلطٌه و علٌك أن تتحمل تسلطهم و فى بعض األحٌان طلباتهم الؽٌر مبرره‬
‫و سماجت شخصٌاتهم حتى تنهى عملك بشكل ٌرضى عنك الموظؾ و ٌرضى‬
‫عنك اإلدارة العلٌا أو أصحاب األعمال و خصوصا لو كنت تعمل فى شركات‬
‫أصحابها ٌطلق علٌهم عم الحج أو شركة عائلٌة متوارثه من أجٌال كثر كانوا‬
‫ال ٌعملون بؤى نظام ‪.‬‬

‫عملى هذا أنتج عنه شخص متهالك نفسٌا ً ‪ ،‬شعره بدأ ٌزول و خصبلت شعره‬
‫أبٌضت ‪ ،‬و ال أجد وقت كافى لما كنت أحبه حتى أقوم به ‪ ،‬نومى أصبح‬
‫متقطعا ً ‪ ،‬أنام أحلم بالعمل ‪ ،‬و حٌنما أستٌقظ أشعر أن جسمى كله مكسر‬
‫كؤننى لم أنم و كؤننى كنت أجرى خمس كٌلو فى ‪ 52‬دقٌقه كما كنت أقوم بذلك‬
‫فى الجٌش أثناء تؤدٌتى للخدمة العسكرٌة بالقوات الخاصه ‪.‬‬

‫حٌنما أخذ أجازة أو عطلة رسمٌة أو نهاٌة األسبوع أظل سهرانا ً و مستقٌظا ً‬
‫ظنا ً منى أننى أستفٌد بكل دقٌقة و ساعة بالٌوم و ال أود أن ٌنتهى الٌوم حتى‬
‫ال تبدأ الدائرة المهلكه الروتٌنٌه ‪.‬‬

‫أصبحت القراءة بال نسبة لى هى المتنفس الوحٌد فؤنا لم اعد أنا ‪ ،‬لقد أنطفت‬
‫شخصٌتى و أنطفى البرٌق فى عٌنى ‪ ،‬أصبحت روتٌنٌا ً و ٌموت بداخلى‬
‫الشؽؾ خطوة بخطوة ‪.‬‬

‫بحثت عن مشكلتى فوجدت أن ما أنا فٌه ٌسمى األحتراق النفسى و خصوصا‬


‫األحتراق النفسى الوظٌفى ‪ ،‬فالعلماء قاموا بتقسٌم االحتراق النفسى فى أكثر‬
‫من جانب فى الحٌاة و منها الجانب األسرى و العبلقات الزوجٌة ‪ ،‬اما ما انا‬
‫بصدد الحدٌث عنه هو األحتراق النفسى الوظٌفى ‪.‬‬

‫لذلك قررت الكتابة عن الموضوع لنفسى فى البداٌة ‪ ،‬كنوع من أنواع‬


‫الفضفضه مع النفس ‪ ،‬و مع مرور الصفحات وجدت أننى أكتب كتابا ً ‪ ،‬و برؼم‬
‫قرارى بعد تؤلٌؾ كتاب بقرة باللون البنفسجى ( كٌؾ تتمٌز فى سوق شدٌد‬
‫المنافسة ) – و الذى بفضل هللا أصبح من أكثر الكتب مبٌعا ً و انتهت طبعته‬
‫األولى فى معرض الكتاب باإلسكندرٌة – أن أ كتب كتاب آخر ‪ ،‬إال أننى حرصت‬
‫أن ٌخرج هذا الكتاب تحدٌدا ً للنور أ وال بعد كتابى األول ‪.‬‬

‫بدأت فى تجمٌع الحكاٌات و القصص و التى تعرضت لها و المراجع و‬


‫المعلومات الكثٌره و التى ستجدها فى الجزء الخاص بالمراجع ٌمكنك أن‬
‫ترجع لها و تقرأها كبل على حدى ‪.‬‬
‫فهل تحب أن تتخلص من المشاعر السلبٌة التى تبلزمك طوال الوقت و‬
‫خصوصا ً بالعمل ؟‬
‫هل سؤلت نفسك مإخرا ً هل أنت سعٌد أم ؼٌر سعٌد ؟‬
‫هل تشعر أنك تعٌش حٌاة روتٌنٌة ال معنى لها و كؤنك تدور فى ساقٌه أو‬
‫كؤنك كالفؤر ٌدور فى دائرة لٌست لها نهاٌة و ال ٌستطٌع التوقؾ ؟‬
‫هل تركض و تركض بدون توقؾ وراء سراب و ال تستطٌع حتى أن تلتقط‬
‫أنفاسك ‪ ،‬و ال تشعر فى بعض األحٌان انك قادر على فعل شىء و أن الرؼبة و‬
‫الطاقة التى بداخلك قد أنتهت ؟‬
‫هل تقول لنفسك و لؽٌرك أنا روحى بقت فى مناخٌرى ؟‬
‫هل تشعر أنك تستنزؾ نفسٌا ً و بدنٌا ً و عاطفٌا ً و روحٌا ً و عقلٌا ً ؟‬
‫هل تشعر أنك أصبحت مرهقا ً طوال الوقت و ال تستطٌع المواصلة ؟‬
‫لؤلسؾ ٌإسفنى إذا أجبت على تلك األسئلة بنعم فؤنت فى طرٌقك إلى اإلحتراق‬
‫النفسى ‪.‬‬

‫فنحن جمٌعا ً نمر بتقلبات مزاجٌة تتراوح بٌن التحسن و السوء ‪ ،‬و لكن إذا‬
‫ؼلب علٌك أؼلب الوقت و األٌام الشعور بتلك المشاعر السابقه و ٌصعب علٌك‬
‫التفاإل فؤنت فى خطر اإلحتراق ‪.‬‬

‫ٌمكن لحالتك المزاجٌة لؤلسؾ أن تإثر على حٌاتك كلها ‪ ،‬فى العمل و عبلقاتك‬
‫باألخرٌن و المنزل ‪ ،‬إما على نحو جٌد أو سىء ‪ .‬و قدرتك على التحكم فى‬
‫حالتك المزاجٌة ‪ ،‬و عدم الخضوع لها قد ٌعنى زٌادة نجاحك فى كل نواحى‬
‫الحٌاة ‪.‬‬

‫من خبلل الكتاب ستعرؾ رحلتى و ستعرؾ ط رٌقة التعرؾ على سبب شعورك‬
‫بما تشعر ‪ ،‬و ستعرؾ إن شاء هللا كٌفٌة السٌطرة على حالتك المزاجٌة و كٌؾ‬
‫تجعل نفسك مصدر للطاقة اإلٌجابٌة و تشعر بمزٌد من اإلٌجابٌة أٌا ً كان ما‬
‫واجهته فى ٌومك ‪.‬‬

‫سؤحاول أن أعرض كل النصائح و األسالٌب العملٌة المبنٌة على األبحاث و‬


‫النظ رٌات و التى ستجعلك تشفى تماما و ستجعلك تحافظ على أدائك و عبلقتك‬
‫باألخرٌن بدون الخضوع لحالتك المزاجٌة و تكتسب آلٌات و إستراتٌجٌات‬
‫لتحسٌن جودة حالتك المزاجٌة ‪.‬‬

‫سؤسرد لك الطرق و اإلستراتٌجٌات التى ستساعدك على اإلسترخاء لمساعدتك‬


‫فى التعامل مع المواقؾ الصعبه و الحرجة فى حٌاتك ‪.‬‬

‫فإذا أكملت تلك المقدمه للنهاٌة فؤظن أنك مستعد لخوض تلك الرحلة معى ‪،‬‬
‫فمن فضلك أن تؤخذ معك طفاٌة حرٌق لئلحتٌاط لٌس إال ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫فقدان السٌطرة و البلٌقٌن‬


‫( المشاعر المإلمة المسببة للضٌق و القلق هى ؼالبا ً نتٌجة أفكار وهمٌة !‬
‫أعمل على تجاهلها و تحوٌل تركٌزك إلى أفكار و أفعال أخرى ‪ ،‬سٌخفؾ عنك‬
‫كثٌرا ً)‬
‫دكتور بندر آل جبللة‬
‫قدٌما ً حٌنما كان اإلنسان البدائى ٌعٌش فى الكهوؾ ‪ ،‬كانت لدٌه الشجاعة و‬
‫القدرة على البحث عن طعام فى أماكن موحشه و كان لدٌه حس الشعور‬
‫بالخطر عالى جدا و كان ٌبحث عن مكان أمن لٌستقر فٌه هو و أسرته أو هو‬
‫و قبٌلته دون أن ٌتعرضوا لخطر من حٌوان مفترس أو خطر من الطبٌعة‬
‫نفسها سواء كان زالزل أو سٌول أو براكٌن ‪.‬‬

‫هذه الحاله ولدت لدٌه قدرات و مهارات لم ٌكن ٌدرك أنها لدٌه ‪ ،‬و أصبح‬
‫ٌقوم بتس مٌة األشٌاء حتى ٌعرفها و ٌعرؾ كٌنونتها و هل هى خطر أم شىء‬
‫أمن بالنسبه له و لؽٌره ‪ ،‬و قام بالتدوٌن على الكهوؾ حتى ال ٌنسى ألنه وجد‬
‫لدٌه خطر آخر و هو خطر النسٌان ‪ ،‬و أصبح ٌحاول عبلج أى مشكلة حٌنما‬
‫تظهر له فى وقتها مباشرة ‪.‬‬

‫مع ت طور الحضارة اإلنسانٌة و تحول م ن إنسان بدائى إلى إنسان مكتبى و‬
‫ٌتعامل مع كمبٌوتر أو ٌتعامل مع ماكٌنات و أله ‪ ،‬أصبح لدٌه تخوؾ اخر و‬
‫هو هل ستظل الشركة على وجودى بها ؟ و هل سوؾ أحصل على الزٌادة‬
‫السنوٌة المرضٌه و التى ستجعلنى أستطٌع أتحمل مشقات الحٌاة و ؼبلء‬
‫األسعار ؟ هل سؤستطٌع أن أزوج أبن ى أو ابنتى أو أعالج زوجتى أو أعٌن‬
‫ابنى على مصارٌؾ الزواج و شراء له شقه أو مساعدته فى أن ٌحصل على‬
‫تعلٌم محترم و عٌشه كرٌمه و أمنه ؟‬

‫بعد التطورات األخٌرة التى حدثت فى مصر و بعد إنتشار فٌروس كورونا فى‬
‫سنة ‪ 5252‬أصبح العالم ٌشعر باإلضطراب ‪ ،‬و أصبح الشىء الثابت و‬
‫الحقٌقى فى الحٌاة بعد الموت هو التؽٌٌر ‪ ،‬و لكن المشكلة ال أحد ٌعلم فى‬
‫الحقٌقة سٌحدث التؽٌٌر لؤلسوء أم لؤلفضل ‪ ،‬أصبح الشعور بعدم األمان و‬
‫اإلستقرار ٌدخل فى كٌان كل فرد منا سواء كان صاحب شركة أو مإسسة أو‬
‫موظؾ ‪ ،‬و لكن باألخص الموظؾ ‪ ،‬ألن الموظؾ و خصوصا لو كان عمره و‬
‫سنه كبٌر ففرصة قبوله فى وظٌفة أصبحت صعب ه و خصوصا لو طلب منه أن‬
‫ٌتوقع فى إستمارة التقدٌم للوظٌفة المرتب الذى سٌحصل علٌه ‪ ،‬و لهذا‬
‫السبب بالتحدٌد أجد الكثٌر من الناس ال تذكر الراتب المتوقع فى إستمارة‬
‫التقدٌم للوظٌفة فهم ٌخافون لو كتبوا مرتب كبٌر أن ٌتم عدم قبولهم‬
‫بالوظٌفة‪.‬‬

‫فى أحد المرات كنت أعرض وظٌفة مدٌر إلحدى شركات المطاعم و كان أقصى‬
‫سن للتعٌٌن هو ‪ 02‬سنة فوجدت هناك أحد الشخصٌات المحترمه الكبٌره سنا ً‬
‫‪ٌ ،‬بلػ ‪ 22‬سنه ٌتصل بً لٌسؤلنى على وظٌفة فقولت له أن أقصى سن‬
‫للتعٌٌن هو ‪ 02‬سنة ‪ ،‬فقال لى لفظا ً ( أنا على كده أروح أموت ! )‪.‬‬

‫أصبحنا نفقد السٌطرة على حٌاتنا و ال نستطٌع التنبوء بالمستقبل ‪ ،‬و مع‬
‫ازدٌاد حاالت الوفاة أصبح الناس ٌخافون فبل ٌسرفون و هنا تتعطل حركة‬
‫االقتصاد فٌحدث ركود فى المبٌعات و كثرة فى المنتجات فتقوم الشركات‬
‫بتسرٌح العماله بعدم تجدٌد العقود أو ٌنتهزون فرصة جهل العماله بقوانٌن‬
‫العمل و التؤمٌنات فٌقضون علٌهم بالمعنى الحرفى للكلمة ‪ ،‬هنا ٌجد الرجل‬
‫المعذور سنا ً نفسه خارج سوق العمل و سنه كبٌر و ال ٌجد من ٌقبله فى‬
‫وظٌفة أخرى بسهولة ‪.‬‬

‫هنا قامت الدولة مشكوره بتقدٌم منح مجانٌة و دورات تدرٌبٌة لتعلٌم الناس‬
‫مهارات رٌادة األعمال و إنشاء المشروعات و تعلم التسوٌق اإللكترونى و‬
‫مهارات العمل الحر و ذلك لحل تلك المشكلة و حل مشكلة البطالة عموما ً و‬
‫لدى الشباب خصوصا ً‪.‬‬

‫لم أذهب إلى شركة إال و وجدت بها وظائؾ معروضه و تطلب شباب للعمل و‬
‫لكن لؤلسؾ الشدٌد المر اتبات المعروضه مقارنة باألوضاع اإلقتصادٌه قلٌله ‪،‬‬
‫و لؤلسؾ ال تستطٌع الشركات خصوصا لو شركة عائلٌة ؼٌر مدرجة‬
‫بالبورصة أى أنها لٌست شركة مسهمه أن توفر مرتبات مناسبه ‪.‬‬

‫و هنا تجد نفسك تفكر البٌضه أوال أم الفرخه !‬

‫فقدان السٌطرة ٌجعلنا نشعر بالخوؾ و اإلضطراب و اصبحنا نعانى من الكثٌر‬


‫من التلقبات المزاجٌة ‪ ،‬و قد تستمر تلك التلقبات و تإثر علٌنا و على جمٌع‬
‫جوانب حٌاتنا سواء كانت الروحانٌه ‪ ،‬فهناك الكثٌرون من الشباب من ٌفقدون‬
‫إٌمانهم باهلل و ٌتحولون إلى اإللحاد ‪ ،‬فؤنا أظن أن أؼلب التحول إلى اإللحاد‬
‫ٌكون أصله إضطراب ن فسى أو نوع من أنواع اإلعتراض على هللا لما ٌحدث‬
‫لنا فى الحٌاة من مصاعب و التحدٌات ‪ ،‬أو صحى و هنا ٌتعرض الشخص إلى‬
‫أمراض نفسجمٌة مثل القولون العصبى و الصداع بشكل دائم و إضطراب فى‬
‫النوم ٌإدى إلى أرق و ضعؾ و وهن فى الطاقة و نقص المناعة ‪ ،‬و‬
‫االجتماعى و األسرى تج د الشخص ٌتحول من شخصٌة إجتماعٌة خصوصا لو‬
‫كانت تلك طبٌعته إلى شخص إنطوائى ال ٌحب التكلم كثٌرا ً و ٌشعر بفقدان‬
‫طاقة و جهد لو حاول التحدث مع األخرٌن ‪.‬‬

‫بعض تلك الحاالت تحتاج إلى رعاٌة طبٌة و نفسٌة لو وصلت إلى أقصاها ‪ ،‬و‬
‫ٌعتبر اإلكتئاب و القلق من الحاالت الشائ عة التى تساعد على تفاقم المشكبلت‬
‫فى جمٌع أنحاء العالم ‪ ،‬بل و تإثر فى مئات المبلٌٌن من الناس حول العالم ‪،‬‬
‫لذا فإن فعل أمر ما فى وقت مبكر لكسر دورة المزاج السلبى أمر فى ؼاٌة‬
‫األهمٌة ‪ ،‬إال أن الكثٌر من المشكبلت النفسٌة و المزاجٌة تمر دون أن‬
‫ٌبلحظها أحد أو ال ٌعطٌها أحد األهتمام الكافى ‪.‬‬

‫أصبحت الصحة العقلٌة برؼم الوعى بمجال التدرٌب و تطوٌر الشخصٌة و‬


‫الصحة النفسٌة و علم النفس و الكوتشنج إال أننا ال نشعر ان ذلك من األمور‬
‫الضرورٌة ‪ ،‬و أصبح من ٌؤخذ كورسات أو دورات أو ٌذهب لطبٌب نفسى أو‬
‫كوتش أو أخصائى نفسى أو إستش ارى صحة نفسٌة من الرفاهٌات ‪ ،‬و كثر‬
‫بسبب كذلك النصابٌن تحت تلك المسمٌات و مدعٌن العلم و السفاحٌن فى‬
‫األموال ‪ ،‬مما جعل الناس تنفر من تلك المجاالت حامل تلك المسمٌات‬
‫ك ؤخصائى و مدرب و كوتش و معالج و ن ظن أنهم مجرد بائعٌن للكبلم و أنهم‬
‫مجرد نصابٌن بالعلم ‪.‬‬

‫سبحا ن هللا ٌتجه الناس لتزوٌد شعورهم بالسٌطرة على مستقبلهم و اإلطمئنان‬
‫فى عالم أصبح جنونٌا و مضطربا ً إلى الدجالٌن و المشعوذٌن و خصوصا ً فى‬
‫المناطق التى ٌقل بها العلم و المعرفة و الدٌن‪.‬‬

‫و هذا لؤلسؾ الشدٌد الواقع المإسؾ ‪.‬‬

‫مما سبق كله ال نتعجب أن فى آخر أربع إلى ثبلث سنوات قد زادت حاالت‬
‫اإلنتحار و أشهرهم طالب كلٌة هندسة و الذى ألقى بنفسه من أعلى برج‬
‫القاهره أمام مراى و مسمع صدٌقه و الناس من حوله‪.‬‬

‫اؼمضت عٌنى فى ٌوم و تخٌلت هول الموقؾ سواء كنت انا صدٌقه أو انا‬
‫الشخص نفسه الذى ٌلقى بنفسه من اعلى البرج ‪ ،‬موقؾ صعب جدا و مرعب‬
‫حقٌقة ‪ ،‬و ال انصح أحد أن ٌقوم بما قمت به ‪.‬‬

‫و لؤلسؾ تجد أحدهم ٌقول لك لو شعرت باإلكتئاب فما علٌك سوى ان تصلى ‪،‬‬
‫ال اسخؾ من قٌمة الصبلة و العبادات و لكن ربما ٌحتاج الشخص إلستشارة‬
‫طبٌب متخصص او اخصائى لٌعالجه و ٌعرؾ مشكلته بالتحدٌد ‪.‬‬

‫كل ما سبق كا ن نتاج عن فقدان السٌطرة ‪ .‬و الشعور بالبلٌقٌن ‪.‬‬


‫كما ٌقول ؼارى جون بٌشوب ( الشعور بالبلٌقٌن هو حٌث ٌحدث الجدٌد )‬

‫نحن بطبٌعتنا البشرٌة ننشد الٌقٌن و نحاول السٌطرة على مستقبلنا و نتجنب‬
‫البلٌقٌن و فقدان السٌطرة ‪.‬‬
‫نرٌد أن نعرؾ ما سٌحدث ‪ ،‬و أٌن سنذهب ‪ ،‬و ماذا سنرتدى ‪ .‬نحب شعور‬
‫السٌطرة و الٌقٌن ‪.‬‬

‫ٌقول تاسٌتوس ( تقؾ الرؼبة فى السبلمة و األمان فى وجه كل مسعى عظٌم‬


‫أو نبٌل )‪.‬‬
‫فمن قال أن الشعور بالسٌطرة أو الٌقٌن مما سٌحدث مطلوب منا ‪ ،‬فما علٌك‬
‫سوى أن تؤخذ بكل األسباب و تعمل و تسعى و ال تترك فرصة إال و قد‬
‫أنتهزتها و خرجت خارج دائرة أمانك لبعض الوقت لتجربت تلك الفرص‬
‫الجدٌدة ‪ ،‬فهى سبٌلك الشخصى للتطور و النمو ‪ ،‬و تعٌش و تنتج أشٌاء‬
‫جمٌلة ‪ ،‬هى البٌئة التى تظهر فٌها النتائج التى لم تظهر من قبل ‪.‬‬

‫و لكن لؤلسؾ الشٌطان لن ٌدعنا نقوم بذلك فهو دائما ما ٌجعلنا ننظر‬
‫للمستقبل بنظره سلبٌه فهو ٌدعونا للفقر و ٌؤمرنا بالفحشاء و المنكر و هللا‬
‫ٌوعدنا بكل فضل و خٌر و مؽفره من عنده سبحانه ‪.‬‬
‫ما علٌك سوى العمل فإن قامة القٌامة و فى ٌد أحدنا فسٌله فالٌزرعها كما‬
‫أمرنا نبٌنا محمد صلى هللا علٌه و سلم ‪ ،‬و فكر فى دنٌاك كؤنك تعٌش أبدا و‬
‫اعمل ألخرتك كؤنك تموت ؼدا ً‪.‬‬

‫قال لى أحد المعلمٌن و المدربٌن الذٌن أثروا على تفكٌرى و حٌاتى الدكتور‬
‫عطا بركات ( اسؤل نفسك كل ٌوم صباحا ً ما الذى سؤخذه معى فى حٌاتى فى‬
‫األخره ؟ )‬
‫ستجد أن ما تستطٌع أن تؤخذك معك لٌست ألقابك و ال شهاداتك و ال منصبك و‬
‫ال ممتبلكاتك و لكن ما تستطٌع أن تؤخذه معك لؤلخره هو عملك الصالح و‬
‫النافع و الحسنات و الخٌر الذى قمت به فى األرض‪.‬‬

‫فبل بؤس من فقدان السٌطرة و ال بؤس من حالة البلٌقٌن ‪ ،‬فسؤل نفسك كٌؾ‬
‫كنت تستطٌع الذهاب إلى أماكن جدٌدة لوال أنك ؼادرت بٌتك و قررت الذهاب‬
‫من طرق جدٌدة لك ؟ و كٌؾ تستط ٌع أن تكتسب أصدقاء جدد و بدء عبلقة‬
‫عاطفٌة جدٌدة من ؼٌر أن تلتقى أشخاصا جددا ً؟ و كٌؾ تستطٌع فعل أى‬
‫شىء جدٌد من خبلل تكرار ما كنت تفعله دائما ً ؟‬

‫تعرٌؾ الجنون من وجهة نظر عالم الفٌزٌاء ألبرت أٌنشتاٌن هو أن تقوم‬


‫بنفس الشىء و بنفس الطرٌقة و تتوقع فى كل مرة ن تائج مختلفه ‪.‬‬
‫ما من نجاح عظٌم إال و هناك فى البداٌة عدم سٌطرة و حالة من البلٌقٌن ‪،‬‬
‫فكٌؾ ٌمكن أن تحصل على زٌادة فى راتبك إذا لم تخاطر و تطلب الزٌادة ؟ و‬
‫كٌؾ تتقدم فى مسارك المهنى إذا كنت دائم التمسك بالراحة و الٌقٌن ؟‬
‫هناك بٌت شعر ٌقول ( و ٌفوز باللذات كل مؽامرا ً )‬
‫و هٌلٌن كٌلر تقول ( الحٌاة إما مؽامرة كبٌرة و إما ال شىء )‬

‫كنت فى بداٌة عملى كؤخصائى موارد بشرٌة عملت فى إحدى الشركات الكبرى‬
‫للمبلبس و كان مرتبى ضعٌؾ نسبٌا ً لمقدار ما كنت أقوم به من مهام و لكن‬
‫ألنى كنت فى بداٌة دخولى المجال لم اكن افكر فى الما دة بل كنت افكر فى‬
‫التعلم و الممارسة و الخبرة المهنٌة ‪ ،‬و لكن مع الوقت وجدت أننى لن أزٌد‬
‫الزٌادة المرضٌه التى ستجعلنى أكمل طرٌقى فى التطوٌر الشخصى و القراءة‬
‫و اخذ الدورات التدرٌبٌة و التى ستإهلنى لمناصب أعلى ‪ ،‬و هنا تقدمت بكل‬
‫شجاعة و طلبت زٌادة بالراتب و لك ن قوبل طلبى بالرفض ‪ ،‬و هنا قمت بعرض‬
‫سٌرتى الذاتٌه على أكثر من مكان حتى جاءت لى فرصة فى إحدى شركات‬
‫الكبرى للسوبر ماركت بمرتب أعلى فرق ألؾ جنٌه و لكن كان لدى تخوؾ‬
‫فظٌع من المكان الجدٌد و كنت وقتها بٌن نارٌن إما أن أرحل و اخذ المرتب‬
‫المناسب و استكشؾ المكان ال جدٌد و األشخاص الجدد الذٌن سٌكونون زمبلئى‬
‫فى العمل و إما أظل فى مكانى منتظر الزٌادة التى سترضٌنى ٌوما ما ‪ .‬و هنا‬
‫قررت فقدان السٌطرة لبعض الوقت و فى حالة من الشعور بالبلٌقٌن توجهت‬
‫للمجهول و كانت تجربة رائعة تعرفت فٌها على زمبلء سرعان ما تحولوا إلى‬
‫أصدقاء شخ صٌن و مدٌر من أعظم المدراء الذٌن تعاملت معهم سواء على‬
‫المستوى الشخصى اإلنسانى أو على المستوى العملى و المهنى‪.‬‬

‫تلك التجربة علمتنى أن النجاح ؼٌر ٌقٌنى أبدا ً‪ ،‬و ما من نجاح بدون‬
‫مخاطرة ‪ .‬حتى إذا كنت األكثر ذكاء ‪ ،‬أو األكثر اجتهادا ً فى العمل ‪ ،‬فما من‬
‫ضمانة ألى شىء ‪.‬‬

‫مرت على العالم الكثٌر من الحروب و األمراض و الظروؾ الطبٌعٌة القاسٌة ‪،‬‬
‫و من أستطاع ان ٌبتكر و ٌخترع و ٌخوض المجهول هم أشخاص عادٌة و‬
‫لكنهم أسكتوا أصواتهم الداخلٌة التى تنادٌهم بالسٌطرة على حٌاتهم مائة‬
‫بالمائة و شعروا بالقٌن فى حالة البلٌقٌن ‪ ،‬فما من شىء عظٌم قد ابتكر او قد‬
‫اكتشؾ و ما من شخص وصل للقمة إال و قد خاض مؽامرة كبرى من السقوط‬
‫و الصعود ‪ ،‬مرت علٌه أٌام و لٌالى لم ٌشعر فٌها بالٌقٌن و لكن الفرق بٌنك و‬
‫بٌنه انه لم ٌنتظر حتى ٌتقٌن ‪ ،‬فؤكتشاؾ أمرٌكا و صعود جبل إٌفرست كانوا‬
‫محاولة من كسر حالة الٌقٌ ن و حالة السٌطرة التامة ‪.‬‬

‫فالفرق بٌنك و بٌن الناجحٌن و الرواد فى مجالتهم هو انهم تجالهوا شكوكهم‬


‫وواصلوا شق الطرٌق ‪ .‬كانوا مصممٌن عندما لم ٌكن لدٌهم شىء ٌدفعهم ؼٌر‬
‫ذلك التصمٌم ‪.‬‬
‫ٌقول سقراط ( كل ما أعرفه هو أننى ال أعرؾ شٌئا )‬
‫فشىء طبٌعى أن ال تشعر بسٌطرة كاملة على كل أمور حٌاتك ‪ ،‬فؤنا أجد الكثٌر‬
‫من الناس من تود أن تبدأ مشروع خاص أو شركة ما و لكن ٌوقفها رؼبتهم‬
‫الشدٌدة فى الشعور بالٌقٌن فى النجاح‪ ،‬و لكن لؤلسؾ الشدٌد ال توجد ضمانات‬
‫فى الحٌاة ‪ ،‬فلربما تموت األن و انت تقرأ الكتاب ‪ ،‬بعتذر عن ذلك و لكن تلك‬
‫هى الح قٌقة فكما ٌقولون ( محدش ضامن عمره ) ‪.‬‬
‫فى مرة من المرات كنت جالس مع أحد أصدقائى و الذى كان ٌسالنى كٌؾ‬
‫تحولت إلى أخصائى موارد بشرٌة و ما هى الخطوات التى علٌه اتخاذها حتى‬
‫ٌصبح احد ممتهنٌن تلك المهنه ‪ ،‬و ألنى أحب مساعدة الؽٌر و تقدٌم النصٌحة‬
‫و المشوره حتى و إن كانت مجانٌة فقولت له على الخطوات العملٌة التى قمت‬
‫بها و قولت له نصائح حتى ٌتفادى االخطاء التى قمت بها ‪ ،‬و لكنى وجدته‬
‫ٌسؤلنى سإال ؼرٌب جدا فقال لى هل أنت متؤكد أننى لو دفعت مبلػ ثمن‬
‫الدورة التدرٌبٌة و الدبلومة لدراسة الموارد البشرٌة أن أصبح فى النهاٌة‬
‫أعمل بوظٌفة أخصائى موارد بشرٌة ! هنا تعجبت جدا من كبلمه ألن لٌس‬
‫هناك ضامن لشىء مهما ادعى اى شخص أن تجارته ال تخسر أبدا ً ‪ ،‬و أن‬
‫دورته ستجعلك سوبر مان و ستحلق فى السماء بقدراتك الخارقه ‪ ،‬فعتاد على‬
‫ذلك ألن ال أحد ٌعلم ما ٌخبئه له القدر ‪ ،‬فما اإلنسان إال ما سعى ‪.‬‬

‫حٌنما كنت أبحث عن عمل كؤخصائى موارد بشرٌة طرقت كل األبواب التى‬
‫رأٌتها أمامى ‪ ،‬و عملت بعدة وظائؾ كفرد أمن و سكرتٌر فى إحدى مراكز‬
‫التدرٌب و تعلٌم األطفال ب ‪ 022‬جنٌه بالشهر و كان الراتب فى األؼلب ٌنتهى‬
‫على مواصبلتى فقط ‪ ،‬و ذهبت ألكثر من شركة لدرجة أنه تم رف ضى من إحدى‬
‫المستشفٌات التى تقدمت للعمل بها ثبلث مرات متتالٌه ‪ ،‬و لكنى كنت على‬
‫ٌقٌن انه كلما طرقت األبواب سٌؤتى أحد األبواب التى ستفتح لى ‪.‬‬

‫خبلصة القول هى ( اعرؾ ما هى الطرق اإلٌجابٌة المناسبة لك لتخرج من أٌة‬


‫ضٌق أو نكد و لكن بطرٌقة حبلل طبعا ً و شرعٌة ‪ ،‬ثقؾ نفسك ‪ ،‬اقرأ ‪ ،‬تعلم ‪،‬‬
‫أستشر ‪ ،‬ال تضٌع سنوات من عمرك فى االنشؽال بما هو خارج ذاتك ‪ ،‬افهم‬
‫نفسك لتعرؾ كٌؾ تعٌش بالرؼم مما قد ٌنؽض حٌاتك )‬
‫(‪)5‬‬

‫خلٌك داٌما جامد‬

‫(إذا كنت راؼبا فى الفوز ‪ ،‬فعلٌك أن تكون مستعدا ألن ٌحكم علٌك اآلخرون )‬
‫ؼارى جون بٌشوب‬
‫كلنا شعرنا بالتحفٌز حٌنما سمعنا أؼنٌة إحدى اإلعبلنات القٌمٌة التى تعتمد‬
‫على زراعة مفاهٌم معٌنة إٌجابٌة و نشر قٌم معٌنة إٌجابٌة فى عقول‬
‫المشاهدٌن التى قدمها بنك مصر فى رمضان ‪ ،‬و من تلك األؼنٌات أؼنٌة أنت‬
‫تقدر و كلماتها تقول ‪:‬‬
‫أنت تقدر توصله النهاردة ‪ ..‬حاال‬

‫مفٌش حاجة اسمها مستحٌل‬

‫الناس انهاردة كلها صاحٌة مستنٌاك‬

‫متعشمٌن فٌك تفرحهم‬

‫كل ما بتعلً سقؾ طموحك‬

‫بدٌهً ‪ ..‬بتعلً سقؾ طموحهم بٌتباهوا بٌك‬

‫عارؾ ٌعنً اٌه ‪ ..‬تبقى مصدر البهجة الصحابك وناسك ‪ ..‬وأهلك وناس‬
‫متعرفهمش‬

‫تقدر تعمل كل حاجة ‪ ..‬وال ٌهمك‬

‫كل اللً بتحلم بٌه بتقدر علٌه‬

‫هٌوقفوك هٌحاولوا ٌٌاسوك و ٌحبطوك و ٌكسروك‬

‫خلٌك داٌما جامد ‪ ..‬جرب حاول عاند‬

‫هاٌقطموك ‪ ..‬و تملً ٌفشلوك و ٌبكتوك و ٌزهقوك‬

‫وما تزعلش دة عادي كله كبلم ع الفاضً‬

‫لو ؼرقوك عوم لو وقعوك قوم صدقنً فً ٌوم‬

‫بعزٌمة و ارادة تقؾ تانً كالعادة‬


‫فً جواك سوبر مان ‪ ..‬احبلمك باالمكان‬

‫و عشان انت بطل من جواك ‪ ..‬فً حلم بٌستناك‬

‫تقدر تطٌر ‪ ..‬من ؼٌر جناحات‬

‫و اٌاك تقول ما خبلص الوقت فات‬

‫شوؾ الجاٌات و انسى الراٌحات‬

‫حبة طموح ‪ ..‬و هتعمل معجزات‬

‫تقدر تطٌر ‪ ..‬من ؼٌر جناحات ‪ ..‬واٌاك تقول ماخبلص الوقت فات‬

‫شوؾ الجاٌات وانسى الراٌحات ‪ ..‬حبة طموح ‪ ..‬وهاتعمل معجزات‬

‫تقدر تطٌر ‪ ..‬من ؼٌر جناحات ‪ ..‬واٌاك تقول ماخبلص الوقت فات‬

‫انت االمال ‪.‬‬


‫أنت تقدر ‪.‬‬

‫فكن راضٌا بما سٌطلقه علٌك األخرون من أحكام حٌنما تحاول الخروج من‬
‫دائرة األمان و خصوصا لو كانت دائرة أمانك مرتبطه بهم مثل أن تتخذ قرار‬
‫بترك الوظٌفة الروتٌنه و إنشاء مشروع خاص و شركة ناشئة فى ظل ظروؾ‬
‫إقتصادٌة صعبه و أنت مسئول من أسرة و زوجة ‪ ،‬مؤكد سٌكون هذا القرار‬
‫لها جنونى خصوصا لو كانت ال تشاركك أهدافك و شؽفك و أحبلمك و رإٌتك ‪.‬‬

‫فشعورنا بالنفور من الخروج من دائرة األمان و اإلستقرار فى الروتٌن ال‬


‫ٌكون فى األؼلب بسبب اننا نفضل الراحة و اإلستقرار و لكن خوفنا من إطبلق‬
‫األحكام من األخرون علٌنا ‪ ،‬فبما تفسر سفر ال شباب إلى دول الخلٌج أو أوربا‬
‫أو أمرٌكا للعمل فى مهن ال ٌحبون أن ٌعملوها فى أو طانهم لٌس فقط بسبب‬
‫المادة و المال و لكن بسبب نظرة المجتمع المتدنٌه لؤلسؾ لبعض المهن ‪ ،‬و‬
‫مثل نظرتهم العقٌمه و البالٌة لما ٌطلقون علٌه كلٌات القمة كهندسة و طب ‪،‬‬
‫على رؼم ان جمٌع الجا معات و الكلٌات و الدراسات مهمه و ما ٌعطى قٌمة‬
‫للشىء هو الفرد نفسه ال ؼٌره ‪.‬‬

‫فنحن نخاؾ من أن ٌرانا األخرون فاشلون و ؼرٌبى األطوار ‪.‬‬


‫ٌقول أبكتٌتوس ( إذا كنت راؼبا ً فى التطور ‪ ،‬فعلٌك أن ترضى بؤن ٌظنك‬
‫الناس ؼبٌا ً أو أحمق )‪.‬‬

‫لن تستطٌع ان تحقق اى شىء مجدى فى حٌاتك و لن تستطٌع أن تترك أثرا ً‬


‫إال إذا خرجت من دائرة أمانك و التخلً عن الشعور بالسٌطرة الكاملة فى‬
‫حٌاتك و االعتٌاد على الشعور بالبلٌقٌن و التخلى عن أراء الناس الؽٌر مهمه‬
‫‪ ،‬فربما تجد أن أقرب الناس لك عائقا ً فى طرٌقك ‪ ،‬و لؤلسؾ لن تتمكن ان‬
‫تحقق ما أنت قاد ر على تحقٌقه إذا بقٌت متعلقا ً برأى الناس فٌك و بما ٌظنه‬
‫الناس عنك ‪.‬‬

‫كن على أستعداد تام أن ٌتهمك الناس و ٌطلقون علٌك أفظع الصفات و‬
‫ٌقولون لك أعتراضتهم و ٌمكن أن ٌشتموك أو ٌضربوك أو ٌخروجك من‬
‫منزلك مثل حالتى مع أبى فقد طردت من البٌت ثبلث مرات و اطلق على من‬
‫عائلتى أننى فاشل و ربنا ٌهدٌنى ‪ ،‬فسؤل نفسك هل لدٌك القدرة و الشجاعة‬
‫الكافٌة لئلستمرار برؼم كل ذلك لتحقٌق ما ترٌد و حتى إن لم تصل بنسبة مائة‬
‫بالمائة فٌكفٌك شرؾ المحاولة و انك كنت تسعى فى الطرٌق الذى ترٌده ‪.‬‬

‫لؤلسؾ الشدٌد من أسباب االحتراق النفسى الوظٌفى هو أننا نقبل أن نعٌش فى‬
‫حلقة و دائرة مفرؼة نقوم بما نقوم به كل ٌوم و كؤنه شىء مكتوب علٌنا أال‬
‫نؽٌره كما كتب على الشمس ان تشرق من المشرق أو كالشجرة الثابته فى‬
‫األرض ‪ ،‬أنت تستطٌع أن تؽٌر لو لم تعجبك وظٌفتك أو لو شعرت بالملل من‬
‫روتٌنك الٌومى بإمكانك أن تؽٌره و تقبل البلٌقٌن و اكسر الدائرة المفرؼه‬
‫التى أصبحت تعٌش فٌها ‪ ،‬تعلم مهاره جدٌده أو لؽة جدٌدة ‪ ،‬سافر إلى إحدى‬
‫المصاٌؾ ‪.‬‬

‫و تذكر أن كل نجاح عظٌم و كل تجربة مثٌرة و كل ما حلمت به سوؾ ٌكون‬


‫فى حٌز البلٌقٌن و عدم السٌطرة الكامله ‪ ،‬و عندما تتقبل انك لست شجرة و‬
‫انك ب إمكانك من الخروج من دائرة األمان الممٌته لو استمررت علٌها فترة‬
‫طوٌلة ‪ ،‬أن األمر لم ٌعد مخٌفا بالنسبة لك ‪ ،‬و لكن طبٌعى جدا ان تظل ان‬
‫تشعر بالتوتر و فى بعض األحٌان الخوؾ مما سٌحدث و مما سٌقوله عنك‬
‫الناس و األقربون منك ‪ ،‬و لكن ستكون متحمسا ً كلما فكرت فى النتائج و‬
‫ستشعر باألمل كلما ركزت على اإلٌجابٌات ‪.‬‬

‫ابدأ من الٌوم بكل األمور الصؽٌرة التى تستطٌع بها الخروج من دائرة أمانك ‪،‬‬
‫ؼٌر الشارع الذى تذهب إلٌه من عملك ‪ ،‬ؼٌر نوعٌة األكل الذى تؤكله ‪ ،‬ؼٌر‬
‫نوعٌة الكتب التى تقرأها ‪ ،‬شاهد فٌلما فى السٌنما ‪ ،‬سافر ‪ ،‬تعلم شىء ج دٌد ‪،‬‬
‫ادرس مشروع شركتك الناشئة و لو لمدة ‪ 02‬دقٌقة كل ٌوم قبل إنشائه الفعلى‬
‫و تقدٌم إستقالتك من عملك ‪.‬‬

‫الحٌاة مؽامرة كبٌرة ‪ ،‬فعندما تكؾ عن البحث الدائم عن األمان الممٌت و‬


‫تنسى بداٌتك اإلنسانٌه البدائٌة و ان تتقبل حالة البلٌقٌن التى نشعر بها‬
‫سٌاسٌا و إقتصاد ٌا إلى حد ما ‪ ،‬فسوؾ تكون قادرا ً على مساعدة نفسك‬
‫لتجربة أشٌاء جدٌدة ‪ ،‬فشركة العربى لصحابها محمود العربى على سبٌل‬
‫المثال بدأت فى وقت مصر كانت تمر بحرب و مشاكل إقتصادٌه ‪ ،‬فبداخل كل‬
‫أزمة فرصة ‪ ،‬فرصة للنجاح و التمٌز ‪.‬‬

‫ستتمتع بخروجك من دائرة األمان و الشعور مع حالة عدم السٌطرة و البلٌقٌن‬


‫بالتقدم المهنى و قدرتك على التمتع بجسد و صحة الئقه ‪ ،‬أو جنى المزٌد من‬
‫المال ‪ ،‬أو العثور على شرٌكة أو شرٌك الحٌاة المناسب ‪.‬‬

‫ال ترفض األشٌاء حٌنما ال تسٌر كما ترٌد ‪ ،‬فالحٌاة ال تسٌر داٌما كما نهوى أو‬
‫نخطط لها ‪ ،‬فالكائنات األكثر قدرة على البقاء لٌست األقوى فى األؼلب و لكنها‬
‫األكثر قدرة على المرونة ‪.‬‬

‫ركز على األشٌاء التى تسٌطر علٌها و تتحكم فٌها ‪ ،‬و حرر نفسك من الشعور‬
‫بالخوؾ و القلق من المستقبل و محاولة التنبوء بما سٌحدث ‪ ،‬فما من شىء‬
‫مضمون فى الحٌاة مائة بالمائة و لكن الشىء الوحٌ د المضمون هو التؽٌٌر و‬
‫ان الحٌاة ال ٌمكن كثٌرا ً توقعها بشكل ٌقٌنى ‪ ،‬و اعتاد على الشعور الطبٌعى‬
‫بالخوؾ فاإلنسان عدو ما ٌجهل ‪ ،‬فؤعترؾ لنفسك أن كل ما تعرفه أنك ال‬
‫تعرؾ شىء ‪.‬‬

‫و مهما ازدت سنا ً أو حتى خبرة فؤنت حتما ستفشل ٌقٌنا فى شىء ما ‪ ،‬فتعلم‬
‫و تقبل الفشل ‪ ،‬و ال تهتم كثٌرا ً برأى من حولك و تقدم و انطلق ‪.‬‬
‫(‪)0‬‬

‫كاروشى‬
‫( الموت من اإلرهاق )‬

‫لكى تكون سعٌداً فى حٌاتك قد ال تحتاج إلى أن تضٌؾ شٌئا ً لحٌاتك ‪،‬‬
‫بل أن تحذؾ أشٌاء !‬

‫‪ -‬مجهول‬
‫ٌقولون أن فى الٌابان الدولة التى استطاعت النهوض بعد الحرب العالمٌة الثانٌة‬
‫‪ ،‬الكثٌرون من الموظفٌن بداخل الشركات ٌقومون باإلنتحار ألنهم ٌشعرون‬
‫باإلحتراق الوظٌفى ‪ ،‬ففى عام ‪ 5212‬كتبت الشابة ماتاسورى تاكاهاشى على‬
‫صفحتها على الفٌس بوك قبل أن تقوم باإلنتحار ( أت عجب للسبب الذى أعٌش‬
‫من أجله عندما أعمل لمدة ‪ 52‬ساعة فى الٌوم داخل الشركة )‬

‫بعدها أنتحرت بطرٌقة بشعة عن طرٌق إلقاء نفسها من أعلى مبنى لوكالة‬
‫اإلعبلن الذى تعمل فٌه ‪.‬‬

‫و فى عام ‪ 5212‬قام جوزٌؾ توماس بقتل نفسه بعد أن قام بتوصٌل أبنائه إلى‬
‫المدرسة ‪ ،‬و بعد التحر ٌات أكتشفوا أن الشاب المهندس قد أطلق على نفسه‬
‫الرصاص نتٌجة الضؽط العصبى و النفسى و اإلحتراق النفسى الوظٌفى الذى‬
‫واجهه أثناء عمله فى شركة أوبر ‪.‬‬

‫فى الٌابان هناك مصطلح ٌسمى كاروشى و هذه الكلمة تعنى بالمعنى الحرفى‬
‫الموت من شدة اإلرهاق و اإلجهاد ‪.‬‬

‫فاإلرهاق ا لنفسى المتواصل و التفكٌر الزائد عن الحد الطبٌعى ٌمكن أن ٌإدى‬


‫ببساطة إلى إضطرابات نفسٌة و صحٌه ‪ ،‬و أول مرة ظهر المصطلح إلى النور‬
‫حٌنما قتل شاب ٌعمل مسوقا فى إحدى الصحؾ ‪ ،‬مات أثر جلطة فى المخ نتٌجة‬
‫الضؽط العصبى المتواصل الذى ٌتعرض له فى العمل ‪.‬‬

‫أسباب تلك ال ظاهره الؽرٌبه هى تعرض الموظفٌن لضؽط و إجهاد بشكل كبٌر‬
‫باإلضافة إلى القهر و اللوم و تلقى الجزاءات بإستمرار و العمل لساعات طوٌلة‬
‫و خصوصا لٌبل ً و اإلجبار على اإلستقاله و الفصل التعسفى ‪.‬‬

‫و ٌمر اإلنسان المضؽوط و المحترق وظٌفٌا ً إلى ثبلث مراحل و هى اإلنذار‬


‫حٌث ٌبدأ ٌشعر الجسم باإلرهاق نتٌجة تلقى جرعات كبٌرة من األدرٌنالٌن و‬
‫الكورتٌزول فتزداد سرعة ضربات قلبه و ضؽط الدم و توتر فى العضبلت ‪ ،‬و‬
‫المرحلة الثانٌة هى المقاومة و هنا ٌبدأ اإلنسان ٌدرك و ٌعى ما ٌمر به من‬
‫تؽٌٌرات نفسٌه و جسمٌه و ٌبدأ فى عبلج نفسه أما لو لم ٌستجب لتلك المرحلة‬
‫و لم ٌكن لدٌه اإلدراك الكافى بما ٌمر به فسوؾ ٌصل إلى المرحلة الثالثة و هى‬
‫مرحلة اإلنهاك و هى ما أسمٌها فترات العذاب و األلم و اإلجهاد و اإلهراق‬
‫النفسى و ا لبدنى و اإلحتراق الذاتى ‪.‬‬
‫فى تلك المرحلة األخٌرة ترى الشخص بالنسبة لك كؤنه شخص عادى و طبٌعى‬
‫و لكن هو فى الحقٌقة شخص ٌعانى كثٌرا ً داخلٌا ً ‪ ،‬تدور بداخله الكثٌر من‬
‫األفكار السوداوٌة و السلبٌة ‪ ،‬ال ٌرى النور فى نهاٌة النفق بل ٌرى الظلمة و‬
‫السواد الدامس ‪ ،‬تختفى الرؼبة لدٌه فى عمل اى شىء ‪ٌ ،‬ختفى الشؽؾ من‬
‫حٌاته و ٌنطفىء ‪ٌ ،‬فقد شهٌته أو ر بما ٌؤكل بكثره ‪ٌ ،‬صبح لدٌه نوع من انواع‬
‫اإلدمان سواء لمشاهدة الفٌس بوك و التلفزٌون ببل اى هدؾ ‪ ،‬أو شراء‬
‫المبلبس أو الكتب أو التحؾ بكثرة أو حتى إدمان الممارسة الجنسٌة سواء مع‬
‫أحد أو مع نفسه ‪.‬‬

‫بداخله صراااخ شدٌد و لكن مكتوم ‪ٌ ،‬بدأ جسده ٌتؤثر بؤمراص نفس جسمانٌة و‬
‫تقل مناعته ‪.‬‬

‫لو لم ٌتمتع اإلنسان بالوعى و اإلدراك بما ٌمر به فلؤلسؾ لن ٌستطٌع أن ٌصل‬
‫إلى مرحلة اإلستشفاء ‪ ،‬و إذا لم ٌنمى و ٌطور اإلنسان بداخله المرونة النفسٌة‬
‫و القدرة على تحمل مشقات الحٌاة و تحدٌاتها و عقابتها و أزماتها فسوؾ ٌقع‬
‫أسٌر فى مرحلة اإلنه اك و اإلحتراق النفسى و سوؾ ٌسٌر فى رحلة ال‬
‫‪ Burnout‬الشاقه ‪.‬‬
‫(‪)0‬‬

‫المرونة النفسٌة‬

‫( من عوامل المرونة النفسٌة البعد عن التعمٌم ‪ ،‬فى حٌن ٌعانى البعض من‬
‫أزمة فى عمله قد ٌعمم ذلك على بقٌة جوانب حٌاته ‪ ،‬صحٌح أن كل جانب ٌإثر‬
‫على اآلخر ‪ ،‬و لكن فى أؼلب األحٌان ٌمكننا الفصل ذهنٌا ً بٌن كل جانب و آخر)‬
‫د ‪ /‬بندر آل جبللة‬
‫المرونة النفسٌة هى أحد المواضٌع التى اصبح من الواجب معرفتها و تنمٌتها و‬
‫تطوٌرها ‪ ،‬فالحاجة إلى المرونة النفسٌة فى الوقت الذى نعٌش فٌه أصبحت من‬
‫الضرورٌات و لٌست من الرفاهٌات و ذلك بسبب الضؽوط الحٌاتٌة و األسرٌة و‬
‫العملٌة و المالٌة التى نواجها كل ٌوم فى الحٌاة بشكل كبٌر ‪.‬‬

‫المرونة النفسٌة هى إمتبلك القدرة على التعامل مع المشكبلت و التحدٌات و‬


‫التوتر و الضؽط النفسى و القدرة على النهوض مجددا بعد التع رض للعقبات و‬
‫النكسات و المصائب ‪ ،‬و التعافى بعد الصدمة ‪ ،‬و هى أن تسبح دون أن تؽرق ‪،‬‬
‫و تنحنى و تمٌل دون أن تنكسر ‪.‬‬

‫فهى لٌست مجرد تحمل األلم و إنما القدرة على عدم اإلنشؽال به ‪ ،‬فهى مزٌج‬
‫من قدرتك اإلنسانٌة على التعلم من الفشل و التقبل و التفاإل و التفكٌر بشكل‬
‫إٌجابى و إدارة مشاعرك و الهدوء و اإلسترخاء و القدرة على التعلم و التؽلب‬
‫على العقبات ‪.‬‬

‫تلك المهارة النفسٌة ٌمكن ت علمها و ممارستها و اكتسابها ‪.‬‬

‫"دون تحدٌات و هزات نفسٌة و فكرٌة لن نرتقى نفسٌا" دكتور ‪ /‬شرٌؾ عرفه‬

‫المرونة النفسٌة ‪ :‬إنها لٌست قوة خارقة أو نادرة و توجد المرونة فى‬
‫األشخاص العادٌٌن و ٌمكن ألى شخص أن ٌقوم بإكتسابها و تنمٌتها و هناك‬
‫سوء فهم شائع حول المرونة النفسٌة أن األشخاص ذو المرونة النفسٌة ال‬
‫ٌعانون من المشاعر السلبٌة ‪ ،‬إنهم ٌحافظوا على تفائلهم مهما أختلؾ درجة‬
‫الصعوبات و المواقؾ ‪ ،‬إال أن تصحٌح هذا الخطؤ الشائع أن هإالء األشخاص‬
‫ذو المرونة النفسٌة أستطاعوا أن ٌكتسبوا أسلوب التؤقلم مما مكنهم من تجاوز‬
‫األزمات بصورة فعاله‪.‬‬

‫و من أمثلة هذه المشكبلت هى المشكبلت العائلٌة و األزمات الصحٌه و‬


‫إضطرابات مادٌه مالٌة‪.‬‬
‫فإن كنت تعانى فى حٌاتك من األزمات و العقبات و أثقلتك الهموم و الؽموم و‬
‫أصابك التوتر من شدة قسوة الظروؾ و الحٌاة فؤنت تعانى من نقص فى‬
‫مرونتك النفسٌه ‪ .‬فكلما كنت مرنا ًً فسوؾ تتكٌؾ مع أى شىء سوؾ ٌواجهك‬
‫فى الحٌاة‪.‬‬
‫و المرونة النفسٌة هى مهاره نستطٌع أن نكتسبها من خبلل الممارسه و السٌر‬
‫على األدوات و التقنٌات التى سوؾ تمكنا من إتقان المرونه النفسٌه ‪ ،‬و لكى‬
‫تستطٌع إتقان تلك المهاره اسؤل نفسك السإال التالى‪:‬‬
‫هل عندما تسوء األمور هل تتماسك و تتحمل أم تفقد أعصابك و تنهار ؟‬

‫فإذا كنت تتمتع بشخصٌة و نفسٌة مرنة ‪ ،‬و تستمد قوتك من داخلك فتلك القوى‬
‫التى تساعدك على التماسك مهما كانت األحداث من حولك و المصائب و‬
‫اإلخفاقات التى تواجهك‪.‬‬
‫المرونة النفسٌة هى ما تمكنك من القدرة على التحمل و الظروؾ الصعبه و هى‬
‫تحمٌك من األمراض النفسٌه مثل اإلكتئاب و القلق ‪ .‬و تستطٌع من خبللها أن‬
‫تتجنب العوامل التى تزٌد من خطر اإلصابه بحاالت نفسٌه مرضٌه مثل التعرض‬
‫للتنمر و اإلصابه الجسدٌة السابقة ‪ .‬فمن خبلل المرونه النفسٌه تستطٌع أن‬
‫تتكٌؾ مع كل ما ٌحدث لك‪.‬‬

‫ولد طفل ألبوٌن متدٌنٌن و كانت المفاجؤه ان ذلك الطفل الصؽٌر ال ٌملك أطرافا‬
‫فهو فى عرؾ الناس و األطباء طفبل مشوها سوؾ ٌعٌش باقى حٌاته بشكل‬
‫قاسى و مختلؾ و لن ٌستطٌع أن ٌواجه قسوة البشر و الحٌاة ‪ ،‬فقال األطباء‬
‫ألبوٌه أن ٌتخلصوا منه و أال ٌبقوا على حٌاته حتى ال ٌعانى و ٌعانون معه و‬
‫هذا رحمه به ‪ ،‬و لكن األم أبت أن ٌموت أبنها و أمرت أن ٌكمل حٌاته و هو بٌن‬
‫أحضانها و أنها سوؾ تعامله كما لو كان طبٌعٌا و قد كان هذا ما حدث ‪ ،‬هذا‬
‫الشاب تحول إلى متحدث تحفٌزى شهٌر و ٌسافر حول العالم متحدثا باسم‬
‫المعاقٌن و أثبت للعالم بمإلفاته و محاضراته و شركاته التى أنشاءها أن‬
‫اإلعاقة الحقٌقٌة فى العقول و لٌس فى الجسد ‪ ،‬فهو نٌك فٌوتتش ‪ ،‬و هذه هى‬
‫حٌاته بإختصار و التى قد ذكرها فى كتاب حٌاه ببل حدود‪.‬‬
‫السر وراء نجاحه أوال هى المرونة النفسٌة التى تمتعت بها أمه و التى جعلتها‬
‫تتقبل تلك الصدمه أن ٌولد لها طفل ببل أطراؾ و ؼٌر طبٌعى فى مولده ثم‬
‫مرونتة هو النفسٌة و التى أستمدها أٌضا من أمه و التى جعلته ٌصمد أمام أى‬
‫العقبات التى واجهته فى حٌاته و تنمر الناس من حوله و خوفهم من شكله‬
‫الؽرٌب و الؽٌر طبٌعى‪.‬‬
‫و هنا أٌضا من أستطاع بعد تعرضه لبٌع بٌته أن ٌجعل من المراحٌض العامه‬
‫بٌتا ًً له و ٌنام فٌها هو ابنه و لكن برؼم ذلك أصبح ملٌونٌرا ًً و مستثمرا ًً‬
‫فى البورصة األمرٌكٌة و هذا الشخص هو كرٌس جراندٌر و الذى كتب قصته‬
‫فى كتاب البحث عن السعادة و الذى تحول إلى فٌلم سٌنمائى بطولة وٌل سمٌث‬
‫‪ ،‬فالسر وراء نجاحه هو صموده أمام المعوقات و المصائب فى الحٌاة التى‬
‫واجهته و تمكنه من قدرته على المرونة النفسٌة سهلت له أمور كثٌره و‬
‫مصائب عدٌدة‪.‬‬
‫"حل الصراعات عند الشخص الحكٌم مهارة عقلٌة ال عضلٌة " دكتور شرٌؾ‬
‫عرفه‪.‬‬

‫فحتى تصبح مرنا نفسٌا و لكى تكتسب تلك المهاره ما علٌك سوى أن تتواصل‬
‫مع األخرٌن و تتشارك معهم ما تواجهه فى حٌاتك من عقبات و أزمات و‬
‫تحدٌات حتى و إن كان من باب الفضفضه العابره ‪ ،‬فانت ستحصل على الدعم‬
‫المعنوى البلزم و القبول فى كل األوقات العصٌبه ‪ ،‬كما ٌمكنك أن تنضم إلى‬
‫المإسسات الخٌرٌه أو دور المسنٌن فهناك سترى من هم أسوء منك حاال و‬
‫سوؾ تشعر بقدرتك و قدرة هللا علٌك من خبلل التحدث مع اآلخرٌن‪.‬‬

‫و من األدوات أٌضا التى تقوى بداخلك مرونتك النفسٌة هى أن تنجز كل ٌوم‬


‫شٌئا و لو كان بسٌطا‪ ،‬فإحساس اإلنجاز و حتى و لو كان أمر صؽٌر و بسٌط‬
‫سوؾ ٌعطٌك الدافع لئلستمرارٌة فبل تستهون بخطوات الطفل و ال تستهون‬
‫بقدرتك على التحسن المستمر ‪ ،‬فؤحب األعمال إلى هللا أدومها و إن قل‪.‬‬
‫فؤكتشؾ بنفسك لنفسك ما الذى ٌمكنك ان تقوم به ٌقوى لدٌك مرونتك النفسٌة‪.‬‬
‫القٌام بنفس األمور كل ٌوم لن ٌعود علٌك بالنتائج الجدٌده ‪ ،‬لكن لتؽٌٌر النتائج‬
‫التى تحصل علٌها ‪ٌ ،‬جب أن تؽٌر ما تقوم به‪.‬‬
‫فكلما كنت مرنا نفسٌا مع مطبات الحٌاة كنت ؼٌر قاببل لئلنكسار و اإلنهزام‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ال تفكر فى المشكلة بل فكر فى الحل‬

‫( صاحب المرونة النفسٌة العالٌة ٌتقبل وجود أمور فى حٌاته خارج نطاق‬
‫سٌطرته و تحكمه ‪ٌ ،‬بذل جهده دوما ً ‪ ،‬و لكنه فى نفس الوقت ال ٌضٌع جهده‬
‫النفسى و وقته فى محاولة التحكم بما ال ٌمكن التحكم به )‬
‫فى إحدى المرات كنت أمر بؤزمة فى عملى و كانت المشاكل تزداد كل ٌوم‬
‫مشكلة من حولى لدرجة أننى أصبحت محاصرا ً بالمشاكل فى عملى ‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى طموحاتى و رؼبتى فى تكوٌن نفسى إلعدادى للزواج من الفتاة التى أحب ‪،‬‬
‫و من كثرت الضؽوط و المشاكل أصبحت عبوسا ً و ؼٌر مبتسم ‪ ،‬فوجدنى‬
‫مدٌرى بهذا الشكل و حاول أن ٌخرجنى مما كنت فٌه ‪ ،‬و هنا تكلمت معه عما‬
‫افكر فٌه و ما اصابنى من مشاكل و تحدٌات و معوقات ‪ ،‬فقال لى جملة لن‬
‫أنساها و هى ال تفكر فى المشكلة بل فكر فى الحل ‪ ،‬فكر بعقلٌة ال ‪Growth‬‬
‫‪ Mindset‬و ال تفكر بطرٌقة ال ‪. Fixed Mindset‬‬

‫كثرت التفكٌر فى المشاكل و التحدٌات لن ٌحلها بل سٌجعل األمر ٌزداد سوءا ً‬


‫علٌك ‪ ،‬و ستسمر فى لوم نفسك و لوم اآلخ رٌن و لوم المجتمع عما وصلت إلٌه‪.‬‬

‫فى حالتى دائما ما كنت ألوم والدى هللا ٌرحمه ‪ ،‬فبرؼم موته إال أننى كثٌرا ً ما‬
‫أتذكره و أتذكر كٌؾ سار األمر بٌننا ‪ ،‬كٌؾ كنت أحبه و لكن برؼم حبنا لبعض‬
‫إال أننا لم نكن متفاهمٌن ‪ ،‬و لكن حٌنما مات شعرت بؤن ظهرى و سندى قد تم‬
‫كسره ‪ ،‬أصبحت عارٌا ً فى الدنٌا بدون ابى ‪ ،‬و ظل بداخلى سإال واحد ال‬
‫أستطٌع اإلجابه عنه ( هل مات راضٌا ً عنى ؟ ) ( هل مات فخورا ً بى ؟ )‬

‫لم أحضر جنازة أبى ألننى كنت فى الجٌش فى ال قوات خاصه المصرٌة ‪ ،‬و كنت‬
‫ال أحب أن أتصل به فى البٌت كثٌرا ً أثناء تواجدى فى الجٌش لسببٌن و هما‬
‫أننى كنت ملتزم و ال أحضر هاتفا ً معى بالكتٌبه و األمر الثانى أننى كنت أود أن‬
‫أثبت له أننى شخص ٌعتمد علٌه و أننى رجل من ظهر رجل و أتحمل مشاق‬
‫الحٌاة‪.‬‬

‫جاء لى خبر وفاة أبى كالصاعقة حٌنما اتصلت بهاتؾ أبى فردت على أختى و‬
‫قالت لى أبوك البقاء هلل ‪ ،‬لم أصدقها فى البداٌة و شعرت أنها تمزح معى مزاح‬
‫لٌس لطٌفا ً ‪ ،‬و لكن حٌنما كلمتنى أمى و قالت لى شد حٌلك لم أستطع أن أمسك‬
‫نفسى من شدة البكاء و الكسره ‪ ،‬و ما أستطعت قوله هو ( ازاى ٌعمل كده قبل‬
‫ما ٌقولى ! ) لم أستطع أن أتمالك نفسى و بكٌت ‪ ،‬بكٌت ألنى أردت أن أراه ‪،‬‬
‫فقد حاولت كثٌرا ً ألثبت له أننى ناجح و ٌعتمد على ‪ ،‬أن تربٌته لى ستجعل كل‬
‫الناس تشٌر إلى بؤننى شخص محترم و مثقؾ فكثٌرا ً ما قال لى ٌوما ( العلم‬
‫ٌرفع بٌوت ال عماد لها و الجهل ٌهدم بٌوت العز و الكرم ) ‪.‬‬

‫دائما ما كنت أردد بداخلى ماذا لو لم تحدث بٌننا مشاكل بسبب التعلٌم ألننى لم‬
‫أكن من هواة التعلٌم أو تعلم بعض المواد المعٌنة التى لم أشعر بؤنها مجدٌة فى‬
‫هذا النظام التعلٌم البالى ‪ .‬ماذا لو دعم نى فى مشارٌعى التى كنت أنشؤها من‬
‫وراءه خوفا ً منه ‪ ،‬ألن والدى كان تقل ٌدى ٌركز على التعلٌم و التوظٌؾ فقط ‪،‬‬
‫و أنا طالما رؼبت و مازلت فى أن أكون صاحب شركة ‪ ،‬و هذا اإلختبلؾ فى‬
‫المفاهٌم جعل منا ندٌا ً ال نتفق كثٌرا ً‪ .‬و تم طردى من البٌت ثبلث مرات و نمت‬
‫فى مسجد سٌدى عبدالرازق الوفائى فى شارع النبى دنٌال باإلسكندرٌة و حاولت‬
‫اإلنتحار أكثر من مرة و لكن أمى كانت سبب بقائى على قٌد الحٌاة ألننى كنت‬
‫أتخٌل كسرتها و حزنها على ابنها الذى مات منتحرا ً ‪.‬‬

‫ما أكتشفته بعد هذا الوقت كله و بعد كل تلك السنوات و العمر ال تفكر فى ( ماذا‬
‫لو ) فى ذهنك ‪ٌ .‬جب أن تفكر فى أصل المشكلة و حلها ‪ ،‬و ال تفكر لما حصلت‬
‫لك تلك المشكلة أنت تحدٌدا ً أو تظل تفكر و تفكر فى المشكلة و أثرها السلبى‬
‫فى حٌاتك ‪ ،‬ألنك ببساطة ستولد الطاقة السلبٌة بداخلك ‪.‬‬

‫التفكٌر فى الحل سٌجعلك تشعر بالتحسن و السٌطرة ‪ ،‬فبل تقلل من أى حل لدٌك‬


‫و اكتب كل الحلول التى تستطٌع الوصول لها بعقلك و سوؾ تصل للحل المناسب‬
‫و الطرق التى ستعٌنك على أستمرار الحٌاة‪.‬‬

‫اكتب على ورقة بٌضاء المشكلة و اكتب ما هى الفوائد و ما هى العٌوب التى‬


‫ستنتج منها ‪ ،‬و اكتب كل الحلول الممكنة لتلك المشكلة و ابدأ بتطبٌق تلك‬
‫الحلول بداٌ ة باألسهل و لو لم تنجح فجرب حل آ خر و ال تتوقؾ حتى تقوم بحل‬
‫تلك المشكلة التى تواجهك ‪.‬‬

‫و من الطرق اإلدارٌة الجمٌلة هو أنك تفكر بطرٌقة حل عظام السمكه ‪ ،‬فؤتى‬


‫بورقه بٌضاء و أرسم رأس سمكة و أكتب بداخلها المشكلة التى تعانى منها ‪ ،‬ثم‬
‫أرسم ب قٌة السمكة و كؤنها أكلت و أرسم على كل شوكه الحل الذى ستقوم به ‪.‬‬

‫من الطرق األخرى التى تعلمتها من العلوم اإلدارٌة لمعرفة موضعك و قدرتك‬
‫على حل ال مشاكل هى طرٌقة تحلٌل نقاط القوة و الفرص و التحدٌات و نقاط‬
‫الضعؾ أو ما ٌعرؾ بال ‪. Swot Analysis‬‬

‫أكتب نقاط القوة ا لتى تتمتع بها و التى ستعٌنك على تحقٌق ما تود تحقٌقه أو‬
‫حل تلك المشكلة التى تواجهك ‪ ،‬و نقاط الضعؾ هى نقاط ضعفك و التى ستمنعك‬
‫على تحقٌق ما تود تحقٌقه ‪ ،‬و التحدٌات الخارجٌة التى ستواجهك و الفرص‬
‫الخارجٌة التى تواجها فى الخارج و ستعٌنك على تحقٌق ما تود ‪.‬‬

‫و من الممكن تستخدم العصؾ الذهنى مع مجموعة مختاره كما ٌطلق علٌها‬


‫نابلٌون هٌل مإلؾ كتاب فكر تصبح ثرٌا ‪ Master Mind Group‬و هى‬
‫عبارة عن مجموعة لدٌها نفس عقلٌتك تقرٌبا تجلس معهم و ت طرح مشكلتك و‬
‫كتابة حلول لها دون أن ٌكون هناك تعلٌق سلبى على اى حل ‪ ،‬ثم تختار من‬
‫وسط تلك الحلول التى قولتم علٌها و تبدأ فى تنفٌذ الحل المناسب لك ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Job Burnout‬‬
‫رحلة اإلحتراق الوظٌفى‬

‫( أصبحنا نعٌش لنعمل ‪ ،‬ال نعمل لكى نعٌش )‪.‬‬


‫عبدالرحمن عثمان‬
‫من سنة الحٌاة أن نعمل و نجتهد ‪ٌ ،‬قول هللا تعالى ( و قل اعملوا فسٌرى هللا‬
‫عملكم و رسوله و المإمنٌن) ‪ ،‬فالدٌن حفزنا للعمل و االجتهاد و لكن لو‬
‫تحول العمل إلى ضؽوط و أصبحنا نعمل لفترات طوٌلة فنحن على بعد خطوة‬
‫أو أكثر لبلحتراق الوظٌفى ‪ ،‬و هذا ما لم ٌشجعنا علٌه الدٌن ‪ ،‬فالرسول صلى‬
‫هللا علٌه وسلم ٌقول ( إن لبدنك علٌك حق ‪ ......‬و أعط كل ذى حقا ً حقه )‬
‫فالرسول شجعنا على تقسٌم تنظٌم األكل و النفس و أن نعطى لجسدنا الراحة‬
‫الكافٌة ‪ .‬و من هذا المنطلق علٌنا أعطاء راحة كبٌرة ألنفسنا بعٌدا ً عن العمل‬
‫و ٌكون العمل لساعات طوٌ لة هو االستثناء و لٌست القاعدة ‪.‬‬

‫ظاهرة االحتراق الوظٌفى لٌست ولٌدة اللحظة فهى موجودة من قدٌم الزمان ‪،‬‬
‫عندنا فى مصر كان هناك ما ٌسمى الباشكات و ٌكون على الدرجة العاشرة‬
‫الوظٌفٌة و حتى ٌصل للدرجة الثالثة و ٌحصل على مزاٌا وظٌفٌة جٌدة كان‬
‫ٌجب ان ٌعمل كثٌرا ً من الوقت حتى ٌصل إلى ما ٌرٌد ‪ .‬فلو نظرنا فى مسلسل‬
‫للفنان أشرؾ عبدالباقى سنجده كان ٌحارب و ٌجتهد كثٌرا ً حتى ٌصل إلى‬
‫كرسى المدٌر العام و لكن لؤلسؾ حٌنما وصل و جلس على الكرسى بداخل‬
‫مكتبه الجدٌد ‪ ،‬مات ‪ .‬نعم مات لؤلسؾ ألنه كان قد احترق و لم ٌستمتع بحٌاته‬
‫و شب ابه و وقته ‪ .‬فكما ٌقولون الكنز فى الرحلة و لٌست فى الوصول ‪،‬‬
‫فإستمتاعك بالنجاح النهائى ال ٌظل إال لحظات فقط ‪.‬‬

‫و ظاهرة االحتراق الوظٌفى اصبحت منتشره كثٌرا ً بشكل كبٌر الٌوم ‪ ،‬فهناك‬
‫دراسة و بحث تم فى معهد جالوب فى سنة ‪ٌ 5212‬قول أن نسبة المحترقٌن‬
‫وظٌفٌا ً وصلت الى ‪. %50‬‬
‫و نسبة ‪ % 00‬قد قاموا باإلجابة فى إحدى األستقصاءات التى قامت بها‬
‫مإسسة جالوب بؤنهم كثٌرا ً ما ٌتعرضون لبلحتراق الوظٌفى على فترات‬
‫متقطعه من حٌاتهم ‪.‬‬

‫منظمة الصحة العالمٌة فى عام ‪ 5212‬أعلنت أن متبلزمة االحتراق الوظٌفى‬


‫أصبحت ظاهره عالمٌة و وصلت نسبة من الموظفٌن الذٌن ٌعانون من‬
‫االحتراق الوظٌفى فى العالم ‪ % 52‬و هذه نسبة لٌست قلٌلة ابدا و مإشر‬
‫خطٌر ‪.‬‬

‫االحتراق الوظٌفى هو التعرض لضؽوط متراكمه و كثٌره بشكل مستمر لفترات‬


‫طوٌلة لدرجة انها تتحول إلى أمراض نفسٌه و جسدٌه مزمنه ‪ٌ .‬شعر الشخص‬
‫فى هذه الحالة بؤنه مس تنزؾ عصبٌا ً و نفسٌا ً و عقلٌا ً و ٌتحول إلى شخص‬
‫ال مبالى و ؼٌر قادر على التعامل مع األشٌاء التى كان ٌهتم بها و حتى إن‬
‫أهتم فلٌس لدٌه القدرة على العمل علٌها ‪.‬‬
‫و لؤلحتراق الوظٌفى أعراض ٌمكننا أن نعرؾ من خبللها إذا كنا نعانى من‬
‫األحتراق الوظٌفى أم ال و هى ‪:‬‬

‫‪ -1‬األمراض النفس جسمٌة ‪ :‬و تلك أمراض جسمٌه ٌصاب بها الشخص‬
‫المحترق وظٌفٌا ً بسبب الحالة النفسٌة الصعبة التى ٌمر بها أثناء‬
‫االحتراق و فى بعض األحٌان عندما ٌذهب الى الطبٌب فبل ٌجد انه‬
‫ٌعانى من اى امراض عضوٌة و لكن الموضوع كله نفسى بحت و تلك‬
‫االمراض مثل القولون العصبى و الصداع النصفى و الحبوب فى الوجه‬
‫و الحساسٌة ‪.‬‬

‫‪ -5‬اإلرهاق و قلة و النوم أو النوم المتقطع‬

‫‪ -0‬الشعور بالضٌق لفترة طوٌلة‬

‫‪ -0‬شخص ناقم و معترض و ناقد دائما لكل شىء حوله‬

‫‪ -2‬إنخفاض األداء و عدم القدرة على التؽٌٌر‬

‫‪ -2‬عدم القدرة على اتخاذ القرار‬

‫‪ -2‬فقدان التخٌل ‪.‬‬

‫‪ -8‬االكتئاب و االحباط‪.‬‬

‫إذا ما هى األسباب التى تجعلنا نسٌر فى رحلة االحتراق الوظٌفى الشاقة تلك‬
‫لدرجة ان تصل ان نصاب باالكتئاب و تلك االمراض الجسدٌة ؟‬

‫أسباب االحتراق الوظٌفى كثٌره منها على سبٌل المثال‬


‫‪ -1‬العمل لفترات و ساعات طوٌلة بدون راحة ‪.‬‬

‫‪ -5‬العمل فى مهمه صعبه و شاقة‬

‫‪ -0‬الضؽوط العملٌة المستمره المستنفذه للطاقة‬


‫‪ -0‬محاولة إثٌات الجداره طوال الوقت و تحوله إلى مدمن للعمل و لكن بعد‬

‫فترة ٌتحول هذا اإلدمان العملى إلى ضؽوط نفسٌه‬

‫‪ -2‬محاولة إنجاز الكثٌر من األمور فى فترات قصٌره ‪.‬‬

‫‪ -2‬محاولة الوصول إلى الكمال ‪ ،‬و هنا قال الدكتور إٌهاب فكرى الخبٌر‬

‫االدارى و الكاتب و المدٌر التنفٌذى لموقع المنتور ( طلب الكمال من‬

‫مهلكات الرجال )‬

‫‪ -2‬الشعور بقٌمته الشخصٌه من خبلل المنتجات و اإلنجازات و كبلم من حوله‬

‫و تقدٌرهم له ‪.‬‬

‫‪ -8‬الخوؾ من الفشل اشد من رؼبته فى النجاح فهو ال ٌرٌد ان ٌخطؤ ابدا و‬

‫هذا مستحٌل ‪.‬‬

‫‪ -2‬شخص ناقد و بٌصدر أحكام طوال الو قت سواء على نفسه او على‬

‫اآلخرٌن‪.‬‬

‫تركٌزه فقط على النتائج و لٌس على الرحله نفسها ‪.‬‬ ‫‪-12‬‬

‫السعى وراء أهداؾ و مطالب ؼٌر واقعٌه ‪.‬‬ ‫‪-11‬‬

‫كل تلك األسباب تإدى إلى االحتراق الوظٌفى و سوؾ نفصل كل سبب من تلك‬
‫األسباب و ما هو الحل المناسب لها ف ى الفصول القادمه إن شاء هللا ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫هل أنت محترق وظٌفٌا ً ؟‬

‫اإلدراك بالمشكلة هو نصؾ حلها‬


‫( إبراهٌم الفقى )‬
‫حتى نعرؾ هل نحن محترقٌن وظٌفٌا ً ام ال ‪ ،‬فٌجب علٌنا أن نختبر أنفسنا ‪ ،‬لكى‬
‫ندرك اٌن نحن بالتحدٌد فاإلدراك و الوعى هو نصؾ حل المشكلة و النصؾ اآلخر‬
‫هو اتخاذ اإلجراءات الوقائٌة او العبلجٌة ‪.‬‬

‫( ملحوظة هذا االختبار مؤخوذ من كتاب نادى االحتراق النفسى للكاتب عمرو‬
‫صالح ‪ ،‬أنصحك بقرأته )‬

‫قم باإلجابة على األسئلة ال ‪ 58‬حتى تستطٌع أن تعرؾ أٌن انت و ما هى درجة‬
‫أحتراقك الوظٌفى على المقٌاس التالى ‪:‬‬
‫‪ = 0‬كثٌرا ً ‪ =2‬دائما ً‬ ‫‪ = 1‬ال ٌوجد ‪ = 5‬نادرا ً ‪ = 0‬أحٌانا‬

‫‪ -1‬هل تشعر بؤنك أقل كفاءة ‪ /‬فعالٌة من ذى قبل أو أنك تعمل بجد أكثر و إنجاز‬

‫أقل ؟‬

‫‪ -5‬هل ٌنتابك قلق فى اللٌل او لدٌك مشكلة بالنوم ؟‬

‫‪ -0‬هل تشعر بالتعب بدال من ا لحٌوٌة حتى عندما تحصل على قسط كاؾ من النوم‬

‫؟‬

‫‪ -0‬هل تعانى من الرهبة عند الذهاب الى العمل و كؤنهم ٌرحلونك إلى السجن ؟‬

‫‪ -2‬هل تشعر بالؽضب و خٌبة االمل فى الناس من حولك ؟‬

‫‪ -2‬هل تعانى من امراض متكرره و جسدٌة ؟‬

‫‪ -2‬هل تشعر باالرتباك ؟‬

‫‪ -8‬هل انت ؼٌر مقدر بالعمل ؟‬


‫‪ -2‬هل تعانى من مشاك ل جنسٌة ؟‬

‫هل صارت رإٌتك ألصدقائك أقل من السابق ؟‬ ‫‪-12‬‬

‫هل أصبحت أكثر نسٌانا ؟‬ ‫‪-11‬‬

‫هل أصبحت تراقب باستمرار عقارب الساعه ؟‬ ‫‪-15‬‬

‫هل أصبحت تتجنب الحدٌث مع الزمبلء و الناس ؟‬ ‫‪-10‬‬

‫هل تتعاطى المخدرات ؟‬ ‫‪-10‬‬

‫هل تطبق القواعد بدون أن تفكر فى حلول أخرى إبداعٌة ؟‬ ‫‪-12‬‬

‫هل تشعر بؤنك سلبى و متبلد ؟‬ ‫‪-12‬‬

‫هل أصبحت تؽٌب عن العمل باستمرار ؟‬ ‫‪-12‬‬

‫هل أصبحت ؼٌر قادر على الضحك و تجد صعوبة فى الشعور بالفرح ؟‬ ‫‪-18‬‬

‫هل تعانى من الصراع مع الزمبلء فى العمل او األسرة ؟‬ ‫‪-12‬‬

‫هل أصبحت مشؽوال جدا و تعانى للقٌام بؤشٌاء عادٌة ؟‬ ‫‪-52‬‬

‫هل تشعر أن وظٌفتك لٌس لها معنى و ان بها الكثٌر من األعمال‬ ‫‪-51‬‬

‫الروتٌنٌة ؟‬

‫هل راتبك اقل من االلتزامات او تشعر انه اقل من البلزم ؟‬ ‫‪-55‬‬


‫هل تعانى فى الوصول إلى مجموعة الدعم االجتماعى المهنى ؟‬ ‫‪-50‬‬

‫هل تعتمد على مصادر تموٌل أخرى أو ال تملك أمواال كافٌة لتحقٌق‬ ‫‪-50‬‬

‫أهدافك ؟‬

‫هل تفتقر إلى إرشادات واضحة أو تعانى فى أداء وظٌفتك ؟‬ ‫‪-52‬‬

‫هل تحتاج لعون آخرٌن فى أداء وظٌفتك ؟‬ ‫‪-52‬‬

‫هل تتعامل مع الجمهور الؽاضب ؟‬ ‫‪-52‬‬

‫هل تفرط فى العمل بدون أخذ عطل أو أجازة مرضٌه أو حتى لوقت‬ ‫‪-58‬‬

‫الؽداء ؟‬

‫أجمع االرقام و احسب درجتك و اعرؾ اٌن انت من االحتراق الوظٌفى النفسى ‪:‬‬
‫لو درجتك من ( ‪ 8‬الى ‪ ) 18‬فؤنت شخص ناضج بشكل مثٌر لئلعجاب مع عدم‬
‫وجود أى ضؽوط بالعمل تقرٌبا كما أنك تبدو مقاوما لبلحتراق الوظٌفى ‪.‬‬

‫لو درجتك من ( ‪ 18‬الى ‪ ) 58‬تعبر عن مقدار منخفض من التوتر المرتبط‬


‫بالوظٌفة و ال ٌحتمل ان تحترق‪.‬‬

‫لو درجتك ( ‪ 21‬الى ‪ٌ ) 22‬بدو أنك تحت ضؽط معتدل من الوظٌفة لكنك مع ذلك فى‬
‫طرٌقك ال ى االحتراق فؤحظر ‪.‬‬

‫لو درجتك من ( ‪ 21‬الى ‪ ) 22‬فؤنت بدأت طرٌق االحتراق الوظٌفى و تشعر بقدر‬
‫كبٌر بالتوتر‬
‫لو درجتك ( فوق ال ‪ ) 22‬فٌبدو أنك تحت ضؽط خطٌر و أنت األن فى مرحلة‬
‫متقدمه من االحتراق و علٌك أن تتخذ خطوة حاسمة حاال ‪.‬‬
‫(‪)8‬‬

‫الحٌاة على حافة الخطر‬


‫إذا سؤلت ما هو السر الوحٌد و األكثر أهمٌة لعٌش حٌاة أطول ‪ ،‬سؤجٌبك قائبل أنه ٌتمثل فى تجنب‬
‫الشعور بالقلق و التوتر و الؽضوط ‪ .‬و حتى إن لم تسؤلنى ‪ ،‬فسٌظل من الواجب على أن أخبرك‬
‫بذلك ‪.‬‬

‫جورج بٌزنز‪.‬‬
‫أنت األن بعد ان قمت باالختبار لنفسك ٌجب ان تكون قد عرفت أٌن انت من رحلة‬
‫االحتراق الوظٌفى ‪ ،‬هل أنت فى ال تعانى من االحتراق الوظٌفى ام انك فى بداٌة الرحلة‬
‫ام انك فى وسطها ام انك فى نهاٌتها ؟‬

‫و أكرر أن الكتاب ال ٌؽنى تماما ً عن زٌارتك لطبٌب نفسى او اخصائى نفسى او مرشد‬
‫مهنى ‪ Career Coach‬لو احتاج األمر ذلك ‪ ،‬و وجدت أن حالتك تمر بؤزمة عملٌة‬
‫نفسٌة حقٌقٌة ‪.‬‬

‫فؤعراض االحتراق الوظٌفى او الضؽط الوظٌفى المستمر له العدٌد من األعراض و‬


‫التى تحتاج إلى إستشارة ألن فى بعض الحاالت تكون األعراض عادٌة بالنسبة لك و‬
‫تشعر انك ال ت شعر بشىء او تسوؾ و تؤجل اإلستشارة و هنا تحدث أعراض كارثٌة‬
‫أنت فى ؼنى عنها و من تلك األعراض هى‬

‫األعراض السلوكٌة‬ ‫األعراض النفسٌة‬ ‫األعراض الجسدٌة‬

‫اإلحساس بعدم الراحة‬ ‫‪-‬‬ ‫التشاإم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬الصداع‬


‫الهٌاج العاطفى‬ ‫‪-‬‬ ‫النسٌان‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬الم فى الظهر‬
‫التسلط‬ ‫‪-‬‬ ‫الملل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬فقدان الشهٌة‬
‫المٌل للوقوع فى الحوادث‬ ‫‪-‬‬ ‫التردد‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬الشره لؤلكل‬
‫و المشاكل‬ ‫عدم الصبر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬شد فى الكتؾ‬
‫االنحراؾ عن المجتمع و‬ ‫‪-‬‬ ‫جمود الفكر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬إسهال شدٌد‬
‫العادات و التقالٌد‬ ‫االكتئاب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬األرق و اإلرهاق‬
‫العدوانٌة‬ ‫‪-‬‬ ‫التوتر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬نزالت برد شدٌدة‬
‫الدفاعٌة‬ ‫‪-‬‬ ‫ؼٌاب المنطقٌة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬عسر فى الهضم‬
‫الرٌبه‬ ‫‪-‬‬ ‫الببلده و جمود‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬ضٌق فى التنفس‬
‫عدم االهتمام بالنظافه‬ ‫‪-‬‬ ‫المشاعر و البلمباالة‬ ‫‪ -‬االضطرابات المعدٌة‬
‫الشخصٌة‬ ‫الشعور بالوحدة‬ ‫‪-‬‬
‫االفتقار لروح الدعابة‬ ‫‪-‬‬ ‫فقد األمل‬ ‫‪-‬‬
‫سهولة االستثارة‬ ‫‪-‬‬ ‫الرؼبة فى الهروب‬ ‫‪-‬‬
‫سوء األدب فى العمل‬ ‫‪-‬‬
‫تكرار التؽٌب عن العمل‬ ‫‪-‬‬
‫دون سبب واضح أو إذن‬
‫فى هذا الفصل سوؾ نناقش االسباب التى تعرضنا لبلحتراق الوظٌفى و‬
‫محاولة وضع لها حلول بسٌطة و عملٌة لعلها تستطٌع ان تعالجنا من هذا‬
‫االحتراق ‪.‬‬

‫سؤحاول بقدر علمى و ما تعلمته خبلل الرحلة و ما تعملته من الكتب و الدورات و‬


‫نصائح المدٌرٌن الذٌن تكلمت معهم و أصدقائى و فهمى و محاوالتى المستمره‬
‫للتخلص من الضؽوط العملٌة و االحتراق الوظٌفى و الشعور باالكتئاب ان اضع حلول‬
‫نستطٌع جمٌعا ان نسٌر علٌها لنتخلص او نقلل من تؤثٌر االحتراق علٌنا ‪.‬‬

‫فمن الممكن ان ٌصل االحتراق الوظٌفى الى حد االنهاك و الشعور باالكتئاب ‪ ،‬و‬
‫االكتئاب الٌوم اصبح المشكلة رقم واحد بالعالم ‪ ،‬التى تهدد الصحة العامه ‪ ،‬و فى‬
‫الحقٌقة اصبح االكتئاب ٌنتشر بٌن الناس كإنتشار نزالت البرد بٌن الناس ‪ ،‬و لكن طبعا‬
‫هناك فرق كبٌر بٌن نزالت البرد العادٌة و بٌن االكتئاب ‪ ،‬ألن ببساطة من مضاعفات‬
‫االكتئاب هو انك ممكن ٌإدى الى مقتلك ‪ ،‬حٌث تشٌر اال بحاث و الدراسات ام معدالت‬
‫االنتحار فى العالم ارتفع ارتفاعا ً كبٌرا ً فى السنوات االخٌرة ‪ ،‬و رؼم وجود الكثٌر‬
‫من االدوٌة و المهدئات المضادة لبلكتئاب اال ان االمر ٌزداد سوءا ً ‪.‬‬

‫و لكن برؼم كل ذلك فنحن دائما على بعد قرار واحد من حٌاة مختلفه تماما ‪ ،‬إذا ؼٌرنا‬
‫ط رٌقة تفكٌرنا و اتخاذنا قرارات و قمنا بؤفعال مختلفه فحتما ً ستإدى بنا الى نتائج‬
‫مختلفه ‪.‬‬
‫‪ -‬شعور الشخص بالقٌمة من خبلل المنتجات و االنجازات و الشهادات التى‬
‫ٌحصل علٌها و االشادات التى ٌسمعها من األخرٌن ‪.‬‬

‫( الحل )‬

‫حتى ال تصل إلى حافة الخطر بسبب اإلفراط فى هذا السلوك هو أن تستشعر باإلنجاز و‬
‫بقٌمتك من نفسك و لٌس من خبلل ما تملكه او تنجزه او ما تحصل علٌه او من كبلم‬
‫الناس عنك ‪ ،‬ألن ببساطة لو لم تحصل على تلك األشٌاء و لو ذهبت عنك تلك األشٌاء‬
‫و األمور فلن تشعر بقٌمتك و سٌقل تقدٌرك الذاتى و ستنهار صورتك الذاتٌه أمام‬
‫نفسك ‪ .‬لذلك ٌجب أن تستشعر قٌمتك من داخلك ال تنتظر شىء خارجى ان ٌعطٌك‬
‫قٌمتك و استشعر انك مهم و مإثر مهما كان ما تفعله و مهما كانت درجتك الوظٌفٌة ‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة الوصول للكمال و الخوؾ من الخطؤ و الفشل‬

‫( الحل )‬

‫ببساطة سبب تلك المشكلة هو التربٌة ‪ ،‬فمحاولة تربٌة أبنائنا على البعد عن األخطاء‬
‫و محاولة النجاح الدائم هى أكبر خطؤ تربوى تربٌنا علٌه ‪ ،‬فاألخطاء هى جزء طبٌعى‬
‫فى الحٌاة ‪ ،‬فطلب الكمال من مهلكات الرجال ‪ ،‬و محاولة اإلنسان الوصول للكمال و‬
‫عدم التعرض للخطؤ او الفشل سٌإدى الى ان ٌصبح شخص ال ٌؤخذ نصائح من أحد‬
‫ألنه ٌحاول تجنب الخطؤ و رؼبته فى عدم الفشل اشد من رؼبته فى النجاح نفسه و‬
‫ستجعله بالتالى التركٌز على النتائج بدون محاولة االستمتاع بالرحلة و باللحظة التى‬
‫ٌعٌش فٌها ‪ ،‬فهو متطلع دائما للمستقبل و ٌخاؾ على مظهره امام الناس او مدٌره او‬
‫زمبلئه او اقاربه ‪ .‬فاللعنه على المظاهر و اللعنه على الكمال ‪ ،‬فالكمال هلل وحده و‬
‫العصمه للرسل و االنبٌاء ‪ ،‬فنحن بشر من بنى أدم طبعنا على ارتكاب االخطاء و الفشل‬
‫و لن نتعلم سوى باالخطاء‪ ،‬فهل بإمكانك ان تخبرنى هل ٌوجد طفل واحد فى العالم تعلم‬
‫السٌر او الوقوؾ على قدمٌ ه من اول محاولة له ؟‬
‫فلما نحن نطلب من ابنائنا و من انفسنا النجاح من اول محاولة و الظهور دائما بشكل‬
‫كامل ‪ ،‬و تخٌل لو انك تحقق الكمال و انك ال تفشل ابدا فهذا سٌجعلك مع الوقت‬
‫شخصٌة متعجرفه و مؽروره و مع الوقت ستشعر ببل قٌمة الحٌاة فانت تنجح فى كل ما‬
‫تقوم به م ن اول مرة ‪ ،‬فما الؽاٌة و الؽرض من فعل شىء ‪ .‬اقولها لك و اجرى على‬
‫هللا لن تستطٌع ان تصل للكمال و الخطؤ و الفشل هو امر طبٌعى فى حٌاتك فعلٌك تقبله‪.‬‬

‫لقد علمتنى والدتى أنه ال ٌوجد شىء اسمه فشل ‪ ،‬بل أنه مجرد تؤجٌل للنجاح ‪.‬‬

‫ٌقول الكاتب جمٌس إٌه مٌتشنر ( تتكون الشخصٌة مما ٌمكنك فعله فى المحاولة الثالثة‬
‫و الرابعة )‪.‬‬
‫فواصل العمل على ما ال ٌمكنك فعله حتى األن و تعلمه و تعلم كٌفٌة فعله ‪ ،‬و خاطر‬
‫بالخروج بعض الشىء ألنك لن تتعلم شىء ابدا ما لم تحاول و ما لم تجرب شىء جدٌد‬
‫‪ ،‬و لن تعلم ابدا روعة األمور التى تخاطر للحصول ع لٌها بالحٌاة ما لم تجرب شىء‬
‫جدٌد ‪.‬‬
‫‪ -‬السعى وراء مطالب ؼٌر واقعٌة‬

‫( الحل )‬

‫هناك فى علم االداره و باالخص عند تحدٌد االهداؾ ما ٌسمى بال ‪ Smart Goal‬او‬
‫الهدؾ الذكى فما هى قصة الهدؾ الذكى ؟‬

‫الهدؾ الذكى هى اختصار للشروط التى ٌجب علٌها ان تتصؾ به اهداؾ و ذلك من‬
‫خبلل اختصار الكلمات التى ٌنطبق علٌها شروط الهدؾ الصحٌح من كلمة ‪. Smart‬‬
‫فالهدؾ ٌجب ان ٌكون محدد و مقاس تستطٌع ان تقٌس بالتحدٌد اٌن وصلت و ٌمكن‬
‫تحقٌقه و واقعى و لٌس خٌالى و محدد بوقت معٌن لتحقٌقه ‪ .‬و بعد ان تحدد هدفك‬
‫الذكى فعلٌك ان تقوم بتقسٌم المهام الى جزء صؽٌر و االحتفال حٌنما تحقق ما قمت‬
‫بتحدٌده و إنجازه مهما كانت المهمه التى حققتها صؽٌره فعلٌك ان تحتفل حتى تشعر‬
‫بقٌمة إنجازاتك ‪.‬‬

‫و أنت فى طرٌقك ستتعرض لتحدٌات و معوقات فعلٌك ان تتقبل النصح و اإلرشاد و‬


‫التقوٌم من اآلخرٌن ‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان السٌطرة و التحكم سواء من عدم وجود نظام او انك تكون تحت‬
‫ضؽط بشكل مستمر او انك تعمل لفترات طوٌلة ‪.‬‬

‫( الحل )‬

‫أسال نفسك ببساطة ما هى النقاط التى أنت فاقد السٌطرة علٌها و تستطٌع التحكم‬
‫فٌها ؟‬

‫فكل منا لدٌة القدرة على التؽٌٌر و التؤثٌر و لكن هناك بعض األمور التى تعتبر‬
‫خارج دائرة تؤثٌرنا مثل حالة الطقس و األزمات االقتصادٌة و السٌاسٌة العالمٌة و‬
‫الدولٌة و األمراض و االوبئة و الزالزل ‪ .‬و لكن هناك أمور فى دائرة تؤثٌرنا مثل‬
‫كٌؾ سنفكر او سنتصرؾ بسبب نتائج االم ور الخارجة عن دائرة تؤثٌرنا ‪ ،‬هل‬
‫سنشكو سوء حظنا ام اننا سنفكر بعقلٌة اٌجاب ٌة و نرى كٌؾ نتصرؾ و اٌن‬
‫المخرج؟‬

‫فالرسول صلى هللا علٌه وسلم حٌنما كان مختبىء هو و صدٌقه ابو بكر من الكفار و‬
‫كان ابو بكر قلقا ً لو اكتشؾ الكفار امر وجودهم بالؽار ‪ ،‬فقال له رسول هللا صلى‬
‫هللا علٌه وسلم فبما اثنٌن هللا ثالثهما ‪ ،‬فثق فى هللا و تؤكد انه هناك دائما حل ‪ ،‬فما‬
‫جعل هللا من داء اال و جعل له الدواء علمه من علمه و جهله من جهله ‪.‬‬

‫ثانى االمور التى ٌمكنك ان تقوم بها هى ان تتكلم مع مدٌرك بكل صراحة انك‬
‫اصبحت تشعر باالرهاق و التعب من عد م وجود نظام بالعمل و ان العمل اصبح ٌإثر‬
‫علٌك نفسٌا و صحٌا و هذا سٌإدى الى إنخفاض أدائك بالعمل ‪.‬‬

‫ثالثا حاول ان تتعلم ان تقول ال ‪ ،‬فبل تجعل نفسك كممسحة االرجل ‪ ،‬الناس ٌفوزون‬
‫و انت دائما تخسر ‪ ،‬كل من ٌرٌدك ٌجدك متاح دائما فى حٌن حٌنما انت تحتاج الٌهم‬
‫ال تجدهم بجوارك ‪ ،‬فتعلم ان تقول ال و لكن بؤدب و احترام حتى ال تخسر احد و‬
‫اجعل لنفسك وقت مخصص لنفسك ‪.‬‬

‫رابعا لو لم تستطع ان تتجنب ضؽوط العمل الكثٌره ففكر هل هناك بدائل متاحه‬
‫أخرى؟ هل ٌمكنك ان تقدم إستقالتك و أن توفر لنفسك عمل حر او خاص او ان‬
‫تنتقل إلى شركة أخرى ؟‬
‫ال تجعل دائرة أمانك تقتلك ‪ ،‬فإذا شعرت أن العمل بالنسبة لك ممٌت و تظن انك ال‬
‫تستطٌع تؽٌٌر الوضع فؤنت توهم نفسك بذلك و تخاؾ فقط ان تخرج خارج تلك‬
‫الدائرة ‪.‬‬
‫‪ -‬ال عدم وجود عبلقات صحٌه بالعمل أو عدم وجود بٌئة صحٌه بالعمل‪.‬‬

‫( الحل )‬

‫تجد فى بعض المإسسات و الشركات ان كل شخص لدٌه مكتب خاص به و فى‬


‫بعض األحٌان نجدهم ٌعملون فى أماكن منعزله عن بعضهم و مشؽولون جدا لدرجة‬
‫أنهم ٌكاد ال ٌعرؾ بعضهم اآلخر ‪ ،‬و هذا ٌإدى إلى ضعؾ الروابط و العبلقات بٌن‬
‫الزمبلء فى العمل ‪ ،‬و ٌكاد ٌكون المدٌر او المشرؾ ال ٌعرؾ من فى فرٌقه و ال‬
‫ٌعرؾ سوى ارقام او مسمٌات وظٌفٌة و لٌست أسمائهم ‪ ،‬و هنا ظهرت ظاهرت‬
‫الموظؾ الؽٌر مرئى أو المختفى و الذى ال ٌشعر بروح الفرٌق و العمل فى فرٌق ‪،‬‬
‫و هذا ٌإدى إلى فى كثٌر من األحٌان إلى اإلستقاله و دوران العماله ألن الموظؾ ال‬
‫ٌشعر انه موجود أو أحد ٌشعر به أو ما ٌمر به و ٌشعر بالوحده و انه مجرد رقم‬
‫لٌس اال او ترس فى آله كبٌره ‪.‬‬

‫اما الجانب اآلخر من تلك المشكلة هى وجود بعض الزمبلء المرضى نفسٌٌن بسبب‬
‫او بآخر ‪ ،‬تجدهم ٌسمعون كبلم زمبلئهم ثم ٌنقلونه إلى المشرؾ أو المدٌر و هإالء‬
‫ٌطلق علٌهم البعض اسم ( عصافٌر ) ‪ ،‬أو تجد بعض الزمبلء ٌنتهزون أخطاء‬
‫زمبلئهم كسلم للترقى و ٌمدحون المدٌرٌن و المشرفٌن بشكل مبالػ فٌه جدا و‬
‫ٌطلق علٌهم البعض اسم ( مطببلتٌه ) ‪ ،‬و هنا ٌشعر الموظؾ العادى انه ٌعمل فى‬
‫بٌئة عملٌه ؼٌر سوٌة حٌث انه ال ٌشعر باالمان بٌن زمبلئه فهو ٌخاؾ بؤن ٌتكلم و‬
‫ٌ ذهب كبلمه لمدٌره ‪ ،‬و ٌشعر انه مراقب طوال مدة عمله مراقبه شخصٌة من‬
‫العصافٌر ‪ .‬و هناك من ٌطلق علٌهم الموظؾ ( الحرباء ) و هو الموظؾ الذى لدٌه‬
‫القدرة على التظاهر بانه حبٌبك و لكن هو فى الحقٌقه عدوك و ٌخوض فى ظهرك‬
‫بؤسوء الكبلمات ‪ .‬تلك البٌئة من أسوء البٌئات الع ملٌة التى ٌمكن ألحدهم ان ٌعمل‬
‫بها و لهذا نجد الكثٌر من الموظفٌن برؼم المرتب و المنصب اال انهم ٌحرصون‬
‫على تقدٌم اإلستقاله من تلك البٌئة المرٌضه ‪.‬‬

‫و الحل هنا ٌتلخص فى‬


‫‪ -1‬محاولة تكوٌن عبلقات لطٌفة داخل العمل ألن هذا ٌحمٌك من االحتراق الوظٌفى‬
‫‪ -5‬محاولة تقدٌم هداٌا للزمبلء سواء بسبب او بدون كل فترة فالنبى قال تهادوا‬
‫تحابوا‬
‫‪ -0‬محاولة التبسم للزمبلء و المشاركة فى الحدٌث بدون التحدث عن مشاكل‬
‫الوظٌفة او مشاكل و عٌوب احد سواء كان زمٌل او مدٌر‬
‫‪ -0‬بالنسبة لو كنت فى منصب مدٌر او مشرؾ فحاول ان تتعرؾ على اعضاء‬
‫فرٌقك او تتذكر اسمائه م و المناسبات الهامه لهم كعٌد مٌبلدهم مثبل‬
‫‪ -2‬لو كنت مدٌر ٌمكنك الخروج مع اعضاء فرٌقك فى رمضان و اإلفطار معا بدون‬
‫التحدث عن اى مشاكل عملٌة‬
‫‪ -2‬لو كنت مدٌر اشترك معهم فى مبارة لكرة القدم او اشترك معهم فى نشاطات‬
‫خٌرٌة حتى تبنى األلفة معهم‬
‫‪ -2‬لو كنت مدٌر استمع اكثر لموظفٌك و اشعر بمشاكلهم فهذا سوؾ ٌجعلهم انهم‬
‫بشر و لٌسوا مجرد تروس‬
‫‪ -8‬لو كنت مدٌر ال تعطى فرصة للعصافٌر او المطبلبتٌه انهم ٌمارسون ما ٌفعلونه‬
‫فهذا ضار كثٌرا ببٌئة العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬ال ٌوجد هدؾ واضح للموظؾ مما ٌقوم به ٌستثمر فٌه عمله بعٌدا عن‬
‫الراتب الذى ٌحصل علٌه فى نهاٌة الشهر‬

‫( الحل )‬

‫لو كنت موظفا ابحث عن معنى من عملك تشعرك بقٌمة ما تعمل فٌه ‪.‬‬
‫اما لو كنت مدٌرا فحاول أن توضح الهدؾ من وراء كل ما ٌقوم به فرٌقك و ان‬
‫توضح لهم الصورة الكبرى و انهم جزء من خطوات مهمه تقوم بها اإلدارة أو‬
‫القسم أو الشركة ككل ‪.‬‬
‫ٌجب أن ٌعرؾ كل موظؾ ما هى القٌم التى ٌإمن بها و التى تشترك و تتشابه مع‬
‫القٌم التى تإمن بها الشركة و تسعى إلى تحقٌقها ‪.‬‬
‫تدرٌب عملى‬
‫أسؤل نفسك من األشخاص الذٌن تعمل معهم او لو عملت معهم ٌسببون لك الشعور‬
‫بالضؽط فى العمل ؟‬

‫ما هى المشارٌع او المهام التى إن عملت علٌها اشعرتك باإلرهاق و التعب ؟ و ٌا‬
‫ترى ما السبب فى شعورك بذلك ؟‬

‫هل فى مهام معٌنه بإمكانى تفوٌضها ألحد لكى ٌقوم بها ؟‬

‫هل فٌه مهارات معٌنه ٌجب أن اتعلمها او امارس ها حتى تسهل على عملى ؟‬

‫ما هى السلوكٌات التى اقوم بها و اشعر اننى مضؽوط نفسٌا و انا اقوم بها ؟‬
‫ما هى القرارات الكبٌره التى أقوم بتؤجلٌها و اشعر بالضؽط النفسى بسببها ؟‬

‫ما هى المهام التى لو قمت بها أشعر بإننى مندمج كثٌرا ً و انا اقوم بها او ال اشعر‬
‫بالوقت و انا افعلها ؟‬

‫ما هى األمور و األشٌاء التى انا اشؽوؾ بها ؟‬

‫ما هى نقاط ضعفى و ما هى نقاط قوتى ؟‬


‫(‪)2‬‬
‫رائد األعمال و اإلحتراق النفسى‬

‫( بشكل عام حٌاة رائد األعمال لٌست سهلة و ال ممتعة كما ٌتصور الكثٌرون )‬
‫رائد األعمال محمد حسام خضر‬
‫مإلؾ كتاب رائد األعمال ‪Inside Out‬‬
‫الكثٌر من الناس و خصوصا الشباب ٌرون أن رائد األعمال هو شخص ٌتمتع‬
‫بصفات و مهارات خٌالٌة فهو قادر على صنع األفكار التى تؽٌر العالم ‪ ،‬كما انه‬
‫قوى الشخصٌة و ٌستطٌع اتخاذ القرارات الصعبة و له عبلقات كبٌره بٌن‬
‫المستثمرٌن و حسابه فى البنك ٌتكون من ستة أصفار و لكن الحقٌقة على األرض‬
‫بعٌدا ً عن تلك الصورة المستورده و الخالٌه من الصحة هى عكس ذلك تماما ‪.‬‬

‫رائد األعمال هو شخص لدٌه شؽؾ و فكرة ٌحاول تحوٌلها إلى حقٌقة من خبلل بدأ‬
‫مشروع و شركة ناشئة ‪ ،‬و لكن سرعان ما تتؽٌر تلك المشاعر و الشؽؾ إلى توتر‬
‫و حٌرة و شك و فقدان للطاقة و الشعور بالحزن و الضٌق و الخوؾ الشدٌد و‬
‫القلق و أحٌانا كثٌرة ٌصل إلى األكتئاب و اإلحباط الشدٌد ‪.‬‬

‫ٌقول رائد األعمال محمد حسام خضر أن رواد األعمال عرضه لؤلكتئاب بنسبة‬
‫‪ %02‬أكثر عن بقٌة أفراد المجتمع حسب دراسة صدرت فى عام ‪ 5212‬و أجرٌت‬
‫على أكثر من ‪ 502‬رائد أعمال ‪.‬‬

‫هل تتخٌل معى أن فى أمرٌكا هناك عٌادات نفسٌة تسمى عٌادات لعبلج رواد‬
‫األعمال ( ‪ ) Entrepreneurs Psychology‬و أن هناك عبلجات جماعٌة تضم‬
‫مجموعة من رواد األعمال من مجاالت مختلفه ٌحكون فٌها لبعض ما ٌمرون به من‬
‫ضؽوط و مصاعب عملٌة ‪.‬‬

‫فما ٌظهر لنا عن حٌاة رواد األعمال و ال ‪ Life Style‬و أحادٌثهم فى المإتمرات‬
‫و الندوات و المحاضرات ما هو إال تجمٌل للواقع و رسم صورة خٌالٌة بعٌدة تماما‬
‫عن الصحة ‪ ،‬و هذا لبلسؾ ما ٌضع على رائد األعما ل المزٌد من الضؽوط النفسٌة‬
‫و هى محاولة التظاهر بما عكس الواقع ‪ ،‬فهو مطلوب منه أن ٌظهر أمام العمبلء و‬
‫المتابعٌن و الموظفٌن و المستثمرٌن بصورة الشخص المتفائل و الواثق من نفسه‬
‫و هذا مع الوقت ٌإدى إلى أنه ال أحد ممن حولك ٌشعر بك ‪ .‬و هذا هو السبب الذى‬
‫جعل الشبا ب و المجتمع ٌرسم صورة عن رائد األعمال انه سوبر مان كما قال رٌد‬
‫هوفمان مإسس موقع لٌنكدان ‪.‬‬

‫بعض المواقع حالٌا أصبحت توفر سهولة الوصول إلى ‪ Mentors‬و ‪Executive‬‬
‫‪ Coach‬للتحدث معهم و الفضفضه و محاولة معالجت ما ٌمرون به من ضؽوط‪.‬‬

‫فما هى الضؽوط التى ٌمر بها رائد األعمال ؟‬


‫بسبب ان الشركة الناشئة صؽٌرة فهى تحتاج إلى الكثٌر من االهتمام من رائد‬
‫األعمال و هذا قد ٌإدى فى كثٌر من األحٌان الى إهمال الواجبات االجتماعٌة و‬
‫طؽى الجانب المهنى و العملى على بقٌت الجوانب المتبقٌة و التى تهدؾ الى‬
‫التوازن االنسان نفسٌا فى الحٌاة ‪ ،‬فؤركان الحٌاة المتزنه هى ( الركن الروحانى و‬
‫الركن الصحى و الركن الشخصى و الركن األسرى و العائلى و الركن االجتماعى و‬
‫الركن المادى و الركن المهنى ) ‪ ،‬فبسبب اهتمام رائد األعمال بمشروعه و تحقٌق‬
‫فكرته ٌإدى هذا الى الضؽط علٌه و التخلى عن مهامه العائلٌة و االسرٌة و تصبح‬
‫مع الوقت تشكل ضؽط و عبء علٌه و تظهر العدٌد من المشاكل بسبب هذا اإلهمال‬
‫و تجد ان رائد األعمال ٌقول لزوجته او اوالده حٌنما ٌتؽٌب عنهم كثٌرا و ٌشتكون‬
‫من عدم وجوده ٌقول لهم ( أنا بعمل كل ده لمٌن ؟! مش عشانكم و عشان تعٌشوا‬
‫عٌشه مرتاحه ؟ ) ‪.‬‬

‫من االمور ا لتى تجعل رائد األعمال ٌعٌش فى ضؽط مستمر أن رائد األعمال ٌقوم‬
‫بكل المهام بنفسه و حتى إن اعتمد على موظفٌن خارجٌن او موظفٌن دائمٌن‬
‫بالشركة فإنه لدٌه ضؽط نفسى باالطبلع على كل شىء بنفسه و عمل كل شىء‬
‫بنفسه و التؤكد من سٌر كل شىء بنفسه ‪ ،‬و خصوصا لو كان ٌفتقد الى الثقة فى‬
‫طرٌقة و أسلوب عمل األخرٌن او فى كفائتهم و خبرتهم المهنٌة و العملٌة و هو ما‬
‫ٌإدى إلى المزٌد من الضؽط و فقدان الطاقة ‪.‬‬

‫باإلضافة أن مزاٌا الحٌاة الوظٌفٌة تنتهى فهو ال ٌوجد لدٌه رصٌد أجازات سنوى و‬
‫لٌس لدٌه من ٌقول له أحسنت أو ٌحصل على شهادة أفضل موظؾ بالشهر ‪ ،‬فهو‬
‫ٌجب أن ٌحصل على التقدٌر و تقوٌة الحماس و تحفٌز نفسه بنفسه ‪.‬‬

‫باالضافة إلى أن رائد األعمال ٌحاول فى شركته الناشئة فعل الكثٌر و إخراج‬
‫مخرجات كثٌره و كبٌره و ذات جوده عالٌه بؤقل المدخبلت ‪ ،‬من هنا نجد أن بعض‬
‫رواد األعمال ٌضؽطون على الموظفٌن لدٌهم للعمل ساعات اكثر أو للعمل من‬
‫المنزل حتى و ان كان وقت اجازتهم ‪ ،‬فرائد األعمال ٌخاؾ بسبب نقص تلك‬
‫الموارد اال ٌستطٌع ان ٌكمل مشروعه و ٌفقد حلمه و ٌسخر منه اقاربه و احٌانا‬
‫اقرب الناس الٌه و تتحول األحبلم الى كوابٌس و الشعور بالفشل ‪ ،‬خصوصا فى‬
‫هذا الوقت الشدٌد التؽٌر و المستقبل الؽٌر واضح المعالم ‪.‬‬

‫شعوره اٌضا بالمسئولٌة من حٌث اإلجار و المرتبات و المصارٌؾ الثابته و‬


‫المتؽٌره و الخوؾ الشدٌد من عدم الكفاءة على إنجاح المشروع و فقدان الخبرة‬
‫العملٌة الكافٌه فى التعامل مع السوق و الشركاء و الموظفٌن و العمبلء ‪ ،‬فبعد ان‬
‫كان موظفا ٌتعامل مع عدد محدود من المهام المتكرره شهرٌا اصبح ٌجب علٌه ان‬
‫ٌتعامل مع المزٌد من المهام و مسئول مسئولٌة كامله عن كل شىء فى الشركة و‬
‫اٌضا قلة الموارد المادٌة و البشرٌة و االجهزه و المنافسة الشرسة و المسئولٌة‬
‫خصوصا لو كان االستثمارات التى حصل علٌ ها لبدء المشروع كانت اموال من‬
‫االهل و االصدقاء او الزوجة ‪ ،‬بسبب كل ذلك ٌحترق رائد االعمال و ٌتعرض للكثٌر‬
‫من المصاعب النفسٌة و العصبٌة ‪.‬‬
‫حسنا و ما العمل اذا ؟‬

‫ٌجب على رائد األعمال ان ٌتخلى عن تلك الصورة المثالٌة و الخٌالٌة التى ترسمها‬
‫المجاالت الخاصه برٌا دة األعمال و األفبلم و الكتب التى ترسم صورة خارقه عن‬
‫رائد األعمال ‪ ،‬و ٌجب ان ٌعرؾ ان النماذج و األمثلة الحقٌقٌة عن رائد األعمال‬
‫مختلفه ‪ ،‬فلٌس كل رواد األعمال ستٌؾ جوبز او رٌتشارد برنسون او محمود‬
‫العربى و محمد الباز و محمد حسام خضر و لكن هناك رواد أعمال لدٌهم صفات‬
‫شخصٌة مختلفه فهناك من هو خجول و هناك من هو منفتح و لدٌه عبلقات كبٌره ‪.‬‬

‫فٌجب ان تقرأ كثٌرا عن رٌادة األعمال و سٌر الذاتٌه و األخطاء التى مر بها‬
‫الشخصٌات الناجحة فى رٌادة األعمال ‪.‬‬

‫ٌجب ان تعرؾ ان ما تمر به انت لست وحدك فٌه و ان هناك الكثٌر من ٌعانى نفس‬
‫معاناتك ‪ ،‬فتوكل على هللا و خذ باألسباب فكما ٌقول رائد األعمال محمد حسام خضر‬
‫فى كتابه رائد األعمال ‪ ( Inside out‬أنت لست إلها ) ‪ ،‬فلٌس مطلوب منك سوا‬
‫السعى و لٌس مطلوبا منك ان تضمن النتائج ‪ ،‬فقط السعى و األخذ باألسباب و عمل‬
‫ما تراه صائبا فى موقفك الحالى ‪.‬‬

‫ٌمكنك لكى تاخذ خبرة عملٌة و مهنٌة كافٌه حتى تتحول لرٌادة األعمال أن تعمل فى‬
‫شركة صؽٌرة او شركة عائلٌة ‪ ،‬ففى مثل تلك الشركات تتعلم كٌؾ ٌعمل المشروع‬
‫بشكل كامل ألنك فى تلك الشركات الصؽٌرة او الشركات العائلٌة تعمل فى وظٌفة و‬
‫لكنك فى الحقٌقة تعمل فى العدٌد م ن الوظائؾ و تمر على العدٌد من األقسام ‪ ،‬فهذا‬
‫سٌجعلك كما قولت على دراٌة كامله بجوانب المشروع بشكل كامل كما ٌعلمك كٌفٌة‬
‫التعامل مع العمبلء و الزمبلء و المدٌرٌن و الموردٌن و مع المنتج او الخدمة التى‬
‫تقدمها ‪ ،‬كما انك تستطٌع ان تكون المزٌد من العبلقات و تستطٌع تحصل على مال‬
‫ثابت ٌمكنه ان ٌكون استثمارك فى المستقبل فى مشروعك الخاص ‪ .‬فاعتبر وقت‬
‫عملك فى تلك الشركات هى فرصة للتدرٌب العملى و استثمار فى شخصك و عقلك‬
‫و مهاراتك و عبلقاتك و تكتسب الخبرة العملٌة الكافٌة ‪ .‬خصوصا لو عملت فى‬
‫مجال تود ان تبدأ فى مشروعك الخاص ‪ ،‬ف هذا ما قام به بالتحدٌد بسام الدوٌك‬
‫صاحب دار نشر ٌورٌكا و مكتبة مورٌسكى ‪ ،‬فهو قبل ان ٌقوم بإفتتاح تلك‬
‫المشارٌع الصؽٌرة كان ٌعمل فى إحدى دور النشر القدٌمه و الشهٌره باالسكندرٌة‬
‫ثم عمل فى مكتبة إلى أن حصل على الخبرة الكافٌة و العبلقات التى جعلته ٌستثمر‬
‫كل ذلك فى مشارٌعه الخاصه ‪.‬‬

‫حاول أن تحٌط نفسك بؤصدقاء حقٌقٌٌن و لٌس أصدقاء مزٌفٌن ‪ ،‬فمن الممكن ان‬
‫ٌكون من حولك أصدقاء لك بسبب انك رائد أعمال و لدٌك مشروع خاص تعمل علٌه‬
‫‪ ،‬و سوؾ ٌظهر حقٌقة أصدقائك حٌنما تتعرض لكبوه و فشل ما ‪ ،‬فؤحرص على أن‬
‫ٌكون من حولك أصدقاء حقٌقٌ ن تستعٌن بهم فى وقت الشدة قبل وقت النجاح و‬
‫الفبلح ‪.‬‬

‫احرص ان تخصص وقت لكل جوانب حٌاتك السبعه حتى تصبح إنسانا متزنا نفسٌا‬
‫‪ ،‬و ان تكون لك هواٌة معٌنه او اهتمام بشىء معٌن ٌمنحك الراحة النفسٌة بعٌدا‬
‫عن العمل و عن مشروعك ‪.‬‬

‫حاول أن تكون لك مدونه او صفحة على الفٌس بوك او حتى دفتر مبلحظات و‬
‫خواطر تكتب فٌه ما تشعر به و ما تتعلمه فى كل مرحلة تمر بها فى حٌاتك ‪،‬‬
‫فمحاولتك لكتابتك ما تمر به و تعلٌم ؼٌرك فهذا سوؾ ٌقلل من شعورك بالضٌق و‬
‫االكتئاب و االحباط و خصوصا ان اكتشفت ان هناك الكثٌر من ٌعانى مما تعانى منه‬
‫و ٌمر بم ا تمر به ‪ ،‬احرص ان تكتب عما تشعر به لو كنت ال ترؼب فى نشره‬
‫فاكتبه فى دفتر مبلحظاتك و خواطرك و مذكراتك ‪ ،‬و مع مرور الوقت ستتحول تلك‬
‫المذاكرت الى كنز من الخبرة و ستجد مع الوقت تطور شخصٌتك لو رجعت لتلك‬
‫المذكرات بعد فترة من الزمان و سوؾ ٌكون مرجع لك و لؽٌرك لو اردت ان تنشر‬
‫ما تعلمته فى كتاب او محاضرة و دورة تدرٌبٌة و هو ما ٌقوم به كثٌرا من رواد‬
‫األعمال االمرٌكان فى أمرٌكا فى تعلٌم ؼٌرهم كٌؾ ٌصبحوا رواد أعمال و ما مروا‬
‫به فى حٌاتهم العملٌة ‪.‬‬

‫احصل على مرشد خاص او كوتش ترجع له و تتكلم مع بكل صراحة عما تمر به‬
‫بدون خوؾ من ان ٌنشر اسرارك ‪ ،‬فهذا سوؾ ٌساعدك كثٌرا و خصوصا لو كان‬
‫المرشد او الكوتش مر بما مررت به فهو اكثر الناس الذٌن سوؾ ٌشعرون بك و‬
‫سوؾ ٌعطونك اسرارهم و خبراتهم و الزبد كما ٌقولون ‪.‬‬

‫و فى النهاٌة دع القلق و ابدأ العٌش و ابدأ الحٌاة ‪.‬‬


‫( ‪) 12‬‬

‫أنت تملك الكثٌر بالفعل‬

‫( الؽنى هو نتاج قدرة اإلنسان على التفكٌر)‬


‫آٌن راند‬
‫أصبحنا الٌوم نعٌش فى عصر إستهبلكى بشكل كبٌر جدا ‪ ،‬فتجد الكثٌر من الشباب‬
‫ٌعملون لساعات طوٌلة فى عمل متعب و مضنى لكى ٌشترون أشٌاء لكى ٌبهرون‬
‫بها ؼٌرهم و ٌتفاخرون بها أمام اصدقائهم ‪ ،‬و ٌمكن أن تتمثل تلك األشٌاء و‬
‫األمور فى المبلبس و الموباٌبلت األحدث صٌحه و السٌارات تحدٌث السنة إلى‬
‫آخره ‪ ،‬و لكن لؤلسؾ سع ادتهم تلك ال تستمر طوٌبل ً ‪ ،‬ألن ببساطة هناك دائما‬
‫األحدث و األجدد ‪.‬‬

‫تجد تلك األمور خصوصا على برامج الت ٌك توك و اإلنستجرام ‪ ،‬فإن دخلت على تلك‬
‫المنصات اإلجتماعٌة لن تجد سوى شخصٌات تتظاهر بالسعادة و تتفاخر بما تملك‬
‫و بما تفعل لتنال رضا إجتماعى زائؾ ‪ ،‬ألنك ببساطة ال تفعل ما تفعله لنفسك بل‬
‫لكى تحصل على إعجاب اصدقائك و من حولك ‪ ،‬و األكثر من ذلك انك تجد الكثٌر‬
‫من الشباب و الناس ٌزٌفون واقعهم لكى ٌحصلون على إعجابات و تعلٌقات ‪،‬‬
‫فمنهم من ٌتصور و هو ٌشر ب قهوة فى ستاربكس أو ٌق ؾ امام إحدى السٌارات‬
‫الشبابٌة ؼالٌة السعر حتى ٌظهر ما ال ٌملكه و ٌظهر ما لٌس فٌه ‪ ،‬أصبحت حٌاتنا‬
‫عبارة عن قشرة خارجٌة تدعى السعادة و السر ور و الفر ح و بداخلها حزن و ضٌق‬
‫بالصدر ٌإدى إلى أكتئاب ألنك لم تتقبل إجتماعٌا ً‪.‬‬

‫ففى كتاب اعمل أقل تنجح أكثر ٌقول الكاتب إٌرنى زٌلنسكى (المال و الممتلكات‬
‫المادٌة هما الٌوم رمز السعادة و ؼالبا ً ما نجعل امتبلكهما ٌؤتى فى المرتبة األولى‬
‫قبل إستمتاعنا بالحٌاة و الحق ٌقا ل إن المال و الممتلكات لٌست فقط أشٌاء ال تجسد‬
‫السعادة بل إن السعى وراء رموز السعادة الزائفة هذه ‪ ،‬تإدى إلى الكثٌر من‬
‫التعاسة ‪ ،‬و مادمت تجعل استمتاعك بالحٌاة رهنا ً بامتبلكك المال و الممتلكات فإنك‬
‫لن تحصل إال على القلٌل من السعادة ) ‪.‬‬

‫و البدٌل من كل ذلك ال سعى فى دائرة مفرؼه هو أن تعمل و تسعى وراء األمور‬


‫التى تحسن من نوعٌة حٌاتك ‪ ،‬و أال تسعى بشكل جنونى لتقبل الناس و رضاهم‬
‫عنك ‪ ،‬ألن ببساطة و واقعٌة شدٌدة رضا الناس ؼاٌة ال تدرك ‪.‬‬

‫هناك مبدأ إنتشر بشكل كبٌر مإخرا فى أمرٌكا و بعد ذلك بفترة بسٌطة إنتشر فى‬
‫العالم العربى ‪ ،‬هذا المبدأ ٌسمى المٌنٌمالٌزم ‪.‬‬

‫ما هو المٌنٌمالٌزم‪ Minimalism -‬؟‬


‫المٌنٌمالٌزم هى حركة إجتماعٌة قامت ضد أسلوب الحٌاة المادى االستهبلكى و‬
‫الذى اصبح منتشرا ً بشكل كبٌر جدا فى أمرٌكا و فى دول العالم و خصوصا عالمنا‬
‫العربى و مصرنا الحبٌبة و ٌمكننا أن نطلق علٌه فن التبسٌط ‪ ،‬أو فن تبسٌط الحٌاة‬
‫و تقلٌل األشٌاء ‪ ،‬و هو ٌتشابه مع المبدأ الدٌنى ( ما قل و كفى خٌر مما كثر و‬
‫ألهى)‪.‬‬

‫قال رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ( ما ط لعت الشمس قط إال بعث بجنبتٌها ملكان‬
‫ٌنادٌان ٌسمعان أهل األرض إال الثقلٌن ‪ٌ ،‬ا أٌها الناس ‪ ،‬هلموا إلى ربكم ‪ ،‬فإن ما‬
‫قل و كفى خٌر مما كثر و ألهى )‪ .‬صدق رسول هللا صلى هللا علٌه و سلم‪.‬‬

‫بدأت قصة هذا المبدأ بشابٌن ٌعٌشون فى أمرٌكا كانوا ٌعملون بوظٌفة تدر علٌهم‬
‫دخبل ً كبٌرا ً ‪ ،‬و ٌتدرجون فى وظائفهم بشكل كبٌر جدا و سرٌع جدا و كانت‬
‫حٌاتهم ملٌئة بالترؾ و المخدرات و النساء و شراء كل ما ٌستطٌعون شرائه‬
‫بؤموالهم ‪ ،‬حتى أستقبل أحدهم مكالمة هاتفٌة من أمه و لكثرة إنشؽاله بتلك الحٌاة‬
‫الصاخبه لم ٌكن ٌدرى أن أم ه فى هذا الوقت قد أصٌبت بالسرطان و أنها أوشكت‬
‫ان تحضتر ‪ ،‬ذهب لها و ندم على عدد ا لساعات التى قضاها بعٌدا ً عنها ‪ ،‬و اصبح‬
‫كثٌر الحزن و شدٌد الهم انه قد اصبح ٌلهث وراء مؽرٌات الحٌاة و اصبح‬
‫إستهبلكٌا ً و فجؤة فقد أفضل الشخصٌات فى حٌاته بل و اهمهم و هى ا مه الحبٌبه ‪.‬‬
‫كانت صدمة هذا الشاب بالموت فى أهم من لدٌه فى حٌاته جعلته ٌتذكر أن لتلك‬
‫الحٌاة نهاٌة ‪ ،‬و لهذا أمرنا الرسول بزٌارة المقابر و ذكر هادم اللذات ‪ ،‬فمن عرؾ‬
‫الموت هانت علٌه مصائب الدنٌا ‪.‬‬

‫هنا قرر الصدٌقان التخلى عن تلك الحٌاة و إفراؼها من كل تلك األشٌاء الؽٌر مهمه‬
‫التى تملىء حٌاتهم و التبرع باالمور و األشٌاء التى ال ٌحتاجونها ‪ ،‬و العٌش‬
‫ببساطة و البحث عن معنى الحٌاة فى التخلى عن ما ال ٌحتاجونه و العطاء لمن‬
‫ٌحتاج ‪ ،‬هنا شعروا بالسعادة الحقٌقٌة و هنا عرفوا معنى الحٌاة ‪.‬‬

‫بعد مرور فترة قرر الصدٌقا ن تؤلٌؾ كتاب ٌحكون فٌه عن رحلتهم ‪ ،‬و بعد ما‬
‫أصبح الكتاب من أكثر الكتب مبٌعا ً بشكل مفاجىء أصبحت رحلتهم هى أن ٌقوموا‬
‫بعمل فٌلم وثائقى ٌتكلمون فٌه عن أفكارهم مع الناس و نشرها بشكل كبٌر فى‬
‫المجتمع األمرٌكى ‪ ،‬ألن هناك الكثٌر من الناس التى ال تقرأ الكتب فٌمكنها أن‬
‫تشاهد الفٌلم ‪ ،‬و أٌضا ٌقومون بإستضافة الناس التى طبقت أفكارهم و كٌؾ‬
‫أصبحوا ٌعٌشون بدون أن تكون حٌاتهم إستهبلكٌه و اال ٌعٌشون بضؽط الشراء‬
‫للحصول على إعجاب أحد ‪ .‬فما ٌحدد قٌمتك لٌست شهادتك او مشترٌاتك و‬
‫ممتلكاتك و لكن ما ٌحدد قٌمتك هو أنت بؤعمالك الصالحه و معاملتك مع ؼٌرك و‬
‫عطاءك للناس و ان تتقى هللا قدر ما استطعت ‪.‬‬

‫فى الفٌلم ٌبدأ “راٌان نٌكودٌماس” بالحدٌث عن نفسه فً بداٌة الفٌلم قائبل‬
‫“حصلت على كل ما أردته وكل من حولً قالوا لً إنك ناجح ولكنى فً الحقٌقة‬
‫كنت بائسا!” والسبب فً كونه كذلك لم ٌكن فً الوحدة أو الؽربة أو ما إلى ذلك بل‬
‫كان ” المعنى “؛ فقد كان هو وصدٌقه المقرب “جوشوا فٌلدز” ٌعمبلن معا فً‬
‫نفس الشركة وأخذا فً ترقً السلم الوظٌفً خطوة وراء األخرى ساعٌن وراء‬
‫المزٌد من اإلنجاز والنجاح ومن ثم السعادة التً هً ؼاٌة كل إنسان…‬

‫وفً ٌوم من األٌام الحظ “راٌان” سعادة ورضا على وجه “جوشوا” لم ٌعهدهم‬
‫علٌه من قبل‪ ،‬فجلس معه وسؤله عن السبب وراء ذلك وكانت إجابته أنه‬
‫“المٌنٌمالٌزم” وهو األداة التً بها استطاع السٌطرة على حٌاته مرة أخرى وأصبح‬
‫بإمكانه العٌش فً هذه اللحظة ومن ثم العٌش بدون توتر وقلق‪ ،‬وحكى له كٌؾ‬
‫ساعده هذا التوجه فً التركٌز على ما هو حقا مهم‪ ،‬وكٌفٌة ابتكار المزٌد‬
‫واستهبلك القلٌل والبدأ فً البحث عن المعنى والؽاٌة الحقٌقٌة من الحٌاة!‬

‫( اللهث وراء المادة والبعد عن المعنى شقاء )‬


‫وبعد ذلك بدأ ٌظهر المزٌد ممن تبنوا هذا االتجاه لٌعبروا عن السبب فٌما وصلوا‬
‫إلٌه من فراغ وفقدان للمعنى فٌقول أحدهم‪:‬‬

‫“شعرت بفجوة كبٌرة فً حٌاتً فحاولت ملئها كما ٌفعل الكثٌر من الناس‬
‫باألشٌاء وباالستهبلك محاوال الوصول إلى السعادة ولكنى فً الحقٌقة كنت أعٌش‬
‫من أجل االشٌاء‪”.‬‬

‫وٌقول آخر أن حلمه كان أن ٌرى العالم وٌ َّط لع على آفاقه ؼٌر المحدودة وكان ٌعمل‬
‫من أجل الوصول لهذا الهدؾ‪ ،‬لكن عندما بدأ ٌصل لمكانه عالٌة لم ٌكن ٌتوقعها فً‬
‫الشركة التً كان ٌعمل بها‪ ،‬شعر بكونه محاصرا وأن حٌاته ستتحول إلى نسخة‬
‫طبق األصل من مدٌره وهو عكس ما كان ٌطمح إلٌه تماما فخرج سرٌعا قبل أن‬
‫ٌوقع العقد!‬

‫وٌقول “سام هارٌس” وهو متخصص فً علم األعصاب‪:‬‬

‫“ٌنظر الناس إلى المجبلت والتلفاز لٌروا حٌاة فاتنة ومبهرة وٌبدأوا فً التفكٌر‬
‫“كٌؾ نستطٌع الحصول على ذلك أو االقتراب منه؟”‬

‫وٌضٌؾ قائبل‪:‬‬

‫إن الشًء الذي نكون مهوسٌن به بعد فترة قصٌرة ٌؤتً اإلصدار األفضل واألكثر‬
‫إثارة منه‪ ،‬فنحن بهذه الطرٌقة لم نعد نهتم بما نملكه بالفعل‪ ،‬بل الحقٌقة هً أن ما‬
‫نملكه ٌصبح مصدرا لعدم الرضا‪ ،‬فالعدٌد ٌتوقع أن إرضاء كل رؼبة تظهر سٌجعل‬
‫حٌاته أكثر إرضا ًء وسعادة ولكن الحقٌقة عكس ذلك! وظهرت أخرى تحدثنا عن‬
‫دور أقسام التسوٌق فً تجدٌد وتحدٌث المنتجات لتتحول المواسم األربعة األساسٌة‬
‫إلى ‪ 25‬موسم ‪-‬أي موضة جدٌدة كل أسبوع‪ -‬وبالطبع لئلعبلم الدور األهم فً‬
‫تعزٌز شهوة الشراء والهوس باألشٌاء وحصر الخٌارات‬

‫ثم ٌحكً “جوشوا” عن الحدث الذي جعله ٌعٌد التفكٌر فً كل شًء‪ ،‬وهو معرفته‬
‫بكون والدته فً المرحلة الرابعة من سرطان الرئة الذي نادرا ما ٌنجو أحد منه فً‬
‫تلك المرحلة‪ ،‬وعندما كان ٌجلس بجانبها فً دار الرعاٌة لم ٌستطع التحكم فً‬
‫بكائه وكل ما كان ٌندم علٌه حقا هو الوقت الذي أهدره بعٌدا عنها منخر َط ا فً‬
‫العمل لتحقٌق المزٌد من النجاحات!‬

‫والفٌلم به الكثٌر من األمثلة ال ٌسعنا الوقت لذكرها هنا على خطورة سٌطرة الفكر‬
‫المادي على اإلنسان والمجتمع ككل‪ ،‬وٌمكننا أن نخلص إلى أن الهدؾ األساسً‬
‫للفكر المادي هو توجٌه البشر نحو االستهبلك بؤقصى صورة ممكنه معتمدا فً ذلك‬
‫على الكثٌر من الطرق المباشرة وؼٌر المباشرة مخاطبا العقل فً بعض األحٌان‬
‫عن طرٌق النظرٌات الفلسفٌة إلثبات صحة أن الؽاٌة األسمى هً “أكبر قدر من‬
‫السعادة ألكبر عدد من الناس” كما قال الفٌلسوؾ “بنثام” وبالطبع المقصود‬
‫بالسعادة كل ما هو مادي وٌشبع الرؼبات وفً أؼلب األحٌان األخرى ٌخاطب‬
‫المشاعر والشهوات…‬

‫ولكن هل الفكر المادي ٌنحصر أثره على المستوى الفردي فقط‪ ،‬بحٌث ٌفقد اإلنسان‬
‫القدرة الوحٌدة الممٌزة له عن باقً الكائنات وهً صنع ” المعنى ” والبحث عن‬
‫الؽاٌة من كل شًء ومن كل فعل ٌقوم به لٌصبح عقله مجرد خادما مطٌعا لشهواته‬
‫لٌس إال؟‬

‫س ا فً العمل طوال‬‫بالطبع ال؛ فاألثر االجتماعً أعمق بكثٌر فإذا كان األب منؽم ً‬
‫الوقت فؤٌن الوقت للتواصل العائلً والتنشئة االجتماعٌة السلٌمة لؤلطفال؟ هل‬
‫ستلبً أفضل أنواع المؤكوالت والمبلبس وحتى المدارس دور القٌم والمبادئ‬
‫واالحتواء األسري؟ وإذا كان االبن ٌفكر فً أحدث اإلصدارات وكان مثله األعلى‬
‫أحد المشاهٌر فهل نتوقع منه إال التعامل مع األسرة والوطن كمصدر لؤلمان‬
‫والراحة المادٌة إلى أن ٌجد من هم أكثر أمنا وماال؟ وإذا كان جل اهتمام األسرة هو‬
‫زٌادة المستوى االجتماعً ألعلى حد ممكن فهل هناك وقت لصلة األرحام أو‬
‫لمساعدة اآلخرٌن ونصرة المستضعفٌن أو االهتمام بمشكبلت المجتمع؟‬

‫إذا فالنتٌجة الحتمٌة للفكر المادي فقدان الؽاٌة و المعنى والتحول لمجرد البلت‬
‫بٌولوجٌة وبالتبعٌة تفكك األسر ومن ثم تفكك المجتمع الذي ما هو إال مجموعة من‬
‫األسر واختفاء التفكٌر فً الصالح العام وتصاعد الفردٌة واألنانٌة بل والحٌوانٌة‬
‫فً المجتمع‪ ،‬فالقوي سٌهتم بالحفاظ على قوته وزٌادتها وسٌعمل على إقامة‬
‫قوانٌن تخدمه وتهًء له االستثمار وتحمٌه من الضعٌؾ –أطفال الشوارع‪،‬‬
‫المرضى‪ ،‬العجائز… إلخ‪-‬‬

‫الذي بالطبع فً ظل هذا الفكر ال ٌجب أن ٌنتظر مساعدة ممن هم أقوى منه بل‬
‫ٌحاول اكتساب ما ٌإهله للعٌش فً هذه الؽابة الموحشة ولعل ما قالته الفٌلسوفة‬
‫“اٌن راند” ٌوضح ما ٌخبئه كثٌرون ممن تبنوا المذهب النفعً واالتجاه المادي‬
‫كؤسلوب حٌاة ورإٌة لما ٌنبؽً أن ٌكون علٌه سلوك اإلنسان‪.‬‬

‫فما الذى ٌقوم به المٌنٌمالٌزمٌون ؟‬


‫‪ٌ -‬قلل من مبلبسه من ناحٌة العدد و الكمٌة و عدد مرات الشراء ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬شترى ما ٌحتاجه فقط ‪ ،‬و ال ٌفكر بؤن هذه القطعه ربما تصلح لفصل‬
‫الشتاء القادم و هو ما ٌعطٌه مساحة أرحب فى بٌته تجعله أقل قلقا و‬
‫توتر‪.‬‬
‫‪ٌ -‬متلك األشٌاء و لٌست هى التى تمتلكه و تمتلك روحه‪.‬‬
‫‪ -‬لٌس لدٌه مانع من شراء أشٌاء مستعمله طالما تإدى الؽرض ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬ستعمل شٌئا لعدة إستعماالت و ٌملك أ داة واحدة ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬تبرع بما ال ٌحتاجه و ال ٌرتدٌه و ال ٌقرأه و ال ٌستعمله للمحتاجٌن ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬قلل من مخلفاته الشخصٌه و المنزلٌة بقدر اإلمكان ‪.‬‬
‫‪ -‬ال ٌكثر من شراء األشٌاء التى تستخدم لمرة واحدة ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬وفر طاقته و أمواله لؤلمور األهم و لٌس المهم فقط ‪.‬‬

‫ٌتضح لنا بكل بساطة من كل هذا مدى أهمٌة هذا المبدأ فى حٌاتنا الٌوم و هو ‪:‬‬

‫– سهولة التنظٌؾ‪ :‬فكلما قل عدد وحجم األثاث واألشٌاء واألكواب واألطباق‬


‫وؼٌرها من الرفائع‪ ،‬سهلت عملٌة التنظٌؾ واستهلكت وقتا أقل‪.‬‬

‫–الحفاظ على الصحة‪ :‬سٌصل المبدأ إلى ما نؤكل ‪ ،‬فنؤكل حسب احتٌاجنا فقط‬
‫وبالتالً نحافظ على الصحة وأٌضا نرشد النفقات‪.‬‬

‫– تحسٌن جودة الحٌاة‪ :‬اإلحساس ببساطة العٌش فً مكان منظم ومرتب واستهبلك‬
‫جزء من الفكر والمكان فً اإلبداع وربما الهواٌات‪.‬‬

‫فى الختام ‪:‬‬


‫الواقع هو أن معظم األشٌاء فى هذا العالم لٌست بذات أهمٌة فعبل ً‪ .‬إنه لخطؤ جسٌم‬
‫أن نلهث وراء أمور ؼٌر مهمة على حساب أمور مهمة بهدؾ الحصول على رضا‬
‫الناس و الحصول على مكانه إجتماعٌة زائفه ‪.‬‬

‫فطرٌق التعاسة مرصوؾ بالسعى وراء أشٌاء تشبه السراب للحصول على سعادة‬
‫مإقته من نظرة الناس و رضاهم المإقت ‪ ،‬فالعمل الطوٌل و المجهد من أجل ذلك‬
‫فهو مضٌعه للوقت و الجهد و الحٌاة ‪.‬‬
‫( ‪) 11‬‬

‫إدمان العمل‬

‫( العمل المفرط هو الطاعون األسود للقرن الواحد و العشرٌن )‬

‫رٌش نورتون‬
‫فى ٌوم من األٌام كنت أعمل فى إحدى الشركات و وجدت أن مدٌر الحسابات‬
‫ٌعمل فى أكثر من شركة و ٌكاد ٌكون ال ٌقابل أوالده و زوجته ‪ ،‬كنت أتعجب‬
‫كثٌرا ً كٌؾ ٌعٌش هذا الرجل ‪ ،‬و كٌؾ ٌقوم بالموازنه بٌن حٌاته الشخصٌة و‬
‫حٌاته العملٌة و حٌاته األسرٌة ‪ ،‬ذكرتنى تلك الحاله بؤبى ‪ ،‬فؤبى كان ضابط‬
‫صؾ فى البحرٌة بالقوات المسلحة المصرٌة و كان كثٌر السفر و االبتعاد عن‬
‫أسرته و أوالده و زوجته ‪ ،‬و حتى بعد أن أستقال و تقدم فى العمل فى إحدى‬
‫الشركات البترولٌة كان دائما ما ٌسافر و ٌبتعد عننا ‪ ،‬و كانت أمى تقول لنا‬
‫حٌنما ٌعود من سفره ال تشكو ألبٌكم و ال تقوموا بإشؽاله بمشاكلكم و علٌكم‬
‫ان ترٌحوه فهو جاء من السفر لٌسترٌح من العمل ال لٌتعب بسببكم ‪ ،‬هنا كنت‬
‫أشعر بإف تقاده كثٌرا ً كؤب و كنت أود أن أشكو له ما ٌحدث معى فى المدرسة‬
‫من تنمر على شكلى و اسنانى التى ولدت و بها مشكلة بسبب أورام باللثه و‬
‫األسنان تخرج ؼٌر سلٌمه ‪ ،‬كنت افتقده كؤب ‪ ،‬و حٌنما حدثت بٌننا مشاجره‬
‫قال لى أنا أوفر لك كل ما ترٌده ‪ ،‬فقولت له ما أرٌده بكل بسا طة هو أنت ٌا‬
‫أبى ‪ ،‬وجودك فى حٌاتى سٌفرق كثٌرا ً ‪ ،‬إستماعك لى سٌفرق فى حٌاتى‬
‫كثٌرا ً ‪ ،‬هنا كنت أعانى حالة نفسٌة شدٌدة و كنت أود الذهاب لطبٌب نفسى‬
‫ٌستمع لى ‪ ،‬و لكن أهلى أعترضوا بسبب المنظر العام و إتهامى بؤننى مجنون‬
‫أو مرٌض ‪ ،‬و كدت أن أنتحر ‪ ،‬و لكن ما أوقفنى هو تخٌلى لحزن أمى و‬
‫نظرتها أثناء موتى ‪ ،‬توقفت ألجلها ألنها أكثر من تحمل همنا أثناء سفر ابى‬
‫المتكرر ‪.‬‬

‫ذكرنى المدٌر المالى بكل ذلك و خصوصا ً أنه قد أصٌب بحزام نارى حول‬
‫جسمه و أصٌب بعدة أمراض بعد ذلك و اسؤل هللا له السبلمه و الشفاء ‪ ،‬ال‬
‫أعلم لما نفنى حٌاتنا بالعمل و نفتقد اسرتنا و أبنائنا ‪ ،‬و حٌنما سؤلته وجدت‬
‫رده أنه اصبح عاشقا ً للعمل و ال ٌود أن ٌذهب للبٌت اال قلٌبل ً‪.‬‬

‫فمدمنو العمل هم اشخاص مجتهدٌن فى العمل بصورة مبالػ فٌها جدا ‪ ،‬فهم‬
‫ٌمضون الوقت الكثٌر بالعمل لدرجة تطؽى على صحتهم و أ سرتهم و عبلقاتهم‬
‫االجتماعٌة ‪.‬‬

‫حٌنما حاولت البحث عن سبب إدمان العمل لم أجد اسباب واضحه و لكن من‬
‫تحلٌلى الشخصى ممن سؤلتهم و من قمت بمحاورتهم بخصوص هذا الموضوع‬
‫وجدت أنه ٌمكن تلخٌص أسباب إدمان العمل فى األتى ‪:‬‬

‫‪ -1‬الشعور بالفشل و محاولة تعوٌض هذا الشعور فى النجاح العملى‬


‫‪ -5‬الهروب من المشاكل الحالٌه و من مشاكل بالماضى و محاولة نسٌناها‬
‫بالعمل‬
‫‪ -0‬نقص الثقة فى فرٌق العمل و انه لن ٌإدى أحد العمل مثلهم بالصورة‬
‫التى ٌرٌدنوها‬
‫‪ -0‬محاولة الحصول على التقدٌر من خبلل الحصول على المزٌد من العمل‬
‫و الحصول على مكافؤة أو تقدٌر من األخرٌن‬

‫ٌكتشؾ مثل هإالء الكارثه التى ٌقعون فٌها حٌنما ٌفقدون صحتهم أو ٌفقدون‬
‫شبابهم و أوالدهم نضجوا و كبروا فٌكتشفون أنهم افنوا حٌاتهم بالعمل ‪.‬‬

‫المطلوب هو الموازنه بٌن حٌاتك الشخصٌه و األسرٌة و بٌن حٌاتك العملٌة و‬


‫المهنٌة ‪ ،‬فنجاحك المهنى ال ٌقل أهمٌة نهائٌا ً عن نجاحك األسرى ‪ ،‬فحٌنما‬
‫تستطٌع أن تكون ابا ً أو أما ً ٌخرجون جٌبل ً لدٌه أخبلق و تربى على الدٌن و‬
‫المثل فهذا ٌعد نجاحا ً ‪ ،‬فالنجاح المهنى ال ٌعوض النجاح األسرى ‪ ،‬و لنا فى‬
‫حاالت التفكك األسرى و حاالت الطبلق التى كثرت هذه األٌام عبرة و عظه ‪.‬‬

‫فبل تهملوا أبنائكم و ال تبتعدوا عنهم بحجة لقمة العٌش و العمل ‪ ،‬فاهلل الذى ال‬
‫إله إال هو لن ٌعوضكم مال الدنٌا إذا ضاعوا ابنائكم ‪ ،‬فالبنت أو الولد إذا لم‬
‫ٌجدوا أهلهم بجوارهم فسوؾ ٌلجؤون إلى أصدقائهم أو أى شخص ٌعوض ذلك‬
‫الجانب المفقود و الناقص لدٌهم ‪ ،‬و من ٌدرى لربما ٌكون هذا ا لشخص الذى‬
‫حصل على تلك المكانه لٌس صالحا ً و لٌس سوٌا ً نفسٌا ً و ربما ٌفسد أكثر ما‬
‫ٌصلح و ترجعون تندمون على إفراطكم فى العمل ‪ ،‬فبل إفراط و ال تفرٌط ‪.‬‬

‫اما بالنسبة لو كنتم تعملون للحصول على التقدٌر أو الهروب من المشاكل‬


‫سواء الحاضره أو الماضٌه ‪ ،‬فؤعلموا أن لٌس العمل وحده الذى ٌمكن أن‬
‫ٌشعركم بالنجاح أو التقدٌر فٌمكن أن تحصلون على التقدٌر من شخص‬
‫تساعدونه من خبلل االشتراك فى جمعٌات خٌرٌة أو أى عمل تطوعى خٌرى ‪،‬‬
‫و لو كنتم تهربون من المشاكل فلن ٌجدى ذلك نفعا ً فما علٌك سوى مواجهة‬
‫تلك المشاكل و العمل على اإلنتهاء منها نهائٌا ً بمواجتها ‪ ،‬فافعل ما تخاؾ أو‬
‫اذهب لشخص متخصص لٌعمل معك على حل تلك المشكلة ‪.‬‬

‫فهل فكرت ٌوما ً ان العمل المضنى لٌس مثمرا ً بالمقدار الذى ٌدعٌه الناس ؟‬

‫حسنا ً‪ ،‬علٌك أن تفكر فى ذلك ‪.‬‬

‫القبول بهذه الفكرة سٌؽٌر حٌاتك إلى األبد !‬

‫ٌقول صاموئٌل جونسون ( لٌس هناك بطالة تؽرٌنا كتلك التى ترفع نفسها إلى‬
‫مرتبة االنشؽال الظاهرى )‬
‫و لو كنت من النوع الذى ٌعمل كثٌرا ً ألن فرٌقك لن ٌستطٌع إتقان العمل‬
‫مثلما تتقنه ‪ ،‬فهذا خطؤ كبٌر و جسٌم حٌث أنك لن تستطٌع أن تستمر العمل‬
‫بهذا الشكل ‪ ،‬فٌجب أن تدرب فرٌقك على العمل و تعلمهم حتى تستطٌع أن‬
‫تفوض لهم العمل و تركز أنت فٌما ٌجب أن تقوم به و ال تعمل او تقوم بكل‬
‫المهام وحدك ‪ ،‬فؤعمل بذكاء و لٌس بجهد ‪.‬‬

‫علمتنى الحٌاة العملٌة فى الشركات أن هناك ثبلثة أنواع من العمال ‪:‬‬

‫األول هو الكسول المنتج ‪ ،‬الذكى و الخبلق ‪ ،‬الذى ٌعمل قلٌبل ً و ٌنتج كثٌراً‪ .‬و‬
‫الثانى هو المدمن على العمل الذى ٌعمل كثٌراً و ٌنتج قلٌبل ً‪ .‬و الثالث هو الذى‬
‫ال ٌنتج شٌئا ً و ال ٌستحق أن ٌذكر أٌضا ً ‪ .‬فؤٌهم ترٌد أن تكون؟‬
‫( ‪) 15‬‬

‫ال ٌمكنك الحصول على كل ما ترٌد‬

‫( األمل بحد ذاته هو ضرب من ضروب السعادة ال بل هو السعادة األهم التى ٌمنحها‬
‫هذا العالم ‪ ،‬و لكن اإلفراط فى األمل حاله كحال معظم المتع األخرى المستهلكه دون‬
‫هوادة قد تكون كفارته األلم ‪ .‬أما إطبلق العنان لآلمال فسٌنتهى بخبٌة أمل )‬

‫صاموٌل جونسون‬
‫أحٌانا ً كثٌره تصور محاضرات التنمٌة البشرٌة ‪ ،‬مع تحفظى على المسمى‬
‫ألنه لٌس هناك ما ٌسمى بالتنمٌة البشرٌة أو علم التنمٌة البشرٌة ‪ ،‬و لكن‬
‫هناك ما ٌسمى أسم التطوٌر الذاتى و التنمٌة الذاتٌه ‪ ،‬أنك تستطٌع تحقٌق كل‬
‫ما ترٌد تحقٌقه و الوصول إلٌه و تخرج لدٌك طاقة جباره و أمل و لكن ما‬
‫ٌلبث هذا التحفٌز إال و ٌذهب جفاءاً بدون تحقٌق أى شىء ‪ ،‬و هذا لؤلسؾ‬
‫مشكلة قد أنتقلت لنا بسبب قصص النجاح و التى تصور لنا أن النجاح سهل و‬
‫بسٌط و أنك تستطٌع تحدى الظروؾ و العوائق بكل بساطة و سهولة ‪ .‬أحٌانا ً‬
‫كثٌره و أنا اقرأ تلك الكتب و السٌر الذاتٌة اسؤل نفسى سإال مهم ٌا ترى ما‬
‫شعور هذا الشخص أو بطل القصة فى هذا الموقؾ بالتحدٌد ما الذى ٌا كان‬
‫ٌقوله لنفسه ‪ ،‬هل كان دائما ٌقول لنفسه أنا سوؾ أنجح أم انه اصٌب بالشك‬
‫و ربما قد ٌكون بكى من شدة األلم و ربما ٌكون قد أوشك على اإلنتحار بسبب‬
‫إنسداد كل الطرق و األبواب فى وجهه ‪ ،‬احٌانا كثٌره الكتابة و التحدث عن‬
‫النجاح ربما ٌشعر الناس انه سهل و ربما ٌعطٌهم أمل زائؾ أنهم ٌستطٌعون‬
‫الوصول و تحقٌق كل شىء ‪ ،‬و هذه لٌست من سنة الحٌاة ‪ ،‬فبل ٌمكن أن‬
‫ٌحقق اإلنسان كل أماله ‪ ،‬فهناك أشٌاء نرؼب فى تحقٌقها ألنفسنا و هللا ٌعلم‬
‫انه إذا تحققت فهذا شر لنا فٌمنعنا عنها ‪ ،‬و عسى ان تحبوا شٌئا و هو شر‬
‫لكم و عسى ان تكرهوا شٌئا و هو خٌرا لكم ‪.‬‬

‫قصة كاتبه روائٌة مثل جى ك رولنج مإلفة سلسلة رواٌات هارى بوتر و التى‬
‫حققت نجاحا كبٌرا ً و إنتشارا ً كبٌرا ً ‪ ،‬صورت أنها إنتقلت من الفقر المدقع و‬
‫حالة الطبلق إلى الؽنى الفاحش بٌن لٌلة و ضحاها تقرٌبا ‪ ،‬و لم تشر إال قلٌبلً‬
‫إلى الجهود الذى بذلتها فى كتابة رواٌاتها و إلى الصبر الذى تحلت به و إلى‬
‫المثابرة و األلم ‪ .‬الواقع ٌقول أن كتابها االول قد استؽرق أكثر من خمس‬
‫سنوات من العمل و الكتابة ‪.‬‬

‫فطرٌق النجاح ٌحتاج إلى صبر و مواجهة الكثٌر من العوائق و التحدٌات ‪.‬‬

‫فى أمرٌكا كانت هناك مجلة تسمى مجلة النجاح ‪ ،‬تقوم تلك المجلة بذكر‬
‫قصص الناجحٌن و الذٌن استطاعوا الوصول إلى الثراء المالى ‪ ،‬بما انه‬
‫النجاح فى مجتمع رأس مالى مثل أمرٌكا ٌقٌس النجاح بمقدار الحساب البنكى‬
‫و مقدار الثروة التى ٌمتلكها الشخص ‪ .‬صورت تلك المجلة من خبلل‬
‫الصحفٌٌن فٌها أن النجاح سهل و بسٌط نسبٌا ً ‪ ،‬و لكن لم تظهر الجانب‬
‫األخر الذى دفعه تلك الشخصٌات من العمل لساعات مضنٌه و طوٌلة و الحٌاة‬
‫العائلٌة الفاشلة و المخاطرة بالثروة و العائلٌة و المعاناة الجسدٌة و النفسٌة‪.‬‬
‫و المفارقة الؽرٌبة انه فى عام ‪ 1222‬و اثناء إزدهار االقتصاد االمرٌكى كما‬
‫لم ٌزدهر من قبل أعلنت تلك المجلة إفبلسها و إحتٌاجها لمستثمرٌن ٌمولنها‬
‫قبل إعبلن تعوٌمها او إؼبلقها نهائٌا ً‪.‬‬

‫تاكد تماما أنك لن تستطٌع الحصول على القدر الكافى من المال لشراء كل ما‬
‫ترٌد فى العالم و لو حصل هذا بالفعل ‪ ،‬فسوؾ ٌشعر سائر الناس من حولك‬
‫بالعداء تجاهك ‪ ،‬و لكن ٌحتمل أن تكون كمعظم الناس ال تقدر حق التقدٌر ما‬
‫تستطٌع إكتسابه و إنجازه فى العالم الذى نعٌش فٌه ‪ ،‬مع أنك لن تستطٌع‬
‫دائما الحصول على ما ترٌد ‪ ،‬إال انك قد تحصل على أكثر مما تعتقد نفسك‬
‫قادرا ً علً الحصول علٌه ‪.‬‬

‫فهل أنت تعتقد نفسك نجاحا ً أم ؼٌر ناجح ؟‬


‫( ‪) 10‬‬

‫مهارة إدارة الضؽط النفسى‬

‫( الضؽط النفسى هو سمة من سمات الحٌاة الطبٌعٌة و التى ال نستطٌع‬


‫تؽٌٌرها بشكل نهائى او إنهائها )‬

‫الدكتور شرٌؾ مرسى‬

‫محاضر بجامعة القاهرة و عٌن شمس‬


‫الشق النفسى هو الشق االهم لعبلج الضؽط النفسى ‪ ،‬و الضؽط النفسى لها‬
‫أثار جسمانٌة كما قولنا فى فصل سابق ‪ ،‬فالحٌاة لٌس لها وتٌرة واحدة فهى‬
‫بها لحظات حزٌنة و لحظات مفرحة و لحظات إحباط و لحظات أمل ‪ ،‬فكما كان‬
‫ٌقول الدكتور إبراهٌم الفقى ( لوال وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى)‪.‬‬

‫فؤنت لن تستطٌع أن تمنع األحداث المإسفه من الحدوث فى الحٌاة ‪.‬‬

‫تخٌل انك تشرب القهوة قبل ان تذهب للعمل و انت تشرب القهوة سقطت علٌك‬
‫و اصبحت مبلبسك متسخه فؤضطررت أن تؽٌر مبلبسك بسرعه ‪ ،‬و هنا قد‬
‫نزلت سرٌعا لركوب سٌارتك و وجدت ان سٌارتك معطله و ال ت عمل ‪ ،‬و‬
‫اضطررت أن تركب وسٌلة مواصبلت و ذهبت للعمل لؤلسؾ متاخرا ً ‪ ،‬و هنا‬
‫قابلت مدٌرك و سؤلك على تقرٌر معٌن و لكن لؤلسؾ أنت لم تكمله ألنك جئت‬
‫متؤخرا ً ‪ ،‬هنا الضؽط النفسى لدٌك كان عالى بشكل كبٌر و اصبت بالضٌق ‪ ،‬و‬
‫حٌنما ذهبت للبٌت اصابتك نوبة ؼضب على زوجتك و التى بالتالى اصٌبت‬
‫بضؽط نفسى كبٌر و هنا اطلقت ؼضبها على ابنتك و ابنتك دخلت ؼرفتها و‬
‫اطلقت ؼضبها على القطه ‪ .‬كل تلك السلسلة أدت بسبب تؤخرك على العمل‬
‫إلى ضؽط نفسى كبٌر ‪.‬‬

‫فكٌؾ تستطٌع أن تدٌر الضؽط النفسى الخاص بك ؟ ‪ ،‬ألن تلك المهارة اصبحت‬
‫مهمة جدا و ٌسمٌها ا لبعض بشكل آخر الذكاء العاطفى أو إدارة المشاعر ‪.‬‬

‫علماء النفس قالوا أن القلق هو بداٌة و إشارة وجود ضؽط نفسى ‪ ،‬فالشىء‬
‫الذى ٌسبب لك ضؽط نفسى لٌس بالضرورة ٌسبب ضؽط نفسى لآلخرٌن ‪.‬‬

‫فالضؽوط تملىء حٌاتنا فى جمٌع االركان الخاصه بحٌاتنا ‪ ،‬فبل تجعل الضؽط‬
‫النفسى لدٌك ٌ صل إلى مرحلة الؽلٌان ‪ ،‬ألنك إذا وصلت إلى تلك المرحلة‬
‫فسوؾ تكون صعب السٌطرة على اعصابك ‪.‬‬

‫فما الذى ٌسبب لك ضؽط عصبى و نفسى ؟‬

‫ٌمكن أن ٌكون أختبلفنا فى الرأى ٌمكن ان ٌإدى إلى ضؽط نفسى ‪ ،‬فكل‬
‫شخص لدٌه ( األنا ) التى تحاول أن تثبت أنها صح ‪ ،‬و لكن ال ٌوجد شخص‬
‫فى ا لكوكب األرضى صح دائما و على طول الحٌاة ‪.‬‬

‫ٌمكن أن ٌكون الضؽط النفسى ٌظهر لدٌك بسبب رؼبة المدٌر فى رإٌتك ‪ ،‬فقد‬
‫ٌظهر فى عقلك شىء سلبى لؤلسؾ و ربما ٌكون هذا التصور ؼٌر صحٌح ‪.‬‬
‫ما ٌمكن ان ٌسبب لك ضؽط نفسى و عصبى إذا جربت شىء جدٌد او مهمه‬
‫جدٌده ‪ ،‬فؤنا على سبٌل ال مثال حٌنما كنت اعمل فى إحدى الشركات و طلب‬
‫منى السفر للقاهره لزٌارة الفروع بها كنت أحلم بتلك المهمه لخوفى من‬
‫السفر و اال استطٌع الوصول للفرع ‪ ،‬و اثناء تادٌتى الخدمة العسكرٌة و ٌطلب‬
‫مننا مهمات معٌنه كنت احلم بتلك المهام و كان ٌصٌبنى االرق ‪.‬‬

‫ٌمكن أن ٌكون السب ب فى الضؽط النفسى لك هو العمل على مشروعات لها‬


‫وقت إنتهاء و كلما إقترب وقت االنتهاء و انت لم تنتهى من المهمة تلك‬
‫تصاب بذعر و رعب و خوؾ من التوبٌخ و تعانى من تؤنٌب الضمٌر ‪.‬‬

‫ٌمكن أن ٌكون السبب فى الضؽط النفسى لك هو إعطاء محاضرة أو ندوة ‪،‬‬


‫حٌث أن صنؾ الخوؾ من ا لتحدث أمام الجمهور الخوؾ رقم واحد فى العالم و‬
‫الخوؾ من الموت هو رقم ثبلثه ‪.‬‬

‫ٌمكن ان ٌكون السبب فى الضؽط النفسى هو بعد مسافة العمل و اخذ وقت‬
‫كبٌر بٌن الذهاب للعمل و العودة منه ‪.‬‬

‫ٌمكن أن ٌكون السبب اٌضا مرور وقت صعب علٌك و صورة الذاتٌة الضعٌفه‬
‫و ضعؾ إدارتك ل مهامك و اعمالك و عدم وجود هدؾ او معنى واضح لعملك‬
‫او لحٌاتك ‪.‬‬

‫فكٌؾ تعرؾ انك اصبت بالضؽط النفسى و العصبى ؟‬

‫أشٌاء تراها ‪ :‬البكاء فجؤة و التدخٌن و الشراء بدون داع ألشٌاء معٌنة تحاول‬
‫إخراج كل ضٌقك فٌها ‪ ،‬إدمان المخدرات أو إدمان الجنس ‪.‬‬

‫أشٌاء تشعر بها ‪ :‬تشعر باال نعزال و الضٌق و الوحدة و االكتئاب و تشعر أن‬
‫وجهه أصبح متعب و عجوز بعض الشىء و تظهر له هبلت سوداء تحت‬
‫عٌنه‪.‬‬

‫أشٌاء قد تسمعها ‪ :‬التحدث بسرعه و البلعب باالقبلم و التلٌفون باوقات‬


‫كثٌره‪.‬‬

‫فؤعلم ما هى األعراض التى تعانى منها حتى تستطٌع ان تعالج نفسك أو‬
‫تستعٌن بالمساعدة و الدعم الخارجى أو باللجوء إلى طبٌب مختص حتى ال‬
‫تتفاقم األعراض و المشاكل ‪.‬‬
‫( ‪) 10‬‬

‫‪ 2‬عادات للتؽلب على االحتراق الوظٌفى‬

‫( فى البداٌة نحن نصنع عاداتنا و بعد ذلك تتحكم فٌنا عاداتنا )‬

‫جون دراٌدن‬
‫فى هذا الجزء من الكتاب سوؾ اتكلم عن ‪ 2‬طرق او ‪ 2‬عادات تستطٌع من‬
‫خبلل القٌام بهم او ممارستهم أن تقلل و تنهى من حدة اإلحتراق الوظٌفى‬
‫الذى تتعرض له فى حٌاتك ‪ ،‬و تلك الطرق السبعه قد سمعتهم فى إحدى‬
‫الدورات التدرٌبٌة التى حصلت علٌها حٌنما كنت أبحث عن عبلجا ً لنفسى من‬
‫االحتراق الوظٌفى الذى عانٌت منه و مازلت كل فترة ضؽط امر بها ‪ ،‬و كما‬
‫قولنا فنحن لن نستطٌع اإلنهاء علٌه بشكل كامل و عدم الشعور به مرة أخرى‬
‫‪ ،‬هذا األمر ؼٌر واقعى ألن طبٌعة الحٌاة كما قولنا ٌجب أن تمر بؤمور ال‬
‫تحبها و لن تفضلها ‪ ،‬فاالحتراق الوظٌفى أعتبره مثل اإلنفلونزا العادٌة ٌجب‬
‫أن تمر بها فى خبلل حٌاتك و ٌمكنك أن تاخذ أحتٌاطاتك منها من خبلل اتباع‬
‫أمور معٌنة مثل التدفئة السلٌمة و شرب مشروبات ساخنه و هكذا األمر فى‬
‫اإلحتراق الوظٌفى من خبلل قٌامك بالسبع عادات تلك و هم كاألتى ‪:‬‬

‫‪ -1‬أكتشؾ الشؽؾ الخاص بك ‪ :‬فمن خبل ل أن تكتشؾ الشىء الذى أنت‬


‫شؽوؾ به فلن تشعر بؤى تعب أو مجهود ‪ ،‬فبذل المجهود فى شىء‬
‫تستمتع بالقٌام به ال ٌضٌع حٌاتك و جهدك سدى ‪ ،‬فؤكتشؾ ما الذى‬
‫تقضى فٌه أؼلب الوقت و ال تشعر فٌه بمرور الوقت ‪ ،‬ما الذى تقرأ‬
‫عنه بشكل دائم أو تشاهده و تسمعه ‪ ،‬ما الذى تتحدث عنه بشكل دائم‬
‫مع أصدقائك و أ قاربك و زوجتك أو زوجك ‪ ،‬بعدما تكتشؾ ما هو هذا‬
‫الشىء بالتحدٌد قم بالعمل على شؽفك فى أوقات فراؼك كل ٌوم لمدة‬
‫ساعة أو ‪ 02‬دقٌقة و حاول أن تستمتع بهذا الوقت ‪ ،‬ولو استطعت أن‬
‫تحول شؽفك إلى عملك فؤنت هكذا لن تشعر أنك تعمل أساسا ً بل تفعل‬
‫ما تحب و تحصل فى مقابله على مال ‪.‬‬

‫‪ -5‬التوازن بٌن حٌاتك العملٌة و الشخصٌة ‪ :‬أحاول أن تفصل بٌن عملك و‬


‫حٌاتك الشخصٌة ‪ٌ ،‬جب أن ٌكون لك وقت مخصص لك أنت فقط ‪ ،‬ال‬
‫تسمح بشىء ٌضاٌقك أو ٌخرجك من تلك الحالة من اإلستمتاع بوقتك‬
‫الخاص ‪ ،‬اؼلق هاتفك العملى و ال تستقبل أى تلٌف ونات فى هذا الوقت‪.‬‬

‫‪ -0‬أعمل بطرق مبتكره ‪ :‬لو أستطعت أن تعمل مهامك المهنٌة من البٌت‬


‫فالتفعل ‪ ،‬حاول أن تكتشؾ ما هى المهام التى تمثل ‪ %52‬و تخرج‬
‫‪ % 82‬من النتائج و قم بالتركٌز علٌها ‪ ،‬جزء المهام الكبٌره إلى مهام‬
‫صؽٌره تستطٌع اإلنتهاء منها ‪ ،‬أعمل على تفوٌض المهام إل ى باقى‬
‫فرٌقك ‪ ،‬حدد أولوٌاتك و اعرؾ ما هو المهم و العاجل و المهم و الؽٌر‬
‫عاجل و الؽٌر مهم و الؽٌر عاجل و العاجل و الؽٌر مهم ‪ ،‬و ال تكن‬
‫متاحا لكل شخص و تعلم ان تقول ال بلطؾ ‪ ،‬و اعمل بذكاء و لٌس‬
‫بجهد‪.‬‬
‫‪ -0‬التؤمل و الجٌم ‪ :‬اذهب إلى مكان تستشعر فٌه بالهدوء و الراحه لبعض‬
‫الوقت ‪ ،‬أخرج إلى أماكن بها مناظر طبٌعٌة كالبحر و الحدائق ‪ ،‬سافر‬
‫إلى أماكن صحراوٌة و تؤمل كما كان النبى ٌتؤمل و ال تفكر فى أى عمل‬
‫‪ ،‬حاول أن تتنفس بهدوء و راحة ‪ ،‬إذهب إلى صالة األلعاب الرٌاضٌة‬
‫او ما ٌعرؾ بالجٌم و مارس الرٌاضة مرتٌن باألسبوع و أجعلها من‬
‫أولوٌاتك ألن الرٌاضة تساعد على تحسٌن الصحة و المزاج و النفسٌة‪،‬‬
‫و قلل االوقات التى تجلس فٌها على مواقع التواصل االجتماعى‪.‬‬

‫‪ -2‬أكتشؾ ما ٌجعلك مندمجا فى عملك ‪ :‬تقول األبحاث أن من ‪ 52‬إلى‬


‫‪ % 02‬من دوران العماله ٌكون بسبب إنخفاض اإلنتاجٌة و ذلك‬
‫اإلنخفاض ٌكون ب سبب اإلحتراق الوظٌفى ‪ ،‬فحاول لو كنت تشعر‬
‫بالتعب أو الملل أو اإلرهاق و الزهق من وظٌفتك و عملك فؤعمل على‬
‫طلب أجازة ‪ ،‬أو ابتعد عن العمل بشكل مإقت و خذ برٌك ثم عد إلى‬
‫العمل و سوؾ تكتشؾ أنك عدت للعمل بكامل طاقتك النفسٌة و الذهنٌة‪.‬‬

‫‪ -2‬أكتشؾ قٌمك و قٌم الشركة ‪ :‬حاو ل معرفة قٌمك الشخصٌة و حاول أن‬
‫تعرؾ ان جزء من مهام المدٌر هو لٌست فقط إدارة المهام و لكن إدارة‬
‫البشر و من إدارة البشر هو معرفة كٌؾ تدٌر الموظٌفٌن و تتعامل‬
‫معهم حٌنما ٌصابوا باالحتراق الوظٌفى ‪ ،‬فحتى تعرؾ نفسك ٌجب أن‬
‫تكتشؾ قٌمك الشخصٌة و ما تإمن به و ما هى ق ٌم الشركة و هل‬
‫تشتركان فى القٌم أم أنك تخالؾ قٌمك الشخصٌة و تشعر انك تخالؾ‬
‫مبادئك بالعمل فى تلك الشركة او تلك الوظٌفة ‪ ،‬و حاول معرفة رإٌة‬
‫الشركة ‪.‬‬

‫‪ -2‬سافر و ابتعد عن المنبهات ‪ :‬كثرت المنبهات تعمل على إدمانها و تجعل‬


‫اإلنسان عصبى جدا إذا ابتعد عنها فترة طوٌل ة و مزاجه متقلب ‪،‬‬
‫فحاول أن تتخلص منها بشكل تدرٌجى و ال تجعلها هى من تسٌطر علٌك‬
‫و على حالتك المزاجٌة ‪ .‬و من األمور األخرى التى ٌمكنك أن تقوم بها‬
‫هى أن تضع لنفسك جدول خاص للسفر أنت و أسرتك مرة شهرٌا ً لكى‬
‫ٌساعدك على تجدٌد روحك و شؽفك و طاقتك ‪ ،‬و بالبلدى تفصل شوٌة‪.‬‬

‫(اعلم أن تؽٌٌرات صؽٌره و قرارات صؽٌره هى التى تعمل‬


‫اإلنجازات الكبٌره فى حٌاتنا ‪).‬‬
‫الخاتمة‬
‫أتمنى أننى قد حاولت التخفٌؾ عن كل من ٌعانى من االحتراق الشخصى و الوظٌفى‬
‫‪ ،‬و حاولت أن ٌكون هذا الكتاب لٌس مجرد كتاب تقرأه مرة واحدة و لكن أن ٌصبح‬
‫دلٌبل ً تعود له كلما شعرت أنك مضؽوط و متوتر و أن شؽفك و روحك قد أنفطئوا ‪،‬‬
‫و أتمنى أن أكون قد وصلت معكم إلى الحلول المناسبة لكل شخص منا ‪ ،‬ألنه‬
‫لؤلسؾ ال توجد حلول تتناسب مع الجمٌع ‪ ،‬فنحن شخصٌات مختلفه و لٌست‬
‫متشابهه ‪ ،‬و الحل الذى قد ٌناسبنى من الممكن اال ٌناسب شخص آخر ‪ ،‬فرحلة‬
‫البحث عن عبلج من االحتراق الوظٌفى هى رحلة شخصٌة ‪ ،‬فابحث بٌن دفتى هذا‬
‫الكتاب عما ٌناسبك ‪ ،‬و ال تتردد أبدا ً فى طلب المساعدة من متخصص ‪ ،‬أو طلب‬
‫الدعم ممن حولك ‪ ،‬فربما وجود شخص ٌشعر بك و ٌشعر بما تمر به و ٌسمعك قد‬
‫ٌكون هو العبلج ‪.‬‬

‫و ال تنسى قبل تلك الحلول أال تٌؤس من روح هللا ‪ ،‬و أن تعود إلٌه و أن تفكر فى‬
‫عبلقتك بربك فربما قد تكون مقصرا ً ‪ ،‬ادعوا هللا كثٌرا ً و أنت ساجد فؤكثر ما ٌكون‬
‫العبد قربا ً من ربه و هو ساجد و صلى و صم ‪ ،‬و اخرج صدقات ففى الصدقات‬
‫شفاء للقلوب و االرواح ‪ ،‬و إذا اردت أن ٌكفٌك هللا ما اهمك اذكر سبع مرات‬
‫(حسبى هللا ال إله اإل هو علٌه توكلت و هو رب العرش العظٌم ) و دعاء (اللهم أنى‬
‫أعوذ بك من الهم و الحزن و العجز و الكسل و البخل و الجبن و ؼلبة الدٌن و قهر‬
‫الرجال )‬

‫و ال تنسى إذا عجبك الكتاب و أستفدت منه فؤدعوا لى بظاهر الؽٌب و أن ترسل لى‬
‫قصتك مع الكتاب و رحلة العبلج على صفحتى الشخصٌة على الفٌس بوك ‪ ،‬و لو‬
‫رأٌت من ٌعانى من الضؽط النفسى و العصبى و االحتراق الوظٌفى فبل تتردد و‬
‫نصحه بقرأة الكتاب أو إعطائه الكتاب هدٌة ‪.‬‬

‫و القاكم على خٌر فى الكتاب القادم إن شاء هللا ‪.‬‬

‫‪ -‬تم بحمد هللا ‪-‬‬


‫للتواصل مع الكاتب على صفحته على الفٌس بوك‬
‫المراجع و المصادر‬

‫الدورات و الكورسات ‪:‬‬

‫‪ -‬كورس إدارة الضؽط النفسى الشخصى و الو ظٌفى (موقع أكادٌمٌة أعمل‬
‫بٌزنس)‬
‫‪ -‬كورس كٌؾ تستمتع بضؽط ا لعمل (موقع أكادٌمٌة أعمل بٌزنس)‬
‫‪ -‬كورس ‪ ( Job Burnout‬موقع ‪) Al Mentor .net‬‬

‫الكتب ‪:‬‬

‫كتاب المرونة النفسٌة‬ ‫‪-‬‬


‫كتاب السعادة الجدٌدة للضؽوط‬ ‫‪-‬‬
‫المشاكل النفسٌة‬ ‫‪-‬‬
‫الشعور باالرتٌاح‬ ‫‪-‬‬
‫نادى االحتراق النفسى‬ ‫‪-‬‬
‫أعمل أقل تنجح أكثر‬ ‫‪-‬‬
‫سٌطر على التوتر‬ ‫‪-‬‬
‫الهشاشه النفسٌة‬ ‫‪-‬‬
‫المرونة العاطفٌة‬ ‫‪-‬‬
‫حرر نفسك‬ ‫‪-‬‬
‫الؽبلؾ الخلفى‬

‫أهبل بك صدٌقى المحترق نفسٌا ً و باألخص المحترق نفسٌا ً وظٌفٌا ً ‪ ،‬أحب‬


‫أعرفك بنفسى صدٌقك المحترق و الذى مازال ٌتعافى ألن الموضوع لٌس بتلك‬
‫البساطة و فى نفس الوقت لٌس بتلك الصعوبة التى ٌمكنك أن تتخٌلها !‬

‫الكتاب كتب خصٌصا ً لك من شخص ٌفهمك و ٌشعر بك و ٌمر بما تمر به‬
‫بالضبط ‪.‬‬
‫أفهمك جٌدا ً ألنى من الذٌن ٌحاولون التعافى و ٌمشون فى رحلة العبلج ‪ ،‬و‬
‫ألننى اعمل بمجال الموارد البشرٌة أو ما هو معروؾ فى الشركات ال ‪، HR‬‬
‫بمعنى أننى أحتك بالعدٌد من الناس و أرى الكثٌر من الشخصٌات و الطباع‬
‫النفسٌة و المرجعٌات و الخلفٌات و التربٌه المختلفه من كل ا لناس أثناء‬
‫عملى ‪.‬‬

‫أنا أعمل فى مجال المكروهٌن فى األرض !‬

You might also like