Professional Documents
Culture Documents
1054
1054
إعداد و تؤلٌؾ
عبدالرحمن عثمان
( عبدالرحمن عثمان )
إذا عزمت لفعل أمر ..
فاجعل التوكل مركبة العبور..
وإذا عصاك الدهر ٌوما ً..
فاسؤل المولى لتسهٌل األمور..
ال تجزع لضٌق الرزق أبداً..
ٌرزق العصفور من بٌن النسور..
واعلم بؤن هللا ٌعلم..
نظرة العٌن وما تخفً الصدور..
كن شاكراً ما دمت حٌا ً..
واعلم بؤن الدنٌا أٌام تدور
عبدالرحمن عثمان
إهداء
أهدى الكتاب لمرأتٌن أستطاعوا تحملى بٌنما كنت اعانى من االحتراق النفسى
الوظٌفى و مازلت أحاول أن أتعافى منه تدرٌجٌا ً فالضؽط المهنى ال ٌنتهى ،
تحملوا عصبٌتى و تعبى و إرهاقى و حزنى الؽٌر مبرر بالن سبة لهم و للجمٌع
من حولى و وحدتى و صمتى و انطوائى و اختفائى و تقلب مشاعرى
االمتناهى و ضٌقى من ابسط األشٌاء لدرجة أن واحده منهن أطلقت على صفة
( القمووصه ) اى س رٌع الضٌق و شدٌد الزعل .
أولهم أمى تلك المرأة التى بدون رعاٌتها لى و تربٌتها لى ما كنت انا ما انا
علٌه بهذا الشكل .
و لن أستطٌع أ ن أنسى صدٌقى سقراط حارس الكتب فى مكتبة بٌت الكتب ،
تلك المكتبة التى تربٌت فٌها على حب الكتب .صدٌقى سقراط هو من أستطاع
ان ٌسمعنى أثناء تعرضى لبلحتراق الوظٌفى و النفسى و ٌنصحنى بنصائح
عملٌه فطرٌة ،فشكرا ً لك لن أستطٌع ان انسى معروفك و جهدك معى و
استماعك فقط لشكوتى .
نبذه عن المإلؾ
عبدالرحمن عثمان
كبلمى المتناقض ستفهمه جٌدا ً حٌنما تكمل قراءتك للكتاب ،ففى الكتاب
أحاول أن أشرح لك هذا المفهوم و الذى نسمعه كثٌرا ً ممن حولنا و ال نفهم ما
الذى ٌعنٌه الشخص بذلك المفهوم الجدٌد و ما الذى ٌا ترى ٌعانى منه بشكل
دقٌق و كٌؾ ٌا ترى نساعده و نخرجه مما هو فٌه و نعالجه مما أصابه ،و ال
نجد سوى مجرد مقاالت أو مجرد تدوٌنات بسٌطه موجوده على االنترنت ،و
قلٌل ما نجد له كتب مكتوبه و خصوصا ً ممن ٌمرون بمراحل االحتراق
النفسى و باالخص االحتراق الوظٌفى بؤنفسهم .
الكتاب كتب خصٌ صا ً لك من شخص ٌفهمك و ٌشعر بك و ٌمر بما تمر به
بالضبط .
أفهمك جٌدا ً ألنى من الذٌن ٌحاولون التعافى و ٌمشون فى رحلة العبلج ،و
ألننى اعمل بمجال الموارد البشرٌة أو ما هو معروؾ فى الشركات ال ، HR
بمعنى أننى أحتك بالعدٌد من الناس و أرى الكثٌر من الشخصٌات و الطباع
النفسٌة و المرجعٌات و الخلفٌات و التربٌه المختلفه من كل الناس أثناء
عملى .
عملى هذا أنتج عنه شخص متهالك نفسٌا ً ،شعره بدأ ٌزول و خصبلت شعره
أبٌضت ،و ال أجد وقت كافى لما كنت أحبه حتى أقوم به ،نومى أصبح
متقطعا ً ،أنام أحلم بالعمل ،و حٌنما أستٌقظ أشعر أن جسمى كله مكسر
كؤننى لم أنم و كؤننى كنت أجرى خمس كٌلو فى 52دقٌقه كما كنت أقوم بذلك
فى الجٌش أثناء تؤدٌتى للخدمة العسكرٌة بالقوات الخاصه .
حٌنما أخذ أجازة أو عطلة رسمٌة أو نهاٌة األسبوع أظل سهرانا ً و مستقٌظا ً
ظنا ً منى أننى أستفٌد بكل دقٌقة و ساعة بالٌوم و ال أود أن ٌنتهى الٌوم حتى
ال تبدأ الدائرة المهلكه الروتٌنٌه .
أصبحت القراءة بال نسبة لى هى المتنفس الوحٌد فؤنا لم اعد أنا ،لقد أنطفت
شخصٌتى و أنطفى البرٌق فى عٌنى ،أصبحت روتٌنٌا ً و ٌموت بداخلى
الشؽؾ خطوة بخطوة .
فنحن جمٌعا ً نمر بتقلبات مزاجٌة تتراوح بٌن التحسن و السوء ،و لكن إذا
ؼلب علٌك أؼلب الوقت و األٌام الشعور بتلك المشاعر السابقه و ٌصعب علٌك
التفاإل فؤنت فى خطر اإلحتراق .
ٌمكن لحالتك المزاجٌة لؤلسؾ أن تإثر على حٌاتك كلها ،فى العمل و عبلقاتك
باألخرٌن و المنزل ،إما على نحو جٌد أو سىء .و قدرتك على التحكم فى
حالتك المزاجٌة ،و عدم الخضوع لها قد ٌعنى زٌادة نجاحك فى كل نواحى
الحٌاة .
من خبلل الكتاب ستعرؾ رحلتى و ستعرؾ ط رٌقة التعرؾ على سبب شعورك
بما تشعر ،و ستعرؾ إن شاء هللا كٌفٌة السٌطرة على حالتك المزاجٌة و كٌؾ
تجعل نفسك مصدر للطاقة اإلٌجابٌة و تشعر بمزٌد من اإلٌجابٌة أٌا ً كان ما
واجهته فى ٌومك .
فإذا أكملت تلك المقدمه للنهاٌة فؤظن أنك مستعد لخوض تلك الرحلة معى ،
فمن فضلك أن تؤخذ معك طفاٌة حرٌق لئلحتٌاط لٌس إال .
()1
هذه الحاله ولدت لدٌه قدرات و مهارات لم ٌكن ٌدرك أنها لدٌه ،و أصبح
ٌقوم بتس مٌة األشٌاء حتى ٌعرفها و ٌعرؾ كٌنونتها و هل هى خطر أم شىء
أمن بالنسبه له و لؽٌره ،و قام بالتدوٌن على الكهوؾ حتى ال ٌنسى ألنه وجد
لدٌه خطر آخر و هو خطر النسٌان ،و أصبح ٌحاول عبلج أى مشكلة حٌنما
تظهر له فى وقتها مباشرة .
مع ت طور الحضارة اإلنسانٌة و تحول م ن إنسان بدائى إلى إنسان مكتبى و
ٌتعامل مع كمبٌوتر أو ٌتعامل مع ماكٌنات و أله ،أصبح لدٌه تخوؾ اخر و
هو هل ستظل الشركة على وجودى بها ؟ و هل سوؾ أحصل على الزٌادة
السنوٌة المرضٌه و التى ستجعلنى أستطٌع أتحمل مشقات الحٌاة و ؼبلء
األسعار ؟ هل سؤستطٌع أن أزوج أبن ى أو ابنتى أو أعالج زوجتى أو أعٌن
ابنى على مصارٌؾ الزواج و شراء له شقه أو مساعدته فى أن ٌحصل على
تعلٌم محترم و عٌشه كرٌمه و أمنه ؟
بعد التطورات األخٌرة التى حدثت فى مصر و بعد إنتشار فٌروس كورونا فى
سنة 5252أصبح العالم ٌشعر باإلضطراب ،و أصبح الشىء الثابت و
الحقٌقى فى الحٌاة بعد الموت هو التؽٌٌر ،و لكن المشكلة ال أحد ٌعلم فى
الحقٌقة سٌحدث التؽٌٌر لؤلسوء أم لؤلفضل ،أصبح الشعور بعدم األمان و
اإلستقرار ٌدخل فى كٌان كل فرد منا سواء كان صاحب شركة أو مإسسة أو
موظؾ ،و لكن باألخص الموظؾ ،ألن الموظؾ و خصوصا لو كان عمره و
سنه كبٌر ففرصة قبوله فى وظٌفة أصبحت صعب ه و خصوصا لو طلب منه أن
ٌتوقع فى إستمارة التقدٌم للوظٌفة المرتب الذى سٌحصل علٌه ،و لهذا
السبب بالتحدٌد أجد الكثٌر من الناس ال تذكر الراتب المتوقع فى إستمارة
التقدٌم للوظٌفة فهم ٌخافون لو كتبوا مرتب كبٌر أن ٌتم عدم قبولهم
بالوظٌفة.
فى أحد المرات كنت أعرض وظٌفة مدٌر إلحدى شركات المطاعم و كان أقصى
سن للتعٌٌن هو 02سنة فوجدت هناك أحد الشخصٌات المحترمه الكبٌره سنا ً
ٌ ،بلػ 22سنه ٌتصل بً لٌسؤلنى على وظٌفة فقولت له أن أقصى سن
للتعٌٌن هو 02سنة ،فقال لى لفظا ً ( أنا على كده أروح أموت ! ).
أصبحنا نفقد السٌطرة على حٌاتنا و ال نستطٌع التنبوء بالمستقبل ،و مع
ازدٌاد حاالت الوفاة أصبح الناس ٌخافون فبل ٌسرفون و هنا تتعطل حركة
االقتصاد فٌحدث ركود فى المبٌعات و كثرة فى المنتجات فتقوم الشركات
بتسرٌح العماله بعدم تجدٌد العقود أو ٌنتهزون فرصة جهل العماله بقوانٌن
العمل و التؤمٌنات فٌقضون علٌهم بالمعنى الحرفى للكلمة ،هنا ٌجد الرجل
المعذور سنا ً نفسه خارج سوق العمل و سنه كبٌر و ال ٌجد من ٌقبله فى
وظٌفة أخرى بسهولة .
هنا قامت الدولة مشكوره بتقدٌم منح مجانٌة و دورات تدرٌبٌة لتعلٌم الناس
مهارات رٌادة األعمال و إنشاء المشروعات و تعلم التسوٌق اإللكترونى و
مهارات العمل الحر و ذلك لحل تلك المشكلة و حل مشكلة البطالة عموما ً و
لدى الشباب خصوصا ً.
لم أذهب إلى شركة إال و وجدت بها وظائؾ معروضه و تطلب شباب للعمل و
لكن لؤلسؾ الشدٌد المر اتبات المعروضه مقارنة باألوضاع اإلقتصادٌه قلٌله ،
و لؤلسؾ ال تستطٌع الشركات خصوصا لو شركة عائلٌة ؼٌر مدرجة
بالبورصة أى أنها لٌست شركة مسهمه أن توفر مرتبات مناسبه .
بعض تلك الحاالت تحتاج إلى رعاٌة طبٌة و نفسٌة لو وصلت إلى أقصاها ،و
ٌعتبر اإلكتئاب و القلق من الحاالت الشائ عة التى تساعد على تفاقم المشكبلت
فى جمٌع أنحاء العالم ،بل و تإثر فى مئات المبلٌٌن من الناس حول العالم ،
لذا فإن فعل أمر ما فى وقت مبكر لكسر دورة المزاج السلبى أمر فى ؼاٌة
األهمٌة ،إال أن الكثٌر من المشكبلت النفسٌة و المزاجٌة تمر دون أن
ٌبلحظها أحد أو ال ٌعطٌها أحد األهتمام الكافى .
سبحا ن هللا ٌتجه الناس لتزوٌد شعورهم بالسٌطرة على مستقبلهم و اإلطمئنان
فى عالم أصبح جنونٌا و مضطربا ً إلى الدجالٌن و المشعوذٌن و خصوصا ً فى
المناطق التى ٌقل بها العلم و المعرفة و الدٌن.
مما سبق كله ال نتعجب أن فى آخر أربع إلى ثبلث سنوات قد زادت حاالت
اإلنتحار و أشهرهم طالب كلٌة هندسة و الذى ألقى بنفسه من أعلى برج
القاهره أمام مراى و مسمع صدٌقه و الناس من حوله.
اؼمضت عٌنى فى ٌوم و تخٌلت هول الموقؾ سواء كنت انا صدٌقه أو انا
الشخص نفسه الذى ٌلقى بنفسه من اعلى البرج ،موقؾ صعب جدا و مرعب
حقٌقة ،و ال انصح أحد أن ٌقوم بما قمت به .
و لؤلسؾ تجد أحدهم ٌقول لك لو شعرت باإلكتئاب فما علٌك سوى ان تصلى ،
ال اسخؾ من قٌمة الصبلة و العبادات و لكن ربما ٌحتاج الشخص إلستشارة
طبٌب متخصص او اخصائى لٌعالجه و ٌعرؾ مشكلته بالتحدٌد .
نحن بطبٌعتنا البشرٌة ننشد الٌقٌن و نحاول السٌطرة على مستقبلنا و نتجنب
البلٌقٌن و فقدان السٌطرة .
نرٌد أن نعرؾ ما سٌحدث ،و أٌن سنذهب ،و ماذا سنرتدى .نحب شعور
السٌطرة و الٌقٌن .
و لكن لؤلسؾ الشٌطان لن ٌدعنا نقوم بذلك فهو دائما ما ٌجعلنا ننظر
للمستقبل بنظره سلبٌه فهو ٌدعونا للفقر و ٌؤمرنا بالفحشاء و المنكر و هللا
ٌوعدنا بكل فضل و خٌر و مؽفره من عنده سبحانه .
ما علٌك سوى العمل فإن قامة القٌامة و فى ٌد أحدنا فسٌله فالٌزرعها كما
أمرنا نبٌنا محمد صلى هللا علٌه و سلم ،و فكر فى دنٌاك كؤنك تعٌش أبدا و
اعمل ألخرتك كؤنك تموت ؼدا ً.
قال لى أحد المعلمٌن و المدربٌن الذٌن أثروا على تفكٌرى و حٌاتى الدكتور
عطا بركات ( اسؤل نفسك كل ٌوم صباحا ً ما الذى سؤخذه معى فى حٌاتى فى
األخره ؟ )
ستجد أن ما تستطٌع أن تؤخذك معك لٌست ألقابك و ال شهاداتك و ال منصبك و
ال ممتبلكاتك و لكن ما تستطٌع أن تؤخذه معك لؤلخره هو عملك الصالح و
النافع و الحسنات و الخٌر الذى قمت به فى األرض.
فبل بؤس من فقدان السٌطرة و ال بؤس من حالة البلٌقٌن ،فسؤل نفسك كٌؾ
كنت تستطٌع الذهاب إلى أماكن جدٌدة لوال أنك ؼادرت بٌتك و قررت الذهاب
من طرق جدٌدة لك ؟ و كٌؾ تستط ٌع أن تكتسب أصدقاء جدد و بدء عبلقة
عاطفٌة جدٌدة من ؼٌر أن تلتقى أشخاصا جددا ً؟ و كٌؾ تستطٌع فعل أى
شىء جدٌد من خبلل تكرار ما كنت تفعله دائما ً ؟
كنت فى بداٌة عملى كؤخصائى موارد بشرٌة عملت فى إحدى الشركات الكبرى
للمبلبس و كان مرتبى ضعٌؾ نسبٌا ً لمقدار ما كنت أقوم به من مهام و لكن
ألنى كنت فى بداٌة دخولى المجال لم اكن افكر فى الما دة بل كنت افكر فى
التعلم و الممارسة و الخبرة المهنٌة ،و لكن مع الوقت وجدت أننى لن أزٌد
الزٌادة المرضٌه التى ستجعلنى أكمل طرٌقى فى التطوٌر الشخصى و القراءة
و اخذ الدورات التدرٌبٌة و التى ستإهلنى لمناصب أعلى ،و هنا تقدمت بكل
شجاعة و طلبت زٌادة بالراتب و لك ن قوبل طلبى بالرفض ،و هنا قمت بعرض
سٌرتى الذاتٌه على أكثر من مكان حتى جاءت لى فرصة فى إحدى شركات
الكبرى للسوبر ماركت بمرتب أعلى فرق ألؾ جنٌه و لكن كان لدى تخوؾ
فظٌع من المكان الجدٌد و كنت وقتها بٌن نارٌن إما أن أرحل و اخذ المرتب
المناسب و استكشؾ المكان ال جدٌد و األشخاص الجدد الذٌن سٌكونون زمبلئى
فى العمل و إما أظل فى مكانى منتظر الزٌادة التى سترضٌنى ٌوما ما .و هنا
قررت فقدان السٌطرة لبعض الوقت و فى حالة من الشعور بالبلٌقٌن توجهت
للمجهول و كانت تجربة رائعة تعرفت فٌها على زمبلء سرعان ما تحولوا إلى
أصدقاء شخ صٌن و مدٌر من أعظم المدراء الذٌن تعاملت معهم سواء على
المستوى الشخصى اإلنسانى أو على المستوى العملى و المهنى.
تلك التجربة علمتنى أن النجاح ؼٌر ٌقٌنى أبدا ً ،و ما من نجاح بدون
مخاطرة .حتى إذا كنت األكثر ذكاء ،أو األكثر اجتهادا ً فى العمل ،فما من
ضمانة ألى شىء .
مرت على العالم الكثٌر من الحروب و األمراض و الظروؾ الطبٌعٌة القاسٌة ،
و من أستطاع ان ٌبتكر و ٌخترع و ٌخوض المجهول هم أشخاص عادٌة و
لكنهم أسكتوا أصواتهم الداخلٌة التى تنادٌهم بالسٌطرة على حٌاتهم مائة
بالمائة و شعروا بالقٌن فى حالة البلٌقٌن ،فما من شىء عظٌم قد ابتكر او قد
اكتشؾ و ما من شخص وصل للقمة إال و قد خاض مؽامرة كبرى من السقوط
و الصعود ،مرت علٌه أٌام و لٌالى لم ٌشعر فٌها بالٌقٌن و لكن الفرق بٌنك و
بٌنه انه لم ٌنتظر حتى ٌتقٌن ،فؤكتشاؾ أمرٌكا و صعود جبل إٌفرست كانوا
محاولة من كسر حالة الٌقٌ ن و حالة السٌطرة التامة .
حٌنما كنت أبحث عن عمل كؤخصائى موارد بشرٌة طرقت كل األبواب التى
رأٌتها أمامى ،و عملت بعدة وظائؾ كفرد أمن و سكرتٌر فى إحدى مراكز
التدرٌب و تعلٌم األطفال ب 022جنٌه بالشهر و كان الراتب فى األؼلب ٌنتهى
على مواصبلتى فقط ،و ذهبت ألكثر من شركة لدرجة أنه تم رف ضى من إحدى
المستشفٌات التى تقدمت للعمل بها ثبلث مرات متتالٌه ،و لكنى كنت على
ٌقٌن انه كلما طرقت األبواب سٌؤتى أحد األبواب التى ستفتح لى .
(إذا كنت راؼبا فى الفوز ،فعلٌك أن تكون مستعدا ألن ٌحكم علٌك اآلخرون )
ؼارى جون بٌشوب
كلنا شعرنا بالتحفٌز حٌنما سمعنا أؼنٌة إحدى اإلعبلنات القٌمٌة التى تعتمد
على زراعة مفاهٌم معٌنة إٌجابٌة و نشر قٌم معٌنة إٌجابٌة فى عقول
المشاهدٌن التى قدمها بنك مصر فى رمضان ،و من تلك األؼنٌات أؼنٌة أنت
تقدر و كلماتها تقول :
أنت تقدر توصله النهاردة ..حاال
عارؾ ٌعنً اٌه ..تبقى مصدر البهجة الصحابك وناسك ..وأهلك وناس
متعرفهمش
تقدر تطٌر ..من ؼٌر جناحات ..واٌاك تقول ماخبلص الوقت فات
تقدر تطٌر ..من ؼٌر جناحات ..واٌاك تقول ماخبلص الوقت فات
فكن راضٌا بما سٌطلقه علٌك األخرون من أحكام حٌنما تحاول الخروج من
دائرة األمان و خصوصا لو كانت دائرة أمانك مرتبطه بهم مثل أن تتخذ قرار
بترك الوظٌفة الروتٌنه و إنشاء مشروع خاص و شركة ناشئة فى ظل ظروؾ
إقتصادٌة صعبه و أنت مسئول من أسرة و زوجة ،مؤكد سٌكون هذا القرار
لها جنونى خصوصا لو كانت ال تشاركك أهدافك و شؽفك و أحبلمك و رإٌتك .
كن على أستعداد تام أن ٌتهمك الناس و ٌطلقون علٌك أفظع الصفات و
ٌقولون لك أعتراضتهم و ٌمكن أن ٌشتموك أو ٌضربوك أو ٌخروجك من
منزلك مثل حالتى مع أبى فقد طردت من البٌت ثبلث مرات و اطلق على من
عائلتى أننى فاشل و ربنا ٌهدٌنى ،فسؤل نفسك هل لدٌك القدرة و الشجاعة
الكافٌة لئلستمرار برؼم كل ذلك لتحقٌق ما ترٌد و حتى إن لم تصل بنسبة مائة
بالمائة فٌكفٌك شرؾ المحاولة و انك كنت تسعى فى الطرٌق الذى ترٌده .
لؤلسؾ الشدٌد من أسباب االحتراق النفسى الوظٌفى هو أننا نقبل أن نعٌش فى
حلقة و دائرة مفرؼة نقوم بما نقوم به كل ٌوم و كؤنه شىء مكتوب علٌنا أال
نؽٌره كما كتب على الشمس ان تشرق من المشرق أو كالشجرة الثابته فى
األرض ،أنت تستطٌع أن تؽٌر لو لم تعجبك وظٌفتك أو لو شعرت بالملل من
روتٌنك الٌومى بإمكانك أن تؽٌره و تقبل البلٌقٌن و اكسر الدائرة المفرؼه
التى أصبحت تعٌش فٌها ،تعلم مهاره جدٌده أو لؽة جدٌدة ،سافر إلى إحدى
المصاٌؾ .
ابدأ من الٌوم بكل األمور الصؽٌرة التى تستطٌع بها الخروج من دائرة أمانك ،
ؼٌر الشارع الذى تذهب إلٌه من عملك ،ؼٌر نوعٌة األكل الذى تؤكله ،ؼٌر
نوعٌة الكتب التى تقرأها ،شاهد فٌلما فى السٌنما ،سافر ،تعلم شىء ج دٌد ،
ادرس مشروع شركتك الناشئة و لو لمدة 02دقٌقة كل ٌوم قبل إنشائه الفعلى
و تقدٌم إستقالتك من عملك .
ال ترفض األشٌاء حٌنما ال تسٌر كما ترٌد ،فالحٌاة ال تسٌر داٌما كما نهوى أو
نخطط لها ،فالكائنات األكثر قدرة على البقاء لٌست األقوى فى األؼلب و لكنها
األكثر قدرة على المرونة .
ركز على األشٌاء التى تسٌطر علٌها و تتحكم فٌها ،و حرر نفسك من الشعور
بالخوؾ و القلق من المستقبل و محاولة التنبوء بما سٌحدث ،فما من شىء
مضمون فى الحٌاة مائة بالمائة و لكن الشىء الوحٌ د المضمون هو التؽٌٌر و
ان الحٌاة ال ٌمكن كثٌرا ً توقعها بشكل ٌقٌنى ،و اعتاد على الشعور الطبٌعى
بالخوؾ فاإلنسان عدو ما ٌجهل ،فؤعترؾ لنفسك أن كل ما تعرفه أنك ال
تعرؾ شىء .
و مهما ازدت سنا ً أو حتى خبرة فؤنت حتما ستفشل ٌقٌنا فى شىء ما ،فتعلم
و تقبل الفشل ،و ال تهتم كثٌرا ً برأى من حولك و تقدم و انطلق .
()0
كاروشى
( الموت من اإلرهاق )
لكى تكون سعٌداً فى حٌاتك قد ال تحتاج إلى أن تضٌؾ شٌئا ً لحٌاتك ،
بل أن تحذؾ أشٌاء !
-مجهول
ٌقولون أن فى الٌابان الدولة التى استطاعت النهوض بعد الحرب العالمٌة الثانٌة
،الكثٌرون من الموظفٌن بداخل الشركات ٌقومون باإلنتحار ألنهم ٌشعرون
باإلحتراق الوظٌفى ،ففى عام 5212كتبت الشابة ماتاسورى تاكاهاشى على
صفحتها على الفٌس بوك قبل أن تقوم باإلنتحار ( أت عجب للسبب الذى أعٌش
من أجله عندما أعمل لمدة 52ساعة فى الٌوم داخل الشركة )
بعدها أنتحرت بطرٌقة بشعة عن طرٌق إلقاء نفسها من أعلى مبنى لوكالة
اإلعبلن الذى تعمل فٌه .
و فى عام 5212قام جوزٌؾ توماس بقتل نفسه بعد أن قام بتوصٌل أبنائه إلى
المدرسة ،و بعد التحر ٌات أكتشفوا أن الشاب المهندس قد أطلق على نفسه
الرصاص نتٌجة الضؽط العصبى و النفسى و اإلحتراق النفسى الوظٌفى الذى
واجهه أثناء عمله فى شركة أوبر .
فى الٌابان هناك مصطلح ٌسمى كاروشى و هذه الكلمة تعنى بالمعنى الحرفى
الموت من شدة اإلرهاق و اإلجهاد .
أسباب تلك ال ظاهره الؽرٌبه هى تعرض الموظفٌن لضؽط و إجهاد بشكل كبٌر
باإلضافة إلى القهر و اللوم و تلقى الجزاءات بإستمرار و العمل لساعات طوٌلة
و خصوصا لٌبل ً و اإلجبار على اإلستقاله و الفصل التعسفى .
بداخله صراااخ شدٌد و لكن مكتوم ٌ ،بدأ جسده ٌتؤثر بؤمراص نفس جسمانٌة و
تقل مناعته .
لو لم ٌتمتع اإلنسان بالوعى و اإلدراك بما ٌمر به فلؤلسؾ لن ٌستطٌع أن ٌصل
إلى مرحلة اإلستشفاء ،و إذا لم ٌنمى و ٌطور اإلنسان بداخله المرونة النفسٌة
و القدرة على تحمل مشقات الحٌاة و تحدٌاتها و عقابتها و أزماتها فسوؾ ٌقع
أسٌر فى مرحلة اإلنه اك و اإلحتراق النفسى و سوؾ ٌسٌر فى رحلة ال
Burnoutالشاقه .
()0
المرونة النفسٌة
( من عوامل المرونة النفسٌة البعد عن التعمٌم ،فى حٌن ٌعانى البعض من
أزمة فى عمله قد ٌعمم ذلك على بقٌة جوانب حٌاته ،صحٌح أن كل جانب ٌإثر
على اآلخر ،و لكن فى أؼلب األحٌان ٌمكننا الفصل ذهنٌا ً بٌن كل جانب و آخر)
د /بندر آل جبللة
المرونة النفسٌة هى أحد المواضٌع التى اصبح من الواجب معرفتها و تنمٌتها و
تطوٌرها ،فالحاجة إلى المرونة النفسٌة فى الوقت الذى نعٌش فٌه أصبحت من
الضرورٌات و لٌست من الرفاهٌات و ذلك بسبب الضؽوط الحٌاتٌة و األسرٌة و
العملٌة و المالٌة التى نواجها كل ٌوم فى الحٌاة بشكل كبٌر .
فهى لٌست مجرد تحمل األلم و إنما القدرة على عدم اإلنشؽال به ،فهى مزٌج
من قدرتك اإلنسانٌة على التعلم من الفشل و التقبل و التفاإل و التفكٌر بشكل
إٌجابى و إدارة مشاعرك و الهدوء و اإلسترخاء و القدرة على التعلم و التؽلب
على العقبات .
"دون تحدٌات و هزات نفسٌة و فكرٌة لن نرتقى نفسٌا" دكتور /شرٌؾ عرفه
المرونة النفسٌة :إنها لٌست قوة خارقة أو نادرة و توجد المرونة فى
األشخاص العادٌٌن و ٌمكن ألى شخص أن ٌقوم بإكتسابها و تنمٌتها و هناك
سوء فهم شائع حول المرونة النفسٌة أن األشخاص ذو المرونة النفسٌة ال
ٌعانون من المشاعر السلبٌة ،إنهم ٌحافظوا على تفائلهم مهما أختلؾ درجة
الصعوبات و المواقؾ ،إال أن تصحٌح هذا الخطؤ الشائع أن هإالء األشخاص
ذو المرونة النفسٌة أستطاعوا أن ٌكتسبوا أسلوب التؤقلم مما مكنهم من تجاوز
األزمات بصورة فعاله.
فإذا كنت تتمتع بشخصٌة و نفسٌة مرنة ،و تستمد قوتك من داخلك فتلك القوى
التى تساعدك على التماسك مهما كانت األحداث من حولك و المصائب و
اإلخفاقات التى تواجهك.
المرونة النفسٌة هى ما تمكنك من القدرة على التحمل و الظروؾ الصعبه و هى
تحمٌك من األمراض النفسٌه مثل اإلكتئاب و القلق .و تستطٌع من خبللها أن
تتجنب العوامل التى تزٌد من خطر اإلصابه بحاالت نفسٌه مرضٌه مثل التعرض
للتنمر و اإلصابه الجسدٌة السابقة .فمن خبلل المرونه النفسٌه تستطٌع أن
تتكٌؾ مع كل ما ٌحدث لك.
ولد طفل ألبوٌن متدٌنٌن و كانت المفاجؤه ان ذلك الطفل الصؽٌر ال ٌملك أطرافا
فهو فى عرؾ الناس و األطباء طفبل مشوها سوؾ ٌعٌش باقى حٌاته بشكل
قاسى و مختلؾ و لن ٌستطٌع أن ٌواجه قسوة البشر و الحٌاة ،فقال األطباء
ألبوٌه أن ٌتخلصوا منه و أال ٌبقوا على حٌاته حتى ال ٌعانى و ٌعانون معه و
هذا رحمه به ،و لكن األم أبت أن ٌموت أبنها و أمرت أن ٌكمل حٌاته و هو بٌن
أحضانها و أنها سوؾ تعامله كما لو كان طبٌعٌا و قد كان هذا ما حدث ،هذا
الشاب تحول إلى متحدث تحفٌزى شهٌر و ٌسافر حول العالم متحدثا باسم
المعاقٌن و أثبت للعالم بمإلفاته و محاضراته و شركاته التى أنشاءها أن
اإلعاقة الحقٌقٌة فى العقول و لٌس فى الجسد ،فهو نٌك فٌوتتش ،و هذه هى
حٌاته بإختصار و التى قد ذكرها فى كتاب حٌاه ببل حدود.
السر وراء نجاحه أوال هى المرونة النفسٌة التى تمتعت بها أمه و التى جعلتها
تتقبل تلك الصدمه أن ٌولد لها طفل ببل أطراؾ و ؼٌر طبٌعى فى مولده ثم
مرونتة هو النفسٌة و التى أستمدها أٌضا من أمه و التى جعلته ٌصمد أمام أى
العقبات التى واجهته فى حٌاته و تنمر الناس من حوله و خوفهم من شكله
الؽرٌب و الؽٌر طبٌعى.
و هنا أٌضا من أستطاع بعد تعرضه لبٌع بٌته أن ٌجعل من المراحٌض العامه
بٌتا ًً له و ٌنام فٌها هو ابنه و لكن برؼم ذلك أصبح ملٌونٌرا ًً و مستثمرا ًً
فى البورصة األمرٌكٌة و هذا الشخص هو كرٌس جراندٌر و الذى كتب قصته
فى كتاب البحث عن السعادة و الذى تحول إلى فٌلم سٌنمائى بطولة وٌل سمٌث
،فالسر وراء نجاحه هو صموده أمام المعوقات و المصائب فى الحٌاة التى
واجهته و تمكنه من قدرته على المرونة النفسٌة سهلت له أمور كثٌره و
مصائب عدٌدة.
"حل الصراعات عند الشخص الحكٌم مهارة عقلٌة ال عضلٌة " دكتور شرٌؾ
عرفه.
فحتى تصبح مرنا نفسٌا و لكى تكتسب تلك المهاره ما علٌك سوى أن تتواصل
مع األخرٌن و تتشارك معهم ما تواجهه فى حٌاتك من عقبات و أزمات و
تحدٌات حتى و إن كان من باب الفضفضه العابره ،فانت ستحصل على الدعم
المعنوى البلزم و القبول فى كل األوقات العصٌبه ،كما ٌمكنك أن تنضم إلى
المإسسات الخٌرٌه أو دور المسنٌن فهناك سترى من هم أسوء منك حاال و
سوؾ تشعر بقدرتك و قدرة هللا علٌك من خبلل التحدث مع اآلخرٌن.
( صاحب المرونة النفسٌة العالٌة ٌتقبل وجود أمور فى حٌاته خارج نطاق
سٌطرته و تحكمه ٌ ،بذل جهده دوما ً ،و لكنه فى نفس الوقت ال ٌضٌع جهده
النفسى و وقته فى محاولة التحكم بما ال ٌمكن التحكم به )
فى إحدى المرات كنت أمر بؤزمة فى عملى و كانت المشاكل تزداد كل ٌوم
مشكلة من حولى لدرجة أننى أصبحت محاصرا ً بالمشاكل فى عملى ،باإلضافة
إلى طموحاتى و رؼبتى فى تكوٌن نفسى إلعدادى للزواج من الفتاة التى أحب ،
و من كثرت الضؽوط و المشاكل أصبحت عبوسا ً و ؼٌر مبتسم ،فوجدنى
مدٌرى بهذا الشكل و حاول أن ٌخرجنى مما كنت فٌه ،و هنا تكلمت معه عما
افكر فٌه و ما اصابنى من مشاكل و تحدٌات و معوقات ،فقال لى جملة لن
أنساها و هى ال تفكر فى المشكلة بل فكر فى الحل ،فكر بعقلٌة ال Growth
Mindsetو ال تفكر بطرٌقة ال . Fixed Mindset
فى حالتى دائما ما كنت ألوم والدى هللا ٌرحمه ،فبرؼم موته إال أننى كثٌرا ً ما
أتذكره و أتذكر كٌؾ سار األمر بٌننا ،كٌؾ كنت أحبه و لكن برؼم حبنا لبعض
إال أننا لم نكن متفاهمٌن ،و لكن حٌنما مات شعرت بؤن ظهرى و سندى قد تم
كسره ،أصبحت عارٌا ً فى الدنٌا بدون ابى ،و ظل بداخلى سإال واحد ال
أستطٌع اإلجابه عنه ( هل مات راضٌا ً عنى ؟ ) ( هل مات فخورا ً بى ؟ )
لم أحضر جنازة أبى ألننى كنت فى الجٌش فى ال قوات خاصه المصرٌة ،و كنت
ال أحب أن أتصل به فى البٌت كثٌرا ً أثناء تواجدى فى الجٌش لسببٌن و هما
أننى كنت ملتزم و ال أحضر هاتفا ً معى بالكتٌبه و األمر الثانى أننى كنت أود أن
أثبت له أننى شخص ٌعتمد علٌه و أننى رجل من ظهر رجل و أتحمل مشاق
الحٌاة.
جاء لى خبر وفاة أبى كالصاعقة حٌنما اتصلت بهاتؾ أبى فردت على أختى و
قالت لى أبوك البقاء هلل ،لم أصدقها فى البداٌة و شعرت أنها تمزح معى مزاح
لٌس لطٌفا ً ،و لكن حٌنما كلمتنى أمى و قالت لى شد حٌلك لم أستطع أن أمسك
نفسى من شدة البكاء و الكسره ،و ما أستطعت قوله هو ( ازاى ٌعمل كده قبل
ما ٌقولى ! ) لم أستطع أن أتمالك نفسى و بكٌت ،بكٌت ألنى أردت أن أراه ،
فقد حاولت كثٌرا ً ألثبت له أننى ناجح و ٌعتمد على ،أن تربٌته لى ستجعل كل
الناس تشٌر إلى بؤننى شخص محترم و مثقؾ فكثٌرا ً ما قال لى ٌوما ( العلم
ٌرفع بٌوت ال عماد لها و الجهل ٌهدم بٌوت العز و الكرم ) .
دائما ما كنت أردد بداخلى ماذا لو لم تحدث بٌننا مشاكل بسبب التعلٌم ألننى لم
أكن من هواة التعلٌم أو تعلم بعض المواد المعٌنة التى لم أشعر بؤنها مجدٌة فى
هذا النظام التعلٌم البالى .ماذا لو دعم نى فى مشارٌعى التى كنت أنشؤها من
وراءه خوفا ً منه ،ألن والدى كان تقل ٌدى ٌركز على التعلٌم و التوظٌؾ فقط ،
و أنا طالما رؼبت و مازلت فى أن أكون صاحب شركة ،و هذا اإلختبلؾ فى
المفاهٌم جعل منا ندٌا ً ال نتفق كثٌرا ً .و تم طردى من البٌت ثبلث مرات و نمت
فى مسجد سٌدى عبدالرازق الوفائى فى شارع النبى دنٌال باإلسكندرٌة و حاولت
اإلنتحار أكثر من مرة و لكن أمى كانت سبب بقائى على قٌد الحٌاة ألننى كنت
أتخٌل كسرتها و حزنها على ابنها الذى مات منتحرا ً .
ما أكتشفته بعد هذا الوقت كله و بعد كل تلك السنوات و العمر ال تفكر فى ( ماذا
لو ) فى ذهنك ٌ .جب أن تفكر فى أصل المشكلة و حلها ،و ال تفكر لما حصلت
لك تلك المشكلة أنت تحدٌدا ً أو تظل تفكر و تفكر فى المشكلة و أثرها السلبى
فى حٌاتك ،ألنك ببساطة ستولد الطاقة السلبٌة بداخلك .
من الطرق األخرى التى تعلمتها من العلوم اإلدارٌة لمعرفة موضعك و قدرتك
على حل ال مشاكل هى طرٌقة تحلٌل نقاط القوة و الفرص و التحدٌات و نقاط
الضعؾ أو ما ٌعرؾ بال . Swot Analysis
أكتب نقاط القوة ا لتى تتمتع بها و التى ستعٌنك على تحقٌق ما تود تحقٌقه أو
حل تلك المشكلة التى تواجهك ،و نقاط الضعؾ هى نقاط ضعفك و التى ستمنعك
على تحقٌق ما تود تحقٌقه ،و التحدٌات الخارجٌة التى ستواجهك و الفرص
الخارجٌة التى تواجها فى الخارج و ستعٌنك على تحقٌق ما تود .
ظاهرة االحتراق الوظٌفى لٌست ولٌدة اللحظة فهى موجودة من قدٌم الزمان ،
عندنا فى مصر كان هناك ما ٌسمى الباشكات و ٌكون على الدرجة العاشرة
الوظٌفٌة و حتى ٌصل للدرجة الثالثة و ٌحصل على مزاٌا وظٌفٌة جٌدة كان
ٌجب ان ٌعمل كثٌرا ً من الوقت حتى ٌصل إلى ما ٌرٌد .فلو نظرنا فى مسلسل
للفنان أشرؾ عبدالباقى سنجده كان ٌحارب و ٌجتهد كثٌرا ً حتى ٌصل إلى
كرسى المدٌر العام و لكن لؤلسؾ حٌنما وصل و جلس على الكرسى بداخل
مكتبه الجدٌد ،مات .نعم مات لؤلسؾ ألنه كان قد احترق و لم ٌستمتع بحٌاته
و شب ابه و وقته .فكما ٌقولون الكنز فى الرحلة و لٌست فى الوصول ،
فإستمتاعك بالنجاح النهائى ال ٌظل إال لحظات فقط .
و ظاهرة االحتراق الوظٌفى اصبحت منتشره كثٌرا ً بشكل كبٌر الٌوم ،فهناك
دراسة و بحث تم فى معهد جالوب فى سنة ٌ 5212قول أن نسبة المحترقٌن
وظٌفٌا ً وصلت الى . %50
و نسبة % 00قد قاموا باإلجابة فى إحدى األستقصاءات التى قامت بها
مإسسة جالوب بؤنهم كثٌرا ً ما ٌتعرضون لبلحتراق الوظٌفى على فترات
متقطعه من حٌاتهم .
-1األمراض النفس جسمٌة :و تلك أمراض جسمٌه ٌصاب بها الشخص
المحترق وظٌفٌا ً بسبب الحالة النفسٌة الصعبة التى ٌمر بها أثناء
االحتراق و فى بعض األحٌان عندما ٌذهب الى الطبٌب فبل ٌجد انه
ٌعانى من اى امراض عضوٌة و لكن الموضوع كله نفسى بحت و تلك
االمراض مثل القولون العصبى و الصداع النصفى و الحبوب فى الوجه
و الحساسٌة .
-8االكتئاب و االحباط.
إذا ما هى األسباب التى تجعلنا نسٌر فى رحلة االحتراق الوظٌفى الشاقة تلك
لدرجة ان تصل ان نصاب باالكتئاب و تلك االمراض الجسدٌة ؟
-2محاولة الوصول إلى الكمال ،و هنا قال الدكتور إٌهاب فكرى الخبٌر
مهلكات الرجال )
و تقدٌرهم له .
-2شخص ناقد و بٌصدر أحكام طوال الو قت سواء على نفسه او على
اآلخرٌن.
تركٌزه فقط على النتائج و لٌس على الرحله نفسها . -12
كل تلك األسباب تإدى إلى االحتراق الوظٌفى و سوؾ نفصل كل سبب من تلك
األسباب و ما هو الحل المناسب لها ف ى الفصول القادمه إن شاء هللا .
()2
( ملحوظة هذا االختبار مؤخوذ من كتاب نادى االحتراق النفسى للكاتب عمرو
صالح ،أنصحك بقرأته )
قم باإلجابة على األسئلة ال 58حتى تستطٌع أن تعرؾ أٌن انت و ما هى درجة
أحتراقك الوظٌفى على المقٌاس التالى :
= 0كثٌرا ً =2دائما ً = 1ال ٌوجد = 5نادرا ً = 0أحٌانا
-1هل تشعر بؤنك أقل كفاءة /فعالٌة من ذى قبل أو أنك تعمل بجد أكثر و إنجاز
أقل ؟
-0هل تشعر بالتعب بدال من ا لحٌوٌة حتى عندما تحصل على قسط كاؾ من النوم
؟
-0هل تعانى من الرهبة عند الذهاب الى العمل و كؤنهم ٌرحلونك إلى السجن ؟
هل أصبحت ؼٌر قادر على الضحك و تجد صعوبة فى الشعور بالفرح ؟ -18
هل تشعر أن وظٌفتك لٌس لها معنى و ان بها الكثٌر من األعمال -51
الروتٌنٌة ؟
هل تعتمد على مصادر تموٌل أخرى أو ال تملك أمواال كافٌة لتحقٌق -50
أهدافك ؟
هل تفرط فى العمل بدون أخذ عطل أو أجازة مرضٌه أو حتى لوقت -58
الؽداء ؟
أجمع االرقام و احسب درجتك و اعرؾ اٌن انت من االحتراق الوظٌفى النفسى :
لو درجتك من ( 8الى ) 18فؤنت شخص ناضج بشكل مثٌر لئلعجاب مع عدم
وجود أى ضؽوط بالعمل تقرٌبا كما أنك تبدو مقاوما لبلحتراق الوظٌفى .
لو درجتك ( 21الى ٌ ) 22بدو أنك تحت ضؽط معتدل من الوظٌفة لكنك مع ذلك فى
طرٌقك ال ى االحتراق فؤحظر .
لو درجتك من ( 21الى ) 22فؤنت بدأت طرٌق االحتراق الوظٌفى و تشعر بقدر
كبٌر بالتوتر
لو درجتك ( فوق ال ) 22فٌبدو أنك تحت ضؽط خطٌر و أنت األن فى مرحلة
متقدمه من االحتراق و علٌك أن تتخذ خطوة حاسمة حاال .
()8
جورج بٌزنز.
أنت األن بعد ان قمت باالختبار لنفسك ٌجب ان تكون قد عرفت أٌن انت من رحلة
االحتراق الوظٌفى ،هل أنت فى ال تعانى من االحتراق الوظٌفى ام انك فى بداٌة الرحلة
ام انك فى وسطها ام انك فى نهاٌتها ؟
و أكرر أن الكتاب ال ٌؽنى تماما ً عن زٌارتك لطبٌب نفسى او اخصائى نفسى او مرشد
مهنى Career Coachلو احتاج األمر ذلك ،و وجدت أن حالتك تمر بؤزمة عملٌة
نفسٌة حقٌقٌة .
فمن الممكن ان ٌصل االحتراق الوظٌفى الى حد االنهاك و الشعور باالكتئاب ،و
االكتئاب الٌوم اصبح المشكلة رقم واحد بالعالم ،التى تهدد الصحة العامه ،و فى
الحقٌقة اصبح االكتئاب ٌنتشر بٌن الناس كإنتشار نزالت البرد بٌن الناس ،و لكن طبعا
هناك فرق كبٌر بٌن نزالت البرد العادٌة و بٌن االكتئاب ،ألن ببساطة من مضاعفات
االكتئاب هو انك ممكن ٌإدى الى مقتلك ،حٌث تشٌر اال بحاث و الدراسات ام معدالت
االنتحار فى العالم ارتفع ارتفاعا ً كبٌرا ً فى السنوات االخٌرة ،و رؼم وجود الكثٌر
من االدوٌة و المهدئات المضادة لبلكتئاب اال ان االمر ٌزداد سوءا ً .
و لكن برؼم كل ذلك فنحن دائما على بعد قرار واحد من حٌاة مختلفه تماما ،إذا ؼٌرنا
ط رٌقة تفكٌرنا و اتخاذنا قرارات و قمنا بؤفعال مختلفه فحتما ً ستإدى بنا الى نتائج
مختلفه .
-شعور الشخص بالقٌمة من خبلل المنتجات و االنجازات و الشهادات التى
ٌحصل علٌها و االشادات التى ٌسمعها من األخرٌن .
( الحل )
حتى ال تصل إلى حافة الخطر بسبب اإلفراط فى هذا السلوك هو أن تستشعر باإلنجاز و
بقٌمتك من نفسك و لٌس من خبلل ما تملكه او تنجزه او ما تحصل علٌه او من كبلم
الناس عنك ،ألن ببساطة لو لم تحصل على تلك األشٌاء و لو ذهبت عنك تلك األشٌاء
و األمور فلن تشعر بقٌمتك و سٌقل تقدٌرك الذاتى و ستنهار صورتك الذاتٌه أمام
نفسك .لذلك ٌجب أن تستشعر قٌمتك من داخلك ال تنتظر شىء خارجى ان ٌعطٌك
قٌمتك و استشعر انك مهم و مإثر مهما كان ما تفعله و مهما كانت درجتك الوظٌفٌة .
-محاولة الوصول للكمال و الخوؾ من الخطؤ و الفشل
( الحل )
ببساطة سبب تلك المشكلة هو التربٌة ،فمحاولة تربٌة أبنائنا على البعد عن األخطاء
و محاولة النجاح الدائم هى أكبر خطؤ تربوى تربٌنا علٌه ،فاألخطاء هى جزء طبٌعى
فى الحٌاة ،فطلب الكمال من مهلكات الرجال ،و محاولة اإلنسان الوصول للكمال و
عدم التعرض للخطؤ او الفشل سٌإدى الى ان ٌصبح شخص ال ٌؤخذ نصائح من أحد
ألنه ٌحاول تجنب الخطؤ و رؼبته فى عدم الفشل اشد من رؼبته فى النجاح نفسه و
ستجعله بالتالى التركٌز على النتائج بدون محاولة االستمتاع بالرحلة و باللحظة التى
ٌعٌش فٌها ،فهو متطلع دائما للمستقبل و ٌخاؾ على مظهره امام الناس او مدٌره او
زمبلئه او اقاربه .فاللعنه على المظاهر و اللعنه على الكمال ،فالكمال هلل وحده و
العصمه للرسل و االنبٌاء ،فنحن بشر من بنى أدم طبعنا على ارتكاب االخطاء و الفشل
و لن نتعلم سوى باالخطاء ،فهل بإمكانك ان تخبرنى هل ٌوجد طفل واحد فى العالم تعلم
السٌر او الوقوؾ على قدمٌ ه من اول محاولة له ؟
فلما نحن نطلب من ابنائنا و من انفسنا النجاح من اول محاولة و الظهور دائما بشكل
كامل ،و تخٌل لو انك تحقق الكمال و انك ال تفشل ابدا فهذا سٌجعلك مع الوقت
شخصٌة متعجرفه و مؽروره و مع الوقت ستشعر ببل قٌمة الحٌاة فانت تنجح فى كل ما
تقوم به م ن اول مرة ،فما الؽاٌة و الؽرض من فعل شىء .اقولها لك و اجرى على
هللا لن تستطٌع ان تصل للكمال و الخطؤ و الفشل هو امر طبٌعى فى حٌاتك فعلٌك تقبله.
لقد علمتنى والدتى أنه ال ٌوجد شىء اسمه فشل ،بل أنه مجرد تؤجٌل للنجاح .
ٌقول الكاتب جمٌس إٌه مٌتشنر ( تتكون الشخصٌة مما ٌمكنك فعله فى المحاولة الثالثة
و الرابعة ).
فواصل العمل على ما ال ٌمكنك فعله حتى األن و تعلمه و تعلم كٌفٌة فعله ،و خاطر
بالخروج بعض الشىء ألنك لن تتعلم شىء ابدا ما لم تحاول و ما لم تجرب شىء جدٌد
،و لن تعلم ابدا روعة األمور التى تخاطر للحصول ع لٌها بالحٌاة ما لم تجرب شىء
جدٌد .
-السعى وراء مطالب ؼٌر واقعٌة
( الحل )
هناك فى علم االداره و باالخص عند تحدٌد االهداؾ ما ٌسمى بال Smart Goalاو
الهدؾ الذكى فما هى قصة الهدؾ الذكى ؟
الهدؾ الذكى هى اختصار للشروط التى ٌجب علٌها ان تتصؾ به اهداؾ و ذلك من
خبلل اختصار الكلمات التى ٌنطبق علٌها شروط الهدؾ الصحٌح من كلمة . Smart
فالهدؾ ٌجب ان ٌكون محدد و مقاس تستطٌع ان تقٌس بالتحدٌد اٌن وصلت و ٌمكن
تحقٌقه و واقعى و لٌس خٌالى و محدد بوقت معٌن لتحقٌقه .و بعد ان تحدد هدفك
الذكى فعلٌك ان تقوم بتقسٌم المهام الى جزء صؽٌر و االحتفال حٌنما تحقق ما قمت
بتحدٌده و إنجازه مهما كانت المهمه التى حققتها صؽٌره فعلٌك ان تحتفل حتى تشعر
بقٌمة إنجازاتك .
( الحل )
أسال نفسك ببساطة ما هى النقاط التى أنت فاقد السٌطرة علٌها و تستطٌع التحكم
فٌها ؟
فكل منا لدٌة القدرة على التؽٌٌر و التؤثٌر و لكن هناك بعض األمور التى تعتبر
خارج دائرة تؤثٌرنا مثل حالة الطقس و األزمات االقتصادٌة و السٌاسٌة العالمٌة و
الدولٌة و األمراض و االوبئة و الزالزل .و لكن هناك أمور فى دائرة تؤثٌرنا مثل
كٌؾ سنفكر او سنتصرؾ بسبب نتائج االم ور الخارجة عن دائرة تؤثٌرنا ،هل
سنشكو سوء حظنا ام اننا سنفكر بعقلٌة اٌجاب ٌة و نرى كٌؾ نتصرؾ و اٌن
المخرج؟
فالرسول صلى هللا علٌه وسلم حٌنما كان مختبىء هو و صدٌقه ابو بكر من الكفار و
كان ابو بكر قلقا ً لو اكتشؾ الكفار امر وجودهم بالؽار ،فقال له رسول هللا صلى
هللا علٌه وسلم فبما اثنٌن هللا ثالثهما ،فثق فى هللا و تؤكد انه هناك دائما حل ،فما
جعل هللا من داء اال و جعل له الدواء علمه من علمه و جهله من جهله .
ثانى االمور التى ٌمكنك ان تقوم بها هى ان تتكلم مع مدٌرك بكل صراحة انك
اصبحت تشعر باالرهاق و التعب من عد م وجود نظام بالعمل و ان العمل اصبح ٌإثر
علٌك نفسٌا و صحٌا و هذا سٌإدى الى إنخفاض أدائك بالعمل .
ثالثا حاول ان تتعلم ان تقول ال ،فبل تجعل نفسك كممسحة االرجل ،الناس ٌفوزون
و انت دائما تخسر ،كل من ٌرٌدك ٌجدك متاح دائما فى حٌن حٌنما انت تحتاج الٌهم
ال تجدهم بجوارك ،فتعلم ان تقول ال و لكن بؤدب و احترام حتى ال تخسر احد و
اجعل لنفسك وقت مخصص لنفسك .
رابعا لو لم تستطع ان تتجنب ضؽوط العمل الكثٌره ففكر هل هناك بدائل متاحه
أخرى؟ هل ٌمكنك ان تقدم إستقالتك و أن توفر لنفسك عمل حر او خاص او ان
تنتقل إلى شركة أخرى ؟
ال تجعل دائرة أمانك تقتلك ،فإذا شعرت أن العمل بالنسبة لك ممٌت و تظن انك ال
تستطٌع تؽٌٌر الوضع فؤنت توهم نفسك بذلك و تخاؾ فقط ان تخرج خارج تلك
الدائرة .
-ال عدم وجود عبلقات صحٌه بالعمل أو عدم وجود بٌئة صحٌه بالعمل.
( الحل )
اما الجانب اآلخر من تلك المشكلة هى وجود بعض الزمبلء المرضى نفسٌٌن بسبب
او بآخر ،تجدهم ٌسمعون كبلم زمبلئهم ثم ٌنقلونه إلى المشرؾ أو المدٌر و هإالء
ٌطلق علٌهم البعض اسم ( عصافٌر ) ،أو تجد بعض الزمبلء ٌنتهزون أخطاء
زمبلئهم كسلم للترقى و ٌمدحون المدٌرٌن و المشرفٌن بشكل مبالػ فٌه جدا و
ٌطلق علٌهم البعض اسم ( مطببلتٌه ) ،و هنا ٌشعر الموظؾ العادى انه ٌعمل فى
بٌئة عملٌه ؼٌر سوٌة حٌث انه ال ٌشعر باالمان بٌن زمبلئه فهو ٌخاؾ بؤن ٌتكلم و
ٌ ذهب كبلمه لمدٌره ،و ٌشعر انه مراقب طوال مدة عمله مراقبه شخصٌة من
العصافٌر .و هناك من ٌطلق علٌهم الموظؾ ( الحرباء ) و هو الموظؾ الذى لدٌه
القدرة على التظاهر بانه حبٌبك و لكن هو فى الحقٌقه عدوك و ٌخوض فى ظهرك
بؤسوء الكبلمات .تلك البٌئة من أسوء البٌئات الع ملٌة التى ٌمكن ألحدهم ان ٌعمل
بها و لهذا نجد الكثٌر من الموظفٌن برؼم المرتب و المنصب اال انهم ٌحرصون
على تقدٌم اإلستقاله من تلك البٌئة المرٌضه .
( الحل )
لو كنت موظفا ابحث عن معنى من عملك تشعرك بقٌمة ما تعمل فٌه .
اما لو كنت مدٌرا فحاول أن توضح الهدؾ من وراء كل ما ٌقوم به فرٌقك و ان
توضح لهم الصورة الكبرى و انهم جزء من خطوات مهمه تقوم بها اإلدارة أو
القسم أو الشركة ككل .
ٌجب أن ٌعرؾ كل موظؾ ما هى القٌم التى ٌإمن بها و التى تشترك و تتشابه مع
القٌم التى تإمن بها الشركة و تسعى إلى تحقٌقها .
تدرٌب عملى
أسؤل نفسك من األشخاص الذٌن تعمل معهم او لو عملت معهم ٌسببون لك الشعور
بالضؽط فى العمل ؟
ما هى المشارٌع او المهام التى إن عملت علٌها اشعرتك باإلرهاق و التعب ؟ و ٌا
ترى ما السبب فى شعورك بذلك ؟
هل فٌه مهارات معٌنه ٌجب أن اتعلمها او امارس ها حتى تسهل على عملى ؟
ما هى السلوكٌات التى اقوم بها و اشعر اننى مضؽوط نفسٌا و انا اقوم بها ؟
ما هى القرارات الكبٌره التى أقوم بتؤجلٌها و اشعر بالضؽط النفسى بسببها ؟
ما هى المهام التى لو قمت بها أشعر بإننى مندمج كثٌرا ً و انا اقوم بها او ال اشعر
بالوقت و انا افعلها ؟
( بشكل عام حٌاة رائد األعمال لٌست سهلة و ال ممتعة كما ٌتصور الكثٌرون )
رائد األعمال محمد حسام خضر
مإلؾ كتاب رائد األعمال Inside Out
الكثٌر من الناس و خصوصا الشباب ٌرون أن رائد األعمال هو شخص ٌتمتع
بصفات و مهارات خٌالٌة فهو قادر على صنع األفكار التى تؽٌر العالم ،كما انه
قوى الشخصٌة و ٌستطٌع اتخاذ القرارات الصعبة و له عبلقات كبٌره بٌن
المستثمرٌن و حسابه فى البنك ٌتكون من ستة أصفار و لكن الحقٌقة على األرض
بعٌدا ً عن تلك الصورة المستورده و الخالٌه من الصحة هى عكس ذلك تماما .
رائد األعمال هو شخص لدٌه شؽؾ و فكرة ٌحاول تحوٌلها إلى حقٌقة من خبلل بدأ
مشروع و شركة ناشئة ،و لكن سرعان ما تتؽٌر تلك المشاعر و الشؽؾ إلى توتر
و حٌرة و شك و فقدان للطاقة و الشعور بالحزن و الضٌق و الخوؾ الشدٌد و
القلق و أحٌانا كثٌرة ٌصل إلى األكتئاب و اإلحباط الشدٌد .
ٌقول رائد األعمال محمد حسام خضر أن رواد األعمال عرضه لؤلكتئاب بنسبة
%02أكثر عن بقٌة أفراد المجتمع حسب دراسة صدرت فى عام 5212و أجرٌت
على أكثر من 502رائد أعمال .
هل تتخٌل معى أن فى أمرٌكا هناك عٌادات نفسٌة تسمى عٌادات لعبلج رواد
األعمال ( ) Entrepreneurs Psychologyو أن هناك عبلجات جماعٌة تضم
مجموعة من رواد األعمال من مجاالت مختلفه ٌحكون فٌها لبعض ما ٌمرون به من
ضؽوط و مصاعب عملٌة .
فما ٌظهر لنا عن حٌاة رواد األعمال و ال Life Styleو أحادٌثهم فى المإتمرات
و الندوات و المحاضرات ما هو إال تجمٌل للواقع و رسم صورة خٌالٌة بعٌدة تماما
عن الصحة ،و هذا لبلسؾ ما ٌضع على رائد األعما ل المزٌد من الضؽوط النفسٌة
و هى محاولة التظاهر بما عكس الواقع ،فهو مطلوب منه أن ٌظهر أمام العمبلء و
المتابعٌن و الموظفٌن و المستثمرٌن بصورة الشخص المتفائل و الواثق من نفسه
و هذا مع الوقت ٌإدى إلى أنه ال أحد ممن حولك ٌشعر بك .و هذا هو السبب الذى
جعل الشبا ب و المجتمع ٌرسم صورة عن رائد األعمال انه سوبر مان كما قال رٌد
هوفمان مإسس موقع لٌنكدان .
بعض المواقع حالٌا أصبحت توفر سهولة الوصول إلى Mentorsو Executive
Coachللتحدث معهم و الفضفضه و محاولة معالجت ما ٌمرون به من ضؽوط.
من االمور ا لتى تجعل رائد األعمال ٌعٌش فى ضؽط مستمر أن رائد األعمال ٌقوم
بكل المهام بنفسه و حتى إن اعتمد على موظفٌن خارجٌن او موظفٌن دائمٌن
بالشركة فإنه لدٌه ضؽط نفسى باالطبلع على كل شىء بنفسه و عمل كل شىء
بنفسه و التؤكد من سٌر كل شىء بنفسه ،و خصوصا لو كان ٌفتقد الى الثقة فى
طرٌقة و أسلوب عمل األخرٌن او فى كفائتهم و خبرتهم المهنٌة و العملٌة و هو ما
ٌإدى إلى المزٌد من الضؽط و فقدان الطاقة .
باإلضافة أن مزاٌا الحٌاة الوظٌفٌة تنتهى فهو ال ٌوجد لدٌه رصٌد أجازات سنوى و
لٌس لدٌه من ٌقول له أحسنت أو ٌحصل على شهادة أفضل موظؾ بالشهر ،فهو
ٌجب أن ٌحصل على التقدٌر و تقوٌة الحماس و تحفٌز نفسه بنفسه .
باالضافة إلى أن رائد األعمال ٌحاول فى شركته الناشئة فعل الكثٌر و إخراج
مخرجات كثٌره و كبٌره و ذات جوده عالٌه بؤقل المدخبلت ،من هنا نجد أن بعض
رواد األعمال ٌضؽطون على الموظفٌن لدٌهم للعمل ساعات اكثر أو للعمل من
المنزل حتى و ان كان وقت اجازتهم ،فرائد األعمال ٌخاؾ بسبب نقص تلك
الموارد اال ٌستطٌع ان ٌكمل مشروعه و ٌفقد حلمه و ٌسخر منه اقاربه و احٌانا
اقرب الناس الٌه و تتحول األحبلم الى كوابٌس و الشعور بالفشل ،خصوصا فى
هذا الوقت الشدٌد التؽٌر و المستقبل الؽٌر واضح المعالم .
ٌجب على رائد األعمال ان ٌتخلى عن تلك الصورة المثالٌة و الخٌالٌة التى ترسمها
المجاالت الخاصه برٌا دة األعمال و األفبلم و الكتب التى ترسم صورة خارقه عن
رائد األعمال ،و ٌجب ان ٌعرؾ ان النماذج و األمثلة الحقٌقٌة عن رائد األعمال
مختلفه ،فلٌس كل رواد األعمال ستٌؾ جوبز او رٌتشارد برنسون او محمود
العربى و محمد الباز و محمد حسام خضر و لكن هناك رواد أعمال لدٌهم صفات
شخصٌة مختلفه فهناك من هو خجول و هناك من هو منفتح و لدٌه عبلقات كبٌره .
فٌجب ان تقرأ كثٌرا عن رٌادة األعمال و سٌر الذاتٌه و األخطاء التى مر بها
الشخصٌات الناجحة فى رٌادة األعمال .
ٌجب ان تعرؾ ان ما تمر به انت لست وحدك فٌه و ان هناك الكثٌر من ٌعانى نفس
معاناتك ،فتوكل على هللا و خذ باألسباب فكما ٌقول رائد األعمال محمد حسام خضر
فى كتابه رائد األعمال ( Inside outأنت لست إلها ) ،فلٌس مطلوب منك سوا
السعى و لٌس مطلوبا منك ان تضمن النتائج ،فقط السعى و األخذ باألسباب و عمل
ما تراه صائبا فى موقفك الحالى .
ٌمكنك لكى تاخذ خبرة عملٌة و مهنٌة كافٌه حتى تتحول لرٌادة األعمال أن تعمل فى
شركة صؽٌرة او شركة عائلٌة ،ففى مثل تلك الشركات تتعلم كٌؾ ٌعمل المشروع
بشكل كامل ألنك فى تلك الشركات الصؽٌرة او الشركات العائلٌة تعمل فى وظٌفة و
لكنك فى الحقٌقة تعمل فى العدٌد م ن الوظائؾ و تمر على العدٌد من األقسام ،فهذا
سٌجعلك كما قولت على دراٌة كامله بجوانب المشروع بشكل كامل كما ٌعلمك كٌفٌة
التعامل مع العمبلء و الزمبلء و المدٌرٌن و الموردٌن و مع المنتج او الخدمة التى
تقدمها ،كما انك تستطٌع ان تكون المزٌد من العبلقات و تستطٌع تحصل على مال
ثابت ٌمكنه ان ٌكون استثمارك فى المستقبل فى مشروعك الخاص .فاعتبر وقت
عملك فى تلك الشركات هى فرصة للتدرٌب العملى و استثمار فى شخصك و عقلك
و مهاراتك و عبلقاتك و تكتسب الخبرة العملٌة الكافٌة .خصوصا لو عملت فى
مجال تود ان تبدأ فى مشروعك الخاص ،ف هذا ما قام به بالتحدٌد بسام الدوٌك
صاحب دار نشر ٌورٌكا و مكتبة مورٌسكى ،فهو قبل ان ٌقوم بإفتتاح تلك
المشارٌع الصؽٌرة كان ٌعمل فى إحدى دور النشر القدٌمه و الشهٌره باالسكندرٌة
ثم عمل فى مكتبة إلى أن حصل على الخبرة الكافٌة و العبلقات التى جعلته ٌستثمر
كل ذلك فى مشارٌعه الخاصه .
حاول أن تحٌط نفسك بؤصدقاء حقٌقٌٌن و لٌس أصدقاء مزٌفٌن ،فمن الممكن ان
ٌكون من حولك أصدقاء لك بسبب انك رائد أعمال و لدٌك مشروع خاص تعمل علٌه
،و سوؾ ٌظهر حقٌقة أصدقائك حٌنما تتعرض لكبوه و فشل ما ،فؤحرص على أن
ٌكون من حولك أصدقاء حقٌقٌ ن تستعٌن بهم فى وقت الشدة قبل وقت النجاح و
الفبلح .
احرص ان تخصص وقت لكل جوانب حٌاتك السبعه حتى تصبح إنسانا متزنا نفسٌا
،و ان تكون لك هواٌة معٌنه او اهتمام بشىء معٌن ٌمنحك الراحة النفسٌة بعٌدا
عن العمل و عن مشروعك .
حاول أن تكون لك مدونه او صفحة على الفٌس بوك او حتى دفتر مبلحظات و
خواطر تكتب فٌه ما تشعر به و ما تتعلمه فى كل مرحلة تمر بها فى حٌاتك ،
فمحاولتك لكتابتك ما تمر به و تعلٌم ؼٌرك فهذا سوؾ ٌقلل من شعورك بالضٌق و
االكتئاب و االحباط و خصوصا ان اكتشفت ان هناك الكثٌر من ٌعانى مما تعانى منه
و ٌمر بم ا تمر به ،احرص ان تكتب عما تشعر به لو كنت ال ترؼب فى نشره
فاكتبه فى دفتر مبلحظاتك و خواطرك و مذكراتك ،و مع مرور الوقت ستتحول تلك
المذاكرت الى كنز من الخبرة و ستجد مع الوقت تطور شخصٌتك لو رجعت لتلك
المذكرات بعد فترة من الزمان و سوؾ ٌكون مرجع لك و لؽٌرك لو اردت ان تنشر
ما تعلمته فى كتاب او محاضرة و دورة تدرٌبٌة و هو ما ٌقوم به كثٌرا من رواد
األعمال االمرٌكان فى أمرٌكا فى تعلٌم ؼٌرهم كٌؾ ٌصبحوا رواد أعمال و ما مروا
به فى حٌاتهم العملٌة .
احصل على مرشد خاص او كوتش ترجع له و تتكلم مع بكل صراحة عما تمر به
بدون خوؾ من ان ٌنشر اسرارك ،فهذا سوؾ ٌساعدك كثٌرا و خصوصا لو كان
المرشد او الكوتش مر بما مررت به فهو اكثر الناس الذٌن سوؾ ٌشعرون بك و
سوؾ ٌعطونك اسرارهم و خبراتهم و الزبد كما ٌقولون .
تجد تلك األمور خصوصا على برامج الت ٌك توك و اإلنستجرام ،فإن دخلت على تلك
المنصات اإلجتماعٌة لن تجد سوى شخصٌات تتظاهر بالسعادة و تتفاخر بما تملك
و بما تفعل لتنال رضا إجتماعى زائؾ ،ألنك ببساطة ال تفعل ما تفعله لنفسك بل
لكى تحصل على إعجاب اصدقائك و من حولك ،و األكثر من ذلك انك تجد الكثٌر
من الشباب و الناس ٌزٌفون واقعهم لكى ٌحصلون على إعجابات و تعلٌقات ،
فمنهم من ٌتصور و هو ٌشر ب قهوة فى ستاربكس أو ٌق ؾ امام إحدى السٌارات
الشبابٌة ؼالٌة السعر حتى ٌظهر ما ال ٌملكه و ٌظهر ما لٌس فٌه ،أصبحت حٌاتنا
عبارة عن قشرة خارجٌة تدعى السعادة و السر ور و الفر ح و بداخلها حزن و ضٌق
بالصدر ٌإدى إلى أكتئاب ألنك لم تتقبل إجتماعٌا ً.
ففى كتاب اعمل أقل تنجح أكثر ٌقول الكاتب إٌرنى زٌلنسكى (المال و الممتلكات
المادٌة هما الٌوم رمز السعادة و ؼالبا ً ما نجعل امتبلكهما ٌؤتى فى المرتبة األولى
قبل إستمتاعنا بالحٌاة و الحق ٌقا ل إن المال و الممتلكات لٌست فقط أشٌاء ال تجسد
السعادة بل إن السعى وراء رموز السعادة الزائفة هذه ،تإدى إلى الكثٌر من
التعاسة ،و مادمت تجعل استمتاعك بالحٌاة رهنا ً بامتبلكك المال و الممتلكات فإنك
لن تحصل إال على القلٌل من السعادة ) .
هناك مبدأ إنتشر بشكل كبٌر مإخرا فى أمرٌكا و بعد ذلك بفترة بسٌطة إنتشر فى
العالم العربى ،هذا المبدأ ٌسمى المٌنٌمالٌزم .
قال رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ( ما ط لعت الشمس قط إال بعث بجنبتٌها ملكان
ٌنادٌان ٌسمعان أهل األرض إال الثقلٌن ٌ ،ا أٌها الناس ،هلموا إلى ربكم ،فإن ما
قل و كفى خٌر مما كثر و ألهى ) .صدق رسول هللا صلى هللا علٌه و سلم.
بدأت قصة هذا المبدأ بشابٌن ٌعٌشون فى أمرٌكا كانوا ٌعملون بوظٌفة تدر علٌهم
دخبل ً كبٌرا ً ،و ٌتدرجون فى وظائفهم بشكل كبٌر جدا و سرٌع جدا و كانت
حٌاتهم ملٌئة بالترؾ و المخدرات و النساء و شراء كل ما ٌستطٌعون شرائه
بؤموالهم ،حتى أستقبل أحدهم مكالمة هاتفٌة من أمه و لكثرة إنشؽاله بتلك الحٌاة
الصاخبه لم ٌكن ٌدرى أن أم ه فى هذا الوقت قد أصٌبت بالسرطان و أنها أوشكت
ان تحضتر ،ذهب لها و ندم على عدد ا لساعات التى قضاها بعٌدا ً عنها ،و اصبح
كثٌر الحزن و شدٌد الهم انه قد اصبح ٌلهث وراء مؽرٌات الحٌاة و اصبح
إستهبلكٌا ً و فجؤة فقد أفضل الشخصٌات فى حٌاته بل و اهمهم و هى ا مه الحبٌبه .
كانت صدمة هذا الشاب بالموت فى أهم من لدٌه فى حٌاته جعلته ٌتذكر أن لتلك
الحٌاة نهاٌة ،و لهذا أمرنا الرسول بزٌارة المقابر و ذكر هادم اللذات ،فمن عرؾ
الموت هانت علٌه مصائب الدنٌا .
هنا قرر الصدٌقان التخلى عن تلك الحٌاة و إفراؼها من كل تلك األشٌاء الؽٌر مهمه
التى تملىء حٌاتهم و التبرع باالمور و األشٌاء التى ال ٌحتاجونها ،و العٌش
ببساطة و البحث عن معنى الحٌاة فى التخلى عن ما ال ٌحتاجونه و العطاء لمن
ٌحتاج ،هنا شعروا بالسعادة الحقٌقٌة و هنا عرفوا معنى الحٌاة .
بعد مرور فترة قرر الصدٌقا ن تؤلٌؾ كتاب ٌحكون فٌه عن رحلتهم ،و بعد ما
أصبح الكتاب من أكثر الكتب مبٌعا ً بشكل مفاجىء أصبحت رحلتهم هى أن ٌقوموا
بعمل فٌلم وثائقى ٌتكلمون فٌه عن أفكارهم مع الناس و نشرها بشكل كبٌر فى
المجتمع األمرٌكى ،ألن هناك الكثٌر من الناس التى ال تقرأ الكتب فٌمكنها أن
تشاهد الفٌلم ،و أٌضا ٌقومون بإستضافة الناس التى طبقت أفكارهم و كٌؾ
أصبحوا ٌعٌشون بدون أن تكون حٌاتهم إستهبلكٌه و اال ٌعٌشون بضؽط الشراء
للحصول على إعجاب أحد .فما ٌحدد قٌمتك لٌست شهادتك او مشترٌاتك و
ممتلكاتك و لكن ما ٌحدد قٌمتك هو أنت بؤعمالك الصالحه و معاملتك مع ؼٌرك و
عطاءك للناس و ان تتقى هللا قدر ما استطعت .
فى الفٌلم ٌبدأ “راٌان نٌكودٌماس” بالحدٌث عن نفسه فً بداٌة الفٌلم قائبل
“حصلت على كل ما أردته وكل من حولً قالوا لً إنك ناجح ولكنى فً الحقٌقة
كنت بائسا!” والسبب فً كونه كذلك لم ٌكن فً الوحدة أو الؽربة أو ما إلى ذلك بل
كان ” المعنى “؛ فقد كان هو وصدٌقه المقرب “جوشوا فٌلدز” ٌعمبلن معا فً
نفس الشركة وأخذا فً ترقً السلم الوظٌفً خطوة وراء األخرى ساعٌن وراء
المزٌد من اإلنجاز والنجاح ومن ثم السعادة التً هً ؼاٌة كل إنسان…
وفً ٌوم من األٌام الحظ “راٌان” سعادة ورضا على وجه “جوشوا” لم ٌعهدهم
علٌه من قبل ،فجلس معه وسؤله عن السبب وراء ذلك وكانت إجابته أنه
“المٌنٌمالٌزم” وهو األداة التً بها استطاع السٌطرة على حٌاته مرة أخرى وأصبح
بإمكانه العٌش فً هذه اللحظة ومن ثم العٌش بدون توتر وقلق ،وحكى له كٌؾ
ساعده هذا التوجه فً التركٌز على ما هو حقا مهم ،وكٌفٌة ابتكار المزٌد
واستهبلك القلٌل والبدأ فً البحث عن المعنى والؽاٌة الحقٌقٌة من الحٌاة!
“شعرت بفجوة كبٌرة فً حٌاتً فحاولت ملئها كما ٌفعل الكثٌر من الناس
باألشٌاء وباالستهبلك محاوال الوصول إلى السعادة ولكنى فً الحقٌقة كنت أعٌش
من أجل االشٌاء”.
وٌقول آخر أن حلمه كان أن ٌرى العالم وٌ َّط لع على آفاقه ؼٌر المحدودة وكان ٌعمل
من أجل الوصول لهذا الهدؾ ،لكن عندما بدأ ٌصل لمكانه عالٌة لم ٌكن ٌتوقعها فً
الشركة التً كان ٌعمل بها ،شعر بكونه محاصرا وأن حٌاته ستتحول إلى نسخة
طبق األصل من مدٌره وهو عكس ما كان ٌطمح إلٌه تماما فخرج سرٌعا قبل أن
ٌوقع العقد!
“ٌنظر الناس إلى المجبلت والتلفاز لٌروا حٌاة فاتنة ومبهرة وٌبدأوا فً التفكٌر
“كٌؾ نستطٌع الحصول على ذلك أو االقتراب منه؟”
وٌضٌؾ قائبل:
إن الشًء الذي نكون مهوسٌن به بعد فترة قصٌرة ٌؤتً اإلصدار األفضل واألكثر
إثارة منه ،فنحن بهذه الطرٌقة لم نعد نهتم بما نملكه بالفعل ،بل الحقٌقة هً أن ما
نملكه ٌصبح مصدرا لعدم الرضا ،فالعدٌد ٌتوقع أن إرضاء كل رؼبة تظهر سٌجعل
حٌاته أكثر إرضا ًء وسعادة ولكن الحقٌقة عكس ذلك! وظهرت أخرى تحدثنا عن
دور أقسام التسوٌق فً تجدٌد وتحدٌث المنتجات لتتحول المواسم األربعة األساسٌة
إلى 25موسم -أي موضة جدٌدة كل أسبوع -وبالطبع لئلعبلم الدور األهم فً
تعزٌز شهوة الشراء والهوس باألشٌاء وحصر الخٌارات
ثم ٌحكً “جوشوا” عن الحدث الذي جعله ٌعٌد التفكٌر فً كل شًء ،وهو معرفته
بكون والدته فً المرحلة الرابعة من سرطان الرئة الذي نادرا ما ٌنجو أحد منه فً
تلك المرحلة ،وعندما كان ٌجلس بجانبها فً دار الرعاٌة لم ٌستطع التحكم فً
بكائه وكل ما كان ٌندم علٌه حقا هو الوقت الذي أهدره بعٌدا عنها منخر َط ا فً
العمل لتحقٌق المزٌد من النجاحات!
والفٌلم به الكثٌر من األمثلة ال ٌسعنا الوقت لذكرها هنا على خطورة سٌطرة الفكر
المادي على اإلنسان والمجتمع ككل ،وٌمكننا أن نخلص إلى أن الهدؾ األساسً
للفكر المادي هو توجٌه البشر نحو االستهبلك بؤقصى صورة ممكنه معتمدا فً ذلك
على الكثٌر من الطرق المباشرة وؼٌر المباشرة مخاطبا العقل فً بعض األحٌان
عن طرٌق النظرٌات الفلسفٌة إلثبات صحة أن الؽاٌة األسمى هً “أكبر قدر من
السعادة ألكبر عدد من الناس” كما قال الفٌلسوؾ “بنثام” وبالطبع المقصود
بالسعادة كل ما هو مادي وٌشبع الرؼبات وفً أؼلب األحٌان األخرى ٌخاطب
المشاعر والشهوات…
ولكن هل الفكر المادي ٌنحصر أثره على المستوى الفردي فقط ،بحٌث ٌفقد اإلنسان
القدرة الوحٌدة الممٌزة له عن باقً الكائنات وهً صنع ” المعنى ” والبحث عن
الؽاٌة من كل شًء ومن كل فعل ٌقوم به لٌصبح عقله مجرد خادما مطٌعا لشهواته
لٌس إال؟
س ا فً العمل طوالبالطبع ال؛ فاألثر االجتماعً أعمق بكثٌر فإذا كان األب منؽم ً
الوقت فؤٌن الوقت للتواصل العائلً والتنشئة االجتماعٌة السلٌمة لؤلطفال؟ هل
ستلبً أفضل أنواع المؤكوالت والمبلبس وحتى المدارس دور القٌم والمبادئ
واالحتواء األسري؟ وإذا كان االبن ٌفكر فً أحدث اإلصدارات وكان مثله األعلى
أحد المشاهٌر فهل نتوقع منه إال التعامل مع األسرة والوطن كمصدر لؤلمان
والراحة المادٌة إلى أن ٌجد من هم أكثر أمنا وماال؟ وإذا كان جل اهتمام األسرة هو
زٌادة المستوى االجتماعً ألعلى حد ممكن فهل هناك وقت لصلة األرحام أو
لمساعدة اآلخرٌن ونصرة المستضعفٌن أو االهتمام بمشكبلت المجتمع؟
إذا فالنتٌجة الحتمٌة للفكر المادي فقدان الؽاٌة و المعنى والتحول لمجرد البلت
بٌولوجٌة وبالتبعٌة تفكك األسر ومن ثم تفكك المجتمع الذي ما هو إال مجموعة من
األسر واختفاء التفكٌر فً الصالح العام وتصاعد الفردٌة واألنانٌة بل والحٌوانٌة
فً المجتمع ،فالقوي سٌهتم بالحفاظ على قوته وزٌادتها وسٌعمل على إقامة
قوانٌن تخدمه وتهًء له االستثمار وتحمٌه من الضعٌؾ –أطفال الشوارع،
المرضى ،العجائز… إلخ-
الذي بالطبع فً ظل هذا الفكر ال ٌجب أن ٌنتظر مساعدة ممن هم أقوى منه بل
ٌحاول اكتساب ما ٌإهله للعٌش فً هذه الؽابة الموحشة ولعل ما قالته الفٌلسوفة
“اٌن راند” ٌوضح ما ٌخبئه كثٌرون ممن تبنوا المذهب النفعً واالتجاه المادي
كؤسلوب حٌاة ورإٌة لما ٌنبؽً أن ٌكون علٌه سلوك اإلنسان.
ٌتضح لنا بكل بساطة من كل هذا مدى أهمٌة هذا المبدأ فى حٌاتنا الٌوم و هو :
–الحفاظ على الصحة :سٌصل المبدأ إلى ما نؤكل ،فنؤكل حسب احتٌاجنا فقط
وبالتالً نحافظ على الصحة وأٌضا نرشد النفقات.
– تحسٌن جودة الحٌاة :اإلحساس ببساطة العٌش فً مكان منظم ومرتب واستهبلك
جزء من الفكر والمكان فً اإلبداع وربما الهواٌات.
فطرٌق التعاسة مرصوؾ بالسعى وراء أشٌاء تشبه السراب للحصول على سعادة
مإقته من نظرة الناس و رضاهم المإقت ،فالعمل الطوٌل و المجهد من أجل ذلك
فهو مضٌعه للوقت و الجهد و الحٌاة .
( ) 11
إدمان العمل
رٌش نورتون
فى ٌوم من األٌام كنت أعمل فى إحدى الشركات و وجدت أن مدٌر الحسابات
ٌعمل فى أكثر من شركة و ٌكاد ٌكون ال ٌقابل أوالده و زوجته ،كنت أتعجب
كثٌرا ً كٌؾ ٌعٌش هذا الرجل ،و كٌؾ ٌقوم بالموازنه بٌن حٌاته الشخصٌة و
حٌاته العملٌة و حٌاته األسرٌة ،ذكرتنى تلك الحاله بؤبى ،فؤبى كان ضابط
صؾ فى البحرٌة بالقوات المسلحة المصرٌة و كان كثٌر السفر و االبتعاد عن
أسرته و أوالده و زوجته ،و حتى بعد أن أستقال و تقدم فى العمل فى إحدى
الشركات البترولٌة كان دائما ما ٌسافر و ٌبتعد عننا ،و كانت أمى تقول لنا
حٌنما ٌعود من سفره ال تشكو ألبٌكم و ال تقوموا بإشؽاله بمشاكلكم و علٌكم
ان ترٌحوه فهو جاء من السفر لٌسترٌح من العمل ال لٌتعب بسببكم ،هنا كنت
أشعر بإف تقاده كثٌرا ً كؤب و كنت أود أن أشكو له ما ٌحدث معى فى المدرسة
من تنمر على شكلى و اسنانى التى ولدت و بها مشكلة بسبب أورام باللثه و
األسنان تخرج ؼٌر سلٌمه ،كنت افتقده كؤب ،و حٌنما حدثت بٌننا مشاجره
قال لى أنا أوفر لك كل ما ترٌده ،فقولت له ما أرٌده بكل بسا طة هو أنت ٌا
أبى ،وجودك فى حٌاتى سٌفرق كثٌرا ً ،إستماعك لى سٌفرق فى حٌاتى
كثٌرا ً ،هنا كنت أعانى حالة نفسٌة شدٌدة و كنت أود الذهاب لطبٌب نفسى
ٌستمع لى ،و لكن أهلى أعترضوا بسبب المنظر العام و إتهامى بؤننى مجنون
أو مرٌض ،و كدت أن أنتحر ،و لكن ما أوقفنى هو تخٌلى لحزن أمى و
نظرتها أثناء موتى ،توقفت ألجلها ألنها أكثر من تحمل همنا أثناء سفر ابى
المتكرر .
ذكرنى المدٌر المالى بكل ذلك و خصوصا ً أنه قد أصٌب بحزام نارى حول
جسمه و أصٌب بعدة أمراض بعد ذلك و اسؤل هللا له السبلمه و الشفاء ،ال
أعلم لما نفنى حٌاتنا بالعمل و نفتقد اسرتنا و أبنائنا ،و حٌنما سؤلته وجدت
رده أنه اصبح عاشقا ً للعمل و ال ٌود أن ٌذهب للبٌت اال قلٌبل ً.
فمدمنو العمل هم اشخاص مجتهدٌن فى العمل بصورة مبالػ فٌها جدا ،فهم
ٌمضون الوقت الكثٌر بالعمل لدرجة تطؽى على صحتهم و أ سرتهم و عبلقاتهم
االجتماعٌة .
حٌنما حاولت البحث عن سبب إدمان العمل لم أجد اسباب واضحه و لكن من
تحلٌلى الشخصى ممن سؤلتهم و من قمت بمحاورتهم بخصوص هذا الموضوع
وجدت أنه ٌمكن تلخٌص أسباب إدمان العمل فى األتى :
ٌكتشؾ مثل هإالء الكارثه التى ٌقعون فٌها حٌنما ٌفقدون صحتهم أو ٌفقدون
شبابهم و أوالدهم نضجوا و كبروا فٌكتشفون أنهم افنوا حٌاتهم بالعمل .
فبل تهملوا أبنائكم و ال تبتعدوا عنهم بحجة لقمة العٌش و العمل ،فاهلل الذى ال
إله إال هو لن ٌعوضكم مال الدنٌا إذا ضاعوا ابنائكم ،فالبنت أو الولد إذا لم
ٌجدوا أهلهم بجوارهم فسوؾ ٌلجؤون إلى أصدقائهم أو أى شخص ٌعوض ذلك
الجانب المفقود و الناقص لدٌهم ،و من ٌدرى لربما ٌكون هذا ا لشخص الذى
حصل على تلك المكانه لٌس صالحا ً و لٌس سوٌا ً نفسٌا ً و ربما ٌفسد أكثر ما
ٌصلح و ترجعون تندمون على إفراطكم فى العمل ،فبل إفراط و ال تفرٌط .
فهل فكرت ٌوما ً ان العمل المضنى لٌس مثمرا ً بالمقدار الذى ٌدعٌه الناس ؟
ٌقول صاموئٌل جونسون ( لٌس هناك بطالة تؽرٌنا كتلك التى ترفع نفسها إلى
مرتبة االنشؽال الظاهرى )
و لو كنت من النوع الذى ٌعمل كثٌرا ً ألن فرٌقك لن ٌستطٌع إتقان العمل
مثلما تتقنه ،فهذا خطؤ كبٌر و جسٌم حٌث أنك لن تستطٌع أن تستمر العمل
بهذا الشكل ،فٌجب أن تدرب فرٌقك على العمل و تعلمهم حتى تستطٌع أن
تفوض لهم العمل و تركز أنت فٌما ٌجب أن تقوم به و ال تعمل او تقوم بكل
المهام وحدك ،فؤعمل بذكاء و لٌس بجهد .
األول هو الكسول المنتج ،الذكى و الخبلق ،الذى ٌعمل قلٌبل ً و ٌنتج كثٌراً .و
الثانى هو المدمن على العمل الذى ٌعمل كثٌراً و ٌنتج قلٌبل ً .و الثالث هو الذى
ال ٌنتج شٌئا ً و ال ٌستحق أن ٌذكر أٌضا ً .فؤٌهم ترٌد أن تكون؟
( ) 15
( األمل بحد ذاته هو ضرب من ضروب السعادة ال بل هو السعادة األهم التى ٌمنحها
هذا العالم ،و لكن اإلفراط فى األمل حاله كحال معظم المتع األخرى المستهلكه دون
هوادة قد تكون كفارته األلم .أما إطبلق العنان لآلمال فسٌنتهى بخبٌة أمل )
صاموٌل جونسون
أحٌانا ً كثٌره تصور محاضرات التنمٌة البشرٌة ،مع تحفظى على المسمى
ألنه لٌس هناك ما ٌسمى بالتنمٌة البشرٌة أو علم التنمٌة البشرٌة ،و لكن
هناك ما ٌسمى أسم التطوٌر الذاتى و التنمٌة الذاتٌه ،أنك تستطٌع تحقٌق كل
ما ترٌد تحقٌقه و الوصول إلٌه و تخرج لدٌك طاقة جباره و أمل و لكن ما
ٌلبث هذا التحفٌز إال و ٌذهب جفاءاً بدون تحقٌق أى شىء ،و هذا لؤلسؾ
مشكلة قد أنتقلت لنا بسبب قصص النجاح و التى تصور لنا أن النجاح سهل و
بسٌط و أنك تستطٌع تحدى الظروؾ و العوائق بكل بساطة و سهولة .أحٌانا ً
كثٌره و أنا اقرأ تلك الكتب و السٌر الذاتٌة اسؤل نفسى سإال مهم ٌا ترى ما
شعور هذا الشخص أو بطل القصة فى هذا الموقؾ بالتحدٌد ما الذى ٌا كان
ٌقوله لنفسه ،هل كان دائما ٌقول لنفسه أنا سوؾ أنجح أم انه اصٌب بالشك
و ربما قد ٌكون بكى من شدة األلم و ربما ٌكون قد أوشك على اإلنتحار بسبب
إنسداد كل الطرق و األبواب فى وجهه ،احٌانا كثٌره الكتابة و التحدث عن
النجاح ربما ٌشعر الناس انه سهل و ربما ٌعطٌهم أمل زائؾ أنهم ٌستطٌعون
الوصول و تحقٌق كل شىء ،و هذه لٌست من سنة الحٌاة ،فبل ٌمكن أن
ٌحقق اإلنسان كل أماله ،فهناك أشٌاء نرؼب فى تحقٌقها ألنفسنا و هللا ٌعلم
انه إذا تحققت فهذا شر لنا فٌمنعنا عنها ،و عسى ان تحبوا شٌئا و هو شر
لكم و عسى ان تكرهوا شٌئا و هو خٌرا لكم .
قصة كاتبه روائٌة مثل جى ك رولنج مإلفة سلسلة رواٌات هارى بوتر و التى
حققت نجاحا كبٌرا ً و إنتشارا ً كبٌرا ً ،صورت أنها إنتقلت من الفقر المدقع و
حالة الطبلق إلى الؽنى الفاحش بٌن لٌلة و ضحاها تقرٌبا ،و لم تشر إال قلٌبلً
إلى الجهود الذى بذلتها فى كتابة رواٌاتها و إلى الصبر الذى تحلت به و إلى
المثابرة و األلم .الواقع ٌقول أن كتابها االول قد استؽرق أكثر من خمس
سنوات من العمل و الكتابة .
فطرٌق النجاح ٌحتاج إلى صبر و مواجهة الكثٌر من العوائق و التحدٌات .
فى أمرٌكا كانت هناك مجلة تسمى مجلة النجاح ،تقوم تلك المجلة بذكر
قصص الناجحٌن و الذٌن استطاعوا الوصول إلى الثراء المالى ،بما انه
النجاح فى مجتمع رأس مالى مثل أمرٌكا ٌقٌس النجاح بمقدار الحساب البنكى
و مقدار الثروة التى ٌمتلكها الشخص .صورت تلك المجلة من خبلل
الصحفٌٌن فٌها أن النجاح سهل و بسٌط نسبٌا ً ،و لكن لم تظهر الجانب
األخر الذى دفعه تلك الشخصٌات من العمل لساعات مضنٌه و طوٌلة و الحٌاة
العائلٌة الفاشلة و المخاطرة بالثروة و العائلٌة و المعاناة الجسدٌة و النفسٌة.
و المفارقة الؽرٌبة انه فى عام 1222و اثناء إزدهار االقتصاد االمرٌكى كما
لم ٌزدهر من قبل أعلنت تلك المجلة إفبلسها و إحتٌاجها لمستثمرٌن ٌمولنها
قبل إعبلن تعوٌمها او إؼبلقها نهائٌا ً.
تاكد تماما أنك لن تستطٌع الحصول على القدر الكافى من المال لشراء كل ما
ترٌد فى العالم و لو حصل هذا بالفعل ،فسوؾ ٌشعر سائر الناس من حولك
بالعداء تجاهك ،و لكن ٌحتمل أن تكون كمعظم الناس ال تقدر حق التقدٌر ما
تستطٌع إكتسابه و إنجازه فى العالم الذى نعٌش فٌه ،مع أنك لن تستطٌع
دائما الحصول على ما ترٌد ،إال انك قد تحصل على أكثر مما تعتقد نفسك
قادرا ً علً الحصول علٌه .
تخٌل انك تشرب القهوة قبل ان تذهب للعمل و انت تشرب القهوة سقطت علٌك
و اصبحت مبلبسك متسخه فؤضطررت أن تؽٌر مبلبسك بسرعه ،و هنا قد
نزلت سرٌعا لركوب سٌارتك و وجدت ان سٌارتك معطله و ال ت عمل ،و
اضطررت أن تركب وسٌلة مواصبلت و ذهبت للعمل لؤلسؾ متاخرا ً ،و هنا
قابلت مدٌرك و سؤلك على تقرٌر معٌن و لكن لؤلسؾ أنت لم تكمله ألنك جئت
متؤخرا ً ،هنا الضؽط النفسى لدٌك كان عالى بشكل كبٌر و اصبت بالضٌق ،و
حٌنما ذهبت للبٌت اصابتك نوبة ؼضب على زوجتك و التى بالتالى اصٌبت
بضؽط نفسى كبٌر و هنا اطلقت ؼضبها على ابنتك و ابنتك دخلت ؼرفتها و
اطلقت ؼضبها على القطه .كل تلك السلسلة أدت بسبب تؤخرك على العمل
إلى ضؽط نفسى كبٌر .
فكٌؾ تستطٌع أن تدٌر الضؽط النفسى الخاص بك ؟ ،ألن تلك المهارة اصبحت
مهمة جدا و ٌسمٌها ا لبعض بشكل آخر الذكاء العاطفى أو إدارة المشاعر .
علماء النفس قالوا أن القلق هو بداٌة و إشارة وجود ضؽط نفسى ،فالشىء
الذى ٌسبب لك ضؽط نفسى لٌس بالضرورة ٌسبب ضؽط نفسى لآلخرٌن .
فالضؽوط تملىء حٌاتنا فى جمٌع االركان الخاصه بحٌاتنا ،فبل تجعل الضؽط
النفسى لدٌك ٌ صل إلى مرحلة الؽلٌان ،ألنك إذا وصلت إلى تلك المرحلة
فسوؾ تكون صعب السٌطرة على اعصابك .
ٌمكن أن ٌكون أختبلفنا فى الرأى ٌمكن ان ٌإدى إلى ضؽط نفسى ،فكل
شخص لدٌه ( األنا ) التى تحاول أن تثبت أنها صح ،و لكن ال ٌوجد شخص
فى ا لكوكب األرضى صح دائما و على طول الحٌاة .
ٌمكن أن ٌكون الضؽط النفسى ٌظهر لدٌك بسبب رؼبة المدٌر فى رإٌتك ،فقد
ٌظهر فى عقلك شىء سلبى لؤلسؾ و ربما ٌكون هذا التصور ؼٌر صحٌح .
ما ٌمكن ان ٌسبب لك ضؽط نفسى و عصبى إذا جربت شىء جدٌد او مهمه
جدٌده ،فؤنا على سبٌل ال مثال حٌنما كنت اعمل فى إحدى الشركات و طلب
منى السفر للقاهره لزٌارة الفروع بها كنت أحلم بتلك المهمه لخوفى من
السفر و اال استطٌع الوصول للفرع ،و اثناء تادٌتى الخدمة العسكرٌة و ٌطلب
مننا مهمات معٌنه كنت احلم بتلك المهام و كان ٌصٌبنى االرق .
ٌمكن ان ٌكون السبب فى الضؽط النفسى هو بعد مسافة العمل و اخذ وقت
كبٌر بٌن الذهاب للعمل و العودة منه .
ٌمكن أن ٌكون السبب اٌضا مرور وقت صعب علٌك و صورة الذاتٌة الضعٌفه
و ضعؾ إدارتك ل مهامك و اعمالك و عدم وجود هدؾ او معنى واضح لعملك
او لحٌاتك .
أشٌاء تراها :البكاء فجؤة و التدخٌن و الشراء بدون داع ألشٌاء معٌنة تحاول
إخراج كل ضٌقك فٌها ،إدمان المخدرات أو إدمان الجنس .
أشٌاء تشعر بها :تشعر باال نعزال و الضٌق و الوحدة و االكتئاب و تشعر أن
وجهه أصبح متعب و عجوز بعض الشىء و تظهر له هبلت سوداء تحت
عٌنه.
فؤعلم ما هى األعراض التى تعانى منها حتى تستطٌع ان تعالج نفسك أو
تستعٌن بالمساعدة و الدعم الخارجى أو باللجوء إلى طبٌب مختص حتى ال
تتفاقم األعراض و المشاكل .
( ) 10
جون دراٌدن
فى هذا الجزء من الكتاب سوؾ اتكلم عن 2طرق او 2عادات تستطٌع من
خبلل القٌام بهم او ممارستهم أن تقلل و تنهى من حدة اإلحتراق الوظٌفى
الذى تتعرض له فى حٌاتك ،و تلك الطرق السبعه قد سمعتهم فى إحدى
الدورات التدرٌبٌة التى حصلت علٌها حٌنما كنت أبحث عن عبلجا ً لنفسى من
االحتراق الوظٌفى الذى عانٌت منه و مازلت كل فترة ضؽط امر بها ،و كما
قولنا فنحن لن نستطٌع اإلنهاء علٌه بشكل كامل و عدم الشعور به مرة أخرى
،هذا األمر ؼٌر واقعى ألن طبٌعة الحٌاة كما قولنا ٌجب أن تمر بؤمور ال
تحبها و لن تفضلها ،فاالحتراق الوظٌفى أعتبره مثل اإلنفلونزا العادٌة ٌجب
أن تمر بها فى خبلل حٌاتك و ٌمكنك أن تاخذ أحتٌاطاتك منها من خبلل اتباع
أمور معٌنة مثل التدفئة السلٌمة و شرب مشروبات ساخنه و هكذا األمر فى
اإلحتراق الوظٌفى من خبلل قٌامك بالسبع عادات تلك و هم كاألتى :
-2أكتشؾ قٌمك و قٌم الشركة :حاو ل معرفة قٌمك الشخصٌة و حاول أن
تعرؾ ان جزء من مهام المدٌر هو لٌست فقط إدارة المهام و لكن إدارة
البشر و من إدارة البشر هو معرفة كٌؾ تدٌر الموظٌفٌن و تتعامل
معهم حٌنما ٌصابوا باالحتراق الوظٌفى ،فحتى تعرؾ نفسك ٌجب أن
تكتشؾ قٌمك الشخصٌة و ما تإمن به و ما هى ق ٌم الشركة و هل
تشتركان فى القٌم أم أنك تخالؾ قٌمك الشخصٌة و تشعر انك تخالؾ
مبادئك بالعمل فى تلك الشركة او تلك الوظٌفة ،و حاول معرفة رإٌة
الشركة .
و ال تنسى قبل تلك الحلول أال تٌؤس من روح هللا ،و أن تعود إلٌه و أن تفكر فى
عبلقتك بربك فربما قد تكون مقصرا ً ،ادعوا هللا كثٌرا ً و أنت ساجد فؤكثر ما ٌكون
العبد قربا ً من ربه و هو ساجد و صلى و صم ،و اخرج صدقات ففى الصدقات
شفاء للقلوب و االرواح ،و إذا اردت أن ٌكفٌك هللا ما اهمك اذكر سبع مرات
(حسبى هللا ال إله اإل هو علٌه توكلت و هو رب العرش العظٌم ) و دعاء (اللهم أنى
أعوذ بك من الهم و الحزن و العجز و الكسل و البخل و الجبن و ؼلبة الدٌن و قهر
الرجال )
و ال تنسى إذا عجبك الكتاب و أستفدت منه فؤدعوا لى بظاهر الؽٌب و أن ترسل لى
قصتك مع الكتاب و رحلة العبلج على صفحتى الشخصٌة على الفٌس بوك ،و لو
رأٌت من ٌعانى من الضؽط النفسى و العصبى و االحتراق الوظٌفى فبل تتردد و
نصحه بقرأة الكتاب أو إعطائه الكتاب هدٌة .
-كورس إدارة الضؽط النفسى الشخصى و الو ظٌفى (موقع أكادٌمٌة أعمل
بٌزنس)
-كورس كٌؾ تستمتع بضؽط ا لعمل (موقع أكادٌمٌة أعمل بٌزنس)
-كورس ( Job Burnoutموقع ) Al Mentor .net
الكتب :
الكتاب كتب خصٌصا ً لك من شخص ٌفهمك و ٌشعر بك و ٌمر بما تمر به
بالضبط .
أفهمك جٌدا ً ألنى من الذٌن ٌحاولون التعافى و ٌمشون فى رحلة العبلج ،و
ألننى اعمل بمجال الموارد البشرٌة أو ما هو معروؾ فى الشركات ال ، HR
بمعنى أننى أحتك بالعدٌد من الناس و أرى الكثٌر من الشخصٌات و الطباع
النفسٌة و المرجعٌات و الخلفٌات و التربٌه المختلفه من كل ا لناس أثناء
عملى .