Professional Documents
Culture Documents
كتاب رواية الشرق أشجان - تأليف الصحفي محمد علي محسن The East Ashgan novel book pdf - author; by the Yemeni Journalist, Muhammad Ali Mohsen
كتاب رواية الشرق أشجان - تأليف الصحفي محمد علي محسن The East Ashgan novel book pdf - author; by the Yemeni Journalist, Muhammad Ali Mohsen
كتاب رواية الشرق أشجان - تأليف الصحفي محمد علي محسن The East Ashgan novel book pdf - author; by the Yemeni Journalist, Muhammad Ali Mohsen
ﺍﻷﻡ ﻭﺍﳌﻌﻠﻤﺔ ﻭﻓﺎﺀ ﺍﳌﺼﺮﻱ ...ﺍﳊﺒﻴﺒﺔ ﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻀﺎﻥ ﺃﺷﺠﺎﻥ ...ﺍﳌﻌﻠﻤﺔ ﻭﺍﳌﻌﺸﻮﻗﺔ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ
ﺛﻼﺛﺘﻜﻦ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﳊﺒﻴﺒﺔ ﻭﺍﳌﻌﺸﻮﻗﺔ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﺭﻗﻪ ﻭﺃﻋﺬﺑﻪ ،ﺇﻧﻜﻦ ﺃﺻﻞ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﳊﺐ ﻭﺍﻹﻟﻬﺎﻡ
ﻭﺍﳉﻤﺎﻝ ،ﻓﺎﻧﱳ ﻋﻄﻴﺔ ﺍﻟﺮﺏ ﻟﻸﺗﻘﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ،ﻭ ﻣﺴﺘﻬﻞ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻭﻣﺴﻜﻬﺎ؛ ﺑﻞ ﻭﺟﻮﻫﺮ
ﻓﻜﺮﺗﻬﺎ ،ﻭﻋﻘﺪﺗﻬﺎ ﻭﺣﻠﻬﺎ؛ ﻭﺣﺘﻰ ﺃﺭﻭﻉ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻥ ،ﻭﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ،ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ،ﻭﻣﺤﺒﺔ ،ﻭﻋﺸﻖ ،ﻭﺃﻣﻞ.
ﹸ
ﻟﻜ ﹼﻦ ﺃﻓﻴﺾ ﺑﻘﺼﺘﻲ ﻭﻣﻮﺍﻫﺒﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ،ﻭﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﺳﺪﻳﺘﻨﻪ ﻟﻲ ،ﺃﻭ ﺃﺧﺬﺗﻨﻪ ،ﻓﺎﻧﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ
ﻣﻦ ﻣﻼﻳﲔ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﻭﻫﺬﻩ ﻏﺮﺍﺋﺰﻱ ﺍﻟﺪﻓﻴﻨﺔ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺭﻏﺒﺎﺗﻲ ،ﻭﻧﺰﻭﺍﺗﻲ ،ﻭﻣﺂﺛﺮﻱ ﺍﺘﺮﺣﺔ ،ﻟﺴﺖ ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻠﻮﻗﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺖ ،ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﳌﺴﻐﺒﺔ ،ﻭﺍﻻﻧﻐﻼﻕ .ﻫﻜﺬﺍ ﹸﻓﻄﺮﺕ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺫﻛﻮﺭﻳﺔ
ﱠ
ﻓﻈﺔ ﻏﻠﻴﻈﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﻧﺜﻰ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﺫﺍﺗﻲ ﺍﳌﺮﺍﻫﻘﺔ ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻏﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠﺮﺫﻳﻠﺔ ﻭﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻫﺘﺪﻳﺖ
ﻭﺻﺮﺕ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﹰ ﺑﻌﻈﻤﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﳌﺘﺠﺴﺪﺓ ﺑﻜﻦ ﺍﻟﺜﻼﺙ ،ﻓﺎﻟﺸﺮﻕ ﺭﻭﻋﺘﻪ ﻭﺍﺻﻠﻪ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﻭﻓﺎﺀ
ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﳌﻌﻠﻤﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺟﻤﺎﻝ ﻭﻋﻔﺔ ﻭﺣﻴﺎﺀ ﺍﳊﺒﻴﺒﺔ ﺃﺷﺠﺎﻥ ،ﻭﻓﻲ ﻋﺬﻭﺑﺔ ﻭﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﻭﻋﺸﻖ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ
ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ.
ﺟﻤﺎﻝ
ÚÄÄÄÄÄÄÄÄÄÄÄÄÄÄÄÓ• ı¸˚:
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﻟﻚ ﺧﺎﻟﺺ ﺍﶈﺒﺔ ﻭﺟﺰﻳﻞ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ،ﻓﺘﺼﻮﻳﺒﻚ ﻟﻸﺧﻄﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻭﻣﺪﻫﺸﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﳌﺆﻟﻒ
fiβa ›ÄÄÄÄÄÄÄÄÄÄó–€a
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ )ﳝﻨﺎﺕ( ﺑﺪﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺣﻤﺎﺳ ﹰﺔ ﻭﺳﺮﻋ ﹰﺔ ﻭﻓﺮﺣ ﹰﺔ ﻻ
ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻬﺎ ﺑﺠﻼﺀ ﺍﶈﺘﻞ ﻭﺳﺪﻧﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﺍﶈﻠﻴﲔ ،ﻭﺳﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﻤﻌﺔ ﻭﺟﺪ ﺃﻫﻞ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ
ﳝﻀﻮﻥ ﺑﻼ ﺍﻛﺘﺮﺍﺙ ﺃﻭ ﺭﻭﻳﺔ ،ﻓﺠﻤﻴﻌﻬﻢ ﺭﺍﺣﻮﺍ ﻳﻠﻬﺠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻧﺎﺷﻴﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ
ﺍﶈﺮﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻱ ،ﻓﺒﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻐﻮﻟﻲ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ
ﻻﺫﺍ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻫﺮﺑﺎ ﹰ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ؛ ﺟﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﳊﻘﻞ ﻧﺬﺭﻭﺍ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ،ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ،
ﻭﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ ،ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،ﻭﺣﺘﻰ ﺟﺪﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺒﺒ ﹸﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ
ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺣﺴﺒﺘﻬﺎ -ﻟﻔﺮﻁ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻟﻔﻈﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺜﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ -ﻛﺎﺋﻨﺎ
ﺃﺳﻄﻮﺭﻳﺎ ﻛﺎﻟﻌﻨﻘﺎﺀ ﺃﻭ ﻋﺮﻭﺳﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ،ﻓﻲ ﺃﺣﺎﻳﲔ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻲ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺑﺮﺃﺱ
ﻭﻗﺮﻧﻲ ﺛﻮﺭ ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﺍﻟﺼﻤﺪ ،ﻓﺤﺘﻰ ﺍﺳﻤﻲ ﹶﺟ ﹶﻤﺎﻝ ﻟﻄﺎﳌﺎ ﻣﺎ ﺍﺧﺘﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﻊ
)ﺟ ﹶﻤﺎﻝ( ،ﻓﻠﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺛﻴﺎ ﻭﻫﺰﻟﻴﺎ ﻟﻄﻔﻞ ﻣﺜﻠﻪ ﻧﻴﺎﺡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻴﻞ ﺯﻋﻴﻢ ﺑﻮﺯﻥ
ﺍﻟﻌﻴﺲ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﹺ
ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﻡ ٢٨ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ١٩٧٠ﻡ؟ ﻓﻔﻲ ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻌﻖ ﺑﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻘﻞ ﻟﻨﺒﺄ ﻭﻓﺎﺗﻪ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺗﺰﺍﺣﻢ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ؛ ﺭﺍﺡ ﺑﻔﻄﺮﺓ ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ﻳﺘﺘﺒﻊ
ﺃﺛﺮ ﺟﻠﺒﺔ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﻭﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺡ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﻞ ،ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﺍﻴﻒ ﺑﺤﺠﻤﻪ ﻭﺳﻨﺎﻣﻪ ﺍﻟﺮﺍﺑﺾ ﻋﻠﻰ
ﻇﻬﺮﻩ ﻭﺑﺮﻗﺒﺘﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺃﻭ ﺷﻔﺘﻪ ﺍﺪﻭﻋﺔ ﻋﻠﻪ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﺸﻔﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﺍﻟﺬﻱ
ﻃﺎﳌﺎ ﺃﻳﻘﻈﻪ ﻫﻠﻮﻋﺎ ﻭﻣﻔﺰﻭﻋﺎﹰ.
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﻃﻔﻘﺖ ﺷﺎﺭﺩ ﺓ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﲟﻀﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﻋﺪﺍ ﹶﺟ ﹶﻤﻞ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻭﺛﻮﺭﻱ ﻫﺎﺗﺎﻥ ﺍﳌﻔﺮﺩﺗﺎﻥ
ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﻭﻃﻨﺘﺎ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻓﻼ ﺷﻲﺀ ﺍﺳﺘﺬﻛﺮﻩ ﻗﺒﻠﻬﺎ ،ﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﻓﻖ ﺗﺴﻤﻴﺎﺗﻬﺎ ﻻ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ،ﺃﻧﺎ ﺍﻠﻮﻕ ﻣﻦ ﺭﺿﺎﺏ ﺍﳌﻮﺝ ﻭﺍﻟﺮﻣﻞ ﺍﻀﻠﺔ
ﺍﻟﺮﻃﺒﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ؛ ﺑﻞ ﺍﳌﻌﺠﻮﻥ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻔﻞ ،ﻭﺍﻟﻴﺎﺳﻤﲔ ،ﻭﺍﻟﻜﺎﺫﻱ ،ﻭﺍﻟﻘﺮﻧﻔﻞ ،ﻭﺛﺮﻯ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺍﳌﻄﺮ،
ﻭﺍﻟﺴﻴﻞ ،ﻭ ﺍﻟﺰﺭﻉ ،ﻭﺍﻟﺒﻠﺲ ،ﻭﺍﳌﺸﻤﺶ ،ﻭﻃﻞ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ،ﻭﺧﻔﺔ ﻭﺭﺷﺎﻗﺔ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﺕ ﺍﳉﻤﻴﻼﺕ ﺍﻟﻨﺎﻫﺪﺍﺕ
ﺍﻟﻜﻮﺍﻋﺐ ،ﻭﺻﺒﺎﺑﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ.
ﻣﺎ ﺃﻗﺴﻰ ﻟﻄﻔﻞ ﻏﺾ ﻓﻲ ﻧﺎﺻﻴﺔ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻪ ﻭﻷﺳﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳌﺘﺒﺨﺘﺮﺓ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ
ﻧﺎﻓﺶ ﺭﻳﺸﻪ ﺑﻨﺮﺟﺴﻴﺔ ،ﻗﺪﺭﻱ ﻣﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﳊﻈﺔ ﻣﻴﻼﺩﻱ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻓﻌﻠﻰ ﻭﺷﻮﺷﺔ ﺍﳌﻮﺝ ﻓﻲ
ﹴ ﻛﻄﺎﺅﻭﺱ
ﺻﻴﺮﻩ ﻭﺃﺯﻳﺰ ﺭﺻﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻﺩﺗﻲ ،ﻭﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﺍﻟﺜﻮﺭﺗﲔ ٢٦ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻭ ١٤ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ
ﻛﻨﺖ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ،ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻧﻌﺶ
ﹸ ﻧﺸﺄﺕ ﻭﺗﺮﻋﺮﻋﺖ،
ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ ﻫﻜﺬﺍ ﻭﺳﻂ ﻫﺪﻳﺮ ﺍﶈﻴﻂ ،ﻭﻏﻠﻴﺎﻥ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺍﻟﺰﺍﺧﺮﺓ
ﺑﺎﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ،ﻭﺍﻷﻣﺂﻝ ،ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ﻭﺍﻟﻨﻜﺴﺎﺕ ,ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻴﺪ ٣٠ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ١٩٦٧ﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﻣﻴﻼﺩﻱ
ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺘﺪﻭﻳﻦ ﻛﻞ ﻓﻴﻤﺘﻮ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﺍﶈﻮ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺀ
ﺍﷲ ،ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺫﻛﺮﻩ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﳊﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻔﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺳﻰ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﻫﻲ
ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ﻣﺰﺩﺣﻤﺎ ﹰ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺭﻱ ﻭﺍﻷﺳﺮ ﻭﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻟﻠﻌﻤﺔ ﺭﺍﺣﻴﻞ ﻭﺑﻨﺘﻴﻬﺎ
ﺳﺎﺭﺓ ﻭﺟﻮﻟﺪﺍ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺰﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻴﺪ ﻟﻸﺳﻒ ﳊﻈﺔ ﺣﺰﻥ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺘﺒﺪﻳﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻭﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ،ﻛﻞ
ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺬﻛﺮﻩ ﻋﻦ ﻓﺮﺣﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﳊﻈﺔ ﻭﺩﺍﻉ ،ﻭﺩﻣﻮﻉ ﻓﺮﺍﻕ ﻭﺳﻔﻴﻨﺔ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﺗﻠﻘﻔﺖ
ﻭﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﺭﺍﺣﻴﻞ ﻭﻓﺘﺎﺗﻴﻬﺎ ،ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻟﻄﻔﻞ ﻟﻢ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺑﻜﺎﺀ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﺍﺣﺘﻔﺮﺕ
ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﺑﻬﻜﺬﺍ ﻣﺸﻬﺪ ﻭﺩﺍﺋﻌﻲ ﺣﺰﻳﻦ.
ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻼﺀ ﺁﺧﺮ ﺟﻨﺪﻱ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﺭﺿﻨﺎ ،ﳌﺮﺍﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ
ﺍﳌﻜﺮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﻔﻀﻴﺔ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﳉﻨﻮﺩ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰ ﻭﻫﻢ ﻳﻨﺰﻟﻮﻥ ﻭﻳﻄﻮﻭﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﺎﺭﻳﺔ ،ﺃﻭ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺃﻣﺘﻌﺘﻬﻢ ﻭﻋﺘﺎﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﻃﺎﺑﻮﺭ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﻋﻤﻮﺩﻳﺔ ﻣﺘﺤﻔﺰﺓ ﻟﻺﻗﻼﻉ،
ﻛﻞ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻲ ﻻﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﳊﺰﻳﻨﺔ ﺍﳌﺴﺘﻮﻃﻨﺔ ﻧﺨﺎﻉ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﺧﺎﺑﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺳﻄﻮﺓ ﻭﻗﻮﺓ ﺩﻣﻮﻉ
ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ،ﻟﻴﺘﻨﻲ ﺃﻗﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻮ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﻭﺍﳌﻮﺟﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻠﻌﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺼﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻊ ﳊﻔﻆ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻧﻘﻲ ﻭﻣﺒﻬﺞ ،ﻓﻤﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﲟﻘﻮﻟﻪ ﻛﺎﺯﺍﺑﻨﻜﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ :ﺇﺫﺍ ﻟﻢ
ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺃﹸﻋﻴﻨﻨﺎ ،ﻟﻴﺖ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﺆﺑﺆﺓ
ﺍﻟﻌﲔ ﻟﻔﻌﻠﺖ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻮﺗﻮﻏﺮﺍﻓﻲ ﻣﺤﺘﺮﻑ ﺑﻌﺪﺳﺔ ﻛﺎﻣﻴﺮﺗﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺒﺪﻳﻌﺔ ﻭﺍﳋﻼﺑﺔ.
ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺇﺫﻥ ﻭﳌﺎﺫﺍ ﺍﳊﺮﺝ ﻣﻦ ﳑﺎﺛﻠﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺜﻮﺭ ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﺍﻟﺼﻤﺪ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﺑﺎﻹﺑﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺑﺪﻣﻮﻉ
ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ؟ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﻮﺡ ﻭﲡﺮﺩ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻒ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ،ﻟﺬﺍ ﻻ ﻣﻨﺪﻭﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻜﺎﻣﻦ ﺍﳉﻮﻫﺮ
ﺍﳋﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﻭﺍﳌﺴﻤﻴﺎﺕ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﳌﺴﻴﺌﺔ
ﻟﻬﺎ ،ﻣﺎ ﺃﻓﻴﺾ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﻮﺩ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻴﻞ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮ ﻣﺠﺮﺩ ﺻﻮﺭ ﻭﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺻﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺳﺎﺫﺟﺔ ﻻ
ﻗﺪﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻣﺎﺑﲔ ﺛﻮﺭﺓ ﻭﺛﻮﺭ ،ﺃﹸﺳﻤﻲ ﺍﳌﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺯﻋﻴﻢ ﻻ ﻳﺸﻖ ﻟﻪ ﻏﺒﺎﺭ ﻭﺟﻤﻞ ﻣﻔﺮﺩ ﺇﺑﻞ،
ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺩﻣﻌﺘﺎ ﺣﺰﻥ ﻓﻲ ﻭﺟﻨﺘﻲ ﺭﺍﺣﻴﻞ ،ﻓﺤﺘﻰ ﻣﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻛﺎﻥ ﻟﻘﺒﻪ )ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ( ﻭﻣﻊ
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻘﺐ ﻫﻮ ﺍﺳﻢ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﺸﺎﻃﺮﻧﺎ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ؛ ﺇﻻ ﺇﻥ ﻗﺮﺹ ﺍﻟﺮﻭﺗﻲ ﻇﻞ ﺻﻨﻮﺍ ﻟﺬﻟﻚ
ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻖ ﺍﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻣﺬ ﺟﻠﺴﺖ ﻟﻠﺪﺭﺱ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ.
ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺑﻐﻨﺠﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﻔﻲ ﻭ ﺑﺴﺎﻃﺘﻬﺎ ﻭﺟﺮﺃﺗﻬﺎ ﻭﺣﻴﻮﻳﺘﻬﺎ ﻛـﺎﻧﺖ -ﺑﻼﺷﻚ -ﺃﻭﻝ ﺷﻲﺀ ﺷﺪﻧﻲ ﻓﻲ
ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ،ﻓﻤﻨﺬ ﻭﻃﺄﺕ ﻗﺪﻣﺎﻱ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻀﺎﻥ ﻣﺜﻠﺖ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺜﻠﻲ ﻳﻜﺒﺮﻫﺎ
ﺑﻀﻌﻒ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻭﺑﻬﺠﺔ ﻭﻧﻀﺎﺭﺓ ،ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻴﺔ ﺍﳌﻨﻔﻴﺔ ﺃﻥ
ﺷﺪﺕ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺍﳌﻬﺎ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ،ﻓﺮﻏﻢ ﺻﻐﺮ ﺳﻨﻬﺎ ﻭﻗﻠﺔ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﳝﻨﻊ
ﻋﻠﻲ ،ﺑﻞ ﻭﺑﻨﺒﻮﻏﻬﺎ ﻭﺗﻔﻮﻗﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻗﺤﻤﺖ ﻓﻲ ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﻣﺎﺭﺍﺛﻮﻧﻲ
ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻄﻮﻝ ﺑﺎﻋﻬﺎ ﻭﺳﺒﻘﻬﺎ ﱠ
ﻣﻌﻬﺎ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺗﺸﻌﺮﻙ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻬﻀﺎﺏ ﻭﺍﳉﺒﺎﻝ ﺍﳌﻨﻴﻔﺔ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺑﻘﺪﻣﻴﻬﺎ
ﺍﳊﺎﻓﻴﺘﲔ ﲢﻴﻚ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎﺵ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺮ ،ﺃﻭ ﺗﺮﻗﺺ ﺭﻗﺼﺔ ﺑﺪﻳﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺮﻗﺼﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﻜﻠﻮﺭﻳﺔ
ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﻭﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ ،ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﺍﻟﺴﺎﻣﺒﺎ ﻭﺍﳉﺎﺯ ،ﺍﻟﺘﻨﻮﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﻬﺎﻣﻴﺔ،
ﻭﺍﻟﻠﺤﺠﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺴﻮﺍﺣﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ﻓﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺭﻗﺼﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺮﺳﻤﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﻋﻴﺔ
ﺑﻘﺪﻣﲔ ﺣﺎﻓﻴﺘﲔ ﻭﺧﺼﺮ ﺃﻫﻴﻒ ﻧﺤﻴﻞ ﻃﻔﻮﻟﻲ.
ﺑﺄﻧﺎﻗﺔ ﻭﻏﻨﺞ ﺗﺮﻗﺺ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻗﺼﺎﺕ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ،ﺍﻟﺮﻗﺺ ﺍﳉﺒﻠﻲ ﻟﻴﺲ ﻛﺎﻟﺮﻗﺺ
ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻲ ﻓﺎﻷﻭﻝ ﺣﺬﺭ ﻭﻣﺤﻔﻮﻑ ﺑﺎﺎﻃﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻘﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ ،ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺩﻭﻣﺎ ﻋﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻊ
ﺍﳌﺘﻬﺠﻲ ﻓﻲ ﻓﻦ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﻓﻌﻞ
ﱢ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﺺ ،ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﺮﻃﺒﺔ ﺍﻀﻠﺔ ﲟﺎﺀ ﺍﻟ ﱢﻴﻢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ
ﻣﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﺼﺎﺕ ،ﺭﻗﺼﺔ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭﺓ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺍﳌﺪﻳﺨﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺍﻧﻬﺎ ،ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺮﺍﺿﻴﺔ ﺍﻟﺮﻗﺺ
ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﻭﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻻ ﺧﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺭﻗﺼﺘﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﻞ ﻻ ﻳﺪﻣﻲ ﺃﻭ ﻳﺼﻴﺐ ﺑﻞ ﳝﺮﻏﻚ
ﺑﺤﺒﻴﺒﺎﺕ ﺭﻣﻠﻪ ﻭﻣﺎﺋﻪ ،ﳌﺮﺍﺕ ﹸﻛ ﹸﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﲢﺪﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﳉﺒﻠﻴﺔ ﺑﺮﻗﺼﺔ ﺳﺎﺣﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺎﺭﺍﺛﻮﻥ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ
ﻋﺠﺰﻱ ﻭﺧﻴﺒﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ،ﻓﻠﻄﺎﳌﺎ ﺃﺷﻌﺮﺗﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺑﺎﳊﺮﺝ ﻭﺍﳋﺠﻞ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﳌﺘﺒﺨﺘﺮ ﺣ ﱠﺪ
ﺍﻟﻐﻄﺮﺳﺔ ﺑﻌﻠﻮ ﻛﻌﺒﻪ ﻭﻣﻘﺎﻣﻪ ،ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺃﺟﺪﻧﻲ ﺃﺗﻌﻠﻢ ﺩﺭﺳﺎ ﺑﻠﻴﻐﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻠﻮﻗﺔ.
ﺣﺪﺱ ﺃﻣﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﻧﺤﻮ ﺃﺷﺠﺎﻥ ,ﻓﻠﻘﺪ ﺗﻨﺒﺄﺕ ﺑﻌﻠﻮ ﺷﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻮﻫﻠﺔ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻮﺻﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﲢﺖ ﻭﻃﺄﺕ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺴﺮﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ
ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺮﻳﺘﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺮﺍﺑﺔ ﺍﳌﺴﻤﺎﺓ ﺑﻴﺘﺎ؛ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺩﺍﺭ ﻫﺠﺮﻩ ﺻﺎﺣﺒﻪ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺑﻼ ﻋﻮﺩﺓ ,ﺃﺩﻳﺮﺓ ﻋﺘﻴﻘﺔ ﺻﺎﺭﺕ ﻗﺒﻠﺔ ﳌﻦ ﻫﻢ ﺑﻼ ﻣﺄﻭﻯ ﻣﺜﻠﻨﺎ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺸﺮﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﺜﻞ
ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪ ﺃﺷﺠﺎﻥ؛ ﺑﻞ ﻭﻟﻠﻔﺎﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ ﺍﳌﺘﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﻢ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻬﻢ،
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻣﺘﺴﻊ ﻟﻠﺒﻮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻤﺎ ﻓﻲ ﻟﻮﺍﻋﺠﻬﻢ ﻭﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﳌﻬﺠﻮﺭﺓ ﻣﺬ ﻏﺎﺩﺭﻫﺎ
ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﺎﻡ ١٩٤٨ﻡ ﻭﺷﺎﺀﺕ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﺃﻥ ﻧﺤﻂ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ.
ﻻ ﺃﺗﺨﻴﻞ ﺑﺮﻫ ﹰﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻛﻮﻧﻔﻮﺷﻴﻮﺱ ﺑﻘﻮﻟﺔ :ﺍﳌﺮﺃﺓ
ﺃﺑﻬﺞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻓﻠﻜﻢ ﺗﺨﻴﻠﺖ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﺩﻭﻧﻬﺎ؛ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﺑﻼ ﻗﻠﺐ ﺃﻭ ﺭﻭﺡ ﻧﺎﺑﻀﺔ ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ،ﺣﺪﺱ
ﺃﻣﻲ ﻟﻢ ﻳﺨﺐ ﻓﻬﺎﻫﻲ ﺍ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﲡﻠﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺗﻮﻗﻌﺘﻪ ﻟﺮﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻀﺎﻥ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺭﺍﻗﺼﺔ
ﺍﳉﺒﺎﻝ ،ﺃﻭ ﻣﻠﻬﻤﺔ ﺃﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻓﺤﺴﺐ؛ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻛﺒﺮ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺃﻳﺔ ﺣﻜﺎﻳﺔ ،ﺃﻭ ﺧﺮﺍﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﳊﺐ،
ﻭﺍﳉﻤﺎﻝ ،ﻭﺍﻟﻮﺩﺍﻋﺔ ،ﻭﺍﻟﺴﺤﺮ ،ﻓﺄﻋﻈﻢ ﺃﻣﺮﺍﻩ ﻭﻓﻖ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ
ﻛﻴﻒ ﻧﺤﺐ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻜﺮﻩ ﻭﻛﻴﻒ ﻧﻀﺤﻚ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺒﻜﻲ ﻭﻛﻴﻒ ﻧﺼﺒﺮ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺘﻌﺬﺏ؟ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﻮﺵ ﻭﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺬﺏ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﻭﺍﻟﺴﻌﺪ
ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺧﻔﻔﺎ ﻋﻨﺎ ﻛﺪﺭ ﻭﺑﺆﺱ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﳌﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﺔ.
ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺃﻣﻲ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻌﺼﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺃﺧﺬ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﻞ ﺍﳉﺪ ،ﻓﻤﺎ ﻧﻄﻘﺖ
ﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺣﻈﻮﺓ ﻭﻣﻜﺎﻧﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺧﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺑﺔ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ،ﺃﻣﺎ ﻭﻗﺪ
ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﻗﺎﺭﺋﺔ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺑﺎﺭﻋﺔ ﻓﺒﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺃﻋﺘﺮﻑ ﺍﻵﻥ ﺇﻥ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﺤﺎﺡ ﺍﳊﺴﻨﺎﻭﺍﺕ
ﺍﻟﻸﻱ ﻳﻨﺪﺭ ﻭﺟﻮﺩﻫﻦ ﻓﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﳉﻨﺔ ،ﻓﻠﻮﻻ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺃﹸﻣﻲ ﺑﻬﺎ ﳌﺎ
ﺍﻫﺘﺪﻳﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆﺓ ﺍﳌﺘﺪﺛﺮﺓ ﲟﺤﺎﺭﺓ ﺭﺛﺔ ,ﻓﺜﻤﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﺗﺮﻯ ﺑﺎﻟﻌﲔ ﺍﺮﺩﺓ؛ ﺇﳕﺎ ﺑﺎﳊﺪﺱ ﺍﻟﻐﺎﺋﺺ
ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ،ﻓﻤﻨﺬ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺃﻣﻲ ﻣﺘﻴﻤﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ،ﻓﻠﻄﺎﳌﺎ ﻫﻤﺴﺖ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ
ﻗﺎﺋﻠﺔ :ﺟﻤﺎﻝ ﺩﻱ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻃﻴﺮﺕ ﻟﻲ ﻧﺎﻓﻮﺧﻲ ،ﻳﺂﻩ ﻟﻮ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺒﻚ ﻳﺎ ﻭﻟﺪ!
ﻟﻢ ﺃﻛﺘﺮﺙ ﻟﻜﻼﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﺩﺉ ﺍﻷﻣﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺇ ﱠﻥ ﻛﻼﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ،ﻟﻜﻦ ﲟﻀﻲ ﺍﻟﻌﻤﺮ
ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺃﹸﻣﻲ ﻭﺷﻐﻔﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺃﻭﻗﻒ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺗﻔﺎﺩﻳﺎ ﹰ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﺝ
ﹸ ﻗﺪﺭﺕ ﺑﻞ
ﹸ
ﻭﺧﺸﻴ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺇﺫﺍﻋﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻸ.
ﻣﺬ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻭﺇﻃﺮﺍﺅﻙ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﺪﻝ ﻧﺤﻮ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺃﻻ ﺗﻼﺣﻈﲔ ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻮﺭﺩ ﻭﺟﻨﺘﺎﻫﺎ ﻛﻠﻤﺎ -
ﺳﻤﻌﺘﻚ؟.
ﺟﻤﺎﻝ ﺑﻼ ﺣﻴﺎﺀ ﻭﺭﺩﺓ ﺑﻼ ﻋﻄﺮ ،ﻭﺃﻣﻚ ﻭﻟﻮﻋﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺭﺩﺓ ﺍﳋﺠﻮﻟﺔ ﻭﻓﻲ ﺷﺬﺍﻫﺎ ،ﺩﻱ ﺍﻠﻮﻗﺔ -
ﻧﻔﺲ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳌﺜﻞ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ.
ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﻗﻮﻟﻚ ﻭﺭﺩﺓ ﺑﻼ ﻋﻄﺮ ﻭﻧﻔﺲ ﺟﻤﻴﻠﺔ! -
ﺑﻮﺷﻜﲔ ﻭﺗﻮﻟﺴﺘﻮﻱ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﻼﻥ ﻟﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻟﲔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺃﻣﻚ. -
ﻣﺎﺫﺍ ﺟﺮﻯ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻤﺎ ﺍﻋﺘﺪﺕ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺴﻴﺔ؟ -
ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﻮﺭﺍﻥ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﺳﻤﻞ ﺍﻟﻌﲔ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻳﺎ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ. -
ﻳﺎ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺼﺮﺓ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ! ﺃﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ :ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ
ﺟﻮﻫﺮﺓ ﻓﺎﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻛﻨﺰ!
ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺪﻳﻦ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﹸﻡ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ -ﺑﺤﻖ -ﺗﻌﺪ ﲡﺴﻴﺪﺍ ﹰ ﻟﻠﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻨﺰﻝ ﻟﻴﺲ
ﺣﺠﺮﺍﹰ؛ ﺑﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ،ﻛﻢ ﺃﻧﺎ ﻣﺸﺘﺎﻕ ﻟﻜﻼﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺩﻣﻴﺔ ،ﻓﻮﻗ ﹸﻊ ﻟﻜﻨﺘﻬﺎ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺗﻄﺮﻕ ﻣﺴﻤﻌﻲ ،ﻋﺎﻳﺰ ﺇﻳﻪ
ﻭﺷﻚ..ﺑﻘﻪ ﻛﺪﻩ ..ﺣﺴﻚ ﻋﻴﻨﻚ ..ﺣﻼﻝ ﻋﻠﻴﻚ ..ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻻ ﲤﺤﻰ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ. ﻳﺎﻭﻟﺪ؟ ﺍﻏﺴﻞ ﱢ
ﺍﻟﻌﺰﳝﺔ ﻣﺜﻠﺖ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻌﺔ ﻷﹸﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻞ ﺃﺑﻲ ﻏﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﻏﻴﺮ
ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ،ﻓﻤﻨﺬ ﺍﻗﺘﺤﺎﻡ ﺯﻭﺍﺭ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﻋﻘﺐ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻢ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻟﻢ ﺗﻬﻦ
ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻟﻬﺎ ﺑﺪﺀﺍ ﹰ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﻝ ﺑﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﳌﺮﻣﻮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ،ﻣﺮﻭﺭﺍ ﹰ ﲟﺼﺎﺩﺭﺓ
ﻭﺗﺄﻣﻴﻢ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻭﳑﺘﻠﻜﺎﺕ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺫﺧﺮﻫﺎ ﻭﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﺫﺍﺕ
ﻳﻮﻡ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻧﺘﻬﺎ ﹰﺀ ﲟﺎ ﺣﺪﺙ ﻷﺳﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﻨﻜﻴﻞ ﻭﺻﻞ ﺣﺪ ﻟﻔﻈﻬﺎ ﻭﻃﻔﻠﻴﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﳌﺴﻜﻦ
ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﺧﺬ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻌﺔ ﻭﻣﻼﺑﺲ ،ﻓﻤﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺮﺍﺟﻴﺪﻳﺔ
ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﻬﺸﺖ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺳﺮﻳﺮﻱ ﺍﳉﻤﻴﻞ ﻭﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ
ﻭﻫﻤﺎ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻌﻔﺶ ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻟﻠﻌﻤﺎﺭﺓ.
ﻇﻠﺖ ﺃﹸﻣﻲ ﺻﻠﺒﺔ ﻭﻗﻮﻳﺔ ﺭﻏﻢ ﺟﻮﺭ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ،ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺮﻡ ﺧﻮﻓﻮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ﺑﻮﺟﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ،ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﺷﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﻦ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺮﺙ
ﺑﺴﻮﺍﻱ ﺃﻧﺎ ﻭﺷﻘﻴﻘﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﳌﺜﻴﺮ ﻟﻼﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ،ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﳌﺎﺫﺍ ﻧﻬﻤﻞ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻠﻐﺐ ﻟﻬﺜﺎ ﹰ ﻭﺭﺍﺀ ﺯﺧﺮﻑ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﳉﺎﻩ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ!!
ﻧﺴﻮﺓ ﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﺍﳌﻀﻄﺮﺑﺔ ،ﻫﻦ ﻣﺜﻞ ﺃﹰﻣﻲ ﻣﻬﻤﻼﺕ ﻣﺘﻮﺍﺭﻳﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﹰ ﻋﻦ ﺑﺮﻳﻖ ﺍﺪ
ﻭﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﺭﻏﻢ ﺇﻧﻬﻦ ﻳﻔﻘﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺗﻬﻦ ﻭﻃﺒﺎﻋﻬﻦ ﻭﺃﺧﻼﻗﻬﻦ ﻭﲢﻤﻠﻬﻦ ﻭﺻﺒﺮﻫﻦ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﻭﺍﶈﻦ ،ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻔﺰﻧﻲ ﺟﺪﺍ ﹰ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻨﺎ ﺍﳌﻌﺘﺴﻒ ﳌﻘﻮﻟﺔ )ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻣﺮﺃﺓ(
ﻓﺒﺤﺴﺐ ﻓﻠﺴﻔﺘﻲ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ،ﻓﻤﻦ ﺍﳉﺤﻮﺩ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻭﻓﺎﺀ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻛﺎﻧﺖ
ﺧﻠﻒ ﻋﻈﻤﺔ ﺭﺟﻞ ﺍﺳﻤﻪ ﺻﺎﺑﺮ ،ﻓﺄﺻﺪﻕ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻣﺘﺠﺴﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺜﻰ ،ﻓﻘﻠﻤﺎ ﳒﺪ ﺭﺟﺎﻻ ﹰ
ﻋﻈﺎﻣﺎ ﹰ ﺮﺩ ﺫﻛﻮﺭﺗﻬﻢ ،ﺃﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭﺭﺍﺀ ﻋﻈﻤﺔ ﺃﻧﺜﻰ ،ﻣﺜﻼﹰ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻫﻮ ﺃﻣﻲ ﻓﻬﻲ ﻛﺄﻱ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ
ﺃﻭ ﺷﺮﻗﻴﺔ ﻣﺠﺪﻫﺎ ﻭﳑﻠﻜﺘﻬﺎ ﻭﻋﻈﻤﺘﻬﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ،ﻟﺴﺖ ﻗﺎﺋﻼﹰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ،
ﻓﻘﺎﺋﻠﺘﻪ ﺃﻭﻝ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﻓﻀﺎﺀ ﺭﻭﺳﻴﺔ )ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﻨﺎ ﺗﻴﺮﻳﺸﻜﻮﻓﺎ( ﻓﻤﻊ ﺷﻬﺮﺗﻬﺎ ﻛﺄﻭﻝ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﺼﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ
ﲤﻨﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﺃﺳﺮﺓ ﻛﺄﻳﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺷﺮﻗﻴﺔ.
ﺍﻷﹸﻡ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺣﻴﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺨﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺍﻟﻐﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻨﻘﺎﺀ ﻭﺍﳋﻞ ﺍﻟﻮﻓﻲ ،ﻓﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ
ﻟﻪ ﻧﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻭﺍﳊﺒﻴﺒﺎﺕ ﺍﳌﻤﺎﺛﻼﺕ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎﻧﺎ ﺍﳌﻸﻯ ﺑﺎﳉﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﳌﺪﺭﻛﺔ ﻣﻨﺎ
ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﳌﺒﺼﺮﻳﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺟﻮﺩﻫﻦ ﺃﻭ ﻣﺂﺛﺮﻫﻦ ﺍﳋﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ،ﻓﺄﹸﻣﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﺟﺒﺮﺗﻬﺎ
ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﺸﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﻣﺴﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﺩﻭﳕﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻳﺬﻛﺮ ﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺃﺑﻲ ﺃﺣﺪ
ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺃﻭ ﻋﻤﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺡ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺗﻌﺰ ﻭﺍﻟﺴﺠﲔ ﻓﻲ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﻓﻲ ﺣﺠﺔ ،ﺃﻭ ﻋﻤﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳌﻨﻔﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﻭﻃﻨﻪ ﺮﺩ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺇﺑﺎﻥ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ،ﺃﻭ ﺩﻋﻢ
ﺟﺪﻱ ﺣﺴﲔ ﺍﳌﺼﺮﻱ ،ﺃﻭ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﻏﻴﻼﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺃﺯﻻﻣﻪ ﻓﻲ
ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ،ﻭﻻ ﻟﺪﻣﻪ ﺍﳌﺜﻐﺐ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﲔ ،ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﺘﺮﺣﺔ ﻟﻢ ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﻃﻔﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻛﺄ ﱠﻥ ﺟﺰﺍﺀ ﺳﻨﻤﺎﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﳉﺪﻳﺮ ﲟﻦ ﺿﺤﻰ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﺮﻳﺔ
ﺷﻌﺒﻪ ﻭﻭﻃﻨﻪ.
ﻟﻢ ﲤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﳌﺂﺛﺮ ﺍﳉﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ،ﻻ ..ﻻ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﺷﺎﻭﺱ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﻭﺍﶈﻦ ،ﻓﻜﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻳﻠﺠﺄ ﻛﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﻳﻀﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﻢ ﻭﻣﺠﺪﻫﻢ ﺑﺜﻤﻦ ﺑﺨﺲ ،ﻻ ﻟﺸﻲﺀ ﻏﻴﺮ ﺣﻔﻆ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ
ﻭﻟﻮ ﻋﻨﺪ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﻭﻓﺎﺀ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻟﻠﻌﲔ ،ﺁﺛﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻠﻮﻗﺔ ﻓﻲ
ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﳉﺤﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺬﺑﺢ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ﻭﻛﺒﺮﻳﺎ ﹶﺀﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺩﺓ ﻟﺼﻮﺹ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ،
ﻓﺎﻟﺴﻬﻢ ﻳﻐﺮﺯ ﺍﳉﺴﺪ ﺃﻣﺎ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻓﺘﺨﺘﺮﻕ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻓﻖ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻟﻐﺮﺍﺗﻴﺎﻥ ،ﻓﻠﺘﻜﻦ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﺸﺮﻑ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ
ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺇﻻ ﺍﳌﻮﺕ ﺃﺭﺣﻢ ﻭﺃﺷﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻳﻀﺔ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ﺑﻌﻴﺶ ﻣﺬﻝ ﻭﻣﻬﲔ ﻭﻟﻮ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ!
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﺳﻮﻯ ﺛﻼﺙ ﻣﺪﻥ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﻋﺪﻥ ﻓﻀﻠﺖ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﻻ
ﺛﺎﻏﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﺍﻏﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻃﻔﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﳋﺸﺒﻲ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﺩﻭﳕﺎ ﺗﻌﻘﺮ
ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻭﺁﺩﻣﻴﺘﻬﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻷﺭﺍﺫﻝ ﺍﻟﺴﻔﻠﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺎﺭ ﻧﻀﺎﻟﻬﻢ ﻳﻘﺮﺿﻮﻧﻪ ﳌﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﺃﺷﺒﺔ
ﺑﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﻐﺎﺀ ﺍﳌﻮﻣﺴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺌﺎﺕ ﺑﻨﺸﻮﺯﻫﻦ ﺃﻭ ﻋﻔﺘﻬﻦ ﺍﳌﻬﺪﺭﺓ ،ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺠﺪ ﺃﻭ ﺗﻄﺮﻕ ﺑﺎﺏ ﺍﺣﺪﻫﻢ،
ﻓﻘﻤﺔ ﺍﳌﻬﺎﻧﺔ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻔﺢ ﻭﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﺎﺱ ﻟﺌﻴﻤﻲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ،ﺑﺨﻼﺀ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﳌﻮﻗﻒ.
ﻟﻜﻢ ﺗﺼﻮﺭ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﺳﻤﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ؟ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ! ﻟﻜﻦ ﺃﻣﻲ ﻟﻢ ﺗﻘﺾ ﻧﺤﺒﻬﺎ ﲟﻐﺎﺩﺭﺗﻬﺎ
ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻠﻮﻗﺔ ﻣﻦ ﺭﺿﺎﺑﻬﺎ ﻭﺭﻣﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﻃﺐ ،ﻋﺎﺷﺖ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺍﳌﻨﺼﺮﻡ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺒﺠﻊ ،ﻭﺍﻟﻨﻮﺭﺱ،
ﻭﺍﻟﺪﻟﻔﲔ ،ﻭﻣﻮﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺃﺳﻤﺎﻛﻪ ﻭﺃﺻﺪﺍﻓﻪ ﻭﺷﻌﺎﺑﻪ ﻭ ﻵﻟﺌﻪ ،ﺍﺿﻄﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻈﺮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻃﻦ ﺁﺧﺮ
ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ ،ﻭﺍﻟﻨﺴﻮﺭ ،ﻭﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ،ﻭﺍﻟﺜﻌﺎﻟﺐ ،ﻭﺍﳉﺒﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﻣﻘﺔ ،ﻭﺍﻟﺰﺭﻉ ﻭﺍﳌﻄﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻏﻴﺮ
ﻫﻮ ﹸ
ﺍﳌﺄﻟﻮﻓﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﲤﺖ ﺃﻭ ﺗﻬﻦ ﳊﻈﺔ .ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻛﻢ ﻫﻲ ﻗﻮﻳﻪ ﻭﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻠﻮﻗﺎﺕ
ﻛﺎﻓ ﹰﺔ؟ ﺃﺟﺒﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﻣﻮﻃﻨﻬﺎ ﺍﻷﺻﻞ ﻭﻟﻢ ﲤﺖ ﺃﺑﺪﺍﹰ ،ﺍﻗﺘﻠﻌﺖ ﻣﻦ ﺟﺬﺭﻫﺎ ﻛﻮﺭﺩﺓ ﺑﻬﻴﺔ ﺍﻟﻠﻮﻥ ،ﺫﻛﻴﺔ
ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ،ﻭﻓﻲ ﳊﻈﺔ ﻣﺴﺘﻬﺘﺮﺓ ﻋﺎﺑﺜﺔ ﻻ ﺗﻘﻴﻢ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ ﻭﺯﻧﺎ ،ﻟﻢ ﺗﺬﺑﻞ ﺃﻭ ﻳﺬﻫﺐ ﺷﺬﺍﻫﺎ! ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﺔ
ﻟﻢ ﺗﺰﺩﻫﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺇﻻ ﺷﺬﺍ ﻭﻋﻄﺮﺍ! ﻟﻢ ﺗﺰﺩﻫﺎ ﺍﳊﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻔﺆﻭﺱ ﺇﻻ ﺇﺻﺮﺍﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺰﻛﻴﺔ،
ﺇﻧﻬﺎ ﻋﻮﺩ ﻋﻄﺮ ﻳﺰﻳﺪﻩ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻕ ﻓﻮﺣﺎ ،ﺇﻧﻬﺎ ﺷﺠﺮﺓ ﺻﻨﺪﻝ ﲡﻮﺩ ﺑﻌﻄﺮﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻠﻔﺄﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻄﻌﻬﺎ،
ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﲟﻌﺪﻥ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺻﻬﺮﻩ ﺯﺍﺩ ﺑﺮﻳﻘﻪ ﻭﳌﻌﺎﻧﻪ.
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻡ ﻟﻢ ﺗﻨﻜﺴﺮ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻬﺎﻡ ﻗﻄﺔ ﺟﺎﺋﻌﺔ ﺃﺳﻤﻮﻫﺎ )ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ( ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻭﺣﺘﻰ
ﺭﻓﺎﺗﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﺪ ﹸﻗﺘﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺪﻱ ﺭﻓﺎﻗﻪ ،ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﻬﻼﻙ ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﻓﻜﻠﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﶈﺼﻠﺔ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﻻ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺍﳊﺰﻥ ،ﻟﻢ ﺗﺜﻦ ﻋﺰﳝﺘﻬﺎ ﺭﺅﻳﺔ ﺃﻣﻼﻙ ﻭﻣﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺆﱈ ﺑﻘﺮﺍﺭ
ﺑﲔ ﻋﺸﻴﺔ ﻭﺿﺤﺎﻫﺎ ،ﻓﻼ ﲡﺪ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﺫﺍ ﻧﻔﻊ ﺳﻮﻯ ﻣﺒﺎﺭﺣﺔ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﺘﻪ
ﺛﺮﻭﺗﻬﺎ ﻭﻋﻤﺮﻫﺎ ﻭﺃﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﻻ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻘﻞ ﺑﻬﺎ ﺻﺎﺑﺮ ﻓﻲ ﺫﻳﻨﻚ ﺍﻟﻔﻠﻖ ﺍﳌﺸﺆﻭﻡ ،ﻭﻻ
ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﺅﻭﺑﺔ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ،ﺃﻭ ﺍﳌﻌﺘﻘﻞ ،ﺃﻭ ﺍﳌﺼﻴﺮ؛ ﻭﺣﺘﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻗﺒﺮ ﻛﻴﻤﺎ ﺗﺰﻭﺭﻩ ﻭﺗﻀﻊ
ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻛﻠﻴﻼﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻭﺍﻟﺰﻫﻮﺭ! ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻛﺎﻥ ﻛﻔﻴﻼ ﺑﻮﻗﻮﻉ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺍﻟﻌﺘﻴﺪﻩ ﱠ
ﺃﻟﺼﻤﻪ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ
ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﺯﻧﺒﻘﺔ ﻻ ﺗﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻤﺔ ﺭﻳﺢ ﺃﻭ ﺧﻴﻂ ﺷﻤﺲ؟؟
ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﺗﻘﻮﻥ ﺳﻠﻢ ﺍﺪ ﺇﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺘﺎﻑ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﺟﻢ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ
ﻟﻮﻧﺴﺘﻮﻥ ﺗﺸﺮﺷﻞ ﻳﺬﻛﺮﻧﻲ ﺩﻭﻣﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﻣﻌﻨﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺃﺩﻋﻴﺎﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻟﻴﺲ ﻷﻥ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﳊﻜﺎﻡ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺃﺑﻲ ،ﻭﺷﺮﺩ ﻋﻤﻲ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻭﺻﺎﺩﺭ ﺛﺮﻭﺓ ﻭﺃﻣﻼﻙ ﺟﺪﻱ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ،ﻭﺃﻟﻘﻮﺍ ﺑﻨﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺫﺍﺕ ﺣﻘﺒﺔ ﺛﻮﺭﻳﺔ؛ ﺑﻞ ﻷﻧﻬﻢ ﻣﻐﺘﺼﺒﻮﻥ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﳊﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺮﺻﺎﺹ! ﻣﺎ ﺃﺣﻘﺮﻫﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻭﻻ ﺃﺟﺪ ﻓﻌﻼﹰ ﻳﺤﺘﺮﻡ ﺩﻣﺎﺀ ﻭﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ!!
ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻓﻈﻊ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺛﻮﺭﺓ ﻛﻘﻄﺔ ﺟﺎﺋﻌﺔ ﺗﻠﺘﻬﻢ ﺛﻮﺍﺭﻫﺎ ﻭﺃﺣﺮﺍﺭﻫﺎ؟؟ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺣﺘﻘﺮﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﹰ ﻷﻧﻬﻢ
ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺃﳒﺐ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻴﺒﻘﻮﺍ ﺃﻧﺬﺍﻟﻬﻢ ،ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺜﻠﻲ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺃﺛﺮﺍ ﹰ ﻟﺮﻣﺲ ﺃﺑﻴﻪ؟ ﻓﻔﻲ
ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻳﺨﻄﺒﻮﻥ ﻓﻴﻨﺎ ﺑﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻳﺜﻴﺮﻭﻥ ﺣﻤﻴﺘﻲ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎﺹ ﻷﺑﻲ ،ﻛﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ
ﺗﺎﺋﻬﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﻟﺞ ﻭﻣﻀﻄﺮﺏ ﺗﻴﻘﻨﺖ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺮﺍﺻﻨﺔ ﻻ ﺃﻛﺜﺮ.
ﺃﻣﻲ -ﻭﺍﷲ -ﺃﺟﺪﺭ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺗﺨﻤﻮﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﻭﺍﻟﺸﻠﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﻢ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﺃﻥ
ﲢﻜﻢ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺫﻛﻮﺭﻳﺔ ﻣﻐﺘﺼﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ؟؟ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺎﻫﻲ ﺑﺴﻴﺪﺗﲔ ﺣﻜﻤﺘﺎ
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺭﺟﺎﻝ ﻛﺜﺮ ،ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻫﻨﺎ ﻣﺤﺘﻘﺮﺓ ﻭﻧﺎﻗﺼﺔ ﻋﻘﻼﹰ ﻭﺩﻳﻨﺎﹰ ،ﻓﺤﺘﻰ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻳﻌﺪ
ﻋﻮﺭﺓ ﻭﺷﻬﺎﺩﺗﻬﺎ ﻭﺩﻳﺘﻬﺎ ﺗﻮﺍﺯﻱ ﻧﺼﻒ ﺭﺟﻞ ،ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺣﻘﻴﻘ ﹰﺔ ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﻠﻜﺔ ﺑﻠﻘﻴﺲ ﻭﺍﺿﻌﺔ ﻋﻤﺎﺩ ﺃﻭﻝ
ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣﻔﻴﺪﺍﺗﻬﺎ ﻻ ﻳﺮﺗﻘﲔ ﻟﻜﺮﺳﻲ ﻗﺎﺿﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ؟؟ ﻛﻴﻒ ﻟﺸﻌﺐ ﻳﺘﻐﻨﻰ
ﺑﺄﻣﺠﺎﺩ ﻭﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﳌﻠﻜﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺤﻴﺔ ﺃﺭﻭﻯ ﺑﻨﺖ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳊﺎﺿﺮﺓ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻹﻣﺘﺎﻉ ﻭﺍﳌﺆﺍﻧﺴﺔ
ﻭﺍﳋﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻫﺎﺟﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ؟؟ ﻓﺎﻷﻧﺜﻰ ﻣﺜﻞ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﺍﳌﺼﺮﺍﻥ ﺍﻷﻋﻮﺭ ،ﺃﻭ
ﻛﻨﺒﺘﺔ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺿﻠﻊ ﺃﻋﻮﺝ ،ﻓﻤﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺣﻮﺍﺀ ﻣﺠﺮﺩ ﻏﺎﻭﻳﺔ ﻭﺑﻼﺀ ﻣﺴﺘﻄﻴﺮ
ﺃﺧﺮﺝ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ،ﻓﻬﻞ ﻳﺠﺪﺭ ﺑﻌﺎﻗﻞ ﺍﺗ ﱢﺒﺎﻉ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﲟﻔﺎﺗﻨﻬﺎ ﺍﳌﺜﻴﺮﺓ ﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﻟﺬﻛﺮ
ﻭﻟﺸﺤﻨﺘﻪ ﺍﻟﻜﻬﺮﻭﻫﺮﻣﻮﻧﻴﺔ؟؟
ﻭﺳﻂ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺩﻭﻧﻴﺔ ﻭﺷﻬﻮﺍﻧﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﳊﻮﺍﺀ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﻏﻴﺮﺕ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﻤﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻈﻲ ﺃﻥ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻣﺜﻠﺖ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺬﺭﺍﺗﻬﺎ ،ﻓﻠﻮﻻ ﻋﺰﳝﺔ ﺃﻣﻲ ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ
ﺍﻟﻔﻮﻻﺫﻳﺔ ﳌﺎ ﺍﻟﺘﺤﻘﺖ ﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻀﺎﻥ ﺑﺎﳌﺪﺭﺳﺔ ﺃﺳﻮﺓ ﺑﺄﺧﺮﻳﺎﺕ ﻗﺪﺭ ﻟﻬﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﻔﻀﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﻭﺑﺼﻴﺮﺓ
ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﻜﺎﺳﺮﺓ ﻟﻘﻴﻮﺩ ﻭﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﲡﺎﻩ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻓﺄﺷﺠﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺯﻫﺮﺍﺕ ﺃﻭﻝ ﺑﺎﻗﺔ
ﻭﺛﻤﺮﺓ ﻟﻨﻀﺎﻝ ﺧﺎﺿﺘﻪ ﺃﹸﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ،ﻓﻠﻮﻻﻫﺎ ﳌﺎ ﲢﺮﺭﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ
ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ،ﺇﺫ ﺣﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺭﻏﻢ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ،
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﲤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺳﺒﻊ ﻓﺘﻴﺎﺕ ﻣﻨﻬﻦ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺃﺷﺠﺎﻥ ،ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺗﻌﺞ ﺑﺎﻟﺼﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﳌﻠﺘﺤﻘﺎﺕ ،ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ ﺍﳌﺮﻫﻘﺔ ﻭﻻ ﲟﻜﺎﺑﺪﺗﻬﺎ
ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻗﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﻮﻃﻦ ﻭﻻﺩﺗﻬﺎ ﻭﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﻭﻋﻴﺸﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺩﻭﻥ
ﻛﻬﺮﺑﺎﺀ ،ﺃﻭ ﺗﻠﻔﺎﺯ ،ﺃﻭ ﺻﻨﺒﻮﺭﺓ ﻣﻴﺎﻩ ،ﺃﻭ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻌﺒﺪ ،ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ؛ ﺑﻞ ﺗﻌ ﱠﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﺘﺪﺭﻳﺲ
ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﳊﻘﻞ ﻭﻟﺜﻼﺙ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﹰ ﺗﺒﺪﺃ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻇﻬﺮﺍﹰ.
ﺗﺰﺍﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺃﹸﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻣﻊ ﺯﺧﻢ ﺛﻮﺭﻱ ﻻ ﻧﻈﻴﺮ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ،ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻟﻬﺎ ﻧﻘﻞ ﻭﺇﻳﺼﺎﻝ ﻗﻴﻢ ﻭﻣﻌﺎﺭﻑ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﳌﻌﺰﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﳌﺮﺗﺐ ﺍﻟﺸﻬﺮﻱ ﺍﻟﻀﺌﻴﻞ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻔﺎﻗﺔ ﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮﻩ ﺍﻟﺰﻫﻴﺪﺓ ،ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻃﻐﺖ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻛﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺗﺨﻔﻴﺾ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﻭﺍﺟﺐ ،ﻫﺘﺎﻓﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻘﺒﺔ ﻟﻢ ﺗﺒﺮﺡ ﺃﹸﺫﻧﻲ ،ﲢﺮﻳﺮ
ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﺍﺟﺐ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ :ﻳﺎ ﺭﻓﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺷﺎﺭﻛﻴﻨﺎ ،ﻭﺍﺧﻠﻌﻲ ﺍﻟﺸﻴﺬﺭ ﻭﺳﻴﺮﻱ
ﻣﻌﻨﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺣﻨﺎ ﻧﺮﺩﺩﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﺒﻐﺎﻭﺍﺕ ،ﺣﺘﻰ ﺃﺷﺠﺎﻥ
ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺑﺢ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺬﺏ ﻭﺍﻟﻄﺮﻱ ﻓﻲ ﻫﻜﺬﺍ ﻫﺘﺎﻓﺎﺕ ﻻ ﻧﺎﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺟﻤﻞ ،ﻓﻤﺎﺫﺍ
ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻬﺎ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﺸﻴﺬﺭ ﻭﺣﺮﻗﻪ؟؟ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﳊﻘﻞ ﻻ ﺻﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﺑﺎﻟﺸﻴﺬﺭ ﺃﻭ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻔﺾ
ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺸﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﳌﺪﻥ ،ﻓﺎﳌﺮﺃﺓ ﻫﻨﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫ ﺗﻨﻬﺾ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺪﻳﻚ،
ﻭﺗﺄﻭﻱ ﳌﺴﻜﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﻓﻮﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ.
ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﳊﻘﻞ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﳌﻦ ﻳﺤﺮﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺭﺑﻖ ﺍﳉﻠﺒﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﳉﺪﺭﺍﻥ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ؛ ﺑﻞ ﳌﻦ ﻳﺤﺮﺭﻫﺎ
ﻣﻦ ﺍﳉﻬﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﻣﻦ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ!! ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻓﻄﻨﺘﻪ ﺃﹸﻣﻲ ﺑﻨﺖ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ،ﻟﺬﺍ ﺍﻧﺼﺐ
ﺟﻬﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ،ﻭﻣﺤﻮ ﺃﹸﻣﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﻼﺋﻲ ﻫﻦ ﻣﺘﺨﻤﺎﺕ ﺑﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﺻﺮ ﹶﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍﺕ
ﻭﻓﺎﻋﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺮﻱ ﻭﺍﳊﺼﺎﺩ ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﺗﺮﺍﺡ ﻭﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ،ﻓﻼ ﻓﺮﻕ ﺃﻭ ﲤﻴﻴﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ
ﺍﻟﻨﻮﻉ )ﺍﳉﻨﺪﺭ( ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺍﳌﺪﻥ ﺍﻟﻀﺎﺋﻘﺔ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ؛ ﺇﺫ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ ﺩﺍﻣﺠﺔ
ﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﳉﻨﺴﲔ ﻭﳌﺴﺘﻮﻯ ﺃﻥ ﺑﻴﻮﺗﺎ ﹰ ﻭﻣﻬﻨﺎ ﹰ ﺗﹸﻌﺮﻑ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﻧﺴﻮﻳﺔ ﻭﻻ ﻣﻨﺪﻭﺣﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺑﻬﺎ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﳌﺮﻓﻮﻋﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻷﺫﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻄﺎ ،ﻓﺎﳌﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﳊﻘﻞ ﲤﺎﺛﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ
ﺍﳌﻨﻮﻓﻴﺔ ﺑﺼﻌﻴﺪ ﻣﺼﺮ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺍﺻﻄﺤﺒﺖ ﺃﹸﻣﻲ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﺫﺍﺕ ﺣﻘﺒﺔ ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﻼ ﻓﺮﻕ ﺑﲔ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺭﺿﺎ ﺍﳌﻨﻮﻓﻲ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ،ﻭﺑﲔ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻜﺮﱘ ﻓﻲ
ﺍﳊﻘﻞ ،ﻓﻜﻼﻫﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻤﺎ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺸﺌﻮﻥ ﺍﳊﻴﺎﺗﻴﺔ؛ ﺇﺫ ﺃﹸﻗﺴﺮﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ
ﺩﻭﻥ ﺭﻏﺒﺔ ﻭﺯﻓﺘﺎ ﺑﻨﺸﻴﺞ ﺣﺰﻳﻦ ﻭﺩﻣﻮﻉ ﺣ ﹼﺮﻯ ﻟﻢ ﺗﺮ ﹶﻕ ﺍﻟﻔﺮﺣ ﹸﺔ ﻣﺤﻴﺎﻫﻤﺎ ﳊﻈﺔ.
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻫﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺎﺕ ﺍﻠﻮﻗﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﻔﻴﺎﺿﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻑ
ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻛﺘﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﳊﻨﲔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻮﻫﻦ ،ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﳊﻘﻞ ﻻ ﻳﻜﺘﺮﺛﻦ
ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻈﻬﺮﻫﻦ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺑﻨﺎﺕ ﺟﻠﺪﺗﻬ ﱠﻦ ﻳﻔﻌﻠﻦ ﻓﻲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﺃﹸﻣﻲ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺩﺭﻙ ﺃﻥ ﻵﻟﺊ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ
ﺗﻜﻤﻦ ﺑﺪﻭﺍﺧﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﺛﺔ ﺍﳌﻬﻤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ،ﻭﺃﻥ ﺳﺮ ﺟﻤﺎﻟﻬﻦ ﺳﻴﻜﺘﺸﻒ ﺃﻛﺜﺮ ﻛﻠﻤﺎ
ﺗﻌﻠﻤﻦ ﻭﲢﺮﺭﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﹸﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ،ﻫﻜﺬﺍ ﺇﺫﻥ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﺩﻳﺪﻥ ﺍﳌﺪﺭﻙ ﻛﻨ ﹶﻪ
ﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﻣﺤﺎﺭ ﺃﻭ ﺻﺪﻓﺔ ﺭﺛﺔ ﻣﻦ ﻵﻟﺊ ﺳﺎﻃﻌﺔ ﻧﻘﻴﺔ.
ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻣﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻠﻮﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺩ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻓﻲ ﳊﻈﺔ ﻋﻨﻔﻮﺍﻥ ﻭﻏﻀﺐ! ﻟﻢ ﲤﺖ ﻣﺜﻞ ﺳﻤﻜﺔ
ﻧﺰﻋﺖ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻬﺎ ،ﺇﳕﺎ ﻗﺎﻭﻣﺖ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﺍﳋﺸﻨﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻠﺒﺴﻬﺎ ﻣﺜﺎﺭﺍ ﹰ ﻟﻔﻀﻮﻝ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺰﺍﺋﻐﺔ ﺍﻟﻐﺎﺋﻠﺔ
ﳌﻔﺎﺗﻦ ﺃﻧﺜﻰ ﻣﺘﺤﺮﺭﺓ ﻣﻦ ﺭﺑﻖ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ،ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻭﻓﺎﺀ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻹﺛﺎﺭﺓ ﻏﺮﺍﺋﺰ ﺭﺟﺎﻝ ﺟﻞ
ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﺎ ﺍﻋﺘﻼﺀ ﺍﳊﻠﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﺮﺓ ،ﻟﻢ ﻳﻌﺮ ﺃﺣﺪ ﻣﺆﻫﻠﻬﺎ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ -ﺑﻜﺎﻟﻮﺭﻳﻮﺱ ﻗﺎﻧﻮﻥ -ﺍﻟﻜﻔﻴﻞ
ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﺭﻓﻬﺎ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻭﻗﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﺍﳉﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ،ﻓﻜﻞ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ
ﻭﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﲟﺎ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺏ ﺟﺬﺍﺑﺔ ،ﺃﻧﻴﻘﺔ ،ﻣﺜﻴﺮﺓ ،ﻓﺎﻣﺮﺃﺓ ﺑﺒﻨﻄﻠﻮﻥ ﺟﻴﻨﺰ ﺃﺯﺭﻕ ﻳﻐﻄﻴﻪ ﻗﻤﻴﺺ ﺃﺑﻴﺾ
ﻓﺎﰌ ﺃﻭ ﺗﻨﻮﺭﺓ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺳﺎﻓﺮ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻗﻤﺎﺵ ﺧﻔﻴﻒ ﻏﺎﻣﻖ ﻳﺘﺪﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻈﻬﺮ ،ﻓﺒﻜﻞ
ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻗﺒﻠﺔ ﻟﻸﻋﲔ ﺍﳌﺘﻄﻔﻠﺔ ﻭﻷﻓﻮﺍﻩ ﺃﺩﻣﻨﺖ ﺍﳋﻮﺽ ﻓﻲ ﺍﻹﻓﻚ ﻭﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ.
ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻋﺠﻴﺐ ﻭﺻﺎﺭﺥ ﺑﲔ ﻗﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﲟﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﲢﺮﻳﺮﻫﺎ ،ﻭﺑﲔ ﻓﻌﻠﻬﻢ ﺍﳉﺎﻣﺢ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮﺍﻧﻴﺔ
ﻭﺍﻷﻭﺭﺟﺎﺯﻣﻴﺔ ،ﺑﲔ ﺃﺩﺑﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﳌﺮﻓﻮﻋﺔ ،ﻭﺑﲔ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ،ﻓﻠﻠﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﺪﺕ ﻟﻬﻢ ﺍﳌﻌﻠﻤﺔ ﻭﻓﺎﺀ
ﻛﺒﺎﺋﻊ ﺷﺎﻃﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﺮﺿﻪ ﺑﻀﺎﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ﻻﺷﻲﺀ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻳﻌﺮﺿﻮﻧﻪ ،ﺍﳊﻖ ﻟﻴﺲ
ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﻓﺎﺀ ﲟﻈﻬﺮﻫﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺤﺎﻝ ﻛﻤﻦ ﻳﻔﺘﺮﺵ ﺍﳉﺎﺩﺓ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﺟﺘﺬﺍﺏ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ،ﺇﳕﺎ
ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﳉﺴﺪ ﺍﻷﻧﺜﻮﻱ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﺪﻳﻌﺔ ﻭﺍﳌﺜﻴﺮﺓ
ﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺻﺎﺭ ﻛﺎﻟﻜﻠﺐ ﺍﳌﺴﻌﻮﺭ ﻳﺮﻏﻲ ﻟﻌﺎﺑﻪ ،ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻣﺜﻞ ﺫﺋﺎﺏ ﺟﺎﺋﺤﺔ ﺗﺘﺤﲔ
ﺍﳌﻌﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﻔﻴﻔﺔ ﺍﻟﻮﺍﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﺍﻓﺘﻌﻠﺖ ﺍﳌﺜﺒﻄﺎﺕ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ ،ﻃﻌﻦ ﻓﻲ ﺃﺧﻼﻗﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ
ﺑﺤﻖ ﻛﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺼﻨﺪﻝ ﻻ ﺗﺰﻳﺪﻫﺎ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻔﺆﻭﺱ ﺇﻻ ﻋﻄﺮﺍ ﹰ ﻭﺷﺬﺍﹰ ،ﳌﺮﺍﺕ ﹸﻛﺜﺮ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺇﻃﻔﺎﺀ ﻭﻫﺠﻬﺎ
ﻭﺃﻟﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺟﻰ ﺍﳊﻘﻞ ﺍﻟﺒﻬﻴﻢ ﻓﻔﺸﻠﻮﺍ ،ﻟﻢ ﺗﻜﺴﺮ ﻋﺰﳝﺘﻬﺎ ،ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ،ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺮﺙ
ﺑﻬﻢ ﻭﻻ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ،ﺻﻤﺪﺕ ﻭﻧﺎﺿﻠﺖ ﻭﻗﺎﻭﻣﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻖ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ،ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺷﺮﻳﻚ ﺍﳊﻴﺎﺓ،
ﻓﻤﺎ ﺳﻄﺮﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻣﻦ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﺪﻳﺮ ﺓ ﺑﻜﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﺑﺤﺮﻭﻑ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ،ﺁﻩ ﻣﺎ ﺃﺳﺨﻒ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻫﻨﻪ ﻭﺣﻮﺍﺳﻪ ﻻ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﺟﺴﺪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ،ﺗﻐﺎﺯﻟﻪ ...ﺗﻄﻌﻨﻪ ...ﺗﻘﺘﻠﻪ...ﲡﻬﻠﻪ...ﲤﺰﻗﻪ...ﲤﺮﻏﻪ ﻓﻲ
ﻭﺣﻞ ﺍﳋﺴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ.
ﺍﻵﻥ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺒﻮﻥ ﺑﲔ ﲢﺮﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﳌﺘﺰﻣﺘﺔ ،ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻟﻠﺸﻌﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﺟﻬﻞ ﻭﺑﻼﺩﺓ ،ﻓﻤﻦ ﺩﻭﻥ ﺛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺳﺘﻈﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺒﻴﻀﺔ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﻣﻦ
ﻏﺮﺍﺏ ﺭﺩﻱﺀ ،ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﺪﺍﻭﺍﺓ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﺍﻟﺴﻘﻴﻤﺔ ﺑﺰﺣﺎﺭ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺍﻟﻠﺬﺓ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺎﺷﺮﺓ ﺳﺘﻈﻞ
ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ﻣﺰﺍﺭ ﹶﻉ ﻟﺘﻮﺍﻟﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻻ ﺃﻛﺜﺮ! ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﺳﻮﻯ ﺑﺠﻬﺎﺯﻫﻢ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻲ،
ﺗﺒﺎ ﹰ ﺘﻤﻊ ﺷﻐﻞ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﺎﻟﺴﺎﺋﻞ ﺍﳌﻨﻮﻱ ﻭﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺍﻟﺬﻛﺮﻱ ﻭﲟﻘﻮﻟﺔ ﺟﻮﺭﺝ ﺑﺮﻧﺎﺩﺷﻮ :ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻇﻞ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﻻ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﺩﻩ .ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻟﺴﺎﺩﻳﺔ ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ﻧﻐﻤﻂ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﺍﳌﻨﺰﻝ ﺍﻟﺬﻱ
ﻭﺿﻊ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﲟﻘﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ) :ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭﺍﳌﺆﻣﻨﺎﺕ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻭﻳﻨﻬﻮﻥ
ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮ( ﻓﻼ ﻳﺆﺳﺲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ؛ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺃﺓ ،ﻭﺍﳌﻨﺰﻝ ﻟﻴﺲ ﺣﺠﺮﺍﹰ؛ ﺇﳕﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ،ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺩﻋﺎﺓ
ﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﺃﻭ ﺍﳉﺎﺣﺪﻳﻦ ﺑﻬﺎ ﻻ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ.
Ô„bÄÄÄÄÄÄÄÄÄÄr€a ›ó–€a
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٧٨ﻡ ﻭﻋﻤﺮﻱ ﻭﻗﺘﺌﺬ ١٦ﻋﺎﻣﺎ ﹰ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﻘﻞ ﻭﳝﻨﺎﺕ ﳝﻮﺭﺍﻥ ﺑﺎﳌﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻨﺰﻗﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﺸﺔ،
ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻻ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺎﺳﺔ ,ﻟﺬﺍ ﻭﳉﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﺗﺮﺍﺑﻲ
ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺮﺣﻮﺍ ﻭﻫﻠﻠﻮﺍ ﲟﻘﺘﻞ ﺍﳌﻘﺪﻡ ﺍﺣﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﻐﺸﻤﻲ ﺑﺤﻘﻴﺒﺔ ﺍﳊﺎﺝ ﻣﻬﺪﻱ
»ﺗﻔﺎﺭﻳﺶ« ﺍﳌﻮﻓﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﻥ ﺍﻗﺘﺼﺎﺻﺎ ﹰ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊﻤﺪﻱ ،ﻭﺷﻘﻴﻘﻪ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺍﳊﻤﺪﻱ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻗﺘﻼ
ﻏﺪﺭﺍ ﹰ ﻳﻮﻡ ١١ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ٧٧ﻡ ﻭﻗﺒﻞ ﻣﺠﻲﺀ ﺍﳊﻤﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ١٤ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ،ﺑﻞ ﻭﲤﺎﺩﻯ ﻓﺎﻋﻞ ﺍﳉﺮﳝﺔ
ﺍﻵﺛﻤﺔ ﺑﺠﻠﺒﻪ ﻟﻔﺘﺎﺗﲔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺘﲔ ـ ﻓﻴﺮﻭﻧﻴﻚ ﺗﺮﻭﻱ ﻭﻓﺮﺍﻧﺴﻮﺍ ﺯﺳﻜﺮﻳﻔﺎﻧﻮـ ﺍﻟﻠﺘﲔ ﻭﺟﺪﺗﺎ ﻣﻘﺘﻮﻟﺘﲔ
ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﳊﻤﺪﻱ ﻭﺷﻘﻴﻘﻪ.
ﻳﺎ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﺿﺤﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻓﺎﳌﺴﺄﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﲔ ﺳﺎﳌﲔ
ﻭﺍﳊﻤﺪﻱ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻟﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻮﻧﻨﺎ ﺗﺘﻜﺤﻞ ﲟﺼﺎﻓﺤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﻮﺣﺪ
ﺍﳌﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ )ﺁﺑﺎﺅﻛﻢ ﺳﺎﻟﻢ ﺭﺑﻴﻊ ﻋﻠﻲ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﳊﻤﺪﻱ( ﺃﻣﺎ ﺃﺫﺍﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻮﺍﺗﻨﺎ ﻭﻗﻠﻮﺑﻨﺎ,
ﻓﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﻟﻬﺎ ﻛﺎﻟﻬﻮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺘﻐﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻮ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ .ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺄﺗﻲ
ﺍﻟﻐﺸﻤﻲ ﻟﻴﻮﺃﺩ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﳊﻈﺔ؟؟ ﻛﻼﻡ ﻃﻔﻮﻟﻲ ﺑﺮﻱﺀ ﻭﺳﺎﺫﺝ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻔﻴﺾ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ
ﻟﻶﺧﺮ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﹸﻗﺘﻞ ﺍﻟﻐﺸﻤﻲ ﻳﻮﻡ ٢٤ﻳﻮﻧﻴﻮ ٧٨ﻡ ﻛﺎﻥ ﺛﺄﺭﻧﺎ ﻟﻠﻮﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﻴﻞ ﻭﺧﺎﺋﻦ ,ﻓﻬﻜﺬﺍ ﺟﺮﺕ
ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻧﺤﻮ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻲ ﺃﻭ ﻳﻘﻒ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ.
ﻳﻮﻣﺎﻥ ﻓﻘﻂ ﹶﻣﺮﱠﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻣﻮﻓﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺳﺎﳌﲔ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﺮﻓﺎﻕ ﻳﺨﻮﺿﻮﻥ ﺻﺮﺍﻋﺎ ﹰ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﹰ
ﻳﻮﻡ ٢٦ﻳﻮﻧﻴﻮ ٧٨ﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻜﻠﻔﺎ ﹰ ﻭﺑﺎﻫﻈﺎ ﹰ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻘﻼﺏ ٢٢ﻳﻮﻧﻴﻮ ٦٩ﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻗﺤﻄﺎﻥ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ
ﺑﻜﺎﺭﺛﺔ ﲢﻄﻢ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﲔ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺘﻨﻬﺎ ٧٤ﻭﺯﻳﺮﺍ ﹰ ﻭﺳﻔﻴﺮﺍ ﹰ ﻭﻛﺎﺩﺭﺍﹰ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﺘﺎﻝ
ﹸﺣﺴﻤﺖ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳌﻨﺎﻭﺋﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺳﺎﳌﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺭﺯﻣﻴﺔ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺖ ﺍﳉﻨﻮﺏ ٩ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺣﻔﻠﺖ ﺑﺎﳊﻤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﳌﻨﺪﻓﻌﺔ ﺑﺠﻤﻮﺡ ﻭﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻣﺘﺮﻉ
ﺑﺎﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ،ﻓﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻻ ﻳﺤﺎﻟﻔﻪ ﺍﻹﺗﻘﺎﻥ ،ﻭﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﺳﻄﺮﻩ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﺒﺮﺍﻥ
ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺍﳌﺄﺛﻮﺭ :ﺍﻟﺴﻼﺣﻒ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﺒﺮﺓ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﻧﺐ ،ﻻ ﺃﺻﺪﻕ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﳊﻘﺒﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺳﺎﳌﲔ ﺍﳌﻸﻯ
ﺑﺎﻟﻐﻤﻮﺽ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﺰﻕ ﻭﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ،ﻭﻟﻌﻞ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻨﻄﺔ ﺍﳌﻠﻐﻮﻣﺔ ،ﺃﻭ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ؛ ﻭﺣﺘﻰ
ﺍﳌﻘﺒﺮﺓ ﺍﻬﻮﻟﺔ ﺍﳊﺎﺿﻨﺔ ﺭﻓﺎﺓ ﺃﺑﻲ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﺎﺩﻩ ﺯﻭﺍﺭ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻘﻞ ﺭﻣﺲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺳﺎﳌﲔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ.
ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻤﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﻥ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﺱ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺍﳌﻠﻴﺸﻴﺎ ﰎ ﺍﻟﺰﺝ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﺗﻮﻥ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻳﻮﻧﻴﻮ ٧٨ﻡ
ﺍﳌﺴﺘﻌﺮﺓ ﺃﻭﺍﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﻫﻲ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺳﺎﳌﲔ ﻭﺟﻤﺎﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﳌﺪﻭﺭ ،ﻓﻄﻮﺍﻝ
ﻣﺴﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﳝﻨﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺘﺎﻓﻬﻢ ﻟﺴﺎﳌﲔ )ﺳﺎﳌﲔ ﻧﺤﻦ ﺃﺷﺒﺎﻟﻚ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﻣﺼﺒﺎﺡ...
ﻭﺍﺷﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﺛﻮﺭﺓ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﺑﻌﻨﻒ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻔﻼﺡ( ﻭ)ﺳﺎﳌﲔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣ ﹶﺪﺭﹶﺏ..ﺳﺎﳌﲔ ﻣﻦ ﻛ ﱠﺬﺏ ﺟﺮﺏ(
ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻓﻬﻞ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﳊﻤﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﺴﺬﺍﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻧﺤﺐ ﻭﻧﻬﺘﻒ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ؟؟ ﺍﳌﺘﻴﻤﻮﻥ
ﺑﻌﺸﻖ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﻻ ﻟﺸﻲﺀ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﻴﺌﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﺘﻠﺖ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺛﻼﺛﺔ
ﺭﺅﺳﺎﺀ ﻭﺑﺪﻡ ﺑﺎﺭﺩ ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺍﳌﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﲔ ﺍﳌﺰﻫﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﳊﻜﻢ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻃﻴﺢ ﺑﺮﺃﺱ
ﺳﺎﳌﲔ ﻭﺳﻴﻄﺮﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻭﺟﻤﺎﻋﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺩﺍﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ
ﻟﻠﻤﻘﺪﻡ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺻﺎﻟﺢ ﻳﻮﻡ ١٧ﻳﻮﻟﻴﻮ ٧٨ﻡ ﻇﻦ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺻﻴﻒ ﻭﺍﻧﻘﺸﻌﺖ
ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﻗﺘﻞ ﺳﺎﳌﲔ ﻭﻗﻊ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻞ ﺍﳊﻘﻴﺒﺔ ﺍﳌﻔﺨﺨﺔ ،ﺑ ﹶ ﹾﻴ ﹶﺪ ﺃﻥ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻄﺮﻳﻦ ﻓﻲ
ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ٧٩ﻡ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺳﻮﻯ ﺑﻌﺪ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﺑﲔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﺍﳌﻘﺪﻡ ﻋﻠﻲ
ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺻﺎﻟﺢ ٣٠-٢٨ﻣﺎﺭﺱ ٧٩ﻡ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻦ ٦-٤ﻣﺎﺭﺱ ﻭﻛﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺧﻼﻝ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ.
ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺻﺎﻟﺢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ٢٧ﺇﺑﺮﻳﻞ ١٩٧٥ﻡ ﻛﺎﻥ ﺿﺎﺑﻄﺎ ﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﺣﺪﻭﺩ
ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺘﻪ ﻛﺘﺎﺋﺒﻪ ﺍﳌﺪﺭﻋﺔ ﺍﳌﺮﺍﺑﻄﺔ ﻓﻲ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻓﻸﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﺒﺮﺯ
ﺍﺳﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﻛﻘﺎﺋﺪ ﻟﻠﻮﺍﺀ ﺗﻌﺰ ﺇﺛﺮ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊﻤﺪﻱ ﺑﺘﻄﻬﻴﺮ ﺍﳉﻴﺶ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﳌﻨﺘﻤﻴﺔ ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺃﺑﻲ ﳊﻮﻡ ﻳﻮﻡ ٢٧ﺇﺑﺮﻳﻞ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺍﳌﺆﻳﺪ ﻟﻠﺤﻤﺪﻱ ﻗﺪ ﺩﻓﻊ ﺑﻪ ﻟﻸﺿﻮﺍﺀ،
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﺮﺷﻲ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺒﺮ ﻃﻲ ﻳﺴﺘﻘﺒﻼﻥ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻱ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﺑﺎﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﺪﺓ
ﺍﳊﻜﻢ ﻳﻮﻡ ١٧ﻳﻮﻟﻴﻮ ٧٨ﻡ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻃﺎﺑﻮﺭ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﺔ
ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻟﻠﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﳋﺎﺭﺝ ﻭﲢﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺗﺴﻠﻤﻪ ﳌﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺗﺐ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﶈﺪﺩﺓ ﺳﻦ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺑﺄﺭﺑﻌﲔ ﻋﺎﻣﺎ ﹰ ﻛﺤﺪ ﺃﺩﻧﻰ؛
ﲤﻜﻦ ﺗﻴﺲ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ -ﻭﻓﻖ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺍﳊﻤﺪﻱ -ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻱ ﻭﺳﻂ ﺫﻫﻮﻝ ﻭﺣﻴﺮﺓ
ﻭﺻﻤﺖ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﳌﻔﺰﻋﺔ ﻭﺍﳌﺆﳌﺔ ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﻣﺆﺛﺮﺍﺕ ﻗﺒﻠﻴﺔ ،ﻭﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻭﺟﻬﻮﻳﺔ ﺻﺒﺖ
ﲟﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺘﺎﻑ ﻭﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺤﺖ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﹰ ﺭﻏﺒﺔ ﻭﻃﻮﻋﺎ ﹰ ﺃﻭ ﻛﺮﻫﺎ ﹰ ﻭﺧﻮﻓﺎ ﹰ ﻣﻦ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ.
ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﳌﺬﻳﺎﻉ ﺍﻧﺘﺎﺑﻪ ﺷﻌﻮﺭﹲ ﺑﺎﳋﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺸﻔﻘﺔ،
ﺧﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﺍﺮﺑﺔ ﻭﺷﻔﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﶈﺘﻢ ﻟﻪ ﻭﻓﻲ ﻣﺪﺓ ﺃﻗﻞ
ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺹ ﻟﺴﻠﻔﻪ ﺍﻟﻐﺸﻤﻲ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻗﻞ
ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﺎﻡ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳊﻤﺪﻱ ﺑﺎﻧﻘﻼﺏ ﻓﻲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﺸﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﳊﻜﻢ
ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻮﻡ ١١ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ٧٧ﻡ ﻗﻄﻊ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﻓﺸﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻳﺔ ﺭﺅﻭﺳﺎ ﹰ ﻛﺒﻴﺮ ﹰﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﻴﺴﻰ
ﻧﻮﺍﺡ ﻋﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﳉﻨﻮﺏ.
ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻴﻒ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻻﺫﻭﺍ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﹴ
ﻗﺒﻞ ﻭﻟﻮﺝ ﺍﳊﺮﺏ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻄﺮ ﺍﳉﻨﻮﺑﻲ ﻗﺪ ﺷﻬﺪ ﻳﻮﻡ ١٣ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ٧٨ﻡ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﳌﺎ ﻇﻠﻠﻨﺎ ﻧﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﻃﺎﺑﻮﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺑﻘﻴﺎﻣﻪ ﻛﺤﺰﺏ ﻃﻠﻴﻌﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺯ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻋﺼﺮ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻧﺴﻴﺎﻧﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﹰ ﺇﺫ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻲ ﻫﻮ ﻭﻧﺪﻣﺎﺅﻩ
ﻣﺸﺪﻭﻫﻮﻥ ﻟﻠﻤﺬﻳﺎﻉ ﻓﻲ ﻧﺸﺮﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺍﺣﺖ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺗﺼﻔﻖ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺣﻤﺎﺳﺔ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻲ
ﺍﳌﺬﻳﻊ ﺧﺒﺮﻩ ،ﻓﻲ ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻫﺎﺝ ﻗﺎﺋﻼﹰ :ﻳﺎ ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﳌﻮﻓﻖ ﻻﺳﻢ ﺍﳊﺰﺏ ﻓﻠﻘﺪ ﺧﺸﻴﺖ
ﻣﻦ ﺣﺸﺮ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﳌﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻭﺍﻗﻊ ﻛﻬﺬﺍ! ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭﺑﻔﻀﻮﻝ ﻃﻔﻮﻟﻲ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ
ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻣﻨﺘﺸﻴﺎﹰ :ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻻ ﺗﻨﺎﺳﺒﻨﺎ ﻛﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ
ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﳊﺎﺩ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺮﻓﻀﻬﺎ ﻓﺎﻹﺳﻼﻡ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ
ﻣﺒﺪﺃ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﻘﻌﺪ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﳉﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺍﳌﺆﻳﺪﺓ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﳊﺰﺏ ،ﻣﺜﻞ ﻏﻴﺮﻱ
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺑﺢ ﺻﻮﺗﻲ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺟﻔﺎﻑ ﺣﻨﺠﺮﺗﻲ ﺑﺎﻟﻬﺘﺎﻑ )ﻳﺎ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺛﻮﺭﻭﺍ ﻳﺎ ﻋﻤﺎﻝ ﻳﺎ ﻓﻼﺣﲔ...
ﺣﺪ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﳊﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺘﺌﺬ ﻭﻫﻢ
ﺷﻴﺪﻭﺍ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺩﻣﺮﻭﺍ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ( ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺍﻵﻥ ﺃﺿﺤﻚ ﹼ
ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﻢ ﲢﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺷﺒﻖ ﻭﺭﺑﻖ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺣﻤﻠﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺑﺄﺑﺪﺍﻧﻬﻢ ﺍﳌﻨﻬﻜﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻟﻠﺪﻡ ﺭﺍﺣﻮﺍ ﻳﻨﺸﺪﻭﻥ )ﳝﻦ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻣﻮﺣﺪ ﻧﻔﺪﻳﻪ
ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻭﺍﻷﺭﻭﺍﺡ...ﺳﻮﻑ ﻧﻘﺎﺗﻞ ﺳﻮﻑ ﻧﻨﺎﺿﻞ ﺛﻮﺭﺓ ﺛﻮﺭﺓ ﻻ ﺇﺻﻼﺡ( ﻭ)ﻗﺴﻤﺎ ﹰ ﺃﻥ ﻧﻨﺎﺿﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﻭﻧﺴﻘﻲ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺋﻨﺎ ﺗﺮﺑﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ( ﻫﺘﺎﻓﺎﺕ ﺟﻠﻬﺎ ﻣﺤﺮﺿﺔ ﻟﻠﺪﻡ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ،ﻧﺸﻮﺍﻥ ﺍﳊﻤﻴﺮﻱ ﻣﻦ
ﳒﺒﺎﺀ ﻭﻓﻼﺳﻔﺔ ﻭﺭﻭﺍﺩ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺑﻘﺮﻭﻥ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﺻﺎﺭ ﻣﺪﻓﻌﺎ ﹰ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﺤﻤﻤﻪ ﻋﻠﻰ
ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﲔ ﺍﳌﺘﻘﺎﺗﻠﲔ! ﺭﲟﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﺍﳌﺮﺷﺪﻱ ﺍﳌﺼﺎﻏﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺼﺮ ﳝﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺷﻬﺮﺓ ﻧﺸﻮﺍﻥ
ﺍﳌﺪﻓﻊ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﺍﶈﺮﻕ ﻟﻸﺧﻀﺮ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺘﺎﺟﺎ ﹰ ﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﳌﺸﺎﻫﺪﺓ ﺑﲔ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ
ﻓﺎﳊﺮﺏ ﻭﻓﻖ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻓﺮﻏﺴﻮﻥ :ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﳌﺴﻤﻮﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺐ.
ﻣﻲ ﻭﺍﳊﺮﺏ ﻣﺴﺘﻌﺮﺓ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻮﻏﻰ ،ﳑﺎ ﺃﺫﻛﺮﻩ ﻣﻦ ﺧﻄﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﳌﺮﺍﺕ ﺯﺍﺭﻧﺎ ﻣﺴﺌﻮ ﹲﻝ ﺃ ﹸ ﹲ
ﺍﻟﺴﻤﺠﺔ ﺍﳌﻘﺮﻓﺔ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﹼ
ﺑﺸﺮﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ،ﻓﺒﻮﺳﻊ
ﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﺪﻳﻪ ﻃﻤﺲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ .ﻳﺎ ﺍﷲ ﻛﻢ ﻧﺤﻦ ﺳﺬﺝ ﻭﺟﻬﻠﻪ؟؟ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺤﺎﺭﺏ
ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻼﺣﲔ ﻭﺍﻷﺧﺮ ﺫﺍﺋﺪ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﺒﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﻭﺍﻹﻗﻄﺎﻉ ،ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺇﻧﺎﺑﺔ ﻋﻦ
ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻭﻟﻴﺘﺎﺭﻳﺎ ﻭﺣﻠﻒ ﻭﺍﺭﺳﻮ ،ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﺣﻠﻒ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ،
ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ ﻳﺪﻓﻌﻨﻲ ﻟﻌﺒﻮﺭ ﺫﻟﻜﻢ ﺍﳋﻂ ﺍﻟﻠﻌﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺳﻤﻪ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻭﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰ ﺫﺍﺕ ﺣﻘﺒﺔ
ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﻪ ،ﻓﻤﻨ ﹸﺬ ﺃﻥ ﺍﺟﺘﺎﺯﻩ ﺻﺎﺑﺮ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻭﺃﻧﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﺷﻄﺮ ﺍﳋﻂ ﺍﻟﻠﻌﲔ ﻋﺎﺩﺕ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻃﻪ
ﻧﻮﺍﺡ ﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺩﳝﻪ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ،ﻓﺸﻌﺮ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﳌﺘﺴﺎﻗﻂ ،ﻭﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺍﳌﺸﻮﻫﺔ ﻭﺍﳌﻨﻬﻜﺔ ﻭﺍﳌﺸﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﹴ
ﺍﳌﺮﺗﻌﺸﺔ ،ﻭﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻔﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺮﺩ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻟﻘﺮﻳﺒﻪ ﻫﻨﺎﻙ؛ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﹰ ﻷﻥ ﻳﻘﻠﻊ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺎﺟﺘﻴﺎﺯ ﺍﳊﺪﻭﺩ ،ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﺛﻠﺔ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻣﻨﺬ ﰎ ﻋﺮﺽ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺘﻨﺎ،
ﻋﺒﻮﺭ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﻤﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺆﺫﻳﺔ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﶈﺘﻠﲔ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰ ﻭﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﺋﻤﺔ،
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺗﲔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺘﲔ ﺍﳌﺘﺤﺎﺭﺑﺘﲔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻭﻃﻤﺲ ﺧﻂ ﺍﻟﻌﺎﺭ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ،ﻓﺒﻜﻞ
ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺷﺎﻗﺔ ﻭﻣﻜﻠﻔﺔ ﻗﺪ ﺗﺄﺧﺬ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ،ﻓﻤﻮﺳﻜﻮ ﻭﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻭﺑﺮﻟﲔ ﻭﺑﺎﺭﻳﺲ ﻭﻟﻨﺪﻥ ﻭﺑﺮﺍﻍ
ﻭﻫﺎﻓﺎﻧﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ﺃﻭ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﻭﺃﺭﺣﻢ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻴﺎﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻂ.
ﻓﻲ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ٧٩ﻡ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﺍﳊﺮﺏ ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻗﻌﻄﺒﺔ ﺍﻟﻮﺍﺯﻋﻴﺔ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎ ﹰ ﺻﻌﺒﺎ ﹰ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﻻ
ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻧﻄﺎﻕ ﺣﻜﻤﻪ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﻋﺪﺍﻫﺎ ﺳﺎﺣﺔ ﺣﺮﺏ ﻣﺴﺘﻌﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳌﻨﺎﻭﺋﺔ
ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﳌﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﳌﺪﻋﻮﻣﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩﻳﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻆ ﺍﳊﻘﻞ ﻓﻲ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺛﻼﺙ ﺃﹸﺳﺮ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ،ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﺔ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻭﺻﺎﺩﻕ ﻭﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ،ﻓﺮﲟﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﺰﻉ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺃﹸﻡ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺮﻭﻗﻬﺎ
ﺑﺤﻤﺮﺓ ﺍﳉﻠﻨﺎﺭ ﺍﳉﺎﺫﺑﺔ
ﺍﻟﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﻳﻌﺔ ﺍﳉﻤﺎﻝ ﹸ
ﻭﺗﺮﺑﺘﻬﺎ ﻭﺭﻭﺿﺘﻬﺎ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻟﺘﻐﺮﺱ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﺜﻞ ﺷﺠﺮﺓ ﹼ
ﻟﻠﻌﲔ ،ﻓﺠﻤﻴﻠﺔ ﻻ ﲤﻮﺕ ﺃﺑﺪﺍ ﹰ ﻻﻗﺘﻼﻋﻬﺎ ﺃﻭ ﻛﺴﺮ ﻋﻮﺩﻫﺎ ،ﻓﻤﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﳌﻔﻴﺪﺓ ﺃﻧﻬﺎ
ﻻ ﲤﻮﺕ ﺑﺴﻠﺨﻬﺎ ﻭﺍﻗﺘﻼﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺑﻞ ﺗﻮﻟﺪ ﻭﺗﻨﻤﻮ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎﻫﺎ ﻭﻣﻦ ﺟﺬﻋﻬﺎ ﺍﳌﻨﺴﻠﺦ ﻛﺤﺎﻝ ﺍﻟﻮﺭﺩ
ﻭﺍﻟﺰﻫﺮ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ ﺍﳌﺜﻤﺮ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﺣﻬﺎ ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﻭﻧﻀﺎﺭﺗﻬﺎ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﳌﻴﻼﺩ ﺍﳌﺴﺘﺪﳝﺔ
ﺍﻻﺧﻀﺮﺍﺭ ،ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﳌﻨﺎﺧﻴﺔ ﻻ ﺗﺬﺑﻞ ،ﺃﻭ ﺗﺴﻘﻂ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺻﻘﻴﻊ ﺃﻭ
ﻟﺸﺪﺓ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺻﻴﻒ ،ﻭﺃﹸﻡ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻻ ﺗﺸﻴﺦ ﺃﻭ ﺗﻜﺒﺮ ﺃﻭ ﺗﻔﻨﻰ ،ﺃﻧﻬﺎ ﲤﺎﺛﻞ ﻣﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﻜﻤﺒﻮﺩﻱ
)ﺭﻳﺦ ﺳﻴﺪﺧﺎ( ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﳌﺎ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺑﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺗﻐﺎﺩﺭﻩ ﺭﻭﺣﻪ ﻟﻜﺎﺋﻦ ﺁﺧﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻛﺎﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ
ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺣﻒ ﺃﻭ ﺍﳊﺸﺮﺍﺕ ،ﻓﺒﺤﺴﺐ ﻣﻌﺘﻘﺪﻩ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺕ ﻳﺄﺧﺬ ﻓﻘﻂ ﺟﺴﺪﻩ ﺃﻣﺎ ﺭﻭﺣﻪ ﻓﺴﺘﻈﻞ ﺣﻴﺔ ﻻ
ﲤﻮﺕ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﺘﻘﻤﺺ ﺷﻜﻼﹰ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺑﺪﻳﺔ )ﺍﻟﻨﻴﺮﻓﺎﻧﺎ(.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﻤﺖ ﺩﻭﻱ ﺍﳌﺪﻓﻊ ﻧﺸﻮﺍﻥ ﻋﻘﺐ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﺣﺪﺙ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ
ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻭﺣﺘﻰ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ،ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺤﺜﺎ ﹰ ﻋﻦ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﺷﺎﻗﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻷﻏﻠﺐ
ﺫﻫﺐ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺑﺴﻠﻊ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﳉﺎﺫﺑﺔ ﻷﻧﻈﺎﺭ ﻭﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻐﻮﺍﻧﻲ ﺍﳉﻤﻴﻼﺕ ،ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﺎﺩﻭﺍ
ﺑﺄﺷﻴﺎﺀ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻛﺎﻟﻘﻤﺎﺵ »ﺍﻟﺸﻜﻦ« ﻭ«ﺃﺑﻮ ﺳﻴﻠﻪ« ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺒﻎ »ﺍﻟﺴﺮﺍﺕ« ،ﺃﻭ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﺃﺑﻴﺾ
ﺃﺳﻮﺩ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﺒﻮﺳﺎﺕ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﹰ ﻣﻬﺮﺑﺔ ،ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻛﺎﻥ
ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻣﻮﺍ ﱞﺩ ﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻣﺜﻞ ﺍﳊﻠﻴﺐ ،ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ »ﺍﻟﻜﻼﺷﻴﻨﻜﻮﻑ«
ﻭ«ﺍﳌﻴﻜﺎﺭﻳﻮﻑ« ﻭﺣﺘﻰ ﻗﻨﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﻴﺮﺓ )ﺻﻴﺮﻩ( ،ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺍﳊﻘﻞ ﺗﺮﻙ ﻣﺪﺭﺳﺘﻪ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﻢ ﻓﻔﻲ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﺒﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻓﻲ ﻣﻮﺟﺔ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﲟﻮﺿﺔ ﻣﻐﺮﻳﺔ ﺣﻔﺰﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﺘﺮﻙ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻷﺟﻞ ﻛﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﺯﺍﻟﺖ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻷﺷﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ،ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻣﻮﺟﺔ
ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻔﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ،ﻓﻔﻲ »ﳝﻨﺎﺕ« ﻭ«ﺍﳊﻘﻞ« ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺸﺎﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﻟﻈﻰ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ،ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻄﻦ
ﺍﳊﻘﻞ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﳝﻨﺎﺕ ،ﻓﻜﻞ ﺍﳌﻬﺠﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ ﻭﻗﺮﺍﻫﻢ
ﻣﻨﺤﻮﺍ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻭﺍﳌﻨﺰﻝ ﻭﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﻤﺜﻠﻤﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﲔ ﺇﺛﺮ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻄﺮﻳﻦ
٢٦ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ١٢-ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ٧٢ﻡ؛ ﻓﻌﻠﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺣﺘﻀﻨﺘﻬﻢ ﻭﻗﺪﻣﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﻛﻤﻮﺍﻃﻨﲔ ﳝﻨﻴﲔ ﻓﻲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻻ ﻛﻤﺎ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﲔ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻣﺜﻞ ﺻﺎﺑﺮ ﻭﻣﺤﻤﺪ
ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﳑﻦ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻋﻮﻣﻠﻮﺍ ﻛﻤﻘﻴﻤﲔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ.
ﻛﺎﻥ ﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﺃﻥ ﺃﻭﻗﻒ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺘﻮﻏﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻟﺘﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ
ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﺮﺏ ﺣﻮﺍﺭﺍﺕ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﻘﻮﻯ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ،ﻓﺠﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﻤﻴﺎﺕ ﻋﺎﺩﺕ ﻻﺳﺘﻠﻬﺎﻡ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳊﻤﺪﻱ ،ﻓﻔﻲ ﻳﻮﻡ ٢٤ﺃﻏﺴﻄﺲ ٨٢ﻡ ﺃﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻭﻣﻴﺜﺎﻗﻪ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻛﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﻃﻴﺎﻑ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ،ﻟﻴﻨﺸﻐﻞ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﺎﳌﺆﲤﺮ ﻭﻣﻴﺜﺎﻗﻪ ﺍﳌﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ ﺍﳌﺴﺘﻮﺭﺩﺓ ﻣﻦ
ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﳊﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﳉﻨﻮﺏ،
ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻫﺪﻳﺮﻩ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ،ﻓﻤﺜﻠﻤﺎ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻋﺎﺵ ﺯﺧﻤﺎ ﹰ ﺛﻮﺭﻳﺎ ﹰ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻪ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻄﻠﻴﻌﻲ
ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺯ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ٧٨ﻡ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻫﻠﻞ ﻭﻛﺒﺮ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻓﻲ ﺃﻏﺴﻄﺲ ٨٢ﻡ ﻛﻜﻴﺎﻥ ﻣﻦ
ﻃﺮﺍﺯ ﻓﺮﻳﺪ ﻭﻧﺎﺩﺭ ﻟﻄﺎﳌﺎ ﺃﺩﻫﺶ ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ ﺑﺮﺅﻳﺘﻪ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳊﺪﺍﺛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ
ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﲔ ﻭﺍﻟﻴﻤﻴﻨﻴﲔ.
ﻋﻤﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﺃﺛﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺃﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻗﻠﻌﺔ ﺛﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ )ﻋﺪﻥ(ﻫﻜﺬﺍ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺖ
ﻣﻦ ﻗﺒﻠﺔ ﻟﺴﻔﻦ ﻭﲡﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ ،ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺗﻐﻴﺮ ﺑﺸﻘﻴﻖ ﺃﺑﻲ ﺍﻷﻛﺒﺮ ،ﺑﺪﺍ ﻟﻲ
ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﻋﺰ ﻗﻀﻴﺾ ﲤﻮﺯ ،ﻛﺄﻥ ﻋﻨﻔﻮﺍﻥ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﺘﺄﺟﺞ ﻗﺪ ﻧﺰﻉ ﻋﻨﻪ
ﺟﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﻮﺭﻉ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻮﺳﻄﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﹸﻋﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﳊﻘﺒﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻓﺮﺩﺍﺅﻩ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ
ﻭﺍﶈﺎﻓﻆ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﳉﺎﻛﺖ ﻭﺍﻟﺒﻨﻄﻠﻮﻥ ﻭﺭﺑﻄﺔ ﺍﻟﻌﻨﻖ ،ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻪ ﺗﻐﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﺷﻌﻴﺮﺍﺕ ﺫﻗﻨﻪ ﺍﺟﺘﺰﺕ ﺑﺸﻔﺮﺓ ﺣﻼﻗﺔ ،ﻓﻤﻦ ﻳﺼﺪﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺍﶈﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﳌﻮﺍﻇﺐ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺒﺔ ﻭﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻋﻆ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﺻﺎﺭ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺩﺍﻋﻴﺎ ﹰ ﻭﻋﺮﺍﺑﺎ ﹰ ﻟﻠﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؟؟ ﻓﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﻳﺴﺘﺮﺷﺪ ﺑﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺃﻭ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﻭﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻞ ﺑﻜﺘﺐ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻭﻟﻴﻨﲔ ﻭﺇﳒﻠﺰ ،ﻭﻗﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺃﻭ ﻗﻮﻟﻮﺍ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﺍﳌﻔﺎﺟﺊ ﻋﻠﻰ
ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻌﻤﺮ ﺍﳌﺮﺍﻫﻘﺔ ﻭﺍﻟﻔﺘﻮﺓ ﻣﺜﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﺛﻘﻴﻼﹰ ﻭﺻﻌﺒﺎﹰ ،ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﺼﺪﻕ ﺃﻭ ﳝﻜﻦ ﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ،
ﻓﻜﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻄﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ؟؟؟ ﻓﺤﺘﻰ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﻫﻢ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊﻖ
ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﺻﺪﻭﺍ ﻭﻗﻮﺗﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﺍﻟﻐﺎﺭﻗﲔ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻭﺍﻟﺰﻳﻎ ﻻ ﻟﺸﻲﺀ ﺃﻭ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻏﻴﺮ
ﻓﻄﺮﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻋﺒﺪﻫﺎ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﻭﺃﺳﻼﻓﻬﻢ!! ﺃﻣﺎ ﻭﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎ ﹰ ﻋﻠﻰ
ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﺆﻳﺪ ﲟﻌﺠﺰﺓ ﻣﺎﺩﻳﺔ )ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ( ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻟﻜﻞ ﺭﺳﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﻓﻼﺷﻚ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺢ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﻠﺐ ﻛﻴﺎﻧﻲ ﺭﺃﺳﺎ ﹰ ﻋﻠﻰ ﻋ ﹺﻘﺐ.
ﻟﻴﺲ ﻋﻤﻲ ﻫﻮ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺟﻬﺮ ﺑﺠﺤﻮﺩﻩ ،ﻓﻠﻘﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺜﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﻦ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺳﻨﺔ
ﺛﺎﻧﻮﻱ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻲ ﺳﻮﻯ ﺑﻌﺪ ﻟﻔﻈﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﳌﺎ ﺃﺳﻤﻌﻨﻲ ﻣﻮﺍﻋﻈﻪ
ﻭﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ﺍﶈﺮﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﻞ ،ﻓﺎﻟﺪﻳﻦ
ﻓﻲ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ،ﻛﺎﻥ ﺷﻐﻮﻓﺎ ﹰ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﺑﺎﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻭﺑﻌﺪﻟﻪ
ﻓﺤﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺭﺩﺗﻪ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻞ ﻭﻟﻜﻞ ﻣﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﻐﻴﺒﻴﺎﺕ ﺍﳌﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺮﻓﻴﻖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻳﺤﻤﻞ
ﻓﻲ ﺟﻌﺒﺘﻪ ﺇﻛﺴﻴﺮﺍ ﹰ ﻣﻦ ﺷﺬﺭﺍﺕ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﲔ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻣﺜﻼ ﺑﺤﻜﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻭﺍﻟﻨﺰﻳﻪ
ﺫﺭﻭﺓ ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭﻗﻴﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺃﺻﻴﻠﻪ.
ﻓﻲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﺎﺑﺔ ﺇ ﱠﻥ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﻫﻲ
ﺟﻴﺰﺍﻥ ﻭﳒﺮﺍﻥ ﻭﻋﺴﻴﺮ ،ﻓﻌﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﳌﻠﻚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ،ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﳌﻠﻚ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺇﺣﺮﺍﺝ ﺧﺼﻤﻪ ﺣﺎﻣﻞ ﻣﺸﻌﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻲ ﻓﻲ
ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺴﺆﺍﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﺍﺧﺘﺰﻟﻬﺎ ﺍﻴﺐ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺤﺘﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ،
ﺷﻄﻂ ﻭﻋﻨﻔﻮﺍﻥ ﺛﻮﺭﻱ ﻻ ﻧﻈﻴﺮ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺿﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﻠﻤﺎﺗﻪ ،ﻓﻜﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ
ﻣﺴﺘﻌﺮﺓ ﺑﻨﺎﺭ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻘﻄﺒﻴﺔ ﺑﺪﺀﺍ ﹰ ﺑﺠﺰﻳﺮﺓ ﻛﻮﺑﺎ ﻓﻲ ﺗﺨﻮﻡ ﻭﻻﻳﺔ ﻓﻠﻮﺭﻳﺪﺍ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﹰ ﺑﺜﻮﺭﺍﺕ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ
ﻭﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻧﺘﻬﺎ ﹰﺀ ﺑﻔﻠﺴﻄﲔ ﻭﻓﻴﺘﻨﺎﻡ ﻭﺍﻟﺼﲔ ﻭﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺃﳒﻮﻻ ﻭﻛﺸﻤﻴﺮ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﻀﻄﺮﺑﺔ ،ﻭﲟﺎ ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﻻ ﺗﺴﺘﻌﺮ ﻧﻴﺮﺍﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺍﳌﺪﺍﻓﻊ ﻓﺤﺴﺐ؛ ﺑﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﻝ ﻟﻸﺩﻳﺐ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ﻧﻌﻴﻤﺔ؛ ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻥ
ﺷﻜﻞ ﻓﻴﻨﻲ ﺭﻭﺍﺳﺐ ﻭﺑﺜﻮﺭ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻣﺤﻮﻫﺎ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺳﻴﺎﺳﻲ.
ﺟﻴﻞ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﹰ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﺣﻈﻪ ﺍﻟﻌﺎﺛﺮ ﺃﻧﻪ ﻭﻟﺪ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ،ﻓﺬﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﱠ
ﺗﻨﺸﺄ
ﻋﻠﻰ ﺑﻐﺾ ﻣﺎﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻪ ،ﻭﺁﺧﺮ ﺗﺮﺑﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﺍﻟﺮﺟﻌﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ،ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﳌﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﺄﻟﻨﺎ ﺍﳌﻮﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺳﺆﺍﻻ ﹰ
ﺍﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺎ ﹰ ﻭ ﺳﺎﺫﺟﺎ ﹰ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺒﻼﻫﺔ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ:
ﻣﺘﻰ ﻭﻛﻴﻒ ﺳﺘﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ؟؟ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ:
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ.
ﺍﺟﻠﺲ ﻳﺎ ﻏﺒﻲ ..ﻃﺎﻟﺐ ﺁﺧﺮ:
ﻋﻨﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ.
ﺍﳌﻮﺟﻪ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻣﻊ ﺇﳝﺎﺋﻪ ﺑﺨﻄﺄ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ..ﻃﺎﻟﺐ ﺁﺧﺮ:
ﻓﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ!
ﺍﳌﻮﺟﻪ :ﻻ..ﻻ ..ﻃﺎﻟﺐ ﺁﺧﺮ:
ﻓﻲ ﺃﻏﺎﻧﻲ ﺃﻳﻮﺏ ﻃﺎﺭﺵ ﻭﺃﻣﻞ ﻛﻌﺪﻝ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻗﺎﺳﻢ ﻭﺍﳌﺮﺷﺪﻱ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ :ﺫﻣﺎﺭ ﺭﺩﺍﻉ ﻭﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻣﺰﺍﺭﻉ!
ﺍﳌﻮﺟﻪ :ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﻬﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﺎﺫﺟﺔ؟ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻭﻋﻨﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻫﻴﻪ
ﻭﺍﺣﺪ ﺁﺧﺮ ﻳﻨﻬﺾ ،ﺣﻔﻆ ﺍﷲ ﺍﻷﺷﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﺠﻴﺒﺎﹰ:
ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻧﻈﺮﺍ ﹰ ﻟﺘﻀﺎﺩ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﲔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﲔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈ ﱠﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ
ﺳﺘﺘﻢ ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻴﻼﺀ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﳋﻼﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ
ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﺍﻹﻗﻄﺎﻋﻲ ﺍﻟﻜﻤﺒﺮﺍﺩﻭﺭﻱ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ.
ﺍﳌﻮﺟﻪ :ﺳﻤﻌﺘﻢ ﻳﺎ ﺃﻏﺒﻴﺎﺀ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻷﺷﻮﻝ ،ﻓﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﻟﻦ ﺗﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﻮﺻﻮﻝ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ.
ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻔﺎﺋﺖ ﺍﺳﺘﻬﻞ ﻋﺎﻣﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺈﻗﺼﺎﺀ ﻋﺒﺪﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﻪ
ﺳﻠﻤﻴﻪ ﻓﻔﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻧﻴﺴﺎﻥ ﻧﻘﻠﺖ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺟﻠﺴﺔ ﺗﻨﺤﻴﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﺛﻴﺮ ،ﻛﺎﻥ
ﻣﻌﻠﻤﻮ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻗﺪ ﺻﻌﻘﻮﺍ ﺑﻨﺒﺄ ﺗﻨﺤﻴﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺧﻴﺎﺭﻩ ﲟﻐﺎﺩﺭﺓ ﻋﺪﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻔﺎﻩ ﲟﻮﺳﻜﻮ ،ﻛﺎﻥ
ﻣﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺣﺰﻧﺎ ﹰ ﻭﻭﺟﻮﻣﺎ ﹰ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻴﻞ ﺫﻳﺰﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻤﻦ ﻓﺮﻁ ﺇﻋﺠﺎﺑﻪ
ﺑﺸﻌﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﻻ ﳝﻞ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺏ ﺳﻨﺔ ﺛﺎﻧﻲ ﺇﻋﺪﺍﺩﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ) :ﺍﺪ ﻟﻠﻴﻤﻦ..
ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺧﻔﺎﻗﺔ ﺑﺤﺒﻚ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ..ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﺑﻔﺠﺮﻙ ﺍﳌﻨﻴﺮ ..ﺩﻣﺎﺅﻧﺎ ﺃﺭﻭﺍﺣﻨﺎ ﻟﻌﺰﺗﻚ ﺛﻤﻦ(..
s€bÄÄÄÄÄÄÄÄr€a ›ó–€a
ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻭﺟﻤﺔ ﻣﺤﺘﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺾ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻥ
ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺳﺒﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺯﺍﺩﺕ ﺛﻼﺙ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻟﺘﻌﺮﻳﺠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺳﻴﻤﻔﺮﻭﺑﻴﻞ
ﺗﺮﺍﻧﺰﻳﺖ ،ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻠﺼﺺ ﻭﺑﺤﺴﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ,ﻓﻠﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺸﻬﺪ
ﻣﺆﳌﺎ ﹰ ﻭﺍﳉﻨﺪ ﻳﺤﻔﻮﻧﻨﺎ ﺑﺒﻨﺎﺩﻗﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻋﺪﻧﺎ ﺟﺎﺛﻤﲔ ﻭﳑﻨﻮﻋﲔ ﻣﻦ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ،ﺑﻜﻴﺖ
ﻣﻦ ﻓﺆﺍﺩﻱ ﻭﺟﻌﺎ ﹰ ﻭﺣﺰﻧﺎﹰ ،ﺻﺮﺧﺖ ﻛﺎﻟﻜﻈﻴﻢ :ﺍ ﹲ ﹴﻑ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﺑﺮﺓ ﻭﻋﺘﺎﻩ ﻓﺤﺘﻰ ﻣﻮﻃﻦ ﺃﻣﻲ ﳑﻨﻮ ﹲﻉ ﻣﻦ
ﻣﻼﻣﺴﺔ ﺗﺮﺍﺑﻪ! ﻳﺎ ﻟﺴﺨﺎﻓﺔ ﻓﻌﻠﻜﻢ ﻳﺎﻋﺮﺏ!!.
ﻛﺎﻥ ﺑﻮﺩﻱ ﺳﻤﺎﻉ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﺍﳉﻤﻴﻞ ﺍﻟﻜﺎﺳﺮ ﻟﺴﺄﻡ ﻭﻣﻠﻞ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ
ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺃﻳﻮﺏ ﻃﺎﺭﺵ ﻭﻫﻮ ﻳﻄﺮﺏ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﻌﺬﺏ ﺍﻟﺮﻗﺮﺍﻕ )ﺟﻨﺤﺖ ﻭﺍﺟﻨﺎﺣﻲ ﺣﺪﻳﺪ ﻻ ﺭﻳﺶ ﻓﺎﺭﻗﺖ
ﺃﺭﺿﻲ ﺣﻴﺚ ﺃﺣﺐ ﻭﺃﻋﻴﺶ( ﺻﺮﻓﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻃﺎﳌﺎ ﻭﺍﻟﻜﻞ ﻋﺎﺑﺲ ﻭﻳﺘﺮﻗﺐ ﳊﻈﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻭﻻ ﻳﻜﺘﺮﺙ ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ.
ﻳﺎ ﺍﷲ ﻛﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺑﲔ ﺃﻫﻠﻲ ﻭﺭﺑﻌﻲ ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﲤﺎﺛﻞ ﺣﺎﻟﻲ ﻣﻊ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺍﳌﻌﺒﺮﺓ
ﻋﻨﻪ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ؟؟ﻓﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻟﻪ ﻗﻠﺐ ﻣﺤﺐ ﺑﻼﺷﻚ ﺳﺘﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ،ﻓﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺧﺬﺗﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺃﺷﺠﺎﻥ! ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻨﻲ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺷﻮﻗﻲ ﻭﻟﻬﻔﺘﻲ ﻓﺎﺿﺖ ﻣﻘﻠﺘﻲ ﳌﺮﺍﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ
ﻋﺪﻥ ،ﻓﻠﻜﻢ ﺳﺎﺣﺖ ﺩﻣﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻱ ﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﻴﻪ ﺑﺸﻼﻝ ﻳﻨﺪﺍﺡ ﺷﻮﻗﺎ ﻭﻭﺟﺪﺍ؟ ﻓﻤﻦ ﺫﺍ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻠﺤﻦ ﺍﳊﺰﻳﻦ ﻟﻸﺑﻴﺎﺕ؟ ﺣﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺍﳊﺪﻳﺪ ﻳﻄﺮﺏ؟ ﺣﺪﻳﺪ
ﻻﺫﺍﻕ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﻻ ﺣﺐ ...ﻻﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺭﻭﺣﻲ ﺳﻮﻯ ﺍﺷﺘﻴﺎﻗﻲ ..ﻟﻠﻨﻬﺮ ﻟﻠﺮﻋﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﻮﺍﻗﻲ ،ﻭﻟﻬﻔﺘﻲ ﻟﻔﺮﺣﺔ
ﺍﻟﺘﻼﻗﻲ ..ﳌﻦ ﻓﺆﺍﺩﻱ ﻓﻲ ﻫﻮﺍﻩ ﺑﺎﻗﻲ.
ﻒ ﺟﺬﻭﺓ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻟﺒﺮﻫﺔ ﺳﻮﻯ ﻃﻘﺲ ﺷﻮﻕ ﻭﺣﻨﲔ ﻳﻐﻠﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ ﻃﻮﺍﻝ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻳ ﹶ ﹾ
ﻄ ﹺ
ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻟﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﻤﻴﻢ ﺁﺳﻴﺎ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻏﺴﻄﺲ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ
+٣٧ﹾ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺝ ﺣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ .ﺻﺒﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻋﻨﻔﻮﺍﻥ،
ﻭﺣﻤﺎﺳﺔ ،ﻭﻧﺰﻕ؛ ﺑﻞ ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻏﺒﺮﺓ ﻗﻮﻡ ﺛﻤﻮﺩ ،ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﻗﺒﻠﺔ ﺃﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ
ﻭﺍﻻﻧﺒﻬﺎﺭ ،ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻭﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻭﺍﺘﻠﻒ ﻛﻠﻴﺎ ﹰ ﻋﻤﺎ ﺃﻟﻔﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻓﻮﺿﻰ ،ﻭﺭﺗﺎﺑﺔ،
ﻭﺗﺨﻠﻒ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻟﻼﲢﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻄﺘﻨﺎ ﻗﺒﻞ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ،ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ﻭﺑﺼﻮﺕ ﻳﻐﻠﻔﻪ ﺍﻻﻧﺒﻬﺎﺭ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ:
»ﺑﺮﻳﻠﻮﻓﺎ« ﻣﺠﺮﺩ ﺿﺎﺣﻴﺔ ﻣﻘﻔﺮﺓ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻌﺮﻑ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ!
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻮﻃﲔ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭﻧﺼﻒ ﳝﻨﻲ ﺃﻧﻬﻜﺘﻬﻢ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﳌﺰﺍﻳﺪﺍﺕ!!
ﻫﻪ..ﻫﻪ ..ﻣﺎﻭ ﺗﺴﻲ ﺗﻮﻧﻎ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﳌﻮﻓﺪ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﺑﺔ ﻭﺍﳌﺰﺍﺡ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ:
ﻓﻬﻞ ﺻﺪﻗﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﲔ ﺗﺒﻨﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻮﻃﲔ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺷﻌﺐ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻟﺘﻜﻔﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ؟؟
ﻭﳌﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﻘﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ؟؟
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻳﺎ ﺭﻓﻴﻖ ﺟﻤﺎﻝ ﳑﻬﺪ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ،ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ
ﺍﳌﻬﺎﲤﺎ ﻏﺎﻧﺪﻱ ،ﻭﺑﻼﺩ ﻟﻴﻨﲔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﻢ ﺗﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﻀﺤﻴﺔ ﻭﻗﺮﺍﺑﲔ!
٢٠ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ﹰ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺃﻣﺘﻬﻢ ﻭﻭﻃﻨﻬﻢ؛ ﻓﺄﻳﻦ ﻫﻲ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﺮﺣﻮﺍ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﻭﺍﳌﺂﺳﻲ
ﻟﻮﻃﻨﻨﺎ ﻭﻟﻨﺎ؟؟.
ﻛﻞ ﻋﻠﺔ ﻭﺃﺑﻮﻫﺎ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﻧﺤﻦ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﺍﻠﻮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﻮﺍﻗﻮﻥ ﻟﺘﻴﺎﺭ ﺻﻘﻴﻊ ﳝﺤﻮ ﺳﻤﺮﺓ
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ،ﻛﺄﳕﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﺮﺓ ﻣﻴﺴﻢ ﻓﻲ ﺟﺒﲔ ﻛﻞ ﺁﺕ ﻣﻦ ﻗﻌﺮ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﳌﺘﻠﻈﻲ ﺑﻨﺎﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ
ﻋﻠﻲ ﺍﻻﺑﺘﻬﺎﺝ ﺑﻠﻔﺤﺔ
ﺇﻟﻰ ﺫﺭﻭﺗﻪ ﺍﻀﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ.ﻣﺜﻞ ﺃﺗﺮﺍﺑﻲ ﺍﳌﺮﺍﻫﻘﲔ ﺍﳌﺘﺮﻋﲔ ﺑﺎﻟﻬﺰﺍﻝ ﻭﺍﻟﻮﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﹼ
ﺑﺮﺩ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻛﻴﻤﺎ ﺗﺬﻫﺐ ﻋﻨﻲ ﺧﺪﺭ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻭﻟﻬﻴﺐ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﲢﺖ ﺳﻴﺎﻁ ﺍﻟﻬﺎﺟﺮﺓ ،ﻓﺎﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﳌﺸﺮﻕ
ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﻠﻠﺘﻬﺎ ﻭ ﺍﺟﺘﻮﻳﺘﻬﺎ ،ﻟﺬﺍ ﺗﻌﺠﻠﺖ ﺳﻘﻮﻁ ﺣﺒﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﺑﻠﻬﻔﺔ ﻭﺷﻮﻕ ﻋﻠﻬﺎ ﺗﺪﺍﻭﻱ
ﺳﺤﻨﺘﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺍﳋﻼﺹ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺗﺒﺪﺃ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﻭﻻ ﺗﻨﺘﻪ ﺏﹾ١٥ﲢﺖ ﺍﻟﺼﻔﺮ ،ﻧﺎﺱ ﹸﻛﺜﺮ
ﺍﻟﺴﻤﺮﺓ ﻷﺑﺪﺍﻧﻬﻢ ﺍﳊﹸﻤﺮﺓ ﺃﺩﳝﻬﺎ ،ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺑﺪﺕ ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ ﹸ
ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺴﺘﻠﺬﻭﻥ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺸﻤﺴﺖ ﺟﻠﻮﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺑﺤﺜﺎ ﹰ ﻋﻦ ﹸ
ﺳﻤﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻕ؛ ﻛﻨﺖ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ
ﺁﺑﻘﲔ ﻣﻨﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺁﺑﻬﲔ ﺑﺎﻷﺑﺪﺍﻥ ﺍﳌﺼﻄﻠﻴﺔ ﺍﳌﺘﻠﺬﺫﺓ ﺑﻮﻫﺞ ﻧﻬﺎﺭ ﺻﻴﻔﻲ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ ﺑﻠﺤﻈﺔ ﻫﻄﻮﻝ
ﺍﻟﺜﻠﺞ.
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺃﻏﺴﻄﺲ ﻭﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭﺩﻳﺴﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺟﺬﻟﺔ ﻭﻳﻨﺪﺭ ﺍﺣﺘﺸﺎﻣﻬﺎ ،ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﳊﺴﻨﺎﻭﺍﺕ
ﺍﻟﺴﺎﻓﺮﺍﺕ ﺃﺧﺬﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮﻱ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﹰ ﻋﻦ ﻓﺮﺣﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺄﻣﻮﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ،ﻓﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻐﻨﺠﺔ
ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ ﻭﺑﻨﺴﺎﺋﻬﺎ ﺍﳉﻤﻴﻼﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﺭﻭﻣﺔ ﺳﻼﻓﻴﺔ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﻧﻔﺤﺔ ﺷﺮﻗﻴﺔ ﻟﻢ
ﲤﻨﺤﻨﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﻮﻫﺞ ﺷﻤﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﻴﻒ ﻣﺘﺎﺧﻢ ﻷﺭﻭﻉ ﻣﺼﻄﺎﻑ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ _ﺍﻟﻘﺮﻡ _ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺕ ﺇﺟﺎﺯﺗﻬﻢ ﺍﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ،ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺩﻳﺴﺎ
ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻟﻼﻧﺒﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ،ﻓﺎﳊﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﻧﻴﺎﺕ ﻳﺄﺧﺬﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﻌﺎ ﹰ ﻭﻫﻦ ﻳﺘﺸﻤﺴﻦ ﺑﺄﺑﺪﺍﻧﻬﻦ
ﺍﻀﻠﺔ ﺍﻟﺮﻃﺒﺔ ﺑﺤﺜﺎ ﹰ ﻋﻦ ﻟﺬﺓ ﺃﻭ ﻟﻮﻥ ﺩﺍﻛﻦ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻃﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻭﺑﺪﻥ ﻻﺭﻳﺴﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺸﻘﺮﺍﺀ ﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﻗﻀﺖ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻠﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺕ ﻛﻮﺭﻗﺔ ﺧﺮﻳﻒ ﲢﻠﻠﺖ ﻣﻦ ﺧﻀﺮﺗﻬﺎ ،ﺍﳌﺘﺼﻠﻴﺎﺕ ﻛﻦ ﻗﺒﻠﺔ
ﳊﻮﺍﺳﻨﺎ ﻭﻏﺮﺍﺋﺰﻧﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﳌﻜﺒﻮﺗﺔ ،ﻻﺷﻲﺀ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﳌﺘﻌﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺞ
ﺑﺰﺣﺎﻡ ﺷﺪﻳﺪ ﻷﺑﺪﺍﻥ ﺃﻧﺜﻮﻳﺔ ﺷﺒﻪ ﻋﺎﺭﻳﺔ ،ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺟﺎﻣﺤﺔ ﻭﺟﺪﺕ ﺿﺂﻟﺘﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﳌﺘﺤﺮﺭﺓ
ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﺸﺎﻡ.
ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﺟﻴﺎﻉ ﻭﻋﻄﺸﻰ ﻟﻠﺠﻨﺲ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪ! ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻣﻨﻬﻜﻮﻥ ﻭﻣﻨﻐﻤﺴﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﺗﻦ
ﺍﳊﺴﻨﺎﻭﺍﺕ ﺍﳌﺆﺟﺠﺔ ﻟﻠﺸﻬﻮﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻧﺸﻐﺎﻟﻨﺎ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﺭﻭﺡ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺍﳌﻠﻬﻤﺔ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳋﻼﺑﺔ! ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻟﺬﻟﻜﻢ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﳋﺸﺒﻲ ﺍﳌﺘﻮﺳﺪ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻲ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ
ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺤﺘﻮﺍﻩ! ﻫﺎﺃﻧﺬﺍ ﻣﺜﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﹸﻛﺜﺮ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻐﺠﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻣﻮﻃﻦ ﺃﻭ ﻫﻮﻳﺔ
ﻟﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﺴﻜﻊ ﻭﺍﻟﺸﺤﺎﺗﺔ! ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻣﺜﻞ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺃﺑﻲ ﺍﳌﻘﻔﻞ ﳊﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ ،ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ
ﻻ ﻳﻔﺘﺢ ﻭﻻ ﻳﺆﺫﻱ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻳﺤﺴﺒﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﻮﺭﺓ ﻭﺻﺎﻣﺘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻬﺎ
ﻣﻸﻱ ﺑﺎﳌﺸﺎﻋﺮ ﺍﳌﻜﺒﻮﺗﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺍﳊﻘﺪ ﻭﺍﳊﺴﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺒﻮﺗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻔﺢ ﻋﻨﺪ
ﺃﻭﻝ ﺟﺮﻋﺔ ﺧﻤﺮﺓ ﺃﻭ ﻧﻈﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﺎﺋﻌﺔ ﻫﻮﻯ.
ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﺃﻣﻲ ﺧﺎﻓﺖ ﺃﻥ ﺗﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻠﻲ ﺑﺬﺍﻙ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ،ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﻱ ﺑﻬﺎ
ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻨﺎﺿﺤﺔ ﺑﺎﳉﻤﺎﻝ ﻭﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﻭﺍﳌﺘﻌﺔ ﻭﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ ،ﻓﻮﺍﺣﺪ ﻣﺜﻠﻲ ﻳﹸﺠﺰﻉ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺭﲟﺎ
ﺍﳋﺸﻴﺔ ﱠ
ﺭﻫﺎﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﺍﳌﺘﺤﺮﺭﺓ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻜﺎﺑﺤﺔ ﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻭﺟﺪﺍﻧﻪ ،ﻓﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻨﻔﺘﺤﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻵﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﺭﻫﺎﻧﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻓﻠﻄﺎﳌﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﻐﻼﻕ ﻭﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺃﻏﻼ ﹲﻝ ﻣﺼﻔﺪﺓ ﻟﻠﺮﻏﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻦ ﲢﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻜﺒﻮﺗﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﳊﻈﺔ ،ﻓﺠﺬﺭ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﳌﺮﺃﺓ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﺖ ﻭﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﻭﺍﳊﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰﻱ ،ﺍﳋﻮﻑ
ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ,ﻓﺎﻟﺸﻬﻮﺍﻧﻴﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺴﻮﻱ.
ﻻﻣﺤﻴﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺷﺮﻙ ﺣﻮﺍﺀ ،ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﺍﺑﻦ ﺑﻴﺌﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﶈﺼﻠﺔ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ
ﻣﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻓﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﺡ ﻳﺬﺭﻉ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ﻃﻮﻻ ﹰ ﺑﻌﺮﺽ ﻭﺩﻭﳕﺎ ﹴ
ﻛﻠﻞ ﺃﻭ
ﹶﺼﺐ ﻳﻈﻞ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﺤﺪﺟﺎ ﹰ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﻣﺘﻔﺮﺳﺔ ﻻ ﺗﺮﻣﺶ ﻓﻲ ﺃﺑﺪﺍﻥ ﺃﻧﺜﻮﻳﺔ ﻧﺎﻋﻤﺔ ﺗﻔﺘﺮﺵ ﺭﻣﻞ
ﻧ ﹶ
ﺍﳌﻨﺘﺠﻊ ﺍﻟﺼﻴﻔﻲ ﺍﳌﺰﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺪﻩ؛ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺃﻋﺘﺮﻑ ﺑﻌﺠﺰﻱ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺃﻧﺜﻰ ،ﻓﻜﻞ
ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻟﻪ ﻗﻠﺐ ﻣﺮﻫﻒ ﻭﺭﻗﺮﺍﻕ ﻻﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﻋﺸﻖ ﺍﻟﻐﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﳌﻔﺮﻃﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﳉﺎﺫﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻱ،
ﻓﻬﻨﺎ ﺗﺘﻜﺸﻒ ﺍﻟﺸﻌﺎﺏ ﺍﻟﻘﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻓﺎﳌﺸﺎﻫﺪ ﺍﳌﺘﺮﻓﺔ ﺑﺎﳊﻤﻴﻤﻴﺔ
ﻭﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﺑﻼﺷﻚ ﻣﺮﻫﻘﺔ ﻟﻠﻐﺮﻳﺰﺓ ﻭﺍﻹﺑﺼﺎﺭ؛ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻮﺍﺣﺪ ﻣﺪﻋﻲ ﺍﻟﺘﺤﻀﺮ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺘﺮﻑ
ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﺜﻞ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﻗﻌﺮ ﺍﻟﺒﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺼﺤﺮ؟
ﻣﺤﻤﺪ ﲟﻀﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺻﺎﺭ ﺯﻳﺮ ﻧﺴﺎﺀ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﳊﺐ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﺭﺍﺡ ﻳﺠﻬﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺇﻳﺼﺎﻟﻬﺎ
ﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺍﻟﻼﺋﻲ ﻫ ﱠﻦ ﻓﻲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﳝﺘﺰ ﹶﻥ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺟﺘﺬﺍﺏ ﺍﻷﻏﺮﺍﺏ ﻣﺜﻞ ﺻﺪﻳﻘﻲ
ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺟﺮ ﺟﺴﻤﻪ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﺗﺆﺟﺮ ﱡ
ﺍﻟﺒﻐﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ؛ ﺑﻞ ﻭﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻣﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺳﺤﻨﺘﻪ
ﻭﻫﻮﻳﺘﻪ ،ﻓﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺮﺑﻴﺎ ﹰ ﻟﺘﻨﺴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻚ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﻗﻴﺔ ﻭﺑﻠﻜﻨﺎﺕ ﻟﻴﺒﻴﺔ
ﻭﺟﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻭﳝﻨﻴﺔ ﻭﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ,ﻓﺒﺎﺋﻌﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻦ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻟﻬﻦ ﻧﻈﻴﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﺣﻤﺮﺍﺀ
ﺗﺒﺪﺃ ﻓﺼﻮﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻨﺪﻗﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺍﻷﺣﻤﺮ ﺑﺎﻫﻈﻲ ﺍﻟﻜﻠﻔﺔ ﻭﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﲟﻀﺎﺟﻌﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﻑ ﻣﻦ
ﺻﻔﻴﺢ.
ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺳﺤﺮ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﺩﻭﻣﺎ ﹰ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ،ﻓﻠﻠﻴﻢ ﻋﺸﺎﻗﻪ ﺍﳌﺘﻴﻤﻮﻥ ﺑﻪ ﺣﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ،ﻟﻠﻮﺭﺩ
ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻭﺻﻠﺔ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻟﻠﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﻃﻐﻴﺎﻥ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﻓﻬﺬﻩ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﲡﺪﻫﺎ ﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻬﻤﺎ ﻋﻼ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻭ ﺩﻧﻰ ،ﻓﺎﻭﺩﻳﺴﺎ ﻻ ﲡﺪ ﺑﻬﺎ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎ ﹰ ﻻ ﺗﺴﺘﻬﻮﻳﻪ
ﺃﻭ ﺗﻄﺮﺑﻪ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺮﺍﻗﺼﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﺸﺠﻴﺔ ،ﻟﻌﻄﻠﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ،ﻭﻟﻸﻋﻴﺎﺩ ﻣﺬﺍﻕ ﻭﻧﻜﻬﺔ ﻻ ﲡﺪﻫﺎ
ﻓﻲ ﺑﻘﻌﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻟﻬﻢ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﲤﻴﺰﻫﻢ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻗﻮﺍﻡ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻓﻜﻮﻧﻬﻢ ﻓﺨﻮﺭﻳﻦ
ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﻄﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﺪ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﲔ ﻟﻠﻐﺰﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﳊﻘﺐ
ﺍﺘﻠﻔﺔ؛ ﺇﻻ ﺇﻥ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ﻭﺍﻵﻻﻡ ﻟﻢ ﲤﻨﻊ ﺷﺮﻫﻬﻢ ﻭﻧﻬﻤﻬﻢ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﻷﻧﺎﻗﺔ ﻭﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺁﺕ ﻋﺒﺮ
ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻴﻨﺎ ﹰ ﻣﺜﻞ ﻋﻠﺒﺔ ﺭﻭﺛﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﺎﻝ ﻣﺎﻝ ،ﺃﻭ ﺁﻟﺔ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻳﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﺪ ،ﺃﻭ ﺑﻨﻄﻠﻮﻥ
ﺟﻴﻨﺰ؛ ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻌﺠﻮﻥ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻘﻞ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﻥ.
ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻠﺔ ﺍﳌﺘﻔﺮﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﳌﻠﺒﺲ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺑﻼﺷﻚ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﻴﺎﻓﻊ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﻣﺎﻫﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﻛﺔ ﻧﺴﻴﺞ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺗﺪﻱ؟؟ ﺃﻟﻢ ﻳﻐ ﹸﺰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻭﻳﺠﻴﺒﻮﺍ
ﺍﶈﻴﻄﺎﺕ ﺑﺄﺳﺎﻃﻴﻠﻬﻢ ﻭﻏﻮﺍﺻﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ؟؟ ﳌﺎﺫﺍ ﻳﺘﻄﻠﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﺃﻭ ﺍﳊﺬﺍﺀ ﻭﻻ ﻳﺄﺑﻬﻮﻥ ﺑﻮﺟﻮﻫﻨﺎ
ﻭﺃﺑﺪﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﻘﺘﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻟﻠﺪﻡ ﻭﺍﳊﻴﺎﺀ؟؟ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﺍﻟﻀﺎﺋﻘﺔ ﺑﺎﻷﺟﻨﺒﻲ ﺍﳌﺴﺘﻔﺰ ﺑﺪﻭﻻﺭﺍﺗﻪ
ﻭﻫﻨﺪﺍﻣﻪ ،ﻫﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻐﺪﻗﺔ ﺑﺠﻮﺩﻫﺎ ﻭﺳﺨﺎﺋﻬﺎ ﻭﻋﻄﻔﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺃﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﻮﻃﻨﻲ ﺍﻷﺻﻞ،
ﻟﻦ ﺃﻏﻤﻂ ﻓﻀﻞ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺧﻴﺮﻫﻢ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻋﺸﻘﻬﺎ ﺮﺩ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺷﺮﻳﺮﺓ ﻭﺫﻣﻴﻤﺔ ﺍﻗﺘﺮﻓﺖ ﻓﻲ ﳊﻈﺔ
ﻻﻭﺍﻋﻴﺔ! ﻛﻞ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﻘﻄﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﳋﻴﺮ ﻣﻌﺎﹰ؛ ﻓﻜﻴﻒ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﻣﺴﺘﻴﻘﻈﺔ ﻻ ﺗﻨﺎﻡ ﻛﺄﻭﺩﻳﺴﺎ؟
ﺍﶈﻴﻂ ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ ﻟﻄﺎﳌﺎ ﺿﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﶈﺒﺔ ﻟﻪ ،ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺧﺎﻝ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻸﻯ ﲟﺒﺎﻫﺞ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﺍﺧﺮﺓ
ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﻭﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ،ﻓﻼ ﻳﻌﻨﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺜﺎﻟﺔ ﺑﺸﺮ )ﺍﳋﻮﳉﺎﻥ( ﻓﻮﻕ ﺃﺩﱘ ﺍﳌﻜﺎﻥ
ﻧﺴﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺮﻓﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﻴﺮ ﻭﺍﳉﻤﺎﻝ.
ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﻫﻮ )ﺃﺅﻣﻦ ﻭﻻ ﺃﺅﻣﻦ( ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺸﻮﺀ
ﻭﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﻟﺪﺍﺭﻭﻳﻦ ﻻﺷﻲﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﻓﻀﻮﻟﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺫﻳﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻠﻪ ﻗﺮﺩﺍ ﹰ
ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺴﺘﺮﺳﻞ ﻣﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﺍﻟﻜﺴﻨﺪﺭ ﺃﻭﳋﲔ! ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻨﻈﺮ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ
ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﺸﻄﺮ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ )ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻓﻴﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ( ﻟﻜﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ ،ﻭﻟﻜﻲ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻴﻮﻋﻴﺎ ﹰ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﹰ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭ
ﺍﳌﺄﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻔﻈﻬﺎ ﻋﻦ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ ﻓﻼﺩﳝﻴﺮ ﻟﻴﻨﲔ ،ﻛﺄﳕﺎ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻵﺗﻲ ﻣﻦ ﺻﺤﺎﺭﻱ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ
ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻫﻤﺎ ﻗﺮﻧﺎ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻧﺼﺒﺎ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ ﻟﻠﺬﻭﺩ ﻋﻦ ﹺﺣﻤﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﳒﺲ
ﻭﻗﺬﺍﺭﺓ ﺍﳋﻨﺰﻳﺮ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ.ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺛﻼﺛﺘﻬﻢ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻮﻥ ﻭﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ ﻭﺭﻛﻮﺏ ﺍﳊﻠﻤﺎﺕ،
ﺃﻗﺰﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﻋﻤﺎﻟﻘﺔ ﻻ ﻳﻀﺎﻫﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﳊﻤﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻓﻨﺎﺩﻕ ﺳﺒﻌﺔ ﳒﻮﻡ ،ﻭﻓﻲ
ﻣﺮﺍﻗﺼﺔ ﻭﻣﻌﺎﺷﺮﺓ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﻯ ،ﻓﺎﺭﲡﺎﺟﺔ ﻧﻬﺪ ﻟﺜﻼﺛﺘﻬﻢ ﺗﻀﺎﻫﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ.
ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻣﺎ ﺃﻗﺒﺢ ﺻﻮﺭﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻨﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﻳﻌﺔ ،ﻓﻼﺷﻲﺀ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ،ﻓﻌﺪﺍ ﺍﻟﺴﻴﺠﺎﺭ
ﺍﳌﺎﺭﻟﺒﻮﺭﻭ ،ﺻﺎﺑﻮﻧﻪ ﻟﻮﻛﺲ ،ﺍﳌﺎﻛﻴﺎﺝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،ﺍﳌﻠﺒﺲ ﺍﻟﻔﺨﻢ ،ﺍﻟﺪﻭﻻﺭﺍﺕ ﺍﳌﺒﻌﺰﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻤﺮﺓ ﻭﺑﻨﺎﺕ
ﺍﳌﻮﺍﺧﻴﺮ؛ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺛﻤﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﻗﻮﻣﻴﺔ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﻮﺣﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ،ﻋﺪﺍ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﻬﺰﻳﻠﺔ
ﻭﻋﻄﺸﻬﻢ ﻟﻠﺸﺮﺏ ﺍﻟﻬﻴﻢ ﻭﺗﻔﻜﻴﺮﻫﻢ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺻﺪﺭ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺃﺳﻔﻠﻬﺎ؛ ﻻ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﺜﻼﺛﺘﻬﻢ،
ﻏﻴﺮ ﻫﻤﺠﻴﺘﻬﻢ ﻭﺷﻮﺍﻇﻬﻢ ﺍﳌﺘﻮﻗﺪ ﻟﻠﺠﻨﺲ؛ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﻔﺎﺧﺮﻭﻥ ﺑﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻤﺎ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﺣﻠﺖ
ﺑﻘﻮﻣﻪ ﻟﻸﺑﺪ.
ﻓﻲ ﺍﻭﺩﻳﺴﺎ ﺟﻮﺍﻫﺮ ﻭﻷﻟﺊ ،ﻓﻴﺮﻭﺯﺍﺕ ،ﻭﺷﻄﺂﻥ ،ﻭﺣﺪﺍﺋﻖ ،ﻭﻣﺄﺛﻮﺭﺍﺕ ،ﻭﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ،ﻭﺃﻣﻜﻨﻪ ﺟﺎﺫﺑﺔ ﻭﻣﻠﻬﻤﺔ،
ﻓﻔﻲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺜﻤﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﳊﺎﻧﺎﺕ ،ﻭﺍﳌﻼﻫﻲ ،ﻭﺍﳋﻮﳉﺎﻥ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻓﻲ ﺟﻨﺒﺎﺗﻬﺎ
ﻭﻭﺷﻮﺷﺔ ﺍﳌﻮﺝ ﻭﺧﻴﻮﻁ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬﺓ ،ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ
»ﺍﻟﻜﻮﺯﻣﻮﺑﻮﻟﻴﺘﺎﻧﻲ« ،ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﺰﺩﺍﻥ ﻗﺎﻋﺎﺗﻬﺎ ﻭﺃﺭﻭﻗﺘﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺠﺒﺎﺀ
ﻣﺜﻞ ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﻭﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﻭﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﺷﺤﺖ ﺑﻬﻢ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺭﺱ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﻔﺎﺩﻫﻢ
ﻛﺎﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻭﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺸﺒﻬﻮﻥ ﻣﻨﺼﻮﺭﺍ ﹰ ﻭﺃﺣﻤ ﹶﺪ ﻭﻣﺤﻤﺪﺍ ﹰ
ﺑﺸﻲﺀ ﻏﻴﺮ ﺃﺭﻭﻣﺔ ﺍﻷﺻﻞ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ.
ﺍﳊﺠﺮﺓ ﺍﳌﺼﻤﻤﺔ ﻟﻄﺎﻟﺒﲔ ﺍﺛﻨﲔ ﻛﺎﻥ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺪ ﺃﺣﺎﻝ ﻣﺘﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﺟﺪﺭﺍﻧﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﲤﺎﺛﻴﻞ ﺑﺮﻭﻧﺰﻳﺔ
ﻭﺭﺧﺎﻣﻴﺔ ﻟﺮﺟﺎﻝ ﻋﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺑﺎﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻴﻨﲔ ﻭﻣﺎﺭﻛﺲ ﻭﺇﳒﻠﻴﺰ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﹰ ﲟﺆﺳﺲ
ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ،ﺃﻭ ﻓﻴﺪﻝ ﻛﺎﺳﺘﺮﻭ ﺑﺬﻗﻨﻪ ﺍﻟﻜﺚ ﻭﻗﺒﻌﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ،
ﻭﺍﻧﺘﻬﺎ ﹰﺀ ﺑﺼﻮﺭ ﻫﻮﺷﻲ ﻣﻨﻪ ﻭﺗﺸﻲ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ،ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺍﳌﹸﺴﻔﺮﺓ ﺍﳌﻀﻴﺌﺔ ﻭﺳﻂ ﺣﻀﻮﺭ
ﻛﺜﻴﻒ ﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺂﺳﺮﺓ ﻛﺎﳊﺔ ،ﻓﻠﻄﺎﳌﺎ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﺯﻭﺍﺭ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺗﺮﻳﺔ ﻓﺄﺟﻴﺒﻬﻢ ﺩﺍﺋﻤﺎﹰ :ﺇﻧﻬﺎ
ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺿﻼﺕ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ.
ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺎﺀ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻧﻔﻜﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺤﻮ ﺑﺮﻭﺗﺮﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻟﺒﺪﻳﻌﺔ ﻭﺍﳌﺜﻴﺮﺓ ﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﻳﻠﺞ ﻏﺮﻓﺔ ﻫﻲ ﺃﺷﺒﻪ ﲟﻌﺒﺪ ﻫﻨﺪﻭﺳﻲ.
ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻝ ﺟﻞ ﻃﺮﺣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﺒﻴﺒﺘﻚ ﺍﳌﻨﺎﺿﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﲡﺪ -
ﻟﻬﺎ ﻣﻄﺮﺣﺎ ﹰ ﺳﻮﻯ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﺪ!
ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﺪ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ؟ -
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺎﻃﺮﻙ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺃﻭ ﺇﻧﻚ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺇﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﺠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ! -
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻤﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻡ ﻟﻨﺎ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﻭﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺰﺍﺭﺍ ﹰ ﻳﺆﻣﻪ ﺍﻟﻄﻼﺏ. -
ﺍﳌﺰﺍﻳﺪﻭﻥ ﻛﺜﺮ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻬﻢ ﺍﻧﺘﻘﺪﻭﻧﻲ ﻟﺘﻨﺎﻭﻟﻲ ﺍﻟﻜﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻱ ﻭﺃﻋﻄﻮﻧﻲ ﺇﻧﺬﺍﺭﺍ ﹰ ﺇﺫﺍ -
ﻣﺎ ﺗﻜﺮﺭﺕ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ.
ﺃﻧﺖ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﳌﺼﻴﺒﺔ ﻓﻠﻮ ﺇﻧﻚ ﻟﻢ ﲡﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ؛ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻏﺮﻓﺘﻨﺎ ﻣﺜﻞ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺌﺎﺕ -
ﺍﻟﻐﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ.
ﻗﻞ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﺍﳌﻬﻢ ﻫﻮ ﻧﺰﻋﻚ ﺻﻮﺭﺓ ﻓﺘﺎﺗﻚ ﻭﺣﻔﻈﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﺰﻥ ﺍﶈﻔﻮﻇﺎﺕ ﻟﺌﻼ ﻳﺼﻴﺮ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ -
ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺪﻕ ﺇﺳﻔﲔ ﺑﻴﻨﻨﺎ.
ﺃﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺟﺪﺭ ﺑﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﺮﻓﺎﻗﻚ ﺇﻧﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﺜﺎﺋﺮﺓ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻭ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻸﺻﺪﻗﺎﺀ. -
ﻛﻴﻒ ﻭﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺟﺰﺭ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﺒﻲ ﺃﻭ ﻣﺪﻏﺸﻘﺮ؟؟ -
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﻬﻠﻮﻥ ﺃﻋﻼﻣﺎ ﹰ ﻣﺜﻞ ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﻭﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﻭﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎﺀ ﺍﳌﺆﻛﺪ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺠﻬﻠﻮﻥ -
ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻧﺴﻮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﳒﻮﻯ ﻣﻜﺎﻭﻱ ،ﻭﺟﻤﻴﻠﺔ ﺑﻮ ﺣﺮﻳﺪ ،ﻭﻟﻴﻠﻰ ﺍﳋﺎﻟﺪ؛ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺼﻮﺭﻫﻦ؟؟
ﺻﺎﺣﺒﻚ ﺑﺪﻭﻱ ﺭﺍﻋﻲ ﺇﺑﻞ. -
ﻭﺭﻓﻴﻘﻚ ﻗﺮﻭﻱ ﺭﺍﻋﻲ ﻏﻨﻢ! -
ﻳﻀﺤﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺿﺤﻜﺔ ﺍﳌﻨﺘﺸﻲ ﺑﺎﳋﻤﺮﺓ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻋﻠﻖ ﻗﺎﺋﻼﹰ:
ﺑﺎﻟﺴﺒﺤﺎﺕ ﻭﺍﳌﺼﺎﺣﻒ ﻭﻗﻨﺎﻧﻲ ﻣﺎﺀ ﺯﻣﺰﻡ ،ﻭﺍﻵﻥ ﺗﺒﺪﻟﺖ ﻗﺒﻠﺘﻨﺎ
ﹸ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﹸ ﱠﺠﺎﺝ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ -
ﻭﺣﺠﻨﺎ؛ ﻭﺣﺘﻰ ﻫﺪﻳﺘﻨﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﺃﺻﻨﺎﻣﺎ ﹰ ﻭﻗﻮﺍﺭﻳﺮ ﻓﻮﺩﻛﺎ ﺃﻭ ﻛﻮﻧﻴﺎﻙ ﻣﻌﺘﻖ ﺃﺭﻣﻴﻨﻲ ﺃﻭ ﺟﻮﺭﺟﻲ!
ﺇﺫﻥ ﻫﻲ ﻫﺪﺍﻳﺎ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻟﻼﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﻫﻲ ﺑﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺰﻥ -
ﳊﲔ ﺍﻟﺴﻔﺮ!
ﺳﺒﻖ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺍﻟﻌﺬﻝ ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﻨﻔﺬ ﺛﻢ ﻳﻨﺎﻗﺶ ﺃﻭ ﺇﻧﻚ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ! -
ﹼ
ﺍﳌﺬﻛﺮﺓ ﳌﺎ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻧﺴﻴﺎﻧﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﻫﻮ ﺃﻧﻲ ﻣﺜﻠﻚ ﻣﺜﻘﻞ ﺑﺼﻮﺭ ﻗﺘﻠﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ -
ﺍﳊﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺑﻀﺔ ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﳊﺐ ﻭﺍﻷﻣﻞ ﻳﺮﺍﺩ ﺩﻓﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻔﻞ!
ﺑﻼ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻃ ﱠﻴﺮﺕ ﺍﻟﺴﻜﺮﺓ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻲ ﻫﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﳊﺎﺿﺮ ﺍﻟﻘﺎﻃﻦ ﻣﻌﻚ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ -
ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ.
ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﻧﺰﻉ ﺑﺮﻭﺗﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺫﻯ ﻭﺍﻟﻌﺒﺚ ﺑﺤﻖ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻋﻮﺍﻃﻔﻪ ﻭﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ! -
ﺃﻭﻩ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻝ ﻗﺪﻫﺎ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻓﺪﻋﻨﻲ ﺃﻣﻮﺕ ﺑﲔ ﺍﳌﻮﺗﻰ! -
ﺃ ﹸ ﱢﻑ ﻣﻨﻜﻢ ﻳﺎ ﺭﻓﺎﻕ ﺣﺘﻰ ﺟﻨﺔ ﺍﷲ ﺿﺎﻗﺖ ﻣﻦ ﺯﻧﺒﻘﺔ ﺟﺬﻟﺔ ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﻛﺄﺷﺠﺎﻥ! -
ﻗﻬﻘﻬﺔ ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ﺛﻤﻠﺔ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻲ ﺑﻬﻮ ﺍﳌﻜﺎﻥ ،ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﺸﺨﻴﺮﻩ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ
ﻋﻘﺐ ﺍﺿﻄﺠﺎﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺃﻧﺸﺪ ﺃﺑﻴﺎﺗﺎ ﹰ ﻟﻄﺎﳌﺎ ﺭﺩﺩﻧﺎﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻷﺭﺽ) :ﻟﻴﻨﲔ
ﺃﻧﺖ ﻣﻌﻠﻤﻨﺎ(...
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ٨٦ﻡ ﺩﺷﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺃﻭﻝ ﻧﺎﻗﻠﺔ ﻧﻔﻂ ﻣﻦ ﺣﻘﻞ ﺻﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﻣﺄﺭﺏ ﺇﺫ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺑﺠﻮﺍﺭﻩ
ﺭﺋﻴﺲ ﺷﺮﻛﺔ ﻫﻨﺖ ﺟﻮﺭﺝ ﺑﻮﺵ ﺣﻴﻨﻬﺎ ،ﻓﻲ١٥ﺍﺑﺮﻳﻞ ٨٧ﻡ ﺃﻋﻠﻦ ﻓﻲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻋﻦ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ
ﺷﺒﻮﺓ ،ﻓﻤﺎﺯﻟﺖ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﳌﻮﻓﺪﻭﻥ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻧﺒﺄ
ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻪ؟؟ ﻓﻔﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﲡﻤﻌﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﻧﺸﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ﻣﻮﺳﻜﻮ ،ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻇﻬﺮﺕ
ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺰﺏ ﻭﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ ﺍﳋﺒﺮﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻟﺸﻌﻠﺔ ﺍﶈﺘﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺃﺧﺬﺗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺍﻟﻢ
ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﻲ ﺍﳌﺮﺟﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ٨٨ﻡ ﻛﺎﺩﺕ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﲔ ﺇﺛﺮ ﺧﻼﻑ ﻧﺸﺐ ﺣﻮﻝ ﺗﺒﻌﻴﺔ ﺣﻘﻞ
ﻧﻔﻄﻲ ﻓﻲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﳊﺪﻭﺩﻳﺔ ﺑﲔ ﺷﺒﻮﺓ ﻭﻣﺄﺭﺏ ،ﺍﶈﻴﻂ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻳﻌﺞ ﲟﺸﻜﻼﺕ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﺿﺨﻢ ﻣﻦ
ﺍﺣﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ.
ﳉﺄ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﳌﺘﻨﺎﺯﻉ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺑﺪﻻ ﹰ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﺏ ،ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ
ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﺭﻳﺠﺎﻥ ﻳﺰﻭﺭ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻣﻮﻛﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﲔ ﻏﻮﺭﺑﺎﺗﺸﻮﻑ ﻭﺭﻳﺠﺎﻥ
ﺍﻧﻬﺎﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺳﻜﻮﻓﻴﲔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﲔ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻮﻓﻮﺩ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮﺓ ﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺮﻭﻟﻴﺘﺎﺭﻳﺔ ،ﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺗﲔ ﺍﳌﻜﺘﺸﻔﺘﲔ ﻟﻠﻨﻔﻂ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ ﲟﺴﺘﻄﺎﻋﻪ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﲔ ﺍﳊﻠﻴﻔﲔ ﻟﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ،ﻓﻜﻼﻫﻤﺎ ﻻ
ﻭﻗﺖ ﻟﺪﻳﻬﻤﺎ ﻟﻺﻟﺘﻔﺎﺕ ﻟﻠﻴﻤﻨﻴﲔ ،ﻳﻄﺮﻕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻓﻼ ﻳﺠﺪ ﺃﺫﻧﺎ ﹰ ﺻﺎﻏﻴﺔ ﻟﻪ ،ﻳﺬﻫﺐ
ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺮﻣﻠﲔ ﻓﻴﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﺃﺳﻮﺃ ﺣﺎﻝ.
…iaãÄÄÄÄÄÄÄÄ€a ›ó–€a
ﺁﻧﺎ ﺑﻴﺘﺮﻭﻓﻨﺎ )ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ( ﻣﺠﺮﺩ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﲡﺪ ﻧﺒﻀﻚ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻙ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺩﻣﻚ ﻳﺴﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻚ
ﺻﺎﻋﺪﺍ ﹰ ﻣﻦ ﺣﻔﻲ ﺍﻟﻘﺪﻣﲔ ﺇﻟﻰ ﺩﻣﺎﻏﻚ ،ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺿﺤﺔ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﺧﻔﺔ ﻭﺃﻧﻮﺛﺔ ،ﻻ ﺃﺩﺭﻱ
ﳌﺎﺫﺍ ﻳﻨﺘﺎﺑﻨﻲ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﲔ ﻣﺘﻄﻔﻠﺔ ﻣﺮﺍﻫﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﺮﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺪﻭﻫﺎ
ﻋﻠﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻏﺮﺍﻡ ﺑﲔ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻭﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ،ﻓﻤﻨ ﹸﺬ
ﻭﺍﻵﺻﺎﻝ؟ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺯﻳﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺺ ﱠ
ﺳﺮﺩﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻔﺎﺭﻉ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﺗﺴﺘﻌﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﹰﺓ ﻭﻧﺪﺍﻣﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ﺍﳊﺴﻨﺎﺀ ،ﻓﻲ ﻛﻞ ﳊﻈﺔ ﺃﻗﺎﺑﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﺳﺮ ﺷﻐﻒ ﻭﺣﺐ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ
ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺰﳒﻲ ﺍﳌﻔﺘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﻭﺍﳌﻌﻘﻮﻑ ﺧﺸﻤﻴﻪ! ﺭﲟﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺎﻙ ﻗﺼﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻡ..
ﻻ ..ﻻ ..ﻻ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻟﻢ ﲡﺪ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﳒﻲ
ﺍﻟﻜﺌﻴﺐ ،ﻫﻜﺬﺍ ﺭﺣﺖ ﺃﻃﻤﺌﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺍﳌﻘﻴﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﻞ ﺑﺸﺎﻋﺔ
ﻭﻗﺒﺤﺎ ﻋﻦ ﻫﺘﺎﻓﺎﺕ ﺷﻮﻓﻴﻨﻴﺔ ﺗﻄﻠﻘﻬﺎ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻸﺟﺎﻧﺐ ﻋﺎﻣﺔ.
ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻭﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﺭﲟﺎ ﺟﺴﺪﺍ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ ﺍﳊﺐ ﺃﻋﻤﻰ ،ﺭﺑﱢﻲ ﺍﻣﻨﺤﻨﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻻ ﺃﲢﻤﻞ ﻫﺬﺍ
ﺍﳊﺐ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ،ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺜﻠﻲ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻤﺎﺩ ﺭﻏﺒﺔ ﺟﺎﻣﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﻀﺎﻥ ﻭﻫﺼﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻴﺪﺍﺀ
ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻭﺍﳌﺒﻬﺠﺔ ﻭﺍﳌﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺤﻮﺍﺱ ،ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﳌﺮﺍﻫﻘﻮﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ
ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ؟ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻭﺃﺿﻼﻉ ﻭﺯﻭﺍﻳﺎ ﻭﻣﻜﻌﺒﺎﺕ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ.
ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻣﺸﺪﻭﻫﻮﻥ ﻓﺎﻏﺮﻭ ﺍﻷﻓﻮﺍﻩ ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻟﻔﺎﺋﻀﺔ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﻭﺳﺤﺮﺍ ﹰ ﻭﻋﺬﻭﺑﺔ،
ﺗﺨﻴﻠﺖ ﺯﻣﻼﺋﻲ ﻣﺜﻠﻲ ﻻ ﻳﺮﺗﻮﻭﻥ ﻣﻦ ﺭﺣﻴﻖ ﺛﻐﺮﻫﺎ ﺍﻟﻮﺭﺩﻱ ،ﺃﻭ ﳝﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﻋﺒﺔ ﻧﻬﺪﻳﻬﺎ ﺍﳌﺴﺘﻈﻠﲔ
ﺑﻘﻤﻴﺺ ﺷﻔﺎﻑ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺟﻬﺪﺕ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻹﻳﺼﺎﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ؛ ﺯﺍﻏﺖ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ ﻓﻲ
ﺃﺭﻫﻘﺖ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺤﻨﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﳌﺜﻠﺜﺎﺕ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ؛ ﺭﺍﻏﺖ ﺣﻮﺍﺳﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻠﺚ ﻣﺎﺩﻭﻥ
ﹾ ﻣﻔﺎﺗﻨﻬﺎ ،ﻭﻛﻠﻤﺎ
ﺍﻟﺴﺮﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻘﺎﻥ ﻭﺗﻜﻌﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺼﺪﺭ.
ﹼ
ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻨﺎ ﻟﻬﻴﺐ ﻭﺷﻮﻕ ﻧﺤﻮ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺠﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﺷﻔﺘﻬﺎ ،ﻛﻠﻨﺎ ﻧﻮﺩ ﺗﻘﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ
ﺍﻟﺬﻱ ﲤﺸﻲ ﺭﺍﻗﺼﺔ ﻓﻮﻗﻪ ،ﻣﻦ ﻳﺪﺭﻱ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﻌﻠﻤﺔ ﺗﻜﺒﺮﻧﺎ ﺑﻌﺎﻣﲔ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ؟ ﺻﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﺎ
ﻓﻤﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﻭﺍﳊﻴﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﳌﻌﻠﻤﺘﻪ ﺑﺸﻬﻮﺍﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﻳﺮﲡﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻌﺎﺷﺮﺗﻪ ﻭﻣﻀﺎﺟﻌﺘﻪ..
ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺑﻼ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ،ﻣﺨﺎﻭﻑ ﻭﺗﻮﺟﺴﺎﺕ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ..ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺷﺰﺭﺓ ﻭﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺒﺘﺪﻋﻬﺎ
ﺃﻭ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﻻ ﻓﺮﻕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻈﻔﺮ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺭﻣﻘﻪ ...ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺃﺟﺰﻝ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺑﻨﻘﻮﺩﻩ ﻭﻋﻄﺎﻳﺎﻩ ﻇﻨﺎ ﹰ
ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﻝ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺠﺬﺏ ﻭﺍﻹﻏﺮﺍﺀ ،ﺃﺣﻤﺪ ﺃﻏﺪﻕ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﺭﺩ ﻭﺍﻟﻌﻄﺮ ﺭﺍﺟﻴﺎ ﻭﺻﺎﻟﻬﺎ ﲟﺎ
ﲢﺒﻪ ﻭﺗﻬﻮﺍﻩ ﻣﻦ ﻃﻴﺐ ﻭﺟﻤﺎﻝ ،ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺳﻴﻠﺘﻪ ﺍﻷﻧﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﻣﺔ ﻭﻫﺎﺗﺎﻥ ﺍﻟﺼﻔﺘﺎﻥ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ
ﺗﻔﻀﻠﻬﻤﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻓﺘﻰ ﺃﺣﻼﻣﻬﺎ.
ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﺔ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺍﻵﻥ ﻛﻮﺭﺩﺓ ﺭﻭﺯ ﻏﻀﺔ ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺘﻬﺎ ﻭﻭﺟﻬﻬﺎ ﺃﺳﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻷﻧﻄﻮﻧﻴﻮ
ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻟﺒﻼﺩﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻘﻂ ،ﻓﻤﻌﺎﺷﺮﺓ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﻋﻼﻣﺔ ﻭﺃﺛﺮﺍ ﹰ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﹰ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ﻭﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻻ
ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻀﺎﺟﻌﺔ ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻔﻞ ﻣﻐﺎﺩﺭﺍ ﹰ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻃﻨﺔ.
ﺫﻫﺒﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﹰ ﻓﻲ ﻋﻄﻠﺔ ﺍﻟﺼﻴﻒ ،ﺍﳋﻀﺮﺓ ﺗﻜﺴﻮ ﺍﳌﻬﺎﺩ ،ﻓﻔﻲ ﺁﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﺮﺳﻞ ﻫﺠﻴﺮﻫﺎ ﻭﻣﺎﺅﻫﺎ
ﻭﺍﺻﺐ ،ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﲡﺪﻫﻢ ﻳﺸﻮﻭﻥ ﺟﻠﻮﺩﻫﻢ ﺑﺴﻴﺎﻁ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﳌﺼﻄﺎﻑ ﻋﻠﻰ
ﹲ
ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﳊﺪﺍﺋﻖ ﻭﺍﳌﺘﻨﹶﺰﻫﺎﺕ ،ﻭﻛﺄﻥ ﺣﺠﺮﺍﺕ ﺍﳌﻨﺎﺯﻝ ﺃﻓﺮﻏﺖ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺋﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﺒﻖ ﺷﻴﺌﺎ
ﺇﻻ ﻭﻗﺬﻓﺖ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻫﺰﺃ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﳌﻘﺮﻓﺔ ﻭﻫﺎﺃﻧﺬﺍ ﺃﻗﺘﻔﻲ ﺃﺛﺮﻩ ﻭﺳﻂ
ﺃﺑﺪﺍﻥ ﻋﺎﺭﻳﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻴﻮﻁ ﺗﻐﻄﻲ ﺣﻠﻤﺘﻲ ﺍﻟﻨﻬﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺮﺟﲔ ،ﻣﺬ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ
ﻳﻌﺞ ﺑﺎﻟﻨﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﺟﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﻘﺎﻥ ﺍﳌﻠﺴﺎﺀ ،ﺍﻵﻥ ﻓﻘﻂ ﺍﺷﻌﺮ ﺑﺜﻮﺭﺓ ﻫﺎﺋﺠﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ،ﺭﻏﺒﺔ ﺟﻤﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﻭﻟﻮﺝ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺍﳉﺴﺪ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺜﻮﺭ ﺍﶈﻴﻂ ﻳﻘﺬﻑ ﲟﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ
ﻛﻞ ﻧﻈﺮﻱ ﻣﻦﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ،ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻨﺪ ﻫﻴﺠﺎﻧﻪ ﻳﻄﻔﺢ ﺑﻘﺬﺍﺭﺗﻪ ﻷﺩﳝﻪ ،ﺗﻔﺮﺳﺖ ﺣﺘﻰ ﱠ
ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﻖ ﻓﻲ ﺃﺑﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﶈﺘﺮﻗﺔ ﲢﺖ ﻟﻔﻴﺢ ﺍﻟﻮﺍﺟﻤﺔ ،ﺗﻔﺤﺼﺖ ﺑﻌﻴﻨﻴﲔ ﺯﺍﺋﻐﺘﲔ ﺟﺎﺋﺤﺘﲔ ﺃﺩﻕ
ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺨﻮﺫ ﺍﳌﺘﺮﺍﺻﺔ ﻛﺄﻋﻮﺍﺩ ﺍﳋﻴﺰﺭﺍﻥ ،ﻃﻔﻘﺖ ﺍﺑﺤﺚ ﲢﺖ ﺍﻟﻬﺎﺟﺮﺓ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ
ﻧﻬﺪﻱ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﺍﳌﺴﺘﻔﺰﻳﻦ ،ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻗﺪﻫﺎ ﺍﻷﻫﻴﻒ ﺃﻭ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ ،ﻓﻤﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺎﺕ ﺍﻷﻳﺎﻣﻰ
ﻭﻫﻦ ﻳﺼﺪﺩﻥ ﺑﻌﺪﺳﺎﺗﻬﻦ ﻭﺭﻣﻮﺷﻬﻦ ﺍﻟﻨﺎﻋﺴﺔ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﳌﺴﺘﺮﺳﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﻔﺢ ﺍﺑﺪﺃﻧﻬﻦ ﺍﻟﻐﻀﺔ
ﺍﻟﺮﻃﺒﺔ ،ﻛﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺜﺎﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻣﺤﻈﻮﻇﺔ ﻓﻲ ﻭﻟﻮﺝ ﻣﺴﺎﻣﺎﺕ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﳌﺴﺘﺴﻠﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻠﺬﺓ ﻭﻣﺘﻌﺔ؟ ﺟﻠﺖ ﺑﺒﺆﺑﺆﺓ ﻋﻴﻨﻲ ﻛﻞ ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﳌﺼﻄﺎﻑ ﻛﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ
ﺿﻮ ﹶﺀﻩ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﳌﻜﺎﻥ ،ﺭﺣﺖ ﺃﻧﺜﺮ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺳﻲ ﻣﻦ ﻣﻜﺒﻮﺗﺎﺕ ﻓﻲ ﺭﻃﺐ ﺍﻟﻐﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﳉﻤﻴﻼﺕ ﺍﻟﻜﺎﺷﻔﺎﺕ
ﻣﻔﺎﺗﻨﻬﻦ ﻟﻘﺒﻠﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺃﻋﲔ ﺟﻴﺎﺡ ﻣﺴﻐﺒﺔ ،ﺿﻘﺖ ﺫﺭﻋﺎ ﹰ ﻣﻦ ﺍﳋﻴﻮﻁ ﺍﻟﺴﺎﺩﻟﺔ ﻟﻠﻨﻬﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﺮﺟﲔ
ﻭﻛﺄﳕﺎ ﻏﺮﻳﺰﺗﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻻ ﺗﻬﺪﺃ ﺳﻮﻯ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻱ ﺍﻟﺘﺎﻡ.
ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﻀﺐ ﻳﻐﻮﺭ ﻧﻘﺎﺅﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ،ﻓﻼ ﻳﺬﺭ ﻟﻌﺸﺎﻗﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨﺘﻨﺔ ﺍﻟﻄﺎﻓﺤﺔ
ﻓﻲ ﺳﺪﳝﻪ ،ﺃﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎ ﹰ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،ﻓﻴﻔﺴﺪ ﻋﻠﻲ ﻟﺬﺓ ﺃﺻﻴﻠﻪ ﺍﻋﺘﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺣﻠﻞ ،ﺇﻧﻪ ﺻﻮﺕ
ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ :ﺟﻤﺎﻝ ﻛﺎﻓﻴﺮ -ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻨﻄﻖ ﻛﺎﻓﺮ -ﺟﻠﺖ ﺑﻨﻈﺮﻱ ﻧﺤﻮﻩ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻳﺸﻴﺮﺍﻥ
ﻟﻲ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺔ ﻣﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ:
ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ! -
ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﺒﺪﻧﻪ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﺍﻟﺪﺍﻛﻦ ﻳﻀﻄﺠﻊ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻣﻠﺘﺼﻘﺎ ﹰ ﺑﻔﺘﺎﺗﻪ ،ﻟﻢ ﺃﺻﻌﻖ ﲟﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﲔ
ﺛﻤﻠﲔ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻖ ﳊﻢ ﺧﻨﺰﻳﺮ ﻣﺸﻮﻱ ﻟﻬﻤﺎ ،ﺃﻭ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﺮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳌﻠﺘﻮﻱ ﻛﺜﻌﺒﺎﻥ ﺣﻮﻝ ﺟﺬﻉ ﺣﺴﻨﺎﺀ،
ﻓﺄﻧﺎ ﺭﺍﺑﻌﻬﻢ ﻛﺎﻟﻜﻠﺐ ﺍﳌﺴﻌﻮﺭ ﻟﻠﺤﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺩﺓ ﻳﺴﺒﻘﻪ ﺭﻏﺎﺀ ﻓﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ.
ﺣﺰﻣﺖ ﺃﻣﺘﻌﺘﻲ ﻭﺭﺣﻠﺖ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﻔﺆﺍﺩ ﻣﻔﻄﻮﺭ ﻭﺻﺪﺭ ﻣﻜﺴﻮﺭ ،ﻓﻲ ﺍﳊﺠﺮﺓ ٦٥ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﳌﺘﺠﻪ
ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻴﻴﻒ ﻗﻀﻴﺖ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ،ﺟﻠﺴﺖ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺃﺗﻄﻠﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺸﻄﺮﻫﺎ ﺳﻜﺔ ﺍﳊﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺷﻄﺮﻳﻦ ،ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻭﺩﻳﺴﺎ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﳊﻈﺔ ،ﻟﺬﺍ ﺑﻘﻴﺖ ﻭﺣﺪﻱ ﻓﻲ
ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻳﺸﺎﻃﺮﻧﻲ ﺍﳌﻠﻞ ﻭﺍﻟﺴﺄﻡ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﻮﻕ ﺳﺮﻳﺮ ﻭﻣﻘﻄﻮﺭﺓ ﺣﺪﻳﺪ ﻛﺌﻴﺒﺔ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ
ﻫﺴﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﻓﺮ ،ﺻﻠﺼﻠﺘﻬﺎ ،ﻓﺮﻗﻌﺔ ﻣﻮﺻﻼﺗﻬﺎ ﻭ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻠﻬﺎ ،ﻟﻴﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻭﺃﻧﺎ
ﺑﲔ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺟﺪﺭ ،ﺳﺌﻤﺖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺯﺍﺩﻱ ﻭﻣﺆﻧﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺻﺎﺭﺕ ﻻ
ﺗﻄﺎﻕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺼﻠﺼﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﻌﺔ ﺍﻟﻨﺎﺧﺮﺓ ﻟﻸﹸﺫﻧﲔ ،ﻛﻞ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺇﻣﺎ ﻳﻐﻄﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﻯ ﺃﻭ ﻳﻠﻬﻮﻥ
ﻭﳝﺮﺣﻮﻥ ﻭﻳﺘﺠﺎﺫﺑﻮﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﻬﻢ ،ﺇﻻ ﺍﻧﺎ ﻣﺎﺑﲔ ﺍﳌﻘﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺫﻫﺎﺑﺎ ﹰ ﻭﺇﻳﺎﺑﺎﹰ ،ﺿﻘﺖ ﺫﺭﻋﺎ ﹰ
ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻓﺮﺣﺖ ﺃﻓﺘﺶ ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﳌﻘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻋﻠﻨﻲ ﺃﺟﺪ ﻣﺎﻳﺆﻧﺴﻨﻲ ﺃﻭ ﻳﺨﺮﺱ
ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻣﻌﺪﺗﻲ ،ﻣﺮﺕ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻭﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺭﺗﺎﺑﺘﻬﺎ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺯﻧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺔ ﻻ
ﻭﺳﻂ ﺭﻳﺎﺽ ﻭﻏﺎﺑﺎﺕ ﻣﻜﺴﻮﺓ ﺑﺄﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﺮﻭ ﻭﺍﻟﺒﻠﻮﻁ ﻭﺍﻟﻜﺴﺘﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻨﻮﺑﺮ ﻭﺍﻟﺰﺍﻥ ﻭﺍﻟﺰﻳﺰﻓﻮﻥ ﻭﺍﻟﺒﺘﻮﻻ
ﻭﺍﳊﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ﻭﺍﻹﻋﺸﺎﺏ ﻭﺍﳋﻀﺮﺓ.
ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﹰ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ،ﻓﺒﻌﺪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻗﻄﻊ ﺧﻼﻟﻬﺎ ٧٥٠ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍ ﹰ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،ﻫﺎﻫﻮ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ
ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻳﻠﻔﻆ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻪ ﻓﻲ ﺍﶈﻄﺔ ،ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻥ ﻣﺒﻜﺮﺍﹰ ،ﺑﺪﺍ ﻭﺟﻪ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻏﺎﻃﺎ ﹰ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻏﺴﻖ
ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺍﳌﻨﺴﻠﺔ ﺧﻴﻮﻃﻪ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﻣﺒﺪﺩﺓ ﻭﺣﺸﺔ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﺍﳌﻠﺘﺤﻔﺔ ﺍﳌﻜﺎﻥ ،ﻗﺮﻗﻌﺎﺕ ﺃﺣﺬﻳﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻓﺤﺔ ﻣﺼﺪﺭ
ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺗﺨﺘﺮﻕ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻭﺭﺗﺎﺑﺔ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ،ﻗﺮﻗﻌﺔ ﻟﻄﺎﳌﺎ ﺃﻳﻘﻈﺖ ﹼ
ﺍﻧﺒﻌﺎﺛﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻔﻲ.ﺍﳊﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﺔ ﻓﻲ ﻓﻨﺎﺀ ﺍﶈﻄﺔ ﻗﺎﺑﻠﺘﻨﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺒﻮﺱ ﻭﻓﺎﺗﺮ ،ﻓﻨﺪﻕ »ﻣﻴﺮ« ﺍﻟﺮﺍﺑﺾ
ﺑﺸﻤﻮﺧﻪ ﻓﻲ ﺻﺪﺭ ﺭﺑﻮﺓ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺰﻓﺮ ﻛﺂﺑﺔ ﻇﻠﻤﺔ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻫﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻭﻥ ﻟﻪ ،ﻓﺤﺘﻰ
ﻣﻮﻇﻔﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻨﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﻭﺍﺟﻢ ﻭﺑﺰﻓﺮﺍﺕ ﲤﺎﺛﻞ ﺃﻧﻔﺎﺱ ﺷﺠﺮ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻟﻢ ﺃﺣﺘﻤﻞ ﻛﺂﺑﺔ
ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻓﻜﺴﺮﺕ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ :ﺃﻫﻜﺬﺍ ﻳﺎ ﻛﻴﻴﻒ ﻳﺎ ﺳﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﻭﺍﳉﻤﺎﻝ
ﺗﺴﺘﻘﺒﻠﲔ ﻣﺤﺒﺎ ﹰ ﻣﺘﻴﻤﺎ ﹰ ﻓﻴﻚ!! ﻟﺴﺖ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺧﺎﻥ ﺑﺂﻱ ﺍﻟﻌﺘﻞ ﺍﻟﺰﻧﻴﻢ ﺍﻟﻄﺎﻣﻊ ﺑﻀﻤﻚ ﻏﺼﺒﺎ ﹰ ﳌﻤﻠﻜﺘﻪ
ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻔﺜﲔ ﺑﻮﺟﻬﻲ ﺯﻓﻴﺮ ﺃﺳﺎﻙ ﻭ ﺣﺰﻧﻚ!! ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺷﻐﻮﻑ ﺑﺴﺤﺮﻙ ﻭﺩﻻﻟﻚ ﻭﻻ ﺃﺷﺒﻬﻪ ﻓﻲ
ﻋﺸﻘﻲ ﻭﻏﺰﻭﺗﻲ!
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻧﻬﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻋﺎﺕ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ،ﻓﻤﻦ ﻋﻠﻮ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﳌﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﺑﺎﻧﻮﺭﺍﻣﻲ
ﻟﻜﻴﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺳﺘﻔﺎﻗﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻳﻘﻈﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻞ ﺣﻮﺍﺳﻲ ،ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﻗﺪﺭ ﻟﻲ ﳌﺢ ﻭﺟﻪ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ
ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ،ﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ،ﻓﻜﻴﻴﻒ ﻟﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻤﺢ ﻭﺻﻮﺭﺓ ،ﻣﺎ
ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺣﲔ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﳌﻌﺘﻢ ﳌﺮﺁﺓ ﺳﺎﻃﻌﺔ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺼﺪﻉ
ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺃﺷﺮﻗﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺧﺪﺭﻫﺎ ﺑﺪﺕ ﻛﻴﻴﻒ ﺑﺄﻭﺟﻪ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻻ ﲡﻤﻌﻬﺎ
ﻋﺪﺳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﻋﲔ ،ﻓﻜﻴﻴﻒ ﻓﻲ ﺗﻼﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺀﺍﺗﻬﺎ ﻭﻣﻨﺤﺪﺭﺍﺗﻬﺎ ﻭﻫﻀﺎﺑﻬﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺗﻀﺎﺭﻳﺴﻬﺎ ﺍﳊﺎﳌﺔ
ﺗﻌﺰ ،ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻭﳝﻜﻦ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﺻﺒﺮ ﺍﻟﺸﺎﻫﻖ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻴﻴﻒ ﻻ
ﲡﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺳﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ،ﻓﻤﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ﺍﳌﺘﻤﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺿﻔﺘﻲ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﺧﻤﺴﲔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻮﻕ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻼﻝ ﺍﳌﻨﺤﺪﺭﺓ
ﻭﺍﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ﹰ ﻓﻮﻕ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺒﺮ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺟﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻐﺎﺭﻗﺔ ﺑﺎﳋﻀﺮﺓ،
ﻭﺍﳊﺪﺍﺋﻖ ،ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ،ﻭﺍﻟﻬﻀﺎﺏ ،ﻭﺍﻟﻜﺎﺗﺪﺭﺍﺋﻴﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ.
ﻛﻴﻴﻒ ﺑﺤﻖ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ ،ﻓﻌﻮﺽ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺘﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻗﺒﻞ
ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﻭﲢﺪﻳﺪﺍ ﹰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ ﻛﻴﻲ ﻭﺷﺘﺸﻴﻚ ﻭﺧﻮﺭﻳﻒ
ﻭﺷﻘﻴﻘﺘﻬﻢ ﻟﻴﺒﻴﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺒﺤﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﻋﻨﺪ ﺭﺅﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻼ ﹶﻝ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺨﺖ ﻭﻣﻦ
ﺛﻢ ﺍﻻﺳﺘﻴﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻛﻴﻲ ،ﻓﺈ ﱠﻥ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﺪﻥ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ،ﺇﺫ ﺟﻤﻌﺖ ﻣﺎﺑﲔ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻭﻋﺮﺍﻗﺔ
ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭﺣﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ ،ﻓﻬﻲ ﺇﺫﻥ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻭﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﻭﺍﳋﺮﺍﻓﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺨﻂ
ﺍﳌﺮﺷﺪﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺕ ﻭﺻﻔﺎ ﹰ ﺃﻃﻠﻘﻪ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺎﻃﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻴﻒ
ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻞ )ﺭﺃﻳﺖ ﺣﺪﺍﺋﻖﹶ ﻭﺧﻀﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﳌﺪﻥ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺳﻮﻯ ﻛﻴﻴﻒ(
ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﲔ ﻋﺎﳌﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﳋﻠﻮﺩ ،ﻓﺎﻻﺛﻨﺎﻥ ﺗﻮﺃﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻘﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺯﻣﻦ
ﻭﺍﺣﺪ ،ﻛﺎﺗﺪﺭﺍﺋﻴﺎﺕ ﺑﻘﺒﺎﺑﻬﺎ ﺍﳌﻄﻠﻴﺔ ﲟﺎﺀ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺟﺪﺭﺍﻥ ﻳﻜﺴﻮﻫﺎ ﺍﻟﻜﻠﺲ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻭﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ،
ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻛﺎﺗﺪﺭﺍﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴﺔ ﺑﻼ ﺃﺟﺮﺍﺱ ﺑﻼ
ﹸﻋ ﹼﺒﺎﺩ ﻳﺆﻣﻮﻧﻬﺎ ،ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ؟ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﳌﺎﺫﺍ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺮﻫﺒﺔ
ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﺗﺪﺭﺍﺋﻴﺎﺕ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﻟﺮﻭﺡ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ؟ ﻓﺒﻌﺪ ﻧﺤﻮ ﺃﻟﻒ
ﻋﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻓﻼﺩﳝﻴﺮ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﻛﻴﻴﻒ ﺗﻌﺪ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻲ ﻓﻲ
ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ،ﻓﻤﻨﺬ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﻴﻴﻒ ﻗﺒﻞ ١٥٠٠ﻋﺎﻡ ﻭﻫﻲ ﻗﺒﻠﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻣﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﺒﻠﺸﻔﻴﺔ
١٩١٧ﻡ ،ﻻ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﻴﺤﺪﺛﻚ ﻋﻦ ﻛﺎﺗﺪﺭﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺃﻭ ﺃﻧﺪﺭﻳﻴﻔﺴﺎﻛﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻠﺺ،
ﺃﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺘﺸﻴﺮﺳﻜﺎ ﺍﳌﺰﻳﻨﺔ ﲟﻮﺯﺍﻳﻴﻚ ﻭﺭﺳﻮﻣﺎﺕ ،ﺗﻼﻝ ﻭﺧﻀﺮﺓ ﻭﺷﺠﺮ
ﺑﻠﻮﻁ ﳝﺘﺪ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻷﻟﻒ ﻋﺎﻡ ،ﻭﻗﺼﻮﺭ ﺃﺑﻬﺔ ،ﻭﻣﺂﺛﺮ ﺳﻄﺮﻫﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﺍﻟﻄﺎﻣﻌﲔ،
ﲤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺒﻄﺮﻳﺮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﻞ ﻣﺘﺤﻔﺎ ﹰ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻳﺸﺒﻪ ﲤﺜﺎﻝ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ
ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ.
ﻏﻨﺞ ﻭﺩﻻﻝ ﻭﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﻭﺍﻟﻌﻴﻠﺔ ﺍﳌﻤﺰﻭﺟﲔ ﺑﺎﻷﻧﻔﺔ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ،ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺒﺮ ﺛﺎﻟﺚ ﺃﻃﻮﻝ ﺍﻧﻬﺎﺭ
ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ٢٢٨٦ﻛﻢ ﻣﻨﻬﺎ ١٢٠٥ﻛﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ،ﻛﺄﻧﻪ ﻣﺜﻠﻲ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀﻩ ﻭﺍﻏﺘﺮﺍﺑﻪ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺍﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺑﻊ ﻣﻦ
ﻫﻀﺒﺔ ﻓﺎﻟﺪﺍﻱ ﺑﺮﻭﺳﻴﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻣﺎﺅﻩ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺑﻴﻠﻮﺭﻭﺳﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺴﻜﺮ)ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ( -ﻭﻓﻖ
ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﲔ -ﻟﻴﺮﻭﻱ ﻛﻴﻴﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺿﻔﺘﲔ ﻣﻀﻔﻴﺎ ﹰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺤﺮﺍ ﹰ ﻭﺟﻤﺎﻻ ﹰ ﻳﺨﻴﻞ
ﻟﻠﻤﺮﺀ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ,ﻋﺸﻘﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻧﻈﺮﺓ ﺭﻏﻢ ﻣﺴﺤﺔ ﺍﻟﻮﺟﻢ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ،ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ
ﺳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻟﻊ ﺑﻪ؟ ﻫﻞ ﻷﻧﻪ ﻳﺸﺒﻬﻨﻲ ﻓﻲ ﺑﺆﺳﻲ ﻭﺍﻏﺘﺮﺍﺑﻲ؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﻛﻼﻧﺎ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ ﻭﺳﻨﻤﻀﻲ ﺳﻮﻳﺔ
ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺚ ﻣﺜﻮﺍﻩ ﻓﻲ ﺗﺨﻮﻡ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺷﺮﻕ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﺃﻭﺩﻳﺴﺎ!!
ﻛﻞ ﻣﺎ ﳝﺘﻊ ﺍﻟﻌﲔ ﻣﻦ ﺭﻭﺿﺎﺕ ﻭﺟﻨﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﲡﻮﺩ ﺑﻪ ﻛﻴﻴﻒ ﺑﺠﺰﻝ ﻻ ﻧﻈﻴﺮ ﻟﻪ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﻌﻮﺯﻧﻲ ﺃﻧﺜﻰ
ﺗﺆﻧﺲ ﻭﺣﺪﺗﻲ ﻭﺗﺒﻬﺠﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻸﻯ ﺑﺎﻟﻐﺎﻧﻴﺎﺕ ،ﺁﻩ ﻟﻮ ﺃﻥ ﱠﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻀﺎﻥ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺑﺠﻮﺍﺭﻱ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ
ﺟﻨﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﲤﻨﻴﺖ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﺳﺘﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ﻧﺤﻠﺔ ﻛﻌﺮﻭﺳﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ،
ﻓﻜﻞ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﳑﻜﻨﺔ ،ﻛﻴﻴﻒ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺜﻠﻲ ﺑﺪﺕ ﻫﺎﻣﺪﺓ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﺰ ﻗﻀﻴﻀﻬﺎ
ﻭﺻﺨﺒﻬﺎ ،ﺭﲟﺎ ﻇﻼﻝ ﺷﺠﺮﻫﺎ ﺍﻟﺪﺍﺋﺐ ﻛﺎﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺗﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﺍﳌﺸﺎﻫﺪﺗﲔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻠﺔ!! ﻻﺷﻲﺀ
ﻣﻦ ﺻﺨﺐ ﻭﻣﺮﺡ ﻭﻋﻨﻔﻮﺍﻥ ﺃﻭﺩﻳﺴﺎ ،ﺭﲟﺎ ﺗﻌﺪﺩ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻜﻨﻲ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﻻ ﺃﻓﺮﻕ ﺑﲔ ﻭﺟﻪ ﻭﺁﺧﺮ! ﻭﻗﺪ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﻃﺎﻟﻌﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺮﺗﻴﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺗﻄﻠﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ!
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻛﻴﻴﻒ ﺃﺷﺒﻪ ﲟﻠﻬﻰ ﺭﺣﺐ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻀﻠﺖ ﺍﳌﻠﻬﻰ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻠﻨﻲ ﺑﺎﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﻟﻄﺮﺏ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺣﲔ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ﺃﻃﺮﺩ ﺍﻟﻐﻢ ﻭﺍﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻮﻋﺔ ﺍﻻﺷﺘﻴﺎﻕ ،ﻣﻦ ﻳﺪﺭﻱ ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ
ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻨﺎﺯﻟﲔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ! ﺣﺴﻨﺎﻭﺍﺕ ﻳﻌﺞ ﺑﻬﻦ ﺍﳌﻠﻬﻰ ،ﺳﺎﺋﺤﺎﺕ ﺃﳌﺎﻧﻴﺎﺕ ﻣﻸﻥ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﺣﺒﻮﺭﺍﹰ،
ﺟﻤﻴﻌﻬﻦ ﻣﻦ ﺷﺒﻴﺒﺔ ﺍﻟﻜﻤﻴﺴﻤﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﳌﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ،ﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﻛﻢ ﺭﺍﻗﺼﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﳉﻤﻴﻼﺕ
ﻭﺍﻟﺮﺷﻴﻘﺎﺕ ﻟﻴﻠﺘﺌﺬ؟؟ ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻤﻪ ﻫﻮ ﺇﻧﻬﻦ ﺃﺫﻫﱭ ﻟﺒﻲ ﲟﺮﺍﻫﻘﺘﻬﻦ ﻭﻧﻘﺎﺋﻬﻦ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻬﻦ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﺔ
ﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ؛ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻘﺒﻼﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﺍﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺣﻤﺮﺍﺀ؟
ﻋﻨﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﳉﻮ ﺍﳌﺎﺋﺞ ﺑﺎﻷﻧﻮﺍﺭ ﻟﺒﺮﻫﺔ ﻛﺎﺷﻒ ﻣﺎ ﺧﻔﻲ ،ﺳﺮﺭﺕ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺟﻠﺪﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ
ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ،ﻓﻤﻦ ﻣﻼﻣﺤﻬﻢ ﻭﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻧﺔ ﻻ ﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﺓ ﺟﻴﻮﺑﻬﻢ ﺑﺎﳌﺎﻝ ،ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ
ﺃﻧﻬﻢ ﻋﺮﺏ ﺃﻗﺤﺎﺡ ،ﻃﺎﻫﺮ ﻭﻭﻟﻴﺪ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄﲔ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ،ﺃﺭﺑﻌﺘﻬﻢ ﻳﺪﺭﺳﻮﻥ
ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻓﺮﺣﺘﻲ ﺑﻬﻢ ﻟﻢ ﺗﺪﻡ ﺳﻮﻯ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺮﺍﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻧﺒﻴﺬ ﺃﺭﻣﻴﻨﻲ
ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺈﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻜﺔ ﺗﺘﻌﺎﺭﻙ ،ﻓﻄﺎﻫﺮ ﻭﻭﻟﻴﺪ ﺍﳌ ﱠﺘﺸﺤﺎﻥ ﺑﻌﻠﻢ ﻓﻠﺴﻄﲔ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺮﻓﻌﺎﻥ ﻧﺨﺒﻬﻤﺎ
ﺑﺤﻴﺎﺓ ﻗﺎﺩﺗﻬﻤﺎ ،ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺮﻓﻊ ﻛﺄﺳﻪ ﺑﺎﺳﻢ ﺃﺑﻲ ﻋﻤﺎﺭ ﻓﻴﺮﺩ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﺘﻠﻌﺜﻤﺎ ﹰ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺟﻮﺭﺝ ﺣﺒﺶ ،ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻳﺮﻓﻊ ﻧﺨﺒﻪ ﺑﺎﺳﻢ ﻓﺘﺎﺡ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻴﻨﻬﺾ ﺣﺴﻦ ﻣﺮﺗﻌﺸﺎ ﹰ ﻣﺘﺒﺎﻫﻴﺎ ﹰ ﺑﺠﻴﺶ ﻋﻨﺘﺮ ﺍﻟﺒﻄﻞ،
ﻳﻨﻔﻀﻮﻥ
ﱡ ﺃﺭﺑﻌﺘﻬﻢ ﺃﻟﻔﻮﺍ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﺍﻋﺘﺎﺩﻭﺍ ﻟﻔﻆ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﺍﻣﻦ ﻗﺒﻴﺤﺔ ،ﻣﻘﻴﺘﺔ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ
ﻣﻐﺎﺩﺭﻳﻦ ﺍﳌﻠﻬﻰ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﹰ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺌﲔ ﺑﺴﻮﻯ ﻓﺤﻮﻟﺘﻬﻢ ﺍﳌﺘﻮﻗﺪﺓ ﳉﺴﺪ ﻭﻣﻬﺠﻊ.
ﺍﳋﺪﺭ ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﻪ ﻳﺴﺮﻱ ﻓﻲ ﻗﺪﻣﻲ ،ﺍﻟﺜﻤﺎﻟﺔ ﺗﻘﻮﺩ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺿﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺴﻔﺎﻟﺔ ،ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻌﻲ
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻜﺲ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺍﻷﻗﺪﺍﺡ ﺍﳌﻨﺴﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻲ ﻭ ﻣﺮﺍﻗﺼﺔ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻷﳌﺎﻧﻴﺎﺕ ﺧﺮﺟﺖ
ﻋﻦ ﺻﻤﺘﻲ ﻭﺧﻮﻓﻲ ،ﻓﻸﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﻣﺘﻠﻚ ﺍﳉﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﺡ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺩﻭﳕﺎ ﻣﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺭﻫﺒﺔ
ﺃﻭ ﺣﺪﻭﺩ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻔﺾ ﻧﺪﻣﺎﺋﻲ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺒﻮﺗﺎﺕ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﻌﺒﺮﺓ ﺑﺼﺪﻕ ﻋﻦ
ﻗﺒﺤﻬﻢ ﺍﻟﻜﺎﻣﻦ ،ﺍﻧﺘﺎﺑﺘﻨﻲ ﺭﻏﺒﺔ ﺟﺎﻣﺤﺔ ﻹﻓﺮﺍﻍ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻨﺮﺟﺴﺔ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ،ﺧﻠﺖ ﻧﻔﺴﻲ
ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺼﻨﺪﻭﻕ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻔﺘﺤﻪ ﺳﻮﺍﻱ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻨﺸﻮﺓ ﺍﳋﻤﺮﺓ ﺗﻘﺘﺤﻤﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﲔ ﻏﺮﺓ
ﺟﺎﻫﺮﺓ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﺧﻔﻴﻪ ،ﺃﺧﺬﺕ ﺃﻗﻠﺐ ﻣﺬﻛﺮﺗﻲ ﺑﺤﺜﺎ ﹰ ﻋﻦ ﺗﻠﻴﻔﻮﻥ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻭﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ ﺍﳌﺪﻭﻥ ﺑﺨﻂ ﻳﺪﻫﺎ،
ﻓﻤﻨﺬ ﺗﺪﻭﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﻭﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪ ﺣﻨﻴﻨﻲ ﻟﺼﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺬﺏ ،ﻭﻟﺜﻐﺮﻫﺎ ﻭﻭﺟﻬﻬﺎ
ﺍﳌﻨﺤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺱ ﻋﺪﺕ ﺃﻓﺘﺶ ﻣﺎ ﺧﻄﺘﻪ ﺑﺄﻧﺎﻣﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ )ﺁﻧﺎ ﺑﻴﺘﺮﻭﻓﻨﺎ ﺷﺎﺭﻉ ﻣﺎﻟﻴﻨﻮﻓﺴﻜﺎﻳﺎ ﻋﻤﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺩﻭﺭ ٩ﺷﻘﺔ ٤٥ﺗﻠﻴﻔﻮﻥ (٣٥٦٤٨١٠ﻟﻢ ﺃﺟﺮﺅ ﻳﻮﻣﺎ ﹰ ﻓﻲ ﻣﻬﺎﺗﻔﺘﻬﺎ ﻛﻤﻌﻠﻤﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﲟﻐﺎﺯﻟﺘﻬﺎ
ﻭﻣﻮﺍﻋﺪﺗﻬﺎ؟؟
ﺭﻓﻌﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﺑﻴﺪ ﻣﺮﺗﻌﺸﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻤﺮﺓ ﻭﻋﻘﻞ ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻲ ﺑﺸﻲﺀ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺃﺧﺬﺕ ﻟﺒﻪ!
ﺿﻐﻄﺖ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ،ﺭﻥ..ﺭﻥ..ﺭﻥ..
ﺻﻮﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﺻﻮﺕ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﻭﺍﳌﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺻﻮﺕ.
ﻋﻠﻲ
ﺭﲟﺎ ﻫﻲ ﺃﻣﻬﺎ ﻻ ﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺼﻮﺕ؟ ﻓﺎﳌﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﺰﻝ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻭﻣﺤﺪﺛﺘﻲ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﱠ
ﲟﻌﺎﻭﺩﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﺑﺎﻷﻛﺜﺮ ﺁﺧﺬﺓ ﺍﺳﻤﻲ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﻧﺰﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ.
ﺑﺪﻧﻲ ﺍﳌﻨﻬﻚ ﺍﳋﺎﺋﺮ ﺷﺮﻉ ﻳﺮﻗﺺ ﻭﻳﺤﻠﻖ ﻓﻲ ﺟﻨﺒﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﳌﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺒﺮ ،ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﻻ ﲢﺘﻤﻞ ﻓﻘﺪ ﺃﻏﻂ ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻲ ﺑﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺎﻙ ﺍﻟﻠﻌﲔ ،ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺪﻭﺍﺭ ﻭﻟﺴﺎﻧﻲ ﺗﺜﻘﻞ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﹰ ﺭﻭﻳﺪﺍﹰ!
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ؟؟
ﻋﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﺃﻭ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﻛﺴﻮﻟﺔ ﻛﺎﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ ،ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻳﻨﻘﺮ ﺇﺫﻧﻲ ﺗﻴﻚ ﺗﺎﻙ..ﺗﻴﻚ ﺗﺎﻙ..
ﻋﺎﻭﺩﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺴﺎ ﹰﺀ ،ﺳﻤﻌﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻛﺸﻼﻝ ﻳﻔﻠﻖ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻗﺒﻞ
ﺭﺅﻳﺘﻪ.
ﺁﻟﻮ ..ﺟﻤﺎﻝ ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻟﻚ ﻭﻫﻞ ﺣﻘﺎ ﹰ ﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﻛﻴﻴﻒ؟؟ -
ﻧﻌﻢ ..ﻭﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺒﺮ ﻭﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺣﺒﻴﺐ! -
ﺃﻳﻦ ﺭﻓﺎﻗﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻭﳌﺎﺫﺍ ﺃﻧﺖ ﻭﺣﺪﻙ؟؟ -
ﻛﻞ ﻟﻪ ﻣﺤﺒﻮﺏ ﻭﺁﻧﺎ ﻟﻲ ﺍﷲ ﻫﻞ ﺳﻤﻌﺘﻲ ﺑﺄﻏﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ؟؟ -
ﺿﺤﻜﺔ ﺧﺠﻠﺔ ﺃﺣﺴﺴﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺼﻌﻘﺔ ﺗﻴﺎﺭ ﺗﻐﻮﺭ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻲ.
ﺟﻤﺎﻝ ﺃﻧﺖ ﺛﻤﻞ ﻛﺜﻴﺮ! -
ﻻ ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺷﻖ ﻣﺘﻴﻢ ﻭﻣﻔﺎﺭﻕ ،ﻓﻔﺮﺍﻕ ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﺳﻘﺎﻡ ﻟﻸﻟﺒﺎﺏ! -
ﻧﻄﻘﺖ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﹰ ﻳﺎ ﺗﻠﻤﻴﺬﻱ ﺍﳋﺠﻮﻝ ،ﻓﻘﻞ ﳌﻌﻠﻤﺘﻚ ﻣﻦ ﻫﻲ ﻣﻌﺸﻮﻗﺘﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻠﻠﺖ ﻋﻘﺪﺓ ﺻﻤﺘﻚ
ﹾ -
ﻭﺧﺠﻠﻚ؟؟
ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ!!
ﹺ -
ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﺣﺎﻑ ﺟﺎﻑ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻝ! -
ﻭﻫﻞ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺗﻠﻤﻴﺬﻙ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺭﺣﺘﻚ؟؟ -
ﻧﻌﻢ ﺳﺘﻈﻞ ﺗﻠﻤﻴﺬﻱ ﺍﳉﻤﻴﻞ. -
ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ﻭﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻭﻋﺸﻘﻲ ﺍﻷﺑﺪﻱ. -
ﺟﻤﺎﻝ ﺃﻃﻠﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻋﻨﺪ ﻋﻮﺩﺗﻚ ﻫﺎﺗﻔﻨﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﺑﻮﻋﻴﻚ. -
ﻟﻴﺘﻨﻲ ﺃﺣﺪﺛﻚ ﻟﻸﺑﺪ!ﻭﻟﻴﺘﻨﻲ ﺛﻤﻠﺖ ﻣﻦ ﺯﻣﻦ! -
ﻣﺘﻰ ﻋﺪﺕ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻳﺎ ﺍﷲ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ. -
ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﺇﻟﻴﻚ..ﻻ ..ﻻ..ﻣﻊ ﺷﻬﻴﻘﻚ ﺁﻳﺐ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻵﻥ. -
ﺃﻧﺖ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﺣﺪ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﺑﺮﺣﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻴﻴﻒ ﺃﻭ ﻟﻴﻨﻴﻨﺠﺮﺍﺩ ﻟﻴﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺩﻳﺴﺎ! -
ﻭﻋﻘﺎﺏ ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻚ ﺻﻮﺭﺗﺎﻥ ﺑﻼ ﺭﻭﺡ!
ﹲ ﻛﻴﻴﻒ ﻭﻟﻴﻨﻨﺠﺮﺍﺩ ﻧﻜﺎ ﹲﻝ -
ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﻓﻜﺖ ﻋﻘﺪﺗﻪ ﻓﻘﻞ ﺣﻴﺎﺅﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ.. -
ﻳﺎ ﺭﻳﺖ ﻗﻞ ﺣﻴﺎﺋﻲ ﻣﺬ ﺃﻭﻝ ﻧﻈﺮﺓ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ.. -
ﺿﺤﻜﺔ ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﺑﺘﻮﺩﻳﻌﻪ ﺣﺎﻧﻴﺔ:ﻧﻮﻣﻪ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻝ..
ﺗﺼﺒﺤﲔ ﺑﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ.. -
ﻟﻢ ﺃﱎ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻔﺲ ﺍﻟﻔﺠﺮ ،ﻃﺎﺭﺕ ﻧﺸﻮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻴﺬ ﺍﳌﻌﺘﻖ ،ﻻ ﺃﺻﺪﻕ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ،ﻓﺸﻜﺮﺍ ﹰ ﻟﻚ ﻛﻴﻴﻒ،
ﻓﻠﻮﻻ ﺻﻤﺘﻚ ﺍﻟﺮﻫﻴﺐ ﻣﺎ ﺗﻜﻠﻤﺖ ،ﻭﻟﻮﻻ ﻧﻬﺮﻙ ﺍﳊﺰﻳﻦ ﻣﺎ ﻃﺮﻗﺖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻗﻠﺒﻲ ،ﻗﻀﻴﺖ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﺃﻋﻴﺪ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﺍﳌﻨﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺛﻐﺮﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﺣﺒﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ) ،ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻧﻄﻘﺖ ﻳﺎ ﺗﻠﻤﻴﺬﻱ..ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ
ﺣﺎﻑ ﺟﺎﻑ..ﻫﺎﺗﻔﻨﻲ ﻋﻨﺪ ﻋﻮﺩﺗﻚ( ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻣﻔﻌﻮﻟﻬﺎ ﻭﺳﺤﺮﻫﺎ ،ﻳﻜﻔﻲ ﺇﻧﻨﻲ ﻋﺸﺖ
ﺣﻠﻤﺎﹰ ،ﻳﻜﻔﻲ ﺇﻧﻨﻲ ﲡﺎﺳﺮﺕ ﻭﻗﻠﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﹰ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻠﻮﻗﺔ! ﺷﻜﺮﺍ ﹰ ﻟﻜﻢ ﻳﺎ ﺭﻓﺎﻕ ﻋﺮﻓﺎﺕ ﻭﺣﺒﺶ ﻭﻓﺘﺎﺡ
ﻭﻋﻨﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻜﻢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ،ﻓﻤﻨﻪ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻛﻢ ﻧﺤﻦ ﺑﺎﺋﺴﻮﻥ ﻭﻏﺎﺭﻗﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﺔ ﻭﺍﳌﻨﺎﻃﻘﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻠﻬﺎﺀ ﻭﺍﳋﺮﻗﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺘﻨﺎ ﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﺍﳌﺘﺄﺻﻠﺔ؟؟ ﻛﻢ
ﻫﻲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﻧﻜﺮﺓ ﻭﻣﻌﻮﺟﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺴﻠﻄﻌﻮﻥ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﳝﻜﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎﹰ؟؟.
ﻣﻜﺜﺖ ﺃﻋ ﱡﺪ ﺍﻟﺜﻮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻟﻸﻳﺎﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﻟﻠﺮﺣﻠﺔ ،ﻟﻢ ﻭﻟﻦ ﺃﲢﻤﻠﻬﺎ ،ﺻﺮﺧﺖ ﻣﻦ ﻋﻠﻮ ﺍﳌﻜﺎﻥ:
ﻛﻴﻴﻒ ﻳﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺩﺍﻋﺎ ﹰ ﻫﺎ ﺃﻧﺬﺍ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ ﻛﻤﻴﺎﻩ ﻧﻬﺮﻙ ﺍﻟﺒﺎﺳﺮﺓ ﻭﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ ،ﻋﺰﻣﺖ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ
ﻣﻌﻪ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻫﻮ ﺳﺎﺋﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭﺩﻳﺴﺎ ،ﻭﺩﺍﻋﺎ ﹰ ﻳﺎ ﻗﺒﻠﺔ ﺍﻟﻴﺴﻮﻉ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺭﺑﻲ ،ﺳﺄﻋﻮﺩ
ﻳﻮﻣﺎ ﹰ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻊ ﺃﺟﺮﺍﺱ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺃﻧﺪﺭﻳﻴﻔﺴﻜﺎﻳﺎ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺼﺪﺋﺔ ﻭﺍﳌﺴﺘﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ.
ﺃﺟﻔﻠﺖ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﹰ ﺑﻔﺮﺣﺔ ﻭﺷﻮﻕ ﺍﳌﻔﺎﺭﻕ ،ﺭﺍﺡ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﳝﺨﺮ ﻋﺒﺎﺏ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﺑﺄﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺒﻠﻮﻁ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭ
ﻭﺍﻟﺰﺍﻥ ﻭﺍﻟﺰﻳﺰﻓﻮﻥ ﻭﺍﻟﻜﺴﺘﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﺘﻮﻻ ﻭﺍﳊﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻭﺍﳋﻀﺮﺓ ﻭﺍﻷﻋﺸﺎﺏ
ﺍﳌﻄﻠﻴﺔ ﺑﻬﺎ ﺳﺪﱘ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺛﺎﻧﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻭ ﺃﺭﻭﺑﺎ ،ﻭﺳﻠﺔ ﻏﺬﺍﺀ ﺩﻭﻟﻪ ﺍﳋﻤﺴﺔ
ﻋﺸﺮ )ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ( ﻓﻮﺳﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﳌﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﶈﻄﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻴﺨﺖ ﳝﻀﻲ ﻓﻲ
ﻣﺠﺮﺍﻩ ﺍﻷﺧﻀﺮ ،ﻓﺎﻟﺴﻜﺔ ﺍﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺀﺍﺕ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ ﲤﺎﺛﻞ ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻉ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺘﲔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﻴﻴﻒ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﺍﻭﺩﻳﺴﺎ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺍﻧﺤﺪﺭ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻓﻲ ﺳﻬﻮﺏ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﲡ ﹼﻠﺖ
ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻜﺴﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺪﻓﺮﺍﻥ ،ﻭﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻨﺘﺘﲔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺴﺘﻖ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ،ﻭﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ.
ﺃﻭﺩﻳﺴﺎ ﻳﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﺮﺡ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﻐﻮﺍﻧﻲ ﺍﳉﻴﺪ ﻭﺍﳋﻮﳉﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﺩﺓ ﺭﻭﺯ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺷﻮﻙ،
ﻣﺪﻥ ﺍﳌﺮﺍﻓﺊ ﻫﻜﺬﺍ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺒﻮﺱ ﺃﻭ ﺍﳊﺰﻥ ،ﻛﻢ ﺃﻋﺸﻘﻚ ﻭﺃﺣﺒﻚ ﺭﻏﻢ ﺷﻘﺎﺋﻚ ﻭﻣﻜﺮﻙ؟
ﺃﻭﺩﻳﺴﺎ ﻣﺎﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻃﻔﻠﻚ ﺍﳌﺪﻟﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺑﺸﻮﻕ ﻭﻟﻬﻔﺔ ﻷﺣﻀﺎﻧﻚ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ ﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻚ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ ،ﻟﻮﺟﻬﻚ
ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻭﺍﻷﻟﻴﻒ ،ﺍﺷﺘﻘﺖ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﺖ ﺍﳌﺪﻥ ﻭ ﻟﺮﻣﺎﻟﻚ ﻭﺷﻄﺂﻧﻚ ﻭﻟﺸﻤﺴﻚ ﻭ ﺃﻣﻮﺍﺟﻚ ﻭﻇﻼﻟﻚ،
ﺍﻓﺘﻘﺪﺕ ﺷﻮﺍﺭﻋﻚ ﻭﺃﺷﺠﺎﺭﻙ ﺍﻟﺒﺎﺳﻘﺔ ،ﻭﺃﺯﻫﺎﺭﻙ ﻭﺣﻴﻮﻳﺘﻚ ،ﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﻋﻨﺠﻬﻴﺔ ﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ،
ﻟﺸﺎﺭﻉ ﺩﻳﺮﻳﺒﺎ ﺳﻮﻓﺴﻜﺎﻳﺎ ﻟﺴﻼﻟﻢ ﺑﻮﺗﻴﻮ ﻣﻜﲔ ﳌﺪﺭﺟﺎﺗﻪ ﺍﻝ ،١٩٢ﳊﺪﻳﻘﺔ ﺷﺎﻓﻴﺸﻴﻨﻜﺎ ،ﳌﻨﺰﻝ ﺑﻮﺷﻜﲔ
ﻟﺘﻤﺜﺎﻟﻪ ،ﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﺩﺍﺭ ﺃﻭﺑﺮﺍ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ،ﻷﻧﻮﺷﻜﺎ ﺍﳌﻌﻠﻤﺔ ﻭﺍﳊﺒﻴﺒﺔ ﻣﻌﺎ ،ﻟﻠﺸﻘﺮﺍﻭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺿﺤﺎﺕ ﺧﻔ ﹰﺔ
ﻭﻋﺬﻭﺑﺔ ،ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﳌﺘﺮﻓﲔ ﺑﺎﳊﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺮﺡ..
ﻟﻢ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﻛﻴﻤﺎ ﺃﻭﺻﻞ ﺃﻣﺘﻌﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻜﻦ ،ﻫﺎﺗﻔﺖ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻛﺎﺑﻴﻨﺔ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﶈﻄﺔ ،ﻛﻨﺖ
ﻣﺤﻈﻮﻇﺎ ﹰ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﺍﻴﺒﲔ ﻋﻠﻰ ﺭﻧﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ،ﺣﺎﺩﺛﺘﻬﺎ ﺑﻠﻜﻨﺔ ﺍﳌﻀﻄﺮﺏ ﺍﻟﻮﺍﺛﻖ ﺍﳌﺒﺘﻬﺞ ﺑﺤﺒﻴﺒﺘﻪ
ﺍﳋﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻤﺘﻪ ،ﺷﻤﻤﺖ ﺭﺍﺋﺤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻵﺳﺮ ،ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻭﺿﺤﻜﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ،
ﻋﺪﺕ ﻳﺎ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﳑﺰﻭﺟﺔ ﺑﺎﻟﻀﺤﻜﺔ!!
ﻭﻋﺪ ﺍﳊﺮ ﺩﻳﻦ ﻭﺣﺴﺒﻚ ﺗﺨﻠﻔﲔ ﻭﻋﺪﻙ ﻳﺎ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ. -
ﻗﻄﻌﺎ ﹰ ﻻ ﻭﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﻣﻮﻋﺪ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺑﺮ ﻣﺎﺭﻛﺖ ﻭﻟﻦ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﻭﻗﺘﺎ. -
ﺁﻩ ﺣﺴﺒﺖ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺷﺨﺼﺎ ﹰ ﺗﻮﺍﻋﺪﻳﻨﻪ. -
ﺿﺤﻜﺖ ..ﺣﺎﳌﺎ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﻜﻨﻚ ﻭﺗﻔﺮﻍ ﺟﻌﺒﺘﻚ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺑﺘﻌﺖ ﺃﻏﺮﺍﺿﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺑﺮ
ﹾ -
ﻣﺎﺭﻛﻴﺖ.
ﺇﺫﻥ ﻣﻮﻋﺪﻧﺎ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ. -
ﺟﻴﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺳﻴﻨﻤﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ. -
ﺳﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺍﻧﺘﻈﺮﻙ ﺗﻘﻮﻟﲔ ﻓﻨﺪﻕ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺃﻭ ﺍﻷﺣﻤﺮ ،ﺃﻭ ﻣﻨﺘﺠﻊ ﺍﻟﺮﻛﺎﺩﻳﺎ ،ﺃﻭ ﺃﻳﺔ ﻣﻠﻬﻰ ﻟﻴﻠﻲ،
ﻓﺘﻠﻤﻴﺬﻙ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﻣﺘﺤﻒ ﺃﻭ ﺩﻭﺭ ﺳﻴﻨﻤﺎ ﺃﻭ؛ ﺣﺘﻰ ﻣﻠﻌﺐ ﻧﺎﺩﻱ
)ﺗﺸﻮﺭﻧﻴﻤﻮﺭﺗﺲ( ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺠﻌﻪ ﺑﺠﻨﻮﻥ ﻭﺍﻋﺮﻑ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻻﻋﺒﻴﻪ ﻓﻼ ﺗﺴﺄﻟﲔ ﺇﺫ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻳﻦ ﺍﳌﻠﻌﺐ؟
ﺿﺤﻜﺖ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﺿﺤﻜﺔ ﺃﻓﻘﺪﺗﻨﻲ ﺗﻮﺍﺯﻧﻲ.
ﺃﻫﻄﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻮﻋﺪ ﺑﺴﺎﻋﺔ ﻭﻇﻠﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺻﻮﻝ ﻭﺃﺟﻮﻝ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﺽ ،ﻓﻴﻠﻢ
ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻫﻨﺪﻳﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻋﺸﺎﻕ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﺍﳌﺘﺮﻓﺔ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﻗﺼﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻀﺤﻜﺎﺕ ﻭﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ﺍﳌﻌﺘﺎﺩﺓ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺒﻄﻞ ،ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻳﺄﺯﻑ ﺳﺮﻳﻌﺎ ،ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﲢﺎﺻﺮﻧﻲ ،ﺍﳉﹸﻤﻞ
ﺍﳌﻨﻤﻘﺔ ﺗﻌﺮﺽ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﺬﺏ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ،ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻳﺸﺘﺪﺍﻥ ﻳﻨﺘﺰﻋﺎﻥ ﺃﻭﺻﺎﻟﻲ ﺍﳌﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ
ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺄﻃﺮﺍﻓﻲ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﻛﺜﺮ ،ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ﺍﳊﺴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ
ﺇﻥ ﻭﳉﺖ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺟﺬﺑﺖ ﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ،ﻭﺍﻥ ﻭﻗﻔﺖ ﻗﺪﻣﺎﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﻘﺒﺔ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻋﻦ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻡ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﺎﺑﻨﻲ ﻓﻲ ﳊﻈﺔ ﻳﻘﻈﺔ!.
ﳌﺎﺫﺍ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻭﺍﻟﻔﻠﻢ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ؟ ﺭﲟﺎ ﻫﻲ ﺷﻐﻮﻓﺔ ﻣﺜﻠﻲ ﺑﺴﺤﺮ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺟﻤﺎﻟﻪ! ﻣﻦ ﻳﺪﺭﻱ ﻗﺪ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﺍﺛﻨﲔ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﺮﻛﺰﺍ ﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺃﻭ ﺗﻘﺎﻃﻊ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ
ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ؟
ﺃﻟﻢ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻫﻜﺬﺍ! ﻳﺎ ﺭﺑﱢﻲ ﺃﻭﺯﻋﻨﻲ ﺻﺒﺮﺍ ﹰ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺑﻮﺳﻌﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻧﺤﻮ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﺨﺮﺕ
ﺃﻓﻜﺎﺭﻱ ﻭﺻﺮﺕ ﺃﻫﺬﻱ ﺑﻬﻜﺬﺍ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻭﺗﻜﻬﻨﺎﺕ ﺃﻭ ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻫﺮﻃﻘﺎﺕ ،ﻏﺮﺳﺖ ﻳﺪﺍﻱ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻲ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺃﺫﺭﻉ
ﻓﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻃﻮﻻ ﺑﻌﺮﺽ ﻓﻴﻤﺎ ﻓﺆﺍﺩﻱ ﻳﻐﺮﺱ ﻧﺼﻠﻪ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ ﻭﺃﻭﺻﺎﻟﻲ ﻣﺮﲡﻔﺔ ﻣﺒﻌﺜﺮﺓ.
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺃﲤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﻭﺱ ﺗﻌﺘﻠﺞ ﺻﺪﺭﻱ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﺛﻮﺑﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﺔ ﻧﺎﺣﻴﺔ
ﺳﺘﺄﺗﻲ ﻭﻫﻞ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻛﺘﻠﻤﻴﺬ ﺧﺎﺋﺐ ﺟﺎﺀﺕ ﻟﺘﻌﻠﻤﻪ ﺍﻷﺩﺏ ﺃﻡ ﻛﻌﺎﺷﻖ ﻣﻠﺘﺎﻉ؟
ﺟﻤﺎﻝ ..ﺟﻤﺎﻝ ..ﻟﻔﻈﺖ ﺍﺳﻤﻲ ﺑﺮﻗﺔ ﻭﻋﺬﻭﺑﺔ ﺃﺯﺍﺣﺖ ﻋﻦ ﻛﺎﻫﻠﻲ ﻭﺗﻔﻜﻴﺮﻱ ﺟﺒﺎﻻ ﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ،ﺍﻟﺘﻔﺖ
ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺮﺧﻴﻢ ﺍﳌﺘﻬﺪﺝ ﺑﻜﻴﺎﻧﻲ ﻛﻠﻪ ﻛﺎﻟﻀﺒﻊ ﺑﻨﻈﺮﺗﻪ ﻟﻸﺷﻴﺎﺀ ،ﺍﺳﺘﺪﺭﺕ ﻧﺎﺣﻴﺘﻪ ﻭﺑﺪﺃﺕ
ﺍﻗﺘﻠﻊ ﻗﺪﻣﻲ ﻗﻠﻌﺎ ﹰ ﻭﻛﺄﻧﻬﻤﺎ ﻣﻐﺮﻭﺳﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺣﻞ ،ﻣﺜﻞ ﻧﺒﺘﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﻥ ﺑﺴﺎﻗﻴﻬﺎ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻤﺘﲔ ﻭﺯﻫﺮﻫﺎ
ﺍﻟﺒﻀﲔ
ﱢ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﶈﺘﻬﺎ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﻗﻴﺎﻓﺘﻬﺎ ،ﻗﻤﻴﺺ ﺑﻨﻔﺴﺠﻲ ﺷﻔﺎﻑ ﻭﺗﻨﻮﺭﺓ ﺃﺭﺟﻮﺍﻧﻴﺔ ﺗﻐﻄﻲ ﺍﻟﺴﺎﻗﲔ
ﻓﻴﻤﺎ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻷﺷﻘﺮ ﻣﺴﺘﺮﺳﻞ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﻭﺍﻟﻜﺘﻔﲔ ،ﻭﺟﻨﺘﺎ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﺑﺪﺗﺎ ﻛﻮﺭﺩﺗﲔ ﻃﺮﻳﺘﲔ ﻧﺎﺑﺘﺘﲔ
ﻓﻲ ﺑﻴﺎﺽ ﺍﻟﺜﻠﺞ ،ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻭﺍﻥ ﺟﺎﺫﺑﺘﺎﻥ ﻭﺁﺳﺮﺗﺎﻥ ﻛﻌﻴﻨﻲ ﺍﳌﻬﺎﺓ ،ﺻﺎﻓﺤﺘﻬﺎ ﺑﻴﺪ ﺧﺠﻠﺔ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ،
ﻭﺑﻠﺴﺎﻥ ﻫﺎﻣﺪ ﻻ ﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﺍﻙ ،ﺍﻣﺘﺼﺖ ﺧﺠﻠﻲ ﻭﺩﻫﺸﺘﻲ ﺑﺼﻔﺎﺡ ﺣﺎﺭ ﻭﺩﺍﻓﺊ؛ ﺇﺫ ﻗﺒﻀﺖ ﻋﻠﻰ
ﻳﺪﻱ ﻭﺿﻐﻄﺘﻬﺎ ﺑﻜﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻠﻮ ﻛﻌﺒﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺸﻖ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﺭﺱ ،ﻛﺎﻥ ﻟﺼﻔﺎﺣﻬﺎ ﺍﳊﻤﻴﻢ ﺃﻥ ﺑﺪﺩ ﺍﻟﺘﻮﺟﺴﺎﺕ ﻭﺍﳊﺪﻭﺩ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﳊﻈﺘﺌﺬ
ﺯﺭﻋﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺍﺋﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ ﻭﺟﺬﻟﻬﺎ ﺣﺮﻛﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻲ ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ
ﺍﳉﺎﻣﺤﺔ ﻓﻲ ﻫﺼﺮﻫﺎ ﺑﲔ ﺟﻮﺍﻧﺤﻲ..
ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﺍﳌﺜﻴﺮ ﺭﻭﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﻭﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﺑﺪﺃ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺽ!
ﺃﻻ ﺗﻮﺩ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﺟﻤﺎﻝ! -
ﺑﻘﺮﺑﻚ ﺃﺣﺐ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﺍﻟﺴﺆﻭﻣﺔ ﻭﺍﳌﻤ ﹼﻠﺔ. -
ﺩﻟﻔﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺑﺘﺬﻛﺮﺗﲔ ﰎ ﺍﺑﺘﻴﺎﻋﻬﺎ ﺑــ ٦ﺭﻭﺑﻞ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻘﻌﺪﺍﻧﺎ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ ﻭﻗﺒﻞ ﺇﻃﻔﺎﺀ
ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ:
ﻣﻦ ﳒﻤﻚ ﺍﳌﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻟﺔ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ؟ -
ﺃﺣﺐ ﺃﻣﻴﺘﺎ ﺑﺎﺗﺸﻦ ،ﻭﺩﺍﺭﻣﺎﻧﺪﺭﻩ ،ﻭﺷﻴﺸﻲ ﻛﺎﺑﻮﺭ؛ ﻓﺜﻼﺛﺘﻬﻢ ﺃﺑﻄﺎﻟﻲ ﻭﺇﻥ ﻓﻀﻠﺖ ﺃﻭﻟﻬﻢ. -
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﻤﺎﺕ؟ -
ﻫﻴﻤﺎ ﻣﺎﻟﻴﻨﻲ ﻭﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺣﻲ. -
ﻣﻦ ..ﻣﻦ» ..ﺳﻔﺎ ﺳﺒﻮ« – ﻫﻜﺬﺍ ﻧﻄﻘﺖ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﺒﻊ -ﺃﺗﻮﺟﺪ ﳑﺜﻠﺔ ﻫﻨﺪﻳﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ؟؟ -
ﻻ ..ﻻ ﻫﻲ ﳑﺜﻠﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺃﻋﺠﺒﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻷﻧﺜﻮﻱ ﺍﻟﻔﺎﺗﻦ -
ﳌﺎﺫﺍ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﻓﻼﻣﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﺩﻭﺍﺭﻫﺎ؟ -
ﻷﻧﻪ ﳝﺎﺛﻞ ﻭﺟﻬﻚ ،ﻛﺄﻧﻪ ﻧﺴﺨﺔ ﺃﺻﻠﻴﻪ ﻧﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﻚ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ! -
ﺧﻔﻀﺖ ﺍﻹﺿﺎﺀﺓ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ،ﺑﺪﺍ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺴﻲ ﻣﻔﻌﻤﺎ ﺑﺎﳌﺸﺎﻫﺪ ﺍﳌﺜﻴﺮﺓ ﳌﺮﺍﻫﻖ ﻣﺜﻠﻲ ،ﺍﳌﺸﺎﻫﺪ
ﻓﻲ ﺍﳌﻘﻌﺪﻳﻦ ﺍﺎﻭﺭﻳﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻋﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﻋﺮﺿﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ،ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ﺣﺘﻰ ﻃﺮﺩﺕ
ﺍﳋﺠﻞ ﺑﺮﺅﻳﺘﻲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﺗﻨﻴﺮ ﻋﺘﻤﺔ ﻋﺎﺷﻘﲔ ،ﺟﺬﺑﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﻔﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻃﺒﻊ ﻗﺒﻠﺔ
ﻓﻲ ﻓﻮﺩﻫﺎ ﺍﻷﳝﻦ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍﳌﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺴﺤﺮﻱ ﻟﻠﻮﻟﻮﺝ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺜﻰ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ
ﺷﺮﺍﺭﺓ ﻧﺎﺭ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﻻ ﺗﺨﻤﺪ ،ﺭﺣﺖ ﺃﻟﺜﻤﻬﺎ ﺑﻨﻬﻢ ﻭﺷﺮﺍﻫﺔ ﻓﻲ ﺟﻴﺪﻫﺎ ﻭ ﻭﺟﻨﺘﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃ ﹾﻥ ﺑﻠﻐﺖ
ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺗﲔ ﺍﳌﺘﻮﻗﺪﺗﲔ ﻟﺘﻮﻫﻤﺎ ﺑﻘﺒﻼﺕ ﺳﺎﺧﻨﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺷﻼﻝ ﻛﺒﺮﻳﺘﻲ ﺣﺎﺭ.
ﻏﺎﺩﺭﻧﺎ ﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﹶﺟ ﹺﺬﻟﹶ ﹾﲔ ،ﺍﻵﻥ ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﻠﻤﺎ ﹰ ﺃﻭ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺗﺸﻊ
ﻣﻦ ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺍﳌﻀﻴﺌﺔ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﳌﻤﺮ ﺍﳌﻔﻀﻲ ﻟﻠﻔﻨﺎﺀ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ،ﺧﻴﻞ ﻟﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ
ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﲢﺖ ﺇﺑﻄﻲ ﻭﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻲ ،ﻓﺮﻏﻢ ﺃﻧﻲ ﺍﻧﺘﺰﻋﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﻌﺪ ﻛﻄﻔﻞ ﺃﹸﺧﺬ ﻗﺴﺮﺍ ﹰ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﻳﻪ؛
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﺷﻌﻮﺭﹴ ﺍ ﹰ ﺑﺎﻟﻐﺒﻄﺔ ﻭﺍﳋﻴﻼﺀ ،ﻓﺄﻥ ﺃﻇﻔﺮ ﲟﻌﻠﻤﺘﻲ ﺭﻭﺣﺎ ﻭﺟﺴﺪﺍ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻏﺮﺍﻣﻴﺔ ﻓﻬﺬﻩ
ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻟﻠﺮﺏ :ﻓﻌﻨﺪ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳉﻤﺎﻝ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﲤﺠﻴﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻭﻓﻖ ﺍﳌﺜﻞ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﺍﳉﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻲ؟؟
ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻻ ﺗﻬﻤﺪ ﺑﺎﻟﻘﺒﻼﺕ ﻭﺍﻟﺮﻗﺼﺎﺕ ﺑﻞ ﲟﺎﺀ ﺍﳉﺴﺪ ،ﺃﺧﻤﺪﺕ ﻋﻨﻔﻮﺍﻥ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﳉﺎﻣﺤﺔ ﺑﻘﺴﻮﺓ
ﻭﻏﻠﻈﺔ ﻓﻠﻘﺪ ﻭﺩﻋﺘﻬﺎ ﺑﻘﺒﻠﺔ ﻭﻭﺭﺩﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻓﺮﺣﺔ ﲤﺎﺛﻞ ﺣﻤﺮﺓ ﺧﺪﻫﺎ ﻭﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﻫﺪﻳﺘﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﲡﻔﻞ ﻋﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﳌﺘﺮﻭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ .ﺗﻜﺮﺭﺕ ﺍﳌﻬﺎﺗﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ،ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻘﺎﺀ ﺃﺟﺪﻧﻲ ﺃﺗﻌﻠﻢ ﺩﺭﺳﺎ ﹰ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﹰ
ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ،ﺃﺧﺬﺗﻨﻲ ﻟﺒﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺳﺤﺮ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﺪﻓﻮﻥ ،ﺇﻟﻰ ﺍﳌﺴﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻙ ،ﺇﻟﻰ ﺻﺎﻟﺔ ﺗﺪﺭﻳﺐ
ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺲ ﻭﻛﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﺔ ،ﺃﺩﻫﺸﺘﻨﻲ ﲟﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺁﺛﺎﺭ ﻭﻣﻠﺤﻤﺔ ﺃﻭﺩﻳﺴﺎ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﳊﺮﺏ
ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻣﻨﺤﺖ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻟﻘﺐ ﺍﻟﺒﻄﻠﺔ ،ﺗﺬﻭﻗﺖ ﺷﻌﺮ ﺑﻮﺷﻜﲔ ﻓﻲ ﺛﻐﺮﻫﺎ ،ﺃﺣﺒﺒﺖ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺗﻪ
ﻭﺣﺘﻰ ﺳﺤﻨﺘﻪ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﺭﻭﻣﻴﺔ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺳﻠﻤﻮﻥ ﺍﳊﺒﺸﻲ ،ﺍﺳﺘﻌﺬﺑﺖ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﺔ
ﺻﻮﻓﻴﺎ ﺭﻭﺗﺎﺭﻭ ﻣﻦ ﺭﻗﺔ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﺠﺪﻱ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺑﺄﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﺿﻮﺀ ﹸﻩ ﻭﻣﻦ ﺭﻗﺼﻬﺎ ﻭﲤﻮﺟﻬﺎ ﺍﻵﺧﺬ
ﻟﻸﻟﺒﺎﺏ.
ﻋﺸﻘﺖ ﺍﻭﺩﻳﺴﺎ ﺑﺸﻮﺍﺭﻋﻬﺎ ﻭﺣﺪﺍﺋﻘﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎﺳﻬﺎ ﻭﺳﻮﺍﺣﻠﻬﺎ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻭﲤﺎﺛﻴﻠﻬﺎ؛ ﻭﺣﺘﻰ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ
ﻭﺍﶈﻄﺎﺕ ،ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺧﻠﺖ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﳌﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﳌﻠﻬﻰ ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﺍﻟﺮﻛﺎﺩﻳﻪ
ﺍﻟﺼﺎﺧﺐ ﺑﺎﻷﺿﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﻐﺎﺀ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻟﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺒﺎﺋﻌﺎﺕ ﻟﻼﻳﺪﺯ ﻭﺍﻟﺴﻴﻔﻠﺲ ﻭﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﻭﺍﻟﻼﺋﻲ ﻳﺒﻌﻦ ﻭﻳﺠﺪﻥ
ﻟﻸﺳﻒ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻱ ،ﺃﻭ ﺍﶈﻄﺔ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ﻭﲤﺜﺎﻟﻬﺎ ﺍﳌﻨﺘﺼﺐ ﻓﻲ ﺍﳌﻜﺎﻥ.
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺯﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﺒﻠﺪﻱ ،ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﺃﺭﺟﻮ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﺆﻩ ﻭﻟﻮ ﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ١٩٩٠ﻡ ،ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻼﺋﻞ ﻭﺳﺄﻋﻮﺩ ﻷﺷﺠﺎﻥ ﻭﺃﻫﻠﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ،ﺍﻟﺒﻴﺮﻭﺳﺘﺮﻳﻜﺎ ﻭﺍﳉﻼﺳﻨﻮﺳﺖ
ﻛﻼﻫﻤﺎ ﺭﺍﺋﻌﺘﺎﻥ ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻗﻬﺮﻫﺎ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ،ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻏﻮﺭﺑﺎﺗﺸﻮﻑ )ﺭﺍﻳﺎ( ﺻﺎﺭ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ
ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻧﺸﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ،ﻻﺷﻲﺀ ﻳﻌﻜﺮ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﻣﺜﻞ ﻃﺎﻋﻮﻥ ﺍﻟﻌﺼﺮ
ﻓﻴﺮﻭﺱ ﻧﻘﺺ ﺍﳌﻨﺎﻋﺔ )ﺍﻹﻳﺪﺯ( ،ﺛﻤﺔ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺧﺎﻃﺊ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻘﺮﻭﺩ ﺍﳌﺘﺴﺒﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ ،ﺗﺮﺣﻴﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﺇﻓﺮﻳﻘﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻃﻨﻪ ﻳﻔﻘﺪﻧﻲ ﺟﻬﺎﺯﻱ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻲ
ﻛﻠﻤﺎ ﻫﻤﻤﺖ ﲟﻀﺎﺟﻌﺔ ﺃﻧﺜﻰ ﻓﻲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ.
ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺑﺎﺋﻌﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﳌﻮﺍﺧﻴﺮ ﻭﺍﳊﺎﻧﺎﺕ ،ﻻ ﺃﺑﺪﺍ ﹰ ﻟﻦ ﺃﺻﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮ ،ﻟﻦ ﺃﻓﻄﺮ ﺑﻘﺒﻠﺔ ﻭﻫﺼﺮ
ﻗ ﺪ ﺃﻫﻴﻒ ،ﻻ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻧﺒﻘﺔ ﺍﻟﻮﺩﻳﻌﺔ ﻛﻼ ﻟﻦ ﺃﻭﺩ ﻣﻔﺎﲢﺘﻬﺎ ﺑﺄﻣﺮ ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮ؛ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺳﺆﺍﻝ ﻭﻗﺢ ﻛﻬﺬﺍ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻮﺿﺎﻋﺔ ﻭﺍﳋﺴﺔ؟ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﺪ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻃﻼﻕ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ،ﺃﻟﻢ
ﻳﻘﻞ ﺳﻮﻓﺎﺝ :ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﳊﺐ ﻛﺎﳌﺎﺀ ﻟﻠﻮﺭﺩﺓ ﻗﻠﻴﻠﻪ ﻳﻨﻌﺶ ﻭﻛﺜﻴﺮﻩ ﻳﻘﺘﻞ ،ﻳﺎ ﳋﻴﺒﺘﻲ ﻭﺃﻧﺎﻧﻴﺘﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﳌﺮﺃﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺕ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺩﺍﻧﺖ ﻟﺘﻠﻤﻴﺬﻫﺎ ﺍﺳﺘﺮﻳﺐ ﺑﻨﻘﺎﺋﻬﺎ ﻭﺣﺒﻬﺎ ..ﻭﺩﻋﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺑﻮﺷﻜﲔ ﺻﺒﺎﺣﺎ
ﻠﺤﺎ ﹰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻀﺎﺀ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ،ﺣﺰﻣﺖ ﺃﻣﺘﻌﺘﻲ ﻭﺯﺍﺩﻱ ﻭﻃﻔﻘﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺚ ﻳﺰﺩﺣﻢ
ﹸﻣ ﹼ
ﺍﳌﺼﻄﺎﻑ ،ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻋﺪ ﺳﻔﺮﻱ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﲤﻮﺯ ﻭﺁﺏ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﺃﻳﺎﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﳋﺮﻳﻒ،
ﻛﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺻﻠﺖ ﻣﻊ ﻋﻘﺮﺏ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ ،ﺍﻓﺘﺮﺷﻨﺎ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﺑﺴﺠﺎﺩ
ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻲ ﲢﺖ ﻇﻼﻝ ﺷﺠﺮﺓ ﻛﺜﺔ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﻣﺘﺎﻋﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻧﺼﺒﻨﺎ ﺧﻴﻤﺔ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺼﻲ ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻠﺔ
ﻳﺎ ﺍﷲ ﻛﻢ ﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﻭﺣﻠﻤﺖ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﲟﺎﻳﻮﻩ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ؟؟ ﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺩﺍﻧﺖ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻝ ،ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﻳﺨﻔﻖ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﻳﺮﲡﻒ ﻣﺜﻞ ﻭﺭﻗﺔ ﺣﻮﺭ ﺭﺟﺮﺍﺝ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﻀﺖ ﻣﻼﺀﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﺟﺴﺪﻫﺎ ،ﻓﻤﻌﻠﺘﻲ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ﻣﺎ
ﻭﺟﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ،
ﹾ ﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻟﻮﻋﺔ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻣﺪﻓﻮﻧﺔ ﻟﻌﺮﻱ ﺑﺪﻧﻬﺎ ،ﻟﻬﺎ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ
ﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﺜﻠﻲ ﻓﺈ ﱠﻥ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﲤﻨﻴﺘﻪ ﻫﻮ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﻔﺎﺗﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺤﻰ ،ﺛﻮﺭﺓ ﺷﺮﻗﻴﺔ ﻣﺘﻮﺛﺒﺔ ﻻﻗﺘﺤﺎﻡ
ﻣﻔﺎﺗﻦ ﺃﻧﺜﻰ ﻟﻄﺎﳌﺎ ﻗﻠﺖ ﺇ ﱠﻥ ﻟﻬﺎ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﻭﻋﺬﻭﺑﺔ ﻻ ﺗﺸﺎﻃﺮﻫﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ،ﻟﻢ ﻳﺨﺐ ﺗﻮﻗﻲ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﳊﻮﺍﺀ ،ﻓﻤﺎ ﺃﺭﺍﻩ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺍﻵﻥ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺜﻞ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﳌﺼﻄﺎﻑ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺗﻨﻀﻴﺘﻬﺎ
ﻷﺳﻤﺎﻟﻬﺎ ﺑﺪﺕ ﻛﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺒﻨﻔﺴﺞ ﺍﺘﺒﺌﺔ ﺑﲔ ﻟﻔﺎﺋﻒ ﺍﻷﺩﻏﺎﻝ ،ﻓﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻘﺎﺀ ﻣﻠﺒﺴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻜﻴﻨﻲ
ﺍﻷﺯﺭﻕ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻟﻨﻬﺪﻳﻬﺎ ﻭﺳﺎﻓﻠﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﺫﻭﻕ ﺑﺪﻳﻊ ﻭﺗﻨﺎﺳﻖ ﻣﻊ ﺯﺭﻗﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﺑﺪﻥ ﻳﺘﻸﻷ ﺑﻴﺎﺿﺎ
ﹰﻭﺳﻄﻮﻋﺎ ﹰﺍﻓﻘﺪﻧﻲ ﻟﺒﻲ ﻭﺻﻮﺍﺑﻲ ،ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﺆﻟﺆﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺯﺭﻗﺔ ﺍﳌﺎﺀ ،ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻷﺷﻘﺮ ﻭﻗﺪﻫﺎ
ﺍﻷﻏﻴﺪ ﻭﺃﺩﳝﻬﺎ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻫﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺍﳋﺼﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺟﻮﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺒﺮ ،ﺧﻔﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺝ ﻋﻠﻰ
ﺯﺭﻗﺔ ﻣﻠﺒﺴﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺧﻴﻮﻁ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﺪﳝﻬﺎ ﺍﻟﺮﻃﺐ ،ﻏﻤﺮﺗﻨﺎ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﳊﻠﻘﻮﻡ ،ﻓﻜﺄﻧﻨﺎ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ
ﻧﺘﺪﺛﺮ ﺍﶈﻴﻂ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻭﻧﻔﺘﺮﺵ ﳉﻪ ﺟﻠﻮﺳﺎ ﹰ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﳌﺎﺀ ﻳﻐﺸﺎﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﻧﺒﺔ ﺍﻷﺫﻧﲔ ،ﻣﺸﻬﺪ ﺧﺮﺍﻓﻲ ﺭﺣﻨﺎ ﻓﻴﻪ
ﻧﺮﻧﻮ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﻀﻨﺎ ،ﺗﻐﺎﻃﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﳌﺎﺀ ،ﺿﺤﻜﻨﺎ ،ﻭﺳﺒﺤﻨﺎ ،ﻭﻋﺪﻭﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻣﻞ ﻛﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺣﺘﻰ
ﺃﺳﻠﻤﻨﺎ ﺟﺴﺪﻳﻨﺎ ﻟﻠﺸﻤﺲ.
ﺍﺳﺘﻠﻘﺖ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﺍﳋﺰﻑ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻘﻠﺐ ﺑﺪﻧﻬﺎ ﺍﻟﺮﻃﺐ ﳋﻴﻮﻁ ﺍﻟﻬﺎﺟﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮﺓ،
ﻇﻠﻠﺖ ﺃﺟﻮﻝ ﺑﻨﻈﺮﻱ ﻓﻲ ﻧﻬﺪﻳﻬﺎ ﻭﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﺣﺘﻰ ﺭﻣﺎﻧﺔ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﺭﺳﺎﻡ ﻣﺤﺘﺮﻑ ،ﺭﺣﺖ ﺃﺭﻣﻖ
ﻭﺃﻏﻮﺹ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻣﺎﺕ ﺃﺩﳝﻬﺎ ﺍﻷﺑﻴﺾ ،ﻟﻢ ﺃﲤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻬﻤﺴﺖ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻬﺎ:
ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻠﻚ ﻳﺎ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ! -
ﺭﻣﻘﺘﻨﻲ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﺠﻠﺔ ﻣﺰﻫﻮﺓ ﺳﺄﻣﻮﺕ ﻳﻮﻣﺎ ﹰ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻣﺤﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻟﻸﺑﺪ .ﺛﻢ ﺃﺭﺩﻓﺖ ﻗﺎﺋﻠﺔ:
ﺍﺳﺘﻠﻘﻲ ﺟﻤﺎﻝ ﻟﺴﻴﺎﻁ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻟﺘﻠﺞ ﻓﻲ ﺑﺪﻧﻚ ﻛﺎﻟﻮﺧﺰ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬ. -
ﺳﻴﺎﻁ ﺑﺆﺑﺆﺓ ﻋﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﺩﳝﻚ ﺃﻧﻔﻊ ﻭﺃﻋﺬﺏ ،ﻻ ﺑﻞ ﺣﻮﺍﺳﻲ ﻣﻨﺼﺒﺔ ﻓﻴﻚ ﻛﺎﻷﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﻐﺎﺋﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ
ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻫﺬﺍ.
ﺍﺿﻄﺠﻌﺖ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻣﻠﻘﻴﺔ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻏﻨﺠﻪ ﺟﺬﻟﺔ ﺭﲟﺎ ﲟﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﻦ
ﺗﻠﻤﻴﺬﻫﺎ ﺍﳋﺎﺋﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﺾ ﺭﻣﺸﻴﻬﺎ ﻟﺸﻤﺲ ﻃﻔﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻴﻞ:
ﺃﻧﺎ ﺍﻠﻮﻗﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﶈﻴﻂ ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ ،ﻓﺄﺭﻧﻲ ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﺃﻧﻬﺎﺭﻙ ﻳﺎ ﻓﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺧﻄﺐ ﻭﺩ -
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻣﻀﺎﺟﻌﺘﻬﻦ؟؟
ﺃﺛﺎﺭﺗﻨﻲ ﺑﺴﺆﺍﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ ،ﻓﺮﺣﺖ ﻣﻨﻘﻀﺎ ﹰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺼﺎﺋﺪ ﻓﺮﺍﺋﺲ ،ﻭﺑﺨﺸﻮﻧﺔ ﻓﺘﻰ ﺷﺮﻗﻲ ﺛﺮﺕ ﻋﻠﻰ
ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﺍﻟﻮﺩﻳﻌﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬ ﻟﺴﻴﺎﻁ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﺃﺧﺬﺕ ﺃﻧﺜﺮ ﺍﻟﻘﺒﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻨﺘﻴﻬﺎ
ﻭﺟﻴﺪﻫﺎ ﻭﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻭﻧﻬﺪﻳﻬﺎ ﻭﻣﻮﺍﻃﻦ ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺍﻫﺘﺪﻳﺖ ﻟﻬﺎ؟؟
ﻏﺮﺍﺋﺰ ﺷﺮﻗﻴﺔ ﻣﻜﺒﻮﺗﺔ ﻟﻢ ﲡﺪ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﺑﺪﺍ ﹰ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻬﺎ ،ﻓﺒﻌﺪ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟﺬﻳﺬﺓ ﺃﺫﻋﻨﺖ ﻟﺘﻠﻤﻴﺬﻫﺎ
ﺍﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎﺭﻩ ﺍﻟﻐﺎﺋﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ:
ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻢ )ﺍﻟﺪﺍﻧﻮﺏ( ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﻘﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﻏﺮﺏ ﺃﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﺎﺭﺍ ﹰ ﺑﻌﺸﺮ
ﺩﻭﻝ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺑﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﻨﻬﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﺍﺑﻀﲔ )ﺃﳌﺎﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﻨﻤﺴﺎ( ﻣﺮﻭﺭﺍ ﹰ ﻓﻲ ﺳﻬﻮﺏ ﺳﻠﻮﻓﺎﻛﻴﺎ ﻭﺍﺮ ﻭﺳﻠﻮﻓﻴﻨﻴﺎ
ﻭﻛﺮﻭﺍﺗﻴﺎ ﻭﺻﺮﺑﻴﺎ ﻭﺑﻠﻐﺎﺭﻳﺎ ﻭﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺎ ﻭﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ﻭﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ،ﻛﻢ ﻫﻮ ﻣﺤﻈﻮﻅ ﺍﻟﺪﺍﻧﻮﺏ،
ﻓﺒﻌﺪ ﻗﺮﺍﺑﺔ ٣٠٠٠ﻛﻢ ﻫﺎﻫﻮ ﻳﺼﺐ ﻣﺎ ﹶﺀﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺍﳌﻐﻠﻘﺔ؟؟.
ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ :ﺟﻤﺎﻝ ﻧﻬﺮﻙ ﺳﺎﻟﻚ ﻓﻮﻕ ﺟﺴﺪﻱ ﻭﻣﺎﺅﻙ ﻏﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻠﻲ!
ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺣﺪﺛﻚ ﻋﻦ ﺃﻧﻬﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺘﺲ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺴﺘﺮ ﻭ ﻛﺎﺗﺸﺎﺭ ﻭ ﺗﺸﻴﺮﻧﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ -
ﻟﻢ ﻳﻀﻖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺭﻏﻢ ﺻﻐﺮﻩ ﻭﺿﻴﻘﻪ.
ﺳﺎﺋﺢ ﻓﻮﻕ ﺃﻭﺻﺎﻟﻲ ﱠ
ﻓﻬﻼ ﺃﺑﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺃﻧﻬﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﳋﻴﻤﺔ؟؟. ﹲ ﻧﻬﺮﻙ -
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﻟﻘﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﳊﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻟﻪ ،ﻓﺮﺍﺵ ﻭﺳﺠﺎﺩﺓ ﻭﺭﻣﻠﺔ
ﻭﺧﻴﻤﺔ ﻭﺳﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ،ﻃﻔﻘﺖ ﳉﻠﺐ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺍﳌﺸﻮﻱ ﻭﺍﳋﺒﺰ ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﺬ ،ﻭﻛﻤﻦ ﻓﺘﺢ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ ﻋﺪﺕ
ﻣﻨﺘﺸﻴﺎ ﹰ ﻓﺮﺣﺎ ﹰ ﲟﺎ ﺃﳒﺰﺗﻪ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻟﺬﻳﺬ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ﺍﳊﺴﻨﺎﺀ ،ﻓﻠﻄﺎﳌﺎ ﺃﺧﻔﻘﺖ
ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺗﻔﻮﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻫﺎﺃﻧﺬﺍ ﺃﳒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﳋﻴﻤﺔ!
ﻋﻠﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺮﻗﺺ
ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﺧﻠﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺷﻬﺮﻳﺎﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﺷﻬﺮﺯﺍﺩ ﻗﺎﺻﺔ ﱠ
ﻭﺍﳌﺪﺍﻋﺒﺔ ﻭﺍﳉﻨﺲ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﺃ ﱠﻥ ﺯﺟﺎﺟﺔ ﺷﻤﺒﺎﻧﻴﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﺎﲢﺔ ﻟﺸﻬﻴﺔ
ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺡ ﻭﻣﻄﺎﺭﺣﺔ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ! ﻣﺎ ﺇﻥ ﺻ ﱠﺒﺖ ﻛﺄﺳﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻃﺮﺩﺕ ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺍﳋﺠﻞ
ﻣﺜﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﳊﻤﺮﺍﺀ ،ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺮﻗﺺ ﻛﺎﻟﻔﺮﺍﺷﺔ ،ﺗﺪﻭﺭ ﺑﺘﻨﻮﺭﺗﻬﺎ ﻛﺎﻟﺮﺣﻰ ،ﺗﻐﻨﻲ ﻭﺗﺘﻌﺮﻯ ﻛﻄﻔﻠﺔ
ﺑﺮﻳﺌﺔ ﺗﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﺎﻳﺤﻠﻮ ﻟﻬﺎ ،ﺍﺳﺘﻌﺮﺿﺖ ﺟﺬﻟﺔ ﻛﻴﻒ ﻃﺎﻑ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺪﺍﻧﻮﺏ ﻓﻲ ﻣﺪﻧﻬﺎ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ
ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﻣﺠﺮﺍﻩ ﻋﻨﺪ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ ﺍﻷﻧﻴﻘﺘﲔ ﺍﻟﻐﺎﺋﺮﺗﲔ ﻓﻲ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮ؟؟ ﻗﺼﺼﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻷﻧﻬﺮ
ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺣﺘﻰ ﺛﻤﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﳌﺘﻌﺔ ،ﻓﻨﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻱ ﺣﺎﺳﺮﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﻛﻄﻔﻠﺔ ﻭﺩﻳﻌﺔ ،ﺭﺍﺣﺖ
ﺃﻧﺎﻣﻠﻲ ﺗﻌﺒﺚ ﺑﺸﻌﺮﻫﺎ ﺍﻷﺷﻘﺮ ،ﺗﻄﻮﻑ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻨﺘﻴﻬﺎ ﻭﺗﻬﺪﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺪﻳﻬﺎ ،ﻏﻄﻨﺎ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﻓﻲ
ﻧﺼﺢ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻠﺞ ﻧﻬﺎﺭ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﳌﺼﻄﺎﻑ.
ﹸ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻛﺘﻮﺃﻣﲔ ﺳﻴﺎﻣﻴﲔ ،ﻓﻠﻢ
ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺑﻠﻴﺎﻟﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻄﻴﻒ ﺑﺪﻳﻊ ﻭﺧﺮﺍﻓﻲ ،ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻟﻔﺔ
ﻭﺣﻤﻴﻤﻴﺔ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﲤﺘﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺇﻃﻼﻟﺔ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﺩﺭﺍﺳﻲ ،ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﺔ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﺔ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺜﻤﺔ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻭﺃﻟﻔﺔ ﻗﺪﳝﺔ ،ﻟﻢ
ﺗﻜﻦ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﺴﻮﻯ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﺍﻻﺳﻢ ،ﺃﻣﺎ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﺭﻭﺣﻬﺎ ﻓﻜﺄﻧﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻭﺃﺣﻼﻣﻲ
ﻭﺃﻋﻤﺎﻗﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ،ﻓﺼﺒﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻲ ﺗﻈﻞ ﻣﺤﻔﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ،ﻭﺃﻧﻮﺷﻜﺎ
ﺍﻟﻐﻨﺠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﻧﺤﻲ ﻭﺃﻋﻤﺎﻗﻲ ،ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﻟﻌﺬﻭﺑﺔ ﻭﺍﻷﻧﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ
ﺍﳌﻤﺜﻠﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﺒﻊ ،ﻓﻠﻜﻢ ﺃﹸﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﺍﳌﺴﻠﺴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺎﺿﺮﺓ
ﳒﻤﺘﻲ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ؟ ﻭﻟﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺷﺔ ﻳﺠﺬﺑﻨﻲ ﻭﻳﺸﺪﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﺍﻷﻧﻴﻘﺔ ﻭﺍﻵﺳﺮﺓ
ﻟﻘﻠﺒﻲ؟ ﻓﻤﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﻧﻈﺮﺓ ﻟﻬﺎ ﻭﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺩﻭﳕﺎ ﻧﺴﻴﺎﻥ ،ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ،ﺛﻐﺮﻫﺎ،
ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ،ﺿﺤﻜﺘﻬﺎ ،ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ،ﻗﺪﻫﺎ ﺍﻟﻐﻴﺪ ،ﺃﹸﻧﻮﺛﺘﻬﺎ ،ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺍﺳﺘﻮﻃﻨﺖ ﻭﺗﲔ ﻓﺆﺍﺩﻱ
ﻭﻋﻘﻠﻲ ،ﻟﻔﺘﻰ ﻣﺮﺍﻫﻖ ﻣﺜﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺑﻔﻨﺎﻧﺔ ﻃﺎﳌﺎ ﺃﺧﺬﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻼﻡ ﻳﻘﻈﺔ ﻋﺸﺘﻬﺎ ﻣﻊ
ﻫﺬﻩ ﺍﻠﻮﻗﺔ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﻃﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻲ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ،ﻟﺬﺍ ﻓﺒﻤﺠﺮﺩ ﺭﺅﻳﺔ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺧﻴﻞ ﻟﻲ
ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﺮﻓﻬﺎ ﻣﺬ ﺃﻣﺪ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻓﻮﺟﻬﻬﺎ ﻭﺿﺤﻜﺘﻬﺎ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻭﺭﻗﺘﻬﺎ ﻭﻗﻴﺎﻓﺘﻬﺎ
ﻫﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻛﺄﳕﺎ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﺮﺏ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﻟﻬﺎ ﺇﲤﺎﻡ ﺣﻠﻤﻬﺎ
ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻲ ﺍﳉﻤﻴﻞ.
ﻓﻲ ﺧﻴﻤﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻧﻀﻴﺪﺓ ﻓﺎﻏﺮﺓ ﻓﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻭﺭﺿﺎﺏ ﺍﳌﻮﺝ ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺃﻋﺮ ﹾﻓﻪ ﻓﻲ
ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻀﻴﺎ ،ﺃﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻧﻈﺮﺗﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭﻣﻔﺎﺗﻨﻬﺎ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﻠﺖ ﻭﺍﺳﺘﻮﻃﻨﺖ
ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺎﺃﻧﺬﺍ ﺃﺟﻬﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻏﻴﺮ ﺍﳌﺪﺭﻛﺔ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﲔ ﻋﻦ ﻟﺬﺓ ﺍﳉﺴﺪ ،ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ
ﺣﻘﺖ ﻭﻭﺟﺒﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻘﺒﺢﻧﻀﺖ ﻋﻨﻲ ﺍﳊﺸﻤﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﺑﺎﻟﻮﺭﻉ ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ،ﻓﺒﻌﺪ ﻣﻌﺎﺷﺮﺗﻲ ﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﹼ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﻋﺎﺭﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺍﻟﻌﺘﻞ ﻭﺍﻟﻐﻠﻆ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﻐﻞ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﻏﺮﺍﺋﺰﻩ
ﺍﳌﻜﺒﻮﺗﺔ ﺍﳌﺘﻔﺠﺮﺓ ﺍﻵﻥ ﻛﺜﻮﺭﺓ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﻼﻳﲔ ﺍﻟﺴﻨﲔ ،ﻣﺎ ﻳﺤﺴﺐ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺃﻧﻬﺎ
ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ ﺩﺭﺳﺎ ﻟﻦ ﺃﻧﺴﺎﻩ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﻐﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﻹﻓﺮﺍﻍ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﺍﻟﻄﺎﻓﺤﺔ ،ﻓﺎﳌﺮﺃﺓ ﻭﻓﻖ ﺩﺭﺱ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ٪٨٠ﻣﻦ ﳑﺎﺭﺳﺘﻬﺎ
ﻟﻠﺠﻨﺲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﻟﻠﻴﺎﻗﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﲤﺎﻣﺎ ﻓﺘﺮﻛﻴﺒﻪ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ
ﻳﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ..
ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻛﻴﻒ ﺛﺎﺭﺕ ﻭﻣﺎﺟﺖ ﻏﺮﻳﺰﺗﻲ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻀﺖ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ﺳﺘﺮﺗﻬﺎ ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ؟ ﻛﻴﻒ ﻫﻴﺠﺘﻨﻲ ﻭﳌﺮﺍﺕ ﻋﺪﺓ؟ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻧﻔﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻔﺴﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻮﺍﺯﻳﺔ
ﻭﺍﳌﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﺜﻮﺭ ﻫﺎﺋﺞ ﻣﺜﻠﻲ ،ﻓﺎﻟﻨﻔﺎﺫ ﻷﻋﻤﺎﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺃﺟﻤﻞ
ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺜﻰ ،ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻮﺍﺭﻯ ﻓﻲ ﻏﻤﺎﺭ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ،ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻫﻲ ﺟﺎﻓﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﶈﻴﻂ،
ﺍﻟﺮﻗﺺ ﺑﺼﺪﺭﻳﻦ ﻣﻠﺘﺼﻘﲔ ،ﺍﻟﻌﺸﻖ ﳊﻮﺍﺀ ﻛﻜﺎﺋﻦ ﻣﻔﻌﻢ ﺑﺎﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﻭﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ،ﻻ ﻛﻄﻔﺎﻳﺔ
ﺳﻴﺠﺎﺭ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻮﻗﺪﺕ ﺷﻮﺍﻅ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺁﺩﻡ ،ﺍﳊﺐ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻓﺆﺍﺩﻫﺎ ﻭﺭﻭﺣﻬﺎ ﻭﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻻ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻴﺔ ﻭﺷﻜﻠﻬﺎ ﻓﺤﺴﺐ..
êflbÄÄÄÄÄÄÄ©a ›ó–€a
ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺰﻳﻊ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٨٩ﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺪﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﶈﺘﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺋﺴﺔ ،ﻗﺮﺃﺕ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺘﻲ ١٤ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺍﳌﻮﺯﻋﺘﲔ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺸﺎﻙ ﺃﻭﺩﻳﺴﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ
ﺍﳌﻨﺼﺮﻣﺔ ،ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺘﲔ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﺘﲔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﻭﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ،ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺑﺪﺍ ﻟﻲ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﺼﻐﺮﺓ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﺏ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﺍﻵﻳﻞ ﻟﻠﺴﻘﻮﻁ ،ﺍﻟﺮﺃﻱ
ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ،ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ
ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺗﺘﺼﺪﺭ ﻣﺎﻧﺸﻴﺘﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺑﺎﻟﺬﺍﺕ )ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ( ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺜﻠﺚ
ﺍﻟﺸﺮﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ،ﺇﻗﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺧﻤﻴﺲ ﻛﺎﻥ
ﻣﺆﺷﺮﺍ ﹰ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻨﻬﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺟﻬﺘﻬﺎ!
/ ٣٠ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ١٩٨٩ /ﻡ ﻛﻨﺖ ﻭﻗﺘﺌﺬ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺼﺐ ﺍﻟﺘﺬﻛﺎﺭﻱ ﻟﻠﺸﻬﺪﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﻫﻲ ﺑﺎﳌﺼﺎﺩﻓﺔ ،ﻋﻠﻲ
ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺻﺎﻟﺢ
ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻳﻀﻌﺎﻥ ﺑﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻳﺢ
ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ،ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﳊﻈﺘﺌﺬ ﻣﻦ ﺣﺮﺱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺘﺎﺩ ﺃﻭ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﻟﺪﻯ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﳌﺮﻭﺭ ﺃﻭ
ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﲔ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﺰﺣﻮﻡ ﲟﻮﻛﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﻓﻠﻘﺪ ﺃﻭﻗﻔﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﳋﻂ ﺍﳌﺆﺩﻱ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺷﺮﻃﻲ ﺍﳌﺮﻭﺭ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻧﺤﻮ ﺍﺎﻟﻔﺔ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﳊﺪﻳﻘﺔ ﺻﺮﺥ
ﺑﻮﺟﻬﻪ ﺿﺎﺑﻂ ﳑﺴﻚ ﺑﺠﻬﺎﺯ ﺍﺗﺼﺎﻝ ،ﻣﺸﻬﺪ ﻓﻮﺿﻮﻱ ﻫﻤﺠﻲ ﻋﺎﺑﺮ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎﻕ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻭﻟﻦ ﹸﳝ ﹾ ﹶﺤﻰ
ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ..
ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺻﺎﺭﺕ
ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻣﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻃﻮﺍﻝ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺗﲔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺘﲔ ،ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻋﺪﻥ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻳﻮﻡ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﳉﻨﻮﺏ / ٣٠ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ١٩٨٩ /ﻡ ﺃﹸﺣﻴﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ
ﹲ
ﺣﺪﺙ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻠﺴﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻄﺮﻳﻦ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ،
ﻏ ﱠﻴﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ / ٢٨ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ١٩٧٢/ﻡ ﺃﻭ ﺑﻴﺎﻥ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ / ٢٨ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ
١٩٧٢ /ﻡ ﺍﳌﻮﻗﻌﲔ ﺑﲔ ﺳﺎﻟﻢ ﺭﺑﻴﻊ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻹﺭﻳﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻗﻴﺎﻡ
ﺩﻭﻟﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻄﺮﻳﻦ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﻭﻋﺎﺻﻤﺘﻬﺎ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﻘﻤﺔ ﻗﻌﻄﺒﺔ
ﻭﺻﻨﻌﺎﺀ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﲔ ﺳﺎﳌﲔ ﻭﺍﳊﻤﺪﻱ ﺃﻭ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﺑﲔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﷲ
ﺻﺎﻟﺢ / ٣٠–٢٨ﻣﺎﺭﺱ ١٩٧٩ﻡ ﻭﻟﻴﺲ ﻧﻬﺎﻳ ﹰﺔ ﺑﻘﻤﻢ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﺗﻌﺰ ﻭﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﺳﻴﺌﻮﻥ ﻭﻋﺪﻥ ﺑﲔ ﻋﻠﻲ ﻧﺎﺻﺮ
ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﻭ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ١٩٨٦ﻡ ﺑﲔ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﺣﻴﺪﺭ ﺍﻟﻌﻄﺎﺱ ﺃﻭ ﺻﻨﻌﺎﺀ
ﻭﺗﻌﺰ ﺑﲔ ﻋﻠﻲ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺻﺎﻟﺢ ،ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻤﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺒﺮﺍ ﹰ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻕ
ﻭﻟﻼﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﻼ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﻓﻲ ﻧﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻭﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﻮﺣﺪﻭﻳﺔ..
ﺳﻤﺢ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﲔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻘﻞ
ﻋﻨﺪ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﳊﺪﻭﺩﻳﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻄﺮﻳﻦ ﻓﻲ /٤ﻣﺎﻳﻮ ١٩٨٨ /ﻡ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﹸ
ﻭﺍﳌﺮﻭﺭ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﺎﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻨﺤﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻻﺟﺘﻴﺎﺯ
ﺑﺮﺍﻣﻴﻞ ﻛﺮﺵ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﺠﺔ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺃﻏﺴﻄﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺫﺍﺗﻪ ،ﻋﺎﺩ ﻣﺤﻤﺪ
ﻣﺘﺒﺨﺘﺮﺍ ﺑﺤﻘﻴﺒﺔ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣﻠﺌﺖ ﺑﻘﻄﻊ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻥ ﻟﻮﻛﺲ ﻭﻋﻠﺐ ﺍﻟﺴﻴﺠﺎﺭﺓ ﺭﻭﺛﻤﺎﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻠﺒﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺩﻳﺴﺎ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﻭﻃﻨﻪ ﻭﻋﺪﻫﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻛﺪﻻﻟﺔ ﻟﻮﻟﻮﺟﻪ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ.
ﻭﻷﻥ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻋﺪﻥ ﺗﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﻋﻮﺩﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺷﻚ ﻋﻘﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﺛﺮ ﻛﺴﺒﺤﺔ ،ﻓﺼﺮﺧﺎﺕ
ﺑﻮﺭﻳﺲ ﻳﻠﺘﺴﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻭﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ ،ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺍﳋﻄﻰ ﺯﺍﺩﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ،ﺳﻮﺭ
ﺑﺮﻟﲔ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ١٥٣ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍ ﹰ ﺍﺑﺘﺪﺍ ﹰﺀ ﻣﻦ ١٣ﺍﻏﺴﻄﺲ ١٩٦١ﻡ ﻳﻬﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ
ﻣﺴﺎﺀ ﻳﻮﻡ ١٠ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ٨٩ﻡ ﻭﺳﻂ ﺫﻫﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺗﺸﺎﺷﻴﺴﻜﻮ ﻭﻗﺮﻳﻨﺘﻪ ﻳﻘﺘﻼﻥ ﻓﻲ ﺑﻮﺧﺎﺭﺳﺖ ﺇﺛﺮ ﺛﻮﺭﺓ
ﻃﻼﺑﻴﺔ ﻋﺎﺭﻣﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺳﻘﻮﻁ ﻗﺘﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ،
ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻋﺪﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺪﻣﺞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﲔ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻳﻮﻡ
/٢٢ﻣﺎﻳﻮ ١٩٩٠ /ﻡ.
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﳌﺢ ﺍﻟﺒﺼﺮ ،ﻛﺄﻧﻪ ﻃﻴﻒ ﻗﻮﺱ ﻗﺰﺡ ،ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﺘﻮﺣﺪﺓ ﻳﺮﻓﻊ ﻓﻲ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﻟﺸﻄﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻔﺘﺢ ،ﺍﻟﻨﺸﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ )ﺭﺩﺩﻱ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﺸﻴﺪﻱ( ﻳﺘﻀﻮﻉ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ
ﺣﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ،ﻭﺩﺩﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﻨﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻠﺠﺎﺕ ،ﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﹰ ﺃﻗﻌﺪﻧﻲ
ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻛﻨﻬﻪ ،ﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺒﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﻨﺪﻫﺸﻮﻥ ﻭﺍﳊﺎﺋﺮﻭﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻛﺘﻔﻮﺍ ﺑﺎﻟﻔﺮﺟﺔ ﻭﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻣﻌﺎ ،ﻓﻤﺎ
ﺗﻨﻘﻠﻪ ﺍﻟﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﻔﻀﻴﺔ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺴﺎﺭﻉ ﻻ ﳝﻨﺤﻚ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻓﺮﺣﻚ ﺃﻭ ﺩﻫﺸﺘﻚ ،ﻛﻞ ﻣﺎ
ﻗﺪﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﺃﻧﻨﻲ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺯﻣﻴﻠﻲ ﺣﻔﻆ ﺍﷲ ﺍﻷﺷﻮﻝ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﳌﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻴﺐ
ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﳌﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ :ﻣﺘﻰ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ؟
ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﳊﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﶈﻜﻮﻡ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﻗﺒﻠﻲ ﺇﻗﻄﺎﻋﻲ ﺭﺟﻌﻲ! ﺍﻟﻌﻢ
ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻳﻜﺎﺩ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻜﻨﻮﺩ ﳑﺎ ﻳﺤﺪﺙ:
ﻋﺘﻨﺪﻣﻮﺍ ..ﻧﺎﻫﻲ ﻗﻠﻨﺎ ﻋﺘﺒﺴﺮﻭﺍ ﻛﻼﻡ ﻋﻤﻜﻢ ﻋﺒﺪﻩ! -
ﻻ ﺗﺼﺪﻗﻮﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﺮﺏ ﻟﻘﺪ ﹶﻗ ﹶﺘ ﹶﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺟﺎﺀﻧﺎ ﻣﻨﺎﺿﻞ ﻭﺍﻵﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺳﺘﻔﻀﺢ ﺃﻣﺮﻩ. -
ﻛﻠﻮﺍ ﺑﺴﻜﻮﻳﺖ ﺯﺑﺪﻩ ﻭﺍﺷﺮﺑﻮﺍ ﻋﺼﻴﺮ ﳝﺎﻧﻲ ﻭﺍﻓﺮﺣﻮﺍ ﺑﺎﻷﺛﺎﺙ ﻭﺍﻟﺮﺗﺐ ﻭﺣﻖ ﺍﻹﻳﺠﺎﺭ ،ﻫﺬﻩ ﻭﺣﺪﺓ -
ﻋﺼﻴﺮ ﻻ ﻭﺣﺪﺓ ﻣﺼﻴﺮ ﻳﺎ ﺟﻬﻠﻪ!
ﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ ﺷﻴﻮﻋﻴﺔ ﺇﻻ ﺑﺮﺍﺳﻚ ﻳﺎ ﻋﺒﺪﻩ ﺷﻔﺖ ﲤﺜﺎﻝ ﻟﻴﻨﲔ ﻛﻴﻒ ﺍﻗﺘﻠﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﻫﻲ؟ -
ﻭﳌﹶﺎ ﺟﺌﺖ ﺃﺳﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍ ﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺍ ﳌﻬﺠﻮﺭ!
ﻟﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺧﻴﺮ ﻣﺎﺑﺮﺣﺖ ﺩﺍﺭﻱ ﻭﺃﻫﻠﻲ ﹶ -
ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻧﺼﺪﻕ ﻛﻼﻣﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﺎ ﺑ ﹺ ﹾ
ﺶ ﺣﻜﻮﻣﺔ ،ﻧﻈﺎﻡ ﺑﻴﺪ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮ، -
ﺳﺠﻮﻥ ﻭﻗﻴﻮﺩ ﻫﺎﻫﻮ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻃﺮﻕ ﻭﻋﻤﺎﺭﺍﺕ ﻭﻣﺼﺎﻧﻊ ﻭﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﺃﺳﻮﺍﻕ ﻭﲡﺎﺭﺓ ﻭﺑﻼ ﻃﺎﺑﻮﺭ ﺃﻭ
ﺑﻄﺎﻗﺔ!.
ﻃﻔﺢ ﻛﻴﻞ ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ ،ﻧﻈﺮ ﺷﺰﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻭﻣﻀﻰ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻳﻘﺮﻅ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﻧﻲ:
ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺣﺪﺙ ﻋﻦ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻳﺎ ﺃﺑﺘﻲ
ﻣﻠﻴﺤﺔ ﻋﺎﺷﻘﺎﻫﺎ ﺍﻟﺴﻞ ﻭﺍﳉﺮﺏ
ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ ﺫﻭ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﳉﺰﻉ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﳑﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ
ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺄﺑﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺒﺮ ﺩﻭﻧﻲ ﻓﺄﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ،
ﻳﻜﺘﻒ ﺑﺘﻼﻭﺓ
ﹺ ﻓﺎﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺨﺰﻭﻥ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺍﻟﺒﺮﺩﻭﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ
ﳊﻦ
ﺷﻌﺮﻩ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ ﺑﻞ ﻭﺑﺼﻮﺕ ﺃﺟﺶ ﻭﻓﺨﻢ ﲡﺪﻩ ﻳﻀﻮﻉ ﻵﻟﺌﻪ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﹲﹰ
ﺷﺠﻲ ﻻ ﻳﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺄﺑﻴﺎﺗﻪ ﺍﳌﻨﺘﻘﺎﺓ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﺪﺛﻚ ﻋﻦ
ﹲ
ﻣﻨﺎﺳﺒﺘﻬﺎ ﻭﻗﺼﺘﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﺍﻥ )ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺑﻠﻘﻴﺲ( ﺃﻭ )ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﺠﺮ( ﺃﻭ )ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻐﺪ( ﺃﻭ
)ﻟﻌﻴﻨﻲ ﺃﻡ ﺑﻠﻘﻴﺲ( ﺃﻭ )ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﳋﻀﺮ( ﺃﻭ )ﻭﺟﻮﻩ ﺩﺧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻳﺎ ﺍﻟﻠﻴﻞ( ﺃﻭ )ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺭﻣﻠﻴﺔ
ﻷﻋﺮﺍﺱ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ( ﻭﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﺩﻭﺍﻭﻳﻦ ﺍﻟﺒﺮﺩﻭﻧﻲ )ﺭﻭﺍﻍ ﺍﳌﺼﺎﺑﻴﺢ(.
ﻇﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻘﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﻳﻦ ﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﳊﺪﻭﺩ ،ﻟﻘﺪ ﺧﺎﺏ ﺗﻮﻗﻌﻬﻢ
ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻗﺎﺑﻞ ﻓﻀﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﺷﺰﺭﺓ ﺳﺎﺧﺮﺓ ﻣﺤﺒﻄﺔ ،ﻇﻞ ﻣﻼﺯﻣﺎ ﹰ ﻟﻘﺮﻳﺘﻪ
ﺍﳊﻘﻞ ﻭﳌﻨﺰﻟﻪ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺊ ﺑﺘﺨﺮﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﺟﺬﻟﻬﻢ ﺍﳌﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻤﻨﺬ ﻣﺠﻴﺌﻪ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺇﻟﻰ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻏﺎﻳﺔ ﻧﻀﺎﻟﻪ ﻭﻭﺟﻮﺩﻩ ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﲢﻘﻘﺖ ﺩﻭﻥ ﺇﻫﺮﺍﻕ ﻗﻄﺮﺓ ﺩﻡ ﺃﻭ
ﻟﻌﻠﻌﺔ ﺻﻠﻴﺔ ﺭﺷﺎﺵ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺗﻔﺮﺣﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻛﺎﻥ ﻛﻈﻴﻤﺎ ﹰ
ﻭﻭﺍﺟﻤﺎﹰ.
ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻼﺩ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﻳﺠﺘﺎﺡ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﳋﻤﻴﺲ ٢ﺃﻏﺴﻄﺲ
٩٠ﻡ ،ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﲔ ﻳﻌﻠﻦ ﺿﻤﻪ ﻟﻠﻜﻮﻳﺖ ﻛﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ ﺭﻗﻢ ،١٨ﺍﻧﺼﺮﻑ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻓﻲ
ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳊﺪﺙ ،ﺗﻮﺍﺭﻯ ﻫﺘﺎﻑ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﲔ )ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻧﻔﺪﻳﻚ ﻳﺎ ﳝﻦ( ﺧﻠﻒ )ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻧﻔﺪﻳﻚ ﻳﺎ ﺻﺪﺍﻡ(
ﺍﻧﺸﻐﻞ ﺍﻟﻜﻞ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﺍﳌﻘﺒﻠﺔ ،ﺑﻘﻮﺓ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺍﳋﻔﻴﺔ ،ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ﻣﻐﺘﺮﺏ ﳝﻨﻲ ﻳﻨﺴﻠﻮﻥ ﻋﺎﺋﺪﻳﻦ
ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﳌﺆﻳﺪ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ ،ﺇﺫ ﻣ ﱠﺜﻞ ﲢﻔﻆ ﻣﻨﺪﻭﺏ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺍﻷﺷﻄﻞ ﻋﻠﻰ
ﻗﺮﺍﺭ ﻳﺪﻳﻦ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻟﻼﻧﺴﺤﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﺮﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺴﻤﺖ ﻇﻬﺮ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﲔ ﺩﻭﻟﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ،ﻭﺳﻂ
ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻋﺴﻜﺮ ﹸﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ﻏﻮﺭﺑﺎﺗﺸﻮﻑ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻗﺎﺩﻩ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻭﻣﺎ _ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ _ﻭﻭﺯﻳﺮ
ﹲ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ
ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺷﻴﻮﻋﻴﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺩﻭﻝ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ ،ﺑﻮﺭﻳﺲ ﻳﻠﺘﺴﻦ ﻳﺼﻌﺪ ﳒﻤﻪ
ﺇﺛﺮ ﺧﻄﺒﺔ ﻋﺼﻤﺎﺀ ﺭﺍﻓﻀﺔ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺩﺑﺎﺑﺔ ﻣﺤﺎﺻﺮﺓ ﻟﻠﺒﺮﳌﺎﻥ ،ﻓﺸﻞ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﺑﺮﻭﺯ ﳒﻢ
ﻳﻠﺘﺴﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻟﺘﻔﻜﻚ ﺩﻭﻝ ﺍﻻﲢﺎﺩ ،ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﺣﺴﻢ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺇﻟﻰ
ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻟﻠﻜﻮﻳﺖ ،ﺍﻧﻘﺴﻢ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﺎﺑﲔ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻭﺃﻗﻠﻴﺔ ﺿﺪﻩ ،ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ
ﺍﻟﻀﺪ.
ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻓﻠﺴﻄﲔ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﺬ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺑﺪﻭﻝ ﹼ
ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﺆﻳﺪ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،ﻭﻗﻒ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﹰ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﳌﻨﺎﺻﺮﻳﻦ ﻟﺼﺪﺍﻡ ﺣﺴﲔ:
ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﻋﺒﺜﻴﻪ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺴﻠﻢ ﺷﻂ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺮﺩ ﺗﺄﻣﲔ ﻇﻬﺮﻩ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ -
ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺧﺎﺳﺮﺓ!!
ﺃﻧﺖ ﺃﻛﻴﺪ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﺩﻡ ﺃﻭ ﺃﻧﻚ ﻋﻤﻴﻞ ﺻﻬﻴﻮﻧﻲ ﻭﺇﻻ ﻣﺎ ﺗﺨﹾ ﹼﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻷﻣﺔ ﺻﺪﺍﻡ! -
ﻋﺮﻭﺑﺘﻜﻢ ﻭﻓﺎﺭﺳﻜﻢ ﻫﻨﻴﺌﺎ ﹰﻟﻜﻢ ﺑﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺳﺄﻝ ﺃﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺪﺍﻡ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﺰﻕ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ -
ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﺏ ﺩﺍﻣﺖ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ؟
ﺍﺻﻤﺖ ﻻ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﺪﻯ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺳﻴﺪﻣﺮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ! -
ﻭﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓﻲ ﲢﺪﻳﻪ ﻷﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺍﷲ ﺇﻥ ﺑﺮﺍﻗﺶ ﺟﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻠﻮﻻ ﻏﺰﻭﻩ -
ﻟﻠﻜﻮﻳﺖ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ!
ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ!! -
ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻳﺎ ﺃﻭﻻﺩﻱ ﺃﻡ ﺍﻟﻬﺰﺍﺋﻢ! -
ﺍﻟﻌﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻴﺮﺓ ﻭﻗﻠﻘﺎ ﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ،ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻧﻴﻒ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﺎ ﺑﺪﺕ
ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻫﻦ ﻭﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﺍﳌﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻮﺟﻌﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻟﻺﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ
ﻓﻲ ﻋﻘﺮ ﺩﺍﺭﻫﺎ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ،ﻏﺒﺎﺭ ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﺣﻴﺚ
ﺟﺬﻭﺓ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ،ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻛﺎﻥ ﻭﻗﻌﻪ ﺛﻘﻴﻼﹰ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ
ﺑﺤﺘﻤﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻼﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ،ﻫﻜﺬﺍ ﺳﺎﺩ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻋﻮﺩﺓ ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﺸﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻘﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻹﻗﻄﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﺄﺗﻲ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻛﻤﻨﻘﺬ
ﻭﻣﺨﻠﺺ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﹰ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﻭﺍﻻﺣﺘﻜﺎﺭ ،ﻣﺮﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺄﻭﻗﺎﺕ ﻋﺼﻴﺒﺔ ﻭﻣﻬﻠﻜﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﻭ ﺗﻬﺰﻣﻪ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﹰ ﻭﻧﻔﺴﻴﺎ ﹰ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﳊﺎﺿﺮ.
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺪﺃ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﻣﺆﺫﻧﺎ ﹰ ﻓﻲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﻓﻘﻴﻬﺎ ﹰ ﻟﻺﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺳﺠﻦ ﻓﻲ
ﺳﺠﻦ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﺑﺤﺠﺔ ﺇﺛﺮ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻋﺎﻡ ٤٨ﻡ ﻭﻋﻘﺐ ﻓﺮﺍﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺘﻪ
ﺍﳊﻘﻞ ﻟﻴﻘﺘﺮﻥ ﺑﺄﹸﻡ ﻗﺤﻄﺎﻥ ﺩﻧﻴﺎ ،ﻗﺎﺩ ﺑﻌﺪﺋﺬ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺎ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻋﺎﻡ ٥٨ﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻘﻂ ﻓﻴﻬﺎ
ﺻﻬﺮﻩ ﻗﺤﻄﺎﻥ ﻭﺃﹸﻣﻪ ﻭﺷﺮﺩ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻧﻬﺒﺖ ﺩﺍﺭﻩ ﻭﺃﺭﺿﻪ ﺃﺳﻮﺓ ﺑﺪﻳﺎﺭ ﻭﺃﺭﺽ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﺍﳌﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺘﻞ
ﻭﺳﺪﻧﺘﻪ ،ﻋﻨﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ١٤ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ٦٣ﻡ ﻛﺎﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﳌﺪﻭﻱ ﺍﳌﺰﻟﺰﻝ ﻟﻸﺭﺽ ﻣﻦ ﲢﺖ ﺃﻗﺪﺍﻡ
ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮ ﻭﺃﻋﻮﺍﻧﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺷﻌﻼﻥ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻐﻮﻟﻲ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﺒﺪﺍﷲ ،ﺧﺎﺽ ﻣﻊ ﺭﻓﺎﻗﻪ
ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻣﺂﺛﺮ ﻣﺠﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﺰﻉ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻳﻮﻡ ٣٠ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ٦٧ﻡ ﻧﻔﻲ ﻭﻟﺪ
ﻋﻤﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﺯﻭﺝ ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ ﺃﻣﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻋﺸﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﺜﻞ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﺍﳌﺆﳌﺔ ،ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ
ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺻﺎﺑﺮ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﺭﹸﻓﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻋﻘﺐ ﺭﻓﻀﻪ ﺗﺪﺧﻼﺕ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ،ﺷﻴﻮﻋﻲ ﻣﺘﻄﺮﻑ ﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﳋﻠﻖ
ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ،ﻣﻨﺎﻫﺾ ﻋﻨﻴﺪ ﻭﺻﻠﺐ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﳝﺖ ﺑﺼﻠﺔ ﻟﻺﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﺑﺪﺀﺍ ﹰ ﺑﺎﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﹰ
ﺑﺪﻭﻝ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎ ﹰﺀ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﻹﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻜﻤﺒﺮﺍﺩﻭﺭ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻷﺩﺏ
ﻭﻟﻜﻞ ﺍﳌﻐﺮﺩﻳﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺳﺮﺏ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ.
ﺍﻟﻌﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺼﺪﻳﻘﻪ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ،ﻓﻜﻼﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ
ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺍﳌﺜﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ،ﻃﻔﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﻋﻠﻮﻣﻪ ﻛﺎﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ
ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ،ﻓﺘﻮﺓ ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻭﻟﻴﻨﲔ ﻭﺇﳒﻠﺰ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﻴﺮﺓ ﻫﻮﺷﻲ ﻣﻨﻪ ﻭﺗﺸﻲ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ
ﻭﻛﻴﻢ ﺁﻳﻞ ﺳﻮﻧﻎ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﻣﻦ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻭﺍﳌﺎﻟﻜﻴﺔ ﻭﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ﻭﺍﳊﻨﺒﻠﻴﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﻭﺍﳌﺎﻭﻳﺔ ﻭﺍﳉﻴﻔﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻣﻦ
ﺻﺤﻴﺤﻲ ﺑﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭﻛﺘﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﻭﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﺍﺑﻦ
ﺗﻴﻤﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻴﻠﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ.
ﺍﻟﻌﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﺍﻟﻐﻀﻦ ﺍﳌﺘﺠﻌﺪ ﻭﻧﻈﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﻟﻢ ﻳﻔﻖ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻼﲢﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ
ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﻜﻪ ،ﻓﻤﻨﺬ ﺑﺰﻭﻍ ﳒﻢ ﻏﻮﺭﺑﺎﺗﺸﻮﻑ ﻭﺍﻟﺒﺮﻭﺳﺘﺮﻭﻳﻜﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺩﺩ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻓﻴﺪﻝ
ﻛﺎﺳﺘﺮﻭ :ﺑﺮﻭﺳﺘﺮﻭﻳﻜﺎ ﻏﻮﺭﺑﺎﺗﺸﻮﻑ ﺳﻴﻒ ﺫﻭ ﺣﺪﻳﻦ ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎ ﺀ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻭﺇﻣﺎ ﳌﻮﺗﻬﺎ.
ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺘﻘﺪﻩ ﺃﻥ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻴﺎ ١٩١٧ﻡ ﻟﻜﻞ ﺃﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ
ﺑﺤﻮﻟﲔ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻘﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻣﻨﺬ ﺗﺒﺪﻟﺖ ﻗﺒﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺮﻣﻠﲔ ﻭﻫﻮ
ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﲔ ﺍﳌﺜﻘﻒ ﺍﻟﻼﺩﻳﻨﻲ ﺍﳌﻠﺤﺪ ﻭﺍﳌﺜﻘﻒ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﳉﺎﻣﺪ.
ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ﻭﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﻟﺒﻨﻴﺎﻧﻪ ،ﺗﺸﺎﺷﻴﺴﻜﻮ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﻮﻱ
ﻳﺴﻘﻂ ﻭﻋﻘﻴﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺛﻮﺭﺓ ﻃﻼﺑﻴﺔ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻮﺧﺎﺭﺳﺖ ،ﺍﻷﳌﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﻮﻥ ﻳﻬﺪﻭﻥ
ﺳﻮﺭ ﺑﺮﻟﲔ ﻭﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻳﺘﻮﺣﺪ ﻓﻲ ﻇﺮﻑ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ
ﺃﺳﺮﻉ ﻭﺃﻛﺒﺮ ﳑﺎ ﻳﺤﺘﻤﻠﻪ ﺍﻟﻌﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﻟﺞ ﻭﻣﻀﻄﺮﺏ ،ﻋﻨﺎﺩﻩ ﺟﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ
ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺭﺍﺡ ﻳﺠﻬﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﻜﻬﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ:
ﻳﺎ ﻋﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻻ ﺗﻜﺎﺑﺮ ﻭﺍﺭﻛﺐ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ ،ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ! -
ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﺳﻔﻴﻨﺘﻚ ﻭﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﺍﳉﺒﻞ؟؟ -
ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﺮﺏ ﻣﻨﺠﺎﺓ ﻓﻠﻘﺪ ﻋﺎﺩﺕ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻟﺼﻠﺒﺎﻧﻬﺎ ﻭﻟﻠﻴﺴﻮﻉ ﻭﺇﳒﻴﻠﻪ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﻛﻨﻮﺩﺍ ﹰ -
ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻕ ﻭ ﺃﻟﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻬﻼﻙ!
ﻻ ﻛﻬﻨﻮﺗﻴﺔ ﻭﻻ ﻻﻫﻮﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻝ؛ ﻓﻬﻞ ﺻﺮﺕ ﺑﲔ ﻋﺸﻴﺔ ﻭﺿﺤﺎﻫﺎ ﻭﻛﻴﻼﹰ ﷲ ﻣﺜﻞ -
ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﳌﻄﺎﻭﻋﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳝﻨﺤﻮﻥ ﺍﳋﻠﻖ ﺻﻜﻮﻛﺎ ﹰ ﺇﻟﻰ ﺍﳉﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺭ؟؟
ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻮﻥ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺃﻥ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺣﻖ ﻭﻗﺒﻠﺘﻬﻢ ﺣﻖ!! -
ﻓﻲ ﻗﺒﻠﺘﻬﻢ ﻧﻌﻢ ﻭﻣﺎ ﻋﺪﺍﻫﺎ ﱠﻛﻼ ﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺤﻴﻖ. -
ﺳﺘﻐﺮﻕ...ﺳﺘﻤﻮﺕ...ﻳﺎ ﻋﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﻓﻼ ﻗﺪﺭﺓ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ!! -
ﺃﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﻳﺎ ﻓﺘﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﳊﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﺤﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺝ ﺃﻣﺎ ﺍﳌﻴﺘﺔ ﻓﻤﻊ -
ﺍﳌﻮﺟﻪ ﻣﻨﺠﺮﻓﺔ!!
ﻻ ...ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻘﺼﺔ ﺍﳉﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﺼﻢ ﻭﻟﺪ ﻧﻮﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻼﻙ ،ﻭﺃﻧﺖ ﻻ ﻣﺴﺘﺼﺮﺥ ﻟﻚ -
ﻻ ﺟﺒﻞ ﺃﻭ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺳﺘﺆﻭﻳﻚ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﺍﶈﻴﻂ.
ﻧﻔﺲ.
ﻓﻲ ﹲﺳﺄﹸﻗﺎﻭﻡ ﻭﻟﻦ ﺃﺭﻓﻊ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﹼ -
ﺍﻟﻌﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﺑﻪ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﻓﻚ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﻋﻦ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻣﺜﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ
ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ﺗﺸﻲ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﺑﺘﻨﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ،ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﺇﻥ ﺍﻧﺘﺼﺮﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ
ﻓﻲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﻧﻔﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﺼﺎﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﻜﻴﲔ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﺼﺮﺕ
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺑﻔﻚ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﻏﺎﺩﺭ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﶈﺎﺭﺑﺔ ﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ،ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ
ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺣﺎﻣﻞ ﺭﻭﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﳉﺒﻬﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻌﺮﺓ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ،ﻟﻢ ﺗﻨﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ
ﺍﳌﻤﺰﻗﺔ ﻷﺣﺸﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺡ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ،ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﺷﻼﺀ
ﲢﻤﻞ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺱ
ﻭﺍﻟﺸﻈﺎﻳﺎ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻟﺪﻳﻪ ،ﻓﺤﺼﺎﺭ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻣﻨﺤﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﱡ
ﻭﺍﳉﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﺃﻛﺴﺒﻪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺰﳝﺔ ﻓﻲ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﳌﺘﻜﺎﻓﺌﺔ.
ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﺨﺮ ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﻟﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﺠﻤﻌﻪ ﺑﺈﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﺍﻟﺬﺍﺋﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ،ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﳊﻈﺔ ﲟﻐﺎﺩﺭﺓ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺣﻴﺎﹰ ،ﻓﻤﻊ ﺇﻃﺒﺎﻕ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻋﻠﻰ
ﺃﻧﻔﺎﺱ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﻳﻘﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺕ ﻣﺤﺘﻮ ﹲﻡ ,ﻟﻢ ﻳﻈﻔﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ
ﻓﻜﻤﺎ ﺗﺎﻕ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﻭﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﻓﻠﺴﻄﲔ ﻭﺍﳉﻮﻻﻥ ﻭﺳﻴﻨﺎﺀ ﺣﺮﻡ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﺳﺤﻘﺖ ﺟﻨﺎﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ ﻣﺘﺮﺍﺳﻪ ﻭﺃﺣﺎﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻣﺔ ﻣﺨﻠﻔﺎﺕ ،ﺩﻣﺮﺕ ﺩﺍﻧﺎﺕ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﻋﺮﻭﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ
ﺩﻣﺎﺭﺍ ﹰ ﻓﻈﻴﻌﺎ ﹰ ﻓﻮﻕ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﻴﻬﺎ ﻭﺑﻘﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻟﻢ ﳝﺖ ﺃﻭ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ.
ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺟﻬﺘﻪ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ ،ﺍﺷﺘﻐﻞ ﻓﻲ ﻣﻬﻦ ﱡﺣﺮﺓ ﺑﺤﺜﺎ ﹰ ﻋﻦ ﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺭﻱ ﻭﺍﳌﺮﺍﻓﺊ ﻭﺍﳌﺪﻥ ،ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺪ ﻭﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﻭﺍﻵﻥ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻭﻃﻨﻪ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﹰ ﻻ ﳝﻠﻚ ﻏﻴﺮ
ﺻﻨﺒﻮﻕ ﻭﺷﺒﻜﺔ ﺻﻴﺪ ﺍﺑﺘﺎﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﺟﺰﺭ ﺍﳋﻠﻴﺞ ،ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﺩﺧﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﺃﻧﻔﻘﻪ
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻜﻦ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻗﺎﺭﺏ ﺻﻴﺪ ﻳﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺨﻤﺼﺔ ،ﺍﳌﻨﻔﻰ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﳉﻮﺩ
ﻭﺍﳊﺬﺭ ﻭﺍﳉﹶﻠﹶﺪ ﻭﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ،ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﻗﻨﻮﻋﺎ ﹰ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻻ
ﻳﻀﻤﺮ ﺣﻘﺪﺍ ﹰ ﳌﻦ ﺃﺟﺒﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ،ﻻ ﳝﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﻃﻨﻪ ﻭﺛﻮﺭﺗﻪ ﺃﻭ ﻳﺘﺎﺟﺮ ﺑﻨﻀﺎﻟﻪ ﻭﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻧﻘﺼﺎﻧﺎ ﹰ ﻣﻦ ﺗﻀﺤﻴﺘﻪ ﻭﻧﻀﺎﻟﻪ ﻧﺤﻮ ﻭﻃﻨﻪ ﻭﺃﻣﺘﻪ ﻓﺮﻛﻮﺏ ﺃﻫﻮﺍﻝ
ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﻜﻬﻮﻟﺔ ﻭﺍﺟﺐ ﺁﺧﺮ ﻣﻨﻪ ﲡﺎﻩ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ.
ﻳﻮﺳﻒ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﻲ ﻭﺷﺘﺎﺕ ﻟﻪ ﻭﻷﺳﺮﺗﻪ ،ﻻ ﻳﺤﺰﻧﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﳒﻠﻪ ﺻﺎﺑﺮ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ
ﺟﺒﺎﻝ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﳊﻘﻞ ﺑﻠﺤﻴﺘﻪ ﺍﳌﺴﺘﺮﺳﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ ،ﻭﻗﻤﻴﺼﻪ ﺍﳌﺴﺒﻞ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻗﺒﻴﻪ ،ﻋﻼﻭﺓ
ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻤﻪ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﻟﻠﺪﻳﻦ ،ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺟﻌﻠﺖ ﺻﺎﺑﺮ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﻻ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ
ﺻﺎﺑﺮ ﻳﺸﺒﻪ ﺃﺑﺎﻩ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﻔﺎﻩ ﺍﻟﻘﺴﺮﻱ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻋﻤﻪ ﺻﺎﺑﺮ؛ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ
ﻣﻠﻚ ﺿﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﻓﺜﻼﺛﺘﻬﻢ
ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﳊﻘﻞ ،ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺷﻌﻼﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﹴ
ﻋﺎﺋﺪﻭﻥ ﻟﻺﻣﺎﺭﺓ ﻭﺍﳌﺸﻴﺨﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ،ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺃﻥ ﺻﺎﺑﺮ ﻻ ﳝﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺳﻄﺮﻩ ﺃﺑﻮﻩ ﻣﻦ
ﻣﺠﺪ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ.
ﻛﻨﺖ ﻣﺤﻈﻮﻇﺎ ﺑﺘﻮﻗﻴﺖ ﺍﻗﺘﺮﺍﻧﻲ ﺑﺄﺷﺠﺎﻥ ﻣﻊ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻋﺎﻡ ٩٠ﻡ ،ﻓﻠﻮﻻ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﳌﺎ ﺭﺃﻳﺖ
ﹸ
ﺷﻤﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﲢﺖ ﺳﻘﻒ ﺧﻴﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻱ ﺍﳌﺘﻄﺮﻑ ﻭﺍﻟﻌﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳌﻨﻔﻲ ﻣﻨﺬ
ﻋﺸﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﺩ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﳊﻘﻞ ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ
ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻐﻮﻟﻲ ﻭﳒﻠﻪ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﻭﳒﻠﻪ ﻋﺒﺪﺍ ﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ
ﺃﺭﺑﻌﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﳊﻘﻞ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻭﻧﻴﻒ ﻣﻦ ﻫﺮﻭﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺇﺛﺮ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ
ﺻﺎﺑﺮ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻭﺃﻣﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﻤﺔ ﺃﻣﻞ ﻭﺛﻼﺛﺘﻬﻢ ﻓﺮﻭﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﺬﺭ ﻋﻮﺩﺓ ﺭﺏ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﻳﻮﺳﻒ.
ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﻓﺮﺣﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﻋﻴﺪ ،ﻓﺤﻘﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﺳﻲ ﻏ ﹾﻴﺮ ﺍﳊﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺎﺩﺭﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺑﻀﻌﺔ
ﺃﻋﻮﺍﻡ ،ﻭﻗﺘﺌﺬ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻳﻌﺞ ﺑﺎﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﳋﻄﺐ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﻮﺃﺩ ﺍﳌﺆﺍﻣﺮﺓ ،ﺁ ﺧﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻛﺎﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻷﻏﺮ ﻭﺧﺒﺰﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻘﺘﻪ ﺭﺍﺋﺤﺘﻪ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ
ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻔﻲ ﻭﺩﻣﺎﻏﻲ ﺍﻟﻘﺎﻃﻨﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻋﺪﺍ ﻭﺩﺍﻋﻴﺔ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻭﻓﻄﻮﺭﻫﺎ ،ﻛﺎﻥ ﺍﳊﻘﻞ ﻣﺘﺸﺤﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ ﻭﺃﻫﻠﻪ
ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻳﻨﺸﺪﻭﻥ ﻭﻳﺮﻗﺼﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﺍﻑ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻣﻸﻱ ﺑﺎﻷﺿﺮﺣﺔ ﻭﺭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ،ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ
ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻣﻜﺴﻮﺓ ﺑﺼﻮﺭ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ،ﺻﻮﺕ ﺍﳌﺬﻳﺎﻉ ﻻ ﻳﻜﻞ ﺇﻻ ﱠ ﻋﻨﺪ ﺍﳋﻠﻮﺩ ﻟﻠﻨﻮﻡ ،ﻣﻜﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﳋﺎﺭﻗﺔ
ﺑﺎﻕ ﻳﺎ ﻓﺘﺎﺡ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻔﻼﺡ(
ﻟﻄﺒﻠﺔ ﺍﻷﺫﻥ ﻻ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﺗﺮﺩﻳﺪ ﺍﻷﻧﺎﺷﻴﺪ ﻭﺍﻟﻬﺘﺎﻓﺎﺕ ﻣﺜﻞ )ﺣﺰﺑﻚ ﹴ
ﺳﺤﻘﺎ ﹰ ﻟﻠﻌﻤﻼﺀ(ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ.
ﺳﺤﻘﺎ ﹰ ﹸ
ﻭ)ﻋﻬﺪﺍ ﻋﻬﺪﺍ ﹰ ﻟﻠﺸﻬﺪﺍﺀ ﹸ
ﻓﻔﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﻭﺻﻠﺖ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺫﺭﻭﺓ ﺗﺄﺯﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ،
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻛﺎﺭﺛﺔ ١٣ﻳﻨﺎﻳﺮ ٨٦ﻡ ﺑﺤﻖ ﺿﺮﺑﺔ ﻣﻮﺟﻌﺔ ﻭﺃﺧﻴﺮﺓ ﺃﻃﺎﺣﺖ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﺃﻳﺔ ﺣﺮﺏ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﺒﻚ ﺭﻭﺣﻚ ﻭﻋﻘﻠﻚ ﺑﻼ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻭﺮﺩ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﺷﻮﻓﻴﻨﻴﻪ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﻓﻴﻪ ،ﺍﳌﺸﻬﺪ ﻛﺎﻥ
ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺎ ﹰ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﲢﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﺗﺼﻮﺭﻩ ﻓﻲ ﺃﻓﻼﻡ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﺍﻟﻬﻮﻟﻴﻮﺩﻳﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﹰ ﻟﺒﺸﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﲔ
ﺍﻹﺧﻮﺓ ،ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺮﻋﺒﺔ ﻃﺎﻟﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﳌﻌﻴﺸﺔ ﻭﺍﻟﻮﺋﺎﻡ ،ﺃﻧﺎﺱ ﻟﻘﻮﺍ ﺣﺘﻔﻬﻢ
ﺮﺩ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﺍﳌﻨﺎﻃﻘﻲ ،ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﺮﻓﻬﻢ ﺟﻴﺪﺍ ﹰ ﻗﻀﻮﺍ ﻧﺤﺒﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﳉﻠﺐ ﺩﺟﺎﺝ ﻻ
ﺃﻛﺜﺮ ،ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻻ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺩﻓﻨﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺭﺟﺎﻝ ﻛﺜﺮ ﰎ
ﺳﻤﻠﺖ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﺃﻭ ﺑﺘﺮﺕ ﺷﻔﺎﻫﻬﻢ ﺗﻘﻄﻴﻊ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﻢ ﻭﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﺑﻔﺆﻭﺱ ﻭﺳﻜﺎﻛﲔ ،ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﺧﺮ ﹸ
ﺃﻭ ﺣﻮﺍﺳﻬﻢ ﺃﻭ ﺃﻋﻀﺎﺅﻫﻢ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻴﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻣﺰﻗﺖ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ ﺇﺭﺑﺎ ﹰ ﺇﺭﺑﺎ ﹰ ﺃﻭ ﺃﹸﺣﺮﻗﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﳌﻌﺘﻘﻼﺕ
ﻭﺍﻟﺰﻧﺎ ﺯﻳﻦ ﺃﻭ ﺩﻓﻨﻮﺍ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺎﻭﻳﺎﺕ ﺍﳌﻮﺕ ،ﺃﻳﺔ ﻟﻌﻨﺔ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ!! ﺃﻳﺔ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﺣﻠﱠﺖ
ﻭﺍﺳﺘﻮﻃﻨﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ!! ﻃﻮﻓﺎﻥ ﻧﻮﺡ ﻭﺭﻳﺢ ﺛﻤﻮﺩ ﻭﺳﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﻡ ﻛﺎﻥ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻭﻟﻜﻦ
ﻋﻘﺎﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺍﻷﺭﺽ ،ﺃﻓﺮﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺭﺣﻢ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﳑﺎ ﻭﻗﻊ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ ٨٦ﻡ ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ
ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻛﺄﻧﻲ ﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺆﺳﺲ ﳌﻠﻜﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻼﺀ ﻭﺟﻤﺎﺟﻢ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﺍﻷﻣﻮﻳﲔ ،ﻧﻴﺮﻭﻥ ﺃﺣﺮﻕ ﺭﻭﻣﺎ،
ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻋﺎﺙ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﺧﺮﺍﺑﺎ ﹰ ﻭﺩﻣﺎﺭﺍﹰ ،ﻓﻲ ﻛﻼ ﺍﳊﺎﻟﺘﲔ ﻟﻢ ﳝﺖ ﻗﻠﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻢ ﳝﺖ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﻣﺄﺳﺎﺓ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻭﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ،ﺍﻟﻔﺎﺷﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﻫﻨﺎ ﺑﻼ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﺒﺮﺭ ﺃﺧﻼﻗﻲ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﻓﺄﻳﺔ ﺷﻮﻓﻴﻨﻴﺔ ﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺃﻭ
ﻋﺮﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻟﺴﻠﺦ ﺃﺧﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﺷﺎﻩ ﺃﻭ ﻟﻨﺤﺮﻩ ﻭﺩﻓﻨﻪ ﺣﻴﺎﹰ،
ﺁﻩ ﻛﻢ ﻧﺤﻦ ﺳﻔﻠﺔ ﻭﺣﻘﺮﺍﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻔﺘﻚ ﺑﺒﻌﺾ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﻬﺘﻒ ﻭﻧﻨﺸﺪ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﻭﺍﻟﺴﻔﻠﺔ؟؟ﺍ
ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻳﻨﺎﻳﺮ ٨٦ﻡ ﻗﺪ ﻋﺎﺩﺕ ﺑﺄﻭﻝ ﻭﺯﻳﺮ ﺩﻓﺎﻉ ﺃﻋﻘﺐ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ـ٣٠ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ١٩٦٧ﻡ
ـ ﻋﻠﻲ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﺠﻤﻴﺪﻩ ﻋﺎﻡ ٨١ﻡ ﺍﺛﺮ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ
ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺮﻡ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻥ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﺔ ﺃﻭ ﺳﺒﺐ ﺟﻮﻫﺮﻱ ،ﻣﺄﺳﺎﺓ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻛﺎﻧﺖ
ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺈﻣﺎﻃﺔ ﺍﻟﻠﺜﺎﻡ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻠﺒﻠﺪ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
ﻭﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﺍﻏﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻫﻢ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﻴﻞ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻗﻠﻴﻠﻮ
ﺍﳋﺒﺮﺓ ،ﻓﻜﺎﺭﺛﺔ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﻃﻐﻤﺔ ﻓﺘﺎﺡ ﻭﻋﻨﺘﺮ ﻭﻣﺼﻠﺢ ﻭﺷﺎﺋﻊ ﻭﻫﺰﳝﺔ ﻋﻠﻲ ﻧﺎﺻﺮ
ﻭﺯﻣﺮﺗﻪ ،ﺑﻞ ﻣﺜﻠﺖ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﳉﻨﻮﺏ.
ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﳊﻘﻞ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ،ﻓﻮﺟﻪ ﺍﳊﻘﻞ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺨﺮﺑﺸﺎﺕ ﻭﻃﻼﺳﻢ ﻓﻮﺿﻮﻳﺔ ﻻ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻬﺎ ﺃﻭ
ﻣﻠﻤﺢ ﻏﻴﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ،ﻋﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﶈﺘﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺧﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺱ،
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻘﻞ ﻻ ﻳﻄﻴﻘﻮﻥ ﺫﺭﻋﺎ ﹰ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻐﻮﻟﻲ
ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﻟﻠﺤﻘﻞ ،ﻗﺤﻄﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻟﺘﻮﻩ ﻣﻦ
ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻓﻲ ﺟﺪﻝ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺻﺎﺑﺮ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺒﺎﻝ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ،
ﻗﺤﻄﺎﻥ ﻭﺻﺎﺑﺮ ﺃﺣﺎﻻ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺑﺠﻤﻊ ﺍﻟﺸﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﻝ ﻋﻘﻴﻢ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻙ ﺑﺎﻷﻳﺪﻱ ﻭﺑﺎﻟﺘﻬﺪﻳﺪ
ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ،ﻛﻼﻫﻤﺎ ﺃﻓﺴﺪﺍ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﻐﻠﻮﻫﻤﺎ ﻭﺗﻌﺼﺒﻬﻤﺎ ﻟﺮﺃﻳﻬﻤﺎ ،ﻓﻘﺤﻄﺎﻥ ﻳﺼﺐ ﺟﺎﻡ ﻏﻀﺒﻪ ﻋﻠﻰ
ﺻﺎﺑﺮ:
ﺃﻧﺘﻢ ﺍﳌﻄﺎﻭﻋﺔ ﻋﻤﻼﺀ ﻭﺣﺎﺭﺑﺘﻢ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺇﻧﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﺍﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ -
ﺻﻼﺗﻜﻢ ﻭﺩﻳﻨﻜﻢ ﺯﺍﺋﻔﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ.
ﺻﺎﺑﺮ ﺑﺬﻗﻨﻪ ﺍﻟﻜﺚ ﻟﻢ ﳝﻬﻞ ﺍﳌﺘﺤﺪﺙ ﳊﲔ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ:
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﺣﺰﺏ ﺍﷲ ﻭﺣﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺮﻭﺱ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ -
ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻓﺮﺽ ﻋﲔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﺎ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﺎﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻤﻦ
ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻭﺍﳋﻨﺎﺯﻳﺮ ﺍﻟﺮﻭﺱ ﻻ ﺩﻳﻦ ﻟﻜﻢ.
ëÜbÄÄÄÄÄÄÄÄè€a ›ó–€a
ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺭﺑﻴﻌﺎ ﹰ ﺑﺪﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﺑﺜﻮﺑﻬﺎ ﻭﻃﺮﺣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻛﺰﻧﺒﻘﺔ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﲔ ﺍﻀﻠﺔ
ﺑﻨﺪﻯ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ،ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﻧﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﶈﻔﻮﻇﺔ ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺟﻴﺒﻲ ﺍﺴﻤﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ
ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻲ ،ﻛﻞ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﺤﺒﺬﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺃﻧﻀﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻞ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻀﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ
ﺍﻵﻥ ﻛﺤﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻄﻠﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺃﻧﺎﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻸﻟﺒﺎﺏ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ
ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺃﺑﻬﺞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﺗﺄﺑﻄﺖ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﺍﳌﺮﲡﻔﺔ ﻭﻣﻀﻴﺖ ﻣﺰﻫﻮﺍ ﹰ ﻛﻤﻦ ﺳﻠﺐ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻫﺎﻟﺔ
ﺿﻴﺎﺀﻩ.
ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺸﺒﻪ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻗﺼﺔ ﺑﻘﺪﻣﻴﻬﺎ ﺍﳊﺎﻓﻴﺘﲔ ﻓﻲ ﺍﳉﺒﺎﻝ،
ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﺃﻧﻀﺠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻓﺤﺘﻰ ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺤﺘﺸﻤﺔ ﻭﺣﺴﺎﺳﺔ
ﻣﺜﻞ ﺯﻫﺮﺓ ﺍﳌﻴﻤﻮﺯﺍ ﺍﻟﻨﺎﺿﺤﺔ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻌﻄﺮ ،ﻓﺠﻤﺎﻝ ﺑﻼ ﺣﻴﺎﺀ ﻭﺭﺩﺓ ﺑﻼ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻭﺃﺷﺠﺎﻥ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ ﻭﻧﻈﺮﺗﻬﺎ ﺍﳋﺠﻠﺔ ﺑﺪﺕ ﺃﺻﺪﻕ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍ ﹰ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺑﻮﺷﻜﲔ ﻭﻛﻨﺖ ﻗﺪ
ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﹸﻣﻲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ،ﻓﻠﻄﺎﳌﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺇ ﱠﻥ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﻭﻣﺘﻰ ﻓﻘﺪﺗﻪ ﺫﻫﺐ
ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ،ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻀﺖ ﻣﻠﺒﺴﻬﺎ ﻋﻦ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﻏﺴﻠﻪ ﲟﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻧﺰﻉ
ﺣﻴﺎﺀﻫﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻣﻊ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ،ﻓﻜﺜﻴﺮﺍ ﹰ ﻣﺎ ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻄﺎﻃﻴﻘﻴﺎ )ﻋﻠﻢ
ﺍﳉﻤﺎﻝ( ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﺍﳉﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺍﻵﻥ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ
ﺑﻮﺟﻪ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻫﻤﺴﺖ ﺑﻪ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﻤﻌﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ :ﻳﻜﺎﺩ ﺣﻴﺎﺀ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺃﺷﺪ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ،ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻣﺄﺛﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﺍﺳﺘﻌﺬﺑﺘﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﻓﻌﻼﹰ ﻭﻗﺤﺎ ﹰ ﻭﻓﻈﺎ ﹰ ﻻ ﻳﺮﻗﻰ
ﻟﻨﻌﻮﻣﺔ ﻭﺭ ﹼﻗﺔ ﺍﻷﻧﺜﻰ.
ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻘﻮﻝ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﲡﺎﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻠﻮﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻌﺬﻭﺑﺔ؟
ﻣﻦ ﺃﻳﺔ ﻟﻐﺔ ﺳﺘﻨﺘﻘﻲ ﻣﻔﺮﺩﺍﺗﻬﺎ ﻟﺘﺼﻒ ﻋﺮﻭﺳﺘﻲ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺍﳌﻬﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻲ ﻛﻄﻔﻠﺔ ﻭﺩﻳﻌﺔ؟؟
ﺑﺄﻳﺔ ﻋﺪﺳﺔ ﻛﺎﻣﻴﺮﺍ ﺳﺘﻠﺘﻘﻂ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﺒﺪﻧﻬﺎ ﺍﻷﻫﻴﻒ ﺍﳌﺮﲡﻒ ﺍﻷﻭﺻﺎﻝ ﺑﲔ ﺟﻨﺎﺣﻲ؟ ﻓﺄﺷﺠﺎﻥ ﻛﺴﺎﺋﺮ
ﻋﺬﺍﺭﻯ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻟﻼﺋﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻵﺧﺮ ﺳﻮﻯ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺪﻥ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ،
ﻓﻜﻼﻫﻤﺎ ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﻳﺨﻀﻌﺎﻥ ﻟﻀﻐﻂ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺟﺴﺪﻱ ﻧﺘﻴﺤﻪ ﺍﻟﺘﻬﻴﺆ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺍﺭﺛﺔ ﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﻭﺍﻧﺘﻜﺎﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ.
ﺑﺪﺕ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻟﻴﻠﺘﺌﺬ ﻛﺪﺭﺓ ﺧﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺫﺍﻫﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺼﻠﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻬﻼﻙ ﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ
ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﺧﻔﻘﺎﻥ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﻪ ﻳﻨﻘﺮ ﻋﻈﻤﺎﺕ ﻗﻔﺼﻲ ﺍﻟﺼﺪﺭﻱ ،ﻟﻢ ﺃﺣﺘﻤﻞ ﻫﻠﻌﻬﺎ ﻓﺒﺎﺩﺭﺗﻬﺎ
ﻗﺎﺋﻼﹰ:
ﺃﻧﺎ ﺣﺒﻴﺒﻚ ﺍﳌﺘﻴﻢ ﺑﺮﻗﺼﻚ ﻭﺭﻭﺣﻚ ﻣﺬ ﺻﺒﺎﻙ ﻓﻌﻼﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻞ ﻭﺍﻟﺮﻋﺐ ﻳﺎ ﺇﻗﺤﻮﺍﻧﺘﻲ -
ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ؟؟
ﺷﻮﻗﺎ ﹰ ﻭﻟﻬﻔ ﹰﺔ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺧﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﻈﺎﻇﺘﻚ ﻭﻏﻠﻈﺘﻚ!! -
ﺍﺭﻗﺼﻲ ﻭﺍﺑﺘﻬﺠﻲ ﻛﻄﺎﺅﻭﺳﻪ ﻣﺘﺒﺨﺘﺮﺓ ﺑﺮﻳﺸﻬﺎ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻭﺍﻃﻮﻱ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺗﻚ ﻓﻈﺎﻇﺘﻲ -
ﻭﺟﻼﻓﺘﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ!!
ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﺠﻠﻪ ﻭﻭﺟﻠﺔ:
ﻛﻞ ﻓﺘﻴﺎﺕ ﺍﳊﻘﻞ ﻭﺟﺴﺎﺕ ﻣﺮﺗﻌﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﺸﻮﻧﺔ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ! -
ﺍﻃﻤﺌﻨﻲ ﻓﻐﻠﻈﺘﻲ ﻭﻓﻈﺎﻇﺘﻲ ﻧﺰﻋﺘﻬﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺚ ﺭﺿﺎﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ. -
ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻛﻤﻦ ﻟﺴﻌﻪ ﺯﻧﺒﻮﺭﹲ ﻓﺰﻋﺖ ﻭﻫﺎﺟﺖ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﻣﻜﻔﻬﺮﺓ:
ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻳﻦ؟؟ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺩﻓﻨﺖ ﺑﻌﻮﻟﺘﻚ! -
ﻻ ...ﻻ ...ﻟﻢ ﺃﻗﻞ ﺭﺟﻮﻟﺘﻲ ﺇﳕﺎ ﻗﻠﺖ ﻃﺒﺎﻋﻲ ﺍﻟﻐﻠﻈﺔ.. -
ﻛﻴﻒ؟ ﻻ ﺍﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﻘﺼﺪﻩ؟ ﻓﻬﻞ ﺛﻤﺔ ﻓﺎﺭﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﻐﻠﻈﺔ؟ -
ﻭﺑﺨﺖ ﻧﻔﺴﻲ
ﻳﺎ ﺍﷲ ﻟﻄﻔﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻃﺔ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﺍﳌﻌﻜﺮﺓ ﳌﺰﺍﺝ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺮﺳﻬﺎ ،ﻫﻜﺬﺍ ﹼ
ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﺗﻲ ﻭﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻲ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﻣﺎ ﺃﻓﺴﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻗﺼﺪ:
ﻟﺴﺖ ﻋﻨﺰﺓ ﻟﻴﻬﺮﻕ ﺩﻣﻚ ﻭﻳﺴﻴﺢ ﺮﺩ ﺭﻏﺒﺔ ﺃﺳﺘﻠﺬ ﺑﻬﺎ ،ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﻗﻮﻟﻪ ﻟﺘﻬﻨﺌﻲﹺ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ -
ﻭﺗﻌﻴﺸﻲ ﻓﺮﺣﺘﻚ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﹰ ﻋﻦ ﻫﻮﺍﺟﺴﻚ ﺍﻴﻔﺔ ﻭﺍﳌﻘﻠﻘﺔ...
ﻫﺪﺃﺕ ﻣﻦ ﺭﻭﻋﻬﺎ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﻖ ﺯﻓﺮﺓ ﺗﻨﻬﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﻗﺎﻉ ﺭﺋﺘﻴﻬﺎ ﺃﺭﺩﻓﺖ:
ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﺍﹸﺫﺑﺢ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ ﹰ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﻃﺮﻧﻲ ﻓﻴﻚ ﺍﻣﺮﺃﺓ.. -
ﻳﺎ ﻟﻮﻗﺎﺣﺘﻲ ﻭﺳﺬﺍﺟﺘﻲ ،ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖ ﲟﻐﺎﻣﺮﺗﻲ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ؟؟
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﻜﺘﺸﻒ ﲟﻀﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﺎ ﺃﺳﺪﺗﻪ ﻟﻬﺎ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻣﻦ ﺻﻨﻴﻊ ،ﻗﻄﻌﺎ ﹰ ﺳﺘﺪﺭﻙ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﲡﺪ ﹼ
ﻓﻲ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺭﺟﻞ ،ﺳﺘﻘﻮﻝ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭﻟﻮ ﻓﻲ ﺧﺎﳉﻬﺎ:ﺷﻜﺮﺍ ﹰ ﻟﻚ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﳌﻌﻠﻤﺔ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ،
ﻓﺼﻨﻴﻌﻚ ﻟﻦ ﻳﻨﺴﻰ ،ﻓﻤﺎ ﺃﻗﺒﺢ ﻣﺎ ﺃﺧﺬﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻠﻈﺔ ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻘﻢ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ،ﻭﻣﺎ
ﺃﺭﻭﻉ ﻣﺎ ﻭﻫﺒﺘﻴﻪ ﻟﺮﺟﻠﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﻭﺩﺍﻋﺔ ﻭﻟﻄﻒ ﻭﻋﺎﻃﻔﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺤﻖ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻭﺑﺮﻏﺒﺎﺗﻬﺎ ﺍﳌﻜﺒﻮﺗﺔ
ﻭﺍﳌﺪﻓﻮﻧﺔ..
ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻟﻢ ﺗﺄﻧﺲ ﺍﳌﺮﺍﻗﺺ ﻭﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﺍﻟﻼﺻﻘﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺫﺭﻉ ﺍﳋﺎﺻﺮﺓ ﻟﻠﻘﺪﻭﺩ ﺃﻭ ﻣﻼﺛﻤﺔ ﺍﻟﺜﻐﻮﺭ ،ﺭﲟﺎ ﺭﻗﺼﺖ
ﻓﻲ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﺃﻭ ﻫﺰﺟﺖ ﻭﺗﺮﳕﺖ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﻓﺮﲟﺎ ﺭﺃﺕ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﺻﺮ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ،ﻋﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻟﺬﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻭﺻﺎﻋﺪﺍ ﻧﺰﻉ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﻑ ﺍﳌﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻓﺘﺎﺓ ﺑﺘﻮﻝ ،ﻛﻨﺖ ﺃﺷﺪ
ﺧﻔﻘﺎﻧﺎ ﹰ ﻣﻦ ﻋﺮﻭﺳﺘﻲ ﻟﻮﻻ ﻣﺨﺎﺻﺮﺗﻲ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﻭﻣﻌﺎﺷﺮﺗﻬﺎ ،ﻻ ﻏﻀﺎﺿﺔ ﺃﺟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺼﺮ
ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺍﳌﺴﺘﺴﻠﻤﺔ ﺑﲔ ﺫﺭﺍﻋﻲ ،ﻣﺎ ﺃﻋﺬﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻭﻣﺎ ﺃﻟﺬﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻮﺭﺩ ﻭﺟﻨﺘﺎﻫﺎ ﺧﺠﻼﹰ ﺃﻭ ﺣﻴﻨﻤﺎ
ﺗﺮﻧﻮ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﳋﺠﻠﺘﲔ ﺍﻵﺳﺮﺗﲔ ،ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﲡﺪ ﻧﻬﺪﻳﻬﺎ ﻭﺻﺪﺭﻫﺎ ﻻﺻﻘﲔ ﻓﻲ ﺻﺪﺭ ﺭﺟﻞ ﻃﺎﳌﺎ ﺑﺎﺩﻟﺘﻪ
ﺍﳊﺐ ﺍﻟﻌﺬﺭﻱ ﺍﻟﻌﻔﻴﻒ ،ﻫﻲ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻓﻌﻠﻪ ،ﺇﻧﻬﺎ ﻛﻤﻦ ﺻﻌﻘﻬﺎ ﺗﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﺣﻔﺎﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ،
ﻓﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻫﻜﺬﺍ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻛﺎﺑﺤﺔ ﻟﺮﻏﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﲢﺖ ﺳﻘﻒ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﺍﻟﺪﻡ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺿﺨﺎ ﹰ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﺰﺕ ﺑﺼﺪﺭﻱ ﻧﻬﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﲔ ،ﻻ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﺬﻛﺮ ﻟﻘﺒﻼﺗﻲ ﺍﻟﺴﺎﺧﻨﺔ
ﺍﳌﻠﺘﺎﻋﺔ ﳉﺴﺪ ﺃﻧﺜﻰ ،ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻠﻘﺪ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺑﺪﻧﻬﺎ ﺍﻟﻐﺾ ﺍﻟﻄﺮﻱ ﻷﻧﻘﺶ
ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ.
ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺭﺟﻞ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺑﻼ ﺳﻴﺎﺝ ،ﻣﺎ ﺃﺑﺪﻉ ﻏﺮﻭﺗﺮ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﺻﻮﻑ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺍﳊﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﺭﻓﺔ
ﺍﳉﻤﺎﻝ ﻭﺍﳌﺘﻌﺔ ﻭﺍﻟﻠﺬﺓ ﻟﻠﻌﲔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﳉﺴﺪ ،ﺧﻴﻞ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻻ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﺮ ﻭﺍﻟﻮﺭﺩ
ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺣﲔ ﻭﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻬﺮ ،ﻓﺠﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺔ ﺑﺎﻧﻮﺭﺍﻣﻴﺔ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺃﺷﺠﺎﻥ.
ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﳌﺪﻳﻨﺔ ﻛﻴﻴﻒ ﻭﻧﻬﺮﻫﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺒﺮ ﻟﻢ ﺃﻇﻔﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﺁﻧﺬﺍﻙ ،ﻛﻼﻫﻤﺎ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺮ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻠﻮﻗﺔ ﺍﳌﻼﺋﻜﻴﺔ ﺍﳌﺘﺮﻋﺔ ﺑﺠﻨﺎﻥ ﻭﺳﺤﺮ ﻭﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﻭﺗﻮﺍﺑﻞ ﺍﻟﺸﺮﻕ ،ﺍﳉﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻔﺔ
ﻭﺍﳊﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﻓﻲ ﺃﻧﺜﻰ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﺳﻠﻤﻮﻥ ﺍﳊﺒﺸﻲ ﻟﻄﺎﳌﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ :ﻭﻃﻦ
ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻝ ،ﺍﻵﻥ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺳﻠﻤﻮﻥ ،ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻫﻞ ﻷﻧﻪ ﺻﺪﻗﻨﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻡ ﻟﻮﻓﺎﺋﻪ ﳊﺒﻴﺒﺘﻪ
ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ ﺃﺩﻳﺲ؟
ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﻮﻃﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺗﺒﻘﻰ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺤﺪﻳﻘﺔ ﺑﻼ ﺳﻴﺎﺝ ﻣﺜﻞ ﺍﳊﺴﻨﺎﺀ ﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ،ﺭﲟﺎ ﺃﺗﺬﻛﺮﻩ
ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﻕ :ﺳﺘﺬﻛﺮﻧﻲ ﺟﻤﺎﻝ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺠﻤﻌﻚ ﺍﻟﺮﺏ ﺑﺄﺷﺠﺎﻥ ﺍﻟﻄﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ.
ﺑﻌﻴﻨﻴﲔ ﻻ ﺗﺮﻣﺸﺎﻥ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﻣﺘﻔﺮﺳﺎ ﹰ ﻭﺟﻪ ﻭﺑﺪﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﳌﻀﻄﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻼﺕ ﺍﳊﺎﺭﺓ ،ﺭﲟﺎ ﻫﻤﺠﻴﺔ
ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺮﺍﺳﺒﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﻛﻞ ﻓﺘﺎﺓ ﺑﺘﻮﻝ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻣﻨﺘﻈﺮﺓ ﺍﻷﺫﻯ ﻭﺍﻟﻮﺟﻊ ﻭﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻳﺮﺩﺩ ﻣﻘﻮﻟﺔ
ﻋﻠﻲ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻲ ﻭﻟﻮ ﻣﻦ ﺭﺃﺱ ﻭﺳﻠﻮﻙ
ﺑﻄﻮﻟﺲ :ﻛﻞ ﻟﺬﺓ ﻳﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﺃﻟﻢ ،ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﹼ
ﺷﺮﻳﻜﺔ ﻋﻤﺮﻱ ﺃﺷﺠﺎﻥ ،ﻓﻠﻢ ﺃﻓﻌﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﳌﻤﻬﺪﺓ ﺑﺎﳋﻮﻑ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻟﺮﺻﺎﺹ
ﻭﻛﺄﳕﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ ،ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻭﻗﺘﺌﺬ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﻼﺕ ﺭﻏﻢ ﺍﺳﺘﺴﻼﻡ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻟﻔﻌﻞ
ﻣﺎﻫﻮ ﻣﺤﺘﻢ ﻭﻣﻌﺘﺎﺩ ،ﺗﺮﻳﺜﺖ ﻭﻟﻢ ﺃﻓﻌﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻷﻗﺤﺎﺡ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﻮﻥ ﳊﲔ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﳌﻄﺎﺭﺣﺔ
ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ.
ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺃﺷﺠﺎﻥ ﻟﻢ ﺗﺄﻧﺲ ﺣﻀﻨﻲ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻇﻨﻨﺖ ﺑﻞ ﺯﺍﺩﺕ ﺧﻮﻓﺎ ﹰ ﻭﺫﺑﻮﻻ ﹰ ﺑﺪﻻ ﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﳉﺮﺃﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻬﺪﺗﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺭﺍﻫﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﻭﺱ ﻣﻌﻠﻤﺘﻲ ،ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻫﻮ ﺃ ﱠﻥ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻭﺭﺳﺦ ﻓﻲ
ﺫﻫﻦ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﻣﻀﻲ ﳑﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ،ﻟﺬﺍ ﻛﺬﺑﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﺃﺫﻧﺎﻫﺎ ﻭﺭﺍﺣﺖ ﻛﺄﻱ ﻣﺸﺮﻗﻴﺔ ﺗﺨﺸﻰ
ﺳﻘﻮﻁ ﻋﺸﻬﺎ ﻣﺴﺘﺠﻴﺮﺓ ﺑﺘﻤﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﻋﻔﺸﻬﺎ ﻋﻠﻬﺎ ﺗﻔﻚ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻋﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﳌﺼﻔﺪ ﺑﺮﺑﺎﻁ
ﺍﻟﻌﺬﻝ ،ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺣﻠﻴﻬﺎ ﻭﻣﺪﺗﻬﺎ ﻟﻲ ﻗﺎﺋﻠﺔ:
ﻫﺎﻩ ...ﺍﺭﺑﻄﻬﺎ ﺟﻤﺎﻝ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﻘﻚ ﻳﺒﻄﻞ ﻭ ﻳﺒﻮﺭ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﻼﻋﲔ ،ﻓﻠﻘﺪ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮﺕ ﺃﹸﻣﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻦ -
ﻳﺘﺮﻛﻮﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﺫﻯ!!
ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ؟؟ -
ﺍﻟﻌﺬﻝ ﻛﺜﺮ ﻭﻣﺼﻴﺮﻙ ﺗﻌﺮﻑ.. -
ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﺴﺤﻮﺭﺍ ﹰ ﺇﳕﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺄﻧﺴﲔ! -
ﺃﳊﺖ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻫﺎﻃﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺠﺮﻳﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺑﻠﻮﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺱ ﻗﺎﺋﻠﺔ:
ﺍﺭﺑﻄﻬﺎ ﻟﻴﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﻟﻴﻤﺤﻖ ﻛﻴﺪﻫﻢ! -
ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺳﻤﻊ؟ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻌﻠﺖ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻷﺟﻠﻬﺎ؟
ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻓﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻨﺎ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﻓﻀﻊ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺪﻙ! ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﻣﻘﻠﺘﻴﻬﺎ -
ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ﻣﻀﻴﻔﺔ ﻟﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﺻﻔﺎ ﹰﺀ ﻭﻧﻘﺎ ﹰﺀ.
ﻫﺎﺗﻲ ﻃﻼﺳﻤﻚ ﻳﺎ ﻣﻬﺠﺘﻲ ﻭﻛﻔﻜﻔﻲ ﺩﻣﻮﻋﻚ! -
ﺃﻋﻠﻢ ﺃ ﱠﻥ ﻓﻌﻠﻚ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﻴﻼﹰ ﻭﺭﺍﻗﻴﺎ ﹰ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺘﻤﺎﺋﻤﻲ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻫﺎﺕ ﻋﻨﻘﻚ ﻭﺩﻋﻨﻲ ﺃﺭﺑﻄﻬﺎ -
ﺧﺸﻴﺔ ﻭﻣﺤﺒﺔ!
ﻇﻔﺮﺕ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺑﻠﻴﻠﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻭﺟﻊ ﺃﻭ ﺃﻟﻢ ،ﲤﻴﻤﺘﻬﺎ ﻭﺧﻮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﺟﻌﻼﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺌﺔ
ﹾ
ﺑﺎﻟﻮﺟﻊ ،ﻫﻠﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺠﺰﻱ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﺮﺍﺡ ﺍﳌﺄﺛﺮﺓ ﻛﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﺪ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻻ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺑﺸﻲﺀ ﺳﻮﻯ
ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻫﻤﺎ ﺍﻵﻥ ﺭﻫﻨﺎ ﻓﺾ ﻏﺸﺎﺀ ﺍﻟﺒﻜﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ ،ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻷﻧﻮﺷﻜﺎ ﺿﻠﻊ ﻓﻲ
ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﺟﺮﺃﺓ ﺃﻡ ﻣﺮﺟﻊ ﺫﻟﻚ ﻃﻼﺳﻢ ﺃﺷﺠﺎﻥ!! ﺍﳌﻬﻢ ﻣﺮﺕ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﺴﻼﻡ ﻭﻧﺎﻟﺖ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻣﺒﺘﻐﺎﻫﺎ
ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﺸﻘﺔ ﺃﻭ ﻫﻠﻊ ،ﻟﻘﺪ ﳒﺤﺖ ﻓﻲ ﻛﻼ ﺍﳊﺎﻟﺘﲔ ﻭ ﺷﺎﻃﺮﺗﻨﻲ ﺑﻠﻬﻔﺔ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﳌﻌﺎﺷﺮﺓ ،ﺑﺪﺕ
ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻀﺎﺟﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﻃﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻣﻄﻴﺮ ،ﻓﻜﻞ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺗﺸﻊ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻌﺬﻭﺑﺔ
ﻭﺭﻗﺔ ﻭﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﻳﻨﻔﻄﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺼﺨﺮ ،ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﻜﺘﻨﺰﺓ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﻭﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺗﻦ ﻭﻃﻴﺒﺔ
ﻭﺟﻤﺎﻝ ﻭﺣﻴﺎﺀ ،ﻓﺎﳌﺜﻞ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﻔﺲ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺟﻤﻴﻞ ،ﻭﺃﺷﺠﺎﻥ ﺃﺟﺪﺭ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻟﺘﻮﻟﺴﺘﻮﻱ ،ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻐﻨﺞ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺇﻛﻠﻴﻞ
ﻳﺰﻳﻦ ﻓﺆﺍﺩ ﻭﺟﺴﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﻋﻴﺔ ،ﻓﻤﺜﻠﻬﺎ ﻟﻴﻨﻘﺼﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻘﻂ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻨﻪ
ﻻ ﻇﺎﻫﺮﻩ ،ﻳﻨﻘﺼﻬﺎ ﺣ ﱠﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﳌﺘﻌﺔ ﻓﻠﻮﻻﻫﺎ ،ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻷﻛﻮﻥ ﻛﺎﻟﻜﻠﺐ ﺍﳌﺴﻌﻮﺭ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ
ﺟﺴﺪ ﻓﻲ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ،ﻭﻟﻮﻻ ﺟﻬﻠﻲ ﻭﺿﻌﻔﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﻜﺒﻮﺗﺎﺗﻲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﳌﺎ ﺳﻌﻴﺖ
ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻠﻤﻢ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ ﻭﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﻯ ،ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﺩﺭﻭﺳﺎ ﹰ ﺗﻌﻠﻤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻐﻲ ﻭﺍﳋﻴﺎﻧﺔ
ﻟﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺪﺭﻛﺔ ﳊ ﱠﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﳉﻨﺲ ﻛﺤ ﱠﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻛﻼﻡ ﻧﻈﺮﻱ ﺃﺧﺬﺕ ﺃﺣﺪﺙ
ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻌﺪ ﲡﺮﺑﺔ ﻋﺸﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺔ ﺍﻟﺮﻗﺮﺍﻗﺔ.
ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺣﺴﺒﻲ ﺇﻧﻨﻲ ﺳﺄﻣﻨﺢ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻣﺎ ﺣﺮﻣﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ
ﻓﻲ ﺍﳊﺐ ﻭﺍﳌﺘﻌﺔ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺍﻏﺪﻗﺘﻨﻲ ﺑﺠﺴﺪﻫﺎ ﻭﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﻴﲔ ﺍﳉﺬﻟﲔ
ﻓﻮﻫﺒﺘﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻘﺒﻼﺕ ﺍﻟﺴﺎﺧﻨﺔ ﻭﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﺍﳊﺴﺎﺳﺔ ﺍﳌﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻭﺣﻴﻮﺍﻧﻴﺘﻪ
ﻭﻃﺮﻕ ﺍﺷﺘﻬﺎﺋﻪ ﺍﳉﻨﺲ.
ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻟﻢ ﳝﻬﻠﻨﻲ ﻭﺃﺷﺠﺎﻥ ﻷﻥ ﻧﻬﻨﺄ ﺑﻌﺮﺳﻨﺎ ،ﻓﻠﻘﺪ ﺿﺎﻕ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﻟﻜﺄﻥ ﻧﺎﺳﻪ ﻭﻟﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ
ﻭﻣﺜﻮﺍﻫﻢ ﺍﻟﻮﺟﻢ ،ﺗﻌﻤﺪﺕ ﻣﺒﺎﺭﺣﺔ ﺩﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻟﺌﻼ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﻓﺘﺢ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﺍﻟﺮﺍﺑﺾ
ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺃﻓﻌﻰ ﻳﺨﺸﻰ ﺯﻋﺎﻑ ﺑﻄﻨﻬﺎ ،ﻇﻠﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﺃﻓﺮﻁ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻇﻨﻨﺘﻪ ﺩﺭﻭﺳﺎ ﹰ
ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻷﺷﺠﺎﻥ ﻭﻟﻜﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺷﺮﻗﻴﺔ ،ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﺄﺯﻑ ﻭﺃﻧﺎ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺃﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺣﺘﻰ ﲟﺨﺎﺻﺮﺗﻲ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﳉﺴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﳌﺘﻌﺔ ،ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳌﻀﻄﺮﺏ ﺍﻷﺳﻴﺮ
ﳋﺼﺎﺻﺔ ﺟﺴﺪ ﺃﻧﺜﻰ ﻓﻼ ﺗﻜﻔﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻟﺰﺟﺮﻩ ﻭﺇﻋﺎﺩﺗﻪ ﳉﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ،ﻓﺤﺘﻰ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺒﺮﺭ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﻣﻌﺎﺻﻴﻪ ﺑﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ،ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻻ ﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﺒﻮﺱ
ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺍﳌﺼﻄﻨﻌﺔ.
ﺃﹸﻣﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﳋﺸﺒﻲ ﻭﻻ ﺑﻔﺘﺤﻪ ﻭﻣﺤﺘﻮﺍﻩ ،ﻓﺮﺣﺘﻲ ﺍﳉﺬﻟﺔ ﺑﺎﻗﺘﺮﺍﻧﻲ ﺑﻔﺘﺎﺗﻬﺎ ﺍﳌﻔﻀﻠﺔ
ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻫﻠﻌﻬﺎ ،ﺟﺰﻋﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺭﲟﺎ ﻣﺼﺪﺭﻩ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻋﻘﺐ ﻛﻞ ﻓﺮﺣﺔ ﺑﺪﺀﺍ ﹰ ﲟﻴﻼﺩﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺃﺑﻲ ﻭﺃﻣﻲ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﺃﻭﻝ
ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺘﺤﻘﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﳌﺪﺭﺳﺔ ﰎ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ،ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ
ﻋﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﻭﺷﻘﻴﻘﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺠﻮﺍﺋﺰ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻲ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺑﻼ ﺭﺟﻌﺔ ﻛﻤﺎ
ﰎ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ،ﺃﻭﻝ ﺷﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻳﻨﺎﻳﺮ ٨٦ﻡ ﻗﺪ ﺣﺎﻟﺖ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﺑﺘﻬﺎﺝ ﺑﺎﳌﻨﺎﺳﺒﺔ،
ﻓﺮﺣﺘﻲ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺪﻡ ﻃﻮﻳﻼﹰ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻬﺰﻳﻊ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺫﺍﺗﻪ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ
ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺖ ,ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ ﺃﹸﻣﻲ ،ﺯﻭﺍﺟﻲ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ ٩٠ﻡ ﻣ ﹼﺜﻞ ﻟﻬﺎ ﻧﺬﻳﺮ ﺷﺆﻡ ﺇﺫ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ
ﻣﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﺎﻟﺘﺸﺎﺅﻡ.
ﺧﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺱ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﺼﻐﺮﺓ ﻟﻠﺤﻘﻞ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﻮﺣﺪﺓ ،ﺟﺪﻝ ﺳﻘﻴﻢ ﻣﺸﺤﻮﻥ
ﺑﺎﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺮﻓﺾ ﻟﻶﺧﺮ ،ﻓﺮﺣﺘﻲ ﺑﺎﻛﺘﻤﺎﻝ ﻋﻘﺪ ﺁﻝ ﻏﻴﻼﻥ ﺑﺎﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻢ ﺗﺪﻡ ﻛﺜﻴﺮﺍﹰ ،ﻓﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻓﻲ
ﺍﳋﻴﻤﺔ ﻻ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ ،ﻋﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﺕ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺒﺮﺍﻣﻴﻞ
ﺑﺎﺭﻭﺩ ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺪﺭﻱ ﺃﻧﻲ ﻭﺳﻄﻬﺎ ﻛﺮﺟﻞ ﺇﻃﻔﺎﺀ ﻻ ﻋﺮﻳﺲ ،ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺎﻥ ﺍﻟﻌﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﻭﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺭﻛﻦ ﺍﳋﻴﻤﺔ ،ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻱ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻌﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ،ﺻﺎﺑﺮ ﺍﺎﻫﺪ
ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻭﻣﻘﻴﺒﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻐﻮﻟﻲ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ
ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﳊﻘﻞ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻭﻧﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺭﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺟﻠﺴﺎ ﲟﺤﺎﺫﺍﺓ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻣﺎ
ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ ﺇﻻ ﻭﺍﳋﻼﻑ ﻳﺪﺏ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﳋﻴﻤﺔ.
ﺍﻟﻌﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻳﺼﻒ ﺟﻬﺎﺩ ﺍﺑﻦ ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ ﺻﺎﺑﺮ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﻭﺍﻻﺭﺗﺰﺍﻕ ﻟﻠﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ
،CIAﻳﻨﻬﺾ ﺻﺎﺑﺮ ﻗﺎﺫﻋﺎ ﹰ ﺧﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﳌﻠﺤﺪ ﺍﳌﻨﺎﻭﺉ ﻟﻺﺳﻼﻡ.
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ :ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﳋﺸﺨﺎﺵ ﻭﺍﻟﻬﻴﺮﻭﻳﻦ ﻭﻋﻤﻼﺀ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﲔ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﺑﻴﺾ.
ﺻﺎﺑﺮ :ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺮﺩﺩﻩ ﺇﻋﻼﻡ ﺭﻓﺎﻗﻜﻢ ﺍﳋﻨﺎﺯﻳﺮ ﺍﻟﺮﻭﺱ ﻭﺃﺫﻧﺎﺑﻬﻢ.
ﺗﺸﺘﺪ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﲔ ﺍﻻﺛﻨﲔ ،ﺍﳌﻨﺎﻓﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻲ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ،
ﻭﺍﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﻲ ﺧﺎﺭﺍﺳﺎﻥ ﺍﶈﺘﻠﺔ ،ﻣﻘﻴﺒﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺑﺴﻤﺎﻃﻪ ﻭﻋﺴﻴﺒﻪ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ
ﺍﳌﺰﻳﻦ ﻭﺍﺟﻬﺘﻪ ﻏﻤﺪ ﺟﻨﺒﻴﺔ ﺑﺮﺃﺱ ﻣﻦ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﻔﻴﻞ ،ﻛﺎﻥ ﳌﻨﺎﺻﺮﺗﻪ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺃﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺠﺮﻯ
ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﶈﺘﺪﻡ ﻻﻓﺘﺎ ﹰ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﻧﺤﻮﻩ ،ﻓﻐﻴﺮ ﺍﳉﻨﺒﻴﻪ ﻭﻣﻈﻬﺮﻩ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﻻ ﻳﺪﻝ
ﺑﺴﻤﺔ ﺗﺒﺪﻝ ﺣﺎﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﳊﺮﺱ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ،ﻓﻜﻤﺎ ﻋﺮﻓﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻘﻞ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ
ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻳﺘﻬﺠﺄ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻭﻧﻴﻒ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺇﺑﻬﺎﻡ ﺍﻟﻴﺪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻃﻠﺐ
ﻣﻨﻪ ﻣﻬﺮ ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ ،ﻻﺷﻲﺀ ﻃﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﺍﻟﻘﺪﱘ ،ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﺃﺛﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ ﺣﺮﺑﻲ
ﺇﺫ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﻫﻮ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ،ﻓﻜﻤﺎ ﻧﺎﺻﺐ ﺃﺑﺎﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺨﻴﺎﻧﺘﻪ ﻷﻫﻞ
ﺍﳊﻘﻞ ﻭﻟﺮﺟﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﺠﻌﺎﻥ ﺍﳌﻨﺎﻫﻀﲔ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﻭﺃﻋﻮﺍﻧﻪ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﻳﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻟﻜﻞ ﻣﺎﻟﻪ ﺻﻠﺔ
ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﻣﻌﻠﻘﺎ ﹰ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﺍﳌﺘﺤﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻮﻃﻦ:
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺎ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﻣﻨﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﻭﺣﺮﺏ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﺘﺮﺩﻧﺎ ﻟﻌﺼﺮ -
ﺍﳉﻨﺒﻴﺔ ﻭﺍﳌﺸﻴﺨﺔ...ﻗﻬﻘﻬﺔ ﺗﺨﺮﻕ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﻬﺪﻧﺔ ﺍﶈﺮﺯﺓ ﻟﺘﻮﻫﺎ ﺑﲔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺻﺎﺑﺮ.
ﺃﻧﺎ ﻋﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﳊﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺎﺩﺭﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﳌﺸﻔﻰ ﻭﻣﺮﻛﺰ -
ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺩﻛﺎﻥ ﻓﺎﺭﻉ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺠﺰﺍﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻭﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺎ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﺮﺏ ﺃﻋﻴﺪﻛﻢ
ﺇﻟﻰ ﺍﳋﻠﻒ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺘﻢ ﻟﻢ ﺗﺒﺮﺣﻮﺍ ﻣﻜﺎﻧﻜﻢ؟؟
ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻳﺎ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺘﺮﺷﻮﻥ ﻣﻌﻚ ﺍﳋﻴﻤﺔ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻨﺠﺰﺍﹰ ،ﺇﻧﻬﻢ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﻭﻃﻴﺎﺭﻭﻥ ﻭﻣﻌﻠﻤﻮﻥ -
ﻭﺿﺒﺎﻁ ﻭﻣﺤﺎﻣﻮﻥ ﻭﻣﺜﻘﻔﻮﻥ ﻭﻗﻴﺎﺩﻳﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ،ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻋﺪﺕ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ
ﻭﺍﻟﺼﺮﺓ ﺍﳌﻤﻠﻮﺀﺓ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭﺍﻟﺒﺼﺎﺋﺮ ﺍﳌﻨﻬﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﺮ ﺍﻷﻣﻴﺮ...
ﱡ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻜﻮﺕ ﻭﺍﻟﺰﻧﺔ ﻭﺍﳉﻨﺒﻴﺔ
ﻗﺒﺾ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﺑﺮﺃﺱ ﺧﻨﺠﺮﻩ ﻣﻮﺟﻬﺎ ﹰ ﻛﻼﻣﻪ ﻟﻠﻤﺘﻜﻠﻢ:
ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻨﺒﻴﺔ ﻟﻘﻄﻊ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﺓ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺼﺎﺋﺮ ﺳﺘﺮﺩ ﺍﳊﻖ ﺍﳌﻐﺘﺼﺐ. -
ﻳﻨﺘﻔﺾ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻊ ﻟﻔﻆ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﻷﻣﻼﻛﻪ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭﺓ ،ﻫﺮﺝ ﻭﻣﺮﺝ ﻳﺴﻮﺩ ﺍﳋﻴﻤﺔ ،ﺃﺻﻮﺍﺕ
ﻣﻐﻠﻈﺔ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺰﻳﻒ ﺩﻋﻮﻯ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﻭﺑﻮﺛﺎﺋﻘﻪ ﺍﳌﺴﺮﻭﻗﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﺮ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺷﻌﻼﻥ.
ﻣﻘﻴﺒﻞ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺎﺻﺮﺍ ﹰ ﺑﺎﻟﻐﺎﺿﺒﲔ ﻭﺍﻟﺴﺎﺧﻄﲔ ﻓﻴﻮﺟﻪ ﻗﺬﻋﻪ ﻟﻠﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ:
ﻭﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﻣﺨﺮﺏ ﲟﺎﺫﺍ ﺳﺘﻌﻮﺩ ﻷﻫﻠﻚ؟؟ ﺑﻠﻐﻢ ﺃﻡ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﺃﻡ ﻗﺎﺭﻭﺭﺓ ﺻﻴﺮﻩ!!! -
ﺳﺄﻋﻮﺩ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﻠﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﺃﻧﺎﺱ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﻭﻣﻬﻨﺪﺳﲔ ﻭﺿﺒﺎﻁ ﻭﻣﻌﻠﻤﲔ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺜﻠﻚ ﻳﺎ ﻣﻘﻴﺒﻞ -
ﺃﻧﺖ ﻭﺻﺤﺒﻚ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺍﻥ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﺬﻗﻮﻥ ﻭﺍﻟﻜﻮﻓﻴﺔ ﻭﺑﺼﻤﺔ ﺍﻹﺑﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺴﺒﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻔﺎﺕ
ﺍﻷﺋﻤﺔ.
ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺴﺐ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﺎﻟﻔﺮﻗﺪ ﺍﳌﺘﻸﻟﺊ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻬﺆﻻﺀ ﺍﻷﻫﻞ ﹼ
ﻳﻨﻐﺼﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻬﺠﺘﻲ ﺑﺈﲤﺎﻡ
ﻧﺼﻒ ﺩﻳﻨﻲ ،ﺇﻧﻬﻢ ﺗﺎﺋﻬﻮﻥ ﻭﻏﺎﻭﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﳌﺎ ﻳﺒﻬﺠﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﺮﺷﺪﻫﻢ ﻟﻠﺨﻼﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺍﻷﺯﻟﻲ،
ﺣﺪﺱ ﺃﹸﻣﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﺮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ ﻓﻠﻢ ﲤﺾ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺱ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺇﻻ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﺃﻏﻄﺶ ﻭﺃﻧﺴﻞ ﺍﻟﻜﺪﺭ ﻓﻲ
ﺍﳋﻴﻤﺔ ،ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻜﺘﺮﺙ ﺑﺎﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﳌﺘﻮﺳﺪ ﺣﺠﺮﺓ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺧﹶ ﹾ
ﺸ ﹶﻴ ﹺﺘ ﹶﻬﺎ ﹾ ﱠ
ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻲ ﻭﺭﺑﻌﻲ
ﺍﶈﻴﻄﲔ ﺑﻲ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺍﶈﺪﻗﺔ ﺑﺨﻴﻤﺔ ﻋﺮﺳﻲ ،ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺗﻨﺒﺄﺕ ﺑﺎﻗﺘﻼﻉ ﺃﻭﺗﺎﺩ ﺍﳋﻴﻤﺔ ﻣﻦ
ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻻ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻗﻊ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺑﻌﺎﺻﻔﺔ ﻣﺒﺎﻏﺘﻪ ﺳﺘﺄﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﺎﳋﻴﻤﺔ ﺍﳌﻨﺘﺼﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﺎﻟﺔ ﻭﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻘﻌﻴﺔ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ ﻟﻠﺮﻳﺢ ﺣﺘﻤﺎ ﹰ ﺳﺘﻨﻘﺸﻊ
ﻣﻊ ﺃﻭﻝ ﻋﺎﺻﻔﺔ ،ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﻗﻌﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺍﳌﺪﻣﺮﺓ ﻟﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﳌﺴﺘﻈﻠﲔ ﺑﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺮﻳﺎﺡ ﻣﺮﺕ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺣﻤﻠﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﺫﻫﺒﺎ ﺑﺴﻼﻡ ﻭﻻ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻴﻤﺔ
ﻣﻦ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﳉﻬﺘﲔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺍﺣﺘﻄﻨﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﺎﳋﻄﺮ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻧﺘﻮﻗﻊ ﻭﻣﻦ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﻭﻣﻦ
ﻏﻀﺐ
ﹺ ﺍﶈ ﹺﺘﻤﲔ ﺑﻬﺎ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﳌﺸﺤﻮﻧﺔ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ﺑﺎﻟﺜﺄﺭ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﳊﻘﺪ ﺍﻟﺪﻓﲔ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻏﻀﺒﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﺴﺘﺨﻠﻊ ﺃﻭﺗﺎﺩ ﻓﺴﻄﺎﻁ ﺃﻭ ﺟﺪﺍﺭ ﻣﺴﻜﻦ ﺃﻣﺎ ﻏﻀﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻓﻤﺪﻣﺮ ﻭﻻ ﻳﺬﺭ ﺷﻴﺌﺎ ﹰ ﺇﻻ ﻭﻃﺎﻟﺔ.
ﻳﺎ ﻟﺒﻼﻫﺘﻲ ﻓﻠﻘﺪ ﺧﺎﺏ ﻣﺎ ﺗﻮﻗﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺤﺪﻕ ﺑﺎﳌﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺟﻪ ،ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﺾ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺀ ﺍﳋﻴﻤﺔ ﻫﻮ ﺍﳋﻄﺮ ﺍﳌﺴﺘﻄﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﺍﳊﺬﺭ ﻣﻨﻪ ،ﻓﻜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻫﻞ ﺍﳌﺘﻨﺎﻓﺮﻳﻦ ﻓﻜﺮﻳﺎ ﹰ
ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﹰ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ﹰ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎ ﹰ ﻫﻢ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻘﻨﺎﺑﻞ ﻣﻮﻗﻮﺗﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻔﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﳊﻈﺔ ،ﺧﻴﻞ ﻟﻲ ﺃﻥ
ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻓﺴﻄﺎﻁ ﻳﺄﻭﻱ ﻟﻪ ﺍﳌﺼﻄﺎﻓﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺃﻧﺎ
ﻭﺃﻧﻮﺷﻜﺎ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻣﺸﻤﺲ ﺑﺪﻳﻊ ،ﻓﺄﻳﺔ ﺳﺨﺎﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺘﻨﻲ ﻟﻨﺼﺐ ﺧﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ
ﺍﻟﻴﺒﺎﺏ!! ﺍﳉﻤﻊ ﻟﻜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﲢﺖ ﺳﻘﻒ ﻭﺍﺣﺪ ﺣﺘﻤﺎ ﹰ ﻫﻮ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﻔﺎﺩﺡ ،ﻓﺨﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﻭﺍﳊﺐ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ
ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻌﻄﺸﻰ ﻟﻠﺜﺄﺭ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺍﳊﺰﻥ...
ﺑﺪﺍ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻛﺒﺮﻣﻴﻞ ﺑﺎﺭﻭﺩ ﻓﺘﻴﻠﺘﻪ ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﻟﺘﻮﻫﺎ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﺳﻲ ,ﺫﺍﺕ ﺻﺒﺎﺡ ﺻﻴﻔﻲ ﺍﺳﺘﻔﺎﻕ ﺍﻷﻫﻞ
ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻱ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﻫﺎﺋﻞ ﻳﺼﻢ ﺍﻵﺫﺍﻥ ،ﺃﻗﺘﻠﻊ ﺍﳋﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﻭﺗﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻬﺸﺔ ﻭﺣﻄﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﳌﺴﺘﺠﻴﺮﻳﻦ
ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺮﻭﻓﻬﻢ ﻭﻧﻮﺍﺋﺒﻬﻢ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺒﺘﻬﺠﲔ ﺑﻬﺎ ،ﻣﻦ ﺭﻫﻄﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻻ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻬﻢ ﺳﻮﺍﻫﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﺣﺘﻤﻠﺖ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﻤﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﻢ
ﻭﺗﻔﻜﻴﺮﻫﻢ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﻓﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﲢﻞ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﻓﻮﻕ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻛﺎﻥ ﻧﺬﺭﻫﺎ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺑﺼﺎﺑﺮ ﺍﳌﺴﺘﺤﻞ
ﻟﺪﻡ ﻋﻤﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ،ﻭﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻱ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﻟﻠﺤﺰﺑﻴﺔ ﻭﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻭﻟﺘﻮﻟﻴﺘﻬﺎ
ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻭﻓﻲ ﺩﻋﺎﻭﻱ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﺷﻌﻼﻥ ﻭ ﺃﻣﻼﻛﻬﻤﺎ ﻭﺇﺭﺛﻬﻤﺎ ﻭﻋﻘﻮﺩﻫﻤﺎ ﹶ
ﺍﳌﻐﺘﺼﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﲢﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﻣﺴﻐﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺆﳑﺔ ﻭﺍﳌﺼﺎﺩﺭﺓ ،ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳌﺘﻀﺎﺩﺓ
ﻭﺍﳌﺘﻨﺎﺣﺮﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﻼﺷﻚ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺴﻘﻒ ﻓﺴﻄﺎﻁ؟؟
ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺬﺍﺋﻒ ﺍﻟﻜﺎﺗﻴﻮﺷﺎ ﺍﳋﺎﺭﻗﺔ ﻟﺴﻜﻮﻥ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﺠﺮ ،ﻫﺪﻳﺮ ﺍﶈﺮﻛﺎﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻣﺒﺘﻠﻌﺎ ﹰ ﺻﻤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺻﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﺮﺷﺎﺷﺔ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﹰ ﺭﻭﻳﺪﺍﹰ ،ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻭﺍﳉﻨﺪ ﻣﻨﻜﺴﺮﻭﻥ
ﻣﻬﺰﻭﻣﻮﻥ ﻣﻨﻬﻜﻮﻥ ﺣﺎﺋﺮﻭﻥ ﺧﺎﺋﻔﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺍﳌﻮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ،ﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔﺎﺭﻳﻦ ﻣﻦ
ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﲟﺴﺘﻄﺎﻋﻪ ﺭﻓﻊ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻪ ﺑﻮﺟﻪ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﻭﺻﺎﺑﺮ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﻪ
ﻋﺒﺪﺍﷲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻄﺎﻭﻋﺔ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﺳﻘﻂ ﺍﳊﻘﻞ ﻭﳝﻨﺎﺕ ﺑﻼ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﺬﻛﺮ ،ﻓﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻋﺒﺪﻩ
ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﻭﺭﻓﺎﻗﻬﻢ ﺑﺄﺳﻠﺤﺘﻬﻢ ﻭﻋﺘﺎﺩﻫﻢ ،ﺿﺎﻗﺖ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻷﻭﻃﺎﻥ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻄﺎﳌﺎ
ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﻫﺎ ﺃﺭﺿﻬﻢ ﻭﺃﻭﻃﺎﻧﻬﻢ ﺍﻷﳑﻴﺔ ،ﻻ ﻣﻜﺎﻥ ،ﻻ ﻓﻀﺎﺀ ﻟﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻧﺎﺻﺒﻮﻫﺎ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻟﻌﻘﻮﺩ ﺛﻼﺛﺔ.
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﺎﻫﺪ ﺻﺎﺑﺮ ﺛﻼﺛﺘﻬﻢ ﺍﳌﺘﻮﺟﻮﻥ ﺑﺈﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﺼﺮ ،ﺛﻼﺛﺘﻬﻢ ﻳﻌﻴﺪﻭﻥ
ﺍﳊﻘﻞ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻓﺎﻟﺸﻴﺦ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﻳﺨﻠﻒ ﺃﺑﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻴﺨﻪ ﻧﺴﺎﻫﺎ
ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻭﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﳝﻨﺎﺕ ،ﻭﺍﺎﻫﺪ ﺻﺎﺑﺮ ﻳﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮ ﺍﳌﺴﺠﺪ
ﻭﻳﺠﺒﺮ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ ﺑﻴﻮﺗﻬﻦ ،ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻜﺮﱘ ﻳﻨﺼﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﺿﻴﺎ ﹰ ﻋﻠﻰ ﳝﻨﺎﺕ
ﻭﻳﺘﻮﻟﻰ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺇﻗﻄﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺷﻌﻼﻥ ﺍﳌﻔﻘﻮﺩﺓ ،ﺍﻟﻌﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﺯﻣﺮﺓ
ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﻳﻦ .ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﻌﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺣﺪﺙ ﺃﻭ ﻣﻬﺰﻟﺔ ،ﻓﻤﻘﻮﻟﺔ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻣﺘﺠﺴﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳌﻨﻔﻲ ﻋﺸﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺃﺳﻮﺓ ﺑﺠﻨﺪ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰ ﻭﺃﻋﻮﺍﻧﻬﻢ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺷﻌﻼﻥ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭ
ﺍﻟﻐﻮﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﳊﻘﻞ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﻳﻨﻔﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻭﻃﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ
ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﻓﺈﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﻳﻮﻟﻮﻥ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺷﻄﺮ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﳊﺮﺍﻡ
ﻭ ﹸﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﶈﺎﺭﺑﲔ ﻟﻬﺎ ﺭﺩﺣﺎ ﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ،ﺍﻟﻌﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺃﻗﺴﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﳌﻨﻔﻰ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻋﺸﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻣﻊ ﻣﻦ ﺣﺎﺭﺑﻬﻢ ﺇﺑﱠﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻳﺠﺪ
ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻀﻄﺮﺍ ﹰ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻊ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺓ.
ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻠﺤﻘﻞ ﻛﺎﻥ ﻓﻈﻴﻌﺎ ﹰ ﻭﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺎﹰ ،ﻓﻜﺄﳕﺎ ﻫﻮ ﺻﻮﺭﺓ ﺣ ﹼﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻨﺎﻫﺒﲔ ﺍﻟﻌﺎﺑﺜﲔ ﺑﺪﻳﺎﺭ
ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺘﻞ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﻋﺎﻡ ٥٨ﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﲔ ﺍﳊﺎﻟﺘﲔ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﺣﺮﻗﺖ ﻭﺧﺮﺑﺖ ﻭﻧﻬﺒﺖ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﺣﻄﻤﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻷﻓﺌﺪﺓ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺍﳌﺎﻝ
ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺣﻔﻈﺖ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻨﺸﻴﺪ ﻭﻣﺰﻗﺖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻭﺭﻭﺣﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺴﻤﻰ ﻭﻛﻴﺎﻥ.
ﻫﺮﻋﺖ ﻭﺃﺷﺠﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﺍﶈﺎﺫﻱ ﻟﺪﺍﺭﻧﺎ ﺍﻟﻘﺪﱘ ،ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﻛﺘﺐ ﺭﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﹸ
ﺗﻠﺘﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺑﺸﺮﺍﻫﺔ ﻭﺩﻭﳕﺎ ﲤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻭﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﻭﺍﻟﺒﺮﺩﻭﻧﻲ ﻭﺗﻮﻟﺴﺘﻮﻱ
ﻭﺩﺭﻭﻳﺶ ﻭﻧﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻌﺪﺍﻭﻱ ﻭﻫﻴﻜﻞ ﻭﻛﻴﻢ ﺍﻳﻞ ﺳﻮﻧﻎ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻓﺠﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺷﻴﻮﻋﻴﺔ ﻭﻛﺎﻓﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﹸﻗﺪﺭ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﺇﺧﻔﺎﺅﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﺪﺍﻫﻤﺔ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻻﻧﻜﺸﺎﺭﻳﺔ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ.
ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻣﻀﺖ ﻭﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﳋﺸﺒﻲ ﻣﺜﺎﺭ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺑﺄﻥ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻪ
ﻟﻴﺴﺖ ﺫﺍﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﺇﻻ ﻣﺎ ﻃﻠﺐ ﺃﺑﻲ ﺣﻔﻈﻪ ﻣﻐﻠﻘﺎ ﹰ ﳊﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ! ﺑﻌﺪ ﻫﻮﻝ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﳊﻘﻞ
ﻭﳝﻨﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﻮﺟﻞ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ،ﻓﻜﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺗﺒﺪﻟﺖ ﻭﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﺭﺃﺳﺎ ﻋﻠﻰ
ﻋﻘﺐ ،ﻓﺎﻟﺘﻘﺪﻣﻴﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻬﺎ ،ﺃﻭﻝ ﻣﺪﺭﺳﺔ
ﺣﻤﻠﺖ ﺍﺳﻢ ﺷﻬﻴﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﻝ )ﻟﺒﻮﺯﺓ( ﺍﺳﺘﺒﺪﻝ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺑﺄﻭﻝ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ )ﺍﳊﻤﺰﺓ( ،ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﹰ
ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭﺍﳌﺸﻴﺨﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ،
ﲤﺜﺎﻝ ﺍﳌﻠﻜﺔ ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﺎ ﺍﶈﻔﻮﻅ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﶈﻔﻮﻇﺎﺕ ﰎ ﺇﻋﺎﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺣﺔ ﻗﺼﺮ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺷﻌﻼﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﺻﺎﺭ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﻛﻤﺴﺆﻭﻝ ﺃﻭﻝ ﻓﻲ ﳝﻨﺎﺕ.
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻋﺴﺎﻩ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺳﻴﺨﻔﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺃﻭ ﺃﺛﻘﻞ ﳑﺎ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ؟؟ ﻟﻨﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻣﺤﺘﻮﺍﻩ ﺩﻟﻨﻲ
ﳌﺼﻴﺮ ﺃﺑﻲ ﺃﻭ ﻟﻬﻮﻳﺔ ﻗﺘﻠﺘﻪ ﺍﻭﺍﻭﺍﻭ .....ﺍﻟﺦ ﻣﻦ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ! ﻓﻬﺬﺍ ﺷﻌﺐ ﺑﺄﺳﺮﺓ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻭﻻ
ﻫﻮﻳﺘﻪ ﻭﻻ ﻗﺘﻠﺘﻪ ،ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺆﺭﻗﻨﻲ ﺍﻵﻥ ﻏﻴﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﻣﻐﻠﻘﺎﹰ,ﻟﺬﺍ ﻗﺮﺭﺕ ﻓﺘﺤﻪ ﻭﻟﻴﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ،
ﻓﺤﺘﻰ ﺇﻥ ﻛﺸﻒ ﺑﺘﻮﺭﻁ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻪ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻣﺎ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺃﻭ ﻧﻔﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻘﺎﻉ ﺷﺘﻰ ،ﺃﻭ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ
ﺣﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺃﻭ ﺳﻠﻄﺔ ،ﺩﻋﻮﺕ ﺍﻟﻌﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﻟﺘﻮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻛﺬﺍ
ﺍﻟﻌﻢ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻓﺄﻣﺎﻡ ﺃﹸﻣﻲ ﻭﺃﺷﺠﺎﻥ ﻭﻟﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﻏﻴﻼﻥ ﻗﻤﺖ ﺑﻔﺘﺢ
ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﻭﺳﻂ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﻣﺤﺪﺟﺔ ﻣﺘﻮﺟﺴﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻜﻬﻨﺎﺕ ﺍﳌﺜﺎﺭﺓ ﺣﻮﻟﻪ ،ﺇﺫ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ
ﺗﻮﻗﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳌﻜﺘﻨﺰ ﺃﻭ ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺛﺮﻭﺓ ﺟﺪﻱ ﻷﹸﻣﻲ ﺣﺴﲔ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻮﺩﺭﺕ ﺃﻣﻼﻛﻪ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻪ
ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﺃﺑﻲ ،ﺍﳌﻬﻢ ﺃﻧﻲ ﲡﺎﺳﺮﺕ ﻭﻓﺘﺤﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﻸ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻝ
ﺃﺣﺪ ﻣﻨﺎ ،ﻣﺼﺤﻒ ﻗﺪﱘ ﺍﺳﺘﻬﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻭﻛﻔﺎﺣﻪ ﺿﺪ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻓﻲ
ﺍﳋﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻋﺜﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺪﺱ ﻗﺪﱘ ﻣﻄﻮﻱ ﺑﻬﻨﺪﺍﻡ ﺿﺎﺑﻂ
ﺑﻮﻟﻴﺲ ﺇﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﻭﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻦ ﺃﹸﻣﻲ ﺇﻥ ﺍﳌﺴﺪﺱ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺩﺕ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﳌﺴﺘﺮ ﺟﺮﻭﻡ ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﺘﻮﺭﻁ ﺃﺑﻲ
ﻟﻮﻻ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻟﻠﻌﻤﺔ ﺭﺍﺣﻴﻞ ،ﺟﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﻏﻴﻼﻥ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻬﺎ ﻭﻧﺼﻠﻬﺎ
ﺍﳌﻤﻴﺰﺗﲔ ،ﻗﻤﺎﺵ ﺃﺳﻮﺩ ﻧﺴﺎﺋﻲ )ﺷﻴﺬﺭ(ﻟﺒﺴﺘﻪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺪﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺛﻮﺭﺓ ﲢﺮﻳﺮ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺍﺟﺐ ،ﻓﻲ ﻗﻌﺮ
ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﻳﻮﻣﻴﺔ ﺑﺨﻂ ﺃﺑﻲ.
ﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﻣﺎﺣﻮﻩ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﳌﻬﻴﺐ ،ﺃﺧﺬﺕ ﻳﻮﻣﻴﺎﺕ ﺃﺑﻲ ﺑﻠﻬﻔﺔ ﻭﺩﻫﺸﻪ ،ﻓﺘﺤﺖ ﻏﻼﻓﻬﺎ ﻭﺍﳋﻮﻑ ﻳﺘﻤﻠﻜﻨﻲ
ﻭﺇﺫﺍ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﺘﺼﺪﺭﻫﺎ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ) :ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﲡﺪ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ
ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺷﻌﻮﺑﺎ ﹰ ﻓﺎﻗﺪﺓ ﻟﻮﺟﻮﺩﻫﺎ ﻭﻻﻧﺘﻤﺎﺋﻬﺎ ﻷﻭﻃﺎﻧﻬﺎ ،ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺆﻭﻝ ﻟﺴﻠﻄﺔ
ﻃﺎﻏﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻓﺄﻧﻬﺎ ﺳﺮﻗﺔ ﻛﺒﺮﻯ( ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ،ﻣﺎ ﻓﻬﻤﺘﻪ ﻫﻮ ﺇﻥ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻋﺎﺵ
ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺗﻨﻬﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻗﻲ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻣﺪ ﺍﳌﺪﻭﻧﺔ ﻷﹸﺷﺠﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﺔ ﺑﺠﻮﺍﺭﻱ ﻗﻠﺖ:
ﹸ ﺧﻴﺒﺔ ﺃﻣﻞ ﻛﺒﻴﺮﺓ،
ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﳌﺎﺫﺍ ﺭﺣﻠﺖ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ؟ﻓﻤﺜﻠﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﻴﺶ!
ﺷﺮﻋﺖ ﺑﻌﺪﺋﺬ ﻣﻮﺯﻋﺎ ﹰ ﺗﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺣﻮﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ :ﺍﳌﺼﺤﻒ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻟﻚ ﻳﺎ ﻋﻢ ﻋﺒﺪﻩ ﻋﻮﺿﺎ ﹰ ـ ﻓﺄﻋﻈﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻮﺽ ـ ﻋﻦ ﻛﺘﺒﻚ ﺍﶈﺘﺮﻗﺔ ﺑﻄﺎﺋﻞ ﺷﻴﻮﻋﻴﺘﻬﺎ
ﻭﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻻﻧﻄﻼﻗﺔ ﺭﻓﻴﻘﻚ ﺍﳊﻤﻴﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺗﺄﺑﻄﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺪﻓﻦ ﻛﺘﺒﻚ
ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺇﻟﻰ ﺣﲔ ﻳﺸﺎﺀ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭ ،ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺍﳉﻨﺒﻴﺔ ﻭﻣﺪﺩﺕ ﺑﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼﹰ :ﻭﻫﺬﻩ ﺧﺎﺻﻴﺘﻚ
ﻳﺎ ﻋﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﺄﻧﺖ ﻛﺒﻴﺮ ﻏﻴﻼﻥ ﻭﺃﺣﻘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﳌﺸﻴﺨﺔ ﻓﻼ ﺗﺒﺘﺌﺲ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻲ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻋﺪﺕ ﳌﺮﺍﺑﻊ
ﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻓﻨﺤﻦ ﻟﻢ ﻧﻐﺎﺩﺭﻫﺎ ﺳﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﻋﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﺳﻼﺣﻚ ﻓﻼ
ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻨﻪ ﺃﺣﻖ ﺑﻪ ﻭﺃﺟﺪﺭ ﻣﻨﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﺮﲟﺎ ﻗﺪﺭﻙ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﺜﻞ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﺗﺸﻲ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﻣﺎ
ﺇﻥ ﺗﻬﻤﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻔﺾ ﻭﺗﺜﻮﺭ ﻣﻌﻬﺎ ،ﺃﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺬﺭ ﻓﻬﻮ ﻣﻠﻚ ﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﻓﻤﺜﻠﻤﺎ ﻧﻀﻴﺘﻴﻪ ﻋﻨﻚ
ﺫﺍﺕ ﻧﺰﻭﺓ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﻟﺬﻳﺬﺓ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺍﺭﺗﺪﺍﺀﻩ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﻓﺎﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﺳﻘﺔ ﺗﻨﺤﻨﻲ ﻣﺮﺓ
ﻟﻠﻌﺎﺻﻔﺔ ﻟﺘﺒﻘﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ،ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺿﻄﺮﺕ ﺍﳌﻠﻜﺔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﺔ ﻧﻔﺮﺗﻴﺘﻲ ﻟﻼﻣﺘﺜﺎﻝ
ﻟﻠﻜﻬﻨﺔ ،ﻓﺤﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﹸﻗﺘﻠﺖ ﲟﺪﻳﺔ ﻛﻬﻨﺔ ﺁﻣﻮﻥ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﺍﳌﻠﻜﺔ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﺍﳋﺎﻟﺪﺓ ﺃﺑﺪﺍ ﹰ ﻓﻲ
ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ،ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻣﺠﺮﺩ ﺛﻠﺔ ﻗﺘﻠﺔ.
ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻢ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﻗﺒﻞ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﺗﺄﺑﻄﺖ ﺫﺭﺍﻉ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﻭﻋﻠﻘﺖ
ﻣﻨﺘﺸﻴﺎ ﹰ ﺭﲟﺎ ﺑﺎﳋﻼﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺑﻮﺱ ﺍﻟﻠﻌﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻳﻄﺎﺭﺩﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﻮﺗﻲ ﻭ ﻭﹶ ﹶ
ﺳ ﹺﻨ ﹾﻲ ﻭﻫﺎﺃﻧﺬﺍ ﺃﺗﺨﻠﺺ
ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ،ﻗﻠﺖ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ ﹰ ﺃﺭﺑﻌﺘﻬﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﻭﻋﺒﺪﻩ ﻭﻭﻓﺎﺀ )ﺃﹸﻣﻲ( :ﻫﺬﻩ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺍﻟﻌﻔﺔ
ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻝ ﻭﺍﳊﻴﺎﺀ ﺗﺘﺄﺑﻄﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻛﻄﻔﻠﺔ ﻭﺩﻳﻌﺔ ﻭﺑﺮﻳﺌﺔ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﺧﻠﻘﺖ
ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻛﻈﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻓﻤﺘﻰ ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻧﺜﻰ ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻛﺮﺍ ﹰ ﻓﺤﺴﺐ ﺃﺩﺭﻛﺖ
ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﻃﻦ ﺷﻲﺀ ﺍﺳﻤﻪ ﺛﻮﺭﺓ؟؟ ﻭﻣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺳﻘﻔﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﹰ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻣﻬﺎﺩﻧﺎ ﻛﻠﻨﺎ
ﺳﺄﺩﻋﻮﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﻓﺴﻄﺎﻃﻲ ﺑﺴﻼﻡ ﻭﻭﺋﺎﻡ؟؟ ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻳﺎ ﺃﺣﺒﺘﻲ ﻓﻘﺪﺭﻛﻢ ﺃﻧﻜﻢ ﻣﺜﻞ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﺍﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ﺑﺎﺑﻠﻮ ﻧﻴﺮﻭﺩﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺫﺍﺕ ﺣﻘﺒﺔ ﺛﻮﺭﻳﺔ:
ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺫﻫﺒﻮﺍ ...ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺭﺣﻠﻮﺍ ...ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻣﺎﺗﻮﺍ ...ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺫﻫﺐ ﻭﻟﻢ ﺃﺭﺣﻞ ﻭﻟﻢ ﺃﻣﺖ!! ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻧﺘﻢ
ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻗﺪﺭﻛﻢ ﺇﻧﻜﻢ ﺃﺣﻴﺎﺀ ،ﻓﻤﺜﻠﻤﺎ ﺑﺪﺃﰎ ﻛﻔﺎﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺫﺍﺕ ﺗﺎﺭﻳﺦ ،ﻫﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭﺍﻟﻐﻮﻟﻲ ﻭ ﺷﻌﻼﻥ –ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻘﻴﺒﻞ ﺍﳉﻬﺎﺩﻱ ﺻﺎﺑﺮ-
ﻭﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻭﺟﺪﻳﺪ ﻭﻛﺄﻥ ﺛﻮﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ!!!
«—€˚ÄÄÄÄÄÄÄæa Â
ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﺴﻦ . •
ﺍﳌﻴﻼﺩ ١٩٦٦/٢/١٠ﻡ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺿﻲ ﻡ /ﺟﺤﺎﻑ ﻡ /ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ. •
ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ :ﻣﺘﺰﻭﺝ ﻭﻟﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﻫﻢ) :ﻣﻌﲔ ،ﻛﺎﻣﻞ ،ﺭﱘ ،ﻣﻌﺎﺫ(. •
ﻋﻀﻮ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻸﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﲔ. •
ﺻﺪﺭ ﻟﻪ ﺭﻭﺍﻳﺔ )ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ( ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ٢٠٠٧ﻡ. •
ﻋﻀﻮ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﲔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﲔ. •
ﻛﺎﺗﺐ ﺻﺤﻔﻲ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺃﻫﻤﻬﺎ: •
ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﻣﻦ ٩٤-٩٢ﻡ -
ﺻﺤﻴﻔﺔ ٢٦ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ٩٦-٩٤ﻡ -
ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻷﻳﺎﻡ ٢٠٠٩-١٩٩٦ﻡ -
ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ٢٠٠٩-٢٠٠٣ﻡ -
ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ٢٠٠٨ﻡ_٢٠٠٩ﻡ -
ﻛﺎﺗﺐ ﻋﻤﻮﺩ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ. -
ﺭﺋﻴﺲ ﲢﺮﻳﺮ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻣﺎﻳﻮ -٢٠٠١ﺃﻏﺴﻄﺲ ٢٠٠٢ﻡ. •
ﺭﺋﻴﺲ ﲢﺮﻳﺮ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ٢٠٠٩ﻡ. •
ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎﻡ ﻣﻜﺘﺐ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺳﺒﺄ ٢٠٠١-٢٠٠٠ﻡ. •
ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎﻡ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻡ /ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ ٢٠٠٩-ﻡ. •
ﻧﺎﺷﻂ ﻭﻣﺴﺌﻮﻝ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ •
ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻋﻀﻮ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻣﻨﺴﻖ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ،ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ
ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ.