‫في بيع لبن اآلدميات‬

‫‪:‬اقوال األئمة‬

‫‪:‬اختلف العلماء يف بيع لنب اآلدميات على ثالثة أقوال‬

‫‌‪‌:‬القول األول‬

‫ال جيوز بيعه‪ ،‬وهو مذهب احلنفية‪ ،‬ووجه شاذ يف مذهب الشافعية‪ ،‬ووجه يف مذهب احلنابلة‬

‫‌‪‌:‬القول الثاين‬

‫جيوز بيعه‪ ،‬وهو مذهب املالكية‪ ،‬والشافعية‪ ،‬واملشهور من مذهب احلنابلة‬

‫‌‪‌:‬القول الثالث‬

‫‪1‬جيوز بيع لنب األمة دون احلرة‪ ،‬وهذا اختيار أيب يوسف من احلنفية‬

‫‪:‬أدلة قول االول‬

‫‪:‬الدليل االول‬

‫‪2‬أن اللنب ليس مبال فال جيوز بيعه‪ ،‬والدليل على أنه ليس مبال‬

‫ألنه ال يباح االنتفاع به شرعا على اإلطالق بل لضرورة تغذية الطفل‪ ،‬وما كان حرام االنتفاع به شرعا إال لضرورة ال يكون‬
‫ماال كاخلمر‪ ،‬واخلنزير‪ ،‬والدليل عليه‌أن‌الناس‌ال‌يعدونه‌ماال‪‌،‬وال‌يباع‌يف‌سوق ما من األسواق دل أنه ليس مبال فال جيوز‬
‫بيعه‪ ،‬وألنه جزء من اآلدمي‪ ،‬واآلدمي جبميع أجزائه حمرتم مكرم‪ ،‬وليس من الكرامة‪ ،‬واالحرتام ابتذاله بالبيع‪ ،‬والشراء‪ ،‬مث ال‬
‫‪3‬فرق بني لنب احلرة‪ ،‬وبني لنب األمة‬

‫‪:‬الدليل الثاني‬

‫أن اآلدمي مل جيعل حمال للبيع إال حبلول الرق فيه‪ ،‬والرق ال حيل إال يف احلي‪ ،‬واللنب ال حياة فيه فال حيله الرق فال يكون حمال‬
‫‪4‬للبيع سفل‪ ،‬وعلو بني رجلني اهندما فباع صاحب العلو علوه مل جيز؛ ألن اهلواء ليس مبال‬

‫‪:‬ويجاب عنه‬

‫‪1‬‬
‫‪:‬المعامالت المالية أصالة ومعاصرة» (‪«)249 /2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪:‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع» (‪«)145 /5‬‬
‫‪3‬‬
‫‪:‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع» (‪«)145 /5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪:‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع» (‪)145 /5‬‬
 ‫ساِئُر أْج زاِء اآلَدِم ِّى جيوُز َبْيُعها‪ ،‬فإَّنه ُجيوُز َبْيُع الَعْبِد ‪ ،‬واألَم ِة‪ ،‬وإمَّن ا ُح ِّر َم َبْيُع اُحلِّر ؛ ألَّنه َلْي َمبْم ُلوٍك ‪ ،‬وُح ِّر َم َبْيُع الُعْض ِو‬
‫َس‬
‫‪5‬ا ْق ُطوِع ؛ ألَّنه ال َنفَع فيه‬
‫َمل‬
‫‪:‬الدليل الثالث‬

‫بأنه ال يباع يف العادة وبأنه فضلة آدمي فلم جيز بيعه كالدمع والعرق واملخاط وبأن ما ال جيوز بيعه متصال ال جيوز بيعه‬
‫‪6‬منفصال كشعر اآلدمي والنه ال يؤكل حلمها فال جيوز بيع لبنها كاألتان‬

‫‪:‬ويجاب عنه‬

‫اجلواب عن قوهلم ال يباع يف العادة فإنه ال يلزم من عدم بيعه يف العادة أن ال يصح بيعه وهلذا جيوز بيع بيض العصافري )وأما(‬
‫‪7‬وبيع الطحال وحنو ذلك مما ال يباع يف العادة‬

‫عن القياس على الدمع والعرق واملخاط أنه ال منفعة فيها خبالف اللنب وعن البيض بأنه ال جيوز االنتفاع به خبالف )واجلواب(‬
‫‪8‬اللنب وعن لنب األتان بأنه جنس خبالف لنب اآلدمية واهلل تعاىل أعلم‬

‫‪:‬أدلة قول الثاني‬

‫‪:‬الدليل االول‬

‫ِإ‬ ‫ِإ‬ ‫ِه‬ ‫ِل ِر‬

‫َو َد يُلَنا َو اَيُة َأيِب ُه َر ْيَر َة رضي اهلل عنه َأَّن َرُس وَل الَّل صلى اهلل عليه وسلمَ ‪َ -‬قاَل ‪َّ :‬ن الَّلَه َتَعاىَل َذا َح َّر َم َش ْيًئا َح َّر َم َمَثَنُه َو ُر ِو َي‬
‫ِإَذا َح َّر َم َأْك َل َش ْي ٍء َح َّر َم َمَثَنُه‪َ ،‬فَك اَن َدِليُلُه َأَّن َم ا ْمَل ْحَيُر ْم َأْكُلُه ْمَل ْحَيُر ْم َمَثُنُه‪َ ،‬و َأِلَّنُه َلٌنَب ِحَي ُّل ُش ْر ُبُه َفَج اَز َبْيُعُه َك َلِنَب الَّنَعِم َطْر ًد ا‬
‫‪َ9‬و اْلِكاَل ِب َعْك ًس ا‬

‫‪:‬الدليل الثاني‬
‫َك اْل اِء‬ ‫ِل ِب‬ ‫ِم ِت‬
‫َو َأِلَّن َلَنَب اآْل َد َّيا ُمَعٌّد لُّش ْر ُعْر ًفا َو َش ْر ًعا َفَج اَز َبْيُعُه َم‬
‫‪10‬‬

‫‪:‬الدليل الثالث‬

‫‪11‬واحتج أصحابنا بأنه لنب طاهر منتفع به فجار بيعه كلنب الشاة وألنه غذاء لآلدمي فجاز بيعه كاخلبز‬

‫‪5‬‬
‫‪:‬المغني» البن قدامة (‪ 364 /6‬ت التركي)«‬

‫‪6‬‬
‫‪:‬المجموع شرح المهذب» (‪ 254 /9‬ط المنيرية)‬
‫‪7‬‬
‫‪:‬المجموع شرح المهذب» (‪ 254 /9‬ط المنيرية)«‬

‫‪8‬‬
‫‪:‬المجموع شرح المهذب» (‪ 254 /9‬ط المنيرية)«‬

‫‪9‬‬
‫‪:‬الحاوي الكبير» (‪«)333 /5‬‬
‫‪10‬‬
‫‪:‬الحاوي الكبير» (‪«)333 /5‬‬
‫‪11‬‬
‫‪:‬المجموع شرح المهذب» (‪ 254 /9‬ط المنيرية)«‬
 ‫‪:‬ويجاب عنه‬

‫ان قول اجملوزين لبيع لنب اآلدمية احلرة أن اللنب مشروب طاهر منتفع به فيحل بيعه‪ ،‬قياسًا على حل بيع املشروبات الطاهرة‬
‫املنتفع هبا؛ ميكن أن يرد عليه بأن اعتبار اللنب مشروبًا كان للضرورة حىت إذا استغىن الطفل عن الرضاع ال جيوز شربه‬
‫‪12‬واالنتفاع به‬

‫ان قياس لنب اآلدميات يف جواز بيعه على لنب الغنم قياس مع الفارق‪ ،‬وذلك ألن اإلنسان مالك للغنم‪ ،‬والغنم مملوكة له‪ ،‬وفرق‬
‫بني األمرين‪ ،‬وأن حلم اإلنسان حمرم وحلم الغنم حالل‪ ،‬وأن اإلنسان مكرم غري مبتذل‪ ،‬يف حني أن األغنام مسخرة لإلنسان‬
‫‪13‬ومبتذلة له‬

‫هذا منتقض بدم احليض فإنه غذاء للجنني وال جيوز بيعه قال القاضي أبو الطيب يف تعليقه (فاجلواب) أن هذا ليس )فإن قيل(‬
‫بصحيح وال يتغذى اجلنني بدم احليض بل يولد وفمه مسدود ال طريق فيه جلريان الدم وعلى وجه املشيمة وهلذا أجنة البهائم‬
‫‪14‬تعيش يف البطون وال حيض هلا وألنه مائع حيل شربه فجاز بيعه كلنب الشاة قال الشيخ أبو حامد‬

‫‪:‬أدلة قول الثالث‬

‫‪:‬الدليل االول‬

‫‪15‬وعند أيب يوسف رمحه اهلل أنه جيوز‌بيع‌لنب‌األمة؛ ألنه جزء من آدمي هو مال فكان حمال للبيع كسائر أجزائه‬

‫‪:‬ويجاب عنه‬

‫قلنا‪ :‬الرق قد حل نفسها‪ ،‬فأما اللنب فال رق فيه ألنه خيتص مبحل يتحقق فيه القوة اليت هي ضده وهو احلي وال حياة يف‬
‫‪16‬اللنب‬

‫االدلة‬ ‫القول‬ ‫القائل‬

‫أن اللنب ليس‬ ‫ال جيوز بيع لنب اآلدميات‬ ‫مذهب احلنفية‪ ،‬ووجه شاذ يف مذهب‬
‫الشافعية‪ ،‬ووجه يف مذهب احلنابلة‬

‫جيوز بيع لنب اآلدميات‬ ‫مذهب املالكية‪ ،‬والشافعية‪ ،‬واملشهور‬

‫‪12‬‬
‫‪:‬البيوع المحرمة والمنهي عنها» (ص‪«)443‬‬

‫‪13‬‬
‫‪:‬البيوع المحرمة والمنهي عنها» (ص‪«)443‬‬

‫‪14‬‬
‫‪:‬المجموع شرح المهذب» (‪ 254 /9‬ط المنيرية)«‬

‫‪15‬‬
‫‪:‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع» (‪«)145 /5‬‬

‫‪16‬‬
‫‪:‬الهداية في شرح بداية المبتدي» (‪«)46 /3‬‬
 ‫من مذهب احلنابلة‬

‫ألنه جزء من آدمي هو مال‬ ‫جيوز بيع لنب األمة دون احلرة‬ ‫أيب يوسف من احلنفية‬