Professional Documents
Culture Documents
muqoron bai ain ghoib paes
muqoron bai ain ghoib paes
muqoron bai ain ghoib paes
دليل من قال :يصح البيع بال وصف وال رؤية متقدمة .
الدليل األول:
قال تعاىلَ﴿ :و َأَح َّل الَّلُه اْلَبْيَع ﴾ [البقرة.]٢٧٥:
وجه االستدالل:
مطلق اآلية يشمل املبيع بالوصف والرؤية ،واملبيع بدوهنما ،فتبقى اآلية على إطالقها إال بيًعا منع منه كتاب ،أو
سنة ،أو إمجاع ،وال يوجد شيء من ذلك يف مسألتنا.
الدليل الثاني:
ما رواه ابن أيب شيبة ،حدثنا إمساعيل -يعين ابن عياش -عن أيب بكر بن عبد اهلل بن أيب مرمي.
عن مكحول رفعه قال :إذا اشرتى الرجل الشيء ،ومل ينظر إليه غائًبا عنه ،فهو باخليار إذا نظر إليه ،إن شاء
أخذ ،وإن شاء ترك.
[مرسل على ضعف يف إسناده].
الدليل الثالث:
ما رواه الطحاوي من طريق هالل بن حيىي بن مسلم ،قال :ثنا عبد الرمحن بن مهدي ،عن رباح بن أيب
معروف املكي ،عن ابن أيب مليكة ،عن علقمة بن وقاص الليثي ،قال :اشرتى طلحة بن عبيد اهلل من عثمان
ابن عفان مااًل ،فقيل لعثمان :إنك قد غبنت ،وكان املال بالكوفة .فقال عثمان :يل اخليار؛ ألين بعت ما مل أر.
فقال طلحة :يل اخليار؛ ألين اشرتيت ما مل أر ،فحكما بينهما جبري بن مطعم ،فقضى أن اخليار لطلحة ،وال
خيار لعثمان ([ .)١إسناده ضعيف] (.)٢
وجه االستدالل:
هذا األثر يدل على أن عثمان قد باع مااًل له مل يره ،والغالب أن عثمان ال ميكن أن يصف مااًل له مل يره ،فهو
دليل على صحة بيع املال من غري صفة وال رؤية.
ويجاب عنه بأجوبة:
األول :أنه ضعيف اإلسناد ،واحلجة إمنا تكون فيما صح إسناده.
الثاين :قال النووي« :واجلواب عن قصة عثمان ،وطلحة ،وجبري بن مطعم أنه مل ينتشر ذلك يف الصحابة ﵃،
»ُهَو َما اْنَط َو ْت َع َّن ا َع اِقَب ُت ُه َأْو َما َت َر َّدَد َب ْي َن َأْم َر ْي ِن َأْغ َلُبُهَما َأْخ َو ُفُهَما«
2
:الديباج المذهب في مصطلح الحديث» (ص«)36
»المرسل :هو قول التابعي :قال رسول هَّللا صلى هَّللا عليه وسلم كذا ،أو فعل كذا ،أو قرر كذا وهو المعروف في الفقه وأصوله
3
:المجموع شرح المهذب» ( 302 /9ط المنيرية)«
َو ِمَّمْن َر َو ى َه َذ ْي ِن اْلَح ِد يَث ْي ِن َو َضَّع َف ُهَما الَّد اَر ُقْط ِنّي َو اْلَبْيَهِقُّي َق اَل الَّد اَر ُقْط ِنّي َأُبو َب ْك ِر ْبُن َأِبي َم ْر َي َم َض ِعيٌف َو ُعَمُر ْبُن إْب َر اِهيَم َيَضُع اْلَح ِديَث َق اَل َو َه َذ ا«
»َح ِديٌث َباِط ٌل َلْم َي ْر ِو ِه َغْيُرُه َو ِإَّن َما ُيْر َو ى َه َذ ا َع ْن اْب ِن ِس يِر يَن ِمْن َقْو ِلِه
والصواب عندنا أن قول الصحابة ليس حبجة إال أن ينتشر من غري خمالفة» (.)٣
ورد هذا الجواب:
بأن دعوى أن القول مل ينتشر بني الصحابة حتتاج إىل دليل ،فلو صح لكان حجة عند من يرى أن قول
ﷺ ،وهو خليفة راشد ،له سنة متبعة ،ولكن
بينهم عثمان الصحايب حجة؛ ألن هؤالء ثالثة من أصحاب النيب ﷺ
ذلك مل يصح ،ويبقى االستدالل بأثر عبد اهلل بن عمر وعبد اهلل بن حبينة كما يف الدليل اآليت وهو أقوى من
االستدالل بأثر عثمان مع طلحة ،واهلل أعلم.
الدليل الرابع:
(ث )٢٨-روى الطحاوي من طريق شعيب بن أيب محزة ،عن الزهري ،قال :أخربين سامل،
أن عبد اهلل بن عمر ﵁ ركب يوًم ا مع عبد اهلل بن حبينة ...وهو من أصحاب النيب ﷺ إىل أرض له برمي،
فابتاعها منه عبد اهلل بن عمر ﵄ ،على أن ينظر إليها ،ورمي من املدينة على قريب من ثالثني مياًل (.)١
وجه االستدالل:
هذا األثر صحيح عن ابن عمر ،وقد اشرتى ما مل يره ،ورأى ذلك جائًز ا ،وعبد اهلل بن عمر ﵁ من فقهاء
الصحابة ﵃.
وقد يقال :األثر صريح بأنه اشرتى املال من غري رؤية؛ الشرتاطه خيار الرؤية ،ولكنه مل يتعرض للوصف ،فهو
مل يثبت الوصف ومل ينفه ،فقد يكون اشرتاها عن طريق الوصف ،والكالم على صحة البيع من غري وصف وال
رؤية.
الدليل الخامس:
القياس على بيع الرمان ،واجلوز ،وما كان مأكوله يف جوفه ،فإذا جاز بيعه ،وهو مسترت ال ميكن رؤيته ،جاز
بيع الشيء قبل رؤيته.
دليل من قال :ال يجوز بيع الموصوف مطلًق ا بغير رؤية .
الدليل األول:
(ح )١٩٥-روى مسلم من طريق أيب الزناد ،عن األعرج،
عن أيب هريرة ﵁ ،قال :هنى رسول اهلل ﷺ عن بيع احلصاة ،وعن بيع الغرر (.)١
والغرر :هو املستور العاقبة ،وهذا متحقق يف بيع الغائب ،فيدخل يف عموم النهي.
وأجيب:
بأن النهي عن بيع الغرر إمنا هو لدفع الضرر عن التغرير باملشرتي ،وال ضرر يف بيع الغائب؛ ألنه إمنا يلزم
الضرر لو مل يثبت له اخليار عند الرؤية ،وأما إذا ثبت له اخليار فقد حفظ حقه.
الدليل الثاني:
(ح )١٩٦-ما رواه أمحد من طريق يونس ،عن يوسف بن ماهك،
عن حكيم بن حزام ،قال ،قلت :يا رسول اهلل يأتيين الرجل يسألين البيع ليس عندي ما أبيعه ،مث أبيعه من
السوق ،فقال :ال تبع ما ليس عندك ([ .)٢منقطع يوسف مل يسمعه من حكيم] (.)١
«والذي ذهب إليه الشافعي :أن بيع ما ليس عند البائع ال جيوز ،وصورته أن جييء املبتاع إليك فيطلب منك
سلعة وليست عندك وهي عند غريك فتبيعهما من طالبها مث تشرتيها من الذي هي عنده مث تسلمها إىل الطالب
بالبيع األول وذلك بيع غرر؛ ألن صاحبها قد ال يبيعها ،وأنت غري مالك هلا عند العقد ،وال قادر على
تسليمها ،ومن صور بيع ما ليس عنده أن يبيعه َعْبَد ه اآلبق ،وَمَجَله الشارد ،ويدخل فيه بيع الرجل مال غريه
موقوًفا على إجازة املالك»
وجه االستدالل:
بيع الغائب بيع شيء غري موجود عند اإلنسان حال العقد ،فيكون داخاًل يف عموم النهي الوارد به احلديث.
ونوقش هذا االستدالل:
سيأتينا الكالم على حديث حكيم بن حزام ،وبيان املراد منه يف مسألة تالية ،وخالف العلماء يف ذلك ،وبيان
أن حكيم بن حزام كان يبيع شيًئا مل ميلكه بعد ،فقد حيصل عليه يف السوق ،وقد ال حيصل عليه ،فاألمر يتعلق
يف القدرة على تسليم املبيع ،والذي هو شرط من شروط البيع ،وأما بيع الغائب فهو يف ملك البائع قد استقر
ملكه عليه ،فافرتقا.
الدليل الثالث:
النهي عن بيع املنابذة واملالمسة.
(ح )١٩٧-فقد روى البخاري ومسلم من طريق أيب الزناد ،عن األعرج،
عن أيب هريرة ﵁ ،أن رسول اهلل ﷺ هنى عن املالمسة واملنابذة (.)٢
وجه االستدالل:
هنى احلديث عن بيع املالمسة واملنابذة ،ومها بيع للسلعة مبجرد اللمس والنبذ ،دون رؤية أو تقليب ،فدل على
وجوب رؤية املبيع.